من الخير لنا ألّا نبني رجاءنا على الكتب، ففائدة الكتب تُطلَب خارج دفّاتها، وإنّ الإفراط في التأدُّب والتعلُّم يُضعِف الرجل ويجعله غير أهلٍ للحياة العمليّة إذا لم تَهِبه الطبيعة حِنكة وتجاريب، فالتهذيب بالكتب يجعل المرء مبالغًا في الانتقاد، جبانًا غير واثقٍ بقدرته، رقيق المشاعر لا يتحمّل مشاقّ الحياة ومشاكلها الآلية، وهكذا تَحُول رِقَّتُه المتناهية دون الجزم، ويفصل أدبه العالي بينه وبين العمل اليومي.
إنّ تربية المدارس والكتب تلطّف وتدمّث، وهي ليست أحيانًا إلّا تربية أخلاقيّة يُفني المرء في سبيلها طاقة نشاطه وعزيمته، فهذه التربية المثلى إذا اعتمد عليها وحدها تشلُّ القوىٰ العمليّة؛ لأنّ المفرِط في الدرس بلا تجرِبة يفقد ذاتيّته ويمتلئ دماغه بالنظريات ويبتعد عن الواقع حتّى أنّه يفقد النشاط العقلي الذي رافقه قبل دخول المدرسة ثمّ ما لبث أن تلاشىٰ فيها، إنّ حفظ البرامج العلميّة عن ظهر قلب لا يخلق شخصيّة صالحةً للحياة، ومن ينشأ هكذا يندهش؛ إذ يخرج إلى مدرسة العالم ويجد أنّه فقد المقدرة على تفهُّم النّاس والأشياء، يتعجّب إذ يرىٰ غلامًا فقيرًا محرومًا من تحصيل العلوم يسبقه في ميادين العمل.
- مارون عبُّود | النّظر بفلسفة مُغايرة أكثر واقعيَّة ومنطقيَّة إلى منتهى الغُلو في المطالعة.
إنّ تربية المدارس والكتب تلطّف وتدمّث، وهي ليست أحيانًا إلّا تربية أخلاقيّة يُفني المرء في سبيلها طاقة نشاطه وعزيمته، فهذه التربية المثلى إذا اعتمد عليها وحدها تشلُّ القوىٰ العمليّة؛ لأنّ المفرِط في الدرس بلا تجرِبة يفقد ذاتيّته ويمتلئ دماغه بالنظريات ويبتعد عن الواقع حتّى أنّه يفقد النشاط العقلي الذي رافقه قبل دخول المدرسة ثمّ ما لبث أن تلاشىٰ فيها، إنّ حفظ البرامج العلميّة عن ظهر قلب لا يخلق شخصيّة صالحةً للحياة، ومن ينشأ هكذا يندهش؛ إذ يخرج إلى مدرسة العالم ويجد أنّه فقد المقدرة على تفهُّم النّاس والأشياء، يتعجّب إذ يرىٰ غلامًا فقيرًا محرومًا من تحصيل العلوم يسبقه في ميادين العمل.
- مارون عبُّود | النّظر بفلسفة مُغايرة أكثر واقعيَّة ومنطقيَّة إلى منتهى الغُلو في المطالعة.
كان رهان الغرب منذ أكثر من مائتي سنة وإلى الآن أن يحوّل تنازلاتنا البراجماتيّة إلى قناعات!
وبمرور الوقت، وتتابع الضّغط الخشن والنّاعم، وتعاقب الأجيال، تحدث تنازلات أخرى براجماتيّة مبنيّة على قناعات صارت ثابتة ومجرّد التّشكيك فيها يلحق صاحبه بالمجانين مع أنّها كانت قبل سنوات فقط اسمها تنازلات براجماتيّة لمصلحة الإسلام والمسلمين!
وهكذا تدور العجلة في بطء.. حتّى تصل لصورة المسلم المتديّن الّذي يعتبر قوس قزح حرّيّة شخصيّة، والتّعدّد ظلما للمرأة، والتطبيع مع العدوّ التّاريخيّ سياسة رشيدة، ومعيار دخول الجنّة النّار هو نفع النّاس، لا تجريد التّوحيد لربّ النّاس، والغيبيّات خرافات وأساطير... وهذا - صدّق أو لا تصدّق- هو الإسلاميّ المتديّن!
وأمّا المستنير، فتجده أقرب للإلحاد منه للإيمان... ولو نظرت لأفكار المستنيرين العَلمانيّين منهم قبل سنوات غير بعيدة ستجد أفكارهم المركزيّة إذا حكم عليها إسلاميّو اليوم وصموها بالدّعشنة... ولَوَجَدت أفكار متديّني اليوم من الإسلاميّين لو حكم عليها مستنيرو الأمس لوصوموها بالرّدّة والكفر غير مجمجمين... وهكذا تنقض عرى الإسلام عروة عروة.. وربّنا القهّار المستعان!
- منقول.
وبمرور الوقت، وتتابع الضّغط الخشن والنّاعم، وتعاقب الأجيال، تحدث تنازلات أخرى براجماتيّة مبنيّة على قناعات صارت ثابتة ومجرّد التّشكيك فيها يلحق صاحبه بالمجانين مع أنّها كانت قبل سنوات فقط اسمها تنازلات براجماتيّة لمصلحة الإسلام والمسلمين!
وهكذا تدور العجلة في بطء.. حتّى تصل لصورة المسلم المتديّن الّذي يعتبر قوس قزح حرّيّة شخصيّة، والتّعدّد ظلما للمرأة، والتطبيع مع العدوّ التّاريخيّ سياسة رشيدة، ومعيار دخول الجنّة النّار هو نفع النّاس، لا تجريد التّوحيد لربّ النّاس، والغيبيّات خرافات وأساطير... وهذا - صدّق أو لا تصدّق- هو الإسلاميّ المتديّن!
وأمّا المستنير، فتجده أقرب للإلحاد منه للإيمان... ولو نظرت لأفكار المستنيرين العَلمانيّين منهم قبل سنوات غير بعيدة ستجد أفكارهم المركزيّة إذا حكم عليها إسلاميّو اليوم وصموها بالدّعشنة... ولَوَجَدت أفكار متديّني اليوم من الإسلاميّين لو حكم عليها مستنيرو الأمس لوصوموها بالرّدّة والكفر غير مجمجمين... وهكذا تنقض عرى الإسلام عروة عروة.. وربّنا القهّار المستعان!
- منقول.
لا ينفك المتحدث في القضايا الاجتماعية عادة من استحضار تجاربه وعلاقاته، وإسقاط أحكامه عليها، فالرجل المتحدث عن النساء قد يصفهن بالحنان والمودة والحياء، وتجد بمقابله من يصفهن بالمكر والخيانة والغباء والتفاهة .. وليس هذا إلا انعكاسًا لما اكتمل في نفسه من صورة النساء اللواتي قابل، لا للمرأة كما هي، وقُلْ مثله في الحديث عن رجال الدين، والحكَّام، والطلاب، والأزواج، والفقراء والأغنياء... الخ.
ومع كونها طريقة مجحفة في إطلاق الأحكام، والتصدي للقضايا العامة، لكنها تبقى أهون بكثير ممن يستبطن فكرة ثم يستنطق الشرع والفقهاء بها من خلال اجتزاء الكلام أو اختيار النصوص، فالمخطئ في إدراك الواقع أو بيانه خيرٌ ممن يصر على إلباس خطئه هذا عباءة الدين!
- منقول.
ومع كونها طريقة مجحفة في إطلاق الأحكام، والتصدي للقضايا العامة، لكنها تبقى أهون بكثير ممن يستبطن فكرة ثم يستنطق الشرع والفقهاء بها من خلال اجتزاء الكلام أو اختيار النصوص، فالمخطئ في إدراك الواقع أو بيانه خيرٌ ممن يصر على إلباس خطئه هذا عباءة الدين!
- منقول.
الإنسان عادة، أبعد ما يكون عن تصديق ذمّه بغير حقّ، بل إنّه لو ذُمّ بحقّ وصدق وعدل لوجد لنفسه ألفا من المعاذير.. إنّما الخوف كلّه من المدح بغير حقّ، فإنّ هواه ينجري إليه منجريه لا يكاد يكبو، ونفسه تحدّثه وتقيم له من الاحتمالات ما يقصم ظهر الزّاهد أن لعلّها تلك فيك خصال لم تلتفت إليها ولا لحظتها؟! وكذَبَتْك!
ليس فيك من ذلك شيء.. لو قعدت بالصّدق تعرّفها قدرها لا تغادره.. والنّصيحة لك: لا تذمّ نفسك أبدا بباطل بيّن وكذب مبين وأنت ترجو أن يكذّبك النّاس فيشفوا صدرك ويحفظوا لك مكانتك عند نفسك، ويلعب بك شيطانها يسمّي لك فعلك ذلك تواضعا. ولا تقبل من أحد مدحا تحسبه أصاب فيك مزيّة لم تنتبه لها فإنّ نفسك في التّفتيش عن محاسنها وتعظيمها لا تحتاج إلى معين بل إلى لجام. وربّ يسّر وأعن!
- منقول.
ليس فيك من ذلك شيء.. لو قعدت بالصّدق تعرّفها قدرها لا تغادره.. والنّصيحة لك: لا تذمّ نفسك أبدا بباطل بيّن وكذب مبين وأنت ترجو أن يكذّبك النّاس فيشفوا صدرك ويحفظوا لك مكانتك عند نفسك، ويلعب بك شيطانها يسمّي لك فعلك ذلك تواضعا. ولا تقبل من أحد مدحا تحسبه أصاب فيك مزيّة لم تنتبه لها فإنّ نفسك في التّفتيش عن محاسنها وتعظيمها لا تحتاج إلى معين بل إلى لجام. وربّ يسّر وأعن!
- منقول.
علم المستعمر -منذ زمن بعيد- بإمكانية الاستفادة من الصوفية في مخططاته ضد المسلمين، فأرسل من أبنائه من يدرس هذه، الفرقة دراسة مستفيضة في عقر دارها، ومن خلال تراثها وواقعها السلوكي، فظهر عدد من المستشرقين الذين عنوا بهذا غاية العناية؛ كالمستشرق الفرنسي الشهير ماسينيون، الذي تخصص في دراسة الصوفية، ولا سيما أهل الغلو منهم كالحلاج حتى لقب بعاشق الحلاج، وفي الزمن القريب ظهر اهتمام الغرب -وعلى رأسهم أمريكا- بالصوفية والتصوف، والتأكيد على ضرورة دعم هذا التيار باعتباره الإسلام الوسطي المعتدل -بزعمهم- الذي يجب أن يُمكّن في بلاد المسلمين للقضاء على التطرف والإرهاب الذي ألصق بالمسلمين ظلما وعدوانا، وقد بدأت بوادر هذا الدعم جلية في بلاد المسلمين لاسيما في وسائل الإعلام المختلفة.
- ناصر القفاري، مقالات الفرق.
- ناصر القفاري، مقالات الفرق.
بعض الناس، لو وسعه القول بأنّ الفقه الإسلاميّ، وعلماءه، ومشايخه، سبب ثقب الأوزون، ما تردّد في هذا الإطلاق.. يلصق كلّ تخلّف في الأمة بمنظومة الفقه، ويتجاهل أنّ لكلّ علم وظيفته، ولكلِّ فرد دوره، فليُحاسَب المشايخ على مسؤوليّاتهم، والسّاسة على قرارتهم، والاقتصاديّون على آثار نظرياتهم.. وهكذا !
لكنّ الغرض ليس البَحث عن حلٍّ للأمة، ومعالجة كلّ قضاياها، بل تسخيف هذا العلم بربط صور الجَهل به، ودفع النّاس لتركه، والانتقال لأطروحاتٍ من الشّرق أو الغرب ينمحي إثرها امتيازنا عنهم... والحكيم من وضع كل شيء موضعه !
- منقول.
لكنّ الغرض ليس البَحث عن حلٍّ للأمة، ومعالجة كلّ قضاياها، بل تسخيف هذا العلم بربط صور الجَهل به، ودفع النّاس لتركه، والانتقال لأطروحاتٍ من الشّرق أو الغرب ينمحي إثرها امتيازنا عنهم... والحكيم من وضع كل شيء موضعه !
- منقول.
يتكلّم المنتقد، وكأنّ السّنّة ملك يمينه، وممثّلها الأوحد، وليست قادمة من عند رسول اللّه بوَساطة جبريل، وما عداه بدعة ضالّة، مآل أصحابها الجحيم، وهذا - في ذاته - مفتاح الخروج عن جادّة الصّواب، فالسّنّة ليست سلطة لأحد، ولا حقّ لادّعاء احتوائها حكما وتصريفا من أيٍّ كان، فيما عدا الأحمد عليه الصّلاة والسّلام، فكلّ حُكم سُنيٍّ يوضع في كِفّة أقاويل النّبي الصّحيحة الثابتة، ومعها تسحب مدى صحّة تمثيل الطّائفة النّاجية، الّتي يتبجّح بها الكثير، لاسيّما المُرجِئة والخوارج والرّافضة.
إنّ النّقد البنّاء قائم على المحاججة الموضوعيّة، والمقارعة الاستنباطيّة، البعيدة - كليًّا - عن التّجريج الذّاتي، والتّعريض المستفزّ، وإلا صار عبثا لا مقام له علميّا، وهو ما رأيناه، فإياد القنيبي له طرح اجتهاديّ يحتمل القبول كما الرّفض، وهذا حال كلّ البشر، فيما عدا الأنبياء، وحين حصول الأخير - افتراضًا ولن يحصل-، يعرض الأمر للمناقشة، ولكن وفق أدبيّات الحوار، وهو ما افتقدناه هاهنا، فبأيّ حقٍّ يُمارس هذا الهجوم من غير مبادئ ؟
يبقى مقام الأستاذ إياد محفوظًا، نقبل منه ما يستقيم، ونرفض ما كان سقيما إن وجد، ولا يهمّنا رأي أيّ كان، فاللّهمّ إلا ذي الأهليّة العلميّة المشهود له بها، ويكون الطّرح أسّ الحكم.
- مُقتبس من تعليق أحدهم ردًّا على (شيخٍ!) للسّلاطِين، يتّهم إياد القُنيبي، بأنّه يضخّ مياه فاسدة، مع تصرُّف.
إنّ النّقد البنّاء قائم على المحاججة الموضوعيّة، والمقارعة الاستنباطيّة، البعيدة - كليًّا - عن التّجريج الذّاتي، والتّعريض المستفزّ، وإلا صار عبثا لا مقام له علميّا، وهو ما رأيناه، فإياد القنيبي له طرح اجتهاديّ يحتمل القبول كما الرّفض، وهذا حال كلّ البشر، فيما عدا الأنبياء، وحين حصول الأخير - افتراضًا ولن يحصل-، يعرض الأمر للمناقشة، ولكن وفق أدبيّات الحوار، وهو ما افتقدناه هاهنا، فبأيّ حقٍّ يُمارس هذا الهجوم من غير مبادئ ؟
يبقى مقام الأستاذ إياد محفوظًا، نقبل منه ما يستقيم، ونرفض ما كان سقيما إن وجد، ولا يهمّنا رأي أيّ كان، فاللّهمّ إلا ذي الأهليّة العلميّة المشهود له بها، ويكون الطّرح أسّ الحكم.
- مُقتبس من تعليق أحدهم ردًّا على (شيخٍ!) للسّلاطِين، يتّهم إياد القُنيبي، بأنّه يضخّ مياه فاسدة، مع تصرُّف.
من قال إنّهم ماتوا فجأة !
إنّ أكثر شيءٍ نسمعه، في هذه الحِقبة المُبهَمة، أنّ فلانًا قضى نحبه على حين غِرَّة، فهل -حقًّا- أُسلمت روح هؤلاء كلّهم دونما فواتِحَ ولا تمهيدات ؟
إذا تقصّينا طريق ثُلَّةٍ من هؤلاء الّذين حُكم عليهم بأنّهم ماتوا فجأة، وما فتِئوا مختَّمينَ بصكوكٍ مُختلَسة، ننتبه، ولا عجب، إلى أنّهم يُقبَضون كلَّ يومٍ دون أن نحسّ بهم، فكم من شخصٍ منهم سرطته الكُروب، وداست على صَدره، وأشْعَلت لهبًا في خَصْلات روحه، وما انفكّت تعلِك أعصابه منذ سنين دونما شعورٍ من الآخرين، ولمّا ضربته الهواجِسُ ضربةً مميتة، قالوا حِيالي -وأنا محشوٌّ بالتّساؤلات المتدرِّجة- أفضى إلى بارئه فُجاءَة !!
وكم من فردٍ من الّذين نزعم أنّهم ماتوا بَغتة، قد تصرّموا دهاليز الدّنيا كلّها عُراة، قبل أن يمْسكهم الموت الجَسُور، ويتملّصوا من عِيشَة ضَنْكًا ؟
غزيرون هم الّذين يفنون بالتّقسيط العَيوف، وحافلون هم الّذين يحيَون بالتّقسيط المُستَعْبِد، فتلهو معهم الخوازيق فرادى، ريثما يرْحَلون، عن طيبِ قَهرٍ، مع القدر إلى انقماسِهم البَرزَخي.
اللّهم -يا مجيب الدّعاء- غيِّب عنّا سوء المنتهى.
إنّ أكثر شيءٍ نسمعه، في هذه الحِقبة المُبهَمة، أنّ فلانًا قضى نحبه على حين غِرَّة، فهل -حقًّا- أُسلمت روح هؤلاء كلّهم دونما فواتِحَ ولا تمهيدات ؟
إذا تقصّينا طريق ثُلَّةٍ من هؤلاء الّذين حُكم عليهم بأنّهم ماتوا فجأة، وما فتِئوا مختَّمينَ بصكوكٍ مُختلَسة، ننتبه، ولا عجب، إلى أنّهم يُقبَضون كلَّ يومٍ دون أن نحسّ بهم، فكم من شخصٍ منهم سرطته الكُروب، وداست على صَدره، وأشْعَلت لهبًا في خَصْلات روحه، وما انفكّت تعلِك أعصابه منذ سنين دونما شعورٍ من الآخرين، ولمّا ضربته الهواجِسُ ضربةً مميتة، قالوا حِيالي -وأنا محشوٌّ بالتّساؤلات المتدرِّجة- أفضى إلى بارئه فُجاءَة !!
وكم من فردٍ من الّذين نزعم أنّهم ماتوا بَغتة، قد تصرّموا دهاليز الدّنيا كلّها عُراة، قبل أن يمْسكهم الموت الجَسُور، ويتملّصوا من عِيشَة ضَنْكًا ؟
غزيرون هم الّذين يفنون بالتّقسيط العَيوف، وحافلون هم الّذين يحيَون بالتّقسيط المُستَعْبِد، فتلهو معهم الخوازيق فرادى، ريثما يرْحَلون، عن طيبِ قَهرٍ، مع القدر إلى انقماسِهم البَرزَخي.
اللّهم -يا مجيب الدّعاء- غيِّب عنّا سوء المنتهى.
لا يعيب الشخص المتبحِّر في عِلمٍ أو مذهب أن يجهلَ ما هو واضح لمبتدِئ في غيره؛ فإنّ العلوم كثيرة، والاصطلاحات متعدّدة، وقد يتّفق أن يكون لاصطلاح واحدٍ معانٍ متغايرةٍ بين الفنون.
ولا يعيبه أن يسأل عمّا يجهل ممّا قلّ منه أو كثُر، بل نجد في تراثنا أئمة تتلمذوا لبعض طلابهم فيما فاتهم.
لكنّ الخطأ والزّلل والعيب إنّما يُنسب لمن يجهل شيئًا، فيقتحمه مصنفًا، أو محققًا، أو ناقدًا، ظانًا أن إدراكه لطرق البَحث عاصم له من سوء الفهم، وأن السّير ببوارق النّور منجٍ له من مزالق العمى.. وأنّى يكون !
- اقتباس.
ولا يعيبه أن يسأل عمّا يجهل ممّا قلّ منه أو كثُر، بل نجد في تراثنا أئمة تتلمذوا لبعض طلابهم فيما فاتهم.
لكنّ الخطأ والزّلل والعيب إنّما يُنسب لمن يجهل شيئًا، فيقتحمه مصنفًا، أو محققًا، أو ناقدًا، ظانًا أن إدراكه لطرق البَحث عاصم له من سوء الفهم، وأن السّير ببوارق النّور منجٍ له من مزالق العمى.. وأنّى يكون !
- اقتباس.
لو مكّن الله لأحدكم في الأرض فآتاه القدرة أن يتحكّم في معدّلات القبول لدى جامعاتنا -رغم كلّ فوضى الجامعات الخاصّة- فأطلب منه أن يرفع معدّل قبول اللغة العربيّة، هذه المادّة التي أنزل الله بها كلامه ثمّ إذ هي تُودَع ضمن آخر الرغبات وأدنى المعدّلات، فإذا لم يجد المتعلّم بدًّا من تعلّم تخصّصٍ آخر انضمّ إليها على مضض، ثمّ يدرسها على مضضٍ كأنّها السمّ، يحصّل فيها النجاح ليكون الأوّل على مجموعةٍ من مثله، ليس رغبةً بها ولا تطلّعًا إلى عزّها، إن هو إلّا أنّ أراد المعدّل فأردت، وأمرت الجامعات فأذعنت!
ثمّ يخرج لنا جيلٌ من المعلّمين المُبغِضين لها، المجبَرين عليها ينقلون إلى الطلبة بغضها طلبًا للراتب الشهريّ، فكيف بنا إذًا أن نحبّها؟ وكيف لنا أن نُعيدَ مجدها الذي هو مجد الأمّة!
لعلّ التخمة التي أصابت التخصّصات الطبيّة والهندسيّة وما عداها ممّا يُرجى خيره إلّا في هذه البلد، ويُطلب أجره إلّا إذا زاد العدد، يوجّه أنظار طلبتنا وأهاليهم إلى هذا التخصّص الشريف الذي لا غنى عنه..
- عمّار البَعْجاوي.
ثمّ يخرج لنا جيلٌ من المعلّمين المُبغِضين لها، المجبَرين عليها ينقلون إلى الطلبة بغضها طلبًا للراتب الشهريّ، فكيف بنا إذًا أن نحبّها؟ وكيف لنا أن نُعيدَ مجدها الذي هو مجد الأمّة!
لعلّ التخمة التي أصابت التخصّصات الطبيّة والهندسيّة وما عداها ممّا يُرجى خيره إلّا في هذه البلد، ويُطلب أجره إلّا إذا زاد العدد، يوجّه أنظار طلبتنا وأهاليهم إلى هذا التخصّص الشريف الذي لا غنى عنه..
- عمّار البَعْجاوي.
عندما يصبح اختيار الخِيار الفطري -بل الميل له- أمرًا نُلام عليه، فماذا تبقى للبشر من بشريتهم؟
كلما طفقتُ للبحث والنظر في إحدى إشكالات المجتمع الراهن، أكاد أجزم أن جل الإشكالات نابعة عن انتكاسٍ في الفطرة، والإشكالات التي لها رافد غير انتكاس الفطرة قليلة، ومع البحث والتقصي عنها تجد جلها كذلك وافدة من مجتمعات انبثقت فيها هذه الإشكالات بسبب انتكاس فطري.
بينما يعلو العمران وتزهو الحياة، يُقتَل من تزهو الحياة لأجله، وهو الإنسان وفطرته، وهكذا أصبحت -أيها الإنسان- بين نارين لا بد أن يطولك أحدهما، إما أن تذوب في المِزاج العام السائد وتنسلخ عن إنسانيتك وتتحول إلى آلة مادية لا تعبأ سوى بالمادة ولا تتحرك إلا لها، فاقدةً كل قيم الجمال الحقيقي والطمأنينة والهدوء، وإما أن تميل إلى فطرتك وتختار إنسانيتك، فتظل نار الملامة تلاحقك حينًا بعد حين.
والله لنار الملامة عندي أحب إليّ من قتل نفسي وإهلاكها فيما ليس لها وفيما لم تُخلَق من أجله، فكما قال الزمخشري "الإنسان بناء الله ، لعن الله من هدمه".
- شيماء مُصطَفى.
كلما طفقتُ للبحث والنظر في إحدى إشكالات المجتمع الراهن، أكاد أجزم أن جل الإشكالات نابعة عن انتكاسٍ في الفطرة، والإشكالات التي لها رافد غير انتكاس الفطرة قليلة، ومع البحث والتقصي عنها تجد جلها كذلك وافدة من مجتمعات انبثقت فيها هذه الإشكالات بسبب انتكاس فطري.
بينما يعلو العمران وتزهو الحياة، يُقتَل من تزهو الحياة لأجله، وهو الإنسان وفطرته، وهكذا أصبحت -أيها الإنسان- بين نارين لا بد أن يطولك أحدهما، إما أن تذوب في المِزاج العام السائد وتنسلخ عن إنسانيتك وتتحول إلى آلة مادية لا تعبأ سوى بالمادة ولا تتحرك إلا لها، فاقدةً كل قيم الجمال الحقيقي والطمأنينة والهدوء، وإما أن تميل إلى فطرتك وتختار إنسانيتك، فتظل نار الملامة تلاحقك حينًا بعد حين.
والله لنار الملامة عندي أحب إليّ من قتل نفسي وإهلاكها فيما ليس لها وفيما لم تُخلَق من أجله، فكما قال الزمخشري "الإنسان بناء الله ، لعن الله من هدمه".
- شيماء مُصطَفى.
بين وجع الأمهات وحفلات الهابطين والهابطات!! الصورة المرفقة للأم المكلومة أبلغ من كل كلام!
ليست المصيبة في فقدان الشّهداء رغم عظم الجرح وشدة الألم، فهذا معهود في الشّعوب التي تنشد انتزاع الحريّة من أشداق محتليها.. لكنّ الطّامة الكبرى انه قبل أن تجف دماء هؤلاء الأطهار، تقوم حثالات من عديمي الاخلاق والانتماء بإقامةِ حفلاتٍ سَاقطة منحلّة مثلهم، والاكثر سقوطاً وانحطاطاً من هؤلاء، أولئك الاوباش المنافقون الذين يبررون لهم بدعوى الحرية الشخصية والحق في الفرح... وأحياناً تبلغ الوقاحة مداها فتنسب الحفلات السّاقطة للتراث والوطن والمقاومة!!
وقد أصبح ملحوظاً في الشّهور الاخيرة أنه كلما ارتقى أقمار شهداء، تبع ذلك مباشرة حفل ساقط هنا أو هناك، ممّا يشير إلى عملٍ مُمنهَج ومدروس، القصد منه جعل القتل فينا أمراً عاديًا لا يؤبه له بحجّة ضرورة استمرار الحياة، وإسقاط مكانة الشّهداء في نفوس الاجيال حتّى لا يقتدى بهم ممن بعدهم، ومعلوم من المستفيد الأول من هذا الأمر!
رحم اللّه أقمارنا وتيجان رؤوسنا وأفرغ على أهاليهم الصبر الجميل وتقبلهم في عليين.
- د. سعيد دويكات.
ليست المصيبة في فقدان الشّهداء رغم عظم الجرح وشدة الألم، فهذا معهود في الشّعوب التي تنشد انتزاع الحريّة من أشداق محتليها.. لكنّ الطّامة الكبرى انه قبل أن تجف دماء هؤلاء الأطهار، تقوم حثالات من عديمي الاخلاق والانتماء بإقامةِ حفلاتٍ سَاقطة منحلّة مثلهم، والاكثر سقوطاً وانحطاطاً من هؤلاء، أولئك الاوباش المنافقون الذين يبررون لهم بدعوى الحرية الشخصية والحق في الفرح... وأحياناً تبلغ الوقاحة مداها فتنسب الحفلات السّاقطة للتراث والوطن والمقاومة!!
وقد أصبح ملحوظاً في الشّهور الاخيرة أنه كلما ارتقى أقمار شهداء، تبع ذلك مباشرة حفل ساقط هنا أو هناك، ممّا يشير إلى عملٍ مُمنهَج ومدروس، القصد منه جعل القتل فينا أمراً عاديًا لا يؤبه له بحجّة ضرورة استمرار الحياة، وإسقاط مكانة الشّهداء في نفوس الاجيال حتّى لا يقتدى بهم ممن بعدهم، ومعلوم من المستفيد الأول من هذا الأمر!
رحم اللّه أقمارنا وتيجان رؤوسنا وأفرغ على أهاليهم الصبر الجميل وتقبلهم في عليين.
- د. سعيد دويكات.
المراهقون ( يجاكرون) لإثبات ذاتهم، لكنّ بعضهم يلغي في المجاكرة ذاته.
- منقول.
- منقول.
تعلَّمْ! وإنْ لم يكن تعلُّمُك لتصير أستاذًا في المدارس، أو باحثًا في الجامعات؛ ولكن ليكون عقلُك، على الأقلِّ، بمأمن من أن يستزلَّه أصحاب الأغراض المبطَّنة ممّا هو فيه من نور الهدى وثلج اليقين؛ فالباطل لم يعد مروَّجًا على أيدي أفرادٍ إذا خرقوا الحياء في موطنٍ، قدَّروا العقل في موضعٍ آخر، بل قد برئ ترويج الباطل هذه الأيّام من كلا الأمرين براءةً فاضحةً مخزيةً، فلا الحياء يُحفظ ويُراعى في مواطن القول، ولا العقل يُجلُّ ويُحترمُ في مذاهب الرّأي، وتقف وراء ذلك كلّه حشودٌ مؤلَّفة، وجيوشٌ مموَّلة للضّرب على طبول الباطل، والنّفخ في أبواقه؛ لإعلاء صوته في كلّ محفلٍ ما استطاعوا إلى ذلك سبيلًا.
أمَّا أهل الحقّ، أو الذين يدعون، فيما يظهر، إلى شيءٍ من الحقّ، فقد صارت غايتُهم لا تتجِّه إلى دحر الباطل، وبيان عواره، وإنّما يتداولها الإمعانُ في تتبُّع المساوئ فيما بينهم، والتّغاضي عن محاسنهم، وعدم الحضّ على قبول العذر، وعلى توحيد الغرض وإن تشعّبت إليه السُّبل، حتّى بلغ الأمر أن تُخفى الفضائل، وتُظهر الرّذائل، فتفرَّقت جهودهم، وهانوا أمام جيوش الباطل هوانًا مُبينًا لا لُبسَ فيه.
أمام هذا الأوّل الأدهى، ومع ذاك الآخر الأمرّ؛ لا ترضينَّ أن يكون عقلُك نسخةً مصوّرةً عن عقل غيرك، تذمُّ ما يذمُّ دون بحثٍ، وتقبل ما يقبل دون نظر؛ لأنَّ الانتصار للهوى قد صار أمرًا متفشّيًا في أكثر مدارج حياتنا الحاضرة، وإن لم يكن من الأخذ بدٌّ، فعن رجلٍ تشهد الأيّام على صدقه في نفسه، قبل صدقه في غيره، وتقرُّ الحوادث بخضوعه للحجَّة والدّليل، لا للتّعصُّب والهوى الذّليل.
- محمّد كمارا.
أمَّا أهل الحقّ، أو الذين يدعون، فيما يظهر، إلى شيءٍ من الحقّ، فقد صارت غايتُهم لا تتجِّه إلى دحر الباطل، وبيان عواره، وإنّما يتداولها الإمعانُ في تتبُّع المساوئ فيما بينهم، والتّغاضي عن محاسنهم، وعدم الحضّ على قبول العذر، وعلى توحيد الغرض وإن تشعّبت إليه السُّبل، حتّى بلغ الأمر أن تُخفى الفضائل، وتُظهر الرّذائل، فتفرَّقت جهودهم، وهانوا أمام جيوش الباطل هوانًا مُبينًا لا لُبسَ فيه.
أمام هذا الأوّل الأدهى، ومع ذاك الآخر الأمرّ؛ لا ترضينَّ أن يكون عقلُك نسخةً مصوّرةً عن عقل غيرك، تذمُّ ما يذمُّ دون بحثٍ، وتقبل ما يقبل دون نظر؛ لأنَّ الانتصار للهوى قد صار أمرًا متفشّيًا في أكثر مدارج حياتنا الحاضرة، وإن لم يكن من الأخذ بدٌّ، فعن رجلٍ تشهد الأيّام على صدقه في نفسه، قبل صدقه في غيره، وتقرُّ الحوادث بخضوعه للحجَّة والدّليل، لا للتّعصُّب والهوى الذّليل.
- محمّد كمارا.
تخطئة المخطئ مع ما جبلت عليه النّفس من الأنفة عن الخطأ الّتي لولاها استمرأ النّاس الخطأ ولم يبحثوا عن الحقّ، صعبة!!
وأصعب منها تغليط المُخَطِّئ، ونادراً ما أنتج شيئاً، إذ المخطِّئ في الغالبِ مندفعٌ بروح الاحتساب، يتأبّط حماساً، ويجترب القطْع، ويحتقب التّوكيد فيما هو يظنّه ويحسبه الحقّ.
وكلّ ما تقوله له في تغليطك إيّاه محمول عنده على ضعفك وخورك وجبنك أو اندفاعك وغرورك وحماسك، وأنتَ عنده ترفضُ التّخطئة لكبْر فيك مع أنّ رفض تغليطك له -أيضاً- قد يقال فيه نفس ما قاله لك.
فتركيب هذه المسألة حاجب عن تبيّن الحقّ عند من يقدّم "نفسنة" و"شخصنة" المواضيع العلميّة على النّظر في الحجج، وليس يستنقذ من هذه المردية إلاّ التّمرّس بالنّظر في الكلام مجرّداً.
وأين من يقوى عليه؟!
- منقول.
وأصعب منها تغليط المُخَطِّئ، ونادراً ما أنتج شيئاً، إذ المخطِّئ في الغالبِ مندفعٌ بروح الاحتساب، يتأبّط حماساً، ويجترب القطْع، ويحتقب التّوكيد فيما هو يظنّه ويحسبه الحقّ.
وكلّ ما تقوله له في تغليطك إيّاه محمول عنده على ضعفك وخورك وجبنك أو اندفاعك وغرورك وحماسك، وأنتَ عنده ترفضُ التّخطئة لكبْر فيك مع أنّ رفض تغليطك له -أيضاً- قد يقال فيه نفس ما قاله لك.
فتركيب هذه المسألة حاجب عن تبيّن الحقّ عند من يقدّم "نفسنة" و"شخصنة" المواضيع العلميّة على النّظر في الحجج، وليس يستنقذ من هذه المردية إلاّ التّمرّس بالنّظر في الكلام مجرّداً.
وأين من يقوى عليه؟!
- منقول.
منشورٌ قاسٍ.
قول كلمة الحقّ.. لا يقصر أجلًا ولا يقطع رزقاً والخوف لا يطيلُ حياةً، ولا يضمن حتَّى لقمةَ خبز.
عندما يوضعٍ منشورٌ ينتقدُ الحالةَ الكارثيّة التي نعيشها، يكون الصّمت سيد الموقف، أو الاكتفاء بالحَوقلة والحسبَنة ولا أرى ذلك تعبيراً عن الايمان بل عن شيء آخر!!
مثل هذا الرّعب وارتعاد الفرائص هو من يجرِّئ الظّالمين والمُنفلتين على الاستمرار في نهجهم، ما يعني حتماً أنه سيطال الجميع، وفي مقدمتهم الخائفون !!
- د. سعيد دويكات.
قول كلمة الحقّ.. لا يقصر أجلًا ولا يقطع رزقاً والخوف لا يطيلُ حياةً، ولا يضمن حتَّى لقمةَ خبز.
عندما يوضعٍ منشورٌ ينتقدُ الحالةَ الكارثيّة التي نعيشها، يكون الصّمت سيد الموقف، أو الاكتفاء بالحَوقلة والحسبَنة ولا أرى ذلك تعبيراً عن الايمان بل عن شيء آخر!!
مثل هذا الرّعب وارتعاد الفرائص هو من يجرِّئ الظّالمين والمُنفلتين على الاستمرار في نهجهم، ما يعني حتماً أنه سيطال الجميع، وفي مقدمتهم الخائفون !!
- د. سعيد دويكات.
دلّت أحداث التاريخ أنّ الفكر لا يُقهَر إلا بالفكر، وأنّ كلّ المحاولات لمواجهة الأفكار بالقوّة والقتل، كانت سبباً في نشرها، لا في وأدها.
- منقول.
- منقول.
لا جَرَم أنّنا لن نسْتَطعم، مذاق الغَلَبةِ والانتصار، إلّا بعدما نتملَّص، إجمالًا، من التّافهين والتّافهات الّذين يمتَطون صَهوَة (الميديا)، ويُجاهرون، بشكلٍ غير مسبوقٍ، وبكلّ ما أترِعُوا من قِحَة، أنْ لا علاقة لهم -إطلاقًا- لا بالعقلانيَّة ولا بالورَع ولا بالاستحياء، ويرشّون، بكلِّ ما أتاهم قرينهم من سَماجة وجعْجَعة وشنشنة، سفهًا وسَقَمًا منقوفًا، ولا يأبهون (بالمرَّة) إلى غارَة أو عِراك أو شهداء ميامين ماتوا كما الأشجار وقوفًا لمَّا ذادوا الأدران من على رَبْوَة الأمّة وسافلها السّحيق، فهؤلاء والّذين على ضِرعهم -صدِّق أو موِّه- لا يتباينون، ولو بَوْنًا واحدًا، مع الكِيان الزّنيم، الملتَصِق كما الكِمَامة، على أفواهنا الوَلْهانة. حضر الخَطَل ولمّا تحضر المُسْكة، حكمٌ مؤبّد، فأيّان تسنَح ؟ لن نتحرّر إلّا بعد أن نعتق أنفسنا من الّذين لا يكترثون إلى شهيدٍ أو أسيرٍ أو إصابة، ليسَ تثبيطًا ولا لَغوًا، أيْ واللّه، إن هو إلّا قول القسط اللّازم. الحقّ أنّهم لا يُعيرون الأمر اهتمامًا جليًّا، حتّى إذا ما رأوا حَركة ملغومةً على بُعد كيلومترات و(سقاطة!)، يرتحلون سِراعًا دونما مَضَضٍ أو قسْرٍ إلى مهرجانات السّخافة والفدامَة والعُري الفاضح، رافعين الصّهاريجَ بمُعَدَّات (أيديولوجيَّة) قَحّاحة وصدَّاحة، مشحونة بالأفيون الفكريِّ المَحظور، في بلدٍ طالما عُرفَ بالسُّموِّ والأصالة، معلِّقين أفعالهم شمّاعة أنّ الابتهاج حقٌّ على النّفس الأمّارة، وأنَّنا في بسيطةٍ غرُزت فيها الشّهادة، ويكأنَّ الشّهيد المحروق بفعلِ الرّاجِمات النّوويَّة الّذي عاشَ لسنواتٍ وسنوات في عُبابِ الواقع الفاحِش وصقيعه، ليسَ روحًا ولا لحمًا آدميًّا، وآضت حاله كما رقمٍ في رحابِ جوفِ كتابٍ ذي أرقام زاخرة، ولولا أيَّام نحسات، لكان الهُذاء مستَفحِلًا، ولتعرّضنا من لدُنهم إلى سفسَطَة ساخِطة، وإنّ هذه التّعليقات الملأى بالتَّسويغ المَسيخ، آلت تماثل صافرات مشجِّعي كُرة قدم، أو لعلّها أفظع !
ولا حول ولا قوَّة إلّا باللّه، ربِّ يسِّر وأعن.
ولا حول ولا قوَّة إلّا باللّه، ربِّ يسِّر وأعن.
طائراتٌ مروحيَّةٌ في سماءِ عسقلان، تشبه تلك الّتي ظهرت في سماء جنين فوق منزل الشّيخ "بسام السّعدي"، وقرار باستدعاء خمسة وعشرين ألفاً من قوات الاحتياط، وحملة اعتقالات في الضّفة الغربيّة، واضطراب حادّ في البيانات الإسرائيليَّة، حول عدد الصّواريخ التي يتمّ اعتراضها، أدنى متابعة لما تنشره الجزيرة مثلاً لذلك، ولبضع دقائق يضعك في تيه رقمي، ولكن في زمن التّصفّح السّمعي، فالمطلوب أن يستقرّ في ذهنِ السّامعِ أنّ هذه صواريخ عبثية تسقط في أرض مفتوحة أو لا تعبر الحدود أصلاً، وما دامت كذلك فيفترض بها ان تتسبب بمقتل العشرات من أهلنا في غزة المكتظة بالبشر المحاصرين!!!
وأيضاً ما دامت كذلك ما مبرر كل هذا الشلل من عسقلان حتى تل أبيب؟!
بالتّأكيد ليست حرمة السّبت كما ذكرت "جيفارة البديري"، فالشّلل الّذي يطول مليونيّ مستوطن بدأ منذ اعتقال الشّيخ (بسام السعدي) في الأوّل من هذا الشّهر، وفي هذا المساء، وقبل تاسعة البهاء، يدخل الأحد، فهل ستتدفّق الحياة في شريان المستوطنين؟!
- منقول.
وأيضاً ما دامت كذلك ما مبرر كل هذا الشلل من عسقلان حتى تل أبيب؟!
بالتّأكيد ليست حرمة السّبت كما ذكرت "جيفارة البديري"، فالشّلل الّذي يطول مليونيّ مستوطن بدأ منذ اعتقال الشّيخ (بسام السعدي) في الأوّل من هذا الشّهر، وفي هذا المساء، وقبل تاسعة البهاء، يدخل الأحد، فهل ستتدفّق الحياة في شريان المستوطنين؟!
- منقول.