Telegram Web Link
Forwarded from مربي القرن ٢١
💎لا تغفلوا عن اولادكم!!💎


الأولاد يكبرون جسمًا ويصغرون دينًا..
يأكلون طعامًا ويجوعون حُبًا وجلوسًا ووئامًا!!
والزمان الآن لم يعد كسابقه..

في اليوم الذي تغفل فيه عن ولدك يهجم على عقله ألف فكرة خاطئة، وعلى عينيه ألف ألف مقطع سيء، وعلى وقته ألف ألف شاغل وشاغل بالشر عن الخير....
فكيف بمن يغيبون شهورًا ودهورًا دون نصيحة أو جلسة تربية وإرشاد؟!!

أيها الآباء، لا حاجة لأولادكم في الثوب الجديد، أو المصروف الكبير، أو الميراث الوفير إذا لم تؤسسه بحضورك على حب الله ومراقبته، وتكتشف مواطن الخير فيه فتتعهدها وتنميها، وتعرف مكامن الشر في نفسه فتنتزعها وتنقيها..

أيها الآباء..
لا تعتذروا بضيق أوقاتكم فتكونوا كمن يضحك على نفسه...
فقد كان الصحابة يفتحون العالم ثم يعودون إلى أولادهم فيفتحون قلوبهم ويحسنون تربيتهم ويورثونهم دينهم وأخلاقهم...
ولا تعتذروا فللرجال بصمات وللنساء لمسات... ولا غنى للولد عن كليهما.
ولا تعتذروا بالسعي على أرزاقهم... فبئس الرزق ذلك الذي يقدم للأمة أجسامًا معلوفة، وأخلاقًا مهلهلة ضعيفة!!

الزمان الآن صعب، وأولادنا والله مساكين يحتاجون أضعاف أضعاف ما كنا نأخذ في مثل أعمارهم مع فرق الفتن والمغريات التي بين جيلنا وجيلهم!!

عودوا إلى بيوتكم، واشبعوا ضمًا وقُربًا من أولادكم...
العبوا معهم، وقُصّوا عليهم قصصًا تنمي فيهم الفضائل، واستمعوا كثيرا إليهم..
اتركوا من أجلهم هواتفكم... وتفرغوا من أجل هؤلاء الأبرياء عن بعض مشاغلكم...
أوقفوا الدنيا كلها من أجل فلذات أكبادكم..
فدعاء أحد الصالحين أو الصالحات منهم لك بعد موتك من قلبه قائلا:
"رب اغفر لي ولوالديّ" = خير لك من كل التفاهات التي شغلتك عنهم.

💐جرعة_تربوية💐
Forwarded from رسائل..
#إضاءة_منهجية (33)

المعرفة والعلاقة الأهم

كثير من إشكالات الفكر تحركها اختلالات في معرفة الإنسان بربه وعلاقته به سبحانه، فهذه الاختلالات تتعلق بأساس الدين وهو الإيمان بالله تعالى، وأشرف وأهم المعارف وهي معرفة الله سبحانه، وأعظم العلاقات وأهمها - بلا مبالغة - لصلاح أحوال الدنيا والآخرة.

ولأجل هذا كان القرآن مليئا بتعريف العباد بربهم بما يزيد في معرفتهم بأسمائه الحسنى وصفات كماله، ويزيد محبتهم وتعظيمهم له، ورجائهم وخوفهم، وحسن ظنهم به والشوق إليه، وبذلك تقوم علاقة العبد بربه، فينشرح صدره بالإسلام له والرضا به ربا، وهذا أصل استقرار النفس وراحتها وطمأنينتها وسعادتها.

وقد تأملت أحوال كثير ممن يعانون من الوساوس أو الشبهات فوجدت أنهم قد اضطربت تصوراتهم عن الله تعالى، واختلت علاقتهم به، وربما لاح في كلماتهم عدم الرضا عن قضائه والضيق بأحكامه، مما يظهر أهمية الحديث عن هذا الموضوع وتصحيح التصورات فيه، مع الحث على بذل الجهد من صاحب الإشكال في مجاهدة النفس على الرضا والتسليم والاتصاف بعبودية الاختيار، والترقي في مدارجها

ومن الصعب في هذه المقام تفصيل الكلام حول التصحيح في هذا الموضوع الخطير، ولكن يمكن أن اذكر بعض المحاور المهمة، فمن ذلك:

أولا : معرفة الله بأسمائه وصفاته، فبها تنمو في القلب شجرة العبودية، محبة وتعظيما وخوفا ورجاء، وبها يتعرف العبد على ربه بكماله وعدله وحكمته ورحمته، فتنجلي عنه الوساوس والظنون السيئة..

وأعظم مصدر لتحصيل هذه المعرفة بطريقة مستقيمة سليمة من الاختزال هو القرآن، وليتأمل العبد سورة الفاتحة على وجه الخصوص، ويمكن الإفادة من هذه الوقفات مع سورة الفاتحة:
https://youtu.be/G44HDA1PhRs

ثانيا: الإقبال على الله تعالى بالمحبة والتعظيم والتوكل وغيرها من مقامات العبادة، بحيث تقوى الصلة به ويزداد القرب.

ثالثا : استحضار عظمة حكمة الله، وأنها أعظم من أن يحاط بها، فالله تعالى يقول: {ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء}، وهذا يعين العبد على الثبات على الرضا والصبر، وإن أصيب بما يكره، وخاصة عندما لا يحصل مطلوبه - في الظاهر- بالدعاء، فإنه يوقن أن ذلك كله لحكمة، وكذلك يعينه على التسليم لأحكام الله تعالى والرضا بها.

رابعا: استحضار طبيعة الحياة الدنيا وأنها قصيرة وهي دار ابتلاء، مع استحضار طبيعة الآخرة وأن حياتها أبدية وهي دار جزاء، وبهذا يطمئن قلبه وتعتدل نظرته للمصائب والأفراح، فلا يجزع ولا يغتر. ويمكن الاستفادة في هذا من هذه المواد:
https://www.tg-me.com/ttangawi/511
https://youtu.be/mkWStbWplDo

خامسا: فهم غاية وجود العبد في الحياة والحرص على تحقيقها، وهذا يرتبط بالمحور السابق، ولكنه أوسع، إذ يرتبط بتحقيق العبودية بما فيها من إسلام النفس لله وطاعته خضوعا وتعظيما ومحبة وإجلالا، مع الحذر من عكس ذلك، وهي خصال إبليس التي برزت في المعصية الإبليسية، حين أبى واستكبر، واستنكر حكم الله، فقامت معصيته على الحسد والكبر عندما قارن نفسه بآدم واستحقر مادة خلقه، فعارض أمر الله برأيه استكبارا، وذلك عكس العبودية التي تتضمن الطاعة والتسليم ، فكان منه ذلك الكفر الذي أودى به للأبد، والعياذ بالله منه ومن حزبه ومصيره.

والخلاصة أن العبد إذا أصلح من معرفته وتفكيره في هذه الخمسة مع العمل بما فيها من علم وإصلاح للقلب، فإنه يحقق الرضا بالله وحسن العلاقة به، ويكون السخط وسوء الظن بالله أبعد ما يكون منه، وهذا يغلق عليه أبوابا من الشرور العظيمة، ويفتح عليه أبواب الخير والرضا والفلاح.

🌐 رابط مشاركة المنشور
https://www.tg-me.com/ttangawi/643
طارق | التعزيز المنهجي لليقين
#إضاءة_منهجية (٢) من الامور المنهجية المهمة التفريق بين الدليل وبين الإشكال والتعامل مع كل منهما بما يستحقه.. ‏فالدليل إذا تم التثبت منه والقطع بما يدل عليه فلا يمكن أن يعارضه شيء من الإشكالات معارضة حقيقية صحيحة، بل لابد أن تكون تلك المعارضة ظاهرية غير…
يقول ابن تيمية رحمه الله : " كثير من هذه الشبه السوفسطائية يعسر على كثير من الناس - أو أكثرهم - حلُّها وبيان وجه فسادها، وإنما يعتصمون في رَدِّها بأن هذا قدح فيما عُلم بالحس أو الضرورة فلا يستحق الجواب، فيكون جوابهم عنها أنها معارضة للأمر المعلوم الذي لا ريب فيه، فيعلم أنها باطلة من حيث الجملة، وإن لم يذكر بطلانها على وجه التفصيل.

ولو قال قائل: هذه الأمور المعلومة لا تثبت إلا بالجواب عما يعارضها من الحجج السوفسطائية، لم يثبت لأحد علم بشيء من الأشياء، إذ لا نهاية لما يقوم بنفوس بعض الناس من الحجج السوفسطائية ".

للمزيد :
https://www.tg-me.com/amohawer/18
https://www.tg-me.com/amohawer/125
Forwarded from رسائل..
#إضاءة_منهجية (34)

الانفعال والتسطيح

عندما يحكم الانفعال تفكير الإنسان تسود السطحية في الأحكام وضعف الانضباط في الاستدلال، وهذا يقود لهدر ما حفظه الدين وتمييع أصوله، سواء كان في جانب الإفراط أو التفريط.

فمثلا في الإفراط نجد التذرع بالاستثناءات في غير محلها المضبوط شرعا، فتبرر بذلك ممارسات فيها تضييع لمقصد حفظ النفوس والأموال، وفي التفريط يتذرع كذلك بالمقاصد وأصل الإباحة والرخص وغيرها، وتبرر ممارسات فيها تضييع لمقصد حفظ الدين والعرض، وفي الحالين الانفعال طغى على الانقياد للشرع المفصل المنضبط، وقاد للتسطيح واستسهال إطلاق الأحكام على غير أساس من الاجتهاد المؤصل المفصل.

صحيح أن الانفعال نحو الشهوات خسيس، وغالبا يتذرع بمبررات مكشوفة وفيها تلاعب قذر بالعلم، إلا أن الانفعال نحو نصر الدين مع شرفه في الأصل لا يلغي قدرا مشتركا بين الغلو والتمييع، وهو ضعف التسليم لله وتسطيح الاجتهاد العلمي وتضييع ضوابطه في موجات الانفعال.

فالحاصل أن البلاء حاصل حاصل، والعبد عليه واجب العبودية في كل الأحوال، ومن جوهرها الطاعة والتسليم لله سبحانه، ويتفرع عن ذلك الصدق في التعامل مع الأدلة والإخلاص في طلب مراد الله تعالى، والاجتهاد في ذلك.

ومن لم يعط هذه المسؤولية قدرها فليحاسب نفسه ويكف لسانه عن اقتحام ما ليس له، فالشرع ليس لعبة، والانفعال بأنواعه نحو شهوات أو ردات فعل أو غيرة وغير ذلك، ليس من طرق الاجتهاد ويجب أن يكون تابعا لا متبوعا.

🌐 رابط مشاركة المنشور
https://www.tg-me.com/ttangawi/644
Forwarded from رسائل..
من مهمات #التربية الخطيرة في هذا الزمن أن تربي أبناءك على أن الدين هو مركز حياتهم، لأن البيئة أو البيئات المحيطة بهم هنا وهناك تصور الدين على أنه شيء هامشي تكميلي في حياتهم وتقصيه بعيدا عن مركزها

ولتحقيق هذا الهدف لا بد من الحديث في القضايا الوجودية، تأكيدا على أن وجودنا وكل ما لدينا من نعم سببه المنعم سبحانه، وأن حقه أعظم حق، والغاية من حياتنا الدنيا عبادته والسعي في الفوز برضوانه، وأن الحياة الآخرة هي الأهم والدنيا معبر ووسيلة ودار ابتلاء

#رسائل_الوعي
#رسائل_العبودية
#رسائل_الفطرة
Forwarded from رسائل..
‏من الشعارات التي ترفع في وجه من يستنكر الشهوات المحرمة، شعار كراهية الحياة! فيقولون : أنتم تكرهون الحياة..

وكأن الحياة بعمق معانيها وتعدد أبعادها وخطورة غايتها ومآلاتها اختزلت في الشهوات المحرمة!

والقضية أصلا ليست حبا وكرها بقدر ماهي إدراك لقصر الحياة وطبيعتها كمعبر للدار الآخرة التي هي الحياة الحقيقية !

‏ يريدون أن يعيشوا الحياة ملذات بلا قيود وكأنها هي الغاية، ولا بعث بعد الموت ولا حساب ولا جنة ولا نار..لذلك يكرهون من ينبههم من أوهامهم للحقيقة

‏أوهامهم تلك أوهام لأنهم لايعيشون طيب الحياة تحت ظلال شرعه وفي برد هداه، ويظنون أن الحياة طابت بالشهوات المحرمة التي ينغمسون فيها، بل تخبث!

ثم أليست الحياة هذه تسمى الدنيا؟ ألا تؤمنون بأن الحياة الآخرة هي الحياة الدائمة الحقيقية، كما قال تعالى : {وما هذه الحياة الدنيا إلا لهو ولعب وإن الدار الآخرة لهي الحيوان لو كانوا يعلمون} [العنكبوت : 64]، وأن الدنيا لا تساوي عند الله جناح بعوضة..

فإن أصريتم على رؤية مغايرة للوجود تختزل كل شيء في هذه الحياة وتجعل غايتها التلذذ بالشهوات، فالقضية صارت أعمق وأشد خطرا لأنها تعدت الشهوة للرؤية الوجودية المضادة لما جاء به الدين الحق، وصارت طريقة أخرى.. هي طريقة الذين رضوا بالحياة الدنيا واطمئنوا بها

قال تعالى : {إِنَّ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّوا بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ (7) أُولَٰئِكَ مَأْوَاهُمُ النَّارُ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (8)} [يونس : 7-8]


#دحض_الأباطيل

https://www.tg-me.com/ttangawi/655
‏لن يحجب ‎الهدى شيء عن ‎قلب صادق يصبر.. يريد أن يبصر..
معايير زائفة!

‏ "فظنوا أن من كثر كلامه وجداله وخصامه في مسائل الدين فهو أعلم ممن ليس كذلك، وهذا جهل محض"

#ابن_رجب

و‏قال الحسن البصري في قوم يتجادلون:

" هؤلاء قوم ملوا ‎العبادة وخف عليهم القول وقل ورعهم فتكلموا "

فضل ‎علم ‎السلف على الخلف لابن رجب/٢٥
عظمة الخلق دليل على الرب سبحانه، وكذلك تسخير هذا الخلق للإنسان، فقد جعل الله العقل له دون مامعه من خلائق، ليكون مناطا لتكليفه، ووسيلة لتسخير المخلوقات لغذائه ولباسه وركوبه ومواد عيشه، وما لايقدر الإنسان على تسخيره بفعله مما بعد كما في السماء، فقد سخره الله له وأجراه في قوانين تخدمه..

أفلا يتفكر الإنسان في صنع الله كيف خلق فسوى وقدر فهدى، وأخرج المرعى فجعله غثاء أحوى، ليعتبر الإنسان ويفكر في وجوده ومصيره وينصب لما خلق له..

ومع ذلك كله فقد أرسل الله الرسل وأنزل الكتب آيات في ذاتها، ومتضمنة التذكير بهذه الآيات المخلوقة ووجوه دلالاتها.. وهذا من رحمته سبحانه بعباده

#رسائل_التفكر

https://www.tg-me.com/amohawer/346
ليسوا بقرآنيين (1/2)

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "أَلَا إِنِّي أُوتِيتُ الْكِتَابَ وَمِثْلَهُ مَعَهُ، أَلَا إِنِّي أُوتِيتُ الْقُرْآنَ وَمِثْلَهُ مَعَهُ، أَلَا يُوشِكُ رَجُلٌ يَنْثَنِي شَبْعَانًا عَلَى أَرِيكَتِهِ يَقُولُ : عَلَيْكُمْ بِالْقُرْآنِ، فَمَا وَجَدْتُمْ فِيهِ مِنْ حَلَالٍ فَأَحِلُّوهُ، وَمَا وَجَدْتُمْ فِيهِ مِنْ حَرَامٍ فَحَرِّمُوهُ". (رواه أحمد)

منكرو حجية السنة ليسوا بقرآنيين, لأنهم جاحدون لما علم من القرآن بالضرورة من وجوب طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم وتحكيمه والتأسي به والاقتداء والاتباع مع التسليم..

وليسوا بقرآنيين؛ لأنّ إنكارهم للسنة يلزم منه الطعن في النبي صلى الله عليه وسلم، الذي ثبت بالتواتر القطعي أنّه كان يأمر بتفاصيل أجملها القرآن فجحدوها..

وليسوا بقرآنيين؛ لأنّ إنكار السنّة يلزم منه الطعن في النبي وصحابته وكل الأمّة، فهم على نهج يخالف نهج منكري السنة تماماً, وهذا يلزم منه أحد أمرين:

إمّا أنّهم جحدوا مادلّ عليه القرآن وكتموا وحرفوا

أو يلزم منه أنهم ضلوا عن فهمه، وهذا يلزم منه الطعن بوصفه أنّه مبين وهدى ونور وحكم، فما كان كذلك لا يُجتمع على عدم فهمه..

فمنكري السنّة يجعلون القرآن كتابا فارغا يملؤونه بما يشتهون, فإذا رُدّ عليهم استنادًا للّغة أنكروا عربيّته أو عربيّة من نزل عليهم، وإن حوكموا للتاريخ سفسطوا بإنكار ضروراته! فإن حوكموا للمجمع عليه من فهم السلف جوّزوا ضلال كلهم وعادوا للطعن ببيانه! فيصيروا بذلك لهدم كل منهجية ومعيارية في فهمه!

فإن سألت منكر حجيّة السنة: ما ضابط الفهم إذًا؟ أم هي فوضى وتحكّمات؟ أجاب: تدبره..
فإن قلت: ما التدبر بدون لغة ولا تاريخ ولا إجماع سلف ولا أي معيار آخر إلا التخرّص المحض؛ لم يحر أحدهم جواباً سوى رميك بالشرك في فهم القرآن والعمل به! في حين يشرك هو هواه، إذ لا معيار عنده للتدبّر سوى ما عنّ في خاطره، وما استعمر بقلبه من قيم العصر ونظرياته الظنّية؛ فيجعلها شريكاً يتقوّل به على الله أعاجيب يأباها السياق واللغة! ثمّ يرمي غيره بالشرك! وهي دعوى باطلة يستحيل التخلّص منها، إذ لابد للفهم من خارج عن القرآن مما يوجد في عقل المتدبّر، وهذا الخارج إمّا أن يكون له معيارية مبرهنة تصون عن التقول بالهوى والتخرّص، أو لا يكون؛ فيكون عين إشراك الهوى والتخرّص..

فإن حوصر منكر حجيّة السنة بذلك كله ووجد أن أقواله تضطره للوازم تطعن بالقرآن نفسه، فإنّ الموقف الصحيح هو أن يعود لفحص أصوله، فيختبر دعوى الشركية في تحكيم النبي، فهي ناشئة عن توهّم أنّ ذلك التحكيم أمر مستقل عن تحكيم كتاب الله، وهذا غلط! فهذه الطاعة من طاعة الله (من يطع الرسول فقد أطاع الله)، وبإذنه (وما أرسلنا من رسول إلا ليطاع بإذن الله)

ومن وجه آخر يلزم على فهمه: أن لا يقع تحكيم الكتاب أبدًا، لأنه لا يكون إلا باستعمال قواعد العقل واللغة وأحيانا العرف لفهمه وتنزيله على الواقعة, فيبقى لمنكر السنة دعوى الحصرية والكفاية، أي أن يحتج بأن القرآن حصرا تبيان لكل شيء وكاف في كل شيء, وجوابها كالجواب عن لزوم استعمال العقل واللغة: أنّ السنّة داخلة في حفظ القرآن؛ لأنها من بيانه وتبيانه الكافي، ولو كانت الحصرية تنافي ذلك للزم أن تنافي استعمال قواعد العقل واللغة في الفهم, فينتفي بيانه وحفظه من هذا الوجه (انظر للتوسع في هذه النقطة المنشور الثاني: https://www.tg-me.com/amohawer/353)

بل إنّ دعوى اقتضاء الحصرية لنبذ السنة تسقط كل أقوال منكري السنة, فهي أقوال زائدة عن القرآن غير محفوظة مثله, فلا حجّية لها ولا بقاء، فمهما أجابوا على هذا الإيراد فهو جواب عليهم في ردّهم للسنة!

يتبع..

#حجية_السنة
#دحض_الأباطيل
#ليسوا_بقرآنيين
طارق | التعزيز المنهجي لليقين
ليسوا بقرآنيين (1/2) قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "أَلَا إِنِّي أُوتِيتُ الْكِتَابَ وَمِثْلَهُ مَعَهُ، أَلَا إِنِّي أُوتِيتُ الْقُرْآنَ وَمِثْلَهُ مَعَهُ، أَلَا يُوشِكُ رَجُلٌ يَنْثَنِي شَبْعَانًا عَلَى أَرِيكَتِهِ يَقُولُ :…
ليسوا بقرآنيين (2/2)

إلحاقا بالمنشور السابق, نزيد في هذا المنشور بيان الرد على دعوى الحصرية والكفاية التي يتكأ عليها منكرو السنة, فأقول مستعينا بالله:

بوصف القرآن بأنه عربي ‏ردنا القرآن للعربية، فنعرف منها معان يتوقف على فهمها العمل بأحكامه، وردنا أيضا للعرف لتطبيق بعضها الآخر كمعرفة قدر النفقة، وكذلك ردنا للظن الغالب ‏وإعمال الميزان بتحقيق المساواة وضروب الاجتهاد عموما، فكل ذلك ردنا له القرآن ردا مجملا وجعله لنا أصلا.

‏والقصد أن توقف تمام الفهم على أمر خارج عن آيات القرآن لاينافي كونه تبيانا لكل شيء، بل إناطة الفهم بأمور خارجة تزيد البيان بتوسع الدلالات لتشمل كل زمان ومكان

‏وكذلك القول بأن استقلال السنة بأحكام ينافي تبيان القرآن ينقضه أن القرآن ردنا للرسول صلى الله عليه وسلم، وأمرنا بطاعته واتباعه، فالعمل بالسنة عمل بالقرآن

‏وإنكار استقلال السنة بالأحكام قصر لدلالة القرآن، بل تتضمن نفي أصل كامل ردنا إليه القرآن، وقد ردنا لما هو دونه كاللغة والعرف والاجتهاد وغيره مما يتضمن استعمال الظنون الغالبة أحيانا

ومما يزيل الإشكال فهم مصطلح الاستقلال، لأن بعض المنحرفين استبشعوا هذا اللفظ ظنا بأنه يخرج تشريع السنة للأحكام عن تبعية القرآن، وذلك غير لازم، لأن التبعية متحققة بتنصيص القرآن على السنة كأصل لازم

‏ثم لو تأملنا كل حكم استقلت به السنة لأمكن رده لكلي عام من كليات التشريع، ولايلزم أن يكون ذلك اندراجا في عموم نص معين..

‏فالجمع بين المرأة وعمتها يمكن أن يندرج تحت قاعدة التشريع في تحريم قطع الرحم إذ هو وسيلة إليه، وهي قاعدة قرآنية قطعية، فالحكم ليس مستقلا ‏بإطلاق، ولكن يمكن أن يعتبر مستقلا بمعنى عدم اندراجه في نص قرآني خاص، وإن كان تابعا لكليات التشريع القرآني.

بل حتى ‏الأحكام التعبدية التي يصعب عقل معناها، تندرج تحت قاعدة كلية أيضا، وهي تحقيق العبودية لله والتسليم لحكمه، وهذه كلية التشريع ومقصده الأعظم

‏وقوله تعالى: {وما آتاكم الرسول فخذوه}، وغير ذلك من الآيات الآمرة بطاعته واتباعه وتحكيمه، تقضي بالطاعة له صلى الله عليه وسلم، دون أن يتوقف ذلك على قيد أو شرط، فوجب أن تعامل السنة كمصدر للأحكام

#دحض_الأباطيل
#حجية_السنة
#ليسوا_بقرآنيين

🌐رابط مشاركة المنشور:

https://www.tg-me.com/amohawer/353
https://www.tg-me.com/amohawer/353
‏فقهاء الأمة المتقدمين من أصحاب المذاهب الفقهية وغيرهم لهم فضل ومكانة، فقد بذلوا أوقاتهم وجاهدوا أنفسهم، وتصدوا بأمانة وتفان لنوازل كثيرة مهدوا قواعدها واستخرجوا دقائقها، فلا يزال الناس عيالا عليهم في ‎الفقه إلى يومنا هذا

وليعلم أن الاجتهاد في النوازل المعاصرة لايكون بمجرد نقل أقوالهم لواقع يبدو مشابها دون تحقيق مناط الحكم في الواقعة بعد فهمها، والنظر في مآلات الاجتهاد وفق مقاصد الشرع وأولوياته، فإذا وقع التقصير من بعض الناس في طريقة التنزيل على الواقع ونتج عنه مايخالف مقاصد الشرع ووقع الناس في استنكاره، فلايجوز أن يعود ذلك إلى اجتهادات الأئمة بالطعن فيهم والتسفيه وتسطيح نظرهم، بل يلزم الأدب معهم

وفي المقابل لايصح إذا لاح دليل ضعف القول أن تجعل اجتهاداتهم في مواضع الخلاف مقابل النص

فالأمر وسط يجمع فيه بين الخضوع للوحي واحترام العلماء، والتفريق بين مسألة معلومة من الدين بالضرورة، أو ما شابه ذلك مما قوي فيه ظهور دليل المسألة ثبوتا ودلالة، وبين مسألة تحتمل نصوصها تأويلا تتنوع به الاجتهادات، فما يحتمل الاجتهاد لايشنع فيه على المخالف ويرمى بتشويه الشريعة كما يفعل بعض الناس، لكن قد يُخطّأ بالدليل ويبين وجه مخالفة اجتهاده للشرع إن كان مأخذه ضعيفا مع حفظ قدره.

فهذه قاعدة مهمة لابد من مراعاتها وإلا كنا أبناء عاقين لهذه الكوكبة.

#الفقه
#النوازل
#الاجتهاد
Forwarded from رسائل..
من يقرأ القرآن تمر عليه في مواضع كثيرة حجة المشركين الداحضة حين يقولون كما حكى الله عنهم {وجدنا آباءنا على أمة} و {بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا}، والقرآن يبطل عليهم هذه الحجة التي يتركون بها ما أنزل الله ببيان خوائها {أولو كان آباؤهم لا يعلمون شيئا ولا يهتدون} ، وبيان أن العبرة بالحق والهدى { أولو جئتكم بأهدى مما وجدتم عليه آباءكم}

والعجب بعد ذلك أن هناك من يحتج بماضي مجتمع ما ويحاول بث الروح في ما يخالف منه ما أنزل الله، وصحيح أن بعض الناس يحاول تصحيح ما ليس من هذا الماضي مما يقحم فيه، لكن في النهاية حتى لو صح ما صح من ذلك الماضي، فإن العبرة بالهدى لا بالجهل الموروث، وخاب وخسر من يجعل الجهل والانحراف والهوى إمامه ولو كان من فعل آبائه

#معايير_زائفة
#دحض_الأباطيل

https://www.tg-me.com/ttangawi/665
2024/09/28 21:38:41
Back to Top
HTML Embed Code: