Telegram Web Link
وم الجمعة
وهي كالتالي

1- من حضر صلاة العيد فيرخص له في عدم حضور صلاة الجمعة، ويصليها ظهراً في وقت الظهر، وإن أخذ بالعزيمة فصلى مع الناس الجمعة فهو أفضل.

2- من لم يحضر صلاة العيد فلا تشمله الرخصة، ولذا فلا يسقط عنه وجوب الجمعة، فيجب عليه السعي إلى المسجد لصلاة الجمعة،
فإن لم يوجد عدد تنعقد به صلاة الجمعة صلاها ظهراً.

3- يجب على إمام مسجد الجمعة إقامة صلاة الجمعة ذلك اليوم ليشهدها من شاء شهودها ومن لم يشهد العيد ، إن حضر العدد التي تنعقد به صلاة الجمعة وإلا فتصلى ظهرا.

4- من حضر صلاة العيد وترخص بعدم حضور الجمعة فإنه يصليها ظهراً بعد دخول وقت الظهر.

5- لا يشرع في هذا الوقت الأذان إلا في المساجد التي تقام فيها صلاة الجمعة، فلا يشرع الأذان لصلاة الظهر ذلك اليوم.

6- القول بأن من حضر صلاة العيد تسقط عنه صلاة الجمعة وصلاة الظهر ذلك اليوم قول غير صحيح، ولذا هجره العلماء وحكموا بخطئه وغرابته،
لمخالفته السنة وإسقاطه فريضةً من فرائض الله بلا دليل، ولعل قائله لم يبلغه ما في المسألة من السنن والآثار التي رخصت لمن حضر صلاة العيد بعدم حضور صلاة الجمعة،
وأنه يجب عليه صلاتها ظهراً .

والله تعالى أعلم. وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ ..
الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الغديان ..
الشيخ بكر بن عبد الله أبو زيد ..
الشيخ صالح بن فوزان الفوزان .

المصدر / فتاوى اللجنة الدائمة - المجموعة الثانية - (7/116-120)

عبادالله اتقوا الله تعالى فان اجسادكم على النار لاتقوى
واعلموا ان الله امركم بالصلاوالسلام على نبيه محمدصلى الله عليه وسلم فقال
ان الله وملائكته يصلون ...............الخ

🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
🎤
خطبة.الجمعة.يوم.العيد.cc
بعنـوان : فضــلُ صـــلَة الــرَّحـــِم
للشيــخ/ عبــدالرحمــن الـحــــذيفـي
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌

الخطبـــة.الأولـــى.cc
الحمد لله الذي خلقَ من الماء بشرًا فجعله نسبًا وصِهرًا وكان ربُّك قديرًا، والذي جعل بين العباد وشائِجَ ووصائِلَ ووصَّى بها خيرًا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له لا ضدَّ لربِّنا ولا نِدَّ وكان الله سميعًا بصيرًا، وأشهد أن نبيَّنا وسيِّدَنا محمدًا عبدُه ورسولُه بعثَه الله بشيرًا ونذيرًا، وداعيًا إلى الله بإذنه وسِراجًا مُنيرًا، اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك على عبدِك ورسولِك محمدٍ وعلى آله وصحبِه صلاةً وسلامًا كثيرًا.

أمـــا بعـــد:
فاتقوا الله - أيها المسلمون -، وأدُّوا الحقوق لأربابها، وأوصِلُوها لأصحابِها، يكتُب اللهُ لكم عظيمَ الثواب، ويُجِركم من أليم العقاب.

واعلموا - عباد الله - أن ربَّكم - بمنِّه وكرمِه - فصَّل في كتابِه كلَّ شيءٍ، وأرشدَكم رسولُ الهُدى - عليه الصلاة والسلام - إلى ما يُقرِّبُكم من الجنة، ويُباعِدُكم من النار، ويُسعِدكم في هذه الدار.

فبيَّن الحقوق التي لربِّ العالمين على عباده؛ لأن حقَّ الله علينا أعظم مما افترضَه علينا وأكبر مما أوجبَه، ولكنَّ الله برحمته فرضَ علينا بعضَ ما في وُسعِنا، وإلا فحقُّ الله أن يُذكَر فلا يُنسَى، ويُطاعَ فلا يُعصَى، ويُشكَر فلا يُكفَر.

وبيَّن الله حقوقَ العباد بعضِهم على بعضٍ لتكون الحياةُ آمنةً مُطمئنَّة، راضِيةً مُبارَكة، تُظِلُّها الرحمة، وتندفِعُ عنها النِّقمة، ويتمُّ فيها التعاوُن، ويتحقَّقُ فيها التناصُر والمودَّة.

فبيَّن حقوقَ الوالدَيْن على الولد، وحقوق الولد على الوالدَيْن، وحقوق ذوي القُربى والأرحام بعضِهم على بعضٍ. وكلٌّ يُسألُ عن نفسِه في الدنيا والآخرة عن هذه الحقوق والواجِبات؛ فإن أدَّاها وقامَ بها على أحسن صفةٍ كان بأعلى المنازِل عند ربِّه، وقام بأداء هذه الأمانة التي أشفقَت منها السماواتُ والأرضُ والجبالُ.

ومن ضيَّع هذه الحقوقَ كان بأخبث المنازِل عند ربِّه الذي هو قائمٌ على كل نفسٍ بما كسَبَت، لا يعزُبُ عنه مِثقالُ ذرَّةٍ في الكون.

عباد الله:
إن صِلةَ الرَّحِم حقٌّ طوَّقَه الله الأعناق، وواجبٌ أثقلَ الله به الكواهِل، وأشغلَ به الهِمَم. والأرحامُ هم القراباتُ من النَّسَب، والقراباتُ من المُصاهَرة.

وقد أكَّد الله على صِلَة الأرحام وأمرَ بها في مواضِع كثيرة من كتابه، فقال تعالى: ﴿ وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا ﴾ [الإسراء: 26].

وجعل الرَّحِمَ بعد التقوى من الله تعالى، فقال - عز وجل -: ﴿ وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1].

ولعِظَم صِلَة الرَّحِم، ولكونِها من أُسُس الأخلاقِ وركائِز الفضائِل وأبواب الخيرات فرضَها الله في كل دينٍ أنزلَه، فقال تعالى: ﴿ وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ﴾ [البقرة: 83].

وفي حديثِ عبد الله بن سلام - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال أوَّلَ مقامٍ بالمدينة: «أيها الناس! أفشُوا السلامَ، وأطعِموا الطعام، وصِلُوا الأرحام، وصلُّوا بالليل والناسُ نِيام؛ تدخُلُوا الجنةَ بسلامٍ»؛ رواه البخاري.

وثوابُ صِلَة الرَّحِم مُعجَّلةٌ في الدنيا مع ما يدَّخِرُ الله لصاحبِها في الآخرة؛ عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «من سرَّه أن يُبسَطَ له في رِزقِه، وأن يُنسَأَ له في أثَره فليصِلْ رَحِمَه»؛ رواه البخاري والترمذي، ولفظُه قال: «تعلَّموا من أنسابِكم ما تصِلُون به أرحامَكم؛ فإن صِلَة الرَّحِم محبَّةٌ في الأهل، مثْرَاةٌ في المال، منسَأةٌ في الأثَر».

وعن عليٍّ - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «من سرَّه أن يُمدَّ له في عُمرِه، ويُوسَّع له في رِزقِه، ويُدفَع عنه ميتةُ السوء، فليتَّقِ اللهَ وليصِلْ رَحِمَه»؛ رواه الحاكم والبزار.

وعن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: «إن اللهَ ليُعمِّر بالقوم الديارَ، ويُثمِّرُ لهم الأموال، وما نظرَ إليهم منذ خلقَهم بُغضًا لهم». قيل: وكيف ذاك يا رسول الله؟ قال: «بصِلَتهم أرحامهم»؛ رواه الحاكم والطبراني. قال المُنذريُّ: "بإسنادٍ حسنٍ".

وعن أبي بَكْرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: «ما من ذنبٍ أجدرَ أن يُعجِّل الله لصاحبِه العقوبةَ في الدنيا مع ما يدَّخِرُ له في الآخرة من البَغي وقطيعة الرَّحِم»؛ رواه ابن ماجه والترمذي والحاكم.

وعن أبي بَكْرة أيضًا قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: «
إن أعجلَ البرِّ ثوابًا لصِلَة الرَّحِم، حتى إن أهلَ البيت ليكونون فَجَرة فتنمُو أموالُهم، ويكثُر عددُهم»؛ رواه الطبراني وابن حبَّان.

وصِلَةُ الرَّحِم لها خاصِّيَّةٌ في انشراحِ الصدر، وتيسُّر الأمر، وسَماحة الخُلُق، والمحبَّة في قلوب الخلق، والمودَّة في القُربَى، وطِيبِ الحياة وبركتها وسعادتها.

والمسلمُ فرضٌ عليه صِلَةُ الرَّحِم وإن أدبرَت، والقيام بحقِّها وإن قطعَت ليعظُمَ أجرُه، وليُقدِّم لنفسِه، وليتحقَّقَ التعاوُنُ على الخير؛ فإن صِلَة الرَّحِم وإن أدبَرَت أدعَى إلى الرجوع عن القطيعة، وأقربُ إلى صفاء القلوب.

فعن أبي ذرٍّ - رضي الله عنه - قال: "أوصَانِي خليلي - صلى الله عليه وسلم - بخِصالٍ من الخير: أوصَانِي ألا أنظُر إلى من هو فَوقِي وأن أنظُر إلى من هو دُوني، وأوصَانِي بحبِّ المساكين والدنُوِّ منهم، وأوصَانِي أن أصِلَ رَحِمِي وإن أدبَرَت، وأوصَانِي ألا أخافَ في الله لومةَ لائِمٍ"؛ رواه الإمام أحمد وابن حبَّان.

وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رجلاً قال: يا رسول الله! إن لي قرابةً أصِلُهم ويقطَعوني، وأُحسِنُ إليهم ويُسيئُون إليَّ، وأحلُمُ عليهم ويجهَلون عليَّ. فقال: «إن كنتَ كما قلتَ فكأنَّما تُسِفُّهم المَلَّ - أي: الرماد الحارّ -، ولا يزالُ معك من الله عليهم ظَهيرٌ ما دُمتَ على ذلِك»؛ رواه مسلم.

وعن عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهما - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «ليس الواصِلُ بالمُكافِئ، ولكنَّ الواصِل الذي إذا قُطِعَت رَحِمُه وصَلَها»؛ رواه البخاري.

وقطيعةُ الرَّحِم شُؤمٌ في الدنيا ونكَدٌ، وشرٌّ وحرجٌ، وضيقٌ في الصدر، وبُغضٌ في قلوب الخلق، وكراهةٌ في القُربَى، وتعاسةٌ في أمور الحياة، وتعرُّضٌ لغضب الله وطردِه.

وتكون الرَّحِمُ والأمانةُ على جانِبَيْ الصِّراط تختطِفُ من ضيَّعَها فتُردِيه في جهنَّم، كما في الحديث الذي رواه مُسلم.

فعقوبتُها أليمةٌ في الآخرة، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: «إن الله خلقَ الخلقَ حتى إذا فرغَ منهم قامَت الرَّحِم فقالت: هذا مقامُ العائِذِ بك من القَطيعة. قال الله: نعم، أما ترضَين أن أصِلَ من وصَلَكِ، وأقطعَ من قطعَكِ؟ قالت: بلى. قال: فذاك لكِ»، ثم قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: «اقرءوا إن شِئتُم: ﴿ فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ ﴾ [محمد: 22، 23]»؛ رواه البخاري ومسلم.

وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - أيضًا قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «إن أعمالَ بني آدمَ تُعرضُ كلَّ خميسٍ ليلة الجُمعة، فلا يُقبَلُ عملُ قاطِعِ رَحِمٍ»؛ رواه أحمد.

وعن الأعمَش قال: كان ابن مسعود - رضي الله عنه - جالِسًا بعد الصبح في حلقَةٍ، فقال: "أًنشُدُ الله قاطِعَ رَحِمٍ لمَّا قامَ عنَّا، فإنا نريدُ أن ندعُوَ ربَّنا، وإن أبوابَ السماء مُرتَجَة دون قاطعِ رَحِمٍ"؛ رواه الطبراني.

وعن أبي موسى - رضي الله عنه - أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال: «ثلاثةٌ لا يدخُلون الجنة: مُدمِنُ الخمر، وقاطِعُ الرَّحِم، ومُصدِّقٌ بالسِّحر»؛ رواه أحمد والطبراني والحاكم.

أيها المسلمون:
إن صِلَة الرَّحِم هي بذلُ الخير لهم، وكفُّ الشرِّ عنهم. هي عيادةُ مريضِهم، ومُواساةُ فقيرهم، وإرشادُ ضالِّهم، وتعليمُ جاهِلِهم، وإتحافُ غنيِّهم والهديةُ له، ودوامُ زيارتِهم، والفرحُ بنعمتهم، والتهنِئةُ بسُرورهم، والحُزنُ لمُصيبَتهم، ومُواساتُهم في السرَّاء والضرَّاء، وتفقُّدُ أحوالهم، وحِفظُهم في غيبَتهم، وتوقيرُ كبيرهم، ورحمةُ صغيرِهم، والصبرُ على أذاهم، وحُسنُ صُحبَتهم والنُّصحُ لهم.

وفي مراسِيل الحسن: "إذا تحابَّ الناسُ بالألسُنِ، وتباغَضُوا بالقلوب، وتقاطَعُوا بالأرحام لعنَهم الله عند ذلك فأصمَّهم وأعمَى أبصارَهم".

وإن القطيعةَ بين الأرحام في هذا الزمانِ قد كثُرَت، وساءَت القلوب، وضعُفَت الأسبابُ، وعامةُ هذه القطيعَة على الدنيا الحقيرة، وعلى الحُظوظ الفانِية.

فطُوبَى لمن أبصرَ العواقِب، ونظرَ إلى نهاية الأمور، وأعطَى الحقَّ من نفسِه، وأدَّى الذي عليه، ورغِبَ إلى الله في الذي له على غيرِه، وأتَى إلى الناسِ ما يُحبُّ أن يأتُوه إليه.

وإن القطيعةَ المشؤومةَ قد تستحكِمُ وينفخُ الشيطانُ في نارِها، فيتوارَثُها الأولادُ عن الآباء، وتقعُ الهلَكةُ، وتتسِعُ دائرةُ الشرِّ، ويكونُ البغي والعُدوان، وتدومُ هذه القطيعةُ بين ذوِي الرَّحِم حتى يُفرِّق بينهم الموتُ على تلك الحالِ القبيحة.

وعند ذلك يحضُرُ الندَم، وتثُورُ الأحزان، وتتواصَلُ الحسَرات، وتتصاعَدُ الزَّفَرَات، وعند ذلك لا ينفعُ النَّدَم، ولا يُداوِي الأسفُ جِراحاتُ القلوب، ويترُكون جيفَةَ الدنيا بعدَهم، فلا لقاءَ إلا بعد البعثِ والنُّشورِ. فيجثُو كلٌّ أمام الله الحكَم العدل فيق
ضِ

ي بينَهم بحُكمِه وهو العزيزُ العليمُ.

والصبرُ والاحتِمالُ والمعروفُ والعفوُ خيرُ الأمور، وأفضلُ دواءٍ لما في الصدور؛ عن عُقبة بن عامرٍ - رضي الله عنه - قال: لقيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - فأخذتُ بيدِه، فقلتُ: يا رسول الله! أخبِرني بفواضِل الأعمال. فقال: «يا عُقبةَ! صِلْ من قطَعَك، وأعطِ من حرَمَك، وأعرِض عمَّن ظلَمَك». وفي روايةٍ: «واعفُ عمَّن ظلَمَك»؛ رواه أحمد والحاكِمُ.

أيها المسلمون:
إن المرأةَ قد تكونُ من أسبابِ القطيعة بنقلِها الكلام، وبثِّها المساوِئ، ودفنِها المحاسِن، وتحريشِها للرِّجال، وقد ترى لحماقتِها أن لها في ذلك مصلَحة، وقد تدفعُ أولادَها في الإساءَة لذوِي القُربَى، فعليها يكونُ الوِزرُ، والله لها بالمِرصَاد.

وقد تكونُ المرأةُ من أسبابِ التواصُل بين الأرحام، وتوطِيد المودَّة بينَهم بصبرِها ونصيحَتها لزوجِها، وحثِّها على الخير، وتربية أولادها، والله سيُثيبُها، ويُصلِح حالَها، ويُحسِنُ عاقِبَتها.

فيا أيتها المُسلِمات! اتَّقينَ اللهَ تعالى، وأصلِحن بين ذوِي القُربَى، ولا تكُن القطيعةُ من قِبَلكنَّ؛ فإن الله لا يخفَى عليه خافيةٌ.

قال الله تعالى: ﴿ فَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ ذَلِكَ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ [الروم: 38].

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفَعَني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، ونفعَنا بهدي سيِّد المرسلين وقوله القويم، أقول قولي هذا، وأستغفرُ الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنبٍ، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.


الخطبـــة.الثانيـــة.cc
الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، أحمدُ ربِّي وأشكُرُه، وأتوبُ إليه وأستغفِرُه، وأشكرُه على فضلِه العَميم، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له العليمُ الحكيم، وأشهد أن نبيِّنا وسيِّدنا محمدًا عبدُه ورسولُه الهادِي إلى صِراطٍ مُستقيم، اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك على عبدِك ورسولِك محمدٍ، وعلى آله وصحبِه ذوِي النَّهج القويم، اللهم صلِّ وسلِّم عليه كثيرًا.

أمـــا بعـــد:
فاتقوا الله عباد الله؛ فتوى الله أربَح بِضاعة، والعُدَّةُ لكل شِدَّةٍ في الدنيا ويوم تقومُ الساعة.

أيها المسلمون:
عظِّموا أوامرَ الله بالعمل بها، وعظِّموا ما نهى الله عنه باجتِنابه، ﴿ وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 281]، وأدُّوا حقوقَ ربِّكم، وحقوقَ عباده؛ فذلك هو الفوزُ العظيم.

واعلموا - عباد الله - أن الله - تبارك وتعالى - لا تخفَى عليه خافِية، يُحصِي عليكم، فاعمَلوا للدار الآخرة صالِحَ الأعمال؛ فإنها دارُ القرار لا ينفَدُ نعيمُها، ولا يبلَى شبابُها، ولا تخرمُ دارُها، ولا يموتُ أهلُها.

واتَّقوا نارًا وقودُها الناسُ والحِجارة، عذابُها شديدٌ، وقعرُها بعيدٌ، وطعامُ أهلها الزقُّوم، وشرابُها المُهلُ والصَّديد، ولِباسُهم القَطِرانُ والحديد.

واعلَموا أن لله عملاً بالليل لا يقبَلُه بالنهار، وعملاً بالنهار لا يقبَلُه بالليل، وأعمالُ العباد هي ثوابُهم أو عقابُهم، قال الله تعالى: ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ ﴾ [الجاثية: 15].

وفي الحديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - عن ربِّه أنه قال: «يا عبادِي! إنما هي أعمالُكم أُحصِيها لكم، ثم أُوفِّيكم إياها، فمن وجدَ خيرًا فليحمَد الله، ومن وجدَ غيرَ ذلك فلا يلُومنَّ إلا نفسَه»؛ رواه مسلم من حديث أبي ذرٍّ - رضي الله عنه -.

وتذكَّروا تطايُرَ صُحُف الأعمال، فآخِذٌ كتابه بيمينه، وآخِذٌ كتابه بشِماله، وما ربُّك بظلاَّمٍ للعبيد.

عباد الله:
﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56]، وقد قال - صلى الله عليه وسلم -: «من صلَّى عليَّ صلاةً واحدةً صلَّى الله عليه بها عشرًا».

فصلُّوا وسلِّموا على سيِّد الأولين والآخرين وإمام المرسلين.

اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد، كما صلَّيت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميدٌ مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميدٌ مجيد.
اللهم صلِّ على سيِّدنا ونبيِّنا محمدٍ وعلى آله وأزواجه وذريَّته، اللهم وارضَ عن الصحابة أجمعين، وعن الخلفاء الراشدين، الأئمة المهديين: أبي بكرٍ، وعُمر، وعُثمان، وعليٍّ، وعن سائر أصحابِ نبيِّك أجمعين، وعن التابعين ومن تبِعَهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، اللهم وارضَ عنَّا معهم بمنِّك وكرمِك ورحمتِك يا أرحم الراحمين.
اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين، اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين، اللهم أذِلَّ الكفر والكافرين يا رب العالمين ، ودمِّر أعداءَك أعداء الدين يا رب العالمين، إنك على كل شيءٍ قدير.
الل

هم آمنَّا في أوطاننا، وأصلِح اللهم وُلاة أمورنا.
اللهم إنا نسألُك أن تُفقِّهنا والمسلمين في الدين، اللهم تُب علينا وعلى المسلمين يا رب العالمين.
اللهم أعِذنا من شُرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، وأعِذنا من شرِّ كل ذي شرٍّ يا رب العالمين.
اللهم أعِذْنا وذريَّاتنا من إبليس وذريَّته وجنوده وشياطينه، اللهم أعِذ المسلمين من إبليس وذريَّته وشياطينه إنك على كل شيءٍ قدير، يا رب العالمين.
اللهم انصُر الأطفال الرُّضَّع، اللهم انصُر الأطفال الرُّضَّع، اللهم انتقِم للأطفال الرُّضَّع، والشيوخ الضُّعفاء، والأرامِل والنساء، اللهم انتقِم لهم، اللهم إنهم ظُلِموا في الشام، اللهم انتقِم لهم يا رب العالمين.
اللهم أنزِل بأسَك بالذين ظلَموهم يا رب العالمين في الشام، إنك على كل شيء قدير.
اللهم احفَظ المسلمين في كل مكان، اللهم احفَظ دينَ المسلمين ودماءَهم وأموالهم وأعراضَهم في كل مكانٍ يا رب العالمين، واكفِهم شرَّ أعدائِهم إنك على كل شيءٍ قدير.
اللهم واكفِ المسلمين شُرورَ أنفسهم، وسيِّئات أعمالِهم، اللهم واكفِهم شرَّ الأشرار، وكيدَ الفُجَّار، اللهم واجمعهم دائمًا على كلمة الحق إنك على كل شيءٍ قدير، وألِّف بين قلوبِهم يا رب العالمين، ويا أكرمَ الأكرمين.

اللهم سلِّم الحُجَّاج والمُسافرين والمُعتمِرين، اللهم سلِّم الحُجَّاج والمُسافرين والمُعتمِرين، اللهم رُدَّ الحُجَّاج والمُعتمرين يا رب العالمين إلى ديارِهم سالِمين غانِمين، اللهم يسِّر يا رب العالمين أمورَهم.
اللهم إنا نسألُك يا ذا الجلال والإكرام أن تحفَظَ المسلمين في كل مكان، وفي البرِّ وفي البحر وفي الجوِّ يا رب العالمين، إنك على كل شيءٍ قدير.
اللهم إنا نسألُك أن تُعيذَنا من شُرور أنفُسنا وسيئات أعمالنا.
اللهم اشفِ مرضانا، واشفِ مُبتلانا، وانصُرنا على من عادانا يا رب العالمين، إنك على كل شيءٍ قدير.

عباد الله:
﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ * وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلَا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلًا إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ ﴾ [النحل: 90، 91].

واذكروا الله العظيم الجليل يذكركم، واشكروه على نعمه يزِدْكم، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون.
.
💥 #أحكام_الأضحية_في_سؤال_وجواب💥

الحمد لله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:
فهذه (٤٠) سؤالا وجوابا حول الأضحية وما يتعلق بها من أحكام، جمعتها ولله الحمد من فتاوى بعض كبار العلماء المعاصرين، وربما أضفت من كلام غيرهم قليلا للفائدة، وبالله التوفيق.
⤵️⤵️⤵️⤵️⤵️

🔷 س1: ما هي الأضحية؟
🔷 ج1: هي ما يذبح يوم النحر والثلاثة الأيام التي بعده تقرباً إلى الله عز وجل من غير الهدي (العبَّاد).
🌱🌱🌱🌱🌱🌱
🔷 س2: هل الأضحية واجبة؟
🔷ج2: الأضحية سنة مؤكدة إلا إذا كانت وصية، فإنه يجب تنفيذها. (ابن باز).
🌱🌱🌱🌱🌱🌱
🔷 س3: ماذا ينبغي على من أراد أن يضحي؟
🔷 ج3: يشرع في حق من أراد أن يضحي إذا أهل هلال ذي الحجة ألا يأخذ من شعره ولا من أظافره ولا بشرته شيئا حتى يضحي؛ لما روى الجماعة إلا البخاري رحمهم الله، عن أم سلمة رضي الله عنها، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إذا رأيتم هلال ذي الحجة وأراد أحدكم أن يضحي فليمسك عن شعره وأظفاره» سواء تولى ذبحها بنفسه أو أوكل ذبحها إلى غيره. (اللجنة الدائمة).
.🌱🌱🌱🌱🌱
🔷 س4: هل النهي عن أخذ المضحي في العشر شيئا من شعره وأظفاره يشمل المضحى عنهم؟
🔷 ج4: هذا الحديث خاص بمن أراد أن يضحي فقط. (اللجنة الدائمة).
🌱🌱🌱🌱🌱🌱
🔷 س5: حكم تقشير شيء من جلد عقب القدم لمن أراد أن يضحي؟
🔷 ج5: نقول له لا تفعل، أما لو انسلخ شيء من الجلد وآذاك فلا بأس أن تقص ما يؤذيك؛ لأن هذا لحاجة. (العثيمين).
.🌱🌱🌱🌱🌱
🔷 س6: ما هي شروط الأضحية؟
🔷 ج6: يشترط أن يكون المضحَّى به من بهيمة الأنعام وهي الإبل والبقر والغنم.
-وأن يبلغ السن الذي حدده الشارع، وهو نصف سنة للضأن، وسنة للمعز، وسنتان للبقر، وخمس سنوات للإبل.
-وشرط ثالث: أن يسلم من العيوب المانعة من الإجزاء، وهي أربعهع بينها الرسول - صلى الله عليه وسلم - بقوله: (أربع لا تجوز في الأضاحي: العوراء البين عورها، والمريضة البين مرضها، والعرجاء البين ظلعها، والعجفاء التي لا مخ فيها)
هذه أربع، وكذلك التي بمعناها أو أشد مثل العمياء، ومقطوعة اليد أو الرجل، فإنها بمعناها أو أشد.
بقي شرط رابع: وهو أن تكون الأضحية في الوقت المحدد وهو من صلاة يوم عيد النحر إلى غروب الشمس آخر يوم من أيام التشريق. (العثيمين).

قال ابن قدامة عن العيوب الأربعة المذكورة في الحديث: لا نعلم خلافا بين العلماء في أنها تمنع الإجزاء.
.🌱🌱🌱🌱🌱🌱
🔷 س٧: ماذا يلحق بالعيوب الأربعة المذكورة في الحديث؟
🔷 ج٧: يلحق بها ما كان مثلها أو أشد، فلا تجزىء الأضحية بما يأتي:
1 ـ العمياء التي لا تبصر بعينيها.
2 ـ المبشومة حتى تنشط ويزول عنها الخطر.
3 ـ المتولدة إذا تعسرت ولادتها حتى يزول عنها الخطر.
4 ـ المصاب بما يميتها من خنق وسقوط من علو ونحوه حتى يزول عنها الخطر.
5 ـ الزمنى وهي العاجزة عن المشي لعاهة.
6 ـ مقطوعة إحدى اليدين أو الرجلين.
فإذا ضممت ذلك إلى العيوب الأربعة المنصوص عليها صار ما لا يضحى به عشرة. هذه الستة وما تعيب بالعيوب الأربعة السابقة. (العثيمين).
.🌱🌱🌱🌱🌱🌱
🔷 س٨: ذبح أضحيته قبل صلاة العيد فهل تجزئ عنه؟
🔷 ج٨: لا تجزئ إلا بعد الصلاة، والنبي صلى الله عليه وسلم قال: (من. ذبح قبل أن يصلي فهي شاة لحم لا تجزئ) (ابن باز).

🔷 س٩: هل نأخذ بقول البائع في تحديد سن الأضحية؟
🔷 ج٩: فيه تفصيل: إن كان البائع ثقة فإن قوله مقبول؛ لأن هذا خبر ديني، كالخبر بدخول وقت الصلاة، وإذا كان الإنسان نفسه يعرف السن بالاطلاع على أسنانها، أو ما أشبه ذلك فإنه كافٍ. (العثيمين).
.🌱🌱🌱🌱🌱🌱
🔷 س١٠: هل يجوز الأضحية بالمخصي؟
🔷 ج١٠: الصحيح أنه يجوز الأضحية بالمخصي؛ لأنه ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه ضحى بكبشين موجوأين، يعني مقطوع الخصيتين. (العثيمين).

قال ابن قدامة عن التضحية بالمخصي: لا نعلم فيه خلافا.
.🌱🌱🌱🌱🌱🌱
🔷 س١١: ماهو أفضل لون الأضحية؟
🔷ج ١١: ضحى النبي صلى الله عليه وسلم بكبشين أملحين. قال ابن حجر : الأملح هو الذي فيه سواد وبياض والبياض أكثر.
وقال النووي: أفضلها البيضاء ثم الصفراء ثم الغبراء ثم البلقاء، وهي التي بعضها أبيض وبعضها أسود، ثم السوداء.
🌱🌱🌱🌱🌱🌱
🔷 س1٢: من اشترى الأضحية ليضحي بها، ثم مرضت أو انكسرت رجلها فهل يضحي بها؟
🔷 ج1٢: يقول العلماء-رحمهم الله- من عيَّن الأضحية وقال: هذه أضحيتي صارت أضحية، فإذا أصابها مرض أو كسر فإن كنت أنت السبب فإنها لا تجزئ، ويجب عليك أن تشتري بدلها مثلها
أو أحسن منها، وإن لم تكن السبب فإنها تجزئ. (العثيمين).
.🌱🌱🌱🌱🌱🌱
🔷 13/ هل تجزئ الأضحية بالحامل؟
🔷 ج13 : تجزئ بلا شك. (ابن باز) .
🌱🌱🌱🌱🌱
🔷 س١٤: حكم التضحية بمقطوعة الأذن والقرن؟
🔷 ج1٤: الصحيح: أنها جائزة مجزئة لكنها مكروهة؛ لأنها ناقصة الخلقة، وقد أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - أن نستشرف العين وا
لأذن، أي أن نطلب شرفهما وكمالهما. (العثيمين).
🔷 س1٥: هل يجزئ مقطوع الإلية في الأضحية؟
🔷 ج1٥: لا يجزئ في الأضحية ولا في الهدايا لا العقيقة مقطوع الذيل (الإلية) هذا كله إذا كان مقطوعا، أما إذا كان الخروف لم يخلق له ذيل أصلا فإنه في حكم الجماء والصمعاء، والحكم في ذلك هو الإجزاء. (اللجنة الدائمة).
🌱🌱🌱🌱🌱🌱
🔷 س1٦: لو عيَّن الأضحية فهل له أن يستبدلها بغيرها؟
🔷 ج1٦: لو حصل وعيَّنها تعيَّنت، وإذا تعيَّنت فإنه يتعلق بها حكم الأضحية ويجب عليه تنفيذها وقد ذكر بعض أهل العلم أنه إذا أبدلها بخير منها فلا حرج. (العثيمين).
🌱🌱🌱🌱🌱🌱
🔷 س١٧: إن ضلت الأضحية أو ماتت أو سرقت فماذا على المضحي؟
🔷ج ١٧: روى البيهقي عن نافع قال: كان ابن عمر رضي الله عنهما يقول: أيما رجل أهدى هدية فضلت فإن كانت نذرا أبدلها، وإن كانت تطوعا فإن شاء أبدلها وإن شاء تركها.
🌱🌱🌱🌱🌱🌱
🔷 س١٨: نسي عند التضحية أن يذكر اسم من سيضحي عنه فماذا عليه؟
🔷ج ١٨: لا أعلم خلافا في أن النية تجزئ، وإن ذكر من يضحي عنه فحسن. (ابن قدامة).
🌱🌱🌱🌱🌱🌱
🔷 س1٩: ما هو الأفضل من بهيمة الأنعام في الأضحية؟
🔷 ج1٩: ذكر الفقهاء رحمهم الله أنه إذا ضحى بالبهيمة كاملة فالأفضل الإبل، ثم البقر، ثم الغنم، والضأن أفضل من الماعز، أما إذا ضحى بسبع من البدنة أو البقرة فإن الغنم أفضل، والضأن أفضل من الماعز. (العثيمين).
🌱🌱🌱🌱🌱🌱
🔷 س٢٠: عن كم تجزئ الشاة في الأضحية؟
🔷 ج٢٠: تجزئ الشاة عن أهل البيت الواحد الذين نفقتهم واحدة...
.
🔷 س٢١: عن كم يجزئ السبع من البقر والإبل؟
🔷 ج٢١: السنة أن كلا من البدنة والبقرة تجزئ عن سبعة، وأن سبع كل منهم يجزئ عن الواحد وعن أهل بيته. (اللجنة الدائمة).
🌱🌱🌱🌱🌱
🔷 س٢٢: إذا اشترك سبعة في بقرة أو ناقة وبعضهم يريد اللحم لا التضحية فهل تجزئ الأضحية؟
🔷ج٢٢: نعم تجزئ، وهو مذهب الشافعية والحنابلة.
🌱🌱🌱🌱🌱🌱
🔷 س٢٣: هل يستحب الاقتراض لشراء الأضحية؟
🔷 ج٢٣: يستحب له أن يستدين ويضحي إذا كان خلفه ما يوفي عنه. (ابن باز).
🌱🌱🌱🌱🌱
🔷 س٢٤: تأخرت عن شراء الأضحية فاشتريت شاة مسلوخة ونويتها أضحية فهل يجزئ ذلك؟
🔷 ج٢٤: لا تجزئ، لأن النية لم تحصل وقت الذبح على أنها أضحية. (اللجنة الدائمة).
🌱🌱🌱🌱🌱🌱
🔷 س ٢٥: هل يستحب توجيه الأضحية إلى القبلة عند الذبح؟
🔷 ج ٢٥: هذا مستحب في كل ذبيحة، لكنه في الهدي والأضحية أشد استحبابا. (النووي).
🌱🌱🌱🌱🌱🌱
.
🔷 س٢٦: يوجد لي بيتان وأريد أن أضحي، فهل أذبح عند كل بيت أضحية، أم أذبحها في بيت واحد؟
🔷 ج ٢٦: يجزئ عنك أضحية واحدة لبيتيك ما دام أن صاحبها واحد، وإن ذبحت في كل واحد من البيتين أضحية مستقلة فهو أفضل. (اللجنة الدائمة).
🌱🌱🌱🌱🌱🌱
🔷 س٢٧: ثلاثة إخوة في بيت، لهم رواتب، وكلهم متزوج، فهل تجزئهم أضحية واحدة أم لكل واحد أضحية؟
🔷 ج٢٧: إذا كان طعامهم واحدًا، وأكلهم واحدًا فإن الواحدة تكفيهم، يضحي الأكبر عنه وعمن في بيته، وأما إذا كان كل واحد له طعام خاص -يعني مطبخ خاص به- فهنا كل واحد منهم يضحي؛ لأنه لم يشارك الآخر في مأكله ومشربه. (العثيمين).
🌱🌱🌱🌱🌱🌱🌱
🔷 س٢٨: نحن أسرتان فهل يجوز لنا أن نضحي عن البيتين بأضحية واحدة نشترك في قيمتها؟
🔷 ج٢٨: المشروع أن يضحي أهل كل بيت بأضحية خاصة بهم. (اللجنة الدائمة).
🌱🌱🌱🌱🌱🌱
🔷 س2٩: هل يمكن أن يشترك الرجل وزوجته في أضحية واحدة من هذا نصف ومن هذا نصف؟
🔷 ج2٩: إذا اشترك الإنسان وزوجته في قيمة شاة فإن هذا لا يصح؛ لأنه لا يشترك اثنان في القيمة في شاة واحدة، وإنما الاشتراك المتعدد في الإبل والبقر، يكون البعير عن سبعة، والبقرة عن سبعة. (العثيمين).
🌱🌱🌱🌱🌱🌱
🔷 س٣٠: رجل نزل عنده والداه وأخوه فمن الذي يضحي منهم؟
🔷 ج٣٠: يكفي واحد منهم، سواء كان الأب أو الولد. (الألباني).
🌱🌱🌱🌱🌱🌱
🔷 س٣١: ماذا يقول عند ذبح الأضحية؟
🔷 ج٣١: يقول عند الذبح: (بسم الله، الله أكبر، اللهم هذا منك ولك، اللهم هذه عني وعن أهل بيتي)، أما غير الأضحية فيفعل فيها هكذا لكنه يقول عند الذبح، قبل أن يذبح يقول: بسم الله، والله أكبر فقط. (العثيمين).
🌱🌱🌱🌱🌱🌱
🔷 س٣٢: إذا قال الذابح: بسم الله فقط ولم يقل الله أكبر فهل يكفي ذلك؟
🔷 ج٣٢: الواجب: «بسم الله» هذا الواجب، وزيادة: «الله أكبر» مستحبة. (ابن باز).
🌱🌱🌱🌱🌱🌱
🔷 س٣٣: حكم إعطاء الذابح من لحم الأضحية؟
🔷 ج٣٣: لا بأس بإعطاء الذابح لها منها، لكن لا تكون أجرة له، بل يعطي أجرته من غير الضحية. (اللجنة الدائمة).
🌱🌱🌱🌱🌱🌱
🔷 س٣٤: كم مقدار الصدقة والهدية من الأضحية وهل يشترط أن تكون أثلاثا؟
🔷 ج٣٤: أما لحمها فالأفضل أن يأكل ثلثه، ويهدي إلى أقاربه وجيرانه وأصدقائه ثلثه، ويتصدق بثلثه على الفقراء، وإن زاد أو نقص في هذه الأقسام أو اكتفى ببعضها فلا حرج، والأمر في ذلك واسع. (اللجنة الدائمة).

قال ابن قدامة عن تثليث الأضحية: قول ابن مسعود وابن عمر، ولم نعرف لهما
مخالفا في الصحابة.
🌱🌱🌱🌱🌱
🔷 س٣٥: أكل الأضحية ولم يهد أو يتصدق منها بشيء فماذا عليه؟
🔷 ج٣٥: إن لم يتصدق ولم يهد بل أكلها صحت وأجزأت، ولكنه خالف الأفضل، وخالف السنة، وعليه أن يستدرك ولو بالقليل من اللحم حتى يتصدق به على الفقراء، هذا هو الأحوط. (ابن باز).

🌱🌱🌱🌱🌱🌱
🔷 س٣٦: ما حكم الأضحية عن الميت؟
🔷 ج٣٦: الأضحية عن الميت استقلالاً على سبيل الانفراد لا
نعلم شيئاً ثابتاً يدل عليه، ولكن كونه يضحي عن نفسه وعن أهل بيته أو أقاربه أحياء وأمواتاً، فلا بأس بذلك، وقد جاء في السنة ما يدل على ذلك، فيدخل الأموات تبعاً. (العبَّاد).
🌱🌱🌱🌱🌱
🔷 س٣٧: أين تذبح الأضحية؟
🔷 ج٣٧: الأضحية تذبح في بلد المضحي وفي بيته يأكل منها هو وأهل بيته ويهدي منها على جيرانه وأصدقائه ويتصدق منها على الفقراء، وإذا كان أهله في بلد آخر فإن الأضحية تذبح عنه وعنهم في بيته وفي بلده، وإن كان هو في بلد آخر. (الفوزان).
🌱🌱🌱🌱🌱
🔷 س٣٨: هل للمغترب أن يرسل بقيمة أضحيته إلى أهله؟
🔷 ج٣٨: لا بأس أن يرسل المغترب ثمن الأضحية إلى أولاده في وطنه ليقوموا بشرائها وذبحها في بيتهم، بل هذا هو الأفضل والسنة. (اللجنة الدائمة).
🌱🌱🌱🌱🌱
🔷 س٣٩: هل يجوز دفع قيمة الأضاحي للهيئات لترسلها إلى البلدان الفقيرة ليضحى بها هناك؟
🔷 ج٣٩: إرسال قيمة الأضاحي إلى بلاد أخرى من البلاد الإسلامية ليضحي بها هناك تفوت به مصالح كثيرة منها:
1- ظهور شعائر الله تعالى في البلاد الإسلامية.
2- مباشرة المضحي ذبح أضحيته بنفسه، فإن المشروع أن يباشر المضحي ذبح أضحيته بنفسه كما كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يفعل ذلك.
3- التعبد لله تعالى بذكر اسمه على الذبيحة، فإذا أرسلت القيمة ليضحي في بلاد أخرى فات على المضحي أن يتعبد لله تعالى بذكر اسمه على أضحيته.
4- التعبد لله تعالى بالأكل من الأضحية، فإن الأكل من الأضحية عبادة أمر الله تعالى بها في قوله: (فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ) فإذا أرسلت القيمة إلى بلاد أخرى ليضحي بها هناك فات هذا التعبد. (العثيمين).

📣 -نحن نقول: إن مساعدة المحتاجين من المسلمين مطلوبة في أي مكان، لكن العبادة التي شرع الله فعلها في مكان معين لا يجوز نقلها منه إلى مكان آخر؛ لأن هذا تصرف وتغيير للعبادة عن الصيغة التي شرعها الله لها. (الفوزان).
🌱🌱🌱🌱🌱
🔷 س٤٠: ما الفرق بين الهدي والأضحية؟
🔷 ج٤٠: الهدي يكون في الحرم والأضحية تكون في كل مكان. (العبَّاد).

وبالله التوفيق، وصلى اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم

جزى الله خيرا من نشرها
بسم اللــــه الرحمـــــــــن الرحيم

📝📝📝📝📝📝

📝الدرس الأول :-

الدُر الفريد في أحكام العيد :-

وهو عبارة عن مدارسة ماتعة شيقة لشيخنا الفقيه المبارك أبي عبد الله محمد بن حزام البعداني حفظه الله تعالى ونفع به الإسلام والمسلمين.

...

قال أبو عبد الله حفظه الله وسدده .

بسم الله الرحمٰن الرحيم

الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليماً كثيرا.

أما بعد :-

لماذا سمي العيد عيداً ؟
الجواب :- ما اعتاد الناس عليه باجتماع أوصلاة أو شيءٍ يعاودهم في كل العام يسمى عيد.

كم للمسلمين أعياد؟
الجواب :- عيدان - عيد الفطر وعيد الأضحى وأيام التشريق هي تتبع يوم الأضحى ويوم عرفة جاء ذكره في بعض الأحاديث ذكره ضمن أيام التشريق لكن أكثر الأحاديث ليس فيها ذكر يوم عرفة، وهو عيد في حق أهل الموقف.

ماحكم صيام عيد الفطر وعيد الأضحى ؟
الجواب :- يُحرم صومه بإجماع العلماء نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن صوم يومين يوم النحر ويوم الفطر فيحرم صوم هذين اليومين.

هل يحرم صوم الجمعة ؟
يحرم صومها إذا أُفردت بالصيام - لحديث أبي هريرة في الصحيحين: لا تصوموا يوم الجمعة إلا أن تصوموا يوماً قبله أو يوماً بعده - والنهي حمله جمعٌ من العلماء على الكراهة والأصل في النهي هو التحريم.

ماحكم الاغتسال للذهاب لصلاة العيد ؟
الجواب :- الاغتسال مستحب، الحديث الوارد فيه ضعيف جداً أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يغتسل في العيدين، واستحبابه من باب أنه يزيل عن نفسه الأذى والريح والأوساخ لأنه يحضر مشهداً يجتمع فيه المسلمون كما في الجمعة وقد ثبت عن ابن عمر رضي الله عنه أنه كان يوم العيد يغتسل ثم يذهب إلى المصلى عند مالك وابن أبي شيبة وغيرهم.
وثبت عن علي رضي الله عنه عند البيهقي أنه سئل عن الغسل فقال اغتسل كل يومٍ إذا شئت فقيل يا أمير المؤمنين الغسل الذي هو الغسل يعني المؤكد والمستحب فقال يوم الجمعة ويوم الأضحى ويوم الفطر ويوم عرفة- - أربعة، فدل على أنه كان معلوماً عندهم الاستحباب.

لو وافق أن شخصاً قد اغتسل اليوم الذي قبله أو في الليل فأصبح وهو لايرى من نفسه عرقاً ولا وسخاً هل له أن يغتسل؟

الجواب :- يتوضأ ويكفيه المقصود أنه يذهب متنظفاً متطهرا لايؤذي أحداً.

ماذا يستحب له أن يصنع قبل أن يذهب إلى الصلاة ؟
الجواب :- يستحب له في عيد الفطر أن يأكل تمرات قبل أن يذهب لحديث أنس في البخاري أن النبي عليه الصلاة والسلام كان لا يخرج من المصلى حتى يأكل تمرات يأكلهن أفرادا - وفي رواية يأكلهن وترا، فيُستحب له أن يأكل تمرات قبل ذهابه إلى المصلى وتكون وترا ً- لأن هذا من المستحبات، قالوا لأنه كان في أيام صوم فخالف في هذا اليوم يوم الفطر - ابتداءه بالأكل ، وأما في عيد الأضحى يستحب له أنه يؤخر الأكل حتى يرجع ويأكل من أضحيته، وهذا إذا تيسر بدون مشقة أمرٌ طيب كأن يكون عنده قدرة على الذبح سريعاً كي يأكل - بسرعة وما يشق على نفسه يرجع ويأكل من أضحيته كما فعل النبي عليه الصلاة والسلام جاء ذلك في حديث بريدة وعائشة وغيرهما أن النبي عليه الصلاة والسلام لم يأكل حتى رجع وأكل من أضحيته.

متى يبدأ وقت صلاة العيدين ؟
الجواب :- وقت صلاة العيد يبدأ من حين تذهب وقت الكراهية لحديث عبد الله بن بسر أنه خرج على الناس حين جاء وقت التسبيح - أي وقت التنفل. فأنكر ابطاء الإمــــــام وقال فرغنا ساعتنا هذه من الصلاة
إذاً وقت التسبيح يبدأ بارتفاع الشمس قيد رمح : الدليل على ذلك حديث عمرو بن عبسة: اقصر عن الصلاة حتى ترتفع الشمس قيد رمح ثم صلِ فإن الصلاة مشهودة محظورة حتى يستقل الظل بالرمح - قيد الرمح المعلوم قدره بالنظر يتراوح بين المتر والمتر والنصف نحو ذلك فبالنظر اليه يقدر - ليست حقيقة لكن بنظر الناظر وإلا فهي بالحقيقة مسافات كبيرة جداً، وينتهي الوقت بدخول وقت الكراهة حين يستقل الظل بالرمح قبل الظهر بنحو ربع ساعة يزيد قليلاً وينقص قليلاً في بعض الأيام .

استحب بعض أهل العلم أنه في الأضحى يقدم وفي الفطر يقدم قليلاً - قالوا في الفطر يتأخر قليلاً حتى يتمكن الناس من إخراج زكاة الفطر ،وفي الأضحى يعجل قليلاً مجرد أنه يدخل الوقت يصلي مباشرة حتى يرجع الناس ويجدون وقتاً كافياً للذبح، وعلى كلٍ يبدأ الوقت بالتسبيح بدخول وقت التنفل سواءٌ تقدم قليلاً أو أخر ولا بأس أن يراعي مصالح الناس لابأس، مما يدل على المراعاة ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يصنع في صلاة العشاء قال كان إذا رآهم اجتمعوا عجل وإذا رآهم ابطأوا أخر في صلاة العشاء - في الصحيحين عن جابر ، فلابأس أن ينظر حال الناس في شيء لا يخالف السنة.

لو علم الناس أنه عيد وهم في الضحى - الساعة التاسعة او العاشرة صباحاً ؟
الجواب :- يخرجون في ذلك الوقت ويصلون.

إذا لم يعل
موا أنه يوم العيد إلا بعد الزوال ؟
الجواب :- يفطرون ذلك اليوم وتؤخر الصلاة إلى اليوم الثانــــي لحديث أبي عمير قالوا إن ركباً أتوا النبي صلى الله عليه وسلم فشهدوا أنهم رأوا الهلال بالأمس فقال يا بلال مر الناس أن يفطروا وإذا أصبحوا ان يغدوا إلى مصلاهم فأفطروا وقاموا من الغد وصلوا ، ولاتصلى بعد زوال الشمس .

من تأخر عن الصلاة حتى ذهبت عليه الجماعة هل يصليها جماعة ثانية ومازال الوقت باقيا؟
الجواب :- نعم يصليها جماعة ثانية إذا وجدت.

هل يجوز أن يصلي منفرداً إذا لم يجد جماعة ؟
الجواب :- نعم يصليها منفرداً إذا لم يجد جماعة ماتُترك.

ماحكم صلاة العيد ؟
الجواب :- الراجح هو الوجوب لقوله صلى الله عليه وسلم (مر الناس أن يفطروا وإذا أصبحوا أن يغدوا إلى مصلاهم) وفي حديث أم عطية في الصحيحين قالت كنا نؤمر أن نخرج في العيدين حتى نُخرج الحيض وذوات الخدور يشهدن مع الناس " فهذا دليلٌ على وجوب الصلاة، قال بعضهم وجوب كفائي - إذا صلى بعض الناس سقط عن الباقين وهذا فيه نظر - لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر الناس جميعاً فالوجوب عليهم جميعاً.

هل يجب على النساء أن يصلين أو يخرجن مع الناس المصلى ؟
الجواب :- عامة العلماء ما أوجبوا ذلك حتى قال ابن رجب لايعلم أحداً قال بوجوبها على النساء - أي الخروج ولكن يشملهن الأمر بالصلاة والخروج إن تيسر الخروج خرجت في مكان خاص بالنساء ولا اختلاط بهن وإن لم يتيسر فتصلي في بيتها - فهم العلماء أنه للاستحباب، أما شيخ الإسلام فقال وقد يقال بوجوبه على المرأة - لعله تردد بسبب أنه ما وجد أحد من السلف يقول بذلك - قال وقد يُقال بوجوبه على المرأة - فالقول بالوجوب لو قال به بعض السلف لكان هو ظاهر الأمر، والله المستعان.

إذا اجتمع العيد مع الجمعة في يومٍ واحد هل تسقط الجمعة ؟
الجواب :- يصلي العيد ثم الجمعة مرخصٌ فيها إن أحب أن يصلي الجمعة صلى وإن أحب صلاها ظهراً - يجوز أن يصلي جمعة مع الناس ويجوز أن يصليها ظهراً ، أما سقوط الصلاة بالكلية فهذا قول بعيد- ضعيف، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال خمس صلوات كتبهن الله على العباد في كل يومٍ وليلة قال هل علي غيرها قال لا إن ان تتطوع " حتى في يوم الجمعة ما سقطت الظهر إنما جاء بدلها صلاة الجمعة فكذلك إذا اجتمع يوم العيد مع يوم جمعة لاتسقط الجمعة وإنما من أحب أن يصلي الجمعة صلى ومن أحب صلاها ظهراً والإمام ينبغي له أن يقيم الجمعة فلا يتركها - الأقرب إلى السنة إقامة الجمعة لما جاء في الحديث إنا مجمعون فمن شاء منكم أن يُجمع معي ومن شاء فليرجع.
وجاء عن عثمان رضي الله عنه أنه خطب الناس كما في صحيح البخاري قال إن هذا يوم قد اجتمع لكم فيه عيدان فمن أحب أن يبقى حتى يصلي معنا الجمعة ومن أحب أن يرجع من أهل العوالي فقد أذنت له.
وفي صحيح مسلم عن النعمان بن بشير أنه كان يصلي في يوم الجمعة ويوم العيد بسبح اسم ربك الأعلى وهل أتاك حديث الغاشية قال: فإذا اجتمعا في يومٍ قرأ أيضاً بهما في الصلاتين - دل على أنه يقيمها ولو ترك إقامة الجمعة أجزأ أيضاً كأن يصلي ظهراً بالناس أو منفرداً في بيته لحديث ابن عباس كما في سنن أبي داود ان ابن الزبير وافق يوم عيد فلم يخرج يصلي بالناس فجاء الناس إلى عبد الله بن عباس فأخبروه فقال أصاب السنة - ترك صلاة الجمعة وصلى الظهر في بيته فيجوز ذلك - يجوز أن يترك الجمعة بالكلية ولكن يصلي الظهر في بيته، ومما يدل على أنه يصلي الظهر أن الصحابة لما لم يخرج إليهم ابن الزبير صلوا وحداناً- أي صلوا الظهر، فلم ينكر عليهم ابن عباس ولم يقل لماذا صليتم ليس عليكم صلاة، والأفضل أن يصلوا الظهر جماعة .

ماهي كيفية صلاة المرأة؟
الجواب :- نفس كيفية صلاة الرجل سبع تكبيرات في الأولى وخمس في الأخرى - إن تيسر لها مكان تخرج فيه تصلي فهو أفضل، الصلاة في المصلى من السنة أما المساجد فليس من السنة أن يصلي في المساجد، النبي صلى الله عليه وسلم ترك مسجده مع أن الصلاة فيه تعدل بألف صلاة في غيره وترك الصلاة فيه وخرج يصلي في المصلى، فصلاة العيد المستحب أن تكون في المصليات إلا أن يشق على الناس ببرد أو مطر أو خوف أو ما أشبه ذلك أو كان يكون ما عندهم مصلى فصلوا في المسجد .

إذا دخل المصلى هل يصلي تحية المسجد ؟
الجواب :- ماهناك تحية المسجد في المصلى يجلس .

هل يبدأ بالصلاة أم بالخطبة ؟
الجواب :- يبدأ بالصلاة - هذا الذي عليه عمل المسلمين وهو الذي فعله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم أجمعين خلافاً لما أحدثه بعض بني أمية من تقديم الخطبة قبل الصلاة حتى يبقى الناس يستمعون من أجل أنهم ينتظرون الصلاة.

متى يبدأ التكبير والذكر في العيد؟
الجواب :- الأقرب أنه يبدأ من غروب الشمس لقوله تعالى " وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ سورة البقرة: الآية -١٨٥، وينتهي بعد صلاة العيد لأن النبي صلى الله
عليه وسلم كبروا معه عندما أمرهم أن يخرجوا ويشاركوا في التكبير ولم يقال أنهم كبروا بعد صلاة العيد- هذا في عيد الفطر وفي عيد الفطر الأضحى يبدأ من صبيحة يوم عرفة لحديث أنس وبن عمر في الصحيحين والمعنى متقارب كما نغدوا من منى إلى عرفة منا الملبي ومنا المكبر " والتكبير لايكون بصوتٍ واحد تكبير جماعي كل يرفع صوته بالتكبير وتختلط الأصوات بالتكبير هذا هو السنة وإذا توافقت الأصوات فلابأس ولكن بدون تحري الموافقة، إن اتفقت الأصوات اتفقت وإن اختلفت اختلفت أما أنهم يلتزموا الصوت الواحد فهذا ليس من السنة - إذا تقدم أحد ضحكوا عليه وقالوا له أنت ماتستطيع أن تكبر فهذا خطأ - يرفعون أصواتهم بالتكبير بدون تحري .

ينتهي التكبير إلى آخر أيام التشريق وهي ثلاثة أيام بعد يوم العيد.

التكبير عقب الصلوات ثبت عن جماعة من الصحابة أنهم كبروا عقب الصلوات لاسيما في الأضحى ثبت عن ابن عمر وابن مسعود وعلي بن أبي طالب فلا بأس يجوز أن يكبر عقب الصلوات، ولكن كما تقدم بدون تحري الصوت الواحد ومن أحب أن يبدأ ويأتي بأذكار الفريضة التسبيح والتحميد والتكبير فلا بأس ولكن يعمل بعمل الصحابة فهو أقرب فيكبر مع الناس .

هل للتكبير صيغة معينة؟
الجواب :- يكبر بأي صيغة ثابتة فقد جاء عن ابن عمر -الله أكبر الله أكبر الله الله أكبر ولله الحمد، وجاء عن ابن عباس الله أكبر الله أكبر الله أكبر كبيرا الله أكبر تكبيرا الله أكبر وأجل. وجاء أيضاً عن سلمان الله أكبر الله أكبر الله الله أكبر كبيرا - ماهناك صيغة معينة،
فالصيغة المشهورة عندنا - الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله الله أكبر الله أكبر ولله الحمد الله أكبر كبيرا والحمد لله كثيرا وسبحان الله بكرة وأصيلا لا إله إلا الله وحده صدق وعده ونصر عبده وأعز جنده وهزم الأحزاب وحده لا إله إلا الله ولانعبد إلا إياه مخلصين وله الدين ولوكره الكافرون - هذه الصيغة نص عليها الإمــــــام الشافعي رحمه الله في كتابه الأم واختارها ولذلك لما كان الناس في هذه الجهات على مذهب الشافعية انتشرت هذه الصيغة - ومن قالها دون تخصيص لها لابأس لكن تحريها كأنها ما تصلح إلا هذه - فما يصلح أنك تنكر على أخيك تقول ما تصلح إلا هذه الصيغة أو تنكر عليه كبر معنا وإلا لاتكبر -أفسدت علينا التكبير، على كلٍ مايلتزم هذه الصيغة والأفضل أن يؤتى بالصيغ التي جاءت عن الصحابة أيسر وأسهل وأيضاً حتى لايعتقد الناس وجوب تلك الصيغة - لأنهم لازموها فينوع في التكبير.

مايتعلق بالتكبيرات هل هي عامة في جميع الوقت أو عقب الصلوات فقط لاسيما في الأضحى.
الجواب :- عامة في جميع الوقت إلا أن عقب الصلوات بسبب اجتماع المسلمين صار التكبير فيها أشهر وحث عليه الصحابة أيضاً بسبب أنه وقت فيه اجتماع المسلمين فيكبرون فيه .

📓📓📓📓📓

والحمـــــد للّه رب الـعالـمين

📓 مجمــوعة :-

فتاوى الشيخ محمد بن حزام حفظه اللّــــه
_____________________
خطبة المسجد النبوي 10/12/1433 هـ - أيام التشريق .. فضائل وأحكام

الشيخ حسين بن عبدالعزيز آل الشيخ



تاريخ الإضافة: 3/1/2014 ميلادي - 1/3/1435 هجري
زيارة: 1766 


    


    

أيام التشريق .. فضائل وأحكام

 

ألقى فضيلة الشيخ حسين بن عبدالعزيز آل الشيخ - حفظه الله - خطبة الجمعة بعنوان: "أيام التشريق .. فضائل وأحكام"، والتي تحدَّث فيها عن يوم النحر وأيام التشريق وما فيها من فضائل وأحكام، وذكَّر ببعض وصايا النبي - صلى الله عليه وسلم - في حجَّة الوداع، مع إشارته بتذكُّرنا إخوانًا لنا في شدَّةٍ ولأواء في عددٍ من بُلدانِ المُسلمين.


الخطبة الأولى

إن الحمد لله نحمده ونستعينُه ونستهديه ونستغفرُه، ونعذُ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهدِه الله فلا مُضِلَّ له، ومن يُضلِل فلا هادِيَ له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيِّدنا ونبيَّنا محمدًا عبدُه ورسولُه، اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك عليه وعلى آله وأصحابِهِ.


﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾[آل عمران: 102].

﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1].

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70، 71].


أما بعد، فيا أيها المُسلمون:

إن هذا اليوم يومٌ عظيمٌ عند الله - جل وعلا -، أعلى مكانتَه، ورفعَ قدرَه، وبيَّن فضلَه ومكانتَه في الدين، وسمَّاه: "يوم الحجِّ الأكبر"، وقد صحَّ عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «أعظمُ الأيام عند الله يومُ النَّحر».

 

وهو من الأيام المعلومات الفاضِلة التي قال ربُّنا - جل وعلا - فيها: ﴿ لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ ﴾ [الحج: 28].


وفي "المسند" أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «ما من أيامٍ أعظمُ عند الله ولا أحبُّ إليه العملُ فيهنَّ من هذه الأيام - يعني: أيام العشر -، فأكثِروا فيهنَّ من التهليل والتحميد والتكبير».


ألا فلنتَّخِذ من هذا اليوم موسِمًا للتقرُّب بالطاعات، والعمل بالصالحات إلى الممات، ﴿ سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ﴾ [الحديد: 21].


الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.


إخوة الإسلام:

في هذا اليوم العظيمِ يتقرَّبُ المُسلِمون إلى مولاهم بإراقة الدماء؛ استِجابةً لقول المولى - جل وعلا -: ﴿ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ ﴾ [الكوثر: 2].


ألا إن أهمَّ ما ينبغي أن يعلمَه المرءُ أن أبرزَ المقاصِد العُظمى لشعائر الإسلام كلِّها: إسلام الوجه لله - جل وعلا -، وتحقيقُ توحيده، والوصولُ إلى كمال محبَّته وغاية التذلُّل لله - عزَّ شأنه -، ولهذا يقول ربُّنا - جل وعلا - لنبيِّه: ﴿ قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ ﴾ [الأنعام: 162، 163].


وفي ثنايا بيان أحكام الحجِّ وأحكام الهدايا يقول الله - جل وعلا -: ﴿ وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ * الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَالصَّابِرِينَ عَلَى مَا أَصَابَهُمْ وَالْمُقِيمِي الصَّلَاةِ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ ﴾ [الحج: 34، 35]، وبذلك يصِلُ المرءُ إلى العبادة الحقيقية التي أمَرَ الله - جل وعلا - عبادَه بها، وخلقَهم من أجلِها.


يقول ابن القيِّم - رحمه الله -:

وعبادةُ الرحمن غايةُ حبِّه 

معادٌ لآبِدِه هما قُطبان 

وعليهما فلَكُ العبادة دائرٌ 

ما دارَ حتى قامَت القُطبان 

ومدارُه بالأمر أمرِ رسولِه 

لا بالهوى والنفسِ والشيطان 

 

ولهذا، فيا عباد الله:

أعظمُ حِكَم مشروعية الأضاحي: تحقيقُ توحيد الله - جل وعلا -، وتعظيمه وإجلاله والمهابة منه، ﴿ لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [الحج: 37].
الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.


إخوة الإسلام:

في هذه الأيام العظيمة التي يتقرَّبُ الحُجَّاجُ إلى ربِّهم في مناسِك الحجِّ المُتعدِّدة في أمنٍ وأمانٍ ورغَدٍ، ولله الحمد والمنَّة، وفي هذه الأيام التي يعيشُ أهلُ الإسلام في سائر البُلدان بالتقرُّب إلى الله - جل وعلا - بإراقة الدماء، تقرُّبًا إلى المولى - عز وجل -، فرِحين مُستبشِرين.


فإنه ينبغي أن يعلمَ كلُّ مُسلمٍ أن من الفرض اللازم على كل أحدٍ بحسب طاقته، أن يعلَم أن مسؤوليَّته عظيمةٌ عند الله - جل وعلا - في الوقوف مع إخوانٍ له في الإسلام في بُلدانٍ أصابَ المُسلمين فيها من اللأواء والضرَّاء والبلاء ما لا نشكُوه إلا إلى الله - جل وعلا -.


إخوانٌ لنا أحاطَت بهم المصائبُ في أنفسهم وأموالهم وأعراضِهم، فإن من الواجبِ على حُكَّام المُسلمين، وعلى علمائهم، وعلى مُجتمعاتهم أن يقِفوا صفًّا واحدًا لإقامة العدل، ورفع الظلمِ عن المُسلمين، فإن من قواعد الإسلام العُظمى: قول الله - جل وعلا -: ﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ ﴾ [الحجرات: 10].


ونبيُّنا - صلى الله عليه وسلم - يقول في الحديث الصحيح: «مثَلُ المؤمنين في توادِّهم وتراحُمهم وتعاطُفهم كمثَل الجسد الواحد، إذا اشتكَى منه عضوٌ تداعَى له سائرُ الجسد بالسهر والحُمَّى».


ويقول - صلى الله عليه وسلم -: «المُؤمنُ للمُؤمن كالبُنيان يشُدُّ بعضُه بعضًا».


ألا وإن لنا إخوانًا في الشام، وفي فلسطين، وفي بورما يُصيبُهم ما يُصيبُهم من اللأواء والضرَّاء، فنسألُ اللهَ - جل وعلا - أن يُفرِّجَ كُرُباتهم، وأن يحفظَهم في أنفسهم وفي أموالهم وفي أعراضِهم، وأن يُعجِّل برفع هذه الغُمَّة عنهم، إنه على كل شيءٍ قديرٌ.


الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.


أيها المسلمون:

في مثل هذا اليوم العظيم يتذكَّرُ المُسلِمون تلك الحجَّة العظيمة حجَّة النبي - صلى الله عليه وسلم - المُسمَّاة بـ "حجَّة الوداع"، والتي قرَّر فيها النبي - صلى الله عليه وسلم - أصولَ الإسلام العُظمى، وقواعدَ الدين الكُبرى.

 

ألا وإن مما عهِدَ به لهذه الأمة إلى يوم الدين: وصيةٌ عظيمةٌ تكفَلُ السعادةَ والحياةَ الطيبةَ، والعيشةَ الرضِيَّةَ في الدنيا وفي الآخرة، تكفَلُ لهذه الأمة - وهي تعيشُ حياة الذلِّ والهوان - تكفَلُ لهم إن أقاموا بهذه الوصيَّة، وأخذُوها بجِدٍّ وقوةٍ ونشاطٍ وهمَّةٍ وعزيمةٍ، فإنها تضمنُ لهم - بإذن الله - العِزَّةَ والكرامةَ والرِّفعةَ والسُّؤدَدَ.


ألا وهي وصيةُ النبي - صلى الله عليه وسلم - في خُطبة الوداع: «ألا وإني قد تركتُ فيكم ما إن تمسَّكتُم به لن تضِلُّوا: كتابَ الله»، وبدون ذلك فستعيشُ الأمةُ في حياة الذلِّ والهوان، وسيتخطَّفُها الأعداءُ من كل جانبٍ، ولن تصِلَ إلى سعادةٍ، ولا إلى رخاءٍ، ولا إلى رغَد عيشٍ؛ بل ستعيشُ في ضنكٍ وشقاءٍ وعناءٍ.


يقول ابن عباس - رضي الله عنهما -: "تكفَّلَ الله لمن قرأَ هذا القرآنَ وعمِلَ به ألا يضِلَّ في الدنيا ولا يشقى في الآخرة، ثم قرأ قول الله - جل وعلا -: ﴿ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى * وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى ﴾ [طه: 123، 124]".


بارك الله لنا في القرآن، ونفعنا بما فيه من الهدي والبيان، أقولُ هذا القولَ، وأستغفرُ الله لي ولكم ولسائرِ المسلمين من كل ذنبٍ، فاستغفِروه، إنه هو الغفور الرحيم.


الخطبة الثانية

الحمد لله على إحسانه، والشكرُ له على توفيقه وامتِنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريكَ له تعظيمًا لشأنه، وأشهد أن نبيَّنا وسيدَنا محمدًا عبدُه ورسولُه، اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك عليه وعلى آلِهِ وأصحابِهِ.


أما بعد، فيا أيها المسلمون:

إن الثلاثة الأيام بعد هذا اليوم المُبرَك هي أيامُ التشريق، وهي المُرادةُ بقول الله - جل وعلا -: ﴿ وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ ﴾ [البقرة: 203]، وهي التي أمَرَ النبي - صلى الله عليه وسلم - أن تُظهَر فيها شعائرُ الله من الذِّكرِ والشكرِ لله - جل وعلا -. يقول - صلى الله عليه وسلم - فيما رواه مسلم -: «أيامُ التشريق أيامُ أكلٍ وشُربٍ وذِكرٍ لله - جل وعلا -».


وفي "المسند": «لا تصُوموا هذه الأيام؛ فإنها أيامُ أكلٍ وشُربٍ وذِكرٍ لله - جل وعلا -».


وإن مما يُشرعُ فيها: الذِّكرُ المُطلقُ في سائر الأوقات، وكما يُشرعُ فيها أيضًا: الذِّكرُ المُقيَّد، التكبيرُ المُقيَّد بأدبار الصلوات المفروضات، وتستمرُّ هذه الشعيرةُ إلى صلاةِ العصرِمن آخر يومٍ من أيام التشريق.


فالهَجُوا بذِكر الله والحمد له والتعظيم له - عزَّ شأنه -.


ثم إن الله - جل وعلا - أمَرَنا بأمرٍ عظيمٍ، ألا وهو: الصلاةُ والسلامُ على النبي الكريم، اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك على سيِّدنا وحبيبِنا محمدٍ، وارضَ الله
م عن الخلفاء الراشدين، والأئمة المهديين، وعن الصحابةِ أجمعين، وعن الآل ومن تبِعَهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.


اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين، اللهم دمِّر أعداءَ الدين، اللهم عليك بأعداء الدين فإنهم لا يُعجِزونك.

اللهم أصلِح أحوالَنا وأحوالَ المسلمين، اللهم فرِّج كُربات المُسلمين في الشام وفي فلسطين وفي بُورما وفي كل مكانٍ يا حي يا قيوم، اللهم اكشِف الغُمَّةَ عن المؤمنين، اللهم اكشِف الغُمَّةَ عن المؤمنين، اللهم ولِّ على المُسلمين خيارَهم، اللهم ولِّ على المُسلمين خيارَهم، الهم واكفِهم شِرارَهم يا حي يا قيوم.

اللهم وفِّق خادمَ الحرمين أمرنا لما تُحبُّ وترضَى.

الهم احفَظ الحُجَّاج والمُعتمِرين، اللهم احفَظ حُجَّاج بيتك يا ذا الجلال والإكرام، ورُدَّهم إلى أهلِهم سالمين غانِمين يا حي يا قيوم.

اللهم اغفِر لنا ما قدَّمنا وما أخَّرنا، وما أسرَرنا وما أعلنَّا، وما أنت أعلمُ به منَّا.

اللهم آتنا في الدنيا حسنةً، وفي الآخرة حسنةً، وقِنا عذاب النار.

اللهم أغِثنا، اللهم أغِثنا، اللهم أغِثنا، اللهم اسقِنا يا حي يا قيوم، اللهم يا غني يا حميد مسَّنا الضرُّ وأنت أرحمُ الراحمين، اللهم فاسقِنا، اللهم فاسقِنا، اللهم فاسقِنا، اللهم اسقِ قلوبَنا بالإيمان، اللهم اسقِ جوارِحَنا بالطاعة، اللهم اسقِ أرضَنا بالمطر المِدرار يا حي يا قيوم.


عباد الله:

اذكُروا اللهَ ذِكرًا كثيرًا، وسبِّحوه بُكرةً وأصيلاً.


    
ضع

فها

قوة.

أعاده الله علينا وعليكم وعلى المسلمين أجمعين باليمن والإيمان، والسلامة والإسلام، وتقبل الله منا ومنكم ومن المسلمين صالح الأعمال.

الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله والله أكبر، الله أكبر ولله الحمد.

﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56].
🎤
خطبة.عيد.الأضحى.بعنوان.cc
ثـبات المـؤمن في أعاصـير الفتن
للشيخ/ ابراهيــم بن محمــد الحقيــل
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌

الخطبـــة.الاولـــى.cc
الحمد لله العلي العظيم
القوي المتين، جبار السموات والأرضين ﴿ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مَا مِنْ شَفِيعٍ إِلَّا مِنْ بَعْدِ إِذْنِهِ ﴾ [يونس: 3] ويقضي القضاء حلوه ومره؛ فيؤتي الملك من يشاء، وينزع الملك ممن يشاء، ويعز من يشاء، ويذل من يشاء، وهو على كل شيء قدير، نحمده على أفعال أحكمها، ونعمة أتمها، ونقمة دفعها، وشريعة أكملها، ونحمده على خلق أتقنه، وأمر قدره، وقضاء أنفذه، فلا ملك إلا ملكه، ولا أمر إلا أمره، ولا خلق إلا خلقه؛ يقضي فيهم بعلمه وحكمته، ويعاملهم بعدله ورحمته، وكل ما يقضي فهو خير للمؤمنين ولو بدا لهم غير ذلك؛ فأنه سبحانه يتردد في قبض روح المؤمن؛ لأن المؤمن يكره الموت، والله تعالى يكره مساءة المؤمن .

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له؛ رب المشارق والمغارب، وخالق الإنسان مـن طين لازب، ومخرجه من بين الصلب والترائب؛ هو أرحم بعباده المؤمنين من أنفسهم، وهو أعلم بما يصلحهم، يخافون زوال نعمتهم، وتحول عافيتهم، ولا يدرون ما الخير في قضاء ربهم، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله؛ ابتُلي بعظائم المصيبات، وكبائر المدلهمات، وتحزبت عليه الأحزاب، وأحاطوا بالمدينة إحاطة السوار بالمعصم ﴿ إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا * هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا ﴾ [الأحزاب: 10، 11] والنبي صلى الله عليه وسلم ثابت لا يتزعزع، وواثق بوعد ربه سبحانه لا يتضعضع، ويعدهم في ذلكم الموقف بكنوز كسرى وقيصر حتى قال قائل المرضى والمنافقين ﴿ مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا ﴾ [الأحزاب: 12] فوقع وعد الله تعالى، ونصر عبده، وأعز جنده، وهزم الأحزاب وحده، وخسئ أهل الكفر والنفاق، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين.

الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله
والله أكبر، الله أكبر ولله الحمد.

الله أكبر؛ وقف الحجاج له بالأمس يذكرونه ويدعونه، وصام ملايين المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها يلتمسون ثوابه، وفي عشية الأمس رفعت أكف الملايين من الداعين يتحرون ساعة الجمعة في يوم عرفة، وهم بين صائم وواقف بعرفة، فيا لله العظيم ما أعظم عبودية الدعاء، وما أجمل الرجاء، وليسوا يدعون ولا يرجون إلا ربا كريما، جوادا عظيما، عفوا حليما، غفورا رحيما، عليما حكيما ﴿ وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا ﴾ [النساء: 110] ﴿ إِنْ تُبْدُوا خَيْرًا أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُوا عَنْ سُوءٍ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا قَدِيرًا ﴾ [النساء: 149].

الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله
والله أكبر، الله أكبر ولله الحمد.

الله أكبر، يسير إخوانكم الحجاج الآن إلى الجمرات بعد أن باتوا البارحة بمزدلفة، يسيرون في جموع غفيرة مهيبة يلبون ويكبرون، ولله تعالى يعظمون ويعبدون، ولفضله ومغفرته يرجون، ومن عذابه يشفقون، فاللهم أعطهم ما يرجون، وأمنهم مما يخافون، واقبل منا ومنهم ومن المسلمين أجمعين.

الله أكبر؛ تُقدم اليوم القرابين لله تعالى من هدي وأضاحٍ، فتذبح لله تعالى، ويذكر عليها اسمه، فما من عبادة في هذا اليوم أعظم من إنهار دماء القرابين؛ شكرا لله تعالى، وعبودية له، وتعظيما لشعائره ﴿ كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ [الحج: 36].

الله أكبر؛ يرمي الحجاج جمرة العقبة، ويحلقون رؤوسهم ويقصرون، ويحلون إحرامهم، وبالبيت يطوفون، ثم يعودون لمنى للمبيت بها ورمي الجمار يومي الحادي عشر والثاني عشر لمن تعجل، والثالث عشر لمن تأخر، ثم يطوفون للوداع وينصرفون إلى أهليهم؛ فمنهم من يعود حين يعود وقد رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه، ومنهم من يرجع بحج مبرور ليس له جزاء إلا الجنة، ومنهم من لم ينصرف من عرفة حتى قيل لهم: اذهبوا مغفورا لكم. فالله أكبر، ما أكرم ربنا، وما أوسع حلمه، وما أعظم مغفرته، وما أكثر عطاءه. والله أكبر؛ ما أعظمها من مناسك، وما أحسنها من شعائر، اشتدت مشقتها فكثر أجرها، وازدحم المؤمنون لنيل بركتها، فجاءوا من كل فج عميق؛ ليذكروا اسم الله في أيام معلومات. فالحمد لله الذي هدانا لديننا، والحمد لله الذي علمنا مناسكنا، والحمد لله الذي تولى جزاءنا، والكريم يجزي على قدر كرمه، وربنا ليس لكرمه حد، ولا يحصيه عدَّ، ولا تبلغه محمدة حامد، ولا ذكر ذاكر، فسبحان الله وبحمده زنة عرشه، ورضاء نفسه، وعدد خلقه، ومداد كلماته، والله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله والله أكبر، الله أكبر ولله الحمد.

أيها المسلمون: يعيش المؤمن زمنا عصيبا تتفجر فيه الفتن، وتتوالى على المؤمنين المحن، القابض فيه على دينه كالقابض على الجمر، والمتمس
ك بإيمانه معرض لعظيم الابتلاء، وقد نجم النفاق، وقويت سطوة الكفار. يريدون تبديل شرع الله تعالى، وإخراج المسلمين من دينهم، مما يذكر بابتلاءات السابقين الذين كانوا يُنشرون بالمناشير، ويمشطون بأمشاط الحديد، وما يردهم ذلك عن دينهم.

لقد ضاقوا ذرعا بالإسلام، وضاقوا أكثر بدعوة الإمام محمد ابن عبد الوهاب، فحمَّلوها كل ما يجري في الأرض من عنف وبلاء ودماء، ولولا أنها دعوة حق، وأن الأمة حييت بها لما تكالب على رمييها أعداء الداخل وأعداء الخارج، ولما تآزرت على النيل منها أمم الكفر، وكتائب النفاق، وألوية البدعة.

إننا في زمن أضحى فيه الإيمان تهمة، وصار تجريد التوحيد لله تعالى جريمة، فيؤذى من يتمسك بإيمانه ويحقق توحيده، وودوا لو اجتثوا من الأرض المتطهرين، وأخلوها من المؤمنين الموحدين.

إننا في زمن تحول فيه الإيمان والتوحيد عند بعض الناس إلى سلع تباع وتشترى، ويساوم عليها، وهو الزمن الذي أخبر عنه النبي عليه الصلاة والسلام بقوله «بَادِرُوا بِالْأَعْمَالِ فِتَنًا كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ، يُصْبِحُ الرَّجُلُ مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا، أَوْ يُمْسِي مُؤْمِنًا وَيُصْبِحُ كَافِرًا، يَبِيعُ دِينَهُ بِعَرَضٍ مِنَ الدُّنْيَا» رواه مسلم.

وبيع الدين ها هنا، لا يلزم منه السجود لصنم، أو الطواف بقبر، أو دعاء غير الله تعالى، وإنما يبيع دينه بموقف يتزين فيه لمخلوق، أو كلمة يرضيه بها، أو فعل يقربه منه، فيستوجب سخط الله تعالى.

يبيع دينه بكلمة باطل تؤجج الفتن، أو يستباح بها الدم، أو تجلب على الناس محنة، فيمتحن الناس بها، وقد جاء في الحديث «إِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ، يَنْزِلُ بِهَا فِي النَّارِ أَبْعَدَ مَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ» وفي رواية «إِنَّ العَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ اللَّهِ، لاَ يُلْقِي لَهَا بَالًا، يَرْفَعُهُ اللَّهُ بِهَا دَرَجَاتٍ، وَإِنَّ العَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ، لاَ يُلْقِي لَهَا بَالًا، يَهْوِي بِهَا فِي جَهَنَّمَ» رواه البخاري.

فكم من كلمة أشعلت فتنة، أو سببت محنة؛ فهذه تسخط الله تعالى، وكم من كلمة أُخمدت بها فتنة، أو رُفعت بها محنة؛ فهذه ترضي الله تعالى ﴿ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ ﴾ [البقرة: 191] وفي موضع آخر ﴿ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ ﴾ [البقرة: 217] والفتنة التي هي أشد من القتل وأكبر منه هي فتنة الشرك، وقد يشرك العبد بكلمة؛ ولذا قال الله تعالى في الموضع الثاني عن الكفار ﴿ وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾ [البقرة: 217].

لقد رأينا في السنوات الأخيرة من تفاقم الفتن، وتتابع المحن، وتوالي الأحداث، وتبدل المواقف، واضطراب كثير من البلدان ما يصيب بالحيرة، ويعقد اللسان من شدة الدهشة، وهذا ما يزيدنا إيمانا بما أخبر به النبي عليه الصلاة والسلام من وقوع الفتن في آخر الزمان.

وقد أرشد النبي صلى الله عليه وسلم في زمن الفتن التي يكثر فيها بيع الدين إلى أمرين يحفظان على العبد إيمانه فلا يبذله ولا يبيعه ولا يتنازل عن شيء منه: وهما المبادرة بالعمل الصالح وتكثيفه وتكثيره، وإمساك اللسان عن قول باطل تكون به فتنة تهلك الناس، وتوبق صاحبها. كما في الحديثين السابقين.

فعلى من أراد النجاة من عواصف الفتن أن يجعل إيمانه أغلى شيء يملكه، وأن لا يتخلى عن شيء منه مهما وقع له، وأن يدرأ عن إيمانه العوادي ما استطاع، ولا يُحمِّل نفسه من البلاء ما لا يطيق؛ فإن عوفي شكر، وإن ابتلي صبر. مع التترس بكثرة العبادة؛ لأنها منجاة في الفتن، وتكرار الأدعية التي فيها الهداية للحق واتباعه، ومعرفة الباطل واجتنابه، وسؤال الله تعالى العفو والعافية؛ فإنه ما أعطي عبد شيئا أوسع من العافية. مع ضبط اللسان والقلم، فلا يحكي إلا صدقا، ولا ينطق إلا حقا، ولا يحكم إلا عدلا، فلا يروج إشاعة، ولا يثير فتنة، ولا ينشر ظلما، ولا يفتري كذبا «...وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ».

وإذا تذكر العبد أنه لا منجاة له في الآخرة إلا بالإيمان؛ علم أهمية الإيمان فلم يفرط فيه لأجل شيء من الدنيا مهما عظم، وتحمل الأذى في سبيل إيمانه كما تحمله الصحابة رضي الله عنهم في أول الإسلام. ومن غرته دنياه خسر آخرته وهو لا يشعر. فعلى المؤمن أن يخاف على إيمانه أكثر من خوفه على نفسه وماله وأهله وولده، فكم من فاقد إيمان لا يدري أنه فقده؟

وأما دين الله تعالى فمنصور وإن رغمت أنوف الكفار والمنافقين، وإن تخلى عنه من تخلى عنه، أو استبدل به غيره، لكن لا يلزم أن يدرك كل المؤمنين وقت العز والنصر وإن كانوا شركاء فيه بثباتهم ودعو
ته

م وتقواهم وصبرهم، والله يجزل لهم أجرهم يوم القيامة كاملا؛ كما قال خباب بن الأرت رضي الله عنه: «هَاجَرْنَا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نُرِيدُ وَجْهَ اللَّهِ، فَوَقَعَ أَجْرُنَا عَلَى اللَّهِ، فَمِنَّا مَنْ مَضَى لَمْ يَأْخُذْ مِنْ أَجْرِهِ شَيْئًا، مِنْهُمْ مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ، قُتِلَ يَوْمَ أُحُدٍ...» رواه البخاري. فمصعب رضي الله عنه من المؤمنين السابقين، ومن بناة النصر المبين لكنه لم يدرك النصر والفتوح.

وكم من أناس لا يثبتون في الفتن، ولا يطيقون صبرا على المحن؛ فينسلخون من دينهم، ويبيعون إيمانهم، ويبدلون انتماءهم، فأولئك ما آمنوا قناعة بالإيمان، وإنما لينالوا بإيمانهم عرضا من الدنيا، فهم مع المؤمنين في السراء، ومع أعدائهم في الضراء، نعوذ بالله من تقلب القلوب، وتبدل الأحوال «اللهُمَّ إِنِّا أَعُوذُ بِكَ مِنْ زَوَالِ نِعْمَتِكَ، وَتَحَوُّلِ عَافِيَتِكَ، وَفُجَاءَةِ نِقْمَتِكَ، وَجَمِيعِ سَخَطِكَ».

الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله
والله أكبر، الله أكبر ولله الحمد.
وأقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم...


الخطبـــة.الثانيـــة.cc
الحمد لله خالق الخلق، مالك الملك، مدبر الأمر؛ امتلأت بحبه وتعظيمه قلوب المؤمنين، وانصرفت عنه قلوب المفتونين والمنافقين، لا يذل من والاه، ولا يعز من عاداه، وهو الولي الحميد، نحمده على ما سخر لنا من بهيمة الأنعام، وما شرع لنا من التقرب إليه بالأنساك ﴿ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ ﴾ [الكوثر: 2] وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له؛ لا يحل الذبح على وجه التعبد إلا له، ولا يذكر على الذبيحة إلا اسمه «وَلَعَنَ اللهُ مَنْ ذَبَحَ لِغَيْرِ اللهِ»، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله «ضَحَّى بِكَبْشَيْنِ أَمْلَحَيْنِ أَقْرَنَيْنِ، ذَبَحَهُمَا بِيَدِهِ، وَسَمَّى وَكَبَّرَ، وَوَضَعَ رِجْلَهُ عَلَى صِفَاحِهِمَا» صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين.

الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله
والله أكبر، الله أكبر ولله الحمد.

أما بعـــد: فاتقوا الله تعالى في هذا اليوم العظيم؛ فإنه أفضل الأيام عند الله تعالى، وأكثر أعمال الحجاج فيه، وتقربوا إليه بالضحايا، وطيبوا بها نفسا، وأخلصوا لله تعالى فيها؛ فإنها من أجل الشعائر ﴿ قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ ﴾ [الأنعام: 162- 163].

والسنة أن يباشر ذبح أضحيته بيده، وأن يأكل منها ويهدي ويتصدق، ولا يبيع شيئا منها، ولا يعطي الجزار أجرته منها لا لحما ولا جلدا ولا غيره. ويمتد وقت الذبح إلى غروب شمس يوم الثالث عشر آخر أيام التشريق، ولا يحل صوم يوم العيد ولا الأيام الثلاثة التالية له فكلها عيد، وكلها أيام أكل وشرب وذكر لله تعالى، ومن طرأت عليه الأضحية اليوم أو خلال الأيام الثلاثة القادمة جاز له أن يضحي، ولو كان قد أخذ من شعره وأظفاره خلال العشر.

واعلموا أن هذه الأيام أيام ذكر لله تعالى، وأخصه التكبير لعظمتها وكثرة الشعائر فيها ﴿ وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ ﴾ [البقرة: 203].

الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله
والله أكبر، الله أكبر ولله الحمد.

أيتها المرأة المسلمة: كما يُوصى الرجال بإحراز الإيمان والمحافظة عليه فكذلك توصى النساء به، وبزيادته بالعمل الصالح، وتحصينه بالذكر والدعاء؛ لأن أكثر ضحايا الفتن والحروب هم النساء والأطفال، فلتتحصن المؤمنة بالإيمان، ولتترس بالدعاء وصالح الأعمال لتثبت في كبريات الفتن، وتحتمل شدائد المحن، ولتربِّ أولادها على ذلك؛ إرضاء لله تعالى، وطلبا لمثوبته وجنته، قدوتها في ذلك الصحابيات اللائي تحملن شدة الأذى بسبب إيمانهن؛ كسمية أم عمار رضي الله عنهما؛ فإنها عذبت في إيمانها أشد العذاب، ثم قتلت على إيمانها فكانت أول شهيدة في الإسلام. وأما الدنيا بزخارفها فيرحل عنها الإنسان، وهي إلى زوال، فلا يبقى إلا الإيمان والعمل الصالح ﴿ وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ﴾ [التحريم: 11].

الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله
والله أكبر، الله أكبر ولله الحمد.

أيها المسلمون: افرحوا الفرح المشروع بالعيد، وأدخلوا الفرح على والديكم ببرهم، وعلى أرحامكم بصلتهم، وعلى جيرانكم بالإحسان إليهم، وعلى أهلكم وأولادكم باللهو المباح معهم؛ فإن اليوم يوم فرح وحبور للمؤمنين، واجتنبوا منكرات العيد؛ فإنها تنافي شكر الله تعالى على الهداية للإيمان والعمل الصالح، وكفران النعم يكون سببا في سلبها، وأكثروا من الدعاء لإخوانكم المنكوبين في مشارق الأرض ومغاربها، وسلوا الله تعالى أن يكشف الغمة عن الأمة، وأن يبدل ذلها عزها، وتفرقها اجتماعا، و
خطبة عيد الأضحى 1438هـ
١٠/ ذو الحجـ⑫ــة/ ١٤٣٨هـ
01/ سبــ⑨ــتمبر/ 2017مـ

ولكن .. التحريش بينهم
الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر... الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.. الله أكبر خلق الخلق وأحصاهم عدداً، وكلهم آتيه يوم القيامة فرداً، عنت الوجوه لعظمته، وخضعت الخلائق لقدرته، الله أكبر ما ذكره الذاكرون، والله أكبر ما هلل المهللون، وكبر المكبرون، الله أكبر كبيراً، والحمد لله كثيراً، وسبحان الله بكرة وأصيلاً.
الله أكبر عدد ما أحرم الحجاج من الميقات، وكلما لبى الملبون وزيد في الحسنات، الله أكبر عدد ما طاف الطائفون بالبيت الحرام وعظموا الحرمات، الله أكبر عدد من سُعى بين الصفا والمروة من المرات.. و الحمد لله عدد حجاج بيته المطهر، وله الحمد أعظم من ذلك وأكثر، الحمد لله على نعمه التي لا تحصر، والشكر له على آلائه التي لا تقدر، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ملك فقهر، وتأذن بالزيادة لمن شكر، وتوعد بالعذاب من جحد وكفر، تفرد بالخلق والتدبير وكل شيء عنده مقدر، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صاحب الوجه الأنور، والجبين الأزهر، طاهر المظهر والمخبر، وأنصح من دعا إلى الله وبشر وأنذر، وأفضل من صلى وزكى وصام وحج واعتمر، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً مديداً وأكثر. . . أما بعد :
أيها المؤمنون/عباد الله:- الأعياد في الإسلام، ميلاد جديد، وفرحة عارمة، وتآلف وتراحم وتزاور، وصلة للأرحام وتوسعة على الأهل والأقارب والجيران، وهي إلى جانب ذلك أيام شكر وعبادة لله الواحد الديان، تبدأ بالتكبير والحمد والثناء لله رب العالمين، فهنيئاً لكم عيدكم .. عيد الأضحى المبارك، الذي يأتي على هذه الأمة وهي مثخنة بالجراح والخلافات والنزاعات، ومع ذلك كله علينا أن نفرح ونُدخل البهجة والسرور على أرواحنا التي ذبلت من صراعات الحياة ومشاكلها، وأن نصنع من المحنة منحة، وذلك بثقتنا بالله وبأن أحوالنا ستتبدل إلى أحسن حال، وما ذلك على الله بعزيز، فقد مرت أمة الإسلام بأحوال وحوادث أشد مما هي عليه اليوم، وخرجت بإذن الله من محنتها وعادة إلى ربها ورسالتها وواجبها في هذه الحياة .
الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر،
لا إله إلا الله ، والله أكبر، ولله الحمد
فطُوبَى للذين صاموا وقاموا، طُوبَى للذين ضحَّوا وأعطَوْا، طُوبَى للذين كانوا مُستَغفِرين بالأسحار، مُنفِقين بالليل والنَّهار، ما أعظَمَ هذا الدِّين! وما أجمَلَ هذا الإسلام! يدعو الله - عزَّ وجلَّ - عبادَه لزيارة بيته الحرام، الذي جعَلَه مثابةً للناس وأمنًا؛ ليجمَعُوا أمرَهم، وليُوحِّدوا صفَّهم، ويشحَذُوا هممهم، وليقضوا تفَثَهم، وليطوَّفوا بالبيت العتيق، نفحات الله، ورحمات الله، ونظرات الله، كانت بالأمس القريب في أفضَلِ يوم، عرفات الله، يوم المناجاة، يوم المباهاة، يوم الذِّكر والدعاء، يوم الشكر والثَّناء، يوم النَّقاء والصَّفاء، يوم إذلال الشيطان الذي تكبر فأذله الله وأخزاه
عبــاد الله: وإن كان لنا من وقفة في هذا اليوم فإنها مع الحبيب المصطفي-صلى الله عليه وسلم-وهو يوجه الأمة ويحذرها من أسباب الضياع والتيه، لنأخذ سبباً من هذه الأسباب التي دمرت أمة الإسلام وعصفت بها وأخرتها عن ركب الأمم وأغرقتها في كثير من المشاكل والصراعات والخلافات، ثم نبحث عن الحلول والمخرج من ذلك.
فقد وقف رسول الله صلى الله عليه وسلم أمام أصحابه خطيباً في حجة الوداع في مثل هذه الأيام من ايام الحج فتكلم في خطبة عظيمة عن الكثير من الأمور التي تهم المسلم في دينه ودنياه وآخرته فكانت هذه التعاليم بمثابة خطة العمل ودستور الحياة لأمته لتستأنف الحياة من جديد من بعده والتي تضمن لها الحياة الطيبة والراحة النفسية والتمكين في الأرض فكان مما قاله: " أيها الناس إن الشيطان قد يئس أن يعبد في أرضكم هذه أبداً، ولكنه إن يُطع فيما سوى ذلك فقد رضي به مما تحقرون من أعمالكم، فاحذروه على دينكم".
و عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن الشيطان يئس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب، ولكن في التحريش بينهم" رواه مسلم في "صحيحه" (2812)
والتحريش في أمة الإسلام اليوم والذي عمل من أجله شياطين الأنس والجن، يظهر في أكثر من جانب، السياسي والاقتصادي والعسكري والاجتماعي والديني، و إن من أكبر مظاهر التحريش التي ابتليت بها هذه الأمة واستسلمت لها وفتكت في سواعد قواها، وأطاحت برايات مجدها، الاختلاف والتفرق، والعصبية المقيته والتنازع على توافه الأمور والتخاصم والفجور في الخصومة وفساد ذات البين على مستوى الأسرة والقبيلة والمجتمع والدول والأوطان.. وبالتالي ضعفت هذه الأمة وخارت قواها وتشتت جهودها وتعرضت للنكسات والهزائم وتوقف الإبداع والتطور والإزدهار الحضاري وصدق الله عز وجل إذ يقول (يَـٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَٱثْبُتُواْ
م أيام الفرح، وسقاكم سلسبيل الحب والإخاء. ولا أراكم في يوم عيدكم ولا بعده مكروهاً... ألا وصلوا وسلموا على من أمرتم بالصلاة والسلام عليه، اللهم صل على عبدك ورسولك محمد، وارض اللهم عن خلفائه الراشدين أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، ومن سار على نهجهم إلى يوم الدين. اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، اللهم اجمع شمل المسلمين، ولم شعثهم، وألف بين قلوبهم واحقن دمائهم.. اللهم جنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن واجعل بلدنا هذا آمناً وسائر بلاد المسلمين.. اللهم تقبل من حجاج بيتك أعمالهم وردهم إلى بلادهم سالمين غانمين واغفر لنا ولهم أجمعين.. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
2024/09/25 08:27:38
Back to Top
HTML Embed Code: