ما معنى أن ترشّح أعرق صحيفة إيرانيّة، وهي صحيفة سُنيّة، شهيدًا فلسطينيًا مثل إبراهيم النّابلسي، ليكون رجل العام الإيراني؟
يعني ذلك انتظام حبّات المحور على المستوى النّفسي، وفق بوصلة نظاميّة، واسطة عقدها نابلس برمزية مشاغلة المحتل، وحيويّة المُشاغلة وفق إيقاع إقليمي يتجاوز البعدَ الفلسطينيّ والعربيَّ لما هو إسلاميّ، والعمق الاسلاميّ وفق الأثر النفسي، يعكس رمزية الأمة، وهي رمزيّة مفقودة، وبداية وجودها الرمزيّ، يساهم في تهيئة البيئة الحاضنة، وعندها ليس ثمة فرق في الوجدان الشعبي بين نابلس ودمشق وأصفهان، لهذا تتجه سهام العدو وفق هذه المعادلة بتركيبة ليس لها جامع الا الإسلام وأولوية مواجهة السرطان العبري.
- منقول.

النّاظر في ادّعاءات مستشكلي الخطاب الإسلامي والرّاغبين في ليّ نصوصه وقراءته باعتبارات حداثيّة يجد أنّ مورد هذا الفكر في عقولهم نشأ عن قراءة الإسلام وقيمه من خلال تصفّح سلوكيّات أدعياء الإسلام ممّن لم يجد تحقيق الإسلام الحق في سلوكه بغض النّظر كان ذلك مقصوداً كمن يصدّره الإعلام أو غير مقصود كجهل مركّب في ذات المّدعي.

تصوّر الإسلام يقتبس من حقيقته وحملته الحقيقيين لا من أدعياءه!
- مقتَبس.

من متع الدنيا العزيزة مباحثة الفكرة الغضة الطرية أو الفروق الدقيقة مع مدرك لها يزيد في جلائها. أما نقاش ما قُتل جدلًا وتكرر بحثًا، وعرف كل امرئ وجهته فيه فتجرُّع الغصات وابتلاع الشوكات وضياع الأوقات!!
- مقتَطَف.

بين النمط الأسلوبي للسنة النبوية، والنمط الأسلوبي للقرآن الكريم فرق هائل جدًا، حتى أن من استمع لدقيقة واحدة من هذا وذاك لم يشتبه عليه قط الفرق بينهما، وهذا من أظهر الدلائل على أن مصدر الكلامين مختلف، ثم يأتي الفرق الهائل بين النمط الأسلوبي القرآني وأي نمط أسلوبي بشري ليحصر المصدر في كونه مصدرًا إلهيًا، ولينظر الناس ما شاؤوا في أي أدب أنتجته أية حضارة فإنهم يجدون الفرق بين هذه الآداب هو فرق بين ألوان تنتمي إلى حقل واحد، أما البيان القرآني فنمط وحده لا شبيه له على الإطلاق.
والتدبر في الفرق الأسلوبي وحده، هو أظهر وأقوى الأدلة الإيمانية وأعمقها أثرًا في النفس.
- مقتَبس.

ياريت الدعاة على القنوات الدينية وفي خطب الجمعة يعطون التنبيه على ما في المسلسلات الدينية والمسلسلات العادية من أمور مخالفة لشرعنا الشريف، فهذه المسلسلات يريد القائمون عليها نشر هذه الأمور بين الناس وتعويدهم عليها حتى يألفوها، فينشأ الصغار عليها ويكبرون على أنها أمور يفعلها الناس على أقل تقدير ، فضلا عن الاقتناع بها وفعلها، وقد نجح هؤلاء إلى حد كبير، بسبب عدم قيام أرباب الأسرة من الأب والأم بالواجب الديني تجاه أبنائهم ولضعف جهد العلماء والدعاة أمام جهد هؤلاء المفسدين.
- مقتَطف.

كثيرًا ما يحصل الشعر والنثر الذي يحوي في طيّاته ثقافة شاعره/ ناثره، على تقديرٍ أقلّ، إذ إنّه يحتاج إلى من هو في ثقافة صاحبه وسعة اطّلاعه ليفهمه، وأنا هنا لا أقصد الرمز طبعًا، ولا الشعر الذي على شاكلة درويش ممّا تحتاج فيه إلى بقر بطن الشاعر حتّى تستخرج المعنى، هذا إذا وجدت فيه شيئا، لكنّي أقصد الشعر المفهوم حمّال الأوجه، تفهمه على جهةٍ ما، ولكنّك لا تنتقل بطبيعتك إلى فهم المعنى الحقيقيّ حتّى تفهم الشاعر، وتعيش معيشته، وتتقمّص شخصيّته، فمتى زاد اطّلاعك، زاد فهمك للمعنى واقتربت من مراد الشاعر.
- عمّار البجعاوي.

أوقف نتنياهو الغليان الداخلي، لكنه لم يوقف أسباب انبعاثه في أية لحظة، ما زال عتاة التوحش يقودون دفة السفينة في مركبه، وهو شخصيا لن يتراجع عن الانقلاب ضد القضاء، وإن جمّده في فترة الكنيست الراهنة وهو قال ذلك صراحة، مع فتح باب الحوار، خرج نتنياهو في هذه الجولة ضعيفا ولكنه سيدفع بالأزمة خارجا خلال الشهور القادمة، ليغرق الجيش في مواجهة أمنية تشغله بنفسه، ليضمن وضعا داخليا خاضعا، والا فالسجن مصيره إن لم يخضع القضاء لقوانين الكنيست بأغلبية ضئيلة.
- منقول.

لم أنجذب -يومًا- إلى مؤثري مواقع التّواصل، وبخاصّة، الّذين يجعلون مرضهم، أو مشكلاتهم الصّحّيّة، محتوى لهم، ويتعاملون مع هذا المرض بصداقة، ويكأنّه وليٌّ حميم، ويعدّونه جزءًا منهم، ولا يستطيعون العيش من دونِه، وبصراحة، لا أراهم -بالنّسبة إلي- قدوات، ولا أنظر إليهم بعين القوّة والإعجاب.
ربّما أكون مخطئة، لا أستحي من ذلك، لكنّ وجهة نظري أراها مقنعة، وقد أستطيع إيجازها بهذه الكلمات: حين يشاهدهم أحد من المصابين بالمرض نفسه، وهو يعاني من الألم والضّعف، واضمحلال الأمل والقوّة؛ يخيّل إليه أنّه ضعيف غير قادر على المجابهة والتّعايش؛ فيسخط، ويزداد إيمانًا أنّه ضعيف هشّ، ولا يستطيع، غالبًا، أن يستحضّر في ذهنه أنّ هذا "المؤثّر" يظهر في أقوى حالاته، وأخفّ لحظاته ألمًا، وقد يمثّل القوّة.
ومن جانب آخر، فإنّ الأصحّاء من المتابعين، عندما يرونه بهذه القوّة، الّتي ربّما تكون مصطنعة، سيبرزون عضلات "تنظيرهم" على المرضى من حولهم، ويتّهمونهم بالتّمارض، "والدّلع"، وقلّة الصّبر.
هامش: أنا لست ضدّ تصنّع القوّة، ولا سيّما مع المرض، فالمرض لا يُكسر إلّا بالقوّة والتّصبّر، بل إن مشكلتي، مشكتي كلّها، أن تصبح هذه القوّة سَمت المريض في أذهان النّاس، ويصبح من المستهجن أن يكون المريض ضعيفًا، باكيًا.
- شيماء أبو زيد.

يُرسل بعض الأحبة القراء رسائل بمقطع للممثل خالد نبوي وهو يؤدي دور الإمام الشافعي في مسلسل يُعرض هذه الأيام، وفي المقطع يتغنى الممثل وممثلة معه ببيتين لي من أوائل ما كتبت قبل عشر سنوات، وذلك على أنها للشافعي رحمه الله. البيتان شهيران، وطالما نُسبا للشافعي، وطالما وضّحت هذا الخطأ، وسبق أن قلت: الإمام أحق بهما منّي، وهو أكبر من كلّ قولٍ يُنسب له.

ما حصل في المسلسل يدل على جهل فظيع لصنّاع العمل بهذا الإمام العظيم وبلغته الشعرية على وجه التحديد، ولك أن تتخيل ما سيكون من كوارث أخرى، إذا كان تفصيل بسيط كهذا لم ينتبهوا له، إن أحدهم لم يكلف نفسه تصفح ديوان الشافعي للتأكد من البيتين، وأشك أنهم قرأوا سيرته أصلاً.
- حذيفة العرجي.

أعتقد أن المظاهرات في دولة الكيان عامل قوة وليست عامل ضعف، تظهر مدى حوية المجتمع، ودفاعه عن حقوقه، وعدم التسليم للسلطة التنفيذية (المنتخبة) التغول على السلطة القضائية، بينما عندنا لا يوجد سلطة تشريعية، والسلطة التنفيذية تفتئت على السلطتين التشريعية والقضائية، ولا يوجد صوت ولو خافت يطالب بوقف هذا المسار المهلك.
- صايل أمارة.

مشكلتنا أنّنا لا نقرأ، ومشكلة نخبتنا الثقافية وساستنا أنّهم يقرأون، يقرأون ضِمن أجندةٍ موجَّهة، لا يعرفون الشعب، لا ما يُريد ولا ممّ يخاف، يجلسون في قصورهم متداولين أفكارهم، مستحسنين كذبهم ونفاقهم، ثمّ يخرجون إلى العلن مسلّحين بتصفيق من يُصفّقون ظانّين أنّهم الشعب، كلّ الشعب..
- عمار البجعاوي.

كان علماء اللغوياتِ والأدبياتِ والبلاغياتِ -أمس- يقولونَ إنّ الطِّباع مجبولةٌ على مُعاداةِ المعادات، أمّا اليومَ فنسمع من يقول إنّ الطِّباعَ أقربُ إلى معاداة المُحدثات المُبْتَكرات. فمالَ الأوَّلون إلى مشارف التجديد ومِلْنا إلى جمودِ التقليد.
هذا، و يتشبَّثُ كثيرٌ من الناس باعتقاد أنّ الزّمن مقياسٌ فاصلٌ أو فَيْصَلٌ بين منزَعَيْن ثقافيين أومَذهبَيْن فكريَّيْن: القديم والحديث، فالقديم عندهم ما قدم عهده والحديثُ ما جدَّ، امتدّ أم لم يَمتَدَّ، وقياسُ الحداثة عندَهم زمنيّ مَحضٌ؛ فأهلُ القدم يجعلون المستقبل وراءَ ظهورهم والماضي أمامهم، أمّا أهلُ الحداثة فيجعلونَ المُستقبلَ أمامهم والماضي وراء ظهورهم.
هذا مقياسٌ جائرٌ، ودليلُ جوره أنَّه يقيسُ بالزّمن المُجرَّد المعزول عن كلّ قيمةٍ من القيم الإنسانيّة والفكريّة والثقافيّة.
وقد اهتدى النّقّادُ قَديماً إلى جَوْرِ المقياس الزَّمنيّ المُجرَّد، فذكَروا عبارةً تَجْري مجرى القاعدة الذّهبيّة، في نقد التصنيفِ الخاطئ، فَقالوا: « ليسَ لِقِدَمِ العَهْدِ يُقدَّمُ القَائلُ ولا لحدثانِه يُهتَضَمُ المُصيبُ، ولكنْ يُعْطى كلٌّ ما يَسْتَحقُّ.»
- عبد الرّحمن بودرع.

لو أدرك النّاس قيمة الجلسات النّقاشية في تحقيق النّقلة العلميَّة المعرفيّة؛ ولكنّ الإشكال الذي لا يفتأ يتردّد ويؤثّر بأسئلته الجارحَة في السّاحة الفكريَّة والمعرفيّة الجامعيّة وغيرها، السّؤالُ التّالي: بمَ سيناقش النّاس الأفكار ؟

نعاني في الجامعة أزمة آلات وأدوات لتحليل المحاضرات والخطاب الأدبيّ والعلميّ والمعرفيّ، بل أزمة فهم لنصوص الإبداع والدّخول في المناظرات والمناقَشات... الأزمة أزمة أدوات فهم وتنزيل المَفهوم على المقاصد ثم الانتقال إلى المناقشة، الأزمة: في أنّ كثيراً منّا يحتجّ على حقّه في النّقاش، فعندما يعطى ما يطلب يقدّم أفكاراً مجرّدة وخواطر وافتراضات وقلّما ينفذ إلى عمق النّصوص والموادّ، وتكون المناقشة مجردة ولا تمسّ المَوضوع إلّا خفيفاً، لا بدّ أن نعي وزن عُلوم الآلَة القديمة (علوم العربية)، وخطر علوم الآلة الحديثة (العلوم الإنسانية) وعلوم البرهان (المنطق والمناظرة والحِجاج...) وقيمتها في الفهم والتّحليل والنّقد. اضمن متمكّنا من أدوات الفهم والتّحليل أضمن لك نقاشًا ناجحًا.
- مُقتطَف.

"أسلوب الحكيم" مصطلح بلاغي يُرادُ به مَعنى: تَلَقّي المخاطَب بغير ما يترقب. وعَرَّفوه بأنَّه عبارةٌ عن ذِكْر الأهمِّ تَعريضاً للمتكلم على تَركِه الأهَمَّ. وعَرَّفوه بأنّه: حَمْلُ كلامِ المخاطبِ عَلى مَعنى غَير المعنى الذي يقصدُه، وفيه شيءٌ من المفاجأة، وشيء من الحكمة، وشيءٌ من التنبيه اللطيف على أنَّ الأَوْلى بالمُخاطب أن يكونَ هذا المعنى مُرادَه لا ما ذَكَرَه.
والأسلوب مُضافٌ إلى الحَكيم (أُسلوبُ الحَكيمِ) وليسَ نعتاً لَه (الأسلوبُ الحَكيمُ) كما يكتبُ بعضهم. راجع مفتاح العلوم، والتعريفات والكليات، وخزانة الأدب.
- عبد الرّحمن بودرع.

ماذا في هذه الصّورة لتفوز كأفضل صورة من قبل مؤسّسة الصّحافة الدّولية؟
فقط لأنها لمصور إيراني (معارض) لقيم دولته، ويشجّع الشّذوذ والتبرج، يعدّونها شجاعة، لماذا؟
شابة شذّت عن قيم مجتمعها فاختاروا صورتها لتفوز، هل هكذا ينظرون مثلاً لفتاة شذّت في لباسها عن ركاب طائرة في بريطانيا، يشجّعونها أم يمنعونها ويزجرونها؟
حدث بالفعل وأنزلوها من الطائرة، ومعهم حق، ولكن عندما يتعلق الأمر بالعالم الإسلامي تراهم يشجعون السفور والتّبرج والشذوذ، لماذا؟
- منقول.

لا يمكن أن تكون مسلمًا، وتكون، في الوقت نفسه، مؤازِرًا للقضيّة الفِلَسطينيّة.
إذا كنت مسلمًا حقًّا، فالقضيّة قضيّتك أنتَ يا حبيبي. دع التّضامن للأحرار والشّرفاء من عِترَة الملل الأخرى ليتضامنوا معك أنتَ نفسك.
هذا اللّفظ: (التّضامن) له حمولة سياسيّة، في الواقع المعاصر، لها أمارَة معيّنة ليست هي أدنى الواجب في عقيدتك ما دمت مسلمًا حقًّا.
ومعركتنا ها هنا معركة دينٍ، وإيمانٍ، وعقيدة، ومفاصلة، وليست رأيًا، فالرّأي الآخر فيها اسمه الصّحيح هو الخيانة !
لكن ليس كلّ شخصٍ يُناصِر القضيّة ويتكاتف معها، يمسي، من بعد ذلك، نقيًّا وسويًّا، فها هو ذا، إذن، يقبع هنالك في أقصى بسيطتنا أناسيَّ يدعمون، بكلِّ ما ظفروا من شكيمةٍ وجبروت، قضيّتنا المقدّسة، لكنّهم، في الوقت عينه، يُعاضدون الشّذوذ الجنسيّ، ويُعلِّقون دعمهم لقضيّتنا شمّاعة لأفعالهم الزّائغة والمُتهتِّكة.
عدم مساندتك لها دليلٌ على خسَّتك، ووضاعتك، وجزعك، لكن وقوفك معها، لا يعني -بالضّرورة- أن تكون مُطهَّمًا وعفيفًا.
من أدرك هذه المعادلة، وآمن بها، وسعى سعيها، أحسب أنّه ربح الدّنيا والآخرة.
- النصف العلوي، مقتَطفٌ بتصرُّف، وأكملت عليه.

يتجاهل البعض غباءً أو عمدًا كوننا نعيش في كون من الاستعارات، وأن اللغة هي بيت الوجود، وأن السيميائية هي النظام الحاكم لكل التبادلات البشرية، وأننا لا نعيش فرادى وعلى ما تهوى أنفسنا، وبالتالي يريدون هدم أنظمتنا اللغوية والعلاماتية وبالأحرى ثقافتنا الاجتماعية المتعارف عليها دون وجود مسار أو بديل، مرة بحجة الطبيعة ومرة بحجة الدراسات العلمية، هب أن من الطبيعي أن يبكي الرجل، وأن تكون هناك فوائد صحية ونفسية لبكائه هذا قد أثبتها العلم، ولكن عرفنا الاجتماعي وثقافتنا المتراكمة تقرأ علامة البكاء تلك بمعان سلبية كالضعف والعجز والعبط، قراءة ترسخت بفضل التكيف الاجتماعي وطبيعة الأدوار المنوطة وثقافة الملأ، فما العمل؟! لو سمعت كلام الفريق الأول دون التنبه لخطورة ذلك على علاقاتك ووضعك الاجتماعي ستضع نفسك فعليًا في العراء، منبوذًا وغير صالح للانخراط في قطيع اجتماعي، هب أنك لا تريد القطيع الاجتماعي وتريد أن تعيش كالكلب البري الأجرب، براحتك بس متصدعناش.
- منقول.

لقَد آن الأوانُ لتنظيفِ سماءِ الجَدَل اللغويّ مِنَ التلوُّثِ الإيديولوجيِّ الذي كانَ يُغطّيها، حيثُ كانَ يتصدّرُ المَشهَدَ اللّغويَّ هيئاتٌ سياسيّةٌ لا علمَ لها بالشأن اللّغويّ، أمّا أهلُ الخبرةِ فقد أُبعِدوا وأُسدلَت في وُجوههم السّتائرُ والحُجُبُ، وأُلقِيَت الأضواءُ الكاشفَةُ على العَصَبيّّينَ المَنسوبينَ إلى بَلَد الاستعمار، ويبدو أنّ عَصبيّي بَلَد الاستعمارٍ من المغاربةِ المتحكِّمين في الرِّقابِ أشدّ بطشاً وأشدُّ قوةً، لقد تعلَّمنا أنّ الحكمةَ لا تُؤخذُ إلاّ من أفواه الحُكَماءِ وأنّ العلمَ لا يُتلقَّى إلاّ من العُلَماء، وأنّ اللغةَ لا يُستفْتى في شأنها إلاّ الذين جَمَعوا بين العلم باللغة والثقافَة والوطنيّة. أمّا التلوُّثُ الإيديولوجيّ فهو غُبارٌ لائثٌ وضَبابٌ حاجبٌ وشُبهةٌ مُهيمِنةٌ، ينبغي تنظيفُ المشهدِ اللغويّ منه، وتَنزيهُ كلِّ حديثٍ عن السياسة اللغويةِ من أوزارِه.
آن الأوانُ وحانَ الحينُ ، ولَم تَحنْ بعدُ -والحمد لله- ساعةُ المَندَمِ.
- عبد الرّحمن بودرع.

حين تزعم أنك "شخصيّة عامّة"، وتتحدّث في الأمور العامّة، ولكنّك لا تسمح لعامّة النّاس أنْ يبدو رأيهم فيما تطرح على صفحتك، فتغلق التّعليقات ثمّ تمجّد الدّيمقراطية وحريّة الرّأي والتّعبير وتقول أنّك تقف ضدّ تكميم الأفواه فأنت كذّا.ب، ويسكن في حناياك ديكتاتور صغير يتململ في أعماقك بانتظار الخروج ليكمّم الأفواه مثلك.
- مقتبس.