Telegram Web Link
يعرف كلّ صيدليّ قاعدة متّفقا عليها بينهم، وإن كانوا لا يقولونها كثيرا في العلن، وهي أنّ الدّواء الّذي ليس له آثار جانبيّة هو البلاسيبو وحده، أي الّذي ليس له أيّ أثر من أصله.

وهكذا أيضا النّقد، فالنّقد الوحيد الّذي لا يزعج أحدا ويمكن أن يقبله الجميع، هو النّقد الّذي لا يقدّم ولا يؤخّر ولا مضمون له ولا فحوى، وليس فيه أكثر من تحاشي النّزاع، وتقرير المتّفق عليه، بحيث لا يقال به عثار، ولا يتدارك به خطأ، ولا ينتفع به في بناء أو ترميم لمفقود أو متداعٍ من الجماعات والأفكار والمقولات.
وأمّأ ما سواه فإنّك لا شكّ واجد فيه بعض الأعراض الجانبيّة الّتي أقلّها الانزعاج، فاشتراط نقد منزّه عن كلّ خلل، بل ونقد النّقد لمجرّد عدم بلوغه غاية الكمال، إصغاء لداعي النّفس الشّهوانيّة وغريزة هواها الجبلّيّة عند عامّة بني آدم لكره الحقّ وردّ النّصح، والله الهادي!
ربّ يسّر وأعن!
- كمال المروزقي.
الجواب المسكت:
كان فيما مضى شيء يسمّيه العلماء الجواب المسكت ! تدري لمَ لمْ يعد مسكتًا؟
وايمُ الله، لا علمٌ زادَ، بل ورع نقص.
فالجواب المسكت كالزّرّ الأحمر في أعلى الرّيموت، مسكت فعلا، لكن للجهاز المستقبل الّذي على نفس التّردّد المنطقيّ ونظام التّشغيل العقليّ السّالم من العطب. ولذلك فإنّ ذلك الزّرّ لا يجدي نفعا إذا كان جهاز الاستقبال لتردّده تالفا، أو كنت تستعمله لإطفاء الموقد. كذلك الجواب المسكت، يسكت عاقلًا فاهمًا، سالمًا من الأعطال النّفسيّة.
خبّئ هذا لوقت حاجة.
- كمال المروزقي.
الحقيقة التي ألمسها من الأغلبية الساحقة من الناس أن بإمكانهم التعايش والدفاع عن الحاكم المتجبر الظالم طالما ينتمي لمنظومتهم الفكرية حتى لو خرب البلد، يعني بالعامية تخرب على ايدي ولا تعمر على يد غيري....
هذا عمن لهم انتماءات فكرية، أما الأغلبية التي لا انتماء لها، فمنهم من يكون الخوف علة انتظامه وتصالحه مع الحاكم المتسلط، ومنهم علة سوقه إشباع رغباته مع تباين الرغبات بين الناس،وهذه غالبا ما تكون في المثقفين.
- صايل أمارة.
بلى، إنّنا، واللّه، لا نمتلكُ مفاتِحَ الجنَّة ولا الجحيم، وليس لمؤمنٍ عقلانيٍّ أن ينطق بسوى ذلك، إن نحنُ إلّا ناقِلون لما قاله اللّه سبحانه غير متألِّهين عليه ولا حاشرين أنوفنا بحكمه، لكنَّ منّا من يجد كلام الخالق خانقًا صدره كأنّما هو يصَّعّد في السّماء، ولا يستَطيع الجهر بذلك لأنّه مارق، فيُنزِّل التّشنير على من ينقل كلامه بدعوى أنّه ليس ربًّا بيده مفاتِيْح الفردوس والسّعير.
ربِّ يسِّر وأعن.
أفعل التّفضيل المتسرّعة الجائرة:
أغلب النّاس تفضّل (بتسرّع) غريب، وبلا أيّ بيِّنات.. فإذا تقدّمت معهم خطوة واحدة للأمام بسؤال واحد يفترض أنّه بدهيّ: لماذا فضّلت كذا على كذا؟ لم يحيروا جوابا!
أو كان جواب من يحترم نفسه منهم: لا أدري دماغي هكذا أو ذوقي هكذا.. فثبت أنّها انطباعيّات لا تقوم على أيّ أساس علميّ حقيقيّ أو حجّة فعليّة، بل هو اختيار بمجرّد التّشهّي والهوى.
وهذا من أكبر المشاكل المعطّلة للفكر السّليم الّتي ينبغي أن يصلحها المرء في نفسه إن أراد الكلام بعلم لا عصبيّة فيه ولا هوى!
- منقول.
الهدف من القانون هو الامتثال، ولا يتأتى الامتثال إن كان النص القانون غير واضح، أو من الممكن أن يحمل على أوجه متعددة، لأن من سيتولى تفسيره هو الطرف الأقوى وهو النظام السياسي، فالتأثير على الطمأنينة، والاخلال بالأمن والتحريض هي مصطلحات فضفاضة جدا، فيمكن تحميل أي قول أو فعل من الدلالات ما يمكن جعله ينتمي إلى أحد هذه المصطلحات، وهذا سيصيب حرية التعبير التي نص على احترامها القانون الأساسي في مقتل.
الأصل في النصوص التكليفية أن تكون مفسرة بصورة تحول دون إمكانية التلاعب في مضامينها.
- صايل أمارة.
دعنا نبدأ بالاتّفاق أنّ الغباء لا يكون مشكلة أبدا من حيث هو غباء هكذا لوحده إلّا بقدر ضئيل جدّا مقارنة بتبريره والاعتراض به على الذّكاء والزّكاء والجلال والجمال والسّناء والبهاء في رباك في رباااااك
معلش اندمجت شويّة في الآخر، بس الفكرة هي هي والقلوب تغيّرت
ومش هنقضّيها اعتذارات.
- مقتبس.
جلاء وهم:
ــــــــــــــــ
القراءة لا تجعلك مفكّرا، هي فقط تجعلك مطّلعا على ما فكّر فيه آخرون، أمّا التّفكير فعمليّة أخرى مباينة تماما، وهي وحدها ما تجعل القراءة ذات فائدة حقيقيّة.
- مقتَطف.
أتدري هذا الّذي يسمّونه تفاؤلا ما هو في حقيقة الأمر؟
إنّه هوى النّفس المتّبع وشحّها المطاع وطول الأمل، وكلّ هذه مذمومة في منطوق الشّرع منهيّ عنها.
أمّا التّفاؤل الوارد في بعض النّصوص فمعناه أن تعلم أنّ عاقبة المؤمن قد تكون خيرا في الدّنيا أو يقينا في الآخرة، وأن تعلم أنّ أمر المؤمن كلّه له خير إن أصابته ضرّاء صبر فكان خيرا له في عاقبته، وإن أصابته سرّاء شكر فكانت خيرا عاجلا وآجلا.
- منقول.
عندما أسمع ضجيج صوتك كمحرك طائرة احتجاجا على ارتفاع سلعة أقل من ضرورية، وأرى صمت الأموات منك أمام الارتفاع المهول لسعر الوقود (مع أن نسبة كبيرة من سعره ضرائب) والارتفاع المهول لسعر الاتصالات في ظل احتكار شركتين لها، وغير ذلك من السلع الضرورية، فهذا الضجيج اما قلة إدراك أو تصفية حسابات.
أرخصوا الوقود والاتصالات أهم من أشياء يمكن أن يستغني عنها الناس أو يقللوا استعمالها.
- صايل أمارة.
لو استطعت أن تدرّب نفسك على كبحها عن الحكم على الأشياء عموما والنّاس خصوصا، حتّى تتعلّم بالفعل لا (بالفطرة) كيف تكون الأحكام، فزت وثقلت موازينك وربّ الكعبة.
- مقتبس.
هشاشة نفسيّة + ضعف عقلي وتدنّي خبرات ومدارك + جهل بالدّين أصولا وفروعا = ملحد عربي.

ولا أعرف لا في من قرأت لهم من المشاهير ولا في من رأيت ملحدا عربيّا واحدا لم يكن إلحاده ردّة فعل نفسيّة لا علاقة لها بالعلم ولا المعلومات، وإنّما يتكدّس كلّ ذلك تبعا للتّبرير والإشباع  ونفي القلق (بالمعنى النّفسي) فقط، ولا يكون هو أصل المشكلة أبدا.

وليس هذا طبعا مخصوصا بالإلحاد بل كثير من تقلّبات النّاس الفكريّة قد تكون هذه هي عواملها الدّافعة بالأساس، فإنّ التقلّبات الّتي تقع بالأدوات العلميّة الثّقيلة بالفعل والمرتكزة على ازدياد معرفيّ صحيح هي بندرة من يفكّرون تفكيرا نقديّا، وهم ندرة في من يفكّرون، وهؤلاء ندرة فيمن يفهمون، وهؤلاء ندرة في من يبحثون، وهم أنفسهم ندرة في من يقرؤون.
- مقتَطف.
صغيرًا.. أوّلَ طلبي للعلم.. كنت أتعجّب من بعض الكلام عند العلماء حين يصرّون على ذكره بلا داعٍ تماما في نظري.
فأجد مثلا قولهم والصّلاة واجبة بالكتاب والسّنّة وإجماع المسلمين
أو: والزّنا واللّواط والقذف محرّمات بالكتاب والسّنّة وإجماع المسلمين والقياس.

فأقول في نفسي متضجّرا: ما هذا الحشو؟ وما فائدة هذا الاستطراد والتّطويل؟ وهل هناك حاجة للاستدلال على مثل هذا أصلا؟ وما فائدة تكثير الأدلّة على مطلوب واحد أصلا ما دام دليلا قطعيّا والواحد منه كافٍ؟

وكما نعرف جميعا الآن.. كنت أنا السّاذج الأحمق يا جماعة.. ساذج جدّا.. ومغفّل جدّا.. كما في كلّ مرّة... وفي كلّ اعتراض على عالِم.
وإنّا لله!
- منقول.
لو قابلت نفسك، هل كنت تقبل بها في علاقة طويلة الأمد؟

فكّر مليّا أوّلًا، ثمّ أجب صادقا، ثمّ احتفظ بجوابك لنفسك كي لا يزيد معدّل تبريرك وكذبك على نفسك شعرت أو لم تشعر.
كلّ الفكرة هي أن تحاول إذا وجدت بعض التّبريرات والأعذار أن تبرّر وتعتذر بها أيضا (لـ وعن) بعض ما لا يعجبك في تصرّفات من يخالطك ويشاركك تلك العلاقة الطّويلة مكرها أو مختارا.
وكلّنا نحتاج أن ننظر لأنفسنا من حين لآخر.. ووضع النّظّارات المعظّمة الّتي نراقب بها أفعال الآخرين جانبا.
- مقتبس.
الحقّ أنّ أغلب نقدنا مدخول بتصفية حسابات تحت الطّاولة أو فوقها، وحظّ الهوى فيه مساوٍ أو أكثر، ومتعلّقه الأشخاص والجماعات لا الأفعال والأفكار، والسّخرية متى تعلّقت بالشّخص بنفسه لا بعمل أو فكر صارت ممنوعة شرعا وعرفا اتّفاقا إلّا ما ندر.
والحقّ أنّ الحقّ غالب والباطل مهزوم، ولا ينال الحقّ بالباطل، ولا يكاد يخلو حقّ من باطل في هذه الأزمان.
والله غالب على أمره وهو ربّنا المستعان!
- مقتَطف.
النّقد كغسل الثّوب... إن زاد عن حدّه أفسد الثّوب وخرّقه وأبلاه.. وإن نقص عن الحاجة بقي متنجّسا.
وغسل الثّياب فيه فروق ما بين أنواعها فما يصلح للحرير لا يصلح للخيش.

وماء الوحي طاهر طهور.
- اقتباس.
لقد سألنا معلِّمُنا للشّريعة، يومًا، (لمَّا كنتُ طالبًا في التّوجيهي) سؤالًا كان يعتلي إدراك عقولِنا وفي محيّاه أمارات الجِدِّيّةِ كلّها: هل تظنّون، حقًّا، أنّ اللّغة العربيّة هي هذه الّتي تعرفونها ؟
فبُهتَ الصّف كلّه وعلى شفتيه أطلال أسئلةٍ واستعلامات، فلمّا تراءت له الحال قابعةً على ذلك نهضَ مستبقًا وقال إنّها، يا أبنائي، ليست من العربيّة في شيء، فإنّ العربيَّة بذيذ مسائل الرِّياضيّات بعَوَزٍ إلى حلٍّ وتفكيكٍ وهي عويصةٌ على ساكِني هذا العشيِّ ومُبهمة، وإنّما تُضارع الألغاز، فكان الواحد منّا إذا رأى شيئًا من كتابات المتقدِّمين لم يفهم شيئًا منها إلّا كفهم النّاضِج للغة الأطفال.
ثمّ لمّا رأى أعيننا تفهق حيرةً وعجبًا قال إنّكم إن ابتَغيتُم أن تدركوا العربيّة الّتي أُشير إليها حقّ الإدراك فهي ماثلةٌ في كتاب اللّه سُبحانه.
وكنتُ، وقتئذٍ، مفلسًا من العلم ومصفِرًا لا أجني من العربيّة إلّا برْضًا، فكان قوله كالشّعْفة أسمى من أن يصله امرُؤ مثلي في فاتحة انتضاء اليراعة حتّى غطستُ في لغة الأوّلين غطسًا عميقًا فعلمتُ، أيّما علمٍ، أنّني كنتُ جاهلًا كثيرًا، وأنّ العربيّة أكثر غورًا ممَّا كنتُ عليه تصوّرًا، لكنّهم بنون هذا الزّمن الّذين دسّوا في عقولنا أنّ العربيّة هي اللّغة الّتي في كُتب المعاصرين ونصوصهم، ووعيتُ، أيضًا، أنّ تِيْكَ العربيّة هي الّتي تزيد العقل تفكّرًا وتحليلًا حصيفًا وورعًا واتّزانًا، وبها ينهض العقل البصير، ومنها يقتبسُ نوره، وعليها يتوكَّأ.
إنّما ألفاظي كلّها -من بعد ما وقفت بعضها وراء بعضٍ- عَييّة (عيًّا فظيعًا) عن تأبين أبي خالد ووصف جهاده الميمون، فماذا في سعة قريحتي المقصورة، يا أبا خالد، أن تكتُب فيكَ وأنتَ القريحة كلّها بوطادتها وشذاها ؟
فَوَاهًا لخبرٍ يشجّ القلب ويُقوِّضه، لكنّ العزاء أنّها دنيا فانية، فطوبى لكَ، ونحنُ لا نزكِّي على اللّه أحدًا، هذه الشّهادة الميسَّرة، ونِعمًّا هي، فإنّما خلقت لأمثالك.
2025/04/11 09:49:35
Back to Top
HTML Embed Code: