Telegram Web Link
أخي أبا عبد الله، لقد أتونا بالنياق مهزولة، لا موطّأة و لا مرحولة، وناقتي مع هزلها صعبة الانقياد.
أخي ودّعتك الله السميع العليم، أخي لو خيّروني بين الرحيل و المقام عندك لاخترت المقام عندك، و لو أن السباع تأكل من لحمي.!
يا خليفة أبي وأخي، فإن فراقي هذا لا عن ضجر ولا عن ملالة، و لكن يابن أمي الأمر كما ترى.
فاقرأ جدي وأبي وأخي عنّا السلام.

_ الحوراء زينب (صلواتُ اللّٰه عليها)
بعد أن أوشك الركب على مغادرة كربلاء نحو الكوفة.

| كتاب الفاجعة العظمى/ ص ١٨٧.
______
أمشي ميَسّرة وأرجع إلك يوم أربعينك!
"وبقين عُرايا تُراوجهن رياح النوائب، وتعبث بهن أكُفٌّ، قد غشيهن القدر النازل، وساورهن الخطب الهائل.."

- عن مصير عقائل بيت النبوة بعد مقتل الإمام الحُسين عليه السلام.
للعمامة رمزيّة خاصّة، فقد كانت تُعَدُّ فخرَ العرب، وعلامة عزّهم، فإذا أُسقِطَت عن رأس صاحبها، كان ذلك لاستخفافهم به، وإشارةً لسقوط حرمته، واستحلال دمه..

لماذا نمرّ مرور الكرام على بعض المصائب؟ "مسلوب العمامة"، من هو الذي سُلِبت عمّته؟ هو أبو عبد ﷲ الحسين بن علي بن أبي طالب، سبط المصطفى خاتم النبيين، وابن الصدّيقة الكبرى، لا حول ولا قوّة إلَّا باللّه، كان الشيب قد أسرع إلى لحيته الشريفة، وقد بلغ من العمر ما يجعل له حرمة الشّيخ، ومع ذلك، أسقطوها عن رأسه الشريف..

تأمّلوا هذه الصورة جيّدًا..

بأبي المستضعف الغريب..
بعد وفاة أو شهادة أحدٍ من الناس، خصوصًا في حالات الاستشهاد، يندفع محبّو الشهيد إلى جثمانه فيعتنقونه ويقبّلونه ويودّعونه،

ولكن بعد شهادة سبط رسول الله صلى الله عليه وآله يوم عاشوراء، ينقل لنا السيّد ابن طاوس الحدث التالي:
«ثم إنّ سكينة اعتنقت جسد الحسين عليه السلام، فاجتمع عدّة من الأعراب حتى جرّوها عنه»!!

وا مصيبتاه، وا كرباه عليك يا أبا عبد الله!
كل واحد من كبار السن في معسكر سيّد الشهداء قد قتل أكثر من مائة شخص من الكفّار ، نُقِلَ : أن سيد الشهداء لم يترك بيتًا إلّا وفيهِ نائحة على قتلاها

هل هذا مزاح ؟ شخص واحد ، وهو حضرة علي الأكبر قد قتل مائتي شخص، هل هذا مزاح ؟
هم ايضًا قطعوه أربًا إربًا كأنهم قد قتلوه مائتي مرة ..💔

هذا مايفعله حب الحُسين بهم ...
الضحاك المشرقي وثبات الموقف الأخير!

خصصت الذكر ليوم عاشوراء في اشارة مهمة!
وهي الثبات على النصرة تحدياً لكل النتائج..
فقد ذكر المؤرخون ان الإمام عليه السلام قد رافقه كذا ألف في طريقه المحفوف بالكثير من الاحداث والتطورات المستجدة والتحديات والابتلاءات..
ولكن حين وصل الامر لظهيرة عاشوراء لم يتجاوز عدد الذين بقوا معه المئة!

ويبدو أنَّ اخر من ضرب فرسه واعطى للإمام ظهره في ذلك اليوم هو الضحاك..
وعندما لم يبقى فارساً مع الحُسين (ص) إلا الضحاك، قام وخبئ فرسه في خيم أحد أصحابه ثم قال: لما رأيت أصحاب الحُسين قد أصيبوا وقد خلُص إليه وإلى أهل بيته، ولم يبق معه أحد، قلت له: يا ابن رسول الله، قد علمت ما كان بيني وبينك، قلتُ لك أقاتل عنك ما رأيت مقاتلاً، فإذا لم أر مقاتِلاً، فأنا في حلٍّ من الانصراف، فقلتَ لي نعم. قال فقال: صدقت، وكيف لك بالنجاء؟ إن قدرت على ذلك فأنت في حلٍّ.

يا لسوء العاقبة والحرمان.. حتى الثبات الطويل والجهاد الكثير لآخر رمق والجنة على بعد أميال.. لا ضمان به! كل هذا وحده لا يكفي دون العاقبة الحسنة.. دون الكلمة الأخيرة والضربة الأخيرة..
ولطالما سمعنا القصص التي تشيب الرأس عن لحظة الكلمة الأخيرة.. التي سودت وجه صاحبها بعد تاريخ أبيض ناصع طويل..


فهذا فارس من الرجال وهذه نسوة مسبيات مثكولات.. ولكم الفرق والمقارنة والدرس..
واجْعَلْنَا مُمَهِدين أيْنَما كُنْا 💚
الضحاك المشرقي وثبات الموقف الأخير! خصصت الذكر ليوم عاشوراء في اشارة مهمة! وهي الثبات على النصرة تحدياً لكل النتائج.. فقد ذكر المؤرخون ان الإمام عليه السلام قد رافقه كذا ألف في طريقه المحفوف بالكثير من الاحداث والتطورات المستجدة والتحديات والابتلاءات.. …
"إنَّ الشيعة عموماً لا یُعِيِرون نضالَ -الضحاك- في كربلاء الاهتمام الكبير، انطلاقاً من قول الإمام الحسين (عليه السلام): من لحق بنا استُشهد، ومن تخلّف عنا لم يبلغ الفتح".

فالإستشهاد وحده هو المقياس الذي يدخلك في فسطاط أصحاب الحُسين! يالله وله من اختبار صعب.. لا يتجاوزه الا من اختبر الله قلبه وايمانه..

درس عظيم من دروس يوم العاشر.
قيل أنّها بقيت سنةً كاملةً عند قبره الشريف، ثم ماتت كمدًا. رحم الله الشيخ الدمستاني إذ قال:
وقليل تتلف الأرواح في رزء الحسين

وا حزناه وا كرباه عليك يا أبا عبد الله.
مجلس السّبي ختامُه للرّجال زيادةٌ في الغيرة و حجب نسائهم و حريمهم عن أعين الرّجال،
و للنّساء،
إلقاءٌ لثقلٍ كبيرٍ من المسؤوليّة في المُبالغة في التحجّب و التّستّر و اجتناب الاختلاط و العمل باستحباب ستر الوجه و الكفّين!

فسليمُ الفطرة المؤمن الحُسينيّ غيور!
و سليمة الفطرة المؤمنة، عفيفةٌ حييّة تحتجب عن أعين الرّجال!

أنقل ما يقوله السّيّد أبو القاسم الخوئيّ:

"نحن لا نقبل بأن يعرض وجه امرأة عاديّة مؤمنة عفيفة أمام رجُلٍ أجنبيّ!"
‏﴿وَكَرِهوا أَن يُجاهِدوا بِأَموالِهِم وَأَنفُسِهِم﴾

لعل أكثر ما يثير الخوف والحيرة .. في واقعة الطف .!
كيف تُرك الحسين (ع) غريبا وحيدا وهو سبط الرسول ! حتى صاح " ألا من ناصر ينصرنا ".

ف يارب الحسين نسألك الثبات بالقلب واللسان والجوارح .. فكم هو مرعب هذا الإمتحان في الواقع . 🌿
#لاحظ

عندما تبكي لأمر من أمور الدنيا ولفقد أشخاص رحلوا عنك فإنك ستشعر بالغم والهم ،ويزاداد أنينك ووجعك !

إلّا أنّـك عنـدمـا تذكـر مصيبة أبي عبد الله الحسين -على وجه الخصوص- وتبكي بكاءاً شديداً ستشعر بالراحة والخفة والإطمئنـان رغـم مصيبة الحسين "عليه السلام " العظمى التي ابكت السماوات والأرض وأبكت الجن والإنس والحجارة ...
هل تعلمون لماذا ؟
-لأن البكاء على الحسين يحط من الذنوب ويريح القلوب .

-لأن الحسيـن "أرواح من سواه له الفداء " هو رحمة لكل نفس ،لكل قلب ،لكل العالـم ..

أمرك عجيب ياحبيب القلوب ! حتى في الحزن عليك فرج ومخرج ...!

ياحسين ياشهيد ياغريب ..
لعن الله قاتليك، ولعن الله سالبيك، وأهلك الله المتوازرين عليك، وحكم الله بيني وبين من أعان عليك..

- رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله للحُسين ع.
ذكر ابن شهر آشوب: "إنَّ الإمام الحسين عليه السلام كان يقعد في المكان المظلم فيُهتدى اليه ببياض جبينه ونحره." والبياض من النور وليس اللون..

سلام الله على نحرك حبيبي ياحُسين💔💔
لا أفهم بعض الكلمات التي فيها تكلّف زائد وتعقيدات لم ترد في الدين، كالكلام عن الدموع التي تُسكب على الإمام "في ذاتها"، وعن محبّة الإمام "في نفسها"، وكربط البكاء والتفجّع بشروط وشعارات معيّنة غريبة، هذا الكلام كلّه لم يرد في الدين، وهو مخالف لفطرة البشر وطبيعتهم، ومعارض لبعض النصوص الشريفة، من الحسن أن نطيع الله والمعصومين عليهم السلام من غير "فلسفة" زائدة، وأن نسير بالطبيعة البشريّة التي خلقها الله.

الله تعالى أمرنا على لسان أوليائه عليهم السلام أن نبكي سيّد الشهداء صلوات الله عليه، فنحن مطيعون لأمر الله، ويكفي في عبادتنا هذه عموم شروط العبادة!

ولا يمكن أن تكون محبّة أهل البيت عليهم السلام مغروسة في قلبٍ، ثمّ يسمع هذا القلب: «فسقط الحسين عليه السلام عن فرسه إلى الأرض على خدّه الأيمن..».
ثمّ يبقى على حاله! بل سينكسر هذا القلب أشدّ انكسار، وسيورث صاحبه البكاء والتفجّع والجزع، وسيثاب على ذلك بإذن الله.

الأمر بهذه البساطة والوضوح، فلا تكثّر النقطة، رعاك الله!
كلّما تُحُدِّثَ عن ثأر حقٍّ أُخذ بعد أيّام طوال، تذكّرت مصابنا بسيّد الشّهداء صلوات الله عليه، و أنّ دمه لم يسكن حتّى السّاعة، بعد مضيّ أكثر من ألف عام على تلك الفاجعة الّتي يبكيها الوجود بأسره و يضجّ لها..

يحضرني هنا ما أورده الثّقة الجليل ابن قولويه القمّيّ في كتابه العظيم كامل الزّيارات، في حديث مولانا الصّادق صلوات الله عليه مع أبي بصير رحمه الله:
"و إنّكم لو تعلمون ما يدخل على أهل البحار و سكّان الجبال في الغياض و الآكام وأهل السّماء من قتله
لبكيتم و الله حتّى تزهق أنفسكم.

و ما من سماء يمرّ به روح الحُسين عليه السّلام إلّا فزع له سبعون ألف ملك، يقومون قيامًا ترعد مفاصلهم إلى يوم القيامة،
و ما من سحابةٍ تمرّ و ترعد و تبرق إلّا لعنت قاتله،
و ما من يوم إلّا و تعرض روحه على رسول الله صلّى الله عليه و آله فيلتقيان."

الوجود كلّه يضجّ و يبكي و يصرخ و ينحب و يندب حزنًا و كمدًا و ألمًا لما صُنع بوليّ الله الأعظم عصر يوم عاشوراء..
و إذا كان هذا تفاعل مخلوقات الله عزّ و جلّ حزنًا لمصاب سبط رسول الله صلّى الله عليه و آله، فكيف يكون حال صاحب الزّمان في هذه الأيّام خصوصًا و هو الّذي يبكيه بدل الدّموع دمًا؟ ما حال قلبه الشّريف؟

ليت شعري فهل بعد هذا يطيب لنا العيش بدون وليّنا و منقدنا فلا نضجّ لله عزّ و جلّ بطلبه؟!

نُسلّم على صاحب الزّمان في الزّيارة الّتي يُزار به يوم الجُمعة بهذا السّلام:
"السّلام عليك يا نور الله الّذي يهتدي به المُهتدون و يُفرَّج به عن المؤمنين."

و نقول له أيضًا:
"و هذا يوم الجمعة و هو يومك المُتوقّع فيه ظهورك، و الفرج للمؤمنين فيه على يديك."

صلّى الله عليك أيّها الغريب الغائب الشّريد الطّريد،
اللهمّ عجّل فرجه و سهّل مخرجه و احفظه في غيبته بحقّ جدّه سيّد الشّهداء صلوات الله عليه..

-٦ مُحرّم الحرام، ١٤٤٦ هـ.
خيّبوه يا رسول الله، وظلّ ثلاثًا يحرقه لهيب الرّمال.. ذلك الجسد الّذي خفتَ عليه من السقوط الخفيف من علىٰ ظهرك؛ فبقيتَ ساجدًا.. قطّعوه يا رسول الله، وما راعوا منكَ قبلةً ولا حضنًا.. ورفعوا رأسه مفصولًا عن جسده، ولم يتراءَ لهم مشهدك وأنتَ ترفعه تلاعبه..
طائر البومة وَ مُصيبتها على الحُسين صَلوَات الله عليه !

عن الإمام الرضا (صَلوَات الله عليه) قال: هذه البومة كانت على عهد جدي رسول الله (صَلَى الله عليه وآله) تأوي المنازل و القصور و الدور، وكانت اذا أكل الناس الطعام تطير وتقع أمامهم فيرمى إليها بالطعام وتسقى وترجع إلى مكانها، فلما قتل الحسين (صَلوَات الله عليه) خرجت من العمران الى الخراب و الجبال والبراري، وقالت: بئس الأمة أنتم، قتلتم أبن بنت نبيكم ولا آمنكم من نفسي.

عن الحسين بن أبي غندر، عن أبي عبد الله (صَلوَات الله عليه) ، قال: سمعته يقول في البومة، قال: هل أحد منكم رآها بالنهار ، قيل له: لا تكاد تظهر بالنهار و لا تظهر الا ليلًا، قال: أما أنها لم تزل تأوي العمران ابدًا فلما أن قتل الحسين (صَلوَات الله عليه)، آلت على نفسها أن لا تأوي العمران ابدًا و لا تأوي الا الخراب، فلا تزال نهارها صائمة حزينة حتّى يجنها الليل، فاذا جنّها الليل فلا تزال ترنّ على الحسين (صَلوَات الله عليه) حتىٰ تصبح.


- كامل الزيارات، ص١٩٩.
" وعيونُ إمامي عن بُعدٍ ترعاني "

كانت عيونُ "سيّد الشُهداء" ترعىٰ " عليّ الأكبر" عن بُعد، واليوم عيونُ الإمام "صاحب الزِمان" ترعىٰ مُحبيهِ عن بُعدٍ أيضاً.
2024/10/02 10:26:41
Back to Top
HTML Embed Code: