" وأهل صناعة العربية بالأندلس ومعلموها أقرب إلى تحصيل هذه الملكة وتعليمها من سواهم، لقيامهم فيها على شواهد العرب وأمثالهم ، والتفقه في كثير من التراكيب في مجالس تعليمهم، فيسبق إلى المبتدئ كثير من الملكة أثناء التعليم فتنقطع النفس لها، وتستعد إلى تحصيلها وقبولها"
ابن خلدون
ابن خلدون
لا يزال يأتي جديد من ليبيا
قالها أرسطو إذ كانت ليبيا بلداً نائياً عن حضارة اليونان مختلفاً في اللغة والعرق والدين وبقية المؤثرات عن الإغريق فأنتج ذلك تلاقحاً فكرياً نادراً ونتاجاً غزيراً متميزاً .
وفي حضارة المسلمين فإن الأندلس قديماً والهند حديثاً يأخذان دور ليبيا بالنسبة لليونان .
وذلك لنفس فكرة البعد عن مراكز الحضارة واختلاف الأعراق والنزعة الظاهرة للتجديد ومخالفة المألوف والعرق البربري في ليبيا نفسه في الأندلس .
وقد كتب بعض الباحثين في وجود مذهبين بلاغي ونحوي خاصين بالأندلس ويختلفان عن نحو المشارقة وبلاغتهم .
قالها أرسطو إذ كانت ليبيا بلداً نائياً عن حضارة اليونان مختلفاً في اللغة والعرق والدين وبقية المؤثرات عن الإغريق فأنتج ذلك تلاقحاً فكرياً نادراً ونتاجاً غزيراً متميزاً .
وفي حضارة المسلمين فإن الأندلس قديماً والهند حديثاً يأخذان دور ليبيا بالنسبة لليونان .
وذلك لنفس فكرة البعد عن مراكز الحضارة واختلاف الأعراق والنزعة الظاهرة للتجديد ومخالفة المألوف والعرق البربري في ليبيا نفسه في الأندلس .
وقد كتب بعض الباحثين في وجود مذهبين بلاغي ونحوي خاصين بالأندلس ويختلفان عن نحو المشارقة وبلاغتهم .
"قال الديلي :
تعلّم رسول الله أنك مدركي
وأن وعيداً منك كالأخذ باليد
ومعناه من أحسن المعاني ، ينظر إلى قول النابغة :
فإنك كالليل الذي هو مدركي
وإن خلت أن المنتأى عنك واسع
خطاطيفُ حجنٌ في حبالٍ متينةٍ
تمد بها أيدٍ إليك نوازعُ
فالقسيم الأول كالبيت الأول من قول النابغة ، والقسيم الثاني كالبيت الثاني .
وقول النابغة كالليل فيه من حسن التشبيه ما ليس في قول الديلي ، إلا أنه يسمج مثل هذا التشبيه في النبي صلى الله عليه وسلم لأنه نور وهدى فلا يشبه بالليل ، وإنما حسن في قول النابغة أن يقول كالليل ولم يقل كالصبح لأن الليل ترهب غوائله ويحذر من إدراكه ما لا يحذر من النهار "
أبو القاسم السهيلي
تعلّم رسول الله أنك مدركي
وأن وعيداً منك كالأخذ باليد
ومعناه من أحسن المعاني ، ينظر إلى قول النابغة :
فإنك كالليل الذي هو مدركي
وإن خلت أن المنتأى عنك واسع
خطاطيفُ حجنٌ في حبالٍ متينةٍ
تمد بها أيدٍ إليك نوازعُ
فالقسيم الأول كالبيت الأول من قول النابغة ، والقسيم الثاني كالبيت الثاني .
وقول النابغة كالليل فيه من حسن التشبيه ما ليس في قول الديلي ، إلا أنه يسمج مثل هذا التشبيه في النبي صلى الله عليه وسلم لأنه نور وهدى فلا يشبه بالليل ، وإنما حسن في قول النابغة أن يقول كالليل ولم يقل كالصبح لأن الليل ترهب غوائله ويحذر من إدراكه ما لا يحذر من النهار "
أبو القاسم السهيلي
Forwarded from قناة د. مقبل الدعدي
لو كانت المعرفة وحدها كافية للهداية لكانت كتب العلم الأرضية المخلصة دليل المهتدي إذا قرئت ودُرست ولكنك تشهد الناس يقرأونها مقتنعين ثم يحيدون عن أكثر ما تهدي إليه؛ إذ أن العلم شيء والسلوك الإنساني شيء آخر؛ لذلك اتجه القرآن إلى التأثير الوجداني بعد الحجة المقنعة ليغزو مناطق الشعور الإنساني بتصويره كما غزا مناطق التفكير العقلي بحججه فجاء التصوير البياني في القرآن آية الآيات في الروعة والإعجاز.
محمد رجب البيومي
محمد رجب البيومي
" وقد تبين لي بعد أن جمعت ألفاظه ( السهيلي)
في ذلك أنه يعني بالنظم تنزيل الألفاظ منازلها "
محمد البنا
في ذلك أنه يعني بالنظم تنزيل الألفاظ منازلها "
محمد البنا
من كانت معانيه أبكارا وألفاظه ثيبات فهو عالم
ومن كانت معانيه ثيبات وألفاظه أبكارا فهو معلم
ومن كانت معانيه أبكارا وألفاظه أبكارا فهو شاعر
ومن كانت معانيه ثيبات وألفاظه ثيبات فهو خطيب
ومن كانت معانيه ثيبات وألفاظه أبكارا فهو معلم
ومن كانت معانيه أبكارا وألفاظه أبكارا فهو شاعر
ومن كانت معانيه ثيبات وألفاظه ثيبات فهو خطيب
حجر سنمار 🍃
ضرب العرب مثلاً بجزاء سنمار الذي بنى للنعمان قصراً لا مثيل له في عشرين سنة وقال له أعرف موضع حجر واحد لو أزلته لتهدم القصر كله فقال له النعمان وهل يعرف غيرك هذا الحجر فقال لا فقتله النعمان قذف به من أعلى القصر.
فقالت العرب جزاء سنمار لمن صنع معروفاً فلقي نكراناً
وفي القصة شيء يصلح لمثل آخر في بلاغة الكلام وهو حجر سنمار الذي إن أزلته تهدم القصر كله فالكلمة البليغة في النص إن أزيلت وكان الناظر إلى النص بعد إزالتها ماهراً بالبيان كمهارة سنمار بالبنيان فإن النص يذبل حسنه في نظره وتنطفئ بهجته
وليست مهارة سنمار إلا في كونه علّق القصر بشرفاته وعواميده وأسقفه وجدرانه وأروقته وقبابه وسائر مرافقه بحجر واحد .
وهذا لا يتأتى له إلا بشرطين :
العلم المحيط قبل بدء البناء بموضع كل حجر وما يتبع ذلك من معرفة كل أثر لوضع الحجر في موضعه.
والقدرة النافذة على إظهار ما في الجنان إلى العيان.
ولذلك احتاج عشرين سنة مما أغضب النعمان إذ طال عليه الانتظار
والبيان حكمه في ذلك حكم البناء
وغالب المتكلمين _والمهندسين _ إنما يسلكون درب السلامة بتقطيع علائق الكلام حتى لا يضر ذهاب بعضها البعض الآخر ويفوتهم لأجل تحصيل السلامة ما للمخاطرة من فوائد هي أشبه شيء بالخيال والمحال وما فيها من مخالفة المألوف وما فيها من إعادة النظر في مسلّمات الصناع والشعراء
والأصل أن كمال المفعول على حسب كمال الفاعل في علمه وقدرته وحكمته فإذا بلغت قدرة المتكلم او المهندس إلى ما بلغه سنمار فلا جرم سيظهر أثر تلك الموهبة في البنيان والبيان .
وهو مسلك حكيم للعاجز أو من يخاطب العاجزين أما من تمت قدرته فلا يؤثر على مذهب سنمار شيئاً
ومن مذهب العرب أن الكلام يظهر للناظر المستعجل مستقلاً بعضه عن بعضه الآخر حتى إذا أعاد النظر وفتش عن علل اختيار الألفاظ والتراكيب تبين له الاتصال الوثيق بين أجزاء الكلام وهذا يشبه إخفاء سنمار موضع الحجر
ليبقى للمتدبر الحكيم فضل على المتعجل المليم، ولكي لا يؤتى الكلام من سوء فهم السامع فكأن كلام العرب كلامان واحد للمتدبر وثانٍ للمدبر.
ضرب العرب مثلاً بجزاء سنمار الذي بنى للنعمان قصراً لا مثيل له في عشرين سنة وقال له أعرف موضع حجر واحد لو أزلته لتهدم القصر كله فقال له النعمان وهل يعرف غيرك هذا الحجر فقال لا فقتله النعمان قذف به من أعلى القصر.
فقالت العرب جزاء سنمار لمن صنع معروفاً فلقي نكراناً
وفي القصة شيء يصلح لمثل آخر في بلاغة الكلام وهو حجر سنمار الذي إن أزلته تهدم القصر كله فالكلمة البليغة في النص إن أزيلت وكان الناظر إلى النص بعد إزالتها ماهراً بالبيان كمهارة سنمار بالبنيان فإن النص يذبل حسنه في نظره وتنطفئ بهجته
وليست مهارة سنمار إلا في كونه علّق القصر بشرفاته وعواميده وأسقفه وجدرانه وأروقته وقبابه وسائر مرافقه بحجر واحد .
وهذا لا يتأتى له إلا بشرطين :
العلم المحيط قبل بدء البناء بموضع كل حجر وما يتبع ذلك من معرفة كل أثر لوضع الحجر في موضعه.
والقدرة النافذة على إظهار ما في الجنان إلى العيان.
ولذلك احتاج عشرين سنة مما أغضب النعمان إذ طال عليه الانتظار
والبيان حكمه في ذلك حكم البناء
وغالب المتكلمين _والمهندسين _ إنما يسلكون درب السلامة بتقطيع علائق الكلام حتى لا يضر ذهاب بعضها البعض الآخر ويفوتهم لأجل تحصيل السلامة ما للمخاطرة من فوائد هي أشبه شيء بالخيال والمحال وما فيها من مخالفة المألوف وما فيها من إعادة النظر في مسلّمات الصناع والشعراء
والأصل أن كمال المفعول على حسب كمال الفاعل في علمه وقدرته وحكمته فإذا بلغت قدرة المتكلم او المهندس إلى ما بلغه سنمار فلا جرم سيظهر أثر تلك الموهبة في البنيان والبيان .
وهو مسلك حكيم للعاجز أو من يخاطب العاجزين أما من تمت قدرته فلا يؤثر على مذهب سنمار شيئاً
ومن مذهب العرب أن الكلام يظهر للناظر المستعجل مستقلاً بعضه عن بعضه الآخر حتى إذا أعاد النظر وفتش عن علل اختيار الألفاظ والتراكيب تبين له الاتصال الوثيق بين أجزاء الكلام وهذا يشبه إخفاء سنمار موضع الحجر
ليبقى للمتدبر الحكيم فضل على المتعجل المليم، ولكي لا يؤتى الكلام من سوء فهم السامع فكأن كلام العرب كلامان واحد للمتدبر وثانٍ للمدبر.
Forwarded from مدونة ثمرات المطالعة
الواجب على المتأمل في القرآن أن يتدبره كلمة كلمة، ويؤمن بأن تحتها حِكَمًا، وفي نظمها سرّاً، وإذن يوشك أن يتجلى عليه بعض المكنون حسب استعداده.
عبد الحميد الفراهي | جمهرة البلاغة: ص١٥٢
https://www.tg-me.com/alshamrani1406
عبد الحميد الفراهي | جمهرة البلاغة: ص١٥٢
https://www.tg-me.com/alshamrani1406
اليونان جنس مجرم عنيد وأؤكد أن هذا الشعب إذا ما غمر أدبه روما فسيقضي على كل شيء فيها
كاتو أديب وسياسي روماني
كاتو أديب وسياسي روماني
Forwarded from قناة نادي تفسير للقراءة
حين ينكبّ البلاغي على دراسة قصة مراودة يوسف؛ فأنت على موعد مع رحلة معرفية لا تُنسى!
(حياة يوسف، من الذي اشتراه، الكيد النسوي ...).
🔴 رابط الكتاب السابع:
(جماليات النظم القرآني في قصة المراودة)
https://bit.ly/3bgGCYF
#سبعه_في_سبعه
(حياة يوسف، من الذي اشتراه، الكيد النسوي ...).
🔴 رابط الكتاب السابع:
(جماليات النظم القرآني في قصة المراودة)
https://bit.ly/3bgGCYF
#سبعه_في_سبعه
Forwarded from تصورٌ و تصديقٌ.
"إِذا كنتَ عن أَن تُحسِنَ الصَّمتَ عَاجزًا ** فأنتَ عن الإِبلاغ في القولِ أعْجَزُ"
هذه فكرة أُحسن الإيمان بها ولا أقدر على وصفها وبيانها حتى قرأت هذا البيت فقلت: الله!
وليس العجز عن الإبلاغ محصور في دائرة البلاغة اللفظية من جهة تراكيب الكلام ذاته، بل هو عجز أوسع بضعف البلاغ ذاته وانحسار دائرة التأثير على الآخر، فهذا العجز آتٍ من جهة خارجية مهما قويت بنية الكلام ودقته، لذلك كانت العناية بلغة الصمت وضبطها وحسن مراعاتها مفتاح البلاغة والبلاغ.
هذه فكرة أُحسن الإيمان بها ولا أقدر على وصفها وبيانها حتى قرأت هذا البيت فقلت: الله!
وليس العجز عن الإبلاغ محصور في دائرة البلاغة اللفظية من جهة تراكيب الكلام ذاته، بل هو عجز أوسع بضعف البلاغ ذاته وانحسار دائرة التأثير على الآخر، فهذا العجز آتٍ من جهة خارجية مهما قويت بنية الكلام ودقته، لذلك كانت العناية بلغة الصمت وضبطها وحسن مراعاتها مفتاح البلاغة والبلاغ.
" وفي افتتاح السورة _ الحج _ ب (يا أيها الناس ) وتنهيتها بمثل ذلك شبه بردِّ العجز على الصدر .
ومما يزيده حسناً أن يكون العجُز جامعاً لما في الصدر وما بعده ، حتى يكون كالنتيجة للاستدلال والخلاصة للخطبة والحوصلة للدرس "
ابن عاشور
ومما يزيده حسناً أن يكون العجُز جامعاً لما في الصدر وما بعده ، حتى يكون كالنتيجة للاستدلال والخلاصة للخطبة والحوصلة للدرس "
ابن عاشور
" ثم يكون هذا عندها من أعلى كلامها لانفراد أهل علمها به دون أهل جهالتها "
الشافعي رضي الله عنه
" التفسير على أربعة أوجه
وجه تعرفه العرب من كلامها
وتفسير لا يعذر أحد بجهالته
وتفسير يعلمه العلماء
وتفسير لا يعلمه إلا الله تعالى ذكره "
ابن عباس رضي الله عنه
الشافعي رضي الله عنه
" التفسير على أربعة أوجه
وجه تعرفه العرب من كلامها
وتفسير لا يعذر أحد بجهالته
وتفسير يعلمه العلماء
وتفسير لا يعلمه إلا الله تعالى ذكره "
ابن عباس رضي الله عنه
" إذا تأملت حال هذه اللغة الشريفة الكريمة اللطيفة
وجدت فيها من الحكمة والدقة والإرهاف والرقة ما يملك علي جانب الفكر حتى يكاد يطمح به أمام غلوة السحر وانضاف إلى ذلك وارد الأخبار المأثورة بأنها من عند الله عز وجل فقوي في نفسي اعتقاد كونها توقيفا من الله تعالى وأنها وحي ثم أقول في ضد هذا...
لا ننكر أن يكون الله تعالى قد خلق من قبلنا وإن بعد مداه عنا من كان الطف منا أذهانا وأسرع خاطرا وأجرأ جنانا فأقف بين هاتين الخلتين حسيرا "
أبو الفتح بن جني
لا يمكن للبشر أن يبتكروا لغة لأن الإنسان من غير لغة ناقص في عقله وحدة ذهنه فلا يرجى منه عمل بسيط كتأليف قصيدة أو إلقاء خطبة او ترتيب فكرة او تعلم علم او تأمل في معنى
فكيف ينسب إلى من هذا حاله ابتكار لغة معجزة
وعندما ذكر أحد الأحناف أن الشافعي أصبح فقيها
بسبب محمد بن الحسن تلميذ أبي حنيفة رد عليه ابن عابدين الحنفي قائلا كيف يتعلم الشافعي الاجتهاد المطلق ممن ليس كذلك
وجدت فيها من الحكمة والدقة والإرهاف والرقة ما يملك علي جانب الفكر حتى يكاد يطمح به أمام غلوة السحر وانضاف إلى ذلك وارد الأخبار المأثورة بأنها من عند الله عز وجل فقوي في نفسي اعتقاد كونها توقيفا من الله تعالى وأنها وحي ثم أقول في ضد هذا...
لا ننكر أن يكون الله تعالى قد خلق من قبلنا وإن بعد مداه عنا من كان الطف منا أذهانا وأسرع خاطرا وأجرأ جنانا فأقف بين هاتين الخلتين حسيرا "
أبو الفتح بن جني
لا يمكن للبشر أن يبتكروا لغة لأن الإنسان من غير لغة ناقص في عقله وحدة ذهنه فلا يرجى منه عمل بسيط كتأليف قصيدة أو إلقاء خطبة او ترتيب فكرة او تعلم علم او تأمل في معنى
فكيف ينسب إلى من هذا حاله ابتكار لغة معجزة
وعندما ذكر أحد الأحناف أن الشافعي أصبح فقيها
بسبب محمد بن الحسن تلميذ أبي حنيفة رد عليه ابن عابدين الحنفي قائلا كيف يتعلم الشافعي الاجتهاد المطلق ممن ليس كذلك
العلل العليلة 🍃
" اعلم أن عامة المنتمين إلى هذا الفن إذا سئلوا عن الانتقال عن الغيبة إلى الخطاب وعن الخطاب إلى الغيبة قالوا كذلك كانت عادة العرب في أساليب كلامها وهذا القول هو عكاز العميان كما يقال ونحن إنما نسأل عن السبب الذي قصدت العرب ذلك من أجله.
وقال الزمخشري رحمه الله إن الرجوع من الغيبة إلى الخطاب إنما يستعمل للتفنن في الكلام والانتقال من أسلوب إلى أسلوب تطرية لنشاط السامع وإيقاظا للإصغاء إليه وليس الأمر كما ذكره لأن الانتقال في الكلام من أسلوب إلى أسلوب إذا لم يكن إلا تطرية لنشاط السامع وإيقاظا للإصغاء إليه فإن ذلك دليل على أن السامع يمل من أسلوب واحد فينتقل إلى غيره ليجد نشاطاً للاستماع وهذا قدح في الكلام لا وصف له لأنه لو كان حسنا لما مُلّ .
ولو سلمنا إلى الزمخشري ما ذهب إليه لكان إنما يوجد ذلك في الكلام المطول ونحن نرى الأمر بخلاف ذلك لأنه قد ورد الانتقال من الغيبة إلى الخطاب ومن الخطاب إلى الغيبة في مواضع كثيرة من القرآن الكريم ويكون مجموع الجانبين مما يبلغ عشرة ألفاظ أو أقل من ذلك .
ومفهوم قول الزمخشري في الانتقال من أسلوب إلى أسلوب إنما يستعمل قصداً للمخالفة بين المنتقل عنه والمنتقل إليه لا قصداً لاستعمال الأحسن وعلى هذا فإذا وجدنا كلاماً قد استعمل في جميعه الإيجاز ولم ينتقل عنه أو استعمل في جميعه الإطناب ولم ينتقل عنه وكان كلا الطرفين واقعاً في موقعه قلنا هذا ليس بحسن إذ لم ينتقل فيه من أسلوب إلى أسلوب وهذا قول فيه ما فيه"
ابن الأثير
" اعلم أن عامة المنتمين إلى هذا الفن إذا سئلوا عن الانتقال عن الغيبة إلى الخطاب وعن الخطاب إلى الغيبة قالوا كذلك كانت عادة العرب في أساليب كلامها وهذا القول هو عكاز العميان كما يقال ونحن إنما نسأل عن السبب الذي قصدت العرب ذلك من أجله.
وقال الزمخشري رحمه الله إن الرجوع من الغيبة إلى الخطاب إنما يستعمل للتفنن في الكلام والانتقال من أسلوب إلى أسلوب تطرية لنشاط السامع وإيقاظا للإصغاء إليه وليس الأمر كما ذكره لأن الانتقال في الكلام من أسلوب إلى أسلوب إذا لم يكن إلا تطرية لنشاط السامع وإيقاظا للإصغاء إليه فإن ذلك دليل على أن السامع يمل من أسلوب واحد فينتقل إلى غيره ليجد نشاطاً للاستماع وهذا قدح في الكلام لا وصف له لأنه لو كان حسنا لما مُلّ .
ولو سلمنا إلى الزمخشري ما ذهب إليه لكان إنما يوجد ذلك في الكلام المطول ونحن نرى الأمر بخلاف ذلك لأنه قد ورد الانتقال من الغيبة إلى الخطاب ومن الخطاب إلى الغيبة في مواضع كثيرة من القرآن الكريم ويكون مجموع الجانبين مما يبلغ عشرة ألفاظ أو أقل من ذلك .
ومفهوم قول الزمخشري في الانتقال من أسلوب إلى أسلوب إنما يستعمل قصداً للمخالفة بين المنتقل عنه والمنتقل إليه لا قصداً لاستعمال الأحسن وعلى هذا فإذا وجدنا كلاماً قد استعمل في جميعه الإيجاز ولم ينتقل عنه أو استعمل في جميعه الإطناب ولم ينتقل عنه وكان كلا الطرفين واقعاً في موقعه قلنا هذا ليس بحسن إذ لم ينتقل فيه من أسلوب إلى أسلوب وهذا قول فيه ما فيه"
ابن الأثير
تفنيد ابن الأثير للتعليل بالتفنن يستحق أن يحفظ
وأن تُراجع المواضع التي ذكر فيها هذا التعليل ويستأنف فيها التعليل بعلل أخرى منضبطة مطردة .
والتعليل بالتفنن يذكرونه في مواضع الالتفات بين الضمائر والتنويع بين الإيجاز والإسهاب وغيرها ، وهناك نصوص تدل على علل أخرى أعمق وأحكم .
قال الشافعي يبين مواطن الإيجاز والإسهاب :
"منزلة الإيجاز عند التفهُّم و منزلة الإسهاب عند الموعظة"
ونظر الشافعي هو الأرجح في التعليل وهو أن يناسب الأسلوب معنى من المعاني لا أن يراعى جانب التفنن والتنويع والانتقال من أسلوب إلى أسلوب .
ويشبه هذا ما قاله العلماء في الأحرف المقطعة من أن فائدتها التحدي للكفار بهذا القرآن المؤلف من أحرف يعرفونها ويعجزون عن تأليف مثله منها
هذا المعنى ليس هو معنى الأحرف المقطعة ولكنه فائدة من فوائدها ولطيفة ومغزى من لطائفها
وكذلك ما قاله العلماء عن فائدة تقسيم القرآن إلى سور أنها تساعد على الحفظ فهذه فائدة حاصلة على كل حال وليست علة لتقسيم السور.
وأن تُراجع المواضع التي ذكر فيها هذا التعليل ويستأنف فيها التعليل بعلل أخرى منضبطة مطردة .
والتعليل بالتفنن يذكرونه في مواضع الالتفات بين الضمائر والتنويع بين الإيجاز والإسهاب وغيرها ، وهناك نصوص تدل على علل أخرى أعمق وأحكم .
قال الشافعي يبين مواطن الإيجاز والإسهاب :
"منزلة الإيجاز عند التفهُّم و منزلة الإسهاب عند الموعظة"
ونظر الشافعي هو الأرجح في التعليل وهو أن يناسب الأسلوب معنى من المعاني لا أن يراعى جانب التفنن والتنويع والانتقال من أسلوب إلى أسلوب .
ويشبه هذا ما قاله العلماء في الأحرف المقطعة من أن فائدتها التحدي للكفار بهذا القرآن المؤلف من أحرف يعرفونها ويعجزون عن تأليف مثله منها
هذا المعنى ليس هو معنى الأحرف المقطعة ولكنه فائدة من فوائدها ولطيفة ومغزى من لطائفها
وكذلك ما قاله العلماء عن فائدة تقسيم القرآن إلى سور أنها تساعد على الحفظ فهذه فائدة حاصلة على كل حال وليست علة لتقسيم السور.
معضلة الدرس البلاغي
" لقد اعتمدت دراسات التركيب اللغوية جميعها تقريبا منذ نشأتها في العصور السحيقة على مفهوم الجملة دون غيره ، ومن المقلق أن هذا التركيب الأساسي قد أحاط به الغموض وتباين التعريف حتى وقتنا الحاضر "
بوغراند
" لقد اعتمدت دراسات التركيب اللغوية جميعها تقريبا منذ نشأتها في العصور السحيقة على مفهوم الجملة دون غيره ، ومن المقلق أن هذا التركيب الأساسي قد أحاط به الغموض وتباين التعريف حتى وقتنا الحاضر "
بوغراند