Telegram Web Link
إن المشروع في الأكل و الشرب أن يسمي الله في أوله و يحمده في آخره ، و في الحديث ( إن الله عز و جل يرضى عن العبد أن يأكل الأكلة فيحمده عليها و يشرب الشربة فيحمده عليها .)

4- و منها : ذكره بالتكبير عند رمي الجمار في أيام التشريق ، و هذا يختص به أهل الموسم .

5- و منها : ذكر الله تعالى المطلق فإنه يستحب الإكثار منه في أيام التشريق ، و قد كان عمر يكبر بمنى في قبته فيسمعه الناس فيكبرون فترتج منى تكبيراً ، و قد قال الله تعالى : (فإذا قضيتم مناسككم فاذكروا الله كذكركم آباءكم أو أشد ذكرا… )البقرة 200
مَالِكٌ: وَيُكَبِّرُ فِي أَيَّامِ التَّشْرِيقِ الرِّجَالُ وَالنِّسَاءُ وَالْعَبِيدُ وَالصِّبْيَانُ وَأَهْلُ الْبَادِيَةِ وَالْمُسَافِرُونَ وَكُلُّ مُسْلِمٍ صَلَّى فِي جَمَاعَةٍ، أَوْ وَحْدَهُ، وَتُسْمِعُ الْمَرْأَةُ نَفْسَهَا التَّكْبِيرَ، كَانَتْ فِي الْمَسْجِدِ، أَوْ فِي بَيْتِهَا.

عباد الله قَد شَرَعَ اللهُ لَنَا - مَعشَرَ المُسلِمِينَ - في سَابِقِ أَيَّامِنَا ولاحِقِهَا عِبَادَاتٍ جَلِيلَةً، وَجَعَلَ لَنَا شَعَائِرَ عَظِيمَةً،، وَلَقَد حَثَّنَا تَعَالى وَحَضَّنَا عَلَى تَعظِيمِها، وَجَعَلَ ذَلِكَ عَلامَةً عَلى تَقوَى القُلُوبِ فَقَالَ سُبحَانَهُ: (ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللهِ فَإِنَّهَا مِن تَقوَى القُلُوبِ)، وَفي إِضَافَةِ التَّقوَى إِلى القُلُوبِ بَيَانُ أَنَّهَا مَحَلُّهَا وَمَنشَأُهَا، وَكَفَى بِهَذَا حَثًّا عَلى إِصلاحِهَا وَالاهتِمَامِ بها؛ قَالَ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ-: "التَّقوَى هَاهُنَا" وَأَشَارَ إِلى صَدرِهِ، وَقَالَ -عَلَيهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ-: "أَلا وَإِنَّ في الجَسَدِ مُضغَةً إِذَا صَلَحَت صَلَحَ الجَسَدُ كُلُّهُ، وَإِذَا فَسَدَت فَسَدَ الجَسَدُ كُلُّهُ، أَلا وَهِيَ القَلبُ".

فلنحرص على صلاح قلوبنا وإزالة ما فيها من شوائب.. فإنها دليل ومُعين على صلاح الظاهر.. ومن أعظم ما يصلح القلوب بل هو أوجب الواجبات....توحيدُ الله جل وعلا.. قال الخالق سبحانه: وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون... نعم التوحيد هو أساس الأمن والسعادة.. قال سبحانه: الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون.. ولم يلبسوا أي يخلطوا إيمانهم بشرك كما فسرها النبي صلى الله عليه وسلم في حديث ابن مسعود رضي الله عنه..

قلت ما سمعتم وأستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفره إنه هو الغفور الرحيم


الخطبـــة.الثانيـــة.cc
الحمد لله حمداً طيباً كثيراً مباركاً فيه كما يحب ربنا ويرضى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين.

أمـــا بعـــد: فاتقوا الله تعالى وعظموا شعائره، وقفوا عند حدوده، واجتنبوا حرماته [ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ الله فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى القُلُوبِ] {الحج:32} .

أَيُّهَا المُسلِمُونَ، قَدِ اجتَمَعَ لَكُم في يَومِكُم هَذَا عِيدَانِ، عِيدُ الأَضحَى وَعِيدُ الأُسبُوعِ، وَقَد دَلَّتِ السُّنَّةُ عَلَى أَنَّ مَن صَلَّى العِيدَ يَومَ الجُمُعَةِ رُخِّصَ لَهُ في تَركِ الجُمُعَةِ ذَلِكَ اليَومَ، وَجَازَ لَهُ أَن يُصَلِّيَهَا ظُهرًا في بَيتِهِ، وَأَمَّا مَن لم يَشهَدِ العِيدُ، فَلا رُخصَةَ لَهُ في تَركِ الجُمُعَةِ، قَالَ - صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ -: " قَدِ اجتَمَعَ في يَومِكُم هَذَا عِيدَانِ، فَمَن شَاءَ أَجزَأَهُ مِنَ الجُمُعَةِ، وَإِنَّا مُجَمِّعُونَ " رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ. ومن لم يحضر الجمعة ممن شهد صلاة العيد وجب عليه أن يصلي الظهر، عملاً بعموم الأدلة الدالة على وجوب صلاة الظهر على من لم يصل الجمعة.

أيها الأخوة: ولازلنا في عيد كريم مبارك.. ومن لم يشمّر للطاعات من الأضاحي والتكبير والصدقة وصلة الرحم فليبادر.و الأعمال بالخواتيم، فلا ننقض غزلنا أنكاثاً.. وأي عبادة ختمت باستغفار فهي أحرى بالقبول...ومن علامات قبول الطاعة أن توصل بطاعة أخرى...
واستدامةُ الطاعات من عواملِ الثبات، وقد قال الحقّ سبحانه: ﴿ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا * وَإِذًا لآتَيْنَاهُمْ مِنْ لَدُنَّا أَجْرًا عَظِيمًا * وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا ﴾ [النساء: 66 - 68].

فهذه أربعةُ أمور تنتُج عن الطاعةِ: الخيريّة والثباتُ والأجر والهِداية؛ وفي سورة الأنفال: ﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آياتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانَا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ﴾ [الأنفال: 2]. فانظروا إلى اقترانِ الذِّكر بالعملِ والترقّي في درجاتِ الإيمان!! ومَن مَنَّ الله عليه بطاعة وقربةٍ فليزدَد من الله قُربى حتّى يكونَ منتهاه الجنّة.

أيها المسلمون الموحدون: لمن معه أضحية اذبحوا أضاحيكم و كلو
ا

و تصدقوا و تهادوا قال الله تعالى ﴿ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ [الحج: 36].
في سنة أبيكم إبراهيم عليه السلام وهي قربة إلى رب الأنام وسبيل إلى دار السلام.

وأخيرا قبل أن تضحي أريدك أن تضحي بتلك العداوة والشحناء التي بينك وبين أخيك أو جارك و صديقك.
استبدل ناره العداوة بنور المحبة والألفة
استبدل الشحناء والبغضاء بالمحبة والإخاء
استبدل ظلمة القطيعة بنور الصلة والتواصل

أيها الناس صلوا الأرحام و اطعموا الطعام و افشوا السلام و صلوا بالليل و الناس نيام تدخلوا الجنة بسلام

أَيُّهَا الْإِخْوَةُ.. فهذا اليوم يَوْمُ فَرَحٍ وَسُرُورٍ، فَلْنَبْتَسِمْ وَنَفْرَحْ، وَلْنَأْكُلْ وَنَشْرَبْ، وَلْنَصِلْ أَقَارِبَنَا وَأَرْحَامَنَا وَأَحْبَابَنَا، لِيُوَقِرَّ الصَّغِيرُ الْكَبِيرَ، وَلْيَرْحَمَ الْكَبِيرُ الصَّغِيرَ ولنصفي قلوبنا من أحقاها وننشر المحبة والألفة في مجتمعاتنا كي ينتشر الأمن والطمأنينة في أوطاننا .

هذا وصلوا وسلموا على نبيكم، كما أمركم بذلك ربكم (إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما)
اللهم صلِّ وسلِّم وزِد وبارِك على عبدك ورسولِك محمدٍ، وعلى آله الطيبين الطاهرين، وارض اللهم عن صحابةِ رسولِك أجمعين، ومن تبِعَهم بإحسانٍ إلى يوم الدين .

اللهم لا تدع لنا في هذا المقام ذنبا إلا غفرته ولا دينا إلا قضيته ولا مريضا إلا شفيته ولا حاجة من حوائج الدنيا الا سهلتها وقضيتها يارب العالمين
الله من حضر هذه الجمعة فاغفر له ولوالديه وافتح لسماع الموعظة قلبه وأذنيه
اللهم احفظ بلادنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن .

اللهم من أراد ببلادنا خيرا فوفقه الى كل خير ومن أراد ببلادنا شرا فاجعل كيده في نحره واجعل تدبيره في تدميره واجعل الدائرة عليه يا رب العالمين
اللهم لا ترفع له راية ولا تحقق له في وطننا الحبيب غاية واجعله لمن خلفه عبرة وآية

اللهم استر عوراتنا وآمن روعاتنا واحفظ بلادنا واقض ديوننا واشف أمراضنا وعافنا واعف عنا وأكرمنا ولا تهنا وآثرنا ولا تؤاثر علينا وارحم موتانا واغفر لنا ولوالدينا وأصلح أحوالنا وأحسن ختامنا وارزقنا حج بيتك الكريم يارب العالمين

إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربي وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون فاذكروا الله العظيم يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم ولذكر الله اكبر واقم الصلاة .
🎤
خطبة.جمعة.بعنوان.cc
التحذير من فحش القول وبذاءة اللسان
للـشيــــــخ/ احــــــمـــــــــــــد عـــــــمــــــــــــــاري
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌

الخطبـــة.الاولـــى.cc
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه .

ثم أمـــا بعـــد:
مع خُلق آخر من مساوئ الأخلاق، وخصلة أخرى من قبيح الخصال، مع داء يدل على ضعف الإيمان وقلّة الدّين، وخبث الطّويّة، وقلّة الحياء، مع مرض انتشر بين الناس، وعمت رائحته المنتنة كل الأزقة والأحياء... ذلكم هو فحْش الكلام وبَذاءَة اللسان. مرض أصيب به الصغار والكبار، والذكور والإناث، ومن سَلِمَ من الوقوع فيه لم يَسْلمْ مِن سَماعِه هنا وهناك، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

مفهوم الفحش والبذاءة:
الفحش هو: كل ما يشتد قبْحُه من الذنوب والمعاصي، قولًا أو فعلًا.
والفحش هو: ما ينفر عنه الطّبع السّليم، ويستنقصُهُ العقل المستقيم.
والبذاءة هي: التّعبير عن الأمور المستقبَحة بالعبارات الصّريحة.
والفحشُ في القول وبذاءةُ اللسان: كلماتٌ نابية ساقطة، تمُجّها الأذواق السليمة، وتنفر منها الطباع السليمة، وترفضها العقول السوية، ويشمئز من سماعها الإنسانُ السوي، ويستحيي من النطق بها العاقلُ اللبيب...

الفحشُ في القول وبذاءةُ اللسان؛ ظاهرة اجتماعية خطيرة، انتشرت بين الناس كالنار في الهشيم، فلا تكاد تمر عليك لحظة من اللحظات وأنت تسير في شارع أو سوق أو في أي مكان إلا وتسمع من الكلام الساقط الفاحش البذيء ما يُغضب الله، وما لا يليق بمسلم يخاف الله ويستحيي من الله ومن عباده.

فمن الناس من اعتاد النطق بالكلمات النابية والألفاظ الساقطة، ولا يستحيي أن يجهر بها بين الناس؛ لأن لسانه قد تعوّدَها، وطبعَه قد أشرِبَها، فهو يتشدّق بها طول نهاره، ويفتخر بها بين أقرانه.. كلامُه قبيح ومنطقه خبيث، وَصْف للعورات، وتتبع للزلات، وقذف وسبّ واستهزاء... لا يستحيي من خالقه الذي يسمعه، ولا يستحيي من رجل ولا امرأة، ولا يعرف وقارا لصغير ولا كبير..

ومن الناس من عوّد لسانه السبّ والشتم، واعتاد النطقَ بلعن الأشخاص والأماكن والدوابّ، حتى أصبح النطقُ باللعنة أسهلَ الألفاظ عليه، يسبّ خالقه، ويسب دينه، ويسب قريبه وجاره، ويسب صديقه وعدوّه.. فالسبّ شِعارُه، والشتمُ دِثارُه، لا يمنعه من ذلك عقل ولا مُروءة ولا دين..

ومن الناس مَن إذا كانت بينه وبين أخيه المسلم منازعة أو مشادّة، يُطلِق لسانه عليه بالسبّ والشتم والتعيير والتنقيص، ويَقذفه ويَرميه بما ليس فيه من المعايب والقبائح..

ومن الناس مَن جرّدَ لسانَه مِقراضًا للأعراض، وهاتِكا للأستار، بكلمات تنضحُ بالسوء والفحشاء، سليط اللسان، مسرف في العدوان على العباد بالسخرية والاستهزاء، والتنقص والازدراء، وتعداد المعايب، والكشف عن المثالب، وتلفيق التهم والأكاذيب، وإشاعة الأباطيل، لا يَحْجُزُه عن ذلك دينٌ ولا مروءة ولا حياء..

أضرار الفحش والبذاءة:
الفحشُ في القول وبذاءةُ اللسان؛ مرض خطير، وشرّ مستطير، حرّمه الله تعالى على عباده صيانة لهم ورفعة لهم، فقال سبحانه: ﴿ قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [الأعراف: 33].

الفحشُ في القول وبذاءةُ اللسان؛ طريق إلى الهلاك والخسران، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أنّه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الحياء من الإيمان، والإيمان في الجنّة، والبذاء من الجفاء، والجفاء في النّار». أخرجه الإمام أحمد والترمذي وابن حبان، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة.

وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم في وصيته له، أخذ بلسانه وقال: «كفّ عليك هذا»، فقال مُعاذ: يا نبيّ الله، وإنا لمؤاخَذون بما نتكلم به؟ فقال: «ثكِلتك أمك يا معاذ، وهل يَكبّ الناسَ في النار على وجوههم - أو على مناخرهم - إلا حصائدُ ألسنتهم». أخرجه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح. والمراد بحصائد الألسنة جزاءُ الكلام المحرّم وعقوباته، فإن الإنسان يزرع بقوله وعمله الحسنات والسيئات ثم يَحصُد يوم القيامة ما زرع، فمن زرع خيرا من قول أو عمل حصد الكرامة، ومن زرع شرا من قول أو عمل حصد الندامة.

الفحشُ في القول وبذاءةُ اللسان؛ ذنبٌ مُستوجبٌ لمَقتِ الله وغضبه سبحانه، ومَنْ مَقته الله وغضِبَ عليه فقد خاب وخسر خسرانا مبينا، فعن أبي الدّرداء رضي الله عنه أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: «ما شيء أثقلُ في ميزان المؤمن يوم القيامة من خلق حسن، وإنّ الله ليُبْغِض الفاحِشَ البذيء». أخرجه الترمذي، وصححه الألباني في صحيح الجامع.

وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: «إيّاكم والفحش والتّفحّش، فإنّ الله لا يحبّ الفاحش المتفحّش، وإيّاكم والظّلم، فإنّه هو الظّلمات يوم القيامة، وإيّاكم والشّحّ،
فإنّه دعا من قبلكم، فسفكوا دماءهم، ودعا من قبلكم فقطعوا أرحامهم، ودعا من قبلكم فاستحلّوا حرماتهم». رواه ابن حبان في صحيحه والحاكم واللفظ له، وصححه الألباني في التعليقات الحسان.

وقال الله عز وجل: ﴿ لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا ﴾ [النساء: 148]. قال البغوي رحمه الله: يعني: لا يُحبّ الله الجهر بالقبح من القول إلا من ظلم، فيجوز للمظلوم أن يُخبر عن ظلم الظالم وأن يدعو عليه، قال الله تعالى: ﴿ وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ ﴾ [الشورى: 41].

الفحشُ في القول وبذاءةُ اللسان؛ سببٌ في البُعد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم والحِرْمان من شفاعته وصُحبته يوم القيامة، فكلما كان اللسان مُعْوَجًّا، كثيرَ الزلل، شأنُه الخطأ، ودأبُه القبحُ والخبث، كان صاحبه من أبغض الناس عند النَّبيّ صلى الله عليه وسلم، وكفى بذلك خزيًا، وكفى بصاحبه خيبة و خسرانًا. فعَنْ جَابر رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إنّ مِن أحبكم إليّ وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسِنَكم أخلاقا، وإن أبغضَكم إليّ وأبعدَكم مني مجلسا يوم القيامة الثرثارُون والمتشدقون والمتفيْهقون»، قالوا: يا رسول الله، قد علمنا الثرثارون والمتشدقون، فما المتفيْهقون؟ قال: «المتكبرون». أخرجه الترمذي، وحسنه الألباني في السلسلة الصحيحة.

فاحِشُ القول بذيءُ اللسان؛ شرّ الناس منزلة وأحَطهم قدرا، وإن ظن نفسه أنه على شيء. فعن عائشة رضي الله عنها قالت: استأذنَ رجل على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: «ائذنوا له، بئسُ أخو العشيرة، أو ابنُ العشيرة. فلمّا دخل ألانَ له الكلام. قلت: يا رسول الله، قلتَ الّذي قلتَ، ثمّ ألنتَ له الكلام. قال: «أيْ عائشة: إنّ شرّ النّاس مَن ترَكه النّاسُ - أو وَدَعَه النّاس- اتّقاءَ فحشِه». متفق عليه.

فأين أثرُ الصلاة والصيام والزكاة والحج في سلوك العبد وأقواله وأفعاله؟. فقد شرع الله تعالى لعباده من الطاعات والقربات ما تزكو به نفوسهم وتتطهر به قلوبهم وتسلم به جوارحهم من كل سوء ورذيلة، ومن لم يجد لعبادته أثرا في أقواله وأفعاله فليراجع عبادته؛ فقد قال الله تعالى عن الصلاة: ﴿ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ ﴾ [العنكبوت: 45]. وقال عز وجل عن الزكاة: ﴿ خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا ﴾ [التوبة: 103]. وقال عن الحج: ﴿ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ ﴾ [البقرة: 197].

أما نبينا صلى الله عليه وسلم فقد قال عن الصيام: «الصّيام جنّة، فلا يرفث ولا يجهل. وإن امرؤ قاتله أو شاتمه، فليقل: إنّي صائم» مرّتين. متفق عليه من حديث أبي هريرة. وقال عن الحج: «من حجّ لله، فلم يرفث ولم يفسق، رجع كيوم ولدته أمّه». متفق عليه من حديث أبي هريرة. وعن زكاة الفطر يقول ابن عبّاس رضي الله عنهما: "فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر طهرة للصّائم من اللّغو والرّفث، وطعمة للمساكين". أخرجه أبو دود وابن ماجة، وحسنه الألباني في صحيح أبي داود وابن ماجة.

ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم الأسوة الحسنة في طِيب كلامه وحُسن مَقاله وبُعده عن كل فحش ورذيلة، فعن أبي عبد الله الجدلي قال: سألت عائشة رضي الله عنها عن خُلق رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت: «لم يكن فاحِشا ولا متفحّشا، ولا صَخابا في الأسواق، ولا يجزي بالسيئة السيئة، ولكن يعفو ويصفح». أي لم يكن ناطقا بالكلام السيء الفاحش، ولم يكن متكلفا للنطق بالكلام الفاحش السيء، فليس الفحش من أخلاقه ولا من طبْعه صلى الله عليه وسلم.

علاج الفحش والبذاءة:
إخوتي الكرم؛ ما السبيل إلى تطهير الألسن من الكلام القبيح الفاحش البذيء؟. هل من علاج لهذا الداء الذي تعاني منه الأسر والأفراد والمجتمعات؟.
أولا: الحياء من الله ومن عباد الله؛ فالحياء يمنع صاحبه من الفحش والبذاءة، ويحمله على لزوم الطيّب من القول، والصالح من الأعمال. فإذا تخلق الناس بالحياء استقامت أحوالهم، وحسنت أخلاقهم، وصلحت أعمالهم وأقوالهم، وإذا غاب الحياء عن الناس ظهر الفحش وعمّت الرذيلة، فساءت أحوال الناس وأعمالهم وأقوالهم.
عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما كان الفحش في شيء قطّ إلّا شانه، ولا كان الحياء في شيء قطّ إلّا زانه». أخرجه أحمد والترمذي وابن ماجة، وصححه الألباني في صحيح الجامع.
وعَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم «إنَّ مِمَّا أَدْرَكَ النَّاسُ مِنْ كَلَامِ النُّبُوَّةِ الْأُولَى: إذَا لَمْ تَسْتَحِ فَاصْنَعْ مَا شِئْت». رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ.

ثانيا: الخوف من الله تعالى؛ فالذي يخاف الله تعالى لا يتكلم بكلام يكون سببا في غضب الله وسخطه عليه، ولا يتكلم بكلام يُورده المهالك.
فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إنّ العبدَ ليتكلم بالكلمة من رضوان الله، لا يلقي لها بالا، يرفعه الله بها درجات. وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله، لا يلقي لها بالا، يهوي بها في جهنم».

ثالثا: ذكرُ الله تعالى؛ فمن شغل لسانه بذكر الله، يصبح عليه ويمسي عليه، ويلهج به في كل وقت وحِينٍ، اطمأنّ قلبه، وطابت أقواله، وحسنت أعماله، ووجد في ذلك ما يؤنسه ويغنيه عن الكلام البذيء.
فعن عبد الله بن بُسْر رضي الله عنه أن رجلا قال: يا رسول الله؛ إنّ شرائع الإسلام قد كثُرَتْ عليّ، فأخبرني بشيء أتشبّث به، قال: «لا يزال لسانك رَطبا من ذِكر الله».

يقول ابن القيم رحمه الله [مِن فوائد الذكر]: (أنه سببُ اشتغالِ اللسان عن الغيبة والنميمة والكذب والفحش والباطل، فإنّ العبد لا بد له من أن يتكلم، فإن لم يتكلم بذكر الله تعالى وذِكْر أوامِره، تكلم بهذه المحرمات أو بعضها، ولا سبيل إلى السلامة منها البتة إلا بذكر الله تعالى، والمشاهدةُ والتجربة شاهدان بذلك، فمن عوّد لسانه ذكرَ الله صان لسانه عن الباطل واللغو، ومن يَبسَ لسانه عن ذِكر الله تعالى ترَطب بكل باطل ولغو وفحش، ولا حول ولا قوة إلا بالله).

رابعا: استعمال أسلوب الكناية بدل التصريح بالألفاظ البذيئة التي تخل بالحياء؛ فإذا احتاج المرء إلى الحديث في بعض الأمور التي يستحيي من التصريح بألفاظها طلبا لِعلمٍ أو مَشورة... كالأمور التي تتعلق بالعورة وقضاء الحاجة، والمعاشرة الزوجية، فمن الأدب والخلق الحسن أن يُكني عن ذلك بألفاظ لا تخل بالحياء ولا بالأخلاق، ولْيَجتنب التصريح بالألفاظ النابية الفاحشة.
لكنّ الملاحَظ أن كثيرا من الناس ممن قل حياؤهم، يتحدثون في هذه الأمور لا لِطلب عِلم أو مَشورة، ولكن للتشدق والاستهزاء والسبّ والشتم وذكر المعايب والنقائص.

خامسا: مجالسة الأخيار ومصاحبة الصالحين؛ فإنّ مَن جالس الأخيار أعانوه على طريق الخير، يشجعونه إذا أحسن، وينصحونه إذا أخطأ، وينبهونه إذا غفل، ويذكرونه إذا نسي... ومن جالس الفساق تأثر بأحوالهم وأخلاقهم، وتأسى بهم في أعمالهم وأقوالهم، كما قال عليه الصلاة والسلام: «الرجل على دين خليله، فلينظرْ أحدكم من يخالل». أخرجه أحمد والترمذي وأبو داود، وحسنه الألباني في السلسلة الصحيحة.
فاصحَبْ مَن لا تسمعُ منه إلا قولا حسنا وكلاما طيبا، اصْحبْ من ليس طعانا، ولا لعانا، ولا فاحشا، ولا بذيئا. وجالِسْ مَن يمنعُه إيمانه أن يتكلم بكلام فاحش بذيء، فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنّه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ليس المؤمن بالطّعّان، ولا اللّعّان، ولا الفاحش، ولا البذيء». أخرجه الترمذي، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة.

سادسا؛ لزوم الصمت؛ ففي السكوت السلامة، وفي كثرة الكلام الندامة، وطولُ الصمتِ أفضلُ من كثرة الكلام فيما لا ينفع، فقد قال نبينا صلى الله عليه وسلم لأبي ذر: «عليك بحُسن الخلق وطول الصمت، فوالذي نفسي بيده ما عمل الخلائق بمثلهما». أخرجه البزار وأبو يعلى، وحسنه الألباني بشواهده في السلسلة الصحيحة.
وكثرة الكلام توقع في الزلل والخطأ، ومَن كثرَ كلامُه كثرَ سقطه، فقد قال نبينا صلى الله عليه وسلم: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت». متفق عليه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

ومِن كلام الحُكماء: إنّكَ ما سَكَتَّ فأنتَ سالمٌ، فإذا تكلمتَ فخُذ حِذرَكَ: إمّا لكَ وإمّا عليكَ. وإذا افتخرَ الناسُ بِحُسْنِ كلامِهم، فافتخرْ أنتَ بِحُسْنِ صَمْتِكَ. وإيَّاك وَفضُولَ الكلامِ، فإنّه يُظهرُ من عُيوبكَ ما بَطنَ، ويُحرِّك مِن عَدُوِّكَ ما سَكَن، إذا تكلمتَ بكلمةٍ فاعتبرْها قبلَ أنْ تتكلمَ بها، فإنّك مالِكُها ما لم تُخْرجْهَا مِن فيكَ، فإذا أخرجْتها مَلكتكَ فتَصِيرُ أسيراً لها. وإنَّما خُلِقَ للإنسان لسانٌ واحدٌ، وعينانِ، وأذنانِ، ليسمعَ ويُبْصِرَ أكثرَ مما يقول. ومَا أَضْمَرَ أحدٌ شيئاً إلَّا ظَهَرَ في فلتاتِ لِسَانه وصَفحاتِ وَجْههِ. والصَّبْرُ هو الصَّمْتُ، والصَّمْتُ مِن الصَّبْر، ولا يكون المُتكلِّم أورع مِن الصَّامِتِ، إلَّا رجلٌ عالمٌ يتكلم في موضِعِه ويَسْكُتُ في موضِعِه. ومَنْ قَالَ ما لا يَنْبَغِي، سَمِعَ مَا لَا يَشْتهي. وخيرُ الكلامِ ما دَلّ على هُدًى، أو نَهَى عَنْ رَدَى.

فاعْقِلْ لِسَانَك إلا عَنْ حَقّ تُوَضِّحُه، أوْ بَاطِلٍ تَدْحَضُه، أوْ حِكمَةٍ تَنْشُرُهَا، أوْ نِعْمَةٍ تذكرُهَا. واحْبسْ لِسَانَك قَبْلَ أنْ يُطِيلَ حَبْسَك أَوْ يُتلِفَ نَفسَك، فلا شَيْءَ أوْلى بطول حَبْسٍ مِنْ لِسَانٍ يَقصُرُ عَنِ الصَّوَابِ، وَيُسْرِعُ إلى الجَوَاب.

فاتقوا الله عباد الله؛ واحفظوا ألسنتكم، وأحسِنوا في أقوالكم، وتذكّرُوا أنّ الله تعالى يسمع سِرّكم ونجواكم، واعلموا أنّ كلامكم محفوظ عليكم ومُسَجل في صحائف أعمالكم، قال تعالى: ﴿ مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ﴾ [ق: 18]. وقال سبحانه: ﴿ أَمْ يَحْسَ
بُ

ونَ أَنَّا لَا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ ﴾ [الزخرف: 80].

فاللهم احفظ ألسنتنا من كل سوء وفحش ورذيلة، يا رب العالمين.
اللهم طهر ألسنتنا من الكلام السيء الفاحش البذيء، واجعلها يا رب ألسنة تلهج بذكرك وشكرك وحسن الثناء عليك.

اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك، واجعلنا يا مولانا من عبادك الصالحين...
اللهم أصلح أحوال المسلمين، اللهم اجمع شملهم، ووحد صفوفهم، وفرج همومهم، ونفس كروبهم، وانصرهم على أعدائهم يا قوي يا عزيز.
وصل اللهم وسلم وبارك على حبيبنا ونبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين
سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين .
🎤
خطبــة.جمعــة.بعنــوان.cc
مــــــــــاذا بــعـــــــــد الـــحــــــــــج؟
للشيخ/ أحمد بن عبد الله الحزيمي
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌

الخطبــــة.الاولــــى.cc
الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ الرَّحمنِ الرَّحيم، وأشهدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا اللهُ ولِيُّ الصالحين، إِلهُ الأولِينَ والآخِرِين، وأشهدُ أَنَّ نبِيَّنَا محمدَاً عبدهُ ورسولُهُ وَصفِيُّهُ وَخلِيلهُ وخِيرتهُ مِنْ خلقهِ صلَّى اللهُ عليهِ وعلَى آلهِ وصحبهِ وسلّمْ تسلِيمَاً كثيراً إِلَى يوْمِ الدِّين.

أَمــــَّا بَعْــــدُ: فاتَّقُوا اللهَ عبادَ اللهِ واستعدُّوا لِلقائهِ، فإنَّهَا -واللهِ- أيامٌ وليَالٍ ثم تأَتِي النهَايَةُ ﴿ ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلَاهُمُ الْحَقِّ أَلَا لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ ﴾ [الأنعام: 62].

يَقدمُ عمرُو بنُ العاصِ مِنْ مكةَ إِلَى المَدينةِ ليعرِضَ إسلامهُ علَى رسُولِ اللهِ -صَلَّى اللهُ علَيْهِ وسَلَّمَ-، فهشَّ لهُ الْمُصْطَفَى -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَبَشَّ، وَبَسَطَ يَمِينَهُ لِيُبَايِعَهُ عَلَى الإِسْلامِ، وَلَكِنَّ عَمْرًا قَبَضَ يَدَهُ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "مَا لَكَ عَمْرُو؟!"، قَالَ: "أَرَدْتُ أَنْ أَشْتَرِطَ"، فَقَالَ -عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ-: "تَشْتَرِطُ مَاذَا؟!"، قَالَ: "أَشْتَرِطُ أَنْ يُغْفَرَ لِي"، فَقَالَ رَسُولُ الْهُدَى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يَا عَمْرُو: أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ الإِسْلامَ يَهْدِمُ مَا قَبْلَهُ، وَأَنَّ الْهِجْرَةَ تَهْدِمُ مَا قَبْلَهَا، وَأَنَّ الْحَجَّ يَهْدِمُ مَا قَبْلَهُ؟".

وهكذا -أيها الكرام- انقضى موسم من أشرف مواسم أهل الإسلام، ومرّت الأيام المعلومات ثم الأيام المعدودات، وكانت تلك الأيام محملة بالخيرات والمسرات والفضائل والبركات، ذهب الحجيج وعاشوا رحلة الحج الأكبر، وتنقلوا بين المشاعر، وتعرضوا للنفحات؛ طمعاً في رضا رب الأرض والسماوات، عادُوا بعدها فَرِحينَ بما آتَاهمُ اللهُ مِن فضلهِ، مُستبشرِينَ بما مَنَّ عَليهم مِن توفِقِهِ وحجِّ بيتهِ، فهنيئًا للحجَّاجِ حَجُّهُم وَعِبَادَتُهُم وَاجتِهَادُهُم.

وأما في الأمصار فبشائر الخير لم تنقطع، فأدركوا عشر ذي الحجة التي هي أفضل أيام الدنيا عند الله، فصاموا يوم عرفة الذي يكفر صيامه سنتين، حتى صار كأنه من أيام رمضان، لكثرة صائميه حتى من الصغار، ومر بهم يوم النحر فصلوا وضحوا، من كثرتها كادت الطرقات تسيل بدماء القربة لله، وامتلأت مصليات الأعياد، ثم توالت عليهم أيام التشريق فأكلوا وشربوا وذكروا الله، وحمدوه وشكروه على ما رزقهم،فما أجدرهم أن يفرحوا بذلك كله؛ ﴿ قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ ﴾ [يونس: 58].

وهكذا تنقضي مواسم الخير، بل هكذا تنتهي حياة الإنسان سريعة خاطفة ثم يجني ما أودعه فيها، فطوبى لمن قدم خيرا..
عبادَ اللهِ: ولعلنا وفي عجالة نستذكِرَ شيئا مما قد تعلَّمناهُ من مدرسةِ الحجِّ من فوائدَ، وَمَا جنيناهُ خلالَ أَيَامهَا مِنْ عَوَائِدَ.

من أبرز دروس فريضة الحج تلكم المحبةَ التي جعلها الله - تعالى - لبيته الحرام في قلوب عباده، قال تعالى: ﴿ وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا ﴾ [البقرة: 125]، قال ابن عباس - رضي الله عنهما - فيما رواه عنه ابن جرير وغيره: لا يقضون منه وطرًا، يأتونه ثم يرجعون إلى أهليهم، ثم يعودون إليه، وأنشد القرطبي في هذا المعنى قول الشاعر:
جَعَلَ الْبَيْتَ مَثَابًا لَهُمُ
لَيْسَ مِنْهُ الدَّهْرَ يَقْضُونَ الْوَطَرْ

وأنشد غيره في الكعبة:
لاَ يَرْجِعُ الطَّرْفُ عَنْهَا حِينَ يَنْظُرُهَا
حَتَّى يَعُودَ إِلَيْهَا الطَّرْفُ مُشْتَاقَا

مع أنها أرض جرداء، وجبال سوداء؟ وأجواء حارة مقفرة، أرأيتم صعيد عرفات، فهل رأيتم فيه مناظر خلابة، أو أجواء عليلة، أو خضرة دائمة؟ ومع هذا فقلوب المؤمنين كلُها تحن إليها، لا لأجل بقعتها؛ بل لأنها مأوى طاعة الله، وتنزُّل رحمته.

عباد الله: لن ينسى الحجاج ولا المقيمين مشهد الحجيج في عرفات، حين كانت العيونُ دامعةً، والأكفُ مرفوعةً، والقلوبُ مخبتة، الجميع عرف هناك فقره وذله ورأينا شيئاً من دلائل عظمته سبحانه وتعالى. حين نرى ألواناً من الناس كلٌ يدعو ربه بلغته، كل يطلب حاجته، كل يناجيه بخفي الصوت، وهو سبحانه العظيم لا تختلف عليه حاجة، ولا يشغله طلب عن طلب، بل يسمع ذلك كله، فيجيب سؤالاً، ويغفر ذنباً، ويكشف كرباً، ويشفي مريضاَ، ويغني فقيراً، وهو على كل شيء قدير، وذلك شيء من دلائل عظمة الله وقدرته وكرمه ورحمته.

ومن دروس الحج أنك ترَى الحاجَّ يتحرَّى ويسأَلُ، ويتتبَّعُ ولا يحيدُ؛ حتَّى يكونَ حَجُّهُ كُلُّهُ وفقَ الهديِ النبوِيِّ الْكَرِيمِ، وهذا شيء جميل لكن الأَجملَ أَنْ يجعلَ العبدُ المسلمُ هذا الاقتفاءَ وذاك الاتّباعَ مَنهجَهُ فِي حياتهِ كُلِّهَ
ا؛ فِي عبادتهِ ومُعاملتهِ، فِي مَظهرِهِ ومَخبرِهِ، فِي حضَرِهِ وسفرِهِ، ونومهِ ويَقظَتِهِ، وفي أَحوالهِ كلِّهَا يكونُ قَرِيبًا مِنْ سنَّةِ نبيِهِ مُتعلِّقًا بِهَا.وإِذا رُزِقَ العبدُ اقتِفاءً حسنًا فتحتْ لهُ الْهدايةُ أَبوابها، وتنزَّلتْ عليهِ الرَّحماتُ الإِلَهِيَّةُ ﴿ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ﴾ [آل عمران: 31].

عبد الله إنه ليس أمراً هيناً ذهابك إلى مكة أو استغلالك موسم العشر بأنواع الطاعات كم من الناس من لم يُعر هذا الموسم اهتمامه، فمضى عليه دون جهد يذكر، كم من الناس من لم يحج فرضه، أو انه منذ سنين طويلة لم يبادر الحج، مع أنه قادر ومستطيع، وما ذاك إلا أن المعاصي كبلته عن ذلك ولا شك.

لهذا كان من دروس الحج شكر الله على هذا الإنعام ﴿ هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ ﴾ [الرحمن: 60]، فلا بد أن يكون شاكرًا لربه منيبًا إليه، وليس الشكر كما يتصوّره البعض بأنه الشكر اللساني فقط، لكنه في حقيقة الأمر هو الشكر القلبي، حيث يظل قلبك متعلقًا بخالقك، مستشعرًا نعمته عليك، ومعه الشكر العملي، فتكون بعيدًا عن كل ما يغضب المنعم عليك، قريبًا من كل ما يحبه ويرضاه، قال تعالى مبينًا هذا المعنى: ﴿ اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ ﴾ [سبأ: 13]، ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم قدوة حسنة، فقد كان يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه الشريفتان فيقال له: يا رسول الله، لم تفعل ذلك وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟! فيجيب صلوات ربي وسلامه عليه معلمًا للأمة حقيقة الشكر "أفلا أكون عبدًا شكورًا".

عــــباد اللــــه :
لقد علَّمنا الحج قدر العلماء، وأهمية أن يصدر المرء عن رأيهم، وكان الحجاج في كل حركاتهم في نسكهم يرجعون إلى العلماء ولا يخالفونهم، خشية أن ينقص حجهم فهل يدوم الأمر، ونعرف للعلماء قدرهم، ونقف عند فتاوى المعتبرين منهم؟.

لقد كنتم أيها الحجاج تتحرون وتتورعون من أشياء يسيرة من المحظورات خشية أن تؤثر على حجكم، فهل يدوم التحري وذلك الورع؟ لنتورع عن المحرمات من الأعمال والأقوال والأموال؛ لئلا تؤثر على قلوبنا وإيماننا.

لقدِ استحضرَ الحجَّاجُ أنَّ "الحجَّ المبرورَ ليسَ لهُ جزاءٌ إِلَّا الجنَةَ"، فأَنفقوا أَموالهمْ، وضحّوا بأوقاتِهِمْ، وتحمَّلُوا مَا تَحملوا بنفُوسٍ مُطمئنَّةٍ، وقلوبٍ راضيَةٍ.

إِنَّ استشعارَ ثوَابِ العملِ يُعلي الهمةَ، ويطردُ الكسلَ، ويربِي فِي السلِمِ الحرصَ على الأَعمالِ الصالحاتِ، وَالْمُدَاوَمَةَ عَلَيْهَا، وَالْتِزَامَهَا طِيلَةَ الْحَيَاةِ.

أَمَا وَاللهِ لَنْ يَتَخَلَّفَ عَنْ صَلاةِ الْفَجْرِ مَنِ اسْتَشْعَرَ فِي قَلْبِهِ حَقًّا قَوْلَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "لَنْ يَلِجَ النَّارَ أَحَدٌ صَلَّى قَبْلَ طُلُوُعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا"، وَقَوْلَهُ: "إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ كَمَا تَرَوْنَ الْقَمَرَ لَيْلَةَ الْبَدْرِ، فَإِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَلا تُغْلَبُوا عَلَى صَلَاةٍ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا فَافْعَلُوا".

أَما واللهِ لن تترد يدٌ عنِ الصَّدقَةِ، ولنْ تشِحَّ نفسٌ عنِ البذلِ إِذَا ما استحضَرَتْ صِدقًا قولَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ-: "لا يَتَصَدَّقُ أَحَدٌ بِتَمْرَةٍ مِنْ كَسْبٍ طَيِّبٍ إِلَّا أَخَذَهَا اللهُ بِيَمِينِهِ، فَيُرَبِّيهَا كَمَا يُرَبِّي أَحَدُكُمْ فَلُوَّهُ أَوْ قَلُوصَهُ حتَّى تكونَ مثلَ الجبلِ أَو أَعظمَ". رواهُ البخارِيُّ وَمسلمٌ.

إِخوةَ الإيمانِ: وعَلّمتنا مدرسةُ الحجِّ أيضاً قصرَ الأَملِ، لقدْ خرجَ الحاجُّ مِنْ ديارِهِ مُصَبِّرًا نفسهُ علَى الطَّاعَاتِ، حَابِسًا هواهُ عَنِ الشَّهَواتِ طِيلةَ أَيَّامِ مِنًى وعرفاتٍ؛ لأَنَّهُ يَستيقِنُ أَنَّها ساعَاتٌ معدوداتٌ ويأتِي الرَّحيلُ عمَّا قرِيبٍ.

فما أَجملَ أَن يستحضرَ الحاجُّ قصرَ أَيَّامِ عُمرِهِ، وأَنَّ المُكثَ فِي هذهِ الدَّارِ قلِيلٌ، والبَقَاءَ فيها يسيرٌ، وهذَا مبدأٌ ربَّىَ عليهِ النَّبيُّ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- صحابتهُ الكرامَ: "كن فِي الدُّنيَا كأنَكَ غريبٌ، أَو عابرُ سبيلٍ.

نسأَلُ اللهَ -تعالَى- أنْ يقبلَ منَّا ومنَ الحجَّاجِ، وأنْ يجعلنَا وإِيَّاهمْ ووالدينا والمسلمينَ من عتقائهِ مِنَ النَّارِ،، إِنَّهُ سميعٌ مجيبٌ.
أَقولُ قولِي هذَا، وأَستغفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ.


الخطبــــة.الثانيــــة.cc
الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمَينَ، وَأَشْهَدُ أَلَّا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَه وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدَاً عَبْدُهُ وُرَسُولُهُ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمَاً كَثِيرَاً.

عباد الله: فإذا كان الدخول في الإسلام يجب ما قبله وينقل الإنسان من الموت إلى الحياة " فإن الحج كذلك يجب ما قبله، إنه يسدل ال
ست

ار على كل السلبيات التي تَلَبّسَ بها المسلم من قبل.

نعم أيها المصلون - الحج مرحلةٌ فاصلة بين حياة وحياة، بين ماض وآت، وفي الحديث الصحيح يقول صلى الله عليه وسلم (من حج ولم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته امه) يرجع أبيض الصفحة نقي التاريخ يعود سالما من تبعات ماضية آمنا من غوائل معاصيه، كما أن من صام يومَ عرفه يفوز بغفران سنتين. ماضية وآتيه، إذن فتلك الأيام التي مرت، كانت بمثابة صفحة جديدة طوت ما قبلها بإذن الله، خرج منها المسلمون ممن وفق للحج أو لصيام يوم ركن الحج. وقد حطوا عن كواهلهم تبعات السنين وزلات الماضي، وأقبلوا وهم يقولون (تائبون آيبون لربنا حامدون).

ولا يشترط في التوبة معاشر الأحبة أن تكون بسبب ذنب ومعصية بل قد تكون انتقالا من عمل إلى عمل أحسن منه، ومن خلق إلى خلق أكرم منه، ومن فهم إلى فهم أفضل منه " ومن حياة طيبة إلى حياة أطيب ﴿ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ ﴾ [البقرة: 222] إن الله يحبهم لأنهم متجددون إلى الأفضل وأحوالهم في تغير إلى الأحسن في كل عام يزيد قربهم من ربهم وتزيد عبادتهم و ويزداد فقههم ويتعاظم ورعهم.

يا من قصدت البيت الحرام، ليكن حجك أول فتوحك، وتباشيرَ فجرك، وإشراقَ صبحك، وبدايةَ مولدك، وعنوانَ صدق إرادتك، تقبل الله حجك وسعيك، وأعاد الله علينا وعليك هذه الأيام المباركة أعوامًا عديدة، وأزمنة مديدة، والأمة الإسلامية في عزة وكرامة، ونصر وتمكين، ورفعة وسؤدد.

اللهم تقبل الله من الجميع صالح العمل وأعان وييسر الفوز بهذه الأيام المباركة.
اللهم ييسر للحجاج حجهم وأعنهم على أداء مناسك حجهم.

اللهم أجعل حجهم مبرورا، وسعيهم مشكورا وذنبهم مغفورا.
اللهم سلم الحجاج المعتمرين في برك وجوك وبحرك واعدهم لأهليهم سالمين غانمين بمنك وجودك يا أكرم الأكرمين.
اللهم اجز قادة هذه البلاد خير الجزاء على ما يقدمونه للإسلام والمسلمين وعلى عُمار بيتك المقدس وعلى كل ما يبذل للحجاج والمعتمرين.

اللهم اجز كل من خدم حجاج بيتك وأعان على نجاح الحج يا رب العالمين
اللهم اكفنا بمنك وكرمك كل من يريد سوءا لهذه البلاد اللهم رد كيده في نحره وافضحه للعالمين يا عظيم يا ذا البأس الشديد.
اللهم تقبل منا صالح العمل واغفر لنا الذنب والزلل وتوفنا وأنت راض عنا.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
🎤
خطبة.جمعة.بعنوان.cc
مجازر ومحارق المسلمين في بورما
للشيـــخ/ إســـمــاعـــيـل أبـــو بـــكــــــــر
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌

الخطبـــة.الاولـــى.cc
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله..

أمـــا بعـــد - عـــباد الله :
جراحات أمتنا الإسلامية قد كثرت، وكل يوم تطلع فيه الشمس تطالعنا من هنا وهناك أخبار غير سارة عن المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها تحمل في طياتها أنباء مؤلمة عن مآسي يئن منها المسلمون .. فإنا لله وإنا إليه راجعون. هناك مجازر تفتك بالمسلمين في سوريا ، وأخرى في فلسطين، وغيرها من بلدان الإسلام، وهذه الأيام تطالعنا الجرائد والقنوات أخبارا محزنة عن عملية إرهابية آثمة، ومجزرة وحشية بشعة على مسلمي ولاية أركان (بدولة بورما البوذية) قام بها مجموعة بوذية إرهابية وعددهم (300) بوذي في شرقي أركان بمنطقة (تنغو) ما أسفرت عن قتل (10) من المسلمين الأبرياء كانوا ينتمون لجماعة الدعوة، وذلك يوم 13/7/1433هـ، الموافق3/6/2012م، فأشعلوا بذلك نار الفتنة الطائفية بين عامة المسلمين والبوذيين في جميع أنحاء بورما، وسرت فيها كالنار في الهشيم، وإليكم بعض تبعاتها وأثارها المأساوية على المسلمين هناك، في الأسبوع الأول من المحرقة والمجزرة:

1- إثر هذه العملية الإرهابية خرجت مجموعة من المسلمين بمظاهرة سلمية في عاصمة بورما يوم الاثنين 14/7/1433هـ مرددين: ( لا للعدوان البوذي على المسلمين - والتحقيق العاجل في الموضوع- ) فوعدت الجهات المعنية الحكومية بإجراء التحقيق لكن بأسلوب بارد دون جدية ولا مبادرة، ومع ذلك انتظر المسلمون لمدة ثلاثة أيام من الإعلان الحكومي، وحينما تيقن المسلمون من عدم قيام الجهات الحكومية المعنية بالتحقيق وعدم اتخاذ أي قرار حيال ذلك، استعد المسلمون للخروج بمظاهرة سلمية في بعض المناطق الأركانية منها: أكياب عاصمة أركان القديمة - منغدو- المتاخمة لبنجلاديش عشية يوم الجمعة الموافق 18/7/1433هـ 8/6/2012م بعد صلاة الجمعة ، فقامت الحكومة المحلية بمنعهم من الخروج للمظاهرة، متخذة عدة نقاط للتفتيش قبل صلاة الجمعة، بل منعتهم من الوصول إلى المساجد بتواطؤ ومساندة من الشعب البوذي، وإزاء وقوف القوات الحكومية بجانب البوذيين ومساندتها لهم تجرأ البوذيون على التعدي وضرب المسلمين بالساطور والعصي ورمي الأحجار، فحصل قتال شديد بين الجانبين حتى أدى إلى قيام كل طرف من الفريقين بإضرار الطرف الآخر، وذلك باحراق البيوت والقرى وأماكن العبادة والأسواق، فقامت الحكومة بإطلاق النار بطريقة عشوائية تجاه المسلمين، أسفر عن قتل عدد من المسلمين، يتجاوز عددهم (50) مسلما، وإحراق (100) بيت من كلا الجانبين.

2- في ليلة الأحد 15/7/1433هـ أصدرت الحكومة المركزية قرار حظر التجول يوميا من الساعة 6 مساء حتى الساعة 6 صباحاً على المسلمين فقط دون البوذيين، فخرج البوذيون بمساندة الحكومة وأشعلوا النار في بيوت وقرى المسلمين، ودخلوا أسواق المسلمين فعملوا فيها النهب والتخريب والدمار، بينما الحكومة حظرت التجول على المسلمين، ومنعتهم من الخروج من بيوتهم، ومن خرج منهم ترديه العساكر قتيلا بطلقة نارية فوراً ، ثم تلتقطه في سيارات الجيوب، لتخفيه عن الأنظار والإعلام في مكان مجهول لا يعلم عنه أحد، وأصبح المسلمون محبوسين في البيوت ممنوعين عن الخروج حتى عن العمل والعبادة وشراء الضروريات، فباتوا مهددين بالموت الجماعي إن طال الحصار للحيلولة بينهم وبين الحصول على الغذاء في بيوتهم. هذه الأحداث جرت في مدينة منغدو ذات الأغلبية السكانية من المسلمين في الوقت الراهن منذ 8/6/2012م حتى اليوم.

3- أما في مدينة أكياب ذات الأغلبية السكانية من البوذيين والأقلية من المسلمين، فتم تطويقها بالحصار من الحكومة بحجة حفظ الأمن منذ الجمعة 8/6/2012م، ورغم ذلك قام البوذيون بإحراق ثلاث قرى من قرى المسلمين، وقتلوا ما لا يقل عن (300) مسلم، وخطفوا (50) من وجهاء المسلمين ذوي الكلمة المسموعة بعيدا عن الأنظار والإعلام إلى مكان مجهول، وظل المسلمون معزولين، بينما الساحة باتت مفتوحة للبوذيين، يفعلون ما يريدون بالمسلمين، يرتعون في دمائهم ويسرحون في قراهم، دون نكير من الحكومة ولا قدرة للمقاومة من المسلمين العزل.

4- وفي منطقتي راسيدنغ و بوسيدنغ: قام البوذييون بالفظائع ذاتها التي ارتكبوها في منغدو بمساندة الحكومية البوذية، وربما الحال هناك أسوأ من منغدو، لبعدها عن الحدود البنغالية.

5- أما المناطق الشرقية لأركان مثل- قيقتو- وفاكتو- رامبري- مامبرا- مروهانغ: فيتحدث عنها أهلها من المسلمين أنها دمرت تماماً، حيث عم فيها القتل والدمار والنهب وانتهاك الأعراض من قبل البوذيين، وباتت تلك المناطق مطوقة ومغلقة على المسلمين من جميع الجوانب، ولا توجد وسيلة للاتصال بالخارج، لقطع الحكومة وسائل ا
لاتصال عنها منذ اندلاع الفتنة الطائفية.

ومن شدة ما يلاقي المسلمون من الجرائم في تلك المناطق، اضطر كثير منهم للفرار بدينهم وعِرضِهم عبر (خليج البنغال) المتفرع عن بحر العرب، وباتت المنطقة ترزخ تحت ويلات النار براً وبحراً كما صرح به شاهدوا عيان من أهاليها. والله المستعان، فإنا لله وإنا إليه راجعون.

أيها الإخوة المباركون..
والآن قد مضى الأسبوع الثاني ولا زالت الحكومة البورمة تشدد الحصار على أحياء المسلمين بحظر التجول: فبات مصير الأمهات والأطفال إما الموت جوعا أو القتل بالرصاص إذا خرجوا من بيوتهم..

وأما الرجال فمصيرهم القتل أو الخطف، وأما أعيانهم وعلماؤهم فمردهم الاعتقال ولا مفر لهم منه، وتجاوزت عدد ضحايا المجازر الآلاف، وبلغ عدد البيوت المحرقة قرابة 700 بيت، وتم تهجير الآلاف جماعات مما تعرض الكثير منهم للموت والغرق، كما تم تسميم آبار المسلمين، في خطة مدبرة لإبادة هذه الأقلية المسلمة من الوجود، أسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يعجل بالفرج عنهم، وأن ينصرهم على عدوهم، وأن يعجل بهلاكم.


الخطبـــة.الثانيـــة.cc
الحمد لله القوي المقتدر، القاهر فوق عباده، ومنه نستمد النصر، أحمده حمدا يوافي نعمه، ويكافئ مزيده، والصلاة والسلام على المبعوث إلى كل البشر، بلغ الرسالة وأدى الأمانة وجاهد في الله حق جهاده فانتصر..

أمـــا بعـــد:
أيها الإخوة المصلون..
تلكم هي بعض المآسي التي يئن تحت وطأتها إخوانكم في العقيدة في منطقة أركان بدولة بورما، ولعل كثيرا منا لا يعرف عنها وعن موقعها وعن مآسي المسلمين فيها على يد البوذيين عبر التاريخ، إنها كانت في عهد من الزمن دولة إسلامية، تعاقب على حكمها 48 ملكا مسلما، دخل إليها الإسلام في القرن الأول الهجري، وقيل في زمن الخليفة هارون الرشيد العباسي علي يد التجار العرب، الذين نشروا الإسلام في شرق آسيا وجنوبها بسماحتهم وحسن خلقهم وكرم معاملتهم، وقد احتلتها دولة بورما البوذية، فصارت إحدى ولاياتها، وهي تقع بين بورما والهند وبنغلاديش، وقد تتابع فيها على المسلمين عبر فترات التاريخ قتل جماعي وحرق للقرى بأكملها، وتهجير جماعي بغية تغيير الخريطة الجغرافية بإحلال البوذيين مكانهم، وتم بالفعل ذلك فأصبح المسلمون أقلية، وصار عددهم يقل يوما بعد يوم، مما يخشى عليها أن يأتي يوم تصبح في قائمة النسيان، كما حصل للأندلس تماما، وينبغي أن نقف على بعض الحقائق عن مآسي أهل هذه البلاد، والتي يخفى على كثير منا، وإليكم بعضها:
1- لا يملك المسلمون وسيلة ولا آلة للدفاع عن أنفسهم حتى الآلة البسيطة كالسلاح الأبيض (الساطور) ، حيث تم نزعها عنهم منذ زمن، حسب نظام وقرار الحكومة القاضي بنزع السلاح عن السكان بحجة الحفاظ على الأمن.

2- بينما يملك البوذيون أسلحة بمساندة من الحكومة.

3- الإعلام البورمي يذكر في أخبارهم عن المسلمين أشياء سلبية تاركة الجوانب الإيجابية ومنها مآسيهم، بل أشد من ذلك أنها تقلب الحقائق عن المسلمين فتصورهم بأنهم إرهابيون يشنون الحملات.

4- المناطق الشرقية لولاية أركان ذات الأقلية السكانية من السكان قطعت عنهم وسائل الاتصال تماماً، ليتم فيها الإبادة الجماعية وحرق القرى بأهلها بأكملها.

5- وللبوذيين جماعات إرهابية ومنظمات سرية محظورة لدى الحكومة، ورغم ذلك اشتركت في الهجوم على المسلمين بمساندة الجيش الحكومي .

أيها الإخوة المصلون..
لا زالت دماء المسلمين في أراكان تسيل إلى اليوم، واستحالت عدد من القرى ببيوتها كوما من الرماد، والحصار الحكومي وحظر التجول على المسلمين ضربت أطنابها حتى الآن، فلا يستطيع المسلمون الخروج للصلاة ولا للعمل والكسب، مما يخشى عليهم الموت الجماعي إن طال الحصار لما يحول بينهم وبين الحصول على الغذاء، ومع كل هذه الأحداث المؤلمة والإجرام البشع لا نكاد نرى من القنوات الهائلة في بلاد المسلمين الاهتمام بسردها أمام المسلمين، وتفعيل قضيتها في الإعلام سوى بعضها وهي تمرر - على استحياء- الخبر سريعا، وكأنها لا تعنيها أمرهم، في حين لا يملك المسلمون هناك وسيلة إعلامية واحدة لبث همومهم ونشر مآسيهم أمام إخوانهم في العقيدة، وقد حوصروا بتعتيم إعلامي شامل من قبل الحكومة، فلا ناطق إلا باسم الحكومة البوذية ولا جهة إعلامية إلا جهة الحكومة البوذية، والمأمل في أصحاب القنوات في بلاد المسلمين الاهتمام بنشر مثل هذه القضية، حتى تصل إلى كافة أنحاء المعمورة لكي تخفف عنهم على الأقل الألم، وليحصلوا على تعاطف دولي ليتم الضغط على الحكومة البورمية، كي توقف هذه المجزرة وتلك المحرقة والإبادة الجماعية، ثم ما دورنا نحن عامة المسلمين إزاء هذه المأساة، فنحن على الأقل نملك وسيلة واحدة لنصرتهم ألا وهي الدعاء بأن يفرج الله عنهم كربهم، وينصرهم على عدوهم وعدوه، ويحقن دماءهم، فلا نبخل عليهم من هذه الوسيلة العظيمة، وماذا نجيب ربنا غدا إن بخلنا عليهم بها في حقهم:
أتهزأ بالدعاء وتزدريه وما تدري ما فعل الدعاء
سهام الليل لا تخطئ ولكن لها أمد وللأمد ان
قضاء

ثم المأمل من الحكومات الإسلامية السعي إلى الحكومة البورمية لوقف هذه المجزرة والإبادة الجماعية أداء لحق إخوانهم المسلمين المستضعفين، واتخاذ الوسائل للضغط عليها كي يتمتعوا بحقوقهم الإنسانية، وأملنا في حكومة خادم الحرمين الشريفين كبير ليقوم بهذه المبادرة، فهي السباقة دائما في حمل لواء القضايا الإسلامية، وفقها الله لذلك، ولما فيه خير للإسلام والمسلمين .. اللهم صل على محمد.
🎤
خطبة.جمعة.بعنوان.cc
مجــازر المسلمـــون في أراكــان
للشيـــخ/ مــحـــمـــــد العـــريـفــي
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌

الخطبــــة.الاولــــى.cc
إنّ الحمد لله نحمده و نستعينه ونستغفره ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مُضل له ومن يضلل فلا هادي له , وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له, جل عن الشبيه والمثيل والند والكفء والنظير وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ,وصفيه وخليله وخيرته من خلقه وأمينه على وحيه أرسله ربه رحمة للعالمين وحجة على العباد أجمعين
فهدى الله تعالى به من الضلالة وبصَّر به من الجهالة ، وكثر به بعد القلة , وأغنى به بعد العيلة ولم به بعد الشتات ,وامن به بعد الخوف , فصلوات الله وسلامه عليه وعلى آله الطيبين وأصحابه الغر الميامين ما تصلت عين بنظر ووعت اذن بخبر وسلم تسليما كثيرا ..

امــــا بعــــد:
ايها الإخوة المؤمنون لقد بين الله جل وعلا في كتابه الكريم صفة الظالمين , وحذر الله تعالى من الوقوع في الظلم والطغيان والبغي ,وامر الله تعالى جميع القادرين على أن يقفوا مع المظلومين ,ويكشف كربات المكروبين ,ويخفف عن مصاب المصابين ,وبين الله جل وعلا انه قادر على اهلاك الظالمين ( وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ مُهْطِعِينَ 43 مُقْنِعِي رُؤُوسِهِمْ لاَ يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاء )[ابراهيم] ,

وبين الله جل وعلا انه ناصر المؤمنين في كل موطن وزمان ومكان ,وكان نبينا صلى الله عليه واله وسلم يأمر بنصرة المظلومين بقوله وينصرهم صلى الله عليه وسلم بفعله ,قال عليه الصلاة والسلام
(انصر اخاك ظالما أو مظلوما ,قالوا :يارسول الله هذا نصرته مظلوما فكيف ننصره ظالما ,قال أن ترده عن الظلم ),وقال صلى الله عليه وسلم (المسلمون تتكافأ دمائهم )يعني دمائهم سواء , كما يجب نصرة القريب ,يجب نصرة البعيد ,وكما يجب نصرة القوي يجب نصرة الضعيف ,وكما تجب نصرة الحر يجب نصرة العبد والعربي والأعجمي ,المسلمين تتكافئ دمائهم ,ثم قال : ويسعى بذمتهم ادناهم " ادنى المسلمين مهما كان محتقرا بينهم لا يلتفت إلى شأنه فيهم فإنه يستطيع أن يُجير وأن يسعى بذمته من بينهم , قال صلى الله عليه وسلم (احرج حق الضعيفين ,احرج حق الضعيفين,احرج حق الضعيفين ,المرأة واليتيم ) فأكد النبي صلى الله عليه وسلم على وجوب أن يُنصر كل مسلم لا يستطيع أن يدفع الظلم عن نفسه فيجب على كل من كان قادرا أن يرفع عنه الظلم

وقال صلى الله عليه وسلم (الساعي على الارملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله ) أو قال (كالقائم الذي لا يفتر وكالصائم الذي لا يفطر ) وقال صلى الله عليه وسلم (ما من مسلم يخذل مسلما في موطن يجب فيه نصرته في موطن يجب فيه نصرته ينتهك فيه من عرضه وينتقص فيه منه ) يعني ينتهك فيه عرضه وعرض اخته أو عرض امه أو تستنصر به مسلمة لنفسها أو لأيتامها سواء كان قريبا أو كان بعيدا مامن مسلما قادرا على أن ينصر مسلما ضعيفا ثم يتكاسل عن نصرته حفاظا على منصبه أو ظناً عنه بماله أو رعبا وفرقا من عدوه قال (ما من مسلم يخذل مسلما في موطن ينتقص فيه من عرضه إلا خذله الله في موطن يحب فيه نصرته ) ,وقال صلى الله عليه وسلم وهو يتكلم عن اولئك الصالحين الذين يبذلون جاههم واموالهم ومناصبهم وإعلامهم في نصرته كل مظلوم ومحتاج , قال عليه الصلاة والسلام (من كان في حاجة اخيه ) يعني في حاجته عند فقره في حاجته عند اغتصابه ,في حاجته عند طرده من بلده , في حاجته عند سجنه ,في حاجته عند مرضه , عند اسره عند خروجه..(من كان في حاجة اخيه كان الله في حاجته )كان الله في حاجتك عند مرضك وعند فقرك وعند حاجتك وعند كربتك ,وعند مصيبتك (من كان في حاجة اخيه كان الله في حاجته ) ,وكان صلى الله عليه وسلم يقدم الضعفاء ,ويستثنيهم من غيرهم ويستقبلهم اكثر من استقباله لسواهم , ويقول عليه الصلاة والسلام إذا استقبل الوفود يقول (ابغوني ضعفاءكم ) قدموهم بينكم , هم الذين ابدأ بالسلام عليهم (ابغُوني في ضعفائِكُمْ، فإنَّما ترزقُونَ وتُنصرونَ بضعفائِكُم)

وكان بأبي هو وامي صلوات الله وسلامه عليه كان ناصرا للضعفاء مايستنصر به ضعيف إلا ونصره بما يستطيع عليه ويقدر عليه كان عليه الصلاة والسلام يمر في طرقات مكه ببلال مظلوم يعذب ضعيف مسكين يعذب , ويمر بسمية ويمر بخباب وهو لايملك مالا ليشتريهم ويعتقهم وولايملك سلاح ليدافع به عنهم ,ولايملك عليه الصلاة والسلام اعلاما ليتحدث عنهم في كل موطن ,ولايملك عليه الصلاة والسلام سفراء لدولهم يستدعيهم أو يطردهم , لم يكن يملك عليه الصلاة والسلام وسيله إلا أن يصبرهم بالسانه فيقول (صبرا آل ياسر إن موعدكم الجنة ), ثم تموت سمية بين يديه ويموت زوجها بين يديه وهو عليه الصلاة والسلام لا يستطيع أن يقدم إلا الدعاء ,و كان عليه الصلاة والسلام ما ان امتلك قوة الا قام عليه الصلاة والسلام ينصر بها الضع
فاء والمساكين ,الم ترى انه عليه الصلاة والسلام لما كان جالسا في المدينة فأقبل اليه عمر ابن سالم وكان من خزاعه وكان فيهم مسلمون وكفار لكنهم كانوا حلفاء و أهل عهد مع رسول الله عليه الصلاة والسلام فأقبلت بكر وقريش وبينهم وبين رسول الله عهد بكف القتال نقضوا واقبلوا إلى خزاعة وقتلوهم فأنطلق عمر ابن سالم رجلا مبروم :: رأى اطفالا مأسورين ,ورأى نساء مقتولات ,ورأى اصحابه مقتولين بين يديه ورآهم يمثل بهم فلم يتذكر إلا من ينصره بعد الله تعالى تذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم اقبل حتى وقف بين يدي النبي عليه الصلاة والسلام وهو يتراقص امام عينيه صور اولاده القتلى وزوجته وبناته وقومه فلما وقف بين يدي النبي عليه الصلاة والسلام انشد قائلا

يا رب إني ناشد محمدا
حلف أبينا وأبيه الأتلدا
قد كنتم ولدا وكنا والدا
ثمت أسلمنا فلم ننزع يدا
إن قريشا اخلفوك الموعدا
وقتلونا ركعا وسجدا
وزعموا أن لست تنصر أحدا وهم أذل وأقل عددا
فانصر رسول الله نصرا ابدا
وادع عباد الله يأتوا مددا
في فيلق كالسيل يمشي مزبدا فيهم رسول الله قد تلبدا
إن قريشا اخلفوك الموعدا
وقتلونا ركعا وسجدا

فقام النبي عليه الصلاة والسلام قال "نصرت ياعمر ابن سالم" كيف يسكت عن مظلمه , كيف يسكت عن نساء يغتصبن كيف يسكت عن اطفال يذبحون ذبح النعاج , كيف يسكت عن رجال قد اُخذ منهم سلاحهم ثم سرحوا على الارض حتى ماتوا وتقطعوا امام عوائلهم , كيف له أن يسكت وهو عليه الصلاة والسلام يملك أن ينصرهم قال نصرت يا عمر ابن سالم ثم جهز عليه الصلاة والسلام جيشا نصر به المستضعفين من المؤمنين ومن غير المؤمنين ايضا من خزاعه

ايها المسلمون :
وقد كان الانبياء السابقين من عهد آدم عليه السلام إلى رسولنا عليه الصلاة والسلام كلهم كانوا ينصرون الضعفاء قال الله تعالى عن موسى عليه السلام (وَلَمَّا وَرَدَ مَاء مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِّنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِن دُونِهِمُ امْرَأتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاء وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ. فَسَقَى لَهُمَا)[القصص] ,ولما كان موسى عليه السلام في السفينه واقبل الخضر إلى لوح من الواحها فانتزعه فالتفت اليه (قَالََ أخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا ...)[الكهف] ,ماذنب اهلها الضعفاء أن تفسد سفينتهم ؟! هؤلاء المساكين لماذا تفسد مالهم ؟!
(أخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا)[الكهف], فكان الانبياء لا يسكتون ابدا عن ظلم وهم يستطيعون أن يصنعوا لهم شيئا

ايها المسلمون :
امتنا كبقية الأمم يصيبها ارتفاع وانخفاض ,يصيبها فرح وحزن يصيبها عدل ويقع عليها بغي , امتنا كبقيه الامم تعيش بين سلم وحرب وتعيش بين حاجة وزيادة , امتنا كبقية الامم رفع الله شأنها بهذا الدين واعلى الله تعالى مكانتها , وجعل الله رايتها هي العليا بتمسكها بدينها واقامتها لعهد ربها ولا تزال الامم تتداعا على امتنا في آخر الزمان قال عليه الصلاة والسلام (يُوشِكُ أَنْ تَدَاعَى عَلَيْكُمْ ُ اَلْأُمَمُ كَمَا تَدَاعَى اَلْأَكَلَةُ إِلَى قَصْعَتِهَا)كما يجتمع الناس فيضعون الطعام بينهم ثم يبدأ يدعوا بعضهم بعضا إلى الأكل والطعام فكلهم يتنازعونه من جهه قال (يوشك أن تتداعى عليكم الامم كما تتداعى الأكلة إلى قصعتها , قالوا أومن قلت نحن يومئذن يارسول الله )هل نحن قليل لا نستطيع أن نقاتل ؟(قال بل انتم يومئذن كثير) انتم ملىء البلدان هذه الدوله فيها 5ملايين والتي بجانبها فيها سبعه ,وهذه فيها ثلاثون وتلك فيها اربعون وهذه فيها ثمانون ,(بل انتم يومئذن كثير ولاكنكم غثاء كغثاء السيل ), يتحد الكفار 21دولة تكون الاتحاد الاوروبي جيش واحد ورأي واحد ,ومؤتمرات واحده تدخل بتأشيرة واحده تأخذها من سفارة أي دولة فتدخل إلى كل هذه الدول تسير بسيارتك من المانيا وتدخل هولندا ,ولا تشعر انك دخلتها إلا بلوحة صغيرة تبين لك اسم المدينة لا اسم الدولة فإذا كنت تعلم أن هذه المدينة هي من هولندا انتبهت إلى انك دخلت دولة اخرى اتحدوا..

تفرق جمعهم إلا علينا ..
فصرنا كالفريسة للذئاب

اتحدوا في اموالهم وفي عملتهم ,ونحن لا نزال تفرقنا تلك الامم ولا يريدون لنا اجتماعا قال (بل انتم يوم إذن كثير )ما دام اننا كثير يارسول الله فلماذا يغلبوننا قال (ولكنكم غثاء كغثاء السيل ) ليس بينكم اتحاد ليس بينكم اخوة قد افسد الشيطان بينكم ,واستطاع اليهود أن يتخذوا منكم عملاء ,فتقرأ في الجرائد من يتكلم ضدكم ,وينتصر للكفار عليكم ,قال (ولكنم غثاء كغثاء السيل) ثم قال (ولينزعن الله المهابة من قلوب عدوكم منكم )

-مملكة اركان مملكة في شرق وجنوب اسيا يحدها من الشمال الصين ,و من الجنوب تايلند ,ومن شرقها أو غربها بنغلادش , مملكة مسلمة دخلها الاسلام قديما في عام 172هـ

في عهد هارون الرشيد امير المؤمنين رحمه الله , لما انتشر التجار المسلمون في شرق آسيا فدخل اندونيسيا على ايديهم في الاسلام وتغلغل الاسلام إلى الفلبين وإلى ماليزيا و
تغلغل الإسلام ايضا إلى دولة هي اخت هذه الدول اسمها اراكان في عام 172هـ قبل 1200سنه , دخل وتمكن الإسلام من اهلها وهم ملايين وصاروا يدينون للإسلام ,ويحكمهم سلاطين مسلمون ,وبنوا المساجد , واقاموا حلق العلم , وحفظوا القرآن واصدروا عملة كتب عليها لا إله إلا الله محمد رسول الله ثم في اسفلها مكتوب ابو بكر عمر عثمان علي , مسلمون على عقيدة صحيحه ومنهج صحيح سليم استمرت عدة قرون وهم على الاسلام , وجعل الاسلام من هذه الدولة التي فيها عدة ملايين ينتشر إلى الدول التي حولها كانت بجانبها دولة بورما دوله بوذية من دخلها رأى صنم بوذا في كل موطن يسجدون له ,و رأى معابد البوذيين في كل موطن و رأى البوذيين بالرداء والإزار باللون البرتقالي والرأس المحلوق والقدمان الحافيه تطوف في ارجائها وتدعوا الناس إلى البوذية وعبادة الصنم بدأ الإسلام ينتشر في هذه الدولة في بورما وفي غيرها , فحقد البورميون على المسلمين فهاجموهم وكان المسلمون قله , واولئك بالملايين فانتصر اولئك عليهم و احتلوا البلد وضموا اراكان إلى بورما وغيروا اسمها ميانمار ,واصبحوا يفعلون بالمسلمين هناك الافاعيل وتحول المسلمون من دولة مستقله وذلك قبل قرابة الــ200سنة , عام1784م

حصل هذا الاحتلال تحول المسلمون بدل أن كانوا في دوله مستقله تحولوا إلى اقليه ضمن دولة فيها خمسون مليون لا يمثل المسلمون إلا 15% يعني قرابة ثلاثة ملايين إلى اربعة ملايين لكنه عدد لا يستهان به كون المسلمون لأنفسهم قرى ,وصاروا يعيشون في مساجدهم , وصارت الجمعيات الخيريه تكفل دعاة من بينهم يدعون الناس إلى الاسلام والخير فصار اولئك البورميون البوذيون يهجمون في كل مرة على قرية من قرى المسلمين مضيقين عليهم مقاتلين لهم ليخرجونهم من ديارهم ليأوو إلى بنغلادش أو إلى غيرها ,فهجموا عليهم في مذبحة عظيمة في عدة قرى حتى قتلوا منهم 150الف خلال ايام , ثم صار بينهم وبين المسلمين ركود فما استعاد المسلمون عافيتهم حتى قتلوا منهم 60الف ,وهجروا 500الف طردوهم صاروا لايدرون اين يذهبون , فتفرقوا إلى باكستان وإلى بنغلادش ويأوون إلى بلاد فقيره مثلهم أو اشد منهم فقرا , حتى انه في ذلك الحين في عهد قريب فتح لهم الملك فيصل رحمه الله تعالى ابواب المملكة ودخل اخواننا من هناك من الاراكانيين الذين صاروا بورميين دخلو وصاروا اليوم يمثلون قرابة الـــ20أو 25% من سكان مكة , ولا يزال البوذيون يقتلونهم من قرية إلى قرية ووضعوا عليهم انظمة تضييق عليهم ليخرجوا من البلد ..

اولاً : منعوهم من بناء المساجد ,وصاروا يبنون المعابد البوذية ويضعون صنما في داخلها دعوة إلى البوذية ,طمس للهوية الاسلامية , الغوا المواطنه صادروا جميع هوياتهم التي تدل على أن جنسيتهم بورميه بعد ما احتلتهم بورما 200سنه اصبحوا بورميين ,فسحبتها الحكومه خلال السنوات الماضية وصاروا يعيشون بأي وثيقة ليس عنده أي وثيقة تدل أنه ينتسب إلى أي دولة , حرموا المسلمين من العمل ممنوع أن يدخل أي وظيفة , حرموهم من التعليم العالي يتعلم فقط القراءة والكتابه في الابتدائية ليستطيع أن يشتغل خادما عند البوذيين ,ليستطيع أن يقرأ لهم إذا ارسلوه إلى بقالة ونحوها , والزموا المسلمين بالعمل القصري , ويأتون إلى القرية ويقودون شبابها لبناء الجسور ,وسفلتت الطرق ,وبناء الثكنات العسكرية , وتنظيف الملابس ولا يعطى على هذا ولا قطعة خبز ليس لا يعطى مالا ..لا يعطى حتى طعام ,يؤمر المسلم أن يوفر طعامه وشرابه ومواصلاته عندما يأتي يشتغل ومن لا يفعل ذلك يقتل لذلك الأعداد كبيرة عندما يقول لك : قتل 60الف 90 الف معناها أن شاب جاء وقال ما معي لا طعام ولا شراب فقتل لماذا لم تحضره معك , منعوا من السفر , ما معهم هويات اصلا ! حتى إلى الحج والعمرة من كان منهم مزارعا أو يعمل بشيء الزم بالضرائب الباهضة ,وغرامات على كل شيء , حتى الزواج عليه غرامه , واصبحوا إذا جاؤوا إلى مسلم لديه محصول زراعي الزموه أن يبيعه إلى العسكر الحكومة العسكرية ,وتأخذه بثمن زهيد حتى فقط يواصل الزراعه , عملوا على تقليل اعداد المسلمين مابين قتل ومابين سنوات يمنع فيها الزواج يقولون هذه السنة والتي بعدها ممنوع الزواج عند المسلمين فقط لينتشر بينهم الفاحشه والبغاء ويقل عددهم , بدأ المسلمون يهاجرون إلى كل موطن ولا يستطيعون أن يعيشوا في هذا البلد , تضييق عليهم في الدين وفي المعيشه ومع ذلك المسلمون متمسكون بدينهم ولم يذكر أن اعدادا منهم تستحق أن يلتفت اليها قد دخلت في دين البوذيه بل كانوا يزدادون تمسكا , وكذلك الايمان إذا خالطت بشاشته القلوب ..

-خلال الاسبوعين الماضيات في منتصف شهر رجب من هذا العام 1433للهجرة /الذي هو منتصف الشهر السادس من عام 2012 , اضافة إلى عدد من المذابح الكثيرة التي قام بها البوذيون ضد اخواننا في اركان وقعت مذبحة قريبه , كان هناك حافله فيها 10 دعاة من حفظة القرآن يطوفون على القرى المسلمه يحفظون القرآن ,ويدعونهم إلى الله تعالى ويعقدون لهم الانكحه ,ويعلمونهم الدين ,و
التصرفات الدوليه السياسيه ,ينبغي أن يشعر اخواننا بنصرتنا لهم , انني انادي رابطة العالم الإسلامي اين دوركم الآن ؟ يامنظمة التعاون الإسلامي اين دورك الآن ؟ البنك الإسلامي للتنمية ..اين دوركم ؟ هيئة الإغاثة الإسلامية العالميه ..اين انتم ؟ الندوة العالمية للشباب الإسلامي ..اين انتم ؟
يا احرار المملكة , يا ايها العلماء , يا ايها الدعاة , يا ايها التجار ..

انادي احرار الكويت الذين علمنا بمواقفهم المشرفه البطوليه لإخواننا في سوريا ولإخواننا في فلسطين , يا احرار الكويت اخوانكم هناك في بورما وفي اراكان ينادونكم الآن

هذه أراكان نار البغي تحرقها
أما لها نجدة من غيث عدنان
ياليت معتصما بالله تبلغه
هذي النداءات من أم وفتيانِ
مابال قومي قد سدو مسامعهم
واغمضوا العين عن انجاد اخوانِ
مابالهم فقدوا ميراث نخوتهم
فاستعذبوا العيش في ذل وطغيانِ

اللهم انت المستعان وبك المستغاث ,وعليك التكلان , ولا حول ولا قوة إلا بك , اللهم ياكاشف الخطوب ,ويامفرج الكروب ,ويامن يجيب دعاء المضطر إذا دعاء يامن يكشف السوء , اللهم إنا نسألك لإخواننا في أراكان وفي بورما أن تنصرهم وتغيثهم وأن تعينهم ,
اللهم كن لهم ناصرا يوم قل الناصر , اللهم ياربنا يامن تسمع بكاء الأطفال , وعويل النساء , ويرى المرضا والجرحى والقتلى , اللهم إنا نسألك أن تنتصر لهم , اللهم يسر امرهم , اللهم فرج همهم , اللهم اخذل اعداءهم انك سميع مجيب يارب العالمين .اقول ماتسمعون واستغفر الله الجليل العظيم لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه وتوبوا اليه انه هو التواب الرحيم


الخطبــــة.الثانيــــة.cc
الحمد لله على احسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه , واشهد أن لا إله إلا الله وحدة لا شريك له هو تعظيما لشانه ,واشهد أن محمد عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى اله واخوانه وخلانه ومن سار على نهجه واقتفاء اثره إلى يوم الدين , اللهم إنا نسألك من الخير كله عاجله وآجله ماعلمنا منه ومالم نعلم , ونعوذ بك ربنا من اشر كله عاجله وآجله ماعلمنا منه ومالم نعلم, اللهم اعز الإسلام والمسلمين , واخذل الشرك والمشركين ودمر اعدائك اعداء الدين ,واجعل بلدنا هذا امن مطمئنا وسائر بلدان المسلمين , اللهم وفق ولي امرنا إلى ماترضى وخذ بناصيته للبر والتقوى , اللهم وفقه لهداك واجعل عمله في رضاك وسائر ولاة امور المسلمين يارب العالمين, اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم انك حميد مجيد سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.
إذا بمجموعه من البوذيين يعترضون هذه الحافله ويخرجون اولئك الدعاة ,ويضربونهم ضربا مبرحا ,ثم جعلوا يعبثون بأجسادهم بالسكاكين حتى صاروا يربطون لسان الداعيه بحبل و يمسك الآخر به وينتزع لسانه من فمه ..لماذا تدعوا إلى الله ؟! لماذا تتلو القرآن ؟! لماذا تأمرهم بالتوحيد فنزعت السنة العشرة كلهم , ثم جعلوا يطعنون طعنا ,و تقطع ايديهم وارجلهم والدم يسيل حتى ماتوا واحدا تلو الآخر , فثار المسلمون دفاعا عن دعاتهم ,وعن ائمة مساجدهم وخطبائهم , فأقبل البوذيون عليهم وبدؤوا يحرقون القرية تلو قرية حتى احرقوا قرية كامله فيها 800بيت احرقوها كامله منهم من مات في داخلها من اهلها ومنهم من استطاع أن يفر إلى المجهول ثم احرقوا قرية اخرى بـ700 بيت ثم قرية ثالثه حتى وصل عدد البيوت إلى 2600بيت كلها احرقت عن آخرها ,ونزح من هذه القرى 90 الف هربوا عن طريق البر والبحر وعن طريق زوارق وقوارب مكسره مهترئه تنظر إلى القارب وإذا هو مكسر من كل جانب يسدون ثقوبه وخروقه بلباسهم ,فيه اطفال ونساء يموج بهم البحر يمين ويسارا لا يكادون يجدون دولة تقبلهم أو تطعمهم أو تسقيهم ..

دماء المسلمين بكل أرض تراق رخيصه وتضيع هدرا
وبالعصبية العمياء تعدو ذئاب ما رعت لله قدرا
كأن لملة الكفار ضراً على الإسلام حيث أضاء ثأرا
وجرأهم علينا أن رأونا سكوتاً والشعوب تموت قهرا
وما حسبوا لأمتنا حساباً وهل سمعوا سوا التنديد زجرا
وصخات الأرامل واليتاما تفتت أكبداً وتذيب صخراً
وليس لهم مغيث أو معين كأن الناس كل الناس سكرى
وأنهار الدماء بغير ذنب تراق وتزهق الأرواح غدرا

نعم وما نقموا منهم إلا أن يؤمنو بالله العزيز الحميد. نعم هو بلاء نزل على المسلمين والله لا يقّدر شرا محضى هو بلاء يكفر الله تعالى به السيئات ويرفع الله تعالى به الدرجات , نعم هو بلاء يشعرنا جميعاً أننا أمة واحدة أن المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً , وأن المسلمين كالجسد الواحد إن أشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى , نعم هو بلاء جعل المسلمين يلجؤن إلى الله تعالى(وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ) [الانعام]

هو بلاء نحمد ربنا جل وعلى عليه ونذكر نعمته علينا نحن أنه لم ينزل بنا ونذكر به أنه يجب علينا نصرت إخواننا هو بلاء يمتحن الله تعالى به إيماننا وإيمان حكامنا وإيمان المسؤولين يمتحن الله تعالى به أموالنا يمتحن الله تعالى به الجمعيات الخيرية التي بعضها يصرف رواتب للموظفين دون أن يكون له جهد مع إخوانه في كل موطن , هو بلاء يمتحن الله تعالى به أخوتنا الإسلامية هو بلاء نرى به المرأه العفيفه تغتصب أو نرى إمرأة أحرى عندها سبعة أو ثمانية أولاد تقول لا أدري من آبائهم فهي تغتصب في كل موطن وفي كل مكان ولأجل قبضة من أرز تطعم بها أولادها ,هو بلاء يمتحن به الإيمان والأخوة الإسلامية (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ )[الحجرات] ,هو بلاء يبتلينا الله تعالى به , أن نرى صورهم نرى صور اطفال قد احرقوا ونساء قد ذبحت فاسأل نفسك لماذا رضيت بالذبح دون غيره , هو بلاء ترى به شيخ شاب رأسه واحدودب ظهره , وعظم همه , وكبر كربه وهو يمشي وورائه اطفال لايدرون أين يسوقهم

تمزقهم نيوب الجوع حتى
يكاد الشيخ يعثر بالعيال
يشدون البطون على خواء
ويقسمون أرغفة الخيال
وناموا في العراء بلا غطاء
وساروا في العراء بلا نعال
كأن البيد تلفظهم فتجري
بهم بيد إلى بيد خوال
وليت جراحهم في الجسم لكن
جراح النفس أفتك بالرجال
يمدون الحبال وليت شعري
أنقطع أم سنمسك بالحبال؟
وقبل الجوع تنهشهم كلاب
من البوذيين دامية النصال
صلاب لكن الاقدار تمضي
ويثني الجوع أعناق الرجال
يؤدون الضريبة كل يوم
بما ملكوا ولكن دين الله غالي
لماذا كل طائفة اغاثت
بنيها غيركم اهل الهلال

لو كانوا نصارى اتظن سيسكت بابا الفتكان, هل سيسكت وهو يرى صورهم ,هل سيسكت وهو يرى صلبان يطأها البوذيون بالأقدام في هذه القرى هل سيسكت ؟! هل سيسكت وهو يرى قسيسا بلباسه وصليبه يراه مذبوحا عند باب كنيسته هل سيسكت ؟؟ لــــــن يسكت ,وقد وقعت حوادث على بعض النصارى ولم يسكت , ومن امن العقوبة اساء الأدب ,واستطاع اولئك أن ينكلوا بإخواننا لأنهم علموا أنهم قد قل ناصرهم , لزوال الدنيا اهون عند الله من قتل امرى مسلم بغير حق , لو أن اهل السماوات والأرض اجتمعوا على قتل مسلم بغير حق لأكبهم الله في النار ..


انني من مكاني هذا انادي والدنا خادم الحرمين الشريفين الذي سبق له مواقف وبطوله وكرم ومروءة مع عدد من قضايا المسلمين , ولا ننسى وقفة دولتنا مع اخواننا في البوسنا ,وفي مجاعتهم وحربهم , ولا ننسى وقفه خادم الحرمين سواءا الملك فهد أو الملك عبد الله مع اخواننا في باكستان لما وقع عندهم الزلزال أو مع اخواننا في فلسطين أو مع غيرهم , انني انادي من هذا الموطن خادم الحرمين الشرفين انادي وولي عهده إلى أن يلتفتوا إلى اخواننا هناك أن يستعملوا ماهو متاح بين ايديهم من العون المادي ,ومن الإغاثة العاجله ,ومن
*إشراقة الصباح*
الجمعة أمل جديد⁰ولذة كهف طاهِره ،وإستجابة دعِاء ،وراحِة من الأوجاع اللهم أجعل يوم الجمعه يوم المسُتبشرينَ برحِمتك
☆ *أذكار الصباح*☆
أذكآر الصبآح | نور لِقلبك

🔹 *همسة محب*🔹
يجتمع في يوم الجمعه عبادات إمتنّ الله بها علينا فالسعيد من حرص عليها: كالسواك، والغسل، والتبكير، وقراءة سورة الكهف، و الصلاة على النبي ﷺ

*سورة الكهف*
*قرآءه* : http://t.co/M6ciS1tzDS
*إستماع*: http://t.co/KXLlHYHyR8
" *نور مابين الجمعتين*"..

*سنة الضحى* سنة عظيمة
وهي وصية حبيبنا ﷺ لأصحابه ،يبدأ وقتها من بعد طلوع الشمس بربع ساعة إلى قبيل الظهر
من أدّاها فكأنما تصدق بـ ٣٦٠ صدقة.

》 *وختااما*《
في يوم الجمعه..‏اللهم طمأنينة ونوراً يمكثان بقلوبنا
اللهم أزهر على ضفاف صدورنا كل خير
اللهم وأرزقـنا قلوب تتجلى بخشيتك ونعماً تدوم بفضلك وأرواحاً تهوى طاعتك ولساناً لايمل من ذكرك ،
*اللهم صل على نبينا محمد*
ﮩ•┈••✾•◆❀◆•✾••┈•ﮩ
🎤
خطبة.جيدة.بعنوان.cc
وبعــد الحــج تــوبــة وذكـــــر
للشيــخ/ مــحــمـــد الــجــــرافـــي
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌

الخطبـــة.الاولـــى.cc
الحمدُ للهِ عَزَّ جَاهاً وحُكما وَوسِعَ كُلَّ شيءٍ رحمةً وعِلما وأشهدُ أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له لا نُقِرُّ له نظيرا ولا ندّاً وأشهدُ أنَّ محمداً نبيُّهُ ورسولُه عَظُمَ عند اللهِ منزلةً وكَرُمَ عبداً صلى الله وسلّم عليه وعلى آله وأصحابِه الذين كانوا له سَنَدا ورِدْءًا ومن تبعهم بإحسان ولَزِمَ أمْرَهُم تَعبُّداً وقصدا . 

أمـــا بعـــد - أيها الناس :
اتقُوا اللهَ تعالى واشكروه وأطيعوه وراقبوه ولا تَعصُوه وقَصِّرُوا الأمل واستعدِوا ليوم الأجل فما أطال العبد الأملَ إلا وأساء العمل . 
((يا أيّها الّذينَ ءامنُوا اتقُوا اللهَ حقَّ تُقاتِهِ ولا تموتُنَّ إلا وأنتم مُسلمونَ ))

أمـــا بعـــد: انقضى موسم من أشرف مواسم أهل الإسلام ومرّت الأيام المعلومات ثم الأيام المعدودات وكانت تلك الأيام محملة بالخيرات والمسرات والفضائل والبركات ذهب الحجيج وعاشوا رحلة الحج الأكبر وتنقلوا بين المشاعر وتعرضوا للنفحات طمعاً في رضا رب الأرض والسماوات عادُوا بعدها فَرِحينَ بما آتَاهمُ اللهُ مِن فضلهِ مُستبشرِينَ بما مَنَّ عَليهم مِن توفِقِهِ وحجِّ بيتهِ فهنيئًا للحجَّاجِ حَجُّهُم وَعِبَادَتُهُم وَاجتِهَادُهُم.
عيونٌ إلى الرحمنِ ترنُو ضراعة
فينهَلُّ فيضٌ من مدامِعِها سكبا
حجيجٌ كموجِ البحر في زحمةِ التُّقَى
يُلبِّيه  ربُّ العالمين  إذا لبَّى

وأما غير الحجيج في بلاد المسلمين فبشائر الخير لم تنقطع فأدركوا عشر ذي الحجة التي هي أفضل أيام الدنيا عند الله فصاموا يوم عرفة الذي يكفر صيامه سنتين حتى صار كأنه من أيام رمضان لكثرة صائميه حتى من الصغار ومر بهم يوم النحر فصلوا وامتلأت مصليات الأعياد ثم توالت عليهم أيام التشريق فأكلوا وشربوا وذكروا الله وحمدوه وشكروه على ما رزقهم فما أجدرهم أن يفرحوا بذلك كله ﴿ قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ ﴾[يونس: 58]

انتهى موسم الحج ويعود الحجيج إلى ديارهم فرحين بما آتاهم الله من فضله وهم في ذلك أصناف:
فمنهم من سيبدأ حياة جديدة حيث عاهد الله - عز وجل - على الاستقامة وأمسك بتلابيب هذا الميلاد الجديد وعزم على عدم العودة إلى ما كان عليه قبل الحج من غفلة وعصيان بعد أن استشعر حلاوة التوبة وفاز بالمغفرة وانطبق عليه قول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: ((..عاد كيوم ولدته أمه))

ومن الحجيج من كان حجه فضلاً على فضل وزاده إيماناً على إيمان وهؤلاء هم خير الحجيج.

أما الصنف الثالث من الحجيج فهم الذين اتخذوا من حجهم مجرد صحوة إيمانية أعقبتها غفوة لا يلبثون أن ينكثوا بعدها عهدهم مع الله ويعودوا لما كانوا عليه من ذنوب ومعاصي .
الفريق الأول والثاني تعلم من مدرسة الحج فالحج موسم التوبة وتجديد العهد مع الله وما النداء "لبيك اللهم لبيك" إلا كلمات معاهدة بين الله وعبده
وهكذا عبادة الحج فمن يعود بعد أداء مناسك الحج فقد رجع بعد عقد معاهدة مقدسة مع ربه ويجب عليه ألا يخلد لحياته على سابق عهدها قبل الحج بل يجب عليه أن يبدأ العمل طبقاً لما عاهد عليه ربه.

وهكذا - أيها الكـــرام :
تنقضي مواسم الخير بل هكذا تنتهي حياة الإنسان سريعة خاطفة ثم يجني ما أودعه فيها فطوبى لمن قدم خيرا.

عـــباد اللـــه :
بعد انتهاء المناسك ما لمطلوب منا هل سينتهي ذكر الله بهذه المناسك 
اسمعوا ماذا يقول الله تعالى " َفإِذَا قَضَيْتُم مَّنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُواْ اللّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْراً فَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ وِمِنْهُم مَّن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ{201} أُولَـئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِّمَّا كَسَبُواْ وَاللّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ{202}" البقرة

وانقسم الناس بعد ذلك الى قسمين قسم همه الدنيا يعيش لها حريص عليها مشغول بها حتى دعاءه للدنيا ..هؤلاء يعطيهم الله نصيبهم في الدنيا إذا قُدر لهم ولا نصيب لهم في الاخرة وفريقا آخر أفسح أفقاً وأكبر نفساً لأنه موصول بالله يريد الحسنة في الدنيا ولا ينسى نصيبه في الاخرة

عباد الله :
ان من حكم الحج العظيمة غرس عظمة الله في القلوب والاطمئنان بذكره في كل حين 
فذكر الله بعد الحج "فإِذَا قَضَيْتُم مَّنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُواْ اللّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْراً"
ذكر الله بعد الصلاة جمعة أو غيرها "فإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيراً لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ "الجمعة10

عباد الل
ه أذكروا الله ذكراً كثيراً ولا تذكروه قليلا فالمنافقين لا يذكرون الله إلا قليلاً والمؤمنون يذكرون الله كثير قال تعالى "يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً }الأحزاب41 .

وهكذا ياعبد الله تذكر الله في كل ساعة وفي كل حين ليثبتك عند الموت بلا اله الا الله يثبت الله .

*عباد الله سماء ذات أبْراج وأرض ذات فِجاج وبحار ذات أمواج مَن دبَّر هذا؟! شمس وقمر ليل ونهار بِحار وأنهار بشر وأشجار مَن خلق هذا؟! ﴿ لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ ﴾ [يس: 40] مَن سيَّر هذا؟! إنَّه الله  لماذا؟ ليستَبِين الناسي من الذاكر والجاحد من الشاكر والمؤمن من الكافر وصدَق الله: ﴿ وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا ﴾ [الفرقان: 62]

* عباد الله ذكر الله ليس تحريك الشفتان بالتسبيح والتحميد والتهليل فقط لا بل مطلوب ان تذكر الله يا عبد الله في كل حين 
والمؤمن في حاجةٍ ماسَّةٍ إلى ذكر الله في الحالات الآتية:

• المؤمن حين تُحِيط به النَّوازِل وحين يشتدُّ عليه البَلاء وحين تُصارِعه الشدائد وحين تلفُّه المشاكل - يَأتِيه ذكرُ الله - عزَّ وجلَّ - فيُعلمه أنَّ الله على كل شيء قدير وأنَّه بكلِّ شيء بصير وأنَّه غالبٌ على أمره وأنَّه لن يُفلِت أحدٌ من يده؛ لذلك يَرجِع إلى ربِّه ذاكِرًا فيَعلُو شأنه ويطمئن قلبه ويرتاح فؤاده وهذا ما يُبيِّنه الله: ﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ﴾ [الرعد: 28].

فقط بذكر الله ليس بأيِّ شيء سواه القلب المؤمن يطمئنُّ بربِّه أنَّه يأوي إلى ركنٍ شديدٍ؛ وهو الله - سبحانه وتعالى - إلى مَن هو على كلِّ شيء قدير وبكلِّ شيء بصير القلب لا يطمئنُّ إلاَّ بذِكرِ الله لا أموال ولا أولاد ولا جاه ولا سلطان كيف؟ ﴿ وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِنْدَنَا زُلْفَى إِلَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَئِكَ لَهُمْ جَزَاءُ الضِّعْفِ بِمَا عَمِلُوا وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آمِنُونَ ﴾ [سبأ: 37] ليس بشيءٍ من عرض الدنيا يطمئنُّ القلب إنما يطمئن بذكر الله وبذكر الله فقط!

• عندما ينطَلِق الناس صَوْبَ الدنيا يَعبُدون ترابها ويَشتَهُون مَلذَّاتها يَتَفاخَرون بها ويَتَقاتَلون من أجلها يأتيهم ذكرُ الله - عزَّ وجلَّ - فيعلمهم أنَّ مع اليوم غدًا وأنَّ مع الدنيا آخِرةً وأنَّ الإنسان يجب أنْ يحسن وجهته ويبرئ ذمَّته وينظم شؤونه فيَعمَل لمعاده كما يعمل لمعاشه ويعمل لغده كما يعمل ليومه وهذا ما عَناه القرآن؛ ﴿ فَأَعْرِضْ عَنْ مَنْ تَوَلَّى عَنْ ذِكْرِنَا وَلَمْ يُرِدْ إِلَّا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا ﴾ [النجم: 29].

قال النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((الدنيا ملعونةٌ ملعونٌ ما فيها إلاَّ ذكر الله وما والاه وعالمًا أو متعلمًا))؛ (حسن) انظر: حديث رقم: 3414 في "صحيح الجامع" ((وما والاه)) ماذا تعني؟
إذا قرأتَ القرآنَ فأنت ذاكرٌ لله  إذا قلتَ كلمة الحق فأنت ذاكرٌ لله إذا أقمتَ الصلاة فأنت ذاكرٌ لله إذا أحسَنتَ إلى جارك فأنت ذاكرٌ لله إذا صالَحت بين المتخاصِمين فأنتَ ذاكرٌ لله إذا أطَعتَ والدَيْك فأنتَ ذاكرٌ لله إذا وصَلتَ رحمك فأنت ذاكرٌ لله إذا ناجَيْتَ ربَّك فأنت ذاكرٌ لله إذا أدَّيت الفرائض فأنت ذاكرٌ لله إذا فعَلتَ النوافل فأنت كذلك ذاكرٌ لله.

• عندما يأتي الشيطان إلى الإنسان فيشده إلى المعصية يأخُذه إلى الذنب يُوجِّهه نحو غضَب الله- يأتيه ذكرُ الله فيُعلمه أنَّ هناك ربًّا غافر الذنب وقابل التَّوب شديد العقاب فيقول معاذ الله خالقي ورازقي فيَنهَض من كبوته ويُقال من عَثرَته ويَعُود إلى ربِّه ويَستَغفِر من ذنبه ويَستَأنِف الطريقَ إليه كيف؟ ﴿ وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴾ [آل عمران: 135

*ذكرُ الله في الخُروج والوُلوج في الحرَكات والسَّكنات ذكرُ الله يجب أنْ نعيشه ونَحياه يجب أنْ نُسطِّر به حياتَنا يجب أن نُوجِّه به أعمالنا يجب أنْ نثقل به ميزاننا يجب أنْ نُقابِل به ربَّنا؛ لأنَّه خير الكَلِم وأفضَلُ الذِّكر.

• عندما يعتَرِي الإنسانَ بعضُ أوقات الفَراغ وما أكثَرَها عند الشباب الغافل التائه! ﴿ مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ ﴾ [الأنبياء: 2] ﴿ وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ وَقُلْ عَسَى أَنْ يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَدًا ﴾ [الكهف: 24] ورجل ذكَر الله خاليًا ففاضَتْ
2024/09/25 03:19:17
Back to Top
HTML Embed Code: