Telegram Web Link
Forwarded from رسائل..
يعترف كثير من فلاسفة الغرب بأن تكريس التعددية العقدية والأخلاقية في النظام العلماني أحدث فوضى مرجعية، فلا معيار مشترك حقيقي يضبط الحكم بالصواب والخطأ، بل يصرح بعضهم بأن المعيارية يستحيل تحققها إلا بالرجوع لمصدر يفوق الإنسان، وهو الرب سبحانه، لكنهم لاينقادون لمقتضى ذلك من التسليم له ولحكمه

على الجانب المقابل ينهمك السطحيون المنبهرون بحاضرة الغرب في تلقف منتجاته الفكرية وتمجيدها ببلاهة وسطحية مقززة، مع الجهل بعظمة دينهم ونفرتهم عنه‏، فصاروا أحط من الغرب حتى على مستوى الفكر والتنظير

فالله المستعان

#دحض_الأباطيل
طارق | التعزيز المنهجي لليقين
🔹 الدليل الثالث من أدلة وجود الله عز وجل : دليل الحياة 🔹 ⬇️ 🔁 روابط مشاركة المنشور : ◀️ تليجرام. https://www.tg-me.com/almoyassaryaqeen/230 https://www.tg-me.com/almoyassaryaqeen/231 https://www.tg-me.com/almoyassaryaqeen/232 https://www.tg-me.com/almoyassaryaqeen/233 🌐صفحة ويب. http…
بتوفيق الله تم نشر هذا الدليل

فيه جدة في انتقاء وتركيز وقوة المضامين وطريقة صياغتها، فيرجى أنه إضافة نافعة لساحة تعزيز اليقين

أسأل الله أن يكتب له القبول وينفع به، وأن يجزي خيرا كل من شارك في الإعداد والمراجعة والصياغة والنشر
Forwarded from رسائل..
#إضاءة_منهجية (35)

أنت مؤدلج! (1/3)

تكلمنا في إضاءة منهجية سابقة بعنوان (أنت صاحب موقف مسبق https://www.tg-me.com/ttangawi/247 ) عن خطأ ربط التفكير السليم بالشك في كل ما نشأ عليه الإنسان, بما فيه من قضايا فطرية وعقلية صحيحة, كما سلطنا الضوء في إضاءة سابقة بعنوان (منهجية الشك https://www.tg-me.com/ttangawi/266 ) على الشك كمنهجية للنظر في غير القطعيات من مسائل الدين وضبط ذلك منهجياً.

وهناك طرح له صلة بهذه الإضاءات يتعلق بمصطلح الإيديولوجيا, فهناك من يوظّف هذا المصطلح للتنفير من التمسّك بالدين أو بعض صوره, على اعتبار أنّ مصطلح الإيديولوجيا يرتبط في بعض استعمالاته بمضامين وممارسات يعتبرها من يوظّفون هذا المصطلح سلبية, وسنتغاضى هنا عن أنّ المصطلح قد يستعمل بمعانٍ لا تستلزم ذلك, كأن يستعمل بمعنى مجموعة الأفكار والمعتقدات أيا كانت، فسنتغاضى عن ذلك اختصاراً لننتقل إلى نقد هذا التوظيف, بعد أن نلخّص أهم ما يطرح كسلبيات للإيديولوجيا في النقاط التالية:

1- الإيديولوجيا تخلو من الأسس العلمية والأدلة المثبتة.
2- الإيديولوجيا تقدّم رؤية كاملة للعالم ولا تدع مجالاً للنقد.
3- الإيديولوجيا تقدّم الإجابات السهلة وتغيّب التفكير العميق الناقد.
4- الإيديولوجيا مشحونة بالدوافع الخبيثة للسيطرة وتغييب العقول.
5- الإيديولوجيا توفّر الانتماء وتشجّع الإقصاء والكراهية والعنف.

هذه أبرز النقاط التي تطرح كسلبيات, وبتفحّصها جيداً يظهر أنّ بروز الجانب السلبيّ من هذه النقاط مبني على أساس قد لا يصرّح به معها, وهو القول بنسبية الحقيقة, فحين نعتبر الحقائق المطروحة مجرد أفكار نسبية لا تقوم على أساس مبرهن ملزم, ولا تنتمي لمصدرية ربّانية, حينها فقط تظهر سلبية هذه النقاط.

ولذلك تخيّل أنّ من يوظّف هذا المصطلح أقرّ لك بأنّ الإسلام الذي تستند له في طرحك حق قاطع من عند الله, هل سيستسيغ أن يصفه بالخالي من الأدلة, أو أنّك بالأخذ به واتّباع منهجه تأخذ بإجابات سهلة ويغيب عنك التفكير الناقد, أو أنّك تقع تحت سيطرة خبيثة تغيّب عقلك! لا شكّ أنّ هذا كلّه لا معنى له إذا أيقن الإنسان أنّه على حقّ من الله تعالى, وعلى منهج صحيح مبرهن.

إنّ من يوظف هذا المصطلح إذاً في دائرة الخصومة مع الاستناد إلى الإسلام ومنهجه يسويّ بين المختلفات التي تختلف أشد الاختلاف, وهذا من تغييب العقل, وهو عين ما يعيبه هو بزعمه على مخالفيه!

وحتى إذا كان توظيف المصطلح في سياق نقد طرح اجتهادي سائغ, فإنّ هذا التوظيف لا يصحّ تعميمه أيضاً, لأنّ المسائل الاجتهادية محكومة بمنهج علميّ, ومن تبع ذلك المنهج لا يقال أنّه يمشي على غير أساس علمي, وإنّما يصحّ أن تنقد اجتهاداته نقداً مبنياً على نفس المنهج العلميّ, بأن يستعمل الناقد أدوات الاجتهاد ويتبنّى اجتهاداً آخر, وما دام ذلك وفق ضوابط الاجتهاد وخارج دائرة التعصّب المذموم واتّباع الهوى, وبقصد الوصول للحقّ, فإنّ توظيف توصيف الإيديولوجيا السلبي ضدّه لا يصحّ أيضاً, لأنّ الاجتهاد السائغ وإن خُولِف لا يُشنّع عليه من حيث كونه اجتهاداً.

وخذ هذا المثال لتوضيح الخلل مع فارق التشبيه: هل يستطيع من يوظّف تهمة الإيديولوجيا في سياق الخصومة مع التديّن أن يوجهها أيضاً إلى من يتّبعون منهج الطبّ المبني على البراهين ويرفضون المزاعم غير المبرهنة, هل يجرؤ أن يقول أنّهم يتبعون إيديولوجيا تخلو من الأسس العلمية وتقدم رؤية غير قابلة للنقد وتغيّب الفكر الناقد وتشجّع الإقصاء؟ طبعاً لن يجرؤ؟ لماذا؟ لأنّه يعتبر أنّ هذا المنهج قائم على أسس وأدلة صحيحة..

إذاً هناك وراء الكواليس موقف مسبق من الدين, يصادر أدلّته ويصوّره بصورة غير صورته بعيداً عن أساسه البرهاني العلمي المتين, متجاهلاً الحقيقة الفارقة بينه وبين غيره (راجع إضاءة الحقيقة الفارقة https://www.tg-me.com/ttangawi/408 ), وهو ما يُفسّر توظيف هذا المصطلح, ويُظهر أنّه توظيف غير نزيه.

بل إنّ من يتأمّل في مجموع أطروحات من يوظّفون هذا المصطلح يجد فيها أكثر من مجرد تجاهل هذه الحقيقة الفارقة, فهناك انحيازٌ معرفيٌ وفكريٌ لديهم, إمّا إلى الغلو في العلم التجريبي واختزال المعرفة المبرهنة فيه, مستبعدين أو مقلّلين من مصادر المعرفة الأخرى كالعقل والخبر الصادق (ومنه الوحي), وإمّا أنّ لديهم إيديولوجيات فكرية أخرى ينحازون لها كالليبرالية, أو مبادئ فلسفية يتمسّكون بها كنسبية الحقيقة, ولذلك من تأمّل وجد أنّ النقاط السلبية التي تطرح تجاه الإيديولوجيا تنطبق عليهم بجلاء, فهم:

1️⃣ يتبنّون إيديولوجيات تخلو من الأسس العلمية والأدلة المثبتة, فهي أنظمة فكرية لا تستند لمصدر ربّاني ليتمّ قبولها بإطلاق كمرجعيات حاكمة, بل إنّ فلسفة نسبية الحقيقة التي يستندون لها في توظيف مصطلح الإيديولوجيا تدحض نفسها أصلاً, فهي تقدّم نفسها على أنّها قاعدة مطلقة لا نسبية! فجمعت إلى الخلو من البرهنة التناقض الكامن في معناها الأساسي.

يتبع..
Forwarded from رسائل..
#إضاءة_منهجية (35)

أنت مؤدلج! ( 2/3 - للجزء الأول: https://www.tg-me.com/ttangawi/690)

2️⃣ يتبّنون إيديولوجيات تقدّم رؤية كاملة للعالم ولا تدع مجالاً للنقد, ولا ينفي هذا الوصف أن إيديولوجياتهم تقوم على نسبية الحقيقة أو حرية العقيدة, فإنّ هذه المرتكزات هي بحد ذاتها عندهم مرجعيات مطلقة غير قابلة للنقد! وتمثّل رؤية كاملة للعالم لأنّها تجعل نفسها إطاراً كلياً للوجود يندرج تحته كل شيء غيره, بل يعبّر بعضهم بأنّ هذه الإيديولوجية هي نهاية الإيديولوجيا وأنّ غيرها انتهى بلا عودة!

3️⃣ يتبّنون إيديولوجيات تقدّم الإجابات السهلة وتغيّب التفكير العميق الناقد, فما على معتنقيها إلاّ الوقوف بمسافة واحدة من كل المعتقدات بعيداً عن فحص الأدلة والبراهين, وبعيداً عن الأسئلة الوجودية العميقة كسبب الوجود والغاية منه, وهي القضايا التي تتفرّع عنها رؤية البشرية لوجودها ومساراتها التي تسلكها في حياتها, والتي جاءت الرسالات لتجيب عنها بكل جلاء وعمق, فتختزل هذه الإيديولوجيات الدين بعيداً عن ذلك في إطار حرية الاعتقاد والاختيارات الشخصية والتديّن الفردي المنزوي, وتساوي بين الأديان دون نظر لأيّة براهين, وتحيّدها ولو بالقوة عن أن تخرج عن هذا الإطار المختزل. وبهذا الاعتبار يمكننا أن نقول أيضاً:

4️⃣ أنّ هذه الإيديولوجيات مشحونة بالدوافع الخبيثة للسيطرة وتغييب العقول عن إبصار الحقائق الوجودية, وعن العمل بموجبها للنجاة من الخسارة الأبدية في الآخرة وفساد الأحوال في الدنيا كذلك, ليسهل بعد ذلك حرف البشرية عن منهج الله وإشغالهم في عبادة الدنيا وتأليه بعضهم من دون الله تعالى.

5️⃣ أنّ هذه الإيديولوجيات توفّر الانتماء وتشجّع الكراهية والإقصاء على أسس باطلة, فهي تجعل من قيمها الفلسفية قيماً عليا تمجّد من يكون وفياً لها, وتقصي من لديهم نظام قيمي مغاير من ناحية ارتباطه بالقضايا الوجودية, ومن ناحية وفائه للحقّ الأعظم في هذا الوجود وهو حقّ الله تعالى, فتمارس ضده الإقصاء والتشويه.

💡يتبيّن ممّا سبق أن الأمر مقلوب على من يشهرون سيف الإيديولوجيا, فهم أولى بما يطرحون كسلبيات, فطرحهم مليء بالإجمال ويخلو من التفصيل المبني على الأسس العلمية, وإجاباتهم فيها اختزال وتسطيح, خاصة فيما يخصّ تميّز الإسلام وأهله بالأسس العميقة وتفصيلات المنهج المعيارية الشاملة, وبتجاهلهم هذه الحقيقة الفارقة يقدمون رؤية تبسيطية كاملة لا تدع مجالاً للنقد, ويوفّرون الانتماء لمناهضي التمسّك بمنهج الإسلام, ويشجّعونهم على إقصاء وكراهية هذا المنهج, ويحاولون بشحنهم المتشنج السيطرة عليهم وتغييب عقولهم, تحت شعار محاربة الإيديولوجيا, ويقدّمون لأتباعهم أطروحات ضحلة تجاه الإسلام, ويغيبون التفكير الناقد تجاه هذه الأطروحات!!

والآن لننظر في المقابل إلى الأخذ بمنهج الإسلام, كيف يبدو من خلال فحص علاقة هذه النقاط الخمس به, سنجد أنّ:

1️⃣ الإسلام دين الأسس العلمية والبرهنة, ابتداءً من براهين قضاياه الكبرى وانتهاءً لأصول الاستدلال فيه على الفرعيات, وهو دين المنهجية في التثبت وإرساء الأصول والمعايير كما يقول تعالى: {قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين}, ولذلك انطلق من منهجيته المسلمون في وضع أسس العلوم المتنوعة, ولا زالت أعمالهم شاهدة على ذلك بتأثيرها العميق المستمر. وبهذا يظهر أنّ الإسلام ومنهجه على الضدّ تماماً من سلبية النقطة الأولى.

2️⃣ الإسلام يقدّم رؤية شمولية حول القضايا الوجودية مثل سبب الوجود وغايته وواجب المخلوق تجاه خالقه, والأخلاق وأحكام العبادات والمعاملات وغيرها من جوانب التشريع, وهذه حقيقة مبرهنة مصدرها الرب سبحانه, وطبيعي أن تقابل من العبد بالتسليم لا بالمنازعة! ما دامت نسبتها إليه سبحانه حقّ, والنقد أصلاً وسيلة للوصول للحقّ, فلا معنى له في مقابلة ما هو حقّ, ولذلك لا أحد يمارس النقد في القطعيات إلا أهل السفسطة.

كما أنّ شمولية الإسلام وأحكامه وصحة منهجيته لا تستلزم غلق مجال النقد بالكلية؛ لأنّ للنقد مجالاً في ما يتعلّق باجتهادات البشر الظنيّة فضلاً عن الأخطاء والأهواء والانحرافات, فهذا كله متاح فيه النقد, بل قد يجب بياناً للحقّ وأداءً للأمانة.

3️⃣ الإسلام يقدّم الإجابات الشمولية العميقة والمبرهنة, ولا يلزم من ذلك أن تكون صعبة! فالقضايا الكبرى يتضح فيها الحقّ بيسر -إذا وجد الإخلاص- لكثرة ما نصب الله عليها من الدلائل, ومع ذلك فالإسلام يقدّمها بعمق ويناقش من انحرف عنها بعمق, والقرآن ملئ بمثل هذا, ولو أردنا أن نستطرد في هذا لطال المقام جداً, ولزم أن نتحدث عن عمق العلوم الشرعية وقوّة الجانب العقلي فيها والصور الرائعة لممارسة النقد في الخلافيات, ووجوب اتباع الحقّ وتحريم اتباع الهوى وتقليد الآباء في الباطل, وغير ذلك من منهجيات مهمّة في تعميق التفكير. ومن هذا النهج تربّى علماء المسلمين فكانوا يمارسون النقد العميق بأعلى صوره في شتّى المجالات. فلا يمكن أن يقال بعد ذلك أنّ الإسلام غيّب التفكير العميق.

يتبع..
Forwarded from رسائل..
#إضاءة_منهجية (35)

أنت مؤدلج! ( 3/3 - للجزء الأول: https://www.tg-me.com/ttangawi/690 - للجزء الثاني: https://www.tg-me.com/ttangawi/691)
4️⃣ الإسلام أراد الله له الظهور على بقية الأديان والرؤى الكونية الأخرى, وهو الوحيد الذي يفرض على اتباعه أن يكون ظهورهم بغير دافع شخصي ولا قبلي ولا فئوي ولا قومي, بل لدافع علو الحق الذي يتساوى كل من دخل فيه, ويحتمي به كل من انقاد له, ويفرض عليهم أن يرحموا إذا حازوا القوة ويعاملوا بالعدل والانضباط, والإسلام في هذا على الضدّ مما يذكر كسلبية للإيديولوجيا من أنّها تشحن بالدوافع الخبيثة للسيطرة وتغييب العقول, بل هو يسعى بذلك إلى تحرير العقول من الفتنة عن الحق, لأنّ العقول لا يمكن أن تزال عنها الفتنة وتتحرّر منها إلاّ وأبصرت براهين صدقه وعدله ورحمته.

5️⃣ الإسلام انتماء عقدي إلى الحق وصراطه وأهله, ومحبّة لما يحبّه الله وبغض لما يبغضه سبحانه, وهذا أمر طبيعي لأنّنا نتكلّم عن حقّ مبرهن يتعلّق بسبب وجود هذا الكون ومن له الحقّ الأعظم فيه, وله فيه الخلق والأمر, وفي هذا الانتماء إذاً اتساق مع هذه الرؤية المبرهنة..

لكن هل يلزم من ذلك أنّنا نقصي المختلف معنا بإطلاق؟ أو أنّنا نأخذ منه موقفاً واحداً يتجه دوماً لاستعمال القوة ضده ومحوه من الوجود؟ أبداً لا يلزم, بل نحن ننظر للمخالف بعين الرحمة ونحب هدايته, ونعامله وفق النظام الذي شرعه الله سبحانه, ولكن ليس علينا أيضاً لنهرب من تهمة الإيديولوجيا أن نسويّ بين المختلفات ونجعل الناس في مرتبة واحدة بغض النظر عن موقفهم من الحق, فهذا الهروب سيكون اتساقاً مع قيم إيديولوجية المخالف غير المبرهنة مثل نسبية الحقيقة وعزل الدين عن التأثير في الحياة العامة, ونحن لنا قيمنا العليا المبرهنة -كالعبوديةّ لله والعدل والرحمة- التي ننطلق منها في مواقفنا وفق منهج ربّاني منضبط..

وهكذا نجد أنّ ممارسة النقد تكشف في الحقيقة أنّ الأمر منقلب تماماً, فموقف الإسلام من النقاط الخمس يعدّ من محاسنه وعظمته, وموقف من يوظفون المصطلح ضدّ من يتمسّك به مملوء بالمضامين التي يتبجّحون برميها في وجه المسلمين.

فهي إذا عملية استغفال و"أدلجة" بلغتهم ووفق معاييرهم, ومع ذلك فأنّنا سنقف على بعض المحطات الأخيرة المهمة في الموقف من الإيديولوجيا, حتى لا تضيع التفاصيل المهمّة في جو الردّ والتفنيد, وذلك فيما يلي:

📌أولاً: يجب التفصيل في الموقف بين الإسلام وبعض تطبيقات المسلمين له, فالتطبيق يمكن أن يدخله الاجتهاد, وبالتالي يمكن أن يدخله النقد, وبالتالي يمكن أن يكون رفض النقد وتغييب التفكير العميق تجاه تلك الاجتهادات من قبيل "الأدلجة" المذمومة إن صحّ التعبير, غير أنّ هذا لا ينسحب على نفس الدين لأنّه مبرهن في ذاته, ولا ينسحب أيضاً على منهج هذا الدين في الاجتهاد لأنه من الدين, وإنّما يجب أن ينحصر في دائرة التطبيق المتفرّع عن هذا المنهج إذا كان من قبيل الاجتهاديات أو الأخطاء والانحرافات, على أن يكون النقد علمياً باستعمال الأدوات الصحيحة للعلوم الشرعية مع امتلاك الأهلية لذلك, ولهذا:

📌ثانياً: يجب التفريق بين طبقات الناس وقدراتهم, فليس من المعقول ولا المأمور به شرعاً أن نطالب كلّ الناس بخوض النقد حتّى فيما يحتاج لمقدمات يفتقدونها لكي يكون نقدهم على علم, فالنقد ليس مراداً لأجل النقد وإنّما لأجل البناء والتصحيح, وبالتالي لا يمكن أن نذم من وقف عن النقد لعدم أهليته, فهذه فضيلة لا رذيلة ولا مذمّة, إلاّ إذا كنّا سنسطّح العلوم, فنقع فيما تعيبه أطروحات نقد الإيديولوجيا نفسها, وهذا بالفعل يلاحظ على بعض من يشهرون سيف الإيديولوجيا, فهم يخوضون في مجالات كثيرة دون اختصاص ولا أهلية, ويشجّعون الناس على ذلك وعلى الجرأة فيه, وهذا لأنّ القضية عندهم لا تتعلق بالبناء الموضوعي للمعرفة بقدر ما تتعلّق بالفوضى الفكرية, والتي يظنّون أنّها ستحدث هدماً خلاّقاً في السائد في المجتمعات يؤول إلى صالح غرس إيديولوجياتهم!

📌ثالثاً: يجب أن يكون طرح من يريد رفع مستوى الوعي وإشاعة التفكير العميق والنقد البنّاء بعيداً عن الخلط والتلبيس بتوظيف مصطلحات مجملة ملبسة كالإيديلوجيا, فيمكن مثلاً أن يذمّ التعصّب بالباطل واتّباع الهوى والتعالي على النقد الهادف, وغير ذلك ممّا يوصل المعنى الصحيح دون دسّ المعاني الباطلة, مع إثبات الدعاوى بالبراهين وفق المنهج العلمي الشرعي.

والحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد
‏قبل أقل من ٢٠٠ سنة كان الأسود لا يعد إنسانا في القانون المدني الأمريكي!

#هل_تعلم
‏علق الذهبي على قصة حذافة مع ملك الروم فقال: ولعل هذا الملك قد أسلم سرا..فيرجى له الخلاص.. وإنما يُخاف أن يكون..خضع للإسلام والرسول واعتقد أنهما حق مع كون أنه على دين صحيح فتراه يعظم للدينين.. فهذا لاينفعه الإسلام حتى يتبرأ من الشرك. انتهى

يقول القاضي عياض المالكي: ولهذا نكفر من لم يكفر من دان بغير ملة المسلمين من الملل أو وقف فيهم أو شك أو صحح مذهبهم وإن أظهر مع ذلك الإسلام واعتقده

#الإسلام
#التوحيد
Forwarded from رسائل..
قال سفيان الثوري رحمه الله : لو أن اليقين وقع في القلب كما ينبغي لطار اشتياقا إلى الجنة وهربا من النار

#رسائل_اليقين
#أعمال_القلوب
#نقول
Forwarded from معارج اليقين
معنى الواقعية في التشريع الإسلامي

الشريعة بتعاليمها ليست مجرّد قيمٍ نظرية مجردة حالمة، بل هي في أحكام تراعي واقع البشر وحاجاتهم وميولهم، وتأخذ بعين الاعتبار تباين قدراتهم وملكاتهم، وما قد يطرأ على بعضهم من ظروف وأحوال غير طبيعية.

ويمكن معرفة معنى "الواقعية" في الإسلام من خلال ثلاثة محاور هي الكون والحياة والإنسان:

1-    أما بالنسبة لمحور الوجود: فالإسلام يعتبر الكون كله بمظاهره المختلفة حقيقة وواقعا، غير أنه لا يحصر الوجود بالمظهر المادي فحسب، وإنما يؤكد وجود العالم الروحي "الغيبي" بكل ذواته وأعيانه.

2-    وأما في محور الحياة: فإن "الواقعية" في الإسلام تراعي أن الحياة حياتين: الدنيا والآخرة، ومن خلال هذه النظرة "الواقعية" يسلم الإسلام من آفة إفراط طائفة بإنكارها الآخرة – كالدهرية – وإسرافهم في الأهواء والشهوات والمادية، قال تعالى: {وَقَالُوا مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ وَمَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ} الجاثية/24

وآفة تفريط طائفة أخرى بإسرافها بنظرتها للحياة، من خلال رفض أي اعتبار للدنيا، واعتبارها شرا مستطيرا يجب الفرار منه – كالنصارى-، كما يؤكد الإسلام بنظرته "الواقعية" للحياة أن عدم وقوع الآخرة في الحال لا ينفي وجودها، ولا يمنع تحققها في المستقبل، قال تعالى: {إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى} طه/15.

3-    أما محور الإنسان: فإن واقعية الإسلام تظهر من نظرته إليه بأنه مكون من جوهرين اثنين: المادة والروح، فالطين يمثل الجانب المادي فيه، والروح تمثل الجانب المعنوي، وكل منهما له نوازع ومطالب لا بد من تلبيتها وإشباعها، حفاظا على ذات الإنسان ونوعه، قال تعالى: {إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ طِينٍ (71) فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ} سورة ص/71-72.

والإسلام – بواقعيته الصحيحة بالنسبة للإنسان – نبه إلى حقيقة هامة مفادها: أنه من المستحيل كبت نوازع جوهري الإنسان – المادة والروح – ومصادرة مطالبهما الضرورية، بل الواجب السعي إلى سد هذه الحاجات بطرق شريفة، تتناسب مع كرامة الإنسان وتميزه عن بقية المخلوقات التي تقاسمه الغرائز والشهوات(كتاب: واقعية التشريع الإسلامي وآثارها: من ص76- 87 بتصرف.).

(ماذا نعني "بالواقعية" في الشريعة الإسلامية؟ - محمد لافي)

#معارج_اليقين
#الوقاية_من_الشبهات
#محاسن_الإسلام
#سمات_الشريعة
#إعتز_بدينك
تتملكني الدهشة كلما قرأتُ في أحوال رواة الأحاديث، وازداد يقيناً أن هذا التدقيق والإحكام الذي كانوا يفحصون به مرويات السنة النبوية لم يكن من قبيل الجهد البشري الذي يتحقق في الظروف العادية، وإنما هو تسخيرٌ من رب العالمين، ليحفظ بهم سنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم.

أقرأ هذا اليوم في كتاب (الكفاية في معرفة أصول علم الرواية)، للخطيب البغدادي رحمه الله (ت463) ..

فذكر بحثاً طريفاً في تشديد المحدثين وعظيم تحوطهم عند الرواية، ووضعه في بابٍ خاص( 1/210)، سماه: (باب ما جاء فيمن سمع حديثاً فخفي عليه في وقت السماع حرفٌ منه لإدغام المحدث إياه، ما حكمه).

هل أنت مدركٌ ماذا يعني هذا العنوان؟

هو أن المحدث ينطق بكلمة معروفة عند السامع، لكنه أدغم فيها حرفاً فلم يسمعه الراوي جيداً، مع ظهور الكلمة، كأن يقول الراوي حدثنا، فينطقها بسرعة فيقول: ثنا، فهل يسوغ أن يرويها عنه بأنه سمعه يقول: حدثنا، أم يقول: ثنا؟!

ذكر الخطيب في هذا الباب (1/213) عن خلف بن سالم أنه قال: سمعت ابن عيينة يقول: ثنا عمرو بن دينار، يريد حدثنا عمرو بن دينار. فإذا قيل له: قل حدثنا عمرو، قال: لا أقول، لأني لم أسمع منه من قوله حدثنا ثلاثة أحرف لكثرة الزحام، وهي ح د ث.

وبين الخطيب حكم هذه المسألة فساق بسنده (1/212) إلى صالح بن الإمام أحمد بن حنبل، أنه سأل أباه الإمام فقال: الشيخ يدغم الحرف يعرف أنه كذا وكذا، ولا يفهم عنه، ترى أن يروى ذلك عنه؟ فقال: أرجو أن لا يضيق هذا.
فأمر المسألة سهل عند الإمام أحمد، لأن هذا من التحوط الشديد، ولا يضر الرواية.

الشاهد من هذا:

هو هذا المستوى العجيب من التشديد والتدقيق في الرواية عن النبي صلى الله عليه وسلم، وكيف وصل بهم الحال إلى ملاحظة حالة نطق الأحرف غير المؤثرة، ومن وصل بهم الضبط والإحكام إلى هذا التدقيق فلا شك أنه قد أحكم ما كان دون ذلك من الأمور الظاهرة البينة.

أقرأ في مثل هذا، فأعجب من طرائق بعض المعاصرين الهزيلة في الاعتراض على تدوين السنة النبوية، وأسخر من شبهاتهم السخيفة القائمة على جهل تام بحقيقة ما جرى من التدوين.

فيقول بعضهم: ربما دس الزنادقة الأحاديث على المحدثين، أو أن السلاطين عبثوا بالمرويات ووضعوا الكتب والأحاديث المكذوبة، أو أن المحدثين يسهل خداعهم بالمظهر العام ...
وقائمة طويلة من الاعتراضات التي يفرضها "العقل المجرد الكسول" الذي لا يعرف شيئاً عن الموضوع الذي يتكلم فيه، وإنما يفكر، ويتباهى بأنه -يا للمعجزة- يقوم بعملية تفكير!

رحم الله أولئك الأعلام،ورضي عنهم، وحشرنا في زمرتهم، وجزاهم عن هذه الامة خير الجزاء.
.
Forwarded from رسائل..
الإخلاص والبصيرة والحس النقدي المرهف عند تلقي المعطيات، وجودة تحليلها مع الالتزام بالمنهج العلمي الشرعي: صفات إذا توفرت في الإنسان تنتج حكما أقوم وأصوب على الأمور، ولو بني على معلومات قليلة

بينما لو فقدت هذه الصفات أو ضعفت تعطي حكما أعوج وأضعف ولو بني على معلومات كثيرة..

لذا.. قد يبصر البعيد ما لایری القريب، ويصيب الحق صادق بمعطيات قليلة ويخطؤه من لديه معلومات كثيرة !

#رسائل_الوعي

https://www.tg-me.com/ttangawi/710
Forwarded from معارج اليقين
تم بحمد الله تعالى طرح المواضيع التالية في حملة معارج اليقين:
-أدلة أصول الإسلام
🔹ادلة وجود الله تعالى
🔸ادلة صدق نبوة محمد صلى الله عليه وسلم
🔹أدلة صحة القرآن الكريم
🔸أدلة محاسن الإسلام
-العقل في الإسلام ومناهج الاستدلال
-التربية العقدية لدى الأبناء
-الاعتزاز بدين الإسلام
-عبادة التفكر
-أسماء الله الحسنى
-سلسلة الثبات على دين الله
-مشكلة الشر والمصائب والمحن
-بعض الهمسات والنصائح المقتبسة من كلام العلماء الأجلاء ومشايخنا الأفاضل
-الموجة التشكيكية وطرق التعاطي معها وكيفية تشكيل الحصانة الشرعية
-الغزو الفكري وكيفية الحفاظ على الهوية الإسلامية
-شهادات من مستشرقين وأعلام الغرب
-نشر لبعض الكتب المهمة في مجال تعزيز اليقين وسننشر المزيد منها بإذن الله تعالى

كما كان لنا نشر لبعض البطاقات باللغة الإنكليزية

ولسهولة الوصول الى المنشورات سنضع لكم هاشتاغاتها يكفيكم الضغط عليها حتى تنقلكم الى المواد المطلوبة:

#معارج_اليقين
#الوقاية_من_الشبهات
#أفي_الله_شك
#وجود_الله
#الذي_خلق_فسوى
#وجود_الله
#صدق_نبوة_محمد
#براهين_النبوة
#من_كمثل_محمد
#صحة_القرآن
#القرآن_كتاب_الله_المحفوظ
#لعلهم_يتفكرون
#العبادة_الصامتة
#محاسن_الإسلام
#سمات_الشريعة
#إعتز_بدينك
#تعزيز_اليقين
#ولله_العزة_ولرسوله_وللمؤمنين
#ولله_الأسماء_الحسنى
#لو_عرفتموه_لأحببتموه
#تقرب_من_ربك
#حلول_وأصول
#الحصانة_الشرعية
#الغزو_الفكري
#سابغات
#الموجة_التشكيكية
#الهوية_الإسلامية
#نحن_قوم_أعزنا_الله
#حلول_وأصول_في_حماية_العقل_المسلم_من_شبهات_المغرضين
#كلكم_راع
#التربية_العقدية
#قوا_أنفسكم_وأهليكم
#العقل_في_الإسلام
#مصادر_المعرفة
#مشكلة_الشر
#المصائب_والمحن
#الثبات
#استمسك_بالعروة_الوثقى
#لن_نلحد
#همسات
#وإن_تعدوا_نعمة_الله_لا_تحصوها
#شهادات
#كتب
#القرآن_شفاء_القلوب
#حث
#حصن_نفسك
#فطرة_الله

#maarejyaqeen
#prevention_of_suspicions
#God_does_exist
#Allah_existence
#signs_of_Allah

انتظرونا لمزيد من الطرح الهادف والمواضيع الجديدة بإذن الله تعالى
وفقنا الله وإياكم لخدمة الإسلام والمسلمين وأعاننا على الذب عن دينه
Forwarded from رسائل..
الذي قال سبحانه: {وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين} [الأنبياء : 107] هو الذي قال سبحانه: {هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون} [التوبة : 33]

📍فالرحمة بالهداية التي هي ضد الغواية..

📍والرحمة بدين الحق الذي هو ضد الدين الباطل، الذي هو كل ما سوى الإسلام..

📍وظهور هذا الدين على الدين كله رحمة للعالمين..

ومن قال بأن رحمته في أن يساوى بغيره، أو يجعل من يتبعه كمن يكفر به من كل وجه، فقد جعل القرآن عضين، وابتغى فيه سنة الذين يؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعض

#رسائل_الوعي
#تدبر

https://www.tg-me.com/ttangawi/714
Forwarded from قناة | مِهاد الأُصُول (زياد خياط)
مجموعة التَّحصين الإيمانيِّ

الحمدُ لله، وبعد..

فهذه مجموعة كتبٍ (على صيغة pdf) تُعزِّز الجانب الإيماني، وتثبِّت حجج الدين وترد كثيرا من شبهات المضلين ؛ تمسُّ حاجة الجيل إليها إلى الغاية.. رأيتُ جمعها في ملف واحد سميته: (مجموعة التحصين الإيماني) وهي تضم أربعة كتب محررة تحريرا قريبًا ميسَّرا من غير إطالة ولا تعقيد؛ يمكن أن تقرأ على هذا الترتيب:
١- إلى الجيل الصاعد.
٢- سابغات.
٣- كامل الصورة.
جميع الثلاثة للشيخ أحمد السيد.
٤- زخرف القول، للشيخين فهد العجلان، وعبدالله العجيري
.
https://drive.google.com/folderview?id=14CcLYr73N2yXy3EyUZLxzFvAzTf6bJcM

جزى الله مؤلفيها خيرًا على إرادتهم الخير لهذه الأمة ، وبارك في علمهم وعملهم على نصحهم لله تعالى ولرسوله صلى الله عليه وسلم.
#وجهة_نظر :

يجب أن تتكلم تلك الأسر التي تعاني أشد المعاناة بصمت.. من تمرد السفهاء من الجيل الذين يقعون ضحية للتضليل الفكري الممنهج المستمر، ويتعاملون مع ثوابت الدين كأنها لعبة تمشي على أهوائهم وتقلبات مراهقاتهم

نسيج المجتمع يتفكك بصمت والأسر تعاني مع شعور الجيل بأن تمرده مدعوم والأسر مجردة من وسائل الضبط..

هذه المشكلة الاجتماعية التي تتفاقم يجب أن تخرج عن وضع الصمت حتى تتكاتف الأسر في فرض احترام ثوابت المجتمع، لكي تقف هذه الفوضى عند حد.. خاصة أن الحوارات تظهر أن المسألة عند بعضهم رغبة لا قناعة، ومهما نوقش وأفحم فإنه سيسفسط ويصر على ما يهواه، وهو في مرحلة سفه

والله المستعان
الشمولية غير المتوقعة!

من أوجه كمال الشريعة شموليتها لمجالات يظن بعض الناس ألا اتصال للدين بها!

#كمال_الشريعة
#شمولية_الشريعة
#العلم
#المنهج
#صوتية 👇🏼

https://www.tg-me.com/amohawer/385
2024/09/28 15:24:15
Back to Top
HTML Embed Code: