Telegram Web Link
يُسر
عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قَلَّمَا كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُومُ مِنْ مَجْلِسٍ حَتَّى يَدْعُوَ بِهَؤُلاَءِ الدَّعَوَاتِ لأَصْحَابِهِ: اللَّهُمَّ اقْسِمْ لَنَا مِنْ خَشْيَتِكَ مَا يَحُولُ بَيْنَنَا وَبَيْنَ مَعَاصِيكَ،…
شرح لهذا الدعاء العظيم الذي جمع خيريّ الدنيا والآخرة

قال المباركفوري رحمه الله:

قوله (اللهم اقسم لنا) أي: اجعل لنا من خشيتك أي: من خوفك.
(ما) أي: قسماً ونصيباً.
(يحول) أي: يحجب ويمنع.
(بيننا وبين معاصيك) لأن القلب إذا امتلأ من الخوف أحجمت الأعضاء عن المعاصي.
(ومن طاعتك) أي بإعطاء القدرة عليها والتوفيق لها.

(ما تبلغنا) أي: توصلنا أنت.
(به جنتك) أي: مع شمولنا برحمتك، وليست الطاعة وحدها مبلغة.
(ومن اليقين) أي: اليقين بك، وبأن لا مرد لقضائك، وبأنه لا يصيبنا إلا ما كتبته علينا، وبأن ما قدرته لا يخلو عن حكمة ومصلحة، مع ما فيه من مزيد المثوبة.
(ما تهون به) أي: تُسَهِّل أنت بذلك اليقين.
(مصيبات الدنيا) فإن من علم يقيناً أن مصيبات الدنيا مثوبات الأخرى لا يغتم بما أصابه، ولا يحزن بما نابه.

(ومتعنا) من التمتيع، أي: اجعلنا متمتعين ومنتفعين.
(بأسماعنا وأبصارنا وقوتنا) أي: بأن نستعملها في طاعتك. قال ابن الملك: التمتع بالسمع والبصر إبقاؤهما صحيحين إلى الموت.
(ما أحييتنا) أي: مدة حياتنا.
وإنما خص السمع والبصر بالتمتيع من الحواس لأن الدلائل الموصلة إلى معرفة الله وتوحيده إنما تحصل من طريقهما؛ لأن البراهين إنما تكون مأخوذة من الآيات، وذلك بطريق السمع، أو من الآيات المنصوبة في الآفاق والأنفس، فذلك بطريق البصر، فسأل التمتيع بهما حذراً من الانخراط في سلك الذين ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة.

ولما حصلت المعرفة بالأولين [أي: السمع والبصر]، وترتب عليها [أي: على المعرفة بالله] العبادة، سأل القوة ليتمكن بها من عبادة ربه، قاله الطيبي.
والمراد بالقوة: قوة سائر الأعضاء والحواس أو جميعها، فيكون تعميماً بعد تخصيص.
(واجعله) أي: المذكور من الأسماع والأبصار والقوة.

(الوارث) أي: الباقي.
(منا) أي: بأن يبقى إلى الموت.
(واجعل ثأرنا) أي: إدراك ثأرنا.
(على من ظلمنا) أي: مقصوراً عليه، ولا تجعلنا ممن تعدى في طلب ثأره فأخذ به غير الجاني كما كان معهوداً في الجاهلية، فنرجع ظالمين بعد أن كنا مظلومين، وأصل الثأر الحقد والغضب، يقال ثأرت القتيل وبالقتيل أي قتلت قاتله.

(ولا تجعل مصيبتنا في ديننا) أي: لا تصبنا بما ينقص ديننا من اعتقاد السوء، وأكل الحرام، والفترة في العبادة، وغيرها.
(ولا تجعل الدنيا أكبر همنا) أي: لا تجعل طلب المال والجاه أكبر قصدنا أو حزننا، بل اجعل أكبر قصدنا أو حزننا مصروفاً في عمل الآخرة، وفيه أن قليلاً من الهم فيما لا بد منه في أمر المعاش مرخص فيه، بل مستحب، بل واجب.

(ولا مبلغ علمنا) أي: غاية علمنا، أي: لا تجعلنا حيث لا نعلم ولا نتفكر إلا في أمور الدنيا، بل اجعلنا متفكرين في أحوال الآخرة، متفحصين من العلوم التي تتعلق بالله تعالى وبالدار الآخرة، والمبلغ الغاية التي يبلغه الماشي والمحاسب فيقف عنده.
(ولا تسلط علينا من لا يرحمنا) أي: لا تجعلنا مغلوبين للكفار والظلمة، أو لا تجعل الظالمين علينا حاكمين، فإن الظالم لا يرحم الرعية .

تحفة الأحوذي
Forwarded from د.ليلى حمدان
خلق وفيّ الطباع وفارس الميادين!

ﻗﺎﻝ ابن ﺍﻟﻘﻴﻢ - رحمه الله -:

"ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺮﻭﺀﺓ ﺍﻟﺘﻐﺎﻓُﻞ ﻋﻦ ﻋﺜَﺮﺍﺕ ﺍﻟﻨﺎﺱ، ﻭﺇﺷﻌﺎﺭﻫﻢ ﺃﻧّﻚ ﻻ ﺗﻌﻠﻢ ﻷﺣﺪٍ ﻣﻨﻬﻢ ﻋﺜﺮﺓ ".

ﻣﺪﺍﺭﺝ ﺍﻟﺴﺎﻟﻜﻴﻦ ٣٣٥/٢.
يا الله يا لطيف يا رحيم؛ شمال #غزة يتعرض الآن لإبادة بكل معنى الكلمة، فكن بهم لطيفًا ورحيمًا..
ما يجري في جباليا أهوال في غاية الشدّة على أهلنا وتتطلب وقفة جادّة وسريعة من كل من بيده ما يقدمه.
للوهلة الأولى حين ترى هذه الصورة وأنت مستغرق فيما يجري لأهلنا في غزة بكل شعورك قد تظن أن هؤلاء الناس اجتمعوا غضباً للدماء والمجازر وطلباً لإيقافها فإذا بها صورة ملتقطة من حفل غنائي عقد قبل ليلتين في إحدى الدول العربية المجاورة لفلسطين، وحضرته كل هذه الأعداد، وقد حصل فيه تزاحم وتدافع وحالات إغماء بسبب ذلك.
وقد جرى هذا الحفل في نفس الليلة التي اشتدّت فيها المجازر والقصف على جباليا وشمال غزّة، وهي نفس الليلة التي أرِق فيها الكثير من المسلمين قلقا وحزنا على إخوانهم، بينما يرقص آخرون ويغنّون ويطربون ويبذلون من أموالهم لإحياء هذه الليلة باللهو والطرب وكأنّ شيئاً لم يكن؛ لتعاد عجلة التاريخ التي يتكرر فيها مثل هذا المشهد (مشهد الغفلة وقت اقتراب أعداء المسلمين وتحركهم) ليقضي الله أمراً كان مفعولاً.

وهذه الصورة ليست هي الوحيدة -بطبيعة الحال- بل لها مئات الصور المماثلة في أماكن مختلفة من عالمنا العربي والإسلامي خلال هذه الأحداث.
ومن هنا يمكننا القول إن بعض أبناء أمتنا
يتحملون (جزءاً) من مسؤولية ما يجري في غزة بسبب هذه الغفلة والإعراض وعدم السعي الحثيث والدائم في بذل ما يمكن لإيقافها، وإن كان الذي يتحمل (الجزء الأكبر) هم من بيدهم القرار.
ونحن نبرأ إلى الله تعالى من مثل هذه المنكرات في أي مكان، ونعوذ به أن نكون كبني إسرائيل الذين قال عنهم سبحانه: (كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه) ونستغفره ونتوب إليه، ونسأله أن يهدي ضال المسلمين ويردهم إليه ردا جميلا، ونسأله أن يعامل الساعين في إضلال الناس وإلهائهم بعدله.
إنّا لله وإنّا إليه راجعون

اللهم استعملنا ولا تستبدلنا ولا تفتنّا اللهم
الله ❤️‍🩹
يا من يرى ما في الضمير ويسمعُ
أنت المُعدُّ لكل ما يُتوقعُ
يا من يُرجَّى للشدائد كلها
يا من إليه المُشتكى والمفْزعُ
يا من خزائن رزقه في قول (كن)
امنن فإن الخير عندك أجْمعُ
ما لي سوى فقري إليك وسيلة
فبالافتقار إليك فقري أدفعُ
ما لي سوى قرعي لبابك حيلة
فلئن رُدِدت فأيَّ باب أقْرعُ
Forwarded from طُروس 📚
‏( فَإِنۡ أَمِنَ بَعۡضُكُم بَعۡضࣰا فَلۡیُؤَدِّ ٱلَّذِی ٱؤۡتُمِنَ أَمَـٰنَتَهُۥ وَلۡیَتَّقِ ٱللَّهَ رَبَّهُۥۗ)

‏هذه الآية تربيةٌ ربّانيةٌ عظيمة في المعاملات والحقوق، وتنبيهٌ إلى عِظَم (الأمن) وقيمته، والثِّقة المبنيَّة على التسامح في الحقوق، فمن الأمانة أن يكون من عليه الحق: أهلًا لهذا الأمن!

ومن التقوى والأمانة أن يكون المرءُ مأمونًا، وإن عُدِمت المواثيقُ، أو الشهاداتُ التي تقوم لصاحب الحقِّ برهانًا على حقِّه، وما له على هذا المرء.

‏فنسأل الله تعالى برحمته أن يجعلنا من عباده الأمناء المؤتمنين، المأمونين، الآمنين بهداه ورضاه.
( احرص أن تكون من هذه الطائفة، فإنهم منصورون مُعانون )

عن ثوبان، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق، لا يضرهم من خذلهم، حتى يأتي أمر الله وهم كذلك . متفق عليه

- احرص أن تكون من هذه الطائفة؛ فإنهم منصورون مُعانون، واختلف العلماء في تعيين هذه الطائفة، فقيل: هم العلماء والفقهاء، وقيل: هم أصحاب الحديث، وقيل: هم المجاهدون في سبيل الله تعالى، والأَولَى الجمع بين هذه الأقوال كلها ، فمن الممكن أن يكونوا من العلماء والمجاهدين والفقهاء، والآمرين بالمعروف، والناهين عن المنكر .
-

من جماليَّات هذه الآية؛ ﴿كلّا إنّ معيَ ربّي سيهدينِ ﴾، ما قاله الآلوسي في تفسيره حين ذكر سبحانه لفظة: (معي) دون (معنا)، وقال (سيهدينِ) دون سيهديَنا، جزاءً لقوم موسى على غفلتهم عن قوله تعالى: ﴿أنتُما ومن اتّبعكما الغالبون﴾، أو بسبب غفلتهم عن عناية الله بهِم في أحوالهم"..

ومن الجماليّات؛ أنّه قال: (سيهدينِ)، دون لفظ النّصر، ولم يقُل (سينصرني)، مع أنّ المقام يستدعي انتصاره على فرعون وقومه، فيها إشارة أنّ سلك طريق الهداية؛ أحوج ما يحتاجه العبد في أحواله وأقدارهِ، وقد تكون الهداية لأسباب النّجاة؛ أعظم سبب يستكمل به العبد أسباب الانتصار، لفظة (سيهدينِ)، تبيّن أنّ الهُدى وحده طريق نجاة، والهداية موصلة في النّهاية إلى التمكين والظفر، وفيها إشارة أنّ طلب الهداية متأصّلة في نفوس العارفين، فالعارف لربّه هو من يطلب الهداية قبل كلّ شيء، ﴿كلّا إنّ معيَ ربّي سيهدينِ ﴾، وكذلك الواثق بربّه؛ يردّد في أرجاء قلبه عند كلّ ابتلاء، عند كلّ نازلة: كلّا إنّ معيَ ربّي سيهدين!
Forwarded from كوثر الجمعة
«أكرم به من مصطفًى فحديثه
يشفي العليل وذكره يحييني»

دونكم الورد القرائي الرابع والعشرون 📚

سيقام المجلس في الساعة 6:15 صباحاً بتوقيت مكة 🕋

استعملكم الله في خِدمة دينه، ونصر بكم أمَّة نبيه ﷺ🍃
اللهم صلِّ وسلّم على حبيبي محمّد وعلى آله وصحبه الكرام ❤️
"قد يقترن بالحزن ما يثاب صاحبه عليه ويحمد عليه؛ فيكون محموداً من تلك الجهة لا من جهة الحزن، كالحزين على مصيبة في دينه وعلى مصائب المسلمين عموماً، فهذا يثاب على ما في قلبه من حب الخير وبغض الشر وتوابع ذلك.
ولكن الحزن على ذلك إذا أفضى إلى ترك مأمور من الصبر والجهاد وجلب منفعة ودفع مضرة: نهي عنه".

ابن تيمية
خدمته بمديح | جلسة جماعي...
دين
جزء من البردة

اللهم صلِّ وسلّم على حبيبي محمّد ❤️
يا رحمن يا رحمن ❤️‍🩹
عد الإمام مسلم صاحب الصحيح، دعاء النبي ﷺ على معاوية رضي الله عنه بقوله: «لا أشبع الله بطنك» من جملة مناقب معاوية رضي الله عنه، إذ أن النبي ﷺ قال في الحديث الذي رواه أحمد وغيره: «اللهم إنّي أتّخذ عندك عهدًا لن تخلفنيه، فإنّما أنا بشر، فأيّما مؤمن آذيتُه أو شتمته أو جلدته أو لعنته، فاجعلها له صلاةً وزكاةً وقُربة تقرّبه بها إليك يوم القيامة».
أَلا هَل لنا من بعد هذا التفرّق
سبيلٌ فيشكو كلّ صبّ بما لقي
وَقد كنت أوقات التزاورِ في الشتا
أبيتُ على جمرٍ من الشوق محرقِ
فَكيفَ وقد أمسيت في حال قطعة
لَقد عجّل المقدور ما كنت أتّقي
تمرُّ الليالي لا أرى البين ينقضي
وَلا الصبر من رقّ التشوّق معتقي
سَقى اللَه أرضاً قد غدت لك منزلاً
بكلّ سكوب هاطل الوبل مغدقِ

ولادة بنت المستكفي
( كل مَن اتسعت مداركه المعرفية جنح إلى الوسطية )

العلّامة الطاهر ابن عاشور رحمه الله
2025/02/24 02:13:16
Back to Top
HTML Embed Code: