Telegram Web Link
أحسبُ، واللّه خير الحاسبين، أنَّ غُلواء النّضجِ في العِلم ألّا يتهكَّم ابن آدم، إنْ جهرًا وإنْ في السّريرة، ممَّن ينزلقُ في خطأٍ وهو الّذي يسعى سعيًا جِدِّيًّا إلى ترميم لغته، وألّا ينظر إليه نظرة الخسف.
****
إنّ من أَمارات العقل الأريب ألّا يُقوِّم جهرًا قُبالة النّاس إنسيًّا ممّن طرق باب العربيّة شغفًا، بل أن يجيء إليه مجيء المِعطاء في خفيةٍ يقوِّم خطأه بالحُسنى؛ لئلَّا يُعرِّي عَورةَ عِلْمِه قُبالة من لا ينبغي أن يراها، وإنّما هذا الفعل أقرب إلى الإخلاص منه إلى شيءٍ آخر علم الرّب حاله، ثمّ سَل نفسكَ بجِدِّيَّةٍ هل ترضى عنكَ العربيَّة حينما تفتعل ذلكَ مع من طرقَ بابها حبًّا قاصدًا الظّفر بمَعينِها ؟
وإنّ منهم من يجتَرحُ ذلكَ بدعوى الإرشاد، وما هو بإرشادٍ لكنّه خرَّاصٌ أشرٌ إنّما يجتَرحه للتّبخيس من المخطِئ وتبريز زلّاته، أو ابتغاء تجلية زادِه من العلم جهرًا قُبالة الدّهماء فيُعطى تقريظًا وتصفيقًا، وإنّما هذا من السُّفول العلميّ الفاتك، لكنّ من القوم من لا يعلم، واللّه على ما نقول المستعان، وهو خير المعينين.
ليس فقط كلام السياسيين في الغرف المغلقة يختلف عن كلامهم العلني بل ربما يناقضه، وكذلك المثقفون، قد تسمع منهم منتهى العقلانية في الغرف المغلقة، فإذا تحدثوا علنا، حرصوا كل الحرص على ألا تتأثر قواعدهم الجماهيرية أو انتماءاتهم الحزبية، فيقولون ما يدغدغ رغبات العامة.
لذلك التغيير العقلاني بعيد المنال.
- صايل أمارة.
أكثر خلافات المسلمين الفكرية والعقدية كان يغذيها سوء النية في المخالف، فإذا احتمل كلام المخالف معان متعددة، في الغالب يحمله المخالف على أسوأ المعاني، ثم يدخل تأويلاته غير الدقيقة عليها، وشأن الخلافات أنها تبدأ صغيرة وربما غير ذات أهمية كبيرة، ومع الزمن نلبسها لبوسا فكرية وعقدية.
- صايل أمارة.
الحلّ الأمثل أن يتديّن أهل السّياسة، وأمّا نزول المتديّنين للسّياسة فالأصل أنّه كأكل الميتة للمضطرّ.
- منقول.
أرى، وبئسَ الرّؤيةُ هي، أنّ جيل هذه الحِقبةِ الزّمنيّة المُدلَهمَّةِ استأنَسَ بالخطاب اللُّغويِّ المسطَّح الّذي لا يعرف الأَكَمَاتِ ولا السّفوحَ ولا الفيافي ولا اليَمّ، فضلًا عن اعتياده الرّكاكة والغِلاط الطّافحة حتّى صار يظنّها من اللُّغة نفسها، وما هي من اللّغة، لكنّ الاعتياد يمخِّض ذلك المَسّ وزيادة، فيقلبهُ إدمانًا، حتَّى إذا فتح القرآن ابتغاءَ فهمه، عَجَزَ عن ذلكَ عَيًّا فغلّقه ببشَم، وأحسب أنّ الوهن هذا إنّما اكتُسِبَ بسبب بعضٍ من بطانةِ العربيّة الّذين يتّهمون كلَّ صاحِب لغةٍ وطيدةٍ تقتربُ أدواتُها وعلومُ آلَتِها من لغةِ القرآن والسّلفِ بالتّشدّق والتّقعّر، ويُجنِّحونه أخذًا بغير هدىً ولا رشادٍ، ولا يستَطيعون التّفرقة بين دنوِّ اللّفظ من البلاغة والدّقة وبين التَّحذلقِ البغيض الّذي يستقلُّ حوشيَّ الكلام وخُدْرَةً في البيان وضعفًا، حتّى بُرِئَ جيلٌ من الخَور اللُّغويّ المقيت سَئمَ القرآن وتنكَّب عنه.
****
إنّ فهم النّص يحتاجُ إلى علوم الآلة ابتداءً، وأن تكون محيطًا بما يتحدّث فيه النّص، أي أن تملكَ نضجًا وحلمًا وثقافة، ثمّ يأتي من بعد ذلك الظّفر بمحصولٍ لُغويّ، وإنّكَ إذا فقدتَ علومَ الآلة لن تفهم نصًّا متينًا وإن كنتَ تملكُ من الذّخيرة اللُّغويّة ما يكفي جيشًا عريضًا، لكنّك إذا فقدت المحصول وأنتَ تملكُ ثقافةً وعلوم الآلة، فستفهم النّص من السّياق نفسه.
من غير المفهوم غاية السلطات المسؤولة في الاعلان عن محلات سكاكر تزيف تاريخ الانتهاء، ثم الإعلان عن محل لحوم في أحد المحافظات يبيع لحوم فاسدة، ثم الصمت عن اسم الفاعل.
فما الفائدة التي عادت على المواطن؟!
اذا كان القانون لا يسمح بذكر اسمه فمن الأفضل التكتم على الخبر حتى لا تثيروا البلبلة أمام المواطن، فببثكم هذه الأخبار بهذه الطريقة تجعلون كل المحلات متهمة ما لم تثبت براءتها.
إلا إذا كانت الغاية من هذه الأخبار إشغال المواطن عن أمور أخرى، فلا بأس حين ذلك، فالمواطن لا يمكن بعقله القاصر أن يدرك حكمة المسؤول!!!!
- صايل أمارة.
إذا لم يكن عملك للخير له تقدير من المجتمع الذي تعيش فيه، فلا تعمله، لأنهم سيعدونك تافها أحمق.
د. عدوان هدوان
***
وأنا أقولُ إنّ عمل الخير للّه لا للمجتمع، فلتعمَل، إذًا، عملًا صالحًا واترك الأجر على الحيّ الّذي لا يموت، وحاشى له، سُبحانه، ألّا يُقدِّر عملًا أصيلًا جاء ابتغاء وجهه الكريم.
#إنّ من مُعضِلاتِنا المُعْصَوصِبة أنّنا، ويا لِلأسف، نباشِر بالخير ابتغاء تقريظٍ من الإنس لا تقرّبًا إلى الرّحمن، ثمّ يرتَطم أحدنا يوم المعياد بأنّ عمله هذا كان عند اللّه هَدرًا.
إنَّ نفرًا من الحمقَى والمَشحونين بالعته والنّزق العقليّ يرون أنّ كلَّ من شذّ فكره عن المجتمع يَبتَغي تبريز نفسه على نهج "خالف تُعرف"، وما الأمر لِزامًا كذلك، ولكنَّ التّأطير الفكريّ يصنع (جَحشَنةً) في الاعتِقاد وخمولًا ما عليه تثريبٌ وأكثر !!
ربِّ يسِّر وأعن.
في أدب الحوار، وتأثير النّيّة المُبيَّتَة:
الحوار الذي تُجريه بعضُ القنوات مع مُفكر أو عالم أو سياسي كبير تجدُ فيه أحياناً مقاطعَ استفزازيةً كثيرةً؛ حيثُ يتدخلُ المحاورون ويعترضون كثيرا ولا يتركونَ للمُحاوَرِ الفرصة لاستكمال الفكرة، وهذا سوء أدب في المناظرات، ويخرُجُ المُشاهدُ من البرنامج متوتراً جَرّاءَ الصدماتِ والارتجاج في الانتباه.
يحسبُ مُسيِّر الجلسة الحوارية أنّه ناقدٌ يُقلّد برامج المناظرات الغَربية حيثُ يكثرُ الاعتراضُ على المُحاوَر للبحث عن ثغرة للإيقاعِ به، أمّا نحن فهو سوء أدب فينا وقلّةُ حياء، وكأنّ البرنامَجَ يتفضَّلُ على الضيفِ بمُحاوَرَته على القناة الوطنيّة أو القناة غير الرسميّة.
لا بدّ من تعلُّمِ الأدب ومكارمِ الأخلاق قبل مُحاورة أهل العلم والفكر.
- عبد الرّحمن بودرع.
إني لأرى العالِم فأوقّره وأجلّه، فلا يزال صامتًا غاضًّا طرفه عن مصاب إخوانه، حتى يسقط من عيني وقلبي!
- منقول.
****
صحيح الإنسان يتعاطف مع المظلوم، وينحاز له، وقد ينتصر له، لكن (الإنسان) أيضا قد يكره المظلوم، إما لأنه الأضعف، وإما لأنه يرتب عبئًا عليه.
- أسامة عثمان.
‏لا يستوعب معنى "لكل مقام مقال" إلّا صفوة العُقلاء، الذين يُدركون أن لكل حديثٍ مواضعه، ولكل فِعلٍ دواعيه، وأن ليس من الرُشد أن يُظهِر المرء هزلاً في موضع الجدّ، وخِفّة في موضع الثُقل، ولامُبالاة في موضع يتطلّب الاهتمام، فلكل موقف نوع من التعامُل يناسبه بالمقدار.
- شروق القويعي.
في الوقت الّذي يُسحَج فيه جسد الطّفل الغَزِّيِّ ويُشرَم، تستقطِب (سبيستون) من يُعطِب على الطّفل المسلم دينه.
لقد (شطَحت) قناة (سبيستُون) الإماراتيّة الّتي كانت، وما فتِئت، تهتمُّ بتوقير العربيّة في أفئدة الجيل النّاهض وتفخِيمها، فاستأجَرت حثيثًا مدقِّقين لُغويين حاذِقين ليتبوّأوا بالمحتوى المنتج، لكنّها تعاقَدت، يا للأسى، مع الدّحيحِ، أحمدِ الغندور الّذي يدسُّ أفكارًا إلحاديّة زنيمةً وجوفاء في طيّات (شريط) محتواه تحت ذريعةِ العِلم المُزوّر ليُقدِّم للصّغار (برامجَ) مسلِّيةً بطُرفةٍ، وما هي بطُرفةٍ، بل طيش وتهريج، وتحت هذه الطّرفة المزعومة هِنَّاك شعوذةٌ من الضّلال والغواية، فأين هي، الآن، من أخلاقها الدّينيّة العريقة وهي الّتي حرَصت، من قبلُ، على عدم الإفساد على الجِيل الصّاعد دينه وتقويضه ؟
عندما يقومُ غِرٌّ سَفِيه، يعيشُ أزمة نفسِيَّة حادَّة، وتُلازمُهُ عُقدة نقصٍ خانقة تزدادُ مع الأيام؛ فيعبثُ بأمن عائلته من خلال التطاول على الآخرين، والإساءة إليهم، والتشهير بهم، والانتقاص من مكانتهم التي لن يبلُغها؛ فإن المنطقَ يستوْجِبُ على أولئك الذين ما فتئوا يتصفون بالحكمة، والاتزان، ورجاحة العقل أن يقوموا بزجرِ ذلك السَّفيه، ورَدْعِه، والضرب على يديه، ثمَّ علاجه مما يعانيه من اضطرابات وأزمات نفسيَّة، وعُقدات نقصٍ معنويَّة.
أما أنْ يقومَ الوازِنُونَ بإدارة الظَّهْر، ويتذرَّعَ الكبار بعبارات: (مش ماينين عليه)، (وخلي العقل من تلاكم)، (وولد طايش بكرة بعقل) مُستأنِسين برجاحة عقل الخُصوم، وانضباطهم بما تُمْليه عليهم أخلاقُهُم الإسلاميَّة، وتحكُمُهم به صفاتُهم الاعتباريَّة؛ فإنَّ ذلك كلَّه مدعاةٌ إلى انفلات زمام الأمور من أيدي العقلاء، ولرُبَّما تُفضي المطافات في نهاياتها إلى مَخاطرَ مُحدِقة تُنذِرُ بحلول فتنة عمياء تحصُد الأخضر واليابس، وتزيد من حال الفُرقة والشَّتات التي يعيشها المجتمع في ظل تعطيل أحكام الشريعة، وغياب الأخلاق القويمة، وتغييب العقوبات القضائية الرادعة.
- د. منذر أبو عادل.
وأما مَن يُطالب المقاومة بوضع سلاحها أو الاستسلام ظنّاً منه بأن الحرب ستنتهي بإلقاء السلاح إما جبانٌ أو جاهلٌ لم يقرأ التاريخ.
بل أزيدك من البيت شعراً أن منظمة التحرير حين وضعت سلاحها لم تنته الحرب بل زادت وصال العدو قتلا وأسراً في أهل غزة لأنه لم يجد مَن يردعه. السلاح قوة، ولن تُحرَّر البلاد إلا بالمقاومة والتضحيات.

فإن أردت أن تنتزع كرامتك فخذها بالقوة = فأنتَ أمام عدو إن لم يجد من يقاومه سيفعل بك أسوء مما فُعل بالهنود الحُمر.
- منقول.
«قولي صواب يحتمل الخطأ، وقول غيري خطأ يحتمل الصواب».
مقولة دقيقة علمية كانت تقال في زمن العلم والصلاح، يكاد لا يعمل بها الإسلاميون؛ الأشعري الصوفي، السلفي، المجدد الإصلاحي إلخ.
- أحمد فتحي البشير.
يضحكني إعلام بن زايد وبن سلمان عندما يستلم ملف أردوغان، وخصوصا عند استضافة محللين للحديث عن مخاوفهم بشأن الديمقراطية في تركيا وعن تعاطفهم مع شيء اسمه معارضة، وينسى الجميع مؤقتاً عبوديتهم للاستبداد والحكم الوراثي المطلق.
- أحمد دعدوش.
النزعة النقدية الواقعية عند الدعاة والمفكرين والمثقفين الإسلاميين.

تشتدّ الحاجة لوجود مَن ينتدبون أنفسهم لتمحيص الواقع الذي لا يكاد يمتاز خبيثه عن طيّبه لشدّة الخداع والتزييين والتزييف، لكن هل المنهج النقدي ( الإسلامي) المشوب بنفسيّة الناقد واقعيّاً بكل تطبيق يستحدثه؟ أكاد أشك! ليس بالهيمنة الدينية واستدعاء النصوص الشرعية في الواقع المعاصر، ولا الاسقاطات التصحيحية للأزمة الواقعية بكل أطيافها، لا، لكن محل شكّي في صوابية النقد من ناحية صنعة الناقد فيه الذي تآمر على كل شيء وجعل الدين رافضاً لكل شيء فقط لإشارات محتملة أو مناسبات بعيدة، بين نصّ محرِّم وناهٍ وواقع لا يشبهه إلا من جهة الريب.
نريد ناقداً يستنبط من الوحي بقوّة تماثل إسقاطه على الواقع، نريد إحكاماً في الاستنباط وحكمة في الإسقاط.
لا تجعلوا من الدين عدوّ كل شيء لأنّ نفسيّة أحدكم قد ألفيت العداوات وربت على الشكّ وفطمت على سوء الظنّ.

فليكن المنهج يراعي العذر بقدر ما يراعي الاستبصار، فلا تظلموا أحداً باسم الدين وما ظلمه سوى زعمكم.
- منقول.
"كلا إن الإنسان ليطغى، أن رآه استغنى".
هذه الآية تقرر قانونا اجتماعيا يرسم العلاقة بين الشعور بالاستغناء والطغيان، فكلما شعر الإنسان - كفرد أو كمجتمع - استغناءه بقوته وجبروته، زاد طغيانه، ولأنه لكل فعل ردة فعل، وهذا أيضا قانونا اجتماعيا، فإن شدة طغيانه التي يمارسها ضد الكثيرين ستجعلهم يثورون على طغيانه ولو بعد حين، فإنه بطغيانه المتدحرج يذلهم، ويمعن في إذلالهم، حتى تأتي لحظة فارقة لا يمكن أن يتحملوا مزيدا من الاذلال.
لبنان أعلن هزيمته، ومع ذلك يمارس عليه العدو مزيدا من الاذلال.
سوريا مشغولة بترميم نفسها، ومع ذلك يمارس عليها العدو مزيدا من الاذلال.
الضفة تخشى مصير شقها الآخر، ومع ذلك يمارس عليها مزيدا من الاذلال.
ربما تأتي لحظة فارقة لا تعود هذه المجتمعات تحتمل مزيدا من الاذلال.
ربما طغيان القوة يعود على صاحبه بالدمار.
ربما.
- مقتبس.
كل ما هنالك، أن الدول العربية صارت مع الوقت الطويل من العطالة، كالماكينة المكربجة، ( المتبلِّدة) التي يعزُّ عليها أن تتحرك، أو تقرر، مجرد قرار، وهي أكثر كربجة، وانئسارا، أنْ يكون قرارها هذا ضارا، أو حتى مؤذيا لإسراپيل.
هي لم تتعود على ذلك، ولا هي تجرؤ عليه، ولا تحبه، بالفطرة.ا
- أسامة عثمان.
2025/07/05 13:56:33
Back to Top
HTML Embed Code: