Telegram Web Link
بوطِ مستوى الإيمان ، وخللٍ في الأعمال ، وإصابتهِمِ بموانعِ إجابة الدعاء ، وعلينا أن نتسآل: هل رَويت قلوبنا من هذا الغيث أَم هي ظامئة ؟ وأَن ننظر إلى صحائفنا هل هي ربيعٌ بهذا الوحي أم هي مجدبة ؟
يجب علينا أن نصلح ما فسد وأن نطهّر قلوبنا من الغل والحقد والحسد ، علينا أن نقوم بأداء الصلاة وإيتاء الزكاة ، وإصلاح الأهل والبنين والبنات . فلا قيمة للاستغفار إذا كان مجرَّد لفظ يُرَدَّدُ على اللسان ، ولا أثر لصلاة الاستسقاء إذا كانت مُجَرَّدَ عادَةٍ تفعل.
علينا أن نخلع عنا أردية الخطايا ونتجرد من الذنوب والمظالم ليُرفعَ ما بنا ، عن ابن عمر رضي الله عنهما قَالَ : كنت عاشر عشرة رهط من المهاجرين عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فأقبل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : " يا معشر المهاجرين خمسٌ إذا ابتليتم بهن ، وأعوذ بالله أن تدركوهُنَّ : لم تظهر الفاحشة في قومٍ قطُ حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاعُ التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا ، ولم ينقصوا المكيال والميزان إلا أُخذُوا بالسنين وشدة المئونة وجور السلطان عليهم ، ولم يمنعوا زكاة أموالهم إلا منعوا القطر من السماء ولولا البهائمُ لم يمطروا ، ولم ينقضوا عهد الله وعهد رسوله إلا سلط الله عليهم عدواً من غيرهم فأخذوا بعض ما في أَيديهم ، وما لم تحكم أئمتهم بكتاب الله ويتخيروا مما أَنزل الله إلا جعل الله بأسهم بينهم " أخرجه ابنُ ماجه وهو صحيح .
وهل في الدنيا والآخرة شرور وداءُ إلا بسبب الذنوب والمعاصي !!
نعم - عباد الله - الذنوب والمعاصي لها شؤمها وأثارها فكم أهلكت من أمة وكم قصمت من قرية " وكم قصمنا من قرية كانت ظالمة وأنشأنا بعدها قرناً آخرين" ، " وتلك القرى أهلكناهم لما ظلموا.. " ، فبالمعاصي تزول النعم ويحلُ الفقرْ ، وتتوالى المحنُ والإحن وتتداعى الفتن قال تعالى:( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) ، ويقول سبحانه:( ذلك بأن الله لم يك مغيراً نعمة أنعمها على قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم وأن الله سميع عليم) .
والنبي صلى الله عليه وسلم حذر من المعصية لما لها من أثار سيئة على الأفراد والمجتمعات فقد روى الإمام أحمدُ رحمه الله عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال : أوصاني رسول الله صلى الله عليه وسلم بعشر كلماتٍ ، وذكر منها : " إياك والمعصية فإن بالمعصية حل سخط الله عز وجل " . وقال صلى الله عليه وسلم" وإنَّ العبد ليحرمُ الرزقَ بالذنب يصيبه " أخرجه أحمد وابن ماجه .
بسبب المعاصي تنتشر الأمراض الفتاكة ، والآفات القاتلة ، والحوادث المروعة ، قال تعالى:( ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون ).
المعاصي تحيل النعمةَ نقمةً ، والرحمةَ عذاباً ، ألا ترون الأمطار تهجم أحياناً بفيضانات مهلكةٍ ، وسيولٍ عارمةٍ تدمّر القرى والمدن ، فتذهب بكثير من الأرواح والمساكن وتغير معالم الأرض ، وتحدث شراً مستطيراً.
حتى البهائم تئن من ويلات المعاصي ويدركها شؤمها ، قال الصحابي الجليل أبو هريرة رضي الله عنه رضي الله عنه: إن الحُبارى لتموت في وكرها من ظلم الظالم ، وقال عكرمةُ رضي الله عنه :" دواب ُالأرضي وهوامها حتى الخنافس والعقارب يقولون : منعنا القطر بذنوب بني آدم وقال مجاهد رحمه الله : " إن البهائم لتلعن العصاة من بني آدم إذا اشتدت السنة ، وأمسك المطر تقول هذا بشؤم معصية بني آدم " .
إخوة الإسلام : مَنْ الذي لا يقع في المعصية والخطيئة وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ لَمْ تذنِبُوا لَذَهَبَ اللهُ بِكُمْ وَلَجَاءَ بِقَوْمٍ يُذْنِبُونَ فَيَسْتَغْفِرُونَ اللهَ فَيَغْفِرُ لَهُمْ " أخرجه مسلم . وروى الترمذي وابن ماجه وأحمد أنه صلى الله عليه وسلم قال : " كُلْ ابْنُ آَدَمَ خَطَاءٌ وَخَيَرُ الخَطَائيِنْ التَوابُونْ " وأَي نفس غيرَ نفوس الأنبياء صلواتُ الله وسلامه عليهم ترقى لمنزلةٍ لا تدركها كبوة ، ولا تغلبها شهوة إلا أنّ المذنبَ مع ذنبه ينبغي أن يكون ذليلاً خائفاً مشفقاً ، يخشى على نفسه من شؤمِها ، ويلتهب فؤاده ندماً وحسرةً ، ويرفع يديه لمولاه تائباً مستغفراً ، فهو ممن قال الله فيهم : ( والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون ) .
التوبةُ الصادقةُ تمحو الذنوب مهما عظمت ، ومن ظن أن ذنباً لا يسعه عفو الله ، فقد ظن بربه ظن السوء، نعم – إخوتي في الله - باب التوبة مفتوح ، مهما تعاظمت الذنوب ، وتكاثرت المعاصي واستحكمت الغفلات ، فلا قنوط من رحمة الله ، ولا بعد عن الله ، فالله سبحانه يبسط يده باللَّيل ليتوب مسيء النهار ، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل ، حتى تطلع الشمسُ من مغربها.
فهلمَّ – أخي المسلم – إلى رحمة الله وعفوه ومغفرته، هلمَّ إلى التوبة قبل أن فوات الأوان، واذكر نداء ربك جل في علاه : ( قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطو
ا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم )، ( وتوبوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تفلحون ) ، ( يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبةً نصوحاً عسى ربكم أن يكفر عنكم سيئاتكم ويد خلكم جنات تجري من تحتها الأنهار يوم لا يخزي الله النبي والذين أمنوا معه نورهم يسعى بين أيديهم وبأيمانهم يقولون ربنا أتمم لنا نورنا واغفر لنا إنك على كل شيءٍ قدير ) .
وهـا أنتم – عباد الله – قد حضرتم إلى هذا المكان الطاهر بين يدي ربكم ، تشكون جدب دياركم، وتبوحون إليه بحاجاتكم ، وذلكم الجدبُ وتلكم الحاجة بلاءٌ من ربكم لتقبلوا عليه بالتوبة والإنابة ، وتتقربوا بصالح العمل لديه فاستكينوا لربكم ، وارفعوا أكف الضراعة إليه ، ابتهلوا وتضرعوا واستغفروا ، فالاستغفار مربوطٌ بما في السماء من استدرار ، قال تعالى : ( فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفاراً ، يرسل السماء عليكم مدراراً ، ويمددكم بأموالٍ وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهاراً ) ، ومن لازم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجاً ومن كل ضيق مخرجاً ورزقه من حيث لا يحتسب.
أريقوا ماء الأسف على أدران الذنوب تغسلها اخلصوا التوبة لله يقبلها ، وأصلحوا الأعمال لله يضاعفها، واتبعوا الحسنة السيئة تمحها، توجهوا إلى رحمة ارحم الراحمين، والجئوا إلى فارج الكربات ومجيب الدعوات تضرعوا إليه وارغبوا فيما عنده وألحوا في الطلب واعزموا القصد فإن ربنا جواد كريم رؤوف رحيم خزائنه ملأى ويداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء.
الحمد لله ربِّ العالمين، الرحمنِ الرحيم، ملِك يوم الدّين، لا إله إلاّ الله يفعل ما يرِيد، لا إلهَ إلا الله الوليّ الحميد، لا إله إلا الله غِياثُ المستغيثين وراحِم المستضعفين،
نستغفِر الله، نستغفِرُ الله، نستغفِر الله الذي لا إلهَ إلاّ هو الحيّ القيوم ونتوب إليه.
( ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ، ربنا ولا تحمل علينا إصراً كما حملته على الذين من قبلنا ، ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به ، واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين )، ( ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين ) ، ( لا إِلَهَ إلا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ ) .
اللهم أنت الله لا إله إلا أنت ، أنت الغني ونحن الفقراء ، أنزل علينا الغيث ولا تجعلنا من القانطين .
اللهم أغثنا ، اللهم أغثنا ، اللهم أغثنا ، اللهم أسقنا غيثاً مغيثاً هنيئاً مريعاً مريئاً غدقاً مجللاً عاماً ، نافعاً غير ضار، عاجلاً غير آجل ، اللهم لتحيي به البلاد ، وتغيثَ به العباد ، وتجعله بلاغاً للحاضر والباد .
اللهم سقيا رحمةٍ لا سقيا عذابٍ ولا هدمٍ ولا بلاءٍ ولا غرقْ .
اللهم اسق عبادك وبلادك وبهائمك وانشر رحمتك وأحيي بلدك الميت, اللهم وأدر لنا الضرع، وأنزل علينا من بركاتك، وأجعل ما أنزلته علينا قوة لنا على طاعتك وبلاغاً إلى حين، اللهم إناَ خلق من خلقك فلا تمنع عنا بذنوبنا فضلك .
اللهم اكشف عنا من البلاء ما لا يكشفه إلا أنت. اللهم ارحم الأطفال الرضع والبهائم الرتع والشيوخ الركع، وارحم الخلائق أجمعين.
اللهم أرسل لنا سحاباً ثقالاً وأنزل لنا مطراً مدراراً واخرج لنا حباً ونباتاً وجنات ألفافاً.
اللهم ادفع عنا الغلاء والبلاء والوباء والربا والزلازل والمحن وسوء الفتن ما ظهر منها وما بطن ، عن بلدنا هذا خاصة وعن سائر بلاد المسلمين عامة يارب العالمين.
ربَّنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقِنا عذاب النار.
هذا وصلّوا وسلِّموا على الرحمةِ المهداة والنعمة المسداة محمّدِ بن عبد الله، فقد أمركم الله تعالى بذلك فقال جلّ من قائل: { إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} اللّهمّ صلِّ وسلِّم وبارك على عبدِك ورسولك محمّد وعلى آلِه وصحبه أجمعين.
عبادَ الله، اقتَدوا بسنّةِ النبيِّ عليه الصلاة والسلام، فقد كان يقلِب رداءه حين يستسقي، وتفاؤلاً بقَلب حالِ الشّدّةِ إلى الرخاء والقحط إلى الغيث، وادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابةِ ، وألحوا في المسألة، وأكثروا من الاستغفار، عسى ربكم أن يرحمكم ، فيغيثَ القلوب بالرجوع إليه والبلدَ بإنزال الغيث عليه.
ربَّنا تقبّل منا إنك أنت السميع العليم، وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم، سبحان ربِّك ربِّ العزة عمّا يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله ربِّ العالمين
🎤
خطبــةجمعـــةبعنـــوان.cc
أســــــبـــاب زيـــــــــادة الــــــرزق
للشيخ/ فــواز بن خلــف الثبيتي
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌

ملخص الخطبة :
1- الرزق مقسوم. 2- تنوع الناس في مسالك الرزق. 3- بين العبادة وطلب الرزق. 4- موقف الناس من طلب الرزق. 5- أسباب شرعية للزق. 6- فضل القناعة والكفاف. 7- السبيل للقناعة .

الخطبــــة.الأولــــى.cc
أما بعد: فأوصيكم ـ أيها الناس ـ ونفسي بتقوى الله عز وجل.
عباد الله، ويتصل الحديث معكم عن تلكم القضية المهمة، والتي شغلت جُلّ تفكير الناس اليوم، واهتم بها الصغار والكبار والرجال والنساء، ألا وهي الرزق، وخاصة في هذا الوقت الذي شحت فيه الوظائف، وتقلصت فيه فرص العمل الوظيفي وغيره، وعمت فيه البطالة عددًا ليس بالقليل من خريجي الجامعات والمدارس والمعاهد ونحوها، خاصة مع ضعف إيمان كثير منهم بأن الرزاق هو الله!

ولقد سبق منا الحديث في الجمعة الماضية عن الرزق، وعما يطمئن نفس المؤمن المتوكل على ربه، ويهبه الثقة بما في يد الله عما في أيدي الناس، ويجعله قنوعًا بما رزقه الله وإن كان يسيرًا، فالرزق مقسوم، قد تكفل الله به للخلق، وكتب رزق كل مخلوق وهو في بطن أمه قبل أن يخرج إلى الدنيا. ، قال الله تعالى: وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللّهِ رِزْقُهَا، قال الله تعالى: وَكَأَيِّن مِن دَابَّةٍ لا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ، قال الله تعالى: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ، وقال رسول الله : ((لو أن ابن آدم هرب من رزقه كما يهرب من الموت لأدركه رزقه كما يدركه الموت)) حسنه الألباني.

أيها الإخوة في الله، ما خلق الله حيًا من الأحياء إلا وقد تعهد برزقه أيًا كان رزقه قليلاً أو كثيرًا، قال الله تعالى: وَاللّهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ فِي الْرِّزْقِ. وكتب عمر بن الخطاب إلى أبي موسى الأشعري رسالة جاء منها: (واقنع برزقك من الدنيا، فإن الرحمن فضل بعض عباده على بعض في الرزق).

فسبحان من قسم الأرزاق بين عباده! فمن الناس من وضع رزقه على المكتب أمامه وهو مستريح على كرسيه، ومنهم من يجريه الله عليه بما يكتبه بيده، ومنهم من وضع الله رزقه أمام الفرن أو التنور، ومنهم من رزقه في مصنع الثلج، هذا أبدًا عند البرودة، وذاك عند الحرارة. ومن الناس من جعل رزقه مع الأولاد الصغار في المدارس أو العمال الكبار في المصانع، ومنهم من رزقه في لجة البحر فهو يغوص ليستخرجه، ألا وفوق طبقات الهواء، فهو يركب الصعاب ليأتي به، ومنهم من رزقه وسط الصخر الصلد فهو يكسره ليستخرجه، ومنهم من رزقه في الأرض، وآخر مع دواب الأرض، وثالث مع كنوز وجواهر الأرض. تعددت الأسباب وكثرت الطرق والرزاق واحد، هو الله جل جلاله.

فالناس كل الناس في سباق، فما منا إلا من يجد أمامه من سبقه، ووراءه من تخلف عنه، كل امرئ منا سابق ومسبوق، والمؤمن الصادق لا ييأس من نفسه ولا يبكي حظه، فإن صار عاليًا فغيره من هو دونه، ودون الدون من هو أسفل منه، قال الله تعالى: وَاللّهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ فِي الْرِّزْقِ.

والله هو الذي قسم الأرزاق، وكتب لكل نفس رزقها وأجلها، ومع ذلك لم يأمرنا بالقعود وترك العمل وبذل الأسباب حتى يأتي الرزق، بل قال الله تعالى: فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ أي: اعملوا، والأمر من الله، فَامْشُوا ولم يقل: اسعوا، فنمشي لدنيانا وأرزاقنا مشيًا، أما عبادة ربنا وما يقربنا إليه من الطاعات والعبادات فقال: فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ. مشي للرزق وسعي للعبادة، بخلاف ما عليه المتكالبون على الدنيا من السعي لها والمشي، بل القعود عن العبادة والطاعة، نسأل الله لنا ولهم الهداية والسلامة والعافية.

عباد الله، وكما أن الرزق مقسوم حقّ نؤمن به فلا بد من اتخاذ الأسباب، والناس في أمر الأسباب ذهبوا مذهبين، كلاهما بعيد عن الصواب:

فمنهم من ظن أنه ما دام الرزق مقسومًا فما عليه إلا أن يقعد وينتظر، فيترك العمل ويحتج ببعض الآيات والأحاديث عن رسول الله، ومنها قوله عليه الصلاة والسلام: ((لو أنكم توكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا ـ أي: جائعة ـ وترجع بطانًا)) أي: ممتلئة. رواه أحمد والترمذي بسند صححه الألباني.

وغفلوا عن أن هذا الحديث وأمثاله حجة عليهم لا لهم، فالطير هل قعدت في أعشاشها وانتظرت أرزاقها، أم أنها غدت وراحت؟! وهل تملك الطير إلا الغدو والرواح؟!

ومن الناس في المقابل من اتكل على الأسباب وحدها، وظن أن النتائج منوطة بها أبدًا، ونسوا أن وراء الأسباب مسببًا، ولأرزاق الخلائق مدبرًا. فهم بهذا الظن خسروا وإن ربحوا في دنياهم، خسروا شيئًا من دينهم وتوحيدهم وإن ربحوا في مكاسبهم وت
جارتهم وأعمالهم،

والصواب: هو العمل بالأسباب مع صدق التوكل على الله والثقة بما عنده، والإيمان بأن كائنًا من كان لا يأكل نعمة لم يكتبها الله له ولو بذل ما بذل، فالله هو المعطي وهو المانع .

أيها الإخوة المؤمنون، وكما أمرنا الله بالسعي والقرب في الأرض لطلب المعاش والرزق فللرزق أسباب شرعية جاءت في الكتاب والسنة، من عمل بها كان حريًا برزق الله وسعته، ومن لم يأت بها كان أبعد عن الرزق إلا أن يشاء الله، ابتلاء وامتحانًا وإمهالاً واستدراجًا من الله.

وعرض هذه الأسباب نافع لكل من لم يجد عملاً أو وظيفة، ونافع لكل من ركبته ديون لا يستطيع أداءها، ونافع لكل من لم يستحصل حقًا له عند آخر فهو ينتظره على أحر من الجمر، ونافع كذلك لمن لا يكفيه رابته ولا يغطّي حوائجه من كثرة المصروفات ونحوها، وبالجملة فعرض هذه الأسباب الجالبة للرزق والتي هي بمثابة مفاتيح للرزق فيه خير عظيم لمن تدبرها وعمل بها.

وأول هذه الأسباب: الاستغفار والتوبة، فمن أهم ما يستنزل به الرزق الاستغفار والتوبة إلى الله تعالى، قال سبحانه حكاية عن نوح عليه السلام: فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا. قال القرطبي رحمة الله: "في هذه الآية دليل على أن الاستغفار يستنزل به الرزق والأمطار"، وقال بن كثير: "أي: إذا تبتم إلى الله واستغفرتموه وأطعتموه كثر الرزق عليكم، وسقاكم من بركات السماء، وأنبت لكم من بركات الأرض".

وذكر الإمام القرطبي عن أبي صبيح قال: شكا رجل إلى الحسن الجدوبة، فقال له: استغفر الله، وشكا آخر إليه الفقر، فقال له: استغفر الله، وقال له آخر: ادع الله أن يرزقني ولدًا، فقال له: استغفر الله، فقيل له: أتاك رجال يشكون أنواعًا فأمرتهم كلهم بالاستغفار! فقال: ما قلت من عندي شيئًا، إن الله تعالى يقول في سورة نوح: فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا. الله أكبر، ما أعظم ثمار الاستغفار وأجلها وأكثرها!

ولكن وللأسف فكثير من الناس يستغفرون الله باللسان، ولكن لا حقيقة للاستغفار في قلوبهم، ولا واقع للتوبة في حياتهم، فهم وإن استغفروا وتابوا فاستغفارهم وتوبتهم ناقصة، فبعضهم لا يقلع عن الذنب أصلاً، وبعضهم إذا أقلع فإنه لا يندم على ما فات من الذنب والمعاصي والسيئات، بل لربما تمنى أن يعاود الذنب مرة أخرى. فتوبة واستغفار هذا حالها حري أن لا يحقق الله لصاحبها ما وعد به المستغفرين التائبين الصادقين في توبتهم واستغفارهم، بل لربما ضيّق الله عليهم في أرزاقهم ومعاشهم؛ لأنهم غير صادقين من قلوبهم في توبتهم واستغفارهم.
قال تعالى حكاية عن هود عليه السلام: وَأَنْ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ. فالمكثر من التوبة والاستغفار يفرج الله همه وينفس كربه ويرزقه من حيث لا يحتسب.

ومن أسباب الرزق ومفتاح من مفاتيحه: التقوى، التقوى التي عرفها العلماء بقولهم: امتثال أمر الله واجتناب نهيه والوقاية من سخطه وعذابه عز وجل؛ ولذا من صان نفسه عن المعاصي هو متق لله، ومن قام بالواجبات والأوامر وحافظ عليها كان من المتقين لله تعالى، أما من عرض نفسه بالمعصية لسخط الله وعقوبته فقد أخرج نفسه عن وصف المتقين، والدليل على ارتباط التقوى بالرزق قول الله تعالى: وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ [الطلاق: 2] أي: من جهة لا تخطر له ببال، يأتيه الرزق من حيث لا يأمل ولا يرجو.
ولهذا السبب شواهد عظيمة كثيرة من قديم وحديث، ولكن الخلل في عدم صدق التقوى وتحققها، فما أكثر المنغمسين في المعاصي مشاهدة واستماعًا وكلامًا واجتماعًا وأفعالاً ثم يقولون: لا نجد رزقًا، لم نجد عملاً، لم نحصل وظيفة! ولو اتقوا الله لجعل لهم من كل هم فرجًا ومن كل ضيق مخرجًا ولرزقهم من حيث لم يحتسبوا.
قال الله تعالى: وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ [الأعراف: 96]

فالعمل بتقوى الله ..
والحكم بما أنزل الله وتنفيذ أحكام كتابة سبب لحلول الرزق وسعته. قال تعالى: وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُواْ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيهِم مِّن رَّبِّهِمْ لأكَلُواْ مِن فَوْقِهِمْ وَمِن تَحْتِ أَرْجُلِهِم [المائدة: 66] أي: لأكثر الله الرزق النازل عليهم من السماء والنابت لهم من الأرض ولأسبغ عليهم الدنيا إسباغًا .

ومن أ
سباب الحصول على الرزق: التوكل على الله تعالى، والتوكل: تفويض الأمر إلى الله والاعتماد على الله وحده وعدم التعلق بالمخلوقين، فَابْتَغُوا عِندَ اللَّهِ الرِّزْقَ لا عند غيره .

والمتوكل الصادق هو الذي يفرغ قلبه من التعلق بغير الله، ويربطه بالله وينتظر الفرج والرزق منه لا من غيره جل وعلا، مع بذل الأسباب والأخذ بها قال رسول الله : ((لو أنكم توكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصًا وتروح بطانًا)) .

فهذه الطيور الصغيرة صادقة في توكلها، متوكلة عليه حق توكله سبحانه وتعالى؛ ولذا رزقها الله كل يوم رزقًا، قال تعالى: وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ أي: يكفيه رزقه ودينه وما أهمه .

أما من ضعف توكله على الله واعتمد على الآخرين وركن إلى الواسطة الفلانية وتعلق قلبه بالموظف الفلاني أو النتائج لتلك الشركة أو الدائرة فقد يخذله الله؛ لأنه ما صدق التوكل على الله، ولا اعتمد بقلبه على الله، ولم يترقب الفرج والرزق من الله .

ومن أسباب الرزق العظيمة: التفرغ لعبادة الله جل جلاله، ومعنى تفرغ العبد لعبادة الله أي: أن يكون العبد حاضر القلب عند العبادة، هذا هو المقصود بالتفرغ لعبادة الله، وليس المقصود بالتفرغ ترك السعي لكسب المعيشة والجلوس في المسجد ليلاً ونهارًا، كلا، بل المراد أن يكون العبد حاضر القلب والجسد أثناء العبادة، خاشعًا خاضعًا لله رب العالمين، عن أبي هريرة عن النبي قال: ((إن الله تعالى يقول: يا ابن آدم، تفرغ لعبادتي أملأ صدرك غنى وأسد فقرك، وإلاَّ تفعل ملأت يدك شغلاً ولم أسد فقرك)) رواه أحمد والترمذي بسند صححه الألباني. وفي رواية أخرى: ((يا ابن آدم، تفرغ لعبادتي أملأ قلبك غنى وأملأ يديك رزقًا. يا ابن آدم، لا تباعدني فأملأ قلبك فقرًا وأملأ يديك شغلاً)) صحيح .

فبعض الناس ـ عياذًا بالله ـ قد ملأ الله يديه شغلاً، فأعماله وتجارته وارتباطاته الدنيوية ليس لها حد، ومع هذا قد ملأ الله قلبه فقرًا، لم يرزقه الله القناعة أو البركة فيما آتاه؛ لأنه ما فرغ قلبه لعبادة الله بحضور قلبه فيها.

ومن أسباب الرزق: المتابعة بين الحج والعمرة، بمعنى أن يجعل أحدهما تابعًا للآخر، أي: إذا حج يعتمر وإذا اعتمر يحج وهكذا. والدليل على ذلك قول المصطفى : ((تابعوا بين الحج والعمرة؛ فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب والفضة)) رواه أحمد والترمذي بسند صححه الألباني. فجعل المتابعة بين الحج والعمرة نافية للفقر والذنوب مذهبة لهما.

ومن الأسباب الشرعية للرزق:
صلة الرحم، فهي من مفاتيح الرزق، قال رسول الله : ((من أحب أن يبسط له في رزقه وأن يُنسأ له في أثره فليصل رحمه)) متفق عليه، وفي رواية: ((تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم، فإن صلة الرحم محبة في الأهل مثراة في المال منسأة في الأثر)) أي: تطيل عمره بالبركة فيه. رواه أحمد والترمذي بسند صححه الألباني.

والرحم هم أقارب الرجل سواء من جهة أبيه أو أمه، سواء كانوا يرثونه أم لا، وسواء كان ذا محرم أم لا، وسواء كان طائعًا أو عاصيًا، قال رسول الله : ((إن أعجل الطاعة ثوابًا صلة الرحم، حتى إن أهل البيت ليكونوا فجرة فتنمو أموالهم ويكثر عددهم إذا تواصلوا)) رواه ابن حبان وهو صحيح.

ومن أسباب الرزق ومفاتيحه:
الإنفاق في سبيل الله، قال الله تعالى: وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ [سبأ: 39]، وقال النبي : عن ربه عز وجل: ((يا ابن آدم، أنفق ينفق عليك)) رواه مسلم، وعن أبي الدرداء رضي الله عنه عن رسول الله قال: ((ما طلعت شمس قط إلا وبجنبتيها ملكان، إنهما يسمعان أهل الأرض إلا الثقلين .

أيها الناس، هلموا إلى ربكم
فإن ما قل وكفى خير مما كثر وألهى. وما غربت شمس قط إلا وبجنبتيها ملكان يناديان: اللهم عجّل لمنفق خلفًا، وعجل لممسك تلفًا)) رواه ابن السني في القناعة وقال مخرجه: صحيح. ويقول النبي لبلال: ((أنفق ـ يا بلال ـ ولا تخش من ذي العرش إقلالاً)) رواه البزار والطبراني بسند صحيح، وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي قال: ((بينما رجل بفلاة من الأرض، فسمع صوتًا في سحابة: اسق حديقة فلان، فتنحى ذلك السحاب، فأفرغ ماءه في حرة، فإذا شرجة من تلك الشراج قد استوعبت ذلك الماء كله، فتتبع الماء فإذا رجل قائم في حديقة يحول الماء بمسحاته فقال له: يا عبد الله، ما اسمك؟ قال: فلان للاسم الذي سمع في السحابة، فقال له: يا عبد الله، لم تسألني عن اسمي؟! فقال: إني سمعت صوتًا في السحاب الذي هذا ماؤه يقول: اسق حديقة فلان لاسمك، فما تصنع فيها؟ قال: أما إذ قلت هذا فإني أنظر إلى ما يخرج منها فأتصدق بثلثه، وآكل أنا وعيالي ثلثًا، وأردّ فيها ثلثه))، وفي رواية: ((أجعل ثلثه في المساكين والسائلين وابن السبيل)). فالصدقة والإنفاق في سبيل الله من أسباب الرزق وسعته .

وكذلك الإحسان إلى الضعفاء والفقراء لقول رسول الله : ((هل تنصرون وترزقون إلا بضعفائكم؟!)) رواه البخاري، وفي رواي
لإسلام يساوي هؤلاء المسلمين. هذا خطأ كبير.
الإسلام الحقيقي لا يقهر .. يظل عزيزاً حتى في عقر دور الكفر، يظل ممنعاً حتى بين تلك الأمم والدول التي تصطنع الخطط ليل نهار للمكر بدين الله سبحانه وتعالى. فكيف لا يكون الإسلام عزيزاً في دار الإسلام؟! أما المسلمون فشيءٌ آخر. عندما يتناسى المسلمون أوامر الله وعندما يعرضون عن اللباب وإنما يتجملون منه بالقشور فقط، من أجل أن يحتفظوا لأنفسهم بنسبة تعزهم إلى الإسلام وإلى التراث وإلى ما كان عليه الآباء والأجداد، فإن المسلمين قد ينالوا من الذل ما لا يمكن أن تتصوروه لأنهم مسلمون في الظاهر ولكنهم ليسوا مسلمين على الحقيقة وبالنهج الذي أمر الله سبحانه وتعالى به. أقول قولي هذا وأسأل الله أن يجعلنا من المسلمين الصادقين.
أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم.
🌿بديهة عالم :

- كان العلامة محمد بن اسماعيل الأمير الصنعاني رحمه الله إذا طيّبه أحدٌ صلّى على النبي ﷺ ..!

فسُئل: هل في ذلك سنة واردة..؟

فأنشد قائلًا :
يقولون عند الطِّيب تذكرُ أحمدًا
فهل عندكم من سنّةٍ فيه تُؤثر ..

فقلتُ لهم لا إنّما الطّيبُ أحمدٌ
فأذكرُهُ والشيءُ بالشيء يُذكَر ُ ..🌿

🌷اللهم صل على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا🌷

*** سمعت هذا النظم من فم شيخنا الجليل القاضي العلامة محمد بن اسماعيل العمراني حفظه الله تعالى ورعاه وشفاه .
الإسلام الحقيقي لا يقهر

أما بعدُ فيا عبادَ الله:
في كتاب الله سبحانه وتعالى آيتان فيهما عزاءٌ لكل حزينٍ ومتألمٍ مما يرى من واقع المسلمين من حوله اليوم، وفيهما تصحيحٌ للخطأ الذي يحمله على تصور أن الإسلام مغلوب اليوم على أمره ومقهورٌ عن أداء رسالته. هاتان الآيتان هما قول الله سبحانه وتعالى: "يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ * هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ". هاتان الآيتان فيهما عزاءٌ لكل حزينٍ ومتألم ٍ لواقع المسلمين اليوم، وفيهما تصحيحٌ لوهم من يتصور أن الإسلام مقهورٌ ومغلوبٌ على أمره.
والواقع التاريخي البعيد والقريب يشهدُ لهذا الكلام الرّباني العظيم والمبين. فلو أننا تصورنا الصراع التاريخي الطويل بين الحق والباطل المتمثل في الصراع بين الإسلام الذي ابتعث الله به رسله وأنبيائه والباطل الذي تخترعه وتبتدعه شياطين الإنس والجن، لرأينا أنّ للباطل جولة ولكن هذه الجولة ما تلبث أن تنطفئ وأن ترجع وتذوب.
إننا لنذكر أشخاصاً قاموا في يومٍ من الأيام بأعمالٍ وجهودٍ كبيرة يُشككون من خلالها بقرآنية القرآن، وبكونه كلاماً مُنزلاً من رب العالمين، ونظرنا فوجدنا أن جهودهم مدعومة بقوى العالم الخارجي، ومدعومة بالأموال الكثيرة والوفيرة، ومدعومةٌ بوسائل الإعلام الغزيرة، ولقد كان في الناس من يتصور أنّ هذه الهجمة على كتاب الله سبحانه وتعالى ستخنقه ولسوف تحجز الناس والمسلمين عن معرفته والإيمان به بعد اليوم. ولكنا نظرنا فوجدنا أنّ هذه الهجمة قد انحسرت، ونظرنا وإذا بهذا الهياج قد ذاب، وبهذه الأمواج المتلاطمة قد همدت واختفت، وتألقت العقيدة الإيمانية في قلوب المسلمين وازدادوا إيماناً بكتاب الله عز وجل بل ازداد المؤمنون بهدي الله سبحانه وتعالى وكتابه.
ونظرنا في التاريخ القريب والبعيد ورأينا من يُشكك بسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم، ورأينا كيف تُجند لهذا التشكيك الأموال الكثيرة والجهود الوفيرة ونظرنا فوجدنا بأعيننا الدعم الخارجي الآتي من جهاتٍ لا نشك في قوتها ولا نرتاب في أهميتها، فإلام آل هذا العمل كله؟ إلام آلت هذه الجهود المدعومة بالمال الوفير والمكلوءة بحماية الأعداء من شياطين الإنس والجن؟ ذابت هذه الجهود وتبددت وذهبت أدراج الرياح واستقرت الحقيقة وازداد المؤمنون إيماناً بسنة رسول الله، وازدادوا ارتباطاً بسيرته، وازدادوا سيراً على نهجه.
وتأملنا أيضاً في الماضي فرأينا من يُلِّح ويُلحف على تصوير حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان مجرد مصلحٍ اجتماعي، وأنه كان بعيداً عن الغيبيات المتمثلة في الوحي والنبوة والمعجزات والخوارق ونحوها. ونظرنا فوجدنا كيف أن هذه الدعوة كانت مدعومةً بالمال الوفير ومدعومةً بالقوى المتضافرة الكثيرة ومدعومة بوسائل الإعلام المختلفة الكثيرة وربما كان في الناس من يتصورون أنّ هذا العمل غطى أو كاد أن يُغطي على الحقيقة وأن المسلمين أو أن الجيل الصاعد الجديد سينشأ بعيداً عن معرفة هوية محمد صلى الله عليه وسلم بسبب شدة وكثافة هذا الغبار الذي أُثير أمام العقول والبصائر والأبصار.
ونظرنا وإذا بهذا الغبار ينجلي وإذا بشمس هذه الحقيقة - لا أقول تطلع من جديد بل هي طالعة ولكنّ أشعتها بددت ذلك الغبار، وأتلفت ذراته وقضت على كل تلك السحب الداكنة التي اجتمعت عليها قوى الشرق والغرب واجتمعت من أجلها وفي سبيل الرصد لها الأموال الكثيرة الطائلة.
وهنالك أمثلة كثيرة جداً أيها الأخوة كل ذلك يجسد ويؤكد معنى قول الله سبحانه وتعالى: "يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ"
هذه الحقيقة يجسدها هذا الواقع المرئي الذي بوسعنا جميعاً أن نتبينه، نعم هنالك أموالٌ كثيرة - ربما لا تأكلها النيران كما يقولون - تجند كلها في سبيل الكيد لدين الله عز وجل، وترسل هذه الأموال لا بالملايين بل بالمليارات لتُعطى بدون حساب لكل من يعلن أنه مستعدٌ لتحطيم دين الله سبحانه وتعالى. ومع ذلك فلن يَصدُق على هذه الجهود إلا قول الله سبحانه وتعالى: "إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ" هذا قرار الله .. ولولا أن الزمن يُصدق هذا القرار لكان لبعض الناس أن يرتابوا ويتشككوا فيه، ولكن العصر والزمن بل الأحقاب كلها تؤكد هذه الحقيقة الربانية.
ولكن عندما نجد أن المسلمين في بعض الظروف والأحوال يُغلبون ويقهرون، وأن الدائرة تدور عليه فليس معنى ذلك أن الإسلام هو الذي قُهر، وليس معنى ذلك أن الإسلام هو الذي غُلب على أمره. تلك خطيئة يقع فيها كثير من الناس كلما رأوا المسلمين ظنوا أنهم يُجسدون الإسلام، وظنوا أن هنا
لك تلازماً بين واقع المسلمين أياً كانت أحوالهم وبين الإسلام الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
عندما تجد أنّ قهراً قد دارت رحاه وأن الغلبة قد تحققت فعلاً لأولئك الأوغاد من أعداء دين الله عز وجل فإن الغلبة لا تنحط على الإسلام وإنما تنحط على المسلمين، وتنحط على أيٍ من المسلمين، هل انحطت الغلبة في يومٍ ما على المسلمين الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه؟ ما عاذ الله.
هل انحطت الغلبة في يومٍ ما على المسلمين الذين ضحوا بأموالهم وتجاراتهم في سبيل مرضاة ربهم؟ ما عاذ الله، ما حصل هذا.
هل انحطت الغلبة في يومٍ ما على المسلمين الذي يراقبون بدقة سيرهم على صراط الله وتمسكهم بهدي رسول الله فإذا اشتطت بهم السبل أو انحرفوا عادوا سريعاً إلى الجادة مؤمنين تائبين آيبين؟ ما عاذ الله.
عندما تدور رحى الغلبة على المسلمين إنما تدور على أولئك المسلمين الذي ضحوا بأوامر الله في سبيل دنياهم، والذين تناسوا عهدهم مع الله في سبيل تجاراتهم، والذين تناسوا السير على صراط الله في سبيل اتباع السبل المتعرجة من هنا وهناك؛ عندئذٍ يسلط الله سبحانه وتعالى عليهم أولئك الأعداء. عندئذٍ ربما تتبدد منهم القوى ويقلب الله سبحانه وتعالى عزهم إلى ذل، ولكن إياكم أن تتصوروا أن هذا يساوي أن الإسلام هو الذي قُهر، وأن الإسلام هو الذي غُلب على أمره. متى كنا نحن بهذا الواقع المزري مظهراً لحقيقة الإسلام؟ ينبغي أن نتبين هذه الحقيقة جيداً، عندما نكون نحن المسلمين مظهراً لقول الله سبحانه وتعالى: "رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ" عندما نكون نحن المسلمين مظهراً لهذا الوصف الرباني للمسلمين، كونوا على يقين أن أحداً لن يستطيع أن يتغلب علينا، وأن قوى الشر مهما كانت مدعومة بالمال، ومهما كانت مدعومة بالسلاح ومهما كانت من الكثرة يميناً وشمالاً وشرقاً وغرباً، فإن الله سبحانه وتعالى سيحمي عباده الصالحين، ولسوف يجعل الغلبة لهم، ولكن أرني من انطبق عليهم قول الله سبحانه وتعالى: "رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ"
عندما يؤول حال المسلمين إلى هذه الصفات التي وصفهم بها ربنا سبحانه وتعالى، أريك كيف يكون نصر الله سبحانه وتعالى للمسلمين؛ ذلك لأن الإسلام عندئذٍ يتجسد فيهم ولما كان الإسلام دائماً هو المنتصر فكان لابد لهؤلاء المسلمين أن ينتصروا عندما أصبحوا أوعيةً أمينةً لهذا الدين الإسلامي. ولكني أنظر وأنتم تنظرون تجدون غثاءً كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كغثاء السيل.
مسلمون وإذا رأينا سبيلاً تلتمع أمامنا فيه ضمانة لتجاراتنا وأموالنا وشؤوننا الدنيوية (نقص من أصل التسجيل) وربما بررنا لكي نحظى بالخيرين معاً في وقتٍ واحد، لكي نعانق دنيانا وشهواتنا وأهوائنا ولكي نظل أيضاً متوجين بالظاهر بإسلامنا الذي أعز آبائنا وأجدادنا في يوم من الأيام. هذا هو واقعنا أيها الإخوة.
عندما ننظر إلى الآباء الذين وكل الله إليهم تربية أولادهم تربية بناتهم، وننظر فنجد أن الله زجهم في امتحان بسيط، إما أن يفضل الآباء أوامر الله سبحانه وتعالى تجاه بناتهم وأولادهم ويخسروا - بالوهم لا بالحقيقة - مستقبلاً من المستقبلات الدنيوية، وإما أن يضمنوا لأنفسهم هذا المستقبل الموهوم ويعرضوا عن أوامر الله في تربيتهم لأولادهم وبناتهم، يضعهم الله أمام هذا الامتحان اليسير والبسيط فماذا نجد؟ نجد أنهم طووا دين الله سبحانه وتعالى وتناسوا أوامره ونسوا قوله أو تناسوا "فابتغوا عند الله الرزق"، "وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها لا نسألك رزقاً نحن نرزقك والعاقبة للتقوى". ونسوا قول الله سبحانه وتعالى: "قووا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون" ننسى أو نتناسى كل هذا ونتمسك بالضمانة للمستقبل الموهوم، نعرض عن أوامر الله التي وكلها إلينا وعلقها في أعناقنا اتجاه التربية الواجبة لبناتنا سلوكاً وحشمةً في كل المستويات وعلى كل الأصعدة.
لو أننا أمام هذه التجربة وأمام هذا الامتحان الصغير ركلنا بقدمنا هذا المستقبل الموهوم وتمسكنا بالمستقبل الذي ضمنه الله لنا عندما قال "فَابْتَغُوا عِندَ اللَّهِ الرِّزْقَ" "إنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ" "لا نَسْأَلُكَ رِزْقًا" عندما أتمسك بضمانة الله وألقي جانباً ضمانة العبد وضمانة الدنيا، انظروا كيف يُبعد الله سبحانه وتعالى آنذاك عنا أشباح المتغلبين، وأوهام المسيطرين وكيف أن الغلبة تكون لعباده المسلمين.
أيها الإخوة وهمٌ كبير يقع فيه كثير من المسلمين وربما جرهم إلى بعضٍ من الريب في عدالة الله ووعده، وذلك عندما يتصورون أن المسلمين يساوون الإسلام، وأن ا
لوطن وعن طريق التاريخ الذي يجمعنا ويجمعهم. هذه حقيقة لا تزال في البال ولا يمكن أن تُنْسَى على مر الزمن.

لقد فُتِحَتْ مصر – كما تعلمون – فهل في الناس من قال: إن الأقباط كانوا مواطنين في الدرجة الثانية تحت مظلة الفتح الإسلامي؟ هل في الناس من لا يعلم أن مصر بكل ما احتضنته من مسلمين وأقباط وغيرهم كانوا يعيشون على مستوى واحد، كان الإسلام صهرهم في بوتقة واحدة تحت قانون: لنا ما لهم وعلينا ما عليهم.

لقد فُتِحَتْ بلاد الشام فهل في الناس من لا يعلم أن المسلمين والنصارى آنذاك كانوا مضرب المثل للحمة، كانوا مضرب المثل للتعاون والتواصل؟ هل في الناس من لا يعلم أن المسلمين والنصارى وقفوا صفاً واحداً في وجه الغزوات الصليبية المتوالية؟ هل في الناس من لا يعلم أن المسلمين والنصارى كانوا جنباً لجنبٍ في خندق واحد في مواجهة العدو المشترك.

لقد نشأت تلك الدولة المتألقة الحضارية الإسلامية في الأندلس فهل في الناس من لا يعلم أن الإسلام الذي هيمن على تلك الدولة لم ينسج الدولة الإسلامية عن طريق سدى ولحمة الإسلام والنصارى واليهود؟ هل في الناس من لا يعلم ذلك؟ جامعاتها كانت تفور بالمسلمين وغيرهم، مستشفياتها كذلك، ثقافتها كذلك.

هذا هو الإسلام. الإسلام يحتضن كل من تحتضنه الأرض الذي يهيمن عليها الإسلام.

أعود فأقول يا عباد الله: آن لنا أن نرفع الرأس بهذه الهوية وألا نطويها عن أنظارنا وألا نطويها سلاحاً في وجه خصومنا وأعدائنا الذين يتربصون بنا الدوائر، وإنكم لتعلمون أنهم يمارسون – وأتحدث عن العدو المشترك – هؤلاء الأعداء يمارسون ألواناً من التحديات يواجهوننا بها، وإنكم لتعلمون – وأنا أقول ولست مغالياً ولست مبالغاً - : إن هذه البلدة كانت ولا تزال تمتاز بأنها لم تنغض الرأس لأي ضغط، لم تنغض الرأس لأي تحد ووجِهْنَا به قط، كلنا يعلم أن هذه البلدة تمتاز بأن كل من فيها على كل المستويات كانوا ولا يزالون أعيناً ساهرة على الحقوق، أعيناً ساهرة على الأرض والوطن، أعيناً ساهرة على المبادئ والقيم فما ضرَّ أن نجعل من هذه المبادئ والقيم سلاحنا الأول يا عباد الله في وجه من يريد أن يقضي على قيمنا ومبادئنا، ولا والله ما اجتمع الشرق والغرب في عهد من العهود إلا على هدف واحد هو اجتثاث هذا الإسلام، عرفتم ذلك قبل أن ينهار الاتحاد السوفييتي وعرفتم ذلك بعد أن انهار الاتحاد السوفييتي عندما أعلنت رئيسة وزراء دولة بريطانيا آنذاك باسم أوروبا كلها أن العدو المتبقي والذي ينبغي القضاء عليه هو الإسلام، إذاً الإسلام سلاح خطير نواجه به أعدائنا، إذاً الإسلام حصننا الأول والأخير الذي نستعيد به حقوقنا، نعم.

أعود فأقول: انطوى ذلك العهد الذي كنا نخجل من أن نستعلن هويتنا الإيمانية والدينية التي تجمع ولا تفرق، وتبني ولا تهدم، وتقيم ولا تترك الاعوجاج قط، وتجمع نثار القلوب لكي تصوغها في قلب واحد، وحسبنا من ذلك الشرف الذي توجنا الله عز وجل به إذ قال:

(الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً) [المائدة : 3].

إنها هدية ما مثلها هدية، إنه لتاج تَوَّجَ اللهُ عز وجل به عقولَنا ولابد أن نُتوَّجَ به قلوبنا وعواطفنا.

أسأل الله سبحانه وتعالى أن يثبتنا بقوله الثابت وأن يكرمنا بمصداق ما قاله رسول الله عن شامنا هذه وقد فعل، أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم
هويتنا الإيمانية سلاحنا الأمضى



الحمد لله ثم الحمد لله، الحمد لله حمداً يوافي نعمه ويكافئ مزيده، يا ربنا لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك ولعظيم سلطانك. سبحانك اللهم لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وصفيه وخليله. خير نبي أرسله. أرسله الله إلى العالم كلِّهِ بشيراً ونذيراً. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد صلاةً وسلاماً دائمين متلازمين إلى يوم الدين. وأوصيكم أيها المسلمون ونفسي المذنبة بتقوى الله تعالى. أما بعد فيا عباد الله:

أعود اليوم مرة ثانية لأحدثكم عن الشام وما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الشام. وحسبكم من ذلك الحديث الذي رواه أبو داود والحاكم في مستدركه وابن حبان بسند صحيح من حديث عبد الله بن حوالة أنه كان في مجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتحدث عن فتنٍ ستقع في المستقبل فقال له عبد الله بن حوالة: اختر لي يا رسول الله، أي اختر لي المكان الذي ينبغي أن أفرَّ إليه من الفتن التي تتحدث عنها، فقال له: (عليك بالشام فإنها خيرة اللهُ من أرضه يجتبي إليها خيرته من عباده)، ثم قال: (إن الله تكفل لي بالشام وأهله).

عباد الله: هذه شهادة من رسول الله الصادق المصدوق بحق الشام وأهل الشام، أفما ينبغي أن نكون أوفياء مع صاحب هذه الشهادة التي شهد بها لنا؟ هذه الشهادة التي شهد بها لنا ولأرضنا المباركة هذه؟ وكيف ينبغي أن يكون الوفاء منا لهذه الشهادة التي أعلنها رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ كلنا يعلم أن الوفاء إنما يتمثل في أن نستعلن بالهوية التي شرفنا الله سبحانه وتعالى بها، الوفاء يتمثل في أن نستعلن بالهوية الإيمانية، الهوية الدينية التي هي سر اجتباء الله عز وجل لنا إذ أقامنا في هذه الأرض، بل هو سر اجتباء الله الأرض والبركة التي أغدقها على هذه الأرض.

إنكم لتعلمون يا عباد الله أن شعارات كثيرة مَرَّتْ ببلدتنا هذه، أقيمت سياسة هذه البلدة على أساسها، شعارات متنوعة كثيرة ولكنها جميعاً أخفقت أمام مواجهة العدو المشترك الذي يتربص بنا الدوائر كما تعلمون. لغة واحدة هي التي نجحت – وما تزال تنجح – في مواجهة تحديات هذا العدو المشترك الذي وفد إلينا من وراء البحار. لم يتجه إلينا هذا العدو في سبيل محاربة قومية، لم يتجه إلينا من أجل أن يحارب يساراً ضد يمين أو يميناً ضد يسار، لا لم يتوجه إلينا من أجل طمع في أرضٍ فقط وإنما توجه إلينا واضعاً نصب عينيه بل في قراره الذي اتخذه أن يجتث هويتنا الإيمانية والإسلامية من أفئدتنا بل من أرضنا المباركة هذه أيضاً. إنكم لتعلمون هذه الحقيقة يا عباد الله. إذاً فهويتنا الإيمانية والدينية هي السلاح الأول بل الأوحد الذي يخشى منه عدونا الذي أقبل إلينا كما قلت لكم من وراء البحار.

إذ ا كان هذا هو السلاح الذي يخيفه فلماذا لا نستمسك به؟ لماذا لا نحرص عليه؟ بل لماذا لا نستعلن الوفاء مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ شهد لنا بهذه الشهادة إذ شهد بهذه الشهادة التي حدثتكم عنها؟

عباد الله: إن لغة الدين – لغة هذه الهوية – هي اللغة الوحيدة التي أعلنت عن نجاحها وأعلنت عن قدرتنا على الثبات في وجوه – لا أقول في وجه – الذين يتربصون بنا الدوائر. إذا أردنا أن نحارب الغلو فإن الغلو لا يُحَارَب إلا داخل دائرة الإسلام، وإن شئنا أن نحارب التطرف فلنعلم أن التطرف لا يمكن أن يُحَارَب إلا ضمن دائرة الإسلام، أما الإرهاب فلقد بحثت كثيراً فلم أجد لها ثبتاً في قاموس الإسلام ولا في قاموس الشريعة الإسلامية، إن معنى هذه الكلمة مطوي وخفي في صدور من ابتدعوها، معناها خفي وثابت في صدور من يصدرونها إلينا ثم يتعاملون معنا على أساسها. نحن نعلم أن الإسلام يحارِبُ في معتقده ويحارِبُ في أحكامه السلوكية وفي مبادئه الأخلاقية الغلوَّ، يحارِبُ التطرف.

أعود فأقول: لقد مضى العهد الذي كان لنا أن نستحي فيه من استعلان هويتنا الإيمانية والإسلامية، مرَّ ذلك المنعطف الذي كنا نخجل فيه من أن نعتد وأن نرفع الرأس بهويتنا الإيمانية هذه، آن لنا أن نعلنها وآن لنا أن نعلم أن وجودنا الحضاري رهن برفع هذه الهوية، آن لنا أن نعلم أن تحررنا من التطرف رهن برفع هذه الهوية، آن لنا أن نعلم أن تحررنا من الغلو رهن بهذه الهوية يا عباد الله فلماذا نخجل من الاستعلان بها ونحن الذين نحارب فعلاً الغلو والتطرف ولا أعتقد أن للإرهاب معنى في خارج هاتين الكلمتين قط.

لقد كان في الناس من يقول: إن الذي يمنعنا من أن نستعلن هذه الهوية أننا لا نريد أن نثير حساسية بيننا نحن المسلمين والآخرين، وأنا أنظر اليوم وأنتم تنظرون أيها الإخوة وإذا بكثير من مواطنينا غير المسلمين يعتزون بهذا الدين وهذا الإسلام أكثر مما يعتز به بعض المسلمين، نحن نرى هذا ونتبين هذا، ورحم الله ذلك القائد الذي سبقنا إلى رحمة الله يوم قال: إن المسلمين في هذه البلدة ينتمون إلى الإسلام بمعتقدهم وإن غير المسلمين ينتمون إلى الإسلام عن طريق ا
ة: ((أبغوني في ضعفائكم؛ فإنما ترزقون وتنصرون بضعفائكم)) حديث صحيح .

عباد الله، هذه بعض الأسباب الشرعية الجالبة للرزق، فإذا ما ضاقت الدنيا بعبد في بقعة من البقاع فمن أسباب طلب الرزق الهجرة، وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً أي: يجد في الأرض التي هاجر إليها من الخير والنعمة ما يكون سببًا لرغم أنوف من أخرجوه من بلده، ويجد أيضًا سعة في الرزق، كما حصل لأصحاب النبي لما هاجروا من بلادهم مكة إلى المدينة، فحصلوا من الخير والنعمة والفضل ما أرغموا به أنوف كفار قريش، وزادهم الله سعة في أرزاقهم.

أيها الإخوة الفضلاء، هذه أبرز أسباب زيادة الرزق، والقضية تحتاج إلى صبر ومصابرة وعمل وامتثال؛ لأن البعض يقول: تبت ولم أجد الرزق! وَصَلتُ رحمي وما توسع رزقي، تصدّقتُ اليوم فما زاد رزقي! فالله وعد وَمَنْ أَصْدَقُ مِنْ اللَّهِ قِيلاً، وَمَنْ أَصْدَقُ مِنْ اللَّهِ حَدِيثًا، ونتائج كثير من الأعمال لا ترى فورًا، بل قد يؤجل الله الرزق لعبده في وقت هو أحوج ما يكون إليه.

نسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يُمد في أعمارنا، وأن يوسع في أرزاقنا ويجعلها عونًا لنا على طاعته.
أقول قولي هذا، وأستغفر الله
لي ولكم من كل ذنب...


الخطبــــة.الثانيــــة.cc
أيها الأحبة في الله، طوبى لعبد قنعه الله بما آتاه، يقول الرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه: ((قد أفلح من أسلم، ورزق كفافًا، وقنعه الله بما آتاه)) رواه مسلم.

أتدرون ما الكفاف؟ قيل: هو الذي لا يفضل عن الحاجة ولا ينقص. وسئل سعيد بن عبد العزيز: ما الكفاف من الرزق؟ قال: شبع يوم وجوع يوم، وهكذا كان عيش رسول الله .

والطريق إلى القناعة والرضا بما قسم الله هو قول المصطفى كما في الصحيحين: ((إذا نظر أحدكم إلى من فُضّل عليه في المال والخلق فلينظر إلى من أسفل منه))، وفي رواية لمسلم: ((انظروا إلى من هو أسفل منكم ولا تنظروا إلى من هو فوقكم؛ فهو أجدر أن لا تزدروا نعمة الله عليكم)).

وإليكم نموذجًا عمليًا لهذه القاعدة العظيمة النبوية: يقول عون بن عبد الله بن عتبة: "كنت أصحب الأغنياء، فما كان أحد أكثر همًا مني، كنت أرى دابة خيرًا من دابتي، وثوبًا خيرًا من ثوبي، فلما سمعت هذا الحديث صحبت الفقراء، فاسترحت، وصدق رسول الله ". وفي الحديث الصحيح عن النبي قال: ((من أصبح آمنًا في سربه معافًى في جسده عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها)) رواه الترمذي وابن ماجه بسند حسنه الألباني .

فكيف لا يقنع برزقه من يسمع هذا القول عن رسول الله ؟!
النفس تطمع في الدنيا وقد علمـت
أن السلامة منهـا ترك ما فيها
والله لو قنعت نفسي بِمـا رزقـت
من الْمعيشة إلا كان يكفيهـا
واللـه واللَّـه أيْمـان مـكـررة
ثلاثة عـن يَمين بعد ثانيهـا
لـو أن في صخـرة صمًـا ململمة
فِي البحر راسية ملس نواحيها
رزقًـا لعبد براهـا اللَّه لانفلقـت
حتَّى تؤدي إليه كل ما فيهـا
أو كان فوق طباق السبع مسلكهما
لسهّل الله فِي المرقـى مراقيها
حتى ينـال الذي في اللوح خطّ له
فإن أتته وإلا سـوف يأتيهـا

أيها المسلمون، هذه المفاهيم الشرعية حول قضية الرزق ينبغي أن يتذكرها المسلمون دائمًا وأبدا وهم يطلبون الرزق ويسعون له، فإن تدبرها وتأملها والإيمان بها يريح النفس من العناء، وحين تختل هذه المفاهيم وتنسى هذه القيم يُصاب الناس بأدواء الدنيا المهلكة التي حذر منها النبي بقوله: ((فوالله، ما الفقر أخشى عليكم، ولكني أخشى أن تبسط الدنيا عليكم كما بسطت على من كان قبلكم، فتنافسوها كما تنافسوها، فتهلككم كما أهلكتهم)).

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ [المنافقون: 9].
وقال تعالى: { وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا قُلْ مَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ مِّنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِين }َ [الجمعة: 11].
اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات...
=====================
لكل إنسان عيب، وأخف العيوب ما لا تكون له آثار تبقى.
إذا أحب الناس إنساناً كتموا عيوبه ونشروا حسناته، فكيف لا ينشر المؤمنون فضائل رسولهم وليست له عيوب؟
⛅️ #إشــツـراقة_الصبـاح

❁ الجمــ☼ــعــة ❁
٢٥/ جمـ➅ـادى الثاني/١٤٣٨هـ
24/ مـــــــ③ـــــارس/ 2017مـ
❂:::ــــــيــــــــــ✺ـــــــــــــــــ:::❂
‌‌‏
‌‌‌‌‌‌‌‌‌‏قال الله لنبينا موسى وهارون
عند مواجهة الطاغية فرعون
{وَلا تَنِيَا فِي ذِكْرِي }
فذكر الله زاد الداعي
و عون أمام صعوبات
الحياة

صبــــاح ذكر الله...@
*إشراقة الجمعة*
‏«استشعر أن الجمعة يوم راحتك واسعاد روحك نيلك الأجر وقراءة الكهف وإكثار الصلاة على النبي وصلاةٌ مع جماعة .
استشعر جمال الجمعة وكن شاكرًا»
💕
☆أذكار الصباح☆
أذكآر الصبآح | نور لِقلبك

📖 *للجمـعةِ ضِـياءْ*
ولسورة " الكهف " سرورٌ وهـناءْ
فلا تنسوْها يا أهل النَّــقاءْ ...
http://www.holyquran.net/cgi-bin/prepare.pl?ch=18

*إشراقة*
والمسكُ للكلمات ذِكرُ المصطفى
أزكى البريَّة كلها أنساما
صلَّى عليه إلهُنا ومليكُنا
بعِداد من صلَّى ومن قد صاما
اللهُم صلِ وسلم على سيّدنا محمّد وآله 🌸

💡 *إضاءة*💡
‏كيف تنتفع بقراءة سورة الكهف ؟
- استحضر أن السورة عصمة لك من الفتن
- توقف مع قصصها فانتفع بدروسها
- تتبع مواضع الدعاء فيها فادعو الله بها
فرُبَّ آيةٍ رمَت في عينيك النور

🔹 *همسة محب*🔹
وجدتُ لتكرار الحوقلة (لاحول ولا قوة إلا بالله)
‏في حياتي وبالذات في أول يومي، وجدت له أثرًا عجيبًا؛ فاستعينوا بذي الحول والطول.
‏د.عمر المقبل

‏⁧ *صلاة الضحى ⁩ استراحة القلب المتعب*
‏*أمان الروح الخائفة وصدقة الجسد* *المثقل بالهموم..*
‏⁧ *ضحاكم ⁩ يامعشر الأوابين*🌸

》 *وختااما*《
أشد الناس ندماً وحزنا في الآخرة هم المهدِرون لأعمارهم حتى وإن دخلوا الجنة
لأن بين الدرجة والدرجة في الجنة قراءة آية أو تسبيحة أو تحميدة أو تهليلة ؛
*والمتاجرة مع الله لا حدود لها ؛؛*
*فالله الله في حفظ ماتبقى من أعمارنا..*
أكثروا من الصلاة والسلام على رسول ﷺ
ﮩ•••✾•◆❀◆•✾•••ﮩ
خلق الله المال ليكون جواز سفر إلى الجنة، فجعلته أطماع الإنسان جواز سفرٍ إلى جهنَّم...
بعض أصدقائك يريد أن يحسن إليك فيسيء، فإن كانت اجتهاداً فاعف عنه، وإن كانت غفلة فلا تعتمد عليه.
💫 شيلات وخـواطر حـزن وفراق 💔

https://www.tg-me.com/joinchat-AAAAAD8Qw52nWgyI0PocZg

...
32k @i111i للـعباقرة والاذكـياء

23k @ragi3 همسات وخواطر العشاق❤️
23k @cr_tournamentsss لعشاق الكرة
22k @APOFAHAD0000 قـصص مـذهله

18k @ibb_ad جميع قنوات تليقرام هنا
18k @mathcalculus حررك دماغك

...
15k @tote742 شـعر وخــواطـر
15k @Alqsyd قصائد جديده

10k @PDFnew PDF اكـبر مـكـتبة
09k @AIArabiya_BrK العربيه عاجل
09k @shylatt. قناة الشيلات
09k @a77gg خــواطـر


@mahdey20000 اجمل القصص
@hhhhhh100 نكت تموت ضحك
@Cup_coffee معلومات مفيدة
@f8d_nbthh خربشات مراهقه
@nikat_syria نكت تحشيش
@gonon1997 غـزل يماني


@hamassatmaabeer نصائح ووصفات
@oms11148. نكت تموت ضحكك
@gj07jg خـواطر ؏ـذب الـكلام
@Book1Life رمنسيات راقية
@kxxxk كـاركـاتير جـنون


@abiaat ( شعر ) قصـآئد وأبيـات
@aglknoktah اقـلك نكته تـنفعك
@grammars قواعداللغه العربيه
@nocta قصص ابو نواس
@sy_love. بنات سـوريا
@wahid199 تطبيقات


@boohcom2015 الشعر والشعراء
@connieanty5 اهـتمي بـبشرتك
@abdalmlkrakban كـن مـع الله
@nukat_falh نكت تموت ضحك
@khaledihakem حكم و اقوال
@nkt_ddp. فقط نـكت


@nooono2 بذكر الله تطمئن القلوب
@kool8123 ارقى الكلمات والصور
@sofaraa دورات تدريبيه للنساء
@zad2020 زاد الخطباء للخطب
@estrahh روائـع الــغزل الــعربي
@Rheek2016 همسات القلووب
@qhisas_ashar اقوال وحكم
@Carec1 صور حب مجنونة
@nooono22 كـوني اجـمل
@faqah11 مـسائل فـقهية
@telcool اروع ماقيل من


@Bokhare0 صحيح البخاري
@shefaa114 المصحف المعلم للمنشاوي
@klmmat كـلمات لـيست ك الكلمات
@kull_yawm_suna خواطر راائعة
@yemen_link دليل قنوات يمنية
@Dawod2018 جـواهـر الأدب
@hamasat23 صـور وخواطر
@nodhealth صحتك تلجرام
@hurruf. لعشاق الاقـتباسات
@makyagy مكياجي ماركه
@alshoara1 قناة الـشعراﺀ
@see7753 بـحر الخواطر
@oldsyria بـنت حـلب
@x6b5x مطبخ الربيع
@invog انفوجراف


@vvnnmm تفاؤل وٲمـل
@deyf_303 الـكلام الـطيب
@hhh13235 اضحك مـن قـلبك
@ALDINALAISLAMI خواطر اسلاميه
@l_a_s_f00967 المصمم المحترف
@saroonh للـجنه مـن يـرافقني
@poetry2017 منوعات ادبية
@Gooodt سيسألكِ الله عني
@xxxragixxx التطبيقات
@Raimah1 ارياف اليمن
@nooon33 سور القران
@Dinfo معلومات طبيه
@hrooof2020 حـرف


@Qii_i ‌‎﴿ غيمة فَــرح
@vvnnmm محٍـمدِ قَدِۆتٌنْآ
@Methar الـذكر طمأنـينـة القـلـب
@hantbkhaeh هانطبخ ايه النهار ده
@xxragixxx. ثقافة زوجيه وتربـيه
@alkhataba2016 منبر الـخطباء
@Shumukhh شـموخ للـتجميل
@hala7777 وظـائف نساء
@wahid198 جـوالك

..
@iraq221 اوجاع شاعر
@cr_tournamentsss2 ريال مدريد
@Abdulhamed_Dahaba عبدالحميددحابة
@koko9800 أسرار النساء والرجال
@almgd1h. مـعلومات تهمك
@tireef كـل جديد اليمن
@Q1Q2Q3Q منوعاتي


@x_x_ragi_x_x حالات واتس
@Methar الذكر طمأنينة القلـب
@English918 قصص انجليزية
@Khayr_alkalam خير الكلام
@Awarenes_s الوعي الفكري
@telhdth تـنميه بشريه وذات
@weday2016 وأدي الذئاب
@earefakther الحب الرآقي
@raaaa77 حـكم واقـوال
@L_ovemy كـلام عـاشق
@hekm2 اقلام فلاسفه
@M000l مطبخي غـير


@ForsanAndroid تطبيقات الاندرويد
@jobs_alyemen وظـائف اليمن
@Foryoooo نصائح للمتزوجين
@RABBOB فـيديوهات طـريفه
@zeeko_2044x فلسفه عاشق
@httpv مـنظمه الـهكر الـسوريه
@basmet_Amal بـسمة امـل
@wavingsee بعثرات عاشق
@snabsat سنـاب شـات
@Masegaty مسجاتيﮯ
@zeeko_2044h نكت
@khavaterr خواطر


@zeeko_2044z بـوح الـعشاق
@cftil00000 واحة قلم ونبض قلب
@tarikh897 الأندلس تأريخ وحضارة


@katerwtsaly2 ابتسامات وخواطــر
@Mp3Quran1 عبدالباسط عبدالصمد
@mgawmahhh المقاومه الان
@Ethaak اضحك وخلي الهم



@AndroidGhost2 توزيع ارقام اختراقات
@alrrqqiat_alshshareia رقيه شرعيه
@shefaa22 القران شفاء ورحمه
@yourHealth1 معلومات طبيه
@NIOKKKT نكت عربية


@JUSTANDROID1 تجسس واتس
@k888k كـواكب الإثــارة
@waj3y اوجـاع كاتب

..
10k @PDFnew PDF اروع مكتبة
11k @Lahn_alwafa خــاطره وشـعر
11k @a77gg خـواطر وصور جديده
11k @tatweirco1 كلمات رومنسيه


14k @Alqsyd اعذب القصيد
14k @tote742 شـ؏ـر وخـواطر
18k @mathcalculus سـؤال وجواب


21k @APOFAHAD0000 قـصص مـذهله
22k @elmatb4welgmal طبخ وعنايه وجمال

23k @cr_tournamentsss لعشاق الكرة
23k @RAGI3 اجـمل الخواطر اليوميه

32k @i111i للاذكـياء فقط


@shamel017 💰 وظـيفتك جـاهزه
@hamad44 شيلات وقصائد تجنن
@iistshfa2017 الـقران شـفاء


@caaach الإداره
⛅️ #إشــツـراقة_الصبـاح

✵ السبت ✵
٢٦/ جمـ➅ـادى الثاني/١٤٣٨هـ
25/ مـــــــ③ـــــارس/ 2017مـ
❂:::ــــــيــــــــــ✺ـــــــــــــــــ:::❂
‌‌‏
‌‌‌‌‌‌‌‏إذا أردت أن تكون الجنة مأوآك
فـخــاف مـولاك..
وخـالف هـواك..
قال تعالى:
{وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوىٰ* فإن الجنة هي المأوى}

صبــــاح مخالفة الهوى..
2024/11/18 15:23:39
Back to Top
HTML Embed Code: