Telegram Web Link
🚫 *في آخرِ الزمانِ*

*ﺧﺮﺝ اﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮﺩ رضي الله عنه ﻋﻠﻰ ﻗﻮﻡ ﻳﺘﺤﺪﺛﻮن ﺑﻌﺪ ﺍﻷﺫﺍﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ ﻓﻨﻬﺎﻫﻢ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻭﻗﺎﻝ:*
ﺇﻧﻤﺎ ﺟﺌﺘﻢ ﻟﻠﺼﻼﺓ فإﻣﺎ ﺃﻥ ﺗﺼﻠﻮﺍ ﻭﺇﻣﺎ ﺃﻥ ﺗﺴﻜﺘﻮﺍ؛ ﻓﺈﻧﻲ ﺳﻤﻌﺖ ، ﺭَﺳُﻮﻝ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﷺ ﻳﻘﻮﻝ : سيكون في آخرِ الزمانِ قومٌ يجلسونَ في المساجدِ حلقًاً حلقًا ، إمامهُم الدنيا فلا تجالسُوهم ، فإنه ليسَ للهِ فيهِم حاجة
📚 ```صححه الألباني في السلسلة الصحيحة-رقم(1163)```

وفي صحيح الترغيب : سيَكونُ في آخرِ الزَّمانِ قومٌ يَكونُ حديثُهُم في مساجدِهِم ليسَ للَّهِ فيهم حاجة
📚 ```حسنه الألباني في صحيح الترغيب-رقم(296)```
🎤
خطبـةجمعــةبعنـــوان.tt
بــقــــاء الذكــــر الحســـن للعبــد
للشيــــخ/ صـــــــــلاح الــبـــــــديـــــــر
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌

الخطبــــة.الاولــــى.cc
لحمد لله الرحيم الغفور، الحميد الشكور، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادةً تتضاعفُ بها الأجور، وتنفع صاحبَهَا بعد الموت والدُّثُور، وتُنجِي قائلَها يوم البعث والنشور، وأشهد أن نبينا وسيدنا محمدًا عبده ورسوله، أسفَرَ فجرُهُ الصادقُ فمحا ظلمات أهل الزيغ والسوء والفجور، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ذوي الذكر المرفوع، والفضل المشهور، صلاةً وسلامًا دائمَيْن ممر الليالي والدهور.

أما بعد، فيا أيها المسلمون:
اتقوا الله حق تقاته، وسارعوا إلى مغفرته ومرضاته، وسابِقُوا إلى رحمته وجنَّاته، ﴿ إِنَّ اللّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ ﴾ [النحل: 128].

أيها المسلمون:
لا خلود في دار الدنيا لأحد، لكن الأعمال الجليلة، والآثار الجميلة، والسنن الحسنة تُخلِّدُ ذكرى صاحبها بين الناس، وتورِثُه في حياته وبعد موته ذكرًا وحمدًا، وثناءً ودعاءً.
أحاديثُ تبقى والفتى غيرُ خالد إذا هو أمسَى هامةً فوقَ صَيِّر
وكم من العلماء والفُضلاء والعظماء قد غيَّبَهم الأجل وطوَاهم الموت، ولا زالت مآثِرُهم وآثارُهم، وممادِحُهم ومفاخرهم تبعثُ في المجالس طِيبًا وأريجًا وعَرْفًا، يحمل الناس على عمل الخير، وفعل الجميل، والاقتداء الحسن:
قد ماتَ قومٌ وما ماتَتْ مكارِمُهُم وعاشَ قومٌ وهم في الناس أمواتُ
إن قيل: ماتَ فلم يمُتْ مَنْ ذِكرُهُ حيٌّ على مَرِّ الليالي بَاقِيْ
وبقاءُ الذكر الجميل، واستمرارُ الثناء الحسن، والصِّيْت الطيب، والحمد الدائم للعبد بعد رحيله عن هذه الدار نعمةٌ عظيمةٌ يختصُّ الله بها من يشاء من عباده ممن بذلوا الخير والبر، ونشروا الإحسان ونفعوا الخلق، وجمعوا مع التقوى والصلاح مكارمَ الخصال، وجميلَ الخِلال، يقول - جلَّ في علاه: ﴿ وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أُوْلِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصَارِ * إِنَّا أَخْلَصْنَاهُم بِخَالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ * وَإِنَّهُمْ عِندَنَا لَمِنَ الْمُصْطَفَيْنَ الأَخْيَارِ * وَاذْكُرْ إِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَذَا الْكِفْلِ وَكُلٌّ مِّنْ الْأَخْيَارِ * هَذَا ذِكْرٌ.. ﴾ [ص: 45- 48]؛ أي: شرف وثناء جميل يُذكَرون به، وقال - تعالى: ﴿ وَوَهَبْنَا لَهُم مِّن رَّحْمَتِنَا وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيًّا ﴾ [مريم: 50]، قال ابن عباس - رضي الله عنه: "يعني: الثناء الحسن".

وأرفعُ الناس قدرًا، وأبقاهم ذِكرًا، وأعظمهم شرفًا، وأكثرهم للخلق نفعًا: النبيُّ المعظَّم والرسول المكرَّم؛ نبيُّنا وسيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم - الذي قال الله - تعالى - عنه: ﴿ وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ ﴾ [الشرح: 4].

قال أبو بكر بن عياش - رحمه الله تعالى: "وأهلُ السنة يموتون ويحيا ذِكرُهُم، وأهلُ البدعة يموتون ويموتُ ذِكرُهم؛ لأن أهل السنة أحيَوا ما جاء به الرسول - صلى الله عليه وسلم، فكان لهم نصيبٌ من قوله - تعالى: ﴿ وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ ﴾، وأهل البدعة شنؤُوا ما جاء به الرسول - صلى الله عليه وسلم، فكان لهم نصيبٌ من قوله - تعالى: ﴿ إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ ﴾".

والإمام العادل القوي الشجاع الذي يحمي الحوزة، ويذُبُّ عن البَيْضة، وينتصرُ لدينه وعقيدته وأرضه تراه مُعظَّمًا في النفوس، كبيرًا في أعين الناس، جليلاً عند أهل الإسلام، مُمدَّحًا عند العلماء والمؤرِّخِين، والعالِمُ التقيُّ المُتواضعُ للناس الذي يسعَى في نفعهم وتعليمهم والإحسان إليهم يعلو في الأرض ذِكرُهُ، ويرتفعُ في النفوس قدرُهُ، ويبقى بين الخلق أثَرُهُ لعلمه ودينه، واتباعه للسنة، وإخلاصه لله - تعالى.

والجوادُ الكريم السخيُّ المِعْطاء الذي يعطِفُ على الفقراء، ويرحمُ المُحتاجين، ويُشفِقُ على المساكين، فإن العامةَ تضِجُّ بالدعاء له وذِكْر محاسنه، ويُكتَبُ له قبولٌ تامٌّ، وجَاهٌ عريضٌ، والعافُّ عن المحارم الكافُّ عن أعراض الناس الذي يبذُلُ الندى، ويكفُّ الأذَى، ويحتَمِلُ المشقَّةَ، ويُرضِي الناسَ في غير معصيةٍ، بأصالةِ رأيٍ، ورجاحةِ عقلٍ، وسلامةِ قلبٍ، وعِفَّةٍ في الفَرْجِ واليدِ واللسانِ، فذاك السيدُ الوجيهُ الذي يُقدَّمُ على الأمثال، وتهابُهُ الرجالُ، ويبقى ذِكرُهُ في الأجيال.
إذا شئتَ أن تَرثِي فقيدًا من الورى وتدعُو له بعد النبيِّ المُكرَّمِ
فلا تبكِيَنَّ إلا على فقدِ عالمٍ يُبادِرُ بالتفهيمِ للمُتعلِّمِ
وفَقدِ إمامٍ عالمٍ قامَ مُلكُهُ بأنوارِ حكمِ الشرعِ لا بالتحَكُّمِ
وفَقدِ شُجاعٍ صادقٍ في جِهَادِهِ وقد كُسِِرتْ رايَتُهُ في التقدُّمِ
وفقدِ كريمٍ لا يملُّ من العطا ليُطفِئُ بؤسَ الفقرِ عن كل معدمِ
وفقدِ تقِيٍّ زاهدٍ مُ
تورِّعٍ مُطيعٍ لربِّ العالمين مُعظِّمِ
فهم خمسةٌ يُبكَى عليهم وغيرهم إلى حيث ألقَتْ رحلَهَا أمُّ قشعَمِ
أوصى رجلٌ بنِيْهِ، فقال: "يا بنيَّ! عاشِرُوا الناس معاشرةً إن غِبْتُم عنهم حنُّوا إليكم، وإن متُّمْ بكَوا عليكم".

ويموت أناسٌ فلا يُؤسَى على فراقهم، ولا يُحزَنُ على فَقدِهم؛ فلم يكن لهم آثارٌ صالحةٌ، ولا أعمالٌ نافعةٌ، ولا إحسانٌ إلى الخلق، ولا بذلٌ ولا شفقةٌ ولا عطفٌ ولا رحمةٌ ولا خُلُقٌ حسن، يقول الله - تعالى - في أمثال هؤلاء: ﴿ فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاء وَالأَرْضُ.. ﴾ [الدخان: 29]. لا يُرَى لهم في الأرضِ شاكِر، ولا لهم بالخير ذاكِرُ.


فالحَقُودُ الحَسُودُ، والجَمُوعُ المَنُوعُ، والفاحشُ البَذِيء، وصاحبُ الظلمِ والكِبْر والهوى، والذي يُعامِلُ الناسَ بالغِلْظةِ والقسوةِ والشدةِ يقطعُ الله الذكرَ الحسنَ عنه، ويبقى له البغضُ في الأرض، والذمُّ من الخلق.
كأنهم قَطُّ ما كانوا ولا وُجِدُوا وماتَ ذِكْرُهم بين الوَرَى ونُسُوا
كم طامعٍ بالثَّنَا من غير بذلِ يدٍ ومشتهٍ حمدهُ ولكنْ بمجَّانِي
والناسُ أكيَسُ من أن يمدَحُوا رجُلاً حتى يرَوا عنده آثارَ إحسانِ

وعن عمرو بن الحَمِق - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: ((إذا أراد الله بعبدٍ خيرًا عسَلَه)). قيل: يا رسول الله! وما عسَلَه؟ قال: ((فتح له عملاً صالحًا بين يدي موته حتى يُرضِي عنه من حوله))؛ أخرجه أحمد وابن حبان.

قال ابن قتيبة: "قوله: ((عسَلَهُ)) أراهُ مأخوذًا من العسل، شبَّهَ العملَ الصالحَ الذي يفتحُ للعبد حتى يرضى الناس عنه، ويطِيبُ ذِكرُهُ فيهم بالعسل".

ومن الأعمال الصالحة التي تفتح للمُوفَّقين فيرضى الله بها عنهم، ويُرضِي عنهم خلقه، ويلحقهم أجرها بعد الممات: حبسُ النفس على التعلُّم، وإقراء القرآن والتحديث، ونشرُ العقيدة الصحيحة، والتصدُّر للإفادة والتصنيف والتأليف، وطباعةُ الكتب النافعة، وبناء المدارس والمساجد والمشافي، وسقي الماء وحفر الآبار، وكثرة الصدقة وإدامة البر والإحسان، والشفقة على الضِّعَافِ، وتزويجُ المعدوم، وإعطاءُ المحروم، وإنصافُ المظلوم، والأداءُ عن المحبوسِ، وقضاءُ الحوائجِ، ومُواساةُ الفقراء، وإدخالُ السرور على المرضى، والأمرُ بالمعروف، والنهيُ عن المنكر، والنصيحة لأئمة المسلمين وعامتهم، والإصلاح بين المتخاصمين، وجمع كلمة الأمة على الخير والهدى، والتقوى والصلاح، إلى غير ذلك من طرق الخير ووجوه البر.

فعن أنس - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: ((سبعٌ يجري للعبدِ أجرُهُنَّ في قبره بعد موته: من علَّمَ علمًا، أو أجرى نهرًا، أو غرس نخلاً، أو بنى مسجدًا، أو ورَّثَ مُصحفًا، أو ترك ولدًا يستغفرُ له بعد موته))؛ أخرجه أحمد.

وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: ((إن مما يلحقُ المؤمن من عمله وحسناته بعد موته: علمًا علَّمَهُ ونَشَرَه، وولدًا صالحًا تَرَكَه، ومُصحَفًا ورَّثَهُ، أو مَسْجِدًا بناهُ، أو بيتًا لابنِ السبيل بناه، أو نهرًا أجراه، أو صدقةً أخرَجَها في صِحَّتِهِ وحياته يلحقُهُ من بعد موته))؛ أخرجه ابن ماجه.

أيها المسلمون:
والحب يسرِي، والحمدُ يبقى، والثناءُ والدعاءُ يدومُ لمن عمَّ نفعُهُ، وشمل عطاؤه وإحسانه، وتواصَلَ بِرُّهُ وخيرُهُ، فقدِّمُوا لأنفسكم من الآثار الطيبة، والأعمال الصالحة، والقُرَب والطاعات والإحسان ما لا ينقطع لها عمل، ولا تقِفُ لها أجورٌ، مع تواصُلِ الدعوات الصادقة لكم من المسلمين على مرِّ الأيام والأعوام، اللهم اجعلنا مُبارَكِين أينما كُنَّا.

أقول ما تسمعون، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنبٍ وخطيئةٍ، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.


الخطبــــة.الثانيــــة.cc
الحمدُ لله على إحسانه، والشكرُ له على توفيقه وامتنانه، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيمًا لشأنه، وأشهد أن نبينا وسيدنا محمدًا عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وإخوانه وسلَّم تسليمًا كثيرًا.

أما بعد، فيا أيها المسلمون:
اتقوا الله وراقِبُوه، وأطيعوه ولا تعصوه، ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ ﴾ [التوبة: 119].

أيها المسلمون:
والرجلُ حين يُعامِلُ زوجَهُ وأولاده بالرفق والإحسان، والشفقة والرحمة، والمحبة والعطف، والبذل والكرم يبقى محمودَ الذكر بعد موته، والمرأةُ حين تُحسِنُ إلى زوجِها، وتحُوطُهُ بالإكرامِ والاحترامِ يبقَى حُبُّهَا في قلبِهِ، ويسرِي حمدُها على لسانه.

فعن عائشة - رضي الله عنها - قالت: ما غِرْتُ على أحدٍ من نساء النبي - صلى الله عليه وسلم - ما غِرْتُ على خديجة - وما رأيتُها، ولكن كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يُكثِرُ ذكرَها، وربما ذَبَحَ الشاةَ ثم يُقطِّعُها أعضاءً، ثم يبعثُها في صدائقِ خديجة، فربما قلتُ له
: كأن لم يكن بالدنيا إلا خديجة، فيقول - صلى الله عليه وسلم: ((إنها كانت وكانت، وكان لي منها ولد))؛ أخرجه البخاري.

وعند الطبراني: "وكان إذا ذكرت خديجة لم يسأل من ثناءٍ عليها، واستغفارٍ لها".

فأعمالُها الجليلة، وصفاتُها الحميدة خلَّدَت مكانتها في نفس الرسول - صلى الله عليه وسلم - وقلبه، فكان يُكثِرُ ذكرَها وحمدَها، والثناء عليها، والدعاء لها.

أيها المسلمون:
والمؤمنُ لا يبذل الخير اجتلابًا للمدحة، ولا طمعًا في الثناء، ولا رغبةً في الذكر، ولكن من بذل الخير بنِيَّةٍ خالصةٍ، وقصدٍ حسنٍ قَبِل اللهُ سعيَهُ، ووضَعَ له القبولَ والحُبَّ بين عباده، ونَشَرَ له الذكرَ الحسنَ، والثناءَ والدعاءَ في حياته وبعد مماته.

فعن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: ((أهلُ الجنة مَنْ مَلأَ الله أُذنَيْه من ثناءِ الناس خيرًا وهو يسمع، وأهل النار من مَلأَ الله أُذنَيْه ثناء الناس شرًا وهو يسمع))؛ أخرجه ابن ماجه.

جعلنا الله وإياكم من المُوفَّقين الهُداةِ المُهتدين.

ثم اعلموا أن الله أمركم بأمرٍ بدأ فيه بنفسه، وثنَّى بملائكته المُسبِّحةِ بقُدسِهِ، وأيَّهَ بكم - أيها المؤمنون - من جِنِّهِ وإنْسِهِ، فقال قولاً كريمًا: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56].

اللهم صلِّ وسلِّم على عبدك ورسولك محمدٍ، وارضَ اللهم عن خلفائه الأربعة أصحاب السنة المُتَّبَعة: أبي بكرٍ، وعمر، وعثمان، وعليٍّ، وعن سائر الصحابة أجمعين، ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وعنَّا معهم بمَنِّكَ وفضلِكَ وجُودِكَ وإحسانِكَ وكرمِكَ يا أرحم الراحمين.

اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين، اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين، اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين، وأذِلَّ الشركَ والمشركين، ودمِّر أعداء الدين، واجعل هذا البلد آمنًا مُطمئنًّا سخاءًً رخاءً، وسائر بلاد المسلمين.

اللهم ادفع عنا الغلا والوبا والربا والزنا والزلازل والمحن، وسوء الفتن ما ظهر منها وما بطن، عن بلدنا هذا خاصةً، وعن سائر بلاد المسلمين يا رب العالمين.

اللهم إنا نعوذ بك من الطعن والطاعون، اللهم إنا نعوذ بك من الطعن والطاعون، اللهم إنا نعوذ بك من الطعن والطاعون، والوباء وهجوم البلاء، والوباء وهجوم البلاء، والوباء وهجوم البلاء في النفس والأهل والمال والولد يا أرحم الراحمين، يا أرحم الراحمين، يا أرحم الراحمين.

اللهم إنا نعوذ بكلماتِ الله التامَّاتِ التي لا يجاوِزُهنَّ برٌّ ولا فاجرٌ من شرِّ ما خلق وبرأ وذرأ، ومن شرِّ ما ينزلُ من السماء، ومن شرِّ ما يعرُجُ فيها، ومن شرِّ ما ذرَأَ في الأرض، ومن شرِّ ما يخرج منها، ومن شرِّ فتنِ الليل والنهار، ومن شرِّ طوارِقِ الليل والنهار إلا طارِقًا يطرُقُ بخيرٍ يا رحمن.

اللهم كن لإخواننا في فلسطين ناصرًا ومُعينًا، ومؤيدًا وظهيرًا، اللهم عليك بيهود، اللهم عليك بيهود، اللهم عليك بيهود، اللهم إن اليهود قد طغوا وبغوا وأسرفوا وأفسدوا واعتدوا؛ اللهم زلزلِ الأرضَ من تحت أقدامهم، اللهم زلزلِ الأرض من تحت أقدامهم، اللهم زلزلِ الأرض من تحت أقدامهم، وألقِ الرعبَ في قلوبهم، واجعلهم غنيمةً للمسلمين يا رب العالمين.

اللهم وفِّقْ إمامَنَا وولِيَّ أمرنا، خادم الحرمين الشريفين؛ الملك: عبدالله بن عبدالعزيز لما تحبُّ وترضى، اللهم واجزِهِ خيرًا على ما قدَّمَهُ للحرَمَيْن الشريفَيْن وللإسلام والمسلمين، اللهم وأظِلَّهُ تحت ظِلِّ عرشِكَ يومَ لا ظِلَّ إلا ظِلُّك كما ظلَّلَ ساحات الحرم على المُصلِّين في مسجد رسولك - صلى الله عليه وسلم، اللهم أظِلَّهُ تحت ظِلِّ عرشِكَ يومَ لا ظِلَّ إلا ظِلُّك كما ظلَّلَ ساحات الحرم على المُصلِّين في مسجد رسولك - صلى الله عليه وسلم.

اللهم أعِزَّ الآمِرين بالمعروف والناهين عن المنكر، اللهم احفظهم ودافِعْ عنهم، اللهم ومن أرادهم بسوءٍ أو شرٍّ فاكشِفْ سِرَّه، واهتِكْ سِترَه، وأبطِل مكره، واكفِنا شرَّه، واجعله عبرةً يا رب العالمين.

اللهم ارحم موتانا، واشفِ مرضانا، وعافِ مُبتلانا، وفُكَّ أسرانا، وانصرنا على من عادانا يا رب العالمين.

اللهم وفِّق أبناءنا الطلاب، اللهم وفِّق أبناءنا الطلاب وبناتنا الطالبات في دراستهم، اللهم لا سهلَ إلا ما جعلتَه سهلاً وأنت تجعلُ الحَزَنَ إذا شئتَ سهلاً؛ فاجعل الامتحانَ سهلاً مُيسَّرًا عليهم يا رب العالمين، اللهم اجعل الامتحان سهلاً مُيسَّرًا عليهم يا رب العالمين، اللهم ذلِّل لهم الصِّعاب، ووفِّقْهم للصواب، وألهِمهم حسن الجواب.

اللهم حقِّقْ لهم النجاحَ، واكتب لهم التوفيقَ والفلاحَ، اللهم اجعلهم لوالديهم وأهليهم وأوطانهم ودينهم قُرَّةَ عين، وقِهِم شرَّ الحسد والعين، وأبعِد عنهم قولان السوء يا رب العالمين.

عباد الله:
﴿ إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَ
رِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴾ [النحل: 90].

فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم، واشكروه على نِعَمِهِ يزدكم، ﴿ وَلَذِكْرُ اللهِ أَكْبَرُ، وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ﴾ [العنكبوت: 45].
============================
=================
*كنوز الأذكار*
*من السنة النبوية الصحيحة*

.....
📃 إليك هذه الكنوز فاغتنمها

*📖 قراءة القرآن*

قال ﷺ : " من قرأ حرفاً من كتاب الله فله بكل حرف حسنة والحسنة بعشر أمثالها لا أقول (ألم) حرف ولكن ألف حرف و لام حرف و ميم حرف "
*رواه الترمذي بسند حسن*

• • 🔆 🍃 • •

* خير ما قال الأنبياء*
قال ﷺ:
" من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير في يوم (مئة مرة )كانت له
*عدل عشر رقاب* و *كتبت له مئة حسنة* و *محيت عنه مئة سيئة* و *كانت له حرزاً من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي* و *لم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا أحد عمل أكثر من ذلك* "
*اخرجه البخاري 3293*
*ومسلم 2691*
وجاء في حديث آخر أنها أفضل ما قاله النبيون

• • 🔆 🍃 • •

*🔖 وإن كانت مثل زبد البحر*
قال ﷺ:
" من قال *سبحان الله وبحمده في يوم مئة مرة حطت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر* " *البخاري 6405*
*مسلم 2691*

• • 🔆 🍃 • •

💰 *من كنوز الجنة*
قال ﷺ: يا عبدالله بن قيس "ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة ؟ قال: بلى يا رسول الله ! قال: قل (لا حول ولا قوة إلا بالله) "
*البخاري 6384*
*مسلم 2704*

• • 🔆 🍃 • •

*كلمتان*
قال ﷺ:
" كلمتان *خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم* "
*البخاري 6682*
*ومسلم 2694*

• • 🔆 🍃 • •

*خيرٌ لك مما طلعت عليه الشمس من كنوز الدنيا وأموالها*
قال ﷺ :
" لأن أقول سبحان الله والحمدلله و لا إله إلا الله واالله أكبر *أحب إليَّ مما طلعت عليه الشمس* "
*رواه مسلم*

• • 🔆 🍃 • •

* تخيل كم عدد المؤمنين !!*

قال ﷺ: " *من استغفر للمؤمنين والمؤمنات كتب الله له بكل مؤمن ومؤمنة حسنة* "
*صححه الألباني*

• • 🔆 🍃 • •

* لا تعجز *
قال ﷺ:
" أيعجز أحدكم أن *يكسب كل يوم ألف حسنة* فسأله سائل من جلسائه كيف يكسب أحدنا ألف حسنة قال : *يسبح الله مائة تسبيحة فيكتب له ألف حسنة أو يحط عنه ألف خطيئة* "
*رواه مسلم*

• • 🔆 🍃 • •

*🌴 نخلة في الجنة*
قال ﷺ:
"من قال *سبحان الله العظيم وبحمده* غرست له نخلة في الجنة"
*- صححه الألباني*

• • 🔆 🍃 • •

*🍃 الصلاة على النبي ﷺ*
قال ﷺ:
"من صلى عليَّ صلاة *صلى الله عليه بها عشراً* "
*رواه مسلم 384*

• • 🔆 🍃 • •

*🔰 أجر عظيم بكلمات معدودة*
قال ﷺ:
" لقد قلت بعدك أربع كلمات ثلاث مرات لو وزنت بما قلت منذ اليوم لوزنتهن :
*سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته* "
*أخرجه مسلم 2726*

• • 🔆 🍃 • •

*🏛 قصر في الجنة*
قال ﷺ:
" *من قرأ { قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ } حتى يختمَها عشرَ مراتٍ بنى اللهُ له قصرًا في الجنَّةِ* "
*قال الألباني*
*إسناده صحيح*

• • 🔆 🍃 • •

🎁 أفضل من ذكرك بالليل والنهار 🎁
" عن أبي أمامة قَالَ: رَآنِي النَّبي ﷺ وأنا أحرك شفَتَيَّ،فقال : ما تقول يا أبا أمامة " قلت:أذكرُ اللَّهَ، قَالَ:
*ألا أدُلُّك على ما هو أكثرُ من ذكرِك اللهَ الليلَ مع النهارِ* ؟ تقولُ : الحمدُ لله عددَ ما خلق ، الحمدُ لله مِلْءَ ما خلق ، الحمدُ لله عددَ ما في السمواتِ وما في الأرضِ ، الحمدُ للهِ عددَ ما أحصى كتابُه ، والحمدُ لله على ما أحصى كتابُه ، والحمدُ لله عدَدَ كلِّ شيءٍ ، والحمدُ لله مِلْءُ كلِّ شيءٍ ، وتسبِّحُ اللهَ مثلهنَّ *تَعَلْمهنَّ وعَلِّمْهنَّ عقِبَك مِن بعدِك*"
*صحيح الجامع للألباني 2615*

• • 🔆 🍃 • •

🌺 فضل سيد الاستغفار ( من قاله حين يمسي أو يصبح فمات في تلك الليلة أو اليوم دخل الجنة )

عن شداد بن أوس رضي الله عنه عن النبي صلِ الله عليه وسلم قال: ((سيد الاستغفار: اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أبوء لك بنعمتك، وأبوء لك بذنبي، فاغفر لي؛ فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، أعوذ بك من شر ما صنعت، إذا قال حين يمسي فمات دخل الجنة، أو كان من أهل الجنة، وإذا قال حين يصبح فمات من يومه مثله))
*رواه البخاري*

• • 🔆 🍃 • •

أوصيكم ونفسي
بكثرة الذكر

📜 قال تعالى :
{ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ
أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا }
سورة الأحزاب الآية ﴿٣٥﴾

📃 و قال ﷺ : " ألا أنبئكم *بخير أعمالكم*و *أزكاها عند مليككم* و *أرفعها في درجاتكم* و *خير لكم من إنفاق الذهب والورِق* و *خير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم* قالوا : بلى يا رسول الله قال : ذكر الله تعالى " *صححه الألباني*

* جزى الله خيرا من*
*حافظ على هذه الأذكار*
*وساهم فى نشرها*

احفظ نسخة منها
في الملاحظات

اللهم أعني على ذكرك
وشكرك وحسن عبادتك
قال ابن القيم:
🌳خطرات العاقل🌳

قال ابن القيم -رحمه الله- :
💡( أعلى الفكر وأجلها وأنفعها: ما كان لله والدار الآخرة، فما كان لله فهو أنواع:

1-💎 الفكرة في آياته المنزلة، وتعقّلها وفهم مراده منها.
ولذلك أنزلها الله تعالى، لا لمجرّد تلاوتها، بل التلاوة وسيلة. 
قال بعض السلف: أُنزِل القرآنُ لِيُعمَل به، فاتخذوا تلاوته عملًا.

2-💎 الفكرة في آياته المشهودة، والاعتبار بها، والاستدلال بها على أسمائه وصفاته، وحكمته وإحسانه، وبرّه وجوده. 
وقد حضّ الله سبحانه عباده على التفكر في آياته وتدبّرها وتعقّلها، وذمّ الغافل عن ذلك.

3-💎 الفكرة في آلائه، وإحسانه، وإنعامه على خلقه بأصناف النعم، وسعة رحمته ومغفرته وحلمه.

وِهذه الأنواع الثلاثة تستخرج من القلب معرفةَ الله، ومحبّتَه، وخوفه، ورجاءَه. 

ودوامُ الفكرة في ذلك مع الذكر يصبغ القلب في المعرفة والمحبة صبغة.

4- 💎الفكرة في عيوب النفس وآفاتها وفي عيوب العمل.
وهذه الفكرة عظيمة النفع، وهي بابٌ لكلّ خير، وتأثيرها في كسر النفس الأمّارة. 
ومتى كُسِرَتْ = عاشت النفس المطمئنّة، وانتعشت، وصار الحكم لها، فحيِيَ القلب ودارت كلمته في مملكته، وبثّ أمراءه وجنوده في مصالحه...

5- 💎الفكرة في واجب الوقت ووظيفته، وجمع الهمّ كلّه عليه. 
فالعارف ابن وقته، فإن أضاعه ضاعت عليه مصالحه كلُّها.
فجميع المصالح إنما تنشأ من الوقت، وإن ضيّعه لم يستدركه أبدًا...

وما عدا هذه الأقسام من الخطرات والفكر:
فإمّا وساوس شيطانية،
وإمّا أماني باطلة وخدع كاذبة،
بمنزلة خواطر المصابين في عقولهم من السكارى والممسوسين والموسوسين).

📌 [ الداء والدواء ص357 ]

⁩✿┈┈┈•🌴•┈┈┈✿
🎤
خطبـة.جمعــة.بعنــوان.cc
تحـــــــــذير المــــــؤمنــــــــــــــين
مــــن صــــفــــات المــــنافقــــــــين
للشيــــخ/ أحــــمــــــــد عــــــــمــــاري
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌

الخطبــــة.الاولــــى.cc
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن ولاه
وبعــــد: إخوتي الكرام
حديثنا اليوم عن خلق ذميم ووصف قبيح، عن داء يصيب القلوب بالمرض، والمجتمعات بالوهن، مسبّبٌ في المِحَن والفتن، ومزيل للنعم والمنن، طارد للخير، جالب للشر... ذلكم هو مرض النفاق. وما أدراكما النفاق؛ مرض خطير، وشر مستطير، يميت القلوب ويفسدها، من اتصف به خسر الدنيا والآخرة وذلك هو الخسران المبين، ﴿ فِي قلوبهمْ مَرَضٌ فزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ ألِيمٌ بِمَا كانُوا يكذبُونَ ﴾.

مفهوم النفاق:
النفاق: مخالفة الظاهر للباطن.
النفاق: إظهار الإيمان باللسان، وكتمان الكفر بالقلب.
النفاق: إظهارُ الإسلام والخير، وإبطانُ الكفر والشر.
النفاق: دخول في الإسلام من وجه، وخروج عنه من وجه آخر. لذا قال الله تعالى: ﴿ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ﴾ أي: الخارجُون من شرعِه المخالفون لطاعتِه.

خطورة مرض النفاق:
ما أقبح النفاق وما أقبح عواقبَه ونتائجَه؛ إنه مُفرّق للجماعات، ومُسَبّبٌ للأزمات، ومُوقِعٌ في الويْلات والنكبات.

فما أصعبَ الحياة حين يبدأ الناس فيها يتوجّسون مِمّن حولهم خيفة، فتحُلّ الرّيبة مَحلّ الثقة، ويحلّ الشك محلّ اليقين، وما ذاك من أخلاق الإسلام ولكنها بلية النفاق وآثار المنافقين.

فالنفاق عدو الإسلام والإيمان، وعدو السلم والسلام، وعدو الأمن والأمان، وعدو الأخلاق والقيم، وعدو التقدم والاستقرار... لذا حذر الله تعالى من كيد المنافقين وخطرهم فقال سبحانه: ﴿ هُمُ ٱلْعَدُوُّ فَاحْذرْهُمْ ﴾. فحصرَ العداوة فيهم مع كثرة الأعداء من غيرهم؛ لأن غيرهم من الأعداء ظاهِرٌ أمرُه وبَيّن وَصْفُه، أمّا هؤلاء فهم مع المسلمين في الديار والمنازل صباحاً ومساءً، يَدُلون العدوّ على العورات، ويدبرون المكايد والمخططات، ويتربّصون الدوائرَ بالمؤمنين والمؤمنات، وأمرهم خفي على العباد.

قال سبحانه وتعالى مبينا حالهم: ﴿ وَيَحْلِفُونَ بِٱللهِ إِنَّهُمْ لَمِنكُمْ وَمَا هُم مّنكُمْ وَلَكِنَّهُمْ قَوْمٌ يَفْرَقُونَ ﴾ [التوبة: 56] جُبَناء؛ يخافون من إظهار ما يبطنون. لا يَرْتفِعُ بهم شأنُ الإسلام مهما قالوا، ولا يزداد بهم الصف إلا ضعفاً وخبالاً مهما كثروا، ﴿ لَوْ خَرَجُواْ فِيكُم مَّا زَادُوكُمْ إِلاَّ خَبَالاً ولأَوْضَعُواْ خِلاٰلَكُمْ يَبْغُونَكُمُ ٱلْفِتْنَةَ ﴾ [التوبة: 47].

يزرعون الفتن، ويجُرّون مجتمعاتهم نحو المِحن، لا همّ لهم إلا خراب البلاد، وفساد العباد، لا يُعتدّ بهم في الخُطوب، ولا يُعتمدُ عليهم في الشدائد. ﴿ فَإِذَا جَاءَ الْخَوْفُ رَأَيْتَهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي يُغْشَى عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ فَإِذَا ذَهَبَ الْخَوْفُ سَلَقُوكُمْ بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ أَشِحَّةً عَلَى الْخَيْرِ أُولَئِكَ لَمْ يُؤْمِنُوا فَأَحْبَطَ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا ﴾ [الأحزاب: 19].

ولقد هتك الله سبحانه وتعالى أستار المنافقين، وكشف أسرارهم في القرآن الكريم، وجلى لعباده أمورَهم ليكونوا منها ومن أهلها على حَذر.

فكم في القرآن الكريم من آيات تحذر من النفاق والمنافقين، ففي القرآن سورة كاملة تسمى بسورة "المنافقون"، وفي غيرها من السور المدنية آيات كثيرة تحذر من النفاق وسبيل المنافقين؛ كسورة البقرة وآل عمران والنساء والتوبة والأحزاب... وغيرها، وما ذلك إلا لشدة خطر النفاق وقبحِه، وشدة فتنة المنافقين على الإسلام وأهله، لأنهم منسوبون إلى الإسلام وإلى نصرته وموالاتِه، بينما هم أعداؤه وخصومُه.

ونبيّنا صلَّى الله عليه وسلَّم يحذّرنا من شرورهم وفتنهم، فيقول عليه الصلاة والسلام: " إنّ أخوفَ ما أخاف على أمتي: كلّ منافِق عليم اللسان". أخرجه الإمام أحمد عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه. وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة.

فالنفاق يسري في المجتمعات كما تنتشر النار في الهشيم، والمنافقون لا يخلو منهم زمان ولا مكان، قد تتباين أشكالهم وألوانهم ووسائلهم من زمان إلى آخر، لكنهم لا يختلفون في أهدافهم وغاياتهم في ضرب الإسلام وتشويه صورته وطمس معالمه، وإلحاق الأذى بأتباعه.

ففي صحيح البخاري عن حذيفة بن اليمان، قال: "إنّ المنافقين اليوم شر منهم على عهد النبي صلى الله عليه وسلم، كانوا يومئذ يُسِرّون، واليومَ يَجْهَرون".

أفلا يجدر بنا أن نخاف النفاق ونجتنبه، وأن نبتعد عن كل الصفات والطرق التي تؤدي إليه، وأن نتعرّف على مخاطره وأشكاله حتى لا نقترب منه أو نقع فيه.
عَرَفتُ الشرّ لا للشرِّ
لكنْ لتوقيهِ
ومَن لم يَعرفِ الشرّ
جديرٌ أن يقعْ فيهِ

خوف الصالحين من النفاق:
لقد كان الصحابة الكرام رضوان الله عليهم - وهم أفضل هذه الأمة ال
ذين اختارهم الله تعالى لصحبة نبيه - يخافون على أنفسهم من النفاق ويَشتدّ قلقهم وجزَعهم منه.

يقول ابن أبي مليكة رحمه الله: "أدركتُ ثلاثين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كلهم يخاف النفاق على نفسه، ما منهم أحد يقول إنه على إيمان جبريل وميكائيل". أخرجه البيهقي في الشعب، وذكره البخاري في صحيحه تعليقا.

وعن جبير بن نفير قال: دخلتُ على أبي الدرداء منزله بحِمْص، فإذا هو قائم يصلي في مسجده، فلما جلس يتشهد جعل يتعوذ بالله من النفاق، فلما انصرف قلت: غفر الله لك يا أبا الدرداء! ما أنت والنفاق؟ قال: (اللهم غفرا - ثلاثا - مَن يأمَنُ البلاء؟ من يأمن البلاء؟ والله إن الرجل ليفتتن في ساعة فينقلب عن دينه). أخرجه البيهقي في الشعب.

وعن المعلى بن زياد قال: سمعت الحسن يقول: (والله ما أصبح على وجه الأرض ولا أمسى على وجه الأرض مؤمن إلا وهو يتخوف النفاق على نفسه، وما أمن النفاق إلا منافق). أخرجه البيهقي في الشعب، وابن بَطة في الإبانة.

وعن حنظلة الأسيديّ رضي الله عنه - وكان من كتّاب رسول الله صلى الله عليه وسلّم- قال: لقيني أبو بكر فقال: كيف أنت يا حنظلة؟ قال: قلت: نافق حنظلة. قال: سبحان الله! ما تقول؟ قال: قلت: نكون عند رسول الله صلى الله عليه وسلّم، يذكّرنا بالنّار والجنّة، حتّى كأنّا رأي عين، فإذا خرجنا من عند رسول الله صلى الله عليه وسلّم عافسنا الأزواج والأولاد والضّيعات، فنسينا كثيرا. قال أبو بكر: فوالله إنّا لنلقى مثل هذا. فانطلقت أنا وأبو بكر حتّى دخلنا على رسول الله صلى الله عليه وسلّم. قلت: نافق حنظلة، يا رسول الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: "وما ذاك؟" قلت: يا رسول الله، نكون عندك تذكّرنا بالنّار والجنّة، حتّى كأنّا رأي عين، فإذا خرجنا من عندك، عافسنا الأزواج والأولاد والضّيعات، نسينا كثيرا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: "والّذي نفسي بيده إن لو تدُومُون على ما تكونون عندي، وفي الذكر، لصافحتكم الملائكة على فرُشِكم وفي طرُقِكم، ولكن يا حنظلة ساعة وساعة ". ثلاث مرات. أخرجه مسلم في صحيحه والترمذي في سننه.

أقسام النفاق:
النفاق قسمان: نفاق أكبر وهو النفاق الاعتقادي، ونفاق أصغر وهو النفاق العملي.
1) النفاق الاعتقادي:
وهو النفاق الأكبر، الذي يُخْرج صاحبَه من المِلة - عياذا بالله - وحقيقته: أن يُظهر الإنسانُ الإيمانَ بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، ويبطن ما يناقض ذلك كله أو بعضَه، يظهر الإيمان ويبطن الكفر، تحايلا ومكرا وخديعة. وهذا هو النفاق الذي كان على عهد النبي صلى الله عليه وسلم، ونزل القرآن بذم أهله وتكفيرهم، وأخبرَ أن أهله في الدرك الأسفل من النار. كما قال سبحانه: ﴿ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرَكِ الأَسْفلِ مِنَ النَّارِ وَلن تجدَ لهُمْ نَصِيراً ﴾ [النساء: 145].

وقد بين الله تعالى في كتابه الكريم حقيقة هذا النوع من النفاق، وذكر مجموعة من علاماته، فقال سبحانه: ﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِر وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ * يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخادعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ * فِي قلوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ * وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ * أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ * وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَكِنْ لَا يَعْلَمُونَ * وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ * اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ * أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلالَة بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ ﴾ [البقرة: 8 - 16].

وقال عز وجل: ﴿ إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ * اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا فَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَفْقَهُونَ * وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ * وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ لَوَّوْا رُءُوسَهُمْ وَرَأَيْتَهُمْ يَصُدُّو
نَ وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ * سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ * هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لَا تُنْفِقُوا عَلَى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنْفَضُّوا وَلِلَّهِ خَزَائِنُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَفْقَهُونَ * يَقُولُونَ لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ [المنافقون: 1 - 8].

وقال تعالى: ﴿ يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَنْ تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِمْ قُلِ اسْتَهْزِئُوا إِنَّ اللَّهَ مُخْرِجٌ مَا تَحْذَرُونَ * وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ ﴾ [التوبة: 64 - 66].

2) النفاق العملي:
إخوتي الكرام؛ ما زال حديثنا عن مرض النفاق، ذلكم الخلق الذميم والذنب الكبير الذي يصيب الإنسان في عقيدته وفي عمله، فيخسر في دنياه وفي أخراه. وبعد أن تحدثنا في الجمعة الماضية عن النفاق الاعتقادي، نتحدث اليوم بإذن الله تعالى عن النفاق العملي.

والنفاق العملي هو النفاق الأصغر، الذي يتعلق بالعمل دون الاعتقاد؛ويكونبعمل شيء من أعمال المنافقين، والاتصاف ببعض صفاتهم.

وقيل: هو اختلاف السر والعلانية في الأعمال دون الاعتقاد.

علامات النفاق العملي:
للنفاق العملي علامات وأمارات كثيرة تدل عليه، من ذلك ما ورد في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "آية المنافق ثلاث: إذا حَدّث كذب، وإذا وَعدَ أخلف، وإذا ائتمِنَ خان". وفي رواية لمسلم: "آية المنافق ثلاث، وإن صام وصلى وزعم أنه مسلم".

وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أربع من كن فيه كان منافقا خالصا، ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يَدَعَها: إذا اؤتمِن خان، وإذا حَدّثَ كذب، وإذا عاهدَ غدَر، وإذا خاصَم فجَر". متفق عليه.

1- الكذب؛ "إذا حدث كذب".
فالمنافق إنسان يحترف الكذب، ويُكثِرُ من الكذب، ولا يعرف إلى الصّدْق سبيلا. شهد الله تعالى بذلك فقال سبحانه: ﴿ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ ﴾ [المنافقون: 1].

وقال عز وجل: ﴿ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلَا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَدًا أَبَدًا وَإِنْ قُوتِلْتُمْ لَنَنْصُرَنَّكُمْ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ * لَئِنْ أُخْرِجُوا لَا يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ وَلَئِنْ قُوتِلُوا لَا يَنْصُرُونَهُمْ وَلَئِنْ نَصَرُوهُمْ لَيُوَلُّنَّ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنْصَرُونَ ﴾ [الحشر: 11، 12].

فمن أراد أن يُبَرّئَ نفسَه من النفاق وينأى بنفسه عن صفاتِ المنافقين، فليلزم الصّدْق، وليبتعِدْ عن الكذب؛ فإن الصدق طريق إلى كل خير، كما أن الكذب طريق إلى كل شر. ففي الصحيحين - واللفظ لمسلم - عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "عليكم بالصدق؛ فإن الصدق يهدي إلى البرّ، وإن البر يهدي إلى الجنة، وما يزال الرجل يصدُق ويتحرى الصدق حتى يُكتَب عند الله صِدّيقا. وإياكم والكذب؛ فإن الكذب يَهدي إلى الفُجور، وإن الفجور يَهدي إلى النار، وما يزال الرجل يَكذِب ويتحَرّى الكذِب حتى يُكتبَ عند الله كذّابا".

2- إخلاف الوعد:
"إذا وعدَ أخلف".
فإخلاف الوعْدِ وعدمُ الوفاء به من صفات المنافقين، قال الله تعالى في وصفهم: ﴿ وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ * فَلَمَّا آتَاهُمْ مِنْ فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ وَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ * فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُوا اللَّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ ﴾ [التوبة: 75 - 77]. فالمنافق يَعِدُ الناس فيُخلِف وعدَه عمدا من دون عُذر، لا وفاء لديه.

بينما الوفاء بالعهود والوعود من صفات المؤمنين المتقين، قال تعالى في وصفهم: ﴿ وَالْمُوفونَ بعَهْدِهِمْ إِذا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ ﴾ [البقرة: 177].

فواجب على المسلم أن يفي بما التزم به مع الآخرين من عهود ووعود وعقود في بيع أو إجارة أو ع
لتوبة: 68].

وقال عز وجل: ﴿ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا * إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَاعْتَصَمُوا بِاللَّهِ وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلَّهِ فَأُولَئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ وَسَوْفَ يُؤْتِ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْرًا عَظِيمًا ﴾ [النساء: 145، 146].

فاحَذروا النفاقَ، وجنّبوا أنفسكم خصالَ المنافقين.. اصدُقوا إذا حدّثتم، وأوفوا إذا وعدتم، وأدّوا إذا ائتُمِنتُم، واحفظوا فروجكم، وغضوا أبصاركم، وكفوا أيديكم. واعلموا أن الله مطلع على ظواهركم وبواطنكم، عليم بسرائركم وهواجسكم، ما من غائبة في السماء ولا في الأرض إلا يعلمها، ويعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور.. فأصلحوا - عباد الله - بواطنَكم كما تعتنون بصلاح ظواهر كم، فإن الله تعالى لا ينظر إلى الصور والأجسام، ولكن ينظر إلى القلوب والأعمال.

نسأل الله تعالى أن يُطهّرَ قلوبَنا وأعمالنا من النفاق، وأن يثبت قلوبنا على طاعته وتقواه، وأن يسلك بنا سبيل المؤمنين ويجنبنا طريق المنافقين.

وصَلِّ اللهم وسلمْ وباركْ على نبينا وحبيبنا محمد رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن اقتفى أثره واهتدى بهُداه. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

=================
مل، أوغير ذلك من العهود المعروفة، وسواء كانت هذه العقود والعهود والوعود مبرمة بين المسلم وأخيه المسلم، أو بين المسلم وغير المسلم... فالوفاء واجب مع الجميع. وليعلم العبد أنه سيسأل عن وُعُودِه وعُهودِه يوم القيامة، فقد قال عز وجل: ﴿ وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً ﴾.

3- خيانة الأمانة:
"وَإِذا اؤْتُمِنَ خَانَ".
فالخيانة في الأمانة من خصال النفاق. وربنا سبحانه وتعالى يأمرنا بأداء الأمانة، وينهانا عن خيانتها، فقال سبحانه: ﴿ إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدّواْ الأَمَانَاتِ إلى أهْلِهَا ﴾ [النساء: 58]، وقال عز وجل: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَخُونُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُواْ أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾ [الأنفال: 27]

ونبينا صلى الله عليه وسلم يقول: "أَدِّ الأَمَانَةَ إِلَى مَنِ ائْتَمَنَكَ، وَلَا تَخُنْ مَنْ خَانَكَ" أخرجه الترمذي وأبو داود وابن حبان والدارمي وغيرهم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه.

4- الغدر:
"وإذا عاهَدَ غدر". أي نقضَ العَهْد.
فالغدْرُ ونقضُ العهد من صفات المنافقين، والذي يغدر بمن أخذ عليه العهد والميثاق فيه خصلة من خصال النفاق. والغدرُ حرام في كل عهد بين المسلم وغيره، ولو كان المعاهَدُ كافرا، ففي صحيح البخاري عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من قتل نفسا مُعاهدا لم يَرِحْ رائحَة الجنة، وإنّ ريحَها ليُوجَدُ مِن مسيرة أربعين عاما".

وفي الصحيحين عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لكل غادِر لواءٌ يوم القيامة يُعرَف به".

والوفاء بالعهد واجب مع الناس أجمعين. قال تعالى: ﴿ وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلَا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلًا إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ ﴾ [النحل: 91].

وفي صحيح مسلم عن حُذَيْفَة بْن الْيَمَانِ رضي الله عنه قَالَ: مَا مَنَعَنِي أَنْ أَشْهَدَ بَدْرًا إِلاَّ أَنِّي خَرَجْتُ أَنَا وَأَبِي - حُسَيْلٌ - قَالَ: فَأَخَذَنَا كُفَّارُ قُرَيْشٍ، قَالُوا: إِنَّكُمْ تُرِيدُونَ مُحَمَّدًا؟ فَقُلْنَا: مَا نُرِيدُهُ، مَا نُرِيدُ إِلاَّ الْمَدِينَةَ. فَأَخَذُوا مِنَّا عَهْدَ الله وَمِيثَاقَهُ لَنَنْصَرِفَنَّ إِلَى الْمَدِينَةِ وَلاَ نُقَاتِلُ مَعَهُ، فَأَتَيْنَا رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - فَأَخْبَرْنَاهُ الْخَبَرَ فَقَالَ: " انْصَرِفَا، نَفِي لَهُمْ بِعَهْدِهِمْ، وَنَسْتَعِينُ اللَّهَ عَلَيْهِمْ ".

5- الفجور عند الخصومة:
"وإذا خاصم فجر". أي مالَ في الخصومة عن الحق، واقتحَمَ الباطل.

فالمنافق يخاصم بالباطل، ويجادل بالباطل، ويختلق التهم والأكاذيب، ويُفشي الأسرار، ويسبّ ويشتم، ويدّعي ما ليس له، أو يجحَد ما كان عليه.

ففي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أبغض الرجال إلى الله الألدّ الخصم". (الألد الخصم) المعوجّ عن الحق، المولع بالخصومة والماهر بها.

وقال تعالى: ﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ ﴾. أي شديد العداوة والخصومة.

6- التهاون في أداء الصلوات:
قال تعالى: ﴿ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا * مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لَا إِلَى هَؤُلَاءِ وَلَا إِلَى هَؤُلَاءِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا ﴾ [النساء: 142، 143]. يستثقلون الصلاة ويقومون إليها وهم كسالى؛ لأنهم لا يرجون ثواب المحافظة عليها، ولا يخافون العقاب على تركها وتضييعها.

وفي صحيح مسلم عن العلاء بن عبد الرحمن أنه دخل على أنس بن مالك في داره بالبصرة حين انصرف من الظهر، ودارُه بجنْب المسجد، فلما دخلنا عليه قال: أصليتم العصر؟ فقلنا له: إنما انصرفنا الساعةَ من الظهر. قال: فصلوا العصر. فقمنا فصلينا، فلما انصرفنا قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "تلك صلاة المنافق؛ يجلس يَرْقبُ الشمس حتى إذا كانت بين قرني الشيطان، قام فنقرَها أربعا، لا يذكرُ الله فيها إلا قليلا".

وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النّبيّ صلى الله عليه وسلم: "ليس صلاة أثقلَ على المنافقين من الفجر والعشاء، ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبوا...".

وفي صحيح مسلم عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: (من سرّه أن يلقى الله غدا مسلما فليحافظ على هؤلاء الصّلوات حيث ينادى بهنّ، فإنّ الله شرع لنبيّكم صلى الله عليه وسلّم سنن الهدى، وإنّهنّ من سنن الهدى، ولو أنّكم صلّيتم في بيوتكم كما يصلّي هذا المتخلّف في بيته لتركتم سنّة نبيّكم، ولو
تركتم سنّة نبيّكم لضللتم، وما من رجل يتطهّر فيحسن الطّهور ثمّ يعمد إلى مسجد من هذه المساجد إلّا كتب الله له بكلّ خطوة يخطوها حسنة، ويرفعه بها درجة، ويحطّ عنه بها سيّئة، ولقد رأيتنا وما يتخلّف عنها إلّا منافق معلومُ النّفاق، ولقد كان الرّجل يؤتى به يُهادى بين الرّجلين حتّى يقام في الصّفّ).

وعن أسامة بن زيد رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : "من ترك ثلاث جمعات مِنْ غير عُذر كتِبَ من المنافقين". أخرجه الطبراني وصححه الألباني في صحيح الجامع.

فيا مَنْ تخاف النفاق على نفسك؛ حافِظْ على الصلوات، واحرصْ على أدائها في أوقاتها مع الجماعة ما استطعت، فبالمحافظة على الصلوات تكون البراءة والنجاة من النفاق، قال تعالى: ﴿ وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ * الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ﴾ [البقرة: 45، 46]. فكيف لمن يظنّ ويعتقد أنه ملاقٍ ربه وراجع إليه وواقف بين يديه، أن يترك الصلاة؟. وكيف له أن يضيع الصلاة؟.

7- قلة ذِكر الله تعالى: ﴿ ولا يذكرون الله إلا قليلا ﴾.
فالمنافقون لا يذكرون الله إلا قليلا، غالبُ أحوالهم غفلة وإعراض، فهم لا يذكرون الله إلا ذِكرَ رياء وسمعة، لتحقيق مصالحِهم وخَدِيعة غيرهم، لا ذِكرَ مُوقِن ومُصدّق بوعد الله طامع في حسن جزائه وثوابه. لو صاحبتَهم الأيام والليالي الطوال ما سمعت منهم تهليلة، ولا تسبيحة، ولا تحميدة، ولا تكبيرة، كل كلامهم عن الدنيا وزينتها، وجل كلامهم كذب وافتراء، وغيبة ونميمة، وزور وفحش، وسب وشتم، وسخرية واستهزاء...

فيا مَن تريد أن تبرّئ نفسك من النفاق أكثرْ من ذكر الله، لا تكن غافلا عن ذكر الله، عارٌ عليك أن يمرّ بك يومٌ أو ليلة مِن غير ذِكر لله. إذا أصبحتَ فابدأ يومك بذكر الله، وإذا أمسيت فاختم يومك بذكر الله، كنْ ذاكرا لله عند خروجك ودخولك، وعند نومك ويقظتك، وعند مأكلك ومشربك... وفي جميع أحوالك.

فالمؤمنُ هو الذي يُكثِرُ مِن ذِكر الله، لأنه محِبّ لله ومُعظم لله، ومستجيب لأمر الله. قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا * وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا * هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا ﴾ [الأحزاب: 41 - 43]. المؤمن يكثر من ذكر الله لأنه يعلم أن الذكر من أفضل الأعمال الصالحات، وبه تحيى القلوب وتطمئن، قال تعالى: ﴿ الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ﴾ [الرعد: 28].

8- الأمرُ بالمنكر والنهيُ عن المعروف:
قال تعالى: ﴿ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ﴾ [التوبة: 67]. وما أكثر اليوم من يأمر بالمنكر؛ بالمعاصي والمنكرات، ويعتبر ذلك تقدما وتحرّرا... وكم من الناس اليوم من ينهى عن المعروف؛ عن البِرّ والخير، ويعتبر ذلك تخلفا وتشددا...

9- البخل والشح:
قال تعالى في وصفهم: ﴿ ويَقبضون أيْدِيَهم ﴾. أي يُمسكونها عن الإنفاق والإحسان. فإذا أنفقوا أنفقوا رئاء الناس وهم كارهون للإنفاق، ولا ينفقون عن طيب نفس، لذلك قال الله تعالى: ﴿ وَمَا مَنَعَهُمْ أَنْ تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلَّا أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ وَلَا يَأْتُونَ الصَّلَاةَ إِلَّا وَهُمْ كُسَالَى وَلَا يُنْفِقُونَ إِلَّا وَهُمْ كَارِهُونَ ﴾ [التوبة: 54].

عاقبة المنافقين:
ما أقبح النفاق وما أسوأ نتائجه وعواقبه، إنه سبيل إلى الندامة والخُسْرَان، والهلاك والعذاب، ولا خلاص ولا نجاة إلا لمن تاب وأناب..

قال تعالى مُحَذرا من عاقبة المنافقين: ﴿ يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ * يُنَادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ قَالُوا بَلَى وَلَكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ الْأَمَانِيُّ حَتَّى جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ وَغَرَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ * فَالْيَوْمَ لَا يُؤْخَذُ مِنْكُمْ فِدْيَةٌ وَلَا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مَأْوَاكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلَاكُمْ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ﴾ [الحديد: 13 - 15].

وقال سبحانه: ﴿ وَعَدَ اللَّهُ الْمُنافِقِينَ وَالْمُنافِقاتِ وَالْكُفَّارَ نارَ جَهَنَّمَ خالِدِينَ فِيها هِيَ حَسْبُهُمْ وَلَعَنَهُمُ اللَّهُ وَلَهُمْ عَذابٌ مُقِيمٌ ﴾ [ا
🌱النَّهْيُ عَن الصَّلاَةِ مَعَ تَشْمِيرِ الثَّوْبِ🌱


عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال : قال رسول الله ﷺ :
(( أَمرتُ أن أسجد على سبعةٍ ، ولا أكفّ شعراً ولا ثوباً )).
(صحيح مسلم 1/354)

ترجم أبن خزيمة ـ رحمه الله تعالى ـ على هذا الحديث بـ :
( باب الزّجر عن كفّ الثّياب في الصّلاة ).
(صحيح ابن خزيمة 1/383)

قال الإمام النووي ـ رحمه الله تعالى ـ :
( اتّفق العلماء على النّهي عن الصّلاة وثوبه مشمّر أو كمّه أو نحوه ).
(شرح صحيح مسلم4/209)

وقال الإمام مالك-رحمه الله تبارك وتعالى- فيمن صلّى مشمّراً كمّيه :
( إن كان ذلك لباسه قبل ذلك وهيئته ، وكان يعمل عملاً ، فشمّر لذلك العمل ، فدخل في صلاته كما هو ، فلا بأس بأن يصلّي بتلك الحال . وإن كان إنما فعل ذلك ليكفت شعراً أو ثوباً فلا خير فيه ).
(المدونه الكبرى1/96) .

قلت : - الشيخ مشهور آل سلمان - :
( وظاهر النّهي مطلق ، سواء شمّر للصّلاة ، أم كان مُشمِّراً قبلها ، ودخل فيها ، وهو على تلك الحالة .

قال الإمام النووي-رحمه الله تعالى- :
( ثم مذهب الجمهور : أنّ النّهي مطلق ، لمن صلّى كذلك ، سواء تعمّده للصّلاة أم كان قبلها كذلك ، لا لها ، بل لمعنى آخر . وقال الداودي : يختص النّهي بمن فعل ذلك للصّلاة . والمختار الصحيح هو الأوّل . وهو ظاهر المنقول عن الصحابة وغيرهم ).
(شرح صحيح مسلم 4/209) .

📚 القول المبين في أخطاء المصلين
•┈┈┈┈••✦✿✦••┈┈┈┈•
✿خدمة الإمام الشاطبي الدعوية✿
كيف تغسل الميت ....
الإنسان مهما طال عمره في هذه الحياة، فإن الموت نهاية كل حي ومصيره، قال تعالى ﴿ إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ ﴾ وأن الله تعالى وحده هو الحي الذي لا يموت، والجن والإنس يموتون، وكذلك الملائكة وحملة العرش، ويتفرد الواحد الأحد القهار بالديمومة والبقاء، فيكون آخرًا كما كان أولًا، وإذا مات المسلم وجب على أهله أن يجهزوه للدفن بأن يغسلوه كما أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم وأن يكفنوه ثم يحملوه إلى قبره دون تأخير، فرسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ثلاثة يا علي لا تؤخرهنَّ: الصلاة إذا أتت، والجنازة إذا حضرت، والأيم إذا وجدت كفؤاً.
.
1- ضع الميت على سرير غسله : اجعل الميت على مكان عال من سرير أو دكة أو غيرها ، وينبغي أن يكون مكان رأسه أعلى من مكان رجليه، بحيث يكون مستقبل القبلة كحالة الاحتضار
.
2- جرده من ثيابه : إذا أردت أن تشرع في غسل الميت فارفع عنه غطاءه وجرده من ثيابه إن لم يكن جُرِد من قبلُ، واستر عورته وجوبا، وهي بالنسبة للرجل ما بين السرة والركبة، وكذلك بالنسبة للمرأة مع المرأة ما بين السرة والركبة.
.
3- اعصر بطنه برفق لإخراج الفضلات : ارفع رأسه إلى قرب جلوسه، وإن رأيت حاجة إلى إمرار اليد على البطن فافعل بقدر الحاجة واضغط بباطن كفك برفق ليخرج ما حواه البطن من نجاسة واجعل قطعة قطن كبيرة ناحية دبره تحسبا لخروج نجاسة؛ لئلا يخرج منه شيء بعد ذلك أثناء الغسل فتضطر إلى إعادته،
.
4- اغسل مخرجيه بالماء : لف على يدك اليسرى خرقة من قطن أو نحوه للاستنجاء أي غسل مخرجيه، ولا يحل لك أن تمس ـ مباشرة بدون حائل ـ عورة الميت من له سبع سنين فأكثر، ويستحب ألا تمس سائر جسده إلا بخرقة.
.
5- سم الله وضئه وضوءه للصلاة : وضئه وضوءه للصلاة مرة واحدة في أول الغسل خذ خرقة وبللها وامسح بها أسنانه وأنفه حتى تنظفهما ولا تدخل الماء فاه ولا منخريه لأنَّ الحي يمج الماء ويستنثر إذا توضأ بخلاف الميت فيقوم المسح مقام غسلهما ثم اغسل وجهه وأتم وضوءه، لأنَّ الوضوء يبدأ به في غُسْل الحي فكذلك الميت وقد قال - صلى الله عليه وسلم - في حديث أم عطية - رضي الله عنها - في غسل ابنته زينب - رضي الله عنها: "ابدأن بميامنها ومواضع الوضوء منها"
.
6- ابدأ غسل الميت من الرأس : اغسل برغوة السدر رأسه ولحيته فقط، وإن كان الميت امرأة نُقِض شعرُها لقول أم عطية - رضي الله عنها - أنَّهنَّ جعلن رأس بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثلاثة قرون نقضنه ثم غسلنه ثم جعلنه ثلاثة قرون"
.
7- اغسل شقه الأيمن ثم الأيسر : ابدأ بغسل شقه الأيمن بالماء والسدر ثلاثا ، وافعل ذلك في شقه الأيسر ، وزد على الثلاث مرات إن اقتضت الحاجة لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "اغسلنها ثلاثاً أو خمساً أو سبعاً أو أكثر من ذلك إن رأيتن ذلك" ، ثم صب الماء على جميع بدنه واغسله بالماء والسدر ولا حرج في استعمال الصابون إن احتيج إليه، وتأكد من أن يعم الماء جسد الميت و دلكه بلين ، واجعل في الغسلة الأخيرة كافوراً، لقوله صلى الله عليه وسلم: "اجعلن في الغسلة الأخيرة كافوراً، أو شيئاً من الكافور" إلا إن كان الميت محرماً فلا يوضع في غسله كافور لأنَّ الكافور طيب والمحرم ممنوع من الطيب
.
8- جفف بدنه بمنشفة ناعمة : إذا فرغت من غسل الميت نشفه بثوب لئلا يبل أكفانه، فربما تكون المنشفة خشنة فتؤذيه، وتلطف به وأكثر من ذكر الله والاستغفار
.
اخى احرص على نشرها بنية الصدقة الجارية لعل غيرك يستفيد و تؤجر باذن الله ولا تنسى الدال على الخير كفاعله
اللهم احسن خاتمتنا وتول امرنا وردنا اليك ردا جميلا ..
منقول
🌺🍃🌷 هل تريد الطريق
إلى الجنة ؟ 👇👇

🔻هل تريد أن تعرف أحب الكلام إلى الله ؟
💎سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر.
📖( رواه مسلم ).
🔻هل تريد نخلة في الجنة ؟
💎سبحان الله العظيم وبحمده .
📖 ( رواه الترمذي ).

🔻هل تريد عتق عشر رقاب، ويكتب لك ( مائة ) حسنة ويمحى عنك ( مائة ) سيئة، ويكون لك حرزًا من الشيطان في يومك ؟
💎لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير . ( ١٠٠ مرة ) . 📖( متفق عليه).

🔻هل تريد الباقيات الصالحات ؟
💎سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله
📖( رواه أحمد ).

🔻هل تريد أن تنال رضى الله سبحانه وتعالى ؟
💎قال صلى الله عليه وسلم:
( إن الله ليرضى عن العبد يأكل الأكلة فيحمده عليها ويشرب الشربة فيحمده عليها ). 📖رواه مسلم.

🔻هل تريد أجر حجة ؟
💎قال صلى الله عليه وسلم:
( العمرة في رمضان تعدل حجة أو حجة معي ).
📖متفق عليه

🔻هل تريد أجر مجاهد في سبيل الله أو الصائم القائم ؟
💎قال صلى الله عليه وسلم:
( الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله )
وأحسبه قال صلى الله عليه وسلم:
( وكالقائم لا يفتر وكالصائم لا يفطر ).
📖متفق عليه

🔻هل تريد كنزًا من كنوز الجنة ؟
💎قال صلى الله عليه وسلم:
( ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة قلت بلى قال لا حول ولا قوة إلا بالله )
📖متفق عليه

🔻هل تريد أن يضمن لك النبي صلى الله عليه وسلم الجنة بنفسه ؟
💎قال صلى الله عليه وسلم:
( من يضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه أضمن له الجنة ).
📖رواه البخاري

🔻هل تريد أن تغفر ذنوبك وإن كانت كثيرة ؟
💎قال صلى الله عليه وسلم:
( من قال سبحان الله وبحمده في يوم مائة مرة حطت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر ).
📖 متفق عليه

🔻هل تريد أن تكون لك حسنات مثل الجبلين العظيمين ؟
💎قال صلى الله عليه وسلم:
( من شهد الجنازة حتى يُصلى عليها فله قيراط، ومن شهدها حتى تدفن فله قيراطان، قيل: وما القيراطان؟
قال: مثل الجبلين العظيمين ).
📖 متفق عليه

🔻هل تريد أن يكتب لك أجر صيام سنة كاملة ؟
💎قال صلى الله عليه وسلم:
( صوم ثلاثة أيام من كل شهر صوم الدهر كله ).
📖متفق عليه

🔻هل تريد أن يُبسط لك في رزقك ويُطال في عمرك ؟
💎قال صلى الله عليه وسلم:
( من سرَّه أن يبسط له في رزقه أو يُنسأ له في أثره فليصل رحمه ).
📖متفق عليه

🔻هل تريد أن يحب الله لقاءك ؟
💎قال صلى الله عليه وسلم:
( من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ).
📖 متفق عليه

🔻هل تريد أن يباعد بينك وبين النار سبعين خريفًا ؟
💎قال صلى الله عليه وسلم:
( من صام يومًا في سبيل الله باعد الله وجهه عن النار سبعين خريفًا ).
📖متفق عليه

🔻هل تريد أن مرافقة النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة ؟
💎قال صلى الله عليه وسلم:
( أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين، وأشار بالسبابة والوسطى ).
📖رواه البخاري

🔻هل تريد أن تثقل ميزان حسناتك ؟
💎قال صلى الله عليه وسلم:
( كلمتان خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان، حبيبتان إلى الرحمن : سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم ).
📖متفق عليه

🔻هل تريد أجر قراءة ثلث القرآن في أقل من دقيقة ؟
💎قال صلى الله عليه وسلم:
( "قل هو الله أحد" ، تعدل ثلث القرآن ).
📖رواه مسلم

🔻هل تريد أن تكون قريبًا من الله ؟
💎قال صلى الله عليه وسلم:
( أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد؛ فأكثروا الدعاء ).📖 رواه مسلم

🔻هل تريد أن لا ينقطع عملك بعد الموت ؟
💎قال صلى الله عليه وسلم:
( إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم يُنْتفَع به، أو ولد صالح يدعو له ). 📖رواه مسلم

🔻هل تريد أجر قيام ليلة كاملة ؟
💎قال صلى الله عليه وسلم:
( من صلى العشاء في جماعة فكأنما قام نصف الليل، ومن صلى الصبح في جماعة فكأنما قام الليل كله )
📖رواه مسلم

🔻هل تريد أن يصلي الله عليك ؟
💎قال صلى الله عليه وسلم:
( من صلى علي صلاةً واحدة صلى الله عليه بها عشرًا ).
📖رواه مسلم

🔻هل تريد أن يرفعك الله ؟
💎قال صلى الله عليه وسلم:
( وما تواضع أحدٌ لله إلا رفعه الله عز وجل ).
📖رواه مسلم

🔻هل تريد أن تكون في ذمة الله ؟
💎قال صلى الله عليه وسلم:
( من صلى الصبح فهو في ذمة الله ).
📖رواه مسلم

🔻هل تريد بيتًا في الجنة ؟
💎قال صلى الله عليه وسلم:
( من بنى مسجدًا لله بنى الله له في الجنة مثله ).
📖رواه مسلم.
🌟🌟💎💎💎💎💎🌟🌟
بدع شهر رجب

1- ذبح ذبيحة يسمونها (العتيرة)،

وقد كان أهل الجاهلية يذبحونها فأبطل الإسلام ذلك، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم : "لا عتيرة في الإسلام". "أخرجه أحمد: 2-229".
قال أبو عبيدة: العتيرة هي الرجبية ذبيحة كانوا يذبحونها في الجاهلية في رجب يتقربون بها لأصنامهم. "فتح الباري لابن حجر: 9-512".
وقال ابن رجب: ويشبه الذبح في رجب اتخاذه موسمًا وعيدًا كأكل الحلوى ونحوها. "لطائف المعارف: 27".


2- اعتقاد أن ليلة السابع والعشرين من رجب هي ليلة الإسراء والمعراج؛

مما أدى إلى عمل احتفالات عظيمة بهذه المناسبة، وهذا باطل من وجهين:
أ- عدم ثبوت وقوع الإسراء والمعراج في تلك الليلة المزعومة، بل الخلاف بين المؤرخين كبير في السَّنَة والشهر الذي وقع فيه، فكيف بذات الليلة.
ب- أنه لو ثبت أن وقوع الإسراء والمعراج كان في تلك الليلة بعينها لما جاز إحداث أعمال فيها لم يشرعها الله ولا رسوله، ولا شك أن الاحتفال بها عبادة، والعبادة لا تثبت إلا بنص، ولا نص حينئذ، فالاحتفال بها من المحدثات في الدين، فكيف إذا انضم إلى ذلك أوراد وأذكار مبتدعة، وفي بعضها شركيات وتوسل واستغاثة بالنبي صلى الله عليه وسلم مما لا يجوز صرفه إلا لله تعالى.


3- صلاة الرغائب
اختراع صلاة في أول ليلة جمعة من رجب يسمونها صلاة الرغائب ووضعوا فيها أحاديث لا تصح عن النبي صلى الله عليه وسلم وهي صلاة باطلة مبتدعة عند جمهور العلماء.

4- تخصيص أيام من رجب بالصيام،
وقد ثبت أن عمر رضي الله عنه، كان يضرب أكف الرجال في صوم رجب حتى يضعوها في الطعام، ويقول: وما رجب؟ إن رجبًا كان يعظمه أهل الجاهلية، فلما كان الإسلام ترك. "مصنف ابن أبي شيبة: 2-345".
5- تخصيص رجب بالصدقة

وذلك لاعتقاد فضله، والصدقة مشروعة في كل وقت، واعتقاد فضيلتها في رجب بذاته اعتقاد خاطئ.



والعمرة مشروعة في أيام العام كلها، والممنوع تخصيص رجب بعمرة واعتقاد فضلها فيه على غيره.
وكل ما سبق من بدع وضلالات مبني على اعتقاد خاطئ وأحاديث ضعيفة وموضوعة في فضل رجب، كما بين ذلك الحافظ ابن حجر، رحمه الله تعالى. "تبيين العجب بما ورد في فضل رجب: ص23".
وحري بالمسلم أن يتبع ولا يبتدع؛ إذ محبة الله تعالى ومحبة رسوله صلى الله عليه وسلم تنال بالاتباع لا بالابتداع، قال تعالى: قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم (31) قل أطيعوا الله والرسول فإن تولوا فإن الله لا يحب الكافرين "آل عمران: 31، 32".


ثالثا : من الأحاديث الضعيفه والموضوعة فى فضل رجب
1- إن في الجنة نهرًا يُقال له رجب... إلخ. ضعيف.
2- كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إذا دخل رجب قال: "اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان". ضعيف.
3- لم يصم رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بعد رمضان، إلا رجبًا وشعبان. ضعيف.
4- رجب شهر الله، وشعبان شهري، ورمضان شهر أمتي. باطل.
5- فضل رجب على سائر الشهور... إلخ. موضوع.
6- من صام من رجب يومًا إيمانًا واحتسابًا... ومن يومين... ثلاثة. إلخ. موضوع.
7- رجب شهر الله، ويدعى الأصم... إلخ. موضوع.
8- من فرج عن مؤمن كربة في رجب.. إلخ. موضوع.
9- أن أيام رجب مكتوبة على أبواب السماء السادسة، فإذا صام الرجل منه يومًا.. إلخ. في إسناده كذاب.
10- الحديث الوارد في صلاة أول ليلة منه. موضوع.
11- صيام يوم من رجب مع صلاة أربع ركعات فيه على كيفية معنية في القراءة.. موضوع.
12- من صلى ليلة سبع وعشرين من رجب اثنتي عشرة ركعة.. إلخ. موضوع.
13- من صلى ليلة النصف من رجب أربع عشرة ركعة.. إلخ. موضوع.
14- بعثت نبيًّا في السابع والعشرين من رجب. إسناده منكر.

فضل شهر رجب

شهر رجب هو أحد الأشهر الحرم التي قال الله تعالى فيها : ( إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ ) التوبة/36 ,

والأشهر الحرم هي : رجب , وذو العقدة , وذو الحجة , والمحرم .

وروى البخاري (4662) ومسلم (1679) عَنْ أَبِي بَكْرَةَ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( السَّنَةُ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا , مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ , ثَلاثٌ مُتَوَالِيَاتٌ : ذُو الْقَعْدَةِ وَذُو الْحِجَّةِ وَالْمُحَرَّمُ , وَرَجَبُ مُضَرَ الَّذِي بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ ) .

وقد سميت هذه الأشهر حرماً لأمرين :

1- لتحريم القتال فيها إلا أن يبدأ العدو

2- لأن حرمة انتهاك المحارم فيها أشد من غيرها .
ولهذا نهانا الله تعالى عن ارتكاب المعاصي في هذه الأشهر فقال : ( فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ ) التوبة/36 , مع أن ارتكاب المعصية محرم ومنهي عنه في هذه الأشهر وغيرها , إلا أنه في هذه الأشهر أشد تحريماً.

لِمَ سُمِّي رَجَبٌ رَجَباً؟

قال ابن رجب الحنبلي - رحمه الله تعالى -: سمّي رجبٌ رجباً؛ لأنه
كان يرجب، أي يُعظَّم، يُقال: رَجَبَ فلانٌ مولاه، أي عظَّمه

ولاشك أن لشهر رجب مكانة عند الله تبارك وتعالى، فهو أحد الأشهر الحرم التي كرَّمها الله جل ذكره في كتابه ونهى الناس عن الظلم فيها، ولايعني هذا أنه يجوز تخصيصه بعبادة معينة دون غيره من الشهور؛ لأنه لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم شيء من ذلك. وقد قرر العلماء أن تخصيص العبادات بأوقات لم يخصّصها بها الشرع لا يجوز لأنه لا فضل لأي وقت على وقت آخر إلا ما فضله الشرع.
.

🔸 *الدخول مع الإمام على أي حال 10*

*المصلي ...* إذا دخل المسجد والإمام في التشهد فقد فاتته صلاة الجماعة؛ لأن صلاة الجماعة لا تدرك إلا بإدراك ركعة كاملة.

وهنا.. الذي دخل المسجد والإمام في التشهد الأصل أنه يدخل مع الإمام؛ لعموم، *«إِذَا أَتَى أَحَدُكُمُ الصَّلاَةَ وَالإِمَامُ عَلَى حَالٍ فَلْيَصْنَعْ كَمَا يَصْنَعُ الإِمَامُ»* إلا إذا كان يطمع بمجيء غيره فإن من العلماء من يرى أنه لا يدخل مع الإمام؛ لفوات الجماعة، وله ولمن جاء معه أن يقيموا جماعة ثانية.

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (إذا كان المدرك أقل من ركعة وكان بعدها جماعة أخرى فصلى معهم في جماعة صلاة تامة فهذا أفضل). والله أعلم.

المصدر: *الجامع لأحكام الصلاة*

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
‏لا ينبغي لأحدً أن يتمنى حياة سيئة لشخص أخر مهما بلغ أذاهُ ، الله هو الحسيبُ دائماً سيرد كُل إساءةً في نحر صاحبُها .
2024/09/30 03:29:05
Back to Top
HTML Embed Code: