Telegram Web Link
‏ (1937)0
([26])سبل السلام : جـ2صـ174 0
([27]) أخرجه البخاري فى صحيحه - كتاب الاعتكاف- باب الاعتكاف في العشر الأواخر - حديث رقم ‏(1938‏)0
([28])لطائف المعارف : صـ251 0
([29])أخرجه البخاري فى صحيحه - كتاب الصوم- باب : أجود ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يكون - حديث: (‏ 1812‏)0
([30])أخرجه الترمذى فى سننه – أبواب الصوم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم – باب ما جاء فى فضل من فطر صائماً حديث رقم (769) وصححه الألبانى فى صحيح سنن الترمذى حديث رقم (807) ، وفى صحيح الجامع حديث رقم (6415)0
([31])أخرجه البخاري فى صحيحه - كتاب الجنائز- باب قول النبي صلى الله عليه وسلم : " يعذب الميت - حديث:‏1237‏ 0
([32]) أخرجه الحاكم فى المستدرك - كتاب الإيمان - حديث:‏245‏ وصححه الألبانى فى صحيح الترغيب والترهيب حديث 2692
([33])أخرجه البخارى فى الأدب المفرد - باب عيادة المرضى حديث:‏533‏ وصححه الألبانى فى صحيح الترغيب والترهيب حديث 953 0
([34])أخرجه البخاري فى صحيحه – كتاب الصوم – باب فى فضل الصوم حديث رقم
( 1804)، وأخرجه مسلم فى صحيحه – كتاب الصيام – باب فضل الصيام حديث رقم (2009)
([35]) أخرجه ابن ماجة فى سننه – كتاب الصيام – باب ما جاء فى فضل الصيام حديث رقم (1635) ، وأخرجه النسائى فى سننه – كتاب الصيام حديث رقم (2211) وصححه الألبانى فى صحيح سنن ابن ماجة حديث رقم (1662) ، وفى صحيح الجامع حديث رقم (3866) ، (3879)0
([36])لطائف المعارف : صـ238- 242 0
🎤
إمـــام المســجـــد ورمـضــــان !!
للشيخ/ محمد بن إبراهيم السبر
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد،
فهذه كلمات يسيرات أوجهها إلى إخوتي أصحاب الفضيلة أئمة المساجد والجوامع بمناسبة قدوم شهر رمضان المبارك .. وهي كلمات النصيحة دافعها، والمحبة في الله رائدها، والإخلاص وقودها .. فآمل أن تجد لديك أخي الإمام قبولاً وأن تفتح لك في مهمتك آفاقاً ..

أخي إمام المسجد: أهنئك بدخول شهر رمضان المبارك جعلني الله وإياك ممن يصوموه ويقوموه إيمانا واحتساباً، وأن يوفقنا وإياك فيه لصالح العمل ..

أخي الامام.. كما ان شهر رمضان هو شهر الصيام والقيام والصدقة، وشهر القرآن والطاعة والعبادة، فهو أيضاً شهر الدعوة والاحتساب خاصة لأئمة المساجد والجوامع، هو فرصة للتربية وتزكية النفوس .. لأن الناس يقبلون على المساجد ويؤمون الجوامع للصلاة والتراويح والاعتكاف ونفوسهم مهيأة لتقبل الخيرات وعمل الصالحات، وهذه من نعمة الله على عباده .. ولاشك أن الداعية الناجح يهتبل الفرص ويغتنمها وهذا منهج نبوي أمثلته كثيرة ليس هذا مجال طرقها ..

نعم أخي في الله: رمضان فرصة للإمام الجاد في وظيفته المهتم بخطبته الحريص على جماعته وصلاته وقيامه ولا شك ان شهراً بعظمة رمضان يتطلب من الإمام جهداً لاغتنامه لنفسه والحرص على النفع المتعدي..

ولذا أوجه هذ الوصايا والوقفات
عل الله ان ينفعني وإياك بها..

الوصية الأولى: تقوى الله جل وعلا في السر والعلن وما تأتي وما تذر، والإخلاص في القول والعمل فهما سبب التوفيق والنجاح في الدنيا والفلاح في الأخرة، قال ابن الجوزي: " إنما يتعثر من لم يخلص". فاخلص نيتك في امامتك ودعوتك وصلاتك ودعائك، والرجل كما قيل: إنما يُعطى على قدر نيته.

الوصية الثانية: وأنت تستعد للعمل والدعوة في رمضان ولاشك أن ذلك عبء كبير لمن يحملون هم الاسلام استعن بالله جل وعلا وتوكل عليه وسل ربك أن ييسر أمرك ويبارك في إمامتك ودعوتك، فلا حول ولا قوة إلا بالله، قال الله تعالى عن موسى عليه السلام وقد جاءه التكليف بالدعوة وتبليغ الرسالة: ﴿ قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي* وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي * وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي*يَفْقَهُوا قَوْلِي ﴾ [طـه: 25،28].

الوصية الثالثة: الإمامة أمانة.. فالله الله في أداء الأمانة بالحرص على أداء الصلاة في وقتها، وعدم التخلف عنها إلا لعذر شرعي وإنابة من تبرؤ به الذمة حال الغياب الضروري فأنت قدوة في قولك وعملك فكيف تريد من الناس المحافظة على الصلاة وأنت لا تحافظ عليها أو تتخلف عن أدائها..

ابدأ بنفسك فانهها عن غيها
فإذا انتهت عنه فأنت حكيم

الوصية الرابعة: احرص بارك الله فيك على تعاهد المسجد وتهيئته للمصلين والمتهجدين والمعتكفين وذلك بتطيبه والعناية بنظافته وتنظيم أثاثه والاهتمام بدورات المياه وصيانتها والحفاظ على محتوياته، والعناية بالصوتيات والاعتدال في ذلك.

الوصية الخامسة: احرص على الاستعداد العلمي لرمضان بمعرفة أحكام الصيام والقيام والاعتكاف وزكاة الفطر وأحكام العيد والست من شوال حيث إنك تحتاج لذلك لتقوم بعبادتك على الوجه المطلوب، والناس سيسألونك - ولاشك - عن ذلك، ويستطيع الإمام أن يتفقه في ذلك بقراءة الكتب الفقهية عن الصيام أو قراءة فتاوى العلماء الكبار في ذلك أو الملخصات الفقهية المعتمدة أو سماع الدروس العلمية التي تتحدث عن الصيام وأحكامه ومخالفاته مثل: الملخص الفقهي للشيخ صالح الفوزان، الصيام آداب وأحكام للدكتور عبدالله الطيار، مخالفات الصيام للشيخ / عبدالعزيز السدحان.

الوصية السادسة: احرص على القراءة على المصلين في الوقت الذي تراه مناسباً لحال جماعتك، واحرص على الاختصار مع التحضير للدرس والتعليق المفيد إن اقتضى الأمر ومن الكتب المفيدة في هذا الباب " على سبيل المثال لا الحصر ": مجالس شهر رمضان للعلامة ابن عثيمين رحمه الله،أحاديث الصيام آداب وأحكام للشيخ عبدالله الفوزان، فتاوى رمضان لمجموعة من العلماء جمع أشرف عبدالمقصود، دروس رمضان لعبدالملك القاسم، رمضان دروس وعبر للشيخ محمد بن إبراهيم الحمد وغيرها.

الوصية السابعة: احرص على اتباع السنة في صلاة التراويح والاقتصاد في الدعاء وعدم الاعتداء واحذر من السرعة في الصلاة قال أهل العلم: إنه يكره للإمام أن يسرع بالجماعة سرعة تمنعهم من فعل ما يُسن فكيف بفعل ما يجب..

الوصية الثامنة: يكثر سفر بعض الأئمة للعمرة في رمضان فيتركون المسجد أياماً أو يختمون مبكرين في أول العشر الأواخر ويذهبون إلى مكة ويقولون نحن وكلنا من يقوم بالمهمة على أكمل وجه، وهذا خطأ لأن أداء العمرة سنة والقيام بالإمامة واجب فكيف يقدم النفل على الفرض، ثم إن العمرة نفع قاصر والإمامة والصلاة نفع متعد وهو مقدم.

الوصية التاسعة: الدعوة في الحي اثناء رمضان وهناك بعض الاعمال الدعوية التي لها ثمارها المجربة في رمضان ومنها:

1- هدية رمضان: فالهدية تفتح القلوب وطريق للدعوة ووسيلة سهلة م
يسرة للتواصل مع الناس مع مراعاة أحوال الجماعة فمنهم الصالحون ومنهم دون ذلك وهم يختلفون بحسب حرصهم على الصلاة ومحافظتهم على أسرهم ومَنْ تحت ولايتهم فيراعى في الهدية ذلك..

2- طرح المسابقات الهادفة لأهل الحي ومراعاة المراحل العمرية ووضع عليها جوائز رمزية وقيمة.

3- زيارة المقصرين في بيوتهم لمناصحتهم عما هم واقعون فيه من ترك للصلاة أو تفريط في تربية البنين والبنات أو تركيب للدشوش والقنوات الماجنة وغير ذلك من المخالفات.

4- استضافة العلماء والدعاة لإلقاء الدروس والكلمات بعد التراويح أو غيرها.

5- استغلال حضور المصليات وتوزيع المفيد عليهنَّ من الأشرطة والكتب والمطويات، وإعطائهن نصيباً من التوجيه والاهتمام باستضافة الداعيات وطالبات العلم.

6- تعاهد لوحة إعلانات المسجد والإشراف التام عليها مع الحرص على تنوع مادتها وتجديدها بين الحين والآخر.

7- إعداد برنامج للعيد وتنسيق اجتماع للجيران بعد صلاة العيد في المسجد لبذل السلام وإشاعة روح التعاون والمودة والتواصل بين الجيران والاصلاح بين المتخاصمين.

الوصية العاشرة: وعلى الإمام أن يكلل هذه الأمور كلها بدعوة الناس بالحكمة والموعظة الحسنة والرفق وعدم التعنيف والحرص على هداية الناس كما كان النبي صلى الله عليه وسلم قال تعالى: ﴿ فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ ... ﴾ [آل عمران: 159] وقال سبحانه: ﴿ ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ﴾ [النحل:125].

الوصية الحادي عشرة: تفطير الصائمين في هذ الشهر الكريم وتهيئة المكان لذلك وحث لجماعة على المساهمة في ذلك، وإن كان هناك وافدون وهم الأغلب فاجعل مع غذاء البدن غذاء الروح وهذا - بحمد لله - متوفر عند مكاتب دعوة الجاليات فهم يمدونك بالكتيبات والدعاة وبجميع اللغات.

الوصية الثانية عشرة: العناية بفقراء الحي وتفقدهم فهم أولى بالمعروف وذلك إعداد برنامج لجمع الزكاة وتوزيعها على فقراء الحي واعانة محتاجهم وسد فاقتهم وستر خلتهم او السعي لدى من يعينهم.

وفي الختام:
أخي إمام المسجد: إن أهل الباطل يتسابقون لخطف رمضان وهدم روحانيته وإفساد حلاوته بالمسلسلات الطائشة والأفلام الماجنة والفوازير الهازلة، فلابد أن نسعى للحفاظ على هيبة رمضان وجلاله وذلك بالحرص على أن نقدم برامج تكون بدائل مزاحمة لهذا الإعلام الملوث واحياء دور المسجد وتفعيله..

وفقني الله وإياك لما يحب، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
⛅️ #إشــツـراقة_الصبـاح

❆ الثلاثاء ❆
٠٤/ رمـضـ⑨ــان/ ١٤٣٨هـ
30/ مــــايــ⑤ـــو/ 2017مـ
❂:::ــــــــــــــــــ✺ـــــــــــــــــ:::❂

‌‌‏حِين تغلبك الظروف
و تكون في أسوأ أحوالك
فيأتيك فرج من حيث لا تدري؟
فهذا الفرج إنما هو خير فعلته
لأحد و نسيته .. و الله لَم يَنسهُ"
﴿ ومَا كَانَ رَبُكَ نَسِيًّا ﴾..♡
#رمـضـ🌙ــان
‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‏
صبــــاح الاخلاص في العمل...@
🎤
خطبة.جمعة.بعنوان.cc
الـــتـــألـــف والــــــتراحـــــــــم
من مقاصد الصوم وشهر رمضان
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌

الخطبــة.الاولـــى.cc
الحمد لله خالق كل شيء، ورازق كل حي، أحاط بكل شيء علماً، وكل شيء عنده بأجل مسمى، أحمده سبحانه وأشكره، وأتوب إليه وأستغفره وهو بكل لسان محمود، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له وهو الإله المعبود، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبده ورسوله، صاحب المقام المحمود، والحوض المورود، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه الركع السجود، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى اليوم الموعود، وسلم تسليماً كثيراً أما بعد:-

أيها المؤمنون: أيام قلائل ويحل علينا شهر رمضان يحل علينا هذا الضيف، بعد عام مضى من الأعمال والأفعال والأحداث وهذه هي سنة الله في خلقه وهكذا هي الليالي تُطوى والأيام ، وتتقلص الأعداد والأرقام ، وتنصرم الشهور والأعوام ، والناس قسمان ، قسم قضى نحبه ، مرتهن بعمله ، حسابه على ربه ، وقسم ينتظر ، فإذا بلغ الكتاب أجله ( فَلاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ) [يونس/49] فطوبى لمن وجد في صحيفته استغفاراً كثيراً ، وطوبى لمن صدقت نيته ، وطابت سجيته ، وحسنت طويته ، فكم من الناس من ينتظر شهر رمضان بلهفة وشوق ، لينهل من بركاته ، ويغترف من خيراته ، فهو المعين الدافق ، والنهر الخافق ، وهو شهر النفحات والرحمات الربانية وما أحوجنا إليها في زمن ضعف فيه الإيمان وفسدت فيه الكثير من القيم والأخلاق وقست القلوب وزاد القلق وكثرت الهواجس وضعف اليقين بما عند الله وما أعده لعباده .. فما أحوجنا لهذه النفحات الربانية .. عنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : (افعلوا الخير دهركم وتعرضوا لنفحات رحمة الله فإن لله نفحات من رحمته يصيب بها من يشاء من عباده وسلوا الله أن يستر عوراتكم وأن يؤمن روعاتكم ) (حسن )"انظر الصَّحِيحَة للألباني : 1890" والنفحة:هي الدفعة من العطية.. وقد أجمل سبحانه نفحات هذا الشهر بقوله (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ) [البقرة:183].

معاشر المسلمين: الصوم وشهر رمضان يكسبان المسلم روحانية ورقة في القلب ولين في السلوك وسعة في النفس، فيظهر ذلك في تعامله مع أخوانه في المجتمع، فيثمر ذلك العفو والتسامح والبذل والعطاء وتقديم النفع وكف الأذى، فيكون ذلك زاد لبقية العام بل للحياة جميعاً والموفق من هداه الله لنيل هذه المطالب وهذه الرتب، وفي شهر رمضان يكون الإنفاق أعظم؛ لأنه يتزامن مع الصيام والقيام وقراءة القرآن، فكيف بمسلم يقرأ قول الله -عز وجل-: (مَنْ ذا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضاعِفَهُ لَهُ أَضْعافاً كَثِيرَةً) [البقرة:245]، أو يقرأ أو يسمع قول الله -عز وجل-: (وَمَا أَنفَقْتُمْ مّن شَىْء فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ) [سبأ:39]، ثم لا يسارع إلى الإنفاق والبذل والعطاء؟! كلٌّ بما يستطيع، فكم من جائع ومحتاج ويتيم ومسكين ومريض وغارم يحتاج إلى مَن يقف بجانبه ويمد يد العون له! ولن يضيع ذلك عند الله.

عبــــــــاد الله: لقد كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أجود الناس في رمضان وغير رمضان، أخرج البخاري من حديث ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل فيدارسه القرآن، وكان يدارسه القرآن في كل ليلة من ليالي رمضان، فلَرسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- أجود بالخير من الريح المرسلة، وفي الحديث القدسي: قال الله -عز وجل-: "أنفِقْ يا ابن آدم أنفقْ عليك" (البخاري ومسلم).
وعن زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ، غَيْرَ أَنَّهُ لَا يَنْقُصُ مِنْ أَجْرِ الصَّائِمِ شَيْئًا) رواه الترمذي وابن ماجه وابن حبان، وصححه الترمذي وابن حبان.

وعند ابن خزيمة والنسائي بلفظ: (من جهّز غازيا أو جهّز حاجا أو خلفه في أهله أو فطّر صائما، كان له مثل أجورهم، من غير أن ينقص من أجورهم شيء).

وفي شهر رمضان يجتمع المسلمون في المساجد لأداء الصلوات فتزداد اللفة بينهم، وتجتمع الأسر والأقارب والجيران على موائد الأفطار، وربما لم يجتمعوا من شهور,

وفي شهر رمضان يبحث الناس عن المحتاجين والفقراء وتخرج الزكاة، وفي ذلك دافع للتآلف والتراحم بين الناس، وبين الأغنياء والفقراء، فيصب كل ذلك في مصلحة المجتمع والأمة

وفي شهر رمضان تصوم أمة الإسلام في جميع اقطار الأرض ودول العالم، فيتذكر المسلمون آواصر القربى وأنهم أمة واحدة فتتآلف القلوب التي مزقتها الدنيا وأمواله وشبهاتها وفي ذلك رافد قوي للتآلف والتراحم ليس لأمة غير أمة الإسلام .

عباد الله: التآلف والتراحم من أعظم خصال المجتمع المسلم، بل إن ذلك فريضة شرعية وضرورة ح
ياتية لصلاح المجتمع واستقراره وأمنه، ومن هنا كان من مقاصد الصوم تربية المسلمين على التآلف والتراحم بين جميع فئات المجتمع ، قال تعالى (وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُورًا ) (النساء 36).. وقال سبحانه وتعالى( وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) (التوبة: 71)..

كما أن الفرد مأمور بإجادة أدائه الاجتماعي بأن يكون وجوده فعالاً ومؤثراً في المجتمع الذي يعيش فيه قال الله تعالى: (وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) (المائدة: 2).. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً»( البخاري: 467) .. وقد بين الرسول صلى الله عليه وسلم حال أفراد المجتمع في تماسكهم وتكافلهم بصورة تمثيلية رائعة حيث قال صلى الله عليه وسلم: «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى»( مسلم:2586)..

بل لابد للمسلم خاصة في زمن المصائب والشدائد والفتن أن يتنازل عن حظوظ نفسه ومصالحة الشخصية من أجل مصلحة العامة فالطمع والجشع وحب الذات يظهر في النفوس لأنه لا يثبت على الأخلاق العظيمة في مختلف الظروف إلا العظماء .. قال صلى الله عليه وسلم ( صنائع المعروف تقي مصارع السوء والآفات والهلكات .. وأهل المعروف في الدنيا .. هم أهل المعروف في الآخرة ) ( صححه الألباني في صحيح الجامع ).

أيها المؤمنون /عبــاد الله : -
ما أحوجنا إلى هذه المعاني السامية، وما أشد افتقارنا إلى التخلق بالرحمة والتعاطف والتكافل وهذه القيم العظيمة التي تضمّد جراح المنكوبين، والتي تواسي المستضعفين المغلوبين، وتدخل السرور على المحزونين وتعين المشردين والنازحين بسبب الحروب والصراعات والمشاكل والفتن ولا سيما في هذا العصر، الذي تتعرض فيه كثير من بلاد المسلمين للشدائد والمحن والذي تلاشت فيه الرحمة من أكثر الخلق، وقست فيه القلوب فلا يسمع في هذا العصر لصرخات الأطفال، ولا لأنين الثكلى، ولا لحنين الشيوخ، ولا لكلمة الضعفاء، لا يسمع فيه إلا للغة القوة، ومنطق القدرة، ومبدأ المصلحة الشخصية فأين نحن قول رسول الله صلي الله عليه و سلم: " أحب الناس إلى الله أنفعهم و أحب الأعمال إلى الله عز و جل سرور تدخله على مسلم أو تكشف عنه كربة أو تقضي عنه دينا أو تطرد عنه جوعا و لأن أمشي مع أخي المسلم في حاجة أحب إلي من أن أعتكف في المسجد شهرا و من كف غضبه ستر الله عورته و من كظم غيظا و لو شاء أن يمضيه أمضاه ملأ الله قلبه رضى يوم القيامة و من مشى مع أخيه المسلم في حاجته حتى يثبتها له أثبت الله تعالى قدمه يوم تزل الأقدام و إن سوء الخلق ليفسد العمل كما يفسد الخل العسل ". (صحيح الجامع/176) ..

وبين النبي صل الله عليه وسلم صورة من صور المجتمع المسلم وهم في أحلك الظروف وأشد الأوقات فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ الأَشْعَرِيِّينَ إِذَا أَرْمَلُوا ( أي: فني زادهم) فِي الْغَزْوِ أَوْ قَلَّ طَعَامُ عِيَالِهِمْ بِالْـمَدِينَةِ، جَمَعُوا مَا كَانَ عِنْدَهُمْ فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ ثُمَّ اقْتَسَمُوهُ بَيْنَهُمْ فِي إِنَاءٍ وَاحِدٍ بِالسَّوِيَّةِ، فَهُمْ مِنِّي وَأَنَا مِنْهُمْ"(البخاري (2354)..

وأكد صل الله عليه وسلم على علاقة المسلم بأخيه المسلم فقال: : "الْـمُسْلِمُ أَخُو الْـمُسْلِمِ لاَ يَظْلِمُهُ وَلاَ يُسْلِمُهُ، وَمَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ اللهُ فِي حَاجَتِهِ، وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً فَرَّجَ اللهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرُبَاتِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ"(البخاري (2310)..وقال صلى الله عليه وسلم :( أيما أهل عرصة بات فيهم امرؤ جائع فقد برئت منهم ذمة الله وذمة رسوله" (صححه الشيخ شاكر في تخريج المسند -4880) ..

بل قدم على النبي صل الله عليه وسلم قوم من مضر عراة ليس عليهم إلا كساء من صوف وعليهم آثار الفاقة والحاجة فتغير وجه النبي صل الله عليه وسلم لما رأى من حالته وكان أرحم بالناس من أنفسهم فقام فصلى بالناس ثم خطب بهم فقال: ( تصدق رجل من ديناره ، من درهمه ، من ثوبه ، من صاع بره ، من صاع تمره ، حتى قال : ولو بشق تمرة ) فجاء ، رجل من الأنصار بصرة كادت كفه تعجز عنها ، بل قد عجزت ، ثم تتابع
الناس حتى رأيت كومين من طعام وثياب ، حتى رأيت وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم يتهلل كأنه مذهبة (يشبه الذهب من الفرح ) ؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها ، وأجر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أجورهم شيء ، ومن سن في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أوزارهم شيء ) (رواه مسلم)..

فالمسلم لا يعيش لنفسه وحسب بل لابد أن يتعدى نفعه وخيره للآخرين وفي وقت الشدائد والمحن والنكبات يكون الأمر أعظم وفيه تظهر صورة المجتمع المسلم المتماسك والمتراحم والمتعاون كما أمر الشرع بذلك .. قال تعالى:- ( وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ) (الأنبياء/73) وقال تعالى:- ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) (الحج:77).. اللهم ألف بين قلوبنا وأصلح ما فسد من أحوالنا ..

قلت ما سمعتم، وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه.


الخطبـــة.الثانيـــة.cc
عباد الله: والرحمة من كل مسلم رحمة عامه يرحم بها جميع خلق الله من حوله .. رحمة لا تقوم على القرابة والرحم والبلاد والصداقة أو القبيلة أو الحزب وحسب ولكنها رحمة تشمل الجميع من تعرف ومن لا تعرف .. ابتداءاً بالوالدين قال تعالى (وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً )[الاسراء: 24] ..

وكذلك الزوجة والأولاد والعمال والجيران والأرحام والمحتاجين والفقراء والأيتام وأصحاب العاهات والمعاقين والمرضى وكبار السن ويرحم الحيوان والطير ويرحم حتى الكافر المسالم والذمي المعاهد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء) (رواه أبو داود والترمذي) ، وقال رسول الله صل الله عليه وسلم : (من لا يرحم الناس لا يرحمه الله) (رواه البخاري ومسلم) ، وهناك رحمة الوالي والمحافظ والأمير والوزير وكل ذي منصب بمن هم تحت مسئوليته من الناس وهذا عامٌ لكل من ولي أمراً من أمور المسلمين أن يرحمهم ويرفق بهم لقول المصطفى صلى الله عليه وسلم: (اللَّهُمَّ مَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِي شَيْئًا فَشَقَّ عَلَيْهِمْ فَاشْقُقْ عَلَيْهِ وَمَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِي شَيْئًا فَرَفَقَ بِهِمْ فَارْفُقْ بِهِ) رواه مسلم (3407)..

وقد حذر الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه في رسالة لولاته في جميع الأمصار وخاطب بذلك الراعي والرعية حتى لا يكون العنف هو أساس العلاقة بينهم فقال رضي الله تعالى عنه: "إني والله! ما أُرسل عمالي إليكم ليضربوا أبشاركم، ولا ليأخذوا أموالكم، ولكن أرسلهم إليكم ليعلِّموكم دينكم وسنتكم؛ فمن فُعِلَ به شيء سوى ذلك فليرفعه إليَّ؛ فوالذي نفسي بيده إذًا لأقصنِّه منه، فوثب عمرو بن العاص، فقال: يا أمير المؤمنين! أوَ رأيت أن كان رجل من المسلمين على رعية فأدَّب بعض رعيته أئنك لمقتصه منه؟ قال: إي والذي نفس عمر بيده إذاً لأقصنه منه، وقد رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم - يقص من نفسه..) "( أخرجه أحمد / 273، وأبو داود / 3933) ..

معاشر المؤمنين: هذا رمضان شهر الصيام قد اقترب، بفضائله تزكوا النفوس وتتأصل القيم وتتوحد القلوب ويتراحم الأفراد، وكل فرد عليه ان يكون معول بناء لا معول هدم وواحة رحمة لا صحراء قاحلة من الخبث والحقد والبغضاء، فاستغلوا نفحات هذا الشهر رحمكم الله.

اللهم ارحمنا برحمتك التي وسعت كل شيء، اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا إتباعه وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا إجتنابه وخذ بنواصينا إلى كل خير وارحمنا برحمتك التي وسعت كل شيء يا أرحم الراحمين، هذا وصلوا وسلموا على نبينا وإمامنا وقدوتنا محمد بن عبد الله وعلى آله وأزواجه ، وارضَ اللهم عن خلفائه الراشدين، وعن الصحابة أجمعين، وعن التابعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم بمنك ورحمتك يا أرحم الراحمين .

======================
🎤
خطبة.جمعة.بعنوان.cc
بـــدايـــــــــة رمـــضــــــــــــــــــان
للشيــخ/ مـــراد باخـــريـــصــــــة
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌

الخطبـة.الاولــى.cc
ما أجمل نسيم هذا اليوم وما أروع شذاه هذا اليوم هو خير يوم طلعت فيه الشمس، هو خير أيام الأسبوع وهو أول يوم من أيام خير الشهور وأفضل الدهور.

لقد ازدانت الدنيا حين انشق فجر هذا اليوم وأشرقت الأنوار وهبت رياح الإيمان تنساب بين أرجاء الأكوان.

فرص وحظوات وصيام وصلوات وجهاد ودعوات وذكر وصدقات وساعات جميلة لا تقدر بثمن ولا يصلح أبداً أن تضيّع أو تهدر.

إن رؤية هلال الصيام في السماء لهو إشارة بالغة لبدء معركة الإرادة وجولة العزيمة فالصيام يدرب النفوس ويقوي الإرادة ويخلق في قلوب الصائمين عزيمة قوية عن الامتناع عن الشهوات والملذات بل والامتناع عن الحلال كالأكل والشرب والجماع ويجعل المسلم يتربى على فعل الخيرات وعمل الصالحات والإكثار من أنواع البر والعمل الصالح لذا ينبغي أن نغتنم هذه الأيام المعدودات بتلمس أبواب الخير وتطبيق الكثير من الأعمال الفاضلة ومن هذه الأعمال التي ينبغي أن نفعلها في رمضان:
الدعاء عند رؤية هلال رمضان فقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا رأى الهلال قال "اللهم أهله علينا باليمن والإيمان والسلامة والإسلام ربي وربك الله" هكذا كان رسولنا - صلى الله عليه وسلم - يدعوا ربه بهذا الدعاء الطيب عند رؤية الهلال "اللهم أهله علينا باليمن والإيمان والسلامة والإسلام ربي وربك الله".

ومن الأعمال العظيمة في رمضان: أن يعزم المسلم من بداية رمضان على قيام رمضان وصيامه إيمانا واحتساباً للأجر عند الله فالرسول - صلى الله عليه وسلم - تعهد لمن قام رمضان وصامه إيماناً واحتساباً بغفران ما تقدم من ذنوبه فقال - صلى الله عليه وسلم - كما في الصحيحين "من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه" وفي الحديث الآخر في الصحيحين أيضاً "من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه" فإياك والتفريط وإياك والكسل عن قيام رمضان وصلاة التراويح فيه فلا تكن ممن يصوم رمضان ولكنه لا يصلي التراويح فهذا قد فاته هذا الأجر الكبير والثواب العظيم "من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه" ويقول - صلى الله عليه وسلم - من قام مع إمامه حتى ينصرف كتب له قيام ليلة".

أيها الصائمون:
مما ينبغي فعله في رمضان المحافظة على إدراك تكبيرة الإحرام مع الإمام والذهاب إلى المسجد مبكراً حتى لا تفوتنا ركعة من الركعات فإن كنا قد فرطنا في صلاة الجماعة في غير رمضان فلا ينبغي لنا أن نفرط في الجماعة في رمضان ولا خير فيمن يصوم ولا يصلي أو يصوم وهو يضيّع صلاة الجماعة يقول النبي - صلى الله عليه وسلم - "من غدا إلى المسجد أو راح أعد الله له نزلاً في الجنة كلما غدا أو راح".

من أعمال البر الجليلة في رمضان تفطير الصائمين وإطعام الطعام للمحتاجين، فمن أراد أن يصوم رمضان مرتين فليفطر صائماً فإن زدت فلك بكل صائم أفطر عندك أجره كاملاً يقول الرسول - صلى الله عليه وسلم - " من فطر صائماً كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيئا" ومعنى تفطير الصائم أي ما يفطر به الصائم عند الأذان وهو التمر والماء فمن منا لا يستطيع أن يدعوا كل ليلة عدداً من إخوانه الصائمين على تمر وماء لأن بعض الناس يظن أن تفطير الصائم معناه دعوته للإفطار والعشاء وليس الأمر كذلك وإنما تفطير الصائم هو ما يفطر به الصائم عند غروب الشمس ولا ينبغي التكلف في ذلك فلننشر بيننا هذا الخير ولنحيي هذه السنة سنة تفطير الصائمين ودعوتهم للإفطار حتى نحصل على أجورهم من غير أن ينقص منها شيئا كما ينبغي أن لا ننسى دعاء الإفطار "ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الأجر إن شاء الله".

فهذا دعاء عظيم كثيراً ما ننساه عند نهمة الأكل وحلول موعد الإفطار يقول النبي - صلى الله عليه وسلم - " إن للصائم عند فطره دعوة لا ترد" كذلك ينبغي الحرص على الدعاء بين الأذان والإقامة فإن الدعاء بين الأذان والإقامة لا يرد كما أخبر بذلك المصطفى - صلى الله عليه وسلم - يقول الله سبحانه وتعالى ﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ.. ﴾ هذه آيات ذكرها الله مباشرة بعد آيات الصيام مما يدل على العلاقة الوثيقة والرابطة المتينة بين الصيام والدعاء.

ومما يتأكد فعله في رمضان عباد الله الإكثار من قراءة القرآن وتأمله وتدبره وتذوق آياته ومعانيه فإن رمضان هو شهر القرآن وأول الآيات نزولاً كانت في رمضان ﴿ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ.. ﴾ فما أحلى الوقوف مع القرآن وما أحلى التأمل والتدبر لكتاب الله وتلاوته وخاصة في رمضان.

أيها الصائمون:
مما يسن في رمضان أيضاً الإكثار من الصدقة فقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم - جواداً كريماً سخياً وكان أكثر ما يكون سخاء وجوداً في رمضان فلو استط
اع الواحد منا أن يتصدق كل يوم في رمضان ولو بشيء يسير فهذا شيء جميل وعمل طيب وأجره مبارك وليحرص المتصدق على صدقة السر يقول - صلى الله عليه وسلم - " صنائع المعروف تقي مصارع السوء وصدقة السر تطفئ غضب الرب" وذكر النبي - صلى الله عليه وسلم - في حديث السبعة "ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه".

من السنن استعمال السواك في رمضان فالسواك سنة مؤكدة في كل وقت وفيه من المنافع والفوائد شيء عظيم يكفينا في ذلك حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الصحيحين" لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة" فلو قام بعض أهل الخير والمحسنين بتوفير أعداد كبيرة من السواك وعود الأراك في هذا الشهر الفضيل وتوزيعه على المصلين في المساجد لكان في هذا إحياء لهذه السنة النبوية والشعيرة الإسلامية.

كما أذكر نفسي وإياكم في رمضان خصوصاً بالمحافظة على صلاة الجمعة وشهود الخطبة وحضورها فإن كثيراً من الشباب يسهرون في الليل ثم ينامون في النهار فإذا كان يوم الجمعة فوتوا الجمعة وأضاعوها أو ناموا عنها أو جاءوا إليها متأخرين وهذا أمر لا ينبغي في غير رمضان ففعله في رمضان أشد وأعظم يقول النبي - صلى الله عليه وسلم - "لينتهين أقوام عن ودعهم الجمع والجماعات أو ليختمن الله على قلوبهم ثم ليكونن من الغافلين" ويقول - صلى الله عليه وسلم - "الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر" ﴿ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ.. ﴾.


الخطبـــة.الثانيـــة.cc
الحمد لله الذي جعل رمضان سيد الشهور وضاعف فيه الحسنات والأجور...

مما يسن ويشرع في رمضان أداء العمرة إن تيسر ذلك فقد أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - أن العمرة في رمضان تعدل حجة أو حجة معي رواه الشيخان وإذا لم يتيسر لكثير منا الاعتمار في رمضان فلنحافظ على الأقل على الصف الأول ولنحرص عليه ونتسابق فيه ولنكثر من السجود فأقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد يقول - صلى الله عليه وسلم - "لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا عليه".

كما أوصي نفسي وإياكم باغتنام أوقات السحر في الثلث الأخير من الليل فإنه وقت مبارك ينزل فيه الرب جل جلاله إلى السماء الدنيا فلا ينبغي لنا أبداً أن ننام بعد السحور قم فتوضأ وصلي ما تيسر لك في ظلمة الليل وناجي ربك كثيراً في هذا الوقت الثمين وتلك الدقائق النفيسة الغالية يقول الله سبحانه وتعالى ﴿ الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالأَسْحَارِ ﴾ ويقول سبحانه وتعالى ﴿ كَانُواْ قَلِيلاً مّن اللّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ وَبِالأسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ﴾.

فالله الله في استغلال الأسحار فإن فيها من الأنس ولذة العبادة وحلاوة المناجاة ما لا يوجد في غيرها من الأوقات الأخرى.

وأخيراً يجب علينا معشر الرجال أن نعطي النساء فرصة للعبادة وقراءة القرآن وصلاة الليل وأن لا نشغلهن كثيراً بإعداد الطعام وتجهيزه أو كثرة الخروج للأسواق وعلينا أن ننبهن إلى الحرص على استغلال رمضان بالطاعات والقربات حتى لا تضيع عليهن الأوقات المباركة سدى ونشعرهن بالاهتمام باستحضار النية الصالحة عند إعداد الفطور والسحور واحتساب الأجر في إعداده عند الله سبحانه وتعالى لأن القائم على خدمة الصائم له أجر عظيم وكبير فكيف إذا كان من يخدم الصائم هو صائم أيضاً يقول أنس بن مالك رضي الله عنه كنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في سفر فمنا الصائم ومنا المفطر قال فنزلنا منزلا حاراً وأكثرنا ظلاً صاحب الكساء فمنا من يتقي الشمس بيده فسقط الصوام وقام المفطرون فضربوا الأبنية وسقوا الركاب فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - "ذهب المفطرون اليوم بالأجر" ذهبوا بالأجر وفازوا به لأنهم قاموا على خدمة إخوانهم الصائمين فكيف بالمرأة الصائمة عندما تقوم على خدمة أهلها الصائمين وتجهز الإفطار لزوجها وأولادها وتعمل على خدمتهم وإعداد الطعام لهم فنشعرهن أن أجرهن كبير جداً في ذلك لو أحسنّ النية يقول النبي - صلى الله عليه وسلم - إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى.

أيها الصائمون :
إن أبواب الخير في رمضان كثيرة والأعمال الصالحة متعددة فلنغتنم هذه الأعمال في رمضان ولنحرص على تطبيق السنن والشعائر فيه حتى تتحقق التقوى في قلوبنا لأن التقوى هي غاية الصوم والهدف من فرض الصيام يقول الله سبحانه وتعالى ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾.

============================
🎤
محاضرة.قيمة.بعنوان.cc
مــن الأخــــطاء في رمــضــــــان
نشر الفساد عن طريق وسائل الإعلام
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌

إن الحمد لله تعالى نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، مَن يهد الله فلا مضل له، ومَن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا ِِإله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله...

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].

﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عليكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1].

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70- 71]

أمــــا بعــــد:
فإن أصدق الحديث كتاب الله - تعالى- وخير الهدي هدي محمد - صلى الله عليه وسلم - وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

من الأخطاء في رمضان: نشر الفساد في رمضان عن طريق وسائل الإعلام خصوصًا الفضائيات:
إن أصحاب الفضائيات والإذاعات في زماننا معظمهم يستعد لرمضان قبل مجيئه بستة أشهر، يحشد كل فيلم خليع، وكل مسلسل وضيع، وكل غناء ماجن للعرض على المسلمين في أيام وليالي رمضان؛ لأن رمضان كريم كما يعلنون، ولسان حالهم يقول: شهر رمضان الذي أنزلت فيه الفوازير والأفلام والمسلسلات.

ولأن مردة الشياطين الجن تصفد وتقل في شهر رمضان، عز على إخوانهم من شياطين الإنس الذين يمدونهم في الغي ثم لا يقصرون - عزَّ عليهم أن يفيء الناس إلى ربهم، فشغلوهم بما هو جديد في عالم الأفلام والمسلسلات.

إن رمضان شهر البركات والرحمات، وهل يُتصوَّر أن تتنزل الرحمات على مشاهدي الفوازير والأفلام والمسلسلات، التاركين للعبادات.

فيا أيها المفسدون... أقصروا عن نشر الفساد، وإشاعة الفواحش، قال تعالى:
﴿ إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ﴾ [النور: 19]

أيها الناس... فرِّوا من المفسدين فراركم من الأسد، إن المفسدين هم قُطَّاع الطريق إلى الله، إنهم مَن قال الله فيهم: ﴿ أُوْلَئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللّهُ يَدْعُوَ إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ ﴾ [البقرة: 221].

وقال: ﴿ وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا ﴾ [الكهف: 28].

وقال تعالى: ﴿ وَاللّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُواْ مَيْلاً عَظِيمًا * يُرِيدُ اللّهُ أَن يُخَفِّفَ عَنكُمْ وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفًا ﴾ [النساء: 27 - 28]

فالمفسدون يدعونك لزنا العين وزنا الأذن، فلا تطاوعهم، وتذكر قول الحق:
﴿ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً ﴾ [الإسراء: 36].

قال جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -:
"إذا صمت فليصم سمعك وبصرك ولسانك عن الكذب والمآثم، ودع أذى الجار، وليكن عليك وقارٌ وسكينةٌ يوم صومك، ولا تجعل يوم فطرك ويوم صومك سواء".

كن أيها الصائم كما وصف رب العالمين عباده الصالحين، فقال: ﴿ وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا ﴾ [الفرقان: 72]، وقال: ﴿ وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ ﴾ [المؤمنون: 3].

ولقد بيَّن الله الحكمة من تشريع الصيام في قوله سبحانه وتعالى:
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [ البقرة: 183].

============================
🎤
خطبة.جمعة.بعنوان.cc
رمضـــان صـــانع المـتـــقـــين
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌

الخطبــة.الاولــــى.cc
الحمدلله رب العالمين
الحمدلله الذي فرض
الصيام على عباده
وجعله مطهرا لهم
من الذنوب والاثام
وموصلا لهم الى طرق الهداية والتقوى

واشهد ان لااله الاالله وحده لاشريك له
القائل (ياأيها الذين امنواكتب عليكم الصيام كماكتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون)

واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله
خير من صلى وصام
القائل صلى الله عليه وسلم (من صام رمضان إيمانا
وإحتساباغفر له ماتقدم من ذنبه)

امابعد:-

عباد الله:-
لقد جاءكم رمضان محيا بتحايا
تضفى اليه من الجلال جلالا
ومن البهاء بهاء

ايها المسلمون :-

هاهورمضان قد اقبل إلينابنسماته وروحانيته
اقبل الينا حاملا معه الجوع والعطش
ترى الطعام والشراب امامك لكنك لاتستطيع ان تأكل اوتشرب خوفا
من الله الملك العلام
لانه ناضر ومطلع عليك يعلم السر واخفى
يعلم خائنة الاعين وماتخفي الصدور

لكنه سبحانه يجازيك بالثواب الجزيل

(إلا الصيام فإنه لي وانا اجزي به .)

فمرحبا بك ياشهر
الصيام والقيام
مرحبا بك ياشهر القرآن.
مرحبا بك ياشهر التوبة والغفران .
مرحبا بك ياشهر التراويح .
مرحبا بك ياشهر الجهاد.والمجاهدة.
والصبر والمصابرة.
مرحباً بك ياشهر التقوى

اقبلت الينايارمضان
وباقبالك اقبل المسلمون الى بيوت الله والى كتاب الله.

اقبلت يارمضان وبإقبالك اقبل
التائبون والعابدون والحامدون
والراكعون والساجدون.والمتصدقون.

مرحبااهلا وسهلا
بالصيام..
ياحبيباً زارنا
في كل عام.

قدلقيناك بحب صادق
كل حب في سوى المولى حرام .

فاغفر اللهم مناذنبنا
ثم زدنا من عطاياك
الجسام.

لاتعاقبنا فقد عاقبنا
قلق اسهرنا جنح الظلام.


ايهاالمسلمون :-
بضع ساعات فقط
ويأتي اليكم ضيفكم
الغائب عنكم احدى عشرشهراً
فماذا اعدتم له
فهولايريد منكم طعاماً ولاشرابا
ولكن يريده التقوى منكم ً
(ياايها الذين امنوا كتب عليكم الصيام كماكتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون)

ايها المسلمون
هاهورمضان يأتي اليكم بعد ساعات وانتم في صحة وعافية .
فاحمدوا الله ان بلغكم ذلك
فغيركم يتمنى يعود الى الدنيا يوماواحدا
في رمضان اوبضعة يوم منه.
فارواالله من انفسكم خيرا
وتزودوابالطاعات والعبادت
وتزودوافإن خيرالزاد التقوى
والسعيد والعاقل والفائز في رمضان من ارضى ربه فرضي الله عنه
واعتقه من النار.

والهين والخاسر
والشقي والمحروم
من يتمنى على الله الاماني وادرك رمضان ولم يغفرله.

واعلَمُوا أنَّه قد أظلَّكم شهر كريم وموسم عظيم، فرَض الله عليكم صِيامه،
وسنَّ لكم نبيُّكم - صلَّى الله عليه وسلَّم - قيامَه،

وكان صلى الله عليه وسلم يُبشِّر أصحابَه بقُدوم شهر رمضان؛
فعن أبي هُرَيرة - رضِي الله عنه - قال: كان النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - يُبشِّر أصحابه فيقول: ((قد جاءَكم شهر رمضان، شهر مبارك كتب الله عليكم صيامه، فيه تُفتح أبواب الجنان، وتُغلق فيه أبواب الجحيم، وتُغلُّ في الشياطين، فيه ليلةٌ خيرٌ من ألف شهر، مَن حُرِمَ خيرَها فقد حُرِمَ))[2].

وعن سلمان الفارسي - رضِي الله عنه - قال:
خطَبَنا رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - في آخِر يومٍ من شعبان فقال: ((يا أيها الناس، قد أظلَّكم شهرٌ عظيم مُبارَك، شهرٌ فيه ليلةٌ خيرٌ من ألف شهر، جعَل الله صِيامه فريضة، وقيامَ ليله تطوُّعًا، مَن تقرَّب فيه بخَصلةٍ من الخير كان كمَن أدَّى فريضةً فيما سِواه، ومَن أدَّى فريضةً فيه كان كمَن أدَّى سبعين فريضةً فيما سواه، وهو شهر الصبر، والصبر ثوابُه الجنَّة، وشهر المواساة، وشهرٌ يُزاد فيه في رِزق المؤمن، مَن فطَّر فيه صائمًا كان مغفرةً لذنوبه وعتق رقبته من النار، وكان له مثلُ أجره من غير أنْ ينقص من أجره شيء))، قالوا: يا رسول الله، ليس كلنا يجد ما يُفطِّر الصائم، فقال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((يُعطِي الله هذا الثواب مَن فطَّر صائمًا على تمرة، أو شربة ماء، أو مذقة لبن،
وهو شهرٌ أوله رحمة، وأوسطه مغفرة، وآخره عتق من النار، مَن خفَّف عن مملوكه فيه غفَر الله له وأعتقه من النار، فاستكثِروا فيه من أربع خِصال: خصلتين ترضون بهما ربكم، وخصلتين لا غني بكم عنهما؛ فأمَّا الخصلتان اللتان ترضون بهما ربكم: فشهادة أن لا إله إلا الله، وتستغفرونه،
وأمَّا الخصلتان اللتان لا غنى بكم عنهما: تسألون الله الجنَّة وتعوذون به من النار، ومَن سقَى صائمًا سَقاه الله من حوضي شربةً لا يَظمَأ بعدَها حتى يدخُل الجنَّة))[3].

وقال المعلى بن الفضل: كان السَّلَف يدعون الله ستَّة أشهر أنْ يُبلِّغهم رمضان، ثم يَدعونه ستَّة أشهر أنْ يتقبَّله منهم،

وبُلوغ هذا الشهر وصِيامه نعمةٌ عظيمة على مَن قدره الله عليه، ويدلُّ على ذلك حديثُ الثلاثة الذين استَشهَد اثنان منهم ثم مات الثالث على فِراشه بعدهما، فرُؤي في المنام سابقًا لهما فقال النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((أليس صلَّى بعدهما كذا وكذا صلاة، وأدرك رمضان فصامَه
، فوالذي نفسي بيده إنَّ بينهما لأبعَد ممَّا بين السماء والأرض))[4].

فانتَبِهوا - رحمكم الله -
لهذا الشهر واعزموا على العمل فيه بما يكون سببًا للفوز بدار القرار، والنجاة من النار،

فلاتكونوا
من الغافلين .
وشمروا واجتهدوا
فالامر هام جداجدا والايام تسيروتطوى
وان إستطعتم ان لاتناموافافعلوا
واعتبرواشهر رمضان
هواول رمضان يأتيكم واخر شهر
يمر عليكم .
حتى تزدادون تشميرا وتنافسا
وتعرضوافي شهركم هذا لنفحات ربكم
فلله في ايام دهركم نفحات فتعرضوا
لتلك النفحات فلعل احدكم ان تصيبه نفحة من نفحات الله
لايشقى بعدها ابدا.

ولعلكم تحققون معنى التقوى في النفوس التي من اجلهافرض الصيام
(لعلكم تتقون)

لعلكم تجتنبون الذنوب والمعاصي
لعلكم تتخلقون
باخلاق الدين
لعلكم تلتزمون بالطاعات والعبادات.
فتنالون رضاءالله
وتأخذون الجائزة
في يوم الجائزة.

ايها المسلمون:-
-
هكذا تبرز الغاية الكبرى من الصوم،
إنها التقوى،
فالتقوى هي التي تستيقظ في القلوب وهي تؤدي هذه الفريضة،
طاعة لله، وإيثارًا لمرضاته،
والتقوى هي التي تحرس هذه القلوب من إفساد الصوم بالمعصية،
ولو تلك التي تهجس في البال،
فالتقوى غاية تتطلع إليها أرواح المؤمنين، وتهفو إليها نفوس الصالحين المخبتين، وهذا الصوم أداة من أدوات التقوى،
وطريق موصل إليها، ومن ثم يرفعها القرآن أمام عيون المؤمنين هدفًا وضيئًا،
وغاية سامقة، يتجهون إليها بتحقيق الصيام: (لعلكم تتقون)

يقول ابو الدرداء
رضي الله عنه
ليتق احدكم ان تلعنه قلوب المؤمنين
وهو لايشعر
يخلوا بمعاصي الله فيلقي الله له البغض في قلوب المؤمنين .

*-وفي وصيةعمر ابن عبد العزيز لاحد عماله
عليك بتقوى الله التي لايقبل غيرها
ولايرحم الااهلها
ولايثيب الاعليها
فان الواعظين بها
كثير والعاملين
بها قليل.
جعلني الله واياك
من المتقين.


*-وقد عرفها الامام علي ابن ابي طالب رضي الله عنه
فقال التقوى هي
الخوف من الجليل
والعمل بالتنزيل
والاستعداد ليوم الرحيل.

ايهاالمسلمون
ورمضان هوصانع المتقين .
إنه رمضان..
زارع الخشية وحاصدها،
فالتقوى به،
وهو بالتقوى،
قرينان
لا ينفك أحدهما
عن الآخر.

لم يكن هدفًا من صيام الشهر الكريم التجويع والتعطيش بلا مبرر،
أو كبت الحرية الجنسية فيما أباح الله تعالى بلا مسوِّغ، فلا حاجة لله تعالى في تعذيب عباده وإرهاقهم بالامتناع عن الطعام والشراب والمباحات من وقت طلوع الفجر إلى غروب الشمس
إن لم يكن في ذلك حكمة خفيَّة يتضاءل إلى جانبها ألم الجوع والعطش والصبر عن الشهوات المباحة،

فلا صومُ الصائمين، ولا تهجدُ المتهجدين، ولا صدقةُ المتصدقين، تزيد في ملك الله تعالى شيئًا،

وفي المقابل فليس إفطارُ المفطرين،
ولا معصيةُ المبطلين، ولا قعودُ القاعدين، ينقص من ملك الله تعالى شيئًا،

إنما أفضال العبادات كلها لمصلحة العباد، فإن عملوا خيرًا فلأنفسهم يمهدون، وإن أساؤوا فعليها:

"يا عبادي: إنما هي أعمالكم أحصيها لكم، ثم أوفيكم إياها،
فمن وجد خيرًا فليحمد الله، ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه".

يقول الشاعر:-
يريدالمرء ان يؤتى مناه.
ويأبى الله إلاما اراد.

يقول المرء فائدتي ومالي
وتقوى الله افضل مااستفاد.

واخرمانزل من القرآن (واتقوايوما ترجعون فيه الى الله )
قلت ماسمعتم واستغفر الله .............. .... ... .....


الخطبة.الثانية.cc

الحمدلله وكفى
وصلاةً وسلاماً على الرسول المصطفى

واشهد ان لااله الاالله
وحده لاشريك له .

واشهد ان محمدا
عبد الله ورسوله.

امابعد :-

عباد الله اوصيكم ونفسي بتقوى الله عزوجل
فهي وصية الله للاولين والاخرين.
ووصية الانبياء والصالحين .
لمن بعدهم .

وقد امرنا الله بها في كثير من اياته
في القول
وفي العمل حتى في الملبس.
ونبينامحمدصلى الله عليه وسلم يقول
(اتق الله حيث ماكنت واتبع السيئة الحسنة تمحها
وخالق الناس بخلق حسن .)

وسئل عن اكثر مايدخل الجنة؟
فقال (تقوى الله وحسن الخلق.)

والتقوى لهاثلاث مراتب.
1*-حماية القلب والجوارح عن الاثام والمحرمات .

2*-حمايتها عن المكروهات .

3*-الحماية من الفضول ومالايعني.

فالاولى تعطي العبد حياته.
والثانية تفيد صحته وقوته .
والثالثة.تكسبه سروره وفرحه وبهجته.

والتقوى تكسب القلب الخوف والخشية من الله تعالى والمراقبة
في كل حركات المرءوسكناته .

ايها المسلمون:-
إن التزام الصائمين بعدم قربان الطعام والشراب والشهوة،
لهو من البراهين المؤكِّدة
أن الصوم أداة فعالة لزرع التقوى
في النفس،
وتربية الخشية في القلب،
فالصائم لا يمنعه
من تناول الطعام والشراب وسائر المفطرات

إلاخلق التقوى،
الذي هو فقط حالةذهنية قلبية ليس لها وجود مادي محسوس،
ولكنها تربية للضمير شهرًا في العام،
ليورث في القلب معرفة بالله تعالى ومقامه في بقية الأيام،
فمن يصوم حقًّا في رمضان عن المباحات
فإنه -ولاشك-
يصوم بقية عامة عن المحرمات والشرور والأخلاق الدنيئة.

ولا يتأتى ذلك إلا
لمن
صام حقًّا،
وقام حقًّا،
واجتهد في شهره حقًّا،
والتزم بالواجبات وانتهى عن المنهيات حقًّا،

فانتبهوا لانفسكم
عبادالله
واغتنموا
شهركم هذا
فإنما هوايام معدودة
ثم ينقضي
والفائز فيه من ارضى ربه فغفر له
والخاسر فيه من اتبع نفسه هواها وتمنى
على الله الاماني.

اللهم ارزقنا الهدى والتقى والعفاف والغنى

اللهم اتي نفوسنا
تقواهاوزكها انت
خير من زكاها انت وليهاومولاها

اللهم اعتق رقابنا من النار
واجعل هذاالشهر
شاهدلنا بالحسنات لاشاهد علينا بالسيئات
واجعله مرتحل بجميع ذنوبنا ومعاصينا
واكتب لنا فيه ماكتبته لعبادك الصالحين .

هذاوصلواوسلموا
على من امرتم بالصلاة والسلام عليه
في محكم التنزيل
ان الله وملائكته يصلون على النبي
============================
بــالإيـــــمـــــــــــــان نـــرتـــقــــــي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

• إن شهر رمضان من أهمِّ مواسم الطاعات التي تزيد الإيمان والتقوى؛ لما فيه من شتَّى أنواع الطاعات، ولما فيه من مضاعفة الأجر والحسنات.

• قال الله تعالى: ﴿ هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا ﴾ [الفتح: 4].

• والإيمان يمد صاحبه بقوة هائلة لا تتزعزع، ويفجِّر بداخله طاقات تَستعصي على الفناء؛ فتراه يُقبل على الطاعات إقبالًا، ويفر من الذُّنوب والمعاصي فراره من الأسد.

• وصاحب القلب المؤمن تراه هادئَ البال، بَشوشَ الوجه، يسعى في مناكب الأرض وقلبُه يرفرِف في عنان السماء، وعندئذٍ لا يبالي بمشكلات الحياة الفانية، ولا يضعف أمام فِتنها ومغرياتها، ولا يَكترث إلَّا بكيفية المحافظة على هذه الصِّلة بالله تعالى، وعلى الشحنة الإيمانيَّة التي يخشى من انطِفاء جذوَتها وخفوت نورها.

• وبدون هذا الإيمان سوف يكون الإنسان في الحياة حائرًا، وفي كل وادٍ مُتخبطًا؛ فتراه ضائق الصدر، خائرَ العزيمة، هشَّ الإرادة.

• قال ابن مسعود رضي الله عنه: "إذا سمعتَ الله يقول: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ﴾، فأرعِها سمعك - يعني: استمِع لها - فإنه خير يَأمر به، أو شرٌّ يَنهى عنه"؛ (رواه ابن أبي حاتم).

• عن الحسن البصري أنه قال: "ليس الإيمان بالتمنِّي؛ ولكن ما وقَر في القلب وصدَّقه العمل، وإن قومًا خرجوا من الدُّنيا ولا عمل لهم وقالوا: نحن نحسِن الظَّنَّ بالله، وكَذَبوا؛ لو أحسَنوا الظَّنَّ، لأحسَنوا العمل".

🔸ان الهدف هو الفردوس الأعلى
قال تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا * خَالِدِينَ فِيهَا لَا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلًا ﴾ [الكهف: 107، 108].

وفي صدر سورة (المؤمنون) قال تعالى: ﴿ أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ * الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾ [المؤمنون: 10، 11].

إن كلمة الفِردوس الأعلى تُلقي في القلب الفرحَ والسعادة، والطمأنينةَ والأنس والرِّضا، وتلقي في السمع جرسًا يَهدأ له البال، وتقر له العين، وترتخي معه الأعصاب؛ شوقًا لهذه المنزلة العظيمة التي يَفوز من ينالها فوزًا ما بعده فوز.
• كلمة الفردوس تَعني: الزيادة والسعة، والفردوس اسمُ جَنَّةٍ من جنَّات الآخرة، وهي أعلى الجنَّة وأوسطها وأفضلها.

• عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنَّ في الجنة مائة درجة أعدَّها الله للمجاهدين في سبيل الله، ما بين الدَّرجتين كما بين السماء والأرض، فإذا سألتم اللهَ، فاسألوه الفردوسَ؛ فإنَّه أوسط الجنَّة، وأعلى الجنة، وفوقه عرش الرَّحمن، ومنه تفجَّر أنهار الجنة))؛ (رواه البخاري).

عن أنس رضي الله عنه، قال: أُصيب حارثة يوم بدر وهو غلام، فجاءت أمُّه إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسولَ الله، قد عرَفت منزلة حارثة مني، فإن يكن في الجنة أصبِر وأحتسب، وإن تكن الأخرى ترى ما أصنع، فقال: ((وَيحَك، أوهبلتِ؟! أوَجنةٌ واحدة هي؟ إنَّها جنَّات كثيرة، وإنه في جنَّة الفردوس))؛ (هو حارثة بن سراقة بن الحارث، أمُّه: الربيع بنت النضر عمَّة أنس بن مالك، وهو أول من استشهد يوم بدر من الأنصار).

• قال ابن القيم رحمه اللَّه: "أنزه الموجودات وأظهرها، وأنورها وأشرفها، وأعلاها ذاتًا وقدرًا وأوسعها: عرش الرَّحمن جلَّ جلاله؛ ولذلك صلح لاستوائه عليه، وكل ما كان أقرب إلى العرش، كان أنور وأنزَه وأشرف ممَّا بَعد عنه؛ ولهذا كانت جنَّة الفردوس أعلى الجنان وأشرفها، وأنورَها وأجلَّها؛ لقربها من العرش؛ إذ هو سَقفها، وكل ما بعد عنه كان أظلم وأضيق؛ ولهذا كان أسفَل سافلين شر الأمكنة وأضيقها وأبعدها من كل خير".

• قال أحمد بن خضرويه: "القلوب جوَّالة: فإما أن تجول حول العرش، أو أن تجول حول الحشِّ"؛ أي: مكان قضاء الحاجة.

🔸السبيل إلى الفردوس الأعلى؟

• قال تعالى: ﴿ مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلَاهَا مَذْمُومًا مَدْحُورًا * وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا * كُلًّا نُمِدُّ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا ﴾ [الإسراء: 18 - 20].

• عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مَن خاف أَدلَج، ومن أدلج بلَغ المنزل، ألا إنَّ سلعة الله غالية، ألا إن سلعة الله الجنة))؛ رواه الترمذي، (أَدْلَجَ القَوْمُ: سَارُوا اللَّيْلَ مِنْ أَوَّلِهِ).

• إن نَيل المطالب ليس بالتمنِّي، ولك
ن ما عند الله تعالى لا يمكن إدراكه إلَّا بطاعته سبحانه وتعالى، والبعد كل البعد عما حرم على عباده، قال ابن كثير رحمه الله: "مَن سابق في هذه الدنيا وسبق إلى الخير، كان في الآخرة من السابقين إلى الكرامة؛ فإنَّ الجزاء من جنس العمل، وكما تَدين تُدان".

• قال الحسن البصري عن بعض الناس يقعد عن الطَّاعات ويقول: أنا أُحسِن الظن بالله: "كذَبوا واللهِ؛ لو أحسَنوا الظنَّ بالله، لأحسَنوا العمل"، فالذي يُحسن الظنَّ بالله تعالى هو الذي يَفعل الأسباب ثمَّ يتوكَّل على الوهَّاب، وهو الذي يرفع أكفَّ الضراعة ثمَّ ينتظر ويوقن بالإجابة من الله تبارك وتعالى.
• ولا بد لِمن يطمع في جنَّة الله تعالى أن يُكثر من طلبها، والإلحاح في الدعاء بأن يكون من أهلها.

• قال ابن القيم رحمه الله: "علوُّ الهمَّة ألَّا تقف (أي النفس) دون الله، وألَّا تتعوض عنه بشيء سواه، ولا ترضى بغيره بدلًا منه، ولا تبيع حظَّها من الله وقربه والأنس به والفرح والسرور والابتهاج به - بشيء من الحظوظ الخسيسة الفانية، فالهمَّة العالية على الهِمَم كالطَّائر العالي على الطيور؛ لا يَرضى بمساقطهم، ولا تصِل إليه الآفات التي تصل إليهم، فإنَّ الهمَّة كلَّما علَت، بعدَت عن وصول الآفات إليها، وكلَّما نزلَت، قصدَتها الآفات".

• ومن جملة ما ذُكر لبلوغ جنَّة الفردوس: الجِهاد في سبيل الله، والصلاة، والصيام، وتلاوة القرآن... إلى غير ذلك من أبواب الخير الكثيرة.

• يقول الخليفة عمر بن عبدالعزيز رضي الله عنه: "إنَّ لي نفسًا توَّاقة، وما حققت شيئًا إلَّا تاقت لما هو أعلى منه؛ تاقت نفسي إلى الزواج من ابنة عمِّي فاطمة بنت عبدالملك فتزوَّجتُها، ثم تاقت نفسي إلى الإمارة فوُلِّيتها، وتاقت نفسي إلى الخلافة فنلتها، والآن - يا رجاء - تاقت نَفسي إلى الجنَّة، فأرجو أن أكون من أهلها".

• إنَّ صاحب النفس التوَّاقة للمعالي، والعنق المُشرئبَّة للأفق: لا يرضى بسفاسف الأمور، ولا يرضى بالدنيَّة في شيء من أمور حياته، ومن باب أَولى بعد مماته.

اللهم حبِّب إلينا الإيمانَ وزيِّنه في قلوبنا، وكرِّه إلينا الكفرَ والفسوق والعصيانَ، واجعلنا من الرَّاشدين.

اللهمَّ إنا نسألك الجنَّةَ وما قرَّب إليها من قول أو عمل، ونعوذ بك من النار وما قرَّب إليها من قول أو عمل .

اللهم إنا نسألك الفردوس الاعلى في الجنة

===========================
🎤
خطبة.جمعة.بعنوان.cc
كــُتــِبَ عَلــَيــــْكُــمُ الــصــــِّيــَامُ
للشيخ/ محمد بن مــبارك الشرافي
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌

الخطبــة.الاولــى.cc
الْحَمْدُ للهِ الذِي خَصَّ شَهْرَ رَمَضَانَ بِمَزِيدِ الْفَضْلِ وَالإِكْرَام، أَحْمَدُهُ وَأَشْكُرُهُ عَلَى إِحْسَانِهِ والإنْعَام، وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، شَهَادَةً مُبَرَّأَةً مِنَ الشِّرْكِ وَالشُّكُوكِ وَالأَوْهَام، أَرْجُو بِهَا النَّجَاةَ مِنَ النَّارِ وَالْفَوْزَ بِدَارِ السَّلَام، وَأَشْهَدُ أَنَّ نَبِيَّنَا مُحَمَّدَاً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ أَفْضَلُ مَنْ صَلَّى وَصَام، وَأَتْقَى مَنْ تَهَجَّدَ وَقَام، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ هُدَاةِ الأَنَامِ وَمَصَابِيحِ الظَّلَام، وَسَلَّمَ تَسْلِيمَاً كَثِيرَاً.

أَمــَّا بَعْــدُ : فَاتَّقُوا اللهَ أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ, وَاعْلَمُوا أَنَّ شَهْرَ رَمَضَانَ قَدْ آنَ أَوَانُهُ وَحَلَّتْ أَيَّامُهُ, وَاقْتَرَبَتْ سَاعَاتُهُ, فَمَا أَجْمَلَ تِلْكُمُ الْأَيَّام وَمَا أَسْعَدَنَا بِتِلْكَ اللَّحَظَاتِ, إِنَّهُ شَهْرُ رَمَضَانَ الذِي نُكْمِلُ بِصِيَامِهِ أَرْكَانَ دِينِنَا .

إِنَّهُ شَهْرٌ افْتَرَضَ اللهُ عَلَيْنَا صِيَامَهُ, وَسَنَّ لَنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قِيَامُه , تُفْتَحُ فِيهِ أَبْوَابُ الْجِنَانِ, وَتُغْلَّقُ فِيهِ أَبْوَابُ النَّيرَان, وَتُغَلُّ فِيهِ مَرَدَةُ الجَّانِّ , فِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ مَنْ حُرِمَ خَيْرَهَا فَقَدْ حُرِمَ, إِنَّهُ شَهْرُ الْخَيْرَاتِ وَشَهْرُ الْعِزِّ وَالْبَرَكَاتِ, شَهْرُ الْإِكْثَارِ مِنَ الطَّاعَاتِ وَشَهْرُ الْبُعْدِ عَنِ الْمَعَاصِي وَالشَّهَوَاتِ الْمُحَرَّمَاتِ .

فَلَا يَنْبَغِي لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَخْرَجُ رَمَضَانُ وَلَمْ يَسْتَفِدْ مِنْهُ بِالتَّقَرُّبِ إِلَى رَبِّهِ, فَإِنْ فَعَلَ فَهَذِهِ خَسَارَةٌ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَعِدَ الْمِنْبَرَ، فَقَالَ (آمِينَ آمِينَ آمِينَ) قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّكَ حِينَ صَعِدْتَ الْمِنْبَرَ قُلْتَ: آمِينَ آمِينَ آمِينَ ؟ قَالَ (إِنَّ جِبْرِيلَ أَتَانِي، فَقَالَ: مَنْ أَدْرَكَ شَهْرَ رَمَضَانَ وَلَمْ يُغْفَرْ لَهُ فَدَخَلَ النَّارَ فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ، قُلْ: آمِينَ، فَقُلْتُ: آمِينَ، وَمَنْ أَدْرَكَ أَبَوَيْهِ أَوْ أَحَدَهُمَا فَلَمْ يَبَرَّهُمَا، فَمَاتَ فَدَخَلَ النَّارَ فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ، قُلْ: آمِينَ، فَقُلْتُ: آمِينَ، وَمَنْ ذُكِرْتَ عِنْدَهُ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْكَ فَمَاتَ فَدَخَلَ النَّارَ فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ، قُلْ: آمِينَ، فَقُلْتُ: آمِينَ) رَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ وَقَالَ الْأَلْبَانِيُّ : حَسَنٌ صَحِيح.

أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ : إِنَّ مِنَ الْوَاجِبَاتِ الْمُهِمَّةِ عَلَيْنَا فِي شَهْرِ رَمَضَانَ أَنْ نَتَعَلَّمَ أَحْكَامَهُ لِنَصُومَ كَمَا يُرِيدُ رَبُّنَا مِنَّا, وَقَدْ جَاءَتْ أَرْبعُ آيَاتٍ فِي سُورَةِ الْبَقَرَةِ تَكَادُ تَحْوِي جَمِيعَ أَحْكَامِ الصِّيَامِ, قَالَ عَزَّ وَجَلَّ (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) فَفِي هَذِهِ الآيَةِ الْكَرِيمَةِ يُخْبُرُ رَبُّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى بِمَا مَنَّ بِهِ عَلَيْنَا بِفَرْضِ الصِّيَامِ، كَمَا فَرَضَهُ عَلَى الْأُمَمِ السَّابِقَةِ، لِأَنَّهُ مِنَ الشَّرَائِعِ وَالْأَوَامِرِ التِي هِيَ مَصْلَحَةٌ لِلْخَلْقِ فِي كُلِّ زَمَانٍ .

ثُمَّ ذَكَرَ تَعَالَى حِكْمَتَهُ فِي مَشْرُوعِيَّةِ الصِّيَامِ فَقَالَ {لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} أَيْ : لِكَيْ تَحْصُلَ لَكُمُ التَّقْوَى, فَإِنَّ الصِّيَامَ مِنْ أَكْبَرِ أَسْبَابِهَا ، لِأَنَّ فِيهِ امْتِثَالَ أَمْرِ اللهِ وَاجْتِنَابَ نَهْيِهِ .

فَمِمَّا اشْتَمَلَ عَلَيْهِ مِنَ التَّقْوَى: أَنَّ الصَّائِمَ يَتْرُكُ مَا حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِ مِنَ الْأَكْلِ وَالشُّرْبِ وَالْجمَاعِ وَنَحْوِهَا، التِي تَمِيلُ إِلَيْهَا نَفْسُهُ، مُتَقَرِّبَاً بِذَلِكَ إِلَى اللهِ، رَاجِيَاً بِتَرْكِهَا ثَوَابَهُ, وَخَوْفَاً مِنْ عِقَابِهِ.

وَمِنْهَا: أَنَّ الصَّائِمَ يُدَرِّبُ نَفْسَهُ عَلَى مُرَاقَبَةِ اللهِ تَعَالَى، فَيَتْرُكُ مَا تَهْوَى نَفْسُهُ، مَعَ قُدْرَتِهِ عَلَيْهِ، لِعِلْمِهِ بِاطِّلَاعِ اللهِ عَلَيْهِ.
وَمِنْهَا: أَنَّ الصَّائِمَ فِي الْغَالِبِ يُكْثُرُ الطَّاعَاتِ وَهَذَا مِنَ التَّقْوَى.

وَمِنْهَا: أَنَّ الْغَنِيَّ إِذَا ذَاقَ أَلَمَ الْجُوعِ، أَوْجَبَ لَهُ ذَلِكَ، مُوَاسَاةَ الْفُقَرَاءِ الْمُعْدَمِينَ، وَهَذَا مِنْ خِصَالِ التَّقْوَى.
ثُمَّ قَالَ اللهُ تَعَالَى (أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُم
ْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ)

الْمَعْنَى : فَرَضَ اللهُ عَلَيْكُمْ صِيَامَ أَيَّامٍ قَلِيلَةٍ فِي غَايَةِ السُّهُولَةِ, وَهِيَ أَيَّامٌ شَهْرِ رَمَضَانَ, ثُمَّ مَعَ هَذَا التَّسْهِيلِ هُنَاكَ تَسْهِيلٌ آخَرَ, فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا يَشُقُّ عَلْيِهِ الصَّوْمُ، أَوْ مُسَافِرًا فَلَهُ أَنْ يُفْطِرَ، وَعَلْيِهِ صِيَامُ عَدَدٍ مِنْ أَيَّامٍ أُخَر بِقَدْرِ التِي أَفْطَرَ فِيهَا, وَقَوْلُهُ سُبْحَانَهُ (وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ) أَيْ : مَنْ كَانَ يَتَكَلَّفُ الصِّيَامُ وَيَشُقُّ عَلَيْهِمْ مَشَقَّةً غَيْرَ مُحْتَمَلَةٍ كَالشَّيْخِ الْكَبِيرِ، وَالْمَرِيضِ الذِي لا يُرْجَى شِفَاؤُهُ، عَلَيْهِ فِدْيَةٌ عَنْ كُلِّ يَوْمٍ يُفْطِرُهُ، وَهِيَ طَعَامُ مِسْكِينٍ عَنْ كُلِّ يَوْمٍ ، فَمَنْ زَادَ فِي قَدْرِ الْفِدْيَةِ تَبَرُّعًا مِنْهُ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ .

وَقَوْلُهُ سُبْحَانَهُ (وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ) أَيْ : أَنَّ صِيَامَكُمْ مَعَ وَجُودِ الْمَشَقَّةِ خَيْرٌ لَكُمْ مِنْ إِعْطَاءِ الْفِدْيَةِ، إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ الْفَضْلَ الْعَظِيمَ لِلصَّوْمِ عِنْدَ اللهِ تَعَالَى.

أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ : ثُمَّ قَالَ اللهُ تَعَالَى بَعْدَ ذَلِكَ (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ)

الْمَعْنَى : أَنَّ الصَّوْمَ الْمَفْرُوضَ عَلَيْكُمْ هُوَ شَهْرُ رَمَضَانَ، الشَّهْرُ الْعَظِيمُ، الذِي قَدْ حَصَلَ لَكُمْ فِيهِ مِنَ اللهِ الْفَضْلُ الْعَظِيمُ، بِنُزُولِ الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ، الْمُشْتَمِلِ عَلَى الْهِدَايَةِ لِمَصَالِحِكُمْ الدِّينِيَّةِ وَالدُّنْيَوِيَّةِ، وَتَبْيينُ الْحَقِّ بِأَوْضَحِ بَيَانٍ، وَالْفُرْقَانُ بَيْنَ الْحَقِّ وَالْبَاطِلِ، وَالُهدَى وَالضَّلَالِ، وَأَهْلِ السَّعَادَةِ وَأَهْلِ الشَّقَاوَةِ.

فَحَقِيقٌ بِشَهْرٍ هَذَا فَضْلُهُ، وَهَذَا إِحْسَانُ اللهِ عَلَيْكُمْ فِيهِ، أَنْ يَكُونَ مَوْسِمَاً لِلْعِبَادَاتِ, وَمَحَلّاً للإكثار من الطاعات.

ثُمَّ أَعَادَ سبُحْانَهُ تَأْكِيدَ الرُّخْصَةِ لِلْمَرِيضِ وَالْمُسَافِرِ فَقَالَ (وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ) فَيُرخَّصُ لِلْمَرِيضِ وَالْمُسَافِرِ فِي الْفِطْرِ، ثُمَّ يَقْضِيَانِ عَدَدَ تِلْكَ الْأَيَّامِ .

وَأَمَّا قَوْلُهُ سُبْحَانَهُ (يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ) فَإِنَّهَا بِشَارَةٌ لَنَا مَعَاشِرَ الْمُسْلِمِينَ أَنَّ اللهَ تَعَالَى يُرِيدُ أَنْ يُيَسِّرَ لَنَا الطُّرَقَ الْمُوصِلَةَ إِلَى رِضْوَانِهِ أَعْظَمَ تَيْسِيرٍ، وَيُسَهِّلَهَا أَشَدَّ تَسْهِيلٍ، وَلِهَذَا كَانَ جَمِيعُ مَا أَمَرَ اللهُ بِهِ عِبَادَهُ فِي غَايَةِ السُّهُولَةِ فِي أَصْلِهِ , وَإِذَا حَصَلَتْ بَعْضُ الْعَوَارِضِ الْمُوجِبَةِ لِثِقَلِهِ سَهَّلَهُ تَسْهِيلاً آخَرَ، إِمَّا بِإِسْقَاطِهِ أَوْ تَخْفِيفِهِ بِأَنْوَاعِ التَّخْفِيفَاتِ, وَهَذَا وَاضِحٌ لِمَنْ تَأَمَّلَ الشَّرِيعَةَ السَّمْحَاءَ وَالْمِلَّةَ الغَرَّاء.

ثُمَّ قَالَ سُبْحَانَهُ (وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) الْمَعْنَى : أَكْمِلُوا عِدَّةَ الصِّيَامِ شَهْرًا، وَاخْتِمُوا الصِّيَامَ بِتَكْبِيرِ اللهِ فِي عِيدِ الْفِطْرِ، وَعَظِّمُوهُ عَلَى هِدَايَتِهِ لَكُمْ، وَلَعَلَّكُمْ بِذَلِكَ تَشْكُرُونَ لَهُ عَلَى مَا أَنْعَمَ بِهِ عَلَيْكُمْ مِنَ الْهِدَايَةِ وَالتَّوْفِيقِ وَالتَّيْسِيرِ.

أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ : وَأَمَّا قَوْلُهُ سُبْحَانَهُ (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) فَإِنَّهَا آيَةٌ فِي الدُّعَاءِ وَلَيْسَتْ فِي الصَّوْمِ .

لَكِنَّ فِيهَا إِشَارَةً إِلَى أَنَّ الدُّعَاءَ حَالَ الصِّيَامِ مُسْتَجَابٌ وَخُصُوصَاً إِذَا قَرُبَ وَقْتُ الْإِفْطَارِ, وَمَعْنَى الآيَةِ الْكَرِيمَةِ : إِذَا سَأَلَكَ -أَيُّهَا الَّنِبُّي- عِبَادِي عَنِّي فَقُلْ لَهُمْ : إِنِّي قَرِيبٌ مِنْهُمْ، أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِي إِذَا دَعَانِي، فَلْيُطِيعُونِي فِيمَا أَمَرْتُهُمْ بِهِ وَنَهَيْتُهُمْ عَنْهُ، وَلْيُؤْمِنُوا بِي، لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ إِلَى مَصَالِحِ دِينِهِمْ وَدُنْيَاهُمْ .

وَقَدْ وَرَدَ أَنَّ هَذِهِ الآيَةَ جَوَابٌ لِسُؤَالِ بَعْضِ الصَّ
حَابَةِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ, حَيْثُ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَبُّنَا قَرِيبٌ فَنُنَاجِيه، أَمْ بَعِيدٌ فَنُنَادِيه ؟ فَنَزَلَ {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ} لِأَنَّهُ تَعَالَى الرَّقِيبُ الشَّهِيدُ الْمُطَّلِعُ عَلَى السِّرِّ وَأَخْفَى، يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورِ، فَمَنْ دَعَا رَبَّهُ بِقَلْبٍ حَاضِرٍ، وَدُعَاءٍ مَشْرُوعٍ، وَلَمْ يَمْنَعْ مَانِعُ مِنْ إِجَابَةِ الدُّعَاءِ، كَأَكْلِ الْحَرَامِ وَنَحْوِهِ، فَإِنَّ اللهَ قَدْ وَعَدَهُ بِالْإِجَابَةِ.

فَأَللهَ أَللهَ أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ فِي الاسْتِجَابَةِ لِأَمْرِ اللهِ وَأَمْرِ رَسُولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, لِنُفْلِحَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ .

أَقُولُ قَوْلِي هَذَا, وَأَسْتغفرُ اللهَ العَظِيمَ لِي وَلَكُمْ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ فَاسْتَغْفِروهُ إِنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ .


الْخُطْبَــةُ.الثَّانِيَــةُ.cc
الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِه وَصَحْبِهِ أَجْمَعينَ .

أَمــَّا بَعْــدُ : فَإِنَّ رَبَّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى خَتَمَ آيَاتِ الصِّيَامِ بِبَيَانِ مَا يَحِلُّ لَنَا فِي لِيَالِي رَمَضَانَ مِنَ الْأَكْلِ وَالشُّرْبِ وَجِمَاعِ الزَّوْجَاتِ, وَبَيَّنَ أَنَّ الاعْتِكَافَ إِنَّمَا يَكُونُ فِي الْمَسَاجِدِ, وَهُوَ سُنَّةُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَيْثُ كَانَ يَعْتَكِفُ الْعَشْرَ الْأَوَاخِرَ مِنَ رَمَضَانَ اجْتِهَادَاً فِي الْعِبَادَةِ وَتَحَرِّيَاً لِلَيْلَةِ الْقَدْرِ, فَحَرِيٌّ بِنَا أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ أَنْ نَقْتَدِيَ بِهِ صَلَوَاتُ اللهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ, لِنَفُوزَ بِرِضَا رَبِّنَا سُبْحَانَهُ.

قَالَ اللهُ تَعَالَى (أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ)

أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ : هَذَا بَعْضٌ مِنْ مَعَانِي هَذِهِ الآيَاتِ الْكَرِيمَاتِ التِي أَنْزَلَهَا اللهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي شَأْنِ الصِّيَامِ, نَسْأَلُ اللهَ أَنْ يُبَلِّغَنَا رَمْضَانَ وَأَنْ يَجْعَلَنَا مِمَّنْ صَامَهُ وَقَامَهُ إِيمَانَاً وَاحْتِسَابَاً, وَأَنْ يَجْعَلَنَا مِنَ الْعُتَقَاءِ مِنَ النَّارِ, اللَّهُمَّ أَصْلِحْ لَنَا دِينَنَا الذِي هُوَ عِصْمَةُ أَمْرِنَا, وَأَصْلِحْ لَنَا دُنْيَانَا التِي فِيهَا مَعَاشُنَا وَأَصْلِحْ لَنَا آخِرَتَنَا التِي إِلَيْهَا مَعَادُنَا

اللَّهُمَّ أَصْلِحْ شَبَابَ الْمُسْلِمِينَ وَاهْدِهِمْ سُبُلَ السَّلامِ وَخُذْ بِنَوَاصِيهِمْ للْهُدَى وَالرَّشَادِ , وَجَنِّبْهُمْ الْفِتَنَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَما بَطَنْ , اللَّهُمَّ آمِنَّا فِي دُورِنَا وَأَصْلِحْ وُلَاةَ أُمُورِنَا ! اللَّهُمَّ جَنِّبْ بِلادَنَا الْفِتَنَ وَسَائِرَ بِلادِ الْمُسْلمِينَ يَا رَبَّ العَالَمِينَ

اللَّهُمَّ إِنَّا نَعُوذُ بِكَ مِن الغَلَا وَالوَبَا وَالرِّبَا وَالزِّنَا وَالزَلازِلَ وَالفِتَنِ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَن , وَصَلِّ اللَّهُمَّ وَسَلِّمْ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ وَالْحَمْدِ للهِ رَبِّ العَالَمِينْ .

===========================
🎤
خطبة.جمعـة.بعنـوان.cc
رمـضـــان والأمــن والاستـقـــرار
للشيخ/ إبراهيم بن محمـد الحقيل
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌

الخطبـــة.الاولـــى.cc
الْحَمْدُ لِلَّهِ الرَّحِيمِ الرَّحْمَنِ؛ فَرَضَ صِيَامَ رَمَضَانَ، وَأَنْزَلَ فِيهِ الْقُرْآنَ، ﴿هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ﴾ [الْبَقَرَةِ: 185]، نَحْمَدُهُ عَلَى الْهِدَايَةِ لِلدِّينِ الْقَوِيمِ، وَنَشْكُرُهُ لِبُلُوغِ الشَّهْرِ الْكَرِيمِ؛ فَكَمْ تَخَطَّفَتِ الْمَنُونُ مِنْ أَقْوَامٍ كَانُوا يَنْتَظِرُونَهُ وَمَا بَلَغُوهُ، فَهُمْ تَحْتَ أَطْبَاقِ الثَّرَى يُجْزَوْنَ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ؛ جَعَلَ فِي طَاعَتِهِ سُبْحَانَهُ أَمْنًا لِلْقُلُوبِ، وَسَكِينَةً لِلنُّفُوسِ، وَانْشِرَاحًا لِلصُّدُورِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ؛ بَلَّغَ دِينًا يُحَقِّقُ الْأَمْنَ وَالِاسْتِقْرَارَ، وَتُدْفَعُ بِهِ الشُّرُورُ وَالْأَخْطَارُ، فَمَنْ تَمَسَّكَ بِهِ أَمِنَ قَلْبُهُ وَلَوْ مُزِّقَ جَسَدُهُ، وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْهُ لَمْ يَأْمَنْ وَلَوْ ذَلَّ الْبَشَرُ لِسَطْوَتِهِ ﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ﴾ [الْأَنْعَامِ: 82] صَلَّى اللَّهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَأَتْبَاعِهِ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.

أَمـــَّا بَعْـــدُ: فَاتَّقُوا اللَّهَ تَعَالَى وَأَطِيعُوهُ، وَأَحْسِنُوا صِيَامَكُمْ وَقِيَامَكُمْ، وَاحْفَظُوا أَوْقَاتَكُمْ مِنَ الضَّيَاعِ، وَصُونُوا جَوَارِحَكُمْ عَنِ الْحَرَامِ، وَأَمْسِكُوا أَلْسِنَتَكُمْ عَنِ الْقِيلِ وَالْقَالِ، وَاشْتَغِلُوا بِالذِّكْرِ وَالصَّلَاةِ وَالْقُرْآنِ؛ فَإِنَّ رَمَضَانَ يَمْضِي وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ بِسُرْعَةِ مُرُورِهِ، فَتَزَوَّدُوا مِنْهُ مَا يَكُونُ ذُخْرًا لَكُمْ يَوْمَ مَوْتِكُمْ وَحِسَابِكُمْ؛ فَإِنَّهُ لَا يَهْلَكُ عَلَى اللَّهِ تَعَالَى إِلَّا هَالِكٌ.

أَيُّهَا النَّاسُ: الْأَمْنُ وَالرِّزْقُ مَطْلَبَانِ مُهِمَّانِ لِكُلِّ النَّاسِ، فَلَا يَهْنَأُ عَيْشٌ إِلَّا بِأَمْنٍ وَرِزْقٍ؛ فَالْفَقْرُ هَمٌّ، وَالْخَوْفُ كَرْبٌ، وَأَيُّ كَرْبٍ!! وَلِذَا قُرِنَ الْأَمْنُ بِالرِّزْقِ فِي آيَاتِ الْقُرْآنِ ﴿وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ﴾ [الْبَقَرَةِ: 36]، ﴿وَلَقَدْ مَكَّنَّاكُمْ فِي الْأَرْضِ وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ﴾ [الْأَعْرَافِ: 10]، وَلَا تَمْكِينَ بِلَا أَمْنٍ، وَفِي آيَةٍ أُخْرَى: ﴿أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَمًا آمِنًا يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ﴾ [الْقَصَصِ: 57]، وَفِي ذَلِكَ آيَاتٌ أُخْرَى كَثِيرَةٌ.

وَرَمَضَانُ شَهْرُ إِيمَانٍ وَعِبَادَةٍ وَتَقْوَى. وَالْأَمْنُ وَالرِّزْقُ مُرْتَهَنَانِ بِتَحْقِيقِ الْإِيمَانِ وَالتَّقْوَى ﴿وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ﴾ [الْأَعْرَافِ: 96].

وَالْأَمْنُ أَمْنَانِ: أَمْنٌ فِي الدُّنْيَا، وَأَمْنٌ فِي الْآخِرَةِ، وَرَمَضَانُ مُحَقِّقٌ لَهُمَا إِذَا عَمِلَ الْعِبَادُ فِيهِ بِمَا يُرْضِي اللَّهَ تَعَالَى. بَلْ إِنَّ رَمَضَانَ يَبْدَأُ بِالْأَمْنِ مِنْ شَرِّ الشَّيَاطِينِ، وَبِالْأَمْنِ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ تَعَالَى؛ كَمَا فِي حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا دَخَلَ شَهْرُ رَمَضَانَ فُتِحَتْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ جَهَنَّمَ، وَسُلْسِلَتِ الشَّيَاطِينُ» رَوَاهُ الشَّيْخَانِ. وَفِي رِوَايَةٍ لِلتِّرْمِذِيِّ: «إِذَا كَانَ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ صُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ وَمَرَدَةُ الْجِنِّ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ فَلَمْ يُفْتَحْ مِنْهَا بَابٌ، وَفُتِحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ فَلَمْ يُغْلَقْ مِنْهَا بَابٌ، وَيُنَادِي مُنَادٍ: يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ: أَقْبِلْ، وَيَا بَاغِيَ الشَّرِّ: أَقْصِرْ، وَلِلَّهِ عُتَقَاءُ مِنَ النَّارِ وَذَلِكَ كُلَّ لَيْلَةٍ».

وَمِمَّا يَتَحَقَّقُ فِي رَمَضَانَ مِنْ أَمْنِ الْمُجْتَمَعَاتِ: أَنَّ فِي الصِّيَامِ كَبْحًا لِجِمَاحِ النَّفْسِ الْبَشَرِيَّةِ، وَهُوَ أَهَمُّ مِنْ ضَبْطِ النَّاسِ بِالنُّظُمِ وَالْقَوَانِينِ وَالْعُقُوبَاتِ؛ وَلَوْ أَنَّ كُلَّ إِنْسَانٍ ضَبَطَ نَفْسَهُ فَلَمْ يَجْهَلْ أَحَدٌ عَلَى أَحَدٍ لَقُضِيَ عَلَى كَثِيرٍ مِنَ الْخُصُومَاتِ الَّتِي تُسْفَكُ فِيهَا الدِّمَاءُ، وَتَكْثُرُ فِيهَا الْجِرَاحُ، وَيَتَهَاجَرُ بِسَبَبِهَا النَّاسُ وَيَتَبَاغَضُونَ. بَلِ الصِّيَامُ يُرَبِّي الصَّائِمَ عَلَى ت
َخْفِيفِ جَهْلِ الْجَاهِلِ، وَامْتِصَاصِ غَضَبِ الْغَضُوبِ. وَلَوْ كَظَمَ كُلُّ وَاحِدٍ غَيْظَهُ، وَمَلَكَ تَصَرُّفَاتِهِ حَالَ غَضَبِهِ لَمَا كَانَ فِي النَّاسِ قَتِيلُ غَضَبٍ، وَجَرِيحُ غَضَبٍ، وَمُطَلَّقَةٌ طُلِّقَتْ فِي حَالِ غَضَبٍ.

وَمِمَّا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ الصِّيَامَ يُهَذِّبُ النَّفْسَ، وَيُزِيلُ جَهْلَهَا وَحُمْقَهَا، وَيُسَكِّنُ غَضَبَهَا حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الصِّيَامُ جُنَّةٌ، فَإِذَا كَانَ أَحَدُكُمْ صَائِمًا فَلَا يَرْفُثْ وَلَا يَجْهَلْ، فَإِنِ امْرُؤٌ شَاتَمَهُ فَلْيَقُلْ: إِنِّي صَائِمٌ، إِنِّي صَائِمٌ» رَوَاهُ الشَّيْخَانِ. وَفِي رِوَايَةٍ لِلنَّسَائِيِّ: «لَا تُسَابَّ وَأَنْتَ صَائِمٌ، وَإِنْ سَابَّكَ أَحَدٌ فَقُلْ: إِنِّي صَائِمٌ، وَإِنْ كُنْتَ قَائِمًا فَاجْلِسْ».

وَكَثِيرٌ مِنَ الْجَرَائِمِ الَّتِي تُخِلُّ بِالْأَمْنِ سَبَبُهَا الشَّهْوَةُ وَنَشْرُ الْفَوَاحِشِ وَمُقَدَّمَاتِهَا، وَالصِّيَامُ يُضْعِفُ الشَّهْوَةَ؛ وَلِذَا وَصَّى بِهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ لَا يَقْدِرُ عَلَى مَئُونَةِ النِّكَاحِ؛ كَمَا رَوَى الشَّيْخَانِ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ». أَيْ: وِقَايَةٌ. فَإِذَا وُقِيَ الْعَبْدُ بِالصِّيَامِ مِنِ اتِّبَاعِ هَوَاهُ، وَالِانْسِيَاقِ لِشَهْوَتِهِ؛ أَمِنَ النَّاسُ شَرَّهُ، فَحُفِظَتِ الْأَعْرَاضُ، وَتَنَزَّهَتِ الْمُجْتَمَعَاتُ عَنِ الرَّذَائِلِ، وَانْتَشَرَتْ فِيهَا الْفَضَائِلُ.

وَالذُّنُوبُ سَبَبٌ لِلْعُقُوبَاتِ الْعَاجِلَةِ وَالْآجِلَةِ، وَالصَّوْمُ مُكَفِّرٌ لِلذُّنُوبِ، فَإِذَا كُفِّرَتْ ذُنُوبُ الْعِبَادِ ارْتَفَعَتْ مُوجِبَاتُ الْعَذَابِ، فَسَلِمَ النَّاسُ وَأَمِنُوا، وَفِي حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ: «الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ، وَالْجُمْعَةُ إِلَى الْجُمُعَةِ، وَرَمَضَانُ إِلَى رَمَضَانَ، مُكَفِّرَاتٌ مَا بَيْنَهُنَّ إِذَا اجْتَنَبَ الْكَبَائِرَ» رَوَاهُ مُسْلِمٌ. وَفِي حَدِيثِ حُذَيْفَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «فِتْنَةُ الرَّجُلِ فِي أَهْلِهِ وَمَالِهِ وَجَارِهِ تُكَفِّرُهَا الصَّلَاةُ وَالصِّيَامُ وَالصَّدَقَةُ» رَوَاهُ الشَّيْخَانِ.

وَصِيَامُ رَمَضَانَ وَقِيَامُهُ سَبَبَانِ لِلْمَغْفِرَةِ، وَإِذَا غُفِرَتْ ذُنُوبُ الْعِبَادِ أَمِنُوا عُقُوبَاتِ الدُّنْيَا، وَأَمِنُوا عَذَابَ الْآخِرَةِ؛ لِأَنَّ الذُّنُوبَ أَسْبَابٌ لِلْعُقُوبَاتِ وَالْعَذَابِ، فَيُرْفَعُ بِصِيَامِ رَمَضَانَ وَقِيَامِهِ عَذَابٌ كَثِيرٌ. عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ» وَ «مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ» رَوَاهُ الشَّيْخَانِ.

وَفِي عَشْرِ رَمَضَانَ الْأَخِيرَةِ لَيْلَةُ الْقَدْرِ، وَهِيَ لَيْلَةُ أَمْنٍ لِلْعِبَادِ؛ لِقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى فِي وَصْفِهَا: ﴿سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ﴾ [الْقَدْرِ: 5]

فَتَكْثُرُ السَّلَامَةُ فِيهَا بِمَا يَقُومُ بِهِ الْعِبَادُ مِنْ طَاعَةِ اللَّهِ تَعَالَى، فَتُكْتَبُ الْمَقَادِيرُ فِيهَا وَهُمْ قِيَامٌ رُكَّعٌ سُجَّدٌ، يَرْجُونَ عَفْوَ رَبِّهِمْ، وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ، وَيُحْسِنُونَ الظَّنَّ بِهِ سُبْحَانَهُ، فَحَرِيٌّ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ تَعَالَى لَهُمْ فَيَأْمَنُوا.
وَدُعَاءُ لَيْلَةِ الْقَدْرِ دُعَاءٌ يَجْلِبُ الْأَمْنَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ؛ لِأَنَّهُ طَلَبٌ لِلْعَفْوِ، وَإِذَا عُفِيَ عَنِ النَّاسِ اسْتَتَبَّ أَمْنُهُمْ، وَزَالَ خَوْفُهُمْ، وَتَنَاءَتِ الْأَخْطَارُ عَنْهُمْ، وَبِبَرَكَتِهَا وَخَيْرِهَا يَنْجُونَ مِنْ عَذَابِ الْآخِرَةِ. عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَرَأَيْتَ إِنْ عَلِمْتُ أَيَّ لَيْلَةٍ لَيْلَةَ الْقَدْرِ مَا أَقُولُ فِيهَا؟ قَالَ: قُولِي: «اللَّهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي» رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَقَالَ: حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.

فَهُوَ دُعَاءٌ مُبَارَكٌ يَتَحَقَّقُ بِهِ
الْأَمْنُ الشَّامِلُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ.
وَر
2024/09/28 15:38:07
Back to Top
HTML Embed Code: