Telegram Web Link
هناك منهجان في تناول علاقة النصوص المتجاورة الأول ينظر الى معنى النص عند إفراده ثم يستحسن أن يضم إليه ما يشبهه في الدلالة.

والثاني ينظر إلى مغزى النص في سياقه ويستدل على المغزى بالتجاور .
والتجاور في المنهج الثاني أداة من أدوات البيان وقرينة دالة على المراد .

وأمثلة الخلاف بين المنهجين كثيرة تشكل ظاهرة تستحق التتبع .

وانظر اعتراض المتأخرين على امرئ القيس عندما قال :

كأني لم أركب جوادا للذةٍ
ولم أتبطن كاعباً ذات خلخال

ولم أسبأ الزق الروي ولم أقل
لخيلي كرّي كرّة بعد إجفال

فقالوا لو جمع ذكر النساء والخمر في بيت والصيد والقتال في بيت لكان أنسب
وهذا اعتراض مبني على دلالة الخمر والنساء المتقاربة في بعض الأذهان

و الرد أن مقصد امرئ القيس بذكر الصيد والنساء إنما هو الدلالة على شجاعته عن طريق الاستدلال بتنعمه
فهو يقول في البيت المجمل
أنا أركب الخيل للصيد وهي من رياضات الملوك والمنعمين وآتي النساء وهي أدل على التنعم
وهنا تم البيت الأول المجمل الذي وضح فيه تنعمه وترفه
وجاء البيت الثاني المفصل ليشرح مقصده من ذلك
فقال وأنا أشرب الخمر وهو من علامات الشجاعة واللا مبالاة عند العرب ووضحها أكثر عندما عقبها بذكر الخيل في الحرب
ومن عرف مقصد امرئ القيس من قصيدته وعرف حاله وأنه لم يقل الشعر ليحظى عند أمير او سمير
بل هو نذير حرب وصرخة ثأر عرف أن الكلام لا يمكن ترتيبه على غير هذا والله أعلم.
" ومن إعجاز البيان في القرآن أن يستخدم القرآن ثلث ألفاظ اللغة العربية(١٦٢٠) جذراً _هذا لم يحدث لأي كتاب عرفه البشر _ منهم (٣٧١) جذراً يرد كل واحد منهم في القرآن مرة واحدة فقط، أي أن ٢٣% من جذور ألفاظ القرآن ترد مرة واحدة
وهي نسبة تمثل قيمة بلاغية كبرى لأن استخدام اللفظ مرة واحدة بين أكثر من خمسين ألف من الألفاظ هو قمة البلاغة ، وإذا تم هذا فيما يقرب من ربع اللغة المستخدمة كان الإعجاز البلاغي عظيماً ، فالروس يفخرون بأديبهم تولستوي لأنه في روايته الحرب والسلام أورد كلمة واحدة فقط لمرة واحدة "

هشام طلبة
إن استعمال الغريب من الألفاظ يعد من علامات الفصاحة وسبب ذلك أن المتكلم لم يلجأ الى الغريب إلا مراعاة لفروق دقيقة لولاها لاكتفى بالمألوف .

وقد وصف المشهورون بالغريب كذي الرمة ورؤبة بن العجاج والشافعي بالفصاحة .

وهذه العلامة تصح عند المتقدمين ممن يعرف الفرق بين الألفاظ ويتنزه عن التكلف والتعسف.

أما المتأخرون فكثير منهم يجهل الفروق بين الألفاظ فضلاً عن أن يستعملها في كلامه فاهرب من غريب هؤلاء هروبك من الأسد .

ومن الوسائل التي ترشدك إلى فصاحة الشعراء الأوائل أن تنظر في غريب ألفاظهم وتتأمل في علة استعمالهم لها .
" انشغلوا بآلية الدلالة ونسوا ماهية الدلالة ،
انهمكوا في تحديد الأنساق والأنظمة وكيف تعمل
وتجاهلوا ماذا يعني النص "

عبد العزيز حمودة عن البنيويين
" وكل عاقل يعلم أن مقصود الخطاب ليس هو التفقه في العبارة بل التفقه في المعبر عنه وما المراد به "

الشاطبي
" إن تشويه الشعر الجاهلي وتسفيه مسائله بينه وبين زلزلة العقيدة خطوة واحدة "

محمد أبو موسى
Forwarded from | قَـناديـل |
💡

يقول الشاعر والأديب النصراني أمين نخلة:

"ما قرأت في القرآن قط وتلقّفتني تلك الفصاحة من كلّ جهة، وشهدتُ ذلك الإعجاز الذي يطبق العقل، إلا صحت بنفسي: انجي، ويحك فإني على دين النصرانية".

[الهواء الطلق | أمين نخلة :١٧٤]
.
قبل سنتين كتب أحدهم قصيدة يمدح فيها ماكرون رئيس فرنسا لعدالته المتوهمة

ومما قاله في القصيدة المشئومة :

ماكرونُ ما ماكرون إلا سيد
وبنون يعرب كالسراب تبخرا

يا حاكما للحاكمين وعازلاً
للشانئين وآمراً ومؤمرا

أخضعت عالمنا الكبير بإصبع
وسموت أفضالاً وحكماً نيرا

ومما يؤسف له أن هذا الرجل منتسب الى أهل الصلاح هداه الله

وكتبت رداً عليه أبياتا في تقبيح حضارة فرنسا
وأرى من المناسب نشرها بعد ما اقتحمته فرنسا من المهالك بإيذاء الله ورسوله صلى الله عليه وسلم
نعم في فرنسا مسحة من ملاحة
ولكنها تخفي وجوه عداة

وفيها براكين وفيها عواصف
وفيها أعاصير من الظلمات

أزقة باريس الخفية ملؤها
عجائز تذري الدمع والحسرات

قضين الصبا بالسيئات فأثمرت
لهن المعاصي أسوأ الثمرات

فلا أهلها في بيتها يخدمونها
سوى الكلب فهو الخل في الأزمات

وصيتها للكلب من دون أهلها
فبؤسا لذاك الدين والتركات

حقوق اليتامى في فرنسا مضاعة
وأرحامهم مضروبة بشتات

وأضيع من موت اليتيم ملاجئ
بها غير ذي تقوى وذي زكوات

يدنس فيها الفسق طهر براءة
ويدعونه للكفر والشهوات

حضارتهم شيطانة تنفث الرقى
وتاريخهم مستودع اللعنات

وآدابهم فسق يزينه الهوى
وفلسفة تهدي إلى الدركات

مدارس سوربون خلت من تلاوة
وتسمع فيها أخبث النغمات

لفولتير فيها او لديكارت منبر
يقوم به الدكتور ذو الدرجات

ويطعن في دين الإله وحكمه
ليحصدتصفيقا من الفتيات

يزور تاريخا ويلغي حقائقا
ليضمن كرسيا من الندوات

ويبكي على أيتامنا وضعافنا
دموع تماسيح على القنوات

وهم سرقوا أعراضنا وعقولنا
لتعمل في أوطانهم بفتات

فإن كنت فيها ذاهبا لضرورة
فكن مثل لورنس أخي الفلوات

قضى في صحارى العرب عمرا ولم يزل
يحن إلى أوطانه بثبات

بلادي التي فيها الجباه عزيزة
ينادى بها للخمسة الصلوات

وفيها كتاتيب وفيها مصاحف
وفيها وجوه النشء كالورقات

عليها من التوحيد نور وبهجة
وفيها من الإيمان نبض حياة

وفيها عفيفات وفيها طواهر
وأخلاق ابراهيم في الحجرات

وفيها مساكين وفيها ملائك
تؤم زوايا الذكر والحلقات

ويحكم فيها بالكتاب مشايخ
ويفتون في الأرحام والحرمات
قال ابن القيم بعد أن ذكر تشابه لغتي العرب والعبرانيين :

"ولا نطيل بأكثر من هذا في تقارب اللغتين وتحت هذا سر يفهمه من فهم تقارب ما بين الأمتين والشريعتين "
💎
ما أعياك فهمه من "حماسة أبي تمام" ولم تجد بيانه في شرحي المرزوقي والتبريزي فالتمسه في شرح الشنتمري، فإن فيه فوائد زائدة ونكتًا لطيفة.
وما أعياك فهمه من "المعلقات" فلم تجد بيانه في شرحَي الأنباري والنحاس ولا في شرح الزوزني فالتمسه في شرح أبي سعيد الضرير أقدمِ الشروح (وسيُطبع إن شاء الله)، فإن فيه ما ليس في غيره.
* لم أذكر شرح التبريزي لأنه ملفق من شرحَي الأنباري والنحاس.
✍🏻
فيصل المنصور
@faalmansour
١١ فبراير
القرآن أساس البلاغة .🔖



" خير ما يُقرأ هو القرآن ، بشرط أن يُفهم ما يُقرأ ، وقراءة  سورة قصيرة مع الفهم والتدبر خير من ختمة بلا فهم ولا تدبر . القرآن أساس البلاغة في القول ، فضلاً عن كونه أساس الهداية للقلب ، وكونه دستور الحياتين وسبب السعادتين . والذين تسمعون عنهم من بلغاء النصارى في هذا القرن ما بلغوا هذه المنزلة إلا بدراسة القرآن ، كالشيخ ناصيف اليازجي وابنه إبراهيم اليازجي ، وفارس الخوري ، هذا وهم نصارى ، ونحن أولى بهذا الكتاب .."




فصول في الثقافة لـ الطنطاوي
" وقد كنت لحظت منذ زمن اختلافاً بين كلام الشيخ وما عرضه في ( الدلائل) وبين ما سطره علماء البلاغة في كتبهم على أنه بلاغة الشيخ ومذهبه "

فاضل الحسيني _ عروض نظرية النظم
" وأنا من المولعين بالكلام الذي يثير الحيرة ويثير أسئلة لا أعرف في كلام من يؤخذ عنهم العلم جوابا عنها "

الشيخ محمد أبو موسى
" من غير المعقول أن نعتقد أن أوائلنا قالوا كل شيء ، وأنهم لم يبقوا لنا شيئاً نقوله
وهذا كلام جيد جدا للذين يريدون أن يناموا أما المشتغلون بالعلم فإنهم يعلمون أن كل علم تكلم فيه أوائلنا فيه بقايا أكثر مما قالوا ، وأن كل مسألة تكلموا فيها فيها زوايا أغفلوها .
ويبدو أن بعضنا نقل ما يوصف به الكتاب العزيز وأن الله سبحانه وتعالى ما فرّط فيه من شيء إلى العلوم وأن أوائلنا في النحو والفقه والبلاغة وغيرها ما فرطوا في هذا كله من شيء ، وهذا حديث خرافة "

الشيخ محمد أبو موسى
Forwarded from حذيفة العرجي
لم يكن عليه السلام بخطبه يستعين بسجعٍ ولا بلفظٍ غريب، فقد كان يكره اللونين جميعاً لما يدّلان عليه من التكلف، وقد برأه الله منه بقوله "وما أنا من المتكلفين" والذي لا شك فيه أنّه كان يبلغ بعفوه وقوى فطرته ما تنقطع دونه رقابُ البلغاء!

"العصر الإسلامي - د.شوقي ضيف"
" ليس في الشعر الجاهلي قصيدة مطولة تدور حول معنى واحد "

محمد أبو موسى
إن القرآن نزل بلسان العرب ، وإنه لا عجمة فيه .....
فكما أن لسان بعض الأعاجم لا يمكن أن يفهم من جهة لسان العرب ، كذلك لا يمكن أن يفهم لسان العرب من جهة فهم لسان العجم لاختلاف الأوضاع والأساليب.

الشاطبي
والذي يتحصل أن الأهم المقدم منها - علوم اللسان- هو النحو إذ به يتبين أصول المقاصد بالدلالة فيعرف الفاعل من المفعول والمبتدأ من الخبر ولولاه لجهل أصل الإفادة

ابن خلدون
2025/07/12 21:35:13
Back to Top
HTML Embed Code: