Telegram Web Link
الصيغ والمقترحات، بسبب بسيط حيث لن يقبل به اليهود اليوم وهم ينتظرون العلو والحبل الممدود لهم من القوى الاستعمارية، ولن يقبل به المؤمنون بقضيتهم ودينهم وهم اليوم في أوج بطولتهم وصمودهم وتحقيق انتصاراتهم، وهم يمرغون أنوف الأعداء ويملون عليهم شروطهم. فاستمرار نضال الشعب الفلسطيني ومواجهة الاحتلال الصهيوني حتمية تاريخية، واليوم بعد تحرر قرار المقاومة وخلوص منهجها ورايتها، وتحت ضربات المقاومة وثمن دماء الشهداء والتضحيات الكبرى المتتالية أصبح رحيل الاحتلال حقيقة لا جدال فيها، وكما رحل الاحتلال عن الجزائر وليبيا واليمن والشام وفيتنام وأفغانستان وغيرها سيرحل عن فلسطين إن شاء الله.
أيها المؤمنون: لقد سطر الفلسطينيون في الأرض المباركة بأحرف العز والنصر والشرف ملحمةً من أروع الملاحم البطولية في التاريخ المعاصر، لقد أعادوا الأمل في النفوس، بصبرهم وجهادهم وثباتهم أمام أقوى الجيوش تسليحا وتدريباً، فقد تعرضوا إلى أبشع الضربات والقصف الموجه، في إجرام تجاوز كل الحقوق الإنسانية بعيدا عن المعاهدات والمواثيق الدولية، والتي تتعامل معها القوى الدولية بانتقائية وهوى وتحيز ، فمن هو المعتدي؟ ومن هو المحتل؟ ومن يمتلك الأسلحة الفتاكة والمدمرة والمحظورةً ؟ وما ذنب الشيوخ والأطفال والنساء؟ ولماذا يُستهدفون ؟ ومع ذلك ومع كل ما حدث فقد كان ثبات أهل غزة وفلسطين عنوان الإيمان وقوة البأس وشموخ العزة والإباء، وظهر جهادهم، في ملحمة عظيمة سيكتب عنها التاريخ، حيث استخدموا الأنفاق كاستراتيجية جديدة في الحرب أبهرت العدو وأذلته ولقنته دروساً قاسية، وإنه لشموخ في زمن الانكسار، وإنه لنصر وفتح كبير (ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ينصر من يشاء). ونذكر بمواصلة تضامننا مع جيشنا وأمننا في كل المواقع والجبهات بالنفس والمال ، كما نواصل تضامننا كذلك مع إخواننا في غزة سياسيا وإعلاميا ودعما ماليا
ونذكر بالوقفة التضامنية مع غزة العزة والتي نخرج إليها إن شاء الله بعد صلاة الجمعة إلى شارع 26 سبتمبر فندعو الجميع إلى الخروج ، ونذكر بالجهاد بالمال بعد الصلاة (قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ (15) يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) ثم الدعاء وأقم الصلاة
بسم الله الرحمن الرحيم
خطبة الجمعة2 جمادى الآخر 1445هـ الموافق 15 ديسمبر 2023 م
بعنوان : حقوق الإنسان في الإسلام
 
الخطبة الأولى : الحمد لله الذي فضل الإنسان على جميع الكائنات ، وسخر له ما في الأرض والسماوات ، وجعله خليفة في هذه الدنيا يعبدها لربها ويقيم عليها جميع التشريعات ، أحمده تعالى أوجب على عباده أداء الحقوق والواجبات ، ورغبهم في الإحسان إلى خالقهم وإلى جميع المخلوقات ، وربط ذلك بالإيمان والأخلاق والعبادات (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا )
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له جعل سعادة الإنسان وحريته وكرامته وقيمته في الدنيا والآخرة مرتبطة بقيم الدين وبشرائع الأنبياء والمرسلين وبمنهج الإسلام الذي به هداية العالمين فقال سبحانه (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ ، ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ ، إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ)
وأشهد أن محمداً عبد الله ورسوله المبعوث رحمة للعالمين وهاديا للسائرين ومحررا للمظلومين وقاصما لظهور الجبابرة والمستبدين صلى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه الذين جاهدوا في الله حق جهاده لإخراج العباد من عبادة العباد إلى عبادة الله وحده، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة، فكانوا أعدل الناس، وأنفع الناس للناس، وأرحم الناس بالناس، وخير أمة أخرجت للناس.
أوصيكم ونفسي بتقوى الله وحسن عبادته والجهاد في سبيله ، وتذكروا أن الله تبارك وتعالى قد اصطفى لكم الدين ونظم به حياتكم فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون ، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) ، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) أسأل الله تعالى في هذه الساعة المباركة التي تستجاب فيها الدعوات وتقضى فيها الحاجات وتفتح فيها أبواب السماوات أن يكتبنا جميعا من المتقين الفائزين المفلحين وأن يعجل بالنصر للمجاهدين في اليمن وفي غزة وفي كل بلاد المسلمين وأن يعجل بالهزيمة الساحقة الماحقة للصهاينة الغاصبين والصليبيين المعتدين والروافض الحاقدين
 أما بعد فيا أيها المؤمنون الكرام بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان والذي وقعت فيه الأمم المتحدة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في 10 ديسمبر عام 1948م والذي يحتفل فيه العالم الغربي اليوم مفتخرا وهو في نفس الوقت في حالة إخفاقات واضحة وتدن مشهود في مراعاة حقوق الإنسان عموما وحقوق المسلمين على وجه الخصوص ، وفي الوقت الذي يشهد فيه العالم انتهاك حقوق المسلمين وإهانة مقدساتهم وسفك دمائهم والقتل الممنهج والتهجير القسري واحتلال البلدان ونهب الثروات وكبت الحريات من قبل الكيان الصهيوني الغاصب وكل حلفائه في العالم
وكأنهم يقولون بلسان الحال والمقال بأن الإنسان الذي جاء القانون لخدمته هو الإنسان الأوربي فقط ولا قيمة لغير هذا الجنس من البشر
في هذه الظلال المليئة بالتضليل والخداع والتي يجتمع فيها العالم الغربي الظالم على قتل الشعب الفلسطيني في غزة وفي الضفة وتهجيرهم من بلادهم ومن مقدساتهم والتمكين للكيان الصهيوني الغاصب من احتلال للبلاد والمقدسات ، في هذه الأجواء الملبدة بالسحب المتراكمة من الخراب والدمار يطيب الحديث عن حقوق الإنسان في الإسلام ، في هذا المنهج المعصوم المنزه عن الهوى والتحيز والظلم والجهل الذي بلغ أعلى درجات الكمال في كل تشريعاته كيف لا وهو منهج أنزله
صاحب الكمال المطلق القائل في كتابه (إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ) أي للطريقة التي هي أقوم وأعدل وأصوب وأكمل وأجمل
نعم أيها المؤمنون لقد خلق الله الإنسان في أحسن تقويم، وفضله على كثير من خلقه بأنواع من التكريم، فخلقه لعبادته، وهيأه لحمل أمانته، وتكفل برزقه وهدايته، وأقام حياته على دينه وشريعته ﴿ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى * وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى ﴾
ومن مظاهر التكريم أن خص الله هذا الإنسان بالعقل والاختيار والتمييز وخص هذه الملة باليسر والسعة ورفع الضيق والحرج وصدق الله (يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ) ، ومن مظاهر التكريم التلازم بين الحقوق والواجبات وبين الصلاحيات والمسؤوليات والشمول لحقوق الله وحقوق الإنسان وحقوق بقية الكائنات الحية أو الجمادات وصدق رب العزة القائل (الر كِتَابٌ
أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ)
ومن مظاهر تكريم الإنسان أيها المؤمنون أن جعل لهم نظام حياة يحدد علاقتهم بربهم وعلاقتهم ببعضهم ، وعلاقتهم بمن حولهم من الخلق، ويحدد لهم حقوقهم على غيرهم والحقوق التي عليهم لغيرهم ، شريعة تعبدهم بها في الحياة ، وجعل الاستقامة عليها موجبة للجزاء الحسن في المعاش والمعاد ف(هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ) ، بل جعله دينا يتحقق به العدل والإحسان، ويمنع به الظلم والعدوان، وتتحصل به المصالح والمنافع ، وتدفع به المفاسد والمضار ، وتحيا به قيمة التعاون على البر والدعوة إلى الخير، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والتواصي بالحق وبالصبر وبالمرحمة، والنهي عن الإثم والعدوان والبغي ، والابتداع والشرك والإلحاد، وغير ذلك من بواعث الفتنة، وموجبات الشر، وحفظ الله هذا النظام في حياة الناس بالتعليم والتربية والترغيب والترهيب وبالثواب والعقاب ، وشرع الحدود الرادعة، والعقوبات البليغة دنيا وآخرة، كل ذلك لتطيب الحياة ويتحقق الأمن الشامل قال تعالى: ﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ ﴾ وقال سبحانه: ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾
 إخوة الإسلام إن من الحقوق العظيمة للمكلفين التي تضمنتها شريعة الله المحكمة الحكيمة حفظ الضرورات الخمس: الدين، والنفس، والعقل، والمال، والعرض. فقد تضمنت شريعة الإسلام أحكاماً حازمة كثيرة ومتنوعة، لصيانة هذه الضرورات، وتزكيتها، وتقويتها، والمحافظة عليها من كل ما يخل بها، أو يبطلها، ويعطلها، ويحرم الإنسان منها، فكفل الإسلام حرية التدين ف(لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ) وجعل لهذه الرسالة الخاتمة الهيمنة على كل الديانات السابقة باعتبارها رسالة الله الخاتمة المعصومة المحفوظة ، وشرع الجهاد لحماية الدين فقال (وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ) وجرم التلاعب بالدين والمقدسات ، كما جرم قتل النفس البريئة بغير حق في كل الديانات قال تعالى (مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ بَعْدَ ذَلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ) ، وحرم على الإنسان أن يتعاطى ما يذهب عقله ، وأن يتسبب في الإضرار بعقل غيره ، وجعل حرمة مال المرء كحرمة دمه، وجعل الأعراض قرينة النفوس والأموال في الحرمة، وهو إعلان أعلنه النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع قبل الإعلان العالمي لحقوق الإنسان بألف سنة فقال: (إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا )، وقال: (كل المسلم على المسلم حرام، دمه وماله وعرضه)، كما حرم المال فلا يحل مال امرئ مسلم أو غير مسلم إلا عن طيب نفس منه أو بحقه إلا الكافر المحارب ، قال تعالى: ﴿ وَلا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ ﴾ ، وحرم الله السرقة والنهبة والغصب والربا والظلم والغش والحيل، ورتب عليها سبحانه حدوداً رادعة وعقوبات مغلظة في الدنيا والآخرة ومن العقوبات التي تصان بها الأموال قول الله (وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) وقوله محذرا من التلاعب بالمال وسوء التصرف فيه (وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَامًا وَارْزُقُوهُمْ فِيهَا وَاكْسُوهُمْ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلًا مَعْرُوفًا ، وَابْتَلُوا الْيَتَامَى حَتَّى إِذَا بَلَغُوا النِّكَاحَ فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْدًا فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ وَلَا تَأْكُلُوهَا إِسْرَافًا وَبِدَارًا أَنْ يَكْبَرُوا وَمَنْ كَانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَنْ كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ فَإِذَا دَفَعْتُمْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ فَأَشْهِدُوا عَلَيْهِمْ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا). بارك الله لي ولكم في القرآن، ونفعنا بما فيه من الآيات والأحكام ، وأنزل له من الهدى والبيان، واستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية : الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيماً لشأنه، وأن محمداً عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وإخوانه. أيها: ومن أحوال الإنسان ومنازله وأوصافه التي تترتب عليها واجبات، ويستحق عليها حقوقاً ، كما كفلت الشريعة بمنظومة الحقوق كل فئات المجتمع فشملت الحقوق السياسية بين الحاكم والمحكوم والحقوق الإدارية بين المدراء والموظفين وبين العمال وأرباب الأعمال والحقوق ، وهناك حقوق للمسلم على غيره يلزم أداؤها إليه عند حصول مناسبتها أو وجوب سببها الذي علق الشرع الحق به، فمن ذلك إفشاء السلام، وتشميت العاطس، وإجابة الدعوة، وإعانة المحتاج، وإغاثة الملهوف، وإعطاء السائل، وقرى الضيف، وإرشاد التائه، والنصيحة للمستنصح، والدعوة إلى الخير، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأن لا يخطب على خطبته، ولا يبيع على بيعه، ولا يسوم على سومه، وعيادة المريض، والصلاة على الجنازة، والتشييع وشهود الدفن، والستر على المستور حياً وميتاً، والتهنئة عند تجدد النعمة والمواساة عند المصيبة وكذا  لأسرية بين الآباء والأبناء والأقارب والأصهار وبين الزوج والزوجة ، وحقوق الجيران وحقوق المجاهدين وحقوق الفقراء والمساكين والأيتام وحقوق المرأة والطفل بل شملت حقوق الحيوانات وحق الطريق إلى غير ذلك من الحقوق التي لم يسبق هذه الشريعة إليها أحد لأنها من علم الله الذي يعلم ما كان وما يكون وما هو كائن وكم وردت فيها من النصوص الجامعة في القرآن والسنة ومن ذلك قول الله عز وجل (وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا) وقوله (وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا ، وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا ، رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِنْ تَكُونُوا صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُورًا ، وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا ، إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا) وفي الحديث عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «حَقُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ سِتٌّ» قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا هُنَّ؟ قَالَ: «إِذَا لَقِيتَهُ فَسَلِّمْ عَلَيْهِ، وَإِذَا دَعَاكَ فَأَجِبْهُ، وَإِذَا اسْتَنْصَحَكَ فَانْصَحْهُ، وَإِذَا عَطَسَ فَحَمِدَ اللَّهَ فَشَمِّتْهُ، وَإِذَا مَرِضَ فَعُدْهُ، وَإِذَا مَاتَ فَاتْبَعْهُ) رواه البخاري ومسلم وفي رواية (وإبرار المقسم ونصر المظلوم )
وأخيرا نذكر بحقوق المجاهدين في اليمن وفي غزة من الدعم المعنوي والمادي بالمال والنفس والدعاء ووقفات التضامن ونذكر بالوقفة التضامنية مع غزة والتي ستكون بعد صلاة الجمعة في الساحة المجاورة لمسجد عذبان في المجمع وأن ذلك مساهمة مع المجاهدين وشراكة لهم في الأجر ثم الدعاء والدعوة للجهاد بالمال وأقم الصلاة
بسم الله الرحمن الرحيم
خطبة الجمعة 9 جمادى الآخرة 1445هـ الموافق22ديسمبر2023م
الخطبة الأولى : الحمد لله القوي القهار العزيز الجبار الكبير المتعال ، (خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى أَلَا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ) ، نحمده تبارك وتعالى كتب النصر لأوليائه والغلبة للمجاهدين في سبيله والخذلان لأعداء دينه ، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له هو الحق ووعده حق وقوله حق وقضاؤه حق والقرآن حق والجنة حق والنار حق ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أرسله الله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون ولو كره المجرمون ولو كره الكافرون صلى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم على طريق الجهاد والرباط والثبات بإحسان إلى يوم الدين ، أوصيكم ونفسي بتقوى الله والعمل بطاعته والبعد عن معصيته والجهاد في سبيله (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) ، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) ، ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْمًا لَا يَجْزِي وَالِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَنْ وَالِدِهِ شَيْئًا إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ) اللهم اجعلنا من المتقين الفائزين وعجل بالنصر للمجاهدين وأنزل الهزيمة على الصهاينة والصليبيين والصفويين الحاقدين ، أما بعد فيا أيها المؤمنون الكرام كثيرا ما تتردد على ألسنة الناس مقولة (البقاء للأقوى) ، (والبقاء للأصلح) وهي مقولة قامت عليها نظريات ودراسات وكل يقرؤها حسب المعايير والقيم التي ينطلق منها في تحديد عناصر القوة المعتبرة ومحتواها ، وفي تعيين مظاهر الصلاح المنشود ومرتكزاته ، فالذين يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا يرون بأن عناصر القوة والصلاح مرتبطة بالماديات من المطعم والمأكل والملبس والزينة والسلاح والعمران والتفوق الأمني والعسكري والاقتصادي والصناعي ، ويسوقون هذه المقولة لصالحهم ويبنون عليها مشروعهم للحاضر والمستقبل ، وعليها يوالون ويعادون ويتعاهدون ، وبالتالي يرون البقاء لمن يملك القوة المادية ولصاحب المخالب الأكبر ، لمن يملك القدرة على التدمير والخراب ، وهي في الحقيقة قوانين الغاب وطريقة الوحوش الكاسرة ، لا مكان عند هذا الصنف للقيم (إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا) وعلى طريقة هؤلاء سار كبار الطغاة فعاد قوم هود عليه السلام تفاخروا بقوتهم فما أغنت عنهم شيئا قال تعالى ( فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ ، فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي أَيَّامٍ نَحِسَاتٍ لِنُذِيقَهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَخْزَى وَهُمْ لَا يُنْصَرُونَ) ، وكذلك فعلت ثمود قوم صالح وفعل الفراعنة قال الله (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ ، إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ ، الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ ، وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ ، وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ ، الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ ، فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ – فماذا كانت النتيجة ومصير القوة ؟ -فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ – هذا قضاء الله في السابقين فما قضاؤه في اللاحقين - إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ) فهي عقوبة معدة للظلمة أصحاب القوة الباطشة بالباطل على مر الأزمان والدهور ، هذه القوة التي نرى أثرها اليوم هنالك في غزة تدمر كل مقومات الحياة من المساجد والمدارس والجامعات ، والمخابز والمستشفيات والكهرباء وخزانات المياه ، لم يسلم منها الحجر ولا الشجر ولا الحمير ولا البشر ولا مساكن الأحياء ولا مقابر الموتى ، يريدون بذلك أن يهزموا قوة الحق في ذلك المجتمع المجاهد الصابر الصامد برجاله ونسائه وأطفاله ولكن أنى لهم ذلك فهم أصحاب الثبات يصدق عليهم قول الله (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا ) ، وأولئك الذين يعتمدون على القوة المادية الباطشة بالباطل لا شك مهزومون لأنهم يسيرون عكس سنن الله فابشروا بهزيمة الصهاينة والصليبين والروافض وجميع أعداء الدين سيحق عليهم قول الله (سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ) ، (قُلْ لِلَّذِينَ
كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إِلَى جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمِهَادُ) ، (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ)
أما الذين يعتمدون على قوة الحق فهم أسعد الناس وهم الأصلح والبقاء والخلود والعاقبة الحسنة لهم ، وهم الذين يستندون ويعتمدون على القوة الحقيقية وهي قوة الحق والقيم والدين والأخلاق وبالتالي فهم يستمدون قوتهم من الله الذي من أسمائه الحق قال تعالى (ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِ الْمَوْتَى وَأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) ، وقال (ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ) ، وأنه سبحانه خلق السماوات والأرض والدنيا والآخرة بالحق (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ ) (وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ ، مَا خَلَقْنَاهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ) ، وأنه جل واعلا جعل الحق قوام هذا الوجود فإذا حاد الوجود عن الحق فسد وهلك قال تعالى ( وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ) ، كما أرسل االله الرسل وأنزل الكتب بالحق قال تعالى (كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلَّا الَّذِينَ أُوتُوهُ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) ، كما تكفل سبحانه بالنصر للحق وأهله قال تعالى (وَيُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ ، لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ) ، (يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ، هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) بل قضت إرادة الله وحكمته وسننه بأن الباطل لاشك مضمحل خاسر بائر زاهق ومهما تكن الظواهر غير هذا فإن مصيرها إلى خسارة وبوار قال تعالى (بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ) ، والحق والخير والصلاح والإحسان أصيلة ثابتة باقية ما بقي هذا الوجود وما بقي رب هذا الوجود قال تعالى (أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا رَابِيًا وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِثْلُهُ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ) ، (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ ، تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ، وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ ، يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ)
وهذا الصنف من الناس هم أقوى الناس وهم باقون على الحق ظاهرين لعدوهم قاهرين لا يضرهم من خالفهم ولا من ناوأهم ولا من خذلهم بل العاقبة والنصر لهم بذلك يحدثنا القرآن والسنة والسيرة والتاريخ والواقع وهي سنة الله الجارية التي لا تتخلف ولن تجد لسنة الله تبديلا ولا تحويلا وصدق الله (وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ ، إِنَّ فِي هَذَا لَبَلَاغًا لِقَوْمٍ عَابِدِينَ) ، (وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ ، وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ
وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ ) وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المؤمنين فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم
الخطبة الثانية : الحمد لله رب العالمين ولا عدوان إلا على الظالمين والصلاة والسلام على رسوله الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد فيا أيها المؤمنون الكرام : عناصر القوة القائمة على قاعدة الحق ثلاثة : قوة الاعتقاد وقوة الاتحاد وقوة الإعداد ، وتحصيل هذه القوى مطلوب شرعا للنصر في حدود المستطاع والله يقول (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ ) ، والحق وإن كان أعظم عناصر القوة لكنه لا يغني عن القوة المادية فالحق لا بد له من قوة تحميه ولذلك قال رب العزة والجلال (لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ) ، والنصر حليف أصحاب الحق مهما تحالفت الدنيا في مواجهتهم لكن تجميع طاقات الناس مطلوبة شرعا والله يقول (وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ) ، وأمتنا تتوق إلى الانتصارات والنجاحات حتى ولو كان نصرا في ميدان الكرة فعلينا أن نأخذ بأمتنا إلى إحراز الانتصارات الحقيقية على أعداء الدين والعقيدة في ميدان المعركة العسكرية والفكرية والأخلاقية ، ومن واجبنا اليوم أن نكون يدا واحدة مع جيشنا وأمننا وقبائلنا المجاهدة ، نكون سندا لهم في مواجهة الحوثي ونحفزهم على الاستنفار والثبات في المواقع والجاهزية القتالية وعدم الالتفات إلى المفاوضات والحلول السلمية فإنها لن تؤتي أكلها ولن تحقق المصالح الوطنية إلا في ظل فاعلية الجبهات فالقوة العسكرية تصنع السلام العادل والشامل والدائم (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ فَانْفِرُوا ثُبَاتٍ أَوِ انْفِرُوا جَمِيعًا ) وأخيرا ننبه على أن التعبير عن الفرح بالرصاص لا يجوز لما يترتب عليه من إهدار الذخيرة في وقت الحاجة إليها ولما يترتب عليه كذلك من الإضرار بالناس فما حصل يوم الأربعاء أدى إلى عدد من الإصابات التي يتحمل إثمها من فعلها ومن تسبب في ذلك ثم الدعاء والدعوة إلى الجهاد بالمال لصالح كسوة الشتاء للجيش في المواقع عبر مؤسسة وطن ، كما نذكر بحشد الجماهير بعد صلاة الجمعة للوقفة التضامنية مع غزة في الساحة جوار مسجد عذبان في المجمع وأقم الصلاة
💥 #بدائع_الفوائد_بأسباب_رفع_البلاء_والشدائد💥

💥#خطبة_جمعة_قيمة_جدا💥

💥لفضيلة الشيخ المبارك :- 💥

*💥 أبي عبدالله #محمد_بن_علي_بن_حزام_الفضلي حفظه الله 💥*

📢 والتي ألقاها شيخنا المبارك حفظه الله ورعاه في دار الحديث السلفية بإب - حرسها الله وسائر بلاد المسلمين

🍃 في يوم الجمعة الموافق :-

💥الخطبة الأولى💥

الحمد لله، نحمده ونستعينه، ونستغفره ونعوذ بالله، من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليمًا كثيرًا.
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ [آل عمران: ١٠٢]
﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾ [النساء: ١]
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: ٧٠].

عباد الله: يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم:
﴿تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلا...﴾.
ويقول الله سبحانه: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ﴾.
ويقول الله سبحانه: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ﴾.
ويقول سبحانه: ﴿أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ﴾.
وقال الله جل وعلا: ﴿أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ﴾.
ويقول الله جل وعلا: ﴿ أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ﴾.
وقال الله سبحانه: ﴿وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ﴾.

والآيات كثيرة في هذا المعنى، وقد بين الله سبحانه وتعالى في هذه الآيات وفي غيرها أن الإنسان لا بد أن تمر عليه البلاءات، وتمر عليه الشدائد، فلا بد لكل إنسان أن يبتلى.
هذه سنة من سنن الله الكونية، التي خلق الله عليها العباد، كل إنسان سيبتلى وتصيبه الشدائد، تصيبه الشدائد من الأمراض والأسقام، ومن قلة المعيشة، ومن الفقر والأذى والأعداء، وغير ذلك من الشدائد، التي يقدرها الله عز وجل على العباد.
شيء أراده الله جل وعلا، فما هو واجبك أيها المسلم أمام هذه الشدائد، التي كتبها الله على العباد، فالمؤمن التقي، هذه الشدائد تُحدث له الضراعة، والرجوع إلى الله جل وعلا، والاستكانة والخضوع إلى الله جل وعلا، هذا حال المؤمن يرجع إلى ربه، يستكين لربه، ويتضرع إليه.
قال سبحانه وتعالى عن حال الكافرين أنهم لا تؤثر بهم الشدائد ولا يرجعون إلى الله بضراعة.
قال الله سبحانه: ﴿وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ﴾.
فليس المؤمن حاله كحال الكافرين، المؤمن يرجع إلى الله بالخضوع والضراعة، يرفع يديه إلى الله جل وعلا، ليكشف عنه الضراء، ويجلب له السراء.
﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ﴾.

فالمؤمن يرجع إلى الله جل وعلا مستكينًا متضرعًا راجعًا إلى الله، ليكشف عنه البلوى.
﴿وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ﴾.
هكذا حال المؤمن ضراعة إلى الله جل وعلا.
قال الله سبحانه: ﴿فَلَوْلا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾.
فالمؤمن يتضرع لمولاه، يرجع إلى الله خاصًعا ذليلًا مستكينًا رافعًا يديه لمولاه، يرجو منه أن يكشف عنه الضر.
قال الله سبحانه:﴿أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الأرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلا مَا تَذَكَّرُونَ﴾.

هكذا حال المؤمن يرجع إلى الله بالضراعة، يضطر إلى الله جل وعلا، وقد ذم الله الكافرين أنهم لا يرجعون إلى الله بالضراعة.
قال الله سبحانه: ﴿فَلَوْلا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ* فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ﴾.
وقال الله سبحانه: ﴿أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مَالٍ وَبَنِينَ * نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْرَاتِ بَل لا يَشْعُرُونَ﴾.
وقال الله جل وعلا: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَبِيٍّ إِلا أَخَذْنَا أَهْلَهَا بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَضَّرَّعُونَ * ثُمَّ بَدَّلْنَا مَكَانَ السَّيِّئَةِ الْحَسَنَةَ حَتَّى عَفَوْا وَقَالُوا قَدْ مَسَّ آبَاءَنَا الضَّرَّاءُ وَالسَّرَّاءُ فَأَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ﴾.
فالكفار ومن شابههم لا يبالي بما يمسه من البأساء، ويقول هذه تمر على الناس، قد مس آباءنا الضراء والسراء.
قال الله تعالى: ﴿فَأَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ﴾.
وأما المؤمن فإذا جاءته الشدة، رجع إلى الله، وعلم أن هذا من الله، وأنه هو الذي يكشف البلوى، وهو الذي يغير الأحوال.
﴿وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ﴾.
قال الله سبحانه: ﴿وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الأدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الأكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ﴾.
﴿ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ﴾.

فالمؤمن يرجع إلى الله، يرفع يديه لمولاه، يسأله أن يكشف الضر، وسبحانه وتعالى أمره عقب الكاف والنون.
﴿إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ﴾.
لا إله إلا الله، لا إله إلا الله، كم من صاحب حاجة رفع الله حاجته بدعائه وضراعته إلى الله سبحانه وتعالى.
كم من صاحب مرض كشف الله عنه مرضه، بسبب دعائه واستكانته ورجوعه إلى الله.
كم من فقير أغناه الله؟
﴿كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ﴾.
فالله يقلب الأحوال، فعليك أن تتضرع لمولاك، وأن ترجع إلى الله سبحانه وتعالى.
المؤمن يواجه هذه الشدائد بتحقيق الإيمان والتوحيد والتقوى لله جل وعلا، فهو موحد لله جل وعلا، لا يشرك بالله شيئًا فلا ينزل حاجته بغير الله، ولا يستغيث بغير الله، ولا يسأل غير الله.
"إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلِ اللَّهَ، وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ".
يضع حاجته عند الله جل وعلا، الذي يغير الأحوال.
﴿مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾.
﴿قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾.
فالله سبحانه هو الذي يغير أحوال الناس، فعلى المسلم أن يرجع إلى الله سبحانه وتعالى.
﴿قُلْ أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ﴾
فالمؤمن يواجه الشدائد، بتحقيق التوحيد، بتحقيق التقوى.
﴿وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالأرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ﴾.

فالمعاصي سبب لرفع النعم، وسبب ليحل البلاء بالأمم.
فعلى المسلم أن يراقب الله جل وعلا، وأن يحقق التقوى لمولاه. ﴿وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَكَفَّرْنَا عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلأدْخَلْنَاهُمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ﴾.
وقال الله سبحانه: ﴿وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ﴾.
فالأمر لله جل وعلا، عليك أن تواجه هذا البلاء بتحقيق التوكل على الله جل وعلا.
بصدق اعتماد القلوب على الله.
فإياك أن تقع في الجزع، وإياك أن تقع في الهلع، وعليك بحسن الظن بالله سبحانه، عليك بحسن الظن بالله، وأن تستيقن أن الشدة بعدها الفرج، وأن الكرب بعده فرج، وأن العسر بعده اليسر، قال الله سبحانه: ﴿فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا﴾.
فإياك أيها المسلم، إياك أن تسيء الظن بربك، حسن الظن بالله، حسن الظن بمولاك.
قال الله تعالى في الحديث القدسي:  "أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي، وَأَنَا مَعَهُ إِذَا دَعَانِي ".

فعليك أيها المسلم أن تحسن الظن بالله، وأن تعتقد أن هذه الشدة، يأتي بعدها الفرج، ما دمت مع الله جل وعلا بتحقيق حسن الظن، وصدق التوكل على الله، والتوكل على الله هو صدق اعتماد القلوب على الله جل وعلا مع بذل الأسباب الشرعية التي أمرنا الله عز وجل بها.

فكن صادق الاعتماد على الله جل وعلا، وإياك أن يصيبك الجزع والسخط على الله سبحانه وتعالى، فالمسلم يواجه الشدائد، ويواجه البلاء بحسن ظنه بالله، ﴿وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ﴾.

انظر إلى هذه الآية، وتدبر هذه الآية، والله قد وعد من توكل عليه أن يكون كافيه، فكن يا أيها المسلم متوكلًا على الله.
قال النبي صلى الله عليه وسلم: " لَوْ أَنَّكُمْ تَتَوَكَّلُونَ عَلَى اللَّهِ حَقَّ تَوَكُّلِهِ، لَرَزَقَكُمْ كَمَا يَرْزُقُ الطَّيْرَ : تَغْدُو خِمَاصًا، وَتَرُوحُ بِطَانًا ".

رزق الله الوحوش، رزق الله الثعابين، رزق الله الحشرات، رزق الله جميع الخلائق، فكيف تخاف من الرزق؟
قال الله سبحانه: ﴿وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأرْضِ إِلا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا﴾.

قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إنها لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها وأجلها فاتقوا الله وأجملوا في الطلب".
وإجمال الطلب أن تكسب الحلال وأن تبتعد عن الحرام.
"لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها".
إن الأرزاق مكتوبة، كما أن الآجال مكتوبة، لن تموت نفس حتى تستوفي أجلها، ولن تموت نفس حتى تستوفي رزقها.
﴿وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾.

والمسلم يواجه البلاء، ويواجه الشدائد بالصبر.
قال الله جل وعلا: ﴿وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ﴾-أي نحن ملك لله- ﴿قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ﴾.

هذه هي الهداية أن يكون المسلم صابرًا، يعلم أن هذا شيء مكتوب من الله جل وعلا.
فهذا بلاء لابد منه, ﴿وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الأمْوَالِ وَالأنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ﴾.

فواجه الشدائد أيها المسلم، واجهها بالصبر، اصبر، والصابر لا يتسخط على مولاه، ولا يقول لماذا ابتلانا الله، ولا يقول كيف يبتلينا الله ولا يبتلي غيرنا، ولا يقول لم فعل الله؟
لا يسأل عن شيء مما قدره الله، يواجهه بالصبر والرضا.
كما قال الله سبحانه: ﴿لا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ﴾.
فالله عليم حكيم، والله يبتلي العباد، فيرى من يصبر ومن لا يصبر، فكن من الصابرين أيها المسلم، وواجه هذه الشدائد بالصبر، وإياك والسخط.
قال النبي صلى الله عليه وسلم " لَيْسَ مِنَّا مَنْ ضَرَبَ الْخُدُودَ، وَشَقَّ الْجُيُوبَ، وَدَعَا بِدَعْوَى الْجَاهِلِيَّةِ ".
وقال النبي صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى، كما في البخاري عن أبي هريرة:
"مَا لِعَبْدِي الْمُؤْمِنِ عِنْدِي جَزَاءٌ إِذَا قَبَضْتُ صَفِيَّهُ مِنْ أَهْلِ الدُّنْيَا ثُمَّ احْتَسَبَهُ، إِلَّا الْجَنَّةُ ".

وقال النبي صلى الله عليه وسلم كما في صحيح البخاري عن أنس قال الله تعالى: اإِذَا ابْتَلَيْتُ عَبْدِي بِحَبِيبَتَيْهِ- يعني عَيْنَيْهِ-
 فَصَبَرَ، عَوَّضْتُهُ مِنْهُمَا الْجَنَّةَ ".
وقال النبي صلى الله عليه وسلم كما في سنن الترمذي عن أبي هريرة:
 " مَا يَزَالُ الْبَلَاءُ بِالْمُؤْمِنِ وَالْمُؤْمِنَةِ فِي نَفْسِهِ وَوَلَدِهِ وَمَالِهِ، حَتَّى يَلْقَى اللَّهَ وَمَا عَلَيْهِ خَطِيئَةٌ ".
فمن صبر فله من الأجور، ومن رضي فله الرضا، ومن سخط فعليه السخط فإياك أن تكون ساخطًا، واصبر واحتسب وادع الله جل وعلا، وحسن الظن بمولاك، نسأل الله جل وعلا، أن يجعلنا وإياكم من عباده الصابرين، والحمد لله رب العالمين.


💥 بدائع الفوائد بأسباب رفع البلاء والشدائد.💥
💥الخطبة الثانية💥

الحمد لله، حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه، الحمد لله ملء السماوات، وملء الأرض، وملء ما بينهما، وملء ما شاء ربنا من شيء بعد، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى عليه وعلى آله وسلم تسليمًا كثيرًا.

أيها الناس: وعلى المسلم أن يواجه البلاء والشدائد بما أمره الله سبحانه وتعالى من الدعاء، والرجوع إلى الله سبحانه.
﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ﴾.
وعليه أن يكثر من الاستغفار، فالاستغفار يغير الأحوال.
قال الله سبحانه: "فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا* يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا *وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا * مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا".
أكثروا من الاستغفار والتوبة والرجوع إلى الله سبحانه وتعالى، فما حل بلاء إلا بذنب، فاستغفر الله جل وعلا، قال هود عليه السلام لقومه: ﴿وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَىٰ قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ﴾.
فكن مُكثرًا من الاستغفار، فالله سبحانه وتعالى يرضى عن عباده. قال الله تعالى في الحديث القدسي: "يَا عِبَادِي، إِنَّكُمْ تُخْطِئُونَ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، وَأَنَا أَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا، فَاسْتَغْفِرُونِي أَغْفِرْ لَكُمْ".

وعليك أيها المسلم أن تكون عونًا لأخيك المسلم على رفع البلاء، فمن رفع عن أخيه الشدائد رفع الله عنه شدائد الدنيا والآخرة، وممن فرج عن أخيه كربة، فرج الله عنه كرب الدنيا والآخرة، ومن نفس على معسر نفس الله عليه، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم كما في صحيح مسلم عن أبي هريرة:  " مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا ؛ نَفَّسَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ يَسَّرَ عَلَى مُعْسِرٍ ؛ يَسَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا ؛ سَتَرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَاللَّهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ".
وقال الله تعالى: ﴿وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإثْمِ وَالْعُدْوَانِ﴾.
فالمسلم يعين أخاه المسلم، لا سيما في حلول الشدائد، ولا تتبين المواقف الصالحة من أصحابها، والمواقف الصادقة من أصحابها إلا إذا حلت الشدائد، إذا حلت الشدائد يتبين بها الأخ الصادق، فيقف مع إخوانه المسلمين.
وَاللَّهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ".
فكن أيها المسلم مسارعًا في إعانة أخيك المسلم، وذلك مما يدفع الله به عنك الشدائد، إذا رفعت عن أخيك رفع الله عنك، ودفع الله عنك شدائد لا تعلمها، والجزاء من جنس العمل.
﴿هَلْ جَزَاءُ الإحْسَانِ إِلا الإحْسَانُ﴾.
فإذا رحمت أخاك رحمك الله، وإذا رفقت به رفق الله بك، وإذا كشفت عنه كربًا، فرج الله عنك كربًا أشد.
فيا أيها المسلم تعاون مع أخيك المسلم.
"مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ  وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ، مَثَلُ الْجَسَدِ، إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ،  تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى ".
" الْمُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ، يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا ".

فعلينا أيها المسلمون أن نواجه الشدائد بالتعاون فيما بيننا.

﴿وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾.
﴿مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ﴾.

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ﴾

فكن أيها المسلم معينًا لإخوانك المسلمين، ومن تسبب على المسلمين بهذه الشدائد فإن الله سينتقم منه، من تسبب على المسلمين بالشدائد وغلاء الأسعار، فله من الله السُخط.
فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم كما في مسند الإمام أحمد من حديث معقل بن يسار رضي الله عنه: " مَنْ دَخَلَ فِي شَيْءٍ مِنْ أَسْعَارِ الْمُسْلِمِينَ لِيُغْلِيَهُ عَلَيْهِمْ، فَإِنَّ حَقًّا عَلَى اللَّهِ أَنْ يُقْعِدَهُ بِعُظْمٍ مِنَ النَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ". 
فعلى المسلمين، على كل مسلم أن يخاف الله أن يكون سببًا في غلاء الأسعار، فلا يجوز للمسلمين أن يتسبب أحدهم في غلاء الأسعار، وهكذا التجار ينبغي لهم أن يتعاونوا مع المسلمين، أن يتعاونوا معهم، ولا يكونوا سببًا في زيادة غلاء الأسعار، بالاحتكار الذي حرمه الله، ولا يجوز ذلك فإن من دخل في أسعار المسلمين ليغليه عليهم، فقد توعده الله بِعُظْمٍ من النار.
فعلى المسلم أن يخاف الله جل وعلا، وأن يراقب الله، أن يراقب الله جل وعلا وألا يكون سببًا في دخول الشدائد على المسلمين. ومن فرج عن المسلمين فرج الله عز وجل عنه.
فكن أيها المسلم عونًا للمسلمين، سواء كنت تاجرًا أو غير تاجر.
كل بقدر ما يستطيع، والله سيتولاك.
قل: ﴿إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ﴾.

نسأل الله جل وعلا أن يغفر لنا ذنوبنا، ربنا آمنا فاغفر لنا وارحمنا وأنت خير الراحمين، اللهم إنا نسألك الجنان والرضوان، ونعوذ بك من سخطك والنيران، اللهم إنا نسألك الجنان والرضوان، ونعوذ بك من سخطك والنيران، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، ودمر أعداء الدين.
اللهم فرج عن المسلمين في بلادنا، وفي سائر بلاد المسلمين، اللهم فرج عن المسلمين في بلادنا وفي سائر بلاد المسلمين، اللهم عليك باليهود والنصارى والكافرين، اللهم عليك بهم، وبمن يواليهم، وبمن يتعاون معهم على الإسلام والمسلمين، اللهم أرنا فيهم عجائب قدرتك يا قوي يا متين، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار، والحمد لله رب العالمين.
*🖋 #العزة_والتمكين_لهذا_الدين_لا_للكفرة_الملحدين*
*📝خـطبـة مفـرغــة
للشيخ الفاضل / #أبي_مسلم*
*| #عبدالعزيز_المحويتي حفظه الله*

*🕌 ألقيت في #دار_الحديث_ومركز_السلام_العلمي_بمدينة الحديدة_اليمن*

*🗓 بتأريخ ٥ ربيع الآخر ١٤٤٥ هجرية*

*ـ֓҉ऺـ༻❁༻​ ﷽  ༺❁​༺ـ֓҉ऺـ​*

~ *الخطبة الأولى* ~

إن الحمد لله نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.

*﴿يَا أَيُّهَا الذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ [آل عمران:١٠٢]*

*﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾ [سورة النساء: ١]*

*﴿يَا أَيُّهَا الذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا(٧٠)يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيما﴾ [الأحزاب: ٧٠، ٧١]*

أما بعد:-
فإن أصدق الكلام كلام الله عز وجل، وخير الهدي هدي محمدٍ صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، وشر الأمور محدثاتها وكل محدثةٍ بدعة، وكل بدعةٍ ضلالة، وكل ضلالةٍ في النار.

*أيها المسلمون عباد الله:*
آلامٌ وأحزان وأتراحٌ وأسقام، وقتلٌ وقتال، يمر بالأمة الإسلامية، ومع هذا كله فلا نحزن، فالعاقبة للمتقين، والمستقبل لهذا الدين، والمستقبل للإسلام.

*قال الله عز وجل:*
﴿ وَلَا تَهِنُوا۟ وَلَا تَحۡزَنُوا۟ وَأَنتُمُ ٱلۡأَعۡلَوۡنَ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِینَ ﴾[آل عمران : ١٣٩]

فمهما طال الظلم، ومهما طال البغي، ومهما طال الذل، فإنه سيضمحل وسينتهي، مهما طال الليل، واشتدَ ظلامه، فإن النهار سيعقبه، فالمستقبل للإسلام.

قال الله عز وجل:
*﴿ بَلۡ نَقۡذِفُ بِٱلۡحَقِّ عَلَى ٱلۡبَـٰطِلِ فَیَدۡمَغُهُۥ فَإِذَا هُوَ زَاهِقࣱۚ وَلَكُمُ ٱلۡوَیۡلُ مِمَّا تَصِفُونَ ﴾[الأنبياء : ١٨]*
فمتى علا الباطل، وكثر أتباعه وكثر أزلامه، فإن مآله إلى الإضمحلال، فإنه مدفوع مدموغ بالحق وأهله، وإن كانوا ضعفاء، فربنا سبحانه وتعالى قال هذه الآية، أعني قوله:
﴿ وَلَا تَهِنُوا۟ وَلَا تَحۡزَنُوا۟ وَأَنتُمُ ٱلۡأَعۡلَوۡنَ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِینَ ﴾[آل عمران : ١٣٩]

قالها بعد معركة أُحد، والمسلمون في جراحهم، وقد شج وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكسرت رباعيته، وقتل سبعون من أصحابه، من خيرة الرجال والأبطال، منهم سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب، رضي الله عنه وأرضاه، ومع ذلك قال الله لهم: فلَا تَهِنُوا۟ وَلَا تَحۡزَنُوا۟ وَأَنتُمُ ٱلۡأَعۡلَوۡنَ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِینَ

فالعزة والرفعة لهذه الأمة، في جميع أحوالها، في قِلتها وكثرتها، في انتصارها وخسارتها، العزة والتمكين، لهذه الأمة، ولهذا الدين، أيظن اليهود والنصارى، أعداء الإسلام، أعداء الدين اعداء المؤمنين، أعداء الأخلاق، أعداء المروءة، أعداء الإنسانية، أيظن أنهم بظلمهم الغاشم، بظلمهم البائر الاجرامي؛ على إخواننا في غزة، أو على إخواننا في أي مكان، من أماكن المسلمين، أيظنوا أنهم سيمحون الإسلام، أنهم سيمحون الدين، أنهم سيحطمون مقدسات المسلمين، ..لا.. وألف..لا.. لا وألف لا؛ ففجر الإسلام قادم، كقدوم الليل والنهار، فجر الإسلام قادم، كقدوم الليل والنهار.
يقول النبي عليه الصلاة والسلام، لا تزال طائفةٌ من أمتي، قائمة بأمر الله... لا يضرهم من خذلهم، لا يضرهم من خذلهم، ولا من خالفهم، حتى يأتي أمر الله.. وهم ظاهرون على الناس، حتى يأتي أمر الله.. أي تأتي الساعة وهم ظاهرون على الناس..
هذه بشارة .. من الرسول عليه الصلاة والسلام، أن الدين سيبقى، وسيكون له التمكين بإذن الله سبحانه وتعالى، الأمة الإسلامية قد تمرض، لكنها لا تستأصل،، لكنها لا تموت،، بفضل الله سبحانه وتعالى، بفضل الله عز وجل- لا تموت،، قد تصيبها الجراحات، قد تصيبها الأمراض، لكنها لا تموت،، فالمستقبل قادم ..الإسلام قادم والنصر قادم،، فما من نكبة حلت بالأمة الإسلامية،، وما من ظلم حل بالمسلمين، إلا كان قوة وعزة لهم، إلا كان قوة وعزة لهم، وما نزل بهم من بلاء، إلا كان تمحيصًا لما في قلوبهم، وتمييزًا للخبيث من الطيب..

*قال الله سبحانه:*
﴿الۤمۤ(١) أَحَسِبَ ٱلنَّاسُ أَن یُتۡرَكُوۤا۟ أَن یَقُولُوۤا۟ ءَامَنَّا وَهُمۡ لَا یُفۡتَنُونَ(٢) وَلَقَدۡ فَتَنَّا ٱلَّذِینَ مِن قَبۡلِهِمۡۖ فَلَیَعۡلَمَنَّ ٱللَّهُ ٱلَّذِینَ صَدَقُوا۟ وَلَیَعۡلَمَنَّ ٱلۡكَـٰذِبِینَ ﴾[العنكبوت : ٣]
لقد هجم القرامطة، على المسلمين، في بيت الله الحرام، فذبحوا الطائفين، واستباحوا حرمة البيت الحرام، واقتلع ابو طاهر القرمطي، الحجر الأسود، وجعل يجول في صرح الحرم.. ويقول أين الطير الابابيل؟
أين الحجارة من سجيل؟
واستمر الحجر الأسود، عندهم عشرين سنة، والناس يحجون إلى الحرم، إلى البيت العتيق، بدون حجر أسود، ثم دحرهم الله.. ورد الله الحجر الأسود، وانتصر المسلمون على القرامطة، وهزموهم شر هزيمة، وهجم التتار على المسلمين ببغداد، وقتلوهم واستباحوا حرماتهم، واستمر القتل، أربعين يومًا، حتى سالت شوارع بغداد بالدماء، ثم دحرهم الله، وانتصر المسلمون عليهم، وهزموهم شر هزيمة.

فالنصر قادم بإذن الله.. على الكفرة من اليهود والنصارى.. سمعتم وسمع الجميع، ما حصل ويحصل.. لإخواننا المسلمين في فلسطين، ما يحصل لإخواننا المسلمين في غزة،،
من قتل وتشريد ..
وضرب وتدمير ..
والناس في غفلة، بأي ذنب قُتلت، ما هو الجُرم حتى يفعل بهم ما يفعل ؛؛ ومن أخر الضحايا، ومن أخر الإجرام... اليهودي الأمريكي.. ما حصل في مستشفى المعمداني؛؛ وصار الضحايا بالمئات عياذًا بالله،، فلا نستبطئ فلا نستبطئ نصر الله، ولا نستبطئ عقوبة الله للكافرين، فإنها قادمة ؛؛؛

قال الله عز وجل: ﴿ فَلَا تَعۡجَلۡ عَلَیۡهِمۡۖ إِنَّمَا نَعُدُّ لَهُمۡ عَدࣰّا ﴾[مريم : ٨٤]
قال أهل التفسير.. نعدُ سيئاتهم، نعدُ مخالفاتهم، نعدُ منكراتهم، ثم نعاقبهم عليها جميعا، فلا نستخطئ عقوبة الله لليهود والنصارى، والكفار والمشركين، الذين اذاقوا إخواننا الويلات؛؛ وسنة الله عز وجل- أن الباغي إذا زاد في بغيه،، فإن الله عز وجل- يُنزل عليه عقوبته، ينزل عليه عقوبته، سبحانه جل في علاه-
فالله أرحم بهم منا، والله عز وجل- حليم يمهل ولا يهمل جل في علاه..

*أيها المسلمون:*
إليكم هذه البشارات.. من كتاب رب الأرض والسماوات، ومن سيد الأنبياء والمرسلين، تدلنا على أن الإسلام قادم، وأن النصر قادم، وأن المستقبل للإسلام، وأن المستقبل دين الإسلام.

* قال الله سبحانه:*
﴿ یُرِیدُونَ أَن یُطۡفِـُٔوا۟ نُورَ ٱللَّهِ بِأَفۡوَ ٰ⁠هِهِمۡ وَیَأۡبَى ٱللَّهُ إِلَّاۤ أَن یُتِمَّ نُورَهُۥ وَلَوۡ كَرِهَ ٱلۡكَـٰفِرُونَ(٣٢) هُوَ ٱلَّذِیۤ أَرۡسَلَ رَسُولَهُۥ بِٱلۡهُدَىٰ وَدِینِ ٱلۡحَقِّ لِیُظۡهِرَهُۥ عَلَى ٱلدِّینِ كُلِّهِۦ وَلَوۡ كَرِهَ ٱلۡمُشۡرِكُونَ ﴾[التوبة : ٣٣]

*وقال الله عز وجل:*
﴿ یُرِیدُونَ لِیُطۡفِـُٔوا۟ نُورَ ٱللَّهِ بِأَفۡوَ ٰ⁠هِهِمۡ وَٱللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِۦ وَلَوۡ كَرِهَ ٱلۡكَـٰفِرُونَ(٨)هُوَ ٱلَّذِیۤ أَرۡسَلَ رَسُولَهُۥ بِٱلۡهُدَىٰ وَدِینِ ٱلۡحَقِّ لِیُظۡهِرَهُۥ عَلَى ٱلدِّینِ كُلِّهِۦ وَلَوۡ كَرِهَ ٱلۡمُشۡرِكُونَ ﴾[الصف : ٩]

*وقال الله عز وجل:*
﴿ إِنَّ ٱلَّذِینَ كَفَرُوا۟ یُنفِقُونَ أَمۡوَ ٰ⁠لَهُمۡ لِیَصُدُّوا۟ عَن سَبِیلِ ٱللَّهِۚ فَسَیُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَیۡهِمۡ حَسۡرَةࣰ ثُمَّ یُغۡلَبُونَۗ وَٱلَّذِینَ كَفَرُوۤا۟ إِلَىٰ جَهَنَّمَ یُحۡشَرُونَ ﴾[الأنفال : ٣٦]

فمهما انفق الكفار، من أموالهم الطائلة؛؛ لإطفاء نور الله- لإطفاء نور الله عز وجل- لإطفاء دين سبحانه، لأخذ مقدسات المسلمين،، فلن يستطيعوا؛؛
سيغلبون ..
ويدحرون ..
ويدمغون ..
وعندنا يقين، أن الله عز وجل- سيهيئ لهذه الأمة من يرد لها.
عزتها..
ومكانتها..
وشرفها..
وعلو مكانتها..
عندنا يقين وإيمان، كما في كتاب الله - وفي سنة رسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم. وسيحرر القدس- وإن رغمت يهود، وإن رغمت أنوف الكفار..

في الصحيحين من حديث عبدالله بن عمر رضي الله عنهما- قال قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم- ستقاتل اليهود" حتى يختبئ اليهودي، وراء الحجر" ويقول يا عبد الله، إن ورائي يهودي تعال فاقتله،،
الله أكبر يا عبد الله.. ورائي يهودي تعال فاقتله،، وهذا يدل على جبن، وخور وذعر اليهود، أنهم جبناء لا يستطيعون المواجهة..

*كما قال الله:*
﴿ لَا یُقَـٰتِلُونَكُمۡ جَمِیعًا إِلَّا فِی قُرࣰى مُّحَصَّنَةٍ أَوۡ مِن وَرَاۤءِ جُدُرِۭۚ ﴾[الحشر : ١٤]
والواقع خير شاهد بذلك، إنهم يرمون بالصواريخ والمتفجرات،،
على ضعفاء ..
وأرامل..
وأطفال..
وما استطاعوا أن يواجهوا الأبطال؛؛ وما استطاعوا أن يواجهوا في الميدان، لماذا؛؛ لأنهم جبناء،، لأنهم أصحاب خوف وذعر وذل،، وسيأتي اليوم الذي يبادون فيه.. باذن الله سبحانه وتعالى..

في صحيح مسلم من حديث ثوبان رضي الله عنه قال: النبي صلى الله عليه وسلم- إن الله زوى لي الأرض.. فرأيت مشارقها ومغاربها،،. وإن ملك أمتي وإن أمتي،، سيبلغ ملكها ما زوي لي منها،، وفي هذا بشارة،، أن الإسلام سيسيطر على الكرة الأرضية،، في هذا بشارة،، أن الإسلام سيسيطر على الكرة الأرضية، ويستلزم هذا أن الدين سينتشر في ربوع البلاد كلها،، فلا نيأس فلا نيأس..
وأيضًا في مسند الإمام أحمد من حديث تميم الداري،، رضي الله عنه قال قال- النبي صلى الله عليه وسلم- ليبلغن هذا الأمر.. والله ليبلغن هذا الأمر. ما بلغ الليل والنهار، ما بلغ الليل والنهار، ما ان الله لا يترك بيت مدر ولا وبر، إلا أدخله الله الإسلام بعز عزيز، أو ذل ذليل، عزًا يعز الله فيه الإسلام، وذلًا يذل الله به الكفر..

وقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم - كما في البخاري، من حديث خباب بن الأرك.. رضي الله عنه قال قال: عليه الصلاة والسلام- واسمع إلى هذا الحديث، قاله عليه الصلاة والسلام، وهو يطارد وأصحابه مهاجرون،، قال والله ليتمن ليتمن الله هذا الأمر.. يعني الإسلام، يعني الدين.. حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت،، لا يخاف إلا الله،، أو الذئب على غنمه، ولكنكم تستعجلون،،
فلا نيأس فاليأس يزيد العدو نشاطا،، وقوة ،، ويزيد اليائس.. يأسًا وقنوطًا وإعراضا - فالله عز وجل- يمهل ولا يهمل - وإذا أخذ فإن أخذه أليمٌ شديد، إن بطش ربك لشديد..

ومن الإحصائيات الأخيرة في أمريكا.. أن الدين الثاني في أمريكا.. هو دين الإسلام.. أن الدين الثاني في أمريكا، هو دين الإسلام.. وهكذا احصائيات في بريطانيا،، وروسيا وغيرها من دول الكفر.. أن الإسلام ينتشر في كل ساعة،، بل هناك احصائيات،، أن الإسلام ينتشر في كل دقيقة.. فلنبشر.. فالإسلام قادم.. والنصر قادم.. والمستقبل لهذا الدين.. لا للكفرة الملحدين..
قلت ما سمعتم.. وأستغفر الله العظيم لي ولكم، من كل ذنب فاستغفروه..

*_الخطبة الثانية_*

الحمد لله.. وأشهد أن لا إله إلا الله.. وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.

*أما بعد أيها المؤمنون عباد الله:*
والسؤال الذي يطرح نفسه،، كانت لنا الريادة،، وكانت لنا السيادة،، وستكون ولكن ما السبب،، في ضعف المسلمين؟ في ضعف أهل العقيدة؟ أهل القرآن؟ في ضعف أمة محمد عليه الصلاة والسلام،؟ ما الأمر ؟! ما السبب؟

والجواب..
*في قول الله:*
﴿ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یُغَیِّرُ مَا بِقَوۡمٍ حَتَّىٰ یُغَیِّرُوا۟ مَا بِأَنفُسِهِمۡۗ ﴾[الرعد : ١١]

فوالله الذي لا إله إلا هو..إن الأمة غيرت
وانحرفت.. إلا من رحم الله..
نرى انحرافًا في العقيدة..
انحرافًا في الأخلاق..
انحرافًا في العبادة..
انحرافًا في التحاكم إلى القرآن والسنة..
انحرافًا في كثير من قضايا الدين..
فعندما رأى اليهود والنصارى هذا الإنحراف..
استغلوا هذا الضعف..
واستغلوا هذه الفرصة..
بعد أن كانوا تحت أقدام المسلمين..
نحن السبب..
كما جاء في المسند، من حديث ثوبان رضي الله عنه قال قال: النبي صلى الله عليه وسلم- يوشك أن تداعى عليكم الأمم من كل أفق..
كما تداعى الاكلة إلى قصعتها..
فاستغرب الصحابة. الأمم الكافرة.. تستطيع على المسلمين، قالوا أمن قلة نحن يومئذٍ يا رسول الله،، قال أنتم يومئذٍ كثير ،، ولكنكم غثاء كغثاء السيل،، يوشك أن يقذف الله عز وجل- في قلوبكم الوهن، ويجعل في قلوب عدوكم المهابة،.
ما الأمر..؟!
لحبكم الدنيا وكراهيتكم الموت،، هذا هو السبب,,. فاليهود والنصارى,, استغلوا ضعف المسلمين,, فطبقوا مخططاتهم.. وبثوا سمومهم.. وهكذا..

وهذا مصداق
*قول الله عز وجل:*
﴿ ۞ لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ ٱلنَّاسِ عَدَ ٰ⁠وَةࣰ لِّلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ ٱلۡیَهُودَ وَٱلَّذِینَ أَشۡرَكُوا۟ۖ ﴾[المائدة : ٨٢]
*وهكذا قال الله:*
﴿ وَلَن تَرۡضَىٰ عَنكَ ٱلۡیَهُودُ وَلَا ٱلنَّصَـٰرَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمۡۗ ﴾[البقرة : ١٢٠]
معنى ذلك، أنهم سيستمرون في عداوتهم,, وفي ظلمهم,, وفي بغيهم,, وفي عدوانهم,,
إذا لم يجدوا ردًا، كرد رسول الله صلى الله عليه وسلم- على يهود خيبر,, ويهود بني النظير,, ويهود بني قينقاع,, سيستمرون، طالما لم يجدوا ردًا، كرد ابني عفراء،، عندما سمعوا أبا جهل يسب رسول الله، صلى الله عليه وسلم- قالوا لا نجونا إن نجا، لا نجونا إن نجا،، طالما لم يجدوا ردًا كرد صلاح الدين الأيوبي،، عندما كان الأقصى تحت أيدي الصليبيين،، قال إني لأستحي أن أضحك،، والمسجد الأقصى تحت أيدي الصليبيين..
أبطال "
رجال "
*نعم يا عباد الله..*
فالمسألة.. فالمسألة تحتاج إلى علاج .. والعلاج..
*في قوله تعالى*
إِن تَنصُرُوا۟ ٱللَّهَ یَنصُرۡكُمۡ. إِن تَنصُرُوا۟ ٱللَّهَ یَنصُرۡكُمۡ.
*وقال سبحانه:*
﴿وَلَیَنصُرَنَّ ٱللَّهُ مَن یَنصُرُهُۥۤۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَقَوِیٌّ عَزِیزٌ ﴾[الحج : ٤٠]
*وقال سبحانه:*
﴿ وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ مِنكُمۡ وَعَمِلُوا۟ ٱلصَّـٰلِحَـٰتِ لَیَسۡتَخۡلِفَنَّهُمۡ فِی ٱلۡأَرۡضِ كَمَا ٱسۡتَخۡلَفَ ٱلَّذِینَ مِن قَبۡلِهِمۡ وَلَیُمَكِّنَنَّ لَهُمۡ دِینَهُمُ ٱلَّذِی ٱرۡتَضَىٰ لَهُمۡ وَلَیُبَدِّلَنَّهُم مِّنۢ بَعۡدِ خَوۡفِهِمۡ أَمۡنࣰاۚ (بشرط) یَعۡبُدُونَنِی لَا یُشۡرِكُونَ بِی شَیۡـࣰٔاۚ ﴾[النور : ٥٥]
هنا الأمر الذي يفوز به المجاهدون.. وينتصر به المؤمنون.. توحيد الله عز وجل- وطاعة الرسول عليه الصلاة والسلام.. والإبتعاد عن المعاصي..
أبشروا بالتمكين..
أبشروا بالنصر..
لكن إذا كانت الأمة.. في معرض عن دين الله.. وعن دين محمد عليه الصلاة والسلام.. فإن الأمم الكافرة،، ستلعب بها كيف ما شاءت،، وكيف ما أرادت،،
فهذا هو الحل الذي به ننتصر.. لا الرجوع إلى الكفار واليهود والنصارى.. وننتظر تقريراتهم.. فاليهود يجتمعون على المسلمين.. اليهود والنصارى.. يجتمعون على أهل الإسلام..
وإلا مع هذه الجرائم.. وهذه الموبقات.. التي تحل بإخواننا في فلسطين..

*أين مجلس (الأمن) ؛؛*
الذي ينبغي أن يسمى..
بمجلس (الفتن)..
مجلس الخوف..
مجلس الذعر..
مجلس الظلم والفجور..
*أين هيئة الأمم المتحدة؛*
التي هي ظالمة جائرة..
*أين من ينادون بالسلام؛*
أهذا هو سلامهم"
رجال يقتلون..
ونساء تنتهك أعراضهن..
وأطفال يبادون..
وبيوت تدمر على أهلها..
واصبحت قبورهم
أهذا هو السلام" الذي ينشدون إليه, اعقل أيها المسلم..
فالكفار لا يأتي منهم خير أبدا.. لا يأتي منهم خير.. نلجأ إلى الله..
ولا ننتصر بكثرة العدد والعدة..
إنما ننتصر بما قام في القلوب..
من الإيمان.. والعمل الصالح..
في غزوة نهر الدم، بقيادة خالد بن الوليد،، رضي الله عنه وأرضاه.. كان عدد المسلمين ثمانية عشر ألفا.. بينما عدد الكفار من الروم.. ما يقارب المئة والخمسين الألف.. النتيجة بانتصار المسلمين.. في معركة اليرموك، كان المسلمون كان المسلمون، ما يقارب ستة وثلاثين ألفا.. بينما الكفار ما يقارب مائتي ألف،، وكانت النتيجة للمسلم بالانتصار.. في معركة ملاذ كردي، بين البيزنطيين والسنادقة من المسلمين.. كان عدد المسلمين. يتراوح بين خمسة عشر ألفا، إلى عشرين ألفا، بينما عدد الكفار يقارب ثلاث مئة ألف،، وكانت النتيجة بانتصار المسلمين.. ماذا عندهم؛ أولئك أعداد هائلة.. لكن أولئك عندهم القوة التي لا تغلب، عندهم الإيمان، عندهم طاعة الرحمن، عندهم اتباع سيد ولد عدنان، صلوات الله وسلامه عليه،، سننتصر بالاجتماع بالاتحاد، بنبذ التفرق والتحزب والشحناء والبغضاء، فالاجتماع قوة،، والفرقة عذاب..
*قال الله:*
وَٱعۡتَصِمُوا۟ بِحَبۡلِ ٱللَّهِ جَمِیعࣰا وَلَا تَفَرَّقُوا۟ۚ
يقول النبي عليه الصلاة والسلام الإجتماع الإجتماع الجماعة رحمة، والفرقة عذاب .

*وربنا سبحانه وتعالى يقول:*
وَلَا تَكُونُوا۟ كَٱلَّذِینَ تَفَرَّقُوا۟ وَٱخۡتَلَفُوا۟. وَلَا تَكُونُوا۟ كَٱلَّذِینَ تَفَرَّقُوا۟ وَٱخۡتَلَفُوا۟
*ويقول ربنا:*
﴿وَلَا تَنَـٰزَعُوا۟ فَتَفۡشَلُوا۟ وَتَذۡهَبَ رِیحُكُمۡۖ ٱللَّه مَعَ ٱلصَّـٰبِرِینَ ﴾[الأنفال : ٤٦]

فندعُ المسلمين جميعا حكامًا ومحكومين، إلى التوبة إلى الله، والرجوع الصادق إلى الله،، ولنبشر بالنصر والتمكين، والعزة والتمكين، لهذا الدين، وأيضًا ندعُ المسلمين جميعًا إلى الإلحاح في الدعاء لاخواننا المسلمين في فلسطين، وفي كل مكان، فقضية فلسطين، هي قضية المسلمين أجمع، هي قضية المسلمين كلهم، لا قضية الفلسطينيين فحسب..

*نعم يا عباد الله.*
قد قال النبي عليه الصلاة والسلام، مثل المؤمنين في توادهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له السائر الجسد بالسهر والحمى، فندعُ الله عز وجل لاخواننا الفلسطينيين، خاصة في أوقات الإجابة فالدعاء سلاح فتاك، سلاح فعال، إذا استخدم بصدق وإخلاص..
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى.. القتال يكون بالدعاء.. كما يكون بالسلاح.. القتال يكون بالدعاء كما يكون بالسلاح.. لقول النبي صلى الله عليه وسلم- إنما تنصرون وترزقون بضعفائكم.. بدعائهم وإخلاصهم.. والحديث يحسنه العلامة الألباني، رحمه الله تعالى..

*فما أحوجنا عباد الله:*
إلى أن ندعو بصدق وإخلاص، لإخواننا المسلمين في فلسطين،، أو البوسنة، أو الهرسك أو غير ذلك من بلاد المسلمين.

أسأل الله سبحانه أن يوفقنا وإياكم لكل خير، وأن يجنبنا وإياكم كل سوء ومكروه.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعدائك أعداء الدين، من اليهود والنصارى المعتدين.
اللهم اغفر لنا ذنوبنا واغفر اللهم اغفر لنا ذنوبنا واكشف همومنا وغمومنا. واصلح أحوالنا في الدنيا والآخرة.
اللهم اصلح أحوالنا في الدنيا والآخرة.. اللهم أصلح أحوالنا في الدنيا والآخرة.
اللهم اصلح أحوال بلادنا يا ذا الجلال والإكرام.. اللهم انصر إخواننا المجاهدين في فلسطين وفي كل مكان.. اللهم انصر إخواننا المجاهدين في وفي كل مكان.. اللهم انصر إخواننا المجاهدين في فلسطين وفي كل مكان.. اللهم كن لهم مصيرا ومعينا.. اللهم كن لهم نصيرا ومعينا.. اللهم عليك باليهود المعتدين الغاصبين.. اللهم عليك باليهود المعتدين الغاصبين.. اللهم دمرهم تدميرا.. اللهم اجعل الدائرة عليهم.. اللهم أرنا فيهم يومًا أسودا.. اللهم إنهم قد أرونا بأسهم في إخواننا.. فأرنا اللهم بأسك فيهم.. اللهم أرنا بأسك فيهم..
اللهم أنزل عليهم بأسك الذي لا يرد عن القوم المجرمين.. يا ذا الجلال والإكرام.. يا قوي يا متين..
وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين..
─━━━━━━━━━━━━─
🙋🏽‍♂️♥️
🚨الأمر في قمه الخطر
الأمر في قمه الخطر🚨
🙋🏽‍♂️
يوجد بعض المصلين وأنت تصلي بجانبهم تريد ان تلصق القدمين من اجل تراص الصفوف اثناء الصلاة تتفاجئ وتجده يسحب قدمه، وتشعر انه يريد ان يقف وحده، والذي يصلي على انفراد مع نفسه، والذي يقدم رجل على رجل
🚨 الامر في قمه الخطر🚨

• عَنْ أَبِي مَسْعُود رضي الله عنه قَالَ
كَانَ رَسُولُ الله ﷺ يَمْسَحُ مَنَاكِبَنَا فِي الصَّلاةِ وَيَقُولُ: (اسْتَوُوا، وَلا تَخْتَلِفُوا فَتَخْتَلِفَ قُلُوبُكُمْ ) رواه مسلم (432)
🙋🏽‍♂️
• عَنْ عَبْدِالله بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما أَنَّ رَسُولَ ﷺ قَالَ: (أَقِيمُوا الصُّفُوفَ، وَحَاذُوا بَيْنَ الْمَنَاكِبِ، وَسُدُّوا الْخَلَلَ، وَلِينُوا بِأَيْدِي إِخْوَانِكُمْ، وَلَا تَذَرُوا فُرُجَاتٍ لِلشَّيْطَانِ، وَمَنْ وَصَلَ صَفًّا وَصَلَهُ الله، وَمَنْ قَطَعَ صَفًّا قَطَعَهُ الله) صححه الألباني
🙋🏽‍♂️
• عنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه عَن النَّبِيِّ ﷺ قَالَ:
(سَوُّوا صُفُوفَكُمْ، فَإِنَّ تَسْوِيَةَ الصَّفِّ مِنْ تَمَامِ الصَّلاةِ) رواه البخاري (690) ومسلم (433)، وفي رواية للبخاري (723): (سَوُّوا صُفُوفَكُمْ؛ فَإِنَّ تَسْوِيَةَ الصُّفُوفِ مِنْ إِقَامَةِ الصَّلاةِ).
اللَّهُم صَلِّ وسَـلِّم علَى نَبِينَا
םבםב ﷺ🤲🏽
🌺🌹🌸
😊
✋🏻
قصة الشاعر الاعشى بن قيس الذي خسر الدنيا و الاخرة :

الأعشى بن  قيس هو من شعراء الطبقة الأولى في الجاهلية ، كان كثير الوفود على الملوك من العرب والفرس ،  وكان من اكبر الأعلام من شعراء الجاهلية وفحولهم، عاش عمرًا طويلًا حتى أدرك الإسلام  و كان شيخاً كبيراً .. فخرج من موطنه باليمامة .. من نجد .. يريد النبي عليه الصلاة والسلام بالمدينة .. راغباً في دخول الإسلام ..

مضى على راحلته .. مشتاقاً للقاء رسول الله صلى الله عليه وسلم .. بل كان يسير وهو يردد الشعر في مدح النبي صلى الله عليه وسلم وما زال يقطع الفيافي والقفار..يحمله الشوق  إلى النبي عليه السلام  راغباً في الإسلام .. ونبذ عبادة الأصنام ..

فلما كان قريباً من المدينة..اعترضه بعض المشركين من قريش  فسألهوه عن أمره؟

فأخبرهم أنه جاء يريد لقاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ليسلم ..

فخافوا أن يسلم هذا الشاعر .. فيقوى شأن النبي صلى الله عليه وسلم .. فشاعر واحد وهو حسان بن ثابت قد فعل بهم الأفاعيل .. فكيف لو أسلم شاعر العرب الأعشى بن قيس ..

فقالوا له : الى أين يا أعشى
قال: أردت صاحبكم هذا لأُسْلِمَ
قالوا : يا أعشى دينك ودين آبائك خير لك ..
قال : بل دينه خير وأقوم ..
قالوا: إنه ينهاك عن خلال، ويحرمها عليك، وكلها لك موافق.
قال: وما هن؟
قال أبو سفيان بن حرب: الزنا.
قال: لقد كبرت و لقد تركني الزنا ، ثم ماذا؟
قال: القمار.
قال: لعلي إن لقيتُه أن أصيب منه عوضًا من القمار، ثم ماذا؟
قال: الربا.
قال: ما دنت ولا ادَّنت.
قال: ثم ماذا؟
قالوا: الخمر.
قال: أوه! أرجع إلى صبابة قد بقيت لي في المهراس فأشربها.

فقال له أبو سفيان: هل لك في خير ممَّا هَمَمْتَ به؟
فقال: وما هو؟

قال أبو سفيان : نحن وما هو الآن في هدنة، فتأخذ مائة من الإبل، وترجع إلى بلدك سنتك هذه، وتنظر ما يصير إليه أمرُنا، فإن ظهرنا عليه كنت قد أخذت خلفًا وإن ظهر علينا أتيتَه.

فوافق الاعشى و قال : ما أكره ذلك.

فقال أبو سفيان: يا معشر قريش، هذا الأعشى واللهِ لئن أتى محمدًا واتبعه ليُضْرِمَنَّ عليكم نيران العرب بشِعْرِه، فاجمعوا له مائة من الإبل. ففعلوا، فأخذها وانطلق إلى بلده،  و ارتد على عقبيه .. وكرَّ راجعاً إلى قومه بكفره ..

واستاق الإبل أمامه .. فرحاً بها مستبشراً .. فلما كاد أن يبلغ دياره .. سقط من على ناقته فانكسرت رقبته ومات ... فلا امن بمحمد صلى الله عليه و سلم ولا تاجر بالبعير ....

( ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اسْتَحَبُّواْ الْحَيَاةَ الْدُّنْيَا عَلَى الآخِرَةِ وَأَنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ * أُولَـئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ * لاَ جَرَمَ أَنَّهُمْ فِي الآخِرَةِ هُمُ الْخَاسِرونَ ) ..
*#همسة_نبوية*
٢٩ / *رمضان* / ١٤٤٥هـ

عن أبي سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُ قال :
[ كُنَّا نُخْرِجُ زَكَاةَ الْفِطْرِ صَاعًا مِنْ طَعَامٍ ، أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ ، أَوْ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ ، أَوْ صَاعًا مِنْ أَقِطٍ ، أَوْ صَاعًا مِنْ زَبِيبٍ ]. رواه البخاري

🔹الأَقِطْ :هو لَبَنٌ مُحَمَّضٌ يُجَمَّدُ حتى يَستحجِر ويُطْبَخ ، أَو يطبخ به.

🔶 *#هداية_الحديث* :
ـ في الحديث بيان للأطعمة التي
كان الصحابة رضوان الله عليهم يخرجونها زكاة فطر عنهم وعن أهليهم.
ـ ما يُخرج من الزكاة يكون من
غالب طعام أهل البلد ، سواء أكان طعامهم الأرز أو التمر ونحو ذلك.
2024/09/21 01:16:40
Back to Top
HTML Embed Code: