Telegram Web Link
آخر_موعد
لقص الأظافر وأخذ شيء من الشعر لمن يريد أن يُضحي الخميس
قبل آذان المغرب.
#ذكر بها اهلك وأصدقاءك
عن أم سلمة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إِذَا رَأَيْتُمْ هِلَالَ ذِي الْحِجَّةِ وَأَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ يُضَحِّيَ فَلْيُمْسِكْ عَنْ شَعْرِهِ (_وَأَظْفَارِهِ ) رواه مسلم ( 1977 ) وفي رواية ( فَلا يَمَسَّ مِنْ شَعَرِهِ وَبَشَرِهِ شَيْئًا ) .
والبشرة : ظاهر الجلد الإنسان.
https://www.tg-me.com/ALTAMSOKPLSNa
🗓 *#تقويم_التمسك_بالسنة_نجاة*
*#الأربعاء#٢٨_ذو العقـــــدة ١٤٤٥هـ*
*📋#التقويم_الهجري*
*الدال على الخير كفاعله*
https://www.tg-me.com/ALTAMSOKPLSNa
🗓 *#تقويم_التمسك_بالسنة_نجاة*
*#الخميس#٢٩_ذو العقـــــدة ١٤٤٥هـ*
*📋#التقويم_الهجري*
*الدال على الخير كفاعله*
https://www.tg-me.com/ALTAMSOKPLSNa
📝 استقبال عشر ذي الحجة📝

✒️للمتابعة من هنا 👇🏻
https://www.tg-me.com/AbuKhlid3320/50659
🗓 *#تقويم_التمسك_بالسنة_نجاة*
*#الجمعة#١_ذو الحجـــــة ١٤٤٥هـ*
*📋#التقويم_الهجري*
*الدال على الخير كفاعله*
https://www.tg-me.com/ALTAMSOKPLSNa
💢💥يغفر لصاحب التوحيد ما لا يغفر لصاحب الإشراك💥💢
👇🏻👇🏻👇🏻👇🏻👇🏻
• - قال الإمام ابن القيم
• - رحمه الله تبارك و تعالىٰ - :

• - يغفر لصاحب التوحيد ما لا يغفر لصاحب الإشراك ، لأنه قد قام به مما يحبه الله ما اقتضىٰ أن يغفر له ، ويسامحه ما لا يسامح به المشرك ، وكما كان توحيد العبد أعظم ، كانت مغفرة الله له أتم ، فمن لقيه لا يشرك به شيئًا البتة غفر له ذنوبه كلها ، كائنة ما كانت ، ولم يعذب بها .

• - ولسنا نقول : إنه لا يدخل النار أحد من أهل التوحيد ، بل كثير منهم يدخل بذنوبه ، ويعذب علىٰ مقدار جرمه ، ثم يخرج منها ، ولا تنافي بين الأمرين لمن أحاط علمًا بما قدمناه .
📚【 مدارج السالكين (٣٣٨/١) 】
https://www.tg-me.com/ALTAMSOKPLSNa
🗓 *#تقويم_التمسك_بالسنة_نجاة*
*#السبت#٢_ذو الحجـــــة ١٤٤٥هـ*
*📋#التقويم_الهجري*
*الدال على الخير كفاعله*
https://www.tg-me.com/ALTAMSOKPLSNa
🗓 *#تقويم_التمسك_بالسنة_نجاة*
*#الأحد#٣_ذو الحجـــــة ١٤٤٥هـ*
*📋#التقويم_الهجري*
*الدال على الخير كفاعله*
https://www.tg-me.com/ALTAMSOKPLSNa
🗓 *#تقويم_التمسك_بالسنة_نجاة*
*#الأثنين#٤_ذو الحجـــــة ١٤٤٥هـ*
*📋#التقويم_الهجري*
*الدال على الخير كفاعله*
https://www.tg-me.com/ALTAMSOKPLSNa
🗓 *#تقويم_التمسك_بالسنة_نجاة*
*#الأربعاء#٦_ذو الحجـــــة ١٤٤٥هـ*
*📋#التقويم_الهجري*
*الدال على الخير كفاعله*
https://www.tg-me.com/ALTAMSOKPLSNa
https://www.tg-me.com/ALTAMSOKPLSNa
خطبة بعنوان:
((فضل يوم عرفة ويوم النحر))

الخطبة الأولى
إن الحمد لله نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبد ه ورسوله.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ الله حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُون}[آل عمران:102]
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ الله الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ الله كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا}[النساء:1]
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا الله وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ الله وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا }[الأحزاب:70-71]
أما بعد:
فإن أصدق الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.
أيها الناس..
إن من أعظم الأيام عند الله لهو يوم عرفة ويوم النحر،بل هما أعظم أيام السنة,فقدعظمهما الله وفضلهما على غيرهما من الأيام وخصهما بمزايا كثيرة، وجعلهما عيدين عظيمين من أعياد المسلمين،فجعل الوقوف في عرفة ركنًا من أركان الحج ،وجعل أكثر مناسك الحج في يوم النحر
ففي يوم عرفة يعتق الله عبيدا كثيرا من النار، ويغفر فيه لأهل عرفات ويباهي بهم ملائكته, وهو اليوم الذي أكمل الله فيه الدين وجعل خير الدعاء في ذلك اليوم, ومن صام ذلك اليوم غفر له ذنوب عامين إلى غير ذلك من فضائل ذلك اليوم.
فلفضل هذا اليوم أقسم الله به في كتابه الكريم والله سبحانه عظيم لا يقسم إلا بعظيم يدل على عظمته فقال سبحانه: {وَالْفَجْرِ وَلَيَالٍ عَشْرٍ وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ} [الفجر : 1 - 3]
قال المفسر الطبري رحمه الله: قال بعضهم في تفسير الوتر هو يوم عرفة. اهـ
وقال تعالى: {وَالسَّمَاء ذَاتِ الْبُرُوج * وَالْيَوْمِ الموْعُود * وَشَاهِدٍ وَمَشْهُود }[البروج:1-3] قال المفسر ابن كثير رحمه الله: واليوم المشهود هو يوم عرفة . اهـ
وقد روى الترمذي عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "اليَوْمُ الموْعُودُ يَوْمُ القِيَامَةِ، وَاليَوْمُ المشْهُودُ يَوْمُ عَرَفَةَ، وَالشَّاهِدُ يَوْمُ الجُمُعَةِ".
ويوم عرفة هو اليوم الذي أكمل الله فيه الدين وأتم فيه النعمة ، قال تعالى: { الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا }[المائدة:3]
وروى البخاري ومسلم عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ، أَنَّ الْيَهُودَ، قَالُوا لِعُمَرَ: إِنَّكُمْ تَقْرَءُونَ آيَةً، لَوْ أُنْزِلَتْ فِينَا لَاتَّخَذْنَا ذَلِكَ الْيَوْمَ عِيدًا، فَقَالَ عُمَرُ: إِنِّي لَأَعْلَمُ حَيْثُ أُنْزِلَتْ، وَأَيَّ يَوْمٍ أُنْزِلَتْ، وَأَيْنَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَيْثُ أُنْزِلَتْ، «أُنْزِلَتْ بِعَرَفَةَ وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاقِفٌ بِعَرَفَةَ» فتبين من هذا الحديث أن هذه الآية الكريمة نزلت في يوم عيدين يوم عرفة ويوم الجمعة, وهما من أعياد المسلمين.
قال ابن رجب رحمه الله:لكن يوم عرفة عيد لأهل الموقف خاصة.
وجعل الله الوقوف بعرفة ركنًا من أركان الحج لا يصح الحج إلا به, لما وروى أبو داود عن عُروة بن مُضَرِّسِ الطائي رضي الله عنه، قال: قال رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلم -: "مَنْ أدرَكَ معنا هذه الصلاة، وأتى عَرَفَاتٍ قبلَ ذلك ليلاً أو نهاراً فقد تم حجُّه وقضى تفَثَه"
وروى النسائي عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَعْمَرَ رضي الله عنه ، قَالَ: شَهِدْتُ رَسُولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَتَاهُ نَاسٌ، فَسَأَلُوهُ عَنِ الْحَجِّ؟ فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْحَجُّ عَرَفَةُ، فَمَنْ أَدْرَكَ لَيْلَةَ عَرَفَةَ قَبْلَ طُلُوعِ الْفَجْرِ مِنْ لَيْلَةِ جَمْعٍ، فَقَدْ تَمَّ حَجُّهُ».
ومعنى قوله صلى الله عليه وسلم: "الحج عرفة": قال المناوي رحمه الله: أي ركنه الأكبر وذلك لدلالته على أن فاعله يقبل بوجهه إلى الله معرضا عما سواه. اهـ
وقال النووي رحمه الله: "الحج عرفة": أي عماده ومعظمه عرفة. اهـ
ومعنى ذلك: أن من فاته الوقوف بعرفة فقد فاته الحج.
ويشرع في هذا اليوم الإكثار من ذكر الله لِما مَنَّ الله به على عباده بالهداية وعلمهم ما لم يكونوا يعلمون, فهذه من أكبر النعم التي يجب شكرها بالقلب واللسان والجوارح ويدخل في الشكر ذكره تعالى بالقلب واللسان, ومن ذلك: الذكر يوم عرفة قال تعالى: { فَإِذَا أَفَضْتُم مِّنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُواْ الله عِندَ المشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِن كُنتُم مِّن قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّآلِّين}[البقرة:198] .
إلى قوله سبحانه: {فَإِذَا قَضَيْتُم مَّنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُواْ الله كَذِكْرِكُمْ آبَاءكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا }[البقرة:200] .
والمشعر الحرام هو مزدلفة.
قال المفسر البغوي رحمه الله:{فَإِذَا قَضَيْتُم مَّنَاسِكَكُمْ} أَيْ: فَرَغْتُمْ مِنْ حَجِّكُمْ وَذَبَحْتُمْ نَسَائِكَكُمْ، أَيْ: ذَبَائِحَكُمْ، فَاذْكُرُوا الله بِالتَّكْبِيرِ وَالتَّحْمِيدِ وَالثَّنَاءِ عَلَيْهِ، كَذِكْرِكُمْ آباءَكُمْ، وَذَلِكَ أَنَّ الْعَرَبَ كَانَتْ إِذَا فَرَغَتْ مِنَ الْحَجِّ وَقَفَتْ عِنْدَ الْبَيْتِ فَذَكَرَتْ مَفَاخِرَ آبَائِهَا، فأمرهم الله بذكره، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ وَعَطَاءٌ: مَعْنَاهُ فَاذْكُرُوا الله كَذِكْرِ الصِّبْيَانِ الصِّغَارِ الْآبَاءَ، وَذَلِكَ أَنَّ الصَّبِيَّ أَوَّلُ مَا يَتَكَلَّمُ يلهج بذكر أبيه لا يذكر غَيْرِهِ، فَيَقُولُ الله فَاذْكُرُوا الله لَا غَيْرَ، كَذِكْرِ الصَّبِيِّ أَبَاهُ، أَوْ أَشَدَّ ذِكْرا. اهـ.
ويشرع التكبير عقب الصلوات من فجر يوم لعرفة،لما روى الإمام مسلم عن ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، قَالَ: «غَدَوْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ مِنًى إِلَى عَرَفَاتٍ، مِنَّا الْمُلَبِّي وَمِنَّا الْمُكَبِّرُ».
ويشرع في هذا اليوم الإكثار من الدعاء ,من كان في عرفات وغيرهم ممن حج أو لم يحج ,فإن الدعاء في هذا اليوم له فضل عظيم ويتأكد فيه الإجابة بإذن الله تعالى لفضل ذلك اليوم ولأن الدعاء في يوم عرفة هو خير ا لدعاء .
قال بعض أهل العلم: لأنه أجزل إثابة وأعجل إجابة. اهـ
فقد روى الترمذي عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ رضي الله عنه، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "خَيْرُ الدُّعَاءِ دُعَاءُ يَوْمِ عَرَفَةَ، وَخَيْرُ مَا قُلْتُ أَنَا وَالنَّبِيُّونَ مِنْ قَبْلِي: لاَ إِلَهَ إِلاَّ الله وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ".
ومن فضل هذا اليوم أن الله يباهي بأهل عرفات ملائكته ويغفر لهم ويشفعهم فيمن أرادوا ويضمن لهم التبعات.
فقد روى الإمام أحمد عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يُبَاهِي مَلَائِكَتَهُ عَشِيَّةَ عَرَفَةَ بِأَهْلِ عَرَفَةَ، فَيَقُولُ: انْظُرُوا إِلَى عِبَادِي أَتَوْنِي شُعْثًا غُبْرًا ".
وروى الطبراني عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لرجل من الأنصار جاء يسأله عن وقوفه عشية عرفة فقال: "... وأما وقوفك عشية عرفة فإن الله يهبط إلى السماء الدنيا فيباهي بكم الملائكة، يقول: هؤلاء عبادي، أتوني شعثا غبرا من كل فج عميق، يرجون رحمتي ومغفرتي، فلو كانت ذنوبكم كعدد رمل عالج أو كزبد البحر لغفرتها، أفيضوا عبادي مغفورًا لكم ولمن شفعتم له". الحديث.
وروى ابن المبارك عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: وقف النبي صلى الله عليه وسلم بعرفات، وكادت الشمس أن تؤوب، فقال: "يا بلال، أنصت لي الناس"، فقام بلال، فقال: أنصتوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فأنصت الناس، فقال: "معاشر الناس، أتاني جبريل آنفاً، فأقرأني من ربي السلام، وقال: إن الله غفر لأهل عرفات وأهل المشعر، وضمِن عنهم التبِعات" فقام عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله هذا لنا خاصة؟ قال: "هذا لكم ولمن أتى من بعدكم إلى يوم القيامة" فقال عمر بن الخطاب: كثر خير الله وطاب.
ومعنى يباهي بكم ملائكته: قال النووي رحمه الله: معناه يظهر فضلكم للملائكة ويريهم حسن عملكم ويثني عليكم عندهم وأصل البهاء الحسن والجمال. اهـ
ومعنى قوله:" ويضمن عنكم التبعات": أي المظالم التي عليهم لغيرهم بأن يرضي أصحاب تلك التبعات أو هي آثار الذنوب والمعاصي.
ويوم عرفة هو أحد أعياد المسلمين التي ينبغي للمسلمين أن يعظموه ويتقربوا فيه إلى الله ما استطاعوا من القربات من الذكر والتكبير والتهليل والصدقة والصيام، هذا هو العيد المراد المشروع.
فمن أعياد المسلمين المشروعة عيد عرفة فقد روى النسائي عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ يَوْمَ عَرَفَةَ وَيَوْمَ النَّحْرِ وَأَيَّامَ التَّشْرِيقِ عِيدُنَا أَهْلَ الْإِسْلَامِ، وَهِيَ أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ»
يعني أيام التشريق أيام أكل وشرب وأما يوم عرفة فإنه يستحب صيامه لمن كان خارج عرفات لما روى الإمام مسلم عن أبي قتادة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ، وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ» الحديث.
والذنوب التي يكفرها صيام يوم عرفة هي الصغائر فإن لم توجد صغائر أو كفرت بأعمال أخرى يرجى أن تكفر الكبائر أو تخفف منها.
قال النووي رحمه الله: معناه يكفر ذنوب صائمه في السنتين ,قالوا: والمراد بها الصغائر ... فإن لم تكن صغائر يرجى التخفيف من الكبائر, فإن لم يكن رفعت درجات. اهـ .
فلا ينبغي التفريط في صيام هذا اليوم لما يترتب عليه من الفضل العظيم ,ولما في الصيام من تكفير الذنوب للسنة الماضية والسنة الآتية ,وهذا لا يكاد يكون إلا في صيام يوم عرفة بأن يكون التكفير مقدما على الذنب.
قال المناوي رحمه الله: والسنة التي بعده: بمعنى أنه تعالى يحفظه أن يذنب فيها أو يعطى من الثواب ما يكون كفارة لذنوبها أو يكفرها حقيقة ولو وقع فيها ويكون المكفِّر مقدما على المكفَّر. قال صاحب العدة: وذا لا يوجد شيء مثله في شيء من العبادات .اهـ
ومعنى قوله:"أحتسب على الله": أي أرجوا من الله, قال ابن الأثير: الاحتساب على الله البدار إلى طلب الأجر وتحصيله باستعمال أنواع البر. اهـ

وفي هذا اليوم يعتق الله من شاء من خلقه من النار فقد ثبت عند الإمام مسلم عن عائشة رضي الله عنها أن رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَا مِنْ يَوْمٍ أَكْثَرَ مِنْ أَنْ يُعْتِقَ اللهُ فِيهِ عَبْيدًا مِنَ النَّارِ، مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ، وَإِنَّهُ لَيَدْنُو، ثُمَّ يُبَاهِي بِهِمِ الملَائِكَةَ، فَيَقُولُ: مَا أَرَادَ هَؤُلَاءِ؟ ".
فهنيئا لمن عتقت رقبته في هذا اليوم العظيم. اللهم أعتق رقابنا ورقاب آبائنا وأمهاتنا من النار, واغفر لنا ولوالدينا يا رحيم يا غفار.






















الخطبة الثانية
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد:
فقد سبق أن تكلمنا عن فضائل يوم عرفة وهو اليوم التاسع من ذي الحجة، ونتكلم الآن عن فضائل يوم النحر وهو اليوم الذي يليه وهو يوم الحج الأكبر ،وفيه تنحر الهدايا والأضاحي، فإن هذا اليوم أعظم أيام السنة وفيه تؤدى أكثر مناسك الحج،فإن الحجيج في هذا اليوم يرمون جمرة العقبة الكبرى،ثم يذبحون وينحرون الهدي،ثم يحلقون أو يقصرون،ثم يفيضون فيطوفون بالبيت الحرام،ثم يسعون بين الصفا والمروة،وأما غيرالحجيج فإنهم يبكرون إلى المصلى مكبرين مهللين ثم يصلون صلاة العيد ويستمعون الخطبة ثم يتوجهون لنحر أضاحيهم متقربين بها إلى الله.
ولفضل هذا اليوم أقسم الله به في كتابه الكريم،فقال سبحانه: { وَالْفَجْرِ (1) وَلَيَالٍ عَشْرٍ (2) }[ سورة الفجر : 1 إلى 2 ]
قال مسروق ومجاهد ومحمد بن كعب:(الفجر):هو فجر يوم النحر.
وذهب كثير من أهل العلم إلى أن يوم النحر هو أفضل أيام السنة،لما روى أبو داود عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُرْطٍ ،رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " إِنَّ أَعْظَمَ الْأَيَّامِ عِنْدَ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَوْمُ النَّحْرِ، ثُمَّ يَوْمُ الْقَرِّ ".
ويوم القر:هو يوم الحادي عشر من ذي الحجة ،سمي بذلك؛ لأن الناس يقرِّون؛ أي: يقيمون فيه بمنى.
فيستحب للمسلم في هذا اليوم الاغتسال والتجمل والتطيب ولبس أحسن الثياب،ثم التبكيرإلى المسجد لصلاة الفجر مع الجماعة وجوبا،ثم التبكير إلى مصلى العيد مشيا على الأقدام من طريق والرجوع من طريق أخرى استحبابا، يكبر ويهلل ويذكر الله عزو وجل،ثم يصلي العيد وجوبا،فإن صلاة العيد واجبة على الرجال ومستحبة للنساء،ثم يستمع الخطبة وهي مستحبة،فقد روى الطبراني ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪـ ﻋﻦ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺎﻝ:" ﻣﺎ ﺃﻫﻞ ﻣﻬﻞ ﻗﻂ ﻭﻻ ﻛﺒﺮ ﻣﻜﺒﺮ ﻗﻂ ﺇﻻ ﺑﺸﺮ"
ﻗﻴﻞ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺑﺎﻟﺠﻨﺔ ﻗﺎﻝ:" ﻧﻌﻢ"
وهكذا يستحب للنساء أن يشهدن الخير وجماعة المسلمين إذا لم يكن هناك فتنة،فيعتزلن الرجال وأماكنهم،فقد روى البخاري ومسلم عن أُمِّ عَطِيَّةَ رضي الله عنها قالت: أَمَرَنَا - تَعْنِي النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنْ نُخْرِجَ فِي الْعِيدَيْنِ الْعَوَاتِقَ وَذَوَاتِ الْخُدُورِ، وَأَمَرَ الْحُيَّضَ أَنْ يَعْتَزِلْنَ مُصَلَّى الْمُسْلِمِينَ.
والعواتق هن الجواري البالغات أو التي قد قاربن البلوغ،و(ذوات الخدور) أي البيوت.
ثم يتوجه المسلمون لذبح أضاحيهم،ويستحب التصدق منها على الفقراء،فقد قال الله : { لِّيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ ۖ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ }[ سورة الحج : 28 ]
وقال تعالى: { وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُم مِّن شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ ۖ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ ۖ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ ۚ كَذَٰلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ }[ سورة الحج : 36 ]
فإن الصدقة في يوم العيد أفضل من الجهاد في سبيل الله،لأن هذا اليوم خاتمة العشر بل هو أفضلها،وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال " مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهَا أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ ". يَعْنِي أَيَّامَ الْعَشْرِ، قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ؟ قَالَ : " وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ "
واحذروا المخالفات يا عبادالله في هذا اليوم المبارك،فإن كثيرا من المسلمين يرتكبون المنكرات بحجة التسلية ليوم العيد،فلا يجوز التسلية بالمعاصي وإنما تكون التسلية بالتوسع بالمباحات بلا إسراف ولا تبذير،وتكون التسلية بذكر الله من التهليل والتكبير والتسبيح والتحميد،هذا هو الفرح الشرعي ،قال تعالى: { قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَٰلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ }[ سورة يونس : 58 ]
ثم اعلموا عباد الله أن يوم العيد شعيرة عظيمة ونعمة جليلة ينبغي أن تقابل بطاعة الله لا بمعصيته،فإن أعياد المسلمين محفوفة بالطاعات،بينما أعياد المشركين تشتمل على المنكرات والشركيات فلا يجوز التشبه بهم.
قال بعض العارفين:"ليس العيد لمن لبس الجديد،ولكن العيد لمن طاعته تزيد،ليس العيد لمن أكل اللحم والثريد ولكن العيد لمن خاف يوم الوعيد،واتقى ذا العرش المجيد،ليس العيد لمن تجمل بالملبوس والمركوب، ولكن العيد لمن غُفرت له الذنوب،فمن كان له منه شيء فهو لهو عيد وإلا فهو مطرود بعيد"ا.ه.
وقال الحسن البصري رحمه الله:"كل يوم يقطعه العبد في طاعة مولاه وذكره وشكره فهو له عيد"
فاشكروا الله وأكثروا من ذكره على ما هداكم إلى الإسلام، وأحل لكم بهيمة الأنعام،واتقوا الله في هذه البهيمة،واحذروا المخالفات فيها فإنها قربة عظيمة،فإن من الناس من يذبحها قبل صلاة العيد كما يفعل بعض الجزارين، فإذا كان كذلك فإنها لا تجزئ أضحية؛لأن من شروطها أن تكون بعد صلاة العيد،ومن المخالفات فيها أن يكون الذابح لها تاركا للصلاة،ومعلوم أن ذبيحة الكافر لا تحل،فمن شروط حلها أن يكون الذابح مسلما،ومن المخالفات في الأضاحي المباهاة والمراءاة فيها،فإن من شروط قبولها أن تكون خالصة لوجه الله،ومن المخالفات في الأضاحي:تبخيرها وتلطيخها بالحناء ،والتهليل والتكبير عندها،وغيرذلك من المخالفات،وإنما المشروع فيها أن يتقرب بها العبد إلى الله مخلصا لله فيها،وأن يدعو الله بقبولها ثم يسمي الله عليها ويكبر إن شاء قائلا بسم الله، الله أكبر ،اللهم هذا منك وإليك فتقبل مني.
قال الله:{ لَن يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَـٰكِن يَنَالُهُ التَّقْوَىٰ مِنكُمْ ۚ كَذَٰلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ ۗ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ }[ سورة الحج : 37 ]
ومن الأعمال الطيبة في يوم العيد التسامح والتعاون بين المسلمين ونزع الأضغان والشحناء والبغضاء وتقوية أواصر المحبة والأخوة الإيمانية.
ومن الأعمال الطيبة في هذا اليوم صلة الأرحام وزيارة الأقارب، غير أنه لا يجوز قطعها في غير الأعياد؛لأن من الناس من لا يصل أرحامه إلا أيام الأعياد وهذا نوع من القطيعة،فصلوا أرحامكم يبارك الله في أرزاقكم ويبارك في أعماركم،فقد روى البخاري ومسلم واللفظ للبخاري عن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : " مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ، أَوْ يُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ ، فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ ".
ومعنى (يُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ) أي يؤخر في أجله.
والأرحام من النساء هن الأقارب من الإنسان من النسب وهن المحرمات على العبد على التأبيد،فإن من الناس من يصافح نساء أجنبيات ويختلط بهن ويظن أنهن محارم،فقد روى البخاري ومسلم عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ رضي الله عنه ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " إِيَّاكُمْ وَالدُّخُولَ عَلَى النِّسَاءِ ".
فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ : يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَفَرَأَيْتَ الْحَمْوَ ؟ قَالَ : " الْحَمْوُ الْمَوْتُ ".
أي أن الاختلاط بالحمو يؤدي إلى الهلاك،والحمو هو قريب الزوج،قال الليث بن سعد الحمو أخو الزوج وما أشبهه من أقارب الزوج ابن العم ونحوه"ا.ه
فلا يجوز الاختلاط بزوجة الأخ أو زوجة العم أو بنت العم أو زوجة الخال أوبنت الخال ولا مصافحتهن ولا الجلوس معهن فإن هذا هو الحمو الذي حذر منه النبي صلى الله عليه وسلم.
فقد روى الطبراني ﻋﻦ ﻣﻌﻘﻞ ﺑﻦ ﻳﺴﺎﺭ ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪـ ﻗﺎﻝ ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ :"ﻷﻥ ﻳﻄﻌﻦ ﻓﻲ ﺭﺃﺱ ﺃﺣﺪﻛﻢ ﺑﻤﺨﻴﻂ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺪ ﺧﻴﺮ ﻟﻪ ﻣﻦ ﺃﻥ ﻳﻤﺲ اﻣﺮﺃﺓ ﻻ ﺗﺤﻞ ﻟﻪ"
ومن تعظيم هذا اليوم:التزين بالزينة الشرعية التي تزين بها رسول الله صلى الله عليه وسلم،من لباس القميص أو الإزار،ولبس العمامة،وإطلاق اللحية،فإنه لا يجوز لباس البناطيل الغربية،ولا يجوز حلق اللحى،ولا يجوز قصات القزع،ولا يجوز صبغ الشعر بالسواد،كل ذلك نهى عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم،فاعتز بدينك يامسلم،واعتز بسنة نبيك، قال عمر الفاروق رضي الله عنه:"نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فمهما ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله"
اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين،اللهم احفظنا بالإسلام قائمين واحفظنا بالإسلام قاعدين،واحفظنا بالإسلام راقدين،ولا تشمت بنا الأعداء والحاقدين.
اللهم اغفر زلاتنا وكفر ذنوبنا ووفقنا لعمل الطاعات وترك المنكرات وتقبل منا صالح الأعمال ورزقنا الإخلاص في القول والعمل.
اللهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى اللهم آت نفوسنا تقواها وزكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.
اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات ,اللهم أصلح شباب المسلمين , اللهم أصلح البلاد والعباد وادفع عن بلادنا وسائر بلاد المسلمين الفتن ما ظهر منها وما بطن ومن أراد ببلادنا وبلاد المسلمين كيدًا أو فتنة, فاجعل كيده في نحره واجعل تدبيره في تدميره واجعل الدائرة تدور عليه واشغله في نفسه يا قوي يا متين وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
بسم الله الرحمن الرحيم

##/ خطبة بعنوان👇🏻👇🏻👇🏻👇🏻

🍃🍃🍃 *القول السديد*🍃🍃🍃
https://www.tg-me.com/ALTAMSOKPLSNa
*في بيان فضائل يوم عرفة وبعض أحكام الأضحية مع التنبيه على بعض أحكام العيد*

للأخ الداعي إلى الله / أبي النصر ماجد بن حميد الهناهي غفر الله له ولوالديه ولجميع المسلمين.
٧/ذو الحجة /١٤٤٢ للهجرة النبوية.
// -------------------//
الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كلها وكفى بالله شهيدا،
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إقراراً به وتوحيدا،
وأشهد أن محمد عبده ورسوله الداعي إلى الله بإذنه وسرجاً منيرا،
صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليماً كثيراً مزيدا،
أما بعد،
معاشر المؤمنين عباد الله:
إننا نعيش في أيام فاضلة،وفي أيام مباركة،هن من أفضل أيام السنة والعام،فقد جاء عند الإمام البزار من حديث جابر بن عبدالله رضي الله عنه وحسنه الألباني،قال صلى الله عليه وسلم:"خير أيام الدنيا أيام العشر"

وقد جعل الله - عزوجل - في هذه العشر العظيمة يوماً عظيماً هو يوم عرفة،
هذا اليوم الذي أقسم الله - عزوجل - به في كتابه الكريم، فهو من جملة الأيام العشر التي أقسم الله بها في قوله{وَالْفَجْرِ (1) وَلَيَالٍ عَشْرٍ (2)}[الفجر:1-2].
وقد أقسم الله - عزوجل - على بيوم عرفة بانفراد وهذا يدل على عظمة هذا اليوم وشرفه ومكانته حيث أقسم الله به مرتين ،
فقال سبحانه وتعالى{ وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ (3)}
والوتر المراد به: هو اليوم التاسع من ذي الحجة قاله ابن عباس وعكرمة ومجاهد.

معاشر المؤمنين عباد الله:

إن يوم عرفة هو اليوم المشهود،كما أخرج الإمام الترمذي(3339)وصححه الألباني، عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"اليومُ الموعودُ يومُ القيامةِ، واليومُ المشهودُ يومُ عرَفَةَ، والشَّاهدُ يومُ الجمعةِ".
فسماه النبي صلى الله عليه وسلم باليوم المشهود
*لأنه يوم أغر،يوم التقى المسلمين المشهود،يوم رجاء وخشوع وذلة وخضوع لله سبحانه وتعالى، فلذلك جعله الله - عزوجل - يوماً يعتق فيه رقاب الحجيج في عرفات وغير* الحجيج*،
*وهو يوم المباهه،ويوم دنو الله - عزوجل - من الحجيج في جبل عرفة*.
روى الإمام مسلم(1348) من حديث عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"ما من يومٍ أكثرُ من أن يعتِقَ اللهُ فيه عبيدًا من النَّارِ من يومِ عرفةَ ، وأنه لَيدنو.
أي رب العزة والجلال، يدنو ويقترب دنوا يليق بجلاله وعظيم سلطانه من الحجيج الواقفين في جبل عرفات،
ثم يدنو منهم ثم يباهي بهم الملائكةَ فيقول : ما أراد هؤلاءِ ؟ اشهَدوا ملائكتي أني قد غفرتُ لهم".

وجاء في رواية عند أحمد (6792)وغيره من حديث عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"إن الله - عز وجل - يباهي ملائكته عشية عرفة بأهل عرفة فيقول: انظروا إلى عبادي أتوني شعثاً غبراً"
وفي رواية عند أحمد :"قال فيقول:فإني أُشهدُكم أني قد غفرتُ لهم وإن كانت ذنوبهم مثل قطر السماء أو رمل عاجل"

أيها المسلمون عباد الله:
فهو يوم مباهة، وخدمة ومناجاة، ويوم عتق من النار،ويوم يدنو فيه الرب من الحجيج في أرض عرفات.

أيها المسلمون عباد الله:
يوم عرفة اليوم الذي أكمل الله فيه الدين وأتم فيه النعمة على المسلمين،فأنزل الله - عزوجل - فيه {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا}[المائدة:3].
وهذا اليوم هو يوم عرفة،وقد ذكره الله معرفا في كتابه فقال:{الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن دِينِكُمْ}[المائدة:3].
وهذا اليوم المعرف هو يوم عرفة، اليوم الذي يئس الكفار من دين الإسلام ومن المسلمين،ومن أن يغرروا على أحد بتشويه هذا الدين القويم{الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا}[المائدة:3].
جاء في الصحيحين من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه:"أنَّ رَجُلًا، مِنَ اليَهُودِ قالَ له: يا أمِيرَ المُؤْمِنِينَ، آيَةٌ في كِتَابِكُمْ تَقْرَؤُونَهَا، لو عَلَيْنَا مَعْشَرَ اليَهُودِ نَزَلَتْ، لَاتَّخَذْنَا ذلكَ اليومَ عِيدًا. قالَ: أيُّ آيَةٍ؟ قالَ: {اليومَ أكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وأَتْمَمْتُ علَيْكُم نِعْمَتي ورَضِيتُ لَكُمُ الإسْلَامَ دِينًا} [المائدة: 3] قالَ عُمَرُ: قدْ عَرَفْنَا ذلكَ اليَومَ، والمَكانَ الذي نَزَلَتْ فيه علَى النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وهو قَائِمٌ بعَرَفَةَ يَومَ جُمُعَةٍ"أخرجه البخاري واللفظ له (45)، ومسلم (3017).

أيها المسلمون عباد الله:
فهو يوم عزة،ويوم كرامة،ويوم تمسك،ويوم إكتمال الدين،وتمام النعمة على المسلمين،

أبي الإسلام لا أب لي سواه

إذا افتخروا بقيسٍ أو تميمِ

*نحن قوم أعزنا الله بهذا الدين فمن أبتغى العزة بغيره أذله الله،إنما جعلت الذلة والصغار على من خالف أمري.*
2024/09/29 09:30:48
Back to Top
HTML Embed Code: