Telegram Web Link
‏الجنّة هي الحلم الوحيد ، الذي لا تنتهي صلاحيته ، فردّدوا ، اللهم إني أسألك رضاك و الجنة
⛅️ #إشــツـراقة_الصبـاح

✵ الاربعاء ✵
٠٨/ رجــ⑦ــــــب/ ١٤٣٨هـ
05 / إبــريــ④ـــل/ 2017مـ
❂:::ــــــــــــــــــ✺ـــــــــــــــــ:::❂
‌‌‏
‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‏اعمل ولو القليل ..قبل الرحيل..
فالآن...عمل بلا حساب..
وغدا حساب بلا عمل...
اليوم : يُقبل منك ﴿مِثقاَل ذَرة ﴾
وغداً : لن يُقبل منك ﴿ملءُ اﻷرضِ ذَهباً﴾

صبــــاح العمل قبل الرحيل...@
التسامح والتفاؤل والوفا
‏والقلوب الصافيه تعرف بعض

‏والتنافر والتباغض والجفا
‏كلها بقلوب من فيهم مرض
‏يا الله! ما من قوةٍ إلا بك، وما من سعادةٍ إلا معك، وما من جفافٍ إلا أنت متكفلٌ بدحره. قوّني بك ودبر لي فرحًا يُبهج قلبي يا الله.💭🌿
#تدبر

‏{وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ}.

🔺الغاية الوحيدة القادرة على إقناع روحك وعقلك بجدوى الحياة أن تعيش لله ومع الله..
لى علينا أن ردها على هيئتها يوم خلق السموات والأرض ثم ضبطها أهل الإسلام أتباع سيد ولد آدم فلتهننا هذه الثقة بميقات حجنا وصومنا وفطرنا وأضحانا وأشهرنا الحرم، ولنشكر الله على ما هدانا وإن كنا من قبله لمن الضالين.

نفعني الله وإياكم بهدي كتابه، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.


الخطبــــة.الثانيــــة.cc
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيراً.

أما بعد:
فيا عباد الله، إن الذي جعل لنا من الأشهر الأربعة حرماً نهانا أن نظلم فيهن أنفسنا بقوله مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذٰلِكَ ٱلدّينُ ٱلْقَيّمُ فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ [التوبة:36] .

ولئن كان ظلم النفس محرماً في كل حين فهو في الأشهر الحرم أشد حرمة، ولئن كان المراد الأول بظلم المنهي عنه بفعل النسيء الذي كان يفعله المشركون أو ظلمها بالمقاتلة في الأشهر الحرم التي حرم الله القتال فيها إلا أن ظلم النفس أعم مدلولاً وأشمل معنى، إن ظلماً لأنفسكم يا عباد الله أن لا تسئلوا عن أحكام دينكم والله سبحانه يقول: فَٱسْأَلُواْ أَهْلَ ٱلذّكْرِ إِن كُنْتُم لاَ تَعْلَمُونَ [النحل:43]، ويقول: وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى ٱلرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُوْلِى ٱلاْمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ ٱلَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ [النساء:83]، والنبي يقول: ((هلا سألوا إذا لم يعلموا فإنما شفاء العي السؤال)) إن ظلما لأنفسكم يا عباد الله أن توردوها موارد الهلاك في الدنيا والآخرة بالإعراض عما علمتموه من دين ربكم فتعرفون الحرام وترتكبونه والواجب فلا تفعلونه.

إن ظلماً لأنفسنا يا عباد الله :
أن نعيش رائحين وغادين لا نحمل همّ ديننا لا ندعو به ولا ندعو إليه ولا ندعو له ولأنصاره، إن ظلماً لأنفسنا يا عباد الله أن تمر بنا مواسم والنفحات فلا نستغلها إلا في جمع الدرهم والدينار، ونحن في غفلة عن حقيقة موازين حسناتنا يوم القيامة، إن ظلماً لأنفسنا يا عباد الله أن نقابل نعم الله علينا بالنكران لا بالشكران، فنعمة البصر سخرناها في النظر إلى ما حرم الله، ونعمة السمع سخرناها في سماع ما حرم الله علينا، ونعمة النطق سخرناها في قالة السوء من غيبة ونميمه وكذب وسوء وبهتان وزور وغيرها من آفات اللسان.
تأمل معي يا عبد الله كم لله عليك من نعمه ثم انظر هل سخرت كل نعمه فيما يرضيه فكنت من الشاكرين أم أنك استعنت بنعيمه على معاصيه، والله سبحانه يقول: هَلْ جَزَاء ٱلإِحْسَـٰنِ إِلاَّ ٱلإِحْسَـٰنُ [الرحمن:60]، ويقول: وَمَا بِكُم مّن نّعْمَةٍ فَمِنَ ٱللَّهِ[النحل:53]، ويقول: وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ ٱللَّهِ لاَ تُحْصُوهَا [إبراهيم:34].
============================ ===============
🎤
خطبـة.جمعــة.بعنــوان.cc
شـــــهـــــــــــــــور الـــــعــــــــــــــــــــام
للشيخ/ عبــد الرحمن الســـديـــس
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌

ملخص الخطبة :
1- الأشهر الحرم. 2- لا فضيلة لشهر رجب. 3- التشاؤم في شهر صفر. 4- سب الدهر سب لمقدر المقادير جل وعلا. 5- تلاعب العرب بحرمة الشهور بالنسيئة. 6- تذكر نعم الله وشكرها.

الخطبــــة.الأولــــى.cc
أمــــا بعــــد: عــــباد اللــــه :
يقول الله تعالى: إِنَّ عِدَّةَ ٱلشُّهُورِ عِندَ ٱللَّهِ ٱثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَـٰبِ ٱللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ ٱلسَّمٰوٰت وَٱلأرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذٰلِكَ ٱلدّينُ ٱلْقَيّمُ فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ[التوبة:36]، والأشهر الحرم هي هذا الشهر الذي أنتم فيه ذو القعدة وسمى بذلك لأن العرب كانوا يقعدون فيه عن القتال بعد أن كان مستمراً بينهم شعبان ورمضان وشوال، فإذا هل هلال هذا الشهر قعدوا عن القتال ثلاثة أشهر هي هذا الشهر وذو الحجة والمحرم ثم عادوا للغزو والسلب والقتال حتى يحلل هلال رجب وهذه الأربعة الحرم ثلاثة سرد وواحد فرد وهو شهر الله رجب الفرد، ولم يصح عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في شهر رجب والصيام فيه حديث، وقد بين الإمام ابن حجر رحمة الله عليه في رسالة تبين العجب في فضل رجب أنه لم يثبت عن النبي في فضل شهر رجب حديث، وكل ما جاء فيه فهو إما ضعيف أو موضوع، وهو منشأ المثل الشائع عند العامة اليوم حيث يقولون (لا يعجبه عجب ولا الصيام برجب) مما يوحى بشدة فضيلة ذلك وهو مما لا دليل عليه ولا أصل ثابت له.

وقد كان المشركون يتشاءمون من شهر صفر لأنهم يعودون فيه إلى السلب والنهب والغزو والقتل بعد الكف عنها في الأشهر الحرم فنفى النبي تشائمهم وحرمه بقوله: ((لا صفر)) لأن المقرر للأحداث والأشياء هو الله، ولا دخل لله هو وشهوره فيما يقع في الكون من خير وضير، فمن سب الدهر أو شيئاً منه شهراً أو يوماً أو سنة أو ساعة فكأنما أعتقد أنما هو مسبب وخالق الضر الذي حل به، ولذا نهى النبي عن سب الدهر وقال: ((لا تسبوا الدهر فإن الله هو الدهر يقلب ليله ونهاره)) أي أنما نسبتموه إلى الدهر وإنما وقع بقضاء الله وقدره، والله خالقه، فمن سب الدهر بسبب ما وقع فيه من أقدار ضارة له فكأنما سب الله مقدر الأقدار كلها ومقلب الليل والنهار، ولذا فإذا غضبت من شخص فلا يجوز أن تلعن الساعة التي قد عرفتك به أو جمعتك به، وإذا غضبت من امرأتك فلا تلعن الساعة التي تزوجتها فيها أو غضبت من شريك لك في تجارة فلا تلعن الساعة التي قد اشتركت معه فيها ونحو ذلك، لأن هذا كله من سب الدهر.

وقد كان مشركو العرب يتلاعبون بحرمة هذه الأشهر فيؤخرون حرمة شهر الله المحرم إلى صفر إذا أرادوا فيه قتالاً ويسمونه النسيء، وقد أبطل الله نسيئهم هذا وبين أنه إمعان في الكفر وإيغال في الضلالة بقوله سبحانه: إِنَّمَا ٱلنَّسِىء زِيَادَةٌ فِى ٱلْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ يُحِلُّونَهُ عَامًا وَيُحَرّمُونَهُ عَامًا لّيُوَاطِئُواْ عِدَّةَ مَا حَرَّمَ ٱللَّهُ فَيُحِلُّواْ مَا حَرَّمَ ٱللَّهُ [التوبة:37]، أي ليبقوا على عدد الأشهر الحرم أربعة فيرحلوا حرمة المحرم إلى صفر ويقولون شهر بشهر ويحلون المحرم عاما، ويحلونه عاما فيحلوا ما حرم الله زُيّنَ لَهُمْ سُوء أَعْمَـٰلِهِمْ وَٱللَّهُ لاَ يَهْدِي ٱلْقَوْمَ ٱلْكَـٰفِرِينَ [التوبة:37]

ويا لسوء عمل من أحل ما حرم الله والله لا يهدي القوم الكافرين قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَّا أَنزَلَ ٱللَّهُ لَكُمْ مّن رّزْقٍ فَجَعَلْتُمْ مّنْهُ حَرَامًا وَحَلاَلاً قُلْ ءاللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى ٱللَّهِ تَفْتَرُونَ[يونس:59]، وَلاَ تَقُولُواْ لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ ٱلْكَذِبَ هَـٰذَا حَلَـٰلٌ وَهَـٰذَا حَرَامٌ لّتَفْتَرُواْ عَلَىٰ ٱللَّهِ ٱلْكَذِبَ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَىٰ ٱللَّهِ ٱلْكَذِبَ لاَ يُفْلِحُونَ [النحل:116].

قد بلغ تلاعب المشركين بالأشهر مبلغاً غيرها عن هيئتها الأولى يوم خلق الله السموات والأرض، ولو استمرت على تلاعبهم لما كان يقين في صوم ولا حج، ولكن الله بفضله وكرمه جعل حجة النبي في السنة العاشرة من الهجرة منطلقاً لضبط الأشهر فوقوفه بعرفة واقع موقعه في اليوم التاسع من ذي الحجة وعيده في اليوم العاشر منه، وأعلنها صلى الله عليه وآله وسلم بقوله: ((إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السموات والأرض)) فأبطل بإعلانه هذا كل نسيء نسأه المشركون، وضبط التاريخ بوقوفه بعرفة وكل تقديم يوم أو تأخير يوم في شهر من الشهور يعود الهلال فيضبطه والشهر القمري إما ثلاثون يوماً أو تسعة وعشرون يوما كما صح ذلك عن النبي : ((فصومكم يوم تصومون، وفطركم يوم تفطرون، وحجكم يوم تحجون، وأضحاكم يوم تضحون)).

والنذور والعدد وسائر الأحكام الشرعية هي بهذه الأشهر القمرية لا بغيرها يَسْـئَلُونَكَ عَنِ ٱلاهِلَّةِ قُلْ هِىَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَٱلْحَجّ [البقرة:189] .

ومن تمام نعمته تعا
🎤
خطبـة.جمعــة.بعنــوان.cc
مســــــتريــح ومســــــتراح مــنــــه
للشيخ/ أحمد بن عبد العزيز الشاوي
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌

أهداف وعناصر الخطبة :
1/ مَن المستريح؟ 2/ ممّ يستريح؟ 3/ لماذا يستريح؟ 4/ مَن المستراح منه؟ 5/ لماذا يُستراح منه؟ 6/ من أي الفريقين أنا وأنت؟

الخطبـــة.الأولـــى.cc
أما بعد: أخرج البخاري ومسلم -رحمهما الله- عن أبي قتادة بن رِبْعِيٍّ الأنصاري -رضي الله عنه- أنه كان يحدث أن رسول الله مُرَّ عليه بجنازة فقال: "مُستريح ومُستَراح منه"، قالوا: يا رسول الله، ما المستريح والمستراح منه؟ قال: "العبد المؤمن يستريح من أذى الدنيا ونصَبها إلى رحمة الله عز وجل، والعبد الفاجر يستريح منه العباد والبلاد والشجر والدواب".

إنه حديث يصوّر أصناف الراحلين من هذه الدار إلى دار القرار، فهما صنفان: إما مستريح أو مستراح منه. فمن المستريح؟ وممّ يستريح؟ ولماذا يستريح؟ ومن المستَراح منه؟ أسئلة تتوارد على الخاطر. ويبقى السؤال الأهمّ: من أيّ الفريقين أنا وأنت؟.

الموت حتم لازم، لا مناص منه لكل حيّ من المخلوقات، فكل مَنْ عليها فانٍ، ولو نجا أحد من الموت لنجا منه خيرة الله من خلقه محمد، (إِنَّكَ مَيّتٌ وَإِنَّهُمْ مَّيّتُونَ) [الزمر:30]، (وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مّن قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِيْن مّتَّ فَهُمُ الْخَـالِدُونَ) [الأنبياء:34].

والمؤمن بالله يؤمن أن للموت وقتًا يأتي فيه، فلا يستطيع أحد أن يتجاوز الأجل الذي ضربه الله له، وقد قدر الله آجال العباد، وجرى بذلك القلم في اللوح المحفوظ، (وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلاَّ بِإِذْنِ الله كِتَـابًا مُّؤَجَّلا) [آل عمران:145].

وأخرج مسلم عن عبد الله بن مسعود قال: قالت أم حبيبة زوج النبي -رضي الله عنها-: اللهم أَمْتِعْني بزوجي رسول الله، وبأبي أبي سفيان، وبأخي معاوية، فقال النبي: "قد سألتِ الله لآجالٍ مضروبة، وأيام معدودة، وأرزاق مقسومة، لن يُعجل الله شيئاً قبل حَلِّه، ولن يؤخر الله شيئًا عن حَلِّه، ولو كنت سألتِ الله أن يعيذَك من عذاب في النار أو عذاب في القبر كان خيرًا أو أفضل".

المؤمن أُمِّن على أجله، فإن الله قدر له ميقاتًا، فجعل له أيامًا معدودة، وأنفاسًا محدودة، لا تملك قوة أن تنقص من هذا الميقات أو تزيد فيه، (فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ) [الأعراف:34].

المؤمن موقن أن الله قد فرغ من الآجال والأعمار، وكتب على كل نفس ما تصنع حتى تموت، ولهذا ألقى المؤمن عن كاهله همَّ التفكير في الموت والخوف على الحياة، فمنحه ذلك السكينة والطمأنينة والقوة في مواجهة الحياة وما فيها من طغيان وجبروت. هدد الحَجاجُ سعيدَ بن جبير بالقتل، فقال له سعيد: لو علمتُ أن الموت والحياة بيدك ما عبدتُ إلهًا غيرك.

إن المؤمن لا يعيش في خوف من الموت ولا جزع من مرارة كأسه، فهو زائر لا بد من لقائه، وقادم لا ريب فيه، والخوف لا يَرُدُّه، والجَزَعُ لا يثنيه، (قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِى تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَـاقِيكُمْ) [الجمعة8].

ويهوِّن الموت على المؤمن أنه سبيل الناس قبله من النبيين والصدّيقين والشهداء والصالحين، فلا عليه إذا اقتفى أثرهم وسار في دربهم.

إن الموت عند التوبة خطبٌ قد عَظُمَ حتى هان، وخَشُنَ حتى لان، إنه بليّة عمّت، والبلايا إذا عمّت طابت.

أيها المسلمون: المستريح بعد الموت هو من رضي بالله ربًا، وبالإسلام دينًا، وبمحمد -صلى الله عليه وسلم- نبيًا ورسولاً.

المستريح هو من تخلّص من حقوق العباد واستعدّ ليوم المعاد. المستريح هو من يرحل من هذه الدار وقد كان في دنياه من عُمّار بيت الله، ومَن أحب لقاء الله أحب الله لقاءه. المستريح من عباد الله هو من يرحل من هذه الدار بعد أن أسّس بيتًا قائمًا على التقوى، وخلّف وراءه صدقة جارية أو علمًا ينتفع به أو ولدًا صالحًا يدعو له.

المستريح هو من دعا إلى الله، وجاهد في سبيل الله، وكان من خير الناس للناس، فعاش سعيدًا ومات حميدًا. المستريح هو من حفظ السمع والبصر والفؤاد عن كل ما يغضب رب العباد. المستريح بعد الموت هو من عاش يحمل هم الدين، ووقف في وجه الفساد والمفسدين حتى أتاه اليقين.

المستريح هو من يحلّق في هذه الحياة بجناحين: جناح الخوف، وجناح الرجاء والطمع في ثواب الله. المستريح هو من جعل الآخرة همه، وعاش في الدنيا كأنه غريب أو عابر سبيل، وأخذ من صحته لسقمه، ومن حياته لموته، واغتنم شبابه قبل هرمه، وصحته قبل سقمه، وفراغه قبل شغله، وغناه قبل فقره.

المستريح هو ذلك الشاب الذي نشأ في طاعة الله، يتربى في بيت الله، ويحفظ كتاب الله، ويودع الدنيا على هذه الحال. المستريح بعد الممات هي تلك المرأة الصالحة التي تمسكت بحجابها، واعتزت بدينها، وحافظت على عفافها، وماتت على ذلك.

المستريح -يا عباد الله- هو -باختصار- من يعمل بأوامر الله، على نور من الله، يرجو ثواب الله، ومَن يتقِي محارم الله على نور من الله ويخشى عقاب
الله. فهل أنت -يا عبد الله-كذلك؟!.

إن من كانت هذه حاله فهو -وربي!- مستريح؛ لأن متاع الدنيا عنده أهون من أن يأسَى على فراقه بالموت، كيف، والموت قَنْطَرَتُه إلى المتاع الباقي والنعيم السرمدي؟! (كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَـامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَوةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَـاعُ الْغُرُورِ) [آل عمران:185].

إن الله -وهو الكريم الجواد- لا يسلب عبده نعمة أنعم بها عليه إلا وهو يعطي نعمة أكبر منها، فلا يسلب هذه الحياة الضعيفة إلا ويعطي حياة أوسع وأبقى وأجمل وأفضل. قال يحيى بن معاذ: "لا يكره لقاء الموت إلا مريب، فهو الذي يقرب الحبيب من الحبيب".

قيل لأعرابي اشتد فرحه: إنك ستموت، فقال: وإلى أين يذهب بي بعد الموت؟ قالوا: إلى الله، فقال: ويحكم! وكيف أخاف الذهاب إلى من لا أرى الخير إلا من عنده، وصدق الله: (إِنَّ الَّذِينَ قَالُواْ رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَـامُواْ تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَـئِكَةُ أَلاَّ تَخَافُواْ وَلاَ تَحْزَنُواْ وَأَبْشِرُواْ بِلْجَنَّةِ الَّتِى كُنتُمْ تُوعَدُونَ) [فصلت:30].

إن المؤمن بالموت مستريح؛ لأنه لا يرى في هذه الحياة إلا أنها زمن للابتلاء والفتن، (لَّذِى خَلَقَ الْمَوْتَ وَلْحَيَوةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً) [الملك:2].

هي دارٌ حلالها حِساب، وحرامها عذاب، إنها دار النصَب والوصب والشقاء والكِبَر. إنه مستريح لأنه يفارق دار الهموم والأحزان، فقر ومرض، موت عزيز، فراق حبيب، خوف وجوع، ما أضحكت إلا وأبكت، وما جمعت إلا وفرقت.
هي الدنيا تقول بملء فيها *** حَذارِ حَذارِ من بطشي وفتكي!

المؤمن بالموت مستريح، يفارق دنيا عرف حقيقتها المصطفى حين قال: "ما لي وللدنيا؟! وما للدنيا ولي؟! والذي نفسي بيده! ما مثلي ومثل الدنيا إلا كراكب سار في يوم صائف، فاستظلّ تحت شجرة ساعة من نهار، ثم راح وتركها"، وقال: "لو كانت الدنيا تزن عند الله جناح بعوضة ما سقى منها كافرًا شربة ماء".

إنه بالموت مستريح لأنه سيقوم على روح وريحان، ونعيم في الجنة، ورب راضٍ غير غضبان، إنه سيقوم على دار أهلها يَصِحُّون فلا يبأسون، ويحيَوْن فلا يموتون، لا يمسهم فيها نصب وما هم منها بمخرجين، فيها ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، لا تبلى ثيابهم، ولا يفنى شبابهم، على الأرائك متكئون، ولهم فيها ما يدعون، سلام قولاً من رب رحيم.

إن المؤمن مستريح حينما يفارق دار العناء إلى الراحة والصفاء. إن المؤمن يرى في الموت بابًا لدار الكرامة، وخلاصًا من شقاء الحياة الدنيا، ومصدرُ ذلك قوله في الحديث: "تحفة المؤمن الموت" ضعفه الألباني.

وفي هذا يقول الإمام ابن القيم -رحمه الله-: يكفى في طيب هذه الحياة مرافقة الرفيق الأعلى، ومفارقة الرفيق المؤذي المنكّد الذي تنغّص رؤيته ومشاهدته الحياة، فضلاً عن مخالطته وعشرته، إلى الرفيق الأعلى مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقًا، في جوار الرب الرحمن الرحيم.

ولو لم يكن في الموت من الخير إلا أنه باب الدخول إلى هذه الحياة، وأنه جسر يعبر منه إليها، لكفى به أن يتحقق للمؤمن!.

جزى الله عنـا الموت خيرا فإنه
أَبَـرّ بنا مـن كل بَرّ وألطـف
يعجل تخليـص النفوس من الأذى
ويرقي إلى الدار التي هي أشرف

هذه النظرة إلى الموت والحياة واليقين في أن الموت راحة من نكد الدنيا وعنائها، هذه النظرة هي التي ولدت جيل البطولة وأهل الآخرة، هي التي جعلت قدوة الخلق يخير عند موته فيقول: "بل الرفيق الأعلى"، ويقول لابنته: "لا كرب على أبيك بعد اليوم".

هي التي جعلت عبد الله بن حرام -رضي الله عنه- وقد طعن من خلفه وجعل الدم يفور من أمامه، فيأخذ الدم ويمسح به جسمه ويقول: "فزت ورب الكعبة!".

هي التي جعلت بلالاً -رضي الله عنه- وقد جلست زوجه بجواره تبكي عند احتضاره وتقول: واحزناه! فيقول لها:
"بل، واطرباه!
غدًا نلقى الأحبّه *** محمدًا وصحبه"

هي التي حركت عمرو بن الجموح الصحابي الأعرج لكي يقاتل في أحد حتى قتل، ويقول: "لعلي أطأ بعرجتي هذه الجنة".

هي التي حركت عمير بن أبي وقاص الفتى ابن السادسة عشرة لكي يتطاول بأصابع قدميه، حتى لا يراه رسول الله فيستصغره فيرده عن الجهاد!.

هي التي حركت شباب الإسلام للجهاد وخَرَّجَت أسودًا سمعتم عنهم في أفغانستان، وتسمعون عنهم اليوم في الشيشان، هي التي أخرجت رجالاً قال عنهم سيف الله: "يحبّون الموت كما تحبون الحياة".

الموت باب وكل الناس داخله
يا ليت شعري بعد الباب ما الدار
الدار جنة خلد إن عملت بِما
يرضـي الإله وإن قصّرت فالنار
هما محلان ما للمـرء غيرهمـا
فاختر لنفسك أيّ الـدار تختـار

وأخيرًا، قال ابن الإمام أحمد: متى الراحة يا أبي؟ قال: عند أول قدم تضعها على باب الجنة.

أستغفر الله لي ولكم من كل ذنب، فاستغفروه وتوبوا إليه
؛ إنه هو الغفور الرحيم.


الخطبـــة.الثانيـــة.cc
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا.

أما بعد: أيها المسلمون، أما المستراح منهم فهم أصناف شتى، وهم سبب كل بلاء، وشرارة كل مصيبة.

هم المترفون الذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون، قال -تعالى-: (وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُواْ فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا) [الإسراء:116].

هم الظالمون لغيرهم ولأنفسهم، هم الحكام المعطِّلون لشرع الله المحاربون لدين الله المضادون لأولياء الله، هم العصاة الذين انقطعت بمعاصيهم الخيرات، ونُزعت البركات، وأجدبت الديار، وتأخرت الأمطار.

هم الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا من دعاة تحرير المرأة ومن مروّجي الرذيلة ومحاربي الفضيلة، هم المجرمون الذين يعيثون في الأرض فسادًا قتلاً للآمنين وترويعًا للمؤمنين، هم تجار المخدرات ومروجو المسكرات والمفرقون للأسر والجماعات.

هم الذين أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات، هم المضيعون لأنفسهم بالتجرؤ على حدود الله، والمضيعون لمن تحت أيديهم بتأمين وسائل الفساد والإفساد لهم وإهمال تربيتهم.

أولئك وأمثالهم تستريح منهم البلاد والعباد والشجر والدواب، فما نزل بلاء إلا بذنب، وإن العبد لَيحرم الرزق بالذنب يصيبه، وإن الطيور في أوكارها والدواب في جحورها لتلعن عصاة بني آدم وتقول: إنما أوتينا من قبلكم. قال -تعالى-: (وَمَا أَصَـابَكُمْ مّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُواْ عَن كَثِيرٍ) [الشورى:30]، وقال -تعالى-: (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى ءامَنُواْ وَتَّقَوْاْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَـاتٍ مّنَ السَّمَاء وَلأرْضِ وَلَـاكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَـاهُمْ بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ) [الأعراف:96].

أيها المسلمون: كل سيمضي من هذه الدار، فميت يعد مستريحًا، وآخر مُستراح منه. كم من أناس شيدوا القصور فلم يسكنوها، واشتروا الملابس فلم يلبسوها، وتقلبوا في اللذات واللهو والغفلات فلم يبقَ منها إلا الحسرات! (كَمْ تَرَكُواْ مِن جَنَّـاتٍ وَعُيُونٍ * وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ * وَنَعْمَةٍ كَانُواْ فِيهَا فَـاكِهِينَ * كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَـاهَا قَوْمًا ءاخَرِينَ * فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاء وَلأَرْضُ وَمَا كَانُواْ مُنظَرِينَ) [الدخان:25-29].

كل سيغادر هذه الدار، ففريق فارقها، ولكن ذكراهم بقيت حية بما تركوا من آثار طيبة، وسيرة نقية، وأفعال مرضية، أولئك المستريحون؛ وفريق ترك الأثر بما كان عليه من ظلم وطغيان وعتوٍ في الأرض، حتى إذا جاء الموت استراح من شرورهم العباد والبلاد، وفرحت القلوب للخلاص منهم، وأصبح مصيرهم تلك الحفر الضيقة المظلمة، ليكونوا طعامًا للديدان وهوام الأرض، وفي ذلك درس بليغ يعين المظلوم على الصبر، فالله سبحانه يمهل ولا يهمل، ولا بد لكل ظالم نهاية.

أين من سادوا وشادوا وبنوا
هلك الكـل فلم تغن "الفلل"
أين أرباب الحجا أهل النُهى
أين أهل الفضل والقوم الأُوَل
سيعيـد الله كـلاً منهـم
وسيجزي فاعلاً مـا قد فعل

وأخيرًا -يا عبد الله-: انظر لنفسك، ماذا أنت تختار؟ أتحب أن تستريح أم يُستراح منك؟ أتحب أن يقال: فلان فقيد، أم يقال: فلان موته عيد؟ أتحب أن يبكيك من يعرفك ومن لا يعرفك، أم تودُّ أن يستكثر حتى محبوك دمعة على فراقك؟.

هذه أسئلة، والإجابة تملكها أنت، والموعد يوم الجنائز، والمقياس يوم تبلى السرائر، وما ربك بظلام للعبيد.

يا عباد الله: صلوا على خير خلق الله، اللهم صلّ وزد وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا...
============================

==================
🎤
خطبــة.جمعــة.بعنــوان.cc
الأشهر الحرم
للشيخ /مـــحــمـــد بن إبراهيم النعيم
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌




 الخطبة الأولى:

 إن الحمد لله؛ نحمده ونستعينه ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فهو المهتد، ومن يضلل فلن تجد له وليًّا مرشدًا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبدُ الله ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين وتابعيهم وسلم تسليمًا كثيرًا.

 (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) [آل عمران:102]، (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) [النساء:1]،
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) [الأحزاب:70-71]. 

أما بعد: فإنَّ خير الحديث كتابُ الله، وخير الهدي هديُ محمد -صلى الله عليه وسلم-، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار. أيها الإخوة في الله، دخل علينا شهر رجب وهو من الأشهر الحرم. فماذا نعرف عن الأشهر الحرم؟ وكم عدد الأشهر الحرم؟ وما الواجب علينا في الأشهر الحرم؟ وهل تقام الحدود والقصاص في الأشهر الحرم؟ وهل تغلظ الدية على من قتل في الأشهر الحرم؟هذا ما سنجيبُ عليه في هذه الخُطبة بإذن الله.

 أما عن عدد الأشهر الحرم فهي أربعة: ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب؛ وذلك لما رواه أبو بكرة –رضي الله عنه- أن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- قال: "إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض، السنة اثنا عشر شهراً، منها أربعة حرم، ثلاثة متواليات: ذو القعدة وذو الحجة والمحرم، ورجب مُضَر الذي بين جمادى وشعبان" (رواه البخاري).

 والأشهر الحرم تختلف عن أشهر الحج، فأشهر الحج ثلاثة: شوال وذو القعدة وذو الحجة.وأما الأشهر الحرم فأربعة: ذو القعدة وذو الحجة ومحرم ورجب. ولقد كانت العرب في الجاهلية تعظم الأشهر الحرم، وقد أخذت ذلك الإرث عن إبراهيم وإسماعيل عليهما وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام، وكانوا يحرّمون القتال فيها حتى لو لقي الرجل قاتل أبيه أو أخيه لم يتعرض له، ولذلك جاء في الحديث الشريف أن وفد عبد القيس قالوا لرسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ- عندما قدموا عليه من البحرين وهي الأحساء حالياً، قالوا: "يا رسول الله إنا لا نستطيع أن نأتيك إلا في الشهر المحرم"؛ لأنهم كانوا يأمنون على أنفسهم من قُطاع الطرق في هذه الأشهر، ولما جاء الإسلام أكد حرمة هذه الأشهر وعظمها، فقال تعالى في سورة التوبة: (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ) [التوبة: 36].

 ولكن بعض المشركين تحايلوا في استباحة القتال في الأشهر الحرم؛ وذلك بقيامهم تغيير مسميات الأشهر أو تأخير حرمتها إلى شهر آخر حسب أهوائهم ومصالحهم، وسبب ذلك كما قيل أنه كان يشق عليهم ترك القتال وشن الحروب على بعضهم البعض لمدة ثلاثة أشهر متواليات، كما كان يشق عليهم أداء الحج والقيام بتجاراتهم بالسنة القمرية حيث كان حجهم يقع مرة في الشتاء ومرة في الصيف، فيتألمون من مشقة الصيف ولا يستفيدون بتجارتهم التي يصطحبونها معهم في موسم الحج، فلذلك تركوا استخدام السنة القمرية، واعتمدوا على السنة الشمسية والتي نسميها حالياً بالسنة الميلادية. 

ونظراً لزيادة السنة الميلادية على السنة القمرية أحد عشر يوماً كل عام احتاجوا إلى تكميل النقص الذي في السنة القمرية لتساوي السنة الشمسية فزادوا كل ثلاث سنين شهراً في العام؛ فأصبحت بعض السنوات لديهم ثلاثة عشر شهراً، كل ذلك لتحقيق مصالحهم الاقتصادية.

 وإذا أرادوا غزو قبيلة والاستيلاء على ثرواتها ووافق ذلك شهر من الأشهر الحرم كرجب مثلا، قالوا: فلنسمِّ هذا الشهر برمضان حتى يكون علينا حلالاً، وإذا جاء رمضان سميناه رجب، أو فلنجعل شهر محرم هذه السنة حلالاً، ولننقل حرمته إلى شهر آخر، ويسمونه النسيء يفعلون ذلك حتى تبقى الأشهر الحرم أربعة كما هي لا تتغير في العدد فقط. ولذلك عاب الله على هؤلاء المشركين الذين كانوا يحرمون على غيرهم ما يشاءون ويبيحون لأنفسهم ما يشاءون ويكيلون بمكيالين متى ما تعارضت الأمور مع مصالحهم كما هو حال الدول الغربية الآن فقال
واعلموا أن معرفة الأشهر الحرم لا يتأتى إلا بالاعتماد على التقويم الهجري، وقد ربط الإسلام كثيرًا من الأحكام والعبادات بالشهور والسنين التي تعرفها العرب، دون الشهور التي تعرفها العجم والروم والقِبط، فلا يليق بالمسلمين أن يقدموا الشهور الميلادية على الشهور القمرية في تعاملاتهم الرسمية كما تفعله بعض الدول اليوم. أيها الإخوة في الله: إن المطلوب منا في نهاية هذه الخطبة أن نعلم أن الأشهر الحرم أربعة هي: ذو القعدة وذو الحجة والمحرم، ورجب، وأن الذي جعلها حراماً هو الله جل وعلا، فنهانا أن نظلم فيهن أنفسنا بقوله تعالى  (مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذلِكَ الدّينُ الْقَيّمُ فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ). 

فليحفظ المسلم نفسه وأهله من مواطن المعصية في كل وقت وحين وبالأخص في الأشهر الحرم، فإذا سمعت أحدا يغتابُ أو يرتكبُ معصيةً، فقل له: اتق الله وكف عنك هذا، فأنت في أحد الأشهر الحرم التي تعظم فيها الحسنات والسيئات، وقد قال الله لنا: (فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ).

 وإذا أرسل لك أحد مقطعًا أو كلامًا لا يليق عبر وسائل الاتصال الاجتماعي فقل له مثل ذلك  (فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ). 

هذا هو الذي يطلبه الله منا في هذه الأشهر، ألا نقول لله عز وجل سمعنا وأطعنا؟ بلى والله.

 أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يفقهنا أمر ديننا، ويقينا شر أنفسنا ويبصِّرنا بعيوبنا، اللهم طهِّر قلوبنا من النفاق وأعمالنا من الرياء وألسنتنا من الكذب وأعيننا من الخيانة، اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا وأصلح لنا آخرتنا التي إليها معادنا، واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير واجعل الموت راحة لنا من كل شر. اللهم اهدنا لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت واصرف عنا سيئها لا يصرف عنا سيئها الا أنت، اللهم أحينا على أحسن الأحوال التي ترضيك عنا وأمتنا على أحسن الأحوال التي ترضيك عنا. 

اللهم أحسن عاقبتنا في الأمور كلها وأجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة، اللهم إنا نسألك الجنة ما قرب إليها من قول أو عمل ونعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول أو عمل، اللهم أعز الإسلام والمسلمين ودمر أعداء الدين ..  

================
تعالى: (إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُحِلِّونَهُ عَاماً وَيُحَرِّمُونَهُ عَاماً لِّيُوَاطِؤُواْ عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللّهُ فَيُحِلُّواْ مَا حَرَّمَ اللّهُ زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمَالِهِمْ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ) [التوبة: 37].

والنسيء هو تأخير حرمة شهر من الشهور الحرام إلى غيره من الشهور. 

أيها الإخوة في الله ما الواجب علينا في الأشهر الحرم؟إن الواجب علينا تعظيم هذه الأشهر فلا نظلم فيها أنفسنا بالمعاصي، فإنها أعظم وزرًا في هذه الأشهر المحرمة، استجابة لأمر الله عز وجل الذي قال: (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ وَقَاتِلُواْ الْمُشْرِكِينَ كَآفَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَآفَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ)[التوبة: 36].

 فما سميت هذه الأشهر الأربعةُ حرماً إلا لعظم حرمتها وحرمة الذنب فيها، وقد نقل ابن كثير في تفسيره قول ابن عباس -رضي الله عنهما- في قوله تعالى:  (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً) الآية: أي فلا تظلموا فيهن أنفسكم في كلهن ثم اختص من ذلك أربعة أشهر، فجعلهن حرامًا وعظَّم حرماتهن، وجعل الذنب فيهن أعظم، والعمل الصالح والأجر أعظم، وقال قتادة في قوله:  (فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ): إن الظلم في الأشهر الحرم أعظم خطيئة ووزرًا من الظلم فيما سواها، وإن كان الظلم على كل حال عظيمًا، ولكن الله يعظّم من أمره ما يشاء اهـ. فلذلك يجب علينا تعظيم الأشهر الحرم باجتناب المعاصي وفعل الطاعات؛ لأن الحسنات والسيئات تعظَّم في هذه الأشهر، ولذلك جاء عن بعض أهل العلم تغليظ الدية على من قتل فيها شخصًا خطأ بأن تجعل قدر ديةٍ وثُلث، أما عن الحدود والقصاص فأجاز العلماء إقامتها في الأشهر الحرم؛ لأن الله لم يأتِ عنه -جل وعلا- نص بالمنع من ذلك ولا من رسوله –صلى الله عليه وسلم-، كما اتفق العلماء على جواز دفع العدو وقتاله إذا قاتلنا في الشهر الحرام، واختلفوا في تحريم الابتداء بالقتال في الأشهر الحرم، والأصح عدم جوازه فقد صح عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ-رضي الله عنه- قَالَ: «لَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَغْزُو فِي الشَّهْرِ الْحَرَامِ، إِلَّا أَنْ يُغْزَى، أَوْ يُغْزَوْا، فَإِذَا حَضَرَهُ، أَقَامَ حَتَّى يَنْسَلِخَ» (رواه الإمام أحمد).

 أما عن أفضل العبادات التي يمكن أن نتقرب بها إلى الله -عز وجل- في الأشهر الحرم فينبغي أن نعلم بأنه لم يثبت حديث صحيح في تخصيص بعض العبادات في هذه الأشهر الحرم كصيام أو صلوات أو دعوات ونحو ذلك إلا ما جاء عن النبي –صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم". 

وما جاء عنه –صلى الله عليه وسلم- في الترغيب في صيام يوم عرفة وما جاء في فضل العمل الصالح في عشر ذي الحجة، فهذا هو الثابت عن النبي –صلى الله عليه وسلم-، وليس معنى ذلك أنه لا يجوز الصيام في بقية الأشهر الحرم بل يجوز الصيام فيها، وقد كان بعض السلف كالحسن البصري يستحب الصيام في الأشهر الحرم.

 وكان الثوري -رحمه الله تعالى- يقول: "الأشهر الحرم أحب إليَّ أن أصوم فيها"، فيجوز الصيام في شهر رجب مثلاً، ولكن دون الاعتقاد أن له مزية فضل وتعظيم عن بقية الشهور؛ لعدم ثبوت أي حديث صحيح في ذلك، بل ورد عن عمر –رضي الله عنه-أنه كان يضرب من يخصص رجب بصوم، ويقول: "كلوا، فإنما هو شهر كان يعظمه أهل الجاهلية" لماذا قال ذلك؟ لأنه لم يصح عن النبي –صلى الله عليه وسلم- في شهر رجب والصيام فيه أي حديث، وكل ما جاء فيه فهو إما ضعيف أو مكذوب، ومن ذلك المثل الشائع عند عوام الناس الذي يقولون فيه "لا يعجبه العجب ولا الصيام في رجب"، مما يوحى ظاهره بفضيلة صيام رجب وهو ما ليس عليه دليل صحيح.


 أما ما يعتقده البعض من أفضلية العمرة في رجب ويسمونها الرجبية فلم يصح فيها أيضًا أي حديث عن النبي –صلى الله عليه وسلم- بل جاء في البخاري عن عائشة -رضي الله عنها- أنها قالت: ما اعتمر رسول الله –صلى الله عليه وسلم- في رجب. وإنك لتعجب من كثرة الوافدين من شتى دول العالم لأداء عمرة في شهر رجب ظناً منهم في فضلها.

 أسأل الله تعالى أن يفقهنا في أمر ديننا. 

بارك الله لي ولكم في القرآن والسنة، ونفعني وإياكم بما فيهما من الهُدى والحكمة، أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم من كل ذنب فاستغفروه وتوبوا إليه إنه هو الغفور الرحيم.  

الخطبة الثانية: 

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وصفيه من خلقه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيراً.

 أما بعد: فاتقوا الله عباد الله
🎤
خطبــة.جمعــة.بعنــوان.cc
صور من ظلم البعض للمرأة
للشيخ /عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌

الخطبة الأولــــــــــــــــى

إنَّ الحمدَ لله، نحمدُه، ونستعينُه، ونستغفرُه، ونتوبُ إليه، ونعوذُ به من شرورِ أنفسِنا، ومن سيِّئاتِ أعمالِنا، من يهدِه الله فلا مُضِلَّ له، ومن يضلل فلا هاديَ له،
*وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ* وحدَه لا شريكَ له،
*وأشهدُ أن محمدًا عبدُه ورسولُه* صلَّى اللهُ عليه وعلى آلهِ وصحبِهِ وسلَّمَ تسليمًا كثيرًا إلى يومِ الدين .
_أمَّا بعدُ:_

فيا أيُّها الناسُ،
اتَّقوا اللهَ تعالى حَقَّ التقوى.

عباد الله،
لقد اهتم الإسلام بنظام الأسرة أيّما اهتمام، فأقام العَلاقة الزوجية على مبدأ التراحم والمودة، وجعل الحياة الزوجية سكناً لكل من الرجل والمرأة، يسكن إليه ويطمئن به،
قال تعالى: *{وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}*[الروم:21]،
وحرصاً على استقرار الحياة الزوجية بيّن الله الحقوق والواجبات على كل من الزوجين لصاحبه، وأمرهما برعاية تلك الحقوق،
فقال تعالى: *{وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ}*[البقرة:228]،
وأوجب حسن المعاملة والتغاضي عن الأخطاء ما أمكن ،
يقول الله جل وعلا: *{وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ}*[النساء:19]،

ويقول صلى الله عليه وسلم: *((لا يفرك مؤمن مؤمنه إن كره منها خلقا رضي منها خلقا آخر))*،
وكون الرجل قيّما على المرأة لأجل خصائص ومميزات،
_ ومنها إنفاقه عليها، كما قال تعالى: *{الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ}*[النساء:34].

أيها المسلمون،
إن الله تعالى حرّم الظلم بجميع صوره، حرّم الظلم بجميع صوره، يقول الله في الحديث القدسي: *(((يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا)))*،

ويقول صلى الله عليه وسلم: *((اتقوا الظلم فإن الظلم ظلماتٌ يوم القيامة))*،
والله جل وعلا أعز المرأة المسلمة، ورفع قدرها، واستنقذها مما كانت تُعامل في الجاهلية من هضم لحقوقها، وإذلال لها وإهانة لها، فجاء الشرع بالنهي عن ظلمها بكل أنواع الظلم،

*فمن صور ظلم المرأة أن يخدعها خاطبها:*
فيظهر الخاطب أو الخاطبة أيضاً ما لهذا الرجل من مزايا، من صلاح، واستقامة، وتعامل حسن، ووعود معسولة، وأحاديث يتبين بعد حين كذب كل ما قالوا وعدم صحته، وهذا من أنواع الظلم،

*ومن صور ظلم المرأة سوء العشرة وقسوة المعاملة :*
وهذا كله من الخطأ، ونبينا صلى الله عليه وسلم يقول: *((خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي))*،
فمن عباد الله من يجعل السب واللعن للمرأة والإذلال لها لأجل كونه قيّماً عليها،
وهذا أمر يخالف شرع الله،
فالعدل والإحسان وحسن القول مطلوب من المسلم، قال تعالى: *{وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنسَانِ عَدُوّاً مُبِيناً}*[الإسراء:53]،

*ومن صور ظلم المرأة أيضاً الضرب الشديد المؤذي :*
سواء بسبب أو بدون سبب، فإن الله أباح الضرب بعد الهجر والموعظة، ضرباً لا يؤثر ولكن يؤدب من غير ضرر،
ولهذا النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن ضرب النساء،
*((فقال عمر: يا رسول الله ذئِرن النساء على الرجال، فرّخص، ثم طاف ببيوت النبي نساء يشكون أزواجهم فقال صلى الله عليه وسلم: "لقد طاف بآل محمد نساء يشكون أزواجهم ليسوا بخياركم"))*،
وقال: *((لا يضرب رجل امرأة ثم يضاجعها في آخر يومها))*،

وتقول عائشة رضي الله عنها *((ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده امرأةً ولا خادما إلا أن يكون في جهادٍ في سبيل الله))*،

*ومن صور ظلم المرأة أن يخاطبها بأقبح الأسماء والصفات :*
فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: *((ولا تقبّح ولا تضرب الوجه))*، أي: لا تقول قبحكِ الله، فالكلام السيئ الجارح أعظم من الضرب، فلا يصلح الخطاب بالألفاظ السيئة الوقحة،
وإنما التخاطب بين الناس بالخطاب المُفهم المؤدي للغرض من غير إساءة وإذلال،

*ومن صور الظلم عدم العدل بين الزوجات حال التعدد :*
فإن الله جل وعلا لمّا أباح التعدد شرطه بالقيام بالواجب،
وأن يأمن عدم الظلم، والقدرة على العدل، قال جل وعلا: *{وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلاَّ تَعُولُوا}*[النساء:3]،

وفي الحديث: *()من كانت له امرأتان فمال مع إحداهما جاء يوم القيامة وشقه مائل))*،

*ومن أنواع ظلم المرأة منعُها من زيارة أهلها أحياناً :*
والحيلولة بينها وبين الالتقاء بوالدي
ها وإخوانها لأتفه الأسباب التي لا داعي لها،

*ومن صور ظلمها أيضا تحميلها ما لا تُطيق :*
فإن ذلك خلاف السنة، ومحمد صلى الله عليه وسلم سيد ولد آدم، قدوة كل مسلم، وأسوة كل مسلم،
تُسأل عائشة عن حاله في بيته، قالت: *((كان يكون في حاجة أهله، فإذا أذن المؤذن خرج للصلاة))*،

*ومن صور ظلم المرأة ما يستعمله بعض من ضعف إيمانه وقل حياءه وخوفه من الله :*
من حملها على خلاف الشرع فيفرِض عليها التبرج والسفور والاختلاط بالرجال الذين ليسوا محارمها وربما فرض عليها النظر إلى بعض المواقع الرذيلة المنحطة التي لا قدر ولا قيمة لها، لكن أولئك لا يستحيون ولا يخجلون من هذه المناظر السيئة والفرض على الزوجة لتشاهد هذه المناظر القبيحة المنافية للمروءة والأخلاق والشيم،

*ومن صور ظلم المرأة أيضا ما يفعله بعضهم من حرمانها الميراث :*
والحيلولة بينها وبين أن تأخذ الإرث من أبيها أو أمها أو أبنائها كل ذلك من الجهل فإن الله جل وعلا أعطى المرأة حقها في الميراث، فأعطى للزوجة ربعاً أو ثمناً، وإن كانت أماً سدساً أو ثلثاً، وإن كانت بنتاً نصفا أو أكثر من بنت فيشتركن في الثلثين، وإن كانت أختاً فالنصف أو ما بقي، وهكذا ترتيب المواريث، فجعل الله ذلك حداً من الحدود لمّا أنهى المواريث،
قال: *{تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ۞ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَاراً خَالِداً فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ}*[النساء:13-14]،

وقال في آخر سورة النساء: *{يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ أَنْ تَضِلُّوا وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}*[النساء:176]،
فحق المرأة في الميراث واجب أن تعطى حقها، سواء كانت زوجة أو أماً أو بنتاً أو أختاً على ما قسم الله وقدّر، فاللذين يحولون بين المرأة وبين نصيبها من الميراث ويضعون العراقيل أمامها ويهددونها ويهينونها ويهجرونها ولا يريدونها حتى تتنادى مع حقوقها كاملة ويجحدون ويحاولون بكل وسيلة إخفاء حقوقها، أولئك ظالمون لأنفسهم معتدون آكلون مالاً حراماً، معطلون لحكم من أحكام الله، بل لو اعتقد أحد أن توريث المرأة خطأ أو نقص لكان ذلك ردة عن الإسلام نسأل الله السلامة والعافية،

*ومن صور ظلم المرأة ما يفعله بعضهم من أن يضايقها في نفقاتها :*
قال جل وعلا: *{لا تُضَارَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا وَلا مَوْلُودٌ لَهُ بِوَلَدِهِ}*[البقرة:233]،

وقال: *{أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنتُمْ مِنْ وُجْدِكُمْ وَلا تُضَارُّوهُنَّ لِتُضَيِّقُوا عَلَيْهِنَّ}*[الطلاق:6]،

*ومن صور ظلمها ما يفعله البعض عندما يخِطب امرأة ليتزوجها :*
ثم لا يكون في قلبه ميول لها من غير نقص في دينها أو أخلاقها لكن لمّا رأى عدم ميوله إليها حاول الإضرار بها ليسترجع المهر الذي دفعه لها، وقد نهى الله عن ذلك بقوله: *{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهاً وَلا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ}*[النساء:19]،

وقال: *{وَإِنْ أَرَدْتُمْ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَكَانَ زَوْجٍ وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنطَاراً فَلا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئاً أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَاناً وَإِثْماً مُبِيناً ۞ وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثَاقاً غَلِيظاً}*[النساء:20]،
فحقها في المهر تملكه بالدخول عليها، فلا يحل له أن يضارها من غير نقص وخلل في دين ولا تعامل،

*ومن صور ظلم المرأة التدخل في حُرِّ مالها الخاص :*
الذي اكتسبته بوظيفة أو نحو ذلك، فإن بعضاً من هؤلاء يضار المرأة حتى يأخذ حقها وحتى يأخذ مرتبها، فقد يضار بها زوجها وقد يضارها أبوها فيشرِط عند العقد أن جميع مرتباتها له وأنه المتولي عليها كل هذا ظلم وعدوان فمالها المكتسب بعملها حق لها حفظه لها الشارع، فلا يجوز التعدي عليه ولا الأخذ منه إلا بإذنها،
يقول صلى الله عليه وسلم: *((لا يحل مال امرئ مسلم إلا بطيبةٍ من نفسه))*،

*ومن صور الظلم ما يفعله البعض من استغلال ضعف المرأة :*
وإغرائها بأن تأخذ قروضاَ كثيرة طويلة الأجل، ويفتح باسمها مؤسسات ونحو ذلك، فتستغرق ذمتُها ديون لو بحثت بعد حين عن مكسب لها لرأت حسابها أصفاراً ولا ترى شيئا، يستغل ضعفها باسم الأمور المشتركة والحياة المشتركة، وباسم التنمية، وباسم، وباسم، حتى إذا أخذ الوكالة منها تصرف بقدر ما يتصرف على قدر ما يملي له الهوى والظلم والعدوان ثم تخلى عنها بطلاق أو هرب عنها والاسم باسمها والأمور باسمها وذمتها مشغولة وهذا اللئيم الخسيس الذي لم يراقب الله ولم يخفه، يدعها تتحمل الديون الكثيرة وتطالبها المصارف بالحقوق ويذهب مالها ومرتبها كل ذلك قضاء لتلك الديون الوهمية التي حملت إياها وإنما مصالحها لذلك الزوج اللئيم كل ذلك خلاف للحق وخروج عن منهج الله فا
*{رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ}*[الحشر:10]،

*{ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين}*[الأعراف:23]،

*{رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}*[البقرة:201] .

اللهم أنت اللهُ لا إله إلا أنت،
أنت الغنيُّ ونحن الفقراء،
أنزل علينا الغيثَ
واجعل ما أنزلتَه قوةً لنا على طاعتك وبلاغاً إلى حين،
اللهم أنت اللهُ لا إله إلا أنت،
أنت الغنيُّ ونحن الفقراء،
أنزل علينا الغيثَ،
واجعل ما أنزلتَه قوةً لنا على طاعتك وبلاغاً إلى حين،
اللَّهمَّ أغثنا،
اللّهمَّ أغثنا،
اللهمَّ أغثتنا،
اللهم سقيا رحمة لا سقيا بلاء ولا هدم ولا غرق،

*{رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}*.

عباد الله،
*{إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}*[النحل:90]،

فاذكروا اللهَ العظيمَ الجليلَ يذكرْكم،
واشكروه على عُموم نعمه يزدْكم، ولذكرُ الله أكبرُ،
والله يعلم ما تصنعون.

=================
لعدل كل العدل أن يعطى كل حقه من غير ظلم ولا عدوان هكذا دعت الشريعة ،

*فالواجب على الرجال جميعا ،*
تقوى الله والتعاون على الخير

وفقني الله وإياكم لما يحبه ويرضاه بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم،

أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه وتوبوا إليه إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانيــــــــــــــــة

الحمدُ لله، حمدًا كثيرًا طيِّبًا مباركًا فيه، كما يُحِبُّ ربُّنا ويَرضى،
*وأشهدُ أن لا إلهَ إلا الله*ُ وحدَه لا شريكَ له،
*وأشهدُ أن محمَّدًا عبدُه ورسولُه* صلَّى اللهُ عليه وعلى آله وصحبِه، وسلّمَ تسليمًا كثيرًا إلى يومِ الدينِ،
_أما بعدُ:_

أيُّها الناسُ،
اتَّقوا اللهَ تعالى حقَّ التقوى.

عباد الله،
وإن كان ظلم الرجل للمرأة محرماً فهناك أيضا :
*ظلم قد يقع من المرأة على زوجها*
فتظلم زوجها بأنواع من الظلم،
فمن ذلك :

*أن بعضهن هدانا الله وإياهن سواء السبيل تطغى على زوجها وتتعالى عليه ؛*
إما لأنها أعلى مؤهلاً علميا أو أكثر منه مالا أو لها جاه ولأهلها مكانة اجتماعية زوجها قل من ذلك فتتخذ من هذا الموقف إهانة للزوج وترفعاً عليه وتكبراً عليه وتنسى قول الله: *{وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}*[البقرة:228]،

*ومن ظلم بعض النسوة الأنانية :*
والاهتمام بشخصيتها ذاتها دون المبالاة بالزوج وشؤونه وأحواله، ومنها عدم الاستقرار في البيت، وكثرة الخروج إلى الأسواق، وطول البقاء بالأسواق، والبيت فارغ ليس فيه من يقوده، ولا من ينظمه، ولا من يتولى شؤونه، وأمور الزوج ضائعة،

*ومن ذلك أيضاً إهمالها زوجها :*
في أموره الخاصة وإلقاء التكلفة على غير ذلك من الخدم أو غيره ثم تأتي المصائب والبلايا،
وننظر ما الأسباب؟
إنها المرأة المقصرة في حق زوجها التي لا تبالي ولا تحقق الرعاية المطلوبة منها فإنها راعية ومسؤولة عن رعيتها فزوجها وأولادها وبيتها أمانة في عنقها، الزوجة الصالحة تحمل زوجها على صفة الرحم وعلى البر بالأم والأب وعلى الإحسان إلى الجيران وعلى التعامل الحسن، وسيئة الخلق تحمله على القطيعة وعقوق الوالدين وقطيعة الرحم، المرأة الصالحة تصبر على زوجها وترعى أموره الخاصة ولا تكلفه ما لا يُطيق ولا تحمله من النفقة ما يعجز عنه بل تراعي كل ظروفه وتعيش معه بأمانة وصدق وإخلاص لا تفشي سراً ولا تظهر عيباً وإنما تحسن وتصلح وتوفق وتستعين بالله خير ما للمرء المسلم المرأة الصالحة،
*((إن نظر إليها سرته، وإن أمرها أطاعته، وإن غاب عنه حفظته في نفسها وماله))*،

قال تعالى: *{فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ}*[النساء:34] .

*فلتتق الله المسلمة في أمر زوجها ؛*
ولتراعي منزلها ولتحفظ بيتها ولتهتم بزوجها ومسؤوليتها فإن هذه أمانة عندها الله سائلها عنها .

واعلموا رحمكم اللهُ
أنّ أحسنَ الحديثِ كتابُ الله، وخيرَ الهدي هديُ محمدٍ صلى اللهُ عليه وسلم، وشرَّ الأمورِ محدثاتُها، وكلَّ بدعة ضلالةٌ،
وعليكم بجماعةِ المسلمين، فإنّ يدَ اللهِ على الجماعةِ، ومن شذّ شذَّ في النار،
وصَلُّوا رَحِمَكُم اللهُ على محمد صلى الله عليه وسلم امتثالاً لأمر ربكم، قال تعالى: *{إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}*[الأحزاب:56].
اللَّهُمَّ صلِّ وسلِّم وبارِك على عبدِك ورسولِك محمدٍ،
وارضَ اللَّهُمَّ عن خُلفائِه الراشدين أبي بكر، وعمرَ، وعثمانَ، وعليٍّ،
وعَن سائرِ أصحابِ نبيِّك أجمعين،
وعن التابِعين، وتابِعيهم بإحسانٍ إلى يومِ الدين،
وعنَّا معهم بعفوِك، وكرمِك، وجودِك، وإحسانك، يا أرحمَ الراحمين.
اللهم أعِزَّ الإسلامَ والمسلمين، وأذِلَّ الشركَ والمُشرِكين، ودمِّرْ أعداءَ الدين، وانصُرْ عبادَك المُوَحِّدين، واجعلِ اللَّهُمَّ هذا البلدَ آمنًا مُطمئِنًا، وسائرَ بلاد المسلمين، يا ربَّ العالمين،
اللَّهمَّ آمِنَّا في أوطانِنا،
اللَّهمَّ آمِنَّا في أوطانِنا،
اللَّهمَّ آمِنَّا في أوطانِنا،
وأصلحْ أئمتَّنا ووُلاةَ أمرِنا،
اللهم وفِّقْهُم لما فيه صلاح الإسلامِ والمُسلمين،
اللَّهمّ وفِّقْ إمامَنا إمامَ المسلمينَ عبدَالله بنَ عبدِالعزيزِ لكلِّ خير،
اللهم كن له عونًا ونصيراً في كل ما أهمه،
اللهم اجعله بركة على أمته وعلى المجتمع المسلم،
اللهم أمده بتوفيقك وعونك وتأييدك إنك على كل شيء قدير،
اللهم وفق ولي عهده سلطان بن عبدالعزيز لكل خير وسدده في أقواله وأعماله،
اللهم وفق النائب الثاني نايف بن عبدالعزيز لكل خير، وأعنه على مسؤوليته واجعلهم جميعا أئمة هدى وقادة خير إنك على كل شيء قدير،
اللهم احقن دماء المسلمين واجمع كلمتهم على الطاعة،
اللهم احفظهم من كيد الكائدين وحسد الحاسدين،
اللهم وفقهم للعودة للصواب إنك على كل شيء قدير،
-
{ و َأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَع َ اللَّهِ أَحَدًا } [ الجن : ١٨ ]

و أن المساجد لعبادة الله وحده ، فلا تعبدوا فيها غيره ،

و أخلصوا له الدعاء و العبادة فيها ،

فإن المساجد لم تبن إلا ليعبد الله وحده فيها ، دون من سواه

و في الآية وجوب تنزيه المساجد من كل ما يشوب الإخلاص لله

و متابعة رسوله محمد صلى الله عليه و سلم .

📚--( التفسير الميسر )--📚
.
لماء فرأى الماء يأتي إلى رجل في حديقته يدير الماء بمسحاته فقال الرجل: يا عبد الله, ما اسمك؟ قال: اسمي فلان للاسم الذي سمع في السحاب, فقال: يا عبد الله لم تسألني عن اسمي؟ قال: إني سمعت صوتًا في السحاب يقول: اسق حديقة فلان فماذا تفعل؟ قال الرجل: أما إذا قلت هذا فإني آخذ ما يخرج منها فأتصدق بثلثه ، وآكل أنا وعيالي ثلثه ، وأرجع ثلثًا إلى الأرض)) .
هؤلاء عرفوا نعمة الله فقدروها .. وعرفوا طمع النفس فزجروها .. وردّو للسماء جزائها .. وأعطوا الأرض حقها ..
فهكذا تُشكر النعم فيدوم عطاؤها ..)
اني داع فامنوا
، اللهم انصر الإسلام وأعز المسلمين، اللهم انصر عبيدك،اللهم اسقنا الغيث ولا تحرمنا
اللهم أغثنا .. واسقي أرضنا .. وارحم البهائم .. فنستغفرك اللهم ونتوب إليك ..
اللهم عاملنا بما أنت أهله .. ولا تعاملنا بما نحن أهله
اللهم لا تردنا خائبين اللهم ردنا إلى دينك رداً جميلا، اللهم ارحم ضعفنا، واجبر كسرنا، وفرج كربنا، واجمع كلمتنا، ووحد صفنا، وارفع رايتنا "راية لا اله إلا الله" اللهم لا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين، اللهم ألف بين قلوبنا، وأجمع على الهدى كلمتنا ، اللهم ارحم موتانا وشاف مرضانا، وعاف مبتلانا، اللهم لا تجعل فينا شقياً ولا محروما
واقم الصلاة
خطبة انحباس المطر

الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وليُّ الصالحين
وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وصفيه من خلقه وخليله شهادة اتكئ عليها يوم ينصب الميزان، واحتمي بها يوم تزفر النيران، وألوذ بها يوم لا يسأل عن ذنبه انس ولا جان ، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله ومن سار على نهجه واستن بسنته إلى يوم القيامة.
عباد الله: أوصيكم وإياي بتقوى الله العظيم ولزوم طاعته وأحذركم ونفسي من عصيانه ومخالفة أمره ونهيه لقوله ((ويل للعرب من شر قد اقترب، فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه، وحلق بإصبعه الإبهام والتي تليها، قالت له: يا رسول الله أنهلك وفينا الصالحون؟ قال: نعم إذا كثر الخبث)
وبعد اخو الاسلام
يقول الحق تبارك وتعالى في محكم التنزيل: {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَـكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ }الأعراف96. جرت سنة الله عز وجل في عباده أن يعاملهم بحسب أعمالهم فإذا اتقى الناس ربهم عز وجل خالقهم ورازقهم، أنزل الله عز وجل عليهم البركات من السماء، وأخرج لهم الخيرات من الأرض، قال تعالى: وأن لو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماء غدقاً [الجن:16]، وإذا تمرد العباد على شرع الله، وفسقوا عن أمره أتاهم العذاب والنكال من الكبير المتعال، فمهما كان العباد مطيعين لله عز وجل، معظمين لشرعه، أغدق الله عز وجل عليهم النعم، وأزاح عنهم النقم، فإذا تبدل حال العباد من الطاعة إلى المعصية، ومن الشكر إلى الكفر، حلت بهم النقم، وزالت عنهم النعم.
قال تعالى: {وَضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللّهِ فَأَذَاقَهَا اللّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ }النحل112 ].
فكل ما يحصل للعباد من محن فبما كسبت أيديهم ويعفو عن كثير كما قال تعالى: {وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ }الشورى30
فالله عز وجل لا يبدل حال العباد من النقمة إلى النعمة، ومن الرخاء إلى الضنك والشقاء، حتى يغيروا ما بأنفسهم من الإيمان إلى الكفر، ومن الطاعة إلى الفسق قال تعالى {ذَلِكَ بِأَنَّ اللّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّراً نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ وَأَنَّ اللّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ }الأنفال53
اخوة الاسلام ومن أسباب زوال النعم ظهور النقص والتطفيف في الكيل والميزان ومنع حق الله وحق عباده ونقض العهود والمواثيق، والإعراض عن أحكام الله تعالى.
عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله : ((يا معشر المهاجرين خمس إذا ابتليتم بهن - وأعوذ بالله أن تدركوهن –: لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن في أسلافهم الذين مضوا، ولم ينقصوا الكيل والميزان إلا أخذوا بالسنين وشدة المؤونة وجور السلطان عليهم، ولم يمنعوا زكاة أموالهم إلا منعوا القطر من السماء، ولولا البهائم لم يمطروا، ولم ينقضوا عهد الله وعهد رسوله إلا سلط الله عليهم عدوا من غيرهم فأخذوا بعض ما كان في أيديهم، وما لم تحكم أئمتهم بكتاب الله عز وجل ويتحروا فيما أنزل الله إلا جعل الله بأسهم بينهم))
ويقول مجاهد بن جبير ـ رحمه الله تعالى ـ: "إن البهائم لتلعن العصاة من بني آدم إذا اشتدت السنن تقول: من شؤم معصية بني آدم ".
ويقول أبو هريرة رضي الله عنه : "إن الحبارى لتموت في وكرها من ظلم الظالم".
إنّ معظم المصائب التّي تحلّ بنا من تسلّط الأعداء والفقر والقهر ، والعنت والمشقّة، وانحباس المطر هو بسبب قصورنا في حقّ الله تعالى وبسبب ابتعادها عن منهجه الصحيح وقعودها عن نصرة دينه الله سبحانه وتعالى والعمل لتطبيق شرائعه واحكامه في واقع الحياة الدنيا.
وتقصيرنا في واجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، عن أبي بكر عن النبي أنه قال: ((ما من قوم يعمل فيهم بالمعاصي، هم أعز وأكثر ممن لايعملها، ثم لم يغيروه إلا عمّهم الله تعالى منه بعقاب))
وقد أمر الله عند إنحباس المطر بالاستغفار من الذنوب التي هي السبب في منعه، فقال تعالى على لسان نوح عليه السلام (( فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا )) .
وقال تعالى على لسان هود
( وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلاَ تَتَوَلَّوْاْ مُجْرِمِينَ)
وليس الإستغفار مجرد لفظ يردد على اللسان، ، وإنما هو توبة وندم وعبادة وخضوع لرب العالمين
عباد الله
عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رجلاً دخل المسجد يوم الجمعة من باب كان نحو دار ال
2024/09/30 05:19:46
Back to Top
HTML Embed Code: