Telegram Web Link
العلاقة بين فقه التسمية وبين قوانين اللغة

قال الأصمعي: كل ما فاق جنسه فهو خارجي قال طفيل :
وعارضتها رهواً على متتابع
شديد القصيرى خارجي محنّب

قال ابن جني : ومن هذا عندي منع العرب الفعل الذي يراد به المبالغة في معناه في التصرف كنعم وبئس وعسى، وذلك أنها لما بالغوا في معانيها أخرجوها عن حال نظائرها في التصرف .
جبر الله مصاب أهل الشام وتركيا

استشرف أحدهم أن الزلزال لعله مؤذن بنهاية سنوات البلاء
وهو استشراف نرجو أن يكون صحيحاً بإذن الله تعالى .

فإن اشتداد الكرب علامة على قرب الفرج .

وإن اجتماع البلاء من كل جهة قاطع للطمع في الأسباب ومعين على التوجه لرب الأرباب .

وما أشبه حالهم بحال المؤمنين في غزوة الأحزاب .
خوف  وبرد شديد وزلزلة قلوب وعدو متربص والله الناصر .

نسأل الله أن يغفر لنا تقصيرنا في معونتهم وذنوبنا وأن يعجل بالفرج لنا ولهم .
فصاحة النبي ﷺ

كلامُه ﷺ قل عدد حروفه وكثر عدد معانيه، وجَلَّ عن الصنعة، ونُزِّه عن التكلف، واستَعمل المبسوط في موضع البسط، والمقصورَ في موضع القصر، وهَجَر الغريب الوحشي، ورغِب عن الهجين السُّوقي، فلم ينطِقُ إلا عن ميراث حكمة، ولم يتكلم إلا بكلام قد حُفَّ بالعصمة، وشُيِّد بالتأييد، ويُسِّر بالتوفيق.
الكلامُ الذى ألقى الله عليه المحبة، وغشَّاه بالقَبول، وجمع له بين المهابة والحلاوة، وبَيْن حُسنِ الإفهام وقلة عدد الكلام، مع استغنائه عن إعادته، وقلّة حاجة السامع إلى معاودته، لم تسقط له كلمة، ولا زلت به قدم، ولا بارَتْ له حُجَّة، ولم يَقُم له خصم، ولا أفحمه خطيب، بل يبذُّ الخُطَبَ الطِّوال بالكلم القصار، ولا يلتمس إسكات الخصم إلا بما يعرفه الخصم، ولا يحتج إلا بالصدق، ولا يطلب الفَلْج إلا بالحق، ولا يستعين بالخِلابة، ولا يَستعمل المواربة، ولا يهمز ولا يلمز، ولا يبطئ ولا يَعْجَل، ولا يُسهب ولا يَحصَر، ﷺ.
البيان والتبين (٢/ ١٨).
شاعَ خطأ تركيبي بين المثقفين ، مصدرُه الترجمَة أو النقلُ عمّن تأثّر بالتّرجَمة، وهو تقديم الجملَة الحالية على الفعل المتضمن فاعلاً ظاهراً أو مُضمراً، وهذا الفاعلُ هو صاحبُ الحال، وذلكَ نحو قولهم:
وأنا أقلبُ صفحات الكتاب وجدتُ...
وأنا أتجولُ بين رفوف المكتبات عثرتُ على كتاب...

ويكثُر هذا الضّربُ من الخطأ في كتابات القصص والروايات، ويُعللُ أصحابُها رُكوبَهم هذه الأساليبَ المترجَمَة بأنها أدقُّ في وصف الحال التي يصفونَها، وهُم لا يَعلمونَ أو يعلمون ويَتغافَلونَ أن تقديمَ ذلك الفعل المتضمن لفاعل كان صاحبَ حالٍ سيُسقطُ اللحنَ ويُبْرئ السَّقَم الأسلوبيَّ ويُعيدُ للتركيب عافيتَه المَسلوبَةَ، نعَم يَجوزُ تقديمُ الحالِ على صاحبِها ولكنّ تقديمَ جملة الحالِ على صاحب الحالِ المُفْرَد خلطٌ واضحٌ، وعنايةٌ بالمعنى وإهمالٌ لقواعِدِ الصنعَة، وهو من مزالِقِ التركيبِ والتعبيرِ والإعرابِ؛ ما الذي يَمنعُنا من أن نَقولَ:

وجدتُ، وأنا أقلبُ صفحات الكتاب...
عثرتُ، وأنا أتجول بين الرفوف، على كتاب...

أو نصرفُ النظرَ عن تصويب التركيب إلى تركيب آخَر أجملَ وأوفى، نحو قولنا:

بينما أنا أقلبُ صفحات الكتاب إذ وجدتُ...
بينَما نحنُ نتجولُ في رفوف المكتبَة إذ عَثرْنا...

وشاهدُه الحديثُ النبويُّ الشريفُ الذي رَواه عُمر رضي الله عنه [صحيح مسلم]: بينَما نحنُ جلوسٌ عند رَسول الله صلى الله عليه وسلّمَ إذْ طلَعَ عليْنا رجلٌ...(1)

هلْ نُفضِّلُ الأسلوبَ الشائعَ المترجَمَ على أسلوب الحَديث، ونقولُ: أسلوبُنا أدقُّ وأوفى بالمَعْنى؟ فمَن أجابَ بالإيجابِ وقالَ إنّ الأسلوبَ المرتَكَبَ اقتضاه العصرُ أو اقتضتْه الدّقّة في التعبير عن المَعْنى، قُلنا له: ما وجه الاقتضاء، وما وجه الدّقّة الدّلاليّة، وما علّةُ الخروج على التركيب العربيّ السليم الذي يشهدُ له ما لا حصر له من الشواهد الفصيحَة، أيُّ تعليل هذا وأيّ تنكُّرٍ؟ ليس للقضيّةِ إلا تفسيرٌ واحدٌ هو الترجمةُ الحرفيّةُ التي تُلقي بقبضتِها على رقابِنا.

فالقضية التي نناقشها هي تقديم جملة الحال على صاحبها، أو بناء الجملة لما لم يُسمَّ فاعلُه ثُم ذكرُ الفاعل، فهذه تراكيبُ منقولةٌ لا شك في ذلك، منقولة من لغة أخرى وليسَت تطورا أفضى إلى تغيير تركيبٍ بتركيب آخَر، وليسَت إبداعاً أو ذكاءً لغوياً، إنه لُجوءُ المتكلم إلى استعارةِ تركيب من لغة أخرى، وليس على سبيل الاختيار والتفضيل بين لغتين أو بين تركيبَيْن، والسبب هو أن المتكلم الذي يرتكب هذا التركيب الأجنبيَّ يَجهلُ تراكيبَ لغته "فيملأ خانةَ الفراغ التركيبي" الذي في نفسه بنموذج لغة أخرى في التركيب، وحينئذ يحدثُ الخلطُ.

ــــــــــــــــــــ

(1) هذا تركيبٌ صحيح، ففي الحديثِ: بينما نحن جلوسٌ عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ... إذْ طَلَعَ علينا رجلٌ... نستطيع أن نقيسَ عليه أمثلةً: "بينما أنا قائمٌ إذ جاء زيدٌ" وتفسيرُه: بينَ أوقاتِ قيامي مَجيءُ زيدٍ، وتُعرَبُ "بينما" ظرفاً متعلقاً بعاملٍ محذوفٍ يُفسرُه فعلُ المجيءِ الواقعُ بعدَ إذْ، ولا يتعلقُ بينما بجاء للفاصل الحاجز وهو المُضافُ "إذ".
البارحة كنت في هم وشغل بال وكنت قد انقطعت عن كتبي لفترة فقلت أسري الهم بالعلم وأخرج من حال الى حال  فتصفحت حاشية جديدة في علم البلاغة وهي متقدمة جداً  الأصل أن لا يسمع بها إلا المتخصص ولا يحققها إلا المتمكن
ومر في الحاشية ذكر نجم الأئمة الرضي فتبرع المحقق بذكر ترجمة الشريف الرضي !؟

فضلاً عن أن المتبادر للذهن عند ذكر الرضي في مسالة نحوية هو نجم الأئمة الأستراباذي فالمؤلف قطع العذر عندما ذكر لقبه ( نجم الأئمة )
أغلقت الكتاب وتأملت فخامة الطباعة وحداثة الطبع وينشر لأول مرة وكثرة النسخ الخطية وضحكت وسرّي عني من الهم أكثر مما لو رأيت فائدة جليلة .
إذا ما دعوت الله فاحمده أولا
ولا تبتدئ في حاجة متعجلا

وأثن عليه بالجميل ولا تخف
فرب مراد بالثناء تسهلا

هو الملك الوهاب يعطيك مثنيا
عليه كما يعطي العفاة وأفضلا

تمهل فقد ناداك قبل فجئته
ولم تأته من عند نفسك أولا

إذا جئته جئت الكريم فلم تعد
تؤمل بابا غيره ووسائلا

وقل يا جميل الستر عفوك سابغ
بحمدك أمشي في الورى متجملا

ويا منعش المكروب وعدك صادق
ويا ساتر العورات يا كاشف البلا

ويا جابر المكسور فضلك واسع
رأينا_ فأملنا _ عطاياك في الملا

تغيث من اللأوا وتهدي من العمى
وتشفي من الأدوا وترزق في الغلا

أتينا بمزجاة البضائع في الثنا
فأوف لنا الكيل المرجى وأفضلا

وصل على من جاءنا بكتابه
وعلمنا من وحيه ما تنزلا

أب هو أحنى من أب ومعلم
فأيسر ما تجزيه أن تكثر الصلا

صلى الله عليه وسلم
ذكر البيهقي أن حسن التأليف يأتي بالإيجاز وذكر الحجج وحسن النظم والترتيب .

فالأول هدفه عدم الإملال والثاني هدفه الإقناع والثالث هدفه الإفهام .
"أغلب القضايا والأسئلة التي يقولها الفلاسفة إنما تنشأ عن حقيقة كوننا لا نفهم منطق لغتنا "

لودفيج فتجنشتاين
الزمخشري أكثر الناس أخذاً بالاختصاص لخدمة مذهبه .

بهاء الدين السبكي _ عروس الأفراح
منزلة المخاطب عند سيبويه

"سيبويه _ فيما يبدو _ كان ينطلق في تقديره للأسئلة وافتراضها من فلسفة مفادها أن الكلام في أصله أجوبة أو كالأجوبة عن سؤالات المخاطب بناءً على أن الأصل أن المتكلم إنما يذكر في كلامه ما يحتاج إليه مخاطَبه ويمسك عما لا حاجة لمخاطَبه به .
والسؤال فرع عن الاحتياج ومن هذا الباب نزل المحتاج منزلة السائل .
وهذا المعنى هو الذي التقطه أبو العباس المبرد من كلام وفلسفة سيبويه فقال : إنما وضعت الأخبار جوابات للاستفهام" .

ظاهرة السؤال المقدر في كتاب سيبويه
لعبد الله الصليمي
يشتهر لدى المتأخرين تعريف الحمد بالثناء على الجميل الاختياري وهو تعريف غير صحيح
أصله أن بعض المفسرين ذكر أن الفرق بين الحمد والمدح هو أن الحمد للحي فقط أما المدح فيصح أن يمدح الحي والجماد .

وهذا التفريق الذي ذكره تحول عند من بعده إلى جزء من التعريف .

وهو خطأ

فالحمد يطلق على الحي والجماد ثم لو افترضنا اختصاصه بالحي فلا علاقة لذلك بالاختيار ثم لا يصلح أن يبنى التعريف على مثل هذه الفروق .

أما الدلالة على عدم اختصاص الحمد بالحي المختار فيقول الله تعالى
(( عسى أن  يبعثك ربك مقاماً محموداً ))

ويقول الشاعر :
أودى الشباب حميداً ذو التعاجيب

ويقول الراجز:
عند الصباح يحمد القوم السرى

ويقول ذو الرمة يصف مرعى :

ألقى عصي النوى عنهن ذو زهرٍ
وحف على ألسن الرواد محمود

وقد نبه بعض المحققين على خطأ اختصاص الحمد بالجميل الاختياري كابن كمال باشا وابن هشام إلا أن المشهور بين الناس اعتبار ذلك ، وقد راج هذا على كبار علماء اللغة حتى أبطلوا القول بأن الحمد مقلوب مدح استناداً إلى مثل هذه الفروق المزعومة .
4_5764622220412325806 (2).pdf
23 MB
العدد الخاص بالفراهي ج ٧
صدر العدد السابع من الأعداد الخاصة بالفراهي رحمه الله تعالى 👆🏻
وهذه الأعداد الستة السابقة 👆🏻
من عادة العرب أنها إذا ذكرت صنفين قد اجتمعا في صفة بدأت بأهمهما أمراً وأشدهما حالاً .

البيهقي
تفسير البقاعي من أهم التفاسير البلاغية المغفول عنها ،
وحتى بعض من يقرؤه أو يسمع عنه قد لا يعرف قدره بلاغياً ولا كيف يستفيد منه ،
وهو يذكر تعليل اختيار الألفاظ دون فنقلة فيغفل عنه القارئ .

وله مختصر جيد للمؤلف نفسه في مجلدات أربع اسمه دلالة البرهان القويم .
مما يبعد البلاغة العربية عن مذهب المولدين التأمل في تكرر التشبيهات التي هي أدل شيء على الإبداع الشخصي فلا تجد عند العرب إلا قليلاً شاعراً ينفرد بتشبيه دون غيره
ولا ينبغي أن يحمل التكرار على سرقة الآخر من الأول ولا أنه من وقع الحافر على الحافر بل هو أشبه بالتواطؤ والاصطلاح .

ويتحول المعنى إلى مفردة لغوية يقصد بها كل شاعر ويفهم منها كل سامع نفس المعنى ، وتبقى مزايا الشاعر الحقيقية في نظم التشبيهات مع بقية القصيدة والغرض الذي سيقت له وفي قوة الألفاظ وحسن التعبير ووضوحه وإيجازه وسهولته إلى غير ذلك من محاسن لا تنتهي وليس منها _ غالباً _ إبداع الصور الجديدة الذي أولع به المتأخرون .

﴿إِيَّاكَ نَعۡبُدُ وَإِيَّاكَ نَسۡتَعِينُ﴾

قال الحَرَالِّي: "وهذه الآيات، أي هذه وما بعدها، مما جاء كلام الله فيه جاريًا على لسان خلقه، فإن القرآن كله كلام الله؛ لكن منه ما هو كلام الله عن نفسه، ومنه ما هو كلام الله عما كان يجب أن ينطق به الخلق على اختلاف ألسنتهم وأحوالهم وترقي درجاتهم ورتب تفاضلهم، مما لا يمكنهم البلوغ إلى كنهه؛ لقصورهم وعجزهم؛ فتولى الله الوكيل على كل شيء الإنباء عنهم بما كان يجب عليهم، مما لا يبلغ إليه وسع خلقه، وجعل تلاوتهم لما أنبأ به على ألسنتهم نازلًا لهم منزلة أن لو كان ذلك النطق ظاهرًا منهم؛ لطفًا بهم، وإتمامًا للنعمة عليهم؛ لأنه -تعالى- لو وكلهم في ذلك إلى أنفسهم لم يأتوا بشيء تصلح به أحوالهم في دينهم ودنياهم، ولذلك لا يستطيعون شكر هذه النعمة؛ إلا أن يتولى هو تعالى بما يلقنهم من كلامه، مما يكون أداءً لحق فضله عليهم بذلك، وإذا كانوا لا يستطيعون الإنباء عن أنفسهم بما يجب عليهم من حق ربهم؛ فكيف بما يكون نبأً عن تحميد الله وتمجيده؛ فإذًا ليس لهم وصلة إلا تلاوة كلامه العلي، بفهم كان ذلك أو بغير فهم، وتلك هي صلاتهم المقسمة التي عبر عنها فيما صح عنه عليه الصلاة والسلام من قوله تعالى: ((قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين))، ثم تلا هذه السورة.
فجاءت الآيات الأولى الثلاث الأول بحمد الله تعالى نفسه، فإذا تلاها العبد قبل الله منه تلاوة عبده كلامه، وجعلها منه حمدًا وثناءً وتمجيدًا، وجاءت هذه الآيات على لسان خلقه، فكان ظاهرها التزام عُهَد العبادة، وهو ما يرجع إلى العبد، وعمادها طلب المعونة من الله سبحانه، وهو ما يرجع إلى الحق، فكانت بينه وبين عبده، وتقدمت بيّنيته تعالى؛ لأن المعونة متقدمة على العبادة وواقعة بها، وهو مجاب فيما طلب من المعونة، فمن كانت عليه مؤنة شيء فاستعان الله فيها على مقتضى هذه الآية جاءته المعونة على قدر مؤنته، فلا يقع لمن اعتمد مقتضى هذه الآية عجز عن مرام أبدًا، وإنما يقع العجز ببخس الحظ من الله تعالى، والجهل بمقتضى ما أحكمته هذه الآية، والغفلة عن النعمة بها".

- تراث أبي الحسن الحَرَالِّي (ص: ١٤٨- ١٥٠).
2024/11/15 09:54:13
Back to Top
HTML Embed Code: