Telegram Web Link
َمَضَانُ سَبَبٌ لِلْأَمْنِ؛ لِأَنَّ الدُّعَاءَ فِيهِ حَرِيٌّ بِالْإِجَابَةِ، وَتَكْثُرُ دَعَوَاتُ الْمُصَلِّينَ بِمَا يُحَقِّقُ الْأَمْنَ لَهُمْ، وَيُبْعِدُ الْأَخْطَارَ وَالْخَوْفَ عَنْهُمْ.

وَكَذَلِكَ يَكْثُرُ فِي رَمَضَانَ الْعِتْقُ مِنَ النَّارِ، وَأَخْوَفُ مَا يَخَافُ الْمُؤْمِنُونَ غَضَبُ الْجَبَّارِ سُبْحَانَهُ وَدُخُولُ النَّارِ، قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ لِلَّهِ عُتَقَاءَ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ، لِكُلِّ عَبْدٍ مِنْهُمْ دَعْوَةٌ مُسْتَجَابَةٌ» رَوَاهُ أَحْمَدُ.

وَبِهَذَا نَعْلَمُ أَنَّ رَمَضَانَ مُحَقِّقٌ لِلْأَمْنِ مَتَى مَا عَمِلَ فِيهِ الْمُؤْمِنُونَ بِمَا يُرْضِي رَبَّهُمْ سُبْحَانَهُ، وَاجْتَنَبُوا مُوجِبَاتِ سَخَطِهِ، وَحَفِظُوا صِيَامَهُمْ مِمَّا يُفْسِدُهُ وَيَخْرِقُهُ مِنْ مَجَالِسِ الزُّورِ وَالْبَاطِلِ، وَمَا يُعْرَضُ فِي الشَّاشَاتِ مِنَ الْمُوبِقَاتِ الَّتِي تُوبِقُ مَنْ يَسْتَسْلِمُ لَهَا، وَيَتَلَذَّذُ بِهَا.

نَسْأَلُ اللَّهَ تَعَالَى أَنْ يَقْبَلَ مِنَّا وَمِنَ الْمُسْلِمِينَ، وَأَنْ يَحْفَظَنَا مِنْ مُوجِبَاتِ غَضَبِهِ، وَأَسْبَابِ عَذَابِهِ، وَأَنْ يَجْعَلَنَا مِنْ عِبَادِهِ الصَّالِحِينَ. إِنَّهُ سَمِيعٌ مُجِيبٌ.
وَأَقُولُ قَوْلِي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ لِي وَلَكُمْ...


الخطبـــة.الثانيـــة.cc
الْحَمْدُ لِلَّهِ حَمْدًا طَيِّبًا كَثِيرًا مُبَارَكًا فِيهِ كَمَا يُحِبُّ رَبُّنَا وَيَرْضَى، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، صَلَّى اللَّهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَمَنِ اهْتَدَى بِهُدَاهُمْ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.

أَمـــَّا بَعْـــدُ: فَاتَّقُوا اللَّهَ تَعَالَى وَأَطِيعُوهُ، وَعَظِّمُوا هَذَا الشَّهْرَ الْكَرِيمَ، وَضَاعِفُوا فِيهِ الْأَعْمَالَ الصَّالِحَةَ؛ فَإِنَّهُ مَوْسِمٌ مِنْ مَوَاسِمِ اللَّهِ تَعَالَى.

أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: مِمَّا يُحَقِّقُهُ الصَّوْمُ مِنَ الْأَمْنِ فِي الْآخِرَةِ: اخْتِصَاصُ أَهْلِهِ بِبَابٍ فِي الْجَنَّةِ يُسَمَّى بَابَ الرَّيَّانِ، قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «... وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصِّيَامِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الرَّيَّانِ» رَوَاهُ الشَّيْخَانِ، وَفِي لَفْظٍ لِلتِّرْمِذِيِّ: «إِنَّ فِي الْجَنَّةِ لَبَابًا يُدْعَى الرَّيَّانَ، يُدْعَى لَهُ الصَّائِمُونَ، فَمَنْ كَانَ مِنَ الصَّائِمِينَ دَخَلَهُ، وَمَنْ دَخَلَهُ لَمْ يَظْمَأْ أَبَدًا».

وَمِمَّا يَتَحَقَّقُ مِنَ الْأَمْنِ فِي رَمَضَانَ: مَا يَقُومُ بِهِ الْعِبَادُ مِنْ أَنْوَاعِ الْإِحْسَانِ؛ كَتَفْطِيرِ الصَّائِمِينَ، وَسَقْيِ الْعَطْشَانِينَ، وَإِطْعَامِ الْجَائِعِينَ، وَعَوْنِ الْمُحْتَاجِينَ.

وَفِي بِلَادِ الْمُسْلِمِينَ الْمَنْكُوبَةِ جَوْعَى وَمُشَرَّدُونَ، شَرَّدَتْهُمْ قُوَى الطُّغْيَانِ الْجَائِرَةُ، وَالْعِصَابَاتُ الصَّفَوِيَّةُ الْمُجْرِمَةُ فِي الْعِرَاقِ وَالشَّامِ وَالْيَمَنِ.

شُعُوبٌ بِأَكْمَلِهَا تُهَجَّرُ مِنْ دِيَارِهَا، وَتُؤْذَى فِي دِينِهَا، وَتُمْنَعُ عَنْهَا ضَرُورَاتُ الْحَيَاةِ، لِتَحْقِيقِ أَهْدَافٍ اسْتِعْمَارِيَّةٍ قَبِيحَةٍ، وَأَطْمَاعٍ صَفَوِيَّةٍ طَمُوحَةٍ، يُؤْذَى فِيهَا الْمُسْلِمُونَ فِي أَقْطَارٍ شَتَّى.

فَحَرِيُّ بِأَهْلِ الْإِيمَانِ وَهُمْ يَعِيشُونَ أَمْنًا وَرَغَدًا مِنَ الْعَيْشِ أَنْ يَشْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ تَعَالَى عَلَيْهِمْ، وَأَنْ يَمُدُّوا يَدَ الْعَوْنِ لِإِخْوَانِهِمْ، وَيَخُصُّوهُمْ فِي هَذَا الشَّهْرِ بِدَعَوَاتِهِمْ؛ فَإِنَّ دُعَاءَهُمْ مَرْجُوُّ الْإِجَابَةِ. وَبَلَدُنَا بِحَمْدِ اللَّهِ بَلَدٌ مِعْطَاءٌ، وَمَا عَوَّدَنَا أُنَاسُهُ إِلَّا أَنَّهُمْ أَسْخِيَاءُ فِي الْخَيْرِ، تَمْتَدُّ أَيْدِيهِمْ إِلَى الضُّعَفَاءِ فِي كُلِّ مَكَانٍ .

فَلْنَكُنْ -عِبَادَ اللَّهِ- فِي هَذَا الشَّهْرِ الْكَرِيمِ كَمَا يَظُنُّ بِنَا إِخْوَانُنَا بَذْلًا وَعَطَاءً، وَمُوَاسَاةً وَإِطْعَامًا، وَلْنَحْفَظْ أَمْنَنَا بِاجْتِمَاعِ قُلُوبِنَا عَلَى دِينِنَا، وَالتَّمَسُّكِ بِهِ وَعَدَمِ تَفْرِقَتِهِ، فَمَا اخْتَلَفَ قَوْمٌ إِلَّا بَعْدَ أَنْ فَرَّقُوا دَيْنَهُمْ فَتَفَرَّقُوا وَكَانُوا شِيَعًا وَأَحْزَابًا.
نَسْأَلُ اللَّهَ تَعَالَى أَنْ يَحْفَظَنَا وَالْمُسْلِمِينَ بِحِفْظِهِ، وَأَنْ يُبْعِدَنَا عَنْ مُوجِبَاتِ سَخَطِهِ، وَأَنْ يَدْرَأَ عَنَّا شَرَّ مَا نَخَافُ وَنُحَاذِرُ، إِنَّهُ سَمِيعٌ مُجِيبٌ.
وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى نَبِيِّكُمْ...

=======================
، فلَرسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - أجود بالخير مِن الرِّيح المرسَلة"؛ متفق عليه، وخرَّجه الإمام أحمد بزيادة في آخره، وهي: "لا يُسألُ عن شيء إلاَّ أعطاه".
تَعَوَّدَ بَسْطَ الْكَفِّ حَتَّى لَوَ انَّهُ
ثَنَاهَا لِقَبْضٍ لَمْ تُجِبْهُ أَنَامِلُهُ
تَرَاهُ إِذَا مَا جِئْتَهُ مُتَهَلِّلاً
كَأَنَّكَ تُعْطِيهِ الَّذِي أَنْتَ سَائِلُهُ
هُوَ الْبَحْرُ مِنْ أَيِّ النَّوَاحِي أَتَيْتَهُ
فَلُجَّتُهُ الْمَعْرُوفُ وَالْجُودُ سَاحِلُهُ

• قال ابن شهاب: "إذا دَخَل رمضان
فإنَّما هو تلاوةُ القرآن، وإطعام الطعام".

ولا يُشترط - لكي تكون جوادًا -
أن تكون غنيًّا من أصحاب الأموال الكثيرة، بل أن تتصدَّق ولو بالقليل؛ قال النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((سَبَق درهمٌ مائةَ ألف دِرهم))، فقال رجل: وكيف ذاك يا رسول الله؟ قال: ((رجلٌ له مال كثير، أَخَذ من عَرضِه مائةَ ألف درهم تصدَّق بها، ورجلٌ ليس له إلاَّ درهمان، فأخَذَ أحدَهما فتصدَّق به))؛ صحيح سنن النسائي.

فإذا قدَّمتَ لصائم تمرة
أو جرعة من ماء، فقد فَطَّرت صائمًا، ولكَ مثل أجر صيامه، عن زيد بن خالد الجهني - رضي الله عنه - عن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((مَن فطَّر صائمًا، كان له مثلُ أجرِه، غير أنَّه لا ينقص من أجْرِ الصائم شيء))؛ صحيح
دروس.وخـواطـر.رمضـانيــة.cc
=====================

• إن شهر رمضان من أهمِّ ..
مواسم الطاعات التي تزيد الإيمان والتقوى؛ لما فيه من شتَّى أنواع الطاعات، ولما فيه من مضاعفة الأجر والحسنات.

عن أنسِ بن مالك - رضي الله عنه -
قال: قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((افعلوا الخير دهرَكم، وتعرَّضوا لنفحات رحمة الله، فإنَّ لله نفحاتٍ مِن رحمته، يُصيب بها مَن يشاء من عباده، وسَلُوا الله أن يسترَ عوراتِكم، وأن يُؤمِّن رَوْعاتِكم))؛ رواه الطبراني في الكبير، وهو في الصحيحة.

قال المناويُّ في "فتح القدير":
"((وتعرَّضوا لنفحاتِ رحمةِ الله))؛ أي: اسلكوا طرقَها، حتى تصيرَ عادةً وطبيعة وسجيَّة، فداوِموا على الطَّلَب، فعسى أن تصادِفوا نفحةً من تلك النفحات، فتكونوا مِن أهل السعادات".

فهذا رمضان، مناسبةٌ عظمَى
للتعرُّض لهذه النفحات، فأين المُجِدُّون؟ وأين المجتهِدون؟ أين مَن وقفوا على حقيقة الصِّيام، فاستخلصوا الدروسَ المطلوبة، ووقفوا على العِبر المقصودة؟

1- أوَّل هذه الدروس :
أنَّ رمضان حثَّ على حِفْظ اللِّسان
والصيامِ عن أذى الإنسان:
• عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله- صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((ليس الصيامُ من الأكْل والشُّرب، إنَّما الصيام من اللَّغوِ والرفث، فإن سابَّك أحدٌ، أو جهِل عليك، فقل: إنِّي صائم، إنِّي صائم))؛ صحيح الترغيب.

• وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة -
رضي الله عنه - عن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((إذا أصبح أحدُكم يومًا صائمًا، فلا يرفث (الفحش من القول)، ولا يجهلْ، فإن امرؤٌ شاتَمه أو قاتله، فليقلْ: إنِّي صائم، إني صائم))، قال النووي في الأذكار: "قيل: إنَّه يقوله بلسانه، ويُسمِع الذي شاتَمه لعلَّه ينزجر، وقيل: يقوله بقلبه؛ لينكفَّ عن المسافهة، ويُحافظَ على صيانةِ صومه"، قال: "والأوَّل أظهر".

فعلامَ تكثُر الخُصومات والمشادَّات
في رمضان؟! لماذا ترتفعُ أصوات بعض الصائمين بالسبِّ والشتْم والقذف، والنُّطق بالكلمات النابية التي يندَى لها الجبين، وكأنَّ رمضان مضمارٌ للعِراك والسِّباب، وليس مضمارًا للتعرُّض لنفحات رحمة الله، وفعل الخيرات؟!

• عن جابر بن عبد الله -
رضي الله عنهما - قال: "إذا صمت، فليصمْ سمعُك، وبصرُك، ولسانك عن الكذب والمأْثَم، ودعْ أذى الخادم، وليكن عليك وقارٌ وسكينة يومَ صيامك، ولا تجعلْ يومَ فطرك ويوم صيامِك سواءً"؛ ذكره ابن أبي شيبة في "المصنف".

إنَّ الصيام صيامُ الجوارح عن أذى
المسلمين، ولذلك كان أبو هريرة - رضي الله عنه - وأصحابه إذا صاموا جَلسُوا في المسجد - كما قال أبو المتوكِّل - حتى يحفظوا سمعَهم، وبصرَهم، وجوارحهم عن كلِّ ما حَرَّم الله.

• قال أبو ذر - رضي الله عنه -:
"إذا صمتَ، فتحفَّظْ ما استطعت".
قال ابن رجب في كتابه "لطائف المعارف": "وعامَّة صيام الناس لا يجتمع في صومِه التحفُّظ كما ينبغي"، يقول هذا وهو ابن القرن الثامن الهجري، فكيف بنا نحن؟!

• وكان طليق إذا كان يومُ صومِه
دخل فلم يخرج إلاَّ لصلاة؛ مخافةَ أن ينقض صيامه بِغِيبة، أو نميمة، أو أن يقعَ بصرُه على مُحرَّم، وبخاصَّة ونحن في زمان لا تُميِّز فيه بعضُ فتياتنا بين رمضان وغيره، فيخرجنَ إلى الشوارع ليلاً ونهارًا كاسياتٍ عاريات، عليهنَّ من الزِّينة ما قد يُفسِد صيامَ غير المتحفظين، فلْيتقينَ الله في أنفسهنَّ، وليتقين الله في الصائمين.

• وقال أبو العالية:
"الصائمُ في عبادة ما لم يَغتبْ".
فلله العجب! كيف ترى قومًا في رمضان فارغين، يقضون بياضَ يومهم في النوم، أو لَعِب الورق، أو الشطرنج، أو تقليب القنوات الفضائيَّة التافهة، ويقضون سوادَ ليلهم في التفنُّن في أنواع المأكولات، وصنوف الحلويات، ثم الإدلاف إلى المقاهي، والاشتغال بحديث الناس غِيبةً ونميمة، أو حضور الحفلات والسهرات اللَّيليَّة الراقصة، والمهرجانات الفارغة، والتهريجات المميتة للقلوب، ممَّا يُخشى أن يصدق على أصحابها قولُ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: "رُبَّ صائمٍ حظُّه من صيامه الجُوع والعطش، وربَّ قائمٍ حظُّه من قيامه السَّهر"؛ رواه الطبراني في الكبير، وهو في صحيح الترغيب.

إِذَا لَمْ يَكُنْ فِي السَّمْعِ مِنِّي تَصاوُنٌ
وَفِي بَصَرِي غَضٌّ وَفِي مَنْطِقِي صَمْتُ
فَحَظِّي إِذًا مِنْ صَوْمِيَ الْجُوعُ وَالظَّمَا
فَإِنْ قُلْتُ إِنِّي صُمْتُ يَوْمِي فَمَا صُمْتُ

• قال الحسن البصري - رحمه الله ُّ:
"إنَّ الله جعل رمضان مضمارًا لخلقه، يستبقون فيه إلى مرضاتِه، فسبَق قومٌ ففازوا، وتخلَّف آخرون فخابوا، فالعجبُ من اللاَّعب الضاحك، في اليوم الذي يفوز فيه المحسِنون، ويخسر فيه المبطِلون".

2- ثاني هذه الدروس :
أنَّ رمضان مضمارٌ للتسابق إلى الجود والإنفاق:
• عن ابن عباس - رضي الله عنه -
قال: "كان رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - أجودَ الناس، وكان أجودَ ما يكون في رمضان، حين يلقاه جبريل، وكان يلقاه في كلِّ ليلة من رمضان، فيدارسُه القرآن
⛅️ #إشــツـراقة_الصبـاح

❅ الخميس ❅
٠٦/ رمـضـ⑨ــان/ ١٤٣٨هـ
01/ يـونيــ➅ـــو/ 2017مـ
❂:::ــــــــــــــــــ✺ـــــــــــــــــ:::❂

‏﴿أنا يوسف و هذا أخي﴾
لم يقل أنا عزيز مصر،
بل ذكر اسمه خالياً من
أي صفة. صاحب النفس
الرفيعة ﻻ يلتفت الى المناصب ولا الرُتَب!..♡#رمـضـ🌙ــان
‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‏
صبــــاح التواضع...@
🎤
خطبة.جمعة.بعنوان.cc
رمضان والمقصد من الصيام
للشيخ/ الـــرهـــوانـــي مــحــمـــد
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌

الخطبــة.الأولــى.cc
شهر من أعظم مواسم الطاعة والإقبال على الله أطل علينا بنفحاته الطيبة.. شهر كان الحبيب النبي صلى الله عليه وسلم يزِف لأصحابه البشرى بقدومه فيقول:(أتاكُم رَمضانُ، شَهرٌ مبارَك، فرَضَ اللَّهُ عزَّ وجَلَّ عليكُم صيامَه، تُفَتَّحُ فيهِ أبوابُ السَّماءِ، وتغَلَّقُ فيهِ أبوابُ الجحيمِ وتُغَلُّ فيهِ مَرَدَةُ الشَّياطينِ، للَّهِ فيهِ ليلةٌ خيرٌ من ألفِ شَهرٍ، مَن حُرِمَ خيرَها فقد حُرِمَ).

رمضان هو شهر الصيام والقيام وتلاوة القرآن، هو شهر العتق والغفران شهر الصبر والمواساة، والتكافل والتراحم والإحسان، شهر التناصر والتعاون، شهر الفتوحات والانتصارات.. هو شهر تُفتح فيه أبواب الجنات، وتُضاعف فيه الحسنات، وتُجاب فيه الدعوات، وتُرفع فيه الدرجات، وتُغفر فيه السيئات.. رمضان، شهر يجود الله فيه سبحانه على عباده بأنواع الكرامات، ويجزل فيه لأوليائه العطِيّات، حيث فرض الله صيامه، فصامه المصطفى صلى الله عليه وسلم وأمر بصيامه، وأخبر عليه الصلاة والسلام أن من صامه وقامه إيماناً واحتساباً غفر الله له ما تقدم من ذنبه.

رمضان، لسان حال الشهور معه كحال يوسف عليه السلام مع إخوته: ﴿ تَاللَّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنَا ﴾.
فإذا كان شهرٌ هذه فضائله، فما المقصِد والحكمة من صيامه؟
• الصيام شُرِع لمقاصد وأحكام عظمى، حيث لم يقِف الشارع الحكيم عند مظاهر الصوم وصُوره، من تحريم تناول المباحات والطيبات فحسب، بل عمِدَ إلى سمُوِّ الروح، ورُقِيِّ النفس وحفظِها، وتزكيةِ الجوارِح والصعود بها من الدَّرك المادي الطيني، إلى آفاق السمو الروحي، لينعم الصائم بصفات أهل البرِّ والإحسان.

لذلك كان أول مقصِد من مقاصد صيام رمضان، هو تحقيق التقوى كما دل على ذلك قول ربنا جل وعلا: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [البقرة: 183].

فالحكمة الأسمى من الصيام هو تحقيق تقوى الله وخشيتِه سبحانه ومراقبتِه في السر والعلانية، فالتقوى التي يحققها الصوم وينميها في الإنسان: هي المراقبة الدائمة لله سبحانه في السر والعلن والحذر من الوقوع فيما يُغضبه، والابتعادُ عن الانسياق وراء الشهوات والغرائز.

تقوى الله هي العاصم من كل شر وفساد وفتنة وسوء وضرر، هي الضمان لكل خير ومصلحة شريفة وغاية نبيلة وهدف منشود.

فليس المقصود الذي شُرع من أجله الصيام أن يُتعِب الإنسان نفسه ويُجهدها بامتناعه عن تناول بعض الملذات المباحة، وإنما المقصود الذي شُرع من أجله الصيام: تحقيق تقوى الله تعالى.

هذه التقوى والمراقبة، يجب أن تكون حاضرة مع المسلم أينما حل وارتحل في كل مكان وزمان.
مع نفسه، بأن يُلزمَها اتباع الحق، ويمنعَها من الظلم والبغي.
في بيته، مع زوجته، مع أولاده، يُجنبهم مواطنَ الهلاك.
مع جيرانه، في عمله في وظيفته في تجارته في أي مهنة يمتهنها، أو أيِّ مسؤولية يتحملها.
لذلك قال النبي الحبيب صلى الله عليه وسلم: (اتق الله حيثما كنت).

• ومن المقاصد التي يرمز إليها هذا الشهر الكريم، إحلال قيم التكافل الاجتماعي بين أبناء المجتمع، حتى يُدرك الأغنياء ما يعانيه إخوانهم الفقراء والمحرمون الذين يذوقون ويلاتَ الفقر ومرارةَ الحِرمان وألمَ الجوعِ في سائر الأوقات وطُول العام، فيوجب ذلك تنبيها للنفس وحَثّا لها على مواساتهم والإحسان إليهم.

قيل ليوسف عله السلام، وكان كثير الجوع، لم تجوع وأنت على خزائن الأرض؟ فقال: إني أخاف أن أشبع فأنسى الجائع.

ولهذا حث النبي صلى الله عليه وسلم على التكافل والتراحم بين جميع أفراد الأمة دون تمييز، وليس في رمضان فحسب، وإنما في سائر العام، قال: (مثلُ المؤمنين في توادِّهم وتراحمِهم وتعاطفِهم كمثلِ الجسدِ الواحدِ إذا اشتكى منه عضوٌ تداعى له سائرُ الجسدِ بالحمى والسهرِ).

فديننا دين التكافل والتعاون والتضامن والتراحم، ديننا يدعو إلى البذل والعطاء والتضحية في سبيل إدخال السرور إلى قلوب عامة الناس ومساعدتهم، يقول النبي صلّى الله عليه وسلم:(أَحَبُّ النَّاسِ إِلَى اللَّهِ أَنْفَعُهُمْ لِلنَّاسِ، وَأَحَبُّ الأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ سُرُورٌ تُدْخِلُهُ عَلَى مُسْلِمٍ، أَوْ تَكْشِفُ عَنْهُ كُرْبَةً أَوْ تَطْرُدُ عَنْهُ جُوعًا، أَوْ تَقْضِي عَنْهُ دَيْنًا).

إنها والله لقيم عاليةٌ حَرَصَ عليها ديننا فرغّب فيها وحث عليها، ليَتمَّ التكافل في بناء المجتمع حتى يصبحَ قويا صامدا، وتصبحَ القلوب لينة طاهرة، فالغني يعطف على الفقير، والفقير يحب الغني، والقوي يشد بيد أخيه الضعيف، والضعيف يستنصر بالقوي، مجتمع متماسك متراحم متعاون، تسوده المحبة والرحمة والإخاء.

• ومن مقاصد رمضان أن نجعله بداية وفرصةً للتغيير، فربنا سبحانه يقول:﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْ
فُسِهِمْ ﴾ [الرعد: 11].
• فرصة للتغيير لمن كان مُفرطاً أو متهاونا أو مضيعا للصلاة.
• فرصة للتغيير لمن هجر المساجد.
• فرصة للتغيير لمن اعتاد الكذب بأن يعتاد الصدق ويتحلى به.
• فرصة للتغيير لمن اعتاد تسخير جوارحه في الحرام، بأن يحفظها ويسخرها في طاعة الله ومرضاته.
• فرصة للتغيير لمن كان مخاصما لأحد من الناس بأن يعفو ويصفح.
• فرصة للتغيير لمن قَطَعَ رَحِمَه بأن يصلها.
رمضانَ فرصةٌ وبداية للتغيير للمسرفين على أنفسهم، للغارقين في بحور الذنوب والمعاصي بأن يسارعوا بالتوبة والرجوع إلى الله سبحانه وتعالى فهو القائل: ﴿ قُلْ يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ ﴾ [الزمر: 53].

رمضانَ فرصةٌ للمبادرة إلى الاستقامة قبل زوال النعم وحلول الأجل، وحين تزول النعمة ويَحُل الأجل، وقتها لا تُقبل المعذرة، ولا تُستدركُ الزلة. فإن لم تتغير النفوس وتنضبط في رمضان، فهل عساها تتغيرُ وتنضبط من بعده؟


الخطبـــة.الثانيـــة.cc
رمضان شهرٌ أراده الله أن يكون شهرَ العبادة والإنابة، شهرَ التقوى، شهر القرآن والقيام، شهر الإنفاق والقربِ والطاعة، شهر الجد والاجتهاد والتضحية والبذل والعطاء، هكذا أراده الله عز وجل ويريده أن يكون.

ولكن بعض الناس يريدونه على غير ما أراده الله جل وعلا.

حيث انعكست المفاهيم، وانحرف الفهم لحقيقة الصيام، حتى أصبح رمضان عند البعض شهرَ ممارسة الاستهلاك، استعدادا للموائد الممدودة المملوءة طولا وعرضا بأطيب أنواع الطعام والشراب، مما لا نراه إلا في هذا الشهر، ولذلك لا نستغرب ارتفاع أسعار الأطعمة في رمضان، كيف لا وقد ارتفع الطلب وفُتحت الجيوب والمحافظ؟!

بل قد يستدين البعض لشراء كماليات الطعام، مبالغة في إعطاء النفوس ما تشتهيه، فجعلوه موسم وميدان التنافس على أصناف الأطعمة وألوان الأشربة، فتراهم قبل دخول هلال رمضان يفزعون إلى الأسواق رجالا ونساء يكيلون من الأطعمة ويتزودون من الكماليات، وكأن رمضان حفلة زفاف، أو وليمة نجاح، تُبسط فيها الموائد العريضة، وتنشر الأطعمة المتنوعة، فيُكتفى منها بالقليل، ثم يُرمى ما تبقى منها مع القمامة والأزبال.
• ومنهم من يريده شهر السهرات والحفلات، أو ما يسمونه بالأعمال الفنية التي تُهيأ خصيصا لرمضان إكراما لهذا الضيف الكريم على حد زعمهم، ونعم الإكرام!!!.
• ومنهم من يريد رمضان شهر اللهو وتضييع الأوقات.
• ومنهم من يريده شهر الفضائيات والمباريات.

فهؤلاء وغيرهم الكثير، جردوا رمضان من حقيقته وعن معانيه العظمى، وجعلوه لبطونهم وعيونهم، سهرا بالليل، ونوما في النهار، لا بصيام يتلذذون، ولا بقيام يتعبدون، بل حتى الصلاة المكتوبة هم لها مضيعون، ليلهم ضياع، ونهارهم خُسران.
وما هكذا يُستقبل رمضان يا أمة القرآن.

فرمضان نستقبله:
بالنية الخالصة والعزيمة الصادقة والإرادة القوية على صيامه وقيامه إيمانًا واحتسابا لا تقليدا وتبعية.
رمضان نستقبله بالتوبة النصوح الصادقة، بالتحلل من المظالم ورد الحقوق إلى أهلها، وأن نستسمح كل من ظلمناه، وأن ندعو لمن قصرنا في حقه، وأن نصل من قطعنا رحمه..

============================
🎤
محاضرة.قيمة.بعنوان.cc
رمــضـــــان ولــهــيــب الـــحــــــر
للشيخ/ عبدالرحمن عبدالعزيز العقل
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌

عناصر المحاضرة :
1/ عبادة التفكُّر دأَبُ الصالحين
2/ الحَرُّ كمشهد من مشاهد الاعتبار
3/ نماذج لاستعذاب السلف الصالح عذاب العبادات 4/ هدم بعض الشباب ركن الصوم بحجة شدة الحر 5/ مفهوم الابتلاء 6/ يسر الابتلاء بالصيام في شدة الحر

أيها المسلمون: إن الكلمات النابضة بالحب إذا لامست قلوباً حية تركت أثراً جلياً لمن أقبل بسمع مرهف، وقلب حاضر على تأمُّلاتٍ وعبر تنضح بها آيات الكون.


إن العبد الموفق ليرى في كل سكنة وحركة في واقعه وحياته ومحيطه قدرة الله وعظمته ماثلةً لعينيه، مستقرة في فؤاده؛ فيزيده ذلك قرباً من مولاه، ويقيناً بربوبيته وألوهيته .


أخي المبارك: أطلق فكرك ليجوب هذه الدنيا بسماواتها وأرضها، وليلها ونهارها، وتعاقُب أيامها وفصولها، تجد كل ذلك ينصب في بوتقةِ عظيمِ صنع الخالق...


إن التفكر في هذا كله، والتأمل في ملكوت السماوات والأرض عبادة منسية، وقربة لا يفطن لها إلا عباد الله الموفقون.


إن التأمل في ملكوت السماوات والأرض، وما يورثه في القلب من يقين، لهو خير زاد للمسلم في طريق سيره إلى الله تعالى, فمَن لازمه كانت الآخرة ماثلة أمامه، وأيقن أن وراء هذه الآيات وتصريفها وتدبيرها إلهاً قادراً خالقاً.


إن كل ما في هذه الدنيا يدل على الله تعالى، فما فيها من نعيم ورخاء، يدل على كرم الله وفضله وإحسانه، وما فيها من بلاء يدل على قوة بأسه، وشدة بطشه، نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ * وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ [الحجر:49-50].


قال الحسن البصري -رحمه الله-: كانوا يتفكرون في تقلبات الزمن، ويعتبرون باختلاف الدهر، فيُحدث لهم عبادة وتقرباً. وقال بعض السلف: ما رأى العارفون شيئاً من الدنيا إلا تذكروا به ما وعد الله به من جنسه في الآخرة.


ويحضرنا في هذه الأيام مشهدٌ من مشاهد الاعتبار، وآيةٌ من آيات التفكر، مشهدٌ يصل القلوب بخالقها، وينفذ بها إلى عالم الآخرة؛ حيث كربة الموقف في العرصات، وحيث النارُ بسمومها وعذابها، إنه القيظُ الشديد بسَمومه اللافح، وحرّه المؤذي، وشمسه اللاهبة، وظله اليحموم، ومهما اعتدنا ذلك وألفناه، وعرفنا تفسيره، وتجلّت لنا أسبابه، فذلك لا يُذهب ما فيه من مشهد العظة والذكرى، وفي نار الدنيا ما يذكر بنار الآخرة، أَفَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ * أَأَنْتُمْ أَنْشَأْتُمْ شَجَرَتَهَا أَمْ نَحْنُ الْمُنْشِئُونَ * نَحْنُ جَعَلْنَاهَا تَذْكِرَةً وَمَتَاعًا لِلْمُقْوِينَ[الواقعة:71-73].


وكذلك كان يفعل -صلى الله عليه وسلم-، كان يجعل من مشاهد الحياة المألوفة صلةً لتذكر عالم الآخرة، بقوله -صلى الله عليه وسلم-: "إِذَا اشْتَدَّ الحَرُّ فَأَبْرِدُوا عَنِ الصَّلاَةِ، فَإِنَّ شِدَّةَ الحَرِّ مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ"، وقال -صلى الله عليه وسلم-: "أَشَدُّ مَا تَجِدُونَ مِنَ الْبَرْدِ مِنْ زَمْهَرِيرِ جَهَنَّمَ، وَأَشَدُّ مَا تَجِدُونَ مِنَ الْحَرِّ مِنْ حَرِّ جَهَنَّمَ" أخرجهما البخاري ومسلم.


وكما للقيظ في حره وسمومه آية، فله في سببه آية، فما القيظ إلا نتيجةٌ لدنو الشمس نحونا قليلاً، كما أن زمهرير الشتاء من انصرافها عنا قليلاً، حالتان متضادتان سببهما دنو يسير أو انصراف يسير، ولو دنت أكثر لأحرقت، ولو بعدت أكثر لأماتت.


والحَر -أيها المسلمون- قد يكون عذاباً يعذب الله به من يشاء من العصاة؛ ذكر المفسرون في قصة شعيب عن ابن عباس -رضي الله عنهما- عند قوله تعال: فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ إِنَّهُ كَانَ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ [الشعراء:189]، قال: أرسل الله إليهم سموماً من جهنم، فأطاف بهم سبعة أيام حتى أنضجهم الحَرُّ، فحميت بيوتهم، وغلت مياههم في الآبار والعيون، فخرجوا من منازلهم هاربين والسَّموم معهم، فسلَّط الله عليهم الشمس من فوق رؤوسهم فغشيتهم، وسلَّط الله عليهم الرَّمضاءَ من تحت أرجُلهم حتى تساقطت لحومُ أرجُلهم، ثم نشأت لهم ظُلة كالسحابة السوداء، فلما رأوها ابتدروها يستغيثون بظلها، فوجدوا لها برداً ولذةً، حتى إذا كانوا جميعاً تحتها أطبقت عليهم، وأمطرت عليهم ناراً فهلكوا، ونجى الله شعيباً والذين آمنوا معه.


والحَر كذلك ابتلاء للمؤمنين في أداء الواجبات، ففي السنة التاسعة من الهجرة كانت غزوة تبوك، وكان الجو حاراً، والمسافة بعيدة، والعدو شرساً، فبرز موقف النفاق، وأخذ المنافقون يتلمسون الأعذار في التخلف عن الغزوة، وكان من بين أعذارهم قولهم: (لَا تَنْفِرُوا فِي الْحَرِّ)، يريدون أن يؤثِرُوا الراحة والدعة في المدينة، حيث طيب الثمار، ووفرة الظلال، فذكَّرهم الله تعالى بالحقيقة الأكيدة بقوله تعالى: قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا لَوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ [التوبة:81].


وكذلك المشي إلى المساجد للجُمَع والجماعات، وشهود الجنائز في مواسم الحر الشديد من أ
عظم صور الابتلاء التي تقرب المسلم من ربه، وتزيده خشية وإيمانا.


أحبتي في الله: ودونكم صورة من صور الابتلاء في هذه الأيام، صورة حية تكشف حقيقة الإيمان في النفوس، وتجسد الصبر لدى المسلم، صورة من الابتلاء تبين بجلاء مدى التسليم والرضا عن التشريع في العسر.


إنها القيام بواجب الصوم حينما يشتد الحَرّ كما في أيامنا هذه؛ فرمضان هذه السنة يوافق لهيب الحر مع طولٍ في النهار، حيث يصل في بعض الدول إلى خمس عشرة ساعة، فيجتمع على المسلم حَرٌّ لاهب، وعطش في النهار شديد.


إن المسلم قد ينشط للعبادة في حال اليسر، فيحتاج إلى شيء من الابتلاء بالعبادة في العسر: لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ[الأنفال:37].


كثير هم أولئك الذين يقبلون على الله وعلى التعبد وأداء الفرائض في حال الرخاء والسعة والأجواء الجميلة الخلابة، لكن كيف هؤلاء حينما يكون الجو لاهباً من الحرارة، والنفوس ضائقة، والصدور ضيقة من جراء الجهد النفسي والجسدي الذي يخلفه الصيف اللاهب؟.


روى البخاري ومسلم عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-، قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ - فِي شَهْرِ رَمَضَانَ فِي حَرٍّ شَدِيدٍ، حَتَّى إِنْ كَانَ أَحَدُنَا لَيَضَعُ يَدَهُ عَلَى رَأْسِهِ مِنْ شِدَّةِ الْحَرِّ، وَمَا فِينَا صَائِمٌ، إِلَّا رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَعَبْدُ اللهِ بْنُ رَوَاحَةَ.


وعَنْ قَتَادَةَ، أَنَّ عَامِرَ بْنَ عَبْدِ قَيْسٍ، لَمَّا حَضَرَه الموت قَالَ: مَا آسَى عَلَى شَيْءٍ إِلَّا عَلَى قِيَامِ الشِّتَاءِ، وَظَمَأِ الْهَوَاجِرِ.


وَلما حضرت حُذَيْفَةَ بن الْيَمَان الْوَفَاةُ قَالَ: اللَّهُمَّ إِنِّي كنت أخافك، وَأَنا الْيَوْم أرجوك، اللَّهُمَّ إِنَّك تعلم أَنِّي لم أكن أحب الْبَقَاء فِي الدُّنْيَا لجري الْأَنْهَار، وَلَا لغرس الْأَشْجَار، وَلَكِن لظمأ الهواجر، وَقيام اللَّيْل، ومكابدة السَّاعَات.


وَمثل هَذَا يرْوى عَن مُحَمَّد بن الْمُنْكَدر -رَضِي الله عَنهُ- أَنه لما نزل بِهِ الْمَوْت بَكَى، فَقيل لَهُ مَا يبكيك؟ فَقَالَ: مَا أبْكِي حرصا على الدُّنْيَا، وَلَا جزعا من الْمَوْت، وَلَكِن أبْكِي على مَا يفوتني من ظمأ الهواجر، وَقيام ليَالِي الشتَاء.


هكذا كانوا -رضي الله عنهم-، يفرحون بطول النهار ليصوموا رغم العطش الشديد، والظمأ في الهواجر، فينالوا بذلك درجة الصبر، التي قال الله عنها: إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ [الزمر:10].


إخوتي في الله: لقد أصيبت الأمة اليوم بشباب هدموا ركن الصوم الأعظم، وقد يعتذر بعضهم عن ذلك بشدة الحر، وطول النهار، وهذا أمر مقبوح في شريعة الإسلامية، فالصيام فريضة من فرائض الله التي أوجبها الله على المكلف، ولا خيار له في ذلك ما دام مسلماً إلا أن يكون معذوراً بمرض أو سفر، ولا تثبت قدم العبد في الإسلام إلا على ظهر التسليم والقبول، وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا [الأحزاب:36].


وكذا مَنْ تَرَكَ الصِّيام وهو قادر فقد عصى الله ورسوله وضل ضلالاً مبيناً، وفِعله هذا أمارة على ضعف قدمه في التسليم والاستجابة لشرع الله، فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا [النساء:65]، وربنا سبحانه يقول: أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ [العنكبوت:2].


ولا بد للمسلم في هذه الدنيا من التمحيص، وكشف حقيقة الإيمان، وهذه سنة الله في عباده، وما من مؤمن إلا ويبلوه الله في هذه الدنيا، والابتلاء يأخذ أشكالاً متلونة، وليست على لون واحد، والصيام في شدة الحر وظمأ الهواجر لونٌ من ألوانِ ابتلاء الإيمان؛ لكشف حقيقة ما في القلب، وإظهار خفاياه، ولأجل تمييز مَن يعبد الله على حَرْفٍ، مِمَّن يعبده بِحَقٍّ ويَقِينٍ وإيمان، والمتأمل البصير يعلم أن الابتلاء بالصيام في شدة الحر ليس من صنوف الابتلاءات الشديدة؛ لأنه بمقدور المسلم، والكلفة والمشقة فيه محتملة ميسورة.


ودونك -أيها المبارك- نموذجاً آخر من البلاء فيما رواه البخاري في صحيحه عن خباب بن الأرت، قال: شكونا إلى رسول الله --، وهو متوسد بردة له في ظل الكعبة، قلنا له: ألا تستنصر لنا؟ ألا تدعو الله لنا؟ قال: "كان الرجل فيمن قبلكم يُحفَر له في الأرض، فيجعل فيه، فيجاء بالمنشار فيوضع على رأسه فيشق باثنتين، وما يصده ذلك عن دينه، ويُمشَط بأمشاط الحديد ما دون لحمه من عظم أو عصب، وما يصده ذلك عن دينه، والله! لَيتمنَّ هذا الأمر، حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت، لا يخاف إلا الله، أو الذئب على غنمه، ولكنكم تستعجلون".


فأين
من يثقل عليه الصيام ..
في شدة الحر من هذا اللون من ألوان الابتلاء؟ وماذا لو عرض على المنشار ليفرق فرقتين؟ هل سيطيق صبراً؟ وهل سيكون صلباً؟ أم سيصده ذلك عن دينه؟ ماذا لو مشط بأمشاط الحديد ما دون لحمه وعظمه؟ هل سيصبر على ذلك أم سيصده ذلك عن دينه؟ وَلَمَّا بَرَزُوا لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ[البقرة:250].

============================
🎤
خطبة.جمعة.بعنوان.cc
النفحــاتّ في شهـــر الرحــماتّ
للشيـخ/ خـالـد عــلي أبا الخــــيل
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌

الخطبــــة.الاولــــى.cc
الحمد لله على ما منَّ من البشائر، ومنح في أوقات الخير من البر والنفائس والنوادر، وأشهد أن لا إله إلا الله وفق هذه الأمة لشهر الجِد والنصر والبصائر، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله بشرَ ورغبَ في الخير في شهر رمضان فكان نبراسًا لكل عاملٍ مُثابر.

أيها المسلمون...
اتقوا الله فتقواه خير مكتسب وخير زادٍ مُدخرٌ مُرتقب، عباد الله النفوس جُبِلت على حب البشارة وجميل الألفاظ والعبارة، النفوس تتطلع إلى البشائر وإلى الفضائل وحسن الظن والمظاهر ولهذا تأتي البشارة بالأمور السارة (وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ) (البقرة:25) حثًا وترغيبًا وجِدًا واستمرارًا وتشويقًا، فبشرهم بإيمانهم وأعمالهم جزاءهم ومآلهم وما منحهم مولاهم.

وتأتي البشارة للمؤمن (وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ فَضْلًا كَبِيرًا) (الأحزاب:47) يا لها من آية تفتح أبواب الخيرات وتتنسم التفاؤل والجِد والمضرات، وتستنشق عبير الفرح والمسرات، فالمؤمن أمره خير ومآله إلى خير وأوقاته مملوءة بالخير.

ومن البشائر أمة الخير والمنابر:
حلول شهر رمضان وبلوغ أوقات الغفران وإدراك شهر القرآن، فإليكم البشائر والخيرات والفضائل والحسنات والمنح والرحمات
مَن ناله داءٌ دوٍ بذنوبه
فليأتي من رمضان باب طبيبه

فخلوف هذا الصوم يا قوم اعلموا
أشهى من المسك السحيق وطيبه

أوَ ليس هذا القول قول مليككم
الصوم لي وأنا الذي أجزي به

كيف لا يفرح المسلم ويشتاق ويستبشر ويرتق بشهر الرحمة والمغفرة والعِتاق
أتى شهر السعد والمكرمات
فحيّه في أجمل الذكرياتِ

يا موسم الغفران أتحفتنا
أنت المُنى يا زمن الصالحاتِ

وفي صحيح السُنة: (رغم أنفُ ثم رغم أنفُ ثم رغم أنف مَن دخل عليه رمضان فلم يُغفر له)

وقد جاءت المغفرة في شهر المغفرة في ثلاث مواطن مُدخرة فمَن صامه وقام ليلة القدر؛ غُفر له ما تقدم من ذنبه كما في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، فإذا المرء لم يتعرض المغفرة والاستغفار والتوبة في شهر الغفران والأوبة، فمتى قل لي بربك تكون له عودة وتوبةٌ صادقةٌ وأوبة فتعرض لمغفرة الزلات والتوبة مما اقترفته من السيئات في الأيام الماضيات.

أيها المسلمون....
كيف لا يُبشر المؤمن بفتح أبواب الجنان، كيف لا يُبشر المُذنب بغلق أبواب النيران، كيف لا يُبشر المؤمن العاقل لوقتٍ يُغلّ فيه الشيطان من أين يُشبه هذا الزمان زمان!

وقد كان ولد عدنان يُعلنها مُدوية في الأذهان وتُجلجل في المسامع والأذان كما روى الشيخان: (إذا دخل رمضان فُتِحت أبواب الجنان، وغلقت أبواب النار، وصُفدت الشياطين) من أعظم البشائر فتح أبواب الجنان لمُبتغي المنازل والمفاخر، ومن أعظم البشائر فتح أبواب الرحمات والنفحات والبركات فما موقف المؤمن الصادق إلا السعي والفرح والبذل المُبادر.
أتى رمضان مزرعة عبادي
لتطهير القلوب من الفسادِ

فأدي حقوقه قولًا وفعلًا
وزادك فاتخذه للمعادِ

فمَن زرع الحبوب وما سقاها
تأوه نادمًا يوم الحصادِ

فأتى رمضان ليفتح أبواب السنابل والرحمات والانتصارات على كل عدوٍ صائل وينشر التفاؤل وحسن الظن المُتبادل (إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ) (الأعراف:56)

رمضان يُخاطبك: أنا شهر المغفرة وأنا شهر الرحمة وأنا شهر لين القلوب وسلامة الصدور ونقاء العيوب، جاء رمضان ليقول للكون وما فيه: أنا شهر العتق من النار فهل تعرضت لما يوجب عِتقك ونجاتك من النار وغضب الجبار؟ جاء رمضان ليُضعف الشهوات الجسمانية والخطرات الشيطانية والنزوات الخيالية، كيف لا يفرح المؤمن بحلول موسمٍ عليه يكون سبب نجاته وعتاقه وسلامته من أعداءه.

من نفحات شهر البركات:
توحيد التلاحم والاجتماعات وتقوية الصلات وشد عُرى التماسك والعلاقات بين أطياف وأطراف المجتمعات فأتى ليُحقق (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ)(الحجرات:10) فضمائر الجمع (لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)(البقرة:21)، (وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)(البقرة:185)

ويُذكر المسلم بإخوانه المسلمين الذين حلت بهم الفتن والمِحن وتسلط عليهم العدو الغاشم، ونزلت بهم النكبات والتشريد والضياع والقسوة والتعذيب والانصياع، وما يحصل من التفككات والاختلافات والنزاعات والشقاقات؛ فيلج بذلك المشركون والمشركات والمنافقون والمنافقات يتذكروا ما هم فيه بؤسٍ وشقاء وضعفٍ وقلة حيلة وعناء ليمد يد العون لهم ويعطف على أحوالهم ويختزن لهم من دعواته وصيحاته وهتافاته؛ بأن يحفظ عليهم أديانهم وعقولهم وأبدانهم وأموالهم وديارهم وأرضهم، وأن يُمكنهم من عدوهم ويحفظ عليهم أعراضهم ويحقن دمائهم ويرحم ضعفهم ويجبر مُصابهم.

فالبعض لا يُفرق بين سحوره وإفطاره لما يسمع من جنباته صواريخ وقذائف متتالية، أو جوعٍ وفقرٍ لا يُدر

ك معه طعم شرابه وطعامه، أو خوفٍ وقلقٍ أرعب أهله وأو
لاده، أو اختلافاتٍ يزرع من خلالها أعداءُ الفتن شرارات متوقدة وتفرقاتٍ متشتتة، فالفتن إذا عمّت طمت، وإذا فشت انتشرت فتصبح كالهشيم في النار لا تدع بيتًا ولا قلبًا ولا سكنًا ولا إلفا تأكل الرطب واليابس وتُعري السِتر واللابس، نرى رمضان فرصة للتغيير والإقبال على العليم الخبير وتوحيد الصف وجمع الشمل ونبذ الخلاف والتغاضي عن الزلات والعفو عن الهفوات فتلك وربي من نفحات شهر الرحمات.

ومن النفحات في شهر الرحمات:
أن جزاء الصائمين لا عد له ولا حد بل يُكال له بلا وزن وقيد، فهو شهر الصبر وربنا يقول: (إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ) (الزمر:10) والله يقول: (الصوم لي وأنا أجزي به) أي فضلٍ بعد هذا؟ وأي كرمٍ بعد هذا؟ وأي جودٍ بعد هذا؟ وهذا قول المولى جل وعلا.
ومن النفحات في شهر الرحمات:

أن رمضان زمن الراحة النفسية والحياة الطيبة والسعادة المستقرة والنفوس المطمئنة والأجواء الإيمانية والنسمات الربانية والهبات الإلهية والواحات الروحانية، فالصائم عليه السمت ويلزم السكوت والصمت، إن سبه أحد أو خاصمه فشعاره: إني صائم، فلا يرفث ولا يصخب ولا يجهل ولا يغتر ولا يغضب، بل يعيش حياة طالما فقدها أو بحث عنها فلم يجدها ولسان حاله: مرحبًا أهلًا وسهلًا بالصيام يا حبيبًا زارنا في كل عام قد لاقينا بحبٍ مُفعمٍ كل حبٍ في سوى المولى حرام لا تعاقبنا فقد عاقبنا قلقٌ أسهرنا جُنح الظلام.

فاقبل اللهم ربي صومنا ثم زدنا من عطاياك الجِثام، ولهذا تجد الفرق الشاسع مع النفس والأولاد والأُسر والأحفاد بل مع التواصلات الاجتماعية والتقنيات الحديثة العنكبوتية كيف حالنا معها في غير رمضان عناءٌ وتعب وشقاءٌ ونصَّب وفي رمضان راحةٌ وأدب وسكونٌ ورغب
وحافظ على شهر الصيام فإنه
لخامس أركان لدين محمدِ

تُغلق أبواب الجحيم إذا أتى
وتُفتح أبواب الجنان لعُبَدِ

تُزخرف جنات النعيم وحورها
لأهل الرضا فيه وأهل التعبدِ

وقد خصه الله العظيم بليلةٍ
على ألف شهرٍ فُضلت فلتُرصدِ

فأرغم بأنف القاطع الشهر غافلًا
وأعظم بأجر المخلص المتعبدِ

فقم ليله واطوي نهارك صائمًا
وصُم صومه عن كل موهن ومُفسدِ

شعار الصائم:
العمل الصالح ينتقل ما بين قراءةٍ ولزوم مسجد وتسبيح وذكرٍ وصلةٍ وبرٍ وتراويح وصدقةٍ وإطعام وقضاء حاجة وبذل سلام فهو يُسابق أنفاسه ويُنافس جٌلّاسه (وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ (10) أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ(11)) (الواقعة:10-11)، (وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ) (المطففين:26).
قلت ما سمعتم وأستغفر الله إنه كان توابًا غفورًا.


الخطبـــة.الثانيـــة.cc
الحمد لله على الصيام والقيام، ثم الصلاة والسلام والتمام على الرسول المصطفى الختام وآله وصحبه الكرام.

من النفحاتّ:
أن الصيام يزيد الإيمان ويشوق للرحمن ويعلو للجنان فهو من أعظم الحسنات المُذهبة للسيئات ورفع الدرجات.

ومن نفحاته وخيراته:
أنه شفيعٌ لأصحابه يوم القيامة.
ومن نفحاته وبركاته:
ما فيه من فرحاته وذلك أن لكل صائم ستون فرحة ثلاثون في الدنيا ومثلها في الأخرى، كما قال المصطفى: (للصائم فرحتان:

فرحةٌ عند فطره، وفرحةٌ عند لقاء ربه) أما فرحته عند فطره فلسلامته وتمامه وعدم خسرانه ونقصانه وهي نموذج للسعادة الواقعية واللذة الروحانية التي يجدها الجميع على موائد الإفطار تعلوهم الابتسامة والمسار، يفرح أن الله أباح له الأكل والطعام مما كان مباحًا له قبل ذلك، فالنفوس مجبولة على حب الأكل والشرب فتعبدًا لله إمساكًا وتعبدًا لله إفطارًا، أما الفرحة الأخرى والنفحة الكبرى يوم لقاء المولى حينما يُجازيه على صيامه أعظم الجزاء بالثواب والشفاعة وإدخاله جنة المأوى من باب الريان وهو بابٌ للصائمين المخلصين المتبعين.
ومن النفحات أيها الراغبون في الحسنات:

أنه جُنة ووقايةٌ وجَنة وحسناتٌ مضاعفة جئت يا رمضان لتقول للعيون: صومي عن النظر الحرام قبل أن تُغضبي الملك العلام، جئت لتقول لأيدٍ: صومي أيها الأيدي عن سفك الدماء وقتل الأبرياء، جئت لتقول: أيها الإنسان احفظ اللسان عن الغيبة والنميمة والكذب والبهتان، جئت لتقول للأذان: احذري سماع الغناء والألحان، جئت لتُطهر البطون عن أكل الحرام كالربا والرشوة والغش والإجرام وهكذا في سلسلة تربوية وزكاة نفسية، فيا ذوي الهمم العالية ويا ذوي المطالب الغالية والقمم السامية الغنائم الغنائم قبل الفوات والعزائم العزائم على الجِد وهجر البطالات فلأوقات الفضائل فوات أيام معدودات، رمضان مضمار السابقين وغنيمة الصادقين ومُنية المنافسين وغنيمة المقصرين بالتوبة والإقبال على رب العالمين.

ومن النفحات في شهر الخيرات:
أنه شهرٌ تكف النفوس وكأنها عن المعاصي في حبوس وتظمأ فيه الأكبادُ عن الكؤوس، وتطلق من الخشية الرؤوس، شهرٌ طوبى ثم طوبى ثم طوبى لأقوامٍ كانت هممهم عالية وعيونهم من خشية الله باكية فزهدوا في الدار الفانية وشمروا إلى جناتٍ عالية قطوفها دانية ويُقال له

م في الآخرة: (كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أ
َسْلَفْتُمْ فِي الأَيَّامِ الْخَالِيَةِ)(الحاقة:24)، (كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ (17) وَبِالأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (18))(الذاريات: 17-18) وبالنهار لربهم صائمون وبالبكاء من خشيته يضجون وللحلال من خشية الحرام يتركون.
عليك بما يُفيدك في المعادِ
وما تنجو به يوم التنادِ

فما لك ليس ينفع فيك وعظٌ
ولا زجرٌ كأنك من جمادِ

ستندم إن رحلت بغير زادٍ
وتشقى إذ يُناديك المنادي

فلا تفرح بمالٍ تقتنيه
فإنك فيه معكوس المرادِ

وتب ما جنيت وأنت حيٌ
وكن منتبهًا من ذا الرقادِ

يسرك أن تكون رفيق قومٍ
لهم زادٌ وأنت بغير زادِ

شهرٌ هذه منافعه وهذه عطاياه ومنافحه وهذه فضائله ومواهبه، حريٌ بالجِد والاجتهاد والقوة والنشاط والنية الخالصة والعزيمة الصادقة
يا ذا الذي ما كفاه الذنب في رجبٍ
حتى عصى ربه في شهر شعبانِ

لقد أظلك شهر الصبر بعدهما
فلا تُصيره أيضًا شهر عصيانِ

واتلوا الكتاب وسبح فيه مجتهدًا
فإنه شهر تسبيحٍ وقرآنِ

فاحمل على جسدٍ ترجو النجاة له
فسوف تُضرم أجساد بنيرانِ

كم كنت تعرف ممَن صام في سلفٍ
من بين أهلٍ وجيرانٍ وإخوانِ

أفناهم الموت واستبقاك بعدهمُ
حيًا فما أقرب القاصي من الدانيِ

ومعجبٌ بثياب العيد يقطعها
فأصبحت في غدٍ أثواب أكفانِ

حتى متى يعمر الإنسان مسكنه
مصير مسكنه قبرٌ للإنسانِ .

============================
🎤
خطبة.جمعة.بعنوان.cc
رمــــضـــــــــــان والــــقــــــــــــــرآن
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌

الخطبـــة.الاولـــى.cc
عباد الله: لقد وفقكم الله تعالى لبلوغ شهر رمضان، وإدراك خيراته، والتماس أنواره وبركاته،
وإنها لفرحة عظيمة تغشى عباد الله المؤمنين، فتضيء لها محياهم، وتشرق حياتهم، وتستنير قلوبهم.

ايها المسلمون:-
لقدمضى اسبوع من رمضان فماذا حققت فيه هل تحققت فيك معنى التقوى ؟
هل ازداد ايمانك؟
هل خشعت في صلاتك؟
هل بكيت من خشية الله وانت تصلي اوتقرأ القرأن؟
قلي بربك كيف حالك مع القرآن وانت في شهر القرآن؟
فحاسب نفسك من الان قبل فوات الاون.

أيها المسلمون:
لقد أنزل الله تعالى كتابه على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم جملة واحدة من اللوح المحفوظ إلى بيت العزة في السماء الدنيا وكان ذلك في ليلة القدر
(إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ)]القدر:1[، ويقول سبحانه :
(إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ)]الدخان: من الآية3[.

*-يقول ابن عباس رضي الله عنهما:" أنزل القرآن جملة واحدة إلى سماء الدنيا ثم أنزل بعد ذلك في عشرين سنة .. "رواه النسائي والحاكم.

*-ويقول ابن جرير الطبري رحمه الله:" نزل القرآن من اللوح المحفوظ إلى سماء الدنيا في ليلة القدر من شهر رمضان ثم أنزل إلى محمد صلى الله عليه وسلم على ما أراد الله إنزاله إليه "ا.هـ.

أيها المسلمون:
شهر رمضان هو شهر القرآن، ذلكم الكتاب الذي لا تكل الألسنة من تلاوته،
ولا تمل الأسماع من حلاوته ولذته، ولا يشبع العلماءمن تدبره،
ولا يستطيع أي مخلوق أن يأتي بمثله،
(كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ)]صّ:29[.

أيها الصائمون:
لقد كان صيام رسول الله صلى الله عليه وسلم مزداناً بقراءة القرآن،
ذكراً وتلاوةً وتدبراً، فالقرآن سميره وأنيسه، يذاكره جبريل عليه السلام القرآن كل سنة، فيقف عند مواعظه ويتأمل أسراره وحكمه.

*-عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل فيدارسه القرآن،
وكان جبريل يلقاه كل ليلة من رمضان في دارسه القرآن
فرسول الله صلى الله عليه وسلم حين يلقاه جبريل كان أجود بالخير من الريح المرسلة؛
أخرجه الشيخان.

*-قال ابن رجب رحمه الله:" دل الحديث على استحباب دراسة القرآن في رمضان، والاجتماع على ذلك، وفيه دليل على استحباب الإكثار من تلاوة القرآن في شهر رمضان ..
"وأضاف رحمه الله:"
وفي حديث ابن عباس دليل على أن المدارسة بينه وبين جبريل كانت ليلاً مما يدل على استحباب الإكثار من التلاوة في رمضان ليلاً؛
فإن الليل تنقطع فيه الشواغل، ويجتمع فيه الهم،
ويتواطأ فيه القلب واللسان
على التدبر
كماقال سبحانه:
(إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئاً وَأَقْوَمُ قِيلاً ...)]المزمل:6[.

نعم السمير كتاب الله إن له ***
حلاوة هي أحلى من جنى الضرب.

به فنون المعاني قد جمعن فما ***
تفتـر من عجب إلا إلى عجـب .

أمر ونهي وأمثال وموعظـة ***
وحكمة أودعت في أفصح الكتب .

عباد الله: لقد أدرك السلف الصالح والتابعون لهم بإحسان سر عظمة القرآن فطاروا بعجائبه، وعاشوا مواعظه وحلاوته، وفي المواسم الفاضلة يزداد التعلق، ويشتد التسابق،

*-يقول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه:" ينبغي لحامل القرآن أن يعرف بليله إذ الناس نائمون، وبنهاره إذ الناس مفطرون،
وبحزنه إذ الناس يفرحون،
وببكائه إذ الناس يضحكون،
وبصمته إذ الناس يخوضون،
وبخشوعه إذ الناس يختالون ".

*-كان الزهري رحمه الله إذا دخل رمضان يقول:" إنما هو قراءة القرآن وإطعام الطعام ".

*-وقال ابن الحكيم :كان مالك رحمه الله إذا دخل رمضان يفر من قراءة الحديث ومجالسة أهل العلم ".
*-وقال عبد الرازق:كان سفيان الثوري إذا دخل رمضان ترك جميع العبادة وأقبل على قراءة القرآن ".

*-وقال النووي رحمه الله:" وأما الذي يختم القرآن في ركعة فلا يحصون لكثرتهم؛ فمن المتقدمين: عثمان بن عفان، وتميم الداري،
وسعيد بن جبير رضي الله عنه ختمه في ركعة في الكعبة ".

*-قال الذهبي:" قد روي من وجوه متعددة أن أبا بكر بن عياش مكث نحواً من أربعين سنة يختم القرآن
في كل يوم وليلةمرة،
فإن قيل أيهما أفضل: أن يكثر الإنسان التلاوة
أم يقللها مع التدبر والتفكر؟
فيجيب عن ذلك النووي رحمه الله بقوله: "والاختيار أن ذلك يختلف باختلاف الأشخاص؛ فمن كانمن أهل الهم وتدقيق الفكر، استحب له أن يقتصر على القدر الذي لا يختل به المقصود
من التدبر واستخراج المعاني،
وكذا من كان له شغل بالعلم وغيره من مهمات الدين ومصالح المسلمين العامة يستحب له أن يقتصر منه على القدر الذي لا يخل بما هو فيه، ومن لم يكن كذلك فالأولى له الاستكثار ما أمكنه من غير خروج إلى الملل،
ولا يقرؤه هذرمة "ا.هـ.

وأما حديث ".. ما فقه القرآن من قرأه في أقل من ثلاث" فقد أجيب عنه بما يلي:

*-يقول ابن
رجب رحمه الله:" إنماورد النهي عن قراءة القرآن في أقل من ثلاث على المداومة على ذلك،
فأما في الأوقات المفضلة كشهر رمضان، خصوصاً في الليالي التي يطلب فيها ليلة القدر، أوالأماكن الفاضلة كمكّة لمن دخلها من غير أهلها، فيستحب الإكثار فيها من تلاوة القرآن؛ اغتناماً للزمان والمكان،
وهو قول أحمد وإسحاق وغيرهما
من الأئمة،
وعليه يدل عمل غيرهم ... "ا.هـ رحمهم الله.
إلهنا تقبل منا صيامنا وقيامنا ودعائنا وسائر أعمالنا يا رب العالمين

ايها المسلمون.
ان رمضان
رمضان شهر القرآن .
ولابد لقارئ القرآن
ان يتدبروا اياته
ويكون له اثرا
في نفوسهم
وفي نفوس مستمعيه
ويكون اثرا في واقع حياتهم-
ولابد أن تحدث بينه وبينهم حالة من التماهي والتمازج التي يصعب حينها فك ارتباط كل منهما عن الآخر،
فيسيطر القرآن على جميع حركات الجسدوسكناته، وعلى كل ذرة من ذرات العقل والفكر، فينطق العقل قرآنًا، ويفكر قرآنًا،
وينبض القلب قرآنًا، فيضخ إلى أجزاء الجسد مع الدم قرآنًا، ولا تحدث هكذا حالة للإنسان إلا حينما يتدبر في آيات الله تعالى فتخترق تلك الآيات حواجز الحس والروح، وترشق في القلب مباشرة،

وتلك هي الغاية الكبرى من إنزال القرآن إلى الناس.

لم يكن مطلقًا الهدف من إنزال القرآن إلى بني آدم

أن يقرأه المسلمون
ولا يجاوز تراقيهم،

ولا أن يحفظوه في صدورهم
ثم لا يكون له بينهم وفي حياتهم نصيب أو رصيد،

بل أنزله -الله عز وجل-
ليعيشوا مع آياته ويتدبروا معانيه ويكون لهم منهج حياة
يسيرون وفق توجيهاته
وأوامره ونواهيه، ليكون لهم دستورًا إلزاميًّا لا يحيدون عنه قيد أنملة.

لا يمكننا الفصل ما بين القرآن -كتاب الله تعالى- وما بين تدبره والتأمل فيه،
فالفصل بينهما من شأنه أن يفرِّغ القرآن من محتواه،
فيجعله كتاب حكمة أو بركة أو مواعظ أو حتى كتابًا مقدسًا بحروفه لا بمعانيه، فكثيرون اليوم يتعاملون مع القرآن بحسبانه مجلبة للبركة في البيوت، وأن قراءته تطرد الشياطين،
وأنه أداة لجلب الحسنات حال القراءة،
وهي حقائق فعلية، ولكنها ليست كل الحقيقة حينما نكتفي بها،
فالقرآن منهج حياةقبل أن يكون أداة لجلب البركة
أو تنفير الشياطين،

هو دستور حياة
قبل أن يكون كتاب حكمة ومواعظ،
لذا فإن المشكلة تكمن هنا في تعاملنا نحن مع القرآن
وعدم سبرنا لأعماقه والغوص في معانيه، وليست في كون القرآن غير صالح للتطبيق أو الممارسة.هذا الكتاب العظيم لا يجود بكنوزه وأسراره إلا لمن أعمل فيه عقله تأملاً وتدبرًا وتفكرًا،
لا للذي يكتفي بإمرار عينيه على سطوره وحروفه،
وتحريك لسانه بكلماته وجُمَلِه،
ففرق بين من يجعل القرآن قضيته التي يعيش من أجلها، ويموت في سبيلها، ويحيا بتفاصيلها ومفرداتها،

وبين من يكتفي بالمشاهدة من بعيد وهو مُعرض
غافل لاهٍ.
إننا ونحن في أيام شهر القرآن -الذي ما تسمَّى بهذا الاسم إلا لما يبديه المسلمون من اهتمام بكتاب ربهم فيه-
إننا مدعوون في هذا الشهر العظيم بمزيد من الاهتمام بالقرآن وآياته وسوره، وأن تكون لنا معه وقفات حازمة، وأن نتدبر معانيه والمراد منه، فما أجمل أن يكون لنا فيه ختمة تدبر وفهم إلى جانب ختمة التلاوة والقراءة، فهو مما يزيد تفاعلنا مع كتاب ربنا، وفهمنا لمراد الله تعالى الذي بثَّه في كتابه،

وهو علاج لكثير من مشكلاتنا التي طرأت في مجتمعاتنا المعاصرة نظرًا لبعد الكثيرين منا عما فيه من الآيات والحكمة.
لهذايجب علينا
تدبر آيات كتاب الله -عز وجل-، والوقوف على معانيه، والنهل من أسراره وخباياه التي لا يجود بها
سوى على المتأملين والمتدبرين لاياته

وهنا اريد ان اعطيكم مفاتيح التدبر

1-حب القران واستشعارفضله، وعظيم مكانته.

2-اخلاص النية وتحديدالهدف ووضوحه.

3-القيام به اناءالليل والنهار

4-المداومةوتكرار الايات والوقوف عند
عضاتها.

5-القراءةبتمهل واستحضار القلب وخلو الذهن .

6-ان تكون القراءة حفظا.

7-ربط الالفاظ بالمعاني والواقع.

8-الترتيل والجهر.

9-تحسين القراءة بالصوت.

10-اعمال العقل بالنظر والتأمل بهدف الفهم والاتباع.

11- الاستعانه بالله والدعاء.

(افلايتدبرون القران ام على قلوب اقفالها)

اقول قولي هذا واستغفرالله العظيم............. ...


الخطبـــة.الثانيـــة.cc

ايـــها المســـلمـــون :
في يوم من الايام وفي لحظة
متكررة في غاية الصعوبة
ستحتاج الى شفيع وسند يشفع لك ويدافع عنك ويمنع عنك العذاب.

في اشدلحظات الظلمة في القبر.

وفي اشد لحظات الخوف على الصراط.

وفي اشد لحظات يوم الحشر.
في هذه المواطن الثلاثة ستحتاج الى شفعاء
وهناك شفيعان
اذا نحن اقمناهما حق الاقامة.مؤمنين محتسبين
فسوف يشفعان لنا
في هذه
المواطن الثلاثة.
هما الصيام والقرآن.

عباد الله: وفي رمضان يجتمع الصوم والقرآن،
فيدرك المؤمن الصادق شفاعتان:
يشفع له القرآن لقيامه طوال الليل به
ويشفع له الصوم لصيامه النهار

*-يقول صلى الله عليه وسلم:" الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، يقول الصيام:
أي رب منعته الطعام والشهوات بالنهار فشفعني فيه، ويقول القرآن رب منعته النوم بالليل فشفعني فيه فيشفعان "رواه أحمد

وعند ابن ماجه
عن ابن بريدة عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" يجيء القرآن يوم القيامة كالرجل الشاحب يقول: أنا الذي أسهرت ليلك وأظمأت نهارك ".

*-قال ابن رجب رحمه الله:" واعلم أن المؤمن يجتمع له في شهر رمضان جهادان لنفسه؛ جهاد بالنهار على الصيام، وجهاد بالليل على القيام، فمن جمع بين هذين الجهادين ووفى بحقوقهما، وصبر عليهما، وفي أجره بغير حساب ".

عباد الله: في الوقت الذي يجب أن تغتنم أجزاءه بالطاعة وقراءة القرآن، تطالعنا الشاشات يومياً وخلال هذه الليالي الكريمة بما يصرف الناس عن قراءة القرآن
وطاعة الرحمن،
ولو كان الصارف مباحا ًلعوتب المتشاغل لتركه اغتنام هذه اللحظات العظيمة التي ربما
لا تعود؛
فكيف إذا الصارف محرماً أو قريباً من الكفر والنفاق؛ لسخريته بالدين وشعائر
عباد الله المسلمين.

ألا فاتقوا الله أيها المسلمون وطهروا أزمانكم وأعمالكم
من كل ما يشين
ولا يزين،
وليحذر أولئك الساخرون والمستهزئون
من عقوبة الله تعالى سواء عجلت لهم في الدنيا، أوأخرت لهم لينالوا العذاب يوم القيامة..
(وَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ)]إبراهيم:42

هذا وصلوا وسلموا ..
على الرحمة المهداة...
========================
🎤
خطبة.جمعة.بعنوان.cc
اولــويــات المســـلم في رمضــان
للشيـــخ/ حــــســــــان الــعـــــمــاري
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌

الخطبــة.الاولـــى.cc
الحمد لله الذي خلق الشهور والأعوام.. والساعات والأيام.. وفاوت بينها في الفضل والإكرام.. وربك يخلق ما يشاء ويختار.. أحمده سبحانه.. فهو العليم الخبير..الذي يعلم أعمال العباد ويُجري عليهم المقادير.. لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء وهو على كل شيء قدير.. في السماء ملكه.. وفي الأرض عظمته.. وفي البحر قدرته.. خلق الخلق بعلمه.. فقدر لهم أقدارًا.. وضرب لهم آجالاً.. خلقهم.. فأحصاهم عددًا وكتب جميع أعمالهم فلم يغادر منهم أحدًا..

وأصلي وأسلم على أفضل من صلى وصام ووقف بالمشاعر وطاف بالبيت الحرام.. صلى الله وسلم وبارك عليه.. ما ذكره الذاكرون الأبرار وصلى الله وسلم وبارك عليه.. ما تعاقب الليل والنهار، ونسأله سبحانه أن يجعلنا من خيار أمته.. وأن يحشرنا يوم القيامة في زمرته.

أمــا بعــــد: عبـــــــــاد الله :-
ها هو شهر رمضان يحل ضيفًا علينا بعد عام مضى من حياتنا حدثت فيه الكثير من الأحداث وقدم فيه بعضنا من الأعمال ما قدم وأحسن فيه من أحسن وقصر أناس آخرون وتساهل آخرون ورحل عن الدنيا آخرون حسابهم على ربهم والمسلم الحق هو من يتعظ بغيره ويعود إلى رشده ويستفيد من الفرص في حياته..

وإن رمضان لفرصة عظيمة لتقوية الإيمان والتزود من الطاعات والتوبة النصوح لرب الأرض والسماوات والندم على ما فات من التقصير والهفوات في حق النفس والأهل والجيران والأرحام والناس من حولنا.. لذلك ينبغي أن يكون رمضان هذا العام مختلف عن غيره من الأعوام حتى لا يستمر التفريط والتقصير وينتقل الإنسان إلى الدار الآخرة وليس له من العمل الصالح ما يبلغه رضوان الله وجنته، قد غرته دنياه وإمهال الله له وأعجب بأمواله وأتباعه وصحته وأولاده فتكون خسارة ما بعدها خسارة.. قال تعالى (قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأخْسَرِينَ أَعْمَالا * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا * أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا) (الكهف/103-105)...

إنه ينبغي لمن أراد أن يستفيد من شهر رمضان هذا العام ويكون نقطة تحول في حياته أن يركز على أولويات هامة وضرورية من الأقوال والأعمال والسلوكيات ويعزم على القيام بها ويربي نفسه عليها حتى تستقيم حياته ويسعد في آخرته فهو شهر الخيرات والنفحات الربانية وقد كان صلى الله عليه وسلم يبشر أصحابه بقدومه فيقول: «قد جاءكم شهر رمضان، شهر مبارك افترض الله عليكم صيامه، يفتح فيه أبواب الجنة، ويغلق فيه أبواب الجحيم، وتغل فيه الشياطين، فيه ليلة خير من ألف شهر، من حرم خيرها فقد حرم» صححه الألباني كما في صحيح النسائي.

وإن أهم هذه الأولويات التي يجب أن يسارع كل مسلم للقيام بها هي التوبة من الذنوب والمعاصي ورد الحقوق والمظالم إلى أهلها والعزم على عدم العودة إلى ذلك.. فالتوبة هي شعار المتقين..ودأب الصالحين.. روى مسلم أنه صلى الله عليه وسلم قال: "يا أيها الناس توبوا إلى الله فإني أتوب إلى الله في اليوم مائة مرة " فكيف برمضان شهر الغفران والرحمات والذي لله فيه كل ليلة عتقاء من النار..

فرمضان فرصة لمن فرط وقصر وتساهل وتعدى على حدود الله، فرصة لمن كذب وزور وخان الأمانة وتنصل من المسئولية، فرصة لمن كان فعله وسلوك سببًا لفساد المجتمع وانتشار الرذائل وترويع الآمنين وتخويف الناس وإقلاق السكينة أن يتوب إلى الله..

قال أبو حامد: طوبى لمن إذا مات ماتت معه ذنوبه.. والويل الطويل لمن يموت وتبقى ذنوبه.. مائةّ سنة.. ومائتي سنة.. أو أكثر يعذب بها في قبره.. ويسأل عنها إلى آخر انقراضها.. وقال تعالى: (إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآَثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ) [يس: 12].. أي نكتب ما أخروه من آثار أعمالهم.. كما نكتب ما قدموه.. والصوم يهذب سلوك المسلم وخلقه ويحرك ضميره نحو الخير وهو يساعد على تحقيق التوبة النصوح وتقوى الله ومراقبته والخوف منه وتلك هي ثمار الصوم قال تعالى: ( يَا أَيُّهَا الَذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لعلَّكُمْ تَتَّقُونَ) [البقرة: 183]، ويقول صلى الله عليه وسلم-: «من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه».. وإن المحروم في رمضان من حرم فيه الخير ولم يتزود منه ولم يعمل فيه أعمالاً تقربه من ربه وتسعده في دنياه وآخرته...

يا ذا الذي ما كفاه الذنب في رجب
حتى عصى ربَّه في شهر شعبان

لقد أظلك شهرُ الصوم بعدهما
فلا تصيِّر أيضًا شهرَ عصيان

عبــــــاد الله: ومن أولويات المسلم في رمضان المحافظة على الصلوات جماعة في بيوت الله والتزود من النوافل والمحافظة على ذكر الله،
والإكثار من القرآن قراءةً وسماعًا وفهمًا وتدبرًا وعملاً والتزامًا في واقع الحياة فكم من مسلم هجر القرآن في حياته فتحولت إلى تعاسة وشقاء وذهبت الراحة من الطمأنينة من القلوب وهو دستور أمة الإسلام وسر قوتها وعزتها والمسلم يجب أن يرتبط بهذا القرآن في رمضان وغير رمضان وأن يكون له وردًا من القرآن في كل يوم في رمضان وغيره وأما في رمضان فإنه شهر القرآن قال تعالى (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ) [ البقرة:185 ].

وهو موسم مدارسة القرآن حيث كَانَ المصطفى صلى الله عليه وسلم: «أَجْوَدُ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ وَكَانَ يَلْقَاهُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ فَيُدَارِسُهُ الْقُرْآنَ» [ رواه البخاري ].

والشفاعة تربط بين رمضان والقرآن فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الصِّيَامُ وَالْقُرْآنُ يَشْفَعَانِ لِلْعَبْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، يَقُولُ الصِّيَامُ: أَيْ رَبِّ مَنَعْتُهُ الطَّعَامَ وَالشَّهَوَاتِ بِالنَّهَارِ فَشَفِّعْنِي فِيهِ، وَيَقُولُ الْقُرْآنُ: مَنَعْتُهُ النَّوْمَ بِاللَّيْلِ فَشَفِّعْنِي فِيهِ، قَالَ: فَيُشَفَّعَانِ» [ رواه أحمد ]..

وعن بريدة رضي الله عنه قال: سمعت النبي- صلى الله عليه وسلم - يقول: «إِنَّ الْقُرْآنَ يَلْقَى صَاحِبَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حِينَ يَنْشَقُّ عَنْهُ قَبْرُهُ كَالرَّجُلِ الشَّاحِبِ. فَيَقُولُ لَهُ: هَلْ تَعْرِفُنِي؟ فَيَقُولُ: مَا أَعْرِفُكَ. فَيَقُولُ لَهُ: أَنَا صَاحِبُكَ الْقُرْآنُ الَّذِي أَظْمَأْتُكَ فِي الْهَوَاجِرِ وَأَسْهَرْتُ لَيْلَكَ، وَإِنَّ كُلَّ تَاجِرٍ مِنْ وَرَاءِ تِجَارَتِهِ، وَإِنَّكَ الْيَوْمَ مِنْ وَرَاءِ كُلِّ تِجَارَةٍ، فَيُعْطَى الْمُلْكَ بِيَمِينِهِ وَالْخُلْدَ بِشِمَالِهِ وَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ تَاجُ الْوَقَارِ وَيُكْسَى وَالِدَاهُ حُلَّتَيْنِ لَا يُقَوَّمُ لَهُمَا أَهْلُ الدُّنْيَا. فَيَقُولَانِ: بِمَ كُسِينَا هَذِهِ؟ فَيُقَالُ: بِأَخْذِ وَلَدِكُمَا الْقُرْآنَ ثُمَّ يُقَالُ لَهُ اقْرَأْ وَاصْعَدْ فِي دَرَجَةِ الْجَنَّةِ وَغُرَفِهَا فَهُوَ فِي صُعُودٍ مَا دَامَ يَقْرَأُ هَذًّا كَانَ أَوْ تَرْتِيلاً» (رواه أحمد في "المسند" (394) وابن ماجه في "السنن" (3781) وحسنه البوصيري في الزوائد والألباني في "السلسلة الصحيحة" (2829).

أيها المؤمنون عبـــــــــاد الله: ومن الأعمال والعبادات التي ينبغي للمسلم أن يحافظ عليها في رمضان وتكون في برنامجه، المحافظة على صلاة التراويح وقيام الليل لما فيهما من الأجر والثواب والفوائد الروحية والقيم الأخلاقية والصحة الجسدية قال صلى الله عليه وسلم: «من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه»( مسلم)..

وعن عمر بن عمرو بن مرة الجهني قال: جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل من قضاعة فقال: يا رسول الله ! أرأيت إن شهدتُ أن لا إله إلا الله، وأنك رسول الله، وصليتُ الصلوات الخمس، وصمت الشهر، وقمت رمضان، وآتيتُ الزكاة؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «من مات على هذا كان من الصديقين والشهداء» (أخرجه ابن خزيمة وابن حبان في "صحيحيهما وهو في"صحيح الترغيب للألباني" (1/419/993).

فهل نشمر عن ساعد الجد لتربية نفوسنا على صلاة التراويح والقيام في رمضان حتى تستقيم على هذه العبادة والطاعة طوال العام فتحل علينا البركات وتتنزل علينا الرحمات وتفرج الكربات وتقضى الحاجات وتدفع الشرور والآفات..

وكم نحن محتاجين إلى رحمة الله وتوفيقه ولن تنال إلا بعبادة صحيحة ومناجاة صادقة وعمل خالص..قال تعالى: (إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) [السجدة، الآيات: 15-17] ووصفهم في موضع آخر , بقوله: (وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا) إلى أن قال: (أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا خَالِدِينَ فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا) [الفرقان، الآيات: 64-75].

إن قيام الليل له لذة، وفيه حلاوة وسعادة لا يشعر بها إلا من صف قدميه لله في ظلمات الليل يعبد ربه ويشكو ذنبه، ويناجى مولاه، ويطلب جنته، ويرجو رحمته، ويخاف عذابه، ويستعيذ من ناره قال تعالى عنهم: (كَانُوا قَلِيلاً مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُون
م في هذه الدنيا من عين باكية، وكم فيها من قلب حزين، وكم فيها من الضعفاء والمعدومين.. قلوبهم تشتعل ودموعهم تسيل.. هذا يشكو علة وسقمًا، وذاك حاجة وفقرًا، وآخر همًا وقلقًا!! عزيز قد ذل، وغني افتقر، وصحيح مرض.. وكل له هموم وآلام، فإلى من يشكون؟ وأيديهم إلى من يمدون؟ إلى رب الأرض والسماوات، مجيب الدعوات، ومقيل العثرات، عالم السر والنجوى..

فالدعاء هو أعظم أنواع العبادات،لأنه يدل على التواضع لله، والافتقار إلى الله، ولين القلب والرغبة فيما عنده، والخوف منه تعالى، وترك الدعاء يدل على الكبر وقسوة القلب والإعراض عن الله، وهو سبب دخول النار، يقول تعالى: (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ)[غافر 60]..

كما أن دعاء الله سبب لدخول الجنة قال تعالى: (وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ * قَالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ * فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ * إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ) [الطور: 27-28]..

فاللهم يا موضع كل شكوى!
ويا سامع كل نجوى! ويا شاهد كل بلوى! يا عالم كل خفية! ويا كاشف كل بلية! يا من يملك حوائج السائلين، ويعلم ضمائر الصامتين! ندعوك دعاء من اشتدت فاقته، وضعفت قوته، وقلّت حيلته، دعاء الغرباء المضطرين، الذين لا يجدون لكشف ما هم فيه إلا أنت، يا أرحم الراحمين! اكشف ما بنا وبالمسلمين من ضعف وفتور وذل وهوان واقض حاجاتنا واشف مرضانا واحقن دمائنا وخذ بنواصينا إلى كل خير.....

هذا وصلوا وسلموا على محمد خير البرية ورسول الإنسانية صلى الله عليه وعلى آله وسلم..... والحمد لله ر العالمين .

======================
َ) [الذاريات:18،17] قال الحسن: كابدوا الليل، ومدّوا الصلاة إلى السحر، ثم جلسوا في الدعاء والاستكانة والاستغفار... وقال تعالى: (أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ) [الزمر:9]...

ومن أعمال المسلم في شهر رمضان أن ينفق مما أعطاه الله مما قل منه أو كثر كلٌ حسب قدرته وطاقته قال تعالى (مَنْ ذا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضاعِفَهُ لَهُ أَضْعافًا كَثِيرَةً) (البقرة /245) وقال عز وجل: (وَمَا أَنفَقْتُمْ مّن شَيْء فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ) (سبأ:39)...

فكم من جائع ومحتاج ويتيم ومسكين ومريض وغارم يحتاج إلى من يقف بجانبه ويمد يد العون له ولن يضيع ذلك عند الله..لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس في رمضان وغير رمضان... أخرج البخاري من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل فيدارسه القرآن، وكان يدارسه القرآن في كل ليلة من ليالي رمضان، فلرسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة».. فتشبهوا بنبيكم واقتدوا بسلوكه وأخلاقه والتزموا بتوجيهات تفلحوا في الدنيا والآخرة.. اللهم وفقنا لصيام رمضان وقيامه وتقبل طاعاتنا واغفر ذنوبنا يا أرحم الراحمين.

قلت قولي هَذا ..
وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه


الخطـبة الثانـية:
عبـاد الله:- ومن أولويات المسلم في شهر رمضان استغلال جميع أوقاته بالعلم النافع والعمل الصالح والانضباط الأخلاقي والسلوكي في البيت والشارع؛ فالصوم لا يزيد المسلم إلا تهذيبًا فرمضان شهرٌ للمراجعة والتغيير والتربية والتهذيب للنفوس وهو مدرسة الأخلاق يقول صلى الله عليه وسلم: «والصيام جُنّة، وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث، ولا يصخب، فإن سابّه أحد أو قاتله فليقل: إني امرؤ صائم» (البخاري).

وليس هذا على سبيل الجبن والضعف والخور بل إنها العظمة والسمو والرفعة التي يربي عليها الإسلام أتباعه.. ومن ذلك الانضباط الوظيفي ورعاية مصالح الناس والعمل وطلب الرزق فالصيام لا يعد عذرًا للنوم والتأخر عن الدوام والتقصير في الأعمال والتغيب وتعطيل مصالح الناس..

فرمضان شهر الجد والنشاط والجهاد والبذل والعطاء.. ويستوي في ذلك الموظف البسيط والمدير والوزير ورجل الأمن وكل واحد على ثغرة في هذا المجتمع وهو مأجور عند الله.. ومن أولويات المسلم في شهر رمضان صلة الأرحام والإحسان إلى الجيران والعفو والتسامح مع إخوانه من حوله..

فإذا كان رمضان هو شهر الغفران والعتق من النيران والتجاوز عن الزلات والهفوات وفيه ليلة يعفو فيها الله عن الكثير من خلقه ومن أراد أن يعفو الله عنه فليعفو عن خلقة فكم من خصومات بين الناس والأهل والجيران والإخوة... وكم من قلوب ممتلئة على بعضها البعض بالحقد والغل والبغضاء والحسد فلماذا لا يسامح بعضنا بعضا... لقد رفعت ليلة القدر كما في ورد الحديث بسبب خصومة بين رجلين من المسلمين فماذا نقول في زماننا هذا والخصومات والخلافات تعصف بالناس عصفا خلافات وخصومات سياسية واجتماعية وقبلية... فهل من عفو يبني به المؤمن عزًا ويرفع به قدرًا لنفسه في الدنيا والآخرة ويحفظ به سلامة مجتمعة وأمنه وازدهاره.. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما نقصت صدقة من مال، وما زاد الله عبدًا بعفوٍ إلا عزًا، وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله» [رواه مسلم]..

لقد جاءتِ الآيات متضَافِرةً في ذكرِ الصفح والجمعِ بينه وبين العفو كما في قوله تعالى: (فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ المُحْسِنِينَ ) [المائدة:13]، وقوله: (فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ) [البقرة:109]، وقوله سبحانه: (وَلاَ يَأْتَلِ أُوْلُوا الفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ أَن يُؤْتُوا أُوْلِي القُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلاَ تُحِبـُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ) [التوبة:22]..

فلنلتمس الأعذار ولنحسن الظن ببعضنا البعض وليكون العفو سجية كل مسلم خاصة في هذا الشهر المبارك.. وكم هو جميل وعظيم أن نطوي صفحة الخلافات ونبدأ في بناء علاقة مع بعضنا تقوم على التآلف والتراحم والإخاء ولين الجانب ولنتخذ من رمضان محطة انطلاق وتغيير إلى الأفضل.

عبـــاد الله: وشهر رمضان هو شهر الدعاء والتضرع بين يدي الله سبحانه وتعالى ندعو لأنفسنا ومجتمعاتنا وأمتنا وللصائم عند فطره دعوة لا ترد ينبغي أن لا يفرط فيها فقد جبلت هذه الدنيا على كدر وكم نحن محتاجين إلى رحمة الله وعطفه.. فكم في هذه الدنيا مصائب ورزايا، ومحن وبلايا..

آلام تضيق بها النفوس، ومزعجات تورث الخوف والجزع.. فك
كانت الطبعة في الورد ملونة روعه

لكن ابشر نرسلها نص





تحقيق التقوى في صيام رمضان
فهد بن عبد الرحمن العبيان
الرياض
الخطبة الأولى
أما بعد:
أيها المؤمنون: قد أظلنا شهر الرحمات والبركات شهر الطاعات والصدقات، شهر يجازي فيه الله على القليل بالكثير، ويضاعف فيه الحسنات شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان.
قال : ((أتاكم رمضان شهر مبارك فرض الله عليكم صيامه، تفتح فيه أبواب السماء وتغلق فيه أبواب الجحيم، وتغل فيه مردة الشياطين،لله فيه ليلة خير من ألف شهر، من حُرم خيرها فقد حرم)).
وقال عليه الصلاة والسلام: ((الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، يقول الصيام: أي رب منعته الطعام والشهوات بالنهار فشفعني فيه، ويقول القرآن: منعته النوم بالليل فشفعني فيه، قال: فيشفعان)).
وقال : ((ما من عبد يصوم يوماً في سبيل الله إلا باعد الله بذلك اليوم وجهه عن النار سبعين خريفاً)).
وقال : ((قال الله عز وجل: كل عمل ابن آدم له إلا الصيام، فإنه لي وأنا أجزي به)). أي أن أجره عظيم تكفل الله به لعباده الصائمين المخلصين.
عباد الله: شهر رمضان عند سلفنا الصالح ليس شهر النوم والبطالة والبدانة، إنه شهر عظيم عرفوا قدره ومكانته وعلموا أن من حرم الخير والرحمة فيه فهو المحروم حقاً.
شهر رمضان عندهم هو شهر الجد والنشاط والاستعداد للدار الآخرة، فشهر رمضان عندهم هو شهر جميع الطاعات، فهو شهر الصلاة والقيام حيث كانوا يحيون ليله كله قياماً وتهجداً، وهو شهر القرآن حيث كانوا يختمون في كل يوم مرة أو مرتين، فكان لبعضهم في رمضان ستون ختمة، وهو شهر الصدقات حيث كانوا يطعمون الطعام ويفطرون الصوام،ورمضان عندهم هو شهر الجهاد حيث وقعت فيه أعظم فتوحات الإسلام، فيه معركة الفرقان الكبرى معركة بدر التي فرق الله فيها بين التوحيد والشرك،وفي رمضان كذلك كان الفتح الأعظم فتح مكة الذي فيه أزهق الباطق وهدمت قلاعه ودخل الناس في دين الله أفواجاً.
إذاً شهر رمضان عند أسلافنا ليس شهر النوم والكسل والعبث بل شهر ملؤوا ساعاته ولياليه بالطاعات والعبرات والبكاء والانطراح بين يدي الله يرجون رحمته ومغفرته. إذا كان هذا حالهم في رمضان فما هي حالنا في رمضان كيف هو حال الأمة يدخل عليها هذا الشهر الكريم هل استعدت للقائه؟ هل عزمت على استثماره واغتنامه؟ هل أعطته حقه من التكريم والتعظيم؟نعم قد استعد سفهاء هذه الأمة لهذا الشهر الكريم بقنواتهم الفضائية وبرامجهم التي يصدون بها عن دين الله عز وجل. نعم قد استعدت الأمة بأسواقها لتلقي أفواج الناس الذين تمتلئ بهم الأسواق أضعاف ما يكون في صلاة التراويح، قد استعدت الأمة لإعداد أصناف المأكولات بخاصة برمضان، بل إنك لتعجب أن يأخذ الطعام في رمضان من الهم والوقت والجهد أكثر مما تأخذه العبادة عند كثير من الناس، وبالأخص النساء.
إن حال الأمة في استقبالها لهذا الشهر حال يرثى له فصنف منها يستثقل هذا الشهر وقدومه لأنه سيفقد فيه ما اعتاده من الشهوات المباحة وغير المباحة في النهار، ولذا لو تسنى له السفر عن بلاد المسلمين لسافر وتخفف من هذا الشهر وتكاليفه، فتجده يقضي نهاره كله بالنوم وتضييع الصلوات، وليله بالسهر والعبث، وصنف آخر من هذه الأمة لا يستثقل هذا الشهر الكريم لكنه أيضاً لم يستعد له بالقيام وتلاوة القرآن وبذل المعروف، فمثل هذا قد استعد ببطنه وجسمه لا بروحه وقلبه.
وصنف آخر من هذه الأمة أولو بقية قد استقبلوا هذا الشهر الكريم بالفرح والاستبشار وحمد الله أن بلغهم رمضان،قد عقدوا العزم على اغتنام نهاره ولياليه بالطاعات والقربات والبعد عن المحرمات قد امتلأت بمثل هؤلاء المساجد وخلت منهم الأسواق، فهؤلاء هم صلة السلف الذين عرفوا لهذا الشهر قدره ومنزلته، فعمروه بطاعة الله وطلب رضوانه.
أيها المؤمنون: هذه وقفتان نقفهما عند آية وحديث.
الوقفة الأولى: عند قوله تعالى: يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون فهذه الآية دلت على أن الغاية الكبرى من هذا الصيام هو حصول تقوى الله بفعل أوامره واجتناب نواهيه، فالصائم الذي لم يحقق تقوى الله في صيامه قد خسر الثمرة من هذا الصيام الذي لم يشرعه الله لمجرد الامتناع عن الطعام والشراب والشهوة قال : ((من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه)) والمعنى من لم يترك الكذب والميل عن الحق.
إذاً هل حقق التقوى من يدخل عليه الشهر الكريم ويخرج ولم يحرك فيه ساكناً، فصلاته مضيعة، ومنكراته مستمرة، فإن لم يزده رمضان بعداً عن الله فلم يزده قرباً. أم هل حقق التقوى ونال ثمرة الصيام من حافظ على الصلوات وتصدق وقرأ القرآن وتخفف من المنكرات لكنه ما إن يهلَّ شهر شوال حتى يعود كما كان في شعبان.
وهل حقق التقوى من يصوم ويصلي ويقرأ القرآن لكنه لا يتورع عن تضييع ليالي هذا الشهر الكريم في جلسات وسهرات منكرة قد امتلأت بالغيبة والمشاهد المحرمة.
الوقفة الثانية: عند قوله : ((من صام رمضان إيما
2024/09/28 13:18:56
Back to Top
HTML Embed Code: