Telegram Web Link
كل الأفكار المطروحة التي قرأتها من شهر هي بين من يأخذنا إلى المقاومة الجحيمية حتى النهاية وبين من يتذرع بالعقلانية والاستراتيجية ويأخذنا للانبطاح، وكأن الخيار المطروح إما الجحيم باسم المقاومة أو الانبطاح باسم التعقل؛ أي بين الموت السريع أو الموت البطيء.
إذا أردت أن تفهم ضياع الأيتام على مأدبة اللئام فانظر إلى الشعب الفلسطيني الذي لا ناصر له إلّا الله ولا مرجعية.
- د. عدوان عدوان.
تدري ما هو أكبر عيوبك؟
إنّه ذلك الّذي تقضي عمرك في محاولة تبريره أو نفي وجوده فيك أو محاولة قلبه ميزة، بدل العمل الجدّيّ على التّخلّص منه.

وصدّقني غالبا يكون الجهد المبذول في ذلك جهدا أكبر بكثير من جهد مجاهدة نفسك على التّخلّي، والله المستعان.
- منقول.
عندما يغيب العقل ويضيع الفكر، يصبح أيّ خطاب عقلاني غيرَ ذي جدوى؛ ذلك أنّ أساس الفهم ولبّه، وهو العقل، معطّل أو غائب.
والعقل مرآة الحقيقة، فإذا انكسرت، فقدت الأفكار انعكاسها وقيمتها.
وعندنا أنّ الوعي في هذه الأيام البئيسة قد غاب، وانحنى القوم كلّه أو كاد أمام دكتاتورية الوهم المريح وعبث العواطف الصاخبة.
فما جدوى العزف في حضرة ضجيج الخُطب العَصماء والرّموز الجوفاء التي استحسنها أكثر الناس حتى أصبح العقل ترفاً ممقوتاً لا طائل وراءه.
إنّك كمن يخاطب سكرانَ غلبته النّشوة فيأبى أنْ يفيق.
ولكنّ ألم الصّحوة مُكلف مرير، وفي آخر الأمر "تروح السَّكرة وتأتي الفَكرة"...
- مقتطف.
بعض مقولات النّجاح الّتي ينتحلها بعض العراة الحفاة.. هي كفعل من دلّوه على طريق النّجاح فسلكه فوجد بعض من وصل راجعا فرجع معه من أوّل الطّريق.

هكذا طالب العلم الّذي ينتحل بعض مقولات الكبار يظنّ أنّه صار منهم، ولا طلب ولا صار عالما بالفعل ولا بالقوّة.. هكذا الولد الصّغير اللّابس حذاء أبيه يرى نفسه كبيرا... وقد يصدّقه من هو مثله أو قريب منه.. ولا يجد الكبار جدوى أصلا في إقناعه بالحقيقة فيتركونه لخياله وأوهامه.
- مقتبس.
تأكّد أنّ قتل مواهب ابنك الفعليّة ومحاصرته اللّصيقة ليكون على مقاس أحلامك أنت جناية في حقّه، لا تثمر غير مرضه النّفسيّ، ولن يحقّق حلمك ولا حلمه!
وكما تخالف أنت نواهي لله وتعصي أوامره وأنت تعلمها، فإنّ ابنك يفعل نفس الشّيء مع أوامرك ونواهيك، لأنّ مشروع تصنيع ملك لا يعصي ويفعل ما يؤمر لا ينبغي أن يكون من ضمن برامجك ما دام خارج الإمكان .. فالبشر خطّاء!
ربّ يسّر وأعن!
- اقتباس.
يمكن أن تجد حلّا مع الكذّاب مهما كان محترفا.
المعضلة الكبرى في الصّادق الأحمق سريع النّقل للأخبار الّذي يحدّث بكلّ ما يسمع ..
إنّ مشكلة هذا تكمن في كونك لا تقدر حتّى على تصديق عكس ما يقول!
- منقول.
إنَّ كلّ ما يتدرّج في العوامّ من الأشعار الّتي تعجبهم لعنترة هي من ضعيف النّسبة إليه أو المنحول المكذوب عليه، ولا يسير في ألسنة العامّة من شعر عنترة الصّحيح إلّا أبيات قليلة نادرة، قد لا تتخطّى خمسة أبيات.
ولا جَرَم أنّ السّبب في هذا أنّ شعر عنترة هو في أصله لن يعجب العامّة، فهو شعرٌ عتيد شديد الصّياغة مغرِق في الأسلوب القديم، ولكنّ الّذي حصل هو أنّ عنترة توفّرت فيه أمور استثنائيّة أتاحت لصناعة (شخصيّة شعبيّة أسطوريّة)، وهي: كونه رِقًّا، وكونه أسود، وكونه عظيم الإجلال لنفسه، فهذه كلّها كانت (خميرة) للشّخصيّة الشّعبيّة الأسطوريّة، وأمّا عنترة الحقيقيّ، فهو شخصٌ آخرُ بالكلّية، وشعره الحقيقيّ شعرٌ آخر بالكلّية.
وليس في شعره شيء من هذه الأمور عن سواده الّذي هو سواد المسك، ولا هذا الحبّ الفروسيّ لعبلة، ولا الاقتصار عليها دون غيرها من النّساء، بل عبلة في شعره الحقيقيّ تأتي على هامش اهتمامته، وكان كثير النّساء، وعمود شعره الفخر والحماسة والفتك.
- مقتطفٌ بتصرُّف.
ليس من السّهل التّعبير عمّا يعتمل في الصّدر ومكنونات القلب، فتكميم الأفواه صار عُملة شائعة يتعاطاها السّواد الأعظم، وذلك التّعبير يتطلّب شجاعة لا يقدر عليها الجبناء ومأجورو الكلمة الذين يبيعون أقلامهم بثمن بخس؛ إذْ يتمتمون في سرّهم قائلين: "كيف سأضمن قوت يومي إنْ لم يرُقْ كلامي لوليّ نعمتي؟" والجوع كافر... لذلك، تجدهم يلوذون بالدّعاء والأحاديث العابرة عن الأحوال الجوّيّة ودفء طبق شوربة العدس، بينما تنسكب الدّماء وتتطاير الأشلاء ويحلّ الدمار...

"إنْ قلتَ مُتَّ، وإنْ لم تقلْ مُتَّ، فقلْ ومُتْ".
ولا نامت أعين الجبناء!
- مستقى.
أنا بستغرب من الشخص الذي يذيل منشوراته بعبارة أعيدوا لنا أوسلو... على أساس أوسلو كانت محررة البلاد والعباد، يبدو أنك لا تعرف أن الكيان ما أبقى منها الا اسمها، ويبدو أنك لا تعرف حجم الاستيطان الذي تضاعف بعدها، ويبدو أنك لا تعرف أن الكيان لن يقبل بك كونك فلسطيني، أكنت تقدس أوسلو ام لا تلقي لها بالا... اعلم أن تقديرك لفشل الطوفان (وهو فعل بشري غير مقدس قابل للنقاش) لا يعني أن أوسلو صارت حلوة. كارثة اذا مسؤول في حزب وتظهر على الفضائيات وتفكر بهذا المنطق.
- صايل أمارة.
نحن إلى قليل من الأخلاق أكثر حاجة إلى كثير من العلم، فكيف إذا فقد الاثنان؟؟!!
غالبا عند طرحنا للأفكار لا نفرق بين السياقات، فينشأ خلط في الأسلوب يؤدي إلى ضياع المقصد حتى لو كان سليما، فسياق تقرير المعاني يختلف عن سياق الحجاج والمناظرة، ففي سياق تقرير المعاني قد يصلح أسلوب "فماذا بعد الحق إلا الضلال"، لكن في سياق المحاججة والمناظرة نحتاج إلى أسلوب"وإنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين" وأسلوب "قل لا تسألون عما أجرمنا ولا نسأل عما تعملون".
لا تظن أن البذاءة في طرح الأفكار شجاعة، أو انتصار للحق، أو أنا لا أعرف في الحق لومة لائم، وغير ذلك من المبررات، علينا أن ندرك السياق الذي نتكلم فيه ليتحقق لنا مقاصدنا من الكلام.
مستوى البذاءة في الخطاب في بلدي مرتفع جدا.
- صايل أمارة.
النظام العلويّ كان منذ نشأته مسكونا بالذعر من تحرك الغالبية السنّية ضده، وخصوصا الإسلاميين، فرفع شعارات العلمانية البعثية التقدمية كي يغطي بها جرائمه ضد الإسلاميين باعتبارهم "رجعيين" يقفون عثرة في وجه التحرر من الإمبريالية والصهيونية، ثم زرع في عقول الأجيال أن الدين شأن شخصي بحت وأن مناقشة أي قضية دينية -وخصوصا المتعلقة بأديان الآخرين- هي جريمة كبرى تمس الأمن القومي وتدعى "طائفية"، لذا يتعجب العلمانيون وأبناء الأقليات الذين نشأوا في ظل هذا النظام الملعون عندما أفتح ملفات الطوائف الباطنية كالعلوية والإسماعيلية والدرزية، حتى لو كان الطرح من منطلق التخصص في مقارنة الأديان، فهذه العقليات بُرمجت على أن الدين أمر شخصي وحساس وخاص جدا، وأن محاولة أي داعية مسلم لدعوة الآخرين إلى الإسلام هي بمثابة تدخل في شؤونهم وهتك لأسرارهم واعتداء على حرماتهم، حتى إن كانت دعوته عامة ومفتوحة وغير موجهة لأحد أصلاً، لكن يبدو أن الذعر الذي زرعه فيهم النظام العلوي سيحتاج بعض الوقت حتى يتلاشى ويستعيد كل منهم صحته العقلية.
- أحمد دعدوش.
نزق المثقف، بالكلمة، أقبح من نزق الراقصة.
حين ينسلخ من القواعد، ويتنكَّر للحقائق، التاريخية، والراهنة، لصالح نزعات أنانوية، انتقائية،، لا مسؤولة.
حين يظهَر، أو يُظهِر، وكأنه لا يفهم الفرق بين أصالة الشعوب، ورحابة الأوطان، وبين رداءة الحاكم، وارتكاباته، المشهودة.
حين يغطُّ في النوم والتجاهل، وقت حدوثها الصارخ.
ثم يصحو، إذا أتيحت له فرصة مكذوبة، لاتخاذ موضعه المدجَّن، والمتعايش مع السلطة.
بدل أن يكون ناقدًا، يحمل بديلا أكثر إشراقا، ورؤية مترفِّعة عن الولاءات الضيقة، المنحطة، في سلّم الأفكار.
- منقول.
الكثير منا ينظر إلى النصوص الدينية على أنها حلول جاهزة، لذلك نرى هذا الكثير يكتفي بقراءة النصوص وحفظها، والنظر إلى ذلك على أنه من أشرف المهام...
لكن النصوص في حقيقتها عبارة عن جسور تأخذنا إلى العلاج، أي لا بد من فهم الخلطة الموجودة فيها،..
ولقد أدرك العلماء قديما هذا الأمر فوصفوا رواة الحديث المكتفين بالنقل والقراءة بأنهم صيادلة، أما الفقهاء المهتمون بالفهم بانهم أطباء...
لذلك فلا تكتف بالقراءة والحفظ بل عليك بالفحص والكشف والبحث عن الدواء الحقيقي.
-محمد صديق.
إذا كانت مواقف العُرُوبيَّة الحاليَّة دميمة وآثمة، أيعني ذلك الانسلاخ منها ؟
متى سيعِي النَّاس أنّ العَرابة كانت في الحِقب التّاريخيّة المنصَرمةِ كلّها رمزًا منيرًا لا عَتَمَة فيه ولا غَبَاش ؟
تمسّك بعُروبَتك ولو كان منتسبوها زنمى ولُكَّع.
***
إنّما القول كلّه إذا لم يطلُع في آنه يُضيِّع هندامه ووضاءته ما عدا الاحتَدام والغضب؛ فإنّه يتضاعَف زخرفًا بالتّهذيب والتّرتيب.
- إنّ النّص الثّاني مستوحى من كلامٍ سمعته مصاغًا بلغتي.
المسلم له منهجيّة شرعيّة يتبعها في كلّ موقف وحادث، فلا يكون في حالة واحدة دائمًا، فهو رحيم هيّن ليّن في مواطن، وقويّ صلد جلمود صخر في أخرى، ولا مرجعية له في هذه المواطن إلّا الشّريعة المضبوطة غير المغلّفة بالمعاصَرة والإنسانويّة والحداثة المُعَلمَنَة.

فمن أخلاق المسلم أن يبطش بمَن يأمره الشّرع بالبطش به، ومن أخلاقه ذاتها أن يرحم قطّة ويرعاها، ويمسح على رأس الطّفل ويقبّل يد كبير السّنّ والقدر.
ومن أخلاقه أن يستردّ حقّه وحقّ المظلومين بكلّ وسيلة أباحها الشّرع له، ومن الأخلاق نفسها أن يعفو عند مقدرته ويصفح عن المخطئ.
ومن دينه أن يفرح بموتِ الطّغاة الفجّار، ومن دينه أن يحزن لهلاك نفس كافرة أفلتت منه إلى النّار.

ما ضخّوه في عقول الأجيال المتعاقبة عن التّسامح المطلق، وقصّة الجار اليهوديّ (المكذوبة)، وغيرها، أنتج جيلًا ذليلًا ممسوخًا، جاهلًا بالجوانب الأخرى من مواطن البطش والقوّة والاعتزاز.
- شيماء أبو زيد.
ليست الشّجاعة والأنَفَة، يا صاحبي، أنْ تأبى إلّا أن تُجلجِل بالحقّ وأنتَ تعرفُ أنَّكَ لا تملكَ شيئًا تفقِده، فإنّ النّبوغ ليس في مَكِنَته أن يضعها في عدّاد ذلك إلّا طبطبة خاطِر، فالشّجاعة أن (تزقزِقَ!) بالإنصاف وأنتَ مدركٌ لمدى خسائركَ الجسمية نتاجَ ذلك وتُلحّ على الزّقزقةِ به من بعد مُرسِلٍ دينيٍّ يضرب أعماق الضّمير ليُرنّمه. وشجاعةٌ أكبر من ذلك أن تتفزَّع من أن تكون هلوعًا رعديدًا في مواطن ينبغي لكَ أن تبرِّز فيها حقًّا صارخًا سيّبه النّاس، ثمّ الشّجاعة الأكبر ألّا ترتَعد من أن تظهرَ خائفًا حينما تُجرّر الآخرين الحماسة الرّعناء الّتي تسحبكَ سحبًا مغلغلًا بالحماقة إلى أن تكون منهم لتتبغددَ في السّلام مع (السّرب) !
كل جماعة تظن أنها على الصواب الذي لا يحتمل الخطأ، وأن مجرد نقاش سلوكها ومواقفها خروج عن الوطنية أو الدين أو المروءة، والكل يصف من يخالفه بأبشع الأوصاف، والشعب ممنوع من نقاش سلوك الجماعات وعند دفع الأثمان هو الذي يدفع الثمن، يعني أيها الشعب الكريم وظيفتك تدفع الثمن وأنت مسكر فمك.
هذه القداسة التي تضفيها كل جماعة على سلوكها هو الذي يجعلها لا تستفيد من أخطائها، لأنها حسب قناعتها لا تخطئ.
- صايل أمارة.
الاحتقارُ تصغيرٌ من شأنِ المُحَقَّرِ، يعقُبُه الإذلالُ عَملاً والإهانةُ قولاً، ومن أماراتِ ذلك أيضاً رفع الصوتِ قَهراً كالسوطِ يلسَعُ إمعاناً في الإيلامِ . ألا لا يُستعبَد الناسُ ولا يُهارون وقد وُلِدوا أحراراً وكرَّمَهم خالقُهم من فَوقِ سَبعِ سَماواتٍ.
- عبد الرّحمن بودرع.
2025/07/05 09:35:17
Back to Top
HTML Embed Code: