Telegram Web Link
🎤
خطبة.عيد.الفطر.بعنوان.cc
يومـئـــذ يفــــــرح الــصـــائمــــــون
للشيـــخ/ السيـــد مـــراد ســــــلامـــة
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌

عناصر الخطبة:
أولاً: يفرح الصائمون لأنهم أطاعوا الله ورسوله
ثانياً: يفرح الصائمون لأنهم اتصفوا بصفات المتقين
ثالثاً: يفرح الصائمون لأنهم قاموا رمضان
رابعاً: يفرح الصائمون لأنهم وصلوا أرحامهم
خامساً: يفرح الصائمون لأنهم ادخلوا البسمة على الفقراء والمساكين
سادساً: يفرح الصائمون لأنهم ادخلوا البسمة على الفقراء والمساكين

الخطبـــة.الأولـــى.cc
الحمد لله، الحمد لله حمدًا كثيرًا، وسبحان الله بُكرةً وأصيلاً، أحمدُه حمدًا لا انتهاءَ لأمَده، وأشكرُه شُكرًا لا إحصاءَ لعدده، الحمدُ لله عددَ خلقِه وزِنةَ عرشِه ورِضا نفسِه ومِدادَ كلماته، الحمدُ لله كما يحبُّ ربُّنا ويرضَى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له العليُّ الأعلى، وأشهد أن سيِّدنا ونبيَّنا محمدًا عبده ورسوله النبيُّ المُصطفى والخليلُ المُجتبَى، صلَّى الله عليه وعلى آله وصحبِه ومن اقتفَى.

أما بعد: فأُوصيكم ونفسي بتقوى الله؛ فمن اتَقاه وقَاه، ومن أقرضَه جزاه، ومن أحبَّه قرَّبه وأدناه.
فان قلت بماذا يفرح الصائمون؟ ومتى ذلك الفرح؟

الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد.
عيدٌ امتلأت القلوب به فرحًا وسرورًا، وازدانت به الأرض بهجة ونورًا، يومٌ يخرج المسلمون فيه بالأمصار إلى المصليات والمساجد مكبرين ومهللين ولربهم حامدين معظمين، وبنعمته مغتبطين، فلله الحمد رب العالمين.

الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد.
أيها الأحبة: عيدكم مبارك وعيدكم سعيد، افرحوا بعيدكم أفراحًا كثيرة؛ فرحة بفضل الله ورحمته، وكريم إنعامه، ووافر عطائه، وفرحة بالهداية يوم ضلت فئام من البشر عن صراط الله المستقيم، ففرحنا أن هدانا يوم ضل غيرنا: ﴿ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدةَ وَلِتُكَبّرُوا اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ [البقرة: 185].

اللهُ أكبرُ قُولُوْهَا بِلَا وَجَلٍ
وزينوا القلبَ من مغزى معانيها
بها ستعلو على أفق الزمان لنا
رايات عز نسينا كيف نفديها
الله أكبر ما أحلى النداءُ بها
كأنه الري في الأرواحِ يحيها

اعلم علمني الله وإياك أن الله تعالى اخبرنا على لسان النبي صلى الله عليه وسلم أن كل عمل ابن ادم له إلا الصوم فانه له سبحانه وتعالى هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ اللَّهُ كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلَّا الصِّيَامَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ وَالصِّيَامُ جُنَّةٌ وَإِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ فَلَا يَرْفُثْ وَلَا يَصْخَبْ فَإِنْ سَابَّهُ أَحَدٌ أَوْ قَاتَلَهُ فَلْيَقُلْ إِنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا إِذَا أَفْطَرَ فَرِحَ وَإِذَا لَقِيَ رَبَّهُ فَرِحَ بِصَوْمِهِ (صحيح البخاري).

لذا فإن الله تعالى يمنح الصائمين من الأجر والثواب ما تقر به أعينهم في الدنيا والآخرة كما في الحديث السابق (لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا إِذَا أَفْطَرَ فَرِحَ وَإِذَا لَقِيَ رَبَّهُ فَرِحَ بِصَوْمِهِ) واليك البشريات والمفرحات.
أولا: يفرح الصائمون لأنهم أطاعوا الله ورسوله:
الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله ولله أكبر ولله الحمد
يفرح الصائمون لأنهم فازوا بطاعة ربهم و الاقتداء بسنة نبيهم - صلى الله عليه وسلم - فقد شاهدوا فجر الأجر قال الله تعالى ﴿ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا * ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ عَلِيمًا ﴾ [النساء: 69، 70].

أنعم بها من معية فقد صار الصائمون مع كواكب العارفين من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين
هل استشعرتم تلك المعية أيها الصائمون؟

روى الطبراني وابن مردويه بسند قال السيوطي: لا بأس به عن عائشة قالت: جاء رجل إلى النبي -صلى الله عليه وسلم -فقال: يا رسول الله إنك لأحب إلي من نفسي، وإنك لأحب إلي من ولدي، وإني لأكون في البيت فأذكرك فما أصبر حتى آتي فأنظر إليك، وإني ذكرت موتي وموتك عرفت أنك إذا دخلت الجنة رفعت مع النبيين، وأني إذا دخلت الجنة خشيت ألا أراك، فلم يرد النبي -صلى الله عليه وسلم - شيئا حتى نزل جبريل بهذه الآية ومن يطع الله والرسول.

طاعة الله تجلت في ذلك الشهر لتشمل شتى مناحي الحياة.
وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم- كانت قرة عيون الصائمين والصائمات في الأقوال والأفعال.

الله أكبر الله أكبر هذا هو يوم الجائزة لكم أيها الطائعون الصائمون قال الله تعالى ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذ
ِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70، 71].

ثانيا: يفرح الصائمون ..
لأنهم اتصفوا بصفات المتقين
الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله ولله أكبر ولله الحمد
هذا هو الفرح حيث اتصفتم بصفات المتقين الذين حققوا التقوى في أعلى معانيها حيث العمل بطاعة الله على نور من الله وترك معصية الله على نور من الله.
فقد حققتم التقوى عباد الله و هي الغاية المنشودة و الدرة المفقودة قال الله تعالى ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ ﴾ [آل عمران: 102].

يفرح الصائمون عندما يشاهدون أجر و جزاء المتقين عند رب العالمين ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ﴾ [الطلاق: 2، 3].
وقال تعالى ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا ﴾ [الطلاق: 4].
وقال تعالى ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا ﴾ [الطلاق: 5].

يفرح الصائمون عندما يشاهدون الجنان وقد زينة والحور وقد أعدت والقصور وهيئة قال الله تعالى ﴿ إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا * حَدَائِقَ وَأَعْنَابًا * وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا * وَكَأْسًا دِهَاقًا* لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا كِذَّابًا * جَزَاءً مِنْ رَبِّكَ عَطَاءً حِسَابًا ﴾ [النبأ: 31 -36].

ثالثا: يفرح الصائمون لأنهم قاموا رمضان
الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله ولله أكبر ولله الحمد
يفرح الصائمون لأنهم قاموا الليل و تصفوا بصفات عباد الرحمن و أنعم بها من صفات قال الله تعالى ﴿ وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا * وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا * وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا * إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا * وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا ﴾ [الفرقان: 63 - 67].

بشراكم أيها القائمون بهذه العطايا التي لم ترها عين ولم تسمع بها أذن ولا خطرت على قلب بشر قال الله تعالى ﴿ إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ * تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [السجدة: 15 -17].

عن أسماء بنت يزيد قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا جمع الله الأولين والآخرين يوم القيامة، جاء مناد فنادى بصوت يُسمعُ الخلائق: سيعلم أهل الجمع اليوم مَن أولى بالكرم. ثم يرجع فينادي: ليقم الذين كانت ﴿ تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ ﴾ الآية، فيقومون وهم قليل(ورواه إسحاق بن راهويه في مسنده ، وأبو يعلى).

عن أبي هريرة، رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "قال الله تعالى: أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر". قال أبو هريرة: فاقرؤوا إن شئتم: ﴿ فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ ﴾.

رابعا: يفرح الصائمون لأنهم وصلوا أرحامهم:
الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله ولله أكبر ولله الحمد
يفرح الصائمون لأنهم وصلوا أرحامهم.
فكم وكم من عداوة وبغضاء كانت بين ذوي الأرحام فلما دخل عليهم رمضان تقاربت القلوب وتواصلت الأرحام وتعددت الزيارات واستبدلوا القطيعة بالصلة والبغضاء بالمحبة، فقد رأينا كيف ألف الصيام بين الإخوة والأخوات وبين الأبناء والإباء وبين جميع ذوي الأرحام بشراكم أيها الواصلون صلة الرحمن قال الله تعالى ﴿ الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَلَا يَنْقُضُونَ الْمِيثَاقَ * وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ * وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُولَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ * جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ * سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ ﴾ [الرعد: 20 - 24].

بشراكم أيها الواصلون سعة الأزرق والبركة في الأعمار وتعمير الديار عن
خ البشري، وسيظل ذكرهم إلى ما شاء الله تعالى.

حفظ الله تعالى نساء المسلمين بحفظه، وأنعم عليهن بستره، وكفاهن شرور أنفسهن، وشرور المتربصين بهن.

الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله والله أكبر، الله أكبر ولله الحمد.
أعاده الله علينا وعليكم وعلى المسلمين باليمن والإيمان والسلامة والإسلام وتقبل الله تعالى منا ومنكم ومن المسلمين صالح الأعمال.

﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56].

=============
🎤
خطبة.عيد.الفطر.بعنوان.cc
سـحــق الإســـلام وتفتـيـت أرضـــه
للدكتور/ إبراهيم بن محمــد الحقــيل
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌

الخطبـــة.الاولـــى.cc
الحمد لله رب العالمين؛ خلق الخلق فرباهم بنعمه، وهدى المؤمنين لدينه، ودلهم على طريقه ومنهجه ﴿ وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾ [البقرة: 213] نحمده فقد هدانا لشرائع الإسلام، وعلمنا الحكمة والقرآن، ووفقنا للصيام والقيام، وهو أهل الحمد في الأرض وفي السماء، وفي كل الأزمان والأحوال، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له؛ عظيم في ذاته وأسمائه وصفاته، كبير في ملكه وسلطانه، قدير في خلقه وتدبيره "إِذَا قَضَى الأَمْرَ فِي السَّمَاءِ، ضَرَبَتِ المَلاَئِكَةُ بِأَجْنِحَتِهَا خُضْعَانًا لِقَوْلِهِ، كَأَنَّهُ سِلْسِلَةٌ عَلَى صَفْوَانٍ فَإِذَا ": ﴿ فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الحَقَّ وَهُوَ العَلِيُّ الكَبِيرُ ﴾ [سبأ: 23] وأشهد أن محمدا عبده ورسوله؛ نصح لأمته فبين لها ما يكون بين يدي الساعة من عظائم الفتن، وشدائد المحن، والتعامل معها، والمخرج منها، وأسباب الوقوع فيها، ليهلك من هلك عن بينة، ويحيا من حيي عن بينه؛ صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين.

الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله والله أكبر، الله أكبر ولله الحمد.
الله أكبر على ما هدانا، والله أكبر على ما أعطانا، والله أكبر على ما أنجانا.. الله أكبر كبيرا؛ خلقنا ورزقنا وعلمنا، وما كنا شيئاً ولا نملك شيئاً ولا نعلم شيئاً.

الله أكبر كبيراً؛ أطعمنا من الجوع، وآمننا من الخوف، وكسانا من العري، وهدانا من الضلالة، وبصرنا من العماية، ونعمه فينا لا تعد، وفضله علينا لا يحد، وكل حمد نحمده يتقاصر عن حمده، وحمده من نعمه، ونعمه تستوجب الحمد، فتنقطع الدنيا ولا ينقطع استحقاقه الحمد، وقد قال ملائكته المقربون: سبحانك ما عبدناك حق عبادتك.

الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله والله أكبر، الله أكبر ولله الحمد.
الله أكبر.. بلغنا رمضان، ووفقنا للصيام والقيام، ودلنا على طرق الإحسان، فختمنا شهرنا نتقلب بين الرجاء والخوف، ونرجو القبول والغفران، ونخاف الرد والحرمان، فاللهم اقبل طاعتنا، واغفر زلتنا، واغسل حوبتنا، وارفع درجتنا، وأنعم علينا بالعفو والرضى والرحمة والمغفرة والعتق من النار، ووالدينا وأهلنا وذرياتنا، وسائر المسلمين والمسلمات، والمؤمنين والمؤمنات، الأحياء منهم والأموات، يا مجيب الدعوات.

الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله والله أكبر، الله أكبر ولله الحمد.
أما بعد:
فاتقوا الله تعالى وأطيعوه، واعبدوه في سائر أزمانكم وأحوالكم، ولا ترتدوا عن طاعته بعد شهركم؛ فإن الله تعالى حي لا يموت، ودائم لا يفوت، ويعبد في كل الأوقات، ويجازي بالحسنات، ويؤاخذ بالسيئات، وإن حياة المؤمن يجب أن تكون كلها كرمضان، في الإقبال على الله تعالى، وإتيان طاعته، والانتهاء عن معصيته، وتعظيمه ومحبته ورجائه وخشيته.

الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله والله أكبر، الله أكبر ولله الحمد.
أيها المسلمون:
يمر العيد بالأمة وهي على مفترق طرق، والفتن تحيط بالمؤمن من كل جانب، وفي أحوال الفتن يخاف الناس على أمنهم وأرزاقهم، فيخشون الجوع بعد الشبع، والخوف بعد الأمن، والتشريد بعد الاستيطان، والاضطراب بعد الاستقرار، وحق لهم ذلك؛ فإن ذهاب الأمن والرزق والاستقرار ليس بالأمر الهين على النفوس البشرية.

إن الحاقدين على الإسلام من الكفار لن يكفوا عن إحداث الاضطربات، وإشعال نار الفتن في بلاد المسلمين، بما يملكونه من أموال يشترون بها الذمم، وإعلام يصوغون به العقول، وسلاح يزودون به من يخدم مصالحهم، وحقد يطوقون به المسلمين لسحقهم وإنهاء وجودهم، ومكر يحرشون به بين المسلمين، ويثيرون الخلاف والتفرق في أوساطهم، ويصطنعون أشخاصا يحققون مآربهم. ومن يظن أن الكفار لا يعنيهم دين الإسلام ولا أمر المسلمين فهو لا يقرأ القرآن، ولا يعرف التاريخ، ولا يفهم الواقع، ولا يبصر إلا بعيون الأعداء.

وأما أذنابهم من المنافقين فيسعون بجهد حثيث، وعزم أكيد، وخطى متسارعة لإعادة صياغة الإسلام، وقسر المسلمين على هذه الصياغة التي أفرزتها أهواؤهم، ولو اقتضى ذلك حرق الرطب واليابس، وإسقاط الدول، ونشر الاضطرابات، وبث الفوضى في بلاد المسلمين.

ومن يبصر واقع المسلمين اليوم، ويرى الأيادي الظاهرة، ويحس بالأيادي الخفية وهي تخنق الإسلام، وتمنع التحاكم إليه؛ ليوقن أن المهمة الأولى للمجتمع الدولي، والنظام العالمي هي شلُّ الإسلام وسحق المسلمين، بل لا تكاد توجد قضية سواها بحجمها وأهميتها، وأضحت هذه هي قناعة السواد الأعظم من المسلمين.

وإذا كانت دراسات المستشرقين هي الممهدة لطلائع المستعمرين؛ فإن مراجل الحقد في قلوب كل من المستشرقين والمستعمرين على أمة الإسلام تكاد تفتت قلوبهم، وتزهق أرواحهم، وتصيبهم بالجنون من انتشار الإسلام؛ ﴿ حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ
أبي هريرة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال من سره أن يبسط له في رزقه وأن ينسأ له في أثره فليصل رحمه وقد أخرجاه عن عائشة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " صلة الرحم، وحسن الخلق يعمرن الديار ويزدن في الأعمار " أخرجه البيهقي.

أيها المسلمون صلوا أرحامكم تدخلوا جنة ربكم عن عبد الله بن سلام قال: لما ورد رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة انجفل الناس إليه و قيل قدم رسول الله صلى الله عليه و سلم قال: فجئت في الناس لأنظر إليه فلما تبينت وجهه عرفت أن وجهه ليس بوجه كذاب فكان أول شيء سمعته بتكلم أن قال: " يا أيها الناس أفشوا وأطعموا و صلوا الأرحام و صلوا الناس نيام تدخلوا الجنة بالسلام" أخرجه البيهقي.

خامسا: يفرح الصائمون لأنهم ادخلوا البسمة على الفقراء والمساكين:
الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله ولله أكبر ولله الحمد
بارك الله لكم معاشر أيها الصائمون فقد رسمتم البسمة على أفواه الفقراء وكم أدخلتم البهجة على قلوب المساكين، وكم أطعمتم بطونا جائعة، وكم كسوتم أجسادا عارية، بشراكم معاشر الصائمين بعطاء رب العالمين.

اسمعوا: وفد رجل على علي فطلب له حاجة، فقال: الحمد لله الذي جعلك صاحب الحاجة ولم يجعلني صاحب الحاجة، لأقضينها إن شاء الله.

قال الرجل:
كسوتني حلة تبلى محاسنها * لأكسونك من حسن الثنا حللا.
الثناء الجميل:
ولم أرَ كالإحسان أما مذاقهُ * فحلو وأما وجهه فجميلُ.
• كاد الجميل أن يكون رجلاً، ولو كان رجلاً لكان حسناً، وكاد أن يكون نبتاً، ولو كان نبتاً لكان ورداً.
• قال أبو جعفر المنصور لجلاسه وسماره: ما أحسن بيت قالته العرب؟
قالوا: ما ندري.
قال: قول القائل:
الخير يبقى وإن طال الزمان به •• والشر أخبث ما أوعيت من زادِ
كيف يضيع الله من كفل الأيتام وقام على الأرامل ورعى ضعفه المسلمين؟
كيف يضيع الله من فرّج الكربات؟
كيف يضيع الله عبداً فرّج الكربات وتنافس في المرضاة وتسابق إلى الطاعات؟!
كيف يضيع عند الله سعيه؟

عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من فرج عن مؤمنٍ كربة من كرب الدنيا فرج الله عنه كربةً من كرب يوم القيامة، ومن يسر على معسرٍ يسر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلماً ستره الله في الدنيا والآخرة) أخرجه مسلم.

الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله ولله أكبر ولله الحمد
أخي المسلم: بر والديك، وخصهما منك بالدعاء، وأكثر لهما من الاستغفار، ففي التنزيل العزيز: ﴿ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ ﴾ [نوح: 28] ويقول سبحانه: ﴿ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً ﴾ [الإسراء:24].

صل من قطعك، وأعط من حرمك، واعف عمن ظلمك، وعف عن المحارم تكن عابداً، وأحسن إلى جارك تكن مؤمناً ارحم المسكين، وأكرم الغريب، واسع على الأرامل فعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (الساعي على الأرملة والمساكين كالمجاهد في سبيل الله، وكالذي يصوم النهار ويقوم الليل ) ولذلك كان عبد الله -كما يقول أبو بكر بن حفص - لا يأكل طعاماً إلا وعلى خوانه يتيم، لابد أن يدعو يتيماً في كل وجبة من وجبات طعامه ليأكل معه إحساناً إلى اليتامى.

سادسا: العيد والإخاء:
جاء العيد أيها المسلمون - ليرسم على الشفاه معاني الحب، ويكتب في حياة المسلمين حياة من الإخاء الصادق، يقول: "لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث، يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام".

والسؤال الذي يطرح نفسه في ساحة العيد بالذات: القلوب المتنافرة أما آن لها أن تتصافح؟! أما زالت مصرة على معاندتها للفطر السوية؟! أما زال الكبر يوقد ضرامها ويشعل فتيل حقدها؟! ألا يمكن أن ينجح العيد في أن يعيد البسمة لشفاه قد طال شقاقها؟! إن هذه القلوب يُخشى عليها إن لم تُفلح الأعياد في ليّها للحق فإن لفح جهنم قد يكون هو الحل الأخير القادر على كسر مكابرتها ولي عناقها.

إلى متى هؤلاء يصمّون آذانهم عن قول رسول الهدى: "هجْر المسلم سَنَةً كسفك دمه"، وقوله: "تُعرض الأعمال على الله كل اثنين وخميس إلا المتخاصمَيْن، فيقول الله: أنظروا هذين حتى يصطلحا"؟!.

وإن لم يُفلح العيد في تحليل صلابة هذه القلوب فوعيد الله تعالى غير بعيد حين قال في كتابه الكريم: ﴿ فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمْ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ ﴾ [محمد: 22-23].

عباد الله، كل عام أنتم بخير، وتقبل الله منا ومنكم الصيام وصالح الأعمال. قوموا وليصافح بعضكم بعضاً
مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ ﴾ [البقرة: 109].

إن أنعم المستشرقين، وأرحم المستعمرين يودون سحق الإسلام، وتفتيت دوله، وإذلال المسلمين وإنهاء وجودهم، وحينما نقول هذا عن أنعمهم وأرحمهم فكيف إذن بأشدهم قسوة ودموية؟!

هذا أحد المستشرقين بلغ من نعومته ووداعته أنه لم يكره الشر يوما، ولم يعاد أحدا من الناس، لكنه يتمنى موت الإسلام وسحق المسلمين، يقول المستشرق آرنست رينان: أنا المعروف بوداعتي مع جميع الناس، والذي أعاتب نفسي على عدم كرهي الشر أعلن أني لست أشفق على الإسلام، وإني أتمنى للإسلام الموت المخزي، أتمنى إذلاله... ويقول: إن الشرط الضروري الوحيد في عصرنا الحاضر لنشر الحضارة الأوربية هو تحطيم العنصر السامي، تحطيم القوة الثيوقراطية للإسلام، وبالتالي تحطيم الإسلام نفسه، ثمة حرب لا تتوقف، ولن تتوقف هذه الحرب؛ إلا حينما فقط يموت آخر ولد من ذرية إسماعيل بؤسًا، أو أن يدفعه الإرهاب إلى أعماق الصحراء. انتهى كلامه، وسيبقى له ما يسوؤه وأمثاله.

إنهم هم من يصنع الكراهية والإرهاب بما فاض من صدورهم من الأحقاد، وهم من يصدر الكراهية للمسلمين، وهم من يوجد أسبابها، ثم يعاقبون المسلمين عليها.

إن إحداث الفوضى والاضطرابات في بلاد المسلمين صار واقعا مشاهدا، وإن مشروعات تفتيت دول الإسلام المقسمة أصلا قد انتقل من الحديث السري إلى العلني، ومن الأدراج المغلقة إلى الفضاء المفتوح، ويفرض الآن واقعا بسياسات الدول الكبرى في تغيير تحالفاتها، وخيانة أصدقائها، وإظهار حقيقة حلفها مع أعدائهم؛ لتستقر الحقيقة القرآنية في المشهد الكلي للحدث ﴿ وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ﴾ [البقرة: 120].

وأما أرباب النفاق ومن في قلوبهم مرض فلطالما حدثونا عن خرافة الصراع العقدي، وعن متانة الصداقة مع القوى المستكبرة، حتى رأوا الكافر الوفي يركلهم ويتجه للفارسي المجوسي؛ ليشتركا في تقطيع أوصال الشرق العربي السني.

وإذا أُنذر المنافقون بالعذاب وتسليط الأعداء؛ جراء اجترائهم على شريعة الله تعالى، وتحسين مناهج الكفار ونشرها وفرضها، سخروا من العذاب كما سخر أسلافهم، واستعجلوه كما استعجله السابقون ﴿ وَإِذَا ذُكِّرُوا لَا يَذْكُرُونَ * وَإِذَا رَأَوْا آَيَةً يَسْتَسْخِرُونَ ﴾ [الصَّفات:13-14] فالسابقون من الكفار قد قالوا ﴿ اللهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ﴾ [الأنفال:32] والسابقون من المنافقين قالوا ﴿ لَوْلَا يُعَذِّبُنَا اللهُ بِمَا نَقُولُ ﴾ [المجادلة:8] يقولون ذلك تكذيبا للقرآن، واستخفافا بالعذاب، واستهانة بوعيد الله تعالى، والسابقون ما عذبوا إلا بأمثال هؤلاء المجرمين، ولا وقع العذاب إلا بسبب مقولاتهم وأفعالهم كما أخبر الله تعالى أنهم يستعجلون العذاب سخرية واستهزاء ﴿ وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالعَذَابِ ﴾ [العنكبوت:53].

إن المحيط العربي السني يموج بمشكلات عويصة، ومستقبل مخوف قاتم ينذر بأزمات عظمى إلا أن يلطف الله تعالى بعباده ويرحمهم؛ فالكوارث السياسية تتابع، والمشكلات الأمنية تتفاقم، ﴿ أَزِفَتِ الْآزِفَةُ * لَيْسَ لَهَا مِنْ دُونِ اللَّهِ كَاشِفَةٌ ﴾ [النجم: 57، 58] وإذا ذكر الناس بالتوبة لرفع البلاء، ودفع العذاب؛ انبرى المنافقون يسخرون من ذلك، ويحثون الناس على مزيد من الفساد والإفساد، ويدعونهم إلى حرب الله تعالى، ويشككون في قدرة الله تعالى وعذابه، ويسخرون من شريعته وأحكامه، إنهم بأقوالهم وأفعالهم يستمطرون العذاب، ويستجلبون العقاب، ولن يفلح من كان سمَّاعا لهم.

ولن تجني الأمة من طاعة الكفار والمنافقين إلا الخزي والخذلان، والفشل والاضطراب، وقد جرب قادة العرب ذلك عقودا كثيرة فما جنوا إلا الذل والانحطاط ﴿ وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ وَدَعْ أَذَاهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا ﴾ [الأحزاب: 48].

إننا في هذه الأحوال المضطربة، والسياسات المرتبكة، والأحداث المخيفة مطالبون بالتوبة من الذنوب، والتعلق بالله تعالى، وكثرة الإلحاح عليه بأن يحفظ البلاد والعباد والإسلام والمسلمين، وأن يكفيهم شر أعداء الداخل والخارج من الكفار والمنافقين، الذين لا يريدون أمن المسلمين ولا استقرارهم.

إننا مطالبون باجتماع الكلمة على دين الله تعالى، ونبذ الفرقة والاختلاف، وتعظيم الدم الحرام في زمن صارت فيه الدماء أرخص من الماء؛ فإن قتل المؤمن من أعظم الموبقات، ولزوال الدنيا أهون عند الله تعالى من قتل مؤمن بغير حق.

إننا مطالبون بعدم الخوض فيما لا نعلم من أحداث كبرى متقلبة على صفيح ساخن يكاد ينفجر، ومطالبون بحفظ ألسنتنا عن إثارة الفتن، ولوك أعراض المؤمنين ﴿ وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَ
نْبِطُونَهُ مِنْهُمْ ﴾ [النساء: 83].

إننا مطالبون بأن نثق بوعد الله تعالى للمؤمنين، وبالتمسك بأهداب الدين، وعدم التنازل عن شيء منه مهما كلفنا ذلك، ويجب أن يكون زوال الدنيا عندنا أهون من ذهاب شيء من ديننا، وَأن لَا نَيْأَس من روح الله تعالى، ولا نشكك في وعده، ولا نستبطئ نصره، فإنه قادم مهما كان الحال قاتما ﴿ وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [الروم: 47] ﴿ وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ ﴾ [الصافات: 173] وأما متى؟ وكيف؟ فذلك مرده إلى الله تعالى. والمؤمن بين حسنتين فإما نصر وعز وإما شهادة وأجر. فلنثق بوعد الله تعالى لنا، ولنستبشر بنصره لأمتنا ولو عظم المكر والكيد ﴿ وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ ﴾ [إبراهيم: 46] ﴿ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ ﴾ [النمل: 51].

وكل من تسرب إلى قلبه شيء من الخوف أو اليأس أو الإحباط فليوقن بأصل عظيم وهو أن القدر بيد الله تعالى وليس بيد الخلق، وأن القوة لله جميعاً، وأنه سبحانه يحب المؤمنين ولا يقدر لهم إلا ما هو خير لهم، وأن ما يصيب المؤمنين في أقطار شتى من صنوف الأذى والتقتيل والتهجير والتعذيب ليس إلا قدرا قدره الله تعالى عليهم، ولن تكون عاقبته إلا خيرا لهم، متى ما صبروا وثبتوا على دينهم ﴿ فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ ﴾ [هود: 49].

إننا يجب أن نستحضر سيرة الرسل عليهم السلام في مواقفهم العصيبة؛ فنوح عليه السلام دعا ربه ﴿ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ ﴾ [القمر: 10] والخليل لما قذف في النار قال: حسبي الله، وموسى وقف أمام البحر والعدو خلفه وقال ﴿ إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ ﴾ [الشعراء: 62] ويونس لما ضاقت به الحيلة في بطن الحوت دعا قائلا ﴿ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ ﴾ [الأنبياء: 87] ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم ظل في بدر يناشد ربه ويلح في دعائه حتى سقط رداؤه عن منكبه، فلاذ كل الرسل في الشدائد بالله تعالى، وتوكلوا عليه، واعتصموا به، وسألوه موقنين بالإجابة، ولم يتخلوا عن دينهم، أو يتركوا دعوتهم، أو يغيروا منهجهم؛ اتقاء لأعدائهم، أو استبقاء لأنفسهم، ومن قتل دون دينه فهو شهيد ﴿ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ * وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ ﴾ [آل عمران: 140-141].

الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله والله أكبر، الله أكبر ولله الحمد.

جعلنا الله وإياكم من أنصار دينه، ومن حملة شريعته، ورزقنا الشهادة على الحق ثابتين لا مبدلين، مقبلين غير مدبرين.

وأقول قولي هذا وأستغفر الله....


الخطبـــة.الثانيـــة.cc
الحمد لله حمدا يليق بجلاله وعظيم سلطانه؛ بلَّغَنا عيدنا، وأتم نعمتنا، ودرأ الشر عنا، وعافانا مما ابتلى به غيرنا، وجعلنا من خير أمة أخرجت للناس، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، العزيز الغفار، الكبير المتعال، شديد المحال، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، وخيرته من خلقه، ومصطفاه من عباده؛ رفع الله تعالى ذكره، وأعلى شأنه، ونشر دعوته؛ فنحن نتفيأ ظلالها فضلا من الله تعالى ونعمة، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين.

الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله والله أكبر، الله أكبر ولله الحمد.
أيها المسلمون:
اشكروا الله ربكم في يوم عيدكم، وبروا والديكم، وصلوا أرحامكم، وأحسنوا إلى جيرانكم، واعطفوا على صغاركم، وأدخلوا السرور على أهلكم، وأصلحوا ذات بينكم، وعيشوا مآسي إخوانكم؛ فإن مصاب المسلمين في كثير من الديار عظيم؛ قُتل رجالهم، ويتم أطفالهم، واستبحيت بلدانهم، وفي رمضان دك اليهود إخوانكم في غزة فقتلوا وجرحوا ودمروا، والمسلم أخو المسلم، يحزن لحزنه، ويكرب لكربه، ويأسى على مصابه، فكونوا لإخوانكم إخوانا؛ فإن الله تعالى أمرنا بذلك ﴿ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ﴾ [التوبة: 71] ﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ ﴾ [الحجرات: 10].

الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله والله أكبر، الله أكبر ولله الحمد.
أيها المرأة المسلمة: اتقي الله تعالى في نفسك، وفي حجابك وعفافك، ولا تكوني فتنة لغيرك؛ فإن الأنوثة والجمال نعمة وفتنة، فإن أخفته المرأة إلا عن حليلها كان نعمة عليها، وإن أبدته لغيره كان نقمة عليها. ومن تقدر على حمل آثام كثير من الرجال وهي لا تعرفهم حين تبدي شيئا من مفاتنها لهم.

كوني أيتها الصائمة القائمة كما كان أمهات المؤمنين رضي الله عنهن، وكما كان خيار نساء هذه الأمة طهراً وعفافاً واستقامةً على الدين، وطلباً لمرضاة الله تعالى؛ فإن كثيراً من الأئمة الكبار عاشوا أيتاماً في كنف أمهات عظيمات، ما رضين إلا أن يُخرِّجن أئمة كباراً حفروا أسماءهم في التاري
🎤خطبة العيد: 🎤
📜الخطبةالاولى

الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر... الله أكبر،الله أكبر لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد ..

الحمد لله مستحقِ الحمد بلا انقطاع، ومستوجبِ الشكر بأقصى ما يستطاع، الوهابُ المنان، الرحيم الرحمن، المدعو بكل لسان، المرجو للعفو والإحسان، الذي لا خير إلا منه، ولا فضل إلا من لدنه. وأشهد أن لا  إله إلا الله وحده لا شريك له، الجميل العوائد، الجزيل الفوائد، أكرم  مسؤول، وأعظم مأمول، وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله، وحبيبه وخليله، الوافي عهده، الصادق وعده، المجاهد في سبيل ربه بكل طاقته وجهده،
صلى الله عليه، وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان الى يوم الدين أما بعــــــــد :-

أيها المسلمون /عبـــاد الله :-  لقد عاش المسلمون في جميع بلاد الدنيا وأصقاع الأرض .. في المدن والقرى .. في البادية والحضر .. وعلى قمم الجبال وسهول الوديان ، وميادين الكفاح والنضال والمقاومة والاستبسال ..عاشوا شهر رمضان بما فيه من معاني وقيم وأخلاق ودروس ، وتعرضوا لنفحات الرحمن ورياح الإيمان وتزودوا فيه الكثير من الأعمال وتحللوا فيه من الذنوب والمعاصي والآثام .. فكان شهر رمضان محطة إيمانية ومحراب عبادة وميدان تربوي وساحة بذل وعطاء ، وعمل وجد واجتهاد وكفاح وجهاد وتربية ورباط لتستقيم النفوس على طاعة ربها ومنهاج نبيها محمد صلى الله عليه وسلم طوال العام وحتى تلقى ربها وقد ثبتها بالإيمان الخالص والعمل الصالح والتوجه الصادق ولتؤدي واجبها في هذه الحياة وتعمر هذا الكون بكلمة التوحيد لا إله إلا الله محمد رسول الله وبالدين العظيم الذي اكرمنا الله به

إذا جلجلت الله أكبر في الـوغـى .... تخاذلت الأصوات عن ذلك الندا.
ومن خاصم الرحمن خابت جهوده ....  وضاعت مساعيه وأتعابه سُدى.

فيا من ودعتم شهراً كريماً، وموسماً عظيماً ، صمتم نهاره، وقمتم ما تيسر من ليله ،وأقبلتم على تلاوة القرآن ،وأكثرتم من الذكر والدعاء، وتصدقتم بجودٍ وسخاء ، وتقربتم إلى ربكم بأنواع القربات، رجاء ثوابه وخوف عقابه ، فكم من جهود بذلت ،وأجساد تعبت ،وقلوب وجلت وأكف رفعت، ودموع ذرفت،وعبرات سُكبت ، وحُق لها ذلك في موسم المتاجرة مع الله ،في موسم الرحمة والمغفرة ،والعتق من النار ، لقد ودعتم شهر رمضان ،وقد أحسن فيه أناس، و قصر فيه آخرون ، فلا إله إلا الله كم من مقبول هذا اليوم فرح مسرور ، ولا إله إلا الله كم من مردود هذا اليوم خائب مثبور ، جعلنا الله وإياكم من المقبولين عند رب العالمين .. فهنيئا لكل من جد واجتهد وأحسن ، وياخسارة من تكاسل واساء وقصر ، ولن يعدم المسلم من ربه خيراً وما منكم من أحد إلا وقد قدم بين يدي ربه خيرا كثيرا فأحسنوا العمل وأحسنوا الظن بالله سبحانه واشكروه على نعمه وفضله واستقيموا على دينه واثبتوا على طريقه وحافظوا على عبادته وإياكم والحور بعد الكور والتراجع بعد التقدم والمعصية بعد الطاعة ، فواصلوا الطريق واستمروا عليها وتزودوا من القربات قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من صام رمضان ثم أتبعه ستا من شوال كان كصيام الدهر) (صحيح مسلم) ..

عبـــاد الله :-  إن من أعظم دلالات شهر رمضان في حياة أمة الإسلام إلى جانب أنه شهر عبادة وطاعة وتربية للنفوس فهو كذلك شهر ينفث في الأرواح ويقرر في المشاعر الأمة الواحدة والمصير الواحد والمصلحة الواحدة والدين الواحد والقبلة الواحدة والتعاليم والتوجيهات الواحدة وإن من أكبر المصائب التي ابتليت بها هذه الأمة وفتكت في سواعد قواها، وأطاحت برايات مجدها، الاختلاف و التفرق، والعصبية المقيته والتنازع على توافه الأمور والتخاصم والفجور في الخصومة وفساد ذات البين على مستوى الأسرة والقبيلة والمجتمع والدول والأوطان .. وبالتالي ضعفت هذه الأمة وخارت قواها وتشتت جهودها وتعرضت للنكسات والهزائم وتوقف الإبداع والتطور والإزدهار الحضاري وصدق الله عز وجل إذ يقول ( يَـٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَٱثْبُتُواْ وَٱذْكُرُواْ ٱللَّهَ كَثِيراً لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ  وَأَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَـٰزَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَٱصْبِرُواْ إِنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلصَّـٰبِرِينَ )[الأنفال:45، 46].. إن التنازع والخلاف والشقاق مفسد للبيوت والأسر، مهلك للشعوب والأمم، مضيع للجهود ، مبدد للثروات.. نعم ( وَلاَ تَنَـٰزَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَٱصْبِرُواْ إِنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلصَّـٰبِرِينَ )[الأنفال:46]. 
بالخصومات والمشاحنات تنتهك حرمات الدين، ويعم الشر القريب والبعيد. وتذهب القوة والهيبة ، وتختل الأمور وتضطرب ، وينفذ الأعداء والمكائد الى الصف القوي فينهار ، والى المجتمع المتماسك فيتمزق، كل ذلك بسبب الخلافات والتنازع، لذلك سمى رسول الله  فساد ذات البين بالحالقة، فهي لا تحلق الشعر ولكنها تحلق الدين فمن خطورتها أنها تذهب بدين ا
لمرء وخلقه وأمانته .. عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِأَفْضَلَ مِنْ دَرَجَةِ الصِّيَامِ وَالصَّلَاةِ وَالصَّدَقَةِ قَالُوا بَلَى قَالَ صَلَاحُ ذَاتِ الْبَيْنِ فَإِنَّ فَسَادَ ذَاتِ الْبَيْنِ هِيَ الْحَالِقَةُ ) (صحيح: رواه أبو داود ويروى عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ هِيَ الْحَالِقَةُ لَا أَقُولُ تَحْلِقُ الشَّعَرَ وَلَكِنْ تَحْلِقُ الدِّينَ )(حسن لغيره، انظر: «صحيح التَّرغيب والتَّرهيب» ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم :(دَبَّ إِلَيْكُمْ دَاءُ الْأُمَمِ قَبْلَكُمْ الْحَسَدُ وَالْبَغْضَاءُ هِيَ الْحَالِقَةُ، لَا أَقُولُ تَحْلِقُ الشَّعَرَ وَلَكِنْ تَحْلِقُ الدِّينَ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا، وَلَا تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا، أَفَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِمَا يُثَبِّتُ ذَاكُمْ لَكُمْ أَفْشُوا السَّلَامَ بَيْنَكُمْ) 

 أيها المؤمنون /عبـاد الله : -    لقد حرص الإسلام على وحدة الصف وتراصه وتماسكه في المجتمع المسلم ، وإقامة العلاقات الودية بين الأفراد والجماعات المسلمة، ودعم هذه الصلات الأخوية بين القبائل والشعوب، وجعل الأساس لذلك أخوة الإيمان، لا نعرات الجاهلية ولا العصبيات القبلية، ورسولنا  أقام الدليل القاطع على حقيقة الأخوة الإيمانية وتقديمها على كل أمر من الأمور الأخرى، فها هو رسول الله  يؤاخي بين المسلمين المهاجرين والأنصار في بداية بناء دولة الإسلام وأخذ  ينمي هذه الأخوة، ويدعمها بأقوال وأفعال منه  تؤكد هذه الحقيقة الغالية حتى يحافظ على وحدة الصف المسلم القوي المتماسك فقال ((لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه) (مسلم (45)، البخاري (13). وقال (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى) (مسلم (2586)...  وأمر الله المسلمين بالإعتصام بحبل الله المتين وبالمنهج القويم وذكرهم بحياة الشقاء والبغضاء والعداوت وكيف أنها كانت سبباً لدخولهم النار لولا رحمة الله وفضله بهم قال تعالى(واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمت الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون)(ال عمران:103) .. فكانوا قوة يوم اعتصموا بحبل الله المتين  فنبذوا  كل ما يفرق من قوميات وعصبيات وعنصريات ونَعَرَات جاهلية؛ وأطماع دنيوية وخلافات واشاعات واراجيف وتحصنوا بهذه الأخوة من مكر الأعداء ومؤامراتهم وتخطيطهم لضرب الإسلام والوقيعة بين الصالحين الأخيار وإثارة الخلافات والنعرات بينهم .. ولقد أينعت هذه الأخوة وآتت أكلها أضعافاً مضاعفة، وكان المسلمون بها أمة واحدة تتكافأ دماؤهم، ويسعى بذمتهم أدناهم، وهم يد على من سواهم، رسالتهم واحده وهدفهم واحد فنشروا التوحيد والعدل في الآفاق ورفعوا الظلم عن كاهل المستضعفين ووقفوا أمام الجبابرة والطغاة والبغاة والمجرمين وقاوموا كل معتد وباغ حتى قال شاعر الإسلام محمد إقبال مصوراً هذه الحقيقة :


بمعابد الإفرنج كان أذاننا  ...   قبل الكتائب يفتح الأمصارا

لم تنسى أفريقيا ولا صحرائها
سجداتنا والأرض تقذف نارا

كنا جبالاً في الجبال وربما   ...  سرنا على موج البحار بحارا

ندعو جهاراً لا إله سوى الذي   ...  صنع الوجود وقدر الأقدارا

ورؤوسنا يارب فوق أكفنا   ...   نرجو ثوابك مغنماً وجوارا

كنا نقدم للسيوف صدورنا   ...  لم يوما نخشى غاشما جبارا

وكأن ظل السيف ظل حديقة  ... خضراء تنبت حولها الأزهارا

كنا نرى الأصنام من ذهب   ....  فنهدمها ونهدم فوقها الكفارا

لو كان غير المسلمين لحازها   ... 
كنزاً وصاغ الحلي والدينارا
هكذا كان تأريخنا ومن لا يهتم بتأريخه فليس له مستقبل
فعودوا الى دينكم وأخوتكم وأصلحوا ما فسد من أحوالكم واحذروا نزغات الشيطان ومؤامرات الأعداء وأراجيفهم واشاعاتهم وأخبارهم التي يستهدفون بها شق الصف واثارة الخلافات لأنهم عجزوا عن تحقيق أي مكسب عسكري في الميدان والحرب العسكرية فلجئوا للحرب المعنوية والنفسية والباردة حرب الإشاعات والأراجيف وهي أخطر من الحرب العسكرية قال الله تعالى( ولأوضعوا خلالكن يبغونكم الفتنة وفيكم سماعون لهم) هنا الخطورة وفيكم ايها الأخيار سماعون للأراجيف والشائعات بسذاجة وطيبة سلبيه يحققون من خلالها أهدافهم وكيدهم.
فالواجب علينا في هذه الظروف الحرجة والمعقدة ، والأخطار المحدقة ، والمؤامرات المتقلبه، والمستجدات المتسارعة، وحدة الصف ولم الشمل وجمع الكلمة وتوحيد الجهود ونبذ الخلافات وعدم الإنشغال بالتوافه ، بل ينبغي تركيز جهودنا وطاقاتنا لإستعادة الدولة المنهوبة والوطن المغتصب، والكرامة المسلوبة وكونوا عباد الله إخوانا واحفظوا دينكم ووطنكم تفلحوا في دنياكم وأخراكم .. اللهم ردنا إلى دينك رداً جميلاً .. قلت
م يسكت بين كل تكبيرتين سكتة يسيرة ، ولم يحفظ عنه ذكر معين بين التكبيرات .. والتكبير سنة ، لا تبطل الصلاة بتركه عمداً ولا سهواً .ولم يثبت ان لصلاة العيد سنة قبلها او بعدها . قال ابن عباس رضي الله عنهما : (خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عيد ، فصلى ركعتين ولم يصل قبلهما ولا بعدهما ) . رواه الجماعة

التكبير في ايام العيد 

التكبير في أيام العيد سنة ، ففي عيد الفطر قال تعالى : ( ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون) (البقرة :185) .. وفي عيد الأضحى قال : ( واذكروا الله في أيام معدودات) . (البقرة :203).ذهب جمهور العلماء غلى أن التكبير في عيد الفطر من وقت الخروج إلى الصلاة إلى ابتداء الخطبة .. ووقته في عيد الأضحى من صبح يوم عرفة إلى عصر آخر أيام التشريق : وهي : الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر من ذي الحجة .والتكبير في ايام التشريق لا يختص بوقت دون وقت وهو مستحب في كل الأوقات ، ولا سيما بعد الصلاة .
ما سمعتم واستغفر الله لي ولكم فاستغفروه .


📜الخطــبة الثانية :    

الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر،الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلاالله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد، الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله بكرة ، وأصيلاً،

الله أكبر ما أشرقت وجوه الصائمين بشرا .. الله أكبر ما تعالت الأصوات تكبيراً وذكراً ... الله أكبر ما توالت الأعياد عمراً ودهراً ..

أيها المسلمون /عبـــاد الله :-  
هذا يوم عيدكم اجعلوه يوم فرح وتوسعة على الأهل والأولاد و صلوا آبائكم وأمهاتكم وأرحامكم وانظروا في أحوال الفقراء والمساكين والمرضى والأيتام والأرامل واسر الشهداء والجرحى واخوانكم المهاجرين النازحين وأدخلوا عليهم الفرح والبهجة والسرور وأكثروا من ذكر الله وشكره واسألوه من فضله واستقيموا على الطاعات والعبادات سائر أيامكم وتسامحوا فيما بينكم وثقوا بنصر الله وتأييده ومكره وتدبيره مهما كانت الظروف  وليكن شعارنا : متفائلون ..
حتى و إن عبست الأقدار في أحلى أيامنا ..
و غابت السعاده عن أعمارنا ..
مادمنا برعاية رب كريم ..
إذا إنقطعت الأسباب جاء مدده ..
و إذا أغلقت الأبواب لايغلق بابه ..
و إذا قست القلوب نزلت رحماته ..
فأملنا بالله كبيييير وعندنا ثقة في من .قال( ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثهاعبادي الصالحون)
أخي ستبيد جيوش الظلام ويشرق في الكون فجر جديد
فأطلق لروحك إشراقها *
ترى الفجر يرمقنا من بعيد
والنصر الحقيقي هو الثبات على المبادئ العظيمة مهما كانت الصعوبات والتضحيات وبشائر النصر تلوح ونفحات الحق تفوح وماعلينا الا القيام بواجبنا الذي نستطيع من الثبات في المواقع والجبهات ودعم الجبهات بالمال والرجال ( ادخلوا عليهم الباب فإذا دخلتموه فإنكم غالبون وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين)
وصلوا وسلموا على من أمرتم بالصلاة والسلام عليه ، اللهم صل على عبدك ورسولك محمد ، وارض اللهم عن خلفائه الراشدين أبي بكر وعمر وعثمان وعلي ، ومن سار على نهجهم إلى يوم الدين . اللهم أعز الإسلام والمسلمين ، وأذل الشرك والمشركين اللهم انصر المجاهدين ، اللهم اجمع شمل المسلمين ،…… الدعاء للمجاهدين والمعتقلين والمشردين
عظم اجر صلاة العيد ارجو الدخول

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وداعاً رمضان وهنيئاً لمن اغتنموك وصاموك وقاموك ايماناً وإحتساباً
اللهم اعده علينا أعواماً عديدة وأزمنةً مديدة 
ونحن إليك أقرب
اللهم وأرحم من هم تحت التراب من المسلمين الذين لم يدركو رمضان 
أحبائي ايام قلائل,,يكون يوم العيد فكل عامٍ وأنتم بخير ونحن معشر المسلمين نستقبل العيد بصلاته 
نعم ولكن البعض ربما أصبح يتهاون بصلاة العيد تلك الصلاة الخفيفة والتي لاتتطلب مجهود كبير ولكن أجرها عند الله عظيم فأحببت أن أتزود أكثر وابحث عن فضل هذه الصلاة فوجدت هذا الحديث العظيم الذي بيَن لي مقدار الأجر الكبير في هذه الصلاة 
ولأنني أحبكم في الله أحببت أن انقله لكم لتعرفو فضل هذه الصلاة فتحرصو عليها وتجدو أجرها إن شاء الله 
السؤال أرجو أن توضحوا لي: ما هو أجر من يصلي صلاة العيد؟ 
المجيب .د. عبدالله بن عمر السحيباني
عضو هيئة التدريس بجامعة القصيم 
الجواب الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فصلاة العيد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بها وحثَّ عليها، فقيل هي سنة، وقيل: بل هي فرض عين، لا يجوز تركها، وقيل إنها من فروض الكفاية، لأنها شعيرة من شعائر الإسلام الظاهرة، فلا يجوز لأهل الإسلام تركها.
وفضلها كبير، فقد واظب عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته من بعده، وهي محل شكر لله وتعظيم شعائره، وفيها اجتماع لأهل الإسلام، وإظهار لفرحهم بعيدهم، وفيها تظهر هيبة الإسلام وأهله.
وقد جاء في بعض الآثار: في كتاب الترغيب والترهيب (2/61): "فإذا كانت غداة الفطر بعث الله عز وجل الملائكة في كل بلاد، فيهبطون إلى الأرض، فيقومون على أفواه السكك، فينادون بصوت يسمع من خلق الله عز وجل إلا الجن والإنس، فيقولون يا أمة محمد اخرجوا إلى رب كريم يعطي الجزيل ويعفو عن العظيم، فإذا برزوا إلى مصلاهم يقول الله عز وجل للملائكة ما جزاء الأجير إذا عمل عمله؟ قال: فتقول الملائكة إلهنا وسيدنا جزاؤه أن توفيه أجره، قال فيقول: فإني أشهدكم يا ملائكتي أني قد جعلت ثوابهم من صيامهم شهر رمضان، وقيامهم رضاي ومغفرتي، ويقول: يا عبادي سلوني فوعزتي وجلالي لا تسألوني اليوم شيئا في جمعكم لآخرتكم إلا أعطيتكم، ولا لدنياكم إلا نظرت لكم فوعزتي لأسترن عليكم عثراتكم ما راقبتموني، وعزتي وجلالي لا أخزيكم ولا أفضحكم بين أصحاب الحدود، وانصرفوا مغفورا لكم قد أرضيتموني ورضيت عنكم، فتفرح الملائكة وتستبشر بما يعطي الله عز وجل هذه الأمة إذا أفطروا من شهر رمضان". 
قال المنذري: "رواه الشيخ ابن حبان في كتاب الثواب والبيهقي واللفظ له، وليس في إسناده من أجمع على ضعفه".


وقتها 

وقت صلاة العيد من ارتفاع الشمس قدر ثلاثة أمتار إلى الزوال ، لما أخرجه الحسن بن أحمد البناء ، من حديث جُندُب قال : (كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي بنا الفطر ، والشمس قدر رمحين .. والأضحى على قدر رمح ) والرمح ثلاثة امتار ، ويستحب تعجيل صلاة الأضحى ، وتأخير صلاة الفطر ، ليتسع وقت إخراج زكاة الفطر .

الخروج إلى المصلى

صلاة العيد ، يجوز ان تؤدى في المسجد لكن أداءها في المصلى خارج البلد أفضل (ماعدا مكة ، فإن صلاة العيد في المسجد الحرام أفضل) ما لم يكن هناك عذر كمطر ونحوه ، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم يصلي كان يصلي العيد في المصلى ، ولم يصل العيد في مسجده إلا مرة لعذر المطر .
ويشرع خروج الصبيان والنساء في العيدين للمصلى من غير فرق بين البكر والثيب والشابة والعجوز والحائض لحديث أم عطية قالت : امرنا أن نخرج العواتق (البنات الأبكار) ، والحيض في العيدين يشهدن الخير ودعوة المسلمين ، ويعتزل الحيض المصلى . متفق عليه .
وعن ابن عباس رضي الله عنهما : (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يخرج نساءه ، وبناته ، في العيدين) . رواه ابن ماجة والبيهقي .

عدم الأذان والإقامة في العيدين

قال ابن القيم : كان صلى الله عليه وسلم إذا انتهى إلى المُصلى ، أخذ في الصلاة غير أذان ولا إقامة ، ولا قول (الصلاة جامعة) . والسنة لا يفعل شيء من ذلك .عن ابن عباس وجابر رضي الله عنهما قالا: (لم يكن يؤذن يوم الفطر ولا يوم الأضحى ). متفق عليه.ولمسلم عن عطاء قال : أخبرني جابر أن لا اذان لصلاة يوم الفطر ، حين يخرج الإمام ، ولا بعد ما يخرج ولا إقامة ولا نداء ولا شئ.

التكبير في صلاة العيد 

صلاة العيد ركعتان ، يسن فيهما أن يكبر المصلي قبل القراءة في الركعة الأولى ، سبع تكبيرات بعد تكبيرة الإحرام ، وفي الثانية خمس تكبيرات غير تكبيرة القيام ، مع رفع اليدين في كل تكبيرة . روي ذلك عن عمر ، وابنه عبدلله رضي الله عنهما .فعن عمرو بن شعيب عن أبيه ، عن جده (أن النبي كان صلى الله عليه وسلم كبر في عيد اثنتي عشرة تكبيرة ، سبعاً في الأولى ، وخمساً في الآخرة ولم يصل قبلها ولا بعدها ). رواه أحمد وابن ماجه . والقراءة بعد التكبيرات وهذا أرجح الأقوال ، وإليه ذهب أكثر أهل العلم من الصحابة والتابعين والأئمة. وكان صلى الله عليه وسل
دروس.وخـواطــر.رمـضــانيـة.cc9⃣2⃣
صــــــــــــــــلاة الــــعــــيــــــــــــــــــــد
=====================

الحمدلله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، نبينا محمدٍ وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه إلى يوم الدين ، وبعـــد :

أيها المسلم : إنّ صلاة العيد واجبة عليك ، فلا تتأخر عنها ، بل وأَخْرِج أهلك (زوجتك وأمك وأخواتك وغيرهم من أهلك) إلى صلاة العيد ، إذا أمنت الفتنة ، وقد قالت أم عطية ل: ( كُنَّا نُؤْمَرُ أَنْ نَخْرُجَ يَوْمَ الْعِيدِ حَتَّى نُخْرِجَ الْبِكْرَ مِنْ خِدْرِهَا حَتَّى نُخْرِجَ الْحُيَّضَ فَيَكُنَّ خَلْفَ النَّاسِ فَيُكَبِّرْنَ بِتَكْبِيرِهِمْ وَيَدْعُونَ بِدُعَائِهِمْ يَرْجُونَ بَرَكَةَ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَطُهْرَتَهُ ) رواه البخاري .

أيها المسلم : يستحب لك أن تغتسل يوم العيد ، وأن تلبس أحسن ثيابك ، ويسن أن تأكل تمراتٍ قبل خروجك إلى عيد الفطر ، وتكون وتراً ، ففي حديث أنس رضي الله عنه : ( كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَا يَغْدُو يَوْمَ الْفِطْرِ حَتَّى يَأْكُلَ تَمَرَاتٍ ) رواه البخاري. وفي روايةٍ له : ( وَيَأْكُلُهُنَّ وِتْرًا ). ويحرم صوم يوم العيدين .

ويسن لك - أيها المسلم :
أن تذهب يوم العيد من طريقٍ وترجع من طريقٍ آخر ، فقد قال جابر رضي الله عنه : ( كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا كَانَ يَوْمُ عِيدٍ خَالَفَ الطَّرِيقَ ) رواه البخاري .

ويسن أن تخرج إلى العيد ماشياً وترجع ماشياً إلا من عذر ، فإنه صلى الله عليه وسلم ( كَانَ يَخْرُجُ إِلَى الْعِيدِ مَاشِيًا وَيَرْجِعُ مَاشِيًا ) رواه ابن ماجة (صحيح) .

ويسن التكبير ليلة عيد الفطر ، لقوله تعالى : ﴿ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ ﴾ [البقرة :185]. فيقول : الله أكبر الله أكبر ، لا إله إلا الله ، والله أكبر الله أكبر ، ولله الحمد , ويكبر في خروجه إلى صلاة العيد ، ويستمر في التكبير حتى تنتهي خطبة عيد الفطر .

وإذا فاتت المسلم صلاةُ
العيد مع الإمام قضاها على صفتها .

وتخرج النساء حتى المرأة الحائض والنُّفساء إلى مصلى العيد ؛ ليشهدن الخير ودعوة المسلمين ويعتزل الحِيَّضُ والنُّفساءُ المصلى .

وإذا خَرجْتَ إلى صلاة العيد فلا تُصلِّ تطوعاً قبلها ولا بعدها ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم ( صَلَّى يَوْمَ الْفِطْرِ رَكْعَتَيْنِ لَمْ يُصَلِّ قَبْلَهَا وَلَا بَعْدَهَا ) رواه البخاري .

ويسن أن يأمر إمامُ العيد الناسَ بالصدقة في خطبته ، فقد قال صلى الله عليه وسلم في خطبة العيد : ( تَصَدَّقُوا تَصَدَّقُوا تَصَدَّقُوا ) رواه مسلم. وأن يأتيَ النساء فيأمرهن بالصدقة ؛ لأنه صلى الله عليه وسلم أتى النساء فأمرهن بالصدقة .

ويُسنُّ للمسلم أن يتصدق يوم العيد، وأن تتصدق المرأة ولو بخُرصِها وحُلِيِّها الذي في حلقها وخاتمها.

لا بأس بالتهنئة بالعيد
أو الشِّعر المباح يوم العيد ، ولعب الجواري بالدّفِ ؛ لأن عائشة رضي الله عنها كان عندها ( جَارِيَتَانِ مِنْ جَوَارِي الْأَنْصَارِ تُغَنِّيَانِ بِمَا تَقَاوَلَتْ الْأَنْصَارُ يَوْمَ بُعَاثَ قَالَتْ وَلَيْسَتَا بِمُغَنِّيَتَيْنِ ) رواه الشيخان. وفي روايةٍ لمسلم : ( جَارِيَتَانِ تَلْعَبَانِ بِدُفٍّ ) .

يحرم الإسراف يوم العيد
أو في غير العيد ، في المطاعم والمشارب وغيرها، كما قال تعالى: ﴿ وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ﴾ [الأعراف : 31].

كما يحرم دق الطبول ، وضرب العود والموسيقى ؛ لأن الأصل في المعازف التحريم ، وقد قال صلى الله عليه وسلم : ( لَيَكُونَنَّ مِنْ أُمَّتِي أَقْوَامٌ يَسْتَحِلُّونَ الْحِرَ وَالْحَرِيرَ وَالْخَمْرَ وَالْمَعَازِفَ ) رواه البخاري .

============================

============
🎤
خطبة.عيد.الفطر.بعنوان.cc
فـــتن الســــراء وفـــتن الـــضـــــراء
للشيخ/ إبراهيم بن محمــد الحقــيل
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌

الخطبـــة.الاولـــى.cc
الحمد لله خالق الخلق، ومالك الملك، يؤتي الملك من يشاء، وينزع الملك ممن يشاء، ويعز من يشاء، ويذل من يشاء، بيده الخير وهو على كل شيء قدير.

الحمد لله القوي القهار؛ ملك لا يضام، وعزيز لا يرام، وقيوم لا ينام؛ أفرحنا برمضان والعيد، وله في كل يوم إلينا بِرٌّ جديد.

الحمد لله القدير العلام، لا تخفى عليه خافية من الأنام، ولا يعزب عن مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء، ولا يقضي قضاء إلا كان خيرا لأهل الإيمان؛ فإن أصابتهم سراء شكروا فكان خيرا لهم، وإن أصابتهم ضراء صبروا فكان خيرا لهم، وذلك لهم وحدهم وليس لأحد غيرهم.

نحمده في السراء والضراء، وفي العافية والبلاء، ونشكره على نعم أتمها، ونقم دفعها، ومصائب رفعها، فعافانا في أنفسنا وأهلنا وأولادنا، وفي أموالنا وأعمالنا وبلادنا، ومن كل خير منحنا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له؛ تعفرت لعبوديته الجباه، وخرت لتجليه الجبال، وهو شديد المحال، وإليه المآب والمآل، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله؛ علم من عظمة ربه سبحانه ما لم يعلم غيره، وسمع من كلامه ما لم يسمع سواه، فامتلأ قلبه له محبة وتعظيماً، وذلا وتسليماً، وخوفاً ورجاءً، فتفكر في قدرته وعزته، وبكى من محبته وخشيته، ووثق بوعده ونصره، ونصب في ذكره وشكره وحسن عبادته، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه؛ أبر هذه الأمة قلوباً، وأزكاها نفوساً، وأصدقها كلاماً، وأخلصها نصحاً، وأمتنها ديناً، وأصوبها منهجا وطريقاً؛ فمن سار على دربهم بلغ، ومن تنكب طريقهم انقطع، وعلى التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعد: فاتقوا الله تعالى في هذا اليوم العظيم، واحمدوه إذ هداكم، واشكروه على ما أعطاكم، وافرحوا بعيدكم فيما أحل لكم..

بروا والديكم، وصلوا أرحامكم، وأحسنوا إلى جيرانكم، وأدخلوا السرور والبهجة على أسركم؛ فإن السرور بالعيد واللهو المباح فيه من شعائره التي يؤجر المؤمن عليها إذا استحضر النية فيها ﴿ ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ ﴾ [الحج: 32].

الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد.

الله أكبر على ما هدانا، والله أكبر على ما أعطانا، والله أكبر على ما أنجانا. الله أكبر؛ أنعم علينا بالإيمان، الله أكبر؛ هدانا بالقرآن، الله أكبر؛ بلغنا رمضان، الله أكبر؛ أتم لنا الصيام والقيام.

فالله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد.
أيها الصائمون القائمون: ثقوا بالله ربكم، وأحسنوا الظن به سبحانه، فظنوا أنه قد قبل عملكم، وشكر سعيكم، وغفر ذنبكم، واستجاب دعاءكم؛ فإنه سبحانه عند ظن عباده به، إن ظنوا خيرا فلهم، وإن ظنوا غير ذلك فعليهم. واستتبعوا حسن الظن بحسن العمل، فما أجمل حسن الظن مقترنا بحسن العمل؛ فإنه يقود صاحبه إلى المزيد من الإحسان ﴿ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [البقرة: 195].

أيها التائبون في رمضان: أقبلوا على الله تعالى بقلوبكم، واعبدوه في كل أزمانكم؛ فإنه سبحانه يعبد في كل الأحوال والأحيان، وإياكم والعودة إلى الذنوب بعد إذ نجاكم الله تعالى منها ﴿ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [النور: 31].

الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد.

أيها الناس: المؤمن في سيره إلى الله تعالى تحيط به فتن السراء وفتن الضراء ﴿ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ ﴾ [الأنبياء: 35] ففتن السراء قد تزين له المقام في الدنيا، وتلهيه عن العمل للآخرة. وفتن الضراء قد تصيبه باليأس والإحباط والقنوط من رحمة الله تعالى، فيتزعزع إيمانه، ويخرج بضرائه من دينه. وواجب على المؤمن أن يشكر الله تعالى في السراء، ويصبر في الضراء، فلا يستبدّ به الفرح إلى حد الغرور، ولا يطبق عليه اليأس إلى حد القنوط، ولْيعلم أن الملك ملك الله تعالى، وأن القدر قدره سبحانه، وأن الأمر بيده لا بيد أحد من خلقه، وهو سبحانه لا يقدر شرا محضا، ولا يقضي لعباده المؤمنين إلا ما هو خير لهم ﴿ قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ ﴾ [آل عمران: 154] ﴿ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الأعراف: 54].

وما يجري على الأفراد من فتن السراء وفتن الضراء يجري على الجماعات والدول والأمم، ويجري على المؤمنين والكفار، وعلى الأبرار والفجار، ولكن المؤمنين الأبرار يلحظون في سرائهم وضرائهم تدبير الله تعالى مع حسن ظنهم به، وتوكلهم عليه، فيتعاملون مع السراء والضراء بما يرضيه سبحانه. وأما الكفار والفجار فإنهم يبطرون في سرائهم، ويجزعون في ضرائهم ﴿ إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا * إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا * وَإِذَا مَسَّه
ُ الْخَيْرُ مَنُوعًا * إِلَّا الْمُصَلِّينَ ﴾ [المعارج: 19 - 22].

الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد.

أيها المسلمون: إن الأحداث تتسارع، والاضطرابات في الأرض تتسع، وفتن السراء والضراء تموج بالناس ذات اليمين وذات الشمال. ورأينا أشخاص كانوا في العيد الماضي في مراقي العز قد هووا إلى حضيض الذل، ورأينا أناس اشرئبوا للسلطة فحازوها بالغدر يعيشون الآن رعبها، ويحملون وزرها، ويتمنون الخلاص منها. ورأينا دولا عزت بانضمامها إلى اتحاد قوي ينتشلها من فقرها، ويقضي بنظمه على الفساد فيها، فإذا هي تهوي به وبعملته، وقد تمنى أعضاء الاتحاد أنهم ما اقتربوا منها، وغير ذلك كثير مما نعلمه وما نجهله.

وفي خضم ما يموج به العالم من اضطرابات؛ تتسع دائرة العنف، ويستسهل القتل، حتى قصدت المساجد بالتفجير، والمصلون بالقتل، نعوذ بالله من رداءة الرأي، وانحراف الفكر، وسوء التدبير. ونشرات الأخبار ما عادت قادرة على تغطية كل حدث، ولا نشر خبر كل دم يسفك. وهذا يزيد إيمان المؤمن بإخبار النبي عليه الصلاة والسلام عن انتشار القتل في آخر الزمان، ويعطي المؤمن قاعدة في فتن السراء والضراء، وهي مجانبة الفتن، والاعتصام بالله تعالى وحده، والتمسك بدينه، فإن أبتلي صبر، وإن عوفي حمد وشكر.

إن الله تعالى بقدرته قد بيّن للبشر ضعفهم فيما يحصل الآن من اضطرابات في الأرض، فأهل السياسة لا يدرون أين يوجهون ولاءاتهم وانتماءاتهم، وأهل الأموال لا يدرون أين يأمنون على أموالهم مع اضطراب أسواق المال والأعمال، وأهل العقار لا يدرون أين يستثمرون مع اضطراب الدول، وعموم الناس يسيطر عليهم هاجس الأمن والرزق، ويخافون أن يحل بهم ما حل بغيرهم، ولا سيما أنهم رأوا أن الدول الاستعمارية تتعمد نشر الفوضى في المنطقة وتسليمها للصفويين، وإعادة تقسيمها وتجزئتها وترتيبها بما يوافق مصالحهم، ولوكان على حساب آلام الناس ودمائهم وأرزاقهم وأمنهم.

إن المستعمرين الجدد قد نقلوا المنطقة من الحروب التقليدية إلى الحروب الاستباقية الوقائية التي فشلت فشلا ذريعا، ثم إلى الحروب غير المتماثلة التي يشعلونها في الأرض المستهدفة بنشر الفوضى فيها.

إنها فتن من الضراء تحيط بالناس ولا يدرون متى تصلهم، وهم مع ذلك يعيشون في سراء يُقصرون في أداء شكرها، ويبارزون الله تعالى بالمعاصي، إنْ على مستوى الأفراد وإنْ على مستوى الدول والجماعات، وكأنهم يستجلبون الضراء والعقوبات بأنفسهم، وهذه ليست صفات الخائفين، فالخوف يلجئ إلى التوبة والإنابة ﴿ فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ ﴾ [الأعراف: 165].

الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد.

معاشر المؤمنين: إنه واجب علينا أن لا نشك في ديننا، ولا نستبطئ وعد ربنا، ولا نتنكر لمبادئنا.. علينا أن نثبت على الحق مهما كاد بنا الكائدون، ومكر الماكرون، وخذَّل المخذلون، وأرجف المرجفون، ومهما اجتمعت قوى الظلم والطغيان والبغي والعدوان لاجتثاث ديننا؛ فإن ديننا حق، وحقنا أقوى من باطلهم، وإيماننا أقوى من إلحادهم، وقرآننا أقوى من أفكارهم، وعبوديتنا لله تعالى أقوى من شهواتهم، والمؤمن بثباته على دينه في فتن الضراء لن يكون إلا بين حسنيين؛ فإما لقي الله تعالى بإيمانه، وإما نصره على أعدائه ﴿ قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلَّا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَنْ يُصِيبَكُمُ اللَّهُ بِعَذَابٍ مِنْ عِنْدِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا فَتَرَبَّصُوا إِنَّا مَعَكُمْ مُتَرَبِّصُونَ ﴾ [التوبة: 52].

الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد.

عباد الله: إن فقه التعامل مع الله تعالى في السراء وفي الضراء صار واجبا على المؤمن في هذه المرحلة الحرجة؛ لحماية دينه من النقص، وإيمانه من الزوال؛ فإن الإيمان في فتن الضراء قد يزول في لحظة كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن بيع الإيمان فقال «بَادِرُوا بِالْأَعْمَالِ فِتَنًا كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ، يُصْبِحُ الرَّجُلُ مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا، أَوْ يُمْسِي مُؤْمِنًا وَيُصْبِحُ كَافِرًا، يَبِيعُ دِينَهُ بِعَرَضٍ مِنَ الدُّنْيَا» رواه مسلم.

والمؤمن إن خسر بحبوحة العيش في الدنيا فعليه أن لا يخسر دينه الذي فيه خسارة آخرته، فتجتمع عليه خسارة الدنيا والآخرة.

إن على المؤمن تعاهد إيمانه بالنماء والزيادة، وإحاطته بالحراسة والرعاية؛ فهو رأس ماله، وهو سبب سعادته الأبدية. والعمل الصالح هو وقود الإيمان، وكلما كثر الوقود أوصل صاحبه إلى غايته، وإذا انقطع وقوده خشي عليه من انقطاع إيمانه فلا يصل. وما أوصى النبي صلى الله عليه وسلم بكثرة العبادة في الهرج، وجَعَلَها كالهجرة إليه إلا لأنها تحفظ إيمان العبد في الملمات، وتجعله يجاوز فتن الضراء والبلاء بسلامة وحسن اختيار،
لم يتنازل عن شيء من دينه، ولم يتخل عن شيء من إيمانه، ولم يحمل على ظهره دما معصوما، ولم يملأ بطنه بمال محرم، وحفظ لسانه من الخوض فيما لا يصلح دينه، وما لا ينفعه عند ربه سبحانه وتعالى.

فلنحافظ -عباد الله- على الفرائض، ولنكثر من النوافل، ولنعدد الأعمال الصالحة، ولنحسن إلى الخلق؛ فإن صنائع المعروف تقي مصارع السوء، والصدقة تطفئ غضب الرب. ورب صدقة أو إحسان دُفع به بلاء عن العبد وهو لا يشعر، ولنكثر من الدعاء؛ فإن الدعاء يرد القدر، وينفع مما نزل من بلاء فيرفعه، وينفع مما لم ينزل من البلاء فيدفعه، ولنأمر بالمعروف وننه عن المنكر؛ فإن الحسبة سبب في دفع البلاء، وإجابة الدعاء، وبالحسبة يكثر الخير ويقل الشر، فتنتفي أسباب العقوبات ﴿ وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ ﴾ [هود: 117] ولا يكون الناس مصلحين إلا باحتساب خيارهم على شرارهم، وإنكار منكراتهم.

حفظ الله تعالى بلادنا وبلاد المسلمين من كل سوء ومكروه، وفرج عن المستضعفين من المؤمنين في كل مكان، وأذل الطغاة والمستكبرين والمستعمرين؛ إنه سميع مجيب.

وأقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم...


الخطبـــة.الثانيـــة.cc
الحمد لله المنعم بالسراء، كاشف الضراء، دافع البلاء، له الأمر في الأرض وفي السماء، وله الحمد والثناء، لا نحصي ثناء عليه كما أثنى هو على نفسه ﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ تَقُومَ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ بِأَمْرِهِ ثُمَّ إِذَا دَعَاكُمْ دَعْوَةً مِنَ الْأَرْضِ إِذَا أَنْتُمْ تَخْرُجُونَ * وَلَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ ﴾ [الروم: 25-26] نحمده حمدا كثيرا، ونشكره شكرا مزيدا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين.

الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد.

أيتها المرأة المسلمة: إن فتن السراء والضراء تتأثر بها النساء أكثر من الرجال؛ ففي السراء تنتشر مظاهر البذخ والإسراف وكفران النعمة في الأوساط النسائية بشكل لافت للأنظار، وهذا من كفران النعم الذي قد يؤدي إلى سلبها. وأما فتن الضراء فغالب ضحاياها هم النساء والأطفال؛ لأنه لا حول لهم ولا قوة في الفتن والحروب، فتترمل النساء، وييتم الأطفال، وتمتلئ بهم مخيمات اللاجئين والمشردين، وهذا يوجب على المرأة شكر الله تعالى في السراء حتى لا تتحول السراء إلى ضراء. وعليها أن تربي أولادها على شكر الله تعالى على نعمه.

نسأل الله تعالى أن يعافي نساءنا وأطفالنا ونساء المسلمين وأطفالهم من الخوف والتشريد، وأن يديم علينا الأمن والإيمان والاستقرار.

أيتها الصائمة القائمة: قبل أيام خطت دولة الظلم والبغي والاستكبار في هذا العصر خطوة كارثية على القيم والأخلاق بتشريع محكمتها العليا الزواج المثلي في جميع ولاياتها.

والحجة في فرض هذا الضياع هي: الحرية. تلك الكلمة التي أصبحت على كل لسان، ودخلت في كل مجال، وانتهكت بها الحقوق، وطعن بسببها في الحدود، وشردت بها الشعوب. تلك الكلمة التي ظُلمت بسببها المرأة، وشُتتت بها الأسرة. وانتهكت بها سيادة الدول، وصودرت بها قيم الأمم.. تلك الكلمة التي استعبد بها أكثر البشر.

إنها حرية الأقلية في استعباد الأكثرية.. إنها ليست سوى مصادرة حقوق الأكثرية لصالح أهواء الأقلية. إنها حرية الأقلية الليبرالية الشهوانية في السطو على الدين والأخلاق والعفاف؛ والسخرية بالإسلام وشعائره وحملته، إنها حرية الأقلية الصفوية التي لا تصل نسبتها بكل طوائفها وأذرعتها إلى عشرة بالمئة لإخضاع مليار مسلم ونصف المليار لسحقهم وتعذيبهم وتهجيرهم من ديارهم، إنها حرية أقلية حوثية لا تتجاوز اثنين بالمئة لتتسلط على ثمان وتسعين بالمئة من الشعب اليمني، إنها حرية الصهاينة والصفويين لسحق الإسلام وأهله، والعبث بدوله، ونهب مقدراته. إنها حرية الأقلية المثلية المنحرفة ضد جميع البشر. وأقرب مثال: قرار تشريع الشذوذ؛ فإن المنحرفين المثليين لا تبلغ نسبتهم في الدولة العظمى التي شرعت هذا القذر أربعة في المئة، وبصناعة رأي عام إيجابي نحو الشذوذ، وتكريس إعلامي لنشره، وتأييد قضائي وسياسي لإقراره، وإرهاب للمعارضين له؛ تم تشريع الشذوذ، وسينتقل التشريع بعد ذلك إلى مرحلة الفرض على العالم كله. هذه الحرية التي أعطيت للشاذين حرمت منها مسلمة تنتقب في بلاد الحرية، فنزع نقابها بقوة الشرطة، وفرضت عليها غرامة، وسدنة المعبد الليبرالي من العرب يهللون ويصفقون ويسوغون. وعلى هذا الأمثلة تقاس كل قضايا الحرية التي يهتف بها الغرب، وتنتصر لها الدول العظمى، ومنظماتها الدولية.. سواء فيما يتعلق بالمرأة أو السياسة أو الاقتصاد أو غيرها.. كلها ليست سوى سحق الأكثرية السوية لصالح الأقليات المنحرفة.

وهذا من أعظم أسباب الاضطراب في الأرض، وانتشار ثقافة العنف والدم، واتساع دائرة الرعب والفقر، وذهاب الأمن والاستقرار.

فنسأل الله
تعالى أن يخصهم بعقابه كما اجترئوا على محرماته فأباحوها، وأن يأخذهم كما أخذ قوم لوط، وأن ينزل عليهم غضبه، وأن يديل لأهل الإيمان والطهارة عليهم، إنه سميع مجيب.

الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد.

﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56].

=======================
🌺 أحكام مختصرة في يوم العيد

س - ما هي الأعياد المشروعة في الإسلام ؟

▪️ قال ابن عثيمين رحمه الله :

▫️الأعياد ثلاثة :

1-الفطر: ومناسبته اختتام صيام رمضان.

2-الأضحى: ومناسبته اختتام عشر ذي الحجة.

3-الجمعة: وهو عيد الأسبوع ومناسبته اختتام الأسبوع ولا يحتفل بما سواها.

📚 مجموع الفتاوى : (16/ 191)

س -ما حكم صلاة العيد للرجال ؟

▪️ قال ابن عثيمين رحمه الله :

الذي يظهر أن صلاة العيد فرض عين .

📚 مجموع الفتاوى (16/ 214).

▪️ قال ابن باز رحمه الله :

صلاة العيد فرض كفاية عند كثير من أهل العلم ، وذهب بعض أهل العلم إلى أن صلاة العيد فرض عين وهذا القول أظهر في الأدلة وأقرب إلى الصواب .

📚 مجموع الفتاوى : (13/ 7)

▪️ اللجنة الدائمة :

صلاة العيدين الفطر والأضحى كل منهما فرض كفاية، وقال بعض أهل العلم: أنهما فرض عين كالجمعة؛ فلا ينبغي للمؤمن تركها.

📚 اللجنة الدائمة : (8/ 284)

س - حكم صلاة العيد للنساء ؟

▪️ قال ابن باز رحمه الله :

يسن للنساء حضورها مع العناية بالحجاب والتستر وعدم التطيب.

📚 مجموع الفتاوى : (13/ 7)

▪️ اللجنة الدائمة :

خروج النساء لصلاة العيدين سنة مؤكدة، لكن بشرط أن يخرجن متسترات لا متبرجات.

📚 اللجنة الدائمة : (8/ 287)

▪️ قال ابن عثيمين رحمه الله :

الذي نرى أن النساء يؤمرن بالخروج لمصلى العيد يشهدن الخير ويشاركن المسلمين في صلاتهم، ودعواتهم لكن يجب عليهن أن يخرجن تفلات غير متبرجات ولا متطيبات فيجمعن بين فعل السنة، واجتناب الفتنة.

📚 مجموع الفتاوى : (16/ 211)

س -حكم صلاة العيد في حق المسافر ؟

▪️ قال ابن عثيمين رحمه الله :

لا تشرع صلاة العيد في حق المسافر لكن إذا كان المسافر في البلد الذي تقام فيه صلاة العيد فإنه يؤمر بالصلاة مع المسلمين.

📚 مجموع الفتاوى : (16/ 236)

س -هل تقضى صلاة العيد إذا فاتت ؟

▪️ قال ابن عثيمين رحمه الله :

إذا فاتته فإنه لا يقضيها .

📚 مجموع الفتاوى : (16/ 214)

س -هل هناك صيغة محفوظة عن السلف في التهنئة بالعيد ؟

▪️ قال ابن عثيمين رحمه الله :

التهنئة بالعيد قد وقعت من بعض الصحابة رضي الله عنهم، وعلى فرض أنها لم تقع فإنها الآن من الأمور العادية التي اعتادها الناس.

📚 مجموع الفتاوى : (16/ 208)

▪️ قال ابن باز رحمه الله :

لا حرج أن يقول المسلم لأخيه في يوم العيد أو غيره تقبل الله منا ومنك أعمالنا الصالحة ، ولا أعلم في هذا شيئا منصوصا.

📚 مجموع الفتاوى : (13/ 25)

س -حكم المصافحة والمعانقة بعد صلاة العيد ؟

▪️ قال ابن عثيمين رحمه الله :

لا بأس بها لأن الناس لا يتخذونها على سبيل التعبد والتقرب إلى الله عز وجل، وإنما يتخذونها على سبيل العادة، والإكرام والاحترام.

📚 مجموع الفتاوى : (16/ 209)
—----------------------------------
#ﻭﻗﺖ_ﺍﺑﺘﺪﺍﺀ_ﺍﻟﺘﻜﺒﻴﺮ_ﻓﻲ_ﻋﻴﺪ_ﺍﻟﻔﻄﺮ
ﻳﺒﺘﺪﺉ ﺍﻟﺘﻜﺒﻴﺮ ﺍﻟﻤﻄﻠﻖ ﻓﻲ ﻟﻴﻠﺔ ﻋﻴﺪ ﺍﻟﻔﻄﺮ، ﺃﻱ ﺑﺮﺅﻳﺔ ﻫﻼ‌ﻝ ﺷﻮﺍﻝ ﺃﻭ ﻏﺮﻭﺏ ﺷﻤﺲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺜﻼ‌ﺛﻴﻦ ﻣﻦ ﺭﻣﻀﺎﻥ، ﻭﻫﻮ ﻣﺬﻫﺐ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻴﺔ، ﻭﺍﻟﺤﻨﺎﺑﻠﺔ، ﻭﻗﻮﻝ ﺍﻟﺒﻐﻮﻱ، ﻭﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ، ﻭﺍﺑﻦ ﺑﺎﺯ، ﻭﺍﺑﻦ ﻋﺜﻴﻤﻴﻦ، ﻭﺑﻪ ﺃﻓﺘﺖ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﻟﺪﺍﺋﻤﺔ.
 
 
#ﻭﻗﺖ_ﺍﻧﺘﻬﺎﺀ_ﺍﻟﺘﻜﺒﻴﺮ_ﻓﻲ_ﻋﻴﺪ_ﺍﻟﻔطر
ﺍﺧﺘﻠﻒ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﻋﺪﺓ ﺃﻗﻮﺍﻝ، ﻭﻣﻦ ﺃﻫﻤﻬﺎ ﻗﻮﻻ‌ﻥ:
ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺍﻷ‌ﻭﻝ: ﻳﻨﺘﻬﻲ ﺍﻟﺘﻜﺒﻴﺮ ﻓﻲ ﻋﻴﺪ ﺍﻟﻔﻄﺮ، ﺑﺤﻀﻮﺭ ﺍﻹ‌ﻣﺎﻡ ﻟﻠﺼﻼ‌ﺓ، ﻭﻫﻮ ﻗﻮﻝٌ ﻟﻠﻤﺎﻟﻜﻴﺔ، ﻭﻗﻮﻝٌ ﻟﻠﺸﺎﻓﻌﻴﺔ، ﻭﺭﻭﺍﻳﺔٌ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺤﻨﺎﺑﻠﺔ، ﻭﻫﻮ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﺒﻐﻮﻱ، ﻭﺍﺑﻦ ﻋﺜﻴﻤﻴﻦ.
 
ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ: ﻳﻨﺘﻬﻲ ﺍﻟﺘﻜﺒﻴﺮ ﻓﻲ ﻋﻴﺪ ﺍﻟﻔﻄﺮ ﺑﻨﻬﺎﻳﺔ ﺧﻄﺒﺔ ﺍﻟﻌﻴﺪ، ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﻣﻦ ﻣﺬﻫﺐ ﺍﻟﺤﻨﺎﺑﻠﺔ، ﻭﻗﻮﻝٌ ﻟﺒﻌﺾ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻴﺔ، ﻭﻗﻮﻝ ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ، ﻭﺍﺑﻦ ﺑﺎﺯ.

ﺣﻜﻢ ﺍﻟﺘﻜﺒﻴﺮ ﺍﻟﻤﻘﻴﺪ ﻓﻲ ﻋﻴﺪ ﺍﻟﻔﻄﺮ:

ﻻ‌ ﻳﺸﺮﻉ ﺍﻟﺘﻜﺒﻴﺮ ﺍﻟﻤﻘﻴﺪ ﻓﻲ ﻟﻴﻠﺔ ﻋﻴﺪ ﺍﻟﻔﻄﺮ ﻋﻘﺐ ﺻﻼ‌ﺓ ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ ﻭﺍﻟﻌﺸﺎﺀ، ﻭﻻ‌ ﻓﻲ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻌﻴﺪ ﻋﻘﺐ ﺻﻼ‌ﺓ ﺍﻟﻌﻴﺪ، ﻭﻫﻮ ﻣﺬﻫﺐ ﺍﻟﺤﻨﺎﺑﻠﺔ، ﻭﺍﻷ‌ﺻﺢ ﻋﻨﺪ ﺟﻤﻬﻮﺭ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻴﺔ، ﻭﺍﺧﺘﺎﺭﻩ ﺍﻟﻨﻮﻭﻱ، ﻭﻫﻮ ﻗﻮﻝ ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ، ﻭﺍﺑﻦ ﻋﺜﻴﻤﻴﻦ.
 
ﺻﻴﻐﺔ ﺍﻟﺘﻜﺒﻴﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻴﺪ:
ﻟﺼﻴﻎ ﺍﻟﺘﻜﺒﻴﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻴﺪ ﻗﻮﻻ‌ﻥ:
ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺍﻷ‌ﻭﻝ: ﺍﻷ‌ﻓﻀﻞ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻝ: ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻛﺒﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻛﺒﺮ، ﻻ‌ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ‌ ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺃﻛﺒﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻛﺒﺮ، ﻭﻟﻠﻪ ﺍﻟﺤﻤﺪ، ﺇﻣﺎ ﺑﺘﺜﻨﻴﺔ ﺻﻴﻐﺔ ﺍﻟﺘﻜﺒﻴﺮ ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﻣﺬﻫﺐ ﺍﻟﺤﻨﺎﺑﻠﺔ، ﻭﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ، ﻭﺇﻣﺎ ﺑﺘﺜﻠﻴﺜﻬﺎ، ﻓﻜﻞُّ ﺫﻟﻚ ﺣﺴﻦٌ ﻭﺟﺎﺋﺰ، ﻭﻫﻮ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﺍﺑﻦ ﺑﺎﺯ، ﻭﺍﺑﻦ ﻋﺜﻴﻤﻴﻦ.
 
ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ: ﺃﻧﻪ ﻻ‌ ﺗﻮﺟﺪ ﺻﻴﻐﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﻟﻠﺘﻜﺒﻴﺮ ﻓﻲ ﻋﻴﺪ ﺍﻟﻔﻄﺮ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻳﺆﺗﻰ ﺑﻤﻄﻠﻖ ﺍﻟﺘﻜﺒﻴﺮ، ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﻇﺎﻫﺮ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: ﴿ ﻭَﻟِﺘُﻜْﻤِﻠُﻮﺍ ﺍﻟْﻌِﺪَّﺓَ ﻭَﻟِﺘُﻜَﺒِّﺮُﻭﺍ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﻋَﻠَﻰ ﻣَﺎ ﻫَﺪَﺍﻛُﻢْ ﻭَﻟَﻌَﻠَّﻜُﻢْ ﺗَﺸْﻜُﺮُﻭﻥَ ﴾ [ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ: 185]، ﻭﻫﻮ ﻗﻮﻝ ﺍﻹ‌ﻣﺎﻡ ﻣﺎﻟﻚ، ﻭﺍﻹ‌ﻣﺎﻡ ﺃﺣﻤﺪ.

*~《《~ من سنن العيد المهجورة ~》》~*

*صلاة ركعتين في المنزل بعد الرجوع من صلاة العيد*

▫️ فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال :

*" كَانَ رَسُولُ اللهِ ﷺ لَا يُصَلِّي قَبْلَ العِيدِ شَيْئًا ؛*
*👈فَإِذَا رَجَعَ إِلَى مَنْزِلِهِ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ ."*

حسنه الألباني

════ ❁✿❁ ════
📚 صحيح ابن ماجه -
رقم: (1076

قال الإمام ابن قدامة رحمه الله:

"السُّنة أن يأكل في الفطر قبل الصّلاة، ولايأكل في الأضحى حتى يصلّي، وهذا قول أكثر أهل العلم"

[المغني2/228]
2024/09/28 01:31:38
Back to Top
HTML Embed Code: