Telegram Web Link
لو
....

لو كنتُ بائع سُكّر من هافانا
ارتدي قميصاً شاطئياً فضفاضاً ومزركشاً
وسروالاً قصيراً
وأعزف موسيقى المامبو
لأحّبتني كلوديا سامبيدرو مثل كناري
لكني جرح منسي في سباخ البصرة
ككل الذين يسكنون في هذه البقعة
وهي تبدو للرائي مثل برميل نفط عملاق
ذوّبت الشمس سحنتي
فكان كل هذا الدبس الذي ترونه
لو كنتُ تاجراً من جمهورية الصين الشعبية
أجيد الكونغ فو
ولديّ معمل صغير للهواتف المزيفة في بيتي
لأحبّتني زانغ زيي مثل تنين
لكني مزارع فقير من شبه جزيرة الفاو
ككل الذين يقطفون أوراق الحناء
يتغيّر لوني باستمرار
ليس دماً ما يخضب يديّ
إنما يبدو لكم كذلك
كلما لوّحت امرأة بيدها
أو نثرت عروس شعرها في الهواء
لو كنتُ رجلاً قهوائياً من البرازيل
أرقص السامبا كلما أحرز المنتخب الوطني كأس العالم
أسرق الفستق وأقايضه بأحذية كرة القدم
لأصبح لاعباً مشهوراً مثل بيليه
لأحبّتني لويزا مورايس مثل غابة
لكني قلب نخلة من أقصى الجنوب
بل أقصى من ذلك
ككل المطعونين وقوفاً
يصلح موتي عشاً للعصافير !


_ضياء جبيلي .
تشعرُ أنّكَ غريب.
لم يعُد وجهكَ مألوفاً كما كانَ من قبل
حتّى بالنسبةِ إليك
كأنّكَ هاربٌ من المتحفِ إلى الشارع.
يلتفِتُ الفتيةُ اليكَ.. و ينفُرونَ من رائحتك.
أنتَ الذي بلا رائحة.
أنتَ الذي قالت لكَ إحداهنَّ يوماً..
أنّ هناكَ الكثيرَ من القمحِ
في جسدكَ الفائر.
منْ يتذَكَّرُ ذلكَ الآن؟
لا أحد.
ابتسِم لنسيانكَ..
و عُد إلى المتحف
و قُل للحارسِ أنْ يغلقَ البابَ عليك
و أن لا يفتحهُ حتّى لها.
تلكَ التي عافتكَ جُنديّاً في"الأهواز"
وذهبَت مع طالبٍ يدرسُ على نفقةِ"الحزبِ"
إلى"كازابلانكا".
تلكَ التي تريدُ أن تأتي الآنَ إليك
حاملةً في حقيبتها الخضراء
سنابلكَ اليابسة.

|عبد اللطيف سالم.
فيما مضى كنت أحاول أن أغير العالم ، أما
الآن وقد لامستني الحكمة ، فلا أحاول أن
أغير شيئاً سوى نفسي.


_جلال الدين الرومي
لأنَّ العراق مَهَد الحضارات
يتمُ هزّهُ دائماً.

_عباس حسين
هذه مدينة مليئة بالشوارع
شوارع مفتوحة
تؤدي إلى جميع الجهات
لكن، اسمعني، أرجوك
حياتنا مغلقة
و الشارع الوحيد العادل
ذلك الذي يأخذني إلى قلبك.

||رياض الصالح الحسين.
أنفاسكِ

تبحث عنه ويحزنه

أن لا يلمس رموشكِ فهكذا

يفضّل

أن يريح عينيهِ.

أن ينام كالنواة،

أن يتركهم يقصّون

الأجزاء الطريّة من روحه

إذ الحب ثمرة من الصحراء ومعناه

يقسو كالنواة التي

لا تعطش ولا تنكسر.

||عباس بيضون.
تعودُ الى البيتِ مُتعَباً
لتغفو على الأريكةِ
بفَمٍ مفتوح.
أنتَ كائنٌ طاعنٌ في العُمرِ
لا يحِقُّ لكَ الشَغَبَ
إلاّ في الأحلام.
تتذكّرُ وجهها في الشارعِ قبل قليل
و كيفَ أرَدتَ أن تتحَرّشَ بعينيّها
مثل فتى..
و تبتَسِمُ وحدَك فوق الأريكة.
أنتَ نائمٌ.. و تبتَسِمُ بفَمٍ مفتوح.
و مع ذلك..
تسمعُ زوجتكَ من بعيدٍ
و هي تقولُ لأبنائكَ..
انّ أباكُم لم يَعُد حزيناً كما كان.
إنّهُ ليسَ على مايرام.

||عماد عبد اللطيف سالم.
وتعرفين أني الشاعر المرئي وغير المرئي وأني بما يكفي لأطالب الكلمات بصرخات الجنين...
وتعرفين أني لستُ نبياً وإنما أسبق حلكةَ يديّ لأقودهما إليكِ.
ولستُ صانع غابات لكنّي أرفع روح النباتات إلى لهاثها.
ولستُ مديحاً لحرية وإنما أفتح الحدود على هواجس الجغرافيا.
وهذه كلها تجعلني عصفوراً ولا سماء، وشجرة سرو ولا هواء، وهاويةً للوقوع ولا قعر.
تعرفين أني أحبكِ وغداً. وهذا طبعاً لا يكفي، وإذا كنتُ أسفح أحداً فأقداري لأنَّها مكتوبة.
وإذا كنتُ أسفحها فلأنتقم لماضيَّ وحياتي، لأنكِ لم تكوني.
وهذه طبعاً لا تكفي.

|عقل العويط.
أنتِ لا تعرفين مثلاً أن الهواء… وأن عينيّ وأن يديّ وأن قوايَ الحية وأن النوم وأن الفجر وأن الظهيرة وأن الدغشة وأن منتصف الليل وأن الأفق وأن جروحي وأن الموسيقى وأن الطبيعة وأن الفن وأن أحفادي وأولادي وأن مرور الأفكار في الغيم وأننا جميعنا مصابون بكِ.
أنت لا تعرفين مثلاً أن غداً مُسمَّمٌ بكِ. لا غدي فقط لكن غدَ يومِ غدٍ أيضاً ومثلاً وبالطبع.

|عقل العويط.
عندما كنتُ فتيًا
كنت موهوبًا إلى حد ما
في الحب.
منذ الطفولة
يُدرب الناس
على العمل.
أنا أنا
فكنتُ أهرب إلى ضفاف الريون
وأجول هناك،
من دون أن أفعل شيئًا على الإطلاق
كانت أمي توبخني غاضبة:
لا تصلح لشيء!”
ووالدي يهدد بضربي بالحزام.
أما أنا،
فكنت ألعب لعبة ” الأوراق الثلاث”
مع جنود تحت سياج،
وفي يدي ورقة الروبلات الثلاثة
المزورة.

كنتُ لا قميص يقيدني
ولا حذاء يرهقني،
ولا كانت شمس كوتيزي الحارقة
تخبزني:
تارة أشمس
ظهري،
وطورًا بطني،
حتى يصير فمي يؤلمني.
كانت الشمس مذهولة:
” بالكاد أستطيع رؤيته، هذا الشقي!
إلا أنه يملك
قلبًا صغيرًا،
وهو يقوم بأفضل ما يستطيع صغير مثله أن
يفعله!
فأي مكان آخر سواه
مساحته أقل من ياردة
قد يتسع لي
وللنهر
ولهذي الصخور الممتدة على ألف ميل؟”

||فلاديمير ماياكوفسكي.
ترجمة: جمانة حداد.
"كنتُ لا قميص يقيدني
ولا حذاء يرهقني."

||فلاديمير ماياكوفسكي.
عَتِيق pinned «"كنتُ لا قميص يقيدني ولا حذاء يرهقني." ||فلاديمير ماياكوفسكي.»
لا أحلمُ بشيء، لا أفكرُ في شيء،
ولا أتذكرُ شيئاً،

أحاولُ أن أكونَ حجراً في طريقٍ معزولة، لم يلمس منذ ملايين السنين،

وحدهُ الهواء يمرُّ عليهِ وئيداً،
لا يحفرهُ ولا يحرّكه،

يلمسهُ بتوجّس ويذهب..

حجرٌ كالصمت

صغيرٌ ومهمل

ويسدّ مجرى المعنى.

|مهدي سلمان.
خائفاً كما الرُّسل
حين كانوا أطفالاً،
عندما سمعوا منادياً يناديهم،
فخافوا، فضربوا الأرض بأقدامهم.

||فرانز كافكا.
هل أخرج إلى الشارع
من يعرفني؟
من تشتريني بقليل من زوايا عينها
تعرف تنويني وشداتي وضمي وجموعي
اي إلهي إن لي أمنية أن يسقط القمع بدار القلب.

||مظفر النواب.
والشوق
قد كبر الشوق عشرين عاما
وصار اشتياق
وما من دموع اداوي
بها حضرات الهموم الجليلة
إلا قميصي وقلبي.

||مظفر النواب.
وها أنا مشرد
اقرأ وجه الناس
والباصات والافلام في الطريق
اشم كل امرأة تبحر في الطريق
اقرأ اعلانًا عن السلم
وفيه اقرأ التلقين والتصفيق
ابحث عن كتاب حزن...
أو صديق
يا عالمًا بلا صديق
يا عالمًا يختنق الإنسان فيه في الزفير مرة ومرتين في الشهيق
مدينة يمنع فيها الشعر
أو يحتكر الكلام
كالشعر يا حبيبتي
يقتلها النقيق.

||مظفر النواب.
إرفعْ يديكَ
إلى مستوى كتفيك وحسبْ
ثم تراجعْ إلى الوراء
خطواتٍ قليلة
والتصقْ بالجّدار القريب
فما أسهلَ أن ترسمَ صليباً
وما أسرعَ من يتنادونَ
كي يربطوا قدميكَ
ويثبّتوا ذراعيكَ بالمسامير .

||عبود الجابري.
اليوم ثمة…

اليوم, ثمة في أعماقك نبع
لم يمض على جفافه أمد طويل…
لكن…ما أسرع امتلاءه بالدمع!
اليوم, ثمة في أعماقك مطار
لم يمر على تركه أمد طويل…
لكن…ما أسرع اكتساءه بالعشب!
عليك الآن أن تترجل, وتمضي, ونبع الأسى في
داخلك.
لكنك تقف متجمداً برداً
بينما الصراصير تعبر الشارع أمامكَ
منتقلة من الجزار إلى الخبّاز.


~فلاديمير هولان
2024/11/18 08:46:35
Back to Top
HTML Embed Code: