Telegram Web Link
عباد الله أن المسلم يستفيد من يوم عرفة أمورا منها : ـ تهذيب النفس من أمراضها بالذكر والدعاء، وتذكر النبي صلى الله عليه وسلم في موقفه في هذا المكان .
وينبغي كذلك الإكثار في يوم عرفة من شهادة التوحيد بإخلاص وصدق، فإنها أصل دين الإسلام الذي أكمله الله – تعالى- في ذلك اليوم وأساسه، فعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم-: (خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا النبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيءٍ قدير” فلنكثر منها في يوم عرفة
يقول ابن القيم عن يوم عرفة
وَرَاحُوا إِلَى التَّعْريفِ يَرْجُونَ رَحْمَةً * وَمَغْفِرَةً مِمَّنْ يَجُودُ وَيُكْرِمُ
فَلِلهِ ذَاكَ الْمَوْقِفُ الْأَعْظَمُ الَّذِي  *كَمَوْقِفِ يَوْمِ الْعَرْضِ بَلْ ذَاكَ أَعْظَمُ
وَيَدْنُو بِهِ الْجَبَّارُ جَلَّ جَلَالُهُ * يُبَاهِي بِهِمْ أَمْلَاكَهُ فَهْوَ أَكْرَمُ
يَقُولُ عِبَادِي قَدْ أَتَوْنِي مَحَبَّةً * وَإنِّي بِهِمْ بَرٌّ أَجُودُ وَأَرْحَمُ
فَأُشْهِدُكُمْ أَنِّي غَفَرْتُ ذُنُوبَهُمْ * وَأَعْطَيْتُهُمْ مَا أَمَّلُوهُ وَأُنْعِمُ
فَبُشْرَاكُمُ يَا أَهْلَ ذَا الْمَوْقِفِ الَّذِي * بِهِ يَغْفِرُ اللهُ الذُّنُوبَ وَيَرْحَمُ
فَكَمْ مِنْ عَتِيقٍ فِيهِ كُمِّلَ عِتْقُهُ! * وَآخَرُ يَسْتَسْعَى وَرَبُّكَ أَرْحَمُ
وَمَا رُؤِيَ الشَّيْطَانُ أَغْيَظَ فِي الْوَرَى وَأَحْقَرَ مِنْهُ عِنْدَهَا وَهْوَ أَلْأَمُ
وَذَاكَ لِأَمْرٍ قَدْ رَآهُ فَغَاظَهُ * فَأَقْبَلَ يَحْثُو التُّرْبَ غَيْظًا وَيَلْطِمُ
وَقَدْ عَايَنَتْ عَيْنَاهُ مِنْ رَحْمَةٍ أَتَتْ وَمَغْفِرَةٍ مِنْ عِنْدِ ذِي الْعَرْشِ تُقْسَمُ
فاجْتَهِدُوا فِي الْأَعْمَالِ الصَّالِحَاتِ فِي يَوْمِ عَرَفَةَ، وَفِي غَيْرِهِ
عَلَى الْمَرْءِ أَنْ يَجْتَهِدَ فِي ذَلِكَ الْيَومِ, وَفِي كُلِّ حِينٍ وَحَالٍ, وَلَكِنْ فِي هَذَا الْيَومِ خَاصَّةً؛ لِعَظِيمِ الرَّحَمَاتِ الْمُتَنَزَّلَاتِ بِهِ.فَلْيُعَرِّضِ الْمَرْءُ نَفْسَهُ لِرَحْمَةِ رَبِّهِ؛ بِالْإِقْلَاعِ عَنْ ذُنُوبِهِ وَمَعَاصِيهِ, وَبِالْإِقَامَةِ عَلَى طَاعَتِهِ وَمَحَابِّهِ.
 وَلْيُقْبِلْ عَلَى قَلْبِهِ؛ فَلْيُنَقِّهِ مِنْ غِشِّهِ, وَلْيُخَلِّصْهُ مِنْ وَضَرِهِ, وَلْيَحْمِلْ عَلَى قَلْبِهِ؛ حَتَّى يَسْتَقِيمَ عَلَى أَمْرِ رَبِّه.
 وَلْيَدْعُ اللهَ جَاهِدًا أَنْ يَهْدِيَ قَلْبَهُ, وَأَنْ يَشْرَحَ صَدْرَهُ, وَأَنْ يُصْلِحَ بَالَهُ, وَأَنْ يُدْرِكَ أَمَّةَ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم بِرَحْمَةٍ شَامِلَةٍ؛ تَرْفَعُ عَنهَا الْكَرْبَ, وَتَكْشِفُ عَنْهَا الْهَمَّ وَالْغَمَّ.
فَعَلَى الْإِنْسَانِ أَنْ يَجْتَهِدَ فِي هَذَا الْيَوْمِ الْعَظِيمِ فِي الْأَخْذِ بِمَا قَالَهُ النَّبِيُّ الْكَرِيمُ صلى الله عليه وسلم وَرَغَّبَ فِيهِ؛ وَهُوَ الصِّيَامُ.
 ثُمَّ يَجْتَهِدُ فِي الدُّعَاءِ خَاصَّةً عَشِيَّةَ يَوْمِ عَرَفَةَ؛ لِيُصَادِفَ وَقْتَ النُّزُولِ الْإِلَهِيِّ مُتَعَرِّضًا لِرَحَمَاتِ اللهِ -جَلَّ وَعَلَا-, عَسَى أَنْ يَرْحَمَهُ اللهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ، وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ.
هذا وصلوا وسلموا على النبي المصطفى والحبيب المرتضى كما أمركم بذلك المولى جلَّ وعَلا فقال تعالى قولاً كريماً : { إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً }
اللهم استر عوراتنا وآمن روعاتنا واحفظ بلادنا واقض ديوننا واشف أمراضنا وعافنا واعف عنا وأكرمنا ولا تهنا وآثرنا ولا تؤاثر علينا وارحم موتانا واغفر لنا ولوالدينا وأصلح أحوالنا وأحسن ختامنا يارب العالمين
إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربي وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون فاذكروا الله العظيم يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم ولذكر الله اكبر واقم الصلاة .
=========================
*بسم الله الرحمن الرحيم*

♻️ *"وقفات من خطبة النبي صلى الله عليه وسلم في يوم عرفة"*
👈 كان هذا هو عنوان موعظة قافلة تعز الدعوية في يوم الموعظة الحسنة.

🔷🔷 فقد زار شباب قافلة تعز الدعوية معظم مساجد مدينة تعز، اليوم الخميس 5/ذو الحجة/1442هجرية
15/7/2021م

1️⃣ أ.مختار الزغروري
2️⃣ أ.إسماعيل الأديب
3️⃣ أ. إبراهيم النعمان
4️⃣ أ.عبدالسلام محمد حسن
5️⃣ أ.عبدالسلام أحمد قائد
6️⃣ أ.أحمد إسماعيل
7️⃣ أ. سعيد دبوان
8️⃣ حذيفة الأسيدي
9️⃣ عمر العديني
🔟 محمد جمال
1️⃣1️⃣ عبدالرحمن عبدالقادر
2️⃣1️⃣ أحمد الزمر
3️⃣1️⃣ عبدالمجيد سعيد

👈 تحدثوا فيها عن وصايا النبي صلى الله عليه وسلم لأمته،
👈 تلك الوصايا العظيمة التي تعتبر منهج حياة للمسلمين عبر التأريخ، ومن أهمها:

🔷🔷 أولاً : *تحريم دماء المسلمين وأموالهم وأعراضهم،*
👈 فقد قال صلى الله عليه وسلم *"إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا"*

📌 فهل يفقه من يقتلون الناس
👈 وينهبون أموالهم
👈 ويعتدون على أعراضهم *عظمة الجرم الذي يقومون به.*

🔷🔷 ثانيـاً : *وضع كل شيء من أمر الجاهلية وابطاله.*
👈 فقد قال صلى الله عليه وسلم *"ألا كل شيء من أمر الجاهلية تحت قدمي موضوع..."*
👈 فلقد أبطل الإسلام كل عادات الجاهلية،
👈 وألغى كل العصبيات إلا العصبية للإسلام.

🔷🔷 ثالثــاً : *التمسك بالكتاب والسنة*،
👈 فهما صمام الأمان لهذه الأمة من أن تضل أو تنحرف.
👈 فقد قال صلى الله عليه وسلم *"فلا ترجعن بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض، فإني قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا بعده، كتاب الله وسنة نبيه.*
👈 وما تفرقت الأمة
👈 وما تناحرت
👈 ولا اختلفت
⬅️ إلا بسبب بعدها عن *كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.*

🔷🔷 وقد تكلم الأستاذ إسماعيل في مسجد المظفر وقال:
👈 لقد أعلن الرسول صلى الله عليه وسلم المباديء الإسلامية
👈 وأوجز الحقوق البشرية لبعضهم البعض في خطبة كلماتها قليلة
👈ولكنها تحمل منهج حياة للمسلمين :
*فقد أعلن توحيد الله عزوجل*
👈 وحث الناس على عبادة الله وحده
👈وأعلمهم أنه لا يمكن أن تعود البشرية ككل إلى الوثنية بعد أن أشرقت شمس الرسالة والتوحيد التي جاء بها خاتم الأنبياء والمرسلين .
👈 وأعلن فيها حقوق الإنسان
👈 وحرمة سفك دماء الناس
⬅️ وهذه إحدى المقاصد العامة للشريعة الإسلامية *( إن دماءكم وأموالكم حرام عليكم )*

👈 أين الذين يتشدقون اليوم بحقوق الإنسان
👈 ولكنهم يبيدون الشعوب
👈 ويوقدون الحروب
👈ثم يزعمون أنهم يحمون حقوق الإنسان
👈 وهم إنما جاؤا بالموت والدمار .
👈 وأعلن للمسلمين حقوق المرأة بل وشدد على ذلك *(اتقوا الله في النساء فإنهن ... الخ*

🔷🔷 إن الحضارة الغربية اليوم ووليدتها العلمانية
👈 تتشدق أنها جاءت بحقوق المرأة
⬅️ وهم في الحقيقة يريدون استغلال المرأة وابتزازها
🔷🔷 أعلن أن الإسلام جاء بالأخلاق والمبادئ العليا الشريفة ومنها
👈 العفاف
👈 وطهارة المجتمع
⬅️ بعيدا عن الرذائل والمنكرات والقاذورات التي يريد أعداء الإسلام أن يفرضوها اليوم
👈 كالأمم المتحدة
👈 وقوانينها
👈 ومؤتمرات المرأة
👈 والسكان
⬅️ يريدون فرض هذه القاذورات على المجتمعات المسلمة .

*وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.*
خطبةجمعةبعنوان👇

( ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ)
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌


الحمدلله ﻻمانع لما اعطى وﻻ معطي لما منع...الحمدلله الذي تتم بنعمته الصالحات...الحمدلله الذي وفق أهل الخير للخير ويسره لهم...الحمدلله الذي جعل عمارةالمساجد من علامات صدق اﻹيمان حيث يقول :(( إنمايعمر مساجدالله من آمن بالله واليوم اﻻخر))..

نحمده سبحانه حمدا كثيرا طيبا مباركافيه كما يحب ربنا ويرضى...

وأشهد أن ﻻ إله إﻻ الله وحده ﻻشريك له...شهادة أقدم بها عليه يوم العرض عليه...

كم جئت بابك سائلا فأجبتني
من قبل حتى أن يقول لساني

واليوم جئتك تا ئبا مستغفرا
شيء بقلبي للهدى نا داني

عيناي لوتبكي بقيةعمرها
ﻻحتجت بعد العمر عمرا ثاني

إن لم أكن للعفو أهلا خالقي
فأنت أهل العفو والغفراني

وأشد أن سيدنا وحبيبنا وقدوتنا وقرة أعيننا محمدا عبده ورسوله...أرسى مداميك دولته على ثلاث دعائم :
بناءالمسجد...المؤاخاة بين المهاجرين واﻷنصار..وضع الوثيقة بينه وبين يهود المدينة...

ماذا يضيف إلى مديحك شاعر
إن كان مدحك قاله رب الورى

والله لو أنفقت شعري كله
في مدح خلق للنبي لقصرا

يامن إذا وطئ التراب تقافزت
لتقبل القدمين حبات الثرى

ومشى الغمام على خطاه يظله
وهفت له الأنسام كي تتعطرا

صلى عليك الله ماعبد تلا
آيات مدحك في الكتاب وكررا

صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله واصحابه..ومن سار على نهجه واقتفى أثره إلى يوم الدين..

أماااابعد عبادالله : اوصيكم ونفسي المخطئةالمذنبةأوﻻ بتقوى الله :(( ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته وﻻتموتن إﻻ وأنتم مسلمون ))...

أيها اﻷحبةالكرام :
ﻟلممساجد التي هي بيوت ﺍﻟﻠﻪ في اﻷرض ﺃﻫﻤﻴﺔٌ ﺑﺎﻟﻐﺔٌ ﻭﺩﻭﺭٌ ﻋﻈﻴﻢٌ ﻓﻲ ﺍﻹﺳﻼﻡ، ﻭﺗﻈﻬﺮ ﺍﻷﻫﻤﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻋﻠﻰ ﺣﺪٍ ﺳﻮﺍﺀٍ، ﻭﻓﻴﻤﺎ ﻳﺄﺗﻲ ﺑﻴﺎﻥ ﺑﻌﺾ ﺫﻟﻚ :
ﺗﻌﺪّ ﺍﻟﻤﺴﺎﺟﺪ ﻣﻦ ﺃﻓﻀﻞ ﺃﻣﺎﻛﻦ ﺗﺮﺑﻴﺔ ﻭﺗﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ،

ﻭﻣﻦ ﺍﻟﺪﺭﻭﺱ ﺍﻟﻤﻤﺘﺜﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ ﺍﻟﻤﺴﺎﻭﺍﺓ ﻭﺍﻷﺧﻮّﺓ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ، ﻭﺗﻈﻬﺮ بﻮﺟﻮﺩﻫﻢ ﻭﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻬﻢ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻥٍ ﻭﺍﺣﺪٍ، ﻭﻗﻴﺎﻣﻬﻢ ﺑﺼﻒٍ ﻭﺍﺣﺪٍ، ﻭﺻﻼﺗﻬﻢ ﺧﻠﻒ ﺇﻣﺎﻡٍ ﻭﺍﺣﺪٍ، ﺩﻭﻥ ﺍﻟﺘﻔﺮﻳﻖ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﻭﺍﻟﺴﻴﺪ، ﻭﺑﻴﻦ ﺍﻟﻐﻨﻲ والفقير إﻻ ﺑﺎﻟﺘﻘﻮﻯ...، ﻭﺑﺬﻟﻚ ﻳﺘﻌﻠّﻢ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﻋﺪﻡ ﺍﻻﻋﺘﺪﺍﺀ ﻋﻠﻰ ﺃﺧﻴﻪ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﺑﺎﻟﺤﺴﺐ ﺃﻭ ﺍﻟﻨﺴﺐ ﺃﻭ ﺍﻟﺠﺎﻩ ﺃﻭ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻨﺼﺐ .

ﺗﻌﻤﻞ ﺍﻟﻤﺴﺎﺟﺪ ﻋﻠﻰ ﺇﺻﻼﺡ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﺗﺮﺑﻴﺘﻪ ﺗﺮﺑﻴﺔً ﺇﻳﻤﺎﻧﻴﺔً، ﻭﻟﺬﻟﻚ ﺣﺮﺹ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ - ﺻﻠّﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠّﻢ - ﻋﻠﻰ ﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ ﻓﻮﺭ ﻭﺻﻮﻟﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﻤﻨﻮﺭﺓ .
ﺗﺆﺩّﻱ ﺍﻟﻤﺴﺎﺟﺪ ﺩﻭﺭﺍً ﻓﺎﻋﻼً ﻓﻲ ﺗﻨﺸﺌﺔ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ، ﻭﺗﻌﻠّﻤﻪ ﻣﺒﺎﺩﺉ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺍﻹﺳﻼﻡ، ﻭﺗﺮﻛﻦ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻪ ﻋﻈﻤﺘﻬﺎ، ﻭﺗﻌﻤﺮ ﺍﻟﻤﻮﺩﺓ ﻭﺍﻟﻤﺤﺒﺔ ﻭﺍﻟﺮﺣﻤﺔ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻪ .

-- أهميةالمساجد. عند المسلﻤﻴﻦ :
أنها ﺗﻘﺘﺮﻥ ﺑﺮﻛﻦ ﻋﻈﻴﻢ ﻓﻲ ﺍﻹﺳﻼﻡ، ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺼﻼﺓ، ﻓﻼ ﺇﺳﻼﻡ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺻﻼﺓ، ﻭﻫﻨﺎﻙ ﻓﻀﻞ ﻋﻈﻴﻢﻟﺒﻨﺎﺀ ﺍﻟﻤﺴﺎﺟﺪ ﻭﺗﺸﻴﻴﺪﻫﺎ ﻭﺭﻋﺎﻳﺘﻬﺎ ﻭﺍﻟﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻴﻬﺎ، ....
ﻭﻫﻨﺎﻙ ﺃﻳﻀﺎً ﺃﻫﻤﻴَّﺔ ﻟﻠﻤﺴﺠﺪ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ ﺗﺘﻌﺪﻯ ﺷﻌﻴﺮﺓ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻧﻌﺮﻓﻬﺎ ﻭﻧﻠﺘﺰﻡ ﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ، ﻓﻬﻨﺎﻙ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﻋﻈﻴﻤﺔ ﺗﻘﺎﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ، ﺣﻴﻮﻳَّﺔ ﻫﻲ ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺃﻓﺮﺍﺩﺍً ﻭﺟﻤﺎﻋﺎﺕ، ﻭﻟﻬﺎ أﺛﺮ ﻋﻈﻴﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎﻡ، ...

ﻛﻤﺎﻭﻫﻨﺎﻙ ﻭﺍﺟﺒﺎﺕ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﻬﺎ ...ﻓﻴﻬﺎ ﺗﺼﻮُّﺭﺍﺕ ﻟﻤﺎ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻤﺴﺎﺟﺪ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ ﺍﻟﻴﻮﻣﻴﺔ .

-- ﻓﻀﻞ ﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﻤﺴﺎﺟﺪ ﻭﺗﺸﻴﻴﺪﻫﺎ ﻭﺭﻋﺎﻳﺘﻬﺎ :

ﻫﻨﺎﻙ ﻋﺪﺓ ﻧﺼﻮﺹ ﺗﺤﺪﺛﺖ ﺣﻮﻝ ﻓﻀﻞ ﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﻤﺴﺎﺟﺪ ﻭﺭﻋﺎﻳﺘﻬﺎ ﻭﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺑﻬﺎ، ﺳﻮﺍﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﺃﻭ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﻨﺒﻮﻳﺔ، ﻓﻘﺪ ﻗﺎﻝ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ :
ﻣﺒﻴﻨﺎً ﻓﻀﻞ ﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﻤﺴﺎﺟﺪ ﻭﻋﻤﺎﺭﺗﻬﺎ : ‏( ﺇِﻧَّﻤَﺎ ﻳَﻌْﻤُﺮُ ﻣَﺴَﺎﺟِﺪَ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﻣَﻦْ ﺁﻣَﻦَ ﺑِﺎﻟﻠَّﻪِ ﻭَﺍﻟْﻴَﻮْﻡِ ﺍﻟْﺂﺧِﺮِ ﻭَﺃَﻗَﺎﻡَ ﺍﻟﺼَّﻠَﺎﺓَ ﻭَﺁﺗَﻰ ﺍﻟﺰَّﻛَﺎﺓَ ﻭَﻟَﻢْ ﻳَﺨْﺶَ ﺇِﻟَّﺎ ﺍﻟﻠَّﻪَ ۖ ﻓَﻌَﺴَﻰٰ ﺃُﻭﻟَٰﺌِﻚَ ﺃَﻥ ﻳَﻜُﻮﻧُﻮﺍ ﻣِﻦَ ﺍﻟْﻤُﻬْﺘَﺪِﻳﻦَ﴾ ‏[ ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ] ....

ﻓﺎﻵﻳﺔ ﺻﺮﻳﺤﺔ ﻓﻲ ﺟﻌﻞ ﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﻤﺴﺎﺟﺪ ﻭﻋﻤﺎﺭﺗﻬﺎ ﻣﻦ ﻋﻼﻣﺎﺕ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ، ﻭﻋﻤﺎﺭﺓﺍﻟﻤﺴﺎﺟﺪ ﻻ ﺗﻘﺘﺼﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻤﺎﺭﺓ ﺍﻟﻤﺎﺩﻳّﺔ ﻟﻬﺎ،....
ﺑﻞ ﺗﺘﻌﺪﻯ ﺫﻟﻚ ﻟﺘﺸﻤﻞ ﺍﻟﻌﻤﺎﺭﺓ ﺍﻟﻤﻌﻨﻮﻳَّﺔ ﺃﻳﻀﺎً،.. ﻛﻤﺎ ﻭﺟﻌﻞ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠّﻢ ﺑﻨﺎﺀﺍﻟﻤﺴﺎﺟﺪ ﻣﻦ ﺩﺭﻭﺏ ﺍﻟﺼﺪﻗﺎﺕ ﺍﻟﺠﺎﺭﻳﺔ، ﻓﻘﺪ ﻗﺎﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ : ‏( ﺳﺒﻊٌ ﻳَﺠﺮﻱ ﻟﻠﻌﺒﺪِ ﺃﺟﺮُﻫُﻦَّ، ﻭﻫﻮَ ﻓﻲ ﻗَﺒﺮِﻩ ﺑﻌﺪَ ﻣﻮﺗِﻪ : ﻣَﻦ ﻋﻠَّﻢَ ﻋﻠﻤًﺎ، ﺃﻭ
ﺃﺟﺮَﻯ ﻧﻬﺮًﺍ، ﺃﻭ ﺣﻔَﺮ ﺑِﺌﺮًﺍ، ﺃﻭﻏﺮَﺱَ ﻧﺨﻠًﺎ، ﺃﻭ ﺑﻨَﻰ ﻣﺴﺠِﺪًﺍ، ﺃﻭ ﻭﺭَّﺙَ ﻣُﺼﺤﻔًﺎ، ﺃﻭ ﺗﺮَﻙَ ﻭﻟﺪًﺍ ﻳﺴﺘﻐﻔِﺮُ ﻟﻪُ ﺑﻌﺪ ﻣﻮﺗِﻪ ‏) ‏[ ﺣﺴﻦ

- وهذه بعض اﻷحاديث عن فضل بنائها :
عن عثمان عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :
(( من بنى لله مسجدا بنى الله له مثله في الجنة )) رواه البخاري ومسلم.
-- وحديث آخر :(( من بنى مسجدا لله بنى الله له بيتا في الجنة))..
-- وحديث ثالث قوله صلى الله عليه وسلم :
(( من بنى مسجدا لله كمفحص قطاة أو أصغر ، بنى الله له بيتا في الجنة ))..

-- ومعنى مفحص قطاة/ هو المكان الذي تبيض فيه القطاة وتفرخ...و(القطاة) نوع من الحمام...يضرب به المثل عن اﻹهتداء...
وهومشتق من الفحص....يعني / البحث..
فالدجاجة والقطاة تفحص في اﻷرض برجليها لتتخذ لنفسها مفحصا تبيض فيه.. (حفرةصغيرة)...
وهومذكور ﻹفادة المبالغة وتعظيم شأن بناء المساجد..، وإﻻ فأقل المسجد أن يكون موضعا لصلاة واحد...

-- ﻭﺍﺟﺒﻨﺎ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﻤﺴﺎﺟﺪ :
ﺃﻥ ﻧﻨﻈﻔﻬﺎ ﺑﺎﺳﺘﻤﺮﺍﺭ، ﻭﺃﻥ ﻧﺘﺄﺩﺏ ﺑﺎﻵﺩﺍﺏ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﻬﺎ، ﻓﻼ ﻧﺮﻓﻊ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﺻﻮﺍﺗﻨﺎ ﻓﻲ ﺷﺆﻭﻥ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ، ﻭﻻ ﻧﺠﻌﻠﻬﺎ ﻣﻜﺎﻧﺎً
ﻟﻠﺘﻨﺎﺯﻉ ﻭﺍﻟﺸﻘﺎﻕ واللهو وكثرةالحديث في شأن الدنيا،...

قصة :
دخل أحدالصالحين مسجدا فوجد مجموعة من الناس مجتمعين ...فظن أنهم يتحدثون في شؤن الدين والعباداة...فإذا بهم يتحدثون في شأن الدنيا....فقال :
مامثلي ومثلكم إﻻ كرجل نزل عليه المطر وهوفي الشارع فوجد بابا مفتوحا فدخل ليستكن من المطر فإذا به بيت ﻻسقف له...كيف تتجمعون في بيت من بيوت الله وتتحدثون في شأن الدنيا....أمايكفي الحديث عنها في البيوت واﻷسواق والشوارع....حتى تأتون إلى المساجد التي هي بيوت الله...فتتحدثون عن الدنيا....

ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻻ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻧﺠﻌﻞ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﻜﺎﻧﺎً ﻹﻧﺸﺎﺩ ﺍﻟﻀﺎﻟّﺔ ﻭﺍﻟﺒﺤﺚ ﻋﻨﻬﺎ، ﻓﻘﺪ ﻭﺭﺩ ﺍﻟﻨﻬﻲ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ : ‏( ﻣَﻦ ﺳﻤﻊَ ﺭﺟﻠًﺎ ﻳﻨﺸﺪُ ﺿﺎﻟَّﺔً ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪِ ، ﻓﻠﻴﻘُﻞْ : ﻻ ﺭﺩَّﻫﺎ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﻋﻠﻴﻚَ . ﻓﺈﻥَّ ﺍﻟﻤﺴﺎﺟِﺪَ ﻟﻢ ﺗُﺒﻦَ ﻟِﻬَﺬﺍ ‏) ‏[ﺻﺤﻴﺢ ﻣﺴﻠﻢ‏] ..
ﻓﺎﻟﻤﺴﺎﺟﺪﻣﻜﺎﻧﻬﺎ ﺃﻋﻈﻢ ﺑﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺇﻧﺸﺎﺩ ﺍﻟﻀﺎﻟَّﺔ، ﺃﻭ ﺍﻟﺒﻴﻊ ﻭﺍﻟﺸﺮﺍﺀ، ﻭﺳﺎﺋﺮ ﻣﻈﺎﻫﺮ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ، ﻓﺘﺠﺎﺭﺗﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺎﺟﺪ ﻫﻲ ﻓﻘﻂ ﻣﻊ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ، ﻭﻫﻲ :
ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺑﻮﺍﺭ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﻻ ﺧﺴﺮﺍﻥ : ﻓﻘﺪ ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ : ‏( ﻓِﻲ ﺑُﻴُﻮﺕٍ ﺃَﺫِﻥَ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﺃَﻥ ﺗُﺮْﻓَﻊَ ﻭَﻳُﺬْﻛَﺮَ ﻓِﻴﻬَﺎ ﺍﺳْﻤُﻪُ ﻳُﺴَﺒِّﺢُ ﻟَﻪُ ﻓِﻴﻬَﺎ ﺑِﺎﻟْﻐُﺪُﻭِّ ﻭَﺍﻟْﺂﺻَﺎﻝِ* ﺭِﺟَﺎﻝٌ ﻟَّﺎ ﺗُﻠْﻬِﻴﻬِﻢْ ﺗِﺠَﺎﺭَﺓٌ ﻭَﻟَﺎ ﺑَﻴْﻊٌ ﻋَﻦ ﺫِﻛْﺮِ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﻭَﺇِﻗَﺎﻡِ ﺍﻟﺼَّﻠَﺎﺓِ ﻭَﺇِﻳﺘَﺎﺀِ ﺍﻟﺰَّﻛَﺎﺓِ ۙ ﻳَﺨَﺎﻓُﻮﻥَ ﻳَﻮْﻣًﺎ ﺗَﺘَﻘَﻠَّﺐُ ﻓِﻴﻪِ ﺍﻟْﻘُﻠُﻮﺏُ ﻭَﺍﻟْﺄَﺑْﺼَﺎﺭُ ﴾ ‏[ﺍﻟﻨﻮﺭ].

--ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﻘﺎﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ :
ﻫﻨﺎﻙ ﺗﺼﻮُّﺭ ﻟﻸﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﻘﺎﻡ ﻓﻲ ﻣﺴﺎﺟﺪﻧﺎ، ﻭﻫﻲ ﻣﺴﺘﻘﺎﺓ ﻣﻦ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ ﻭﻭﻇﻴﻔﺘﻪ ﻓﻲ ﻋﻬﺪﻩ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠّﻢ،
ﻓﺒﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﻟﻜﻮﻧﻬﺎ ﻣﻜﺎﻧﺎً ﻟﻠﻌﺒﺎﺩﺓ، ﻓﻴﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﻜﺎﻧﺎً ﻟﻠﺘﻌﻠﻴﻢ، ﻭﻻ ﺳﻴّﻤﺎ ﻳﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠّﻖ ﺑﺎﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ، ﻛﻌﻠﻢ ﺍﻟﻔﻘﻪ،..ﻭﺍﻟﺤﺪﻳﺚ،.. ﻭﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺮ،.. ﻭﺗﻼﻭﺓ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻭﺗﺠﻮﻳﺪﻩ،.. ﻭﻋﻠﻮﻡ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﻣﻼﺕ،... ﻭﻛﻞّ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ الحلقات ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴَّﺔﺍﻟﺨﺎﺻّﺔ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺿﻤﻦ ﺑﺮﺍﻣﺞ ﺗﻌﻠﻴﻤﻴَّﺔ ﻣﻨﻈّﻤﺔ،ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺎﺟﺪ ﺇﺣﻴﺎﺀ ﻟﻠﺸﻮﺭﻯ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ ﺍﻟﻴﻮﻣﻴﺔ .
ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﺣﻴﺎﺀ ﻟﻘﻴﻤﺔ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻓﻲ ﻧﻔﻮﺳﻨﺎ، ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺇﻗﺎﻣﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﺒﺎﺕ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴَّﺔ ﻣﺘﻨﻮﻋﺔ ﺍﻟﻌﻨﺎﻭﻳﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺘﺐ، ﻭﺍﻟﻤﺘﻀﻤﻨﺔ ﺯﻭﺍﻳﺎ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ، ﻛﺎﻟﻔﻘﻪ، ﻭﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺮ، ﻭﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ، ﻭﺍﻟﻠﻐﺔ، ....ﻭﺯﻭﺍﻳﺎ ﺃﻳﻀﺎً ﺧﺎﺻَّﺔ ﺑﺎﻷﻃﻔﺎﻝ،... ﺛﻢّ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﻭﺗﺸﺠﻴﻊ ﺇﻋﺎﺭﺓ ﺍﻟﻜﺘﺐ، ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺳﺠﻼﺕ ﺇﻋﺎﺭﺓ ﺧﺎﺻّﺔ، ﻓﻔﻲ ﺫﻟﻚ ﺗﺸﺠﻴﻊ ﻟﻌﺎﺩﺓ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺓ، ﻭﺭﺑﻂ ﺃﺑﺎﺋﻨﺎ ﺍﻟﺼﻐﺎﺭ ﺑﺎﻟﻤﺴﺎﺟﺪ ﻓﻲ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻮﻗﺖ .

-- ﺁﺛﺮ ﺍﻟﻤﺴﺎﺟﺪ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ
ﺇﻥّ ﻟﻠﻤﺴﺎﺟﺪ ﺁﺛﺎﺭﺍً ﻋﻈﻴﻤﺔً ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ، ﻓﻔﻴﻬﺎ ﻃﻤﺄﻧﻴﻨﺔ ﻟﻠﻔﺮﺩ ﺑﺎﻟﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻠﻮﺍﺕ ﺍﻟﻤﻔﺮﻭﺿﺔ ﻓﻴﻬﺎ، ﻭﻣﺎ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺃﺟﺮ ﻭﺛﻮﺍﺏ،
ﻭﻓﻴﻬﺎ ﺗﻘﻮﻳﺔ ﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﻤﺤﺒَّﺔ ﻭﺍﻟﺘﺮﺍﺑﻂ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ، ﻭﺗﻮﺛﻴﻖ ﻋﻼﻗﺎﺗﻬﻢ ﻭﺗﻌﺮُّﻓﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻬﺎ...، ﻓﺎﻟﻤﺴﻠﻢ ﻳﻠﺘﻘﻲ ﺑﺄﺧﻴﻪ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺠﺪ ﺧﻤﺲ ﺻﻠﻮﺍﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻭﺍﻟﻠﻴﻠﺔ، ﻭﻻ ﻳﺨﻠﻮ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻠﻘﺎﺀ ﻣﻦ ﺗﻌﺎﺭﻑ ﻭﺗﻮﺍﺻﻞ، ﻭﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﻣﻘﺼﺪ ﻋﻈﻴﻢ ﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ ﻓﻲ ﺍﻹﺳﻼﻡ .
-- ومن بنى مسجد من ماله الخاص أوسعى لجمع المبالغ من أهل الخير لبنائه أوشارك بمال أوبجهد أو أي مشاركة في بناء جامع...فليخلص به لوجه الله ...ﻻ ﻷجل ثناءالناس أومدحهم...وﻻ لكسب قلوبهم...وﻻ ﻷي غرض كان.،.حتى ينال الجزاء اﻷوفى من الله الذي يعلم السر وأخفى.

.(قصة)

فمن يرد وجه الله والقرب منه فاﻹنفاق خير وسيلةله :
يقول الله تعالى:(( ومن اﻷعراب من يؤمن بالله واليوم اﻵخر ويتخذ ماينفق قربات عندالله وصلوات الرسول أﻻ إنها قربة لهم سيدخلهم الله في رحمته )) التوبة.

بارك الله لي ولكم بالقرآن العظيم...


الخطبة الثانية :👇

أيها اﻷحبةالكرام :
سنكمل خطبتنا في فضل التعلق بالمساجد وكثرةالخطا إليها...لصلاةالجماعة...

-- فضل التعلق بالمساجد :
أوﻻ/
- زيادةالحسنات ومحوالسيئات:
عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهماقال: قال رسول الله... ((من راح إلى مسجد الجماعة فخطوةتمحوسيئة، وخطوةتكتب له حسنة، ذاهبا وراجعا )) صحيح رواه اﻹمام احمدوالطبراني وابن حبان.

- الحياةالطيبةوحسن الخاتمة:
ففي حديث اختصام الملأ الأعلى ((...قال لي : يامحمد، أتدري فيم يختصم الملأ اﻷعلى؟ قلت: نعم، في الدرجات والكفارات، ونقل اﻷقدام إلى الجماعة، وإسباغ الوضوءفي السبرات (شدةالبرد)، وانتظارالصلاةبعدالصلاة، ومن حافظ عليهن عاش بخبر، ومات بخير، وكان من ذنوبه كيوم ولدته أمه....))..صحيح...رواه الترمذي وقال حسن غريب.

ومن الفضائل(تبشبش الله له) :
فعن أبي هريرة -- رضي الله عنه -- قال : قال رسول الله... ((ﻻيتوضأ أحدكم فيحسن وضوءه فيسبغه ، ثم يأتي المسجد ﻻيريد إﻻ الصلاةفيه ، إﻻ تبشبش الله إليه كمايتبشبش أهل الغائب بطلعته ))...صحيح رواه ابن خزيمةفي صحيحه..
- ومنها (إعدد النزل له في الجنة):
فعن أبي هريرة....عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
(( من غدى إلى المسجد أو راح ، أعد الله له في الجنة نزﻻ كلماغدا أو راح ))..صحيح..رواه البخاري ومسلم وغيرهما..

- منها صلاةالملائكة مادام في مصلاه:
روى اﻹمام احمدبن حنبل عن ابي هريرة -- رضي الله عنه -- قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :(( الملائكة تصلي على أحدكم مادام في مصلاه الذي صلى فيه لم يحدث - تقول - اللهم اغفر له، اللهم ارحمه ))..أحمد وقال احمدشاكر : حديث صحيح.

- منها (البشارةبالنورالتام يوم القيامة):
عن بريدة - رضي الله عنه - عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ((بشر المشائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة ))..صحيح..رواه ابوداود والترمذي...

- ومنها (أنه ضامن على الله ):
عن ابي أمامة - رضي الله عنه - أن رسول الله.،قال : ثلاث كلهم ضامن على الله ، إن عاش رزق وكفي ، وإن مات أدخله الله الجنة :
من دخل بيته فسلم فهو ضامن على الله ، ومن خرج إلى المسجد فهو ضامن على الله ، ومن خرج في سبيل الله فهوضامن على الله )) ..صحيح. رواه أبوداود وابن حبان في صحيحه..

- ومنها (أن الله يباهي به ملائكته :
عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما قال : صلينا مع رسول الله...المغرب، فرجع من رجع، وعقب من عقب، فجاءرسول الله...مسرعا، قد حفره النفس ، قد حسر عن ركبتيه، قال :
(( أبشروا هذا ربكم قدفتح بابا من أبواب السماء، يباهي بكم ملائكته، يقول : انظروا إلى عبادي ، قد قضوا فريضة ، ، وهم ينتظرون أخرى ))..صحيح..رواه ابن ماجة..

- ومنها (حصول الرحمةوالجوازعلى الصراط:
عن أبي الدرداء - رضي الله عنه- قال : سمعت رسو الله يقول:
(( المسجدبيت كل تقي، وتكفل الله لمن كان المسجد بيته بالروح والرحمة ، والجواز على الصراط إلى رضوان الله، إلى الجنة ))..صحيح رواه الطبراني في الكبير واﻷوسط والبزار...

- ومنها (علاقةخاصةبالملائكة):
عن عبدالله بن سلام- رضي الله عنه - ان النبي صلى الله عليه وسلم قال :(( إن للمساجد أوتادا هم أوتادها ، لهم جلساءمن الملائكة ، فإن غابوا سألوا عنهم، وإن كانوا مرضى عادوهم ، وإن كانوا في حاجة أعانوهم ))..شعب اﻹيمان..

فلنربط قلوبنابالمساجد ولنكن كصحابةرسول الله في تعلقهم بها...وشعورهم باﻷمان فيها، فقدكانوا إذا فزعهم شيء أتوا المساجد..

ولنتسابق على الصف اﻷول لننال المنزلة العظيمة المعدة ﻷهله.، قال رسول الله :(( إن الله وملائكته يصلون على الصف اﻷول ))..صحيح..رواه أحمد وابوداود وابن ماجة والحاكم عن البزار....

فالصف الأول على مثل صف الملائكة..، كماقال رسول الله...(( والصف الأول على مثل صف الملائكة ، ولو علمتم مافضيلته ﻻبتدرتموه ))..صحيح..جزء من حديث رواه ابوداودفي سننه..

-- قيل في شرح الحديث : مثل صف الملائكة أي في القرب من الله عز وجل ونزول الرحمة..وإتمامه واعتداله..

-- وأخيرا :
فإن اعتياد الذهاب إلى المساجد والتعلق بها من علامات صدق اﻹيمان...
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم :(( إذا رأيتم الرجل يعتاد المسجد فاشهدوا له بالإيمان ، فإن الله تعالى قال :
(( إنمايعمر مساجدالله من آمن بالله واليوم اﻵخر ))...

هذا ماتيسر ذكره...وصلوا وسلموا...
اسم العضو       كلمة المرور

حفظ البيانات؟
الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم مشاركات اليوم البحث


 

  منتديات التصفية و التربية السلفية » القــــــــسم العــــــــام » الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام
الآل والأصحاب أصهار وأحباب


 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
15 Sep 2010, 07:48 AM
أبو الوليد الهاشمي
زائر
 
المشاركات: n/a
الآل والأصحاب أصهار وأحباب
الآل والأصحاب أصهار وأحباب



كتبه:
أبو عبد الرحمن فريد




الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، ورضي اللهم عن أصحابه أجمعين، أما بعد

من أعجب عجائب الدنيا، ومن أعظم التناقضات المفضوحة، والأباطيل المكشوفة، إقامة الدعاوى، ثم نقضُها، كما فعلت اليهود والنصارى في دعواهم الإيمان بالله ومحبته ثم نقضهم لها بنسبة الولد له سبحانه قال تعالى: ﴿وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ (30) اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾ [التوبة : 30 ، 31].

و كادّعاء قومٍ محبة الله تعالى ثم نقضهم لها بتركهم متابعة الرسول- صلى الله عليه وسلم- قال تعالى: ﴿قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (31) قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ﴾ [آل عمران : 31 ، 32].و قال تعالى: ﴿ مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا﴾[النساء : 80 ، 81].

وفي هذا الشأن قال ابن القيم-رحمه الله-: "من أعجب الأشياء أن تعرفه ثم لا تحبه، وأن تسمع داعيه ثم تتأخر عن الإجابة، وأن تعرف قدر الربح في معاملته ثم تعمل غيره، وأن تعرف قدر غضبه ثم تتعرض له، وأن تذوق ألم الوحشة في معصيته ثم لا تطلب الأنس بطاعته، وأن تذوق عصرة القلب عند الخوض في غير حديثه والحديث عنه ثم لا تشتاق إلى انشراح الصدر بذكره ومناجاته، وأن تذوق العذاب عند تعلق القلب بغيره ولا تهرب منه إلى نعيم الإقبال عليه والإنابة إليه، وأعجب من هذا علمك أنك لابد لك منه وأنك أحوج شيء إليه وأنت عنه معرض وفيما يبعدك عنه راغب"[1]

ومن بين هذه الأعاجيب، أن يدعيَ قومٌ حبَّ شخص بل يغلوا في محبته، ثم ينصبون العداوة لمن أحبهم هذا الحبيبُ، فهذا من أبطل الأباطيل.

ولعلك أخي القارئ فهمت ما أعني؛ قال العلامة عبد العزيز بن باز-رحمه الله- في كتابه "من قتل الحسين-رضي الله عنه-": « مِن حُبِ أمير المؤمنين علي رضي الله عنه للخلفاء الثلاثة أن سمَّى أبناءه بأسمائهم، وقد قاتل هؤلاء مع أخيهم الحسين في كربلاء، ونلاحظ تعمد خطباء الشيعة عدم ذكر هذه الأسماء الطيبة حتى لا يُعيد رواد الحسينيات النظر في مواقفهم من الخلفاء الثلاثة رضي الله عنهم، وأبناؤه هم:

· أبو بكر بن علي بن أبي طالب :[2] ذكره المفيد[3] والطبرسي والأربلي[4] وعباس القمي[5] . وباقر شريف القرشي وهادي النجفي[6] وصادق مكي[7] وابن شهر آشوب[8].

· عمر بن علي بن أبي طالب: ذكره المفيد والطبرسي وابن شهر آشوب والأربلي والنجفي.

· عثمان بن علي بن أبي طالب:[9] ذكره محمد بن النعمان الملقب بالمفيد وابن شهر آشوب والطبرسي والأربلي والقمي والقرشي وهادي النجفي وصادق مكي.

· أبو بكر بن الحسين بن علي بن أبي طالب: ذكره المفيد والطبرسي والأربلي والقمي والقرشي وهادي النجفي وصادق مكي .

· عمر بن الحسين بن علي بن أبي طالب: ذكره المفيد، والطبرسي، وصادق مكي.

وهؤلاء الأخيار لقوا مصرعهم في كربلاء كما صرّح بهذا من نقلنا عنهم في هذا المختصر، فرحمة الله عليهم وعلى آبائهم، وإنما ذكرناهم لكي يعلم الشيعي المنصف مبلغ حب أهل البيت للخلفاء الثلاثة رضي الله عنهم، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل إن هناك من أهل البيت أيضا من سمى أبناءه بأسماء الخلفاء، ويكفيك منهم الإمام الجليل علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب وهو المعصوم الرابع عند الإمامية الاثنى عشرية فإن له ابناً اسمه عمر ذكره المفيد وقال الحر العاملي فيه: "كان فاضلا جليلا وَلِيَ صدقات النبي صلى الله عليه وآله وأمير المؤمنين وكان ورعاً متجنباً".
ثم وجدت الشيعي الملقب عندهم بالعلامة والمحقق البحاثة مرتضى العسكري يذكر أبناء علي بن أبي طالب الثلاثة: أبا بكر وعمر وعثمان في كتابه "معالم المدرسين"[10] ولا شك أن الإنسان يختار لأبنائه أحب الأسماء إليه فأبو بكر وعمر وعثمان أحب الأصحاب إلى قلب علي رضي الله عنهم فسمى أبناءه بأسمائهم»اه.

فانظر يا أخي الكريم إلى هذه النقول من كتب الشيعة مع محققيهم، وما عسانا أن نقول وهو خير القائلين: ﴿وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ﴾[النمل : 14].

ولينظر القارئ إلى الكتاب الماتع بالحقائق والذي سماه صاحبه بـ "الأسماء والمصاهرات بين أهل البيت والصحابة رضي الله عليهم للسيد ابن أحمد الإسماعيلي وهو كتاب يعطي صورة أعم وأشمل للروابط والصلات التي كانت تجمع بين أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام، وهذه الروابط الوثيقة التي جمعت المؤمنين من آل البيت والصحابة تجلت في جوانب عديدة يركز المؤلف على جانبين هما:

1- إطلاق آل البيت أسماء أبي بكر وعمر وعثمان وأمهات المؤمنين وكبار الصحابة على أولادهم كما سيأتي بيانه، وهو ما يُدحض الافتراءات التي ظل يرددها الروافض من أن السنة وبني أمية -على وجه الخصوص- كانوا في حالة من العداء الدائم مع آل البيت، حتى أن أحدهم كتب كتاباً أسماه (النزاع والتخاصم فيما بين بني أمية وبني هاشم)!.

2- صلات المصاهرة التي كانت تجمع بينهما.



أولاً: أسماء الأعلام من أهل البيت الذين تسموا بأسماء الصحابة:

* أبو بكر رضي الله عنه: وممن تسموا بأبي بكر: أبو بكر بن علي بن أبي طالب، وأبو بكر بن الحسن بن علي بن أبي طالب، وأبو بكر عبد الله بن جعفر، وقد استُشهدوا مع الحسين رضي الله عنه في كربلاء. وأبو بكر علي بن الحسين زين العابدين، وأبو بكر علي الرضا وكلاهما إمامان من الأئمة الاثنى عشر وكل منهما كانت كنيته أبا بكر.

ويُعتبر ((أبو بكر)) أحد أسماء المهدي المنتظر عند الشيعة، وقد ذكر ذلك النوري الطبرسي في كتابه "النجم الثاقب في ألقاب وأسماء الحجة الغائب".

* عمر رضي الله عنه: وممن تسموا بعمر: عمر الأطرف بن علي بن أبي طالب، وأمه أم حبيب الصهباء التغلبية ... وعمر بن الحسن بن علي بن أبي طالب. وعمر الأشرف بن علي بن الحسين. وعمر بن يحيى بن الحسيين بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب. وعمر بن موسى الكاظم.

* عثمان رضي الله عنه: وممن تسموا بعثمان: عثمان بن علي بن أبي طالب، وقتل مع الحسين في كربلاء. وعثمان بن عقيل بن أبي طالب.

* عائشة رضي الله عنها: وممن تسموا بعائشة: عائشة بنت موسى الكاظم بن جعفر الصادق، ومن دليل شدة حب الإمام الكاظم لعائشة رضي الله عنها أنّ له من الولد سبعاً وثلاثين ذكراً وأنثى واحدة سمّاها عائشة، وعائشة بنت جعفر بن موسى الكاظم. وعائشة بنت علي الهادي بن محمد الجواد.

* طلحة رضي الله عنه: وممن تسموا بطلحة: طلحة بن الحسن بن علي بن أبي طالب.

* معاوية رضي الله عنه: وممن تسموا بمعاوية: معاوية بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب.

والمؤلف بعد إيراده لآل البيت الذين سموا أولادهم بأسماء كبار الصحابة يذكرنا بأن هذه الأسماء وردت في كثير من كتب الشيعة، ومع ذلك فإنهم يتغافلون عنها، وينكرونها، ومن هذه المصادر الشيعية: بحار الأنوار للمجلسي، والإرشاد للمفيد، وتاريخ اليعقوبي، ومنتهى الآمال لعباس القمي، والنجم الثاقب للنوري الطبرسي.

ثانياً: المصاهرات بين أهل البيت والصحابة:

أ - المصاهرات بين أهل البيت وآل الصديق من بني تيم:

-النبي محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم وهو سيد بني هاشم تزوج عائشة بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما.

-موسى بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب تزوج أم سلمة بنت محمد بن طلحة بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق.

-إسحاق بن جعفر بن أبي طالب تزوج أم حكيم بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر.

-محمد الباقر بن زين العابدين تزوج أم فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق.

- الحسن بن علي بن أبي طالب تزوج حفصة بنت عبد الرحمن بن أبي بكر.

ب-المصاهرات بين أهل النبي صلى الله عليه وسلم وآل الزبير:

- صفية بنت عبد المطلب عمة النبي صلى الله عليه وسلم تزوجها العوام بن خويلد، وولدت له الزبير أحد العشرة المبشرين بالجنة.

- أم الحسن بنت الحسين بن علي بن أبي طالب تزوجها عبد الله بن الزبير بن العوام.

- رقية بنت الحسن بن علي بن أبي طالب تزوجها عمرو بن الزبير بن العوام.

- مليكة بنت الحسن بن علي بن أبي طالب تزوجها جعفر بن مصعب بن الزبير.

- موسى بن عمر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب تزوج عبيدة بنت الزبير بن هشام بن عروة بن الزبير بن العوام.

- سكينة بنت الحسين بن علي بن أبي طالب تزوجها مصعب بن الزبير بن العوام، وغير ذلك الكثير.

ج- المصاهرات بين أهل البيت وآل الخطاب من بني عدي:
- تزوج النبي صلى الله عليه وسلم حفصة بنت عمر بن الخطاب رضي الله عنها وعن أبيها.

- الحسن الأفطس بن علي بن علي زين العابدين تزوج من بنت خالد بن أبي بكر بن عبد الله بن عمر بن الخطاب.

- الحسن المثنى بن الحسن بن علي بن أبي طالب تزوج رملة بنت سعيد بن زيد بن نفيل.

د- المصاهرات بين أهل البيت وبني تيم:

- الحسن بن علي بن أبي طالب تزوج أم إسحاق بن عبيد الله التيمي.

- الحسين بن علي بن أبي طالب تزوج أم إسحاق بنت طلحة بن عبيد الله، وقد أوصاه أخوه الحسن بنكاحها قبل موته، وولدت له فاطمة بنت الحسين.

ه- المصاهرات بين أهل البيت وبني أمية:

- رقية وأم كلثوم بنتي رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوجهما عثمان بن عفان رضي الله عنه وبذلك لقب بذي النورين.

-زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوجها أبو العاص بن الربيع، وهو ابن خالتها، فأمه هالة بنت خويلد، وولدت له زينب بنتاً هي أمامة، وقد تزوجها علي بن أبي طالب بعد وفاة فاطمة رضي الله عنها.

- خديجة بنت علي بن أبي طالب تزوجها عبد الرحمن بن عامر بن كريز الأموي.

- رملة بنت علي بن أبي طالب تزوجها معاوية بن مروان بن الحكم.

- زينب بنت الحسن المثنى بن الحسن بن علي بن أبي طالب تزوجها الوليد بن عبد الملك بن مروان.

- فاطمة بنت الحسين الشهيد بن علي بن أبي طالب تزوجها عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان، وغير ذلك الكثير.

و- المصاهرات بين أهل البيت العلويين وأبناء عمومتهم من أهل البيت العباسيين:

- محمد الجواد بن علي الرضا تزوج أم حبيبة بنت المأمون العباسي.

- فاطمة بنت محمد بن علي النقي بن محمد الجواد تزوجها الخليفة هارون الرشيد.

- عبيد الله بن محمد بن عمر الأطرف بن علي بن أبي طالب تزوج عمة أبي جعفر المنصور.

والمؤلف هنا ينبهنا أيضاً إلى أن هذه المصاهرات وردت في كثير من كتب الشيعة مثل عمدة الطالب لابن عنبة والأنوار النعمانية للجزائري والإرشاد للشيخ المفيد وتراجم أعلام النساء لمحمد الحائري ومنتهى الآمال للقمي وتاريخ اليعقوبي وسر السلسلة العلوية لأبي نصر البخاري، ومع ذلك يصرفون النظر عنها، ويلفقون الأحاديث حول عداوة الصحابة وأهل السنة لآل البيت![11]

[1] الفوائد - (1 / 47).
[2] وأمه ليلى ابنة مسعود بن خالد بن دارم انظر تاريخ الطبري - (4 / 358).
[3] المفيد الشيعي هو: أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان ابن عبد السلام بن جابر بن نعمان بن سعيد العكبري البغدادي ابن المعلم الملقب بالشيخ المفيد الشيعي الإمامي توفي سنة 413 ثلاث عشرة وأربعمائة، وكتابه اسمه الإرشاد.ينظر: هدية العارفين.
[4] بهاء الأربلي هو: علي بن عيسى بن فخر الدين أبو الفتح الأمير بهاء الدين الأربلي، وكتابه اسمه كشف الغمة في معرفة الأئمة. ينظر: هدية العارفين.
[5] ينظر:نفس المهموم للشيخ عباس القمي - دار المحجة البيضاء - بيروت 1412هـ.و منتهى الآمال.
[6] ينظر: يوم الطف لهادي النجفي ط قم 1413هـ.
[7] ينظر: مظالم أهل البيت لصادق مكي - طبع الدار العلمية - بيروت 1404هـ
[8] ينظر: مناقب آل أبي طالب لابن شهر آشوب طبع إيران.
[9] وأمه أم البنين انظر تاريخ الطبري - (4 / 358)
[10] معالم المدرسين ج3 ص 127.
[11] مجلة الراصد 1 - 35 - (8 / 11) بتصرف.


المصدر
التعديل الأخير تم بواسطة أبو الوليد الهاشمي ; 15 Sep 2010 الساعة 07:54 AM

  #2  
15 Sep 2010, 07:50 AM
أبو الوليد الهاشمي
زائر
 
المشاركات: n/a





.

  #3  
15 Sep 2010, 11:26 AM
أبو أحمد ضياء التبسي
.:. أصلحه الله .:.
 
تاريخ التسجيل: Oct 2007
المشاركات: 325


بارك الله فيك أخي الحَبيب أبا الوليد؛
وحفظ اللهُ الأخ الخَلوق: أبا عبد الرَّحمن فريـــد
وجميع أسرة منبر وهران
🎤
*خطـــبــــة جـــيـــــدة بعـــنـــــــوان :*
.الهجرة.دعائم.لمجتمع.صالح.tt
18- محرم 1440هـ 28- سبتمبر 2018م
جمع وإعداد الشيخ/ مـحــمـــد الـجـــرافــي
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
الخطبـــة.الاولـــى.cc
الْحَمْدُ للهِ الذي أكرمَنا بمحمدٍ نبياً ورسولا وجَعلَ لنا فيه إلى الخيرِ أسوةً ودليلاً وَنَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيْكَ لَهُ أَمرنا بالأخذِ بالأسبابِ والجدِّ لتذليلِ الصعابِ وَنَشْهَدُ أَنَّ سَيِّدَنَا وَنَبِيَّنَا مُحَمَّداً عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ الأوابُّ أُوتِيَ الحكمةَ وفصلَ الخطابِ صلى الله عليه وسلم وعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ الذين صَدَّقُوه ونَصرُوه واتّبَعُوه وآزرُوه، وَعَلَى كُلِّ مَنِ اهْتَدَى بِهَدْيِهِ وَاسْتَنَّ بِسُنَّتِهِ إِلَى يَوْمِ الدِّيْنِ
أَمَّا بَعْدُ فأوصيكم ونفسِيَ -عبادَ اللهِ - بتقواه والعملِ بما فيه رضاه ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً))
عباد الله إن الهجرة موسم عظيمٌ من مواسم التحولات الإيمانية والتربوية والحضارية موسمٌ يتجدَّد ولا يتوقَّف أبدَ الدهر فلا زمن يَحُدُّه ولا مكان يُحيطه بل إن الهجرة تَنبِض في قلوبنا وتَدفعنا للتغيير والإصلاح الذي نَنشُده فنتَّخذ من إيماننا وعقيدتنا الصافية زادًا نسعى لترجمته في منجزات حضارية تَخدُم الأُمة وتَغرِس في صحرائها الأزاهير
*فقد كانت الهجرة بداية لتأسيس أركان الدولة الإسلامية في المدينة وهي أيضا أسس ومبادئ قامت عليها الحضارة الإسلامية
ومن هنا شغل رسول الله (صلَّى الله عليه وسلم) أول مستقرة - بالمدينة بوضع الدعائم التي لابد منها لقيام رسالته واصلاح مجتمعه وتبين معالم الشريعة
ولاشك أن المجتمع الذي أنشأه النبي صلى الله عليه وسلم هو مثال للمجتمعات الآمنة المستقرة وقد ظهر ذلك جليّاً منذ أن بٌعث النبي صلى الله عليه وسلم وبدأ في تكوين الدولة ، ويرجع أمن واستقرار المجتمع الى هذه الدعائم التي وضَعها رسول البشرية لهذا المجتمع الإسلامي الجديد وهي ما يلي
1- الدعامة الأولى اصلاح صلة الأمة بالله. ببناء المسجد النبوي في المدينة فقد بادر الرسول عليه الصلاة والسلام إلى بناء المسجد لتظهر فيه شعائر الإسلام التي طالما حوربت ولتقام فيه الصلوات التي تربط المرء برب العالمين وتنقي القلب من أدران الأرض ودسائس الحياة الدنيا . وحينما بنى النبي صلى الله عليه وسلم المسجد بناه في حدود البساطة فراشه الرمال والحصباء وسقفه الجريد وأعمدته الجذوع وربما أمطرت السماء فأوحلت أرضه وقد تفلت الكلاب إليه فتغدو وتروح هذا البناء المتواضع هو الذي ربَّى ملائكة البشر ومؤدبي الجبابرة وملوك الدار الآخرة. في هذا المسجد أذن الرحمن لنبيٍّ يؤم بالقرآن خيرة من آمن به أن يتعهدهم بأدب السماء من غبش الفجر إلى غسق الليل. انه المسجد طريق الصلة بالله و مصدر التوجيه الروحي والمادي انه المسجد خادم الاسلام الحقيقي ومنارة العلم الشرعي ملتقى الطيبين ومؤتمر المسلمين رافع راية الاسلام ومضيفة الرحمن فهو ساحة للعبادة ومدرسة للعلم وندوة للأدب ومحكمة للقضاء فيه يوزع ميراث الانبياء
ومنه تخرج الخلفاء والامراء والقواد والزعماء والفقهاء والمفسرين ورجال القضاء والابطال والشهداء والمفتين والادباء والمفكرين والعلماء والدعاة والشعراء
فأين مساجدنا؟ ورسالتها ؟ ومنابرها؟
المساجد هجرت ولم تجد من يعمرها فالصلاة عمود الدين وركنه الركين اصبحت متروكة مهملة لدى الكثيرين - منسية مؤخرة عن وقتها لدى كثيرين – تصلى في غير الجماعة لدى الباقين. فأين رجل قلبه معلق بالمساجد؟
فهل لنا ان نعيد للمسجد دوره العظيم في هذه الحياة..؟
واذا اردنا ان نصلح مجتمعنا كما صلح مجتمع يثرب المدينة فمن المسجد يصلح وينتصر
2- أما الدعامة الثانية فهي اصلاح صلة الأمة بعضها بالبعض الآخر. إن أي دولة لا تنهض ولن تقوم إلا على أساس الوحدة والتساند بين أفراد المجتمع أجمعين وهذه الوحدة لا تكون إلا بالتآخي والترابط والمحبة وشيوع روح التعاون والألفة المتبادلة. القائمة على الإخاء والمحبة. فقد أقام الرسول (صلَّى الله عليه وسلم) مجتمع المدينة على الإخاء الكامل. الإخاء الذي تمحى فيه كلمة "أنا" ويتحرك الفرد فيه بروح الجماعة ومصلحتها وآمالها فلا يرى لنفسه كياناً دونها ولا امتداداً إلا فيها...ومعنى هذا الإخاء أن تذوب عصبيات الجاهلية، فلا حمية إلا للإسلام ، وأن تسقط فوارق النسب واللون والوطن، فلا يتأخر أحد أو يتقدم إلا بمروءته وتقواه. والمسلمون إخوة بنص القرءان الكريم، قال عز من قائل في سورة الحجرات: {إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون}.
والإخاء الحق لا ينبت في البيئات الخسيسة فحيث يشيع الجهل والغش والجبن والبخل والجشع لا يمكن أن يصح إخاء أو تترعرع محبة ولولا أن أصحاب رسول الله (صلَّى الله عليه وسلم) جبلوا على شمائل نقية واجتمعوا على مبادئ رضية ما سجلت لهم الدنيا هذا التآخي الوثيق في ذات الله. فليس للبغضاء طريق في الإسلام وليست للكراهية طريق بين المؤمنين
أما آن للمسلمين أن يعوا هذا الأساس الذي أقامه المصطفى ؟!
أما آن للشعوب أن تنسى الماضي الحزين وترسم للمستقبل المشرق؟!
أما آن للمسلمين أن يقهروا ضغائن أنفسهم، ويشيعوا التعاون فيما بينهم؟!
أما آن للمسلمين أن يبنوا أمتهم على أسس دولة نبيهم؟!
فأين الأخوة وقد استحل الاخ مال اخيه ودمه وعرضه
أين الأخوة؟ وقد فقد الناس الاحساس بألآم بعضهم
اين هذا الجسد الواحد؟ وقد تمزق وتفرق
اين هذا البنيان المرصوص؟ وقد اختلف وتشرذم
*عباد الله لقد ساهمت المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار في تقوية المجتمع المسلم الجديد في المدينة، وبتحقيقها ذابت العصبية وحظوظ النفس، فلا ولاء إلا لله ورسوله والمؤمنين، وأشاعت في المجتمع عواطف ومشاعر الحب، وملأته بأروع الأمثلة من الأخوة والعطاء والتناصح والإيثار، وجعلته جسدا واحدا في السراء والضراء، والآلام والآمال، ومن هنا كانت حكمته ـ صلى الله عليه وسلم ـ في جعل أول عمل يقوم به حين مقدمه المدينة، ـ بعد بناء المسجد ـ تأسيسه للمجتمع على المؤاخاة، والتي كانت حلا لكثير من المشاكل، وأهلت المسلمين ليكونوا أقوى أمة على الأرض.. فما أحوجنا اليوم إلى التحقق بهذه المؤاخاة ، للصمود في وجه الأعداء، ومواجهة التحديات التي تواجه أمتنا في هذه الأيام
3- أما الدعامة الثالثة صلة الأمة بالأجانب عنها، ممن لا يدينون دينها. فإن الرسول عليه الصلاة والسلام قد سنَّ في ذلك قوانين السماح والتجاوز التي لم تعهد في عالم مليء بالتعصب والتعالي والذي يظن أن الإسلام دين لا يقبل جوار دين آخر وأن المسلمين قوم لا يستريحون إلا إذا انفردوا في العالم بالبقاء والتسلط هو رجل مخطئ بل متحامل جريء!.
عندما جاء النبي عليه الصلاة والسلام إلى المدينة وجد بها يهود توطنوا ومشركين مستقرين فلم يتجه فكره إلى رسم سياسة للإبعاد أو المصادرة والخصام بل قبل -عن طيب خاطر- وجود اليهود والوثنية وعرض على الفريقين أن يعاهدهم معاهدة الند للند على أن لهم دينهم وله دينه. وجعل وثيقة بينهم سميت وثيقة المدينة
الوثيقة تنطق برغبة المسلمين في التعاون الخالص مع يهود المدينة لنشر السكينة في ربوعها، والضرب على أيدي العادين ومدبري الفتن أياً كان دينهم ، وقد نصت بوضوح على أن حرية الدين مكفولة.
فليس هناك أدنى تفكير في محاربة طائفة أو إكراه مستضعف بل تكاتفت العبارات في المعاهدة على نصرة المظلوم وحماية الجار ورعاية الحقوق الخاصة والعامة واستنزل تأييد الله على أبر ما فيها وأنقاه كما استنزل غضبه على من يخون ويغش.. لكن طبيعة اليهود اللؤم نقضوا العهود وحاربوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فحاربهم النبي لنقضهم العهود
قلت ما سمعتم واستغفر الله لي ولكم فاستغفروه انه غافر الذنوب والخطيئات
الخطبـــة.الثانيـــة.cc
الحمد لله لا مانع لما أعطى ولا معطي لما منع والصلاة والسلام على أشرف خلق الله محمد بن عبد الله وبعـــد:
*عباد الله أنه كما هاجر الصحابة من أرض مكة إلى أرض المدينة امتثالا لأمر الله فإنهم هاجروا قبل ذلك هجرة لا تقلّ أهمية عن هذه الهجرة حيث هاجروا من الكفر إلى الإيمان ومن المعصية إلى الطاعة، يقول صلى الله عليه وسلم:
لا هجرة بعد الفتح، ولكن جهاد ونية". نعم، لا هجرة بمعنى الهجرة من بلد لآخر بعد الفتح؛
المهاجر هو الذي يهجر من نفسه خلقاً ذميماً أو عادة سيئة أو معاملة غير طيبة وقد قال الإمام أبو يزيد البسطامي رحمه الله {ليست الكرامة أن تطير في الهواء لأن أي طائر يفعل ذلك ، ولا أن تمشي على الماء لأن الأسماك تستطيع ذلك ، ولا أن تقطع ما بين المشرق والمغرب في لحظة لأن إبليس يفعل ذلك ولكن الكرامة أن تغير خلقاً سيئاً فيك بخلق حسن}
وهذه هي العظة الكبرى من الهجرة فإن النبي صلى الله عليه وسلم استطاع أن يغير أخلاق العرب من الفسق والفجور والظلم والكبرياء واللهو والمجون والفخر بالآباء والأجداد والأحساب والأنساب إلى فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى
*فمن قام الليل يصلي وينفض عن وجهه غبار النوم، وغيره غارق في لهوه وشهوته، فهو من المهاجرين.
*ومن غض بصره عن الحرام وحصن فرجه من الزنا في زمنٍ غرق فيه الشباب في براثن الرذيلة والفواحش، فهو من المهاجرين
*ومن عفت يده عن الحرام وأخذ الرشوة وأكل مال اليتيم وأخذ الربا في زمن تغلل فيه الحرام إلى النخاع وطرق أبواب المتقين فهو من المهاجرين.
*ومن تركت التبرج والزينة الحرام وصانت نفسها عن أعين الذئاب واللئام وأخوات لها كاسيات عاريات، فهي من المهاجرات.
*ومن جد في عمله واجتهد وأبدع في مجاله وتميز في زمنٍ ماتت فيه الضمائر وخارت فيه العزائم، فهو من المهاجرين.
*وصور الهجرة هنا كثيرة لا تعد ولا تحصى، ينبغي لكل مسلم أن يهاجرها إن كان صادقا في التوجه إلى الله، ينبغي أن يترك معاصي الله سبحانه ومساخطه ويسعى إلى حياض الطاعة والنور،
*أخرج ابن ماجة عن فضالة بن عبيد أن رسول الله قال: ((المؤمن من أمنه الناس على أموالهم وأنفسهم، والمهاجر من هجر الخطايا والذنوب))
فهل فكّرنا في هذه الهجرة التي لا تتطلب مالا ولا سفرا ولا تعرضا لخطر بل تتطلب عزما وحزما وتتطلب صدقا وإخلاصا في التوجه إلى الله سبحانه وفي نصرة دينه وإقامة شرعه وهل الإنسان إذا جحد ربه واتبع هواه إلا حيوان ذميم أو شيطان رجيم؟؟.
*عباد الله لقد كانت الهجرة انطلاقة نحو بناء الأوطان لم تكن مجرد فرار بالدين وبحثا عن سلامة العافية وإنما كان الهدف الأساسي بناء أمة صالحة تقدم للعالم كله الخير فإذا أردنا أن ننهض بأمتنا علينا أن نعمل علي تحقيق هذه المقومات والأسس حتي نستطيع أن نعمر الأرض ونبنيها البناء الصحيح ونحقق السيادة والريادة ويكون زمام الأمر في أيدي المسلمين لا في أيدي أعدائهم حتي يعم الخير الأرض جميعا ولن ينصلح حال العالم إلا بتحقيق مثل هذه المقومات .
هذا وصلوا وسلموا على النبي المصطفى والحبيب المرتضى كما أمركم بذلك المولى جلَّ وعَلا فقال تعالى قولاً كريماً : { إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً }
اللهم استر عوراتنا وآمن روعاتنا واحفظ بلادنا واقض ديوننا واشف أمراضنا وعافنا واعف عنا وأكرمنا ولا تهنا وآثرنا ولا تؤاثر علينا وارحم موتانا واغفر لنا ولوالدينا وأصلح أحوالنا وأحسن ختامنا يارب العالمين
إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربي وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون فاذكروا الله العظيم يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم ولذكر الله اكبر واقم الصلاة .
==========================
:
🎤
*خطبــة جمعــة بعنــوان :*
*إن.الله.معنا.cc*
الاستاذ / برهان النصيري
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌

*الخطبــة.الأولــى.tt*
الحمدلله رب العالمين الحمد لله الذي لاتدركه الأوهام ولا الظنون ولا تناله الآفات ولا المنون أنزل الكتاب المكنون وأرسل السحاب الهتون وأخرج الثمار من يابس الغصون وخلق الانسان من صلصال من حمئ مسنون لايحصي عدد نعمه العادون ولا يؤدي حق شكرها الحامدون ولا يبلغ مدى عظمته الواصفون بديع السماوات والارضين اذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون لاراد لحكمه ولامعقب لقضائه واشهد ان لااله الا الله وحده ربي لاشريك له شهادة عبده وابن عبده وابن امته ومن لا غنى به طرفة عين عن رحمته واشهد ان نبينا وعظيمنا وقائدنا واستاذنا ومعلمنا محمدا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ارسله الله رحمة للعالمين فبلغ الرسالة وأدى الامانة ونصح الامة وكشف الله به الغمة وبدد به الظلمة فاللهم اجزه خير ماجزيت نبيا عن امته ورسولا عن دعوته ورسالته وارفع اللهم على جميع الدرجات درجته واحشرنا تحت لوائه وزمرته واشملنا بشفاعته ولا تفرق بيننا وبينه حتى تدخلنا مدخله واسقنا من كفه الطاهر شربة هنيئة مريئة لانظمأ بعدها ابدا
ياايها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم اعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما
أما بعد ايها الاخوة المؤمنون :
من عاش في معية الله عاش قويا عزيزا آمنا مطمئنا وان قل رزقه باركه الله وان اتعبته الامراض والاوجاع والاسقام شفاه الله وان انهكته الديون و زادت عليه الهموم والغموم سيخفف عنه الله بل وان ضعفت قوته وقلت حيلته وذهبت هيبته اعزه الله وقواه بل وان كاد له الكائدون ومكر به الماكرون حفظه الله وحماه وكفاه ووقاه لانه مع الله ولان الذي معه هو الله

ولهذا ايها الاحبة الكرام : في ظل متغيرات الحياة وازدحام الهموم والغموم والامراض لابد ان نعزز الثقة واليقين بالله رب العالمين ، اصبحنا نرى ونسمع كثيرا ممن يخاف ، يخاف من ماذا وعلى ماذا يخاف من مخلوقين امثاله ويخاف على نفسه وامواله واولاده واهله ومستقبله حتى ترى وتسمع ممن خيم اليأس والقنوط عليه يقول ضاقت الارض اظلمت الدنيا هلك الناس ونسي انه من قال هلك الناس فهو اهلكهم كما قال النبي صلى الله عليه وسلم اين اليقين واين الثقة في الله رب العالمين اين الثقة في الله وهو يقول كما في الحديث القدسي الشريف ( انا عند ظن عبدي بي فليظن بي مايشاء ان خيرا فخير وان شرا فشر )
ايها الاحبة الكرام : اتقرأون سورة يوسف اتسمعون قصته وبعدما قص على ابيه رؤياه وحذره ابوه من اخوته بشره والده بأن الله سيصطفيه ويجتبيه ( وكذلك يجتبيك ربك ويعلمك من تأويل الاحاديث.....) وبعد ذلك ماالذي حدث اخذه اخوته ورموه في بئر عميقة الموت فيها محقق لطفل صغير كيوسف فلما علم الاب بذلك ماذا حصل قال ( فصبر جميل والله المستعان على ماتصفون )
ليعيش يوسف بعيدا عن والده وتمر عليه عشرات السنين وهو بعيد عن والده الأسى والشوق يقطع نياط قلب ابيه واذا به يفقد ابنه الآخر بنيامين فلم ييأس ولم يقنط بل ظل موقنا بالله معلقا امله في ربه جل في علاه ( عسى الله ان يأتيني بهم جميعا..) قال ذلك لانه رفع شكواه الى الله توكل عليه اعتمد عليه اعتصم به ( انما اشكو بثي وحزني الى الله ...) ليقول لك ايها المديون ارفع شكواك الى الله وقل يالله ايها المهموم المغموم قل يالله ايها المظلوم قل يالله وثق به جل جلاله يؤدي عنك دينك ويفرج عنك كربك وينفس عنك همك وغمك وينتصر لمظلمتك ممن ظلمك
ثم قال لابنائه كما اخبر القرآن ( يابني اذهبوا فتحسسوا من يوسف واخيه ولا تيأسوا من روح الله ...) وهذا توجيه ان لانييأس ولانقنط من رحمة الله بل وان رأينا من حولنا من خيم اليأس عليه نذكره ان لا ييأس ولا يقنط وليحسن الظن بربه
ان اظلمت الدنيا وضاقت الارض بأهلها وبلغت القلوب الحناجر فلن يضيع الله عبادا احسنوا الظن به لن يذل الله اقواما استمدوا عزتهم من الله ولن يخيب الله آمالا تعلقت به

نبي الله وكليمه موسى عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام وبعدما عرف فرعون حقيقته بدعوته الناس الى الله عزم على قتل موسى ومن معه ليخرج موسى بمن آمنوا معه وتاتي النهاية المحتومة وياتي اليوم الموعود ينظر موسى البحر امامه وفرعون وقومه خلفه ايقن اصحابه انهم مهلكون مدركون فرد عليهم موسى بثقة ويقين ( كلا ان معي ربي سيهدين) اوحى الله الى موسى ان اضرب بعصاك البحر .. وماالذي تصنعه عصا في بحر خضم زاخر في بحر مترام الاطراف في بحر متلاطم الامواج
لكنها حكمة الله قوة الله قدرة الله تجعل الصعب سهلا تجعل المستحيل ممكنا تجعل النار المتوقدة بردا وسلاما كما جعلها لنبيه ابراهيم ،قدرة الله تسلب من القوي قوته وتنزع من العزيز عزته وتأخذ من الذكي ذكاءه وفطنته بل ومن السميع سمعه ومن البصير بصره كما نزعها عن كفار قريش يوم الهجرة يوم ان وقف مايقارب من خمسين فارسا من فرسان
قريش على مشارف غار ثور حتى قال ابو بكر الصديق رضي الله عنه يارسول الله لو نظر احدهم تحت قدميه لرآنا فقال النبي صلى الله عليه وسلم ياابا بكر لا تحزن ان الله معنا فرسول الله وصاحبه في معية الله ومادام انهما في معية الله ولو نظروا اليهم فلن يروهم لانهم في معية الله والله لاتدركه الابصار فكذلك لن تدركهم الابصار ولما قال النبي لصاحبه لا تحزن ان الله معنا انزل الله سكينته عليه وايده بجنود لم تروها ...
الله معنا ليس لرسول الله وصاحبه فحسب وليس لمن طارده الاعداء بل ان الله معنا لمن سهر الليالي الطوال يشكو سداد ديونه ان الله معنا لمن ابتلي بالامراض والاسقام ان الله معنا لمن مكر به الماكرون وكاد له الكائدون ان الله معنا لمن صعب عليه امر من امور الحياة من كان مع الله كان الله معه ان الله معنا سيجعل الصعب سهلا والشر خيرا
وسيشرق بعد الظلمة نور يضيء مشارق الارض ومغاربها

الفجر الباسم قادم من قلب الليل الجاثم وربيع الامة آت من بعد شتاء قاتم

فعلينا ان لا نييأس ولا نقنط بل نعزز ثقتنا بالله ونتوكل عليه جل في علاه ونعتصم به ونحسن الظن به يجعل العسر يسرا والشر خيرا بإذنه انه هو الكريم
اقول قولي هذا واستغفر الله العلي العظيم لي ولكم ولوالدي ووالديكم من كل ذنب وخطيئة فاستغفروه ثم توبوا اليه انه هو الغفور الرحيم

الخطبة الثانية
الحمدلله وكفى وصلاة وسلاما على عباده الذين اصطفى واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له العلي الاعلى واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه ثم اقتفى
ثم اما بعد اخوة الايمان :
لقد جبلت الحياة الدنيا على الاكدار والابتلاءات ونحن نريد ان تكون صفوا من ذلك والله يبتلي عباده ليعلم من يصبر ومن يسخط ومن رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط

لقد علم الله ان عباده لايعودون اليه الا عند الابتلاءات والمحن لذلك ابتلاهم ولقد جاء في الحديث القدسي الشريف ( يقول الله لقد ابتليت عبدي فلان لأ سمع صوته )
ولما ابتلي احد الصالحين قيل له اطرق باب الله فقال ويحكم ياهؤلاء وهل باب الله مغلق حتى يطرق بل باب الله مفتوح هل سألنا هل دعوناه هل رفعنا اليه دعواتنا في ظلمات الليالي هل تضرعنا اليه في جوف الليل هل رأى صدقنا وتضرعنا وحسن عبادتنا هل اعتصمنا به هل توكلنا عليه سيفرج الكروب ويزيل الهموم والغموم

قال جعفر الصادق رضي الله عنه :
عجبت لمن خاف ولم يفزع الى قول الله ( حسبنا الله ونعم الوكيل ) فإني سمعت الله يقول بعدها ( فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء..) وعجبت لمن اغتم اي اصابه الغم ولم يفزع الى قول الله ( لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين ) فإني سمعت الله يقول بعدها ( فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين) وعجبت لمن مكر به ولم يفزع الى قول الله ( وأفوض امري إلى الله ان الله بصير بالعباد ) فإني سمعت الله بعدها يقول( فوقاه الله سيئات ما مكروا وحاق بآل فرعون سوء العذاب ) وعجبت لمن طلب الدنيا وزينتها ولم يفزع الى قول الله ( ولولا اذا دخلت جنتك قلت ماشاءالله لا قوة الا بالله ان ترن انا اقل منك مالا وولدا ) فإني سمعت الله بعدها يقول ( فعسى ربي ان يؤتين خيرا من جنتك ..)
ايها الاحبة الكرام : لابد ان نثق بالله ونحسن الظن به وان ضاقت الدنيا وان اظلمت الارض وان زادت الهموم والغموم سيجعل الله لذلك فرجا ومخرجا

ياصاحب الهم ان الهم منفرج ابشر فإن الفارج الله
اليأس يقطع احيانا بصاحبه لاتيأسن فإن الكافي الله
الله يحدث بعد العسر ميسرة لا تجزعن فإن الصانع الله
اذا ابتليت فثق بالله وارض به ان الذي يكشف البلوى هو الله
والله مالك غير الله من احد فحسبك الله في كل لك الله

اسأل الله أن يفرج همومنا وينفس كرباتنا ويرفع مقته وغضبه عنا صلوا وسلموا على المبعوث رحمة للعالمين .......
الدعاء..

*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولاتبخل على نفسك بهذا الأجر العظيم*
================
🎤
*خطبة جمعة بعنوان :*
*( ألَــيسَ.اللــهُ.بــكافٍ.عَبـــدَه.tt )؟*
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌

*الخطبــة.الأولــى.tt*
الحمدلله فهو المحمود وحده ، صدق وعده ، ونصر عبده ، وأعز جنده ، وهزم اﻷحزاب وحده ، فلاشيء قبله وﻻشيء بعده...

نحمده سبحانه هو اﻷول فليس قبله شيء..وهو اﻵخر فليس بعده شيء...وهو الظاهر فليس فوقه شيء...وهو الباطن فليس دونه شيء...ﻻيعبد سواه وﻻيسأل غيره...

وأشهد أن ﻻ إله إﻻ الله وحده ﻻشريك له القائل :
(( أليس الله بكاف عبده ))...

يارب منك سكون النفس إن سكنت
ومنك أمني وإيماني ، ومعتصمي

يارب منك تباشيري وعافيتي
وفيك عند هبوب الريح ملتزمي

لوﻻك ما قر لي سمع وﻻ بصر
ودون فضلك لم أثبت على قدم

وأشهد أن سيدنا وحبيبنا وقدوتنا وقرة أعيننا محمدا عبده ورسوله خيرته من خلقه...وصفوته من برية جنه وإنسه...

وأرح فؤادك بالصلاة فإنما
طردالهموم عن الفؤاد جميل

فيها الشفاعة في المعاد تنالها
وبها العطاء من الجواد جزيل

فزد الصلاة على النبي محمد
إن الصلاة إلى الجنان سبيل

تلك الصلاة من الوفاء ﻷحمد
إن الوفاء لدى اﻷنام قليل

صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين...ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين...

أماااااابعد : عبادالله : أوصيكم ونفسي المخطئة المذنبةأوﻻبتقوى الله :(( ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته وﻻتموتن إﻻ وأنتم مسلمون ))..

أيها اﻷحبة الكرام :
طبتم وطاب ممشاكم وتبوأتم من الجنة منزﻻ...هانحن نلتفي بكم مجددا في هذا اليوم الفضيل اليوم اﻷزهر...في بيت من بيوت الله على كتاب الله وسنةرسوله...ومع آية من كتاب الله نتفيأ ظلالها ونغوص في جزء من بحر معانيها ...ونأخذ بعض دﻻ ﻻتهاها في هذا اللقاء المبارك...وقد جعلتها عنوانا لخطبتنا هذا اليوم...وهي بصيغةسؤال:

((((((( أليس الله بكاف عبده ؟)))))))

كن لله عبدا... يكن لك كافيا...

هكذا يقول الله (( أَلَـيسَ الله بكافٍ عبدَه)) ؟

ليجيب. كل منا على هذا السؤال القرآني بلسان حاله ولسان مقاله ...

فنقول :(بلى) .. وهــو خير الكافين ..

أيها اﻷحبة : إن الله يكفينا بقدر عبوديتنا وليس على قدرعلمنا... لأن العلم وسيلة فقط لنثبُت على العبادة لأنها الغاية من الخلق..
إن الله ﷻ كاف عباده .... فهل نحن من عباده حقا حتى ندخل في قائمة من سيكفيهم..؟

يتجلّى الأمان الإلهي والغوث الرباني للعبد إذا رسخ في مقام العبودية ولزم ركنها وتعلق بمحرابها وأتقن أداءها، ومن عرف طريق العبادة حقا أصبح وأمسى وليس في قلبه غير الله..

*ولاية الله لعبده تكفيه وتقيه وتهديه وتغنيه .. وأكثرهم حظا من الكفاية والحفظ والولاية أكثرهم به تعلقا وله تعبدا،...... ومن عبدالله حق العبادة ومرّ على هذه الآية وقرأها بتمعن وتدبر ....حل في قلبه الأمان محل الخوف، والثبات محل الاضطراب، والسكينة محل الروع، والقوة محل الضعف،*

واعلم. ايها المسلم : أنك متى أيقنت بكفاية ربك لك، فلن تخاف أحدا سواه..لن تتجه إلى الخليقة لعلمك أنهم كلهم دونه سبحانه...

إذا كُنْتَ باللهِ مُستعصمًا
فماذا يضيركَ كيدُ العبيد؟

*﴿أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ ۖ﴾ يقول ابن القيم متدبرا هذه الآية : الكفاية على قدر العبودية، فكلما ازدادت طاعتُك لله, ازدادت كفاية الله لك".*
    
فلنعبد الله كما يريد، ينيلنا. مانريد، ومن انشغل بالأحد كفاه كل أحد......ثم إن الناس يخوفوننابالذين من دونه يخوفوننا بالمستقبل المجهول والأعداء المتربصين، والحساد الحاقدين، والظلمة المتغطرسين، .....يخوفوننا أن يُنتقص حقنا أو نهضم في معاشنا....

فيا اخي الحبيب : هذه كلها مخاوف اجمعها ثم ثق في مولاك الذي أنت عبد له وفوض أمرك إليه وانظر هل يبقى من خوفك شيء؟

(( أليسَ اللهُ بكـافٍ عبده ))....أتدرون ما المقصود ؟

أي هو من يدافع عن عبده في كل معركة وهو من يرد عنه كل خطر، ويقيه كل ضرر، ويؤمن مستقبله، وينيله أمله..

لمـّا سَـألَ أميـرُ العـِراق الحسن البصريّ عن تنفيذ جورٍ أمَـرَ به الخليفة.. قال الحسـَن:
*(إنْ تَـكُ مَـع الله فـي طاعتـه؛ كفَـاكَ يَـزيـد.. وإن تَـكُـن مَـعَ يَـزيَـد علـى المَعصية؛ أوكلَـك َالله إليـه).*

-- وللكفاية درجات ..حسبنا أن أعلاها :
(وكنتُ يَـده التي يبطشُ بها)..

وطريقها أن نكون له عبادا بأداء الفرائض كما أمر ....ثم : (لا يـزال عـبدي يتقـرّب إليّ بالنوافـل حتى أحبّـه).
فإذا عبدناه كفانا ..وإذا أوينا إليه آوانا...

ومَـن اعتمد على أحـدٍ دون الله وكله الله إلى من اعتمد عليه فهلك......أما علمتم أن الله يغار ؟
الله يريدنا له وحده..
نعم ..له.. لا لسواه..

-- وتأملوا أيها اﻷحبة :
كيف ابتلى الله إبراهيم بأمره بذبح ولده ويعقوب بفقده ذلك أن هذين الولدين لما سيطرا على شعبة من شعب الحب أراد الله أن لا يكون الحب كله إلا له فامتحنهما هذا الامتحان الكبير فوجدهما من عباده الصابرين المخلصين..*
-- يقول ابن عاشور مجدد علم المقاصد وهو يفسر هذه الآية::﴿أَلَيْسَ ٱللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُۥ ۖ وَيُخَوِّفُونَكَ بِٱلَّذِينَ مِن دُونِهِۦ﴾ وفي استحضار الرسول ﷺ بوصف العبودية، وإضافته إلى ضمير الجلالة معنى عظيم من تشريفه بهذه الإِضافة، وتحقيق أنه غير مُسلمِه إلى أعدائه".

-- يا للجمال!
إن عبوديته شرف كبير ووسام عظيم وقد وصف بهذا الوصف خير خلقه محمد صلى الله عليه وسلم ولا أشرف من أن نكون عبادا له مطيعين ... نتجه إليه بقلوبنا وأرواحنا وجوارحنا فيرفعنا مكانا عليا ونجد منه الكفاية في كل أمر أهمنا...

ثم إن هذه الآية ليس المقصود بها النبي صلى الله عليه وسلم وحده فقد وردت قراءة أخرى { أليس الله بكاف عباده} مكان( عبده ) وفيها دليل أن الله يكفي كل عبدٍ اتجه إليه مقرا بربوبيته، مُسَلما له أمره..

كُـل الخطوات إلى التِّيه إنْ لمْ نكُـن متجهين إلى الكافي في سيرنا.....، الله مـَن يُبدئ الحياة ومـَن يُعيـد، هو من خلق ومن يميت، هو من يغني ومن يفقر فلماذا الاتجاه إلى المخلوق ونسيان المولى جل في علاه..؟*

كل العوائق وقصص الفقد تمحى إذا أنِسنا بربنا وسلمنا له أمرنا. واطمأننا به وسكنا إليه وتوكلنا عليه، ثم إن هذه الآية : {أليسَ اللهُ بكافٍ عَبده} تحدثنا بالنجاة من كل غم، وتخبرنا بسر كفاية كُـل هَـمّ..

فهَل تبصر قلوبنا هذا المَعنى؟

لندفع كل هم بسؤاله والاستغناء به عن الخلق فمن استكفى بالله كفاه
إذا أردنا أن تتمّ لَـنا الكِفـايـة فلا نعول على مخلوق أبدا فكلهم فقراء إلى الله وكلهم محاويج على بابه..

{أليسَ اللهُ بكـافٍ عبدَه}..
فلنترك الدنيا وراء ظهورنا.. فإن الله يعطيها من يحب ومن ﻻيحب..... ولنعتكف على قلوبنا فنصلحها من الداخل فإنْ تَـمّ لـنا ذلـك كانت كفاية الله لنا غنى عن كل شيء..

*إذا كفانا المولى فارقنا كل خوف، وفرّ منا كل همّ، وهطلت غيوث السعادة علينا وأقبلت مواكب الإحسان إلينا..*

لنطهر قلوبنا ولتكن نيتنا صافية...
فإنّ النَيّة العجفَـاء تتسبب في إهلاكنا في منتصف الطريق، وإذا أخلصنا عملنا ولم نقتحم الحدود فزنا... وذاك خلاصة ما يريده الله من عباده..

الله هُو الكافـي لعبده ولن يتركه فإذا واجهت بعض المهالك فقُـل:
يـا كافـي.. اكفني كل ما أهمني..
اللهم من كنتَ حَسبُه فقد كفيته..

هو الكَـافـي لكُـلِّ مشاريعك المتعثرة، وهمومك المتواردة، وقلبك المطحون بالأسى، وروحك المكسورة من الفقد، ولوعتك التي أسالت أدمعك، وأقضت مضجعك..

‏يا من قَضَيْتَ الليلَ تلتَحِفُ الأسى
صبرًا فحُزنُكَ لن يطولَ مداهُ

ما دامَ فوقَ العرشِ ربٌّ قادرٌ
سبحانهُ يكفيكَ ما تخشاهُ

-- يكفيك الله دونَ أن تشعر :
كم هناك من الأخطار التي يدفعها الله عنك شعرتَ أم لم تشعر؟
كم هناك من الوجع صرفه عنك؟
كم سلمك من مضلات الفتن، وغوائل الزمن، وكيد المحن؟

هذه اللحظات التي تسمع فيها هذه الكلمات كم أصيب فيها أناس على هذا الكوكب بحوادث وآلام وأوجاع وأسقام..
كم مشرد ما وجد مأوى؟
كم جائع ما وجد طعاما؟
كم مريض ما وجد دواء؟
وأنت تتمتع بناظريك وسمعك ويديك وبين أهلك قد كفاك حاجتك وما أهمك..

هناك ملايين المخاطر تحيط بك صباحا ومساء ينجيك منها، وهناك مئات الحوادث تراها أمام عينيك سلمك منها، وهناك عشرات من الأوبئة والأمراض والأسقام صرفها عنك وحماك منها والبعض ما اشتكيت منها، وأخرى جعلها تمر عليك بردا وسلاما، وهناك الكثير من الأشرار من خططوا للإيقاع بك علمت أو لم تعلم كفاك شرهم ودفعهم عنك وأفشل كل مخططاتهم..

-- كيف هي كـفايته؟
*أن يُسخر لك تسخيرا من حيث لا تحتسب، أن يكون هو الحامي لك وأن تتشرف الدنيا بخدمتك، وأن يطوّع لك كل عاص، ويلين لك كل قاسٍ..*

وفـي عالَـمٍ مُخيف اتجه إلى المولى اللطيف فمعه يتقارب السير ويخف الحمل وتُكفى المشقة..

*هذا العالم مليء بالأخطار، كثيرة حوادثه، هائلة مصائبه، عديدة أمراضه وأسقامه وليس لك من كافٍ إلا الله الذي يرد عنك الكثير ويحميك منها ويكفيك شرها وأنت سادر في غفلتك لا تشعر، وقد تكون نائما على فراشك وهو يرد عنك خطرا محققا وكنت قبلَ نومك تفكّر في معصيته غدا وهو يذود عنك ويقيك كل مكروه.*

-- الكفاية من الأعداء :
فجأة ستجد نفسك أحيانا محاطا بالأعداء، أمامك رصدهم وخلفك طلبهم كالبحر حينما كان أمام بني إسرائيل والعدو خلفهم، وستجد نفسك تبحث عن مخرج فتجد كل الجهات مغلقة، وتفتش عن باب فتجد كل الأبواب موصدة، والعدو حثيث في طلبك كشّر أنيابه في وجهك ولا حول لك ولا قوة حينها فقط ثق أن الله هو الكافي واتل على قلبك المضطرب:
*{فسَيكفِيكَـهم الله}*.

لقد كفى الله المؤمنين شر الأعداء في غزوة بدْر مع قلَّة عددهم، ونقص عُدَّتهم وضعْفهم، نصرَهم الله وكفاهم الأعداء، قال - تعالى ﴿ إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَنْ يَكْفِيَكُمْ أَنْ يُمِدَّكُمْ رَبُّكُمْ بِثَلاثَةِ آلافٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُنْزَلِينَ ﴾ [آل عمران].
*وفي غزوة الأحزاب، كفاهم الله شرَّ الأحزاب التي تجمَّعت عليهم من كل حدب وصوب، وقد بلغت قلوب الصحابة الحناجر وضاقوا ذرعا بذلك الغزو وقد كان الأعداء عازمين على استئصال شأفة المسلمين فكفاهم الله إذ -: ﴿ وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا ﴾ [الأحزاب: 25].*

يذكر علماء التفسير عند تفسير قوله تعالى{إنا كفيناك المستهزئين} أن الله تعالى قال لنبيه صلى الله عليه وسلم: فاصدع بأمر الله، ولا تخف أحدا غير الله عز وجل، فإن الله كافيك من عاداك كما كفاك المستهزئين، وهم خمسة نفر من رؤساء قريش: *الوليد بن المغيرة المخزومي - وكان رأسهم - والعاص بن وائل السهمي والأسود بن عبد المطلب بن الحارث بن أسد بن عبد العزى بن زمعة ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد دعا عليه فقال : " اللهم أعم بصره واثكله بولده والأسود بن عبد يغوث بن وهب بن عبد مناف بن زهرة، والحارث بن قيس، فأتى جبريل محمدا صلى الله عليه وسلم، والمستهزئون يطوفون بالبيت، فقام جبريل وقام النبي صلى الله عليه وسلم إلى جنبه، فمر به الوليد بن المغيرة، فقال جبريل: يا محمد كيف تجد هذا ؟ فقال: بئس عبد الله ، فقال: قد كفيته ، وأومأ إلى ساق الوليد، فمر برجل من خزاعة نبال يريش نبلا له وعليه برد يمان، وهو يجر إزاره ، فتعلقت شظية من نبل بإزاره فمنعه الكبر أن " يطاطئ رأسه " فينزعها، وجعلت تضرب ساقه ، فخدشته، فمرض منها فمات* .

ومر به العاص بن وائل فقال جبريل : كيف تجد هذا يا محمد ؟ قال : بئس عبد الله، فأشار جبريل إلى أخمص رجليه، وقال: قد كفيته، فخرج على راحلته ومعه ابنان له يتنزه فنزل شعبا من تلك الشعاب فوطئ على شبرقة فدخلت منها شوكة في أخمص رجله، فقال: لدغت لدغت، فطلبوا فلم يجدوا شيئا، وانتفخت رجله حتى صارت مثل عنق البعير ، فمات مكانه.

ومر به الأسود بن المطلب، فقال جبريل : كيف تجد هذا؟ قال عبد سوء، فأشار بيده إلى عينيه، وقال: قد كفيته، فعمي.

وقد أتاه جبريل وهو قاعد في أصل شجرة ومعه غلام له فرماه جبريل بورقة فذهب بصره ووجعت عيناه، فجعل ينطح رأسه بالشجرة ويضرب وجهه بالشوك، فاستغاث بغلامه، فقال غلامه: لا أرى أحدا يصنع بك شيئا غير نفسك، حتى مات، وهو يقول قتلني رب محمد.

ومر به الأسود بن عبد يغوث، فقال جبريل: كيف تجد هذا يا محمد ؟ قال: بئس عبد الله على أنه ابن خالي. فقال: قد كفيته، وأشار إلى بطنه فاستسقى [ بطنه ]  وخرج من أهله فأصابه السموم فاسود حتى عاد حبشيا ، فأتى أهله فلم يعرفوه، وأغلقوا دونه الباب حتى مات، وهو يقول: *قتلني رب محمد* .

ومر به الحارث بن قيس فقال جبريل : كيف تجد هذا يا محمد فقال: عبد سوء فأومأ إلى رأسه وقال : قد كفيته فامتخط قيحا، ثم إنه أكل حوتا مالحا فأصابه العطش فلم يزل يشرب عليه من الماء حتى انقد بطنه فمات، فذلك قوله تعالى :{ إنا كفيناكَ المُستهزئين}....

وهذه عَمْرة بنت أرطأة العدوية*  تحدثنا فتقول: خرجت مع عائشة سنة قتل عثمان إلى مكة ، فمررنا بالمدينة ، ورأينا المصحف الذي قتل وهو في حجره ، فكانت أول قطرة قُطِرَت من دمه على هذه الآية : ( فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم ) . قالت عَمْرة: فما مات رجل منهم سوياً".

*لقد كفاه الله إياهم حتى أن أحدهم لما دخل على عثمان رضي الله عنه فكسر عصاه على ركبته عاقبه الله بالآكلة أكلت رجله حتى مات وآخرهم عثر عليه الحجاج وهو في التسعين من عمره فقتله..

وتحقق وعدالله بقوله ::((فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم ))..

باركم الله لي ولكم بالقرآن. العظيم...

-- الخطبةالثانية👇

أيهااﻷحبةالكرام :

إن اﻷذكار كذلك طريق إلى الكفاية :

نعم إن من أسباب كفاية الله لعباده: المداومة على الأذكار فهي حصن حصين وقد صح في الحديث أن من ذكر ربه عند خروجه من بيته؛ فقال: "بِاسْمِ اللَّهِ تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ؛ فَيُقَالُ لَهُ حِينَئِذٍ هُدِيتَ وكُفِيتَ ووُقِيتَ، فَيَتَنَحَّى عَنْهُ الشَّيْطَانُ؛ فَيَقُولُ شَيْطَانٌ آخَرُ: كَيْفَ لَكَ بِرَجُلٍ قَدْ هُدِيَ وَكُفِيَ وَوُقِيَ".
 
ومن الأذكار -أيضا-: الإكثار من الصلاة على النبي الكريم -صلوات ربي وسلامه عليه- عن أبي بن كعب: " أنَّ رجلًا قال للنبيِّ -صلى الله عليه وسلم- أجعَلُ لكَ نِصفَ صلاتي … الحديثَ"، وفي آخرِهِ أجعلُ لَكَ صلاتي كلَّها قالَ: *"إذًا تُكفى همَّكَ ويغفَرَ ذنبُكَ".*

حافظ على أذكار صبحك ومسائك ولا تدعها ولو كنتَ بين الصفين واحذر أن تتذبذب أو تنقطع فإن المُتَذبذب والمنقطع.. معرضان للخطر وهما على شفى هلكة، هي زرع يُزرَع في القـلب يحتاج سقيـا وتعهد..
وليس لك من كفاية إلا الله!
وذاك هو سبَيـل الحياة!
فداوم على التحصن بذكره يكن لك كافيا من كل شر ..
ولا يخفى عليك ذلك الفضل العظيم فقد ورد في الحديث الصحيح:" من قرأ الآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه" .

وكفتاه لها معانٍ كثيرة منها كفتاه من كل شر يؤذيه ..فأي حماية وكفاية لك بعد هذا..!!
والله لو وقفت قليلا أمام هذه الكفاية ما تركت هاتين الآيتين قط كيف وقد قال العلماء أيضا كفتاه عن قيام ليلته، وكفتاه الشيطان الرجيم، وكفتاه كل ما أهمّه..

إنها من كنز من تحت العرش وهي مع الفاتحة خير كلام نزل من السماء ..
إنها حارس يقف على بابك يرد عنك كل كيد، وحصن يمنع عنك كل سوء ..
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول إذا آوى إلى فراشه: الحمد لله الذي أطعمنا، وسقانا ، وكفانا ، وآوانا ، فكم مِمَّنْ لا كافيَ له ولا مُؤوي"
إنه الشعور المستمر بكفاية الله في كل حال ..فلا تكن عن ذكره من الغافلين..

-- ومن أسباب الكفاية (دعاء الكافي) :

فقدكان الرسول صلى الله عليه وسلم كثيرا ما يدعو *اللهم اكفني بحلالك عن حرامك، وأغنني بفضلك عمن سواك.*.وكان ليلة بدر يدعو الله بطريقة عجيبة مذهلة رافعا يديه إلى السماء إلى أن برق الفجر حتى أشفق عليه أبوبكر رضي الله عنه من كثرة دعائه وابتهاله..

وروى الترمذيُّ في سُننه من حديث علي - رضي الله عنه -: أنَّ مُكاتبًا جاءه، فقال: إني قد عجزتُ عن كتابتي فأعنِّي، قال: ألا أُعلِّمك كلماتٍ علَّمنيهنَّ رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - لو كان عليك مثلُ جَبل صِيرٍ دَينًا، أدَّاه الله عنك؟ قال: "قل: اللهمَّ اكْفِني بحلالك عن حرامك، وأغْنني بفضلِك عمَّن سواك".

عندما تبيت قلقا مفكرا تجول الهموم في رأسك وتبحث عن الحلول وتتلمس مخارج الأمان تذكر أنه هو وحده من عنده الكفاية لك وبقوله كن تنحلّ كل العقد، وتفك كل الكرب، ومن وقف على بابه وقفة عبدٍ مستجير به خاضع له ذليل بين يديه كفاه.

أورد ابن رجب قصة جميلة في رسائله حيث ذكر أن إسحاق بن عباد البصري نائِمَاً، فرأى في منامه قائِلاً يقول له: أغِثِ المَلهُوف .
- فاستيقظ فسأل: هل في جيرانه مُحتاج؟
- قالوا : ما ندري؟
- ثُمَّ نام فأتاه ثانياً وثالثاً ، فقال له : أتنام ولم تُغِثِ المَلهُوف ؟
- فقام و أخذ معه ثلاثمائة درهم، ورَكِبَ بغلة، فخرج إلى المسجد؛ فإذا رجلٌ يُصَلِّي، فلما أحسَّ به انصرف .. فَدَنَا منه، فقال له: يا عبد الله، في هذا الوقت؟ ، في هذا الموضع ؟ ، ما أخرجك ؟

- قال: أنا رجلٌ كان رأس مالي مائة درهم ، فذهبت من يدي، ولزمني دينٌ مائتا درهم.
- فأخرج له الدراهم ، وقال : هذه ثلاثمائة درهم خُذها ،
- فأخذها ..
ـ ثُمَّ قال له: أتعرفني ؟
- قال: لا
- قال له: أنا إسحاق بن عباد ، فإن نابتك نائِبَة فأتِنِي فإنَّ منزلي في موضع كذا .

- فقال : رَحِمَكَ الله ، إِن نَابَتنَا نَائِبَةٌ ، فَزِعنَا إِلَى مَن أَخرَجَكَ فِي هَذَا الْوَقتِ، حَتَّى جَاءَ بِكَ إِلَينَا.

سَهِرَت أَعيِنٌ وَنامَت عُيونُ
في أُمورٍ تَكونُ أَو لا تَكونُ

إِنَّ رَبّاً كَفاكَ بِالأَمسِ ماكانَ
سَيَكفيكَ في غَدٍ ما يَكونُ

وجّه قلبك إليه داعيا وسيرسل إليك من يتولى القيام بإنفاذ حاجتك..
أنت بدون عون الله وكفايته لا شيء سفينة تائهة مكسرة تتقاذفها الأمواج وتعصف بها الرياح ومصيرها الفناء والتفكك، وإن كُـل مَـن أرادَ كفاية غيرَ كفاية الله لم يكفه شيء، وهلك في البيداء فلا تتوقف عن استنزال كفاية الله لك..

رابط على بابه مادامت أنفاسُ الحَياة تنبض بين جوانحك! فإنك إن انقطعتَ عنه ماتت فيك الحياة..
أيها المضطهد..
أيها المكروب..
أيها المجهود..
أيها المنكوب..
تعال لتقرأ:
  ﴿ أَلَيْسَ اللهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِن دُونِهِ ﴾ دونك الله فإنه نصيرك وحسبك ومغنيك وهاديك كافيك، لا ينبغي لك وقد امتلأ قلبك حبا لله وتعلقا به وخوفا منه وتوكلا عليه أن تخاف غيره، أو تدعو أحدا دونه، أو تستغيث بسواه..

*إلهي أنت الكافي لِمن ركن إليك القدير والمُتكفِّل لكل من توكل عليك أنت أسرع الحاسبين، وغوث الطالبين، أنت حسبنا ومن كنتَ حسبُه فقد كفيته.

-- هذا ماتيسر ذكره وصلوا وسلموا....

*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولاتبخل على نفسك بهذا الأجر العظيم*
=========================
هيا بنا نؤمن
الحمد لله لم يزل عليّا ، ولم يزل في علاه سميّا ، قطرة من بحر جوده تملأ الأرض ريّا ،الجنة لمن أطاعه ولو كان عبدًا حبشيًا و النار لمن عصاه ولو شريفًا قرشيًا ، أنزل على نبيه ومصطفاه قولاً بهيًا(تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَن كَانَ تَقِيّاً[مريم : 63]
لبست ثوب الرجا و الناس قد رقدوا
وقمت إلى مولاي أشكو ما أجد
وقلت يا عدتي في كل نائبة
ومن عليه لكشف الضر أعتمد
أشكو اليك أمورًا أنت تعلمها
مالي على حملها صبرٌ ولا جلدُ
وقد مددت يدي اليك بالذل مبتهلا
يا خير من مددت اليه يد
فلا تردنها يا رب خائبة
فبحر جودك يروي كل ما يرد.
ونشهد أن لا إله إلا الله وحده شريك له ونشهد أن محمدًا رسول الله
النبي المصطفى والرسول المجتبى الرحمة المهداة والنعمة المسداة ، صاحب المقام المحمود والحوض المورود والشفاعة العظمى.
يا مصطفى و لأنت ساكن مهجتي ***روحي فداك و كل ما ملكت يدي
يا رب صلي على الحبيب محمد*** واجعله شافعنا بفضلك في غد
اللهم صلي عليه وسلم على أله وأصحابه وعن التابعين لهم بإحسان إلي يوم الدين.
عباد الله: أوصيكم ونفسي بتقوى الله تعالى فإنها
وصية الله لكم ولمن كان قبلكم[وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُواْ اللّهَ] [النساء : 131] قال تعالى[يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ ] [آل عمران : 102] [ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرا ًوَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً] [النساء : 1]
[يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ] [الحج : 1] [وَاتَّقُواْ يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ ] [البقرة : 281] [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً ] [الأحزاب : 70 ، 71]
اللهم لا تعذب جمعًا التقى فيك ولك ولا تعذب ألسنًا تخبر عنك ولا تعذب قلوبًا تشتاق إلى لذة النظر إلى وجهك الكريم.
أما بعد أيها الإخوة المؤمنون :" هيا بنا نؤمن " كم نحن في حاجةٍ إلى هذا النداء ؛ ولعلنا مباشرةً يدور في أدهاننا: هل نحن غير مؤمنين حتى نؤمن؟
ومباشرةً يأتينا الإيضاح ربانياً ونبوياً ، قال تعالى: { ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ ﴾ [النساء: 136]
خطابٌ للمؤمنين، ففي حديث المصطفى ﷺ: ( إن الإيمان ليخلق - أي ليبلى - في جوف أحدكم كما يخلق الثوب ، فاسألوا الله تعالى أن يجدد الإيمان في قلوبكم ) رواه الطبراني من حديث عمر بن الخطاب ، وقال الهيثمي إسناده حسن ، ورواه الحاكم في مستدركه من حديث ابن عمر ورواته ثقات وأقره الذهبي .
ولهذا قال معاذ رضي الله عنه لبعض أصحابه : اجلس بنا نؤمن ساعة ! أي نذكره ذكراً يملأ قلوبنا " .
فهل كانوا في حاجةً لذلك، ونحن في غنىً عنه ؟
ونحن اليوم في زمن الشبهات ، وفي عصر الشهوات ، وفي أوان المغريات ، وفي حين الملهيات التي تكاد تطعن القلوب فتدميها ، وتمرض النفوس فلا تحييها !
إن المرء اليوم يدرك أننا في عصر محنة ، نحتاج فيه إلى زاد الإيمان ، وفي عصر الفتنة تحتاج إلى ثبات ورسوخ اليقين والإيمان وفي عصر أصبح القابض فيه على دينه كالقابض على الجمر ، يرى في كل يوم من المحرمات ، ويسمع في كل آنٍ من المحرمات ما لا يكاد يسلم معه أحد .
فتنة الإغراء بالمحرمات والمغريات والملذات ، أجسادٌ عارية ، كلماتٌ ماجنة ، مشاهد فاتنة ومواقف ساخنة ، شاشات داعرة ، وإذاعاتٌ ساقطة ، ورواياتٌ هابطة ، وأسواقُ متبرجة ، وجامعاتٌ مختلطة ، وشهواتٌ مستعرة ..
ما نتيجتها عيونٌ معلقةٌ بالمحرمات ، آذانٌ مصغيةُ إلى الباطل والغي من الكلمات ، قلوبٌ مفتونةٌ معلقةٌ بتلك الملذات والمغريات .
ألا يدعونا ذلك أن نستحضر السيرة العطرة لنبي الله يوسف عليه السلام ، قال تعالى : { وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ } .
ثم ماذا قال ؟ { قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلاَّ تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مِّنَ الْجَاهِلِينَ } .
يوم اجتمعت الصفوة من نساء النخبة في مجلس واحد ، وائتمرن على يوسف بالإغواء والإغراء ..
أليس ذلك هو زاد الإيمان العاصم من ذلك المفضّل ظلمة السجن وحبسه ووحشته على لذة محرمة ومشاهد فاتنة ، ومناظر مغرية !
ألا نذكر الحديث العظيم لرسول الهدى الكريم ﷺ في السبعة الذين يظلهم الله تحت ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله : ( ورجلٌ دعته امرأةٌ ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله ) خوف الله أحرق مواضع الشهوات ، وجعل صورةً أخرى للمحبوبات والملذات ..
مصرعٌ آخر رديء أمام المال ، وما أدراكم ما المال !
كيف هو اليوم مع فشو الربا وانتشال الرشوة ، وكثرة المحرمات في المكاسب والمطاعم.
أليس اليوم قد تدنست المشارب والمطاعم ، واختلطت المآثم بالمكاسب !
ألسنا اليوم نرى أن الناس قد استحلوا ما حرّم من المكاسب المالية ، حتى كأنهم لا يجدون في أنفسهم حرجاً من ذلك ، ولا تنضبط له نفوسهم ، ولا تضطرب له قلوبهم ، ولا يرون فيه إلا أنهم يأخذون بأسباب الحياة ..
عجباً لنا معاشر المؤمنين .. وزادنا من القرآن ، ونصيبنا من هدي المصطفى العدنان ﷺ يفيض عذباً زلالاً ، ليس فيه شائبةٌ ولا كدر ، يدعو إلى نفوسٍ نقية ، وقلوبٍ زكية ، وأيدٍ طاهرة ، ومكاسب ليس فيها أدنى شبهه ..
عجباً لنسائنا اليوم ! لا يتذكرن المرأة المؤمنة تقف عند باب بيتها ، توصي زوجها وهو خارجٌ لعمله وكسب قوته : " يا هذا اتقِ الله في رزقنا ؛ فإننا نصبر على الجوع ولكننا لا نصبر على النار " ما بالها اليوم تقول له حصّل وحصّل ، واكسب واكسب ، ولا عليك من قول هذا ولا ذاك.
ألسنا نتذكر ما روى البخاري من قصة أبي بكرٍ رضي الله عنه ، كان له غلام يخدمه فجاءه يومٌ بطعام فأكل منه ، فقال الغلام : أتدري ما هذا ؟ قال : ما هو ؟! قال : كسبٌ كسبته في الجاهلية من كهانةٍ كذبت فيها عليه وخدعته ، فأدخل أبو بكرٍ إصبعه في فمه واستقاء كل ما أكل ..
أراد أن لا يدخل جوفه شيء من حرمة رغم أنه لم يكن بها عالماً ، ورغم أن الكسب في جاهليةٍ والإسلام يجبُّ ما قبله !
لكنه عرف حديث المصطفى ﷺ: إن الله طيبٌ لا يقبل إلا طيباً وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ } .
وقال تعالى : { يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحاً إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ } .
ذلكم ما أخبرنا به رسول الهدى ﷺ.. كسب الحرام يعمي البصيرة ، ويطمس القلب ، ويذهب نوره ، ويوهن الدين ، ويضعف أثره ، ويوقع في حبائل الدنيا ، ويحجب إجابة الدعاء .. فإن وجدتم كثيراً من ذلك فلا تعجبوا " فإذا عرف السبب بطل العجب " .
وهذا أبو هريرة رضي الله عنه يروي عن رسول الله ﷺ حديثاً من دلائل وأعلام نبوته ، يقول فيه ﷺ: ( يأتي على الناس زمانٌ لا يبالي المرء ما أخذه منه - أي من المال - أمن الحلال كان أمن الحرام ) يخبر به النبي ﷺ، واليوم ونحن نرى الغصب رأي العين والرشوة في كل مكان ، والسحت والربا له قوام وكيان ..
ألا يصدق في ذلك حديث المصطفى ﷺ؟! أين إشراق الإيمان في القلوب ؟! أين رسوخ اليقين في النفوس ؟! أين التعلق بما عند الله من نعيم يعظم ويفوق كل الدنيا وما فيها وما بها من نعيم ؟!
أين الإيمان الذي يدفع إلى الورع والتحري في المكاسب والمطاعم والمشارب ؟
المال يذهب حله وحرامه *** يوماً وتبقى في غدٍ آثامه
ليس التقي بمتقٍ لإلهه *** حتى يطيب شرابه وطعامه
ويطيب ما يحوي ويكسب كفه *** ويكون في حسن الحديث كلامه
نطق النبي به عن ربنا *** فعل النبي صلاته وسلامه.
أمرٌ ثالث: من واقع حياتنا الهموم والمشكلات التي تضيق بها الصدور ، ويعظم همها وكدرها في القلوب .
في أي الأودية هي ؟ وفي أي الميادين هي ؟ ما الذي يشغل البال ؟ ما الذي يطأطئ رؤوس الناس ؟ ما الذي يجعلهم يخلون بأنفسهم في الليل والخلوات ، ينفثون من صدورهم زفرات ، ويطلقون من أصواتهم آهات ؟ أي شيء حمل الهمّ في قلوبهم ، بل ربما أجرى الدمع من عيونهم أمورٌ من الدنيا فاتتهم ، ونعيمٌ من شهواتها لم يصلهم ، ومشكلاتٌ في حالهم وذاتهم لا تعدوهم إلى غيرهم ..
عجباً لمثل هذا الهمّ والفكر عند مؤمنٍ بالله ، ومؤمنٍ بانتهاء الحياة ، ومؤمنٍ بالوقوف بين يدي الله ، ومؤمنٍ بأنّ عليه واجباً في دين الله ، وتجاه دعوة الله ، وتجاه نصرة دين الله ، وتجاه التصدي لأعداء الله !
أين همه في دينه أين همّه لأمته ؟ أين همّه لدعوته ؟ أين هو من همّ الفاروق عمر رضي الله عنه يوم كسف باله ، وعظم حزنه ، وانشغل فكره .. ما لك يا أمير المؤمنين ؟ قال مقولته الشهيرة : " لو أن بغلةً عثرت في العراق لخشيت أن يسألني الله عنها لما لم أسوي لها الطريق "
لم يعد يشغل بالنا مثل هذه الأمور الدقيقة ، فليست من بين القائمة من الاهتمامات ، بل عدمت ونسخت من الذاكرة ، ومحيت من القلوب والنفوس إلا ما رحم الله ..
أبو هريرة راوي سنة المصطفى ﷺ، صاحب الصفة ، يبكي في مرض موته .. ما يبكيك يا أبا هريرة وقد نلت شرف الصحبة ، وحزت الرتبة العليا في رواية السنة ، فإذا به يقول : " والله ما أبكي على دنياكم، ولكن أبكي لبعد المفازة، وقلة الزاد، وعقبة كؤود، وأنني أصبحت في صعود, المهبط منه إما إلى جنة وإما إلى نار " .
ذالكم هو الإيمان الحي في القلوب .ذلكم هو اليقين الراسخ في النفوس.
تلك هي الدنيا التي تقزمت وتقلصت وتلاشت ، حتى كاد أن لا يكون لها موضع في القلوب ، ولا مكانٌ في النفوس ..
كل يومٍ جديرٌ بنا أن نبكي فيه على أنفسنا .. هل ندري من صعد من أعمالنا ؟
ألا نعرف كم في صحائفنا من سوادٍ من كلماتٍ لاغية ، وآذانٍ للباطل مصغية ، وأقدامٍ لغير مرضاتٍ الله عز وجل ساعية ! كم يطول همنا وفكرنا .. لو أننا تدبرنا مثل هذا ، وعشنا مع مثل هذه المعاني !
عجباً لنا، ورسولنا ﷺ- قدوتنا العظمى وأسوتنا المثلى - يخبرنا فيقول في دعائه : ( اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همنا ، ولا مبلغ علمنا ) يقولها عليه الصلاة والسلام وهو الذي ربط حجرين على بطنه من شدة الجوع يوم الأحزاب.
يقولها ويدعو بها وهو الذي - كما قالت عائشة - : كان يمر الهلالان والثلاثة وما يوقد في بيت رسول الله ﷺنار .
يقولها وقد نزل عليه الملك وقال : لو شئت أن تدعو فيجعل المروة ذهباً ! فيقول الله لك الصفا: ( لا ولكن أطعم يوماً ، وأجوع يوماً ) ! بأبي هو وأُمي رسول الله ﷺ..
ونحن اليوم في هذا الزمان نحتاج إلى مثل هذا التجديد الإيماني ، ليس علماً نقوله ، ولا قصصاً نرويها ! ولكن حياة قلبٍ نحياها ، ويقظة نفسٍ لا تغفل عن طاعة الله عز وجل ..
أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها تروي لنا عجباً من أمر حبيبنا ﷺ، تقول : " كان رسول الله ﷺإذا رأى الغيم عُرِف في وجهه الكراهة " تعجت منه أم المؤمنين ، فقالت : يا رسول الله إن الناس إذا رأوا الغيم فرحوا رجاء أن يكون فيه المطر ، وإذا رأيته رأيت في وجهك الكراهة ، فقال ﷺ: يا عائشة ما يؤمنني أن يكون فيه عذاب؟ عُذّب قوم بالريح ، وقد رأى قوم العذاب فقالوا :{هذا عارضٌ ممطرنا }{ فأَصبحوا لا يُرى إِلاّ مساكنهم }
انظروا إلى مثل هذا الذي رواه أبو بكرٍ رضي الله عنه ، وقد رأى الشيب في شعر النبي ﷺ، فقال لصديقه وحبيبه ونبيه شبت يا رسول الله ! فقال : ( شيبتني هودٌ ، والواقعة ، والمرسلات ، وعمّ يتساءلون ، وإذا الشمس كورت ) قال الشراح : " بما جاء في هذه السور من شديد الآيات في أهوال يوم القيامة " .
نسأل الله عز وجل أن يحيى الإيمان في قلوبنا ..
الخطبة الثانية :
وإن من تجديد الإيمان : تجديده في باب الأشواق والأمنيات.
بأي شيء تتعلق أشواقنا ، وإلى أمرٍ تتوق نفوسنا .. كم هي ملذاتنا مرتبطة بشؤون دنيانا في مالٍ وفير ، وامرأة حسناء ، وذرية كثيرة ، وقصورٍ ودورٍ ومراكب وغيرها ..
تأمل صورةً أخرى يقولها علي بن أبي طالب رضي الله عنه :" متاع الدنيا ثلاث : إكرام الضيف ، والصوم في الصيف ، والضرب بالسيف " .
ويزيدها إغراباً وإبعاداً عن أهل الدنيا وأمنياتهم ، سيف الله المسلول ، خالد بن الوليد رضي الله عنه حين قال : " ما ليلةٌ تهدى إلي فيها عروسٌ أنا لها محب ، بأحب إليَّ من ليلةٍ شديدة البرد ، كثيرة الجليد في سرية أصبّح فيها العدو " .
تعلقت القلوب والأمنيات بطاعة الله ومرضاته ونصرة دينه ؛ حتى بتنا اليوم نقول : أين تلك الأشواق ؟ أين نحن من أشواق جعفر بن أبي طالبٍ .. جعفر الطيار يوم كان في مؤتة وهو ينادي :
يا حبذ الجنة واقترابها ** طيبةٌ وباردٌ شرابها
والروم روم قد دنا عذابها *** كافرةٌ بعيدةٌ أنسابها
عليّ إذ لاقيتها ضرابها
شوق عجيب إلى الجنان ، ترجمه من قبله أنس بن النضر في يوم أحد يوم قال : " واهاً لريح الجنة إني لأجد ريحها دون أحد " .
وقدوة الكل ﷺ هو الذي علمهم وغذاهم ، وعرّفهم وغرس ذلك في قلوبهم ونفوسهم ، يوم قال : (‏ لولا أن أشق على أمتي ما تخلفت عن سرية تخرج ولكن لا يجدون حمولة ولا أجد ما أحملهم ويشق عليهم أن يتخلفوا عني ، ولوددت أني قاتلت في سبيل الله فقتلت ثم أحييت ثم قتلت ثم أحييت ثم قتلت ثم أحييت‏ ) رواه الإمام أحمد من حديث أبي هريرة .
2024/09/23 04:21:58
Back to Top
HTML Embed Code: