Telegram Web Link
أيها المسلمون عباد الله :يوم عرفة هو يوم الحج الأعظم،كما قال صلى الله عليه وسلم:
"الحَجُّ عَرَفةُ"أخرجه النسائي(3016 )،و(3044 )، والترمذي(889 )،وابن ماجة(3015 )عن عبدالرحمن بن يعمر رضي الله عنه.
الحج عرفة: أي أعظم الحج،وأعظم ركنه يوم عرفة،هذا اليوم الذي إن فات أحداً من الحجيج فإنه لا يكون قد أدرك الحج وعليه أن يتم بقية مناسكه وأن يقضي حجه من العام المقبل.


أيها المسلمون عباد الله:
هو يوم عيد الحجيج لا يصومون فيه وإنما يقفون بتضرع وابتهال،والذكر والدعاء،والذلة والخشوع،والإقتراب من الرب جل جلاله سبحانه وتعالى، والانطراح بين يديه،والإستكانة له بالدعاء والتضرع والخضوع، جاء في سنن أبي داود(3004) وصححه الألباني من حديث عقبة بن عامر رضي الله عنه، قال صلى الله عليه وسلم:"إنَّ يومَ عرفةَ ويومَ النَّحرِ وأيَّامَ التَّشريقِ عيدُنا أَهْلَ الإسلامِ ، وَهيَ أيَّامُ أَكْلٍ وشربٍ"
نعم معاشر المؤمنين فهو عيد الحجيج.


أيها المسلمون عباد الله:
إنه يوم عرفة اليوم الذي يغفر الله فيه ذنوب سنتين لمن استغله بالصيام،وبالإقبال على ربه -سبحانه وتعالى- من غير أهل الحجيج ممن يقطنون الأمصار، فقد جاء في مسلم(1162) من حديث قتادة رضي الله عنه سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن صيام يوم عرفة فقال:" صيامُ يومِ عَرفةَ إنّي أحْتسبُ على اللهِ أن يُكفّرَ السنَةَ التي بعدهُ ، والسنةَ التي قبلهُ"
سنتان يغفر الله لك فيهما ذنوبك إن صمت هذا اليوم،إنه يوم عرفة وهذه المغفرة دليل على أن صاحبه يشترك مع أهل عرفة في العتق من النار لأن الله لا يعتق عبدا من النار إلا إذا غفر له ذنوبه،فإن الله لا يباهي ولا يعتق رقبة من النار امتلأت بالذنوبوالمعاصي والكبائر والشرك بالله.

أيها المسلمون عباد الله :
إنه يوم عرفة اليوم الذي يستحاب فيه الدعاء،
كما قال أهل العلم يستجاب فيه الدعاء غالبا،
ولهذا جاء عند الإمام الترمذي( 3585 )
من حديث عمرو بن العاص رضي الله عنه،أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"خير الدعاء دعاء يوم عرفة ، وخير ما قلت أنا والنبيّون من قبلي : لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك ، وله الحمد ، وهو على كل شيء قدير".

قال الخطابي : في هذا الحديث دليل أن الأنبياء كانوا إذا دعوا الله يوم عرفة صدروا دعاؤهم وجعلوا بين يدي دعائهم الثناء على الله بالوحدانية ونفي الشريك عنه،وهذا من أعظم الذكر والثناء الذي يستجيب الله الدعاء بعده،فمن أراد أن يدعو فليجعل بين يدي دعائه وقبل أن يدعو أن يثني على الله بهذه الألفاظ العظيم،لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، ثم ادعو بما شئت من خيري الدنيا والآخرة،
فيا عباد الله الدعاء الدعاء يوم عرفة فما أحوجنا وما أفقرنا إليه وهو الغني عنا سبحانه وتعالى، قال الله تعالى في كتابه الكريم{يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ ۖ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (15)}[فاطر:15].
جعل لك مثل هذه المواسم ليقرب منه البعيد،ليتوب إليه المذنب،ليعلم الجاهل ،ليتوب وينوب إليه المفرط،
إِذا هَبَّت رِياحُكَ فَاِغتَنِمها...

فَعُقبى كُلُّ خافِقَةٍ سُكونُ...

وَلا تَغفَل عَنِ الإِحسانِ فيها...

فَما تَدري السُكونُ مَتى يَكونُ...

وَإِن دَرَّت نِياقُكَ فَاِحتَلِبها...

فَما تَدري الفَصيلُ لِمَن يَكونُ...
وإن ضفرت يداك فلا تقصر

فإن الدهر عاته يخون


أيها المسلمون عباد الله:
فهذا موسم عظيم من مواسم الخيرات،والعمل فيه والله أعظم من العمل في غيره لأنه يدخل في جملة الأيام التي العمل الصالح فيها أحب إلى الله وأعظم إلى الله،
واعلموا معاشر المسلمين أن أفضل العمال من أكثر ذكره سبحانه وتعالى،سواء من الحجيج،أو من أهل الأمصار،ومن المصلين،وغيرهم،فوالله ما من عمل يربو لك عند الله ويصير عظيماً إلا بذكره سبحانه وتعالى،
ولهذا قال صلى الله عليه وسلم:" ما مِن أيَّامٍ أعظَمُ عِندَ اللهِ ولا أحَبُّ إليه مِن العَمَلِ فيهنَّ مِن هذه الأيَّامِ العَشرِ، فأكثِروا فيهنَّ مِن التَّهليلِ والتَّكبيرِ والتَّحميدِ"
رواه الإمام(7/224)
أحمد من حديث عبدالله بن عمر رضي الله عنهما.

عباد الله:
أين تكبريكم،أين تهليلكم،أين تحميدكم لله عزوجل،{وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ}[الحج:28].
قال ابن عباس وهو قول جمهور السلف: الأيام المعلومات هن العشر الأول من ذي الحجة، ومنها يوم عرفة، يوم ابتهال ودعاء،يقول أسامة بن زيد حب رسول الله كما عند النسائي(3011)صححه الألباني،قال:"كنتُ رِدفَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليْهِ وآلِه وسلَّمَ بعَرَفاتٍ. أي والرسول في جبل عرفات، قال فرفعَ يديْهِ يَدعو فمالت بِهِ ناقتُهُ فسقَطَ خطامُها فتناولَ الخطامُ بإحدى يديْهِ وَهوَ رافعُ يدَهُ الأُخرى"
هذا يدل على الحرص العظيم على هذا اليوم والدعاء فيه،فلا تفرطوا فيه يا عباد الله،قال الله{ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ (186)}[البقرة:186].

عباد الله:
*وهكذا الذكر المقيد يبدأ من يوم عرفة من فجر يوم يوم عرفة المقيد بعد الصلوات ،فيبدأ الناس بالتكبير المقيد وراء الصلوات من فجر يوم عرفة،والتكبير يكون بما جاء عن الصحابة دون زيادة أو نقصان بما نذكره في كل عام ،وبما نقوله في مصلياتنا،وفي مساجدنا من التكبير والتحميد والإجلال لله ،ولا نزيد على تلك الصيغ التي جاءت عن الصحابة رضي الله تعالى عنهم وأرضاهم*.

أيها المسلمون عباد الله:
هذا هو موسم عرفة موسم من مواسم الخير،وتكرمة من المكارم التي أكرم الله بها أمة محمد،هذه الأمة الضعيفة القصيرة في أعمارها ،القليلة في أعمالها،لتجد ولتجتهد،ولتسبق من قبلها من الأمم،ألا تشمرون،ألا تجدون وتجتهدون.

أيها المسلمون عباد الله:
وهذه العشر أيضاً تعد موسم عظيماً من مواسم الأعمال الصالحة، كالأضحية عباد الله، ولهذا فمن عين الأضحية فيجب عليه أن يمسك عن أظفاره وعن شعره وعن بشرته،وهذا واجب على كل من أراد التضحية، وهذا الإمساك يستمر حتى تذبح أضحيتك، لقول النبي صلى الله عليه وسلم في مسلم(1977) من حديث أم سلمة رضي الله عنها قالت:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إذا رَأَيْتُمْ هِلالَ ذِي الحِجَّةِ، وأَرادَ أحَدُكُمْ أنْ يُضَحِّيَ، فَلْيُمْسِكْ عن شَعْرِهِ وأَظْفارِهِ".
وفي رواية "ولا بشرة"
نعم معاشر المؤمنين: فمن فعل ذلك وتعدى هذا الأمر فإنه يكون آثم لتركه واجب مع صحة أضحية على الصحيح من أقوال أهل العلم،
*سنة مهجورة يوم عرفة*

يوم عرفة يستحب فيه الإغتسال
كما روى الشافعي في المسند وابن المنذر في الأوسط والبيهقي في الكبرى وفي المعرفة بسند صحيح
أن رجلا سأل
علي بن أبي طالب رضي الله عنه عن الغسل يوم عرفة قال:" اغتسل في كل يوم إن شئت قال:الغسل الذي هو الغسل *" أي الغسل المؤكد*" فقال علي رضي الله عنه :
*"يوم الجمعة، ويوم عرفة، ويوم النحر، ويوم الفطر*"
فالغسل في هذه الأيام مؤكد في يوم الجمعة ويوم عرفة ويوم النحر ويوم الفطر.

أقول ما تسمعون واستغفر الله إنه هو الغفور الرحيم.


*الخطبة الثانية*:

الحمد لله وكفى،وسلام على عباده الذين اصطفى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له مافي السماوات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثرى،وإن تجهر بالقول فإنه يعلم السر وأخفى،وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الداعي إلى مرضات ربه صلى الله عليه وسلم وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى.

أيها المسلمون عباد الله :

العشر تعد موسما من مواسم الأضحية ،وهي سنة مستحبة على قول جمهور العلماء،وهو الصحيح من الأقوال،فلا ينبغي على من كان قادراً أن يترك الأضحية،ومن كان قادراً على الإستدانة وله مجال أو دخل يستطيع منه قضاء الدين فليبادر إلى هذه الشعيرة،فإنه ملة أبيكم إبراهيم،وسنة نبيكم الأمين صلى الله عليه وسلم، واعلموا يا عباد الله أن للأضحية شروط لا يقبلها الله إلا إذا تحققت هذه الشروط ،فمن شروط الأضحية

أولاً:
النية
بأن تكون النية مميزة لهذه الأضحية عن غيرها من سائر الذبائح،
*وهنا تنبيه مهم من الناس من يتسير أمره فيذهب يوم العيد إلى الجزار فيأتي وقد ذبح بقرة فريد أن يأخذ منها سبعاً فلا لا ينبغي أن تأخذ منها حتى تسأله أذبحتها لتبيعها أضحية أم لتبيعها لحما؟ فإن قال ذبحتها لأبيعها لحماً فلا يجزئ الأضحية منها،وإن أخذتها سبعاً،لأنه لابد من النية التي تميز هذه العبادة عن غيرها من سائر العبادات في الذبيحة،وإن كان قد ذبحها لبيعها أضحية فلك أن تأخذ منها فهي أضيحة صحيحة*.

ثانيا :
ومن شروط الأضحية عباد الله: أن تكون من بهيمة الأنعام،من الإبل،ومن البقر،ومن الغنم ضأنها وماعزها،أما من غيرها فلا يجزئ.

ثالثا:
ومن شروط الأضحية عباد الله:أن تكون قد بلغت السن المعتبر شرعاً،بأن تكون ثنية من الإبل والبقر والغنم، ضأنها وماعزها، ويجوز من الضأن وهو الذي يسمى الكباش،يجوز فيه ما تم له ستة أشهر، قال صلى الله عليه وسلم:
"لا تَذْبَحُوا إلَّا مُسِنَّةً، إلَّا أنْ يَعْسُرَ علَيْكُم، فَتَذْبَحُوا جَذَعَةً مِنَ الضَّأْنِ" أي من الكسب،رواه مسلم(1963) من حديث جابر بن عبدالله رضي الله عنه.
أيها المسلمون عباد الله : وأحسن علامة في الثني من هذه البهائم أن تكون قد تكسرت ثنايها،فمن الإبل ما تم له خمس دخل في السادسة،
ومن البقر ما تم له سنتان وشرع في الثلاثة على الصحيح،
ومن الغنم ما تم له سنة ودخل في الثانية على الصحيح،
وأما من الضأن وهو الكباش فمنهم من قال ما تم له ستة أشهر،ومنهم من قال ثمانية،ومنهم من قال دون ذلك،وأحسن علامة للجذع من الضأن أن تكون الصوف قد نامت على ظهره،وأن يكون قد نزى على الإناث، الإناث،
هذه أفضل علامة في الضأن،فيجوز أقل من سنة إذا برزت هذه العلامة فيه ،لأن النبي صلى الله عليه وسلم استثناه من بين بهيمة الأنعام.
عباد الله: والتضحية بالكباش وبغيرها من بهيمة الأنعام قربة إلى الله جل وعلا.
عباد الله:

رابعا:
ومن شروط الأضحية أن تكون سالمة من العيوب المكروهة

وهي المنصوص عليها في حديث البراء بن عازب رضي الله عنه قال :
فَقَالَ : قَامَ فِينَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَأَصَابِعِي أَقْصَرُ مِنْ أَصَابِعِهِ، وَأَنَامِلِي أَقْصَرُ مِنْ أَنَامِلِهِ - فَقَالَ : " أَرْبَعٌ لَا تَجُوزُ فِي الْأَضَاحِيِّ ". فَقَالَ : " الْعَوْرَاءُ بَيِّنٌ عَوَرُهَا، وَالْمَرِيضَةُ بَيِّنٌ مَرَضُهَا، وَالْعَرْجَاءُ بَيِّنٌ ظَلْعُهَا ، وَالْكَسِيرُ الَّتِي لَا تُنْقِي ". قَالَ : قُلْتُ : فَإِنِّي أَكْرَهُ أَنْ يَكُونَ فِي السِّنِّ نَقْصٌ. قَالَ : مَا كَرِهْتَ فَدَعْهُ، وَلَا تُحَرِّمْهُ عَلَى أَحَدٍ.
رواه أبو داود رقم:161.
والكسير وفي رواية العجفاء :هي التي ليس في عظمها مخ.
وهذه الأربع العيوب مجمع عليها عند أهل العلم.
وهناك عيوب مانعة قاسها أهل العلم على الأربع من باب أولى
كالعمياء،
والمقطوعة أحدى يديها أو رجليها،
والمبشومة حتى تثلط وهي: التي أكلت حتى انتفخط بطنها،
وما أخذها سبب الولادة حتى تنجي وولدها تابع لها فيذبح،
العاجزة عن المشي لمرض لا لسمن،
وما أخذها سبب الموت كالمنخنقة، والموقوذة، والمتر دية، وما أكل السبع،
وما سقطت جميع أسنانها.
فهذه عيوب إن وجدت في الضحية فإنها لا تجزئ وإن ذبحها في لحم وسع به على أهله.

الخامس:
ومن شروط الأضحية ألا تذبح في غير وقتها الشرعي،قال صلى الله عليه وسلم:"لا يَذْبَحَنَّ أَحَدٌ حتَّى يُصَلِّيَ" أي العيد،أخرجه البخاري (965)، ومسلم (1961) عن البراء بن عازب رضي الله عنه.
*فمن ذبح أضيحة قبل صلاة العيد فإنما هو لحم وسع به على أهله،لم يصب نسك المسلمين في شيء،وأما من ذبح بعد صلاة العيد فقد تم نسكه،وأصاب سنة المسلمين، كما أخبر بذلك النبي عليه الصلاة والسلام*،

*وابتدأ وقت الأضحية يكون بعد صلاة العيد وينتهي في غروب شمس آخر يوم من أيام التشريق،فيوم العيد وثلاثة أيام بعده،هذه وقت الأضحية، فمن لم يستطيع يوم العيد وهو الأفضل في وقت الأضحية فليضحي في أول يوم من أيام التشريق،أو في ثانيها،أو في ثالها إلى غروب شمس آخر يوم منها،نعم معاشر*
*المؤمنين،لقول النبي صلى الله عليه وسلم:"وَكلُّ فجاجِ مَكَّةَ منحرٌ" أخرجه* *أبوداود(2324) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.*
*والفجاج المراد بها أيام التشريق وهن ثلاثة أيام بعد يوم الحج إلى غروب شمس آخر يوم من أيام التشريق.*

أيها المسلمون عباد الله :

*وهكذا أيضاً ينبغي للعبد استحباباً أن يذبح أضحيته بيده،فإن لم يستطع فليجعل من يذبحها،وليشرف على أضحيته،وينبغي حال الذبح من مراعاة أمور*،

أولاً:
أن يكون الذابح لها مصليا،فإن قاطع الصلاة لا تجوز ذبحيته أضحية أو غيرها،ولا يجوز أكلها،لأن تارك الصلاة كما قال صلى الله عليه وسلم:"فمن تركها فقد كفر"أخرجه الترمذي (2621)، والنسائي (463)، وابن ماجه (1079)، وأحمد (22987) من حديث بريدة بن الحصيب الأسلمي رضي الله عنه.

ثانيا:ومن شروط الذبح: أن يكون الذابح قاصداً للذبح،وأن يكون عاقلاً مميزاً،فالمجنون والخرف والطفل الغير مميز لا تجوز ذبيحتهم

ثالثا :
أن يقول بسم الله، فمن نسي التسمية على الأضحية سواء عمداً أو جهلاً أو نسياناً فلا يجوز الأكل من هذه الذبيحة ويرمى بها إلى الكلاب والطير،لأنه لم يسمى عليها الله،قال الله تعالى{وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ} لماذا يارب ؟قال {وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ}[الأنعام:121].
أي لخروج من طاعة الله إلى معصية الله، قال صلى الله عليه وسلم:
"ما أنْهَرَ الدَّمَ وذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عليه فَكُلْ" أخرجه البخاري(3075) من حديث رافع بن خديج رضي الله عنه.
نعم معاشر المؤمنين عباد الله.

رابعا:
*وهكذا أيضاً أن يحسن إلى البهيمة، فلا يفعل ما يؤلمها،وهذا من الواجبات،فلا يحد السكين أمامها،ولا يعذبها حال الذبح،قال صلى الله عليه وسلم:"إنَّ الله كتب الإحْسَان على كلِّ شيء، فإذا قتلتم فأحسنوا القِتْلَة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذَّبح، وليُحِدَّ أحدكم شَفْرَتَه، فليُرح ذبيحته"*
رواه مسلم (1955)عن شداد بن أوس رضي الله عنه.
*كذلك أيضاً عند الذبح أن يذبح الحلقوم والمري والودجين،والودج هو العرق المنتفخ المتقابلين من جانبي العنق عنق البهيمة، وليس من السنة أن يقطع رأسها كاملاً بل يبقي مؤخرة الرقبة لأن هذا أسهل في موتها،وقد*
*مرَّ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ على رجُلٍ واضِعٍ رِجْلَه على صَفحةِ شاةٍ وهوَ يُحدُّ شفرتَه وهيَ تلحَظُ إليه ببصَرِها قال : أفلا قَبلَ هذا ؟ . أو تريدُ أن تُمِيتَها مَوتاتٍ ؟" صحيح الترغيب(1090) من حديث ابن عباس رضي الله عنهما.*
*ومر عمر على رجل يردد السكين على حلق بقيمته ويعذبها قال : سقها إلى الموت سوقاً جميلاً لا أم لك.*
*ديننا دين الرحمة،ودين الشفقة حتى على الحيوان،ما أعظم هذا الدين،وما أجله،وما أكمله،وما أتمه وما أسعده لمن تمسك به،*

نعم عباد الله*.
وهكذا أيضاً أن يطعمها قبل أن يذبحها،ولا يستعملها بعد تعينها فيما يتعبها،ولا يجوز بيعها،ولا التصدق بثمنها ولو كان سيتصدق بأضعاف ثمنها عشر مرات،لا لا يجوز هذا ،وإنما الضحية أعظم أجرا من التصدق في زمنها لأنها مقصودة لذاتها،قال الله عزوجل{لَن يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَٰكِن يَنَالُهُ التَّقْوَىٰ مِنكُمْ ۚ كَذَٰلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ ۗ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ (37)}[الحج:37].

نعم معاشر المؤمنين عباد الله:
*ومن اشترى أضحية وعينها فقد وجبت بعد تعينيها لقول النبي صلى الله عليه وسلم:"صَلَّى النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَومَ النَّحْرِ، ثُمَّ خَطَبَ، ثُمَّ ذَبَحَ، فَقالَ: مَن ذَبَحَ قَبْلَ أنْ يُصَلِّيَ، فَلْيَذْبَحْ أُخْرَى مَكَانَهَا، ومَن لَمْ يَذْبَحْ، فَلْيَذْبَحْ باسْمِ اللَّهِ" أخرجه البخاري(985) عن جندب بن عبدالله رضي الله عنه.
لأنها بعد التعين تصير واجبة،وتصير كالمنذور،كالشيء الذي نذرت به،وهكذا أيضاً عباد الله إذا أراد العبد أن يبيعها ليشتري أحسن منها فيجوز ذلك،لأنها من باب القياس على النذر،فإن من نذر نذراً فيجوز له أن يعتدل إلى المفضول إلى الفاضل،كما جاء في مسند الإمام أحمد(3/363)
عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم:"أنَّ رجلًا قام يومَ الفتحِ فقال : يا رسولَ اللهِ إني نذرتُ للهِ إن فتحَ اللهُ عليكَ مكةَ أن أُصلِّيَ في بيتِ المقدسِ ركعتَينِ . فقال له النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ : صلِّ هاهنا . ثم أعاد فقال : صلِّ هاهنا . ثم أعاد ، فقال : صلِّ هاهنا . ثم أعاد ، فقال : شأنُك إذًا"
لأن الصلاة في مكة بمائة الف صلاة،وفي بيت المقدس بالف صلاة،إذا كان بيعك للأضيحة من أجل أن تشتري أحسن منها فهذا من تعظيم شعائر الله،ويجوز ذلك قال الله{ذَٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ (32)}[الحج:32]*.
*قال ابن عباس: هو استحسانها واستسمانها، فيضحي العبد من كل جنس أحسنه واكمل خلقة وأوفره لحماً وأكثره سمناً،فإن ذلك من تعظيم شعائر الله* سبحانه وتعالى.
أيها المسلمون عباد الله :

*كذلك أيضاً لا يجوز أن تعطي الجزار أجرة منها انتبه،فإن هذا نوع من* *المعاوضة،والمعاوضة نوع من أنواع البيع والشراء،وقد حرم عليك الإسلام أن تبيع منها شيئاً،أو من جلودها،أو من أشعارها،أو شيئاً من لحمها،لأنها قد صارت كلها لله،وإنما تعطيه أجرتها كاملة ،ثم إذا أردت أن تعطيه من* *أضحيتك فتعطيه صدقة إن كان فقيراً،أو هدية إن كان غنياً فلا بأس،ولا تحتال فتأتي إليه فتقول إذا ذبحت الأضحية أن سأعطيك أجرتك ولكن سأزيدك الرأس وأعطيك من أحشائها،ومن فخذيها،فإذا به يتجاوز* *معك،فبدلاً من أن يأخذ منك خمسة أو عشرة الآلاف يأخذ منك الفين ويعد ما وعدته به من جملة الأجرة،*

* بل قل له إن*

*اشترط عليك أن رأسها ولا أعطيك منها شيئاً،أعطيك أجرتك الذي تريد وتعطيه*
،ثم بعد ذلك إن أردت أن تعطيه فتعطيه حتى تخرج من أن تعطي منها أجرة لحيلة أو بتصريح،*

*كذلك مما أنبه عليه أيها الناس*،

*أن بعض الناس يضحي يوم العيد فيقول لجاره الذي لم يضحي أنا اليوم سأذبح أضحيتي وأعطيك نصفها،وأنت غدا تذبح أضحيتك وتعطيني نصفها،هذا لا يجوز وقد دخل فيها البيع والشراء لأنها مبادلة بالعوض،وما دخله العوض فهو من البيع والشراء، والذي يفعل مثل هذا يجب عليه أن يذهب ويشتري لحماً بقدر ما ما أعطاه لصاحبه على وجه المعاوضة ويتصدق به لله،لأنها صارت لله فلا تبيعها،ولا تتصدق بثمنها، ولا تبيع جلدها قال عليه الصلاة والسلام "*من باع جلد أضحيته فلا أضحية له*" صححه الألباني

ولا تعطي أجرة للجزار منها،ولا تعطي أحداً على أن يعطيك،لكن إن أعطيته من باب الصدقة ومن باب الهدية فهذا يجوز،لا يدخل في ذلك شرط المعاوضة.
ولهذا يقول علي وكلني النبي على بدنه أي يوم النحر وأن أتصدق بجلودها،وجلالها أي الكساء الذي يوضع على ظهرها،قال وألا أعطي الجزار منها شيئاً،وقال نحن نعطيه من عندنا،أي أجرة من غيرها.
أيها المسلمون عباد الله:

سادسا:
ومن شروط الأضحية أيضاً أن تكون في الحد الشرعي الذي حده الإسلام، وحده النبي صلى الله عليه وسلم، فمن الإبل سبع،ومن البقر سبع كامل،ومن الضأن غنم أو كباش رأس كامل،وبهيمة كاملة،والأفضل البهيمة الكاملة أفضل من السبع،وأما حديث من اغتسل يوم الجمعة ثم جاء في الساعة الأولى فكأنما قرب بدنه، ثم في الساعة الثانية بقرة،ثم ذكر الكبش الأفرن،هذا بعتبار من ضحى ببهيمة كاملة،فمن ضحى بإبلة كاملة نقول هذا أفضل ممن ضحى ببقرة أو بغنمة أو بشيء من الغنم،لكن السبع يعتبر جزءا، والكباش تعتبر بهيمة كاملة ،وما كان كاملاً كان أعظم أجراً،وكل جائز،وكل مشروع وجائز،عباد الله والنبي صلى الله عليه وسلم قد أجاز الأضاحي فوق ثلاث،وإنما نهى عنها في بداية الإسلام لأن الناس كانوا أهل مجاعة،فقال كلوا وادخروا، وهكذا تصدقوا،وليس للأضيحة حد معين في الصدقة كما يقسمها بعضهم أثلاثاً،أن تأكل ثلاثاً وأن تتصدق بثلث،وأن تدخر ثلاثاً،لا ،بل كل منها ما شئت،وادخر ما شئت،وتصدق منها ما شئت،هذا هو الذي دلة عليه عموم نصوم الكتاب والسنة.

أيها المسلمون عباد الله:

بعض الناس طبيعة من الله لا يأكل اللحم فإذا جاء يوم العيد ترك الأضيحة لماذا؟ قال أنا لا آكل اللحام،لا،هي ليست من أجلك،هي عبادة تتقرب بها إلى الله، اذبحها اعطي لأهلك ممن يأكلون،فإذا كنتم على الطبيعة سواء تصدق بها لله سبحانه وتعالى، لأنها مراده،

عباد الله :
ثم جعل الله خاتمة العشر يوم عيد يفرح المسلمون بما أولاهم من نعمة المغفرة والعتق من النار على استغلالهم لهذه العشر بطاعة الله فيفرحون ويذبحون أضاحيهم شكرا لله تعالى

وصلاة العيد واجبة ،الصلاة فيه سنة واجبة، وهو الصحيح من أقوال العلماء لأنه إذا اجتمع مع يوم جمعة أسقط وجوب صلاة الجمعة إلى الإستحباب لأن الواجب لا يسقط إلا واجب لحديث أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : " قَدِ اجْتَمَعَ فِي يَوْمِكُمْ هَذَا عِيدَانِ ؛ فَمَنْ شَاءَ أَجْزَأَهُ مِنَ الْجُمُعَةِ، وَإِنَّا مُجَمِّعُونَ ".رواه أبو داود.

ويستحب التبكير والخروج إلى المصلى، والإغتسال ولبس أحسن الثياب والتكبير وإظهار الشعيرة والفرح به، وخروج النساء ليشهدن الخير ودعوة المسلمين متلفعات بحجابهن وهكذا الأطفال المميزون العقلاء مع ولزوم السكينة في المصلى، ومخالفة الطريق، وفي الأضحى يخرج صائما، ويستحب أن يفطر من أضحيته،
اللهم إنا نسألك التوفيق،والحمد لله رب العالمين.

فرغها /أبو عبدالله زياد المليكي حفظه الله ونفع به.
🗓 *#تقويم_التمسك_بالسنة_نجاة*
*#الخميس#٧_ذو الحجـــــة ١٤٤٥هـ*
*📋#التقويم_الهجري*
*الدال على الخير كفاعله*
https://www.tg-me.com/ALTAMSOKPLSNa
https://chat.whatsapp.com/K35w4gC31VLJMRSgQgW7sq
*💢💥مميزات فاضلات ليوم وساعات عرفات💢💥*
👇🏻👇🏻👇🏻👇🏻
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله اختار أيام العشر من ذي الحجة خير العشرات،وجعل ليوم عرفات ميزات ومكرمات،وصلى الله وسلم على نبي البريات ،الذي خص عرفة بالقربات وغفران لسنتين من السنوات،وعلى آله وصحبه مادامت الأرض والسموات.

*🔹سمات ومميزات يوم عرفات:*
*١)أنه يوم الميثاق:*
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الله *أخذ الميثاق من ظهر آدم بنعمان - يعني عرفة -* وأخرج من صلبه كل ذرية ذرأها ، فنثرهم بين يديه كالذر ، ثم كلمهم قبلا ، قال : " أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ. أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ) رواه أحمد وصححه الألباني
*🔹لماذا سُمي يوم عرفة بهذا الاسم؟*
*قال ابن الجوزي:*
*الأول:* لأن جبريل كان يري إبراهيم المناسك فيقول عرفت
*والثاني*:لأن آدم وحواء تعارفا هنالك".
*كشف المشكل (2-156)*

*٢)يوم إكمال الدين:*
ففي الصحيحين عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن رجلا من اليهود قال له : يا أمير المؤمنين ، *آية في كتابكم تقرءونها ، لو علينا معشر اليهود نزلت لاتخذنا ذلك اليوم عيدا، قال أي آية ؟ قال : " اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا "* قال عمر : *قد عرفنا ذلك اليوم والمكان الذي نزلت فيه على النبي صلى الله عليه وسلم : وهو قائم بعرفة يوم الجمعة.*
*٣)يوم من أعيادنا:*
بل خصه اليهود *بيوم عيد خاص،وأقره عمر بذلك*.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم : *”يوم عرفة، ويوم النحر،وأيام منى، عيدنا أهل الإسلام ”* رواه أبو داود وصححه الألباني
*٤)أكثر يوم دنيوي أقسم الله به:*
أ)فهو المراد ب( *والفجر)* على قول.
ب)وعن  أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ” اليوم الموعود يوم القيامة ، *واليوم المشهود يوم عرفة* ، والشاهد يوم الجمعة .. ” رواه الترمذي وحسنه الألباني.
*وإذا كان يوم عرفة في يوم الجمعة فقد اجتمعا الشاهد والمشهود*
ج)وهو الوتر الذي أقسم الله تعالى به في قوله : *( والشفع والوتر )*
قال ابن عباس : الشفع يوم الأضحى ، *والوتر يوم عرفة*.وهو قول عكرمة والضحاك .
د)وهو من ضمن العشر المقسم بها:*(وليال عشر)*
*٥)أعظم يوم العتاق:*
في صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( *ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدا من النار من يوم عرفة*..)
قال الإمام النووي: *(هَذَا الْحَدِيثُ ظَاهِرُ الدَّلَالَةِ فِي فَضْلِ يَوْمِ عَرَفَةَ)*
شرح مسلم (9/ 117)
*عموم العتق لمن وقف ومن لم يقف:*
قال الحافظ ابن رجب:
يُعتق الله مِن النار *مَن وقف بعرفة ومَن لم يقف بها مِن أهل الأمصار مِن المسلمين،* فلذلك صار *اليوم الذي يليه عيدًا لجميع المسلمين في جميع أمصارهم،مَن شهد الموسم منهم ومَن لم يشهده؛ لاشتراكهم* في العتق والمغفرة يوم عرفة.
لطائف المعارف (٢٧٦).
*٦)يدنو ربنا وينزل عشية عرفة دون بقية الأيام:*
(وإنه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة فيقول : ما أراد هؤلاء ؟ "رواه مسلم.
*٧)المباهاة بأهل عرفة:*
عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إن الله تعالى *يباهي ملائكته عشية عرفة بأهل عرفة* ، فيقول : انظروا إلى عبادي أتوني شعثا غبرا " رواه أحمد وصححه الألباني.
ومعنى يباهي بكم ملائكته: قال النووي: معناه: *يظهر فضلكم للملائكة ويريهم حسن عملكم ويثني عليكم عندهم وأصل البهاء الحسن والجمال.* اهـ
قوله (يباهي ): أي يفاخر..
(فتح الباري لابن حجر (1/ 90)
"الشعث"، بضم الشين المعجمة وسكون العين المهملة ثم ثاء مثلثة: جمع "أشعث"، وهو المغبّر الرأس المنتتف الشعر، الجافّ الذي لم يَدَّهن.
زقال ابن بطال: قال الطيبي: فيه إشارة إلى أن *الغنى الأعظم هو الغنى بطاعة الله ولا عطاء أعظم من مباهاة الله بالحاج الملائكة.* اهـ

*٨)خير الدعاء هو عشيته:*
فعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم :( *خيرُ الدعاء ، دعاء يوم عرفة،* وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي : لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك ، وله الحمد ، وهو على كل شيء قدير “. رواه الترمذي،
ورواه مالك في الموطأ وعبد الرزاق الصنعاني في مصنفه،والبيهقي في السنن الصغير،وفي الدعوات الكبير،والبغوي في شرح السنة.
وحسنه العلامة الالباني في صحيح الجامع. مرسلا (1102) والصحيحة (1503).
قال بعض أهل العلم: *لأنه أجزل إثابة وأعجل إجابة.* اهـ
وجاء ابن المبارك إلى سفيان عشية عرفة وهو جاث على ركبتيه في عرفة ،وعيناه تهملان من الدموع،فقال ابن المبارك لسفيان :من أسوأ هذا الجمع حالا؟
فقال: *(الذي يظن أن الله لايغفر له)* لطائف المعارف285
وقال ابن عبدالبر: *(دعاء يوم عرفة مجاب كله في الأغلب)* التمهيد41/6
*وقال ابن عبد البر* : وفي ذلك دليل على *فضل يوم عرفة على غيره*
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية:*(فجمع في هذا الحديث بين " أفضل الدعاء وأفضل الثناء فإن الذكر نوعان: دعاء وثناء فقال: أفضل الدعاء دعاء يوم عرفة. وأفضل ما قلت هذا الكلام ". ولم يقل أفضل ما قلت يوم عرفة هذا الكلام. وإنما هو أفضل ما قلت مطلقا)*
مجموع الفتاوى
(24/ 234)
*٩)صيامه خير صيام:*
لأن: رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئِلَ عَنْ صَوْمِ يَوْمِ عَرَفَةَ؟ فَقَالَ: «يُكَفِّرُ السَّنَةَ الْمَاضِيَةَ وَالْبَاقِيَةَ»
رواه مسلم وغيره
وعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: *«مَا مِنَ السَّنَةِ يَوْمٌ أَحَبُّ إِلَيَّ أَنْ أَصُومَهُ مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ»*
رواه ابن أبي شيبة في مصنفه رقم (9716).
قال الإمام الترمذي رحمه : *وَقْدِ اسْتَحَبَّ أَهْلُ العِلْمِ صِيَامَ يَوْمِ عَرَفَةَ، إِلَّا بِعَرَفَةَ»*
وقال الشيخ عبدالله البسام في توضيح الأحكام (3/201):
صوم يوم عرفة هو *أفضل صيام التطوع بإجماع العلماء.*
*١٠)الغفران فيه لعامين:*
لما رواه مسلم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ *يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ، وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ*»
قال الماوردي:
ومعنى قوله:"أحتسب على الله": أي أرجوا من الله, قال ابن الأثير: الاحتساب على الله البدار إلى طلب الأجر وتحصيله باستعمال أنواع البر. اه‍
*▪️والمراد بتكفير الذنوب:*
ما قاله النووي رحمه الله: معناه يكفر ذنوب صائمه في السنتين ,قالوا: *والمراد بها الصغائر ... فإن لم تكن صغائر يرجى التخفيف من الكبائر, فإن لم يكن رفعت درجات*. اهـ .

قال المناوي: والمكفَّر من الذنوب-(سواء في الحج أو والعمره)- هو الصغائر لكن هذه الطاعات ربما أثرت في القلب فأورثت توبة تكفر كل خطيئة. اهـ
*▪️الحكمة من تكفير صيام عرفة لسنتين ،بينما عاشوراء لسنة فقط:*
*قال ابن القيم:*
*الأول:* أن يوم عرفة في شهر حرام ، وقبله شهر حرام ، وبعده شهر حرام ، بخلاف عاشوراء .
*الثاني*:أن صوم يوم عرفة من خصائص شرعنا ، بخلاف عاشوراء ، فضوعف ببركات المصطفى .
*بدائع الفوائد (4-211)*.
وقال ابن حجر::
أن يوم عاشوراء *منسوب إلى موسى* عليه السلام ويوم عرفة منسوب إلى النبي صلى الله عليه و سلم *فلذلك كان أفضل*".
*فتح الباري (4-249)*.
ومن ذلك :أن عرفة وقع نهاية العام *كنهاية الأعمار التي هي أفضل من بداية الأعمار فناسب مزيد غفران،بخلاف عاشوراء ففي بدايته*
وأن عرفة *صومه تعبدا و شكرا على الهداية وإكمال الدين فيه*،بينما عاشوراء صامه موسى *شكرا على النصر على فرعون فقط*.
*▪️كيف يفغر له لسنة قادمة وهو لم يذنب فيها بعد:*
قال المناوي رحمه الله: والسنة التي بعده: بمعنى أنه تعالى *يحفظه أن يذنب فيها أو يعطى من الثواب ما يكون كفارة لذنوبها أو يكفرها حقيقة ولو وقع فيها ويكون المكفِّر مقدما على المكفَّر.*
فيض القدير (4-230)
قال صاحب العدة: *وذا لا يوجد شيء مثله في شيء من العبادات*.اهــ
إذن إما *يعصمه* من أن يذنب،وإما إن وقع بالذنب *توبه فغفر له*
*١١)الحج أهم زمانه ومكانه يوم عرفه:*
يوم عرفة ركن من أركان الحج : بل هو *ركن الحج الأعظم ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (الحج عرفة)* متفق عليه.
قال المناوي رحمه الله: *أي ركنه الأكبر وذلك لدلالته على أن فاعله يقبل بوجهه إلى الله معرضا عما سواه.* اهـ
وقال النووي رحمه الله: الحج عرفة: *أي عماده ومعظمه عرفة*.اهـ
ومعنى ذلك: أن من فاته الوقوف بعرفة فقد فاته الحج.
*١٢)ميزة العشر ومنها عرفة والتشريق:كثرة الذكر ورفع الصوت بالتكبير والتلبية:*
قال تعالى :( وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ *ليَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ *) وقد أورد ابن كثير في تفسير هذه الآية : عن ابن عباس رضي الله عنهما : الأيام المعلومات أيام العشر.
فخصت العشر بالذكر ليكثر من ذكره ،ومنه يوم عرفة.
والذكر يوم عرفة خصوصا قال تعالى: { فَإِذَا أَفَضْتُم مِّنْ عَرَفَاتٍ *فَاذْكُرُواْ الله عِندَ المشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ* وَإِن كُنتُم مِّن قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّآلِّين}
ـ والمشعر الحرام هو مزدلفةـ
إلى قال سبحانه: {فَإِذَا قَضَيْتُم مَّنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُواْ الله كَذِكْرِكُمْ آبَاءكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا }
قال المفسر البغوي رحمه الله: أَيْ: فَرَغْتُمْ مِنْ حَجِّكُمْ وَذَبَحْتُمْ نَسَائِكَكُمْ، أَيْ: ذَبَائِحَكُمْ، فَاذْكُرُوا الله بِالتَّكْبِيرِ وَالتَّحْمِيدِ وَالثَّنَاءِ عَلَيْهِ، كَذِكْرِكُمْ آباءَكُمْ، وَذَلِكَ أَنَّ الْعَرَبَ كَانَتْ إِذَا فَرَغَتْ مِنَ الْحَجِّ وَقَفَتْ عِنْدَ الْبَيْتِ فَذَكَرَتْ مَفَاخِرَ آبَائِهَا، فأمرهم الله بذكره، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ وَعَطَاءٌ: مَعْنَاهُ فَاذْكُرُوا الله كَذِكْرِ الصِّبْيَانِ الصِّغَارِ الْآبَاءَ، وَذَلِكَ أَنَّ الصَّبِيَّ أَوَّلُ مَا يَتَكَلَّمُ يلهج بذكر أبيه لا يذكر غَيْرِهِ، فَيَقُولُ الله فَاذْكُرُوا الله لَا غَيْرَ، كَذِكْرِ الصَّبِيِّ أَبَاهُ، أَوْ أَشَدَّ ذِكْرا. اهـ.
وروى الإمام مسلم عن ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، قَالَ: «غَدَوْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ مِنًى إِلَى عَرَفَاتٍ، *مِنَّا الْمُلَبِّي وَمِنَّا الْمُكَبِّرُ»*
والله يحب العج الثج.
*▪️حكمة التكبير في هذه الأيام:*
قال الخطابي:
(أن الجاهلية كانوا يذبحون لطواغيتهم فيها.
*فشُرع التكبير فيها إشارةً إلى تخصيص الذبح له وعلى اسمه عزّ وجل)*
فتح الباري535/2
*١٣)كبقية العشر الذي العمل الصالح يكون أحب إلى الله:*
لحديث: *(ما من أيامٍ العمل الصالح فيها أحبُّ إلى الله من هذه الأيامِ ( يعني أيامَ العشر )*. رواه البخاري وغيره .
وفي لفظ : قال النبي صلى الله عليه وسلم :*(ما من عمل أزكى عند الله عز وجل ، ولا أعظم أجرا من خير يعمله في عشر الأضحى قيل : ولا الجهاد في سبيل الله عز وجل ؟ قال : ” ولا الجهاد في سبيل الله عز وجل ، إلا رجل خرج بنفسه وماله ، فلم يرجع من ذلك بشيء)* رواه الدارمي ، وحسن إسناده الشيخ الألباني في كتابه إرواء الغليل.
*١٤)كذلك تعظم المعصية زمن المغفرة:*
‏( *المعاصي في الأيام المفضلة والأمكنة المفضلة تغلظ وعقابها بقدر فضيلة الزمان والمكان)*
مجموع الفتاوى( جـ٣٤/صـ١٨٠ )
*١٥)أعظم جمع كان فيه وكذا منى إذ بلغ عدد الصحابة فيه مائة ألف وقيل عشرون ألف ومائة ألف.*
*وفي خطبة جامعة كانت فيه وفي منى:(إن دماءكم..حرام عليكم كحرمة يومكم هذا...)*
*وفي حجة الوداع التي مات رسول الله بعدها ببضع وثمانين يوم.*
والحمد لله التي بنعمته تتم الصالحات
-------🔸----🔹------
أعده وجمعه/عبده بن حسين اليافعي
الجمعةعرفة9 ذوالحجة 1443هجرية
https://www.tg-me.com/ALTAMSOKPLSNa
حياة قصيرة للغاية، قد تكون نهايتك في أقرب وقت وأنت تظن أنها طويلة، ومن قصرها؛ كأنها رقاد نوم ثم تستيقظ منها على عملك وماذا صنعت في هذه الحياة القصيرة!؟
صدقني أن المضي في هذه الدنيا دون توقف ومحاسبة للنفس مع حق الله، مؤدي للهلاك والندم يوم لا ينفع الندم، فأصلح نفسك من الآن.
https://www.tg-me.com/ALTAMSOKPLSNa
🗓 *#تقويم_التمسك_بالسنة_نجاة*
*#الجمعة#٨_ذو الحجـــــة ١٤٤٥هـ*
*📋#التقويم_الهجري*
*الدال على الخير كفاعله*
https://www.tg-me.com/ALTAMSOKPLSNa
لماذا كانت (عرفة) خارج حدود الحرم، على عكس (منى ومزدلفة) فهما داخلتان في حدود الحرم؟

بيّن بعض أهل العلم حكمة هذه المفارقة العجيبة؛ بما جاء عن الخليل بن أحمد قال:

"سمعتُ سفيان الثوري يقول:
قدمتُ مكة فإذا أنا بجعفر بن محمد قد أناخ بالأبطح، فسألته:

لم جُعِلَ الموقف من وراء الحرم، ولم يُصَيَّرْ في المشعر الحرام؟

فقال: الكعبة: بيت الله، والحرم: حجابه، والموقف: بابه، فلمَّا قصدوه أوقفهم بالباب يتضرَّعون، فلمَّا أذِن لهم بالدخول، أدناهم من الباب الثاني، وهو المزدلفة، فلمَّا نظر إلى كثرة تضرُّعهم وطول اجتهادهم رحِمَهم...
فلما رحمهم أمرهم بتقريب قربانهم، فلما قربوا قربانهم، وقضوا تفثهم، وتطهروا من الذنوب، أمرهم بالزيارة لبيته.

قال له: فلم كُرِه الصوم أيام التشريق؟
قال: لأنهم في ضيافة الله، وليس للضَّيف أن يصوم عند مَنْ أضافه" .

تاريخ الإسلام(٩٢/٩)
شعب الإيمان (٤٩٩/٣)
واتساب
https://chat.whatsapp.com/K35w4gC31VLJMRSgQgW7sq
تلجرام
https://www.tg-me.com/ALTAMSOKPLSNa
خطبة عيد الأضحى المبارك لعام ١٤٤٤هــ
https://www.tg-me.com/ALTAMSOKPLSNa
لشيخنا المبارك أبي بكر الحمادي حفظه الله ورعاه

سجلت بتاريخ ١٠ ذي الحجة ١٤٤٤ه‍
محافظة إب حفظها الله وسائر بلاد المسلمين

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم.

 {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ} [آل عمران: 102].
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} [النساء: 1].
 {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} [الأحزاب: 70-71]
أما بعد:فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم،وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة.

يقول سبحانه وتعالى في كتابه الكريم :{ وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ (27) لِّيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ ۖ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ (28) ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ (29)} إلى أن قال سبحانه وتعالى :{ وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكًا لِّيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ ۗ فَإِلَٰهُكُمْ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا ۗ وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ (34) الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَالصَّابِرِينَ عَلَىٰ مَا أَصَابَهُمْ وَالْمُقِيمِي الصَّلَاةِ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ (35) وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُم مِّن شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ ۖ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ ۖ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ ۚ كَذَٰلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (36) لَن يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَٰكِن يَنَالُهُ التَّقْوَىٰ مِنكُمْ ۚ كَذَٰلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ ۗ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ (37)}[الحج:34،37].
معاشر المسلمين : نحن في هذا اليوم المبارك يوم الحج الأكبر، وأذان من الله ورسوله إلى الناس يوم الحج الأكبر، وقف النبي عليه الصلاة والسلام بين الجمرات، كما روى البخاري معلقا من حديث عبدالله بن عمر فقال عليه الصلاة والسلام :" هذا يوم الحج الأكبر.
فنحن في هذا اليوم يوم النحر يوم الحج الأكبر، يوم مبارك من أعظم الأيام وأفضل الأيام عند الله عز وجل، جاء في حديث عبدالله بن قرط رضي الله عنه عن رسول الله عليه الصلاة والسلام أنه قال:"أعظمُ الأيامِ 
عند اللهِ يومُ النَّحرِ ، ثم يومُ القُرِّ.
ويوم القر هو : اليوم الحادي عشر الذي يستقر الناس يستقر الحجاج فيه بمنى من أجل رمي الجمرات، هذا اليوم من أعظم الأيام، ومن أحب الأيام إلى الله عز وجل، أقسم الله سبحانه وتعالى به في قوله:{ والفجر} وأقسم الله سبحانه وتعالى به في قوله:{والشفع والوتر} فإن المراد بالشفع في قول جماعة من العلماء هو يوم العاشر هذا اليوم الذي نحن فيه، هذا اليوم هو ختام الأيام العشر التي العمل الصالح فيها أحب إلى الله عز وجل من غيرها، كما جاء ذلك عن رسول الله عليهم والسلام، في حديث عبدالله بن عباس رضي الله عنهما.

معشر المسلمين : إن نبيكم عليه الصلاة والسلام خطب في الناس في هذا اليوم في مكة في حجة الوداع كما في الصحيحين من حديث أبي بكرة خطب الناس فقال لهم:" أي يوم هذا؟ فقالوا : الله ورسوله أعلم، ثم سكت حتى خشينا أن يسميه بغير اسمه، فقال : أليس يوم النحر؟ قلنا: بلى، ثم قال : وأي شهر هذا ؟ قلنا: الله ورسوله أعلم، فسكت حتى حسبنا أو خشينا أن يسميه بغير اسمه، قال : أليس بذي الحجة؟ قلنا: بلى، ثم قال : وأي بلد هذا؟ فقلنا: الله رسول أعلم، فسكت حتى خشينا أن يسميه بغير اسمه، قال : أليس بالبلدة الحرام؟ قلنا: بلى.، قال : فإن دمائكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا ألا هل بلغت؟ قالوا: نعم، قال : اللهم فاشهد.
بلغ أمته عليه الصلاة والسلام هذا البلاغ المبين، وحرص نبينا عليه الصلاة والسلام في ذلك المجمع العظيم في حجة الوداع التي اجتمع الناس فيها من كل مكان، اجتمعوا المسلمون في كل مكان في حجة الوداع ليحجوا مع رسول الله عليه الصلاة والسلام، فقام النبي عليه الصلاة والسلام في ذلك المشهد العظيم ووعظ الناس وكان مما وعظ أن بين لهم النبي عليه الصلاة والسلام حرمة الدماء، وحرمة الأموال، وأن حرمة الدماء والأموال كحرمة يوم النحر، وكحرمة شهر ذي الحجة، وكحرمة البلد الحرام، كما أخبرنا بذلك نبينا عليه الصلاة والسلام.

معاشر المسلمين: خطب نبينا عليه الصلاة والسلام في الناس فقال :"إنَّ أوَّلَ ما نَبْدَأُ به في يَومِنا هذا أنْ نُصَلِّيَ، ثُمَّ نَرْجِعَ، فَنَنْحَرَ، فمَن فَعَلَ ذلكَ فقَدْ أصابَ سُنَّتَنَا، ومَن ذَبَحَ قَبْلَ أنْ يُصَلِّيَ فإنَّما هو لَحْمٌ عَجَّلَهُ لأهْلِه، ليسَ مِنَ النُّسُكِ في شيءٍ.
كما جاء في الصحيحين من حديث البراء، فبين النبي عليه الصلاة والسلام في خطبته للناس أن أول ما يعملون هو الصلاة، خطب الناس قبل صلاة العيد في يوم من الأيام وبين لهم النبي عليه الصلاة والسلام ما سيعملون في هذا اليوم، وأن أول ما سيقومون به هو أن يصلوا صلاة العيد، ثم يرجعون إلى النحر إلى نحر الأضاحي وإلى ذبحها، فمن فعل ذلك أي ذبح بعد صلاة العيد فقد أصاب سنة المسلمين، ومن استعجل وذبح قبل صلاة العيد فليس ذلك من النسك في شيء وإنما هو لحم يقدمه لأهله، فمن ذبح قبل صلاة العيد فليست تلك أضحية مجزية، وإنما هو لحم استعجله لأهله، والواجب عليه أن يعيد الذبح مرة أخرى بعد صلاة العيد لما جاء في الصحيحين من حديث جندب بن سفيان رضي الله عنهم عن رسول الله عليه الصلاة والسلام أنه قال:" من ذبح قبل الصلاة فليذبح شاة مكانها.
وفي الصحيحين من حديث أنس رضي الله عنه عن رسول الله عليه الصلاة والسلام أنه قال:" من كان ذبح قبل الصلاة فليعد. يجب إعادة الذبح مرة أخرى وجوبا، وجوبا لا استحبابا، فمن استعجل وذبح قبل الصلاة يجب عليه أن يعيد الذبح وجوبا، كما بين لنا ذلك نبينا عليه الصلاة والسلام.

معشر المسلمين : يجب أن نراعي
بعض الأمور في هذا اليوم مما يتعلق بالأضاحي منها أن يسمي العبد ربه سبحانه وتعالى عند الذبح، يسمي العبد ربه ويذبح ذبحا شرعيا ينهر الدم فإن لم يكن كذلك فهي ميتة
لا تحل للأكل، ولا تعد عبادة، ولا تعد أضحية، لأن ربنا سبحانه وتعالى يقول:{وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ}[الأنعام:121].
وفي الصحيحين من حديث رافع بن خديج رضي الله عنه، قال عليه الصلاة والسلام :" ما أنهر الدم وذكر اسم الله عليه فكلوه.
فمفهوم ذلك أن البهيمة إذا لم يذكر عليها اسم الله ولم يحصل إنهار الدم منها فلا يحل للمسلم أن يأكلها، بل هي من جملة الميتات، ومما يجب أن يراعى في أمر الأضحية في هذا اليوم ألا يذبح الأضحية من كان لا يصلي، لا تجعل قاطع الصلاة يذبح الأضحية فإن قاطع الصلاة حكم عليه نبينا عليه الصلاة والسلام بالكفر، في قوله : بين الرجل وبين الكفر ترك الصلاة.
وقال عليه الصلاة والسلام :" العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر.
فإذا ذبح الأضحية من لا يصلي فليست بأضحية شرعية، وليست بشاة طيبة يحل أكلها، بل هي من جملة الميتات لا يحل أكلها، اذبح أضحيتك بنفسك، أو وكل من كان مصليا.
وهكذا مما يراعى في أمر الأضحية أنه لا يجوز للشخص يبيع شيئا منها لا من لحمها ولا من رأسها ولا من جلدها ولا من غير ذلك من أجزائها، ولا يعطي الجزار منها شيئا على سبيل الأجرة، وله أن يعطيه بعد ذلك على سبيل الهبة، في الصحيحين من علي رضي الله عنه قال :" أمرني النبي عليه الصلاة والسلام أن أقوم على بدنه وأن أتصدق بلحومها وجلودها وأجلتها وألا أعطي الجزار شيئا، قال ونحن نعطيه من عندنا. يعطي الجزار بعد أن يذبح وتتفق معه على الأجرة التامة الكاملة ما شئت بعد أن يذبح، أما أن تجعل شيئا من لحمها أجرة في الذباحة فإن ذلك مما نهى عنه النبي عليه الصلاة والسلام.
وهكذا مما يراعى في أمر الأضحية إراحة الأضحية، إراحة الأضحية بحد السكين، فإن النبي عليه الصلاة والسلام يقول لعائشة كما في مسلم حين قال لها: هلم المدية ثم قال انشريها بحجر.
وفي حديث النواس قال عليه الصلاة والسلام :"إنَّ اللَّهَ كَتَبَ الإحْسَانَ علَى كُلِّ شيءٍ، فَإِذَا قَتَلْتُمْ فأحْسِنُوا القِتْلَةَ، وإذَا ذَبَحْتُمْ فأحْسِنُوا الذَّبْحَ، وَلْيُحِدَّ أَحَدُكُمْ شَفْرَتَهُ، فَلْيُرِحْ ذَبِيحَتَهُ.
وإحداد الشفرة يكون بعيدا عن البهيمة، ولا يكون عند إضجاعها فإن هذا من تخويفها وتعذيبها، في حديث عبدالله بن عباس في الحاكم وعند غيره رأى النبي عليه الصلاة والسلام رجلا قد أضجع الشاة وهو يحدد السكين فقال له النبي عليه الصلاة والسلام:" أتريد أن تميتها موتات، هلا حددت شفرتك قبل أن تضجعها.
معاشر المسلمين: هذا اليوم يوم الصدقات والإحسان إلى الفقراء والمساكين كيوم الفطر، يوم الفطر أمر الله سبحانه وتعالى وأمر رسوله الكريم عليه الصلاة والسلام بصدقة الفطر من أجل إغناء الفقراء والمساكين في يوم العيد عن مسألة الناس، وفي هذا اليوم يوم النحر حث ربنا سبحانه وتعالى على إطعامهم من لحوم الأضاحي والهدي فقال :{فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ (28)}[الحج:28].
قال:{فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ}[الحج:36].
وفي البخاري من حديث سلمة بن الأكوع رضي الله عنه، قال عليه الصلاة والسلام :" كلوا وادخروا وأطعموا.
أسأل الله سبحانه وتعالى أن يغفر لنا ذنوبنا أجمعين، وأن يرحمنا برحمته إنه هو الغفور الرحيم، وأن يهدينا وإياكم إلى الصراط المستقيم، وأن يجعلنا هداة مهتدين غير ضالين ولا مضلين، والحمد لله رب العالمين.

*فرغها : أبو عبدالله زياد المليكي*
#غداً يوم عرفة فلا يفوتك صيامه
📝عن أبي قتادة الأنصاري رضي الله عنه أن رسول صلى الله عليه وسلم سئل عن صوم يوم عرفة فقال:
" كفارة سنتين وسئل عن صوم يوم عاشوراء فقال كفارة سنة ".
صحيح على شرط مسلم
═════ ❁✿❁ ══════
🌿 أسهموا في النشر فالدال على الخير كفاعله.
🖋 للمزيد من الفوائد تابعونا عبر تلجرام 👇
📲 https://www.tg-me.com/ALTAMSOKPLSNa
#بطائق_دعوية
ن أبي قتادة الأنصاري رضي الله تعالى عنه: أنَّ رسول الله ﷺ سُئل عن صوم يوم عرفة، فقال: يُكفِّر السنة الماضية والباقية،». رواه مسلم*
▫️فضل يوم عرفة

جاء في الصحيحين من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه:"أنَّ رَجُلًا، مِنَ اليَهُودِ قالَ له: يا أمِيرَ المُؤْمِنِينَ، آيَةٌ في كِتَابِكُمْ تَقْرَؤُونَهَا، لو عَلَيْنَا مَعْشَرَ اليَهُودِ نَزَلَتْ، لَاتَّخَذْنَا ذلكَ اليومَ عِيدًا. قالَ: أيُّ آيَةٍ؟ قالَ: {اليومَ أكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وأَتْمَمْتُ علَيْكُم نِعْمَتي ورَضِيتُ لَكُمُ الإسْلَامَ دِينًا} قالَ عُمَرُ: قدْ عَرَفْنَا ذلكَ اليَومَ، والمَكانَ الذي نَزَلَتْ فيه علَى النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وهو قَائِمٌ بعَرَفَةَ يَومَ جُمُعَةٍ"
═════ ❁✿❁ ══════
🌿 أسهموا في النشر فالدال على الخير كفاعله.
🖋 للمزيد من الفوائد تابعونا عبر تلجرام 👇
📲 https://www.tg-me.com/ALTAMSOKPLSNa
#بطائق_دعوية
📝 15 مسألة تتعلق بيوم عرفة

⤵️ لا تفوتك اسمعها من هنا👇🏻
https://www.tg-me.com/AbuKhlid3320/50764
🗓 *#تقويم_التمسك_بالسنة_نجاة*
*#السبت#٩_ذو الحجـــــة ١٤٤٥هـ*
*📋#التقويم_الهجري*
*الدال على الخير كفاعله*
https://www.tg-me.com/ALTAMSOKPLSNa
2024/09/29 07:24:11
Back to Top
HTML Embed Code: