Telegram Web Link
مشكلة كثيرين ممّن يتكلّمون في أهمّيّة اللّغة أو عدمها، الوهم الشّائع بأنّ اللغة هي طريقة تواصل.. في حين أنّ اللّغة هي طريقة تفكير، بل هي المحدّدة للتّفكير والفهم واستيعابنا للزّمان والمكان والعلاقات بين الأشياء أصلا.

ولذلك تجد العلاقة بين اللّغة والمفردات المستخدمة، وبين القدرات العقليّة -في عمومها- علاقة طرديّة، بقدر ما يزيد أحدهما يزيد الآخر.
- مقتَطف.
باتَ، اليوم، في عشيِّنا الغِرْبيب هذا، إذا رقَّش فيه شخصٌ عربيٌّ، عن شميم صَبوَةٍ، نصًّا باللُّغة الفصيحة، إن بُحتريًّا، وإن فارعًا، أو قال بعض كلماتٍ بلغة قريشٍ أو بني سعدٍ الأولى، يُقال له: أنتَ فصيح، وما شاء اللّه عليك، ثمّ، في إبّان ذلك، يصفّقون له، ويُعطونه مُكَاءً، بل ويغبطونه.
ليست الورطة هنا، بل إنّها تقبع، حقيقةً، في كون هذا النَّص، لا يوجد فيه تركيبٌ إلّا فيه آفة وسُبَّة عدا واحدٍ ما انفكَّ سويًّا، وهو محشوٌّ بالأُغلوطات اللُّغويّة الّتي تُعطِب المعنى، وتدكّه، وترمي به في غياهِب الكفت المُفزع، وهو، أيضًا، معمّرٌ على قواعدَ هشَّةٍ وركيكة، فأنَّى يكون، من بعد ذلك، فصيحًا ؟
ومن الأناسيِّ إذا أدليتَ صِنَارتك إليه، وعرّفته بالأخطاء المستطيرة في هذا العصرِ بكلِّ أدبٍ وذلاقة دونما استنقاصٍ أو هُزاء، راح يتهكّم منك، ويزدري عليك، ويُقهقه قهقهاتٍ لو سَمِعَتها، من خلافٍ أو لددٍ، نملات سليمان الحكيم، لاشمأزّت منها باكية، ويكأنَّ الغلط اليوم -بطوله وعرضه وجسامته- آضَ سديدًا، وغضًّا شهيًّا دونما تنديد !!
وهم الأطراف.
هو شعور ينشأ عند من بترت أطرافهم حديثًا، بحيث يشعرونَ أنّ الطّرف المبتور ما زالَ موجودًا في أجسامِهم.. قد يصل الوهم لكونه يشعر بحكّة في الطّرف المبتورِ لينزل بيده مثلاً يريد حكّه فيفاجأ أنّه غير موجود!
هذه الظّاهرة لاحظت أنّه يحدث مثلها كثيرًا بين مدّعي القراءة، يقرّرون أنّهم سيقرؤون كتابًا معيّنًا ليصيروا مثقّفين، لكن ليس اليوم... ربّما غداً أو في نهاية الأسبوع. فجأة يبدؤون في التّصرّف على أساس أنّهم قرؤوه بمجرّد معرفة العنوان، واقتباس جملتين من وسط الكتاب!
فجأة يشعر بحكّة معرفيّة فيمدّ يد فكره ليحكّها فيجد أنّ الكتاب غير موجود!
- منقول.
لم تكن العرب تقبل الكلمة الأعجميّة إذا استثقلتها ألسنتهم حتّى يطوّعوها لتُصرف كأنّها عربيّةٌ ولو كانوا قادرين على ليّ ألسنتهم بها، أمّا اليوم فالمفاخرون باللفظة الأجنبيّة -وإن كان مقابلها العربيّ حاضرًا- كُثر، ينتظرون الفرصة لليّ ألسنتهم بلغة العجم، ثمّ تجد الواحد منهم يحترم اللغة الأجنبيّة بقواعدها لأسلوب الشرط والفعل المضارع والماضي... -وهذا جيّدٌ نسبيّا- فإذا ذكرت له النّحو اصفرّ وجهه كأنّما دفعته من شاهق، وليس نحو العجم بأولى من نحو العرب، لكنّه ضعف الهمّة وسطوة الغالب على المغلوب، والله المستعان..
- عمار البجعاوي.
دع الخلق للخالق!!
يبدو أنّ هناك لا يفرق بين الحكم على النّاس أو محاسبتهم -خاصّة الأموات منهم-، وبين قول كلمة الحق، الأولى ليست لنا والثانية مطلوبة منا، ولكن بلينٍ وحكمةٍ وإنصاف.
ومقولة دع الخلق للخالق لا تصلح للتّعميم في كل موقف، فتارة تكون مبررًا للجبن عن قول كلمة الحق، وأخرى غطاءً لممارسة الرّذائل والمعاصي والمظالم دون نكير من أحد!
- مقتبس.
طلب الدّليل اليوم لا يكون إلّا فيما خالف هوانا!
ونادرا ما تجد طالب الدّليل يطلبه مسترشدا، بل لا يطلب إلّا تعنّتا أو اعتراضا أو مكابرة.

وشتّان بينه وبين طالب ‍العلم الّذي لا يكوّن رأيا أصلا إلّا بعد أن يقوم له عليه الدّليل
أمّا من كان الرّأي عنده موجودا بلا تعليم فإن قصر عقله عنه أو خالف هواه طلب ثمّة الدّليل فقليلا ما يقبله حينها، وأنّى له ولو قام له ألف برهان، فإنّ مشكلته من البداية ليست علميّة أصلا.
- منقول.
بالمناسبة، النّاس الطّبيعيّون يسألون عن الفروق بين أمرين فيهما اشتباه، مثل: الفرق بين التّهوّر والشّجاعة، بين الرّسول والنّبيّ، بين النّصيحة والتّعيير... وهكذا، ولا يسأل العاقل أبدا عن الفرق بين كوب الحليب وكوكب المشتري، أو الفرق بين عمّ صالح والجورب الأخضر.
تنبيه مهمّ جدًّا في نظري لكثرة واردات السّؤال عن فروق يشتّ لها العقل!
ربّ يسّر وأعن!
- مُقتَبس.
عامّة المسائل الّتي أفردت بالبحث، وخاض فيها النّاس فتهوّكوا، ثمّ ضخّمت وقام لها سوق من الرّدود المتبادلة قد يصل بعضها للتّفسيق والتّبديع والتّكفير والولاء والبراء وصُنّف النّاس على أساسها.. لو أنّها وضعت في سياقها التّرتيبيّ المنهجيّ الطّبيعيّ المسلوك في طلب العلم لحصل أمران:
١- يصل الطّالب فيها إلى رأي واضح أوضح وأبين من عامّة المتكلّمين فيها حتّى لو كانوا باحثين أو دكاترة أو شيوخا (كبارا!) أو متخصّصين بزعمهم أو مؤلّفين.. حتّى لو كان هذا الرّأي الواضح الّذي وصل إليه ليس قطعيّا ولا يقينيّا.
٢- يعرف حجمها الحقيقيّ ويفهم حقيقة المأساة الّتي نعانيها بتشرذمنا وتفرّقنا حول مسائل عامّتها كانت من خلاف الرّحمة عند من يدري فصيّرها خلاف نقمة من لا يدري.
- منقول.
إنّ المرء قد رأى ممّن يسمَّون 'أهل الأدب' ما هو قليلٌ بحقّه أن يسمّى قلّة أدب، ومن أهل الرياض والديار ما يكثر عليه أن يكون من أهل الصحاري والقفار، وكثيرًا ما كنت أسمع بنسب الأدب بين الشعراء والأدباء، ويشوقني أن أصير إلى مثل ما يسمع المرء عمّن سبقوه من القرّاء، حتّى إذا اجتازت قدمي عتبة معرفتهم وجدته نسب التحاسد والبغضاء.
فالحمد الله الذي أكرمنا باعتزالهم، وجعلنا ممّن قضت أقدارهم بأن يحيَوا منفردين وأن يموتوا منفردين، بعيدين عن أن نُجمع وإيّاهم في جملةٍ واحدة.
- منقول.
ألم أقل لكم، من قبلُ، إنِّ الحَراك الفصائليّ المنافح في غزَّة، بفروعه الحزبيَّة كافَّة، يتأثّر كثيرًا بدماء الشُّهداء الذَّكِيَّة، ونحيب الأقصى الّذي لا ينفكّ عن منادتهم بحَنجَرته المجروحة بكرة وأصيلًا، وعويل سمائنا المُقدَّسة واستغبارها في غياهِب اللّيل ومراميه الملسوعة، ولا يكترثون لذواتهم؛ فهي آضت في سبيل اللّه، لكنَّهم لا يستطعون، من خُلفٍ، خوض مَلحَمةٍ ضروسةٍ؛ خوفًا على الفِلَسطينين العائلين القابعين في دويِّ كنفهم المكروب ؟
لكنّنا، نحنُ، الجاحدين، إلّا من رحم اللّه، لا نتوقَّف عن لومهم في كلِّ هيجاء تُضرم، وعند كلِّ تصريحٍ يجحظ من بين شفتيهم الطّاهرة، وما فتئنا نسقط عليهم أنكى أنواع السُّخرية والإجحاف !!
كنّا سنرى، من خلافٍ ولددٍ، معتركًا لاهبًا، منذُ سنين أدبرت، لومَا وجود مدنيين مساكين هناك، فأرواحهم ليست دمًى تُضربُ عُرض الحائط كلّما ضجر منها طفلٌ بسببِ كيس شبسٍ لم يحصل عليه !!
تفتتح حكومة الكيان المجرمة عهدها بقبضة حديدية عاتية، قوامها قتل واقتحامات وهدم للبيوت والمنشآت، وعدوان على المسجد الأقصى، وما يجري في جنين جزء من سياسة الترهيب الشاملة. تقول لنا هذه الحكومة بأركانها المتطرفة في إجرامها إنه ما من خطوط حمراء تتوقف عندها، وليس ثمة ما يضبط إيقاع اندفاعها نحو ترسيخ قواعد جديدة في تعاملها في الفلسطينيين وحقوقهم.
السبيل لمجابهة هذا الإجرام وتحقيق قدر معقول من الردع معروف، ولكن ما ينبغي أن يشغل بال الأحرار هو كيفية وضع الخطوات على هذا السبيل، بكثير من الإعداد وقليل من الكلام.
- منقول.
المشاركون في نسخة هذا العام من (أمير الشعراء) فهموا الدرس والمطلوب جيدًا؛ لذا نراهم يقدمون أشعارًا مائعة لتقربهم إلى ذوق اللجنة زلفى، ويغلب على ظني أن الفائز هذا العام سيكون إمّا عنصرًا مؤنثًا (وهذا هو الراجح) وإمّا عنصرًا مخنثًا لديه استعداد (من أجل الفوز) لتقديس كل ما يأتي من الأنثى والتغزل به حتى لو كان مُخاطًا أو مَخاضًا.
- الأستاذ خالد جمهور.
انثروا المسدّسات فوق جبال الجليل والجرمق والكرمل وعيبال والقدس والخليل، حتى لا يجوع ثائرٌ من مقاومة.
- صالح أبو عزة.
حينما تتصور أن ولدك وابنتَك التي تشاهد الأفلام والمسلسلات والبرامج التافهة وما فيها من عقائد فاسدة ونشر لأخلاق سيئة، وتطبيع مع قلة الأدب، وتزييف للتاريخ والواقع.. وأنت تحسب أنها مجرد تسلية بالنسبة لهم، وحينما تتصور أن المُنتجين يُنفقون تلك الأموال الطائلة لتسليةِ ولدك وفرفشتِه فأنت مُغفّل... وإنما هي تشكيل لعقل ولدك وتصوراته وتوجهاته وطموحاته وهو متأثرٌ بها لا محالة، وهي مِعوَل الهدم الذي يهدم ما تحاولُ أن تبنيَه في ولدك من معاني التوحيد والاستقامة وتزكية النفس وسلامة القلب وحسن الخلق، وطلب معالي الأمور والعزم والصبر وغيرها.
وكلُّ شرٍّ أو مشاكل تتوقعُها لو منعتَهم من مشاهدة تلك القاذورات أهونُ من ضريبة التطبيع معها والاستسلام لها. وكُلّما تأخرتَ كان الفِطامُ أصعب، وترسّخت آثارُ تلك السخافات في قلوبهم وشوّهتْ فطرتَهم. ومع الدعاء لهم والحكمة والاستعانة بالله والتدرّج والقُرب من أبنائك وشغل أوقاتهم، تستطيع إن شاء الله فطامَهم عنها، مهما كانوا قد اعتادُوا عليه.
- حسين عبد الرازق.
يكثر بين المشايخ نصح طلابهم ألا يتصدروا قبل الأربعين، وكنت أظن اختيارهم هذا؛ لأنه سن تمام الحكمة والعقل والرشد، فيُحسن المتحدث وضع الكلمة موضعها، ويهدأ في مخاطبة المخالف، ويبني عقل تلميذه دون إسهابٍ في الجدليات وخوضٍ في الماجريات، ويجنّبه ما وقع فيه من أخطاء.. وما أشبه. حتى سمعت من بعض الفضلاء عن مشايخه أنهم كانوا يمنعون الرجل العالِم أن يخطب في الناس قبل الأربعين لنكتة أخرى أبعد.. هي النفس وتأثرها؛ فالعادة في سن الشباب طربها للثناء، وسعادتها بالمتحلقين، وتشوفها للتبجيل.. والغالب بعد الأربعين أن ينكفئ المرء على نفسه، وينشغل بإدراك ذاته، ومعرفة جوانب خيره وشره، ويسعى لتكميل نقصه!

إذا كمل عقل الإنسان ما التفت للناس مدحوه أو ذموه فعنده ما يشغله!
- مُقتبس.
من إشكاليات وسائل التواصل: فتح الشهية أمام الذائقة المتعددة للتجاذبات الشخصية، كمسرح للمزادات، يلتقط الشخص في البدايات ما يظن أنه يعجبه، ثم يتفاجأ بالمزيد والمزيد من الخيارات، فتنفتح ذائقته على ذلك من أوسع أبوابها، ولا يعود يريد أن يكون محصورًا أو مقيدًا بالانجذاب إلى فرد واحد.
ثم إنه دومًا حين يجد البديل الأفضل من السابق قبله يقوم بتركه بالتدرج التكتيكي أو فجأة إذا كان شخصية أنانية وغير مبالية، وهكذا، يستمر في تتبع اغراءات العروض التي يراها أمامه تتجدد أو تتعرض له، ليجد نفسه قد أصيب بمرض التسلسل اللانهائية في الذائقة، وصار إدمانًا يصعب التخلص منه.
- منقول.
والزواج عقدٌ بين قلبين، ووصلٌ بين نفسين، ومزجٌ بين روحين -وفي الأخير- تقريبٌ بين جسمين، فإذا تراخت عُراه بين القلبين؛ ضاعت حكمة الله في السكون والرحمة والعطف.

إذا استصغرت المرأة زوجها -وإن في سَريْرَتِها- فإنها تستصغر نفسَها في الحقيقة، فما الذي يجعلها ترضى برجل تراه سخيف القدر قليل العقل عديم الرأي قوّامًا عليها !!
من معاني إكبار المرأة لنفسها أن تُجِلَّ من ارتضته زوجًا.
- مُجتزأ.
المتطرف في الحقيقة ضعيف، والذين يختارون الأطراف في فكرةٍ ما أكثرهم خلو منها؛ فالمراكز أكثر متانة وتوازنا؛ لذلك يُعتبرُ اختيارُ الناقد للمتطرف المضطرب والمُغالي أو الفارغ معرفيا كنموذج عن ضعف أو انحراف الفكرة -وسحب الأحكام المنطبقة عليه على أصحاب الفكرة كلهم- دليلا على ضعف الناقد وهشاشة نقده؛ إذ لو كان ذا متانة لركّز على المراكز، ولو كان ذا دراية لعلمَ أن آراء المتطرفين أكثر الآراء قابلية للتفنيد والتسفيه، ولو كان ذا بعد نظر لأدرك أن ضربه لأطراف الفكرة المقابلة يرتدّ على أطراف فكرته؛ فلكل فكرة أطراف، وبذلك يعرف أن اختيار الطرف قد يعود لأسباب نفسية لا معرفية بالضرورة، وأن الانتصار على متطرف مضطرب وجعله محور اهتمام ونمذجة "هبداته" هزيمةٌ في الحقيقة.
- مُقتبَس.
2025/07/09 14:22:14
Back to Top
HTML Embed Code: