Telegram Web Link
*​📍تكبيرات العيد من الحــرم المكي​*
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
مًعٌــــآً.نِحـــًوٌ.آلَقُـمًمً.tt مًعٌــــآً.نِحـــًوٌ.آلَقُـمًمً.tt

*🌷 من سنن العيد بالأدلة*

*•-----------• •-----------•*


1⃣ *أولا : التجمل في العيد:*

🍃 عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:

*(( كان ﷺ يلبسُ يومَ العيدِ بردةً حمراءَ ))*

📚 صححه الألباني في السلسة الصحيحة - برقم: (1279)


*•-----------• •-----------•*

2⃣ *ثانيا: الاغتسال يوم العيد قبل الخروج :*

🍃 عَنْ نَافِعٍ : *(( أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ رضي الله عنه كَانَ يَغْتَسِلُ يَوْمَ الْفِطْرِ قَبْلَ أَنْ يَغْدُوَ إِلَى الْمُصَلَّى ))*

📚 موطأ مالك - رقم : (384) - صححه الألباني في الإرواء


*•-----------• •-----------•*

3⃣ *ثالثاً : أكل تمرات وتراً قبل صلاة العيد :*

🍃 عنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه ، قَالَ:

*((كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ َلا يَغْدُو يَوْمَ الْفِطْرِ حَتَّى يَأْكُلَ تَمَرَاتٍ. ويأكلهن وِترا))ً*

📚 صحيح البخاري - رقم: (953)


*•-----------• •-----------•*

4⃣ *رابعا: المشي إلى المصلى :*

🍃 عَنِ ابْنِ عُمَرَ، رضي الله عنهما، قَالَ:

*(( كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يَخْرُجُ إِلَى الْعِيدِ مَاشِيًا، وَيَرْجِعُ مَاشِيًا))*

📚 حسنه الألباني في صحيح ابن ماجه - برقم: (1078)


*•-----------• •-----------•*

5⃣ *خامساً : مخالفة الطريق في الذهاب إلى المصلى والإياب منه :*

🍃 عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، رَضِي اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ :

*(( كَانَ النَّبِيُّ ﷺ إِذَا كَانَ يَوْمُ عِيدٍ خَالَفَ الطَّرِيق ))َ*

📚 صحيح البخاري - رقم: (986)


*•-----------• •-----------•*

6⃣ *سادساً : التكبير للعيد منذ الخروج من المنزل حتى صلاة العيد :*

🍃 عن الزهري :

*(( أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ كَانَ يُخْرِجُ يَوْمَ الفِطَرِ فَيَكْبُرُ حَتَّى يَأْتِي المُصَلَّى، وَحَتَّى يَقْضِي الصَّلَاةَ، فَإِذَا قَضَى الصَّلَاةَ قَطْعُ التَّكْبِيرِ ))*

📚 صححه الألباني في السلسلة الصحيحة - برقم: (171)


*•-----------• •-----------•*

7⃣ *سابعاً : صلاة العيد في المصلى بالخلاء :*

🍃 عنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِي اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ :

*(( أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ كَانَ يَغْدُو إِلَى الْمُصَلَّى فِي يَوْمِ الْعِيدِ، وَالْعَنَزَةُ تُحْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَإِذَا بَلَغَ الْمُصَلَّى نُصِبَتْ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَيُصَلِّي إِلَيْهَا، وَذَلِكَ أَنَّ الْمُصَلَّى كَانَ فَضَاءً لَيْسَ فِيهِ شَيْءٌ يُسْتَتَرُ بِه))ِ*

📚 صححه الألباني في صحيح ابن ماجه - برقم: (1084)

*قال الألباني رحمه الله :*

صلاة العيد في المصلى هي السنة ، وقد فضلها النبي ﷺ على الصلاة في مسجده .


*•-----------• •-----------•*

8⃣ *ثامناً : الاستماع للخطبة :*

🍃 عن عبد الله ابن السائب رضي الله عنه قال :
*(( حَضٓرَتْ العِيدَ مَعَ رَسُولِ اللهِ ﷺ فَصَلَّى بِنَا العِيدُ ثُمَّ قَالَ قَدْ قَضَيْنَا الصَّلَاةَ فَمِنْ أُحِبُّ أَنْ يَجْلِسَ لِلخُطْبَةِ فَلِيَجْلِسْ وَمِنْ أُحِبُّ أَنْ يَذْهَبَ فَلِيَذْهَبْ))*

📚 صححه الألباني في صحيح الجامع - برقم :(4376)


*•-----------• •-----------•*

9⃣ *تاسعاً : التهنئة :*

🍃 عن جبير بن نفير رضي الله عنه قال :

*(( كَانَ أَصْحَابُ النَّبِيِّ ﷺ إِذَا اِلْتَقَوْا يَوْمَ العِيدِ يَقُولَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضِ: تُقُبِّلَ اللهُ مِنَّا وَمِنْكَ ))*

📚 صححه الألباني في تمام المنة - برقم: (354)


*•-----------• •-----------•*

🔟 *عاشراً : صلاة ركعتين بعد الرجوع من صلاة العيد :*

🍃 عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال :

*(( كَانَ رَسُولُ اللهِ ﷺ لَا يُصَلِّي قَبْلَ العِيدِ شَيْئًا فَإِذَا رَجَعَ إِلَى مَنْزِلِهِ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ ))*

📚 حسنه الألباني في صحيح ابن ماجه - برقم: (1076)

🔹🔹
*جزى الله خيرا كل من قرأها وساعدنا على نشرها.*

مًعٌــــآً.نِحـــًوٌ.آلَقُـمًمً.tt مًعٌــــآً.نِحـــًوٌ.آلَقُـمًمً.tt
🥀🥀🥀🥀🥀
يــــــارب
هذا صباحك قد أشرق
ونحن عبادك قد سعينا إليك بالدعاء فأحسن إلينا بعفوك ،
وارزقنا خيرك ،
واشرح صدورنا برضاك ،
اإخترلنا ما يسعدنا ويرضيك ،
واجعل لنا في سمعنا نورا وفي بصرنا نورا
واجعل لنا نورا نستضيء به في الدنيا والآخرة...
" آميـــــــن يآرب العالمين "

ღღصبــــاح الخيــــراتღღ.
ماأجمل الزهور والفرح والسعادة والسرور حينما تنثر في وجوه الجميع بالحب والسعادة والمودة وجلاء هم القلوب🌹

فلا تبخل علي أخيك المسلم بكلمة تسعده بها في ايام العيد ،
لان الاعياد مواسم الخير والحب
والتعبير بصدق عن صدق المشاعر .

اعاد الله اعياده علينا وعلى الأمة الإسلامية بكل خير وهي باحسن حال وتقبل منا ومنكم صالح الاعمال ،
وغفر الله لنا ولكم وللاحياء والاموات منا ومنكم ورفع الضر عن كل مبتلي وعافي كل مريض وتاب علي كل عاصي
وعافانا من المعاصي وجعلنا واياكم من العتقاء والمرحومين والمغفور لهم يارب🌹
وكل عام وأنتم بخير💐
والــــحَـمّد لـلَّـہ .. رب العالمين
‏قال رسول الله ﷺ :

‏من صام رمضان ثُم أَتْبَعَهُ ستًّا مِنْ شوَّالٍ كانَ كصيامِ الدَّهْر

📚رواه مسلم
‏قال ﷺ:

‏صيام شهر رمضان بِعشرة أشهر و صيام ستة أيام بعده بشهرين فذلكَ صيام السنة

📚صححه اﻷلباني
‏قال ﷺ:

‏من صام ستة أيام بعد الفطر كان تمام السنة{مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَة فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا}

📚صححه اﻷلباني
إشراقة الصباح
‏السَلآْم عَلْيُكّمٌ وٍرٍحَمُةّ الله وٍبُرٍكآتُهْ
نسألﷲﷻأن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال🌾
وكل عام وانتم بخير....🌹
عيدكم مبارك💐
☆أذكار الصباح☆
#أذكار_الصباح | نور لِقلبك ⛅️

تلاوة صباحيه🎤
‏﴿ وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَل
فَجَعَلْنَاهُ هَبَاء مَنْثُورًا ﴾ .
تِلاوة طَيبة ؛ للقَارئ : مُحمَد اللحيدان
http://t.co/6R8gaHl9Az

إشراقة
‏قال النبي ﷺ :
‏"مَنْ صامَ رمضانَ .ثُمَّ أَتْبَعَهُ ستًّا
مِنْ شوَّالٍ . كانَ كصيامِ الدَّهْرِ "
‏- رواه مسلم -

🔹همسة محب🔹
‏مايزال التغافل عن الزلات من أرقى شيم الكرام، فإن الناس مجبولون على الزلات والأخطاء فإن اهتم المرء بكل زلة وخطيئة تعب وأتعب غيره. ابن الجوزي

🍃د. خالد بن عثمان السبت:
مقطع مميز | الأفضل في صيام
أيام الست من شوال
[د.خالد بن عثمان السبت]
http://www.safeshare.tv/w/ss5785a44dbe590

》وختااما《
‏«لاتظن الكره يجعلك أقوى، والحقد يجعلك أذكى، وأن القسوة تجعلك محترماً،فالنفوس العظيمة هي المتسامحة، التي تظل تبتلع حماقات الآخرين وأخطائهم!»
ﮩ•┈••✾•◆❀◆•✾••┈•ﮩ
اللهم نقّي قلوبنا
وأستر عيوبنا ..
وأغفر ذنوبنا..
وفرّج كروبنا..
وشافي مرضانا؛؛
وأرحم موتانا ؛؛
وبارك يومنا؛؛
ويسّر أمرنا ؛؛
واغفر لنا ولوالدينا ؛؛
"ربنا أصبحنا لك شاكرين لك ذاكرين، لك حامدين لك راضين عليك متوكلين،
فأتمم نعمتك وعافيتك وسترك،
وأسعدنا في الدنيا والآخرة ..

🍃اللهم آمين .....
✿أما القلوب فلها حاجات
وأحوال لا تسدّها لقمة سائغة ،
أوشُربة هنيَّة ، أو نومة ليّنة ،
أو مسامرة مؤنسة ،
أو زوجة جميلة .

هذه القلوب حياتها بالإيمان ،
وطمأنينتها بالذِّكر ،
وسعادتها بالقرب
من الربّ .
*‏أحــــبــــتــــي أنــــتــــم فــــــي رمــــضــــان تـــــعــــــودتــــــم عــــــلــــــى صــــــلاة الــــــجــــــمــــــاعـــــة والــــــوتــــــر وتــــــلاوة الــــــقــــــرآن*
*فالله الله في الـــمــــداومــــة والاستمرار فإن رب رمضــــان*
*هو رب سائر الأشهر سبحانه.*

_*سـبـحـان.اللّـﮧ.وبـحـمـده*_
_*سـبـحـان.اللّـﮧ.الـعـظـيـم*_
إشراقة صباحية ☀️
📝الثلاثاء :3/10/1438/هـ
الموافق : /م27/6/2017
‏قال تعالى :
‏﴿ وأشرقت الأرض بنوُر ربها ﴾
‏سبحان من تنفس الصبح بأمره
‏اللهم بك أصبحنا وعليك توكلنا وإليك المصير.

🌹 صباح الخير 🌹
🎤
خطبة.جمعة.بعنوان.cc
مـــــاذا بــعــــــــد رمــضــــــــان؟
( الخـطبــة الأولــى في شـــــوال )
للشيــخ/ السيـــــد مــــراد ســـــلامــة
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌

عناصر الخطبة :
العنصر الأول: أقسام الناس بعد رمضان.
العنصر الثاني: كثرة الدعاء لقبول الصيام وسائر الأعمال.
العنصر الثالث: استصحاب روح مضان.

الخطبــة.الأولــى.cc
أمة الإسلام: كل عام أنتم بخير و تقبل الله منا و منكم الصيام و القيام و صالح الاعمال فقد ودعنا شهر رمضان الكريم ودعناه باللوعة وبالأنين حالنا كما قال الشاعر:
دَعِ البُكاءَ عَلَى الأَطْلالِ وَالدَّار
واذْكُرْ لِمَنْ بَانَ مِنْ خِلِّ وَمِنْ جَارِ
واذْرِ الدُّمُوعَ نَحِيْبًا وَابْكِ مِن أَسَفٍ
عَلَى فِرَاقِ لَيْالٍ ذَاتِ أَنْوَارِ
عَلَى لَيْالٍ لِشَهْرِ الصَّوْمِ مَا جُعِلَتْ
إِلا لِتَمْحِيْصِ آثَامٍ وَأَوْزَارِ
يَا لائِمي في البُكَاءِ زِدْنِي بِهِ كَلَفًا
وَاسْمَعْ غَرِيْبَ أَحَادِيثِي وَأَخْبَارِي
مَا كَانَ أَحْسَنَنَا وَالشَّمْلُ مُجْتَمِعٌ
مِنَّا المُصَلِّي وَمِنَّا القَانِتُ القَارِي

وانقسم الناس في نهايته بين فائز وبين خاسر فائز فاز بمغفرة الخطايا والذنوب:
• فائز فاز بالعتق من النار
• فائز فاز بليلة القدر
• فائز بالتقوى
• وخاسر خسر نفسه وشهره.

خاسر نالته دعوة جبريل عليه السلام وتامين النبي – صلى الله عليه وسلم - عَنْ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " احْضُرُوا الْمِنْبَرَ " فَحَضَرْنَا، فَلَمَّا ارْتَقَى دَرَجَةً قَالَ: " آمِينَ "، فَلَمَّا ارْتَقَى الدَّرَجَةَ الثَّانِيَةَ قَالَ: " آمِينَ "، فَلَمَّا ارْتَقَى الدَّرَجَةَ الثَّالِثَةَ قَالَ: " آمِينَ "، فَلَمَّا فَرَغَ نَزَلَ مِنَ الْمِنْبَرِ قَالَ: فَقُلْنَا له يَا رَسُولَ اللهِ لَقَدْ سَمِعْنَا الْيَوْمَ مِنْكَ شَيْئًا لَمْ نَكُنْ نَسْمَعُهُ قَالَ: " إِنَّ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامِ عَرْضَ لِي فَقَالَ: بَعُدَ مَنْ أَدْرَكَ رَمَضَانَ فَلَمْ يُغْفَرْ لَهُ فَقُلْتُ: آمِينَ فَلَمَّا رَقِيتُ الثَّانِيَةَ قَالَ: بَعُدَ مَنْ ذُكِرْتَ عِنْدَهُ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْكَ فَقُلْتُ: آمِينَ، فَلَمَّا رَقِيتُ الثَّالِثَةَ قَالَ: بَعُدَ مَنْ أَدْرَكَ وَالِدَيْهِ الْكِبَرَ عِنْدَهُ أَوْ أَحَدُهُمَا، فلَمْ يُدْخِلَاهُ الْجَنَّةَ - أَظُنُّهُ قَالَ - فَقُلْتُ: آمِينَ ".

ترحل الشهر والهفاه وانهدما
واختص بالفوز بالجنات من خدما
وأصبح الغافل المسكين منكسرا
مثلي فيا ويحه يا عظم ما حرم
من فاته الزرع في وقت البذار فما
تراه يحصد إلا الهم والندما
طوبى لمن كانت التقوى بضاعته
في شهره وبحبل الله معتصما

العنصر الثاني: كثرة الدعاء لقبول صيام وسائر الأعمال:
إخوة الإسلام: أخي المسلم: من منا يحمل هم قبول الطاعات بعد هذه الأيام مَن مِنا أشغله هذا الهاجس؟

من منا أشغله هاجس هل قبلت أعماله أم لا؟

من منا لسانه يلهج بالدعاء أن يقبل الله منه رمضان؟! إننا نقرأ ونسمع أن سلفنا الصالح كانوا يدعون الله ستة أشهر أن يقبل الله منهم رمضان، ونحن لم يمض على رحيله سوى أيام فهل دعونا أم لا؟

أم أننا نسينا رمضان وغفلنا عنه وكأننا أزحنا حملاً ثقيلاً كان جاثماً على صدورنا؟! نعم.

رحل رمضان، لكن ماذا استفدنا من رمضان؟ وأين آثاره على نفوسنا وسلوكنا وأقوالنا وأفعالنا؟ هكذا حال الصالحين العاملين، فهم في رمضان صيام وقيام، وتقلب في أعمال البر والإحسان، وبعد رمضان محاسبة للنفس، وتقدير للربح والخسران، وخوف من عدم قبول الأعمال، لذا فألسنتهم تلهج بالدعاء والإلحاح بأن يقبل الله منهم رمضان.

• قال الحسن البصري: [[المؤمن يحسن ويخاف، والمنافق يسيء ويأمن ]].

وكان الصالحون يتصدقون ويصلون ويصومون وهم خائفون من الذنوب، والمنافقون يغدرون ويفجرون وهم آمنون.

*وفي الصحيح أن ابن مسعود قال: [[المؤمن يرى ذنوبه كأنها جبل يريد أن يسقط عليه، والمنافق أو الفاجر يرى ذنوبه كذباب طار على أنفه فقال به هكذا (وأومأ بيده) (أخرجه البخاري)

• ﴿ وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ ﴾ [المؤمنون: 60] أي والذين يعطون العطاء، وهم وجلون خائفون ألا يتقبل منهم، لخوفهم أن يكونوا قد قصروا في القيام بشروط الإعطاء، وهذا من باب الإشفاق والاحتياط روى الإمام أحمد والترمذي وابن أبي حاتم عن عائشة رضي اللّه عنها أنها قالت: يا رسول اللّه، الَّذِينَ يُؤْتُونَ ما آتَوْا، وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ هو الذي يسرق ويزني ويشرب الخمر، وهو يخاف اللّه عزّ وجلّ؟ قال: "لا يا بنت أبي بكر، يا بنت الصدّيق، ولكنه الذي يصلي ويصوم ويتصدق، وهو يخاف اللّه عزّ وجلّ".

حال السلف:
والذي يتأمل أحوال السلف الصالح في وداع رمضان والخشية على الأعمال ليرى قلوبا وجلة و أعينا باكية بكى عامر بن عبد الله حين حضرته الوفاة، فقيل له: ما يبكيك، وقد كنت وكنت؟
فقال: "إني أسمع الله يقول: إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ"، ويقول أبو الدرداء: (لأن أستيقن أن الله قد تقبل مني صلاة واحدة أحبُّ إلي من الدنيا وما فيها؛ إن الله يقول: ﴿ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ﴾.

وقال عطاء: "الحذرُ الاتقاءُ على العمل ألا يكون لله".

وقال ابن دينار: "الخوفُ على العمل ألا يُتقبَّل أشدُّ من العمل".

فكان ابن عمر رضي الله عنهما يقول: [لو أعلم لو أن لي صلاة مقبولة لاتكلت، فمن بر والديه فإن الله يتقبل عمله] قال الله تعالى في كتابه فيمن بر والديه: ﴿ أُولَئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَنَتَجَاوَزُ عَنْ سَيِّئَاتِهِمْ ﴾ [الأحقاف:16] فجمع لمن بر والديه بين هاتين الثمرتين قبول العمل وتكفير الخطيئة، فيقبل عمل الإنسان وتكفر خطيئته.

العنصر الثالث علامات قبول الأعمال:
أحباب رسول الله – صلى الله عليه وسلم – إن الله تعالى جعل لكل عمل من الأعمال جزاء وجعل له علامة للقبول أو الرد.

فيكف تتعرف أخي المسلم على عملك هل قبله مولاك أم رد عليك؟
نسأل الله تعالى القبول.

لقد ذكر لنا أهل المعرفة والقبول علامات القبول وهي كما يلي:
علامات قبول العمل:
(1) الحسنة بعد الحسنة:
فإتيان المسلمون بعد رمضان بالطاعات، والقُربات والمحافظة عليها دليل على رضى الله عن العبد، وإذا رضى الله عن العبد وفقه إلى عمل الطاعة وترك المعصية.
قال الحسن البصري: "إن من جزاء الحسنة الحسنة بعدها، ومن عقوبة السيئة السيئةُ بعدها، فإذا قبل الله العبد فإنه يوفقه إلى الطاعة، ويصرفه عن المعصية، وقد قال الحسن: "يا ابن آدم إن لم تكن في زيادة فأنت في نقصان".

(2) حب الصالحين وبغض أهل المعاصي:
من علامات قبول الطاعة أن يُحبب الله إلى قلبك الصالحين أهل الطاعة ويبغض إلى قلبك الفاسدين أهل المعاصي ،و لقد روى الإمام أحمد عن البراء بن عازب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إن أوثق عرى الإيمان أن تحب في الله وتبغض في الله)).

أخي الحبيب:
قل لي من تحب من تجالس من تود أقل لك من أنت ،ولله در عطاء الله السكندري حين قال :(إذا أردت أن تعرف مقامك عند الله فانظر أين أقامك).

والواجب أن يكون حبنا وبغضنا، وعطاؤنا ومنعنا، وفعلنا وتركنا لله -سبحانه وتعالى- لا شريك له، ممتثلين قوله، صلى الله عليه وسلم " من أحب لله، وأبغض لله، وأعطى لله، ومنع الله، فقد استكمل الإيمان " رواه أحمد عن معاذ بن أنس وغيره..

(3) كثرة الاستغفار:
المتأمل في كثير من العبادات والطاعات مطلوبٌ أن يختمها العبد بالاستغفار، فإنه مهما حرص الإنسان على تكميل عمله فإنه لابد من النقص والتقصير، ، فبعد أن يؤدي العبد مناسك الحج قال تعالى: ﴿ ثُمَّ أَفِيضُواْ مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴾ [البقرة:199].

وبعد الصلاة علَّمنا النبي صلى الله عليه وسلم أن نستغفر الله ثلاثاً ، وأهل القيام بعد قيامهم وابتهالهم يختمون ذلك بالاستغفار في الأسحار قال تعالى:
﴿ وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ﴾ [الذاريات: 18]، وأوصى الله نبيه صلى الله عليه وسلم بقول ﴿ فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ﴾ [محمد: 19].

وأمره أيضاً أن يختم حياته العامرة بعبادة الله والجهاد في سبيله بالاستغفار فقال:
﴿ إِذَا جَاء نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ * وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجاً * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّاباً﴾.

فكان يقول صلى الله عليه وسلم في ركوعه وسجوده: ( سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، اللهم اغفر لي) رواه البخاري.

(4) المداومة على الأعمال الصالحة:
كان هدي النبي صلى الله عليه وسلم المداومة على الأعمال الصالحة، فعن عائشة-رضي الله عنها -قالت: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا عمل عملاً أثبته) رواه مسلم.

و أحب الأعمال إلى الله وإلى رسوله أدومها وإن قلَّت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل). متفق عليه.

وبشرى لمن داوم على عمل صالح، ثم انقطع عنه بسبب مرض أو سفر أو نوم كتب له أجر ذلك العمل. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إذا مرض العبد أو سافر كتب له مثل ما كان يعمل مقيماً صحيحاً) رواه البخاري ، و هذا في حق من كان يعمل طاعة فحصل له ما يمنعه منها، وكانت نيته أن يداوم عليها. وقال صلى الله عليه وسلم :( ما من امرئ تكون له صلاة بليل فغلبه عليها نوم إلا كتب الله له أجر صلاته، وكان نومه صدقة عليه). أخرجه النسائي.

أقول هذا القول، وأستغفر الله العظيم الكريم لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب؛ فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.


الخطبــة.الثانيــة.cc
الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شر
يك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما.

أمــــا بــعــــد:
العنصر الرابع استصحاب روح مضان:
• روح رمضان: روح الهمة العالية في المحافظة على الفرائض والواجبات:
فليس لعمل المؤمن أجل دون الموت قال الله تعالى ﴿ وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ ﴾ [الحجر: 99].

عن علقمة قال قلت لعائشة: هل كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخص من الأيام شيئا؟ قالت: لا. كان عمله ديمة وأيكم يطيق ما كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يطيق. رواه البخاري

• روح رمضان: روح الأخلاق الكريمة فلا سب ولا هجر ولا خصومة ولا حسد:
عن علقمة عن عبد الله قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش البذيء".
فالمسلم لا يدفع السيئة بالسيئة ولكن يعفو ويصفح.
" صحيح البخاري " عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قدم عيينة بن حصن بن حذيفة ، فنزل على ابن أخيه الحر بن قيس ، وكان من النفر الذين يدنيهم عمر رضي الله عنه ، وكان القراء أصحاب مجلس عمر رضي الله عنه ومشاورته ، كهولا كانوا أو شبانا ، فقال عيينة لابن أخيه : يا بن أخي ، لك وجه عند هذا الأمير فاستأذن لي عليه ، فاستأذن ، فأذن له عمر ، فلما دخل قال : هي (وهي كلمة تهديد ، وفي نخة : هيه وإيه ، بمعنى : زدني.) يا ابن الخطاب، فو الله ما تعطينا الجزل ، ولا تحكم فينا بالعدل ، فغضب عمر رضي الله عنه حتى هم أن يوقع به ، فقال له الحر : يا أمير المؤمنين إن الله تعالى قال لنبيه (صلى الله عليه وسلم) : ﴿ خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ ﴾ [الأعراف: 199] وإن هذا من الجاهلين ، والله ما جاوزها عمر حين تلاها عليه ، وكان وقافا عند كتاب الله تعالى.

وعن عبادة بن الصامت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ألا أنبئكم بما يشرف الله به البنيان ويرفع الدرجات؟ قالوا: نعم يا رسول الله. قال: تحلم على من جهل عليك وتعفو عمن ظلمك. وتعطى من حرمك؟ وتصل من قطعك ".

قال عصام بن المصطلق: "دخلت المدينة فرأيت الحسن بن عليّ- عليهما السّلام- فأعجبني سمته وحسن روائه، فأثار منّي الحسد ما كان يجنّه صدري لأبيه من البغض، فقلت: أنت ابن أبي طالب، قال: نعم، فبالغت في شتمه وشتم أبيه، فنظر إليّ نظرة عاطف رءوف، ثمّ قال: أعوذ بالله من الشّيطان الرّجيم بسم الله الرّحمن الرّحيم ﴿ خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ ﴾ [الأعراف: 199] فقرأ إلى قوله تَذَكَّرُوا فَإِذا هُمْ مُبْصِرُونَ، ثمّ قال لي: خفّض عليك، استغفر الله لي ولك، إنّك لو استعنتنا أعنّاك، ولو استرفدتنا أرفدناك، ولو استرشدتنا أرشدناك، فتوسّم فيّ النّدم على ما فرط منّي فقال: ﴿ قالَ لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ﴾ [يوسف: 92] أمن أهل الشّام أنت؟ قلت: نعم. فقال: "شنشنة أعرفها من أخزم" حيّاك الله وبيّاك، وعافاك، وآداك "آداك بمعنى أعانك وقواك" ؛ انبسط إلينا في حوائجك وما يعرض لك، تجدنا عند أفضل ظنّك، إن شاء الله، قال عصام: فضاقت عليّ الأرض بما رحبت، ووددت أنّها ساخت بي، ثمّ تسلّلت منه لواذا، وما على وجه الأرض أحبّ إليّ منه ومن أبيه" "تفسير القرطبي".

• روح رمضان روح الكرم و البذل و العطاء:
﴿ خُذْ مِنْ أَمْوالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِها وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ * أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقاتِ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ﴾ [التوبة: 103، 104].

عن أبي كبشة الأنماريّ- رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: "ثلاثة أقسم عليهنّ وأحدّثكم حديثا فاحفظوه" ، قال: "ما نقص مال عبد من صدقة، ولا ظلم عبد مظلمة فصبر عليها إلّا زاده الله- عزّ وجلّ- بها عزّا ولا فتح عبد باب مسألة إلّا فتح الله عليه باب فقر. وأحدّثكم حديثا فاحفظوه" ، قال: "إنّما الدّنيا لأربعة نفر: عبد رزقه الله عزّ وجلّ- مالا وعلما فهو يتّقي فيه ربّه، ويصل فيه رحمه ويعلم لله- عزّ وجلّ- فيه حقّا، فهذا بأفضل المنازل. وعبد رزقه الله- عزّ وجلّ- علما ولم يرزقه مالا فهو صادق النّيّة، يقول: لو أنّ لي مالا لعملت بعمل فلان، فهو نيّته. فأجرهما سواء، وعبد رزقه الله مالا ولم يرزقه علما فهو يخبط في ماله بغير علم، لا يتّقي فيه ربّه- عزّ وجلّ- ولا يصل فيه رحمه ولا يعلم لله فيه حقّا، فهذا بأخبث المنازل. وعبد لم يرزقه الله مالا ولا علما، فهو يقول: لو أنّ لي مالا لعملت فيه بعمل فلان، فهو نيّته فوزرهما فيه سواء" ) الترمذي.

قال مالك ابن دينار- رحمهم الله تعالى -: "المؤمن كريم في كلّ حالة لا يحبّ أن يؤذي جاره، ولا يفتقر أحد من أقربائه، قال: ثمّ يبكي مالك وهو يقول: وهو مع ذلك غنيّ القلب لا يملك من الدّنيا ش
يئا، إن أزلّته عن دينه لم يزلّ، وإن خدعته عن ماله انخدع، لا يرى الدّنيا من الآخرة عوضا، ولا يرى البخل من الجود حظّا، منكسر القلب ذو هموم قد تفرّد بها، مكتئب حزين ليس له في فرح الدّنيا نصيب، إن أتاه منها شيء فرّقه وإن زوي عنه كلّ شيء فيها لم يطلبه ويبكي ويقول: هذا والله الكرم، هذا والله الكرم".

روح رمضان: روح العفة عما حرم الله تعالى:
• العفة عن النظر وسماع ما حرم الله تعالى
• العفة عن الرشوة وأكل السحت
• العفة عن اكل أموال اليتامى
• العفة عن الوقوع في أعراض المسلمين
• العفة عن التبرج والسفور.
فقد رأينا العفة تمشي على الأرض متمثلة في أخلاق الصائمين و الصائمات.
فلماء لا نستصحب روح رمضان في حياتنا اليومية.

تمام العفة:
لا يكون الإنسان تامّ العفّة حتّى يكون عفيف اليد واللّسان والسّمع والبصر
• فمن عدمها في اللّسان السّخرية، والتّجسّس والغيبة والهمز والنّميمة والتّنابز بالألقاب
• ومن عدمها في البصر: مدّ العين إلى المحارم وزينة الحياة الدّنيا المولّدة للشّهوات الرّديئة،
• ومن عدمها في السّمع: الإصغاء إلى المسموعات القبيحة.

وعماد عفّة الجوارح كلّها ألا يطلقها صاحبها في شيء ممّا يختصّ بكلّ واحد منها إلّا فيما يسوّغه العقل والشّرع دون الشّهوة والهوى

قال سفيان الثّوريّ - رحمه الله تعالى -لأصحابه وقد خرجوا يوم عيد: "إنّ أوّل ما نبدأ به في يومنا عفّة أبصارنا".

عفة عن المال العام: لمّا فتح المسلمون القادسيّة أخذوا الغنائم ودفعوها إلى عمر. فقال: "إنّ قوما أدّوا هذا لأمناء، فقالوا له: عففت فعفّوا ولو رتعت يا أمير المؤمنين لرتعت أمّتك".

روح مضان: روح الجماعة والاتحاد.
فقد كان رمضان أداة لحمة بين أفراد المجتمع بين الفقراء والأغنياء، بين الأصحاء والمرضى.
فقد جمع رمضان بين أفراد المجتمع تحت مظلة الطاعة فكنت تراهم في الصلوات وتراهم في الجمع وتراهم على موائد رمضان وتراهم وهم اخوه متحابين.

حقا عباد الله لقد تحقق قول النبي - صلى الله عليه وسلم - في ذلك التشبيه الرائع لوحد الأمة ففي الصحيحين وغيرهما من حديث النعمان بن بشير " مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى".

ولمسلم "المسلمون كرجل واحد إذا اشتكى عينه اشتكى كله، وإذا اشتكى رأسه اشتكى كله" وفي الصحيحين من حديث أبي موسى: "المؤمن للمؤمن كالبنيان" وفي لفظ "كالبنيان يشد بعضه بعضا وشبك بين أصابعه".

عن ابن عباس أنه كان معتكفا في مسجد رسول الله فأتاه رجل فسلم عليه ثم جلس فقال له ابن عباس: يا فلان أراك مكتئبا حزينا؟
قال: نعم يا ابن عم رسول الله؟ لفلان على حق ولاء؟ وحرمة صاحب هذا القبر ما أقدر عليه!!
قال ابن عباس: أفلا أكلمه فيك ؟! "
قال: إن أحببت: قال: فانتعل ابن عباس
ثم خرج من المسجد؟
فقال له الرجل: أنسيت ما كنت فيه؟
قال: لا ولكنى سمعت صاحب هذا القبر – صلى الله عليه وسلم - والعهد به قريب ودمعت عيناه يقول " من مشى في حاجة أخيه وبلغ فيها كان خيرا له من اعتكاف عشر سنين؟

" فهكذا كونوا يا عباد الله إخوانًا ولا تتفرق بكم السبل عن الطرق المثلى عن الطريق المنجية عن الطريق الموصلة إلى الله والدار الآخرة فإن الشيطان له غرض في بني آدم لكن لما آيس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب رضي بالتحريش بين المسلمين فشن الغارة عليهم وأتاهم من كل طريق فمن اعتصم بحبل الله وجاهد العدو كان على سبيل نجاة، ومن اتبع هواه ولم يلتفت إلى ما أمره به مولاه كان الهلاك إليه أقرب من حبل الوريد.

فيا عباد الله اتقوا الله وراقبوه واعتصموا بحبله جميعًا ولا تفرقوا ﴿ وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ تَخَافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ
فَآَوَاكُمْ وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ [الأنفال: 26]
الدعاء...

=========================
🎤
خطبة.جمعة.بعنوان.cc
مـــاذا بـــعـــد رمـــضـــــــــان؟
للشيـــخ/ أحمـــــد عـــمــــــاري
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌

الخطبـــة.الاولـــى.cc
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين.

إخوتي الكرام؛ بالأمْسِ القريب كنا نَسْتقبلُ رمضان بشَوْقٍ وفرَح وسُرور، وهَا نحنُ نُوَدّعُهُ بحُزْنٍ وألَم، وأمَلُنا في الله كبير، ورجاؤنا فيه عظيم، رَجاؤُنا منه سبحانه أنْ يَتقبَّلَ مِنّا الصّيامَ والقِيامَ، وأنْ يُثيبَنا على الذِّكْرِ وقِراءة القرآن.

فرمضانُ سُوقٌ انتَصَبَ ثم انْفَضّ، رَبِحَ فيه مَن رَبح، وخَسِرَ فيه مَن خَسِر، رَبح فيه الصائمون القائِمون الذاكِرون السّابقون بالخيرات. وخَسِرَ فيه الغافِلون السّاهُون اللَّاهُون المقَصّرون.

فَهَنِيئاً لمنْ صام رمضانَ إيـمانا واحْتِسابا، فغُفِرَ له ما تَقَدّمَ مِنْ ذَنبه. وهَنيئاً لمنْ قام رمضان إيـمانا واحتِسابا، فغُفِرَ له ما تقدّمَ مِن ذنبه. وهَنيئاً لمنْ قام ليلةَ القدْرِ إيـمانا واحتسابا، فغُفِر له ما تقدم مِن ذنبه.

هنيئا لمن قضى أيام رمضان في طاعة الله، وأحيا لياليه في مرضاة الله.

هَنيئاً لمن خرج من رمضان وقد تطهر قلبه من كل الأمراض والأدران، وتعودت نفسه على الطاعة والمعروف والإحسان، وتغيرت حاله إلى أحسن حال.

هَنيئاً لمن خرج من رمضان وقد غُفِرَتْ ذُنوبُه، وكثُرَتْ حَسناتُه، ورُفِعتْ دَرجاتُه، وأُعْتِقتْ رقبَتُه.

هنيئا لمن قبِله ربه وقرّبه وأدْناه، ومن كل خير وجميل حلاّه.

ويا حسرتاه على من أبعده ربه ورده، ومقته وقلاه.

يا حسرتاه على من ضيع أيام رمضان ولياليه في لهو ولعب، أو في نوم وكسل، أو في معاص وذنوب.

يا حسرتاه على من خرج من رمضان كما دخله، بذنوب غير مغفورة، وأعمال غير مقبولة.

فيا من تعلمتَ الصبر في رمضان على طاعة الله، اصبر على ما يُرضِي الله حتى تلقاه وهو عنك راض.

وإياك أن تعود إلى التقصير والتفريط في طاعة الله بعد رمضان؛

يا مَنْ ربيتَ نفسك على الصيام في رمضان؛ لا تَحْرمْ نفسَك من الصيام تطوعا وتقربا إلى الله بعد رمضان، فبابُ التطوّعِ مَفتوح، واعلم أن الصيام وقاية لك من النار، ففي الصحيحين وغيرهما عَنْ أبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ الله عَنْهُ قالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "مَنْ صَامَ يَوْمًا فِي سَبِيلِ الله، بَعَّدَ اللهُ وَجْهَهُ عَنِ النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا". أيْ مسافة سبعين عاما.

ولتكنْ بدايتك من شوال، فقد رَغّبَ النبي صلى الله عليه وسلم في صيام سِتةِ أيام مِنْ شوال، فقال عليه الصلاة والسلام: "مَنْ صَامَ رَمَضَانَ، ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ، كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْرِ". رواه مسلم عن أَبِي أَيُّوبَ الأَنْصَارِيِّ رضي الله عنه.

ويا من ربيتَ نفسك على القيام في رمضان؛ لا تحرم نفسك من القيام بعد رمضان ولو بركعات قليلة، ففي صحيح مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "أَفْضَلُ الصَّلاَةِ بَعْدَ الْفَرِيضَةِ صَلاَةُ اللَّيْلِ".

وفي الصحيحين عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُومُ مِنَ اللَّيْلِ حَتَّى تَتَفَطَّرَ قَدَمَاهُ، فَقَالَتْ عَائِشَةُ: لِمَ تَصْنَعُ هَذَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَقَدْ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ؟ قَالَ: "أَفَلاَ أَكُونُ عَبْدًا شَكُورًا ؟".

ويا من عِشتَ مع القرآن في رمضان؛ إياك أن تهجر القرآن بعد رمضان، عِشْ مَع القرآن طُولَ حياتِك، فهو النورُ والهدى، الذي قال عنه ربُّ العالمين سبحانه: ﴿ قَدْ جَاءَكُم مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾.

ويا من كنتَ من عمار المساجد في رمضان؛ إياك أن تهجُر بُيوتَ الله بعدَ رمضان، واعلم أن الرجولة والشهامة والبطولة أن تكون من عمار بيوت الله، أن يكون قلبك معلقا بالمساجد، قال سبحانه: ﴿ فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾. وقال سبحانه: ﴿ إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ
﴾.

يا من كنتَ تحافِظ على الصلوات في رمضان؛ إياك أن تترك الصلاة بعد رمضان، وإياك أن تضيع الصلاة بعد رمضان، فهي صلة بينك وبين خالقك ومولاك، واعلم أن طريق الفلاح في المحافظة على الصلوات، قال تعالى في صفات عباده المؤمنين المفلحين: ﴿ قد أفلح المؤمنون * الذين هم في صلاتهم خاشعون ﴾...إلى أن قال سبحانه: ﴿ وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ * أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ * الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾. وعند كل صلاة يُذكّرك المؤذن بالفلاح: "حي على الفلاح حي على الفلاح".

يا من كنتَ تلازم الذكر في رمضان؛ إياك أن تهجر ذكر الله بعد رمضان، واعلم أن ذكر الله حياة للأرواح وطمأنينة للقلوب. قال تعالى: ﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ﴾. وفي صحيح البخاري عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه، مثل الحي والميت".

يا من كنتَ من أهل الإحسان في رمضان؛ إياك أن تقطع إحسانك وإنفاقك عن إخوانك من المحتاجين بعد رمضان، أحسن كما أحسن الله إليك، أنفق ينفق الله عليك، واعلم أن الجزاء من جنس العمل، وأن جزاء الإحسانِ الإحسانُ. روى مسلم في صحيحه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ اَلدُّنْيَا، نَفَّسَ اَللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ اَلْقِيَامَةِ. وَمَنْ يَسَّرَ عَلَى مُعْسِرٍ، يَسَّرَ اَللَّهُ عَلَيْهِ فِي اَلدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ. وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا، سَتَرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ. وَاللَّهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ".

فَداوِمْ على الطاعات التي تربيتَ عليها في رمضان، فإن الـمُداوَمة على الطاعاتِ والقُرُبات، مِنْ سِمَاتِ الأنبياءِ والصّالحين.

روى البخاري في صحيحه عن عائشة رضي الله عنها قالتْ: سُئِلَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: أيُّ الأعمالِ أحَبُّ إلى الله؟ فقال: "أدْوَمُها، وإنْ قَلّ".

وفي صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا عَمِلَ عَمَلاً أثْبَـتَه). أيْ داوَمَ عليه.

والمداوَمةُ على الطاعاتِ وَصِيّةُ اللهِ لأنبيائِه ورُسُلِه؛ قال تعالى عن نبيّه عِيسى عليه السلام: ﴿ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا ﴾. أيْ مُدّةَ بَقائي في هذِه الحياة.

والمداوَمةُ على الطاعات وَصيّةُ اللهِ لِعبادهِ المؤمنين؛ قال تعالى في مَدْحِهِمْ: ﴿ الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ ﴾.

فَمِنَ الخطإ الذي يَقعُ فيه كثيرٌ مِنَ الناس تخْصِيصُ شَهْر رَمضانَ بالطاعةِ والاسْتِقامةِ دُون غيرهِ مِنَ الشهُور؛ والعبْدُ لمْ يُخلقْ لِيكون عبْداً لله في رمضانَ وعبداً لِـهَواهُ بعدَ رَمضان. فرَبُّ الشهور واحد، قال عزّ وجل: ﴿ إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ ﴾. والذي فرَضَ الصيامَ وأمَرَ بعبادتِه في رمضان، هو الذي أوْجَبَ على العِبادِ الطاعَةَ على الدّوَام، وهو القائِلُ سُبحانه: ﴿ واعْبُدْ ربّكَ حتى يأتيك اليَقِين ﴾. وهو القائلُ سبحانه: ﴿ وما خلقتُ الجنَّ والإنسَ إلا لِيَعْبُدُون ﴾.

يا من تعلمتَ الصبر في رمضان على ترك المعاصي والمنكرات، اصبر على اجتناب كل ما نهى الله عنه مِن سَيّء الأعمال والأقوال والأحوال على الدوام.

وإياك أن تعود إلى المعصية بعد رمضان؛

يا مَن تغلبتَ على شهوة النفس والهوى في رمضان؛ إياك أن تصير عبدا لشهوتك وهواك بعد رمضان، فربك الذي عبدته وخضعت له في رمضان هو الذي ينبغي أن تعبدَه وحدَه وتخضعَ له على الدوام.

يا مَن صُنْتَ جوارحَك عن المعاصي في رمضان؛ إياك أن تطلِقَها تسرح في المعاصي بعد رمضان، تذكّرْ شهادتها عليك بين يدي الله تعالى يوم الجزاء والحساب، فإن وظفتَها في طاعة الله شهدت لك بذلك، وإن وظفتَها في المعصية شهدت عليك بذلك، قال سبحانه: ﴿ الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴾. وقال عز وجل: ﴿ وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْدَاءُ اللَّهِ إِلَى النَّارِ فَهُمْ يُوزَعُونَ حَتَّى إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ * وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُم
ْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ وَلَكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللَّهَ لَا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِمَّا تَعْمَلُونَ * وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾.

وتذكّرْ أنّ عاقبة المعصية وخيمة، وأنّ أثرَها على الفرد والمجتمع قبيح، وأنّ فسادَها وضررها كبير في الدنيا والآخرة.

أما في الدنيا؛ ففي تعاطي المنكرات والوقوع في الحرمات: أحزان وآلام، وأمراض وأسقام، وحروب وفتن، وبلايا ومحن. وقد أخبر عن بعض ذلك الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم، فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: أقبل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: "يا معشر المهاجرين؛ خمس إذا ابتليتم بهن، وأعوذ بالله أن تدركوهن: لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يُعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا. ولم ينقصوا المكيال والميزان إلا أخِذوا بالسنين وشدة المؤنة وجور السلطان عليهم. ولم يَمنعوا زكاة أموالهم إلا مُنعوا القطر من السماء، ولولا البهائم لم يُمطروا. ولم يَنقضوا عهد الله وعهد رسوله إلا سلط الله عليهم عدوا من غيرهم فأخذوا بعض ما في أيديهم. وما لم تحكم أئمتهم بكتاب الله ويتخيروا مما أنزل الله إلا جعل الله بأسهم بينهم". رواه ابن ماجة، وحسنه الألباني في السلسلة الصحيحة.

وأما في الآخرة؛ فسوء المصير، والويل والثبور، والحسرة والندامة، والعذاب الأليم، ويكفي أن تتأمل في حال من قال الله عنه: ﴿ وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ * فَيَقُولُ يَالَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ * وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ * يَالَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ * مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ * هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ * خُذُوهُ فَغُلُّوهُ * ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ * ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ * إِنَّهُ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ * وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ * فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هَاهُنَا حَمِيمٌ * وَلَا طَعَامٌ إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ * لَا يَأْكُلُهُ إِلَّا الْخَاطِئُونَ ﴾.

ثم اعلم يا عبد الله؛ أنّ اللذة التي قادتك إلى معصيةِ الله والتفريطِ في طاعته ستذهب وتفنى وتزول، ويبقى إثمها وذنبها سوادا في صحيفتك، وتبقى حسرتها وندامتها غُصّة في حلقك لا تفارقك.. إن لم تتب إلى الله عز وجل. قال سبحانه: ﴿ وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ * وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ * أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَاحَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ ﴾.

تفنى اللذاذة ممن نال صفوتها
من الحرام ويبقى الإثم والعارُ
تبقى عواقبُ سوء في مغبتها
لا خيرَ في لذة مِن بعدِها النارُ

وأخيراً؛ أترضى لنفسك يا عبد الله أن تكون من المفلِسين؟ من المحرومين؟. والمحرومُ مَن حُرم أجر صيامه وقيامه، والمفلس من ضاع ثواب طاعته وعبادته. وهذا ما حذرنا منه رسول الله صلى الله عليه وسلَّم، ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أتدرون ما المفلِس؟". قالوا: المفلِسُ فينا مَن لا درهم له ولا متاع. فقال: "إن المفلس مِن أمّتي؛ يأتي يومَ القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي قد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا، فيُعطى هذا مِن حسناته، وهذا مِن حسناته، فإن فنِيَتْ حسناته قبل أن يُقضى ما عليه، أخِذَ مِن خطاياهم فطرحَتْ عليه، ثم طرح فى النار". فإياك أن تكون مفلسا فاقدا لكل شيء من الخير بعودتك إلى المعاصي والمنكرات بعد رمضان.

وأيام العيد فرصة لردّ المظالم إلى أصحابها، بالعفو والصفح والتسامح، أو بدفع المستحَقات إلى أصحابها. فعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من كانت له مظلمة لأخيه من عرضه أو شيء، فليتَحَلَّلْهُ منه اليوم، قبل أن لا يكون دينار ولا درهم، إن كان له عمل صالح أخِذَ منه بقدر مظلمته، وإن لم تكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه فحُمِلَ عليه". رواه البخاري.

فاللهم تقبل منا صيامنا وقيامنا وسائر أعمالنا، واجعلها خالصة لوجهك الكريم.

اللهم اجعلنا من المرحومين، واجعلنا من المقبولين، واجعلنا من الفائزين، واجعلنا من المفلحين، واجعلنا من عبادك الصالحين وأوليائك المتقين الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون.

اللهم اجعلنا ممن خرج من رمضان وقد غفِرَتْ ذنوبه، وكثُرتْ حسناته، ورفعت درجاته، وأعتقت رقبته.

اللهم أعِدْ علينا رمضان أعواما عديدة، وأزمنة مديدة.

اللهم أعِدْه على هذه الأمة وقد اجتمع شملها، وتوحد صفها، وقويت شوكتها، وزالت عنها المحن والفتن.

اللهم ثبتنا على
طاعتك وعبادتك بعد رمضان، ووفقنا لكل خير حتى نلقاك يا رب العالمين.

اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، واجعل هذا البلد آمنا مطمئنا وسائر بلاد المسلمين
2024/09/27 23:15:27
Back to Top
HTML Embed Code: