ما دعوت يومًا على أحدٍ ـولن أدعو- انتصارًا لنفسي من ظلمٍ وجوَر بأيّ دعاءٍ كان غير مرّة كنت فيها صغيرًا وندمت ندمًا شديدًا؛ لأنّني كنت أخشى كثيرًا على من سأدعو عليه من عاقبة ربّي، ويشهد اللّه أنّني عُرّضت في حياتي إلى ظلمٍ مدرار لا أستطيع عدّه، وإنّ منهم من اعتذر منّي من بعد ذلك وبكى على ما فعله وأقرّ بظلمه، وطلب الصّفح، فكنت صافحًا عنه قبل اعتذاره، وما زاده في عينيّ إلّا شموخًا وعُلوًّا، وإنّ منهم من كانت كبرياؤه هي الصّيدن، وكانت نفسه الزّنيمة هي المُحرّك، فلم يعتذر، لكنّني كنت أسامح على الدّيمومة حتّى لو لم يعتذر من جريرته المغلّظة، وأقابله بالودّ غير المنغمس بالحقد ولا بالغيلة، فمنهم من نأى وأعرض، ومنهم من أحسن إليّ وزكّاني وقال إنّك كنت أفضل منّي، ولكن لمّا انغمست في الحياة وغمرها انغماسًا عميقًا عرفت أنّ هناك من الظّلم (ولربّما يكون أصغر بكثيرٍ من غيره ممّا مررت به) لا تستطيع الصّفح عنه إن لم يطلب الصّفح منك ولم يرَ نفسه ظالمًا، ولذلك جاء القصاص في الدّنيا، وإن لم تستطع أن تأخذه فيها، فالحمد للّه على محكمة العدل سبحانه الّتي لا يُظلم فيها أحدٌ، واللّه المستعان وهو خير المعينين.
ـ الأستاذ نور الدين
ـ الأستاذ نور الدين
يسأل: ما رأي حضرتكم في حزب التّحرير ؟
الجواب: إنّنا نختلف معه في مسائل معيّنة، لكنّنا نحبّه في اللّه، وما علمنا عليه إلّا ناصرًا للّه ولرسوله وللمجاهدين والمؤمنين، وهو ليس عبدًا للسّلاطين والأمراء والعاهِلِين، فحيّ اللّه ساعده.
الجواب: إنّنا نختلف معه في مسائل معيّنة، لكنّنا نحبّه في اللّه، وما علمنا عليه إلّا ناصرًا للّه ولرسوله وللمجاهدين والمؤمنين، وهو ليس عبدًا للسّلاطين والأمراء والعاهِلِين، فحيّ اللّه ساعده.
هذه الكُتب الّتي أنصَح لكم بقراءتها، فماذا تنصحون لي أن أقرأ ؟
أرسل هنا: @noorja30
***
روضة العقلاء لابن حِبّان.
وحي القلم للرّافعي.
ربيع الأبرار للزّمخشريّ.
شذرات لابن عماد.
أدب الكاتب للدّينوري.
الأمالي للأصفهانيّ.
وصيد الخاطر لابن الجوزيّ.
واقرأ، أيضًا، للهمذاني والجاحظ والعقّاد.
أرسل هنا: @noorja30
***
روضة العقلاء لابن حِبّان.
وحي القلم للرّافعي.
ربيع الأبرار للزّمخشريّ.
شذرات لابن عماد.
أدب الكاتب للدّينوري.
الأمالي للأصفهانيّ.
وصيد الخاطر لابن الجوزيّ.
واقرأ، أيضًا، للهمذاني والجاحظ والعقّاد.
إنّما النّبوغ كما البصر، والهَدي هو الضّياء، فإنّك حيثما توّهت أحدهما صرت كفيفًا من الأكفّاء، بيد أنّ الأول ضريرٌ محدود وبعض علله يُربّت عليها، في حين أنّ الآخر طلِيس طلسًا كاملًا ليس له من دون اللّه إمرة.
حاشَ للنّزيه الأريبِ أن يفجُر في الجِدال حاشا واحدًا (عبيطًا)، وحاشى للحكيم المُتخلِّق المُضرَّج بالوَرع أن يُنزِل نفسه منازِل النّوكى ويردَّ على فاجرٍ في السِّجال، وحذارِ، يا أُخَيَّ، ألّا تسلكَ مسالِك المترفِّعين.
الأستاذ نور الدين | 2021
الأستاذ نور الدين | 2021
إنَّما مَثلُ المُتعسِّفين والباغين اليوم، وقد حَسِبوا أنّهم غالبون، كمَثَلِ قوم هود لمّا رأوا سحابة تيمَّنوا بالمَطر وتفاءَلوا بانهِماله.
(وقالوا هذا عارض ممطرنا بل هو ما استَعجلتم به)
شيخنا القدير نور الدّين | 2020
(وقالوا هذا عارض ممطرنا بل هو ما استَعجلتم به)
شيخنا القدير نور الدّين | 2020
لقد علَّمتنا المَنابِر الافتراضيَّة أنَّ المُتَابَع -بفتح البَاء- إذا كان متعصِّبًا ومتزمِّتًا وفيه نُعرة بغيضة، يكونُ جمهوره، وقتئذٍ، متعصِّبًا مثله، وأنّه إذا كان سافلًا في أخلاقه وفظًّا مُقذعًا، يكون من يشدُدُ على أزره ويُتابعه على غراره، وأنّه إذا كان رذيلًا، يكون جمهوره كذلك... وما حاشيتُ في ذلك أحدًا أبدًا.
فإنّـك تستَطيع، إذًا، معرفة عريكة الجمهور وديدنه بمعرفتكَ بطينة المُتَابَع.
معلمنا الفاضل نور الدين \ 2020
فإنّـك تستَطيع، إذًا، معرفة عريكة الجمهور وديدنه بمعرفتكَ بطينة المُتَابَع.
معلمنا الفاضل نور الدين \ 2020
ثمّ منزلةٌ من الحمق والبلاهة حينما ينضحها ناضِحها لا يُصدّقه غيره ألبتّة؛ وذلك أنّهم لا يؤمنون أنّ في الغبراء كلّها أجمع بلاهةً بهذا المقدار الموجس، فيروحون يرتادون الذّرائع والمطايا والمسّوغات من عند ذواتهم السّنيّة، فيقولون: أحسب أنّه يبتغي كيت وكيت وعسى أنّه يُريد كيت وكيت.
وإنّ قائل ذلك يكون، على الرّجحان، من محبّيه وأصدقائه. أعتذر، لكنّ الحقّ أنّه لا ينوي من هذه الكلمات المزعومة كلّها شيئًا، بل هو لا يُريد إلّا هذه البلاهة العنيدة والعتيدة والدّامغة، وستنغمس في وحل الحزن حالما تراه يصرّح أنّه لا يُريد بها إلّا ذلك، وإنّما بصيرة الدّهماء في الأرومة لا ينهض، على الأرجح، عند النّحارير والجهابذة ظنًّا، فأنّى، إذًا، بتحليلاتهم وظنونهم واستراباتهم ؟
الأستاذ نور الدين من إحدى تعليقاته / مستوحى / 2020
وإنّ قائل ذلك يكون، على الرّجحان، من محبّيه وأصدقائه. أعتذر، لكنّ الحقّ أنّه لا ينوي من هذه الكلمات المزعومة كلّها شيئًا، بل هو لا يُريد إلّا هذه البلاهة العنيدة والعتيدة والدّامغة، وستنغمس في وحل الحزن حالما تراه يصرّح أنّه لا يُريد بها إلّا ذلك، وإنّما بصيرة الدّهماء في الأرومة لا ينهض، على الأرجح، عند النّحارير والجهابذة ظنًّا، فأنّى، إذًا، بتحليلاتهم وظنونهم واستراباتهم ؟
الأستاذ نور الدين من إحدى تعليقاته / مستوحى / 2020
يسأل: كنت أظنّك مدخليًّا، ثمّ حسبتك أثريًّا سلفيًّا، ثمّ هأنذا أعتقد أنّك سروريٌّ إخوانيّ أو قطبيّ، فقل لنا ما عقيدتك، وما البنية الّتي تسير عليها ؟
الجواب: (ومن أحسن قولًا ممّن دعا إلى اللّه وعمل صالحًا وقال إنّني من المسلمين)
لستُ أيًّا من ذلكم، ولست، أيضًا، وهّابيًّا ولا حداديًّا ولا جهميًّا ولا جاميًّا ولا شافعيًّا (رحمه اللّه) ولا باطنيًّا، ولا من أزارقة هذا العصر، ولستُ ماتريديًّا ولا أشعريًّا ولا إباضيًّا ولا معتزلًا ولا أخنسيًّا ولا كيسانيًّا ولا قبريًّا ولا كُلابيًّا ولا من معطّلة هذا العصر… بل إنّني مسلم أتّبع النّور الفرقان والحكمة.
الجواب: (ومن أحسن قولًا ممّن دعا إلى اللّه وعمل صالحًا وقال إنّني من المسلمين)
لستُ أيًّا من ذلكم، ولست، أيضًا، وهّابيًّا ولا حداديًّا ولا جهميًّا ولا جاميًّا ولا شافعيًّا (رحمه اللّه) ولا باطنيًّا، ولا من أزارقة هذا العصر، ولستُ ماتريديًّا ولا أشعريًّا ولا إباضيًّا ولا معتزلًا ولا أخنسيًّا ولا كيسانيًّا ولا قبريًّا ولا كُلابيًّا ولا من معطّلة هذا العصر… بل إنّني مسلم أتّبع النّور الفرقان والحكمة.
من حرقة قلبي أقول: إنّ التّعويل عليّ دائمًا أن أكون الطّرف الأكثر حكمة ورشادًا ونهى في كلّ مناسبةٍ أو نائبةٍ إنّما هو ليس من الحكمة في شيءٍ ألبتّة ولا يكاد يكون إلّا خطلًا من تهجيل، وإنّك بذلك تحمّلني ما لا أستطيع عليه بِدّة ولا حولًا، ولستُ أخجل من ذلك، بل هي جبلّتي وعريكتي، بيد أنّني لست إلهًا حتّى أكون كذلك دومًا، فما أنا إلّا عبدٌ للّه يُصيب كثيرًا ويُخطِئ أكثر، فلا تُلبسي، يا أُخَيّ الحبيب، لباس المثاليّة وتطلب منّي أن أكون على الدّيمومة الطّرف الأشدّ حلمًا ووداعة في حين تترك الآخر يسرح ويمرح برعاية رأس الهوج والرّعالة والاختيال، فإنّك إذا لم تشاهد منّي ذلك مرّة، غدوت عندك من الجاهلين، وللّه من بعد المشتكى.
معلمنا الفاضل نور الدين/ 2020
معلمنا الفاضل نور الدين/ 2020
ما أكثر المتأمّعين في زماننا والمقلّدين عن طلس، وما أشدّ المتعنّتين والمغالين والمتزمّتين والمتصلّفين والمجعجعين، وما أقلّ من الدّماثة والعلم وأهله !!!
الأستاذ الفاضل نور الدين / 2019
الأستاذ الفاضل نور الدين / 2019
إنّني أعتذر، لكن ينبغي لليراع كلّه أجمع أن يرعوى عن الكتابة ويستنكف في حضرة يراعتك الجِهْبِذة وفكرك المأثور، وأن يتأمّل وسامة قريحتك، ولا أستثني نفسي بل استهلّ بها غير آسف؛ فإنّ نفوسنا العليلة تأنف من تدبّر أي نصٍّ حينما يُعبِّد قلمك السّبيل إلى القلوب المصبرة، والعقول الّتي لم تتكدّر بدرَن السّفهاء والبليدين، وإنّما هذا ليس إكبارًا ولا غلوًّا، فمعاذ اللّه أن نكون من الجاهلين، إنْ هو إلّا وضعك في شأوك الّذي نراك تستحقّه أيّما استحقاق.
ثمّ أدباءُ، وثمّ في الميمنة الأخرى معلّمُنا أبو سفيان، وشتّان ما هما.
بوركت يا أستاذي، وبوركت كلماتك المتسربلةُ بالهيبةِ والتّؤدةِ والحصافة، فإنّنا -نحن العاديين- قلّما نجد من هم على غراركَ وغرار سرْدك وحَبكتك، فطوبى لك، إذًا، ولنبوغِك، ودمتَ لنا ولأهلك وأخلّائك طيّبًا سخيًّا.
شيخنا الفاضل نور الدين \ من احدى تعليقاته / 2021
ثمّ أدباءُ، وثمّ في الميمنة الأخرى معلّمُنا أبو سفيان، وشتّان ما هما.
بوركت يا أستاذي، وبوركت كلماتك المتسربلةُ بالهيبةِ والتّؤدةِ والحصافة، فإنّنا -نحن العاديين- قلّما نجد من هم على غراركَ وغرار سرْدك وحَبكتك، فطوبى لك، إذًا، ولنبوغِك، ودمتَ لنا ولأهلك وأخلّائك طيّبًا سخيًّا.
شيخنا الفاضل نور الدين \ من احدى تعليقاته / 2021
لا خير في زمنٍ صارت المَرحمة فيه والدّماثة والإحسان مع المخطِئ وعتابه برفقٍ وإخاء لَغطًا عقليًّا ومثلبةً ليست من العقل ولا من الحكمة، وأنّ العقل كلّ العقل لجمه وسحبه من ناصيته وجلده، في حين أنّك لن تبلغ -يا أيّها المسكين- مبلغ الحكمة الإسلاميّة ما دمت على اعتقادك ذلك، وللّه من بعد المشتكى.
الأستاذ نور الدين \ 2019
الأستاذ نور الدين \ 2019
لقد كان سلاطين الفرس وأباطرتهم في سالف عهدهم إذا استشاطوا من علّامةٍ واحتدموا يحتجزونه زجرًا مع أرعن، فكان ذلك أكثر وطأةً عليهم من البتّ بالفتك بهم أو ذبحهم !!!
وإنّ هؤلاء يبتغون سحب الأريبين والكيّسين والألبّاء وتجريرهم على حكم البليدين النّوكى ويُدهشون ممَّ يتبرّمون ؟
فمالكم بربّكم كيف تحكمون ؟
الأستاذ نور الدين / 2020
وإنّ هؤلاء يبتغون سحب الأريبين والكيّسين والألبّاء وتجريرهم على حكم البليدين النّوكى ويُدهشون ممَّ يتبرّمون ؟
فمالكم بربّكم كيف تحكمون ؟
الأستاذ نور الدين / 2020
I know that your heart has become a bandage for my heart without it knowing
أن يعيش الإنسيُّ الكاسِف دُونما قلبٍ، فهذا (في عينه) ابتِئاس، أمّا إن كان يحيَا بقلبٍ (يعوِل) كلّ ليلةٍ مدلهمَّةٍ على رابية روحه الموحشة، فهذه سَحْنةٌ أخرى من سَحَنات المخاض العسير !
أَرَاني أرى (حَانُوتَ!) ذاكرتي مُضْطَرمًا هذا الفرقان، وها أنا ذا أُقفقِفُ عليَّ، مكرهًا، أعوامًا أدْبَرت... أُحرِّك جُدَرَ القيْلُولة؛ عسى أن يستَفيقَ الحَمِيْمون، وألفُّ الأزقَّة؛ لعلَّني أصطَدِم بكلمةٍ أضمَرها لي الفرقان في راحةِ زهرة، لكنّ المَسافة واجِمة، والشّوارع تتثاءب من وَسَن الآفلِين، ولا شيء غير انعِكاسي، وخزَّان ذاكرتي الَّذي ما برح يسألني، وما مِن تلْبية.
يا أيّتها المَسافة المحصورة في ناحية الإهمال، ويا أيّها العابثون، الآنَ، في (فِنطاس) ذاكرتي، إنَّ أيدي الفرقان رهيفة، فاصحوا، من فضلكم، وصافحوها؛ لتُسلِّموا على وسطي، وتُرجِعوا لفرقاني وسامته، ولصِهريج الذّاكرة كينُونته المونقة.
يا أيّتها المَسافة المحصورة في ناحية الإهمال، ويا أيّها العابثون، الآنَ، في (فِنطاس) ذاكرتي، إنَّ أيدي الفرقان رهيفة، فاصحوا، من فضلكم، وصافحوها؛ لتُسلِّموا على وسطي، وتُرجِعوا لفرقاني وسامته، ولصِهريج الذّاكرة كينُونته المونقة.
كتب فيَّ أحدهم قائلًا:
يا نـورُ، إنّكَ لا تُضامَ وإنْ طغى
ليلُ الجراحِ، ولا تُهانَ وإنْ هوى
صبـرُكَ في المَصابِ، كأنّهُ
صبرُ النُجُومِ إذا العواصِفُ أطبقا
تمشي، وتحتَ ضُلوعِكَ الوجعُ الذي
يُخفى، ولا فيكَ الأسى متدفّقا
ما كنتَ تُظهرُ غصّةً، لو أنّها
هدّتْ جبالًا، ما استطاعت أن تبقى
ترقى المدى، والناسُ خلفَك حسرةٌ،
وتظلُّ تمضي، لا رفيقٌ، لا السُّرى
يا من حملتَ من الحياةِ عذابَها،
وكسوتَ غيرَكَ بالدُجى متأنّقا
هذي الجراحُ، وإن خفينَ بداهةً،
فلها بأعماقِ القلوبِ تمزُّقا
فامضِ الكريمَ، ولا تُبالِ بمن غدرْ،
فالشمسُ ما خفتتْ، ولكن أشرقا
واكتمْ وجيعَكَ، لا تُبدِّدْ سرَّهُ،
فالعزُّ أنْ يبقى الأسى متحلِّقا
إنّ العظيـمَ – وإن تهاوتْ نفسُهُ –
تبقى المهابةُ في الخطى والموثقا
وإذا العزائمُ كبَتْ، لم تنحنِ،
بلْ نهضتْ مثلَ النُسورِ إذا ارتقى
يا نورُ، لا تهنِ الهُيَمْ، فبمثلِكَ
الـقلبُ العصورِ تهيُّبًا قد خَفَقا
أنتَ الجليلُ، وما المآسي غيرُ ما
جعلَ الإلهُ بهِ الكريمَ مُحقّقا
تمضي وحيدًا، لا تُرى إلّا الضيا،
ويخالُ من يلقاكَ أنْ قد أرفقا
ووراءَ وجهِكَ ألفُ ثُكْنٍ صامتٍ،
لكنّكَ السرُّ الخفيُّ المُورِقا
تُخفي ارتجافَ القلبِ تحتَ صلابةٍ،
وكأنّكَ الصخرُ الذي ما أزهقا
وكأنّ في أعماقِكَ البحرَ الذي
لما تناءتْ ضفّتاهُ تدفّقا
تؤوي إليكَ الحرفَ وهو شريدُهُ،
فتردُّهُ عربيَّ مجدٍ ناطقا
يا سيّدَ الفصحى، ويا مَن صوتُهُ
أندى من الأرواحِ حينَ ترنُّقا
إنْ ضِقتَ يومًا، فالبصيرةُ في الحشا
تهديكَ دربَ العزِّ حينَ تفرّقا
سرْ في الدُجى، فالكونُ يعرفُ خُطوَةً
منكَ، تُضيءُ القلبَ إنْ قد أشرقـا
ولأنتَ أصدقُ من تغنّى بالحِجى،
ما ضرَّهُ طعنُ الزمانِ إذا ارتقى
يا نورُ، حسبُكَ أنّ فيكَ مهابةً
ما خضّها وجعٌ، ولا أعياكـا
ما بالُ همِّكَ يا أخي ألقى عليكَ
ظلًا ثقيلًا، والرجاءُ تبـاكا؟
ما بينَ صمتِك والأسى وعدٌ خفيٌّ
يُخفى، ولكنّ الجُرحَ فيهِ تباكا
أترى الذينَ سقَيتَهم نورَ السُّرى
عرفوا الظلامَ إذا ارتحلْتَ سواكا؟
أترى الحروفَ التي رفعتْ جراحَهم
عرفتْ دموعَكَ، أم جهلنَ بكاكا؟
يا من على كتفِ التعبْ ظلّ الوقارِ،
وحُزنُهُ كالنورِ، لا يتباكا
قد علَّمَتْكَ القربُ كيفَ تصيرُ عونًا،
لكنْ فمنْ للروحِ إن أضناكا؟
أنتَ الجليلُ، وإن تلألأ دمعُـكَ
الـصامتْ، يظلُّ وقارُهُ سُبحاكا
ما كلُّ من أبدى العناءَ صبورُهُ،
إنّي رأيتُ الصبرَ في عيناكا
يا نورُ، كنْ للهِ، وانهضْ، إنّهُ
أدرى بمنْ جاهدتَ، بلْ أعلاكا
وسيعوّضُكَ الإلهُ تأمُّلًا
جبرًا، ومنْ للروحِ إلّا رضاكا؟
لا تُنكِرَنَّ الدمعَ إنْ نزلَتْ بهِ
أوجاعُ صدركَ، إنّهُ يُزكاكا
فبكاؤُك، إنْ بَكَيتَ، مهابةٌ
تسمو، كأنّ الدمعَ فيهِ سَماكا
وإذا ابتسمتَ، فإنّ روحَك نَبعةٌ
تشفي، ويُغسلُ بالضياءِ شكاكا
فيكَ البصيرةُ، والفجيعةُ لم تَزَلْ
بابًا إذا ما ضاقَ فينا الفاكا
ما زلتَ تمشي، والورى خلفَ المدى
لكنْ تُخبّئُ نزفَكَ الوَجلاكا
فاصبرْ، ففيكَ النورُ لم يخفتْ، وفي
صوتِكَ انبعثَ الدعاءُ لِمَن بَكاكا
يا نـورُ، إنّكَ لا تُضامَ وإنْ طغى
ليلُ الجراحِ، ولا تُهانَ وإنْ هوى
صبـرُكَ في المَصابِ، كأنّهُ
صبرُ النُجُومِ إذا العواصِفُ أطبقا
تمشي، وتحتَ ضُلوعِكَ الوجعُ الذي
يُخفى، ولا فيكَ الأسى متدفّقا
ما كنتَ تُظهرُ غصّةً، لو أنّها
هدّتْ جبالًا، ما استطاعت أن تبقى
ترقى المدى، والناسُ خلفَك حسرةٌ،
وتظلُّ تمضي، لا رفيقٌ، لا السُّرى
يا من حملتَ من الحياةِ عذابَها،
وكسوتَ غيرَكَ بالدُجى متأنّقا
هذي الجراحُ، وإن خفينَ بداهةً،
فلها بأعماقِ القلوبِ تمزُّقا
فامضِ الكريمَ، ولا تُبالِ بمن غدرْ،
فالشمسُ ما خفتتْ، ولكن أشرقا
واكتمْ وجيعَكَ، لا تُبدِّدْ سرَّهُ،
فالعزُّ أنْ يبقى الأسى متحلِّقا
إنّ العظيـمَ – وإن تهاوتْ نفسُهُ –
تبقى المهابةُ في الخطى والموثقا
وإذا العزائمُ كبَتْ، لم تنحنِ،
بلْ نهضتْ مثلَ النُسورِ إذا ارتقى
يا نورُ، لا تهنِ الهُيَمْ، فبمثلِكَ
الـقلبُ العصورِ تهيُّبًا قد خَفَقا
أنتَ الجليلُ، وما المآسي غيرُ ما
جعلَ الإلهُ بهِ الكريمَ مُحقّقا
تمضي وحيدًا، لا تُرى إلّا الضيا،
ويخالُ من يلقاكَ أنْ قد أرفقا
ووراءَ وجهِكَ ألفُ ثُكْنٍ صامتٍ،
لكنّكَ السرُّ الخفيُّ المُورِقا
تُخفي ارتجافَ القلبِ تحتَ صلابةٍ،
وكأنّكَ الصخرُ الذي ما أزهقا
وكأنّ في أعماقِكَ البحرَ الذي
لما تناءتْ ضفّتاهُ تدفّقا
تؤوي إليكَ الحرفَ وهو شريدُهُ،
فتردُّهُ عربيَّ مجدٍ ناطقا
يا سيّدَ الفصحى، ويا مَن صوتُهُ
أندى من الأرواحِ حينَ ترنُّقا
إنْ ضِقتَ يومًا، فالبصيرةُ في الحشا
تهديكَ دربَ العزِّ حينَ تفرّقا
سرْ في الدُجى، فالكونُ يعرفُ خُطوَةً
منكَ، تُضيءُ القلبَ إنْ قد أشرقـا
ولأنتَ أصدقُ من تغنّى بالحِجى،
ما ضرَّهُ طعنُ الزمانِ إذا ارتقى
يا نورُ، حسبُكَ أنّ فيكَ مهابةً
ما خضّها وجعٌ، ولا أعياكـا
ما بالُ همِّكَ يا أخي ألقى عليكَ
ظلًا ثقيلًا، والرجاءُ تبـاكا؟
ما بينَ صمتِك والأسى وعدٌ خفيٌّ
يُخفى، ولكنّ الجُرحَ فيهِ تباكا
أترى الذينَ سقَيتَهم نورَ السُّرى
عرفوا الظلامَ إذا ارتحلْتَ سواكا؟
أترى الحروفَ التي رفعتْ جراحَهم
عرفتْ دموعَكَ، أم جهلنَ بكاكا؟
يا من على كتفِ التعبْ ظلّ الوقارِ،
وحُزنُهُ كالنورِ، لا يتباكا
قد علَّمَتْكَ القربُ كيفَ تصيرُ عونًا،
لكنْ فمنْ للروحِ إن أضناكا؟
أنتَ الجليلُ، وإن تلألأ دمعُـكَ
الـصامتْ، يظلُّ وقارُهُ سُبحاكا
ما كلُّ من أبدى العناءَ صبورُهُ،
إنّي رأيتُ الصبرَ في عيناكا
يا نورُ، كنْ للهِ، وانهضْ، إنّهُ
أدرى بمنْ جاهدتَ، بلْ أعلاكا
وسيعوّضُكَ الإلهُ تأمُّلًا
جبرًا، ومنْ للروحِ إلّا رضاكا؟
لا تُنكِرَنَّ الدمعَ إنْ نزلَتْ بهِ
أوجاعُ صدركَ، إنّهُ يُزكاكا
فبكاؤُك، إنْ بَكَيتَ، مهابةٌ
تسمو، كأنّ الدمعَ فيهِ سَماكا
وإذا ابتسمتَ، فإنّ روحَك نَبعةٌ
تشفي، ويُغسلُ بالضياءِ شكاكا
فيكَ البصيرةُ، والفجيعةُ لم تَزَلْ
بابًا إذا ما ضاقَ فينا الفاكا
ما زلتَ تمشي، والورى خلفَ المدى
لكنْ تُخبّئُ نزفَكَ الوَجلاكا
فاصبرْ، ففيكَ النورُ لم يخفتْ، وفي
صوتِكَ انبعثَ الدعاءُ لِمَن بَكاكا