Telegram Web Link
- كل المشاعر الحقيقية تتسلسل إلى الجهاز الهضمي ما بين المعدة والقولون، أحيانًا خفيفة كالفُراشة، وأحيانًا عنيفة كالطعن.. القلب واجهة إجتماعية لا غير.
- لدى الفيلسوف والطبيب اليوناني أبقراط شذرة فلسفية رفعية تنطبق على كل شيء في حياتنا تقريباً : ‏"قبل أن تشفي شخصاً ما، أسأله عما إذا كان على استعداد للتخلي عن الأشياء التي تجعله مريضاً".
‏الجزء الأكبر من مُعاناة البشر هو عجزهم عن التخلي والتجاوز، الإنسان طبيب نفسه.
عن رغبة ورقة مارغريت آتوود لمّا قالت:

"أودُّ أن أكون الهواء الذي يسكن رئتيك للحظة فقط. أودُّ أن أكون بتلك الخفة.. وبتلك الضرورة.."
‏"للمنازل تعب أيضا،
‏لا يظهر إلا في وجوه الأطفال.
‏لأنهم لم يعرفوا الحيلة."
‏غريغوار دولاكور كان يصف العائلة فيقول: لسنا عائلة غنجٍ و دلال وليست من شيمنا حركات الملاطفة والكلمات الحنونة والممتلئة. تبقى المشاعر في منزلنا في مكانها؛ في الداخل.
“ لماذا لا نكتب في خانة الانجازات كيف تركنا البيت القديم، وكيف انتقلنا من مدرسة الى اخرى، كيف اكتشفنا الخدعة تلك، كيف خبأنا مشكلتنا عن قلوب امهاتنا وتحملنا المسؤولية وحدنا بهدوء، كيف تصرفنا بأول يوم جامعة، وكيف تصرفنا بشجاعة عندما اجبرتنا الظروف ان نسلك طريقاً لا نحبه، كيف حضنا حزن صديق، وكيف قلنا اول كلمة عزاء، واول “ مبارك “ ، لماذا لا نضع في خانة الخبرات تحديداً كيف صبرنا على غياب الأشياء ، لماذا لا نضع في خانة المهارات الصبر و السماح و الثبات و القوة رغم الألم و اليأس ، الشهادات و الأوراق أقرب الى الحائط من ذاتنا ،نضعها في برواز أنيق ، هذه المواقف وحدها التي صنعتنا "
قرأتُ مرة، يا رفيقة، معلومة داعبت في عقلي الجزء الذي يؤمن بما هو ابعد من الرياضيات والفيزياء ..
المعلومة تقول “ ان واحدنا حين يموت، يخسر مباشرة ٢١ غراماً من وزنه ، هيَ وزن الروح “ .
تخيّلي! احلامنا وطموحاتنا ورغباتنا وماضينا وذكرياتنا وميولنا تزن ٢١ غراماً فقط! خفيفون نحن .
تؤرجحنا كلمة
ونحمل السلاح بسبب كلمة
نجافي بسبب كلمة
وتعيدنا الى بلاد ظننا اننا سنهجرها الى غير رجعة،
خفيفون كالفراشات تحملها الريح، كالابتسامات التي تتلاشى سريعاً بعد كلمة عابرة ،
كوشوشة نرددها في المطارات وعلى الحدود
نحن خفيفون بصورة تبعث على الشفقة..
٢١ غراماً هي وزن ذواتنا ، هي محصلتنا ، هي وزن الاله الساكن فينا، نتخلى عنها في لحظة ونرتّد نحو العدم الاول ،
هذا ليس نصاً كابوسياً يا رفيقة، على العكس، فأنا اكتب لأنني اشعر انكِ لستِ على ما يرام، واعلم انكِ ستقرأين، و اوّد ان اقول لكِ، باختصار ؛ رفقاً ب٢١ غرامك .. الا ترين؟ هي قليلة اصلاً ..
جرّبي ان تستهلكيها في انتاج كل ما هو ملوّن ، كضحكاتكِ مثلاً !
لا تقولي لي “ ليس هناك ما يبعث على البهجة “
هناك عائلتك مثلاً، وهناك انا، انا الذي اكتب لكِ وعنكِ باستمرار، مثل مجنون ينتظر من شجرة التفاح عنباً
المجانين، على طريقتي، ينامون على ظلّهم حين تكون “ رفيقاتنا “ على قلق، فمثلي يريد ل٢١ غرامك ان تصبح سُكراً .
على فكرة يا رفيقة .. يوماً ما سيطرح شجر التفاح عنباً ..
‏تعالي وشاهدي إتساعك في داخلي
‏ألقي نظرة على سرعان تمددك
‏أكاد من كثرتك عليّ أن أكون بعض أشياءك التي تدل عليك
‏يتسائل إميل سيوران على هذا النحو قائلًا : "هل يُعقل
أنني أحمل بداخلي كل الذي رأيته في حياتي؟ إنه لأمر
مروّع حين نفكر في أن كل تلك المناظر، الكتب،
الأهوال، الإشراقات، قد كُدِّست في عقلٍ واحد".
" الأمر يتعلق بما تفعله ،وما تقرأه ،وما تسمعه ،وما تشاهده ،ومع من تقضي معظم الوقت ،ومن تسمح له بالوصول إليك ،وكيف تتحدث مع نفسك ،وكيف تبدأ يومك ،وكيف تعامل جسدك وروحك وعقلك العادات والأعمال الصغيرة تتراكم وتُثمر"
‏"الأشخاص الطيّبون لا يتوقّفون عن الحبّ عندما يتعرّضون للأذى، بل يتوقّفون عن إظهاره."
أن تغيير نفسية الأهل يمكن أن يغير الحالة الجسدية للأبناء.
‏حاشى أن يكونُ العالمِ بكفة
وأنت بالكفةِ الأخرى
أنت العالم أجمع
ولك قلبي وكلتا الكفتين.
هذا النّقص الهائل في اللحظات الحقيقية الصّادقة ، هو ما يجعلنا اليومَ أكثرَ قابليّةً للإنهيار.

- أرونداتي روي
أنا سعيدة أنك تحبني
يالها من عذوبة أن أُحب بهذا الشكل
يوسف.

في أحلك الأوقات أفكر بسورة يوسف دومًا. أفكر بما كابده، أفكر بالطفل الصغير في ظلمة البئر، تخيل: غلام، صغير، وحيد، يحفه الماء من كل مكان، أكان متشبثًا بشيء؟ أأمسك الدلو أم الجدران؟ هل شعر بالبرد؟ كيف قضى الوقت ذاك وحده، بما كان يفكر؟ أظن أن اخوته سيعودون؟ أم فقد الأمل منذ أن رأى أيدي الأمان ترميه للخوف؟
أفكر بالسجن، أفكر باحتمالية أن تكون مسجونًا ظلمًا، لذنبٍ لم تقترفه، أسمع السورة كثيرًا قبل أن أنام وفي أحدى لياليّ الأصعب لفت انتباهي جزء "ولبث في السجن بضع سنين"، ولماذا لبث؟ لأن مسجونًا معه نساه، تخيل أن ينساك الرفيق فرحًا بالحرية، وتلبث أنت سنينًا عدة، لكن الله لم ينساه، لم يخرج حينها يوسف ليضيع في الأرض، بل خرج بعدها بسنين ليكون والي مصر، مصر! أفكر بالسورة وأفكر بأحداثها، وكيف أن الفرج -كما يقولون- مثل الفجر، آتٍ لا محالة.

٤ أبريل، ٢٠٢٢م. ٨:٢٩م.
2024/10/01 22:22:09
Back to Top
HTML Embed Code: