سليما لا يوقظ نائما ويسمع اليقظان. قال: ثمّ يأتي المسجد فيصلّي، ثمّ يأتي شرابه فيشرب. فأتاني الشّيطان ذات ليلة. وقد شربت نصيبي. فقال: محمّد يأتي الأنصار فيتحفونه «5» ويصيب عندهم. ما به حاجة إلى هذه الجرعة. فأتيتها فشربتها. فلمّا أن وغلت «6» في بطني وعلمت أنّه ليس إليها سبيل. قال: ندّمني الشّيطان، فقال: ويحك، ما صنعت؟ أشربت شراب محمّد؟ فيجيء فلا يجده فيدعو عليك فتهلك. فتذهب دنياك وآخرتك. وعليّ شملة إذا وضعتها على قدميّ خرج رأسي، وإذا وضعتها على رأسي خرج قدماي. وجعل لا يجيئني النّوم، وأمّا صاحباي فناما، ولم يصنعا ما صنعت.
قال: فجاء النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم فسلّم كما كان يسلّم، ثمّ أتى المسجد فصلّى، ثمّ أتى شرابه فكشف عنه فلم ير فيه شيئا. فرفع رأسه إلى السّماء. فقلت: الآن يدعو عليّ فأهلك. فقال: «اللّهمّ أطعم من أطعمني وأسق من أسقاني». قال: فعمدت إلى الشّملة فشددتها عليّ وأخذت الشّفرة «7»، فانطلقت إلى الأعنز أيّها أسمن فأذبحها لرسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فإذا هي حافلة «8» وإذا هنّ حفّل كلّهنّ. فعمدت إلى إناء لآل محمّد صلّى اللّه عليه وسلّم ما كانوا يطمعون أن يحتلبوا فيه. قال: فحلبت فيه حتّى علته
رغوة. فجئت إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فقال: «أشربتم شرابكم اللّيلة؟ قال: قلت: يا رسول اللّه! اشرب.
فشرب، ثمّ ناولني. فقلت يا رسول اللّه اشرب فشرب ثمّ ناولني. فلمّا عرفت أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قد روي وأصبت دعوته، ضحكت حتّى ألقيت إلى الأرض، قال: فقال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: «إحدى سوآتك «1» يا مقداد» فقلت:
يا رسول اللّه! كان من أمري كذا وكذا، وفعلت كذا.
فقال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: «ما هذه إلّا رحمة من اللّه «2». أفلا كنت آذنتني فنوقظ صاحبينا فيصيبان منها». قال:
فقلت: والّذي بعثك بالحقّ! ما أبالي إذا أصبتها وأصبتها معك، من أصابها من النّاس»)* «3». رواه مسلم
(عن عثمان بن عفّان- رضي اللّه عنه- في خطبة له: إنّا واللّه قد صحبنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم في السّفر والحضر، وكان يعود مرضانا، ويتبع جنائزنا ويغزو معنا، ويواسينا بالقليل والكثير) أحمد وصححه
من الآثار وأقوال العلماء الواردة في (الإحسان)
1-* (عن ابن عبّاس- رضي اللّه عنهما- قال: «خمسا «5»، لهنّ أحسن من الدّهم الموقفة «6». لا تكلّم فيما لا يعنيك، فإنّه فضل ولا آمن عليك الوزر، ولا تتكلّم فيما يعنيك حتّى تجد له موضعا، فإنّه ربّ متكلّم في أمر يعنيه، قد وضعه في غير موضعه فعنّت، ولا تمار حليما ولا سفيها، فإنّ الحليم يقليك «7» وإنّ السّفيه يؤذيك، واذكر أخاك إذا تغيّب عنك ممّا تحبّ أن يذكرك به. وأعفه عمّا تحبّ أن يعفيك منه، واعمل عمل رجل يرى أنّه مجازى بالإحسان، مأخوذ بالإجرام»)* «8».
2-* (عن الحسن قال: «ليس الإيمان بالتّحلّي ولا بالتّمنّي، ولكن ما وقر في القلوب وصدّقته الأعمال، من قال حسنا، وعمل غير صالح، ردّه اللّه عليه»)* «9».
3-* (عن عبيد اللّه بن عديّ بن خيار: أنّه دخل على عثمان بن عفّان- رضي اللّه عنه- وهو محصور «10» فقال: «إنّك إمام عامّة، ونزل بك ما نرى، ويصلّي لنا إمام فتنة ونتحرّج. فقال: «الصّلاة أحسن ما يعمل النّاس، فإذا أحسن النّاس فأحسن معهم، وإذا أساءوا فاجتنب إساءتهم»)* «11».
4-* (عن عمرو بن ميمون- رضي اللّه عنه- قال: «رأيت عمر بن الخطّاب- رضي اللّه عنه- قبل أن يصاب بأيّام بالمدينة ووقف على حذيفة بن اليمان وعثمان بن حنيف. قال: ..... وفيه قصة مقتل عمر وذكروا من وصاياه :" الأثر. وفيه: وقال (عمر- رضي اللّه عنه-):
أوصي الخليفة من بعدي بالمهاجرين الأوّلين، أن يعرف لهم حقّهم. ويحفظ لهم حرمتهم، وأوصيه بالأنصار خيرا. الّذين تبوّءوا الدّار والإيمان من قبلهم، أن يقبل من محسنهم، وأن يعفى عن مسيئهم، وأوصيه بأهل الأمصار خيرا، فإنّهم ردء الإسلام».
وجباة المال وغيظ العدوّ، وأن لا يوخذ منهم إلّا فضلهم عن رضاهم، وأوصيه بالأعراب خيرا، فإنّهم أصل العرب، ومادّة الإسلام، أن يؤخذ من حواشي «4» أموالهم، ويردّ على فقرائهم، وأوصيه بذمّة اللّه وذمّة رسوله صلّى اللّه عليه وسلّم، وأن يوفى لهم بعهدهم، وأن يقاتل من ورائهم، ولا يكلّفوا إلّا طاقتهم!)*.
قال: فجاء النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم فسلّم كما كان يسلّم، ثمّ أتى المسجد فصلّى، ثمّ أتى شرابه فكشف عنه فلم ير فيه شيئا. فرفع رأسه إلى السّماء. فقلت: الآن يدعو عليّ فأهلك. فقال: «اللّهمّ أطعم من أطعمني وأسق من أسقاني». قال: فعمدت إلى الشّملة فشددتها عليّ وأخذت الشّفرة «7»، فانطلقت إلى الأعنز أيّها أسمن فأذبحها لرسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فإذا هي حافلة «8» وإذا هنّ حفّل كلّهنّ. فعمدت إلى إناء لآل محمّد صلّى اللّه عليه وسلّم ما كانوا يطمعون أن يحتلبوا فيه. قال: فحلبت فيه حتّى علته
رغوة. فجئت إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فقال: «أشربتم شرابكم اللّيلة؟ قال: قلت: يا رسول اللّه! اشرب.
فشرب، ثمّ ناولني. فقلت يا رسول اللّه اشرب فشرب ثمّ ناولني. فلمّا عرفت أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قد روي وأصبت دعوته، ضحكت حتّى ألقيت إلى الأرض، قال: فقال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: «إحدى سوآتك «1» يا مقداد» فقلت:
يا رسول اللّه! كان من أمري كذا وكذا، وفعلت كذا.
فقال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: «ما هذه إلّا رحمة من اللّه «2». أفلا كنت آذنتني فنوقظ صاحبينا فيصيبان منها». قال:
فقلت: والّذي بعثك بالحقّ! ما أبالي إذا أصبتها وأصبتها معك، من أصابها من النّاس»)* «3». رواه مسلم
(عن عثمان بن عفّان- رضي اللّه عنه- في خطبة له: إنّا واللّه قد صحبنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم في السّفر والحضر، وكان يعود مرضانا، ويتبع جنائزنا ويغزو معنا، ويواسينا بالقليل والكثير) أحمد وصححه
من الآثار وأقوال العلماء الواردة في (الإحسان)
1-* (عن ابن عبّاس- رضي اللّه عنهما- قال: «خمسا «5»، لهنّ أحسن من الدّهم الموقفة «6». لا تكلّم فيما لا يعنيك، فإنّه فضل ولا آمن عليك الوزر، ولا تتكلّم فيما يعنيك حتّى تجد له موضعا، فإنّه ربّ متكلّم في أمر يعنيه، قد وضعه في غير موضعه فعنّت، ولا تمار حليما ولا سفيها، فإنّ الحليم يقليك «7» وإنّ السّفيه يؤذيك، واذكر أخاك إذا تغيّب عنك ممّا تحبّ أن يذكرك به. وأعفه عمّا تحبّ أن يعفيك منه، واعمل عمل رجل يرى أنّه مجازى بالإحسان، مأخوذ بالإجرام»)* «8».
2-* (عن الحسن قال: «ليس الإيمان بالتّحلّي ولا بالتّمنّي، ولكن ما وقر في القلوب وصدّقته الأعمال، من قال حسنا، وعمل غير صالح، ردّه اللّه عليه»)* «9».
3-* (عن عبيد اللّه بن عديّ بن خيار: أنّه دخل على عثمان بن عفّان- رضي اللّه عنه- وهو محصور «10» فقال: «إنّك إمام عامّة، ونزل بك ما نرى، ويصلّي لنا إمام فتنة ونتحرّج. فقال: «الصّلاة أحسن ما يعمل النّاس، فإذا أحسن النّاس فأحسن معهم، وإذا أساءوا فاجتنب إساءتهم»)* «11».
4-* (عن عمرو بن ميمون- رضي اللّه عنه- قال: «رأيت عمر بن الخطّاب- رضي اللّه عنه- قبل أن يصاب بأيّام بالمدينة ووقف على حذيفة بن اليمان وعثمان بن حنيف. قال: ..... وفيه قصة مقتل عمر وذكروا من وصاياه :" الأثر. وفيه: وقال (عمر- رضي اللّه عنه-):
أوصي الخليفة من بعدي بالمهاجرين الأوّلين، أن يعرف لهم حقّهم. ويحفظ لهم حرمتهم، وأوصيه بالأنصار خيرا. الّذين تبوّءوا الدّار والإيمان من قبلهم، أن يقبل من محسنهم، وأن يعفى عن مسيئهم، وأوصيه بأهل الأمصار خيرا، فإنّهم ردء الإسلام».
وجباة المال وغيظ العدوّ، وأن لا يوخذ منهم إلّا فضلهم عن رضاهم، وأوصيه بالأعراب خيرا، فإنّهم أصل العرب، ومادّة الإسلام، أن يؤخذ من حواشي «4» أموالهم، ويردّ على فقرائهم، وأوصيه بذمّة اللّه وذمّة رسوله صلّى اللّه عليه وسلّم، وأن يوفى لهم بعهدهم، وأن يقاتل من ورائهم، ولا يكلّفوا إلّا طاقتهم!)*.
.
🔸 *لا يخرج من المسجد بعد الأذان 4*
عن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: *«مَنْ أَدْرَكَهُ الْأَذَانُ فِي الْمَسْجِدِ ثُمَّ خَرَجَ لَمْ يَخْرُجْ لِحَاجَةٍ وَهُوَ لَا يُرِيدُ الرَّجْعَةَ فَهُوَ مُنَافِقٌ»* أخرجه ابن ماجه وصححه الألباني.
والمعنى: أن فعله هذا فعل المنافق؛ إذ المؤمن حقا ليس من شأنه ذلك، فالنفاق هنا النفاق العملي، وليس الاعتقادي، والله أعلم.
ويجوز الخروج من المسجد بعد الأذان لمن كان إماما في مسجد آخر حضر درسا أو محاضرة؛ *لأن هذا عذر شرعي داخل في عموم الحاجة المنصوص على استثنائها.*
وبعض المؤذنين إذا أذّن خرج إلى بيته أو لشغله، وهذا وإن كان يريد الرجوع لكن الأولى في حقه عدم الخروج؛ لأنني أخشى أن يكون خروجا لغير حاجة، *والمؤذن أولى بالامتثال من غيره؛* لأنه يدعو الناس إلى حضور الصلاة والمبادرة إليها.
المصدر: *الجامع لأحكام الصلاة*
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
🔸 *لا يخرج من المسجد بعد الأذان 4*
عن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: *«مَنْ أَدْرَكَهُ الْأَذَانُ فِي الْمَسْجِدِ ثُمَّ خَرَجَ لَمْ يَخْرُجْ لِحَاجَةٍ وَهُوَ لَا يُرِيدُ الرَّجْعَةَ فَهُوَ مُنَافِقٌ»* أخرجه ابن ماجه وصححه الألباني.
والمعنى: أن فعله هذا فعل المنافق؛ إذ المؤمن حقا ليس من شأنه ذلك، فالنفاق هنا النفاق العملي، وليس الاعتقادي، والله أعلم.
ويجوز الخروج من المسجد بعد الأذان لمن كان إماما في مسجد آخر حضر درسا أو محاضرة؛ *لأن هذا عذر شرعي داخل في عموم الحاجة المنصوص على استثنائها.*
وبعض المؤذنين إذا أذّن خرج إلى بيته أو لشغله، وهذا وإن كان يريد الرجوع لكن الأولى في حقه عدم الخروج؛ لأنني أخشى أن يكون خروجا لغير حاجة، *والمؤذن أولى بالامتثال من غيره؛* لأنه يدعو الناس إلى حضور الصلاة والمبادرة إليها.
المصدر: *الجامع لأحكام الصلاة*
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
.
🔸 *وظيفة الجالس في المسجد 1*
إن المساجد موضع العبادة وحضور الملائكة ونزول الرحمة، فما بنيت إلا لذكر الله تعالى والصلاة، فلها من الحرمة ما ليس لغيرها.
وقد اختصت المساجد بآداب ينبغي للجالس فيها أن يتحلى بها، وتكون طبيعة له وسجية بلا تكلف ولا مشقة.
وقد نوه الله تعالى بذكر المساجد، وأثنى على المتعبدين فيها؛ قال تعالى: *{فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ (36) رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ ۙ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ} (37).*
وجمهور المفسرين على أن المراد بالبيوت: *"المساجد"* تفسير ابن كثير.
المصدر: *الجامع لأحكام الصلاة*
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
🔸 *وظيفة الجالس في المسجد 1*
إن المساجد موضع العبادة وحضور الملائكة ونزول الرحمة، فما بنيت إلا لذكر الله تعالى والصلاة، فلها من الحرمة ما ليس لغيرها.
وقد اختصت المساجد بآداب ينبغي للجالس فيها أن يتحلى بها، وتكون طبيعة له وسجية بلا تكلف ولا مشقة.
وقد نوه الله تعالى بذكر المساجد، وأثنى على المتعبدين فيها؛ قال تعالى: *{فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ (36) رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ ۙ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ} (37).*
وجمهور المفسرين على أن المراد بالبيوت: *"المساجد"* تفسير ابن كثير.
المصدر: *الجامع لأحكام الصلاة*
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
.
🔸 *وظيفة الجالس في المسجد 2*
وصف النبي ﷺ المساجد بأنها أحب البقاع إلى الله تعالى
ففي حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي ﷺ قال: *«أَحَبُّ الْبِلَادِ إِلَى اللَّهِ مَسَاجِدُهَا وَأَبْغَضُ الْبِلَادِ إِلَى اللَّهِ أَسْوَاقُهَا»* رواه مسلم
قال في بلوغ الأماني: (وإنما كانت المساجد أحب البقاع إلى الله عز وجل؛ لأنها مكان الصلاة، والعبادة، وذكر الله، وتعمرها الملائكة، أما الأسواق فكانت أبغض البقاع إلى الله؛ لما يكثر فيها من الكذب والغش والخداع والأيمان الكاذبة؛ ولأنها مساكن الشياطين، *تلهيهم عن ذكر الله وإقام الصلاة،* وتغويهم على الكذب والأيمان الفاجرة، نعوذ بالله من ذلك).
ففي حديث أنس رضي الله عنه في قصة الأعرابي الذي بال في المسجد جاء قوله ﷺ: *«إِنَّ هَذِهِ الْمَسَاجِدَ لَا تَصْلُحُ لِشَيْءٍ مِنْ هَذَا الْبَوْلِ وَلَا الْقَذَرِ إِنَّمَا هِيَ لِذِكْرِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَالصَّلَاةِ وَقِرَاءَةِ الْقُرْآنِ»* رواه مسلم
المصدر: *الجامع لأحكام الصلاة*
¤¤¤¤¤¤¤¤¤
🔸 *وظيفة الجالس في المسجد 2*
وصف النبي ﷺ المساجد بأنها أحب البقاع إلى الله تعالى
ففي حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي ﷺ قال: *«أَحَبُّ الْبِلَادِ إِلَى اللَّهِ مَسَاجِدُهَا وَأَبْغَضُ الْبِلَادِ إِلَى اللَّهِ أَسْوَاقُهَا»* رواه مسلم
قال في بلوغ الأماني: (وإنما كانت المساجد أحب البقاع إلى الله عز وجل؛ لأنها مكان الصلاة، والعبادة، وذكر الله، وتعمرها الملائكة، أما الأسواق فكانت أبغض البقاع إلى الله؛ لما يكثر فيها من الكذب والغش والخداع والأيمان الكاذبة؛ ولأنها مساكن الشياطين، *تلهيهم عن ذكر الله وإقام الصلاة،* وتغويهم على الكذب والأيمان الفاجرة، نعوذ بالله من ذلك).
ففي حديث أنس رضي الله عنه في قصة الأعرابي الذي بال في المسجد جاء قوله ﷺ: *«إِنَّ هَذِهِ الْمَسَاجِدَ لَا تَصْلُحُ لِشَيْءٍ مِنْ هَذَا الْبَوْلِ وَلَا الْقَذَرِ إِنَّمَا هِيَ لِذِكْرِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَالصَّلَاةِ وَقِرَاءَةِ الْقُرْآنِ»* رواه مسلم
المصدر: *الجامع لأحكام الصلاة*
¤¤¤¤¤¤¤¤¤
.
🔸 *تسوية الصفوف وإتمامها 1*
من آداب حضور المساجد تسوية الصفوف إذا أقيمت الصلاة، ولقد أولى الإسلام صفوف المصلين عناية كبيرة، حيث أمر بتسوية الصفوف، وبيّن كيفية التسوية، وأظهر فضيلة تسويتها، والاهتمام بها.
فعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي ﷺ قال: *«سَوُّوا صُفُوفَكُمْ فَإِنَّ تَسْوِيَةَ الصُّفُوفِ مِنْ إِقَامَةِ الصَّلَاةِ»* رواه البخاري
وفي رواية لمسلم: *«مِنْ تَمَامِ الصَّلَاةِ».*
وعن أبي مسعود البدري رضي الله عنه قال: كان رسول الله ﷺ يمسح مناكبنا في الصلاة، ويقول: *«اسْتَوُوا وَلَا تَخْتَلِفُوا فَتَخْتَلِفَ قُلُوبُكُمْ...»* رواه مسلم.
المصدر: *الجامع لأحكام الصلاة*
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
🔸 *تسوية الصفوف وإتمامها 1*
من آداب حضور المساجد تسوية الصفوف إذا أقيمت الصلاة، ولقد أولى الإسلام صفوف المصلين عناية كبيرة، حيث أمر بتسوية الصفوف، وبيّن كيفية التسوية، وأظهر فضيلة تسويتها، والاهتمام بها.
فعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي ﷺ قال: *«سَوُّوا صُفُوفَكُمْ فَإِنَّ تَسْوِيَةَ الصُّفُوفِ مِنْ إِقَامَةِ الصَّلَاةِ»* رواه البخاري
وفي رواية لمسلم: *«مِنْ تَمَامِ الصَّلَاةِ».*
وعن أبي مسعود البدري رضي الله عنه قال: كان رسول الله ﷺ يمسح مناكبنا في الصلاة، ويقول: *«اسْتَوُوا وَلَا تَخْتَلِفُوا فَتَخْتَلِفَ قُلُوبُكُمْ...»* رواه مسلم.
المصدر: *الجامع لأحكام الصلاة*
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
.
🔸 *تسوية الصفوف وإتمامها 2*
عن النعمان بن بشير رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: *«لَتُسَوُّنَّ صُفُوفَكُمْ، أَوْ لَيُخَالِفَنَّ اللهُ بَيْنَ وُجُوهِكُمْ»* رواه البخاري ومسلم.
قال البخاري رحمه الله تعالى في صحيحه: *(باب إثم من لا يتم الصفوف)،* وأورد فيه بسنده عن بشير بن يسار الأنصاري عن أنس بن مالك: أنه قدم المدينة، فقيل له: ما أنكرت منا منذ يوم عهدت رسول الله ﷺ؟ قال: *(مَا أَنْكَرْتُ شَيْئًا إِلَّا أَنَّكُمْ لَا تُقِيمُونَ الصُّفُوفَ)* رواه البخاري.
قال في فتح الباري: (يحتمل أن يكون البخاري أخذ الوجوب من صيغة الأمر في قوله ﷺ: *«سَوُّوا صُفُوفَكُمْ»،* ومن عموم قوله ﷺ: *«صَلُّوا كَمَا رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي»،* ومن ورود الوعيد على تركه، فترجح عنده بهذه القرائن أن إنكار أنس إنما وقع على ترك الواجب، وإن كان الإنكار قد يقع على ترك السنن، ومع الجهتين، ويؤيد ذلك أن أنساً مع إنكاره عليهم لم يأمرهم بإعادة الصلاة).
المصدر: *الجامع لأحكام الصلاة*
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
🔸 *تسوية الصفوف وإتمامها 2*
عن النعمان بن بشير رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: *«لَتُسَوُّنَّ صُفُوفَكُمْ، أَوْ لَيُخَالِفَنَّ اللهُ بَيْنَ وُجُوهِكُمْ»* رواه البخاري ومسلم.
قال البخاري رحمه الله تعالى في صحيحه: *(باب إثم من لا يتم الصفوف)،* وأورد فيه بسنده عن بشير بن يسار الأنصاري عن أنس بن مالك: أنه قدم المدينة، فقيل له: ما أنكرت منا منذ يوم عهدت رسول الله ﷺ؟ قال: *(مَا أَنْكَرْتُ شَيْئًا إِلَّا أَنَّكُمْ لَا تُقِيمُونَ الصُّفُوفَ)* رواه البخاري.
قال في فتح الباري: (يحتمل أن يكون البخاري أخذ الوجوب من صيغة الأمر في قوله ﷺ: *«سَوُّوا صُفُوفَكُمْ»،* ومن عموم قوله ﷺ: *«صَلُّوا كَمَا رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي»،* ومن ورود الوعيد على تركه، فترجح عنده بهذه القرائن أن إنكار أنس إنما وقع على ترك الواجب، وإن كان الإنكار قد يقع على ترك السنن، ومع الجهتين، ويؤيد ذلك أن أنساً مع إنكاره عليهم لم يأمرهم بإعادة الصلاة).
المصدر: *الجامع لأحكام الصلاة*
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
« ذَكَـرَ أبُو نُعَيمٍ عَن أبِي الدَّردَاءِ قالَ :
لِيَحذَرِ امْرُؤٌ أن تَلعَـنَـهُ قُلوبُ المُؤمِنِينَ مِن حَيثُ لا يَشْعُر !
ثُمَّ قالَ : أَتَدْرِي مِمَّ هَذَا ؟ قُلتُ : لا ،
قالَ : إنَّ العَبدَ يَخلُو بِمَعَاصِي اللَّـهِ = فَيُلقِي اللَّهُ بُـغـضَـهُ فِي قُلوبِ المُؤمِنِينَ مِن حَيثُ لا يَشْعُر.
وذَكَـرَ عَبْدُ اللَّهِ بنُ أحمَدَ في كِتابِ الزُّهدِ لأبِيهِ عَن مُحَمَّدِ بنِ سِيرِين :
أنَّهُ لَمَّا رَكِـبَـهُ الدَّيْنُ اغْتَـمَّ لِذَلِك ،
فَقالَ : إنِّي لأعْرِفُ هَذا الغَـمَّ بِذَنبٍ أصَبْتُهُ مُنـذُ أربَعِينَ سَنَـة.
ونَظَـرَ بعضُ العُبَّـادِ إلى صَبِيٍّ ، فتَأمَّلَ مَحَاسِنَهُ ، فَأُتِيَ في مَنَامِهِ وقِيلَ لَهُ : لَتَجِدَنَّ غِبَّهَا بَعدَ أربَعِينَ سَنَـة.
هَذَا مَعَ أنَّ لِلذَّنبِ نَقدًا مُعَجَّلًا لا يَتَأخَّرُ عَنهُ ،
قالَ سُلَيمَانُ التَّيمِيُّ : إنَّ الرَّجُلَ لَيُصيبُ الذَّنبَ في السِّرِّ فيُصبِحُ وعَلَيهِ مَذَلَّـتُـهُ.
وقالَ يَحيَى بنُ مُعَاذٍ الرَّازِيُّ عَجِبْتُ مِن ذِي عَقلٍ يَقولُ في دُعائِه : اللَّـهُمَّ لا تُشْمِتْ بِيَ الأعداءَ ، ثُمَّ هُوَ يُشْمِتُ بِنَفسِهِ كُلَّ عَدُوٍّ لَهُ ،
قِيل : وكَيفَ ذَلِكَ ؟
قالَ يَعصِي اللَّهَ ويَشْمَتُ بِهِ في القِيامَةِ كُلُّ عَدُوٍّ.
وقالَ ذُو النُّون : مَن خَانَ اللَّهَ في السِّرِّ = هَتَكَ اللَّهُ سِتـرَهُ في العَلانِيَـةِ ».
ابنُ القَيِّم - رَحِمَهُ اللَّه -.
[ الدَاءُ والدوَاءُ || صـ ٥٣ ]
.
🔸 *تسوية الصفوف وإتمامها 3*
في تسوية الصفوف ثواب عظيم دلت عليه السنة؛ فمن ذلك ما ورد عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله ﷺ قال: *«أَقِيمُوا الصُّفُوفَ وَحَاذُوا بَيْنَ الْمَنَاكِبِ وَسُدُّوا الْخَلَلَ وَلِينُوا بِأَيْدِي إِخْوَانِكُمْ وَلَا تَذَرُوا فُرُجَاتٍ لِلشَّيْطَانِ وَمَنْ وَصَلَ صَفًّا وَصَلَهُ اللَّهُ، وَمَنْ قَطَعَ صَفًّا قَطَعَهُ اللَّهُ».* رواه أبو داود وصححه الألباني.
قَالَ أَبُو دَاوُدَ: ومَعْنَى *«وَلِينُوا بِأَيْدِي إِخْوَانِكُمْ»:* إِذَا جَاءَ رَجُلٌ إِلَى الصَّفِّ فَذَهَبَ يَدْخُلُ فِيهِ فَيَنْبَغِي أَنْ يُلِينَ لَهُ كُلُّ رَجُلٍ مَنْكِبَيْهِ حَتَّى يَدْخُلَ فِي الصَّفِّ.
المصدر: *الجامع لأحكام الصلاة*
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
🔸 *تسوية الصفوف وإتمامها 3*
في تسوية الصفوف ثواب عظيم دلت عليه السنة؛ فمن ذلك ما ورد عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله ﷺ قال: *«أَقِيمُوا الصُّفُوفَ وَحَاذُوا بَيْنَ الْمَنَاكِبِ وَسُدُّوا الْخَلَلَ وَلِينُوا بِأَيْدِي إِخْوَانِكُمْ وَلَا تَذَرُوا فُرُجَاتٍ لِلشَّيْطَانِ وَمَنْ وَصَلَ صَفًّا وَصَلَهُ اللَّهُ، وَمَنْ قَطَعَ صَفًّا قَطَعَهُ اللَّهُ».* رواه أبو داود وصححه الألباني.
قَالَ أَبُو دَاوُدَ: ومَعْنَى *«وَلِينُوا بِأَيْدِي إِخْوَانِكُمْ»:* إِذَا جَاءَ رَجُلٌ إِلَى الصَّفِّ فَذَهَبَ يَدْخُلُ فِيهِ فَيَنْبَغِي أَنْ يُلِينَ لَهُ كُلُّ رَجُلٍ مَنْكِبَيْهِ حَتَّى يَدْخُلَ فِي الصَّفِّ.
المصدر: *الجامع لأحكام الصلاة*
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
قف ✋ وانتبه من فضلك❗️
كثير من المصلين عندما يرفع رأسه من الركوع ليعتدل قائما
لا يرفع يديه بل يرفعها عندما يهوى ساجدا وهو يكبر
وهذا خطأ ❌ هذا خلاف السنة
👈 الصحيح من أقوال أهل العلم
أن يرفع المصلى يديه عند الإعتدال من الركوع ويقول :
(( سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد ))
ثم يكبر ويهوى ساجدا بدون رفع يديه
🌷 ابن عثيمين 🌷
⚠️ ملحوظة ⚠️
رفع اليدين يكون على هيئة تكبيرة الإحرام وليس على هيئة الدعاء كما يفعلها البعض فرفع اليدين بهذه الكيفية عند الرفع من الركوع بدعة لا أصل لها.
كثير من المصلين عندما يرفع رأسه من الركوع ليعتدل قائما
لا يرفع يديه بل يرفعها عندما يهوى ساجدا وهو يكبر
وهذا خطأ ❌ هذا خلاف السنة
👈 الصحيح من أقوال أهل العلم
أن يرفع المصلى يديه عند الإعتدال من الركوع ويقول :
(( سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد ))
ثم يكبر ويهوى ساجدا بدون رفع يديه
🌷 ابن عثيمين 🌷
⚠️ ملحوظة ⚠️
رفع اليدين يكون على هيئة تكبيرة الإحرام وليس على هيئة الدعاء كما يفعلها البعض فرفع اليدين بهذه الكيفية عند الرفع من الركوع بدعة لا أصل لها.
⛅️ #إشــツـراقة_الصبـاح ⛅️
❁ الجمــ☼ــعــة ❁
٠٤/ جمـ➅ـادى الثاني/١٤٣٨هـ
03/ مـــــــ③ـــــارس/ 2017مـ
❂:::ــــــــــــــــ✺ـــــــــــــــــ:::❂
﴿ادخلوا عليهم الباب فإذا
دخلتموه فإنكم غالبون﴾
الكثير من الأمور تحسم بمجرد
المبادرة ،والبدء بخطوتك الأولى.
صبــ⛅ــاح المبادرة..
❁ الجمــ☼ــعــة ❁
٠٤/ جمـ➅ـادى الثاني/١٤٣٨هـ
03/ مـــــــ③ـــــارس/ 2017مـ
❂:::ــــــــــــــــ✺ـــــــــــــــــ:::❂
﴿ادخلوا عليهم الباب فإذا
دخلتموه فإنكم غالبون﴾
الكثير من الأمور تحسم بمجرد
المبادرة ،والبدء بخطوتك الأولى.
صبــ⛅ــاح المبادرة..
﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا صَلّوا عَلَيهِ وَسَلِّموا تَسليمًا﴾
صلوا عليھ ♡♡
ﺎفضّل الخلق ː
محمد صل ﺎللھ عليھ وسلم
ﺎفضّل الخلق ː
محمد صل ﺎللھ عليھ وسلم
⛅️ #إشــツـراقة_الصبـاح ⛅
✵ السبت ✵
٠٥/ جمـ➅ـادى الثاني/١٤٣٨هـ
04/ مـــــــ③ـــــارس/ 2017مـ
❂:::ــــــــــــــــ✺ـــــــــــــــــ:::❂
إذا ضاق عليك أمر فتصدق؛ ففي التصدق تيسير للأمور .. وراحة للصدور
﴿فأمّا من أعطى واتّقى وصدّق بالحسنى﴾النتيجة﴿ فسنيسّره لليسرى ﴾
صبــ⛅ــاح التصدق.
✵ السبت ✵
٠٥/ جمـ➅ـادى الثاني/١٤٣٨هـ
04/ مـــــــ③ـــــارس/ 2017مـ
❂:::ــــــــــــــــ✺ـــــــــــــــــ:::❂
إذا ضاق عليك أمر فتصدق؛ ففي التصدق تيسير للأمور .. وراحة للصدور
﴿فأمّا من أعطى واتّقى وصدّق بالحسنى﴾النتيجة﴿ فسنيسّره لليسرى ﴾
صبــ⛅ــاح التصدق.
﴿ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا ﴾
الكلمة الطيبة تزرع لك القبول
وتطيب بها قلوب من حولك
ويعلو بها قدرك ويزيد بها أجرك.
الكلمة الطيبة تزرع لك القبول
وتطيب بها قلوب من حولك
ويعلو بها قدرك ويزيد بها أجرك.
﴿لِيُعَذِّبَ اللَّهُ المُنافِقينَ وَالمُنافِقاتِ وَالمُشرِكينَ وَالمُشرِكاتِ وَيَتوبَ اللَّهُ عَلَى المُؤمِنينَ وَالمُؤمِناتِ وَكانَ اللَّهُ غَفورًا رَحيمًا﴾
﴿أَفَلَم يَرَوا إِلى ما بَينَ أَيديهِم وَما خَلفَهُم مِنَ السَّماءِ وَالأَرضِ إِن نَشَأ نَخسِف بِهِمُ الأَرضَ أَو نُسقِط عَلَيهِم كِسَفًا مِنَ السَّماءِ إِنَّ في ذلِكَ لَآيَةً لِكُلِّ عَبدٍ مُنيبٍ﴾
⛅️ #إشــツـراقة_الصبـاح ⛅
◣ الاحد ◢
٠٦/ جمـ➅ـادى الثاني/١٤٣٨هـ
05/ مـــــــ③ـــــارس/ 2017مـ
❂:::ــــــــــــــــ✺ـــــــــــــــــ:::❂
كلما ازداد العبد قربا من الله
أذاقه من اللذة والحلاوة مايجد
طعمها في يقظته ومنامه
وطعامه حتى يتحقق ماوعده الله فيه
"فلنحيينه حياة طيبة"
صبــ⛅ــاح القرب من الله..
◣ الاحد ◢
٠٦/ جمـ➅ـادى الثاني/١٤٣٨هـ
05/ مـــــــ③ـــــارس/ 2017مـ
❂:::ــــــــــــــــ✺ـــــــــــــــــ:::❂
كلما ازداد العبد قربا من الله
أذاقه من اللذة والحلاوة مايجد
طعمها في يقظته ومنامه
وطعامه حتى يتحقق ماوعده الله فيه
"فلنحيينه حياة طيبة"
صبــ⛅ــاح القرب من الله..
🎤
خطبـةجمعــةبعنـــوان.tt
الــــنــــيــــــــة الــــصــــالــــحــــــــة
للشيخ/ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
ملخص الخطبة
1 ـ شروط قبول العمل. 2 ـ اصطحاب النية لجميع الأعمال والأقوال. 3 ـ استحضار النية وتحسينها في جميع الأقوال والعمال. 4 ـ إدراك الثواب بالنية.
الخطبـــة.الأولـــى.cc
أما بعد: فيا أيها الناس، اتقوا الله تعالى حق التقوى.
عباد الله:
يقول الله جل جلاله: وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ ٱللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ ٱلدّينَ حُنَفَاء وَيُقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَيُؤْتُواْ ٱلزَّكَوٰةَ وَذَلِكَ دِينُ ٱلقَيّمَةِ [البينة: 5]، ويقول جل جلاله: فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَـٰلِحاً وَلاَ يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبّهِ أَحَدَا [الكهف: 110].
أيها المسلمون:
في هاتين الآيتين بيان لركني قبول العمل، وأن الله جل جلاله لا يقبل عمل أي عامل إلا أن يكون هذا العمل خالصًا لله، يبتغي به عامله وجه الله والدار الآخرة، فإن يكن العمل رياءَ الناس ومحبة مديح الناس، وثناء الناس عليه، ولم يكن المقصود منه التقرب إلى الله، كان عملاً باطلاً.
يقول : ((قال الله عز وجل: أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملاً أشرك معي فيه غيري تركته وشركه))[1] وفي لفظ: ((وأنا منه بريء)) [2].
وأمر آخر، والركن الثاني: كون هذا العمل على وفق ما دل عليه كتاب الله وسنة محمد ، فكل عمل على خلاف كتاب الله وخلاف سنة رسول الله فإن الله لا يقبله من عامله، ولو أراد به التقرب إلى الله، قال تعالى: وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَـٰشِعَةٌ عَامِلَةٌ نَّاصِبَةٌ تَصْلَىٰ نَاراً حَامِيَةً [الغاشية: 2 ـ 4]، عملٌ خالصٌ لكنه على خلاف شرع الله، قال تعالى: قُلْ هَلْ نُنَبّئُكُم بِٱلأَخْسَرِينَ أَعْمَـٰلاً ٱلَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِى ٱلْحَيَوٰةِ ٱلدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا [الكهف: 103، 104]، وقال تعالى: وَقَدِمْنَا إِلَىٰ مَا عَمِلُواْ مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاء مَّنثُوراً [الفرقان: 23]، فلا بد أن يكون العمل على وفق ما دل الكتاب والسنة عليه. وقد أنكر الله على من اهتدى بغير كتابه وسنة رسوله قال تعالى: أَمْ لَهُمْ شُرَكَاء شَرَعُواْ لَهُمْ مّنَ ٱلدّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ ٱللَّهُ[الشورى: 21].
أيها المسلمون:
وبين النبي في سنته ذلك، وأن العمل لا بد فيه من إخلاص واتباع للحق، فروى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله يقول: ((إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه)) [3].
هذا الحديث حديث عظيم له شأنه، وهو أحد الأحاديث التي بنيت عليها شريعة الإسلام.
((إنما الأعمال)) يبين متى يقبل العمل، فقال: ((إنما الأعمال)) إنما صحة العمل، إنما صحته وفساده، وإنما يثاب أو يعاقب العبد عليه بالنية، فالنية هي التي تحدد قصده، هي التي يتحدد بها الثواب والعقاب، صحة العمل أو فساد العمل، يتحدد بها صحة العمل أو فساد العمل، ((إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى)) وما قصد من خير أو ضده.
أيها المسلمون:
إن النية تصحب المسلم في كل أحواله، في عباداته، وفي معاملاته، وفي علاقته بأهله، وفي علاقته بالآخرين، إنها النية الدالة على ما يكون بالخلق من محبة الله وإخلاص العمل له.
أيها المسلمون:
إن الله جل وعلا يعلم سرنا وعلانيتنا، ولا يخفى عليه شيء من أحوالنا، قُلْ إِن تُخْفُواْ مَا فِى صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ ٱللَّهُ وَيَعْلَمُ مَا فِى ٱلسَّمَـٰوٰتِ وَمَا فِى ٱلأرْضِ وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَىْء قَدِيرٌ [آل عمران: 29].
والله تعالى لا ينظر إلى صورنا ولا إلى أموالنا، ولكن ينظر إلى قلوبنا وأعمالنا، فنظر الله إنما هو لقلوبنا بما يكون فيها من إخلاص، وإلى أعمالنا هل وافقت شرع الله أو لا؟
أيها المسلم:
النية عمل قلبي لا يعلمه إلا الله، والناس فيه متفاوتون على قدر ما يقوم في قلوبهم من إخلاص لله، وهذه النية تصحبك في كل أحوالك، فخذ مثلاً الطهارة، الوضوء الشرعي، الوضوء الشرعي عبادة لله، يتقرب بها العبد إلى الله امتثالاً لقوله: يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ إِذَا قُمْتُمْ إِلَى ٱلصَّلوٰةِ فٱغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى ٱلْمَرَافِقِ وَٱمْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى ٱلْكَعْبَينِ الآية [المائدة: 6].
إذًا فالمؤمن عندما يتوضأ، لماذا؟ لأن الله أمره بذلك، ففي قلبه إرادة لامتثال أمر الله، والسمع والطاعة لله، فهو يتوضأ مستصحبًا لهذه النية في أول وضوئه وآخره، لكنه لا ينطق بها؛ لأن النطق بها ليس له أي فائدة، بل هو من أمورٍ ما شرعها الله لنا؛ لأن هذا دينٌ والله يعلم حالنا، قُلْ أَتُعَلّمُونَ ٱللَّهَ بِدِينِكُمْ وَٱللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِى ٱلسَّمَـٰوٰتِ وَمَا فِى
خطبـةجمعــةبعنـــوان.tt
الــــنــــيــــــــة الــــصــــالــــحــــــــة
للشيخ/ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
ملخص الخطبة
1 ـ شروط قبول العمل. 2 ـ اصطحاب النية لجميع الأعمال والأقوال. 3 ـ استحضار النية وتحسينها في جميع الأقوال والعمال. 4 ـ إدراك الثواب بالنية.
الخطبـــة.الأولـــى.cc
أما بعد: فيا أيها الناس، اتقوا الله تعالى حق التقوى.
عباد الله:
يقول الله جل جلاله: وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ ٱللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ ٱلدّينَ حُنَفَاء وَيُقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَيُؤْتُواْ ٱلزَّكَوٰةَ وَذَلِكَ دِينُ ٱلقَيّمَةِ [البينة: 5]، ويقول جل جلاله: فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَـٰلِحاً وَلاَ يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبّهِ أَحَدَا [الكهف: 110].
أيها المسلمون:
في هاتين الآيتين بيان لركني قبول العمل، وأن الله جل جلاله لا يقبل عمل أي عامل إلا أن يكون هذا العمل خالصًا لله، يبتغي به عامله وجه الله والدار الآخرة، فإن يكن العمل رياءَ الناس ومحبة مديح الناس، وثناء الناس عليه، ولم يكن المقصود منه التقرب إلى الله، كان عملاً باطلاً.
يقول : ((قال الله عز وجل: أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملاً أشرك معي فيه غيري تركته وشركه))[1] وفي لفظ: ((وأنا منه بريء)) [2].
وأمر آخر، والركن الثاني: كون هذا العمل على وفق ما دل عليه كتاب الله وسنة محمد ، فكل عمل على خلاف كتاب الله وخلاف سنة رسول الله فإن الله لا يقبله من عامله، ولو أراد به التقرب إلى الله، قال تعالى: وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَـٰشِعَةٌ عَامِلَةٌ نَّاصِبَةٌ تَصْلَىٰ نَاراً حَامِيَةً [الغاشية: 2 ـ 4]، عملٌ خالصٌ لكنه على خلاف شرع الله، قال تعالى: قُلْ هَلْ نُنَبّئُكُم بِٱلأَخْسَرِينَ أَعْمَـٰلاً ٱلَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِى ٱلْحَيَوٰةِ ٱلدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا [الكهف: 103، 104]، وقال تعالى: وَقَدِمْنَا إِلَىٰ مَا عَمِلُواْ مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاء مَّنثُوراً [الفرقان: 23]، فلا بد أن يكون العمل على وفق ما دل الكتاب والسنة عليه. وقد أنكر الله على من اهتدى بغير كتابه وسنة رسوله قال تعالى: أَمْ لَهُمْ شُرَكَاء شَرَعُواْ لَهُمْ مّنَ ٱلدّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ ٱللَّهُ[الشورى: 21].
أيها المسلمون:
وبين النبي في سنته ذلك، وأن العمل لا بد فيه من إخلاص واتباع للحق، فروى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله يقول: ((إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه)) [3].
هذا الحديث حديث عظيم له شأنه، وهو أحد الأحاديث التي بنيت عليها شريعة الإسلام.
((إنما الأعمال)) يبين متى يقبل العمل، فقال: ((إنما الأعمال)) إنما صحة العمل، إنما صحته وفساده، وإنما يثاب أو يعاقب العبد عليه بالنية، فالنية هي التي تحدد قصده، هي التي يتحدد بها الثواب والعقاب، صحة العمل أو فساد العمل، يتحدد بها صحة العمل أو فساد العمل، ((إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى)) وما قصد من خير أو ضده.
أيها المسلمون:
إن النية تصحب المسلم في كل أحواله، في عباداته، وفي معاملاته، وفي علاقته بأهله، وفي علاقته بالآخرين، إنها النية الدالة على ما يكون بالخلق من محبة الله وإخلاص العمل له.
أيها المسلمون:
إن الله جل وعلا يعلم سرنا وعلانيتنا، ولا يخفى عليه شيء من أحوالنا، قُلْ إِن تُخْفُواْ مَا فِى صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ ٱللَّهُ وَيَعْلَمُ مَا فِى ٱلسَّمَـٰوٰتِ وَمَا فِى ٱلأرْضِ وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَىْء قَدِيرٌ [آل عمران: 29].
والله تعالى لا ينظر إلى صورنا ولا إلى أموالنا، ولكن ينظر إلى قلوبنا وأعمالنا، فنظر الله إنما هو لقلوبنا بما يكون فيها من إخلاص، وإلى أعمالنا هل وافقت شرع الله أو لا؟
أيها المسلم:
النية عمل قلبي لا يعلمه إلا الله، والناس فيه متفاوتون على قدر ما يقوم في قلوبهم من إخلاص لله، وهذه النية تصحبك في كل أحوالك، فخذ مثلاً الطهارة، الوضوء الشرعي، الوضوء الشرعي عبادة لله، يتقرب بها العبد إلى الله امتثالاً لقوله: يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ إِذَا قُمْتُمْ إِلَى ٱلصَّلوٰةِ فٱغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى ٱلْمَرَافِقِ وَٱمْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى ٱلْكَعْبَينِ الآية [المائدة: 6].
إذًا فالمؤمن عندما يتوضأ، لماذا؟ لأن الله أمره بذلك، ففي قلبه إرادة لامتثال أمر الله، والسمع والطاعة لله، فهو يتوضأ مستصحبًا لهذه النية في أول وضوئه وآخره، لكنه لا ينطق بها؛ لأن النطق بها ليس له أي فائدة، بل هو من أمورٍ ما شرعها الله لنا؛ لأن هذا دينٌ والله يعلم حالنا، قُلْ أَتُعَلّمُونَ ٱللَّهَ بِدِينِكُمْ وَٱللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِى ٱلسَّمَـٰوٰتِ وَمَا فِى
ٱلأَرْضِ وَٱللَّهُ بِكُلّ شَىْء عَلِيمٌ [الحجرات: 16].
تقوى هذه النية عندما يستقصد المسلم اتباع السنة، ويطبق السنة في وضوئه كأنه ينظر إلى محمد وهو يتوضأ، تصديقًا عمليًا متبعًا للكتاب والسنة، نيته التقرب إلى الله بهذا العمل.
يغسل الغسل الواجب عليه يحمله على ذلك طاعة الله، وَإِن كُنتُمْ جُنُباً فَٱطَّهَّرُواْ [المائدة: 6]، فهو يتطهر طاعة لله، ولذا ما ائتمن الله عبدًا على شيء ما ائتمنه على غسل الجنابة.
يقوم للصلاة، فإذا خرج إلى الصلاة خرج بنية أداء الفريضة طاعة لله، ولهذا يقول : ((صلاة الرجل في الجماعة تضعف على صلاته في بيته بخمس وعشرين ضعفًا، وذلك أنه إذا توضأ فأحسن الوضوء ثم خرج لا يخرجه إلا الصلاة لم يخط خطوة إلا كتب الله له بها حسنة وحطّ عنه بها خطيئة)) [4].
فانظر أخي المسلم قوله: ((لا يخرجه إلا الصلاة)) يعني أنه يخرج لأداء الفريضة بنية الطاعة لله والاتباع لمحمد .
يؤدي زكاة ماله بنية صادقة، هذه النية تحمله على أداء الزكاة طاعة لله، ماله لا يعلم به أحد، الأموال الخفية لا يعلم بها أحد، لكنه يؤدي زكاة ماله متقصيًا لكل ماله طاعة لله، ونية صادقة يتقرب بها إلى الله، خُذْ مِنْ أَمْوٰلِهِمْ صَدَقَةً تُطَهّرُهُمْ وَتُزَكّيهِمْ بِهَا وَصَلّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَوٰتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ [التوبة: 103]، نية صالحة لأداء الواجب، مخالفًا لمن عصوا الله وأخلفوا وعده، وَمِنْهُمْ مَّنْ عَـٰهَدَ ٱللَّهَ لَئِنْ ءاتَـٰنَا مِن فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ ٱلصَّـٰلِحِينَ فَلَمَّا ءاتَاهُمْ مّن فَضْلِهِ بَخِلُواْ بِهِ وَتَوَلَّواْ وَّهُمْ مُّعْرِضُونَ فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقاً فِى قُلُوبِهِمْ إِلَىٰ يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُواْ ٱللَّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُواْ يَكْذِبُونَ [التوبة: 75 ـ 77]. أما المؤمن فيؤدي الزكاة بنية صالحة يتقرب بها إلى الله، يطبق أمر الله، ويسمع لله ويطيعه.
المسلم يمسك عن الشهوات في نهار الصيام، لماذا؟ نيته أن يتقرب إلى الله بترك مشتهيات النفس، يرجو بها وعد الله الصادق للصائمين، إِنَّمَا يُوَفَّى ٱلصَّـٰبِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ [الزمر: 10].
إن المؤمن يحج البيت الحرام، والنية الصادقة هي التي تسوقه إلى مفارقة الولد والمال والبلد، طاعة وقربة يتقرب بها إلى الله، ((والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة)) [5].
إنه في بيعه وشرائه، النية الصادقة تحضره، لا يُظهر للناس شيئًا، صُوَرًا ظاهرها الصحة، والباطن خلاف ذلك، نيته صالحة في تعامله.
إنه يتعامل مع أهله مع زوجته وأولاده، وينفق عليهم نفقة يبتغي بها وجه الله مؤديًا للواجب، مع النية الصالحة، يقول لسعد بن أبي وقاص: ((إنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أجرت عليها حتى ما تضعه في في امرأتك)) [6]، فإنفاقه على زوجته، وإنفاقه على ولده، وبره بأبويه، كل تلك الأعمال تصحبها نية خالصة لله، يريد بها التقرب إلى الله.
المسلم حتى في إفشاء وردّ السلام، وحتى في تشميت العاطس، وحتى في لين الجانب، وحتى في العفو عمن ظلمه، وحتى في الإحسان لمن أساء إليه، كل هذه الأمور يفعلها طاعة لله، ونية صالحة يبتغي بها وجه الله، لا يعمل الأشياء مجرد عادة، ولا مجاملة، ولكن النية الصالحة في قلبه تتحرك في كل ما فيه طاعة لله وقربة يتقرب بها إلى الله. إن أعمال المسلم كلها طاعة لله في كل أحواله، وذاك فضل الله على المسلم، أن هذه الأعمال الصالحة بالنية الحسنة يرفعه الله بها درجة، ويحقق له بها الخير.
وأسأل الله لي ولكم الإخلاص له في القول والعمل.
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه وتوبوا إليه إنه هو الغفور الرحيم.
[1] أخرجه مسلم في الزهد (2985) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
[2] هذه الرواية عند أحمد (2/435)، وابن ماجه في الزهد (4202).
[3] أخرجه البخاري في بدء الوحي (1)، ومسلم في الإمارة (1907).
[4] أخرجه البخاري في الأذان (647)، ومسلم في المساجد (649) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
[5] أخرجه البخاري في الحج (1773)، ومسلم في الحج (1349) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
[6] أخرجه البخاري في الجنائز (1296)، ومسلم في الوصية (1628) من حديث سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه.
الخطبـــة.الثانيـــة.cc
أما بعد: فيا أيها الناس، اتقوا الله تعالى حق التقوى.
عباد الله، إن النية في القلب كلما قوي تأثيرها في القلب، كلما عظم الثواب.
أيها المسلم:
إن من فضل الله عليك أن نيتك للخير تعطيك ثواب العاملين، إذا كان الحامل على عدم العمل العجزُ وعدمُ القدرة، يقول الله جل وعلا: وَمَن يُهَاجِرْ فِى سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِى ٱلأرْضِ مُرَاغَماً كَثِيراً وَسَعَةً وَمَن يَخْرُجْ مِن بَيْتِهِ مُهَـٰجِراً إِلَى ٱللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ ٱلْمَوْتُ فَقَدْ وَقَ
تقوى هذه النية عندما يستقصد المسلم اتباع السنة، ويطبق السنة في وضوئه كأنه ينظر إلى محمد وهو يتوضأ، تصديقًا عمليًا متبعًا للكتاب والسنة، نيته التقرب إلى الله بهذا العمل.
يغسل الغسل الواجب عليه يحمله على ذلك طاعة الله، وَإِن كُنتُمْ جُنُباً فَٱطَّهَّرُواْ [المائدة: 6]، فهو يتطهر طاعة لله، ولذا ما ائتمن الله عبدًا على شيء ما ائتمنه على غسل الجنابة.
يقوم للصلاة، فإذا خرج إلى الصلاة خرج بنية أداء الفريضة طاعة لله، ولهذا يقول : ((صلاة الرجل في الجماعة تضعف على صلاته في بيته بخمس وعشرين ضعفًا، وذلك أنه إذا توضأ فأحسن الوضوء ثم خرج لا يخرجه إلا الصلاة لم يخط خطوة إلا كتب الله له بها حسنة وحطّ عنه بها خطيئة)) [4].
فانظر أخي المسلم قوله: ((لا يخرجه إلا الصلاة)) يعني أنه يخرج لأداء الفريضة بنية الطاعة لله والاتباع لمحمد .
يؤدي زكاة ماله بنية صادقة، هذه النية تحمله على أداء الزكاة طاعة لله، ماله لا يعلم به أحد، الأموال الخفية لا يعلم بها أحد، لكنه يؤدي زكاة ماله متقصيًا لكل ماله طاعة لله، ونية صادقة يتقرب بها إلى الله، خُذْ مِنْ أَمْوٰلِهِمْ صَدَقَةً تُطَهّرُهُمْ وَتُزَكّيهِمْ بِهَا وَصَلّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَوٰتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ [التوبة: 103]، نية صالحة لأداء الواجب، مخالفًا لمن عصوا الله وأخلفوا وعده، وَمِنْهُمْ مَّنْ عَـٰهَدَ ٱللَّهَ لَئِنْ ءاتَـٰنَا مِن فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ ٱلصَّـٰلِحِينَ فَلَمَّا ءاتَاهُمْ مّن فَضْلِهِ بَخِلُواْ بِهِ وَتَوَلَّواْ وَّهُمْ مُّعْرِضُونَ فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقاً فِى قُلُوبِهِمْ إِلَىٰ يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُواْ ٱللَّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُواْ يَكْذِبُونَ [التوبة: 75 ـ 77]. أما المؤمن فيؤدي الزكاة بنية صالحة يتقرب بها إلى الله، يطبق أمر الله، ويسمع لله ويطيعه.
المسلم يمسك عن الشهوات في نهار الصيام، لماذا؟ نيته أن يتقرب إلى الله بترك مشتهيات النفس، يرجو بها وعد الله الصادق للصائمين، إِنَّمَا يُوَفَّى ٱلصَّـٰبِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ [الزمر: 10].
إن المؤمن يحج البيت الحرام، والنية الصادقة هي التي تسوقه إلى مفارقة الولد والمال والبلد، طاعة وقربة يتقرب بها إلى الله، ((والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة)) [5].
إنه في بيعه وشرائه، النية الصادقة تحضره، لا يُظهر للناس شيئًا، صُوَرًا ظاهرها الصحة، والباطن خلاف ذلك، نيته صالحة في تعامله.
إنه يتعامل مع أهله مع زوجته وأولاده، وينفق عليهم نفقة يبتغي بها وجه الله مؤديًا للواجب، مع النية الصالحة، يقول لسعد بن أبي وقاص: ((إنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أجرت عليها حتى ما تضعه في في امرأتك)) [6]، فإنفاقه على زوجته، وإنفاقه على ولده، وبره بأبويه، كل تلك الأعمال تصحبها نية خالصة لله، يريد بها التقرب إلى الله.
المسلم حتى في إفشاء وردّ السلام، وحتى في تشميت العاطس، وحتى في لين الجانب، وحتى في العفو عمن ظلمه، وحتى في الإحسان لمن أساء إليه، كل هذه الأمور يفعلها طاعة لله، ونية صالحة يبتغي بها وجه الله، لا يعمل الأشياء مجرد عادة، ولا مجاملة، ولكن النية الصالحة في قلبه تتحرك في كل ما فيه طاعة لله وقربة يتقرب بها إلى الله. إن أعمال المسلم كلها طاعة لله في كل أحواله، وذاك فضل الله على المسلم، أن هذه الأعمال الصالحة بالنية الحسنة يرفعه الله بها درجة، ويحقق له بها الخير.
وأسأل الله لي ولكم الإخلاص له في القول والعمل.
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه وتوبوا إليه إنه هو الغفور الرحيم.
[1] أخرجه مسلم في الزهد (2985) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
[2] هذه الرواية عند أحمد (2/435)، وابن ماجه في الزهد (4202).
[3] أخرجه البخاري في بدء الوحي (1)، ومسلم في الإمارة (1907).
[4] أخرجه البخاري في الأذان (647)، ومسلم في المساجد (649) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
[5] أخرجه البخاري في الحج (1773)، ومسلم في الحج (1349) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
[6] أخرجه البخاري في الجنائز (1296)، ومسلم في الوصية (1628) من حديث سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه.
الخطبـــة.الثانيـــة.cc
أما بعد: فيا أيها الناس، اتقوا الله تعالى حق التقوى.
عباد الله، إن النية في القلب كلما قوي تأثيرها في القلب، كلما عظم الثواب.
أيها المسلم:
إن من فضل الله عليك أن نيتك للخير تعطيك ثواب العاملين، إذا كان الحامل على عدم العمل العجزُ وعدمُ القدرة، يقول الله جل وعلا: وَمَن يُهَاجِرْ فِى سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِى ٱلأرْضِ مُرَاغَماً كَثِيراً وَسَعَةً وَمَن يَخْرُجْ مِن بَيْتِهِ مُهَـٰجِراً إِلَى ٱللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ ٱلْمَوْتُ فَقَدْ وَقَ
عَ أَجْرُهُ عَلىَ ٱللَّهِ [النساء: 100]. فنيته الصالحة جعلته في عداد المهاجرين، وقد مات ولم يبلغ دار المهاجرين.
أيها المسلم:
النبي في غزو تبوك غزوة ذات العسرة غزا، وتخلف عنه أقوام من أصحابه، ما تخلفوا نفاقًا ولا قلة إيمان، ولكن حبسهم العذر، فالنبي أراد أن يبين فضلهم فقال: ((إن بالمدينة أقوامًا ما سرتم مسيرًا ولا قطعتم واديًا إلا كانوا معكم حبسهم العذر)) [1]. ولذا قال الله: وَلاَ عَلَى ٱلَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لاَ أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا وَّأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ ٱلدَّمْعِ حَزَناً أَلاَّ يَجِدُواْ مَا يُنْفِقُونَ [التوبة: 92].
أيها المسلم:
عملك الصالح الذي كنت تعمله من صلاة، من صيام، من فعل خير، إذا عجزت عنه فإن الله جل وعلا يثيبك على النية الصالحة، يقول : ((إذا مرض العبد أو سافر كتب الله له ما كان يعمله صحيحًا مقيمًا)) [2].
حتى أن المسلم من فضل الله يثاب على قصده الخير ولو كان متع وشهوات وملذات إذا أراد بها كف نفسه عن الحرام، وكف أهله عن الحرام، أثابه الله على هذه النية الصالحة، ولو كانت متعًا وملذات.
يقول لما عد أنواع الوسائل التي يتحقق بها للمسلم الصدقة، قال: ((وفي بُضع أحدكم صدقة)) أي فرجه، قالوا: يا رسول الله، أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر؟! يقولون: يا رسول الله، جماع الرجل امرأته لذة ومتعة، أيكون له أجر وهو قصد المتعة والتلذذ؟! قال: ((أرأيتم لو وضعها في الحرام كان عليه وزر؟! فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجر)) [3]. فهذا من نعمة الله على المسلم، أن ملذاته ومتعه، تنقلب أعمالاً صالحة، ينال عليها الثواب إذا كانت النية خالصة لله.
قال بعض السلف: "إن نوم المؤمن وأكله وشربه كل ذلك أعمال صالحة تجري عليه إذا أراد بها التقوي على طاعة الله"، فرقٌ بين المؤمن وبين غيره، غير المؤمن المتع والملذات هي المسيطرة على النفس، ولا صلة له بالله، وإنما شهوات وملذات، مآكل ومطاعم ومناكح، وليس صلة بالله، أما المسلم فخلاف ذلك، كل خطواته وأعماله يقصد بها التقرب إلى الله، فالنية الصالحة تصحبه في كل أحواله، فيرتقي بذلك إلى درجات الكمال.
وأسأل الله أن يجعلنا وإياكم من المخلصين الصادقين إنه على كل شيء قدير.
واعلموا رحمكم الله أن أحسن الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد ...
[1] أخرجه البخاري في المغازي (4423) من حديث أنس رضي الله عنه، ومسلم في الإمارة (1911) من حديث جابر رضي الله عنهما بلفظ: ((حبسهم المرض)).
[2] أخرجه البخاري في الجهاد (2996) من حديث أبي موسى رضي الله عنه.
[3] أخرجه مسلم في الزكاة (1006) من حديث أبي ذر رضي الله عنه.
========================
أيها المسلم:
النبي في غزو تبوك غزوة ذات العسرة غزا، وتخلف عنه أقوام من أصحابه، ما تخلفوا نفاقًا ولا قلة إيمان، ولكن حبسهم العذر، فالنبي أراد أن يبين فضلهم فقال: ((إن بالمدينة أقوامًا ما سرتم مسيرًا ولا قطعتم واديًا إلا كانوا معكم حبسهم العذر)) [1]. ولذا قال الله: وَلاَ عَلَى ٱلَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لاَ أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا وَّأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ ٱلدَّمْعِ حَزَناً أَلاَّ يَجِدُواْ مَا يُنْفِقُونَ [التوبة: 92].
أيها المسلم:
عملك الصالح الذي كنت تعمله من صلاة، من صيام، من فعل خير، إذا عجزت عنه فإن الله جل وعلا يثيبك على النية الصالحة، يقول : ((إذا مرض العبد أو سافر كتب الله له ما كان يعمله صحيحًا مقيمًا)) [2].
حتى أن المسلم من فضل الله يثاب على قصده الخير ولو كان متع وشهوات وملذات إذا أراد بها كف نفسه عن الحرام، وكف أهله عن الحرام، أثابه الله على هذه النية الصالحة، ولو كانت متعًا وملذات.
يقول لما عد أنواع الوسائل التي يتحقق بها للمسلم الصدقة، قال: ((وفي بُضع أحدكم صدقة)) أي فرجه، قالوا: يا رسول الله، أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر؟! يقولون: يا رسول الله، جماع الرجل امرأته لذة ومتعة، أيكون له أجر وهو قصد المتعة والتلذذ؟! قال: ((أرأيتم لو وضعها في الحرام كان عليه وزر؟! فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجر)) [3]. فهذا من نعمة الله على المسلم، أن ملذاته ومتعه، تنقلب أعمالاً صالحة، ينال عليها الثواب إذا كانت النية خالصة لله.
قال بعض السلف: "إن نوم المؤمن وأكله وشربه كل ذلك أعمال صالحة تجري عليه إذا أراد بها التقوي على طاعة الله"، فرقٌ بين المؤمن وبين غيره، غير المؤمن المتع والملذات هي المسيطرة على النفس، ولا صلة له بالله، وإنما شهوات وملذات، مآكل ومطاعم ومناكح، وليس صلة بالله، أما المسلم فخلاف ذلك، كل خطواته وأعماله يقصد بها التقرب إلى الله، فالنية الصالحة تصحبه في كل أحواله، فيرتقي بذلك إلى درجات الكمال.
وأسأل الله أن يجعلنا وإياكم من المخلصين الصادقين إنه على كل شيء قدير.
واعلموا رحمكم الله أن أحسن الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد ...
[1] أخرجه البخاري في المغازي (4423) من حديث أنس رضي الله عنه، ومسلم في الإمارة (1911) من حديث جابر رضي الله عنهما بلفظ: ((حبسهم المرض)).
[2] أخرجه البخاري في الجهاد (2996) من حديث أبي موسى رضي الله عنه.
[3] أخرجه مسلم في الزكاة (1006) من حديث أبي ذر رضي الله عنه.
========================