Telegram Web Link
قال ابن الحاج في مسألة وجوب تأخير المفعول إذا خيف التباسه بالفاعل نحو ضرب موسى عيسى ، ضرب ابني أخي :

"لا يوجد في كتاب سيبويه شيء من هذه الأصول الواهية "

وأجاز تقديم المفعول وخالف بهذا جمهور النحاة

قال الدكتور حسن الشاعر في كتابه عن ابن الحاج : يبدو أن سيبويه _ كما ذكر _ لم يعتدّ بقضية اللبس في كثير من أبواب النحو ، وإن لم يصرح بها في هذا الباب
ونقل عن الأشموني وابن هشام تقرير عدم التفات سيبويه لأصل أمن اللبس .

ولهذا الأصل مسائل كثيرة بنيت عليه في التفسير والبلاغة والإعراب .
وإذا تأمل الإنسان وجد أن القرائن التي تعين الفاعل والمفعول لا يمكن أن يخلو منها مثال ، فالمسألة أشبه بالخلاف اللفظي إلا أن وراءها تقرير أصل عدم اللبس أو إلغاءه .
من أثر العلوم على الأخلاق :)

قال أبو عبيدة لا يكون النحوي شجاعاً
قيل له لم ذاك فقال ترونه يفرق بين الساكن والمتحرك ولا يفرق بين الحياة والموت ؟

قال المبرد وأنا أقول لا يكون النحوي جوادا ترونه يفرق بين الهمزتين ولا يفرق بين الغنى والفقر .
" أتى أمر الله فلا تستعجلوه "

المراد من النهي هنا دقيق ، لم يذكروه في موارد صيغ النهي ، ويجدر أن يكون للتسوية، أي لا جدوى في استعجاله ، لأنه لا يعجل قبل وقته .

ابن عاشور رحمه الله
الملكة عين ثالثة وحاسة سادسة

" وأذكر مرة أني سهوت في أثناء نسخي لأحد أبيات ابن منير فقدمت كلمة على كلمة في البيت ، ولم يخل هذا التقديم بوزن البيت ولا بمعناه ، ولكن الأستاذ حين تأمله طويلاً ، قال لي جازماً : لو كان قائل هذا البيت شاعراً حقاً لقدم هذه الكلمة على تلك ، فوجئت حقاً ، ولم أحر جواباً وحين عدت إلى البيت بحثت عنه في المخطوط فوجدته على الصورة التي اقترحها الأستاذ وحين خبرته خبر البيت في اليوم التالي ما زاد على التبسم " .

إبراهيم الزيبق متحدثاً عن العلامة أحمد راتب النفاخ
أمنية تداعب خيال المحققين العظام

"وكان دليلي إلى معرفة ما أخذه المصنف من غيره كاتماً ذكره وذكر كتابه ما أجده في كلام بعض من طالت صحبتي له من آثار دالة عليه دون غيره ، لأن لألفاظ المتكلمين روائح أنفاسهم ، ولا يزالون مختلفين فيها بما يمتاز الواحد من غيره بقدر منها
ولو أن للحروف والألفاظ والكلمات والجمل التي يستعملها كل إنسان لوناً مميزاً له من سائر الناس أجمعين أو رقماً يدل عليه يكون كالبصمة والخريطة الوراثية( الجينية ) له تحلله أجهزة قياس لاكتشفنا حظ كل مصنف فيما صنفه ، وحظوظ من سلخ كلامهم وانتحله وادعاه لنفسه تدل عليها ألوانها أو رموزها الرقمية "

العلامة محمد الدالي
تحقيق الشيخ محمد أجمل الإصلاحي لكتاب (مفردات القرآن) للفراهي مثال على ؛
١) دقة التحقيق من جهة ومنهج التعليق على الكتب بما يخدم مقاصده من جهة أخرى.
٢) الكتاب بهذا التحقيق يصح أن يتخذ مدرسة في منهج تحقيق الكتب التي تركها أصحابها مسودة ناقصة.
٣) الكتاب بغير هذا التحقيق لا يكاد يصح الاعتماد عليه باعتباره نص الفراهي الذي يؤمن به.
٤) وأخيرا الكتاب وتحقيقه مفيد لدارس التفسير غاية الإفادة، لكنه في الغالب إفادة في منهجية تناول المفردة القرآنية أكثر من دراستها وبحثها نفسها، فالكتاب يشرح لك الطريق ويبين أعلامها، ثم يتركك لتسير بنفسك في متاهاتها.
إذا استغليت ثمن كتاب أو استطلت وقت محاضرة أو استثقلت أسلوب شيخ أو استصعبت درس مسألة فاقرأ مغامراتهم في طلب العلم

قال أبو نصر القرطبي : كنا نختلف إلى أبي علي القالي وقت إملائه النوادر بجامع الزهراء ، ونحن في فصل الربيع ، فبينما أنا ذات يوم من بعض الطريق إذ أخذتني سحابة فما وصلت إلى مجلسه إلا وقد ابتلت ثيابي كلها ، وحوالي أبي علي أعلام أهل قرطبة فأمرني بالدنو منه وقال لي : مهلاً يا أبا نصر ، لا تأسف على ما عرض لك فهذا شيء يضمحل عنك بسرعة بثياب غيرها تبدلها
وقال قد عرض لي ما أبقى بجسمي ندوباً تدخل معي القبر ، كنت أختلف إلى ابن مجاهد فأدلجت إليه لأتقرب منه فلما انتهيت إلى الدرب الذي كنت أخرج منه إلى مجلسه ألفيته مغلقاً وعسر علي فتحه فقلت : سبحان الله ! أبكر هذا البكور وأغلب على القرب منه ! فنظرت إلى سرب بجنب الدار فاقتحمته فلما توسطته ضاق بي ولم أقدر على الخروج ولا النهوض ، فاقتحمته أشد اقتحام حتى نفذت بعد أن تخرقت ثيابي وأثر السرب في لحمي حتى انكشف العظم ، ومنّ الله علي بالخروج ، فوافيت مجلس الشيخ على هذه الحال فأين أنت مما عرض لي وأنشدنا :

دببت للمجد والساعون قد بلغوا جهد النفوس وألقوا دونه الأزرا

وكابدوا المجد حتى ملّ أكثرهم
وعانق المجد من أوفى ومن صبرا

لا تحسب المجد تمراً أنت آكله
لن تبلغ المجد حتى تلعق الصبرا

قال أبو نصر : فكتبناها قبل أن يأتي موضعها في نوادره .

أبو نصر القرطبي= شارح كتاب سيبويه
ذكر أحد الدعاة أن من مواطن إجابة الدعاء رؤية نعمة الله على غيرك كما قال زكريا عليه السلام عند رؤية رزق الله لمريم عليها السلام (( رب هب لي من لدنك ذرية طيبة )) .

ذكر الشيخ أن رؤية النعمة على أخيك ساعة استجابة خير من رؤيتها فرصة للحسد

وقد قال علقمة الفحل مادحاً حارث غسان
وراجياً منه فك إسار أخيه شأس :

وفي كل حي قد خبطت بنعمة
فحق لشأس من نداك ذنوب *

فقال الحارث : نعم ، وأذنبة

فهذا توسل للملك بإحسانه للناس من غير استحقاق منهم لإحسانه
لأن الخبط في اللغة هو سؤال المعروف من غير آصرة

وكذلك من توسل لله بسابق إحسانه للعبد أو لغيره من نعمة قديمة أو حديثة

والله يرزقنا حسن مسألته .

----
* الذنوب هو النصيب أو الدلو الكبيرة
وقد قصد علقمة بقوله: كل حي قصة النابغة عندما استوهب أسرى قبيلته من الحارث فأطلقهم له وكانوا ثمانين
Forwarded from طُروس 📚
لوليِّ الله الدهلوي رحمه الله، ورأيه هذا انتفعت به جدًّا؛ إذ كنت أحسب أنَّ الفراهي رحمه الله قد جاء بآراء في النحو والبلاغة ومنهجية جديدة لأسباب بعيدة توهمتها، فرأيت مشابهة آرائه للدهلوي، هذا غير تقاربهما في جعل القرآن الكريم وطرائق السلف في تفسيره؛ الحاكمة على العلوم العربية وإعادة النظر في أصولها، ولمَّا كانا قريبيْن زمانًا ومكانًا فهذا يضع افتراضات وأسئلة جديدة!
Forwarded from سهل الغازي
«وأما [علم] المعاني والبيان فهو علم حادث بعد انقراض عصر الصحابة والتابعين رضي الله عنهم، فما كان منه مفهوماً في عرف جمهور العرب فهو على الرأس والعين، وأما ما كان منه خفيًّا لا يدركه إلا المتعمقون من أرباب الفن، فلا نسلم أنه مطلوب في القرآن الكريم».

• ولي الله الدهلوي.
كثيراً ما يكون شرح المتأخرين لعبارات الأوائل وإطلاقاتهم مذهباً جديداً واستدراكاً على المذهب الأول يخفى على الناظر فيظن ذلك تحقيقاً وهو تلفيق من مذهبين .

لا سيما ما كان في جعل القواعد الكلية أغلبية أو في دفع التشنيع عن القول أو طرد المسألة والتزام لوازمها .

والسبيل إلى تحقيق ذلك دراسة تاريخ المسألة وقلما توجد مؤلفات في تأريخ مسائل العلوم .
القرآن معجز للجن كما هو معجز للإنس ، والجن منهم عرب ومنهم أعاجم ...

فالذين سمعوا القرآن فقالوا (( إنا سمعنا قرآناً عجباً )) هم عرب اللسان وإن لم يكونوا عرب النسب إلى عدنان وقحطان .

والقرآن معجز لهم بمعانيه وأساليبه وسائر وجوه إعجازه ولا أعلم فرقاً بين الإنس والجن في هذا .
إذا درست البلاغة ولم تتعلم النحو كنت كمن يقرأ رواية مترجمة يخضع ذوقك لذوق المترجم وتأويلك تبع لتأويله وتصفي قنطرته كل معنى غامض من معاني المؤلف فتحيله إلى معنى سطحي

بل أسوأ من ذلك
في قراءة الترجمة حفاظ على نقاء اللغة واطلاع على ثمرة عقلين وثقافتين وروحين وليس ذلك في دراسة البلاغة دون معرفة بالنحو
بل هي أشبه بقراءة ترجمة الجزء الأول من رواية ما

والنحو المفيد في البلاغة ليس نحو الألفية على أهميته بل أصول النحو وخلاف النحاة وكتب المتقدمين ودراسات المعاصرين الجادة .

تكتشف أن البناء البلاغي يمكن بناؤه بطريقة مختلفة ويمكن قراءته قراءة جديدة ويحتاج إلى تجديد وإصلاح وإكمال بدل الاختصار والشرح
في عبارات العرب الأوائل تمييز المعنى المقصود بإضافة جمل تميزه فينتج عن ذلك الوضوح في الكلام والدقة في المعنى والبلاغة الفخمة

أما المتأخرون فهم بين أن يراعوا جانب الدقة وبين ان يراعوا جانب الوضوح او جانب البلاغة

ولشرح ذلك فإن لفظ الوضوء والغسل في لغة العرب عام لم يدخله الاصطلاح بحيث ينصرف ذهن السامع إلى الوضوء والغسل الشرعيين
وكذلك قيام الليل يشمل من قام لحاجة او لصلاة او قراءة

فتجد في عبارات العرب الأوائل توضأ وضوءه للصلاة واغتسل غسل الجنابة وقام الليل يصلي .

فيكثر في كلامهم التشبيه والاحتراس وتتسع تبعاً لذلك مساحة القول بخلاف اللغة الاصطلاحية التي نتكلم بها
وهذا الاختلاف أوسع بكثير من هذه الأمثلة وربما يعادل ربع الكلام .
والفرق بين الأسلوبين كالفرق بين الحي والميت
ومن ذلك العموم فالعرب تذكر العام ثم تؤكده وذلك لأن العام عندها يجوز أن يكون مخصوصا
فتؤكده في مقامات التوكيد وتستغني عنه في مقامات الإجمال .
" ليتني أظفر بذلك الكتاب الذي بدأه أو أجد خبره ، اذاً لسافرت له الأسفار الطوال "

الشيخ عبد الرحمن بن معاضة الشهري حفظه الله متحدثاً عن كتاب الأحرف السبعة للعلامة محمود شاكر رحمه الله .

وقد طبع أخيراً بحمد الله تعالى .
من تعمق في المنطق لا يوثق ببلاغته ، أو نقص من بلاغته بقدر ما درس من المنطق .
وأما ما يحكى عن الأصمعي من النوادر فقد نحله الناس حكايات كثيرة جداً ، وكل من أراد أن يضع حكاية نسبها إلى الأصمعي .

المعلمي
#تنبيهات_بلاغية

قال ابن هشام :
بيان أنه قد يظن أن الشيء من باب الحذف وليس منه
جرت عادة النحويين أن يقولوا " يحذف المفعول اختصارا واقتصارا " ويريدون بالاختصار الحذف لدليل وبالاقتصار الحذف لغير دليل ويمثلونه بنحو (( وكلوا واشربوا )) أي أوقعوا هذين الفعلين

التحقيق أن يقال :
(قد) يتعلق الإعلام بمجرد إيقاع الفاعل للفعل، فلا يُذكر المفعول ، ولا ينوى ، إذ المنوي كالثابت ، ولا يسمى محذوفاً لأن الفعل يُنزّل لهذا القصد منزلة ما لا مفعول له .

انتهى بتصرف يسير
تكثير الجمل في مواطن التعظيم أحسن من تقليلها .

الزمخشري
2024/11/15 17:17:18
Back to Top
HTML Embed Code: