قول باطل للمعتزلة في النبوات (حيث قالوا: لا تنخرق العادة إلا لنبي)
وموافقة ابن حزم الظاهري لهم في هذه المسألة
وحكاية شيخ الإسلام ابن تيمية هذا بقوله:
«وهذه طريقة أكثر المعتزلة، وغيرهم؛ كأبي محمد بن حزم»
فنظمه في سلك المعتزلة
وموافقة ابن حزم الظاهري لهم في هذه المسألة
وحكاية شيخ الإسلام ابن تيمية هذا بقوله:
«وهذه طريقة أكثر المعتزلة، وغيرهم؛ كأبي محمد بن حزم»
فنظمه في سلك المعتزلة
المصدر: #كتاب_النبوات لشيخ الإسلام ابن تيمية (1/ 129-130)
◾️أهمية الوضوء والصلاة لدفع ثَوَران قوَّةِ الغضب والشهوة.
- قال الإمام ابن القيم رحمه الله:
«قاعدةٍ نافعة
فيما يعتصمُ به العبدُ من الشيطان ويستدفعُ به شره ويحترز به منه ......
[ثم ذكر عدة حروز يحرز العبد بها نفسه من الشيطان، ثم قال:]
.... الحرز التاسع: الوضوء والصلاة: وهذا من أعظم ما يتحرَّز به منه، ولا سيَّما عند ثَوَران قوَّة الغضب والشهوة، فإنها نارٌ تغلي في قلب ابن آدم، كما في الترمذي من حديث أبي سعيد الخدري، عن النبي - ﷺ - أنه قال: «ألا وإنّ الغَضَبَ جَمْرَةٌ فِي قَلْبِ ابْنِ آدَمَ، أما رَأيْتُمْ إلى حُمْرَةِ عَيْنيهِ وانْتِفاخِ أوْداجِهِ، فَمَن أحَسَّ بِشَيْءٍ مِن ذَلِكَ فَلْيَلْصَقْ بِالأرْضِ».
وفي أثر آخر: «إنّ الشَّيْطانَ خُلِقَ مِن نارٍ، وإنّما تُطْفَأْ النّارُ بالماءِ»،
فما أطفأْ العبدُ جمرةَ الغضب والشهوة بمثل الوضوء والصلاةَ، فإنها نارٌ والوضوء يُطفِئُها، والصَّلاةُ إذا وقعت بخشوعها والإقبال فيها على الله أذهبت أثَرَ ذلك كُلِّه، وهذا أمرٌ تجرِبته تُغْني عن إقامة الدليل عليه».
📚 #بدائع_الفوائد (2/ 816).
- قال الإمام ابن القيم رحمه الله:
«قاعدةٍ نافعة
فيما يعتصمُ به العبدُ من الشيطان ويستدفعُ به شره ويحترز به منه ......
[ثم ذكر عدة حروز يحرز العبد بها نفسه من الشيطان، ثم قال:]
.... الحرز التاسع: الوضوء والصلاة: وهذا من أعظم ما يتحرَّز به منه، ولا سيَّما عند ثَوَران قوَّة الغضب والشهوة، فإنها نارٌ تغلي في قلب ابن آدم، كما في الترمذي من حديث أبي سعيد الخدري، عن النبي - ﷺ - أنه قال: «ألا وإنّ الغَضَبَ جَمْرَةٌ فِي قَلْبِ ابْنِ آدَمَ، أما رَأيْتُمْ إلى حُمْرَةِ عَيْنيهِ وانْتِفاخِ أوْداجِهِ، فَمَن أحَسَّ بِشَيْءٍ مِن ذَلِكَ فَلْيَلْصَقْ بِالأرْضِ».
وفي أثر آخر: «إنّ الشَّيْطانَ خُلِقَ مِن نارٍ، وإنّما تُطْفَأْ النّارُ بالماءِ»،
فما أطفأْ العبدُ جمرةَ الغضب والشهوة بمثل الوضوء والصلاةَ، فإنها نارٌ والوضوء يُطفِئُها، والصَّلاةُ إذا وقعت بخشوعها والإقبال فيها على الله أذهبت أثَرَ ذلك كُلِّه، وهذا أمرٌ تجرِبته تُغْني عن إقامة الدليل عليه».
📚 #بدائع_الفوائد (2/ 816).
«النفسُ إذا شبعتْ تَحَرَّكَتْ وجالت وطافت على أبواب الشَّهَوَاتِ، وإذا جاعت سكنت وخشعت وذلت».
📚 #بدائع_الفوائد لابن القيم رحمه الله (2/ 821).
📚 #بدائع_الفوائد لابن القيم رحمه الله (2/ 821).
Forwarded from لطائف وفوائد قرآنية
▪️التحذير من فضول العلم والكلام الذي لا طائل تحته.
ـ قال الله تعالى: { وَیَسۡـَٔلُونَكَ عَنِ ٱلرُّوحِۖ قُلِ ٱلرُّوحُ مِنۡ أَمۡرِ رَبِّی وَمَاۤ أُوتِیتُم مِّنَ ٱلۡعِلۡمِ إِلَّا قَلِیلࣰا } [سُورَةُ الإِسۡرَاءِ: ٨٥]
«وفي هَذِهِ الآيَةِ ما يَزْجُرُ الخائِضِينَ في شَأْنِ الرُّوحِ المُتَكَلِّفِينَ لِبَيانِ ما هَيْئَتُهُ وإيضاحِ حَقِيقَتِهِ أبْلَغَ زَجْرٍ ويَرْدَعُهم أعْظَمَ رَدْعٍ، وقَدْ أطالُوا المَقالَ في هَذا البَحْثِ بِما لا يَتِمُّ لَهُ المَقامُ، وغالِبُهُ بَلْ كُلُّهُ مِنَ الفُضُولِ الَّذِي لا يَأْتِي بِنَفْعٍ في دِينٍ ولا دُنْيا.
وقَدْ حَكى بَعْضُ المُحَقِّقِينَ أنَّ أقْوالَ المُخْتَلِفِينَ في الرُّوحِ بَلَغَتْ إلى ثَمانِيَةَ عَشَرَ مِائَةَ قَوْلٍ، فانْظُرْ إلى هَذا الفُضُولِ الفارِغِ والتَّعَبِ العاطِلِ عَنِ النَّفْعِ، بَعْدَ أنْ عَلِمُوا أنَّ اللَّهَ سُبْحانَهُ قَدِ اسْتَأْثَرَ بِعِلْمِهِ ولَمْ يُطْلِعْ عَلَيْهِ أنْبِياءَهُ ولا أذِنَ لَهم بِالسُّؤالِ عَنْهُ ولا البَحْثِ عَنْ حَقِيقَتِهِ فَضْلًا عَنْ أُمَمِهِمُ المُقْتَدِينَ بِهِمْ، فَيالَلَّهِ العَجَبَ، حَيْثُ تَبْلُغُ أقْوالُ أهْلِ الفُضُولِ إلى هَذا الحَدِّ الَّذِي لَمْ تَبْلُغْهُ ولا بَعْضَهُ في غَيْرِ هَذِهِ المَسْألَةِ مِمّا أذِنَ اللَّهُ بِالكَلامِ فِيهِ، ولَمْ يَسْتَأْثِرْ بِعِلْمِهِ».
• قلت: وغالب بحوث المتكلمين من الأشاعرة ونحوهم من هذا الصنف، لما انشغلوا عن القرآن والسنة، شغلهم الله بجمع (قيل وقالوا) بغير نفع ولا فائدة تعود على الإنسان في دنياه ولا في آخرته.
وقد اعترف بعضهم في آخر عمره فقال:
ولم نستفد من بحثنا طول عمرنا
سوى أن جمعنا فيه قيل وقالوا
نسأل الله العافية
ـ قال الله تعالى: { وَیَسۡـَٔلُونَكَ عَنِ ٱلرُّوحِۖ قُلِ ٱلرُّوحُ مِنۡ أَمۡرِ رَبِّی وَمَاۤ أُوتِیتُم مِّنَ ٱلۡعِلۡمِ إِلَّا قَلِیلࣰا } [سُورَةُ الإِسۡرَاءِ: ٨٥]
«وفي هَذِهِ الآيَةِ ما يَزْجُرُ الخائِضِينَ في شَأْنِ الرُّوحِ المُتَكَلِّفِينَ لِبَيانِ ما هَيْئَتُهُ وإيضاحِ حَقِيقَتِهِ أبْلَغَ زَجْرٍ ويَرْدَعُهم أعْظَمَ رَدْعٍ، وقَدْ أطالُوا المَقالَ في هَذا البَحْثِ بِما لا يَتِمُّ لَهُ المَقامُ، وغالِبُهُ بَلْ كُلُّهُ مِنَ الفُضُولِ الَّذِي لا يَأْتِي بِنَفْعٍ في دِينٍ ولا دُنْيا.
وقَدْ حَكى بَعْضُ المُحَقِّقِينَ أنَّ أقْوالَ المُخْتَلِفِينَ في الرُّوحِ بَلَغَتْ إلى ثَمانِيَةَ عَشَرَ مِائَةَ قَوْلٍ، فانْظُرْ إلى هَذا الفُضُولِ الفارِغِ والتَّعَبِ العاطِلِ عَنِ النَّفْعِ، بَعْدَ أنْ عَلِمُوا أنَّ اللَّهَ سُبْحانَهُ قَدِ اسْتَأْثَرَ بِعِلْمِهِ ولَمْ يُطْلِعْ عَلَيْهِ أنْبِياءَهُ ولا أذِنَ لَهم بِالسُّؤالِ عَنْهُ ولا البَحْثِ عَنْ حَقِيقَتِهِ فَضْلًا عَنْ أُمَمِهِمُ المُقْتَدِينَ بِهِمْ، فَيالَلَّهِ العَجَبَ، حَيْثُ تَبْلُغُ أقْوالُ أهْلِ الفُضُولِ إلى هَذا الحَدِّ الَّذِي لَمْ تَبْلُغْهُ ولا بَعْضَهُ في غَيْرِ هَذِهِ المَسْألَةِ مِمّا أذِنَ اللَّهُ بِالكَلامِ فِيهِ، ولَمْ يَسْتَأْثِرْ بِعِلْمِهِ».
📚 فتح القدير للشوكاني ـ عفا الله عنه ـ بقطع النظر عن حاله وحال كتابه
• قلت: وغالب بحوث المتكلمين من الأشاعرة ونحوهم من هذا الصنف، لما انشغلوا عن القرآن والسنة، شغلهم الله بجمع (قيل وقالوا) بغير نفع ولا فائدة تعود على الإنسان في دنياه ولا في آخرته.
وقد اعترف بعضهم في آخر عمره فقال:
ولم نستفد من بحثنا طول عمرنا
سوى أن جمعنا فيه قيل وقالوا
نسأل الله العافية
- قال ابن القيم رحمه الله:
أكثر المعاصي إنما تولدها من فضول الكلام والنظر، وهما أوسعُ مداخل الشيطان، فإن جارحتيهما لا يَمَلَّانِ ولا يسأمان،
بخلاف شَهْوة البطن، فإنه إذا امتلأ لم يَبْقَ فيه إرادةٌ للطعام،
وأما العين واللِّسان فلو تُرِكا لم يفتُرا من النظر والكلام، فجنايتُهما مُتَّسِعَةُ الأطراف، كثيرةُ الشُّعَبِ، عظيمةُ الآفات،
وكان السلف يحذِّرون من فضول النظر، كما يحَذِّرون من فضول الكلام، وكانوا يقولون: "ما شيءٌ أحوجَ إلى طول السَّجن من اللِّسانٍ"
📚 #بدائع_الفوائد (2/ 820).
أكثر المعاصي إنما تولدها من فضول الكلام والنظر، وهما أوسعُ مداخل الشيطان، فإن جارحتيهما لا يَمَلَّانِ ولا يسأمان،
بخلاف شَهْوة البطن، فإنه إذا امتلأ لم يَبْقَ فيه إرادةٌ للطعام،
وأما العين واللِّسان فلو تُرِكا لم يفتُرا من النظر والكلام، فجنايتُهما مُتَّسِعَةُ الأطراف، كثيرةُ الشُّعَبِ، عظيمةُ الآفات،
وكان السلف يحذِّرون من فضول النظر، كما يحَذِّرون من فضول الكلام، وكانوا يقولون: "ما شيءٌ أحوجَ إلى طول السَّجن من اللِّسانٍ"
📚 #بدائع_الفوائد (2/ 820).
https://www.tg-me.com/fawaedmnkoteb/8415
#فوائد_وهدايات_الآيات
1- الفرار من مواطن المحن والشدائد لا يزيد الأعمار، ولا يؤخر الآجال، بل ربما كان ذلك سبباً في تعجيل ما يفر منه :
﴿قُل لَّن يَنفَعَكُمُ ٱلْفِرَارُ إِن فَرَرْتُم مِّنَ ٱلْمَوْتِ أَوِ ٱلْقَتْلِ وَإِذًا لَّا تُمَتَّعُونَ إِلَّا قَلِيلًا﴾
2- من صفات المنافقين: التخذيل، وتعطيل أعمال الخير، فاحذر أن تكون مغلاقاً للخير، مفتاحا للشر:
﴿قَدْ يَعْلَمُ ٱللَّهُ ٱلْمُعَوِّقِينَ مِنكُمْ وَٱلْقَآئِلِينَ لِإِخْوَٰنِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنَا ۖ وَلَا يَأْتُونَ ٱلْبَأْسَ إِلَّا قَلِيلًا﴾
3- من أكثر ما يعين على الاقتداء بالنبي ﷺ تذكر الآخرة، وكثرة ذكر الله عز وجل:
﴿لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِى رَسُولِ ٱللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُوا۟ ٱللَّهَ وَٱلْيَوْمَ ٱلْآخِرَ وَذَكَرَ ٱللَّهَ كَثِيرًا﴾
▪️من فوائد ولطائف سورة الأحزاب (1)
1- الفرار من مواطن المحن والشدائد لا يزيد الأعمار، ولا يؤخر الآجال، بل ربما كان ذلك سبباً في تعجيل ما يفر منه :
﴿قُل لَّن يَنفَعَكُمُ ٱلْفِرَارُ إِن فَرَرْتُم مِّنَ ٱلْمَوْتِ أَوِ ٱلْقَتْلِ وَإِذًا لَّا تُمَتَّعُونَ إِلَّا قَلِيلًا﴾
2- من صفات المنافقين: التخذيل، وتعطيل أعمال الخير، فاحذر أن تكون مغلاقاً للخير، مفتاحا للشر:
﴿قَدْ يَعْلَمُ ٱللَّهُ ٱلْمُعَوِّقِينَ مِنكُمْ وَٱلْقَآئِلِينَ لِإِخْوَٰنِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنَا ۖ وَلَا يَأْتُونَ ٱلْبَأْسَ إِلَّا قَلِيلًا﴾
3- من أكثر ما يعين على الاقتداء بالنبي ﷺ تذكر الآخرة، وكثرة ذكر الله عز وجل:
﴿لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِى رَسُولِ ٱللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُوا۟ ٱللَّهَ وَٱلْيَوْمَ ٱلْآخِرَ وَذَكَرَ ٱللَّهَ كَثِيرًا﴾
▪️من فوائد ولطائف سورة الأحزاب (2)
4- بيان أن سيئة العالم والشريف أشد من سيئة الجاهل والوضيع:
﴿يَٰنِسَآءَ ٱلنَّبِىِّ مَن يَأْتِ مِنكُنَّ بِفَٰحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ يُضَٰعَفْ لَهَا ٱلْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ ۚ وَكَانَ ذَٰلِكَ عَلَى ٱللَّهِ يَسِيرًا﴾
5- الحث قراءة القرآن والأدعية المأثورة والأحاديث النبوية وسماع العلم النافع في البيوت، وتذكر ذلك:
﴿وَٱذْكُرْنَ مَا يُتْلَىٰ فِى بُيُوتِكُنَّ مِنْ ءَايَٰتِ ٱللَّهِ وَٱلْحِكْمَةِ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا﴾
• فاحرص أن يكون لك في بيتك ورد دائم من كتاب الله، وأحاديث من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم
6- ﴿وَٱلصَّٰٓئِمِينَ وَٱلصَّٰٓئِمَٰتِ وَٱلْحَٰفِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَٱلْحَٰفِظَٰتِ﴾
لما كان الصوم من أكبر العون على كسر الشهوة ... ناسب أن يذكر بعده ﴿والحافظين فروجهم والحافظات﴾.
[تفسير ابن كثير:٣/٤٦٩]
«فالذي ينبغي أن يجمع العبد همه وفكرته ونشاطه على وقته الحاضر، ويؤدي وظيفته بحسب قدرته، ثم كلما جاء وقت استقبله بنشاط وهمة عالية مجتمعة غير متفرقة، مستعينا بربه في ذلك، فهذا حري بالتوفيق والتسديد في جميع أموره».
تفسير السعدي ـ سورة محمد
◾️فتوى الإمام الشافعي بين يدي شيخه الإمام مالك -إن صحت القصة-
- قال البيهقي في مناقب الشافعي (2/238):
وأخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ قال: قرأت في كتاب بعض فقهائنا بنيسابور: حدثنا العباس بن عبد الله الحيري قال: حدثنا أبو جعفر: محمد بن جرير الطبري قال: حدثنا الربيع بن سليمان قال:
كان الشافعي جالسا يوما بين يدي مالك بن أنس، فجاء رجل إلى مالك فقال: يا أبا عبد الله، إني رجل أبيع القُمْرِيّ، وإني بعت يومي هذا قُمْرِيًّا. فلما كان العشي أتاني صاحب القمري (1) فقال: إن قمريّك لا يصيح، فتشاجرت أنا وهو إلى أن حلفت بالطلاق أن قمريّ ما يهدأ من الصياح. فقال مالك: طلقت امرأتك ولا سبيل لك عليها، فانصرف الرجل مغموما،
فقام إليه الشافعي - وهو يومئذ ابن أربع عشرة سنة - فقال: أعد مسألتك - رحمك الله - فأعاد عليه فقال: أيّما أكثر: صياح قمريك أم سكوته؟ قال: فقال: صياحه. قال: امض فلا شيء عليك. ورجع الشافعي إلى الحلقة، ورجع الرجل إلى مالك، لِصيته في البلاد، وكبر اسمه فقال: يا أبا عبد الله، انظر لي في مسألتي يكن لك فيها أجزل الثواب.
فقال: ما أعرف لمسألتك جوابا غير ما أخبرتك. قال: فإن في حلقتك من أفتاني بأن لا شيء عليك. قال: مَنْ المفتي لك، رحمك الله؟ قال: هذا الغلام، وأومأ إلى الشافعي، فَزَبَرَهُ مالك وأخْجَله وقال: يا غلام:، بلغني عنك غير فتواي، فمن أين لك هذا؟
قال: لأني سألته: أيّما أكثر صياح قمريك أم سكوته؟ فأخبرني بصياحه. فقال مالك: وهذا أعظم، أيّ شيء في سكوته وصياحه مما يكون مخرجا للفتوى؟ قال: لأنك حدثتني - يعني عن عبد الله بن يزيد، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن فاطمة بنت قيس: أنها أتت النبي، ﷺ، فقالت: يا رسول الله، إن أبا جَهْم ومعاوية خطباني، فأيّهما أتزوج؟ فقال النبي، ﷺ: أما «معاوية» فصعلوك لا مال له، واما «أبو جهم» فرجل لا يضع عصاه عن عاتقه. وقد علم النبي، ﷺ، أن أبا جَهْم يأكل وينام ويستريح، فقال لها: لا يضع سوطه على المجاز (2)، والعرب تجعل أغلب الفعلين كمداومته. فلما أن سألتُه: أيّما أكثر: صياح قمريك أو سكوته؟ فأخبرني بصياحه. فقسته على قول النبي، ﷺ: «لا يضع سوطه». وعلمت أن النبي، ﷺ، خاطب العرب على قدر عقولهم، وجعلوا أكثر الفعلين كمداومته.
قال: فتعجب مالك بن أنس من قوله، ولم يقدح فيه بشيء فضرب مسلم بن خالد الزّنجي بين كَتِفي الشافعي وقال: أفتِ فقد والله آن لك أن تفتي (3).
———
(1) القمري طائر مشهور، وضرب من الحمام حسن الصوت.
(2) هذا ونحوه من ذكر (المجاز) في عبارات المتقدمين، معناه: (ما يجوز في اللغة) كما هو ظاهر من سياق القصة، وليس هو (المجاز) الذي أصبح عند المتأخرين طاغوتا يتخذونه سبيلا لنفي صفات الله وادعاء أنها ليست على الحقيقة، ثم يحددون ويقيدون هذا المجاز بأشياء تساعدهم على مرادهم الباطل، ولذلك نفي غير واحد من أهل العلم وجود هذا المجاز -الذي عند المتأخرين- في اللغة العربية أصلا، أو في القرآن.
(3) وإسناد هذه القصة فيه جهالة شيوخ الحاكم، وذكرتها هنا لطرافتها، ولَربما يكون لها أسناد آخر يصح، والله أعلم.
↪️
- قال البيهقي في مناقب الشافعي (2/238):
وأخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ قال: قرأت في كتاب بعض فقهائنا بنيسابور: حدثنا العباس بن عبد الله الحيري قال: حدثنا أبو جعفر: محمد بن جرير الطبري قال: حدثنا الربيع بن سليمان قال:
كان الشافعي جالسا يوما بين يدي مالك بن أنس، فجاء رجل إلى مالك فقال: يا أبا عبد الله، إني رجل أبيع القُمْرِيّ، وإني بعت يومي هذا قُمْرِيًّا. فلما كان العشي أتاني صاحب القمري (1) فقال: إن قمريّك لا يصيح، فتشاجرت أنا وهو إلى أن حلفت بالطلاق أن قمريّ ما يهدأ من الصياح. فقال مالك: طلقت امرأتك ولا سبيل لك عليها، فانصرف الرجل مغموما،
فقام إليه الشافعي - وهو يومئذ ابن أربع عشرة سنة - فقال: أعد مسألتك - رحمك الله - فأعاد عليه فقال: أيّما أكثر: صياح قمريك أم سكوته؟ قال: فقال: صياحه. قال: امض فلا شيء عليك. ورجع الشافعي إلى الحلقة، ورجع الرجل إلى مالك، لِصيته في البلاد، وكبر اسمه فقال: يا أبا عبد الله، انظر لي في مسألتي يكن لك فيها أجزل الثواب.
فقال: ما أعرف لمسألتك جوابا غير ما أخبرتك. قال: فإن في حلقتك من أفتاني بأن لا شيء عليك. قال: مَنْ المفتي لك، رحمك الله؟ قال: هذا الغلام، وأومأ إلى الشافعي، فَزَبَرَهُ مالك وأخْجَله وقال: يا غلام:، بلغني عنك غير فتواي، فمن أين لك هذا؟
قال: لأني سألته: أيّما أكثر صياح قمريك أم سكوته؟ فأخبرني بصياحه. فقال مالك: وهذا أعظم، أيّ شيء في سكوته وصياحه مما يكون مخرجا للفتوى؟ قال: لأنك حدثتني - يعني عن عبد الله بن يزيد، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن فاطمة بنت قيس: أنها أتت النبي، ﷺ، فقالت: يا رسول الله، إن أبا جَهْم ومعاوية خطباني، فأيّهما أتزوج؟ فقال النبي، ﷺ: أما «معاوية» فصعلوك لا مال له، واما «أبو جهم» فرجل لا يضع عصاه عن عاتقه. وقد علم النبي، ﷺ، أن أبا جَهْم يأكل وينام ويستريح، فقال لها: لا يضع سوطه على المجاز (2)، والعرب تجعل أغلب الفعلين كمداومته. فلما أن سألتُه: أيّما أكثر: صياح قمريك أو سكوته؟ فأخبرني بصياحه. فقسته على قول النبي، ﷺ: «لا يضع سوطه». وعلمت أن النبي، ﷺ، خاطب العرب على قدر عقولهم، وجعلوا أكثر الفعلين كمداومته.
قال: فتعجب مالك بن أنس من قوله، ولم يقدح فيه بشيء فضرب مسلم بن خالد الزّنجي بين كَتِفي الشافعي وقال: أفتِ فقد والله آن لك أن تفتي (3).
———
(1) القمري طائر مشهور، وضرب من الحمام حسن الصوت.
(2) هذا ونحوه من ذكر (المجاز) في عبارات المتقدمين، معناه: (ما يجوز في اللغة) كما هو ظاهر من سياق القصة، وليس هو (المجاز) الذي أصبح عند المتأخرين طاغوتا يتخذونه سبيلا لنفي صفات الله وادعاء أنها ليست على الحقيقة، ثم يحددون ويقيدون هذا المجاز بأشياء تساعدهم على مرادهم الباطل، ولذلك نفي غير واحد من أهل العلم وجود هذا المجاز -الذي عند المتأخرين- في اللغة العربية أصلا، أو في القرآن.
(3) وإسناد هذه القصة فيه جهالة شيوخ الحاكم، وذكرتها هنا لطرافتها، ولَربما يكون لها أسناد آخر يصح، والله أعلم.
↪️
https://www.tg-me.com/fawaedmnkoteb/8422