Telegram Web Link
@nuka_t نــكت 😂 تـموتـك ضـحك

@ragi3 رسائل حـب❤️ وعتـاب



@ServersIslamist روائع المعلومات
@turkea11 قـناة اللغة الـتركية
@Wahih2017 شعر الاصدقاء
@Sokerr طبخ وحلوﻯ


@nukat11 نكت ومقاطع جنان
@connieanty5 اهتمي ببشرتك
@telyou تَطوير الذات


@hamasat_el7ob_22 همسات
@kool8124 همسات ايمانيه
@hhhhhh100 نكت 2020
@qasah كـل يـوم قصه
@thekri1 حياة الروح


@stickers101 اجمل تصاميم
@ZADI2 زاد الخطيب الدعوي
@grammars اللغه العربيه
@shylatt قناة شيلات
@Noooookt نكت


@mahdey20000 قصص وخواطر
@Mp3Quran1 عبدالباسط عبدالصمد
@cftil00000 مشاعل لكل مشاعر
@AIArabiya_BrK العربيه عاجل
@Dirilis_Ertugrul0 ارطغرل
@gasoo نـكـ قويههههه ـت
@nooono22 كوني اجمل
@azkary1 ادعيه+اذكار
@Karkaar 2020نكت
@abiaat الشعر العربي
@telhdth تنميه بشريه


@Accounting2books كتب محاسبةواداره
@lmam1234567 مشآعر مبعثره
@mharmptrh اوجاعے عـشّےـاق
@guggfgkkksl2018 خواطر
@ahmed_h18 اطياف خياليه
@Dr_Ab_FQ د.ابراهيم الفقي
@atealcom وظائف سعودية

@schlarships منح دراسيه
@l0_o_0l غامبول المضحك
@isports تصاميم رياضه
@Amlbeeti دمعه كبرياء

@ffsaaw ادعـيه واذكار
@telcool اروع ماقيل
@nooono2 بذكر الله
@nocta ابو نواس
@Ggirlss بــنات


@Rmzeat_Sports رمزيات رياضية
@doyoulik324 هل تعلم ومعلومات
@D_alkhashyn دمـوع الخاشعين
@horror_novel قصص وروايات
@Images2019m صورة وحرف
@Accountings1 محاسبه أ+ب
@mslmmm1 قصص وآحاديث
@Rosa22222 هـمسـات راقـيه

@Pulsefeelings نبض المشاعر
@myself_only عكازة نفسي
@anasheed7 تهكـير الـعاب
@x_x_ragi_x_x فـكر شـارد

@mathpuzzle ألغاز رياضية
@mon_tii هـدايـا للعراقـيـين
@khawaterw خواطر قلب
@Kisasb قصص وروايـات
@sorh_1 صـور رومـنسيه

@bamrne بيسيات غزل
@Naaayyy ♪ رمــــــاد
@M000l مطبخي غير
@WaRda2017 غرآم
@hl_ta3lm هل تعلم?
@llSHMZll لصديقاتي
@khwateir خواطر


@fasiall19911_k2md_ii استدار القلب نحوك
@International_Inventions اختراع
@Tarigh_alsaade کلمات ثقافیه
@moasgdd نـكت تموتك ضحك
@alkhataba2016 منبرالخطباء
@Hamsat3ghram همسة غرام
@android008 برامج اندرويد
@edhakwithus إضحك معنا
@kull_yawm_suna خواطر
@agaratyemen سوق اليمن
@awjae_katib7 اوجاع كاتب

@gnoOnn تطبيقات اندرويد
@SabaTechnology برامج
@Kaawater خواطر قصيره
@t3dchannel قـلعة الـمعلم

@syriaaa77 طوق الياسمين
@apk_ahmed عالم البرمجه
@mslmh_204 نصائح للبنات
@sofaraa السعاده الزوجيه
@mgawmahhh المقاومه
@Raohaniat غذاء الروح
@wmnYYYYYYY خواطر
@xxragixxx فتى عـاشق
@Methar الذكر طمأنينة
@alraidahnet الثقافية
@nice41999 من القلب
@OK_199 خواطر راقية

@xxxragixxx تطبيقات
@nooon33 سورالقران
@Masegaty مسجاتـﮯ
@oldsyria بنت حلب
@wasfw واقـع خيال
@Foryoooo نصائح
@kunnAnt كن أنت
@tireef جديد اليمن

@estrahh روافد
@x_bc3 أُحـبـك
@httpv بـرامـج
@mqla3 مقلع


@Mohamedom291 كن انت التغيير
@TMSecrets اسرار تيليجرام
@ASEEEM2 مـسجـات راقـيـه
@hashem7743 عابر سبيل
@Gooodt سيسألكِ الله عني
@weday2016 وأدي الذئاب
@hala7777 وظائف للنساء

@Quran1kar القران الكريم
@hrooof2020 حرووف
@Dinfo معلومات طبيه
@Q1Q2Q3Q منوعات
@u99uu مقهئ البؤساء

@zhawr علمتني الحياه
@x6b5x مطبخ الربيع
@almgd1h معلومات
@see7753 مسجات
@wealth21 الثراء
@invog تـصـويـر
@wordss نبض


@boohcom2015 الـشعر والشعراء
@elmatb4welgmal مطبخ العالم
@PDFnew PDf اكبر مكتبه
@raaaa77 حكم واقوال


@qhisas_ashar اقـوال وحكم
@Spacetoon_TM سبيستون
@AsA_AsA1 خواطر ؏ البآل
@alsuq_alhor للبنات فقط


@AQTPS007 صور وفديوهات
@Sotechno تـطبيقات مـهكره
@hhh13235 اضحك من قلبك
@shaa6r ❥أعـذب الحـب


@kool8123 ارقى كلمات وصور
@coktil حالات واتس حزينه
@F15FF1 شيلات ابوحنظله

23
@kool8122 ارقى كلمات واجمل صور
@rowiah2017 كلماتّ من ذهب
@G555D مـع الله اجـمل

26
@ragi3 رسائل حـزن، عتاب، فـقد
@ALORKEEDH هدايا وعطور

31
@nuka_t نكت للمتزوجين 2019
@Qas112 صـمت المشاعر


تعلم الانجليزيه من الصفر 🔤👇
https://www.tg-me.com/joinchat-AAAAAD2kwF5XluaGlTJ3UQ

🔊
@tarq3 لزيادة متابعين قناتك 👈
53k @sensibly متع ذهنگ 🎈


31k @nuka_t نكت تموتك😂 ضحك

42k @iiiii9 صور وحالات واتساب🌹

26k @ragi3 صباحيات + مسائيات




@Mohamedom291 كن انت التغيير
@ASEEEM2 مـسجـات راقـيـه
@hashem7743 عابر سبيل
@Gooodt سيسألكِ الله عني
@weday2016 وأدي الذئاب
@hala7777 وظائف للنساء
@T_Eerth الأرض | Earth

@monooosh لِ حلوتي
@hrooof2020 حرووف
@Dinfo معلومات طبيه
@Q1Q2Q3Q منوعات

@zhawr علمتني الحياه
@x6b5x مطبخ الربيع
@almgd1h معلومات
@see7753 مسجات
@wealth21 الثراء
@wordss نبض


@fasiall19911_k2md_ii استدار القلب نحوك
@International_Inventions اختراع
@Tarigh_alsaade کلمات ثقافیه
@moasgdd نـكت تموتك ضحك
@alkhataba2016 منبرالخطباء
@Hamsat3ghram همسة غرام

@awjae_katib7 اوجـاع كاتب
@TMSecrets اسرار تيليجرام
@android008 برامج اندرويد
@mslmh_204 نصائح للبنات
@edhakwithus إضحك معنا
@kull_yawm_suna خواطر
@agaratyemen سوق اليمن

@gnoOnn تطبيقات اندرويد
@SabaTechnology برامج
@Kaawater خواطر قصيره
@t3dchannel قـلعة الـمعلم
@Quran1kar القران الكريم

@syriaaa77 طوق الياسمين
@apk_ahmed عالم البرمجه
@sofaraa السعاده الزوجيه
@mgawmahhh المقاومه
@Raohaniat غذاء الروح
@wmnYYYYYYY خواطر
@xxragixxx فتى عـاشق
@Methar الذكر طمأنينة
@alraidahnet الثقافية
@nice41999 من القلب
@OK_199 خواطر راقية


@xxxragixxx تطبيقات
@nooon33 سورالقران
@Masegaty مسجاتـﮯ
@oldsyria بنت حلب
@wasfw واقـع خيال
@Foryoooo نصائح
@kunnAnt كن أنت
@tireef جديد اليمن

@estrahh روافد
@x_bc3 أُحـبـك
@httpv بـرامـج
@mqla3 مقلع


@Rmzeat_Sports رمزيات رياضية
@doyoulik324 هل تعلم ومعلومات
@D_alkhashyn دمـوع الخاشعين
@Accountings1 محاسبه أ+ب
@mslmmm1 قصص وآحاديث
@Rosa22222 هـمسـات راقـيه

@Pulsefeelings نبض المشاعر
@myself_only عكازة نفسي
@anasheed7 تهكـير الـعاب
@x_x_ragi_x_x فـكر شـارد

@mathpuzzle ألغاز رياضية
@mon_tii هـدايـا للعراقـيـين
@khawaterw خواطر قلب
@Kisasb قصص وروايـات
@sorh_1 صـور رومـنسيه

@bamrne بيسيات غزل
@Naaayyy ♪ رمــــــاد
@M000l مطبخي غير
@WaRda2017 غرآم
@hl_ta3lm هل تعلم?
@khwateir خواطر


@Accounting2books كتب محاسبةواداره
@vocabulary4arab تعلم الانجليزيه
@lmam1234567 مشآعر مبعثره
@Images2019m صورة وحرف
@horror_novel قصص وروايات
@mharmptrh اوجاعے عـشّےـاق
@guggfgkkksl2018 خواطر
@ahmed_h18 اطياف خياليه
@Dr_Ab_FQ د.ابراهيم الفقي
@atealcom وظائف سعودية

@l0_o_0l غامبول المضحك
@isports تصاميم رياضه
@Amlbeeti دمعه كبرياء

@Wajaa_d وجـ قلب ـع
@ffsaaw ادعـيه واذكار
@llSHMZll لصديقاتي
@telcool اروع ماقيل
@nooono2 بذكر الله
@nocta ابو نواس
@Ggirlss بــنات


@mahdey20000 قصص وخواطر
@Mp3Quran1 عبدالباسط عبدالصمد
@cftil00000 مشاعل لكل مشاعر
@AIArabiya_BrK العربيه عاجل
@Dirilis_Ertugrul0 ارطغرل
@schlarships منح دراسيه
@gasoo نـكـ قويههههه ـت
@nooono22 كوني اجمل
@azkary1 ادعيه+اذكار
@Karkaar 2020نكت
@abiaat الشعر العربي
@telhdth تنميه بشريه
@Q1H7ZF عالم الصور


@stickers101 اجمل تصاميم
@grammars اللغه العربيه
@shylatt قناة شيلات
@Noooookt نـكت
@Q6H7Z من الـعالم


@hamasat_el7ob_22 همسات
@hhhhhh100 نكت 2020
@Al_ShiR هـﻡـس ٲلقوآفي
@qasah كـل يـوم قصه
@thekri1 حياة الروح


@nukat11 نكت ومقاطع جنان
@connieanty5 اهتمي ببشرتك
@kool8124 همسات ايمانيه
@telyou تَطوير الذات


@ServersIslamist روائع المعلومات
@Wahih2017 شعر الاصدقاء
@Sokerr طبخ وحلوﻯ


@ajmal_alganawat اجـ۾ـل الـﻗنوات
@boohcom2015 الـشعر والشعراء
@elmatb4welgmal مطبخ العالم
@PDFnew PDf اكبر مكتبه
@raaaa77 حكم واقوال


@qhisas_ashar اقـوال وحكم
@Sotechno تـطبيقات مـهكره
@AsA_AsA1 خواطر ؏ البآل
@alsuq_alhor للبنات فقط
@ALSHiR عشـآق آلـشــ؏ـر


@AQTPS007 صور وفديوهات
@Spacetoon_TM سبيستون
@hhh13235 اضحك من قلبك
@shaa6r ❥أعـذب الحـب


@kool8123 ارقى كلمات وصور
@coktil حالات واتس حزينه
@F15FF1 شيلات ابوحنظله

23
@kool8122 ارقى كلمات واجمل صور
@rowiah2017 كلماتّ من ذهب
@G555D مـع الله اجـمل

26
@ragi3 رسائل حـزن، عتاب، فـقد
@ALORKEEDH ادوات تجميل

31
@nuka_t قناة الضحك الاولى
@Qas112 صـمت الـمشاعر

43k @iiiii9 صور وحالات واتس

53k @sensibly مـتع ذهنگ


صور وفديوهات ممنوعه من العرض🙈👇
https://www.tg-me.com/joinchat-AAAAAEgJ7AEw4Gy7XGGmDA


🔊
@tarq3 لزيادة متابعين قناتك
📍حكم.صيام.يوم.الشك.
▪️يوم_الشك : هو اليومُ الثلاثون مِن شعبانَ ، إذا لم تثبُتْ فيه الرؤيةُ ثبوتًا شرعيًّا.
▪️حُكمُ.صومِ.يومِ.الشَّكِّ.
يحرم صَومُ يَومِ الشَّكِّ خوفًا من أن يكونَ من رَمَضانَ ،
أو احتياطًا.
▪️عن أبي هريرةَ رَضِيَ اللهُ عنه قال: قال رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ((لا تَقَدَّمُوا رمضانَ بِصَومِ يومٍ ولا يومينِ ، إلَّا رجلٌ كان يصومُ صَومًا فلْيَصُمْه)).
رواه البخاري ومسلم.
▪️عن عبدِ اللهِ بنِ عَمرٍو رَضِيَ اللهُ عنهما أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال : ((الشَّهرُ تسِعٌ وعِشرونَ ليلة ، فلا تصومُوا حتى تَرَوْه ، فإنْ غُمَّ عليكم فأكمِلُوا العِدَّةَ ثلاثينَ)).
رواه البخاري ومسلم.
▪️وجه_الدلالة :
▪️قوله : ((أكمِلُوا العِدَّةَ ثلاثين)) #أمر ، والأصلُ في الأمرِ #الوجوب ، فإذا وجَبَ إكمالُ شَعبانَ ثلاثينَ يومًا ،
حَرُمَ صَومُ يَومِ الشَّكِّ.
📚 الموسوعة_الفقهية 📚 كتاب الصوم🌙
عيدكم مباااااااارك
سائلين المولى ان يجعل أيامكم سعيدة،
وأن يعيده علينا وعليكم أعواما عديدة،
وازمنة مديدة، وأنتم في أحسن حال 🌹

​​​ནྱཾ༩ྀ༄ وكل عام وانتم بخير ༄ནྱཾ༩ྀ
🔆 سنن من سنن العيد بالأدلة 🔆

أولا : التجمل في العيد :

عن ابن عباس رضي الله عنهما قال :

(( كان ﷺ يلبسُ يومَ العيدِ بردةً حمراءَ ))

📚 السلسلة الصحيحة - رقم : (1279)

ثانيا!: الاغتسال يوم العيد قبل الخروج :

عَنْ نَافِعٍ :
(( أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ رضي الله عنه كَانَ يَغْتَسِلُ يَوْمَ الْفِطْرِ قَبْلَ أَنْ يَغْدُوَ إِلَى الْمُصَلَّى ))

📚 موطأ مالك - رقم : (384)

ثالثاً : أكل تمرات وتراً قبل صلاة العيد:

عنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه ، قَالَ :

((كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ َلا يَغْدُو يَوْمَ الْفِطْرِ حَتَّى يَأْكُلَ تَمَرَاتٍ. ويأكلهن وِترا))ً

📚 صحيح البخاري - رقم: (953)

رابعا : المشي إلى المصلى :

عَنِ ابْنِ عُمَرَ، رضي الله عنهما، قَال َ:

(( كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يَخْرُجُ إِلَى الْعِيدِ مَاشِيًا، وَيَرْجِعُ مَاشِيًا))

📚 صحيح ابن ماجه - رقم: (1078)

خامساً : مخالفة الطريق في الذهاب إلى المصلى والإياب منه :

عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، رَضِي اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ :

(( كَانَ النَّبِيُّ ﷺ إِذَا كَانَ يَوْمُ عِيدٍ خَالَفَ الطَّرِيق ))َ

📚 صحيح البخاري - رقم : (986)

سادساً : التكبير للعيد منذ الخروج من المنزل حتى صلاة العيد:

عن الزهري :

(( أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ كَانَ يُخْرِجُ يَوْمَ الفِطَرِ فَيَكْبُرُ حَتَّى يَأْتِي المُصَلَّى، وَحَتَّى يَقْضِي الصَّلَاةَ، فَإِذَا قَضَى الصَّلَاةَ قَطْعُ التَّكْبِيرِ ))

📚 السلسلة الصحيحة - رقم: (171)
👈🏽 قال الألباني إسناده صحيح مرسل له شاهد موصول يتقوى به .

سابعاً : صلاة العيد في المصلى بالخلاء :

عنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِي اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ :

(( أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ كَانَ يَغْدُو إِلَى الْمُصَلَّى فِي يَوْمِ الْعِيدِ، وَالْعَنَزَةُ تُحْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَإِذَا بَلَغَ الْمُصَلَّى نُصِبَتْ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَيُصَلِّي إِلَيْهَا، وَذَلِكَ أَنَّ الْمُصَلَّى كَانَ فَضَاءً لَيْسَ فِيهِ شَيْءٌ يُسْتَتَرُ بِه))ِ

📚 صحيح ابن ماجه - رقم: (1084)

# قال الألباني رحمه الله :

صلاة العيد في المصلى هي السنة ، وقد فضلها النبي ﷺ على الصلاة في مسجده .

ثامناً : الاستماع للخطبة :

عن عبد الله ابن السائب رضي الله عنه قال :
(( حَضٓرَتْ العِيدَ مَعَ رَسُولِ اللهِ ﷺ فَصَلَّى بِنَا العِيدُ ثُمَّ قَالَ قَدْ قَضَيْنَا الصَّلَاةَ فَمِنْ أُحِبُّ أَنْ يَجْلِسَ لِلخُطْبَةِ فَلِيَجْلِسْ وَمِنْ أُحِبُّ أَنْ يَذْهَبَ فَلِيَذْهَبْ))


📚 صحيح الجامع - رقم :(4376)

تاسعاً : التهنئة :

عن جبير بن نفير رضي الله عنه قال :

(( كَانَ أَصْحَابُ النَّبِيِّ ﷺ إِذَا اِلْتَقَوْا يَوْمَ العِيدِ يَقُولَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضِ: تُقُبِّلَ اللهُ مِنَّا وَمِنْكَ ))


📚 تمام المنة - رقم: (354)

عاشراً : صلاة ركعتين بعد الرجوع من صلاة العيد :

عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال :

(( كَانَ رَسُولُ اللهِ ﷺ لَا يُصَلِّي. قَبْلَ العِيدِ شَيْئًا فَإِذَا رَجَعَ إِلَى مَنْزِلِهِ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ ))
حككك

📚 صحيح ابن ماجه - رقم: (1076)


وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين
🎤
محاضرة.قيمة.بعنوان.cc
عشـــر وقفـــات بعـــد رمضـــان
للشيـــخ/ مـــحـــمـــد الـــمُنـــجــــّد
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌

كرّرتها للفائدة هنا ..

الأولى: من الذي استفاد من رمضان يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه"وقال:"من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه"وقال:"من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه".

فمغفرة الذنوب بهذه الأسباب الثلاثة كل واحد منها مكفر لما سلف من الذنوب وهي صيام رمضان وقيامه وقيام ليلة القدر فمتى تحصل المغفرة والتكفير قيام ليلة القدر بمجرده يكفر الذنوب لمن وقعت له وأصابها سواء شعر بها أم لم يشعر أما صيام رمضان وقيامه فيتوقف التكفير بهما على تمام الشهر .

فإذا تم الشهر فقد كمل للمؤمن صيام رمضان وقيامه فيترتب على ذلك مغفرة ما تقدم من ذنبه ومن نقص من العمل الذي عليه نقص له من الأجر بحسب نقصه فلا يلومن إلا نفسه،

الصلاة مكيال والصيام مكيال فمن وفاها وفى الله له ومن طفف فيهما فويل للمطففين أما يستحي من يستوفي مكيال شهواته ويطفف في مكيال صيامه وصلاته فإذا كان الويل لمن طفف في مكيال الدنيا (وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ*الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ*وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ) (المطففين)

فكيف حال من طفف مكيال الدين (فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ*الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ) (الماعون) وهذا الويل لمن طفف فكيف حال من فرط بالكلية؟

كيف حال من لم يقم ولم يصم وهم أعداد ممن ينتسبون إلى الإسلام ألم يقل النبي - صلى الله عليه وسلم -:"من أدركه رمضان فلم يغفر له فأبعده الله"وقالها جبريل للنبي - صلى الله عليه وسلم - ثم قال له قل آمين فقلت:آمين"من أدركه رمضان فلم يغفر له فأبعده الله"

دعاء عليه بالإبعاد عن رحمة الله والطرد عنها لأن ذلك الشهر قد مر ولم يستفد منه لأن ذلك الموسم العظيم قد حصل ولم ينهل منه ولم ينتهز الفرصة فتبا له إذا كان لم ينتهز الفرصة العظيمة فهو إهمال لما أدنى منه من باب أولى فإذا فرط في رمضان فتفريطه في غير رمضان من باب أولى فلذلك أبعده الله لأنه لا يستحق أجره ولا يستحق الرحمة ولا المغفرة ولا شك أيها المسلمون انه حصل منا تطفيف في الصيام والقيام وانه حصل منا إخلال في آداب الصوم الواجبة والمستحبة لقد حصل منها تفريط وهذا ما يدفعنا للوقفة الثانية.

الوقفة الثانية: توبة المقصر في صيامه وصلاته والاستغفار عما مضى من الإخلال والتفريط في حق الله - تعالى- وحق ذلك الشهر الذي انقضى ولم نستفد منه كما ينبغي والاستغفار هو الدعاء بالمغفرة .

وقد جاء في دعاء أبو هريرة"يغفر فيه إلا لمن أبى"قالوا يا أبا هريرة ومن أبى قال: من أبى أن يستغفر الله عز وجل،

قال الحسن - رحمه الله - أكثروا من الاستغفار فإنكم لا تدرون متى تنزل الرحمة،

وقال واحد ممن مضى لولده: يا بني عود لسانك الاستغفار فإن لله ساعات لا يرد فيهن سائلا،

وقد جمع الله بين التوحيد والاستغفار في قوله عز وجل (فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ..) (محمد:19) فعطف هذا على هذا مبينا أهمية.

قال إبليس أهلك الناس بالذنوب وأهلكوني بلا اله إلا الله .

والاستغفار ختام الأعمال الصالحة كلها فتختم به الصلاة والحج وقيام الليل وتختم به المجالس فإن كانت مجالس ذكر كان كالطابع عليها وإن كانت مجالس لغو كانت كفارة لما حصل فيها كذلك ينبغي أن يختم صيام رمضان بالاستغفار،

كتب عمر بن عبد العزيز - رحمه الله - إلى الأمصار يأمرهم بختم شهر رمضان بالاستغفار والصدقة صدقة الفطر فإن صدقة الفطر طهره للصائم من اللغو والرفث والاستغفار يرفع ما حدث من الخروق في الصيام باللغو والرفث.

وقال بعض أهل العلم: إن صدقة الفطر للصائم كسجدتي السهو،

وقال عمر بن عبد العزيز في كتباه: قولوا كما قال أبوكم آدم (رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ) (لأعراف:23) وقولوا كما قال نوح عليه السلام (وَإِلَّا تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنَ الْخَاسِرِينَ) (هود:47) وقولوا كما قال إبراهيم - عليه السلام-: (وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ) (الشعراء:82) وقولوا كما قال موسى عليه السلام (قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ..) (القصص:16) وقولوا كما قال ذو النون عليه السلام (.. لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ) (الأنبياء:87) .

صيامنا هذا يحتاج إلى استغفار نافع وعلم صالح له شافع كم تخرق من صيامنا بسهام الكلام ثم نرقعه وقد اتسع الخرق على الراقع كم نرفو خروقه بمخيط الحسنات ثم نقطعه بحسام السيئات القاطع،

وكان بعض السلف إذا صلى صلاة استغفر من تقصيره فيها كما يستغفر المذنب من ذنبه إذا كان هذا حال المحسنين في
عباداتهم فكيف حال المسيئين؟،

أنفع الاستغفار ما قارنته التوبة والاستغفار حل عقدة الإصرار على الذنب فمن استغفر بلسانه وقلبه عن المعصية زالت ومن كان عزمه أن يرجع إلى المعاصي بعد رمضان ويعود فهذا صدقه غير موجود وباب القبول عنه مسدود وصومه عليه مردود يصوم ويقوم ويتابع على المعاصي كيف يكون ذلك فالمهم أيها المسلمون أن نكثر من الاستغفار بعد هذا الشهر على لله أن يتجاوز عن إسرافنا وتفريطنا وما حصل منها من المعاصي والسيئات في ذلك الشهر الذي تعظم فيه السيئة لفضله وشرفه.

الوقفة الثالثة:لقد مضت الأعمال و الصيام والقيام والزكاة والصدقة وختم القران والدعاء والذكر وتفطير الصائم وأنواع البر التي حصلت والعمرة التي قام بها كثير لكن هل تقبلت أم لا؟

هل قبل العمل أم لا؟ يقول الله - تعالى-(..إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ) (المائدة:27)

كان السلف الصالح يجتهدون في إكمال العمل وإتمامه وإتقانه ثم يهتمون بعد ذلك بقبوله ويخافون من رده (وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ..) (المؤمنون:60)

يعطي ويخشى أن لا يقبل منه يتصدق ويخشى أن ترد عليه يصوم ويقوم ويخشى أن لا يكتب له الأجر.

قال بعض السلف كانوا لقبول العمل اشد منه اهتماما بالعمل ذاته .

ألم تسمعوا قول الله عز وجل (..إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ) وغير المتقين ما هو حالهم ؟

وعن فضالة ابن عبيد قال لأن أن أعلم أن الله قد تقبل مني مثقال حبة من خردل أحب إلي من الدنيا وما فيها لأن الله يقول (..إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ)،

يقول بعضهم لو اعلم إن الله تقبل مني ركعتين لا أهتم بعدها لأنه يقول (..إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ) .

وقال عبد العزيز بن أبي رواد - رحمه الله -: أدركتهم يجتهدون في العمل الصالح فإذا فعلوه وقع عليهم الهم أيقبل منهم أم لا؟،

وكان بعض السلف يقول في آخر ليلة من رمضان:يا ليت شعري من هذا المقبول فنهنيه ومن هذا المحروم فنعزيه،

أيها المقبول هنيئا لك أيها المردود جبر الله مصيبتك، فإذا فاته ما فاته من خير رمضان فأي شيء يدرك ومن أدركه فيه الحرمان فماذا يصيب كم بين حظه فيه القبول والغفران ومن حظه فيه الخيبة والخسران، أيها المسلمون من علامات التقوى الامتناع عن الفسق بعد رمضان الذي يخشى على عمله ولا يدري هل قبل منه أم لا؟ يجتهد في العبادة ويواصل في الطاعة والذي يظن أنه عمل حسنات أمثال الجبال فلا يهمه بعد ذلك ويقول عندي رصيد وساعة لربك وساعة لقلبك وهذه هي الوقفة الرابعة.

الوقفة الرابعة:المواصلة على العمل بعد رمضان مواصلة الطاعة والعبادة بعد رمضان

عباد الله أن الذي يتقي الله حق تقاته يواصل على الطاعة والعبادة والله - تعالى- لما ذكر صفات المؤمنين لم يقيدها بوقت ولم يخصها بزمان .

قال: (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ*الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ) (المؤمنون) خاشعون دائما (وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ) (المؤمنون:3) ليسوا معرضون في رمضان فقط (وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ) (المؤمنون:4) متى ما دار الحول يزكي في رمضان أو في غيره وبعض الناس إذا حال الحول في رمضان زكى ويهمل الزكاة في الأموال التي يحول عليها الحول في غير رمضان فانتبهوا لهذه المسألة (وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ) (المؤمنون:5) ليس في رمضان فقط في غير رمضان أيضا (وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاماً) (الفرقان:63) دائما يكون هكذا مشيهم وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما هكذا هم في العادة (وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّداً وَقِيَاماً) (الفرقان:64).

هم باستمرار يفعلون ذلك وليس في قيام رمضان فقط، وهكذا في سائر صفات المؤمنين.

والسبب إننا مطالبون بالعمل إلى الموت بأمر من الله - تعالى- مرسوم رسمه الرب وأمر صدر من الرب وقال الله - تعالى-: (وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ) (الحجر:99) واليقين هو الموت وقال الله - تعالى-: (فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ..) (مريم:65) فلا بد من الصبر والمصابرة على الطاعة .

وهذه وقفة مهمة جدا في قضية الاستمرار على الطاعة ولعله لهذا السبب شرع لنا صيام الست من شوال بعد رمضان حتى لا تنقطع العبادة الجميلة وهي عبادة الصيام

قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "من صام ست أيام بعد الفطر كانت تمام السنة"(مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا..) (الأنعام:160)

هكذا يقول الله - تعالى- وفي رواية جعل الله الحسنة بعشر أمثالها وفي رواية شهر بعشرة أشهر وفي رواية صيام شهر رمضان بعشر أشهر وصيام الست أيام بشهرين فذلك صيام السنة، وفضل الله عظيم وكرمه واسع وهباته مستمرة وعطاؤه لا ينقطع ولكن أين العاملون؟ ومن فعل ذلك دائما فكأنما صام عمره له أجر صيام الدهر.

الوقفة الخا
ل ر

مضان أو أسوأ تنطبق عليهم هذه الآية دخلوا رمضان بالمعاصي وخرجوا بالمعاصي بعد رمضان رجعوا إلى ما كانوا فيه من المنكرات لم يستفيدوا من رمضان رمضان لم يورث توبة عندهم ولا استغفارا ولا إقلاعا عن المعاصي ولا ندما على ما فات

لقد كانت محطة مؤقتة ثم رجعوا إلى ما كانوا فيه، هل هذه النفسية السيئة عبدت الله حق عبادته؟هل وفت حق الله هل أطاعت الله أصلا؟

هذه مصيبة كبيرة أن يعود شراب الخمر إلى خمورهم ومتعاطي المخدرات إلى مخدراتهم وأصحاب الزنا إلى الزنا وأصحاب الربا إلى الربا وأصحاب الفسق ومجالس اللغو إلى اللغو أن يعود أصحاب السفريات المحرمة إلى السفريات المحرمة هذه مصيبة والله كارثة دخلوا بالمعاصي وخرجوا بالمعاصي ما استفادوا شيئا أبدا،أيها المسلمون بعض الناس يتصور أن ما حصل في رمضان كافي للتكفير عن سيئات الأحد عشر شهرا القادمات ولذلك فهو يحمل على ما مضى ويعول على ما مضى وكأن هذا باعتباره ونظره ما حصل منه كافي مستند يستند عليه في معصية الله - تعالى- وهو لا يدري ربما رد على أعاقبه ولم يقبل منه عمل واحد في رمضان.

الوقفة التاسعة: مآسي ما بعد رمضان،نكتشف ما حصل من البلايا في رمضان،تفريط هذا أكل مجاملة لكفار دخل المكتب وهم يأكلون فأكل معهم وهذه حصلت وهذا وقع على زوجته في نهار رمضان وانتهك حرمة الشهر الكريم بأسوأ مفطر من المفطرات وعليه الكفارة المغلظة عتق رقبة فإن لم يجد فصيام شهرين متتابعين فإن لم يستطع لمرض وعذر حقيقي لا تلاعب فإنه يطعم ستين مسكينا، فكيف بمن زنا برمضان وفعل الفاحشة في رمضان "من وطئ في قبل أو دبر حلال أو حرام لآدمي أو بهيمة لزمته الكفارة المغلظة"هذا كلام العلماء فيمن حصل له ذلك في نهار رمضان، القتل بحوادث السيارات في العيد الذين يخرجون متهورين لا تسعهم الفرحة فرحة المعصية الفرحة بانقضاء موسم الطاعة ماذا يكون حالهم مآسي ما بعد رمضان.

الوقفة العاشرة: هل تعلمون من هم الفائزون؟

قال الله - تعالى-: (.. فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ..) (آل عمران:185) (لا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ) (الحشر:20) وقال الله - تعالى- عن أهل الجنة (.. خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) (التغابن:9) وقال لهم (.. لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ) (البروج:11) الفوز الحقيقي الفوز بالجنة .

نسأل الله - عز وجل- أن يجعلنا من أهل الجنة نسأل الله أن يجعلنا ممن قبل عملهم في رمضان اللهم تقبل ما حصل من العمل واغفر لنا الخطأ والتقصير والزلل اللهم إنا نسألك رحمة من عندك تلم بها شعثنا وتغفر بها ذنبنا وترحم بها ميتنا وتشفي بها مريضنا وتقضي بها ديننا اللهم إننا نسألك رحمة من عندك تجعلنا فيها بعد هذا الشهر الكريم خيرا مما كنا قبله.

الدال على الخير كفاعله -- وجزاكم الله خيرآ.
==========================
م

سة:
عدم الاغترار بما حصل من الطاعات بعض الناس اجتهدوا فعلا صاموا وحفظوا جوارهم وختموا القرآن وبعضهم أكثر من مره وعملوا عمره في رمضان وصلوا التراويح وصلوا قيام رمضان كله من أوله إلى آخره، وفعلوا ما فعلوا من الصدقات وقدموا ما قدموا وجلسوا في المساجد من بعد الفجر إلى ارتفاع الشمس وبعد الصلاة يقرؤون القرآن وقبل الصلاة ينتظرون الصلاة حصلت عبادات كثيرة لكن إذا كانت النفس سيئة والطبع متعفا فإن كثرة العبادة لا تنفع فالشيطان يوسوس ويقول لقد فعلت أشياء كثيرة وطاعات عظيمة خرجت من رمضان بحسنات أمثال الجبال فرصيدك في غاية الارتفاع صحائف حسناتك مملوءة فلا عليك بعد ذلك ما عملت ويصاب بالغرور والعجب وتمتلئ نفسه فخرا ولكن آية من كتاب الله تمحو ذلك كله وتوقفه عند حده وتبين له حقيقة الأمر

وهي قول الله - تعالى-: (وَلا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ) (المدثر:6) أتمن على الله أتظن أنك فعلت له هذه الأشياء تكون أنت قد قدمت له أشياء عظيمة تظنها خدمة من خدمات البشر (وَلا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ) لا تمن على الله بعملك لا تفخر لا تغتر ولا تصاب بالعجب (وَلا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ)

وتتخيل أن أعمالك كثيرة فإن الرسول - صلى الله عليه وسلم - قال في الحديث الحسن: "لو أن رجلا يجر على وجهه من يوم ولد إلى يوم يموت هرما في مرضاة الله - تعالى- لحقره يوم القيامة "

لجاء يوم القيامة فرآه قليلا ضعيفا حقيرا لا يساوي شيئا فإنه لو قارنه بنعمة واحدة من النعم كنعمة البصر أو كغيرها لصار هذا قليلا لا يساوي شيئا لم يكد يعمل شيئا و لذلك فإن الناس لا يدخلون الجنة بأعمالهم وإنما يدخلونها برحمة الله - تعالى- ليست الأعمال ثمنا للجنة لكنها سبب لدخول الجنة فالذي لا يعمل صالحا لا يدخل الجنة فهي سبب لكنها ليست الثمن فبدون رحمة الله الأعمال لا تؤهل لدخول الجنة بل ولا تسديد حق نعمة واحده من النعم، ونذكر أيضا بأن الاستمرار في العبادة والطاعة مع وجوبهما فذلك لا يعني أن يكلف الإنسان نفسه ما لا يطيق"خذوا من العبادة ما تطيقون فإن الله لا يسأم حتى تسأموا"حديث صحيح.

الوقفة السادسة: لا يشترط أن نكون بعد رمضان كما كنا في رمضان فنحن نعلم أن ذلك موسم عظيم لا يأتي بعده مثله إلا رمضان الذي بعده لا يأتي شهر فيه خيرات ومغفرة ورحمة وعتق كما في هذا الشهر الذي انصرم فنحن لا نقول كونوا كما كنتم في رمضان من الاجتهاد فالنفس لا تطيق ذلك لكن لا للانقطاع عن الأعمال؛ الخطورة في الانقطاع فلابد من أخذ الأمور بواقعية ليس المطلوب أن نكون بعد رمضان كما كنا في رمضان كان ذلك شهر اجتهاد له ظرف ووضع خاص لكن الانقطاع عن الأعمال لا ترك الصيام بالكلية لا ترك القيام بالكلية لا ترك ختم القرآن بالكلية لا ترك الدعاء والذكر والصدقة والعمرة لا استمروا على العمل ولو كان أقل مما كان في رمضان ثم إن الله سبحانه و- تعالى- إذا كان العبد مواصلا على عمله لو أصابه عارض لو مرض لو سافر يكتب له من الأجر مثل ما كان يعمل صحيحا مقيما وجاء في الحديث "إذا مرض العبد قال الله للكرام الكاتبين اكتبوا لعبدي مثل الذي كان يعمل حتى اقبضه أو أعافيه"حديث صحيح إذا هذه من فوائد المواصلة على الطاعة والعبادة.

الوقفة السابعة: الاستمرار على العبادة والطاعة سبب من أسباب حسن الخاتمة

كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم -:"إذا أراد الله بعبد خيرا استعمله"قالوا: كيف يستعمله؟ قال:"يوفقه لعمل قبل الموت ثم يقبضه عليه"

فإذا كان من الصالحين كانت عبادته حسنة وكذلك فإن عبادتنا لله - عز وجل- في جميع الأوقات والأحيان سواء في السراء أو الضراء في رمضان أو غير رمضان في أوقات الرخاء والشدة في أوقات المحنة والنعمة إذا كانت مستمرة فإن الأجر يعظم،

"عبادة في الهرج والفتنة كهجرة إليك"كما قال النبي - صلى الله علي وسلم- العبادة في أوقات الفتن واختلاط الأمور أجرها كأجر المجاهد في سبيل الله - تعالى-

عندما لا يشجع الجو على العبادة عندما يرجع الناس إلى فتورهم بعد رمضان عندما تقوم أنت بالعبادة لا شك أن لك أجرا عظيما عندما فتر الناس أنت نشطت عندما تقاعس الناس أنت تقدمت عندما تخلفوا أنت تقدمت، أيها المسلمون إن هنا مفهوما عظيما وهو أن العبادة هي أصل في حياتنا إنها ليست قضية طارئة وليست مؤقتة فهي ليست محدده بزمان أو مكان إنها مستمرة من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله شاب نشأ على طاعة الله - تعالى-.

الوقفة الثامنة: أن الذين دخلوا رمضان بالمعاصي وخرجوا من رمضان بالمعاصي لم يستفيدوا شيئا قال الله - تعالى-: (وَإِذَا جَاءُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا وَقَدْ دَخَلُوا بِالْكُفْرِ وَهُمْ قَدْ خَرَجُوا بِهِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُوا يَكْتُمُونَ) (المائدة:61)

قال ابن كثير - رحمه الله - هذه صفة المنافقين وقد دخلوا عندك يا محمد بالكفر ثم خرجوا من عندك والكفر كامل فيها لم ينتفعوا بما سمعوا لم يفد فيهم العلم ولم تنجح فيهم المواعظ والزواجر .

فالذين دخلوا رمضان وخرجوا مثل ما كانوا قب
🎤
خطـبـــة جمــعــــة بعـنـــوان :
*الـحـر.الشـديد.العــبر.والعـظات.tt*
للشيخ/ محمد رفيق مؤمن الشوبكي
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌

*الخطبـــة.الاولـــى.cc*
الحمد لله الذي كان بعباده خبيراً بصيراً، وتبارك الذي جعل في السماء بروجاً وجعل فيها سراجاً وقمراً منيراً، وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكوراً، وتبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيراً، الذي له ملك السموات والأرض ولم يتخذ ولداً، ولم يكن له شريك في الملك وخلق كل شيءٍ فقدره تقديراً، والصلاة والسلام على من بعثه الرحمن رحمة للعالمين وهادياً ومبشراً ونذيراً، وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد سبحانه إنه كان على كل شيء قديراً، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.

صلى عليك الله يا علم الهدى
واستبشرت بقـــدومـــك الأيـــامُ
هتفـــت لك الأرواح من أشواقها
وازينــت بحـــديـــثـــك الأقـــلامُ

أمـــا بعـــد :
عباد الله، أوصيكم ونفسي بتقوى الله تعالى ولزوم طاعته، وأحذركم وإياها من عصيانه ومخالفة أمره، فالتقوى هي أمر من الله للناس أجمعين، قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً ﴾ [سورة النساء:1]، وهي أمر من الله لعباده المؤمنين، قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ ﴾ [سورة آل عمران:102]، وهي أمر من الله لنبيه صلى الله عليه وسلم، قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيماً حَكِيماً ﴾ [سورة الأحزاب:1].

ثم أمـــا بعـــد :
نعيش في هذه الأيام في أشد فصول العام حرارة، بل نعيش في أشد أيام الصيف حرارة، حرٌ شديدٌ يعاني منه الناس معاناة شديدة، خاصة في بلادنا التي نعاني فيها من الحصار وانقطاع الكهرباء، نسأل الله أن يكتب لنا أجر الصابرين الذين يوفون أجورهم بغير حساب.

وإن المؤمن يعيش حياته دائم التفكر والاعتبار، فعندما يتفكر في تقلب الليل والنهار، والشهور والأعوام، والصيف والشتاء والخريف والربيع، يؤدي عبادة عظيمة يُؤجر عليها، ألا وهي عبادة [التفكر في خلق الله تعالى].

وإن التفكر والاعتبار من صفات أولي الأبصار والألباب، قال تعالى: ﴿ يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَعِبْرَةً لِّأُولِي الْأَبْصَارِ ﴾ [سورة النور:44]، وقد ذكر الله لنا في كتابه صفات أولي الألباب أي أصحاب العقول والأفهام والنيرة ومنها التفكر في خلق الله تعالى، قال الله جل وعلا: ﴿ الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴾ [سورة آل عمران:191].

وإن شد الحر الذي نعيشه
يذكرنا بموقفين عظيمين، وهما:

الموقف الأول: إن شدة الحر
يذكرنا بِحَرِّ موقف يوم القيامة:

يوم القيامة ذلك اليوم العظيم الذي مقداره خمسين ألف سنة، في ذلك اليوم تدنو الشمس من رؤوس الخلائق، كما أخرج الإمام مسلم في صحيحه من حديث الْمِقْدَادُ بْنُ الْأَسْوَد رضي الله عنه، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: " تُدْنَى الشَّمْسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ الْخَلْقِ حَتَّى تَكُونَ مِنْهُمْ كَمِقْدَارِ مِيلٍ"، قَالَ سُلَيْمُ بْنُ عَامِرٍ - وهو التابعي الذي روى الحديث عن المقداد بن الأسود: فَوَاللَّهِ مَا أَدْرِي مَا يَعْنِي بِالْمِيلِ أَمَسَافَةَ الْأَرْضِ أَمْ الْمِيلَ الَّذِي تُكْتَحَلُ بِهِ الْعَيْنُ، قَالَ: "فَيَكُونُ النَّاسُ عَلَى قَدْرِ أَعْمَالِهِمْ فِي الْعَرَقِ، فَمِنْهُمْ مَنْ يَكُونُ إِلَى كَعْبَيْهِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَكُونُ إِلَى رُكْبَتَيْهِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَكُونُ إِلَى حَقْوَيْهِ - أي خاصرتيه -، وَمِنْهُمْ مَنْ يُلْجِمُهُ الْعَرَقُ إِلْجَامًا "، قَالَ: وَأَشَارَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِهِ إِلَى فِيهِ ".

والميل عباد الله لو كان بمسافة الأرض فإنه يقدر بـ[1848 متراً]، أما الميل الذي تكتحل فيه العين فهو الحديدة التي توضع في المكحلة وهي [أقل من إصبع]، وعلى كلا الحالين فإن المسافة قريبة جداً، فالشمس تبعد عنا ما يقرب من [000 ,600 ,149كم]، وعلماء الفلك يقولون: لو أن الشمس اقتربت بمقدار يسير لاحترق كل ما على الأرض، ولو ارتفعت قليلاً لتجمد كل ما على الأرض، فسبحان الله العظيم.

وفي يوم القيام
ة عندما تقترب الشمس من رؤوس الخلائق لا يموتون بأمر الله تعالى، وإنما يكون العرق منهم على قدر أعمالهم، فمنهم من يكون إلى كعبيه، ومنهم من يكون إلى ركبتيه، ومنهم من يكون إلى حَقْوَيْهِ - أي خاصرتيه -، ومنهم من يُلجمه العرق إلجاماً ]وأشار رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده إلى فيه[، أي: يصل عرقهم إلى الفم وحدود الأذنين، نسأل الله العافية.

وأخرج الإمام البخاري في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " يَعْرَقُ النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يَذْهَبَ عَرَقُهُمْ فِي الْأَرْضِ سَبْعِينَ ذِرَاعًا، وَيُلْجِمُهُمْ حَتَّى يَبْلُغَ آذَانَهُمْ ".

وفي معنى [يذهب عرقهم في الأرض]: قيل: أي يغور ويغوص في الأرض، وتشربه الأرض إلى سبعين ذراعاً أي ما يزيد عن ثلاثين متراً. وقيل: أي يسيل على وجه الأرض سبعين ذراعاً، والمعنى الأول أشهر.

وفي أثناء هذا الموقف العصيب يكون أناس في ظل عرش الرحمن يوم لا ظل إلا ظله، أصناف تكون في ظل ظليل يوم أن تدنو الشمس من رؤوس الخلائق، أخرج البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث أبي هريرة رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال: " سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمْ اللَّهُ فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لا ظِلَّ إِلا ظِلُّهُ: الإِمَامُ الْعَادِلُ - ويشمل الحاكم والسلطان والوزير والقاضي والمدير وكل من ولي من أمر المسلمين شيئاً فعدل -، وَشَابٌّ نَشَأ فِي عِبَادَةِ رَبِّهِ، وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ فِي الْمَسَاجِدِ، وَرَجُلَانِ تَحَابَّا فِي اللَّهِ اجْتَمَعَا عَلَيْهِ وَتَفَرَّقَا عَلَيْهِ، وَرَجُلٌ طَلَبَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وَجَمَالٍ فَقَالَ: إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ، وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ فَأَخْفَاهَا حَتَّى لا تَعْلَمَ شِمَالُهُ مَا تُنْفِقُ يَمِينُهُ، وَرَجُلٌ ذَكَرَ اللَّهَ خَالِيًا فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ ".

ومن الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، من أَنْظَرَ مدينه المعسر الذي لا يستطيع السداد أو أسقط الدين من ذمته، أخرج الإمام مسلم في صحيحه من حديث أبي اليَسَر الأنصاري رضي الله عنه، أن رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال: " مَنْ أَنْظَرَ مُعْسِرًا أَوْ وَضَعَ عَنْهُ أَظَلَّهُ اللَّهُ فِي ظِلِّهِ "، وفي رواية أخرى بزيادة: [يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ].

فيا أيها المؤمنون من كان له دين على أخيه المعسر فليسامحه لوجه الله تعالى أو ليؤخره حتى يوسر فيسد الدين، طمعاً في أن يكون من الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله.

الموقف الثاني: إن شدة حر
الصيف يذكرنا بشدة حر نار جهنم:

أتعلمون عباد الله ما هو السبب الشرعي لشدة حر الصيف الذي نلقاه، إن شدة ما نجد من الحر في الصيف هو من نَفَس جهنم والعياذ بالله، أخرج البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اشْتَكَتِ النَّارُ إِلَى رَبِّهَا، فَقَالَتْ: رَبِّ أَكَلَ بَعْضِي بَعْضًا، فَأَذِنَ لَهَا بِنَفَسَيْنِ نَفَسٍ فِي الشِّتَاءِ وَنَفَسٍ فِي الصَّيْفِ، فَأَشَدُّ مَا تَجِدُونَ مِنَ الْحَرِّ، وَأَشَدُّ مَا تَجِدُونَ مِنَ الزَّمْهَرِيرِ ".

وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " إِذَا اشْتَدَّ الْحَرُّ فَأَبْرِدُوا بِالصَّلَاةِ، فَإِنَّ شِدَّةَ الْحَرِّ مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ " [رواه البخاري ومسلم].

إذا كانت شدة الحر في الصيف من نفس جهنم، فكيف يكون لهيبها وعذابها، وكيف يكون حال من كانت النار مسكنه ومقامه ومستقره، والعياذ بالله.

رغم ما نجد من شدة الحر في دنيانا، علينا أن نتذكر أن نار جهنم والعياذ بالله هي أشد حراً، قال تعالى: ﴿ وَقَالُوا لَا تَنفِرُوا فِي الْحَرِّ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا لَّوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ ﴾ [سورة التوبة:81]، بين الله تعالى لنا في هذه الآية كيف كان المنافقون في غزوة تبوك يثبطون بعضهم بعضاً عن الخروج للجهاد، ويقول بعضهم لبعض: " لا تَنْفِرُوا فِي الْحَرِّ"، فقال الله لنبيه محمد صلى الله علية وسلم: قل لهم، يا محمد أن نار جهنم أشد حرًّا من هذا الحرّ الذي تتواصون بينكم أن لا تنفروا للجهاد فيه.

إن نار جهنم والعياذ بالله ليس كنار الدنيا، بل إن نار الدنيا هي جزء من سبعين جزءاً من نار الآخرة، أخرج البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " نَارُكُمْ جُزْءٌ مِنْ سَبْعِينَ جُزْءًا مِنْ نَارِ جَهَنَّمَ، قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله علية وسلم، إِنْ كَانَتْ لَكَافِيَةً، قَالَ: فُضِّلَتْ عَلَيْهِنَّ بِتِسْعَةٍ وَسِتِّينَ جُزْءًا، كُلُّهُنَّ مِثْلُ حَرِّهَا ".

وإن نار جهنم ليست كنار الدنيا حمراء، بل هي سوداء قاتمة م
ظل

مة أشد سواداً من الزفت والعياذ بالله، فعن أبي هريرة رضي الله عنه: أنَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال: " تَحْسَبُونَ أَنَّ نَارَ جَهَنَّمَ مِثْلُ نَارِكُمْ هَذِهِ، هِيَ أَشَدُّ سَوَادًا مِنَ الْقَارِ " [رواه البيهقي وصححه الألباني].

ونحن في شدة الحر أيها الكرام عن ماذا نبحث؟، نبحث عن الهواء البارد والماء البارد وظل نستظل فيه من حرارة الشمس، أتعلمون عباد الله ما هو هواء وماء وظل أهل النار، الجواب في قوله تعالى: ﴿ وَأَصْحَابُ الشِّمَالِ مَا أَصْحَابُ الشِّمَالِ، فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ، وَظِلٍّ مِّن يَحْمُومٍ، لَّا بَارِدٍ وَلَا كَرِيمٍ ﴾ [سورة الواقعة:41 - 44].

والسموم عباد الله: هو هواء ساخن
حارق يلفح الوجوه ويشوي الأجسام.

والحميم: هو ماء شديد الغليان لا يروي ولا يبرد، ماء يقطع الأمعاء، قال الله تعالى: ﴿ وسٍقٍوا مّاءْ حّمٌيمْا فّقّطَّعّ أّمًعّاءّهٍمً ﴾ [سورة محمد:15].

واليحموم: هو الدخان الأسود
الحار اللافح الخانق، والعياذ بالله.

وبالمقابل أهل الجنة في نعيم مقيم لا يضرُّهم حرٌّ ولا برد، بل جميع أوقاتهم في ظل ظَلِيل ونعيم دائم لا ينقطع، قال تعالى في حقهم: ﴿ وَنُدْخِلُهُمْ ظِلًّا ظَلِيلًا ﴾ [سورة النساء:57]، وقال في وصف جنتهم: ﴿ مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الأَرَائِكِ لاَ يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلاَ زَمْهَرِيرًا ﴾ [سورة الإنسان:13]، وقال تعالى أيضاً: ﴿ إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلَالٍ وَعُيُونٍ ﴾ [المراسلات:41]، وقال أيضاً: ﴿ مَّثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ أُكُلُهَا دَائِمٌ وَظِلُّهَا تِلْكَ عُقْبَى الَّذِينَ اتَّقَوا وَّعُقْبَى الْكَافِرِينَ النَّار ﴾ [سورة الرعد:35].

وإن من نعيم الجنة العظيم الظل الممدود الذي فيها، فعن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " إِنَّ فِي الْجَنَّةِ شَجَرَةً يَسِيرُ الرَّاكِبُ فِي ظِلِّهَا مِائَةَ عَامٍ لَا يَقْطَعُهَا، وَاقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ ﴿ وَظِلٍّ مَمْدُودٍ ﴾ [سورة الواقعة آية 30] [رواه البخاري ومسلم].

سبحان الله العظيم شجرة يسير الراكب الجواد السريع في ظلها مائة عام ولا يقطعها، نعيم لا تستطيع عقولنا القاصرة على تخيله وتصوره.

عباد الله، الجنة والنار محلان ما للمرء غيرهما، فاختر لنفسك أي الدار تختار؟

قلت ما سمعتم وأستغفر الله لي ولكم...


الخطبـــة.الثانيـــة.tt
الحمد لله وكفى، وصلاة وسلاماً على عباده الذين اصطفى، وأصلي وأسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين ومن سار على الدرب واقتفى، ثم أما بعد؛

عباد الله تعالى، في شدة هذا الحر أذكر نفسي وأذكركم بأعمال وطاعات تنفعنا عند الله تعالى:

أولاً: الإكثار من الاستعاذة بالله من عذاب النار:
فإن نبيكم صلى الله عليه وسلم، كان من يكثر الاستعاذة من النار ويدعو بأن يقيه الله منها، فعَنْ أَنَسٍ بن مالك رَضي اللَّه عنْهُ، قَالَ: " كانَ أَكْثَرُ دُعَاءِ النبيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم: اللَّهُمَّ آتِنَا في الدُّنْيَا حَسَنَةً، وفي الآخِرةِ حَسنَةً، وَقِنَا عَذابَ النَّار " [رواه البخاري ومسلم].

وقد جاء في حديث صحيح أن مَن سأل اللهَ الجنةَ ثلاث مرات دعت له الجنة بأن يدخله إياها، وأن من استجار بالله من النار ثلاث مرات دعت له النار بأن يجيره منها، فعن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ سَأَلَ اللَّهَ الْجَنَّةَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، قَالَتِ الْجَنَّةُ: اللَّهُمَّ أَدْخِلْهُ الْجَنَّةَ، وَمَنِ اسْتَجَارَ مِنَ النَّارِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، قَالَتِ النَّارُ: اللَّهُمَّ أَجِرْهُ مِنَ النَّارِ " [رواه أحمد والترمذي والنسائي وابن ماجه وصححه الألباني].

وإن من صفات عباد الرحمن الذين مأواهم الجنان، أنهم يدعون الله تعالى أن يصرف عنهم عذاب جهنم، قال تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَاماً، إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا ﴾ [سورة الفرقان:65 - 66].

وإن الدعاء بسؤال الجنة والاستعاذة من النار هو من الأدعية التي يسن قولها بعد التشهد في الصلاة وقبل التسليم، فعن أبي هريرة رضى الله عنه قال:قالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ لرجلٍ: "ما تقولُ في الصَّلاةِ"، قالَ: أتشَهَّدُ ثمَّ أسألُ اللَّهَ الجنَّةَ وأعوذُ بِهِ منَ النَّار، أما واللَّهِ ما أُحسنُ دندنتَكَ ولا دندنةَ مُعاذٍ، قال:حولَها نُدَنْدنُ "[رواه أبو داود وابن ماجه وصححه الألباني].والدَّندنة: أن يتكلَّم الرَّجُل بكلام تُسمع نغمته ولا يُفهَم.

وإن النبي صلى الله علية وسلم أيضاً أرشدنا إلى الاستعاذة بالله من عذاب النار بعد التشهد في الصلاة وقبل التسليم كذلك، فعَنْأَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَل

َيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا تَشَهَّدَ أَحَدُكُمْ، فَلْيَسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنْ أَرْبَعٍ، يَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ جَهَنَّمَ، وَمِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، وَمِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ، وَمِنْ شَرِّ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ" [رواه مسلم].

ثانياً: الصيام في أيام
الحر الشديدة [ظمأ الهواجر]:

إن من العبادات العظيمة في الأيام شديدة الحرارة الصيام، فالأجر على قدر المشقة، والمشقة تكون كبيرة لمن صام يوماً شديداً حره، قال الحافظ ابن رجب الحنبلي رحمه الله في كتابه لطائف المعارف: " مما يضاعف ثوابه في شدة الحر من الطاعات: الصيام لما فيه من ظمأ الهواجر ".

وإن من صام يوماً واحداً لله تعالى باعده الله عن النار مسيرة سبعين سنة، فعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رضي الله عنه، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله علية وسلم يَقُولُ: " مَنْ صَامَ يَوْمًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ، بَعَّدَ اللَّهُ وَجْهَهُ عَنِ النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا " [رواه البخاري ومسلم].

وإن صحابة رسول الله صلى الله علية وسلم كانوا يجتهدون في طاعة الله تعالى، ومن الأعمال التي كانوا يحرصون عليها، الصوم في أيام الحر الشديدة، وهو ما يعرف بـ[ظمأ الهواجر].

فهذا أبو بكر الصديق رضي الله عنه كان يصوم في الصيف، وأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها كانت تصوم في الحر الشديد، وكذا أبو سعيد الخدري رضي الله عنه وغيرهم.

وهذا عمر بن الخطاب رضي الله عنه عند موته يوصي ابنه عبدالله، فيقول له: [عليك بخصال الإيمان]، وذكر أولها: [الصيام في شدة الحر في الصيف].

وهذا أبو الدرداء رضي الله عنه كان يقول: " صوموا يوماً شديداً حره لحر يوم النشور، وصلوا ركعتين في ظلمة الليل لظلمة القبور ".

وقد بكى مُعَاذ بْن جَبَلٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عِنْدَ الاحْتِضَارِ، فَقِيلَ لَهُ: أَتَجْزَعُ مِنَ الْمَوْتِ وَتَبْكِي؟! فقَالَ: " مالِي لا أَبْكِي، وَمَنْ أَحَقُّ بِذلكَ مِنِّي؟ واللهِ مَا أَبْكِي جَزَعًا مِنَ الْمَوْتِ، وَلا حِرْصاً عَلَى دُنْيَاكُمْ، وَلَكِنِّي أَبْكِي عَلَى ظَمَإِ الهَوَاجِرِ - أي الصوم في شدة الحر - وَقِيَامِ لَيْلِ الشِّتَاءِ ".

وقال التابعي الجليلمِعْضَدٌ أَبُو زَيْدٍ الْعِجْلِيُّ رحمه الله: " لَوْلا ثَلاثٌ: ظَمَأُ الْهَوَاجِرِ، وَطُولُ لَيْلِ الشِّتَاءِ، وَلَذَاذَةُ التَّهَجُّدِ بِكِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مَا بَالَيْتُ أَنْ أَكُونَ يَعْسُوباً ". [أي ما تمنيت أن أكون شيئاً ولو يعسوب، واليعسوب: ذَكَر النحل].

وقال الحافظ ابن رجب الحنبلي في كتابه لطائف المعارف: " كانت بعض الصالحات تتوخى أشدّ الأيام حرّاً فتصومه، فيقال لها في ذلك، فتقول: إنّ السعر إذا رخص اشتراه كل أحد؛ تشير إلى أنها لا تُؤثِر إلا العمل الذي لا يقدر عليه إلا قليل من الناس؛ لشدته عليهم، وهذا من علوّ الهمة".

فيا عباد الله من كان يقوى على الصيام في شدة الحر ليصم من الأيام شديدة الحرارة حتى يقيه الله من جهنم وحرها، ويقيه حر يوم القيامة يوم الحسرة والندامة.

ثالثاً: الصدقة وأفضلها [سقي الماء]:
وفي ظل الحصار الذي نعيشه في بلادنا، وكثرة الفقراء، وضيق الحال على المسلمين، إن من أجل العبادات التصدق على الفقراء والمساكين، فالصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار، فعن معاذ بن جبل رضي الله عنه، أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " سَأُنَبِّئُكَ بِأَبْوَابٍ مِنَ الْخَيْرِ: الصَّوْمُ جُنَّةٌ, وَالصَّدَقَةُ تُطْفِئُ الْخَطِيئَةَ كَمَا يُطْفِئُ الْمَاءُ النَّارَ " [رواه أحمد وحسنه الألباني].

وقد سبق أن ذكرنا من أصناف الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، رجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه، وفي هذا كناية عن الإخلاص والبعد عن الرياء. وقد ثبت في حديث صحيح أن الصدقة تكون ظلاً لصاحبها من حر يوم القيامة، فعن عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ رضي الله عنه، قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: " كُلُّ امْرِئٍ فِي ظِلِّ صَدَقَتِهِ حَتَّى يُقضى بَيْنَ النَّاسِ " [رواه أحمد وابن حبان وصححه الألباني].

وإن من أفضل الصدقات سقي الماء، فعَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ رضي الله عنه، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ أُمِّي مَاتَتْ أَفَأَتَصَدَّقُ عَنْهَا، قَالَ: " نَعَمْ "، قُلْتُ: فَأَيُّ الصَّدَقَةِ أَفْضَلُ؟، قَالَ: " سَقْيُ الْمَاءِ " [رواه أحمد والنسائي وحسنه الألباني].

وقال الإمام القرطبي رحمه الله في تفسيره: " سقي الماء من أعظم القربات عند الله تعالى، وقد قال بعض التابعين: من كثرت ذنوبه فعليه بسقي الماء، وقد غفر الله ذنوب الذي سقى الكلب، فكيف بمن سقى رجلاً مؤمناً موحداً ".

نعم أيها الكرام لقد ثبت في صحيحي البخاري ومسلم أن الله غفر لرجل بسقياه لكلب، وفي رواية أخرى غفر لبغي [امرأة زانية] من بغايا بني إسرائيل بسقياها لكلب، فكيف بمن
يسقي

رجلاً مؤمناً. فمن استطاع أيها الكرام أن يتبرع بماء سبيل في مسجد أو طريق أو نحو ذلك، فلا يحرم نفسه من هذا الأجر العظيم.

وأختم خطبتي بأمرين هامين:
الأمر الأول: أيها المؤمنون لا يجوز سب الحر أو سب الصيف، فالحر قدر من أقدار الله تعالى، ولا يجوز أن نسخط على قدر الله تعالى، وكذلك إن الصيف زمان من الأزمنة التي خلقها الله تعالى، ولا يجوز سبه فإن سب الصيف سب لخالقه، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَرَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: يُؤْذِينِي ابْنُ آدَمَ يَسُبُّ الدَّهْرَ، وَأَنَا الدَّهْرُ بِيَدِي الْأَمْرُ أُقَلِّبُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ " [رواه البخاري ومسلم].

وعَنْ عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، أَنَّ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: " وَإِنَّهُ مَنْ لَعَنَ شَيْئًا لَيْسَ لَهُ بِأَهْلٍ رَجَعَتِ اللَّعْنَةُ عَلَيْهِ " [رواه الترمذي وصححه الألباني].

ولكن إذا قال المسلم - متألماً لكنه راضٍ -: هذا اليوم شديد الحرارة، أو تعِبْنا اليوم من شدَّة الحرارة، فهذا لا بأس به، قال الله عن نبيِّه لوط عليه السلام: ﴿ وَلَمَّا جَاءتْ رُسُلُنَا لُوطًا سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا وَقَالَ هَذَا يَوْمٌ عَصِيبٌ ﴾ [سورة هود:77]، فقول سيدنا لوط عليه السلام: [هذا يوم عصيب] من باب وصف ما كان فيه من حال وليس من باب السخط.

الأمر الثاني: يسن للمسلم أن يغتسل إن أصابه العرق، حتى لا يؤذي إخوانه برائحته ويؤذي الملائكة فإن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه بنو آدم، قال الإمام الشافعي رحمه الله في كتابه الأم: " وأستحب الغسل عند تغير البدن بالعرق وغيره تنظيفًا للبدن ".

بل إن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله قال في كتابه الفتاوى الكبرى: " ويجب غسل الجمعة على من له عرق أو ريح يتأذى به غيره ".

وإن أساس سن النبي صلى الله علية وسلم غسل الجمعة، ما كان يصيب المسلمين من العرق الذي يؤذي بعضهم بعضاً ويؤذي الملائكة، فعَنْ عِكْرِمَةَمولى ابن عباس، أَنَّ أُنَاسًا مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ جَاءُوا، فَقَالُوا: يَا ابْنَ عَبَّاسٍ، أَتَرَى الْغُسْلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَاجِبًا؟ قَالَ: لَا، وَلَكِنَّهُ أَطْهَرُ وَخَيْرٌ لمن اغتسل، ومن لم يغتسل فليس عليه بواجب، وَسَأُخْبِرُكُمْ كَيْفَ بَدْءُ الْغُسْلِ، كَانَ النَّاسُ مَجْهُودِينَ يَلْبَسُونَ الصُّوفَ وَيَعْمَلُونَ عَلَى ظُهُورِهِمْ وَكَانَ مَسْجِدُهُمْ ضَيِّقًا مُقَارِبَ السَّقْفِ إِنَّمَا هُوَ عَرِيشٌ، فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله علية وسلم فِي يَوْمٍ حَارٍّ وَعَرِقَ النَّاسُ فِي ذَلِكَ الصُّوفِ حَتَّى ثَارَتْ مِنْهُمْ رِيَاحٌ آذَى بِذَلِكَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا، فَلَمَّا وَجَدَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تِلْكَ الرِّيحَ، قَالَ: " أَيُّهَا النَّاسُ، إِذَا كَانَ هَذَا الْيَوْمَ فَاغْتَسِلُوا وَلْيَمَسَّ أَحَدُكُمْ أَفْضَلَ مَا يَجِدُ مِنْ دُهْنِهِ وَطِيبِهِ " [رواه أحمد وأبو داود وحسنه الألباني].

وعنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: "... إِنَّ الْمَلَائِكَةَ تَتَأَذَّى مِمَّا يَتَأَذَّى مِنْهُ بَنُو آدَمَ " [رواه مسلم].

فليتعاهد المسلم نفسه دائماً، وليكن حسن المنظر طيب الرائحة، لا يُرى منه إلا ما يَسُّر.

ختاماً أسأل الله تعالى أن يجيرنا من النار، وأن يظلنا تحت ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله.

اللهم إنا نسألك الفردوس الأعلى من الجنة، اللهم إنا نسألك الفردوس الأعلى من الجنة، اللهم إنا نسألك الفردوس الأعلى من الجنة.

اللهم أجرنا من النار، اللهم أجرنا من النار، اللهم أجرنا من النار.

ربنا آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار.

اللهم اكتب لنا أجر الصابرين.

اللهم أنزل علينا بركات من السماوات والأرض.

اللهم حرر أقصانا من دنس اليهود الغاصبين.

اللهم تقبل شهداءنا واشف جرحانا وفك قيد أسرانا.

ربنا اغفر لنا ولوالدينا ولوالدي والدينا ولمشايخنا وللمسلمين أجمعين.

وَآخِرُ دَعْوَانَا أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وصلي اللَّهُم على سيدنا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آله وَصحبه والتابعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

=========================
🌔ظاهرة_كونية_جديدة_هذا_العام🌖
🌒خسوف_القمر 🌓

من المتوقع بقدرة الله أن يحدث خسوف
للقمر يوم الثلاثاء والأربعاء القادم
١٦ و١٧_تموز_٢٠١٩ م
يبدأ الخسوف الساعة/ 11:01 /مساء
🌙🌙🌙🌙🌙🌙🌙🌙

ﻭﺍﻟﺨﺴﻮﻑ ﺁﻳﻪ ﻣﻦ ﺁﻳﺎﺕ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺨﻮﻑ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻬﺎ ﻋﺒﺎﺩﻩ ..

ﻗﺎﻝ الله ﺗﻌﺎﻟﻰ :

‏( ﻓَﺈِﺫَﺍ ﺑَﺮِﻕَ ﺍﻟْﺒَﺼَﺮُ ¤ ﻭَﺧَﺴَﻒَ ﺍﻟْﻘَﻤَﺮُ ¤ ﻭَﺟُﻤِﻊَ ﺍﻟﺸَّﻤْﺲُ ﻭَﺍﻟْﻘَﻤَﺮُ ¤ ﻳَﻘُﻮﻝُ ﺍﻟْﺈِﻧْﺴَﺎﻥُ ﻳَﻮْﻣَﺌِﺬٍ ﺃَﻳْﻦَ ﺍﻟْﻤَﻔَﺮُّ ¤ ﻛَﻠَّﺎ ﻟَﺎ ﻭَﺯَﺭَ ¤ ﺇِﻟَﻰ ﺭَﺑِّﻚَ ﻳَﻮْﻣَﺌِﺬٍ ﺍﻟْﻤُﺴْﺘَﻘَﺮُّ ¤ ﻳُﻨَﺒَّﺄُ ﺍﻟْﺈِﻧْﺴَﺎﻥُ ﻳَﻮْﻣَﺌِﺬٍ ﺑِﻤَﺎ ﻗَﺪَّﻡَ ﻭَﺃَﺧَّﺮَ ‏)*

ﻓﺎﻟﻮﺍﺟﺐ ﻫﻨﺎ ﺍﻟﺨﻮﻑ...
ﻭﺍﻟﺨﺸﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ...
ﻭﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺪﻋﺎﺀ..
ﻭﺍﻟﺼﺪقة..

وأخبر عليه الصلاة والسلام أن الشمس والقمر لا ينكسفان لموت أحد من الناس ولا لحياته، وإنما هما آيتان من آيات الله يخوف الله بهما عباده....


وقال صلى الله عليه وسلم:
(( إذا رأيتم ذلك فصلوا وادعوا حتى يكشف ما بكم ))
🌙🌙🌙🌙🌙🌙🌙🌙

ﻣﻌﻠﻮﻣﺎﺕ_ﺣﻮﻝ_ﺻﻼﺓ_ﺍﻟﺨﺴﻮﻑ ..
----------------------------------------
☆ﺻﻼﺓ ﺍﻟﺨُﺴﻮﻑ ﺳﻨَّﺔٌ ﻣﺆﻛﺪﺓٌ

☆ ﺗُﺼﻠَّﻰ ﻓﻲ ﺍﻟﺴَّﻔﺮ ﻭﺍﻟﺤﻀﺮ

☆ﻋﺪﺩ ﺭﻛﻌﺎﺗﻬﺎ ﺭﻛﻌﺘﺎﻥ...

#كيفية صلاة الخسوف:

●الركعة الأولى:

1- تكبيرة الإحرام وقراءة الفاتحة وسورة طويلة.

2- الركوع والتسبيح.

3- القيام (سمع الله لمن حمده) والحمد ثم قراءة الفاتحة وسورة طويلة غير الأولى.

4- الركوع مرة أخرى والتسبيح.

5- القيام (سمع الله لمن حمده) والحمد.

6- السجدة الأولى.

7- الجلوس بين السجدتين.

8- السجدة الثانية.

9- القيام للركعة الثانية.

●الركعة الثانية:

- نفعل مثل الركعة الأولى، مع اختلاف السور وفي الأخير الجلوس للتشهد والسلام.

■ﻭﻗﺖ ﺻﻼﺓ ﺧﺴﻮﻑ ﺍﻟﻘﻤﺮ ﻣﻦ ﻟﺤﻈﺔ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺍﻟﺨﺴﻮﻑ ﺇﻟﻰ ﺍﻧﺠﻼﺀ ﺍﻟﻘﻤﺮ....
خطبة بعنوان (عشر ذي الحجة فضائل ووظائف)
إن الحمد لله؛ نحمدُه، ونستعينُه, ونستغفرُه, ونعوذُ بالله من شرور أنفسنا, ومن سيِّئات أعمالنا, مَن يهده الله؛ فلا مضلَّ له, ومَن يضلِلْ؛ فلا هادي له, وأشهد أن لا إله إلا الله, وحدَه لا شريكَ له. وأشهدُ أنَّ محمدًا عبدُه ورسولُهُ ﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِۦ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسۡلِمُونَ ﴾ [ال عمران: 102] ﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ٱتَّقُواْ رَبَّكُمُ ٱلَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفۡسٖ وَٰحِدَةٖ وَخَلَقَ مِنۡهَا زَوۡجَهَا وَبَثَّ مِنۡهُمَا رِجَالٗا كَثِيرٗا وَنِسَآءٗۚ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ ٱلَّذِي تَسَآءَلُونَ بِهِۦ وَٱلۡأَرۡحَامَۚ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلَيۡكُمۡ رَقِيبٗا﴾ [النساء: 1]
﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَقُولُواْ قَوۡلٗا سَدِيدٗا 70 يُصۡلِحۡ لَكُمۡ أَعۡمَٰلَكُمۡ وَيَغۡفِرۡ لَكُمۡ ذُنُوبَكُمۡۗ وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ فَقَدۡ فَازَ فَوۡزًا عَظِيمًا 71 ﴾ [الاحزاب]
أَمَّا بَعْدُ،
فَإِنَّ خَيْرَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللهِ، وَخَيْرَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ - صلى الله عليه وآله وسلم -، وَشَرَّ الأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ، وَكُلَّ ضَلاَلَةٍ فِى النَّارِ.
عباد الله : إن من ﻓﻀﻞ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﻠﻰ ﻋﺒﺎﺩﻩ ﺃﻥ ﺟﻌﻞ ﻟﻬﻢ ﻣﻮاﺳﻢ مباركات تضاعف فيها الحسنات،وترفع فيها الدرجات، وتغفر فيها الذنوب وتكفر الخطيئات، ﻳﺴﺘﻜﺜﺮﻭﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ الأعمال الصالحات، ﻭﻳﺘﻨﺎﻓﺴﻮﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﻓيما ﻳﻘﺮﺑﻬﻢ ﺇﻟﻰ الله رب الأرض والسماوات ، فاﻟﺴﻌﻴﺪ ﻣﻦ اﻏﺘﻨﻢ ﺗﻠﻚ اﻟﻤﻮاﺳﻢ، ﻭﻟﻢ ﻳﺠﻌﻠﻬﺎ ﺗﻤﺮ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﺮﻭﺭا ﻋﺎﺑﺮا.
ﻭﻣﻦ أعظم ﻫﺬﻩ اﻟﻤﻮاﺳﻢ اﻟﻔﺎﺿﻠﺔ ﻋﺸﺮ ﺫﻱ اﻟﺤﺠﺔ، ﻭﻫﻲ ﺃﻳﺎﻡ ﺷﻬﺪ ﻟﻬﺎ اﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﺃﻓﻀﻞ ﺃﻳﺎﻡ اﻟﺪﻧﻴﺎ، ﻭﺣﺚ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻤﻞ اﻟﺼﺎﻟﺢ ﻓﻴﻬﺎ؛ وجعله أفضل من الجهاد,
ﺑﻞ ﺇﻥ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺃﻗﺴﻢ ﺑﻬﺎ في كتابه الكريم ، ﻭﻫﺬا ﻭﺣﺪﻩ ﻳﻜﻔﻴﻬﺎ ﺷﺮفا ﻭﻓﻀﻼ، ﺇﺫِ اﻟﻌﻈﻴﻢ ﻻ ﻳﻘﺴﻢ ﺇﻻ ﺑﻌﻈﻴﻢ كما في ﻗﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: ﴿ وَٱلۡفَجۡرِ 1 وَلَيَالٍ عَشۡرٖ 2 ﴾ [الفجر] ﻗﺎﻝ اﺑﻦ عباس م : اﻟﻤﺮاﺩ ﺑﻬﺎ ﻋﺸﺮ ﺫﻱ اﻟﺤﺠﺔ . وهو قول جمهور المفسرين،
ﻭﻣﻦ ﻓﻀﺎﺋﻠﻬﺎ ﺃﻥ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻗﺮﻧﻬﺎ ﺑﺄﻓﻀﻞ اﻷﻭﻗﺎﺕ، ﻓﻘﺪ ﻗﺮﻧﻬﺎ ﺑﺎﻟﻔﺠﺮ ﻭﺑﺎﻟﺸﻔﻊ ﻭاﻟﻮﺗﺮ ﻭﺑﺎﻟﻠﻴﻞ؛ فاﻗﺘﺮاﻧﻬﺎ ﺑﺎﻟﻔﺠﺮ لأﻧﻪ اﻟﺬﻱ ﺑﺤﻠﻮﻟﻪ ﺗﻌﻮﺩ اﻟﺤﻴﺎﺓ ﺇﻟﻰ اﻷﺑﺪاﻥ ﺑﻌﺪ اﻟﻤﻮﺕ، ﻭﺗﻌﻮﺩ اﻷﻧﻮاﺭ ﺑﻌﺪ اﻟﻈﻠﻤﺔ، ﻭاﻟﺤﺮﻛﺔ ﺑﻌﺪ اﻟﺴﻜﻮﻥ، ﻭاﻟﻘﻮﺓ ﺑﻌﺪ اﻟﻀﻌﻒ، ﻭﺗﺠﺘﻤﻊ ﻓﻴﻪ اﻟﻤﻼﺋﻜﺔ، ﻭﻫﻮ ﺃﻗﺮﺏ اﻷﻭﻗﺎﺕ ﺇﻟﻰ اﻟﻨﺰﻭﻝ اﻹﻟﻬﻲ ﻓﻲ اﻟﺜﻠﺚ اﻷﺧﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻠﻴﻞ، ﻭﺑﻪ ﻳﻌﺮﻑ ﺃﻫﻞ اﻹﻳﻤﺎﻥ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ اﻟﻨﻔﺎﻕ إلى غير ذلك من فوائد الاقتران.
ﻭﻗﺎﻝ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ مُشيداً بفضل هذه العشر: ﴿ وَيَذۡكُرُواْ ٱسۡمَ ٱللَّهِ فِيٓ أَيَّامٖ مَّعۡلُومَٰتٍ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُم مِّنۢ بَهِيمَةِ ٱلۡأَنۡعَٰمِۖ فَكُلُواْ مِنۡهَا وَأَطۡعِمُواْ ٱلۡبَآئِسَ ٱلۡفَقِيرَ 28 ﴾ [الحج]
ﻗﺎﻝ اﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ م : " هي ﺃﻳﺎﻡ اﻟﻌﺸﺮ". وقد ﺭﻭﻯ اﻹﻣﺎﻡ ﺃﺣﻤﺪ ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﻤﺮ م ﻗﺎﻝ، ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ن : «ﻣﺎ ﻣﻦ ﺃﻳﺎﻡ ﺃﻋﻈﻢ ﻋﻨﺪ اﻟﻠﻪ ﻭﻻ ﺃﺣﺐ ﺇﻟﻴﻪ العمل ﻓﻴﻬﻦ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ اﻷﻳﺎﻡ اﻟﻌﺸﺮ، ﻓﺄﻛﺜﺮﻭا ﻓﻴﻬﻦ ﻣﻦ اﻟﺘﻬﻠﻴﻞ ﻭاﻟﺘﻜﺒﻴﺮ ﻭاﻟﺘﺤﻤﻴﺪ»،
ﻭﻗﺎﻝ اﻟﺒﺨﺎﺭﻱ: ﻛﺎﻥ اﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﻭﺃﺑﻮ ﻫﺮﻳﺮﺓ ي : ﻳﺨﺮﺟﺎﻥ ﺇﻟﻰ اﻟﺴﻮﻕ ﻓﻲ ﺃﻳﺎﻡ اﻟﻌﺸﺮ ﻓﻴﻜﺒﺮاﻥ ﻭﻳﻜﺒﺮ اﻟﻨﺎﺱ ﺑﺘﻜﺒﻴﺮﻫﻤﺎ،
وهذه من أعظم وظائف هذه الأيام المباركة الإكثار من ذكر الله سراً وجهرا في أيام العشر و يسمى هذا بالتكبير المطلق آناء الليل والنهار..
فالتسبيح والتحميد والتهليل من أفضل الأعمال والوظائف في هذه الأيام المباركة للحديث السابق ولما ثبت عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ ا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ن : «أَحَبُّ الْكَلَامِ إِلَى اللهِ أَرْبَعٌ: سُبْحَانَ اللهِ ، وَالْحَمْدُ لِلهِ ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ ، وَاللهُ أَكْبَرُ»رواه مسلم،
و هذه الكلمات الأربع من أعظم الباقيات الصالحات التي ذكرها اﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻲ ﺳﻮﺭﺓ اﻟﻜﻬﻒ: ﴿ ٱلۡمَالُ وَٱلۡبَنُونَ زِينَةُ ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَاۖ وَٱلۡبَٰقِيَٰتُ ٱلصَّٰلِحَٰتُ خَيۡرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابٗا وَخَيۡرٌ أَمَلٗا﴾ [الكهف: 46]
ﻭﻓﻲ ﺳﻮﺭﺓ ﻣﺮﻳﻢ: ﴿ وَيَزِيدُ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ٱهۡتَدَوۡاْ هُدٗىۗ وَٱلۡبَٰقِيَٰتُ ٱلصَّٰلِحَٰتُ خَيۡرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابٗا وَخَيۡرٞ مَّرَدًّا 76 ﴾ [مريم: 76] ﻣﺮﺩا، ﺃﻱ: ﻋﺎﻗﺒﺔ ﻭﻣﺮﺩا ﻋﻠﻰ ﺻﺎﺣﺒﻬﺎ.
وقد ثبت عن النبي ن : أنه قال :« خُذُوا جُنَّتَكُمْ ، قُلْنَا : يَا رَسُولَ اللهِ ، مِنْ عَدُوٍّ قَدْ حَضَرَ ؟ قَالَ : " لَا ، جُنَّتَكُمْ مِنَ النَّارِ ، قُولُوا : سُبْحَانَ اللهِ ، وَالْحَمْدُ لِلهِ ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ ، وَاللهُ أَكْبَرُ - فَإِنَّهَا يَأْتِينَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُنْجِيَاتٍ وَمُقَدَّمَاتٍ ، وَهُنَّ الْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ ». ()
فاذكروا الله- ياعباد الله- يذكركم الله قال تعالى : {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ} [البقرة: 152] وقال :
{وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [الجمعة: 10]
ومما صح في فضل هذه اﻟﻌﺸﺮة الأيام المباركة حديث عبد الله بْنِ عَبَّاسٍ م قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ ن : «مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهَا أَحَبُّ إِلَى اللهِ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ يَعْنِي : أَيَّامَ الْعَشْرِ قَالُوا : يَا رَسُولَ اللهِ ، وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ ؟ قَالَ : وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ ، قَالَ : إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ ». ﺃﺧﺮﺟﻪ اﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻭﺃﺑﻮ ﺩاﻭﺩ وغيرهما.
وعن ﺟﺎﺑﺮ م ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ن : (ﺃﻓﻀﻞ ﺃﻳﺎﻡ اﻟﺪﻧﻴﺎ ﺃﻳﺎﻡ اﻟﻌﺸﺮ) ().
ﻭﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ م ﻋﻦ اﻟﻨﺒﻲ ن ﻗﺎﻝ : ( ﻣﺎ ﻣﻦ ﻋﻤﻞ ﺃﺯﻛﻰ ﻋﻨﺪ اﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ، ﻭﻻ ﺃﻋﻈﻢ ﺃﺟﺮا ﻣﻦ ﺧﻴﺮ ﻳﻌﻤﻠﻪ ﻓﻲ ﻋﺸﺮ اﻷﺿﺤﻰ . ﻗﻴﻞ : ﻭﻻ اﻟﺠﻬﺎﺩ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ اﻟﻠﻪ ؟ ﻗﺎﻝ: ( ﻭﻻ اﻟﺠﻬﺎﺩ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ اﻟﻠﻪ - ﻋﺰ ﻭﺟﻞ - ﺇﻻ ﺭﺟﻞ ﺧﺮﺝ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﻭﻣﺎﻟﻪ ﻓﻠﻢ ﻳﺮﺟﻊ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺑﺸﻲء ) ().
ولتعلموا عباد الله أن العمل الصالح هو ما شرعه الله في كتابه أو رسوله ن في سنته, وابتغى به صاحبه وجه الله, فلا مجال للاستحسان والتقرب إلى الله بما لم يشرعه الله فقد ثبت في الصحيح عن أم المؤمنين عَائِشَةُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ ن قَالَ : «مَنْ عَمِلَ عَمَلًا لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ» .
وفي هذه العشر الفاضلة يوم عرفة، ويوم النحر، ويوم القَرِّ، وهي من أعظم الأيام عند الله، روى أبو داود في سننه بسند صحيح أن النبي ن قال: «إِنَّ أَعْظَمَ الأَيَّامِ عِنْدَ اللهِ تَعَالَى يَوْمُ النَّحْرِ، ثُمَّ يَوْمُ الْقَرِّ» .ويوم القر: هو اليوم الحادي عشر من ذي الحجة سمي بذلك لقرار الحجاج بمِنى .
وقال ابن كثير عند قول الله وقوله تعالى: {والشفع والوتر} الوتر يوم عرفة لكونه التاسع، والشفع يوم النحر لكونه العاشر، قاله ابن عباس م .
ويوم عرفة هو اليوم المشهود كما ثبت عن أبي مالك الأشعري ا عن النبي ن أنه قال : "اليوم الموعود يوم القيامة و الشاهد يوم الجمعة و المشهود يوم عرفة"()
وروى مسلم في صحيحه من حديث عائشة ك أن رسول الله ن قال: «مَا مِنْ يَوْمٍ أَكْثَرَ مِنْ أَنْ يُعْتِقَ اللهُ فِيهِ عَبْدًا مِنَ النَّارِ مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ، وَإِنَّهُ لَيَدْنُو ثُمَّ يُبَاهِي بِهِمُ الْمَلاَئِكَةَ، فَيَقُولُ: مَا أَرَادَ هَؤُلاَءِ؟» .
فهو يوم المغفرة والعتق، وصومه يكفر سنتين، روى مسلم من حديث أبي قتادة: أن النبي ن قال: «صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ: إِنِّي أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ، وَالسَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ» .
ﻭﻣﻦ فضائل هذه العشر ﺃﻥ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺃﻛﻤﻞ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﺪﻳﻦ؛ ﺇﺫ ﺗﺠﺘﻤﻊ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﻌﺒﺎﺩاﺕ ﻛﻠﻬﺎ، ﻭﺑﻜﻤﺎﻝ اﻟﺪﻳﻦ ﻳﻜﻤﻞ ﺃﻫﻠﻪ، ﻭﻳﻜﻤﻞ العمل ، ﻭﻳﻜﻤﻞ الأﺟﺮ، فقد أنزل الله تعالى على رسوله ن هذه الآية {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} [المائدة: 3] في حجة الوداع وهو واقف بعرفة كما في الصحيحين عن فاروق هذه الأمة عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ ا : «أَنَّ رَجُلًا مِنَ الْيَهُودِ قَالَ لَهُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، آيَةٌ فِي كِتَابِكُمْ تَقْرَءُونَهَا ، لَوْ عَلَيْنَا مَعْشَرَ الْيَهُودِ نَزَلَتْ لَاتَّخَذْنَا ذَلِكَ الْيَوْمَ عِيدًا. قَالَ: أَيُّ آيَةٍ؟ قَالَ: { الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا } قَالَ عُمَرُ : قَدْ عَرَفْنَا ذَلِكَ الْيَوْمَ وَالْمَكَانَ الَّذِي نَزَلَتْ فِيهِ عَلَى النَّبِيِّ ن ، وَهُوَ قَائِمٌ بِعَرَفَةَ يَوْمَ جُمُعَةٍ» .
يقول العلامة ابن حجر ( : والذي يظهر أن السبب في امتياز عشر ذي الحجة أنها مكان لاجتماع أمهات العبادة فيها، وهي الصلاة، الصيام، الصدقة، الحج، ولا يتأتى ذلك في غيرها،
وقال ابن رجب رحمه الله : لما كان الله سبحانه وتعالى قد وضع في نفوس المؤمنين حنينًا إلى مشاهدة بيته الحرام، وليس كل أحد قادرًا على مشاهدته في كل عام، فرض على المستطيع الحج مرة واحدة، في عمره، وجعل موسم العشر مشتركًا بين السائرين والقاعدين، فمن عجز عن الحج في كل عام قدر في العشر على عمل يعمله في بيته يكون أفضل من الجهاد . اهـ().
ولا خلاف في تفضيل أيام العشر على بقية أيام السنة، لقوة النصوص في ذلك، والخلاف في الليالي، فقيل: إن ليالي رمضان أفضل، وممن رجح ذلك ابن القيم ( ، فقال: وبهذا التفصيل يزول الاشتباه، ويدل عليه أن ليالي العشر من رمضان، إنما فضلت باعتبار ليلة القدر، وهي من الليالي، وعشر ذي الحجة إنما فضل باعتبار أيامه، إذ فيه يوم النحر، ويوم عرفة، ويوم التروية .
فينبغي لمن وفقه الله لمعرفة فضل هذه الأيام، وأمدَّ له في عمره، أن يجتهد فيها بكثرة الأعمال الصالحة، فما هي إلا أيام معدودة ثم تنقضي،
ولقد كان السلف الصالح يجتهدون فيها، فكان سعيد بن جبير ( يجتهد فيها اجته
ادًا عظيمًا، حتى ما يكاد يقدر عليه.
قال الله تعالى : {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} [العنكبوت: 69]
وقال سبحانه : {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ} [آل عمران: 133] وقال جل وعز: {سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ} [الحديد: 21] وقال تبارك وتعالى: {وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ} [المطففين: 26]
بارك الله لي ولكم في القران العظيم ونفعنا بهدي سيد المرسلين
أقول هذا وأستغفر الله لي ولكم إنه هو الغفور الرحيم


الخطبة الثانية:
الحمد لله خلقَ الليلَ والنهارَ، وقدَّرَهما مواقيتَ للأعمال ومقادير للأعمار، لا إله إلا هو جعلَ الأيامِ والليالي خِلفةً لأهل الشكر والاعتبار ، أحمده - سبحانه - وأشكره على عظيم آلائه والشكرُ سبيلٌ للمزيد والاستِكثار، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادةً خالصةً مُخلِصة بصدق المُعتقَد وصحةِ الإقرار، وأشهد أن سيدنا ونبيَّنا محمدًا عبدُ الله ورسوله المُصطفى المُختار، صلَّى الله وسلَم وبارَك عليه وعلى آله السادة الأطهار، وأصحابه البَرَرَة الأخيار، والتابعين ومن تبِعَهم بإحسانٍ ما تعاقبَ الليلُ والنهار، وسلَّم تسليمًا كثيرًا.
أما بعد: فقد سمعتم يا عباد الله شيئا عظيما من فضائل العشر الأولى من ذي الحجة وبعض وظائفها ألاوإن من أعظم وظائف العشر: حج بيت الله الحرام؛ خامس أركان الإسلام ، لمن قدر عليه فقد ثبت في الصحيحين عن النبي ن «الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة" وفيهما«من حج هذا البيت فلم يرفث ولم يفسُق رجع من خطيئته كيوم ولدته أمه ».
ومن أفضل الوظائف والأعمال في هذه العشر المباركة: الصيام، قال تعالى: {وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ} [البقرة: 184]. وقال تعالى بعدما ذكر المسارعين إلى الخيرات من الرجال والنساء: {وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا} [الأحزاب: 35].
وروى البخاري ومسلم من حديث أبي سعيد الخدري ا قال: سمعت النبي ن يقول:«مَنْ صَامَ يَوْمًا فِي سَبِيلِ اللهِ بَعَّدَ اللهُ وَجْهَهُ مِنَ النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا».
وثبت في سنن أبي داود عن بعض أزواج النبي ن قالت :كان رسول الله ن يصوم تسع ذي الحجة ويوم عاشوراء وثلاثة أيام من كل شهر أول اثنين من الشهر والخميس"
وأما أفضل وظائف العشر فهي المحافظة على الصلوات في أوقاتها ومراعاة شروطها وأركانها وآدابها فعن عَبْدِ اللهِ بن مسعود ا قَالَ: سَأَلْتُ النَّبِيَّ ن : «أَيُّ الْعَمَلِ أَحَبُّ إِلَى اللهِ؟ قَالَ: الصَّلَاةُ عَلَى وَقْتِهَا»متفق عليه،
وهكذا الإكثار من النوافل فقد ثبت في صحيح مسلم« إنك لن تسجد لله سجدة إلا رفعك الله بها درجة وحط عنك بها خطيئة» وفيه أيضا: «من صلى لله ثنتي عشرة ركعة في يومه وليلته تطوعا غير فريضة إلا بنى الله له بيتا في الجنة»
وإن من أعظم الغنائم وأشرف الوظائف لاسيما في هذا الموسم المبارك الإكثار من تلاوة القرآن الكريم وتدبره والعمل به قال الله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ *لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ﴾ فاطر 19_20.
وفي حديث عبدالله بن مسعود ا عند الترمذي أن النبي ن قال :«من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة والحسنة بعشر أمثالها لا أقول ألم حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف»
ومن أفضل الأعمال الصالحة المضاعفة في هذه الأيام المباركة : الصدقات والإحسان إلى الناس خصوصاً اليتامى والفقراء والمساكين والأرامل لاسيما في أوقات الأزمات والفتن والمحن العظام قال تعالى : ﴿مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ﴾ [البقرة: 261]
وقال النبي ن :« ما تصدق أحد بصدقة من طيب و لا يقبل الله إلا الطيب إلا أخذها الرحمن بيمينه و إن كانت تمرة فتربو في كف الرحمن حتى تكون أعظم من الجبل كما يربي أحدكم فلوه أو فصيله»رواه مسلم.
وفي حديث عدي بن حاتم المتفق عليه أن النبي ن قال «اتقوا النار ولو بشق تمرة» وفي الصحيحين «الساعي على الأرملة و المسكين كالمجاهد في سبيل الله أو القائم الليل الصائم النهار».
ومن أ
فضل الطاعات وأجلّ القربات الإقبال على الله بالدعاء فالدعاء هو العبادة, و«ليس شيء أكرم على الله من الدعاء», «وإن الله حيي كريم يستحيي من عبده المؤمن إذا رفع يديه إليه أن يردها صفرا خائبتين»
قال تعالى: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ﴾ [غافر: 60]
وقال النبي -ن كما في حديث أبي سعيد الخدري ا- :«ما من مسلم يدعو بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث إما أن يعجل له دعوته وإما أن يدخرها له في الآخرة وإما أن يصرف عنه من السوء مثلهاقالوا إذا نكثرقال الله أكثر» رواه أحمد بسند صحيح.
عباد الله : إن الله تبارك وتعالى لما قضى وقدر على هذه الأمة بقِصَر الأعمار ضاعف لها أجور الأعمال فضلاً منه وكرما,
ألا وإن من الأعمال اليسيرة ذات الأجور الكثيرة ما ثبت عَنْ أَنَسٍ (عن النبي - ( أنه قال : «مَنْ صَلَّى الغَدَاةَ-أي الفجر- فِي جَمَاعَةٍ ثُمَّ قَعَدَ يَذْكُرُ اللَّهَ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ كَانَتْ لَهُ كَأَجْرِ حَجَّةٍ وَعُمْرَةٍ» قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - (: «تَامَّةٍ تَامَّةٍ تَامَّةٍ»()
وكذلك أيضا ما ثبت عَنْ أَبِي أُمَامَةَ( عَنِ النَّبِيِّ ( أنه قَالَ: «مَنْ غَدَا إِلَى الْمَسْجِدِ لَا يُرِيدُ إِلَّا أَنْ يَتَعَلَّمَ خَيْرًا أَوْ يَعْلَمَهُ، كَانَ لَهُ كَأَجْرِ حَاجٍّ تَامًّا حِجَّتُهُ» ()
وهذه كلمات جامعات يسيرات بأجور كثيرات مباركات : في حديث أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ( عن النبي ( أنه قال : « مَنْ قَالَ إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ: الْحَمْدُ لله الَّذِي كَفَانِي وَآوَانِي، الْحَمْدُ لله الَّذِي أَطْعِمْنِي وَسَقَانِي، الْحَمْدُ لله الَّذِي مَنَّ عَلَيَّ فَأَفْضَلَ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِعِزَّتِكَ أَنْ تُنَجِّيَنِي مِنَ النَّارِ، فَقَدْ حَمِدَ الله بِجَمِيعِ مَحَامِدِ الْخَلْقِ كُلِّهِمْ» ()
ومن الأقوال اليسيرة ذات الأجور الكثيرة ما تضمنه حديث أَبِي أُمَامَةَ ( قَالَ: رَآنِي النَّبِيُّ ( وَأَنَا أُحَرِّكُ شَفَتَيَّ، فَقَالَ: «مَا تَقُولُ يَا أَبَا أُمَامَةَ؟» قُلْتُ: أَذْكُرُ اللهَ. قَالَ: " أَفَلَا أَدُلُّكَ عَلَى مَا هُوَ أَكْثَرُ مِنْ ذِكْرِكَ اللهَ اللَّيْلَ مَعَ النَّهَارِ؟ تَقُولُ: الْحَمْدُ لِلَّهِ عَدَدَ مَا خَلَقَ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ مِلْءَ مَا خَلَقَ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ عَدَدَ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ عَدَدَ مَا أَحْصَى كِتَابُهُ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ مِلْءَ مَا أَحْصَى كِتَابُهُ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ عَدَدَ كُلِّ شَيْءٍ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ مِلْءَ كُلِّ شَيْءٍ، وَتُسَبِّحُ اللهَ مِثْلَهُنَّ ". ثُمَّ قَالَ: «تُعَلِّمُهُنَّ عَقِبَكَ مِنْ بَعْدَكَ»()
ومنها: ما ورد عن أبي ذر رضي الله عنه أن ناساً من أصحاب رسول الله ق قالوا للنبي ن : يا رسول الله، ذهب أهل الدثور بالأجور: يصلون كما نصلي ويصومون كما نصوم، ويتصدقون بفضول أموالهم. قال: أوليس قد جعل الله لكم ما تصدقون: إن بكل تسبيحة صدقة، وكل تكبيرة صدقة، وكل تحميدة صدقة، وكل تهليلة صدقة، وأمر بمعروف صدقة، ونهي عن منكر صدقة، وفي بضع أحدكم صدقة، قالوا: يا رسول الله، أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر؟ قال أرأيتم لو وضعها في حرام أكان عليه وزر؟ فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجر» . رواه مسلم.
ومن الغنائم اليسيرة ذات الأجور الكثيرة تفطير الصائمين : فعَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الجُهَنِيِّ( عن النبي - ( - قال : «مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ، غَيْرَ أَنَّهُ لَا يَنْقُصُ مِنْ أَجْرِ الصَّائِمِ شَيْئًا» ().
ومن العبادات الجليلة التي تعمل في عشر ذي الحجة ذبح الأضاحي تقرباً إلى الله عز وجل لقوله سبحانه: {فَصَلّ لِرَبّكَ وَانْحَرْ} [الكوثر:2]، وذبح الهدايا والأضاحي من شعائر هذا الدين الظاهرة ومن العبادات المشروعة في كل الملل.يقول سبحانه: {وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ (34) الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَالصَّابِرِينَ عَلَى مَا أَصَابَهُمْ وَالْمُقِيمِي الصَّلَاةِ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ } [الحج: 34، 35] قال ابن كثير رحمه الله: يخبر تعالى أنه لم يزل ذبح المناسك وإراقة الدماء على اسم الله مشروعاً في جميع الملل.
وذبح الأضحية مشروع بإجماع العلماء وصرح البعض منهم بوجوبها على القادر، وجمهور العلماء على أنها سنة مؤكدة يكره للقادر تركها.
وذبح الأضحية أفضل من الصدقة بثمنها حتى ولو زاد عن قيمتها، وذلك لأن الذبح وإراقة الدم مقصود، فهو عبادة مقرونة بالصلاة كما قال سبحانه: {فَصَلّ لِرَبّكَ وَانْح
َرْ} [الكوثر:2]، وعليه عمل النبي ن والمسلمين،.
وللأضحية شروط لا بد من توفرها، منها السلامة من العيوب التي وردت في السنة، وقد بين العلماء هذه العيوب مفصلة، ومن شروطها أن يكون الذبح في الوقت المحدد له، وهو من انتهاء صلاة العيد إلى غروب شمس آخر أيام التشريق وهو اليوم الثالث عشر. واعلموا أيها المؤمنون أنه يحرم على من عزم على الأضحية الأخذ من شعره وأظفاره من حين دخول شهر ذي الحجة إلى أن يضحي، وذلك لقوله ن: ((إذا دخل شهر ذي الحجة وأراد أحدكم أن يضحي فلا يأخذ من شعره ولا من ظفره ولا من بشرته شيئاً)) رواه مسلم، وهذا الحكم خاص بمن سيضحي، أما من سيضحى عنه فلا يشمله هذا الحكم، فرب البيت الذي عزم على الأضحية هو الذي يحرم عليه مس شعره أو أظفاره دون أهله وعياله.
اللهم إنا نسألك من فضلك اللهم إنا نسألك فعل الخيرات وترك المنكرات وحب المساكين وأن تغفر لنا وترحمنا وإذا أردت بعبادك فتنة فاقبضنا إليك غير مفتونين. اللهم يسر للحجيج حجهم وأعنا وإياهم على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك واجعلنا جميعا من المقبولين. وأن تحفظنا من مُضِلاَّت الفتن ما ظهر منها وما بطَن يا ذا الجلال والإكرام
اللهم آتِ نفوسَنا تقواها، زكِّها أنت خيرُ من زكَّاها، أنت وليُّها ومولاها.
اللهم أحسِن عاقبَتنا في الأمور كلها، وأجِرنا من خزيِ الدنيا وعذاب الآخرة.
اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين، اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين، اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين، وأذِلَّ الشرك والمشركين، ودمِّر أعداء الدين، واجعل هذا البلد آمنًا مطمئنًّا وسائر بلاد المسلمين.
اللهم أصلِح أحوالَ المسلمين في كل مكان، اللهم احقِن دماءَهم، وأدِم أمنَهم وأمانَهم.
يا حي يا قيوم، يا ذا الجلال، برحمتك نستغيث، فلا تكِلنا إلى أنفسنا طرفةَ عينٍ، وأصلِح لنا شأننا كلَّه، يا ذا الجلال والإكرام، يا ذا الطَّول والإنعام.
ربنا تقبَّل منا إنك أنت السميعُ العليم، وتُب علينا إنك أنت التوابُ الرحيم، واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات، إنك سميعٌ قريبٌ مُجيبُ الدعوات.
اللهم صلِّ على محمد وعلى آله وأزواجه وذريته، وبارِك على محمد وآله وأزواجه وذريته، كما بارَكتَ على آل إبراهيم في العالمين، إنك حميدٌ مجيد.

سلسلة نصائح خطبة بعنوان (عشر ذي الحجة فضائل ووظائف)
إن الحمد لله؛ نحمدُه، ونستعينُه, ونستغفرُه, ونعوذُ بالله من شرور أنفسنا, ومن سيِّئات أعمالنا, مَن يهده الله؛ فلا مضلَّ له, ومَن يضلِلْ؛ فلا هادي له, وأشهد أن لا إله إلا الله, وحدَه لا شريكَ له. وأشهدُ أنَّ محمدًا عبدُه ورسولُهُ ﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِۦ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسۡلِمُونَ ﴾ [ال عمران: 102] ﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ٱتَّقُواْ رَبَّكُمُ ٱلَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفۡسٖ وَٰحِدَةٖ وَخَلَقَ مِنۡهَا زَوۡجَهَا وَبَثَّ مِنۡهُمَا رِجَالٗا كَثِيرٗا وَنِسَآءٗۚ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ ٱلَّذِي تَسَآءَلُونَ بِهِۦ وَٱلۡأَرۡحَامَۚ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلَيۡكُمۡ رَقِيبٗا﴾ [النساء: 1]
﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَقُولُواْ قَوۡلٗا سَدِيدٗا 70 يُصۡلِحۡ لَكُمۡ أَعۡمَٰلَكُمۡ وَيَغۡفِرۡ لَكُمۡ ذُنُوبَكُمۡۗ وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ فَقَدۡ فَازَ فَوۡزًا عَظِيمًا 71 ﴾ [الاحزاب]
أَمَّا بَعْدُ،
فَإِنَّ خَيْرَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللهِ، وَخَيْرَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ - صلى الله عليه وآله وسلم -، وَشَرَّ الأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ، وَكُلَّ ضَلاَلَةٍ فِى النَّارِ.
عباد الله : إن من ﻓﻀﻞ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﻠﻰ ﻋﺒﺎﺩﻩ ﺃﻥ ﺟﻌﻞ ﻟﻬﻢ ﻣﻮاﺳﻢ مباركات تضاعف فيها الحسنات،وترفع فيها الدرجات، وتغفر فيها الذنوب وتكفر الخطيئات، ﻳﺴﺘﻜﺜﺮﻭﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ الأعمال الصالحات، ﻭﻳﺘﻨﺎﻓﺴﻮﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﻓيما ﻳﻘﺮﺑﻬﻢ ﺇﻟﻰ الله رب الأرض والسماوات ، فاﻟﺴﻌﻴﺪ ﻣﻦ اﻏﺘﻨﻢ ﺗﻠﻚ اﻟﻤﻮاﺳﻢ، ﻭﻟﻢ ﻳﺠﻌﻠﻬﺎ ﺗﻤﺮ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﺮﻭﺭا ﻋﺎﺑﺮا.
ﻭﻣﻦ أعظم ﻫﺬﻩ اﻟﻤﻮاﺳﻢ اﻟﻔﺎﺿﻠﺔ ﻋﺸﺮ ﺫﻱ اﻟﺤﺠﺔ، ﻭﻫﻲ ﺃﻳﺎﻡ ﺷﻬﺪ ﻟﻬﺎ اﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﺃﻓﻀﻞ ﺃﻳﺎﻡ اﻟﺪﻧﻴﺎ، ﻭﺣﺚ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻤﻞ اﻟﺼﺎﻟﺢ ﻓﻴﻬﺎ؛ وجعله أفضل من الجهاد,
ﺑﻞ ﺇﻥ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺃﻗﺴﻢ ﺑﻬﺎ في كتابه الكريم ، ﻭﻫﺬا ﻭﺣﺪﻩ ﻳﻜﻔﻴﻬﺎ ﺷﺮفا ﻭﻓﻀﻼ، ﺇﺫِ اﻟﻌﻈﻴﻢ ﻻ ﻳﻘﺴﻢ ﺇﻻ ﺑﻌﻈﻴﻢ كما في ﻗﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: ﴿ وَٱلۡفَجۡرِ 1 وَلَيَالٍ عَشۡرٖ 2 ﴾ [الفجر] ﻗﺎﻝ اﺑﻦ عباس م : اﻟﻤﺮاﺩ ﺑﻬﺎ ﻋﺸﺮ ﺫﻱ اﻟﺤﺠﺔ . وهو قول جمهور المفسرين،
ﻭﻣﻦ ﻓﻀﺎﺋﻠﻬﺎ ﺃﻥ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻗﺮﻧﻬﺎ ﺑﺄﻓﻀﻞ اﻷﻭﻗﺎﺕ، ﻓﻘﺪ ﻗﺮﻧﻬﺎ ﺑﺎﻟﻔﺠﺮ ﻭﺑﺎﻟﺸﻔﻊ ﻭاﻟﻮﺗﺮ ﻭﺑﺎﻟﻠﻴﻞ؛ فاﻗﺘﺮاﻧﻬﺎ ﺑﺎﻟﻔﺠﺮ لأﻧﻪ اﻟﺬﻱ ﺑﺤﻠﻮﻟﻪ ﺗﻌﻮﺩ اﻟﺤﻴﺎﺓ ﺇﻟﻰ اﻷﺑﺪاﻥ ﺑﻌﺪ اﻟﻤﻮﺕ، ﻭﺗﻌﻮﺩ اﻷﻧﻮاﺭ ﺑﻌﺪ اﻟﻈﻠﻤﺔ، ﻭاﻟﺤﺮﻛﺔ ﺑﻌﺪ اﻟﺴﻜﻮﻥ، ﻭاﻟﻘﻮﺓ ﺑﻌﺪ اﻟﻀﻌﻒ، ﻭﺗﺠﺘﻤﻊ ﻓﻴﻪ اﻟﻤﻼﺋﻜﺔ، ﻭﻫﻮ ﺃﻗﺮﺏ اﻷﻭﻗﺎﺕ ﺇﻟﻰ اﻟﻨﺰﻭﻝ اﻹﻟﻬﻲ ﻓﻲ اﻟﺜ
2024/09/23 18:21:32
Back to Top
HTML Embed Code: