Telegram Web Link
الحلقة العشرون 0⃣2⃣

👥" أني مغلوب " 🗣

أصبح هم عادل الآن هو البحث عن وظيفة يستطيع من خلالها الخروج من الأزمة المالية التي يمر بها .. إضافة من أجل توفير الحياة الكريمة له ولزوجته وابنته المريضة بهجة .. وكان الإخفاق يلازمه حيثما ولى .. وكانت أمل له نعم السندوالمعين تذكره بالله وترفع من معنوياته كلما رأت سحابة يأس تخيم على رأسه. . 
علاقة عادل بربه بدأت تتحسن وتتقوى يوما بعد يوم .. ألا أن هناك أمرا كاد أن يفسد عليه الروحانية التي يعيشها .. فالإبتلاء الماضي على شدته لم يهز في إيمانه شعره .. ولكن هذه المرة .. يُبتلى عادل بعودة صديقاته إلى حياته من جديد .. 
رسائل واتصالات منهن .. البعض يطمئن عليه والبعض الآخر يعاتبه .. وبعضهن يرسلن عبارات الشوق والحنين له ..وكان عادل يتعامل مع رسائلهن بالقراءة وحسب فلا يرد على أي واحدة منهن .. وأما الإتصالات فيكتفي بأن يحيل هاتفه للوضع الصامت 
في هذا اليوم كان عادل متحمسا جدا فهو متجه لإجراء مقابلة .. وقد دعى الله وتوسل إليه بأن يوفقه .. دخل عادل ليستحم وكانت أمل تعد له الإفطار .. حين رن هاتفه رنيناً متواصلاً .. ما أن ينقطع حتى يعاود الإتصال .. اقتربت أمل من الهاتف فلعل المتصل يريد عادل على عجل أو لعله أحد أصحاب الشركات التي تقدم إليها عادل من أجل الوظيفة .. 
قرأت أمل اسم المتصل فكان " هام جدا " فظنت بالفعل بأنه صاحب إحدى الشركات .. فقررت أن ترد عليه لتخبره بأن ينتظر قليلا.. وكان ذلك من تقدير الله لها فحين رفعت السماعة وقبل حتى أن تتحدث سمعت صوتا أنثويا جذابا تقول صاحبته بتغنج " أين أنت يا عادل .. ؟! لما لا ترد علي ؟! ألهذه الدرجة أصبحت تكرهني ولا تريد سماع صوتي ؟ .. أعلم بأنك غاضب مني لأني ابتعدت عنك في تلك الفترة العصيبة التي مررت بها .. ولكني أقسم لك كنت مسافرة تلك الفترة وحين عدت حاولت اتواصل معك ولكن هاتفك مغلق .... عادل لما لا ترد علي .. " كانت أمل تستمع فقط .. وحين سمعت إلحاح المتصلة بأن يرد عليها عادل أغلقت السماعة في وجهها .. تضايقت كثيرا من هذا الإتصال .. وظلت تنظر للهاتف بإشمئزاز ..ثم ما لبثت أن بدأت تتجول في رسائل عادل .. وترا الكم الهائل من الرسائل التي كانت تصل إليه هذه الفترة .. ما بين حب وشوق وعتب ولوم .. وفضفضة .. 
شعرت بأنها بحاجة أن تنفس غيظها وغضبها بالصراخ في وجهه فكيف يسمح لنفسه وقد تاب أن يستقبل رسائل هؤلاء النسوة .. كانت مصممة أن تلقي عليه وبالا من الشتائم عند خروجه من الحمام .. فمهما يكن هى زوجته ومن حقها أن تغار عليه 
ظلت تستغفر الله كثيرا وتعوذت بالله من الشيطان الرجيم .. وتذكرت بأن كل هذه الرسائل هى بالنسبة لعادل ماضي ولابد أن يختفي .. فهى بفضل الله وبعونه حاضره ومستقبله .. 
ومن ثم هى قرأت رسائل بدون ردود .. لم تمسك عليه ردا واحدا على أي واحدة منهن .. فالرجل صادق في التوبة .. وتذكرت كلام كبيرة العاملات منذ فترة حين قالت بأن عادل حين تزوج بسمة كان بالفعل ينوي التخلص من العلاقات .. ولكن حينما صدته بسمة ولم تحتويه ولم يجد الوازع الديني انخرط في طريق الغواية .. إذن عليها أن تواصل مشوارها في صناعة عادل جديد .. تحتويه بحبها وتكون له سندا للوصول لربه .. تركت الهاتف حين أحست بخروجه من الحمام .. وأسرعت إليه تعطره وتبخره وهى تدعو الله له بالتوفيق. . قبلها عادل من رأسها قائلا 
عادل: أسأل الله أن لا يحرمني منك يا أعظم زوجة 
بعدها اتجه عادل إلى هاتفه فقد سمع رنينه قبل قليل .. أما هى فحين رأته متجها لهاتفه علمت بأنه سيكتشف بأنها قد ردت على الإتصال ولربما يتيقن بأنها قد قرأت الرسائل فتظاهرت بالإنشغال بالإفطار 
عادل .. حينما لم يرى مكالمة لم يتم الرد عليها اتجه لسجل المكالمات وبالفعل اتضح لديه بأن أمل ردت على صديقته القديمة .. ومباشرة استحضر موقف بسمة أمامه حينما رأته مع سوسن في ذلك اليوم العصيب 
يا ترى ماذا قالت لها ؟! وهل حكت لها عن ما تم بيني وبينها ..؟! وأمل هل صدقتها ؟! 
هذه الأسئلة دارت في ذهن عادل وهو يلتفت إلى أمل التي كانت توهمه بلا مبالاة .. 
عادل ( متشجعا ): لن ادعهن يفسدن علي حياتي مرتين .. 
ثم اتجه لأمل .. قائلا بتردد 
عادل: أ.. أمل .. 
التفت إليه بإبتسامة قائلة: نعم يا أعظم زوج في الدنيا 
أطرق برأسه قائلا: أنا لست كذلك .. ماذا قالت لكِ ؟ 
لم تختفِ إبتسامتها حين قالت: من هى ؟! 
تلعثم عادل قليلا ثم قال: التي رددت عليها 
وضعت أمل يدها على كتف عادل قائلة له بثبات
أمل: كانت تسأل عن عادل .. عادل القديم .. الذي مات منذ مدة ...لذا لم أطل الحديث معها .. لأن عادل الواقف أمامي الآن شخصا آخر مختلفا تماما عن عادل القديم .. 
اغرورقت عين عادل بالدموع .. وازداد يقينه بأن هذه المرأة كنز لا يعوض .. يالله كيف اشكرك على هذه النعمة .. لو أن بسمة سمحت لي ذلك اليوم أن اتكلم معها ..لما حدث ما حدث .. كان يتحدث مع نفسه فتمتم بالإستغفار .. قائلا: يا سبحان الله .. لقد حدث ما حدث ذلك اليوم كي
أتوب .. والتقي بأمل.

ثم نظر إلى هاتفه .. ثم رفع رأسه قائلا لها 
عادل: أين هاتفك يا أمل ؟! 
استغربت من سؤاله ولكنها احضرت له هاتفها واعطته إياه .. قام عادل بنقل رقما واحدا من بين مئات الأرقام التي ملئت هاتفه قائلا 
عادل: رقم سالم فقط الذي لا يمكن لعادل الجديد أن يستغني عنه .. 
ثم اتجه إلى الحمام مجددا وألقى بهاتفه وبداخله شريحته في المرحاض وقال مبتسما 
عادل: هذا المكان المناسب لك .. فلم تصحبني إلا إلى الحضيض 

يتبع ....1⃣2⃣@asangel 🌧
الحلقة الحادية والعشرون 1⃣2⃣

👥" أني مغلوب " 🗣

بعد ذلك الموقف الثابت الذي وقفه عادل أمام ماضيه .. تقدم خطوات كبيرة في علاقته بربه .. فقد عوضه الله عن هاتفه الذي قاده للمعاصي بالقرآن
فقد أصبح رفيقه يتلوه ويحفظه .. كما حُبب إليه إرتياد المساجد .. لا يمل أبدا من المكوث فيها .. لقد بدأ يشعر حقا بالمقولة العظيمة القائلة " من وجد الله فماذا فقد ؟! " لقد أصبح أكثر يقينا بأنه لم يفقد شيء أبدا .. بل هو في نعمة عظيمة حينما وجد الله عز وجل 
إنه الآن في نعمة لو علم بها الملوك وابنائهم لجالدوه عليها بالسيوف .. ومستحيل أن يأتي ما يعكر عليه صفو علاقته بربه .. هكذا خُيل إليه .. فوسط إنشغاله بالتقرب من الله .. وبحثه عن الوظيفة المناسبة حدث ما لم يكن في الحسبان .. مرضت بهجة مرضا شديدا .. وظلت حالتها تسوء يوما بعد يوم .. وأصبحت طريحة الفراش في المستشفى .. كانت أمل معها في كل وقت وكل حين منفطرا قلبها عليها وهى تراها تذبل أمامهم ولا يستطيعون فعل شيء 
أما عن عادل فقد أصبح المسجد بيته يتضرع إلى الله في كل وقت وكل حين بأن يرفع البلاء عن ابنته 
أشرقت شمس ذلك معلنة .. رحيل بهجة .. كانت صدمة كبيرة جدا على عادل بكى في المستشفى على صغيرته بكاءا لم يبكيه من قبل .. حتى أشفق عليه كل من راه حينها .. وبعدما تم دفن الطفلة .. عاد عادل للشقة منهارا نفسيا .. وظل يبكي وينتحب أمام أمل قائلا 
عادل: أشعر بأن الله لا يحبني .. فكلما اقتربت منه أكثر .. ابتلاني بمصيبة أكبر .. إنه لا يقبلني ولا يقبل توبتي 
قال ذلك وانهار باكيا .. أثرت كلماته كثيرا على أمل التي قالت له بإيمان ويقين 
أمل: استغفر ربك يا عادل .. إن ما تقوله الآن هو التسخط بعينه 
نظر إليها بعينه الباكية قائلا: تسخط ؟! ! 
هزت رأسها بنعم قائلة: نعم .. فحين نتذمر من قضاء الله ولسان حالنا يقول لماذا يحدث لنا ذلك .. فهذا تسخط على قضاء الله الحكيم المدبر 
أخذ عادل يتمتم بكلمات الإستغفار وهو يبكي بشدة .. ولم يكن عادل يمتص هذه الصدمة حتى صُدم مجددا بعمه .. يتوعده بالإنتقام منه لأنه تسبب بوفاة بهجة .. وقد نفذ كلامه بالفعل فألب أصحاب الشركات المديون لهن عادل بالمال ضده .. فثاروا عليه يريدون أموالهم في أقرب فرصة بل إن بعضهم أوصل الأمر للقضاء .. دارت الدنيا على عادل .. فاضطر أن يتخلص من سيارته كي يدفع ولو الشيء القليل من ديونه .. 
أصبح لا ينام هذه الفترة .. فهو متعب نفسيا .. كان يمسك بمصحفه طوال الوقت .. فسمعته أمل وهو يقرأ باكيا " فلولا أنه كان من المسبحين للبث في بطنه إلى يوم يبعثون " فبكى وبكى طويلا جدا ثم قال: لم أقدم شي في حياتي .. به ارفع عن نفسي وعن عائلتي هذا الكم العظيم من الإبتلاءات المتتالية 
تنهد بحرقة ثم قال منتحبا: يا الله ارحمني .. ما هذا الذنب العظيم الذي ارتكبته فتعاقبني بسببه هذا العقاب الأليم . 
كانت أمل تسمعه وتبكي .. لم تشأ أن تقطع عليه فضفضته مع ربه .. 

.. اثقل الدائنون على عادل .. حتى اضطر أن ينسى اليحث عن وظيفة .. بل أصبح يبحث عن عمل أي عمل .. 

يتبع ...2⃣2⃣@asangel 🌧
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
الحلقة الثانية والعشرون 2⃣2⃣

👥" أني مغلوب " 🗣

جائت عبير لتقدم واجب العزاء لصديقتها أمل وتواسيها لفقدان صغيرتهم بهجة .. وكان مجيئها كالسلوان بالنسبة لأمل التي راحت تفضفض لها عن ما يمر به عادل من إبتلاءات عديدة تدك من شدتها الجبال الرواسي .. 
تعجبت عبير من عظم الإبتلاءات والمصائب التي يمر بها عادل وأكبرت ثباته وصموده رغم إنه حديث عهد بتوبة ..فعلقت على ذلك بقولها 
عبير: أمل .. ماذا لو أن سبب هذه الإبتلاءات ذنب خفي لم يتمكن عادل حتى الآن من التوبة منه 
أمل ( مستبعدة ذلك ): لا أظن ذلك .. فعادل ولا أزكيه على الله .. صادق في العودة والإنابة إلى الله .. وكل ما يشتبه به بأنه يبعده عن ربه يتخلص منه سريعا .. 
سكتت قليلا وظلت تمسح على جبهتها مسحا خفيفا وهى تتألم لحال عادل ثم أردفت قائلة 
أمل: أشعر بأن خلف هذه الإبتلاءات أمرا جلل ولكن ما هو يا رب ؟ 
عبير: ادعي الله له يا أمل أن يرفع عنه البلاء .. واطلبي منه أن يكثر من الإستغفار .. فما وقع بلاء إلا بذنب ولا يُرفع إلا بتوبة 
هزت أمل رأسها مستحسنة ما سمعت.. وتشجعت أن تبدأ مع زوجها حملة استغفار بنية رفع البلاء 
في الوقت الذي كانت فيه أمل تجلس مع عبير تتحدث عن حال عادل كان هو يجلس مع إمام أحد المساجد يطلب منه أن يعمل عاملا للتنظيف في المسجد .. نظر الإمام إلى هيئة عادل .. فمنظره يدل على إنه من طبقة راقية .. ابتسم له قائلا 
الإمام: يا بني .. إذا كانت الحياة قد ضاقت عليك فبإمكاني مساعدتك وسأجمع لك تبرعات من أهل الحي وممن يرتادون المسجد 
أطرق عادل برأسه أرضا .. وقال: لا يا شيخ .. هناك من هو أحوج مني للتبرعات أنا قادر على العمل .. وأريد أن اتذوق طعم المال الحلال الذي يأتي من كسب يدي .. 
فهم الإمام بأن خلف هذا الرجل قصة طويلة .. فقبل طلبه حتى يعفه عن سؤال الناس وعن المال الحرام قائلا له: يا بني ثق بأن العمل الذي تقوم به عملا عظيم وإن استحقرته الناس .. ويكفي بأن النبي افتقد المرأة التي كانت تنظف المسجد عندما ماتت وأصر على معرفة قبرها والصلاة عليها . 
باشر عادل العمل في المسجد وكان رغم معرفته بعظمة العمل الذي يقوم به.. إلا إنه كان شديد جدا على نفسه .. ليس لصعوبته ومشقته .. وإنما .. لإنكسار نفسه وخجلها حينما يدخل أحدهم دورات المياه ويراه ينظف هناك .. كان يشعر بالإحراج الشديد والخجل .. ولكنه قال لنفسه 
عادل ( محدثا نفسه ): لقد تجرأتي على مولاك بالمعاصي سنوات وسنوات .. فلابد أن تُكسري الآن وتُذلي 
كان يعمل في المسجد مقابل مبلغ زهيد يستلمه نهاية كل يوم .. ويعود لشقته وهو في قمة السعادة لذلك .. وبعد عدة أيام من العمل المتواصل .. اعطى عادل أمل مبلغ بسيط مما يحصل عليه وطلب منها أن تعطيه أي محتاج .. يريد بذلك أن يبارك الله له في رزقه ..
وبعد بضعة أيام من العمل الدؤوب .. كان عادل قبيل الإقامة لصلاة العصر يتوضأ على عجل مخافة أن تفوته تكبيرة الإحرام .. فأسرع إلى المصلى .. وماء الوضوء يقطر منه ووقف بجوار أحد الرجال الذين وقفوا كي يُتموا الصف .. وما إن وقف عادل بجانبه حتى زجره الرجل ودفعه للخلف قائلا له 
الرجل: هذا ما ينقصني يقف بجواري منظف الحمامات .. 
تسمر عادل لهذه الكلمات .. وشعر أن الدنيا تدور به لقد أثرت كلمات الرجل فيه كثيرا .. وتركت بداخله شرخا من الصعب أن يبرئ .. 
انتظر عادل حتى تكتمل الصفوف ثم وقف في آخر الصف مخافة أن يتلقى إهانة أخرى..وما إن انطلق الإمام بتكبيرة الإحرام قائلا 
" الله أكبر " حتى أدمعت عينا عادل .. وظل يتجرع الغصات طوال وقت الصلاة ظل يستشعر اسم الله الكبير .. وكيف إنه كبير بجبروته وقدرته .. اتذكر يا عادل كيف كنت تبارزه بالمعاصي .. اتذكر كيف كنت مستغني عنه بمالك وجاهك ..اتذكر استهزاؤك لمواعظ سالم .. كم أنت اليوم صغير وحقير يا عادل.. وما أن فرغ من الصلاة حتى خلى بنفسه جانبا يدافع عبراته .. رجلا كان بالمقربة منه كانت يستمع إلى أزيزه وبكائه في صلاته.. وحين فرغ هو الآخر من صلاته إلتفت إلى عادل فأشفق لحاله .. فأخرج من جيبه بعض المال واتجه نحوه ووضع المال في حجر عادل وخرج من المسجد .. 
أمسك عادل بالمال وظل ينظر إليه متحسرا على الحالة التي وصل لها .. لقد أصبح الآن مثيرا للشفقة بكى عادل .. بكى على حاله طويلا 
عادل ( مناجيا ربه ): اللهم إن لم يكن بك علي غضب فلا أبالي .. 

يتبع ....3⃣2⃣ @asangel 🌧
الحلقة الثالثة والعشرون3⃣2⃣

👥" أني مغلوب " 🗣

وضع عادل المال الذي تصدق به الرجل عليه في صندوق التبرعات الخاص بالمسجد .. ومن ثم خرج عازما على أن لا يعود إلى هنا مجددا وسيبحث له عن عملا جديد .. 

كان في مشوار بحثه عن العمل الجديد يتسائل مع نفسه .. يا ترى كيف صبر الفقير على ضنك العيش .. وكيف تحمل أعباء الحياة .. بل كيف استطاع أن يصمد أمام أذى المتكبرين الذين يحسبون بأنهم بأموالهم قد ملكوا الدنيا بما فيها .. 
إنه يتمنى الآن أن يصرخ في وجه كل غني يذكره ويعظه بأن كل شيء زائل فلا يغترن أحدا بماله .. 
إن ضغط الدائنين عليه ومطالبتهم المستمرة له بإعادة أموالهم جعله يخطو خطوة حساسة جدا .. لقد جلس هذه الليلة مع أمل وقال لها مترددا 
عادل: أمل .. الإسبوع القادم ستكون محاكمتي لعدم قدرتي على سداد المبلغ الذي يطالبني به بعض الدائنين .. ولم يعد لدي ما أبيعه .. سوى هذه الشقة .. 
تفاجئت أمل بهذه الكلمات وظلت تفكر مع نفسها إذا بِيعت الشقة فأين سيسكنون ؟! 
إلا أن عادل لم يتركها تفكر طويلا .. بل قال لها وهو ينظر إلى السقف محاولا الهرب من النظر إليها 
عادل: لقد تحملتي معي الكثير وتعبت كثيرا وأنت تتلقين معي الإبتلاء تلو الإبتلاء .. مهمتك كانت أن تعيدي لي الروح .. وقد أديتِ مهمتك على أكمل وجه .. حان الوقت كي ترتاحي يا أمل
كانت أمل تستمع لكلماته تلك بإستغراب وما أن أتم حديثه حتى قالت له 
أمل: ماذا تقصد بحديثك هذا يا عادل ؟! 
عادل وقد اغرورقت عينه بالدمع: لم أعد قادر يا أمل أن أوفر لك حياة كريمة .. آخر شيء أملكه سأبيعه غدا .. لذا قررت أن اعيدك لمنزل أهلك وننفصل .. 
قال ذلك وخبأ وجهه بين كفيه ثم بكى .. تأثرت أمل كثيرا لحاله وكلماته واقتربت منه .. وابعدت كفيه عن وجهه .. ثم رفعت له رأسه بلطف .. وقالت له بإبتسامة صادقة 
أمل: أمل مستحيل أن تتخلى عن عادل .. مهما يكن فالإبتلاء الذي يمر به عادل تقاسمته معه أمل منذ البداية .. 
ثم أمسكت له يده بحنان قائلة 
أمل: لن أفلت يدي عن يدك حتى ندخل الجنة سويا 
عادل ( حزينا ): ولكن عادل لم يعد يملك شيء 
أمل: عادل حين كان يملك كل شيء خيره عمه بين كل شيء وبين أمل .. فاختار أمل التي لم تكن تملك حينها هى الأخرى أي شيء ... أتكون أمل الآن ناكرة المعروف والجميل .. إنها تختار عادل سوى إن كان معه شيء أو لم يكن 
قَبَل عادل رأس أمل سعيدا بما سمع منها .. واتفق معها أن تكون في منزل أهلها في الوقت الراهن .. وسيبذل هو قصارى جهده كي يوفر لها وله بيت يأويهما .. 
وبالفعل هذا ما حدث .. انتقلت أمل إلى منزل أهلها .. وكان عادل يزورها بين فترات متقاربة يطمئن عليها ويعطيها مما يحصل عليه من نقود 
هذه الفترة كان عادل يعمل حمالا لدى أحد المحلات الكبيرة .. وكان ينقل الأغراض للزبائن من المحل إلى سيارتهم .. هذا العمل كان راتبه جيد مقارنة بما كان يزاوله من أعمال .. وكالعادة في هذا اليوم كان ينقل الأغراض لرجل اشترى بعض الحاجيات من العمل .. ركب الرجل سيارته بعدما فتح لعادل الصندوق الخلفي للسيارة .. وعندما هم أن يعود للمحل سمع صوت يناديه بإسمه من داخل السيارة .. وهذا الصوت مألوف لديه .. والتفت وهو يحاول أن يوهم نفسه بأنه مجرد تشابه أصوات .. ولكنه حين التفت اكتشف إنها حقيقة وواقع .. كانت التي تنادي عليه من السيارة هى صديقته القديمة سوسن .. وما أن رآها حتى عادت ذكريات الماضي الأليم مجددا وأحس بقبح ذنبه في حق ربه .. وبجرمه في حق بسمة .. 
حين تيقنت سوسن بأنه عادل ابتسمت شامتة لحاله وأخرجت بعض المال من حقيبتها قائلة بسخرية واستهزاء
سوسن: يبدو إنك تمر بلحظات حرجة .. خذ هذا المال ..لعله يكفيك لشراء فطيرة تسد بها جوعك
نظر إليها عادل بنظرة بائسة .. وقال في نفسه 
عادل ( محدثا نفسه ): يالله .. حتى سوسن اليوم تشمت لحالي .. 
تجاهل عادل كلامها وانصرف عائدا للمحل .. هنا سألها الرجل الذي كان معها وهو زوجها الآن 
الرجل: من هذا الرجل ؟! 
سوسن ( مبتسمة ): عامل كان يشتغل مع أبي وطرده لقلة أدبه واحترامه 

لم يعد عادل قادرا للبقاء في هذا المكان .. طالما سوسن عرفت مكانه وعلمت بحاله 
ولكن إلى أين يذهب ؟! 


يتبع ..4⃣2⃣ @asangel 🌧
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
الحلقة الرابعة والعشرون 4⃣2⃣

( قبل الأخيرة ) 

👥" أني مغلوب " 🗣

وبعدما ترك عادل المحل والعمل فيه .. بدأ رحلة بحث جديدة عن عمل .. يرتاد المحلات والأسواق لعله يجد عملا ولو بأبخس الأثمان .. 
وحين كان في السوق هذا اليوم يبحث عن العمل كعادته أمسك رجل بكتفه فجأة .. فإلتفت إليه بسرعة ليتعرف عليه .. مخافة أن يكون أحدا يذكره بماضيه التعيس .. ولكن سُري عنه حين رآه إمام المسجد الذي كان يعمل فيه يبتسم له قائلا 
الإمام: لماذا تركت المسجد يا عادل .. أنت حتى لم تأخذ أجرة ذلك اليوم الذي خرجت فيه 
تلعثم عادل ولم يعرف بماذا يجيب .. فوضع الإمام يده على كتفه قائلا 
الإمام: هل أذاك أحدا يا بني ؟! 
تنهد عادل بحرقة .. وهز رأسه بنعم .. ابتسم له الإمام قائلا 
الإمام: إذن لا ينفع أن نتحدث هكذا في وسط السوق .. تعال معي استضيفك في إحدى المقاهي ولنتحدث معا .. 
جلس عادل مع الإمام في المقهى وقص له ما حدث معه ذلك اليوم في المسجد والإحراج الشديد الذي تلقاه من الموقفين هناك 
كان الإمام يصغي لعادل بإهتمام شديد .. وفور إنتهاء عادل من الحديث قال له 
الإمام: بالنسبة للرجل الأول .. فمثل هذا .. نراه في كل مكان وفي جميع الأوساط .. الشخص الذي يرى نفسه بأنه فوق الكل ويحتقر كل من هم دونه .. ومؤكد يا بني بأنك واجهت مثله من قبل فحدسي يقول لي بأنك كنت مختلفا عما أراك عليه الآن .. 
تذكر عادل ماضيه وكيف كان هو ذلك الشخص المغرور الذي يرى نفسه فوق الكل .. وقطع عليه الإمام حبل تفكيره حين قال له 
الإمام: أما الرجل الثاني .. فهو لم يقصد الإساءة .. بل أراد مساعدتك دون تجريح أو احراج .. لذا ترك المال وانصرف 
هنا قاطعه عادل بقوله 
عادل: لم اتخيل يوما أن أكون مثيرا للشفقة .. 
ابتسم له الإمام مجددا قائلا 
الإمام: أنت مرتبط جدا بماضيك .. وكونك عزيز النفس فلا ضير في ذلك .. ولكن لا يجب أن تفر في كل مرة من قدرك 
ركز عادل مع عبارة ( لا يجب أن تفر في كل مرة من قدرك ) .. ولاحظ الإمام إن العبارة أثرت فيه لذا قال 
الإمام: إذا كنت تتوقع أن تجد مكان يعاملك فيه المحيطين بك كما تريد أنت فأنت واهم .. لابد أن تتعايش مع واقعك وترضى به حتى يرضيك الله 
هز عادل رأسه مؤيدا ما سمعه .. فهو فر من قدره من المسجد مخافة الإحراج لينصدم بشماتة سوسن في المحل فلو صبر على الإبتلاء الخفيف لما ابتلي بما هو أصعب منه .. 
ومجددا قطع عليه حبل أفكاره قائلا 
الإمام: هل ما زلت تبحث عن عمل ؟ 
أجاب عادل على الفور: نعم أيها الشيخ 
الإمام: سبحان الله قبل المجيء إلى السوق كنت قد ودعت العامل الأسيوي الذي يعمل في البقالة التي امتلكها .. فلقد توفى والده .. فاضطر للسفر ولا يعلم متى سيعود .. لذا البقالة تحتاج إلى عامل.. فإذا كنت تريد العمل فيها ..
قاطعه عادل سعيدا بما سمع قائلا 
عادل: نعم أريد .. أنا في أمس الحاجة إلى العمل 
بدأ عادل يزاول مهنة جديدة .. لكنه هذه المرة أكثر إصرار على المواصلة مهما كانت الظروف والتحديات .. لن يفر من قدره بعد اليوم ..
كان عادل يدعو الله كثيرا أن يصرف عنه أي بلاء في عمله الجديد .. وكان طيلة وقته في العمل خائفا يترقب فقد اعتاد .. ما أن يستقر في عمل حتى يأتي ما ينغص عليه استقراره .. لم يشعر بمضي الأيام .. فقد كان يستفيد فترة الصباح من مواعظ الإمام .. ويستأنس العصر بأحاديث كبار السن الذين يتحلقون حول البقالة .. وفي المساء يلعب الأطفال بجوار البقالة فيلاعبهم ويداعبهم وهكذا مرت الأيام يوم بعد يوم حتى أكمل شهرا في العمل في البقالة .. لم يشعر به أبدا بل فاجئه الإمام حينما أعطاه راتبه .. وأعطاه يوميته الأخيرة جراء عمله في المسجد .. لم يصدق عادل عيناه .. فهذه أول مرة يمسك مبلغا كثيرا منذ يوم إفلاسه .. أخذه عادل وابتعد قليلا عن البقالة وتأكد من أن الإمام لا يراه فأخرج النقود مرة أخرى ظل يعدها مجددا وهو سعيد ..أخذ يتمتم بكلمات الشكر لله على توفيقه له ولأنه صرف عنه كل المنغصات لمدة شهرا كامل ..ثم قام بتوزيع المال فهذا سيسلمه لأمل تصرفه على نفسها وتساعد به أهلها .. وهذا سيدفعه على قلته لبعض الدائنين .. وهذا سيدخره من أجل توفير حياة كريمة له ولزوجته .. وأما هذا .. فسيتصدق به .. نعم سيتصدق هذه المرة صدقة شكر لله .. لن يعلم بها إلا الله .. فهو يعرف بيت أولئك المحتاجين الذين اعتاد أن يوصل أمل لتوصل لهم الصدقات .. وهم يعرفون أمل ولا يعرفونه .. لذا ستكون صدقة سرية لا يعلم بها حتى أقرب الناس لديه زوجته .. 
اتجه عادل لبيت تلك الأسرة المحتاجة وهو يشكر الله مئات المرات .. كانت المسافة بعيدة بعض الشيء إلا إنه نوى أن يكون مشيه هذا لله .. وصل لبيت تلك الأسرة وقبل أن يقرع الباب أخرج المبلغ الذي ينوي التصدق به ونظر إليه وهو يقول في نفسه 
عادل: يا رب تقبل مني .. واجعل هذه الصدقة فاتحة خير عليّ 
طرق الباب ووقف ينتظر أن يفتح له أصحاب المنزل .. وما أن فتحت الباب حتى تسمر في مكانه وشعر بأن الدم تجمد في عروقه واجحظ عينه وتصبب
جبينه عرقا .. لقد عُرض عليه في هذه اللحظات شريط حياته .. لقد تذكر كل شيء .. وأخيرا عرف سر تلك الإبتلاءات في حياته .. إنها عبارة هذه المرأة الماثلة أمامه التي هزت بدعوتها السموات والأرض حين قالت " رب أني مغلوب فانتصر " .. ظل عادل يرجع للخلف .. لقد بدأ قلبه يخفق بشدة .. وشعر بأن كل شيء يلعنه ويطارده .. لذا فر هاربا وهو يركض .. أما عن المرأة فلم تعرفه .. فعادل الذي خدعها ذات يوم .. كان شابا مفتول العضلات أنيقا رشيقا يرتدي أفخم الملابس ويضع أجود العطور .. أما هذا فصورة مغايرة لما سبق ذكره .. استغربت المرأة من تصرفات هذا الرجل الذي طرق عليها باب منزلها وظنت بأنه مجنون لا يعرف ماذا يفعل .. لذا أغلقت بابها وعادت لأعمال بيتها .. 
أما عادل فظل يركض في الطريق يشعر بسياط " أني مغلوب فانتصر " مسلطة على ظهره تجلده بشدة .. لقد عرف أخيرا .. سر مرض بهجة .. ولماذا ماتت بسمة .. عرف سبب ذلك المرض الذي جعله شبه ميت .. ولماذا ورغم تحسن علاقته بربه ظل منزوع البركة والتوفيق .. عرف لماذا طرده عمه من منزله وكرهه .. عرف لماذا أفلس .. ولماذا باع سيارته وبيته .. ولماذا فقد ابنته ولماذا انكسر كبريائه فعمل منظفا وحمالا وباعا في بقالة .. لقد عرف كل شيء الآن ..عرف بأنه قد غفل عن دعوة مظلومة .. ورب السموات والأرض لم يغفل عنها .. فأين يفر الآن وأين يهرب .. ورب المغلوبة ينتصر لها 

يتبع .. 5⃣2⃣ والاخيرة @adangel
الحلقة الأخيرة 🔚

👥" أني مغلوب " 🗣

كانت أمل في هذه الأثناء تناول أمها الدواء وتتسامر معها .. وتشعر ببعض الوخز في صدرها .. تتعوذ بالله بين الحين والآخر .. وتنظر إلى ساعتها فقد أقلقها تأخر عادل هذا اليوم .. وفجأة تسمع قرعا شديدا على الباب .. يكاد القارع أن يخلع الباب من شدة قرعه .. فأسرعت لخارج غرفة والدتها .. فرأت أخاها زياد قد سبقها مذعورا لفتحه .. كما رأت والدها يقف قلقا من شدة القرع .. 
فتح زياد الباب ليتفاجئ بعادل وهو يبدو شخصا آخر .. وكأنه قد خرج للتو من قبره .. رآه شاخص البصر .. خائف .. يلهث من التعب .. محطم النفسية قال له وهو يلتقط أنفاسه 
عادل: أين أمل ؟! 
حين سمعت أمل صوته أسرعت إليه متعجبة هى الآخرى من حالته فقالت له 
أمل: أنا هنا ولكن .. ما الذي حل بك ؟ لما أراك على هذه الحال ؟ 
أمسك عادل بيد أمل وضغط عليها بشدة وهو يقول 
عادل: أرجوك أريد أن اتحدث معك 
هزت أمل رأسها بحسنا .. فحالة عادل وطريقة حديثه تبدو مريبة هذا اليوم .. اصطحبته أمل إلى غرفتها وسط ذهول من أبيها وأخيها 
وما كادت أن تغلق باب الغرفة حتى سألها عادل على الفور 
عادل: أمل .. كيف تعرفتي على تلك المرأة التي كنا نوصل لها الصدقات ؟ 
تفاجئت أمل من سؤاله وقالت 
أمل: ما الذي ذكرك بها الآن ؟ 
هنا قال عادل: أرجوك اجيبي على سؤالي بدون توجيه أسئلة لي 
أمل: أريد في البداية أن اطمئن عليك فحالتك .. 
عادل ( مقاطعا ): أمل اخبريني كيف تعرفين هذه المرأة ؟ 
هنا وجدت أمل بأنه لا مناص من الإجابة على سؤاله فقالت 
أمل: أنا اعرفها منذ مدة بعيدة .. تعرفت عليها عن طريق صديقتي عبير .. فهى تقوم عادة بجمع المساعدات والتبرعات ثم تقوم بإيصالها للمحتاجين .. وقد كانت تصطحبني بعض الأحيان معها .. وعند زيارتي لهذه المرأة أول مرة تعرفت على قصتها المؤلمة .. 
كان عادل يستمع بتركيز شديد لأمل فقد سلمها كل جوارحه .. أما هى فقد أردفت قائلة 
أمل: توفى عنها زوجها وترك لها أيتام وبيت صغير يأويها .. ولكن أحد التجار الجشعون حاول أن يشتري منها بيتها .. وحين رفضت أن تبيعه بيتها أرسل لها أحد رجاله ..الذي لا أعرف بما أوصفه 
قالت ذلك وقد ظهرت عليها علامات الغضب والغيظ .. أما هو فقد جرت دمعة حارة على خده وهو يسمع هذه الكلمات .. التي كانت تسكب على قلبه كالزيت الحار الذي يسقط على الجلد ..
واصلت أمل حديثها قائلة: قام ذلك الرجل بخداعها وأوهمها بأنه سيقدم لها مساعدات مادية .. مستغلا جهلها وحاجتها .. فوثقت به .. ويا ليتها لم تثق .. فأمثال هؤلاء الذين باعوا دينهم ودنياهم لا أمان لهم ولا ثقة 
كانت عينا عادل تهطلان بالدمع حين قال 
عادل: ثم ماذا يا أمل ؟ 
كانت أمل متفاعلة كثيرا مع القصة التي تحكيها لذا لم يكن تركيزها مع دموع عادل .. لذا واصلت قائلة 
أمل: اكتشفت المرأة بعد فوات الآوان بأنه قد ضحك عليها .. وسرق منها بيتها .. حاولت أن تستعيده ولكن دون جدوى .. فأخرجت من بيتها قسرا .. وهنا بدأ بعض الخيرين من أبناء حارتها بالتواصل مع من يعرفون لتوفير لها منزل يأويها ويأوي أولادها .. وصل الخبر لأخو عبير وهو شاب قد اجتباه الله لخدمة المساكين ..فقام مع مجموعة من رفاقه بإستجار منزل لها يتحملون هم دفع ايجاره .. ثم أوصى أخته عبير بتفقد حالها وأحوالها... هذه هى قصتها 
لم تتوقف عين عادل ثانية عن البكاء .. فقال وهو شبه منهار
عادل: لقد نسيتي شيئا مهما يا أمل 
نظرت أمل إليه متفاجئة من دموعه .. واصل عادل حديثه قائلا 
عادل: نسيتي أن تقولي .. بأنها دعت عليه 
ثم انفجر باكيا .. ازداد تعجب أمل .. فلما كل هذه الدموع وهذا الإنهيار فسألته 
أمل: ما بك يا عادل ؟! 
كان عادل يبكي بحرقة حين أجابها قائلا 
عادل: سأخبرك بأمر يجعلك تكرهيني وتكرهين تلك الساعة التي ارتبطتِ بي فيها .. هل تعرفين ذلك الرجل الظالم الذي استغل جهل المرأة وحاجتها .. وقام بخداعها .. إنه .. إنه ..أنا 
قال ذلك ثم انفجر باكيا من جديد .. أما هى فحين سمعت ذلك انصدمت وابتعدت عنه لا شعوريا .. لاحظ هو ذلك فقال 
عادل: نعم يا أمل من حقكِ أن تبتعدي عني .. فأنا واقع تحت غضب الجبار .. وكل شيء أحبه بصدق يأخذه عني بعيدا .. لقد أخذ بسمة وبهجة وسالم .. وحتما سيبعدك عني .. أنا ظالم .. مسلطة علي دعوة إمرأة بريئة ..إمرأة وجدت أمامها رجل استقوى بماله وذكائه وخداعه ومكره .. فاستقوت هى بالله .. فما خذلها وما رد دعوتها .. لذا ابتعدي يا أمل .. ابتعدي عني فأنا لا استحق الطيبون أمثالكم .. سأذهب بعيدا عن منزلكم .. حتى لا ينالكم مكروه بسببي .. فما زالت رعشة أصابع المرأة حين رفعتها للدعاء .. ودمعاتها الدامية تترأى أمامي .. لقد كانت دعوتها أصدق من توبتي .. 
ثم عاد للبكاء الشديد .. كانت أمل منصدمة بما تسمع واصل عادل حديثه بصوت غير مفهوم لشدة بكائه 
عادل: يالله .. كم أنت عادل وتحكم بالعدل .. حرمتها من الشي الوحيد الذي تملكه .. فجاء الجزاء من جنس العمل .. وقد حرمت من أمور كثيرة وخاتمتها بأني سأحرم منك
..
نظر عادل نظرة طويلة لأمل ثم أسرع منصرفا للخارج .. كانت أمل تركض خلفه وتصرخ فيه بأن يتوقف .. تعجب والدها وأخاها منهما .. خرج عادل من المنزل مسرعا .. فصرخت أمل في زياد بأن يلحقه .. أسرع زياد خلفه وهو غير مستوعب لما يحدث أما هى فقد ارتمت في حضن والدها باكية 
لم يتمكن زياد من اللحاق بعادل .. لذا عاد للمنزل ليفهم من أخته ما الذي حدث 
قصت أمل قصة عادل مع المرأة لأبيها وأخيها .. الذان تأثرا كثيرا بالقصة .. وكانت أمل طيلة الجلسة وهى تبكي مصدومة بما سمعت وخوفا من أن يصيب عادل أي مكروه .. 
ربت والدها على ظهرها مهدئا ثم قال بجدية وحزم 
العم صالح: لقد وقفتي مع عادل يا أمل وهو أبعد ما يكون عن الله .. وقفتي معه وهو لا يقر بأنه ظالم لنفسه ولغيره .. فهل ستتخلين عنه الآن وهو يجتهد ليل نهار أن يصل لرضوان الله 
كانت أمل تكفكف دمعها مستمعة لكلام والدها الذي أردف قائلا 
العم صالح: عادل الذي ظلم المرأة هو عادل القديم .. أما هذا المنهار قبل قليل فهو عادل زوجك يا أمل الذي انتشلتيه بفضل الله من وحل المعاصي والإحباط واليأس .. فهل ستتخلين عن زوجك يا أمل وهو اليوم في أمس الحاجة ؟ 
كانت أمل تمسح دموعها بعدما رفعت كلمات والدها من معنوياتها فتمتمت بكلمات الإستغفار وقالت بثقة أمل: لن اتخلى عنه ما حييت بإذن الله .. ما الذي بإمكاني فعله يا أبي ؟! 
العم صالح: ارتدي عباءتك سنذهب لمنزل المرأة .. لابد أن تسامح تلك المرأة عادل وتعفو عنه .. هنا في هذه الحياة الدنيا فالوقوف أمام الله يوم القيامة صعبا جدا جدا 
وقفت أمل متحمسة لفعل ذلك قائلة 
أمل: حسنا يا أبي .. انتظرني لحظات فقط 
وأسرعت لغرفتها لإرتداء عبائتها .. أما العم صالح فقد أوصى زياد بأمه ..وفور انتهاء أمل .. انطلق معها لمنزل المرأة .. 
انتظر العم صالح ابنته في سيارة الأجرة التي استقلها أما هى فقد وقفت أمام باب بيت المرأة ومشاعر متباينة بداخلها .. فهى تتسائل ماذا فعلت هذه المرأة مع الله فيستجيب لها بشكل سريع حين رفعت شكواها إليه ؟! ..ما الذي فعلته هذه المرأة فيرسل لها الأخيار من خلقه يكونون لها عونا وسندا ؟! ما الذي فعلته كي يتكفل هو سبحانه برزقها ورزق أطفالها ؟! .. أما الشعور الآخر فقد كان الخوف .. ماذا لو إنها رفضت أن تسامح عادل؟! .. ماذا لو إنها كرهتها من كراهية عادل ..؟! ماذا لو إنها حكت لعبير ولجميع الأخوات بأن زوج أمل هو ذلك الشخص الظالم الذي خدعها وسرق منزلها .. ؟! 
تعوذت بالله من الشيطان الرجيم وراحت تطرق الباب .. فتحت لها المرأة وسعدت جدا حين رأتها .. إلا أن أمل لم تتمالك نفسها فارتمت في حضنها باكية .. أدخلتها المرأة إلى داخل المنزل وظلت تسألها عن سر بكائها .. كانت أمل مترددة كثيرا لكنها في النهاية تشجعت وقالت 
أمل: جئت أطلب منك معروفا تسدينه لي 
ابتسمت المرأة قائلة: أنت لو طلبتي عيني سأعطيها لك يا أمل .. فكما أخبرتك سابقا أنت وعبير أخواتي الصغار 
تلألأت دمعة في عين أمل حين قالت 
أمل: وأختك أمل .. جائت اليوم تريدك أن تسامحي زوجها وتعفي عنه 
تفاجئت المرأة بهذه الكلمات وابتسمت مجددا وهى تقول 
المرأة: زوجك لم يسئ لي بشيء حتى اسامحه
هزت أمل رأسها بالنفي ثم قالت 
أمل: زوجي .. هو الذي خدعك وجعلك توقعين في ورقة على أنك بعتيه البيت  وقفت المرأة متفاجئة بما سمعته .. وعادت الأحداث تتقافز إلى ذاكرتها .. تذكرت ما حدث معها ذلك اليوم تذكرت دعائها .. تذكرت بهدلت الأيام التي مرت بها .. فأدمعت عينها .. ثم تذكرت الطارق لبابها هذا اليوم .. يالله إنه هو .. نعم هو 
إلتفت إلى أمل قائلة 
أمل: الذي طرق باب منزلي اليوم هو ذلك .. 
وقفت أمل بجانبها وقالت لها مقاطعة 
أمل: نعم هو .. هو ذلك الظالم الماكر .. الذي أصابته دعوتكِ فأصبح حاله كما رأيتِ 
قصت أمل للمرأة ما حدث لعادل من أمور جسام بعدما رفعت المرأة يدها داعية عليه .. وكانت المرأة تستمع إليها ودموعها تهطل على خدها لا إراديا .. وحين انتهت أمل من حديثها نظرت إليها فرأتها مطأطئة برأسها أرضا .. تمسح دموعها .. جثت أمل أمامها قالت 
أمل: اعرف .. اعرف أن جرمه لا يغتفر فقد تسبب بالأذى النفسي لك ولأولادك .. ولكنه في النهاية زوجي الذي أحببته ودعوت الله أن يصلحه لي .. لا استطيع أن اتحمل مأسأة أن تطارده دعوة مظلوم .. فتجعله متنغصا في حياته 
ثم انهارت باكية .. أخذت المرأة تمسح على ظهر أمل وهى تبكي وتقول 
المرأة: لقد دعوت الله عليه في ذلك اليوم بحرقة .. دعوت الله عليه .. حين استفزني بعد فعلته تلك ببعض المال كي أنسى ما فعله بي وبأبنائي .. دعوت الله .. ثم حاولت تناسي الأمر ..وبالأخص حين وجدت أناس طيبون أمثالكم .. منذ عشت في هذا المنزل وأنا أغلب وقتي اكرر آية واحدة " لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا " .. وقد أحدث الله لي من الأمور التي لا استطيع أن احصيها .. التي ما كانت لتحدث لو لم أخرج من بيتي القديم .. 
أخذت تمسح دموعها ثم قالت .. 
المرأة: حقيقة لم أكن اتصور بأن مثلي يقتص لها
الجبار الحمدلله من قبل ومن بعد .. رغم ذنوبي ورغم تقصيري وظلمي لنفسي كان الله معي .. وأنا ارغب أن يعفو ربي عني
تنهدت ثم رفعت رأس أمل المنكس أرضا قائلة لها 
المرأة: أشهدك يا أمل .. بأني قد عفوت عنه لله .. 
سعدت أمل بهذه الكلمات واحتضنت المرأة بشدة 

هدأت نفس أمل وسرت الحيوية بداخلها .. وعادت تزف هذه البشرى لعائلتها التي شاطرتها السعادة والفرحة .. ولكن أين عادل ؟! 
اختفى عادل بعد ذلك اليوم .. وظل العم صالح يبحث عنه في كل مكان .. ولكن دون جدوى .. ها هو اليوم الثالث على إختفاء عادل يوشك أن يرحل .. حين كانت أمل تجلس مع أخيها زياد .. قلقة وجلة على عادل تتحدث معه عن ما يدور في خاطرها من حديث وكان هو يقدم لها مقترحات ببعض الأماكن التي من المتوقع أن يكون فيها إلا إنها كانت تخبره عند كل مقترح بإستحالة تواجده هناك 
تنفست بعمق وقد ظهرت علامات الحزن على وجهها قائلة 
أمل: لقد خرج وفي نيته ألا يعود .. إنه يريد أن يبتعد عني حتى لا يصيبني مكروه .. 
سكتت قليلا ثم قالت 
أمل: إنه يربط كثيرا بين ما أصاب بسمة وبهجة وبما يشعر في قرارة نفسه بأنه سيصيبني 
عادت من جديد للصمت إلا إنها كانت تتذكر شي هذه المرة .. فقالت 
أمل: سالم .. نعم سالم 
نظر زياد إليها متعجبا قائلا 
زياد: من سالم هذا ؟! 
أسرعت أمل إلى هاتفها وبحثت عن رقم سالم الذي حفظه عادل في هاتفها حين ألقى بهاتفه في المرحاض .. وقالت لأخيها 
أمل: هذا صديقه وهو يحبه كثيرا .. اشعر بأن الله سيسخر سالم لإخراج عادل مما هو فيه 
ثم طلبت من أخيها بأن يتصل فيه وينسق معه للقاء به 
اتصل زياد وانتظر قليلا .. ثم قال لأخته سعيدا 
زياد: هاتفه يرن 
سعدت أمل كذلك بما سمعت .. وما هى إلا لحظات وأجاب سالم على المكالمة وبعدما ألقى سالم التحية قال 
سالم: معذرة من المتصل ؟! 
زياد: أنا أخو زوجة عادل 
استنكر سالم ما سمع وقال 
سالم: من تقصد بعادل.. فأنا اعرف عادل واحد إلا إن زوجته لا أخوة لديها 
زياد: عادل الذي تقصده هو نفسه الذي أقصده .. وأنا أخو زوجته الثانية .. 
سعد سالم حينما سمع أخبار عن عادل فقال متلهفا 
سالم: وأين هو أريد أن أراه واتحدث معه .. لقد عدت من السفر منذ يومين .. وحاولت التواصل معه ولكن هاتفه خارج نطاق التغطية .. مؤكد بأنه حاول التواصل معي أثناء سفري .. لقد نسيت هاتفي هنا .. لذا انقطعت عن الجميع طيلة أيام سفري وعند عودتي أحاول دائما الإتصال به .. وذهبت إلى منزل عمه فعلمت بأنه قد استقل في منزل آخر لا يعرفونه. والحمدلله اتصالك اليوم أسعدني .. فأين هو عادل لأحادثه 
زياد: هذا ما أريد الحديث معك بشأنه .. وأريد أن أراك في أقرب فرصة 
نسق زياد مع سالم موعدا .. وإلتقيا حيث اتفقا فقص زياد لسالم كل ما حدث لعادل من أحداث وتأثر سالم لما سمع تأثرا شديدا .. وقال 
سالم: حبيبي يا عادل .. كم كنت اتشوق لتوبتك وعودتك إلى الله ولكني لم أكن متخيلا أبدا بأن تكون ضريبة توبتك بهذا الثمن 
زياد: أختي تعتقد بأنك تعرف أين من المحتمل أن يكون .. 
فكر سالم قليلا .. ثم طلب من زياد أن يركب معه في سيارته وانطلقا نحو البحر .. ظل يبحث عنه هناك وهو يقول 
سالم: اعتاد أن يأتي هنا كلما ضاقت عليه الأمور ثم يتصل بي كي آتي إليه .. ولكنه .. 
سكتت قليلا ثم التفت إلى زياد قائلا 
سالم: ولكنه كان عادل القديم .. بإذن الله أنا اعرف أين يتواجد عادل الجديد الآن 
انطلقا مجددا في السيارة .. ولكنهما هذه المرة نحو أحد المقابر وبالفعل رأى سالم عادل يجلس تحت تلك الشجرة الكبيرة في المقبرة فإبتسم بعدما اغرورقت عيناه بالدمع وقال لزياد 
سالم: أما أنا فكنت اصطحبه معي دائما لهذه المقبرة واحكي له عن قصة أخا عزيزا علي رحل عن هذه الدنيا بعدما كان سببا بعد الله في إلتزامي .. وكان دائما يتأفف من القدوم إلى هنا .. وكان يقول لي يريد أن يراني في كل مكان إلا هنا .. فكنت أرد عليه قائلا إذا لم تجدني في أي مكان ستجد روحي هنا 
ثم انطلق بخطى ثابتة نحو صاحبه .. أما زياد فقد آثر أن يبقى بعيدا عنهما ويترك لهما المجال للحديث واللقاء 
على بضع خطوات منه .. قال سالم 
سالم: أخيرا وجدتك حيثما أحب 

" هذا الصوت ليس غريب علي " هذا ما تحدثت به نفس عادل .. فالتفت بقوة ليتأكد بعينه من صاحب الصوت وما أن رآه .. حتى انطلق إليه مهرولا .. فاجتذبه بقوة .. وبكى بكاء سنوات طويلة غاب فيها عنه ..
فقال بصوت يخالطه البكاء 
عادل: لماذا تركتني ؟! 
ربت سالم على ظهره قائلا 
سالم: كان معك من هو أفضل مني .. كان معك الله ولولاه ما عدت للطريق المستقيم 
عادل: الله يعاقبني على ظلمي للناس
سالم: بل يُطهرك من جرمك .. 
عادل: كيف وأنا اتعرض للإبتلاءات العظام
سالم: لن يُمكن المسلم حتى يبتلى .. وحينما نجحت في ابتلاءاتك قادك الله لمن ظلمتها .. لتتعرف على عظم ذنبك .. ثم سخرها لتعفو عنك
عادل ( غير مصدق ): عفت عني ؟! 
سالم ( مبتسما ): إذا رضى عنك سيرضيك وسيرضي عنك عباده 
ابتسم عادل بعد سيل عارم من الدموع وقال 
عادل: لا استطيع
أن أتأله على ربي أو أن ازكي نفسي ولكن.. طالما إنه قد أعادك إلي فقد سامحني 
وارتمى مجددا في حضن صاحبه باكيا 

وقف سالم مع عادل وقفة عظيمة فنعم الأخ الصالح هو .. فبعد أن فتح الله له في الرزق ساعد عادل في الخروج من أزمته المالية .. فأقرضه مالا يعود به للتجارة .. ويعيده وقتما يشاء .. وكانت أول أرباح عادل من تجارته أن اشترى للمرأة بيتا جديدا وسلمها المفاتيح بنفسه وطلب منها مجددا أن تسامحه .. ثم بدأ بعد ذلك يعيد ما تبقى من ديون عليه .. حتى تمكن بفضل الله من التخلص من كل ديونه عدا ما أخذه من سالم .. اشترى بيت وسيارة واستقر أخيرا نفسيا وجسديا .. وعندما فتح الله عليه واغدق عليه في الرزق .. سارع ليعيد دينه الأخير لسالم الذي رفض أن يأخذه .. وقال استثمره لعمل الخير ..

أما عن خليل فبعد حياة قضاها في الغش والخداع والظلم .. ألقت الشرطة القبض عليه في قضايا فساد .. حاول عادل أن يكفله ويخرجه من السجن .. ولكنه كان متورطا حتى النخاع .. فاستمر يزوره ويبره في سجنه .. واشترى كل ممتلكات عمه المعروضة للبيع 
أما عن سوسن الصديقة القديمة لعادل القديم .. فقد إلتقى بها في إحدى المستشفيات حين كان متجها بسرعة إلى صالة الولادة فأمل ستضع مولودها الأول .. وحين رأته رأت فيه عادل الأول الثري الغني .. فاستوقفته فلم يعرفها في البداية .. فقد أنهكتها الأمراض وغيرتها .. فقالت له 
سوسن ( بصوت شاحب ): ألم تعرفني يا عادل ؟!
إنه ذات الصوت .. صوت الماضي 
عادل: سوسن .. سبحان الله 
قال ذلك متعجبا من الحال التي وصلت إليها .. ثم قال لنفسه: لا تطل الوقوف أمام الماضي يا عادل .. 
فهم بالذهاب عنها ولكنه تراجع خطوات ووضع شيئا بجانبها ثم انصرف عنها مسرعا .. 
أخذت سوسن ما وضعه عادل فإذ به مبلغ من المال فبكت .. بكاءا مرا ففي يوم من الأيام كانت تنوي اذلاله بالمال .. ولكنه اليوم كان أكرم منها بفضل الله.. فقد أذلها الله على قبيح عملها وقلة حيائها ومضيها في طريق الرذيلة .. 

رُزق عادل بطفلة جميلة اسماها توبة .. فما من شيء أجمل في حياته من التوبة. لله
وهكذا هيا الله الحياه الكريمه لعادل واسرته من جديد من المال والصحه حتى توفاه الله

تمت بحمد الله 📓

*لاتنسونا من دعائكم الصالح* @asangel 💥
💥عيدكم مبارك 💥

ادعوا الله الكريم ان يتقبل منكم صيامكم وان يجعل عيد الاضحى لكم ولنا ولجميع المسلمين بداية الأفراح ونهاية الأحزان وكل عام وانتم بخير.. نرجو.تواصلكم مع القناة بالقصص الهادفة عبر بوت القناة قصــــص
فلاشـــات
كتابات.. متنوعة
بوت المشاركات @Aboyusfbot
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
💥قصة مختارة من : صديقة الكتب📚
هذه زوجة تحكي قصة زوجها عام 1415هـ فتقول :
كان زوجي شاباً يافعاً مليئا بالحيوية والنشاط وسيماً جسيماً ذا !!
دين وخلق وبر بوالديه. . تزوجني في عام 1390هـ . .
وسكنت معه في بيت والده !!
كعادة الأسر السعودية ورأيت من بره بوالديه ماجعلني أتعجب منه. .
وأحمد الله أن رزقني هذا الزوج ، رزقنا ببنت بعد زواجنا بعام واحد ثم انتقل عمله الى المنطقة الشرقية فكان يذهب لعمله أسبوعاً ..
ويمكث عندنا أسبوعا ، حتى أتت عليه ثلاث سنين وبلغت ابنتي أربع سنين
حتى كان اليوم التاسع من شهر رمضان من عام 1395هـ وهو في طريقه إلينا في الرياض تعرض لحادث انقلاب. . وأدخل على إثرها المستشفى ودخل في غيبوبة أعلن بعدها الدكاترة المختصين المعالجين له وفاته دماغيا. .
وتلف مانسبته 95% من خلايا المخ. .كانت الواقعة أليمة جدا علينا وخاصة على أبويه المسنين ويزيدني حرقة أسئلة ابنتنا ( أسماء ) عن والدها الذي شغفت به شغفا كبيرا وهو الذي وعدها بلعبة تحبها ..
كنا نتناوب على زيارته يوميا ولازال على حاله لم يتغير منه شيء ، وبعد فترة خمس سنين أشار علي بعضهم بأن أتطلق منه بواسطة المحكمة بحكم وفاته دماغيا وأنه ميئوس منه والذي أفتي بعض المشائخ لست أذكرهم. .
بجواز الطلاق في حالة صحة وفاته دماغياً ، ولكنني رفضت ذلك الأمر رفضا قاطعا ولن أتطلق منه طالما أنه موجود على ظهر الارض ، فإما أن يدفن كباقي الموتى أو أن يتركوه لي حتى يفعل الله به مايشاء . .
فجعلت اهتمامي لابنتي الصغيرة وأدخلتها مدارس تحفيظ القرآن حتى حفظت كتاب الله كاملا
وهي لاتكاد تتجاوز العاشرة ،
وقد أخبرتها فيما بعد بخبر والدها فهي لاتفتؤ تذكره حيناً بالبكاء وحينا بالصمت ،
وقد كانت ابنتي ذات دين فكانت تصلي كل فرض بوقته وتصلي آخر الليل وهي لم تبلغ السابعة
فأحمد الله أن وفقني لتربيتها كما هي جدتها رحمها الله التي كانت قريبة منها جدا وكذلك جدها رحمه الله ..
وكانت تذهب معي لرؤية والدها وتقرأ عليه بين الحين والآخر وتتصدق عنه .
وفي يوم من أيام سنة 1410ه . قالت لي ياأماه اتركيني عند أبي سأنام عنده الليلة وبعد تردد وافقت .
فتقول ابنتي :
جلست بجانب أبي أقرأ سورة البقرة حتى ختمتها ثم غلبني النعاس فنمت ، فوجدت كأن ابتسامة علت محياي
واطمئن قلبي لذلك قمت من نومتي وتوضأت وصليت ماشاء الله أن أصلي
ثم غلبني النعاس مرة أخرى وأنا في مصلاي وكأن واحداً يقول لي : انهضي ..كيف تنامين والرحمن يقظان ؟
كيف وهذه ساعة الإجابة التي لايرد الله عبدا فيها ؟..
فنهضت كأنما تذكرت شيئا غائب عني .. فرفعت يدي ونظرت الي أبي وعيناي تغرورقان من الدموع وقلت :
يارب ياحي ياقيوم ياعظيم ياجبار ياكبير يامتعال يارحمن يارحيم هذا والدي عبد من عبادك
أصابته الضراء فصبرنا وحمدناك وآمنا بما قضيته له اللهم إنه تحت مشيئتك ورحمتك
اللهم يامن شفيت أيوب من بلواه ورردت موسى لأمه وأنجيت يونس في بطن الحوت
وجعلت النار بردا وسلاما على إبراهيم إشف أبي مما حل به
اللهم إنهم زعموا أنه ميئوس منه اللهم فلك القدرة والعظمة فالطف به وارفع البأس عنه
ثم غلبتني عيناي ونمت قبيل الفجر فإذ بصوت خافت ينادي :
من أنت وماذا تفعلين هنا ؟ فنهضت على الصوت التفت يمينا وشمالا فلا أرى أحداً ثم كررها الثانية
فإذا بصاحب الصوت أبي فما تمالكت نفسي
إلا أن قمت واحتضنته فرحة مسرورة وهو يبعدني عنه ويستغفر ويقول اتقي الله لاتحلين لي
فأقول له : أنا ابنتك أسماء فسكت
وخرجت إلى الدكاترة أخبرهم فأتوا ولما رأوه تعجبوا !!!
فقال الدكتور الأمريكي بلكنة عربية متكسرة : سبحان الله . وقال آخر مصري سبحان من يحيي العظام وهي رميم .
وأبي لايعلم ماالخبر حتى أخبرناه بذلك فبكى وقال :
الله خيرا حافظا وهو يتولى الصالحين
والله ماأذكر إلا أنني قبيل الحادث نويت أن أتوقف لصلاة الضحى فلاأدري أصليتها أم لا ؟! ..
تقول الزوجة : فرجع إلينا أبو أسماء كما عهدته وقد قارب الـ46 عاماً ورزقت منه بولد ولله الحمد
يخطو في السنة الثانية من عمره فسبحان الله الذي رده لي بعد 15 عاما وحفظ له ابنته
ووفقني للوفاء به وحسن الإخلاص له حتى وهو مغيب عند الدنيا ..
فلا تتركوا الدعاء فالدعاء يرد القضاء ومن حفظ الله حفظه الله
ولاننسى البر بوالدينا ولنعلم أن الله عزوجل بيده تصريف الامور وتقديرها وليس لأحد سواه فعل ذلك ..
هذه قصتي للعبرة لعل الله أن ينفع بها من ضاقت به السبل وعظمت عليه الكرب
وأقفلت من دونه الأبواب وتقطعت به أسباب النجاة
فاقرع باب السماء بالدعاء واستيقن بالإجابة
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
لاتيأس .. مادام ربك الله
• •
فقط أرسل الدعوات وغلفها بحسن الظن به سبحانه
وتيقن بقرب الفرج والإجابة. . . من وجد الله فماذا فقد.
(منقول)@asangel 🔆
🐴الحمار .. و وزارة الطقس🌧

يحكى أنه كان فى قديم الزمان فى احد الممالك الصغيرة،
ملك يعشق الصيد فى الغابات وكان لهذا الملك وزير مختص بحالة الطقس،
فإذا ما أراد الملك أن يخرج للصيد أمر الوزير أن ينظر فى أمر الطقس
فيذهب الوزير ويضرب الرمل والودع ويقرأ مسارات النجوم
ثم يعود للملك فيخبره إذا كان الطقس مناسبا للخروج أو غير ذلك .

حتى جاء يوم أراد الملك أن يخرج للصيد وقرر أن يصحب معه الأميرة والملك
حتى يشاهدا براعته فى الصيد،
وأمر الوزير أن يخبره عن حال الطقس
فقال الوزير الطقس رائع ومناسب جدا يا مولاى .

فخرج الملك فى موكبه بصحبة الأميرة والملكة وما أن أوغلوا فى قلب الغابة
حتى إنقلب الجو فجأة، رياح وأعاصير وسحب وأمطار وأتربة
وجزع موكب الملك وسقطت الأميرة والملكة فى الطين والوحل
وغضب الملك غضبا شديدا ونقم على وزير الطقس أيما نقمة .

وبينما هم عائدون إذ رأى على أطراف الغابة كوخا لأحد الحطابين يخرج منه الدخان
فطرق الباب فخرج إليه الحطاب 👳فسأله الملك، لماذا لم تخرج لجمع الحطب ؟

فأجاب الحطاب كنت أعرف أن الطقس سيكون اليوم سيئا فلم أخرج
فاندهش الملك وقال وكيف عرفت ذلك ؟ فقال الحطاب عرفت من حمارى هذا !!

فقال الملك : كيف ذلك ؟

قال الحطاب: عندما أصبح أنظر إلى حمارى هذا،
فإن وجدت أذناه واقفتان عرفت أن الجو سيئ
وإن وجدت أذناه نازلتان عرفت أن الجو مناسب
فنظر الملك إلى وزيره وقال له أنت مفصول
وأمر بصرف راتب شهرى للحطاب وأخذ منه حماره
وأصدر الملك مرسوما ملكيا بتعيين الحمار وزيرا للطقس
ومنذ ذلك الحين صارت الحمير تتولى المناصب الوزارية الرفيعة .@asangel🌧
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
أبوفادي🌧

في عام 2010م. كنت أنظر إلى رجل مسن يركض كل يوم _وقبيل الفجر تحديدا_، وأنا ذاهب للمسجد، فإذا فرغنا من الصلاة، أراهع عائدا من تمرينه، وأنا في غصة على هرمه وكبر سنه ولا يصلي معنا في المسجد.
في يوم من الأيام استجمعت قواي لأكلمه...
قلت: السلام عليكم؛
قال: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
قلت: يا والدي؛ هل لك أن ترافقني لـ#صلاة_الفجر.
فقال: على الرحب والسعة.
مضت الأيام والأشهر...
جاءني صديق عزيز، فسألني عن تأويل رؤيا ""طويلة"" بأنَّ دار أبي فلان_جار له_ تحترق إلا فلانا معينا، وأنا لا أعرف من قصد من الناس، ولم ألتفت للكنية أصلا.
قلت: لعل الله يتقبل منه عملا صالحا فيكون سببا في دخوله الجنة.
سكت صديقي بتعجب وذهب، ولم أسأله لِمَ تعجب.
:
بعد سنوات جاءني خبر وفاة أبي فادي رحمه الله.
فقال: توفي الليلة أبو فادي.
قلت: من أبو فادي هذا؟
قالوا: الذي يمارس رياضة الفجر، ويضع منشفة على عنقه.
قلت: رحمه الله.
قالوا: رحمه الله!!!! كيف يا شيخ؟!! هو نصراني!!!
قلت لهم: والله قد صلى الفجر مرات ومرات معي في جماعة، فكيف يكون نصرانيا؟!
دخل علينا أحد الأخوة الأفاضل.
وقال: قد أسلم يا شيخ سرا منذ سنوات، ولم تعلم عائلته بذلك.
كَبَّرَ صديقي الذي كان قد رأى الرؤيا...
وقال: الله أكبر؛الرؤيا يا شيخ، الله أكبر؛ الرؤيا يا شيخ.
فذكرني: أن البيت كله يحترق باستثناء:""أبو فادي"" وقال لي: ما كنت أعلم أنه مسلم لذلك تعجبت وتركتك، وظننتك أولتها خطأ، فكانت الرؤيا موافقة لوقت إسلام أبي فادي، فبكى الجميع من الحضور.
لم نكن نعلم لكن الله يعلم...
لله در أبي فادي؛ وأسكنه الجنة @asangel 🔆
2024/09/30 17:27:58
Back to Top
HTML Embed Code: