#الإمام_الحسن (عليه السلام) ودوره في واقعة الطف..

• لقد مهّد الإمام الحسن (عليه السلام) لفاجعة الطف وأراد إبراز ضرورة استعداد الأمة لتلك اللحظة الحاسمة في تاريخ الإسلام.

▫️ومن الأمور التي تظهر مكانة الإمام الحسن (عليه السلام) في تمهيد واقعة الطف هو كيفية تعامل النبيّ محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) مع سبطَيه. فقد كان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يقبّل الإمام الحسن (عليه السلام) في فمه، ويقبّل الإمام الحسين (عليه السلام) في نحره، وكأنّه (صلى الله عليه وآله وسلم) يريد بذلك إثارة قضية مهمة ترتبط بمصيريهما، حيث تشير إلى كيفية استشهاد كل منهما، وكأنّها رسالة إلهية تعلن عن المصير الذي ينتظر سيدا شباب أهل الجنة.

▪️حرص الإمام الحسن (عليه السلام) على توعية الأمة بمصير أخيه الإمام الحسين (عليه السلام) وما سيجري عليه وعلى أهل بيته في أرض الطف. فقد ورد عنه أنه قال لأخيه الإمام الحسين (عليه السلام): "يا أخاه لا تحزن عليّ، فإنّ مصابك أعظم من مصيبتي ورزءك أعظم من رزئي، فإنّك تقتل -يا أبا عبد الله الحسين- بشطّ الفرات بأرض كربلا عطشانًا لهيفًا وحيدًا فريدًا مذبوحًا يعلو صدرك أشقى الأمّة، ويحمحم فرسك ويقول في تحمحمه: الظليمة الظليمة من أمّةٍ قتلت ابن بنت نبيّها.........."

هذه الكلمات تجسّد وعي الإمام الحسن (عليه السلام) الكامل بما سيجري في كربلاء، وكيف أنّه كان على علم مسبق بما سيحدث لأخيه، بل كان يتمنّى أن يكون معه لينصره.

▫️ومن أعظم المواقف التي تبرز دور الإمام الحسن (عليه السلام) في واقعة الطف هي وصيّته لابنه القاسم (عليه السلام). حيث أوصاه قائلًا: "يا ولدي يا قاسم!، أوصيك: أنّك إذا رأيت عمّك الحسين في كربلاء، وقد أحاطت به الأعداء، فلا تترك البراز والجهاد، لأعداء الله وأعداء رسوله، و لا تبخل عليه بروحك، وكلّما نهاك عن البراز، عاوده ليأذن لك في البراز، لتحظى في السعادة الأبدية".

هذه الوصيّة تعكس مدى حرص الإمام الحسن (عليه السلام) على غرس حبّ الجهاد في نفوس أبنائه، وتوجيههم نحو نصرة الإمام الحسين (عليه السلام) في أصعب الظروف. وكان القاسم (عليه السلام) مثالًا حيًّا على تنفيذ وصيّة أبيه، حيث قاتل ببسالة واستشهد في كربلاء بجانب عمّه.

السلام على العترة الطاهرة التي لم يخلق الله أرضًا ولا سماء إلّا في محبّتهم.


#وفاء_للثقلين.
#وفاء_للحسين.
#معهد_الأسرة_المسلمة.
#العتبة_الحسينية_المقدسة.
#وحدة_الإعلام_والعلاقات_العامة.

(من الحُبّ الأبويّ إلى القيادة الحكيمة) ✨

نجد في سطور وصيّته التي ابتدأها الإمام عليّ (عليه السلام) بقوله: "من الوالد الفانِ المقرِّ للزمانِ... إلى المولود المؤمِّل ما لا يُدرِك" منهاجًا تربويًّا متكاملًا يجمع بين الحبّ والحكمة، وبين الدعم العاطفيّ والإعداد القياديّ.

▫️يشير علم النفس إلى أنّ الأبوّة الفعّالة تتطلّب توفير الدعم النفسيّ والعاطفيّ للأبناء، وقد كان أمير المؤمنين (عليه السلام) واعيًا بأهميّة إظهار الحبّ والاعتراف بالقدرات الفرديّة الخاصّة لكلّ شخص، حيث عبّر عن حبّه الكبير لابنه قائلًا: "وجدتُكَ بعضي، بل وجدتُكَ كُلِّي، حتىٰ كأنَّ شيئًا لو أصابَكَ أصابني، وكأنَّ الموتَ لو أتاكَ أتاني". وهذا ليس مجرّد تعبير عن مشاعر أبويّة، بل هي بمثابة بناء نفسيّ قويّ يسهم في تعزيز الثقة بالنفس لدى الابن، ويزرع فيه التحمّل والقدرة على الصمود.

📌 وظهرت آثار تربيته الحكيمة (عليه السلام) في شخصيّة ولده الحسن (عليه السلام)، ليس فقط في مواقفه مع رعيّته، بل أيضًا في تعامله مع أعدائه. فقد عرف الإمام الحسن (عليه السلام) بقدرته على الصبر وتحمّل الضغوط النفسيّة والسياسيّة، وهو ما تجلّى بوضوح في قرار صلحه مع معاوية.

• لقد كان قراره (عليه السلام) بالصلح تجسيدًا لقيادة حكيمة وواعية، إذ استطاع أن يقرأ الواقع السياسيّ قراءة دقيقة، ويدرك أنّ المصلحة العامّة تقتضي إيقاف النزاع حفاظًا على دماء المسلمين. وكان هذا القرار مبنيًّا على حكمة عميقة، وسبق أن أشار رسول الله (صلّى الله عليه وآله) إلى هذا البعد من شخصيّة الإمام الحسن (عليه السلام) بقوله: "لو كان العقل رجلًا لكان الحسن".

💭 فنرى أنّ صلح الإمام الحسن (عليه السلام) مع معاوية كان قرارًا استراتيجيًّا حاسمًا، عكس الحكمة والبصيرة التي تربّى عليها الإمام الحسن (عليه السلام). هذا الصلح، الذي اعتبره البعض -دون وعي منه- تراجعًا، كان في الحقيقة تحضيرًا لخطّة أكبر تجلّت في ثورة الإمام الحسين (عليه السلام). فعندما قرّر الإمام الحسن (عليه السلام) الصلح، كان يعرف أنّ هذا القرار سوف يهيّئ الساحة لمرحلة جديدة من المقاومة ضدّ الظلم.

📎 فمن المهمّ أن ندرك أنّه لا يمكن فصل صلح الإمام الحسن (عليه السلام) عن ثورة الإمام الحسين (عليه السلام)، كلا الحدثين كانا نتيجة مباشرة لمنهج تربويّ وإعداد قياديّ بدأه الإمام عليّ (عليه السلام) في بيته. الإمام الحسن (عليه السلام) تعلّم من والده الحكمة في اتّخاذ القرار، والإمام الحسين (عليه السلام) تعلّم منه الشجاعة في المواجهة. لذا، فإنّ ثورة الإمام الحسين (عليه السلام) كانت مكمّلة لصلح الإمام الحسن (عليه السلام)، وكلاهما جاء نتيجة تأصيل القيم والفضائل التي غرسها الإمام عليّ (عليه السلام) في نفوس أبنائه.

#وفاء_للثقلين.
#وفاء_للحسين.
#معهد_الأسرة_المسلمة.
#العتبة_الحسينية_المقدسة.
#وحدة_الإعلام_والعلاقات_العامة.

#الحوراء_القدوة (عليها السلام).

قدّمت الدكتورة #رفاه_مهدي_الحكيم مسؤولة قسم التوجيه والإرشاد الأسريّ التابع للعتبة الحسينيّة المقدّسة في يوم الأحد الموافق ٢٠٢٤/٨/١١ محاضرة قيّمة في معهد العقيلة (عليها السلام)، وكانت تحت عنوان:

"قبس من أدوار السيّدة زينب (صلوات الله وسلامه عليها) خلال رحلتها من بعد يوم العاشر من محرّم وحتّى رجوعها يوم الأربعين إلى كربلاء".

ركّزت الدكتورة في محاضرتها على الأدوار العظيمة التي قامت بها السيّدة زينب (عليها السلام) بعد واقعة الطفّ، والتي لم تكن فقط حاضرة في المشهد السياسيّ والاجتماعيّ، بل كانت الركيزة الأساسيّة في الدفاع عن إمام زمانها، الإمام السجّاد (عليه السلام)، وفي الحفاظ على عيال أهل البيت (عليهم السلام).

وتطرّقت إلى نوعين من الأزمات التي واجهتها السيّدة زينب (عليها السلام):

▫️الأزمات الداخليّة: وتمثّلت في الدفاع عن إمام زمانها زين العابدين (عليه السلام) وحمايته من محاولات الأعداء لإسقاطه أو الإضرار به. كما شملت الحفاظ على النساء والأطفال وتأمين سلامتهم في أحلك الظروف.

▫️الأزمات الخارجيّة: شملت الحفاظ على انتصار ثورة الإمام الحسين (عليه السلام) من خلال نشر رسالة الثورة والتصدّي للأعداء في محافلهم ومجالسهم، على الرغم من محاولاتهم لكتم صوت الحقّ.

📌 أبرزت الدكتورة في محاضرتها كيف استطاعت الحوراء (عليها السلام) التعامل مع تلك الأزمات من خلال تخطيط محكم وثقة تامّة بالله تعالى واستحقاقها للإسناد الغيبيّ.

وقدّمت المحاضرة دروسًا للنساء في كيفيّة التعامل مع الأزمات التي قد تواجه أسرهنّ اليوم، حيث يجب عليهنّ التعرّف على مؤشّرات الأزمات المحتملة والتنبّؤ بها، مع التخطيط الجيّد لمواجهتها بعد التوكّل على الله والاستعانة بقوّة الإيمان والصبر.

#وفاء_للثقلين.
#وفاء_للحسين.
#معهد_الأسرة_المسلمة.
#العتبة_الحسينية_المقدسة.
#وحدة_الإعلام_والعلاقات_العامة.

#المدرسة_الصيفية_التربوية٣.
#ختامها_مسك. 🌱

"وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ"

من منطلق الآية الكريمة قدّم معهد الأسرة المسلمة سلسلة محاضراته القيّمة للفئة الكبيرة ضمن المدرسة الصيفيّة التربويّة. وقد شهد يوم الأحد الموافق ٢٠٢٤/٨/١١ اختتام المدرسة بمحاضرتين رئيسيّتين تناولتا الجانبين الدينيّ والتربويّ.

الجانب الدينيّ: ثقافة الانتظار

قدّمت الاستشاريّة #إسراء_الياسري محاضرة تناولت فيها مفهوم الإصلاح وضرورة تنفيذ الأوامر الإلهيّة في آخر الزمان.

شرحت الاستشاريّة للفتيات مفهوم الغَيبة التي تضمّنت مرحلتين:
- الغيبة الصغرى.
- الغيبة الكبرى.

وأكّدت الياسريّ على أهميّة الاستعداد لظهور صاحب العصر والزمان، موضّحة المسؤوليّات التي تقع على عاتق كلّ مؤمن وكيف يكون دوره فعّالًا لتعجيل ظهوره المبارك. وأبرزت ضرورة التحلّي بالأخلاق الحميدة والسلوكيّات التي أوصانا الله بها والتي تجعلنا من أنصار الإمام المنتظر. كما بيّنت أنّ الإمام المهديّ، رغم غيابه عن الأنظار، إلّا أنّه  كالشمس خلف السحب يراقب أعمالنا ومطّلع علينا.

الجانب التربويّ: ضرورة الإصلاح وأثره في الأمّة

قدّمت الاستشاريّة #زينب_أحمد_الخفاجي محاضرة تطرّقت خلالها إلى مفهوم الإصلاح وأهميّة أن يكون الإنسان مصلحًا في مجتمعه.

وأوضحت ضرورة الالتزام بأداء الأمانة، والابتعاد عن الغش، وكفّ الأذى، مشيرة إلى أنّ إصلاح النفس يؤدّي إلى إصلاح المجتمع، فيصبح مجتمعًا خاليًا من السوء، يسوده أفراد صالحون وأسوياء، كما أراد الرسول الكريم (صلى الله عليه وآله وسلم) لأمّته.. فتكون بذلك "خير أمّة أخرجت للناس".

كذلك تناولت الخفاجيّ الفرق بين الإصلاح والصلاح، مؤكّدة على ضرورة التخلّي عن السلوكيّات السلبيّة واستبدالها بأخرى إيجابيّة. وأخيرًا، حرصت على مراجعة التمارين والمفاهيم لتعزيز الفهم وترسيخ المعرفة لدى الفتيات.

بفضل الله تعالى، تمّ ختام المدرسة الصيفيّة التربويّة بعد فترة مليئة بالعلم والمعرفة، حيث قدّمنا ما نأمل أن يكون قد ساهم في تعليم الفتيات ما ينفعهنّ في حياتهن، وغرس شعور الحبّ والانتماء لمبادئهن والاعتزاز بالدستور الإلهيّ.

نسأل الله أن يتقبّل منّا هذا القليل، وأن يوفّقنا ويسدّد خطانا في ما هو قادم.. إنّه سميع مُجيب.

#وفاء_للثقلين.
#وفاء_للحسين.
#معهد_الأسرة_المسلمة.
#العتبة_الحسينية_المقدسة.
#وحدة_الإعلام_والعلاقات_العامة.

#عمار_بن_ياسر
"أيقونة في التوازن النفسيّ"

كان عمّار يمتلك قوّة داخليّة استثنائيّة، مكّنته من الصمود أمام أصعب الظروف. فقد تعرّض هو وأسرته لأشد أنواع التعذيب من قريش، حتّىٰ استشهد والداه تحت التعذيب. ورغم هذا الظلم الشديد، بقي عمّار ثابتًا على إيمانه، لم يهتزّ ولم يتزعزع.

هذا الثبات يعكس توازنًا نفسيًّا نادرًا، نابع من يقين عميق بالله وثقة في نصره، متجاوزًا بذلك الآلام الجسديّة والمعاناة النفسيّة التي واجهها.

قال له رسول الله (صلّى الله عليه وآله): "يا عمّار لو سلك الناس كلّهم واديًا وسلك عليّ واديًا فاسلك وادي عليّ وخلّ عن الناس. إنّ عليًّا لا يردّك عن هدى ولا يدلّك على ردي. يا عمّار طاعة عليّ طاعتي وطاعتي طاعة الله".
📚 بحار الأنوار - ج ٣٣ - الصفحة ١٧

وهذا يعكس تقديرًا عاليًا لشخصيّة عمّار وثقة الرسول (صلّى الله عليه وآله) بإيمانه ورؤيته الصائبة.

عمّار كان يعي جيّدًا أنّ الطاعة الحقيقيّة لله ورسوله تتجسّد في اتّباع عليّ (عليه السلام)، لما يمثّله من امتداد للنهج النبويّ.. وهكذا نجد أنّ عمّار قد دمج بين الإيمان النظريّ والتطبيق العمليّ، ممّا جعله رمزًا إيمانيًّا خالدًا.

بالإضافة إلى ذلك، عمّار كان يتمتّع بقدرة فريدة على التكيّف مع المتغيّرات دون أن يفقد اتّزانه النفسيّ أو إيمانه. هذه القدرة تعكس تربية نبويّة دقيقة، حيث كان (صلّى الله عليه وآله) يربّي أصحابه على مواجهة الحياة بثبات.

9 صفر الخير/ ذكرى إستشهاد الصحابي الجليل، عمار بن ياسر رضوان الله عليه.

#وفاء_للثقلين.
#وفاء_للحسين.
#معهد_الأسرة_المسلمة.
#العتبة_الحسينية_المقدسة.
#وحدة_الإعلام_والعلاقات_العامة.