Telegram Web Link
Forwarded from رسائل..
لمن سأل عن فهرس إضاءات منهجية
تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال وأعاده علينا وعلى أمتنا بالخير والعزة والتمكين
Forwarded from عبدالرحمن العصيمي (..)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
طبتم وطابت أيامكم بكل خير
كل عام وأنتم بخير
وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال

نبدأ بحول الله تعالى تأسيس هذه القناة، ونسأل الله تعالى أن يجعلها نافعة ويجعل عملنا خالصاً لوجهه الكريم

والقناة يتتنوع بين:
- أطروحات فكرية
- قضايا الإعلام وإشكالاتها
- مراجعات الكتب

ونسأل الله أن يبارك لنا ولكم يارب العالمين .
Forwarded from رسائل..
بسم الله. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.

تعليق على مقال مترجم منشور في موقع أثاره يوم الثلاثاء السادس من شوال ١٤٤٢هجرية بعنوان (هل يستطيع العلم عكس الموت؟)

فكرة المقال تدور حول إمكانية عودة الإنسان للحياة بعد مرور ساعات على توقف القلب إذا تم تبريده خلال هذه المدة ثم أجري له الإنعاش القلبي الرئوي.

ابتداء نقول إن عودة القلب للنبض وجريان الدورة الدموية بعد توقف القلب خلال فترة قصيرة أمر معروف من عشرات السنين، لكن الآن بدأت تظهر بعض الحالات التي يجرى فيها الانعاش رغم مرور ساعات على توقف القلب بشرط تبريد المريض الذي تعرض للسكتة لكي لا تتدهور خلاياه ويحدث الموت الخلوي في أنحاء جسده فيستحيل حفظ حياته، فأصبحت القضية أكثر غرابة.

الفكرة التي في المقال بحسب عنوانه (هل يستطيع العلم عكس الموت؟) قائمة على اعتبار ان توقف القلب هو موت. وهذه الفكرة ليست فكرة شرعية. ولم يقل الفقهاء المتقدمون بأن مجرد حدوث السكتة وتوقف القلب موت للإنسان، فهو مفهوم طبي قديم لا مفهوم شرعي.

ففكرة أن الموت يعكس أو يعود الميت للحياة بالإنعاش هي فكرة مبنية على تصور خاطئ للموت أصلا، ولا تتصور هذه الفكرة وفقا للتصور الصحيح وهو أن الموت يكون بخروج الروح من الجسد وليس بمجرد تدهور حالة المريض بتوقف قلبه ونحو ذلك.

طبعاً ليس في المقال تعرض للفكرة الشرعية للموت او المفهوم الشرعي وهو خروج الروح، بل فيه تعرض لمفهوم فلسفي للموت يقوم على أن هناك نقطة لا عودة يحكم بناءً عليها بموت الإنسان، وتحديد هذه النقطة كان بتوقف القلب أو توقفه مع مرور فترة قصيرة، فيترتب على ذلك استغراب عودة القلب للنبض بعد فترة طويلة ويسمى ذلك عودة للحياة بعد الموت، والحاصل وفق المفهوم الشرعي هو أننا اكتشفنا أن الروح لم تخرج في مثل هذه الحالات لا أنها خرجت ثم عادت.

و المقال يشكك اصلاً انه هناك نقطة لا عودة، وبالتالي يشكك في مفهوم أن الموت يكون في لحظة معينة، ويشير لتعزيز مفهوم أن الموت عملية بيولوجية متدرجة لا لحظة معينة، وهذا بلا شك يخالف المفهوم الشرعي للموت والحياة الذي يعتمد على دور الروح وأنها تنفخ فتبدا الحياة وتخرج فتنتهي.

كنت أتساءل كيف تنشر أثارة هذا المقال دون نقد، فبدا لي أن القائمين عليها ربما أعجبهم حديث المقال عن تجارب الوعي بعد توقف القلب، ففي بعض حالات الإنعاش يحكي المريض عن ذكريات تدل على وعيه رغم توقف التروية الدموية عن دماغه وبالتالي يفترض أن وظيفة الوعي تتوقف، فيدل ذلك على وجود وعي الروح، وهذي النقطة ربما تكون ايجابية لمن يهتم بالرد على الالحاد والرؤية المادية للوجود، لكن لا يصح ان يتم تجاهل فكرة المقال المركزية الأخرى، وهي أنه ينفي كون الموت لحظة ويعتبره عملية بيولوجية تدريجية تقع على امتداد وقت طويل بموت الخلايا.

لماذا لا يجوز تجاهل هذه النقطة ؟ لأن فكرة خروج الروح من الجسد تقوم على أن هناك لحظة تخرج فيها الروح، وفي القول بالموت البيولوجي الممتد وإنكار لحظية الموت ضرب لهذا المفهوم الشرعي.

طيب، اذاً كيف نفسر هذه الوقائع التي حصلت وتم فيها ما يبدو أنه استعادة للحياة لمن توقف قلبهم فترة طويلة نسبياً مع وجود التبريد؟.. التفسير مذكور في نفس المقال وهو أن هؤلاء الاشخاص لم يموتوا فعلاً، ونضيف بالمفهوم الشرعي الصحيح أنهم لم تخرج أرواحهم، ولو خرجت أرواحهم لما استطاعوا إعادة هذه الارواح الى اجسادهم، فهناك حالات كثيرة جدا لا يستعاد فيها النبض والدورة الدموية رغم إجراء الانعاش القلبي الرئوي لها في فترة قصيرة بعد توقف القلب، وهذا معروف جدا، فبالتالي لا نقول أن حالات الإنعاش حصل فيها الموت أصلاً، بل نقول أنه حوفظ على حياتها قبل خروج الروح.

أما المقال فإنه لما ذكر نقطة عدم الموت بتوقف القلب، لم يذكرها على أنها مبنية على مفهوم الروح، بل ذكرها على أن الموت هو نقطة لا عودة للتدهور، ومن الطبيعي أن هذا المفهوم إذا قدم على أنه فكرة فلسفية مجردة لا تستند إلى دليل قاطع فيمكن أن يقابل بمفهوم آخر فلسفي بيولوجي مضمونه أن الموت عملية تدريجية، فمع غياب الدليل لا مشكلة أن يزعم كل طرف عكس دعوى الآخر ويقدم تفسيره المختلف بمجرد الاحتمال العقلي، فيقول أحدهما أن الحاصل هو أن هذه الحالات دلت على اكتشاف تأخر نقطة اللاعودة، ويقول الآخر أن الموت ليس نقطة معينة أصلا!

لكن نحن في المفهوم الشرعي نستند الى قاطع وهو الوحي الذي اخبرنا بخروج الروح، وهذا يدل على أن الموت هو نقطة معينة وبالتالي وجهة النظر التي تقول أن الوفاة اصلاً لم تقع هي الصحيحة، ويؤيدها كذلك النظر العقلي الصحيح الذي يدل على استحالة اختزال الحياة في عمليات بيولوجية بلا روح، ولينظر في بيان ذلك مثلا المقالات التالية من مشروع الميسر في تعزيز اليقين:
https://www.tg-me.com/moyassaryaqeen/230
https://www.tg-me.com/moyassaryaqeen/238
https://www.tg-me.com/moyassaryaqeen/243
https://www.tg-me.com/moyassaryaqeen/269

د. طارق عنقاوي
https://www.tg-me.com/ttangawi
Forwarded from رسائل..
إضافة: ربما يتساءل البعض، في ظل هذه الاكتشافات كيف يمكن تشخيص الموت وفق المفهوم الشرعي لخروج الروح؟

الجواب : هذه القضية لا تشكل عندنا، لأن علامات خروج الروح التي تطلب مبنية على الاحتياط وانتظار ظهور آثار رمية تدل على أن الحياة توقفت بلا رجعة لوصول الموت الخلوي لدرجة لا يمكن عكسها، مثل التيبس وانخساف الصدغين

وطبعا في هذه الحالة لن يفلح الإنعاش القلبي الرئوي قطعا، بل حتى لو تم تدوير الدم صناعيا في الأوردة بطريقة أخرى لن تعود مظاهر الحياة لوصول الجسد لدرجة من تفكك ترابطه ودماره الخلوي تتجاوز إمكانية العودة قطعا

وأما مع التبريد، فلن تظهر هذه الآثار أصلا بالطريقة المعروفة، فتكون الحالة محل شك يطلب فيها الاحتياط، فإذا توقف التبريد وظهرت العلامات حكمنا بالموت، وإذا تمت محاولة الإنعاش وفشلت حكمنا بالموت، وإذا اكتشف الطب بالتجارب تحديد زمن معين يستحيل رجوع الحياة بعده ولو تحت التبريد حكمنا أيضا بالموت
Forwarded from قناة د.فهد بن صالح العجلان (فهد العجلان)
حضرت مرة مجلسَ نقاش بين أحد أفاضل طلبة العلم، وشخص متأثر ببعض الأطروحات الحديثة في السنة النبوية.

طال النقاش، وفتحت موضوعات عديدة، وكان الرجل ينكر السنة، ويستند في ذلك إلى القرآن، ويرمي الدعاوى تلو الدعاوى حول معاني القرآن.

كان يكثر من الدعاوى الرخيصة التي تشيع بين منكري السنة في أن بعض االألفاظ القرآنية لها معانٍ محددة، وأن اللفظة القرآنية هذه تأتي بمعنى كذا، ونحو هذا من إطلاقات توهم الاستقراء والتتبع لمعاني القرآن، فكان الشيخ الفاضل يوقفه عند كل دعوى ويورد عليه النصوص القرآنية ليختبر صدق ما يدعيه ، فيبدأ يحرف كل نص لا ينسجم معه، وكان واضحاً جداً أنه يرمي الدعاوى الاستقرائية من دون أدنى استقراء.

تحفز الشيخ بعد أن طال المجلس، وجلس على مقدم الكرسي، وخاطب صاحبنا بنبرة صارمة:

يا فلان.

ربنا تعالى يقول (قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن، والإثم والبغي بغير الحق، وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطاناً، وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون).

ثم خوفه بالله، بأنك تتقحم الكلام في آيات الله، وترمي الدعاوى، وتحرف المعاني بلا تثبت، ولا تدقيق، فتذكر يا رجل مقامك بين يدي الله ..

والله الذي لا إله إلا هو إني رأيت التغير في وجهه، وظهر هذا في مجريات النقاش بعد ذلك، فالاندفاع في الإنكار خفت كثيراً، وتبدلت النبرة الوثوقية المستهترة إلى لغة أكثر تحفظاً، وتدقيقاً.

هي قصة واقعية لأثر الوعظ الحسن في القضايا الفكرية، فالتذكير والترغيب والترهيب مؤثر في القضايا الفكرية كما يؤثر في الجوانب السلوكية وغيرها، وهو أمر ربما يستغربه كثير من الناس، بل ويستخفون به ولا يرون للوعظ أي معنى، وهو ناتج عن قصور كبير في فقه الوعظ وتأثيره.

تأمل في القرآن، ستجد أن الدلائل العقلية القرآنية لا تكاد تخلو من وعظ بترغيب أو ترهيب، لأن الوعظ يعمل على تطهير النفس من أهوائها، ويحفزها لتقبل الحق، فما كل من عرف الحق اتبعه، ولا كل من ظهرت له براهين الحق انشرح صدره له.

وقد قلتُ (الوعظ الحسن): لأنني أقصد الوعظ الشرعي الذي يتعلق بالنصح في مكانه، وليس أي وعظ، فالمقصود أن يوضع الشيء في مكانه، فليس المقصود أن يكون جواب الشبهة هو تخويف صاحبها مباشرة، فهذا ليس وعظاً في محله، ولعل هذا التصور في فهم الوعظ هو الذي جعل كثيراً من الناس يظن أن الوعظ لا أثر له في القضايا العلمية او الفكرية.

لا بد من الرد العلمي المقنع على كافة الشبهات الفكرية المتعلقة بأبواب الدين، ولا بد مع الرد من ملاحظة أهمية حضور الوعظ الحسن الحكيم في هذا الخطاب، فهو سبب مؤثر في أن يؤتي هذا الخطاب أكله في إزالة الشبهة، وتقبل الحق، وانشراح الصدر.

.
ولي عودة باذن الله حول مجالات مهمة لهذا الوعظ.
Forwarded from مركز دلائل
صدر حديثاً عن مركز دلائل إضاءات منهجية - ترتيب التفكير بحثاً عن اليقين لسعادة الدكتور طارق بن طلال عنقاوي حفظه الله


https://dalail.center/إضاءات-منهجية/p1161010401
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
يتواجد هذا الطائر الجميل في أمريكا الجنوبية
وعندما يحس فرخه الصغير بالخطر,
يقوم بفطرته بمحاكاة لحركة وشكل يرقة سامة يتجنبها المفترسين لسمّيتها, فيُظهر الريش الذهبي على ظهره ويتموج كاليرقة.

في نهاية الفيديو مقطع صغير ليرقة تشبه أنواع اليرقات السامة التي يحاول محاكاتها


"قَالَ فَمَن رَّبُّكُمَا يَا مُوسَىٰ * قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَىٰ كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَىٰ"


المصدر ومعلومات أخرى
نوع الطائر: Cinereous mourner
اليرقات السامة من عائلة Magalopygidae
Zoologger: The bird that mimics a toxic caterpillar
https://www.newscientist.com/article/dn26689-zoologger-the-bird-that-mimics-a-toxic-caterpillar/
فيديو للطائر
laniocera
https://www.youtube.com/watch?v=mkRmMQ-xBuo&t=113s
فيديو اليرقة المشابهة
Orange caterpillar (from Manu National Park, Peru)
https://www.youtube.com/watch?v=IakXyq7zz5Y
سندخل في مقالنا الجديد داخل النفس البشرية بصورة أعمق.. لنتأمل أكثر في واحدة من دلائل الفطرة التي أودعها الله سبحانه بين جنبينا.. إنّها فطرية تديّن هذه النفس، أو ما يمكن أن نسمّيه أصالة تدينها.


الدليل العاشر من أدلة وجود الله عز وجل
🔹دليل أصالة التدين 🔹


⬇️⬇️⬇️


🔁 روابط مشاركة المقال :


🌐صفحة ويب.
https://almohaweron.com/tenth-evidence/


◀️ تليجرام.
https://www.tg-me.com/moyassaryaqeen/278




فيس بوك.
https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=2730792543889642&id=2204066486562253&sfnsn=scwspmo


تويتر .
https://twitter.com/moyassaryaqeen/status/1401935821394034688




#الإيمان_بالله عز وجل
#دليل_أصالة_التدين
#أدلة_وجود_الله عز وجل
#أدلة_أصول_الإسلام
#المستوى_الأول
بسم الله الرحمن الرحيم..

🎉🎉 تعلن أكاديمية الجيل الصاعد عن بدء التسجيل في الدفعة الثانية من (مسار غراس) 🎉🎉

وذلك عن طريق التسجيل في موقع الأكاديمية من الروابط التالية 🎉


🟨 للطلاب المستجدين (من لا يملك حساب في الموقع) 👇

https://jeelacademy.com/login/signup.php

🔸 بعد تسجيلكم في الموقع ستجدون رابط قناة الفصل الدراسي الأول من هنا 👇

https://jeelacademy.com/course/view.php?id=16

🟨 لطلاب الأكاديمية السابقين (من يملك حساب في الموقع سابقًا) الدخول مباشرة من هنا 👇

https://jeelacademy.com/course/view.php?id=16

🟢 ستكون الدراسة على موقع الأكاديمية + القناة الرئيسية في التيلغرام ودخول القناة والمجموعات التفاعلية إلزامي على الجميع

🟢 ضرورة ملء جميع الخانات المطلوبة في التسجيل كي يتم تسجيلكم بشكل صحيح

🟣 تنويهات مهمة:

🔹 مدة الدراسة في مسار غراس عامين (6 فصول) 👌

🔹 سيُغلق التسجيل في مسار غراس الدفعة الثانية في تاريخ:
25 - يونيو - 2021 || 15 - ذو القعدة - 1442

🔹 ستبدأ الدراسة بعد أسبوعين تقريباً إن شاء الله 🌿

بانتظاركم يا أحباب 🌹 وفقكم الله لما يحبه ويرضاه..
Forwarded from رسائل..
من دلائل النبوة العظيمة دليل تضمنه قوله تعالى : {قل إن كانت لكم الدار الآخرة عند الله خالصة من دون الناس فتمنوا الموت إن كنتم صادقين (94) ولن يتمنوه أبدا بما قدمت أيديهم والله عليم بالظالمين (95)} [البقرة : 94-95]

قال الزجاج في معاني القرآن مبينا وجه الدليل :

" قيل لهـم هـذا لأنهم قالوا: «لن يذخل الجنة إلا مـن كـان هـوداً أو نضارى» وقالوا: «نحن أبناء الله وأحباؤه﴾ [المائدة: 18]، فقيـل لـهـم: إن كنتم عند أنفسكم صـادقين فيما تدعون فتمنوا الموت، فإن من كان لا يشك في أنه صائر إلى الجنة، فالجنة عنده آثر إلى الدنيا، فإن كنتم صادقين فتمنوا الأثرة والفضل. وللنبي ﷺ وللمسلمين في هذه الآيـة أعظـم حجة وأظهـر آيـة وأدلة على الإسلام، وعلى صحة تثبيت رسالة النبي ﷺ لأنه قال لهم: تمنوا الموت، وأعلمهـم أنهـم لـن يتمنوه أبداً، فلم يتمنه منهم واحد لأنهم لو تمنوه لماتوا من ساعتهم، فالدليل على علمهم بأن أمر النبي ﷺ حق أنهم كفوا عن التمني ولـم يقـدم واحد منهم عليه، فيكون إقدامه دفعاً لقوله: «ولن يتمنوه أبدا»؛ أو يعيش بعد التمني فيكون قد رد ما جاء به النبي ﷺ فالحمد لله الذي أوضح الحق وبينه وقمع الباطل وأزهقه "

#دلائل_النبوة
#تعزيز_اليقين
من الظواهر الغريبة التي بدأت تتسلل في تقريرات بعض طلاب العلم الخلل المنهجي في التعامل بتسامح ظاهر ، أو حتى بما قد يفهم منه القبول والاعتماد على علوم الفلسفة المشائية والمنطق الأرسطي وعلم الكلام ، مع ما هو معلوم من التباين المنهجي بين هذه العلوم وبين العلوم الشرعية .

فالفلسفة المشائية في حقيقتها مباينة لعلوم أهل الإسلام مناقضة لأصولها ، وعندهم أن العقل مستقل عن الوحي وغير محتاج إليه ، حتى إنهم اختلفوا في المفاضلة بين النبي والفيلسوف ، فمنهم كالفارابي من فضل النبي على الفيلسوف باعتبار أن الفيلسوف يقرر الحقيقة كما هي وأما النبي فيأتي بما يرمز إليها ولا يصرح بها ، ومنهم كابن سينا من فضل النبي لكونه علم ما علمه الفيلسوف وزيادة ، ونصوص الوحي عند بعضهم كابن رشد لها ظاهر يناسب العامة وباطن لا يطلع عليه إلا أهل البرهان ، وحقيقة تلك المعاني التي يدعون أنها برهانية هي ما وافق ما تقرر في فلسفتهم المشائية ، وهذا ما دعى الإمام ابن تيمية إلى أن يطلق عليهم في أول كتاب الدرء وصف أهل التخييل .
فلا يمكن مع هذه المنهجية ومع ما تفرع عنها من الخوض في أصول الاعتقاد أن ينظر إلى طريقتهم بما يشعر بأهميتها ، أو أن عندهم من العلم ما يحتاج طالب العلم إلى تحصيله والبناء عليه .

وأما المنطق الأرسطي فليس مما يحتاجه المسلمون في علومهم ، بل ولا أحد من الناس يحتاج إليه ، فكما هو معلوم فمنطق أرسطو مرتبط بميتافيزيقا أرسطو ، ولهذا يؤكد علي سامي النشار في كتابه في مناهج البحث على الترابط بين موقف المسلمين من منطق أرسطو وبين موقفهم من ميتافيزيقاه ، وهو نفس ما يكرره الإمام ابن تيمية من التلازم بين فساد أصولهم في الإلهيات وأصولهم في المنطق .
ولهذا نجد أن العلم التجريبي الحديث لم يقم ولم يتقدم إلا على أنقاض المنطق الأرسطي ، وهذا ما يؤكد عليه برتراند رسل في كلامه عن منطق أرسطو في كتابه تاريخ الفلسفة الغربية ، حيث يقرر أن " من أراد اليوم أن يدرس المنطق سيضيع وقته عبثا إذا درس أرسطو أو أي تلميذ من تلاميذه ، وأنه يكاد كل تقدم في العصر الحديث أن يكون قد خطا خطوته إلى الإمام في كفاح يقاوم به ما يبديه أشياع أرسطو من ضروب المقاومة " .

وأما علم الكلام فعلم دخيل على المنهج الإسلامي ، نشأ نتيجة التأثر بالمنهج الفلسفي ، فإذا كان المنهج الفلسفي المشائي يقوم على استقلال العقل عن الوحي فإن المنهج الكلامي يقوم على دعوى استقلال الاستدلال العقلي على أصول الاعتقاد فيما تثبت به النبوة ، فيكون إثبات النبوة عندهم هو منتهى العقليات ومبدأ السمعيات ، حسب تصنيفهم وتفريقهم بين العقليات والسمعيات .
وفرق كبير بين هذا الموقف من علم الكلام وبين ما قد يظن أنه يلزم منه رفض الاستدلال العقلي على أصول الاعتقاد ، إذ لا تلازم بينهما ، بل إن النصوص الشرعية قد تظمنت الدلائل العقلية التي تقوم بها الحجة بما لا يحتاج معها إلى غيرها ، فافتعال التباين بين الاستدلال العقلي وبين الاستدلال بالنصوص الشرعية مما ينافي حقيقة منهج الاستدلال بالنصوص على الوجه الشرعي الذي جاءت به .

وحاصل ما سبق أنه لابد لطالب العلم من تحقيق المفاصلة المنهجية بين العلوم الشرعية والعلوم الدخيلة عليها ، وأنه لو فرض أن هذه العلوم لم يكن لها وجود فليست الأمة محتاجة إليها ، بل إنه قد ترتب على وجودها وانتشارها في الأمة فساد عريض ، ومحادة ظاهرة لنصوص الشريعة وأحكامها ، وأن الناس محتاجون إلى من يبين لهم ما حصل بسببها من الضرر على العلوم الشرعية ، لا أنهم محتاجون إلى تقريبها وشرحها والدعوة إليها تحت ستار الحياد العلمي وتجنب ما يسمى بالرسالية في الموقف منها.
ويكفي مثالا لأهمية الصرامة في الموقف من هذه العلوم ما أعلنه الإمام الشافعي في عصره من الحكم على أهل الكلام بأن يضربوا بالجريد والنعال ، وهذا الحكم من الإمام الشافعي ليس حجرا وتضييقا لمجال البحث والنظر ، وإنما هو كف عما يلحق الأمة من ضرر محقق ، يترتب عليه الخلل في مصدرية التلقي عن النصوص الشرعية ، فلا يسوغ لنا في عصرنا أن نقبل بما هو أقل من الحد الأدنى من إعلان البراءة من كل منهج يزاحم صفاء العلوم الشرعية ، ويشوش على مصدرية النصوص الشرعية في التلقي والاستدلال .
Forwarded from رسائل..
خطبة الجمعة 15 ذي القعدة 1443 هجرية عن أول نداء في المصحف - طارق بن طلال عنقاوي

https://www.tg-me.com/ttangawi/1164

#الجمعة
#صوتيات
#رسائل_العبودية
Forwarded from رسائل..
اريد منكم ان ترشدوني إلى كيفية بناء أساس عقدي متين يسحق الشبهات ومنهاج واضح للحياة اليومية يضمن لي النجاح في الدنيا و الفلاح في الآخرة
ولكم عند الله جزيل الأجر و الثواب...

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.

أما بعد، فالأساس العقدي الإيماني المتين هو أن يعرف العبد ربه بأسمائه وصفاته بالتدبر في كتابه والتفكر فيه وفي آياته في خلقه، ويقوي صلته به بالإقبال عليه ومحبته وتعظيمه والرجاء والخوف منه، ويشتغل بما ينفعه من العلم النافع في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وما تأسس عليهما من علوم، ويشغل قلبه وبدنه بالتعبد، مبتعدا عما يسخط الله سبحانه، فالعبد إذا صابر في ذلك وجاهد الشيطان والهوى فإنه لا يكبو إلا ويتداركه الله برحمته ويحوطه بعنايته ويتولاه بلطفه ويدبر له ويسخر، ويجد من اليقين والانشراح الإيماني ما يدمر كل شبهة بأمر الله.

ومن الوصايا أن يضع العبد نصب عينيه ويستشعر من صميم قلبه كمال الله سبحانه في أسمائه وصفاته وما يلزم من ذلك من كمال حكمه القدري والشرعي، فإنه إذا أيقن عدله وعظمته وإحكامه في أحكامه، لم يضره أن تواجهه إشكالية لا يعرف حلها، ليقينه بأن حقيقة الأمر توافق الحكمة على أكمل وجه. وأما استشكاله، فقد يكون الإشكال في فهمه وتصوره شيئا ليس من الشرع أصلا، أو أنه منه لكن حقيقته على غير ما تصور، أو يكون كما تصوره لكن له مصالح وحكم لا يدركها، فهذا لا يمنع طمأنينته لأن عدم العلم ليس علما بالعدم، ولأنه يقيس ما لم يشهده من وجه الحكمة على ما شاهده من وجوه الحكم في التشريعات الأخرى، فليحضر إذا الطمأنينة بقلبه أن الله سبحانه شرع هذا لحكمة بالغة وإن تقاصر عقلي عن إدراكها، وليعلم أن ما دله على ربه وصدق نبيه من الأدلة يدل بالضرورة على أن ما شرعه قد شرعه وفق كماله وعلمه وحكمته، وأنه سيجهل إدراك بعض ما يتعلق بحكمه من أسرار لا محالة، كما يجهل لا محالة إدراك بعض ما يتعلق بخلقه وقدره من أسرار، بل إنه ليجهل لا محالة كثيرا مما يتعلق بتصرفات وتقديرات وأحكام أهل التخصصات العلمية في العلوم التي لم يتخصص بها، ومع ذلك يقبل أحكامهم ويسلم لهم في مجالهم مع إمكان خطئهم، فكيف بحكمة وعلم من لا يحاط بشيء من علمه إلا بما شاء، فليسلم له مطمئنا واثقا.

وليعلم أن خفاء الحكمة عليه قد يكون ابتلاء له لتظهر منه عبودية التسليم والثقة بالله والإيمان بصفاته وعظمته، ليخرج من دائرة اتباع الهوى والتخير وفقه إلى دائرة التسليم، كما قال تعالى : {وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا (36) } - الأحزاب ، وكما قال سبحانه: {{فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما} [النساء : 65]

ومن أعظم الوصايا أيضا أن يجتنب العبد التعرض للشبه وأهل الشبه، وعلامتهم اتباع المتشابه وترك المحكم، فيتركون القول بالأدلة الصريحة الواضحة ويتكلفون التحريف في الأدلة التي تحتمل الدلالة على خلاف ما تقرر في المحكم، فيحملونها المعاني المحدثة ولو لم تحتملها بالتعسف والتكلف، جريا وراء آراء اعتقدوها تأثرا بغير ما أنزل الله من الفلسفات والآراء التي لا تنطلق من أساس الوحي المتين. روى البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه و سلم هذه تلا الآية { هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله..} الآية، قالت: قال صلى الله عليه و سلم: ( فإذا رأيت الذين يتبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سمى الله فاحذروهم )

وليعلم أن من أسباب الهداية والتوفيق أن يشتغل العبد بما حث الله تعالى عليه، كما قال سبحانه: {.. ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيرا لهم وأشد تثبيتا (66) وإذا لآتيناهم من لدنا أجرا عظيما (67) ولهديناهم صراطا مستقيما (68)} [النساء : 66-68] فيُقبل العبد في يومه على ما ينفعه في غده من أمر دينه، فيحافظ على الفرائض ونوافلها مع الأذكار المشروعة في يومه وليلته، وليكن له في هذا الشأن وفي شأن دنياه أهداف تخدم هدفه الأعظم في الوصول لرضوان الله، وليضع تلك الأهداف بعد التأمل في ما حباه الله به نعم وإمكانات ، فيتأمل في ذلك فيضع خطته لبرنامجه اليومي المشتمل على النافع له ولأمته، فيأتيه التوفيق بإذن الله إن حسنت نيته. والله أعلم

http://justpaste.it/Asasaqadi
https://www.tg-me.com/amohawer/20

عطفا على هذا الحديث السابق عن الكمال الإلهي وعلاقته بطرح الاستشكالات على الإسلام

بعض المتشككين ينطلق من نظرة للكمال فيها اختزال وإغفال لبعض أنواع الكمال الإلهي، وهو الكمال المتعلق بالعظمة والألوهية، وهو من أهم أنواع الكمال

فهؤلاء يهملون أن من كمال الله تعالى أنه عظيم، وحقه على عباده أعظم حق، والكفر به أعظم جرم، وحقه يتضمن الانقياد له بالعبودية الخالصة والسعي في مرضاته وشكر نعمته والصبر على أمره، وهذه الأمور يظهر فيها من صور العبودية الجليلة الجميلة التي يستحقها سبحانه

فترى هؤلاء يتجاهلون ذلك، وينظرون لله تعالى من جهة الربوبية والرحمة فقط، فيستشكلون أنه شديد العقاب لمن كفر به، ويستبشعون تخليد الكافر في النار، والتفريق بينه وبين المسلم في بعض الأحكام

وهؤلاء لو كان لهم على بعض الناس شيء من المعروف والإحسان، أو كانوا أصحاب مناصب نالوها باستحقاق بمؤهلات ومهارات، ثم قابلهم بعض الناس بنكران ما يستحقون ومقابلته بالجحود والإساءة أو حتى عدم التقدير الكافي، لأرغو وأزبدوا، مع كونهم يرون أن هذا الغضب منهم كمال لأنه متوافق مع استحقاقاتهم ومنزلتهم، رغم أن كل ذلك هو في الحقيقة من منة الله تعالى عليهم، فكيف بمن يستحق العبادة لذاته دون حاجة لأحد، ويستحقها لكماله المطلق دون نقص!

فكشف هذه الاستشكالات بل عدم رؤيتها شيئا هو أمر حاصل بوضوح عند من يستشعرون عظمته واستحقاقه للألوهية وحده سبحانه، فيسلمون له ويخضعون ويعظمون، وما أبعدهم عن مثل هذه الاستشكالات

ولعل هذه الاستشكالات إنما برزت في بعض أهل هذا العصر لما جعلت بعض الفلسفات الإنسان هو مركز الوجود وعظمته لمجرد إنسانيته وكرست له الحق لذاته بعيدا عن موقفه من حق خالقه، فهذه الفلسفة لا تعرف معنى الألوهية لله أصلا، وإذا عرفت الله تعالى فلن يعدو فيها منزلة الرب الناقص الذي يتجلى بصفات ناقصة يتخيلها هذا الإنسان هي الكمال، وذلك من منظوره هو لنفسه أنه صاحب الحق الأعظم!

والحقيقة التي لا يمكن أن يقود العقل الصحيح إلا لها، هي أن خالق هذا الوجود الغني عن غيره الذي هو سبب كل وجود، لا يمكن أن يتجرد عن علوه على خلقه بالقدر والقهر، ولا يتصور أن ينزل لمن كفر به بمنزلة المساوي الذي يعجز عن قهر مساويه، فضلا عن ما في ذلك من ظلم لمن أحسن وعرف حقه سبحانه وخضع له، تعالى الله عن كل ذلك

فيا من طغت نفسه حتى أراد أن يرى الخالق بمنزلة المخلوق، وأخذ يفصل كماله على مقاسه الذي يناسب خروجه عن منزلة المخلوق الضعيف المحتاج المنقاد لربه، أفق من هذا الجنون قبل أن تفاجئ بنهاية الامتحان، ثم تصير إلى حيث صار كل من طغا فتندم حين لا ينفع الندم!

يبقى أن بعض هؤلاء، يستشكل أن يخلق الرب سبحانه أصلا من يكفر به بدلا من أن يهدي كل خلقه، وهذا أيضا استشكال ينطلق من اختزال الكمال، وهذه المرة في جانب القدرة مع اختزال أيضا في كمال الألوهية وكمال الحكمة..

فكمال قدرة الله تعالى لا تنفك عن كمال ألوهيته، ولذا خلق الإنسان وأعطاه قدرة اختيار الهداية والضلال، لحكم كثيرة من أعظمهما أن يظهر بذلك من يعبده اختيارا ويتميز عن عبودية القهر، وفي عبودية الاختيار من محبة الله تعالى وإيثار مراده والصبر له في مجاهدة الهوى والشيطان وأتباعه من جمال التعبد ما لا يوجد في عبادة الاضطرار

واستشكال هذا الأمر شبيه باستشكال أن الله تعالى يخلق من يرتكب الشر، وهو يعود للقدح في أفعال الله تعالى، وليس خاصا بالأخبار والأحكام الشرعية التي تخبر عن عذاب الكفر أو تحكم عليهم بأحكام خاصة بهم، فالواقع في هذه الاستشكالات مشكلته مع أصل كمال الله تعالى، فهو يفر من عدم فهم الكمال إلى جحد الكمال بالكلية، والعاقل لا يفر من أمر استصعب فهمه إلى أمر يستحيل عقلا!

كثير من هؤلاء يزعم أنه ينطلق من العقلانية ثم ينحر العقل بتقرير المستحيلات، فأي بقاء لمعنى العقل عندما تقدح في ضرورياته ومنطلقاته الأولية، فتنتقل من عدم فهمك لأفعال الله وتشريعاته، إلى إنكار مبدأ هذا الوجود لتصير إلى تصور عدمي مادي ليس فيه معنى للعقلانية ولا غيرها من المبادئ غير المادية، والتي تقوم على وجود الخالق الذي جعل الإنسان عاقلا برحمته بحيث يعرف تلك المعاني ويميز بها، ولولا هذا التصور لفقد العقل معناه وأساسه! (انظر للمزيد دليل القدرات العقلانية: https://www.tg-me.com/moyassaryaqeen/243)

#دحض_الأباطيل
#شبهة_ورد

https://www.tg-me.com/amohawer/548
2024/11/16 08:21:53
Back to Top
HTML Embed Code: