Telegram Web Link
🌴 التكبير المطلق والمقيد ( فضله ووقته وصفته ) :


ما هو التكبير المطلق والمقيد ؟ ومتى يبدأ ؟.


أولاً : فضل التكبير...

الأيام العشر الأولى من شهر ذي الحجة أيامٌ معظمة ؛ أقسم الله بها في كتابه؛ والإقسام بالشيء دليل على أهميته وعظم نفعه ،
قال الله تعالى : ( والفجر وليال عشر ) قال ابن عباس وابن الزبير ومجاهد وغير واحد من السلف والخلف : إنها عشر ذي الحجة . قال ابن كثير : " وهو الصحيح " تفسير ابن كثير8/413 .

والعمل في هذه الأيام محبوبٌ إلى الله سبحانه وتعالى لقول النبي صلى الله عليه وسلم :
" مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهِنَّ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ هَذِهِ الأَيَّامِ الْعَشْرِ .

فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ : وَلا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ؟

فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : وَلا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ . إِلا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ " رواه البخاري ( 969 ) والترمذي ( 757 ) واللفظ له وصححه الألباني في صحيح الترمذي 605 .

🌴 ومن العمل الصالح في هذه الأيام ذكر الله بالتكبير والتهليل لما يلي من الأدلة :

1- قال الله تعالى :
( ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلومات ) الحج / 28 .
والأيام المعلومات هي عشر ذي الحجة .

2- قال الله تعالى :
( واذكروا الله في أيام معدودات ... ) البقرة / 203 ، وهي أيام التشريق .

3- ولقول النبي صلى الله عليه وسلم :
( أيام التشريق أيام أكل وشرب وذكر الله عز وجل ) رواه مسلم 1141

🌴 ثانياً : صفة التكبير ...

اختلف العلماء في صفته على أقوال :

الأول : " الله أكبر .. الله أكبر .. لا إله إلا الله ، الله أكبر .. الله أكبر .. ولله الحمد "

الثاني : " الله أكبر .. الله أكبر .. الله أكبر .. لا إله إلا الله ، الله أكبر .. الله أكبر .. الله أكبر .. ولله الحمد "

الثالث : " الله أكبر .. الله أكبر .. الله أكبر .. لا إله إلا الله ، الله أكبر .. الله أكبر .. ولله الحمد " .

🖌 والأمر واسع في هذا ؛ لعدم وجود نص عن النبي صلى الله عليه وسلم يحدد صيغة معينة .

ثالثاً : وقت التكبير ...

التكبير ينقسم إلى قسمين :

1- مطلق : وهو الذي لا يتقيد بشيء ، فيُسن دائماً ، في الصباح والمساء ، قبل الصلاة وبعد الصلاة ، وفي كل وقت .

2- مقيد : وهو الذي يتقيد بأدبار الصلوات .

فيُسن التكبير المطلق في عشر ذي الحجة وسائر أيام التشريق ، وتبتدئ من دخول شهر ذي الحجة ( أي من غروب شمس آخر يوم من شهر ذي القعدة ) إلى آخر يوم من أيام التشريق ( وذلك بغروب شمس اليوم الثالث عشر من شهر ذي الحجة ) .

🖌 وأما المقيد فإنه يبدأ من فجر يوم عرفة إلى غروب شمس آخر أيام التشريق - بالإضافة إلى التكبير المطلق

– فإذا سَلَّم من الفريضة واستغفر ثلاثاً وقال : " اللهم أنت السلام ومنك السلام ؛ تباركت يا ذا الجلال والإكرام " بدأ بالتكبير .

هذا لغير الحاج ، أما الحاج فيبدأ التكبير المقيد في حقه من ظهر يوم النحر .

والله أعلم .



علي جياش المطري ...
🐑🐑🐐🐐🐂🐂🐪🐪

🎤خطبةعيد الاضحى🎤

📖عيد الأضحى فداء وفرحة📖



📜الخطبةالاولى:-

الحمدُ لله ربِّ العالمين،
الحمدُ لله الذي بنعمته تتمُّ الصالحات، وبعَفوِه تُغفَر الذُّنوب والسيِّئات، وبكرَمِه تُقبَل العَطايا والقُربَات، وبلُطفِه تُستَر العُيُوب والزَّلاَّت،
الحمدُ لله الذي أماتَ وأحيا، ومنَع وأعطَى، وأرشَدَ وهدى، وأضحَكَ وأبكى؛ ﴿ وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا ﴾ [الإسراء: 111].

الله أكبر، الله أكبر ما لبس الحَجِيج ملابسَ الإحرام، الله أكبر ما رأوا الكعبة فبدَؤُوها بالتحيَّة والسلام،
الله أكبر ما استلَمُوا الحجر، وطافُوا بالبيت، وصلُّوا عند المقام،
الله أكبر ما اهتدوا بنور القرآن، وفرحوا بهدي الإسلام،
الله أكبر ما وقَف الحجيج في صَعِيد عرفات،
الله أكبر ما تضرَّعوا في الصفا والمروة بخالص الدعوات،
الله أكبر ما غفَر لهم ربهم، وتحمَّل عنهم التَّبعات،
الله أكبر ما رموا وحلَقُوا وتحلَّلوا ونحَرُوا، فتمَّت بذلك حجَّة الإسلام،
الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسُبحان الله بُكرةً وأصيلاً.

الحمدُ لله الذي جعَل الأعياد في الإسلام مَصدرًا للهناء والسُّرور، الحمد لله الذي تفضَّل في هذه الأيَّام العشر على كلِّ عبدٍ شَكُور، سبحانه غافِر الذنب وقابِل التَّوب شديد العِقاب.

الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر.

الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسُبحان الله بُكرةً وأصيلاً.

ربنا لك الحمدُ سرًّا وجهرًا، ولك الحمدُ دومًا وكرًّا، ولك الحمد شعرًا ونثرًا.

لك الحمدُ يوم أنْ كفَر كثيرٌ من الناس وأرشدتنا للإسلام، لك الحمدُ يومَ أنْ ضلَّ كثيرٌ من الناس وهديتنا للإيمان، لك الحمدُ يوم أنْ جاعَ كثيرٌ من الناس، وأطعمتنا من رزقك، لك الحمدُ يومَ أنْ نام كثيرٌ من الناس، وأقمتَنا بين يدَيْك من فضلك:

وَاللهِ لَوْلاَ اللهُمَا اهْتَدَيْنَا
وَلاَ تَصَدَّقْنَا وَلاَ صَلَّيْنَا

فَأَنْزِلَنْ سَكِينَةً عَلَيْنَا
وَثَبِّتِ الأَقْدَامَ إِنْ لاَقَيْنَا

فلك الحمدُ ربنا عددَ الحجَر، لك الحمدُ عدد الشجَر، لك الحمدُ عدد البشَر.

أيُّها المسلمون، عبادَ الله، الأعياد في الإسلام تبدأ بالتكبير، وتُعلن للفرحة النفير؛ ليعيشها الرجل والمرأة، ويَحياها الكبير والصغير، أعيادنا تهليلٌ وتكبيرٌ.

إذا أذنا كبَّرنا الله، وإذا أقَمنا كبَّرنا الله، وإذا دخَلنا في الصلاة كبَّرنا الله، وإذا ذبَحنا كبَّرنا الله، وإذا وُلِد المولود كبَّرنا الله، وإذا خُضنا المعارِك كبَّرنا الله، وإذا جاء العيدُ بالتكبير استَقبَلناه وقلنا: الله أكبر الله أكبر الله أكبر، لا إله إلاَّ الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد.

إنَّه تنفيذٌ لتَوجِيهات الله؛ ﴿ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ [البقرة: 185].

كان لعمر بن الخطاب - رضي الله عنه - قبَّة في منى، فإذا جاء العيد كبَّر عمر فكبَّرت منى، فكبَّرت الأرضُ، وكأنَّك أمامَ أمَّة تُعلِن أنَّ الخنوع والخضوع لا يكونان إلاَّ لله، وأنَّ الذلَّة والانكِسار لا يكونان إلاَّ لذات الله، وأنَّ الاستِمدَاد والاستِلهَام لا يكونان إلاَّ من الله، وأنَّ العَوْن والتوكُّل لا يكونان إلاَّ على الله، وأنَّ الحفظَ والاستِعانة لا يكونان إلاَّ بالله - سبحانه وتعالى.

العيد كلمةٌ ذات معنى:
العيد: هو كلُّ يومٍ فيه جمعٌ، وأصل الكلمة من عاد يَعود؛ قال ابن الأعرابي: سُمِّيَ العيد عيدًا؛ لأنَّه يَعُود كلَّ سنة بفرحٍ مُجدَّد؛ "لسان العرب"، العيد في الإسلام كلمةٌ رقيقة عَذبة تملأ النفس أنسًا وبهجةً، وتملأ القلبَ صفاءً ونَشوَة، وتملأ الوَجه نَضارة وفَرحَة، كلمةٌ تُذكِّر الوحيدَ بأسرته، والمريضَ بصحَّته، والفقيرَ بحاجته، والضعيفَ بقوَّته، والبعيدَ ببلده وعَشِيرته، واليتيمَ بأبيه، والمِسكِين بأقدس ضَرُورات الحياة، وتُذكِّر كلَّ هؤلاء بالله، فهو - سبحانه - أقوى من كلِّ قوي؛ ﴿ كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ ﴾ [المجادلة: 21].

وأغنى من كلِّ غني؛ ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ ﴾ [فاطر: 15].

وأعزُّ من كلِّ عزيز؛ ﴿ قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ [آل عمران: 26].

الأعياد في الإسلام ليست انطِلاقًا وراءَ الشَّهوات، وليسَتْ سِباقًا إلى النَّزوات، وليست انتِهاكًا للمُحرَّمات، أو سَطْوًا على الحدود أو الحرمات.

الأعيادُ في الإسلام طاعةٌ تأتي بعد الطاعة:
عيد الفطر ارتَبَط بشَهرِ رمضان الذي أُنزِلَ في
ه القُرآن، وفيه الصوم الذي يذكِّر بهَدْي القرآن، موسم يُختَم بالشُّكر والتَّكبير؛ ﴿ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ [البقرة: 185].

وعيد الأضحى ارتَبَط بفريضة الحج، موسم يُختَم بالذِّكر والتَّكبير؛ {﴿ وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ ﴾ [البقرة: 203] ذكريات تتجدَّد عبرَ الزَّمان والمكان، وتَحياها الأجيالُ جيلاً بعد جيل، فتتعمَّق إيمانًا، وتتألَّق يقينًا، وتَزداد صَفاءً ولمعانًا، عشرة أيَّام، كل يوم بليلته يهبُّ على قلبك المكدود يضخُّ فيه الدِّماء، ويُنبِت فيه الحَياء، ويُجدِّد فيه الرُّوح، ويزيد فيه الإيمان، كل يوم بليلته يُنادِيك، يا باغِيَ الشر أَقصِر، ويا باغي الخير أقبِل، يا نُفُوس الصالحين افرَحِي، ويا قُلوبَ المتَّقِين امرَحِي، يا عُشَّاق الجنَّة تأهَّبوا، ويا عباد الرحمن ارغَبُوا، ارغَبُوا في طاعة الله، وفي حب الله، وفي جنَّة الله.

فطُوبَى للذين صاموا وقاموا، طُوبَى للذين ضحَّوا وأعطَوْا، طُوبَى للذين كانوا مُستَغفِرين بالأسحار، مُنفِقين بالليل والنَّهار، ما أعظَمَ هذا الدِّين! وما أجمَلَ هذا الإسلام! يدعو الله - عزَّ وجلَّ - عبادَه لزيارة بيته الحرام، الذي جعَلَه مثابةً للناس وأمنًا؛ ليجمَعُوا أمرَهم، وليُوحِّدوا صفَّهم، ويشحَذُوا هممهم، وليقضوا تفَثَهم، وليطوَّفوا بالبيت العتيق، نفحات الله، ورحمات الله، ونظرات الله، كانت بالأمس القريب في أفضَلِ يوم، عرفات الله، يوم المناجاة، يوم المباهاة، يوم الذِّكر والدعاء، يوم الشكر والثَّناء، يوم النَّقاء والصَّفاء، يوم إذلال الشيطان المريد واندحاره، يوم غَيْظِ إبليس الملعون وانكساره، يوم وحدة المسلمين العُظمَى، يوم مؤتمر المؤمنين الأكبر، مؤتمر سنوي يجتَمِع فيه المسلمون من أجناس الأرض على اختلاف ألسنتهم وألوانهم، على اختلاف لُغاتهم وأوطانهم، اجتمَعُوا في هذا المكان لهدفٍ واحدٍ ولربٍّ واحد، يَرجُون رحمته، ويَخافُون عذابَه، إنهم يَصنَعون وحدةَ الهدف، ويَبنُون وحدةَ العمل، إنهم جميعًا مُسلِمون، لربِّ واحد يَعبُدون، ولرسولٍ واحد يَتَّبِعون، ولقبلةٍ واحدة يتَّجِهون، ولكتابٍ واحد يقرؤون، ولأعمال واحدة يُؤدُّون، هل هناك وحدة أعظم من هذه الوحدة؟! ليكن ذلك سبيلاً إلى سلامة العبادة وصحَّة العقيدة؛ ﴿ إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ ﴾ [الأنبياء: 92].

ليكنْ ذلك طريقًا لبلوغ التَّقوى وزيادة الإيمان؛ ﴿ وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ ﴾ [المؤمنون: 52]،

الإسلام يُوحِّد الأمَّة، فلماذا تتشتَّت؟!
الإسلام يعزُّ الأمَّة، فلماذا تذلُّ؟!
الإسلام يُغنِي الأمَّة، فلماذا تفتَقِر؟! الإسلام يَهدِي الأمَّة، فلماذا تضلُّ؟! ﴿ وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنْتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللَّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾ [آل عمران: 101].

نعم، إنَّه يوم عرفة؛ ﴿ فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ ﴾ [البقرة: 198].

إنها مشاعر لا تُوصَف، وأحاسيس لا تُكتَب، إنما يتذوَّقها الذي يُؤدِّيها، ويستَشعِرها الذي يحضرها، ويحسُّها الذي يُلبِّي نداءَها، فينظُر الكعبة، ويُعانِق الحجر، ويُصلِّي عند المَقام، يَسعَى كما سَعَتْ هاجر - عليها السلام - ويُضحِّي كما ضحَّى إبراهيم - عليه السلام - ويُطِيع كما أطاع إسماعيل - عليه السلام - ويَطُوف كما طافَ محمدٌ - عليه الصلاة والسلام - ويُقبِّل الحجرَ كما قبَّل عمر - رضي الله عنه - فقط عن حبٍّ ورغبةٍ وإخلاص، لعلَّ قدمًا تأتي مكانَ قدمٍ، وطَوافًا يأتي مكانَ طواف، وسعيًا يأتي مكان سعيٍ، فيزداد الإيمان، ويَكون الغفران، وينتَشِر الأمن، ويأتي الأمان.

العيد يومُ الفداء:
عيد الأضحى يوم التضحية والفِداء، يوم الفرَح والصَّفاء، يوم المكافأة من ربِّ السماء للنبيَّيْن الكريمَيْن إبراهيم وإسماعيل صاحبي الفضل والعَطاء، أراد الأعداءُ بإبراهيم سوءًا، لكنَّ الله لطَمَهم وأبعَدَهم، وجعَلَهم من الأسفَلِين، كما يجعَلُ كلَّ أعداء الدِّين إلى يوم الدِّين؛ ﴿ فَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَسْفَلِينَ ﴾ [الصافات: 98].

أمَّا إبراهيم - عليه السلام - فله شأنٌ آخَر، وطريقٌ آخَر، وهدفٌ آخَر؛ ﴿ وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ ﴾ [الصافات: 99]،

رَجاء مشروع، يريد فقط الصالحين لإصلاح الأرض، وبِناء التوحيد؛ ﴿ رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ ﴾ [الصافات: 100]، ودعاء المخلصين مسموعٌ ومُجابٌ في التوِّ واللحظة؛ ﴿ فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ ﴾ [الصافات: 101].

طريق الأنبياء هكذا، والتابعين من الموحِّدين هكذا، السماء تَتعاوَن م
ع المُصلِحين، مع الموحِّدين، مع المُخلِصين، العامِلين للدين، تُمهِّد طريقَهم، وتُذلِّل عَقباتهم، تَجبُر كسرَهم، وتُحقِّق رَغباتهم، وتنصر أهدافهم.

إبراهيم - عليه السلام - يُمتَحن؛ ليُمنَح، ويُختَبر؛ ليَعلُو، ويُبتَلى؛ ليَسمُو؛ ﴿ فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ ﴾ [الصافات: 102] بدَأ يَمشِي، وهنا أعظَمُ مرحلة الحب من الوالد لولده، لكنَّ الله أرادَ إخلاصَ قلبِه، وتمحيصَ فؤادِه، واصطِفاء نفسه، واجتِباء وجهته؛ ﴿ فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ ﴾ [الصافات: 102].

رُؤيَا فيها ذبح الابن؛ طاعةً لله، ويُبلَّغ الابنُ من الوالد ذاتِه: ﴿ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى ﴾ [الصافات: 102]؛ ليَعِي دُعاة اليوم وعُلَماء التربية هذا الأسلوبَ الرائع، من الحب المُتَبادَل، والأدب المُتَبادَل، في أحلَكِ الظُّروف، وأشدِّ المِحَن، وأصعب المَواقِف، فيردُّ الغُلام بالمستوى نَفسِه من الشَّجاعة والإخلاص، من التضحِيَة والفداء، من الأدب الرفيع، والذَّوق العالي، وتقديم المشيئة؛ لأنَّ الموقف موقف فتنة، ولا ينتصر عليها المرء، ولا يخرج منها المبتلَى إلاَّ بإذن الله، وعون الله، وفضل الله؛ ﴿ قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ ﴾ [الصافات: 102].

وجاءَتْ لحظة الحسم؛ ﴿ فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ ﴾ [الصافات: 103]، فكان الاستِسلام من النبيَّيْن لأمرِ الله، وكان الحب من الكريمين لطاعة الله بالمستوى نفسه، والأداء ذاته؛ ﴿ أَسْلَمَا ﴾ وهُنا تدخَّلت السَّماء، الله شهد الموقف، وصدَّق عليه، فنادَى وجازَى؛ ﴿ وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ * قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ ﴾ [الصافات: 104 - 105].

امتحانٌ ما أشدَّه! اختِبارٌ ما أصعَبَه! ابتِلاءٌ ما أعظَمَه! ﴿ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ ﴾ [الصافات: 106]، لكنَّ إبراهيم - عليه السلام - اجتازَه بامتِيازٍ مع مراتب الشَّرَف، بتَوفِيق الله له مع مَنازِل الإخلاص، وبعون الله له مع مَقامات اليقين، فكان الفِداء من السَّماء في يوم الفِداء، ﴿ وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ ﴾ [الصافات: 107]؛ ليَعلُو ذِكرُ آل إبراهيم في العالَمين؛ ﴿ وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ * سَلَامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ ﴾ [الصافات: 108 - 109].

وهذا المَنْح وهذا الاصطِفاء لا يقتَصِران على آل إبراهيم فقط؛ ﴿ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ ﴾ [آل عمران: 33]، لا يقتَصِران على هؤلاء فقط، وإنَّما لكلِّ المحسنين والمُخلِصين العامِلين لله إلى يوم الدِّين من الناس أجمَعِين؛ ﴿ كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ ﴾ [الصافات: 110]، ﴿ اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا وَمِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ ﴾ [الحج: 75].

ثم خاتم الإيمان لإبراهيم في شَهادة تقديرٍ من ربِّ العالَمين؛ ﴿ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [الصافات: 111].

هذا التقديرُ وهذا الاصطِفاء في الدنيا والآخِرة له ولِمَن لا يسفه نفسَه بالرَّغبة في طريقٍ آخَر؛ ﴿ وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ ﴾ [البقرة: 130].
ليت الأمَّة تتعلَّم الفداء، فالإسلام تَكاثَرَ عليه الأعداء، تَكالَبتْ عليه الأكَلَة من الأُمَم، حُرِقَ كتابُه واستُهزِئ بنبيِّه، تعطَّلت الحدود، وازداد الصُّدود، سُلِبت المقدَّسات، وانتُهِكت الأعراض، سُفِكت الدماء، واضطُهِد العُلَماء، أصبَحَ الإسلام غريبًا في وطَنِه، وأمسى الدِّين طريدًا بين أهله، مَن له؟ مَن يَفدِيه؟! مَن يُضَحِّي من أجلِه؟!

ألاَ من إبراهيم جديد في الأمَّة يَترُك رَضِيعَه وزَوجَه في الصَّحراء وينطَلِق ﴿ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ ﴾ [الصافات: 99]، مهاجرٌ إلى ربه ﴿ إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَى رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾ [العنكبوت: 26].

ليس لإبراهيم فحسب؛ ﴿ وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ﴾ [النساء: 100].

أسرةٌ ثابتةٌ قدَّمت للإسلام، وعاشَت الإيمان واليَقِين، ألاَ من هاجر جديدة تَفدِي الإسلام، وتُعلِّم المسلمين حقيقةَ التوكُّل، وروعة اليَقِين في الله ربِّ العالَمين، "إذًا لن يُضيِّعنا"، وكذل
لهم انصر الاسلام والمسلمين واعزالاسلام والمسلمين ودمر اعداءك اعداء الدين واجعل كلمتك العليا الى يوم الدين.

اللهم تقبل من الحجاج حجهم، اللهم تقبل من الحجاج حجهم وسعيهم، اللهم اجعل حجهم مبرورًا، وسعيهم مشكورًا، وذنبهم مغفورًا، اللهم تقبل مساعيهم وزكها،وارفع درجاتهم وأعلها، وبلّغهم من الآمال منتهاها، ومن الخيرات أقصاها،اللهم اجعل سفرهم سعيدًا،وعودهم إلى بلادهم حميدًا،اللهم هون عليهم الأسفا،وأمنهم من جميع الأخطار،
اللهم احفظهم من كل ما يؤذيهم،
وأبعد عنهم كل ما يضنيهم،
اللهم واجعل دربهم درب السلامة والأمان،والراحة والاطمئنان،
اللهم وأعدهم إلى أوطانهم وأهليهم وذويهم ومحبيهم سالمين غانمين برحتمك يا أرحم الراحمين .


وصلَّى الله على محمد وعلى أهله وصحبِه وسلَّم، والحمدُ لله ربِّ العالمين.
ك جمالُ السَّعي إلى يوم الدِّين، ألاَ من إسماعيلَ جديد يُقدِّم رُوحَه ونفسَه وحياته طاعةً لربِّه، وتَنفِيذًا لأمرِه، وطلَبًا لرِضاه؛ ﴿ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ ﴾ [الصافات: 102].

الإسلام أحوَجُ ما يَكُون الآن إلى مُضحِّين وفادِين، من أوقاتهم ومن أموالهم ومن أبنائهم، ومن كلِّ ما أعطاه الله لهم، حتى يَسمُو الفرد وتَعلُو الأمَّة، حتى ينتَصِر الدِّين، وتعلو رايَةُ الحقِّ المبين، مَن يَسمُو؟ ومَن يفرُّ ويَجرِي؟! مَن يمسك؟ ومَن يُعطِي ويَفدِي؟! ومَن يُطِيع؟ ومَن يرغب ويعصي؟ ﴿ وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ ﴾ [البقرة: 130].

العاملون للدِّين يُضاعِف الله أجرَهم، ويُسهِّل الله طريقَهم، ويَرفَع شأنَهم، ويُعلِي الله ذِكرَهم؛ ﴿ وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا ﴾ [مريم: 41]، ﴿ وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا ﴾ [مريم: 54]، فتَذكُرهم الأجيالُ جيلاً بعدَ جيلٍ إلى أنْ يَرِثَ الله الأرضَ ومَن عليها.

العيد في الإسلام فرحُ الأفراح، لكن لِمَن هذه الأفراح؟!

هل للذين جاءَهم موسم الحج، فوجَدَهم يسرقون وينهبون، أو يرتَشُون ويستَغِلُّون؟! هل للذين يُنافِقون ويكذبون، أو يغشُّون ويُداهِنون؟! هل للذين يَظلِمون ويستَبِدُّون، أو يَأكُلون أموالَ اليتامى ظلمًا، أو يتعدون حدودَ الله بغيًا، أو يَرفِضون قوانين السَّماء عِنادًا وكفرًا؟! هل للذين يَقضُون ليلهم في مُشاهَدة المسلسلات الهابِطَة، والأفلام الخليعة؟ هل للذين يَقطَعون نهارَهم في غفلةٍ ساهين، وفي غيِّهم سادِرين، ثم لا يتوبون؟! كلاَّ، إلاَّ مَن رحم ربِّي.

فليفرح هؤلاء فرحًا زائلاً، فرحًا زائفًا، فرحًا غير مشروع؛ لأنَّه فرح بغير الحق؛ ﴿ ذَلِكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَفْرَحُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنْتُمْ تَمْرَحُونَ ﴾ [غافر: 75].

فرحهم زائِفٌ كفرح قارون الملعون؛ ﴿ إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِنْ قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ ﴾ [القصص: 76].

فرَحُهم مؤقَّت كفرَح هؤلاء؛ ﴿ فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ ﴾ [الأنعام: 44].

فرَحُهم مكذوبٌ غيرُ صحيحٍ، ومنقوصٌ غيرُ كامِلٍ؛ لأنَّه مُرتَبِطٌ بالدنيا وشهواتها ونزواتها ومتاعها فقط؛ ﴿ وَفَرِحُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا مَتَاعٌ ﴾ [الرعد: 26].

أما لو تابُوا وأقلَعُوا وندِمُوا، ولم يُصِرُّوا على العودة إلى المعاصي، وحقَّقوا شروط التوبة - فإنَّ الله يَقبَلُهم ويُسامِحُهم ويعفو عنهم، مهما كانت ذنوبهم عظيمة فالله أعظم، ومهما كانت سيِّئاتهم كبيرةً فالله أكبر، ومهما كانت آثامهم كثيرةً فعفو الله أكثر؛ ﴿ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴾ [الزمر:53]
الله اكبر الله اكبر الله اكبر
اقول ماسمعتم واستغفرالله العظيم لي ولكم فاستغفروه إنه هوالغفورالرحيم..


🕋🕋🕋🕋🕋🕋🕋🕋


📜الخطبةالثانية:-

الحمدلله رب العالمين
الله اكبر الله اكبر...........سبعاً

ايها المسلمون:-
لمن تكون
فرحة العيد ؟!

للذي جعَل يدَيْه مَمَرًّا لعَطاء الله، راحَ يُنفِق بالليل والنَّهار سِرًّا وعلانية، بُكرَة وعَشِيًّا، للذي يهتمُّ بأمر المسلمين، فيُصلِح بين المتخاصِمين، ويضَعُ عن كاهل المُستَضعَفين، ويَدعو للمُحاصَرين، للذي كان وقَّافًا عند حدود الله لا يتعدَّاها، ولا يَنساها، إنما يَحفَظُها ويَرعاها.

للذي هو ليِّنٌ في طاعة الله، مِطواعًا لأمر الله، مُحِبًّا لرسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - عاملاً بمنهج الله، إذا قُرِئ عليه القُرآن سمع وأنصَتَ، وإذا نُودِي بالإيمان آمن ولبَّى؛ ﴿ رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا ﴾ [آل عمران: 193].

للذي أحسَنَ إلى والدَيْه طائِعًا لهما في غير مَعصية، بارًّا ورَحِيمًا بهما، للذي يَقرَأ القرآن بتدبُّر وتفكُّر، ويُصلِّي بخشوعٍ وخُضوع، ويَعمَل لدينه بفهمٍ صحيح.

للذي يُحافِظ على صلاة الجماعة، وخاصَّة صلاة الفجر التي تَشهَدها الملائكة، وتصغُرها الدنيا وما فيها، ((ركعَتَا الفجرِ خيرٌ من الدُّنيا وما فيها))؛ صحَّحه الألبان
حانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت،أستغفرك وأتوب إليك.وصلى الله وسلم وبارك على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

============================
ي، ((يَفرَح الربُّ - تعالى - بمَشْيِ عبدِه إلى المسجد مُتوضِّيًا))؛ "صحيح ابن خزيمة".

هؤلاء فَرِحُوا بطاعة ربِّهم، يُؤدُّون هذه الأعمال لا يملُّون ولا يكلُّون، وهم على عَهدِهم ووَعدِهم وأعمالهم لا ينقَطِعون ولا يُفرِّطون، وإنما على أعمالهم يستَقِيمون، لا يَعبُدون أحجارًا ولا أشجارًا، وإنما يعبدون ربَّ الأحجار وربَّ الأشجار، وربَّ كلِّ شيءٍ؛ لذلك هم أصحاب الفرح وملوكه، يفرَحُون فرحًا محمودًا، يفرَحُون فرحًا مَشروعًا، يفرَحُون بطاعة الله، يفرَحُون بفضل الله، ويفرَحُون برحمة الله؛ ﴿ قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ ﴾ [يونس: 58].

كما يَفرَحون ببذْلهم أرواحَهم في سبيل الله؛ ﴿ فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾ [آل عمران: 170].

عمير بن الحمام الأنصاري أخرج تَمراتٍ من قرنه، شرَع يأكلها، ثم طوَّح بها يقول: لئنْ أنا حَيِيتُ حتى آكُل تَمَراتي هذه إنها لحياةٌ طويلة، وأنشد:

رَكْضًا إِلَى اللهِ بِغَيْرِ زَادِ

إِلاَّ التُّقَى وَعَمَلَ الْمَعَادِ

وَالصَّبْرَ فِي اللهِ عَلَى الْجِهَادِ

وَكُلُّ زَادٍ عُرْضَةُ النَّفَادِ

غَيْرَ التُّقَى وَالْبِرِّ وَالرَّشَادِ

وكما يَفرَحون بلقاء رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - كان بلالٌ - رضي الله عنه - يقول وهو يَجُود بنفسه لله: وافرحتاه! غدًا ألقى الأحبَّة، محمدًا وصحبه.

فطُوبَى لشابٍّ نشَأ في طاعةٍ لله، وطُوبَى لرجلٍ ذكَر الله خاليًا ففاضَتْ عَيْناه، وطُوبَى لفتاةٍ أُمِرتْ بالحجاب، فقالت: لبَّيك يا الله، وطُوبَى لامرأةٍ أطاعَتْ زوجَها، وصامَتْ شهرَها، وصلَّتْ خمسَها حبًّا في الله، وطُوبَى لِمَن أطعَمَ أفواهًا، وكسا أجسادًا، ورحم أيتامًا، ووصَل أرحامًا.

جهادٌ مستمرٌّ:
احفَظُوا اللهَ في فروضه وحدوده وعهوده، يحفظكم في دينكم وأموالكم وأنفسكم، كونوا مع الله يكن الله معكم، في حلِّكم وتَرحالكم، في حركاتكم وسكناتكم، في يُسرِكم وعُسرِكم، في قوَّتكم وضعفكم، في غِناكم وفقركم، جاهِدُوا أنفسَكم، وجاهِدُوا الخلوف المتردِّدة الملتوية المتردِّدة بالنَّصيحة، وبالحكمة والموعظة الحسنة، ففي ذلك دليلُ الإيمان.

عن عبدالله بن مسعود - رضِي الله عنه - أنَّ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((ما من نبيٍّ بعَثَه الله في أمَّةٍ قبلي إلاَّ كان له من أمَّته حواريُّون وأصحاب يَأخُذون بسنَّته ويقتَدُون بأمره، ثم إنها تخلف من بَعدِهم خلوفٌ يقولون ما لا يَفعَلون، ويَفعَلون ما لا يُؤمَرون، فمَن جاهَدَهم بيده فهو مؤمن، ومَن جاهَدَهم بلسانه فهو مؤمن، ومَن جاهَدَهم بقلبه فهو مؤمن، وليس وراء ذلك من الإيمان حبَّة خَردَل))؛ رواه مسلم.

يقول ذو النون: إنما تُنال الجنَّة بأربع: استِقامة ليس فيها زوغان، وجِهاد لا سهوَ معه، ومُراقَبة لله في السرِّ والعَلَن، ومُحاسَبة للنفس قبل أنْ تُحاسَب، والاستِعداد للموت بالتأهُّب له.
غَدًا تُوَفَّى النُّفُوسُ مَا كَسَبَتْ
وَيَحْصُدُ الزَّارِعُونَ مَا زَرَعُوا

إِنْ أَحْسَنُوا أَحْسَنُوا لِأَنْفُسِهِمْ
وَإِنْ أَسَاؤُوا فَبِئْسَ مَا صَنَعُوا

أيُّها المسلمون، أعيادُنا يوم تحرير الأَرض والعِرض، يوم تحرير البلاد والعباد، يوم أنْ تتحرَّر النُّفوس من الشَّهوات والملذَّات، ويوم أنْ تتحرَّر القلوب من الكذب والنِّفاق، ويوم أنْ تتحرَّر الصُّدور من الشَّحناء والبَغضاء، ويوم أنْ تتحرَّر الحقوق من قيود الفَساد والاستِبداد، فيبذل كلُّ ذي واجبٍ واجِبَه غير مُقصِّر، ويأخذ كلُّ ذي حقٍّ حقَّه لا يزيد.

أعيادنا يوم يتحرَّر المُحاصِرون من الظُّلم القائم، والحصار الظالم، والعداء المُتَراكِم، من الصَّديق قبل العدوِّ، ومن القَرِيب قبل البعيد، ولا حول ولا قوَّة إلا بالله تعالى.

أعيادُنا يوم أنْ يتحرَّر الأقصى المبارك من بَراثِن اليهود، ومن بطْش اليهود، ومن ظُلم اليهود وغير اليهود.

أيُّها المسلمون، أأأنتم مأمورون بالفرحة، في هذا اليوم كنتم في طاعة وتنتقلون إلى أخرى، افرَحُوا ولكم الأجرُ؛ ﴿ قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ ﴾ [يونس: 58].

فاجعَلُوا هذه الأيَّام أيامَ العيد فرحًا لا ترحًا، أيَّامَ اتِّفاق لا اختلاف، أيَّامَ سعادةٍ لا شَقاء، أيَّام حب وصَفاء، لا بَغضاء ولا شَحناء، تسامَحُوا وتَصافَحُوا، توادُّوا وتحابُّوا، تَعاوَنُوا على البرِّ والتَّقوى، لا على الإثم والعُدوان، صِلُوا الأرحام، وارحَمُوا الأيتام، تخلَّقوا بأخلاق الإسلام.

اللهم تقبَّل مِنَّا واقبلنا، واجعلنا من المقبولين،
اللهمَّ ارزُقنا الإخلاصَ في القول والعمل، ولا تجعَل الدنيا أكبَر همِّنا، ولا مَبلَغ علمنا،
ولاتسلط علينا بذنوبنا من لايخافك ولايرحمنا
ياعزيزياغفار.
ال
: ((مَن أُعطِيَ حَظَّهُ مِنَ الرِّفقِ فَقَد أُعطِيَ حَظَّهُ مِن الخَيرِ الدُّنيَا وَالآخِرَةِ، وَصِلَةُ الرَّحِمِ وَحُسنُ الجِوَارِ أَو حُسنُ الخُلُقِ يَعمُرَانِ الدِّيَارَ وَيَزِيدَانِ في الأَعمَارِ))، رواه أحمد وصححه الألباني.

هذه، وصلوا وسلموا على نبيكم محمد بن عبد الله كما أمركم بذلك ربكم.
🎤
خطبة.عيد.الأضحى.المبارك.cc
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌

الاستفتاح بما تيسّر
ثــــم أمّــــا بــــعــــــــــــد:
الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا
وسبحان الله بكرة وأصيلاً.


لكَ الحمدُ يا رب لكَ الحمد
أنتَ الفرد الواحد الصّمد، المُنزّهُ عن الشريكِ والصّاحبة والولد، رافعِ السّماء بغير عمد، ومُجْرِي السّحابِ بغير صفد، سبحانَكَ سُبحانَكَ ما أعظم شانك! وما أعلَى مكانَك! وما أنطَقَ بالصّدق برهانَكْ! ؛ تعالَيت في ارتفاعِ شأنِكَ عن أن ينْفُذَ فيكَ حُكْمُ التّغيِير، وأتقَنْتَ إنشاءَ البرايا فأحْكَمْتَهَا بلُطْفِ التّدبير والتّقدير، خضعت لكَ رقابُ الصّعاب في محلّ تُخُومِ قرارها، وأذعنت لكَ رواصن الأسبابِ في منتهَى شواهق أقطَارِهَا..

يا من لا يُوَارِي منه ليلٌ داجْ، ولا سماءُ ذاتُ أبراجْ، ولا حُجُبٌ ذات أرتاجْ، ولا مَا في قَعْرِ بحرٍ عجّاج ؛كفى بإتقان الصّنع لكَ آية، وبتركيب الطّبعِ عليكَ دِلالة، وبإحكام الصّنعة عليكَ عِبرة، فليس إليكَ حَدٌّ منسوب، ولا لكَ مَثَلٌ مضروب، ولا شيءَ عنكَ بمحجوب، لا إلهَ إلاّ أنتَ سبحانَك،ـ ما أعظم شأنك! وأعلَى مكانَك! وأنطَقَ بالصّدق برهانَكْ!

حاشا أن نُحصيَ عليكَ ثناءً فأنتَ كما أثنَيتَ على نفسِك، عظُمَ حِلمُكَ عن إحصاء المحصين، وجلّ طولك عن وصف الواصفين، خلقتنَا من نطفةٍ بقُدرتِك، وربّيتنا بطَيّبِ رزقك، وأنشأتنا في تواتر نِعَمِك، ومكّنت لنا في مهادِ أرضك، وأكرمتنا بمعرفتك، وأطلقت ألسِنتنَا بشكرك، وهديتنَا السّبيل إلى طاعتك.. فلكَ الحمدُ كلُّ الحمدْ..!

الله أكبر كبيراً، والحمد لله كثيراً، وسبحان الله بكرة وأصيلاً..
عبادَ الله : اعلموا - حفظكم الله- أنَّ أسعدَ النّاسِ من رضيَ الإسلامَ دينَا، والإيمانَ يقينَا، والعملَ الصَّالحَ صراطًا مستقيمَا، ذاكَ هو الفلاحُ والفوزُ والرشاد، من استمسك بالإسلام فقد أخذ بالحبل المتين والعروة الوثقى، ومن أعرض عنه أبعده اللهُ وقلاه، ومن ابتغى العزَّةَ في غير دينِ اللهِ أذَلَّهُ الله، تلك سنَّةُ الله في الأوَّلين والآخرين، ولن تجد لسنَّة الله تبديلاَ، قال اللهُ تعالى: ﴿ وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِين ﴾ [آل عمران:85].وقال سبحانه: ﴿ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى * وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى ﴾ [طه: 123 - 124].

ثمَّ إنَّ من أجملِ خصائصِ هذا الدّينِ العظِيمِ أنّهُ يُرتّبُ الناسَ وفقَ الحقائقِ والبراهين لا على حَسَبِ النّسَبِ والأشكالِ والعناوِين، فلا فضلَ عندَ اللهِ لعربيٍّ على أعجمي، ولا لأبيض على أسود، ولا لطويل على قصير، ولا لغنيّ على فقير إلا بالتقوى، دِينٌ عظيمٌ قيّمٌ الناسُ فيهِ كلُّهم أمام التصنيفِ والتكليف والحساب سواء، لا ينفعُهُم يومَ القيامَةِ مالٌ ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم وبرهن عليه بالتقوى والعمل الصالح، قال- صلى الله عليه وسلم - في خطبة الوداع يعلنُ عن هذا المبدأ العظيم:" يا أيها الناس إن ربكم واحد وإن أباكم واحد ألا لا فضل لعربي على عجمي ولا لعجمي على عربي ولا لأحمر على أسود ولا لأسود على أحمر إلا بالتقوى إن أكرمكم عند الله أتقاكم ألا هل بلغت " (صحيح الترغيب 2963). قال النبي - صلى الله عليه وسلم -:" يا أيها الناس إن الله قد أذهب عنكم عُبَيَّةَ الجاهلية وتعاظُمَهَا بآبائها، فالناس رجلان: رجل بر تقي كريم على الله، وفاجر شقي هين على الله، والناس بنو آدم وخلق الله آدم من تراب "(صحيح الجامع: 7867). ‌

الله أكبر كبيراً، والحمد لله كثيراً، وسبحان الله بكرة وأصيلاً..


الخطبــــة.الثانيــــة.cc
الله أكبر كبيراً، والحمد لله كثيراً، وسبحان الله بكرة وأصيلاً..
معشر المؤمنين: أعظمُ حدَثٍ تشهدُهُ الأرض في هذا اليومِ السعيدِ إظهارُ توحيدِ الله تعالى وإفْرَادُهُ بالعبوديَّة والقصدِ والتوجُّهِ، وتعميمُ ذلكَ على الأرضِ كُلّها، من مركزِها " مكَّةَ " إلى أطرافها.

و لئن فاتنا شرف ما فيهِ الحُجّاجُ من طواف وسعي وإحرام فقد شرع الله لنا صيام يوم عرفة، وجعله كفارَةً لسنتين، وشرع لنا تكبيرَهُ في هذه الأيام في كل وقت وأدبارِ الصلواتِ إلى آخر يوم من أيام التشريق، وشرع لنا هذه الصلاةَ العظيمَةَ في هذا اليوم المبارك، وشرع لنا عقبها الخطبةَ للتعليمِ والتعظيم والتذكير، وشرعَ لنا التقرب إليه سبحانه بالأضاحي والصدقات ..

هذا اليومُ السعيدُ العظيمُ عيدٌ للمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، سمّاهُ اللهُ في القرآن الكريم بيوم " الحج الأكبر" لأنَّ الحجاجَ يؤدون فيه مُعظم مناسك الحج: يرمون الجمرة الكبرى، ويذبحون الهدايا لله تعالى، ويحلقون رؤوسهم ويقصرون، ويطوفون بالبيت، ويسعون بين الصفا والمروة.. فهذا اليومُ لهُ منزلته عند الله وقدرُه ؛ فأكثروا فيه من ذكر الله وشكره والثناء عليه،كب
روا الله - عز وجل - في هذا اليوم تكبيرًا ظاهرًا مسموعًا وفي الأيام المعدودات التي بعده فقد نزل فيها قول الله تعالى:﴿ واذكروا اللهَ في أيامٍ مَعْدُودَات ﴾ [البقرة: 203].

الله أكبر كبيراً، والحمد لله كثيراً، وسبحان الله بكرة وأصيلاً..

معشر المؤمنين: أوصيكم ونفسي بتقوى الله جلّ في علاه: فاتَّقوا الله في العُسرِ واليُسرِ والمنشطِ والمكرَهِ والغيبِ والشهادةِ تَفُوزوا بالْحُسنى وَزِيَادَةٍ، اجعلوا اللهَ سبحانه ذُخرَكُمْ وملجأكم، ومقصِدَكم ومفزَعكم، وأحِبُّوهُ من سويدَاءِ قلوبِكُم سبحانَهُ وتعلّقُوا به فإنّهُ محضُ الإيمان، ومن تعلَّق به سبحانه كفاه، ومن اعتمد عليه وقاه، ومن لجأ إليه حفِظَه وتولاَّه!.

هذا أوصيكم ونفسي بصُحبةِ القُرآن العظيم وحُبّهِ وتعظِيمِه وعدم هجرِه أو تعريضِهِ للنسيان، فَإِنَّهُ نور بالليل المظلم، وهدًى بالنهار، هو حَبلُ اللهِ المَتِين، وَصِرَاطُهُ المُستَقِيم، مَن تَمَسَّكَ بِهِ نجا، وَمَن حَادَ عَنهُ غَوَى، وَمَنِ ابتَغَى الهُدَى في غَيرِهِ أَضَلَّهُ اللهُ.

وأوصيكُم بنبيّنا محمّدٍ صلى الله عليه وسلم خيرًا، أحِبُّوهُ من سويدَاءِ قلوبِكُم ووقّروه، وليحمِلكُم حُبُّهُ على حُسنِ الاقتداءِ به وتعظيمِ سُنّتِه وهديِهِ، وطاعةِ أمرِهِ وتركِ نهيِهِ، فهو محضُ الإيمان، قال النبي صلى الله عليه وسلم:" لا يؤمن أحدكم حتى أكــون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين " رواه البخاري ومسلم.

وقال أيضاً:" والذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إلـيـه من والده وولده " رواه البخاري.

و أوصيكُم ونفسِي بأصحابِ محمّدٍ صلى الله عليه وسلم خيرًا، وزوجاتهِ أمَّهات المؤمنين وآل بيتِهِ الطّاهرين، فهم قُدوتنا وأسوتنا، وقد شهدَ اللهُ لهم بالبلاءِ الحَسَنِ في الله وبالفوز والفلاح فقال سبحانه: ﴿ لَـكِنِ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ جَاهَدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ وَأُوْلَـئِكَ لَهُمُ الْخَيْرَاتُ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ. أَعَدَّ اللّهُ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾ [التوبة:88]. وأثنَى الله عليهم وعلى من اتّبعهم بإحسانٍ فقال: ﴿ والسَّابِقُون الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رضي اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾ [التوبة: 100] فاعرِفوا لهم حقَّهم، واحذروا مُبغِضَهم، وتمسَّكوا بهديهم، فإنَّهم على الصراط المستقيم.

وعليكُم أحبّتِي بإدامَةِ الطاعات، والاستقامَةِ على الخيرات، والمحافظة على الصلوات، والثباتِ على طاعةِ الله حتّى تلقَوهُ وهو سبحانهُ راضٍ عنكم، وإذا لم تنفعوا فلا تَضُرّوا وإذا لم تُصلِحوا فلا تُفْسِدوا وإذا لم تَبْنُوا فلا تهدِموا..

وإيّاكُم والتراجُعَ أو التبديلَ أو التلوّن فإنّ لقاءَ اللهِ حق، ودينَهُ واحد، وطعمَ الموتِ واحد، وواللهِ لا فاقة بعد الجنة، ولا غِنَى بعد النار، وكل نعيم دون الجنة محقور، وكل بلاء دون النار عافية، وما عندَ الله خيرٌ وأبقَى للذين يتّقُون..

هذا - معشر المؤمنين - وأَفشُوا السَّلامَ وَأَطعِمُوا الطَّعَام، وَتَصَافَحُوا وَتَصَالَحُوا، وَلِينُوا، وَتَوَاضَعُوا، وَتَبَسَّمُوا، وَتَرَاحَمُوا، وَاحفَظُوا حَقَّ الجِوَار، عودوا المريض، وصِلوا الرَّحِم، وأطعِموا الجائع، وأعطوا الفقير، ووفُّوا للنّاسِ حقوقَهُم وأموالَهُم وأعطُوا حقّ الأجير، واحنُوا على الوالدين، وأحسِنوا إليهما خاصّةً عند الكِبَر، واستوصوا بالنساء خيرًا فقد أوصَى بهنّ محمّدٌ صلى الله عليه وسلم.

الله أكبر كبيراً، والحمد لله كثيراً، وسبحان الله بكرة وأصيلاً..

أيها الإخوةُ في الله: إذا رجعتم إلى البيوت فاذبحوا هداياكم باسم الله تعالى بنيَّة خالصة صادقة، ولا تنسَوا اليتيمَ والفقير، واسألوا الله الكريمَ قَبُول الأقوال والأعمال، فإنّ أسعدَ الناسِ بالعيدِ من قَبِلَ اللهُ منه الكَلِمَ الطيّبَ والعملَ الصالح. هذا ونسأل اللهَ العظيم التوفيق للخيراتْ، والسَّلامةَ من المُنكراتْ، والتَّحقُّقَ بالصِّفاتِ الصَّالحاتْ..

الله أكبر كبيراً، والحمد لله كثيراً، وسبحان الله بكرة وأصيلاً..

اللهم أعد علينا هذا العيد بالبر والإيمان، ووفقنا لمتابعة الإحسان،ويسر لنا طريق الهداية والإيمان. . اللهم تقبل منا صلاتنا ونسكنا، واغفر لنا وارحمنا يا أرحم الراحمين ...

اللَّهُمَّ اجْعَلْ غِنَانا فِي نفوسِنا، وَ الْيَقِينَ فِي قَلوبنا، وَ الْإِخْلَاصَ فِي أعمالنا، وَ النُّورَ فِي أبصارِنا، وَ الْبَصِيرَةَ فِي دِينِنا، وَ مَتِّعْنا بِجَوَارِحِنا، وَ اجْعَلْ سَمْعنا وَ أبصارنا الْوَارِثَيْنِ مِنّا، وَ انْصُرْنا عَلَى مَنْ ظَلَمَنا، وَ أَقِرَّ بِذَلِكَ أعيُنَنَا يا كريم..!

معشر المؤمنين: تقبل الله مني ومنكم، وسب
🎤
خطبـة.الجمعـة.ليوم.النحر.cc
بعنوان : نعمة تسخير بهيمة الأنعام
للشيخ/ فيصـل بن عبـدالله الــبرغــش
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌

الخطبـــة.الاولـــى.cc
إنّ الحمدَ لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرورِ أنفسنا وسيّئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلَّ له، ومن يضلِلْ فلا هاديَ له، وأشهد أن لا إلهَ إلا الله وحدَه لا شريك له، أسبغ علينا نِعَمَه ظاهرةً وباطنةً، وأشهد أنَّ نبينا محمّدًا عبدُه ورسوله وصفيه وخليله، صلّى الله عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين.

أمـــا بعـــد:
فاتقوا الله عبادَ الله، واستقيموا على طاعته، واتبعوا نهج نبيه صلى الله عليه وسلم، واقبلوا وصيتَه إذ قال: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].

عبادَ الله..!
هنيئًا لكم هذا العيد العظيم، هنيئًا لكم هذه الأيام المباركة، أسأل الله بمنه وكرمه أن يجعلها مباركة علي وعليكم وعلى جميع المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها..

أيها المسلمون..!
منن الله على عباده لا تحصر، ألا وإن من أعظمها تجليًا في هذه الأيام المباركة التي يُتقرب إلى الله فيها بذبح الأضاحي نعمةَ تسخير بهيمة الأنعام للإنسان، هذه النعمة الكبيرة التي يغفُل كثيرٌ من الناس عن التدبر فيها واستشعارها مع ملامستهم لها في واقعهم ووصية الله لهم بتذكرها وشكرها لاسيما في هذه الأيام، فمع عظيم خلقها وما وهبها الله من قوة تنقادُ للإنسان فيذبحها وينتفع بلحمها وجلدها؛ قال تعالى: ﴿ لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّنْ بَهِيمَةِ الأَنْعَامِ ﴾ [الحج: 28]، وليست نعمة الله بتسخير بهيمة الأنعام محصورةً في الانتفاع بلحومها، بل إنَّ لله تعالى على عباده في بهيمة الأنعام نعمًا كثيرة، قد عدَّد بعضَها في مواضعَ من القرآن كما قال سبحانه: ﴿ وَالأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ * وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ * وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَى بَلَدٍ لَّمْ تَكُونُوا بَالِغِيهِ إِلاَّ بِشِقِّ الأَنفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ ﴾ [النحل: 5-7]. وقال تعالى: ﴿ وَإِنَّ لَكُمْ فِي الأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُّسْقِيكُم مِّمَّا فِي بُطُونِهَا وَلَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ * وَعَلَيْهَا وَعَلَى الفُلْكِ تُحْمَلُونَ ﴾ [المؤمنون: 21-22]، ففي هذه الأنعام فوائد عدة للإنسان؛ فله من جلودها بيوت، ومن أصوافها لباس، ويتغذى بأكل لحمها، وشُرب لبنها، ويستخدمها في الركوب وحمل الأثقال ويتخذها في الزينة.

ومن الأمور التي انبهر أمامها العلم الحديث: خروج اللبن من ضروع الأنعام مستخلصًا من بين فرث ودم، فبعد امتصاص الأمعاء للعصارة الهضمية تختلط بالدم وتسير معه وتذهب إلى كل خلية في الجسم، فإذا صارت إلى غدد اللبن في الضرع تحولت إلى لبن ببديع صنع الله الذي أتقن كل شيء؛ قال تعالى: ﴿ وَإِنَّ لَكُمْ فِي الأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُّسْقِيكُم مِّمَّا فِي بُطُونِهِ مِن بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَّبَنًا خَالِصًا سَائِغًا لِّلشَّارِبِينَ ﴾ [النحل: 66].

وإن الناظر إلى الأنعام وأشكالها، وصورها وأوجه تسخيرها للإنسان ليعجبُ من حكمة خلقها، وعظمة خالقها ومصورها الذي لم يخلقها إلا بعلم محيط بجميع منافعها، وهذا كله يوجب على الإنسان أن يعرف ربه ويعبده وحده حق العبادة.

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعنا بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول ما تسمعون وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.


الخطبـــة.الثانيـــة.cc
الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهدُ أن لا إله الله وحدَه لا شريك له، وأشهد أن نبينا محمدًا عبدُه ورسوله الداعي إلى رضوانه، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليمًا كثيرًا.

أمـــا بعـــد:
فاتقوا الله تعالى وأطيعوه، واحمدوه على ما هداكم، واشكروه على ما أعطاكم؛ هداكم للإيمان، وعلمكم الشرائع والأحكام، وفرض عليكم ما يصلحكم في الحال والمعاد..

معاشرَ المسلمين..!
غدًا تستقبلون أولَ أيام التشريق الثلاثة، وهي الأيام المعدودات التي أمرنا الله تعالى بذكره فيها، وهي أيام لها فضلها وقدرها، ويحرم صومها، فعظموها وأكثروا من ذكر الله فيها لا سيما بالتكبير المقيد في أدبار الصلوات؛ قال صلى الله عليه وسلم: ((أَيَّامُ التَّشرِيقِ أَيَّامُ أَكلٍ وَشُربٍ وَذِكرٍ للهِ))، رَوَاهُ مُسلِمٌ.

عباد الله..!
أيامُ الأعياد فرصة لصلة الأرحام والتواصل بين الأصحاب والإخوان، فرصة لتطهير القلوب من الشحناء والضغينة والتقرب إلى الله بالعفو والصفح عن كل من أساء إليك ﴿ فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ﴾، و((مَن تَرَكَ شَيئًا للهِ عَوَّضَهُ اللهُ خَيرًا مِنهُ))، قال عليه الصلاة والسلام
🕋🕋🕋🕋🕋🕋🕋🕋

🎤خطبة عيد الأضحى 🎤

📖بعنوان الإيمان📖

مختصرةمن خطبة

👳🏻د عبد الرحمن السديس إمام الحرم




📜الخطبة الأولى

اما بعد:

عباد الله :-
أوصيكم ونفسي بتقوى الله عز وجل فإن تقواه سبحانه وصيته للأوائل والأواخر، بها تسمو الضمائر وترق المشاعر، وتقبل الشعائر، وبها النجاة يوم تبلى السرائر، يقول عز وجل: وَلَقَدْ وَصَّيْنَا ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَـٰبَ مِن قَبْلِكُمْ وَإِيَّـٰكُمْ أَنِ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ[النساء:131].
عباد الله، اشكروا الله جل وعلا أن بلّغكم هذا اليوم العظيم وهذا الموسم الكريم، واعلموا ـ
رحمكم الله ـ أن يومكم هذا يوم مبارك، رفع الله قدره، وأعلى ذكره وسماه يوم الحج الأكبر، وجعله عيداً للمسلمين حجاجاً ومقيمين، فيه ينتظم عقد الحجيج على صعيد منى بعد أن وقفوا بعرفة وباتوا بمزدلفة، في هذا اليوم المبارك يتقرب المسلمون إلى ربهم بذبح ضحاياهم اتباعاً لسنة الخليلين إبراهيم ومحمد عليهما الصلاة والسلام، وقد أمر الله خليله بذبح ابنه وفلذة كبده فامتثل وسلّم، ولكن الله سبحانه بفضله ورحمته افتداه بذبح عظيم، فكانت ملة إبراهيمية جارية وسنة محمدية سارية عملها المصطفى ، ورغّب فيها في الصحيحين أنه ضحّى بكبشين أقرنين أصلحين ذبحهما بيده وسمّى وكبر.
الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد.
معاشر المسلمين، الأضاحي شعيرة عظيمة وسنة قويمة قد ورد الفضل العظيم لمن أحياها، في الحديث عنه صلى الله عليه وسلم قال: ((ما عمل ابن آدم يوم النحر أحب إلى الله من إراقة دم، وإنها لتأتي يوم القيامة بأضلافها وقرونها وأشعارها، وإن الدم ليضع من الله بمكان قبل أن يقع على الأرض، وإن للمضحي بكل شعرة حسنة وبكل صوفة حسنة فطيبوا بها نفساً))[1] رواه الإمام أحمد والترمذي وابن ماجه.
ومما ينبغي أن يُعلم ـ رحمكم الله ـ أن للأضحية شروطاً ثلاثة:
الأول: بلوغ السن المعتبر شرعاً، وهو خمس سنوات في الإبل، وسنتان في البقر، وسنة في الماعز، وستة أشهر في الضأن.
الثاني: أن تكون سليمة من العيوب التي تمنع من ذبحها، وقد بين صلى الله عليه وسلم بقوله: ((أربعٌ لا تجزئ في الأضاحي العرجاء البيّن ضلعها، والعوراء البين عورها، والمريضة البين مرضها، والعجفاء ـ وهي الهزيلة التي لا تنقي))[2] خرّجه الإمام أحمد وأهل السنن من حديث البراء بن عازب رضي الله عنه.
الثالث: أن تذبح الأضحية في الوقت المحدد شرعاً ويبدأ بعد الفراغ من صلاة العيد وينتهي بغروب الشمس من اليوم الثالث من أيام التشريق، والأفضل في يوم العيد نهاراً ولا بأس في الذبح ليلاً، وتجزئ الشاة الواحدة عن الرجل وأهل بيته كما في حديث أبي أيوب رضي الله عنه أنه قال: (كان الرجل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يُضحي بالشاة الواحدة عنه وعن أهل بيته)[3].
الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر، الله أكبر ولله الحمد.
أيها الإخوة المضحون، إن للأضحية آداباً ينبغي مراعاتها منها: التسمية والتكبير، ومنها: الإحسان في الذبح بحد الشفرة وإراحة الذبيحة والرفق بها وإضجاعها على جنبها الأيسر متجهة إلى القبلة، والسنة أن يوزعها أثلاثاً فيأكل ثلثاً ويهدي ثلثاً ويتصدق بثلث وأن يتولى ذبحها بنفسه أو يحضرها عند الذبح ولا يعطي جازرها أجرته منها، فلا تحرموا أنفسكم ثواب الله وفضله في هذه الأيام المباركة، وضحوا عن أنفسكم وأهليكم وأولادكم تقبّل الله ضحاياكم وتقربوا إلى الله بالعج والثج يقول عز وجل: قُلْ إِنَّ صَلاَتِى وَنُسُكِى وَمَحْيَاىَ وَمَمَاتِى للَّهِ رَبّ ٱلْعَـٰلَمِينَ ، لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذٰلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ ٱلْمُسْلِمِينَ [الأنعام:162، 163]، ويقول عز وجل: فَصَلّ لِرَبّكَ وَٱنْحَرْ [الكوثر:2]، ويقول جل وعلا: لَن يَنَالَ ٱللَّهَ لُحُومُهَا وَلاَ دِمَاؤُهَا وَلَـٰكِن يَنَالُهُ ٱلتَّقْوَىٰ مِنكُمْ كَذٰلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبّرُواْ ٱللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَبَشّرِ ٱلْمُحْسِنِينَ [الحج:37].
الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد.
إخوة الإيمان، يُعد هذا الاجتماع المهيب في هذا اليوم العظيم بآثاره الحميدة وحكمه السامية مظهراً من مظاهر الوحدة الإسلامية إِنَّ هَـٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَاْ رَبُّكُمْ فَٱعْبُدُونِ [الأنبياء:92]، ومعلماً من معالم الإخوة الإيمانية التي جاء بها هذا الدين الإسلامي الحنيف الذي أكمله الله وأتمه للبشرية ورضيه لها ديناً فلا يقبل الله من أحدٍ ديناً سواه وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ ٱلإسْلَـٰمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِى ٱلآخِرَةِ مِنَ ٱلْخَـٰسِرِينَ [آل عمران:85].

لقد جاءت هذه الاشريعة الغراء فأشرقت على أصقاع معمورة بأنوار الإيمان ورفرفت على أرجائها رايات العز والأمن والاطمئنان بعد أن كانت البشرية غارقة في أوحال الشرك والوثنية ومستنقعات الرذيلة والإباحية وأودية البغي والظل
م والجاهلية، فحمل المصطفى راية الدعوة إلى الحنيفية السمحة فأخرج الله الناس من الظلمات إلى النور، وكانت دعوته عليه الصلاة والسلام مرتكزة على أهم قضية اطلاقاً وأصل القضايا اتفاقاً تلكم هي قضية العقيدة وتوحيد الله عز وجل في ربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته، فلا إله غيره ولا رب للناس سواه وفي ذلك أنزلت الكتب وأرسلت الرسل: وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلاَّ نُوحِى إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَـٰهَ إِلاَّ أَنَاْ فَٱعْبُدُونِ[الأنبياء:25]، ذَلِكَ بِأَنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ ٱلْبَـٰطِلُ [لقمان:30].

إخوة العقيدة، وإذا كانت قضايا الاعتقاد من الثوابت والمسلَّمات فإنه مع طول الأمد وحصول التخلف المزري لدى شرائح كثيرة في الأمة صحب ذلك جهل ذريع لكثير من الحقائق العقدية المسلّمة حدث نوع من الغفلة أو قل التغفيل دفعتها عمليات التزييف للحقائق تحت ستار مسميّات معسولة، وكان من نتيجة ذلك تمرير بعض الصور الشركية وتزويق بعض النصوص البدعية بل والمجادلة والمماحكة لإلباسها لباس الدين. والدين منها براء، ولعل ما أحدث حول القبور والأضرحة والمشاهد من أوضح النماذج على هذا التزييف الذي أصاب الأمة في أعز مقوماتها وهو عقيدتها وتوحيدها لربها فحق أن نذرف الدموع الساخنة الحراء على عقيدتنا الغراء ونحن نرى سوق الأوهام تنخر في كيان الأمة العقدي وفسطاط القبورية والخرافة يكاد يغطي بعض عقول أهل الديانة فالله المستعان.
إخوة الإسلام، وتمر القرون وتتابع السنون وتعيش أمة الإسلام في أوضاعها بين مد وجزر ولا يزال ولله الحمد والمنة في كل الأعصار والأمصار من هو قائم لله بحجته ومنافح عن دينه وملته واليوم ترسو سفينة الأمة على شاطئ عالمنا المعاصر حيث علا طوفان الافتتان بالحضارة الغربية، وطغى تيار الحياة المادية فانبهر كثير من بني جلدتنا ومن يتكلمون بألستنا بما عليه ظاهر القول وأصيب كثير من أرباب الفكر والثقافة وحملة الأقلام ورجال الإعلام بانهزامية فكرية وخلقية وثقافية فأثروا على الرعاع وخدعوا الدهماء بزخرف القول وقشور التقدمية المزعومة والمدنية الزائفة، وبعد فترة من الصراع بين الحضارة الإسلامية والمادية أيقن الناس بعدها بإفلاس حضارة المادة وتعرّت الشعارات الجوفاء وأفلست النظريات الزائفة وشعر العالم لا سيما المتصفون بالحاجة إلى دين حق يهذِّب النفوس ويُزكي الضماء ويضبط الأخلاق والسلوك ونمت ولله الحمد والمنة توجيهات إسلامية عالمية ستحيد بإذن الله للأمة المفقود من أمجادها والمنشود من عزها والمعقود من آمالها فانتشرت المراكز الإسلامية وكثرت الصروح العلمية الحضارية التي تعد معاقل خير وهداية وصروح أشعاع إصلاح وجسوراً للتواصل بين حضارة الإسلام وغيرها، ومع هذه البشائر فإن هناك من يريد إقفال الستار على عقول أبناء هذه الأمة لتتمكن خفافيش وأدعياء الحضارة من التسلل في ليل حالك لترتفع ألسنة لهيب المفتونين لحماية هذا العفن والدفاع عنه والدعوة إليه بدعاوي مزركشة وأقوال مزخرفة وألبسةٍ فاتنة ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب يركبون مطايا من الموضات، ويتزينون بأشكالٍ من التقليعات في سماجة خلقية وسذاجة فكرية فكان لابد من كشف ستورها وإخراج مغمورها وإماطة اللثام والعمل على إشعاع النور في الظلام ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون، الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد.

امة الإسلام، إن المرحلة الحرجة التي يمر بها العالم الإسلامي اليوم مرحلة خطيرة
لا منفذ منها إلا الاستمساك بحبل الله ولن يصلح أمر آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها، يجب أن يعرض الإسلام عرضاً صحيحاً على منهج سلف هذه الأمة بلا غلو ولا جفاء ولا تنازل عن شيء من مبادئنا أو قيمنا، نعم للاستفادة من معطيات العولمة لتصحيح صورة الإسلام في العالم وبيان محاسنه السامية ومبادئه العادلة ولا وألف لا لدعوات الانفتاح الفجّة على حساب المبادئ والقيم ولا لدعوات العصرية المنفلتة من الثوابت والأصالة، ولا لإخضاع العقل السليم، ولا لإخضاع النقل السليم لرغبات العقل السقيم.

أيها المسلمون، يجب أن نعلم أنه لا عز لنا إلا بالإسلام، وإذا تنازلنا عن شرع ومبادئنا وقيمنا فإنها الانهزامية لا محالة، نعم لعرض الإسلام والدعوة إليه على كل صعيد وبكل وسيلة ولا للحوار الحضاري مع الشرق أو مع الغرب إذا كان تميعاً وتنازلاً وانهزامية، ولله العز ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمونوكان الله في عون العاملين لنصرة دينهم وأمتهم ومجتمعاتهم وَٱلَّذِينَ جَـٰهَدُواْ فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ ٱللَّهَ لَمَعَ ٱلْمُحْسِنِينَ [العنكبوت:69].

الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد.

بارك الله لي ولكم في الوحيين ونفعني وإياكم بهدي سيد الثقلين، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولكافة المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه وتوبوا إليه، إنه هو البر الرحيم.
🕌🕌🕌🕌🕌🕌?
?🕌

📜الخطبة الثانية

الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد، الحمد لله لم يزل بالمعروف معروفاً وبالكرم والإحسان موصوفاً، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له كل يوم هو في شأن ييسر عسيراً ويجبر كسيراً، ويغفر ذنباً ويرفع كرباً ويغيث ملهوفاً، وأشهد أن نبينا محمداً عبد الله ورسوله، رفع الله ذكره وأعلى في العالمين قدره، وزاده تعظيماً وتكريماً وتشريفاً فأكرم به صادقاً أميناً عفيفاً صلى الله وسلم بارك عليه وعلى آله وأصحابه ومن دعا بدعوته واهتدى بهديه إلى يوم الدين.

الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد.

أما بعد:

فاتقوا الله يا عباد الله، وَٱتَّقُواْ يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى ٱللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّىٰ كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ [البقرة:281].

إخوة الإسلام، اشكروا الله عز وجل على نعمه العظيمة وآلائه الجسيمة حيث تنعمون في هذا اليوم العظيم الأغر بحلول عيد الأضحى المبارك وحيث تعيشون أجواءً روحانية ولحظات إيمانية يسودها شرف الزمان والمكان، فيومكم هذا يا عباد الله ثمرة في جبين الزمان وابتسامة في ثغر الأوان، يوم تثمر فيه أغصان القلوب وتتحات فيه أوراق الخطايا والذنوب وتجتمع فيه الخلائق تدعو علام الغيوب وتسأله رفع الدرجات وتنزل الخيرات ونجاح الطلبات والرغبات في هذا اليوم المبارك يتذكر المسلم عبق الذكريات الخالدة وشذى الانتصارات الماجدة ويسعى في تحقيق الآمال الواعدة والأماني الصاعدة وهو يعيش هذه الأجواء العابقة يتذكر التاريخ الإسلامي المجيد على ثرى هذه الرُّبى والبطاح، ألا ما أشد حاجة الأمة اليوم إلى أخذ هذه الدروس والعبر من هذه المواقف العظيمة لتستعيد مجدها بين العالمين لتحقق لكيانها العز والنصر والتمكين في منأىً عن التخلف المزري الذي أصابهافي كثير من المجالات، الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد.

يا أمة محمد يا خير أمة أخرجت للناس، إنه لا سبيل إلى مواجهة التحديات إلا بالتمسك بالثوابت واليقينيات والمبادئ والمقومات التي يترتب عليها عز هذه الأمة وسعادتها في الحياة وبعد الممات مع حسن التعامل مع المتغيرات وجامع هذه الثوابت شعيرة عظيمة وفريضة قويمة أصل أصيل وأساس متين متى ما قمت به الأمة عزت وسادت وانتصرت وقادت، أتدرون ما هو يا رعاكم الله ؟ إنه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، قوام هذا الدين به نالت هذه الأمة الخيرية على العالمين، لقد عده بعض أهل العلم ركناً سادساً من أركان الإسلام، فالواجب على المسلمين أن يأمروا بالمعروف وينهوا عن المنكر ولابد من تحلي الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر والمنتسبين إليه بالرفق والعلم والحلم والرحمة والحكمة ليكون لهم الأثر الإيجابي في بعد عن التعنيف والغلظة،

أيها المسلمون، أدوا الصلاة المفروضة فإنها عمود الإسلام والفارق بين الكفر والإيمان، احذروا الوقوع في المعاصي أدوا زكاة أموالكم صوموا شهركم وحجوا بيت ربكم ولا تبخسوا الناس أشياءهم أطعموا الطعام وأفشوا السلام وأطيبوا الكلام وصلوا الأرحام وبروا الوالدين واحذروا الربا والزنا والمسكرات والمخدرات، فإن وبالها عظيم وشرها مستديم تقود إلى الجريمة بشتى صورها، احذروا الرشوة والزور والغش والخديعة والغيبة والنميمة والبهتان والحقد والشحناء، والحسد والبغضاء، تحلو بالصدق والصبر والأمانة والوفاء وحسن التعامل فيما بينكم توبوا إلى الله من جميع ذنوبكم وابدؤوا صفحة جديدة ملؤها الأعمال الصالحة، تذكروا باجتماعكم هذا يوم العرض على قيوم السموات والأرض تذكروا الموت وسكرته والقبر وظلمته والصراط وزلته والحشر وكربته، تذكروا بمرور الليالي والأيام وتصرم الشهور والأعوام انتهاء الأعمار والنقلة لدار القرار.
عباد الله صلوا وسلموا................

🐑🐑🐐🐐🐂🐂🐫🐪
🕋🕋🕋🕋🕋🕋🕋🕋

🎤خطبةجمعة🎤

📖خطبةالجمعة لعيدالاضحى 10/12/1338ه.📖

نموذج رقم (1)







📜الخطبةالاولى؛-

الحمد لله الواحد القهار يذكر من يذكره ويجعله من الأبرار ويذكره في الملأ الأخيار أحمده سبحانه وأشكره وقد تأذن بالزيادة للشاكرين الذاكرين

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له القائل (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً(وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً([الأحزاب:41-42]

وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أفضل الذاكرين والشاكرين والمحذر من أعرض عن ذكر رب العالمين
اللهم صل وسلم وزد وبارك على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وأصحابه وجميع أتباعه (الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ(

أما بعد

فيا أيها الناس اتقوا الله ولازموا ذكر الله واحذروا من الإعراض عنه وزينوا عيدكم بالتكبير وعموم الذكر، يقول المصطفى (: ((أيام العيد أيام أكل وشرب وذكر لله تعالى)) عيدكم مبارك وتقبل الله منا ومنكم صالح الاعمال وكل عام وأنتم بخير وأحسن حال0

أيها المسلمون : ولقد اجتمع لنا بفضل الله في هذا اليوم المبارك عيدان اثنان، وائتلف فيه يومان مباركان، عيد النحر الذي هو أفضل الأيام عند الله، ويوم الجمعة الذي هو خير يوم طلعت عليه الشمس، فلله الحمد على اجتماع نعمه واتفاق آلائه،
وله الشكر على ما من به علينا وخصنا به وهدانا إليه، ونسأله المزيد من فضله وجوده وإحسانه 0
فهذا اليوم الجمعة هو خير يوم طلعت فيه الشمس0
فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ(: ((خَيْرُ يَوْمٍ طَلَعَتْ فِيهِ الشَّمْسُ يَوْمُ الْجُمُعَةِ ((وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُرْطٍ أن النَّبِيِّ (قَالَ : ((إِنَّ أَعْظَمَ الْأَيَّامِ عِنْدَ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَوْمُ النَّحْرِ ثُمَّ يَوْمُ الْقَرّ رواه أحمد وأبو داود وصححه الألباني0
هذان الحديثان الشريفان يبينان أن اليوم الذي نعيشه الآن هو أفضل الأيام عند الله تعالي بلا منازع ، فقد تظاهرت الأحاديث النبوية المشرفة علي هذا الفضل ؛
فهو اليوم الخاتم من أيام ذي الحجة التي وصفها رسول الله (بأنها أفضل أيام الدنيا فعن جابر رضي الله عنه أن النَّبِيِّ (قَالَ:(( أفضل أيام الدنيا أيام العشر "
فاليوم هو ختام " أفضل أيام الدنيا " .. ختام العشر المفضلات من ذي الحجة ،
وهو اليوم الأول من أيام عيد الأضحي المبارك ،
وهو يوم النحر ، والذي في فضله قال رسول الله( )) إِنَّ أَعْظَمَ الْأَيَّامِ عِنْدَ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَوْمُ النَّحْرِ ثُمَّ يَوْمُ القر ((
فإذا صادف هذا اليوم يوم الجمعة تكون قد تظاهرت فيه كل الفضائل التي تجعله أفضل أيام العام بلا منازع،
ولا يعكر صفو ذلك ذهاب جماعة من العلماء إلى أن يوم الجمعة أفضل الأيام،
واحتجوا بقوله: ( ))خَيْرُ يَوْمٍ طَ

لَعَتْ فِيهِ الشَّمْسُ يَوْمُ الْجُمُعَةِ ((
وفصل النزاع كما قال الحافظ ابن القيم : أن يوم الجمعة أفضل أيام الأسبوع ويوم النحر أفضل أيام العام ،
فيوم النحر مفضل على الأيام كلها ،التي فيها الجمعة وغيرها
ويوم الجمعة مفضل على أيام الأسبوع ،
فإن اجتمعا في يوم كما هو الحال في يومنا هذا تظاهرت الفضيلتان،
وإن تباينا،
فيوم النحر أفضل وأعظم .يضاف إلي ذلك أنه أول أيام التشريق في أرجح الأقوال ، وأيام التشريق أيضا أيام عظيمة خُصت بذكر الله تعالى في القرآن العظيم ، كما جاء في قوله عز وجل (وَاذْكُرُوا اللهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَات ([البقرة: 203] كذلك جاء ذكرها في السنة النبوية المشرفة ففي حديث نُبَيْشَةَ الْهُذَلِيِّ رضي الله عنه قال : قال رسول الله )):(أَيَّامُ التَّشْرِيقِ أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ وَذِكْرٍ لِلَّهِ تَعَالَى عَزَّ وَجَلَّ ((
أما يوم القر فيأتي في المرتبة التالية في الفضل عند الله تبارك وتعالي بعد يوم النحر ؛ لقوله: ( ))إِنَّ أَعْظَمَ الْأَيَّامِ عِنْدَ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَوْمُ النَّحْرِ ثُمَّ يَوْمُ القر((
ويومُ القُرِّ: هو اليوم الذي يلي يوم النحر، لأن الناس يقرون فيه بمنى ـ بقية أيام التشريق ـ بعد أن فرغوا من طواف الإفاضة والنحر واستراحوا. هذه هي الأيام الأربعة المعدودات التي تظلنا اعتبارا من اليوم،يوم الأضحي وثلاثة أيام بقية أيام التشريق،ولا خلاف بين العلماء أن الأيام المعدودات التي ذكر الله في قوله عز وجل( : وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى ([ البقرة:203]هي أيام منى وهي أيام التشريق وأن هذه الأسماء واقعة عليها ، وهي أيام رمي الجمار وهي واقعة على الثلاثة الأيام التي يتعجل الحاج منها في يومين بعد يوم النحر يعضـد ذلك : ــ حديث عبد الرحمن بن يَعْمَر الدِّيلي: وأيام مني ثلاثة (فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلا
إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ( [ البقرة:203] وقال مقسم عن ابن عباس رضي الله عنه : "الأيام المعدودات أيام التشريق أربعة أيام:يوم النحر وثلاثة بعده " ويروى عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه :هي ثلاثة يوم النحر ويومان بعده اِذبح في أيهن شئت وأفضلها أولها. "والقول الأول هو المشهور وعليه دل ظاهر الآية الكريمة حيث قال (فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ([ البقرة:203]فدل على ثلاثة بعد النحر. وهذا ما قاله الإمام الطبري في تفسيره فى تأويل قوله سبحانه تعالى(وَاذْكُرُوا اللهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَات ([البقرة: 203]يعني جل ذكره اذكروا الله بالتوحيد والتعظيم في أيام محصيات ، وهي أيام رمي الجمار ، أمر عباده يومئذ بالتكبير أدبار الصلوات ، وعند الرمي مع كل حصاة من حصى الجمار يرمي بها جمرة من الجمار0

وأيام التشريق سميت بهذا الاسم لدخول يوم العيد فيها :ومقتضى كلام أهل اللغة والفقه أن أيام التشريق هى ما بعد يوم النحر ، على اختلافهم هل هي ثلاثة أيام أو يومان ،
لكن ما ذكروه من سبب تسميتها بذلك يقتضي دخول يوم العيد فيها .
وقد حكى فى ذلك أقوال:

أحدهما : لأنهم كانوا يشرقون فيها لحوم الأضاحي ,أي يقددونها ويبرزونها للشمس ثانيهما : لأنها كلها أيام تشريق لصلاة يوم النحر فصارت تبعا ليوم النحر ، بمعنى أن صلاة العيد إنما تصلى بعد أن تشرق الشمس .. سميت أيام التشريق بذلك . وعن ابن الأعرابي قال :سميت بذلك لأن الهدايا والضحايا لا تنحر حتى تشرق. ╣[۩] وفضل العمل في أيام التشريق أيها المسلمون: كما روى في الصحيح أن رسول الله (قال : ((أَيَّامُ التَّشْرِيقِ أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ وَذِكْرٍ لِلَّهِ تَعَالَى عَزَّ وَجَلَّ )) (( وعن يونس بن سداد أن رسول الله (نهى عن صوم أيام التشريق))وفى باب فضل العمل في أيام التشريق ــ في صحيح البخارى ــ وقع حديث ابْنِ عَبَّاسٍ السالف قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (: م((َا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهِنَّ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ هَذِهِ الأَيَّامِ الْعَشْرِ )) لكنه مشكل على ترجمة البخاري بأيام التشريق ويجاب عن هذا بأجوبة : أحدها :أن الشيء يشرف بمجاورته للشئ الشريف ، وأيام التشريق تقع تلو أيام العشر ، وقد ثبتت الفضيلة لأيام العشر بهذا الحديث ، فثبتت بذلك الفضيلة لأيام التشريق.
ثانيها :أن عشر ذي الحجة إنما شرف لوقوع أعمال الحج فيه ، وبقيه أعمال الحج تقع في أيام التشريق كالرمى والطواف وغير ذلك من تتماته فصارت مشتركة معها في أصل الفضل ، ولذلك اشتركت معها في مشروعية التكبير في كل منها ، وبهذا تظهر مناسبة إيراد الآثار المذكورة في صدر الترجمة لحديث بن عباس كما تقدمت الإشارةإليها ثالثها : أن بعض أيام التشريق هو بعض أيام العشر ، وهو يوم العيد ، وكما أنه خاتمة أيام العشر

، فهو مفتتح أيام التشريق ، فمهما ثبت لأيام العشر من الفضل شاركتها فيها أيام التشريق ؛ لأن يوم العيد بعض كل منها ، بل هو رأس كل منها وشريفه وعظيمه وهو يوم الحج. فالعمل في أيام التشريق أفضل من العمل في غيره ، ولا يعكر على ذلك كونها أيام عيد كما ورد من حديث عائشة رضي الله عنها ، ولا ما صح من قوله ( ((أنها أيام أكل وشرب)) ؛ لأن ذلك لا يمنع العمل فيها بل قد شرع فيها أعلى العبادات وهو ذكر الله تعالى ، ولم يُمنع فيها منها إلا الصيام ، وسر كون العبادة فيها أفضل من غيرها أن العبادة في أوقات الغفلة فاضلة على غيرها ، وأيام التشريق أيام غفلة في الغالب ، فصار للعابد فيها مزيد فضل على العابد في غيرها ، كمن قام في جوف الليل وأكثر الناس نيام

╣[۩] أنواع الذكـر في الأيام المعدودات :
خطب ابن الزبير بالموسم فقرأ حتى بلغ : (وَاذْكُرُوا اللهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَات ([البقرة: 203]

قال : وهي أيام التشريق فِذكر الله فيهن بتسبيح وتحميد وتهليل وتكبير وتمجيد. كما يتعلق بقوله: (وَاذْكُرُوا اللهَ(
ذكر الله على الأضاحي 0
ويتعلق به أيضا الذكر المؤقت خلف الصلوات ، والذكر المطلق في سائر الأحوال.

╣[۩]وقت التكبير والذكر : في وقته أقوال للعلماء أشهرها الذي عليه العمل أنه من صلاة الصبح يوم عرفة إلى صلاة العصر من آخر أيام التشريق وهو آخرالنفرالأخير. وقد ثبت أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يكبر في قبته بمنى فيسمعه أهل المسجد فيكبرون ويكبر أهل الأسواق حتى ترتج منى تكبيرا ، وكان ابن عمر يكبر بمنى تلك الأيام وخلف الصلوات وعلى فراشه وفي فسطاطه ومجلسه وممشاه تلك الأيام جميعا . ╣[۩]مواضع التكبير والذكر:وفيه اختلاف بين العلماء في مواضع ، فمنهم من قصر التكبير على أعقاب الصلوات ، ومنهم من خص ذلك بالمكتوبات دون النوافل ، ومنهم من خصه بالرجال دون النساء ، وبالجماعة دون المنفرد ، وبالمؤداة دون المقضية ، وبالمقيم دون المسافر ، وبساكن المصر دون القرية ، وظاه
ر اختيار البخاري شمول ذلك للجميع والآثار التي ذكرها تساعده. قال مالك والتكبير في أيام التشريق على الرجال والنساء خلافا لمن خصه بالرجال ، وفي البخاري كان النساء يكبرن خلف أبان بن عثمان وعمر بن عبد العزيز ليالي التشريق مع الرجال في المسجد، من كان في جماعة أو وحده بمنى ، أو بالآفاق كلها واجب مندوب متأكد وذكر البيهقى : التكبير للرجال والنساء والمقيمين والمسافرين والذي يصلي سنة منفردا وفي نافلة لقول الله جل ثناؤه (وَاذْكُرُوا اللهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَات ([البقرة: 203]فعم ولم يخص وقال:(فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا ([البقرة:200] وروينا عن النبي (أنه قال )) أيام التشريق أيام أكل وشرب وذكر لله(( وعن عن أم عطية قالت : كنا نؤمر أن نخرج يوم العيد حتى نخرج البكر من خدرها حتى نخرج الحُيَّض فيكُنَّ خلف الناس فيكبرن بتكبيرهم ويدعون بدعائهم يرجون بركة ذلك اليوم وطهرته ، وكانت ميمونة رضي الله عنها تكبر يوم النحر. وكان الشعبي وإبراهيم النخعي يقولان هذا القول وكان أبو جعفر محمد بن علي يكبر بمنى أيام التشريق خلف النوافل0 نسأل الله أن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته، وأن يتقبل من الجميع طاعاتهم ، وقربانهم إنه سميع مجيب . أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ([الحج:37]
بارك الله لي ولكم في الوحيين، ونفعني وإياكم بهدي سيد الثقلين، أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولكافة المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه وتوبوا إليه، إنه كان للأوابين غفوراً.

🌳🌳🌳🌳🌳🌳🌳🌳

📜الخطبةالثانية:-


الحمدُ لله وليِّ الصالحين، أحمده سبحانه يحبُّ من عبادِه الذاكرين الشاكرين،

وأشهد أن لا إلهَ إلا الله وحدَه لا شريكَ له،

وأشهد أنّ سيّدنا ونبيّنا محمّدًا عبد الله ورسوله خاتم النبيِّين وإمام المتقين ورحمةُ الله للعالمين، اللّهمّ صلِّ وسلِّم عليه وعلى آله وصحبِه صلاةً نرجو أجرَها يومَ الدين.

أما بعد :-

أيها المسلمون
اتقوا الله تعالى وأعمروا أوقاتكم بذكره تعالى وشكره وطاعته.
فكما تنقضي هذه الأيام الفاضلة على المفرط والمحسن معاً مع الفارق الكبير بين عملهما فكذلك الدنيا تنقضي على الجميع لا تقدم المحسن قبل حلول أجله, ولا تؤخر العاصي ليتوب, (بل إِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَلا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ([ يونس: ا49]
ولكن الطائع ينسى مشقة الطاعة, وصبره عليها, وصبره عن الشهوات, ويجد حلاوة الأجر والثواب. وكذلك العاصي ينسى حلاوة الشهوات ويجد مرارة السيئات التي كتبت عليه من أجر تضييعه للفرائض وارتكابه للنواهي0
أيها المسلمون:
إن للتكبير حكم و صيغ فأصغوا مس

امعكم لسماعها ورطبوا ألسنتكم بذكر ربكم في هذه الأيام المباركة0

╣[۩]صيغة التكبير :اختلفوا في لفظ التكبير
فمشهور مذهب مالك أنه يكبر إثر كل صلاة ثلاث تكبيرات رواه زياد بن زياد عن مالك وفي المذهب رواية يقال بعد التكبيرات الثلاث (لا إله إلا الله والله أكبر ولله الحمد)
وفي المختصر عن مالك الله (أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر الله أكبر ولله الحمد)
وفى فتح الباري : وأما صيغة التكبير فأصح ما ورد فيه ما أخرجه عبد الرزاق بسند صحيح عن سلمان
قال كبروا الله : (الله أكبر الله أكبر الله أكبر كبيرا) .
ونقل عن سعيد بن جبير ومجاهد وعبد الرحمن بن أبي ليلى أخرجه جعفر الفريابي فى كتاب العيدين من طريق يزيد بن أبي زياد عنهم وهو قول الشافعي وزاد :
ولله الحمد . وقيل : يكبر ثلاثا ويزيد : (لا إله إلا الله وحده لا شريك له الخ)
وقيل : يكبر ثنتين بعدهما (لا إله الا الله والله أكبر الله أكبر ولله الحمد )،
جاء ذلك عن عمر وعن بن مسعود نحوه وبه قال أحمد وإسحاق وقد أحدث في هذا الزمان زيادة في ذلك لا أصل لها0

╣[۩]حكمة التكبير :

قال الخطابي حكمة التكبير في هذه الأيام أن الجاهلية كانوا يذبحون لطواغيتهم فيها ، فشرع الله التكبير فيها إشارة إلى تخصيص الذبح له وعلى اسمه عز وجل.

ايها الإخوة المؤمنون
:إن يومنا هذا وما يتبعه من أيام التشريق أيام عظيمة الفضل شرع فيها أعلى العبادات
وهو ذكر الله تعالى ، فاعرفوا لها فضلها ، واقدروها حق قدرها ،
واعمروها بذكر الله تعالى ، والحذَر الحذَر أن تكون الأعيادُ موسمًا يُعَبُّ فيه من اللهو عَبًّا ، بلا تحرُّز ولا تبصر ، فتنقلب إلي أيام أشر وبطر وانتهاك لحرمات الله
بل اجعلوها أيام فرح ومرح في حدود ماشرعه لنا الدين ، لافي فيمايغضب ربنا العزيز .

وإن مما يجدر الوقوف عنده في خطبتنا هذه ،
أن يومنا هذا ..
يوم النحر يوم عظيم ، تهب فيه علي المسلمين ذكريات ،
المفروض أنها تحيي في نفوسهم روع
ة التضحية وعظمة الفداء ،
في أصعب أيام تعيشها الشعوب الإسلامية ؛
بسبب ما أصاب المسلمين من: ((حُبُّ الدُّنْيَا وَكَرَاهِيَةُ الْمَوْتِ )) فكانت النتيجة أن تداعت علينا أرذل الأمم ،
كما تتداعي الأكلة علي قصعتها ،
وليس هذا عن قلة فينا أو فقر أو غير ذلك من الأسباب المادية ؛
بل لأن المسلمين بعدوا عن منهج ربهم الذي أكمله الله لهم ،
وركنوا إلي الدنيا ، واثاقلوا إلي الأرض ، فأصبحوا كغثاء السيل
رغم ما بهم من كثرة ، والعياذ بالله .

علي كل واحد منا أن يعمل علي إعلاء شأن هذا الدين العظيم ؛ بأن ننصر الله بإقامة شرعه في أنفسنا وأهلينا ، وتطبيق شريعة ربنا في كل أمور حياتنا ، حتي نكون مؤمنين بحق ،
ونستأهل النصر الذي وعدنا الله به في قوله سبحانه تعالى( إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَاد([غافر:51]

نسأل الله عز وجل أن يعجل النصر للمسلمين ،
وأن يرزقنا العمل لدينه القويم ،
وأن يجعلنا من جنوده وحزبه المفلحين .
فاتَّقوا الله عبادَ الله، واختِموا مناسكَكم بخير خِتام،
واذكُروا على الدّوَام أنَّ الله تعالى قَد أمَرَكم بالصّلاة والسّلام على خيرِ الأنامِ، فقال في أصدقِ حديثٍ وأحسَن كلام: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا( [الأحزاب:56]. اللهم صل وسلم وبارك على سيد الأولين والآخرين، وخاتم الأنبياء والمرسلين، وخير الذاكرين الشاكرين نبينا وحبيبنا وقدوتنا محمد بن عبد الله وعلى اله وصحبه أجمعين. اللهم ارض عن خلفاه الراشدين أبي بكر وعمر وعثمان وعلي أفضل أتباع المرسلين اللهم أرضي عن الصحابة أجمعين0 وعن التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين اللهم أرضى عنا معهم وأصلح أحوالنا كما أصلحت أحوالهم يا رب العالمين اللهم اجعلنا إخوة متآلفين مجتمعين علي الحق غير متفرقين فيه يا رب العالمين اللهم أصلح للمسلمين ولاة أمورهم صغيرهم وكبيرهم وأصلح للولاة بطانتهم يا رب العالمين (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْأِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ(، اللهم تقبل من الحجاج حجهم، اللهم تقبل من الحجاج حجهم وسعيهم، اللهم اجعل حجهم مبرورًا، وسعيهم مشكورًا، وذنبهم مغفورًا، اللهم تقبل مساعيهم وزكها،وارفع درجاتهم وأعلها، وبلّغهم من الآمال منتهاها، ومن الخيرات أقصاها،اللهم اجعل سفرهم سعيدًا،وعودهم إلى بلادهم حميدًا،اللهم هون عليهم الأسفا،وأمنهم من جميع الأخطار،اللهم احفظهم من كل ما يؤذيهم،وأبعد عنهم كل ما يضنيهم،اللهم واجعل دربهم درب السلامة والأمان،والراحة والاطمئنان،اللهم وأعدهم إلى أوطانهم وأهليهم وذويهم ومحبيهم سالمين غانمين برحتمك يا أرحم الراحمين العالمين(رَبَّنَا آَتِنَا فِي الدُّ

نْيَا حَسَنَةً وَفِي الآَخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ( 0ووفقنا اللهم وإياكم لكل فعل حميد، وأعاد علينا وعليكم من بركات هذا اليوم السعيد، وأعذنا وإياكم من هول اليوم الوعيد. وأدخلنا وإياكم الجنة مع الفائزين الذين دعواهم فيها سلام (وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ(ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون.


🐑🐑🐐🐐🐂🐂🐪🐪
🕋🕋🕋🕋🕋🕋🕋🕋

🎤خطبةجمعة🎤


(خطبةجمعةيوم العيد)

{نموذج رقم (2)}


📖في فضل أيام التشريق📖

✍🏻ويليها فتوى اللجنةالدائمة
بشأن اجتماع العيد والجمعة في يوم واحد.


خطبة لمعالي الشيخ
👳🏻الدكتور: صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله



📜الخطبةالاولى:-

امابعد:-
عباد الله؛

اتقوا الله واشكروا نعمة الله عليكم حيث هيأ لكم مواسم الخيرات، وشرع لكم من أنواع الطاعات ما يرفع به درجاتكم ويكفر خطاياكم، ومن ذلك هذه الأيام التي أنتم فيها وهي أيام التشريق المباركة وهي أيام منى.


أخرج الإمام مسلم في صحيحه من حديث نبيشة الهذلي أن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: "أيام منى أيام أكل وشرب وذكر لله عز وجل"، وفي بعض الروايات أن النبي صلّى الله عليه وسلّم بعث في أيام منى منادياً ينادي: (لا تصوموا هذه الأيام، فإنها هي الأيام المعدودات)، التي قال الله عز وجل فيها: (وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ) [البقرة: 203]، وهي ثلاثة أيام بعد يوم النحر.


عباد الله! وذكر الله عز وجل المأمور به في هذه الأيام أنواع متعددة:


منها: ذكر الله عز وجل عقب الصلوات المكتوبات والتكبير في أدبارها بعد السلام، وذلك من فجر يوم عرفة إلى آخر اليوم الثالث من أيام التشريق.


ويسمى بالتكبير المقيد؛ فإذا سلم من الصلاة المكتوبة قال: (الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، والله أكبر والله أكبر، ولله الحمد).


ومن ذكر الله عز وجل في هذه الأيام؛ ذكره بالتسمية والتكبير عند ذبح النسك من الهدي والأضاحي.


فإن ذبح الأضاحي سنة مؤكدة من سنة إبراهيم الخليل عليه السلام، ومن سنة خاتم المرسلين نبينا محمد عليه وعليهم أفضل الصلاة وأزكى التسليم، فيذبح المسلم الأضحية عنه وعن أهل بيته، ويذبح الأضحية عن الأموات من أقاربه، وعن غيرهم من المسلمين، وفيها أجر عظيم، وثواب جزيل، ويأكل من هذه الأضاحي، ويهدي منها لجيرانه، ويتصدق منها على الفقراء والمساكين.


ويمتد وقت ذبح الأضاحي إلى غروب الشمس من اليوم الثالث عشر من ذي الحجة على الصحيح من أقوال العلماء.


وأفضل كل جنس من هذه الأجناس أسمنه وأوفره لحماً، ثم أغلاه ثمناً، قال الله تعالى: {وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ} [الحج: 32].


ومن ذكر الله عز وجل في هذه الأيام المباركة: ذكره على الأكل والشرب، فإن المشروع في الأكل والشرب أن يسمى الله في أوله ويحمده في آخره، وفي الحديث عن النبي صلّى الله عليه وسلّم أن الله عز وجل يرضى عن العبد أن يأكل الأكلة؛ فيحمده عليها، ويشرب الشربة ويحمده عليها وقد روى أن من سمى على أول طعامه، وحمد الله على آخره، فقد أدى ثمنه، ولم يسأل بعد عن شكره.


ومن ذكر الله عز وجل في هذه الأيام المباركة: ذكره بأداء المناسك فيها من الوقوف بالمشاعر والطواف والسعي ورمي الجمار وغير ذلك بالنسبة للحجاج.


ومن ذكر الله في هذه الأيام المباركة: ذكره بالتكبير المطلق في كل أوقاتها، فقد كان عمر رضي الله عنه يكبر بمنى في قبته، فيسمعه الناس؛ فيكبرون فترتج منى تكبيراً، وقد قال الله تعالى: {فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا} [البقرة: 200]،
وقد استحب كثير من السلف كثرة الدعاء بقوله: {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} [البقرة: 201]،
فهذا الدعاء من أجمع الأدعية للخير، وكان النبي صلّى الله عليه وسلّم يكثر منه، فإنه يجمع خير الدنيا والآخرة.


قال الحسن: الحسنة في الدنيا: العلم والعبادة، وفي الآخرة الجنة.


عباد الله! إن أيام التشريق يجتمع فيها للمؤمنين نعيم أبدانهم بالأكل والشرب، ونعيم قلوبهم بالذكر والشكر وبذلك تتم النعم، وفي قول النبي صلّى الله عليه وسلّم إنها أيام أكل وشرب، وذكر لله عز وجل، وإشارة إلى أن الأكل في أيام الأعياد، والشرب إنما يستعان به على طاعة الله عز وجل، وقد أمر الله في كتابه بالأكل من الطيبات، والشكر له بالطاعات، فمن استعان بنعم الله على معاصيه، فقد كفر نعمة الله عليه وبدلها كفراً، فاحذروا من ذلك يا عباد الله، ولا تجعلوا هذه الأيام المباركة أيام غفلة عن ذكر الله، وأيام اشتغال باللهو واللعب والإعراض عن طاعة الله، فتلكم حال الأشقياء. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُونِ} [البقرة: 152].
اقول قولي هذا........

🌳🌳🌳🌳🌳🌳🌳🌳

📜الخطبةالثانية:-

امابعد:-

اتقوا الله عبادالله واكثروا من ذكرالله تعالى في ايام التشريق واحمدوا الله على نعمه الجزيله وخاصة بهيمة الانعام التي سخرهالكم لتأكلوا منهالحماً طرياً لتستعنوا بها على طاعة الله تعالى.
فكونوا خير الشاكرين والذاكرين الله تعالى كثيراً
ولاتكونوا من الغافلين والجاحدين
ايها المسلمون :-
احببت ان اختم حديثي معكم بهذه الفتوى وهي
فتــوى اللـجـنــة الدائمــة
إذا وافق يوم العيد ي
2024/09/25 06:21:15
Back to Top
HTML Embed Code: