Telegram Web Link
شر: 18]، ثم حذَّر الله جل وعلا من حال من خالفوا هذه الوصية، وارتكبوا ما نهى عنه، فقال سبحانه: ﴿ وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ﴾ [الحشر: 19].

فيُحذر الله حال هؤلاء الذين نسوا الله، والمعنى:
نسوا طاعته، ونسوا ما أمرهم جل وعلا به، ونسيانهم هذا ليس من قبيل النسيان الذي لا يؤاخذ عليه الإنسان، لكنه نسيان التعمد، بمعنى أنهم أعرضوا وتنكَّبوا الصراط المستقيم عن عمد وقصد، وهذا حال المنافقين وأشباههم من اليهود والنصارى وأضرابهم!

ولذلك فإن الله جل وعلا جازاهم على هذا النسيان الذي تعمَّدوه وقصدوه، وأهملوا معهم أوامر الله ونواهيه، وذلك أنه سبحانه جازاهم بجنس ما عملوا، وهو أنه سبحانه نسيهم: ﴿ نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ ﴾ [التوبة: 67].

والمعنى أنه عاملهم معاملة الناسي لهم؛ لأن الله جل وعلا كما وصف نفسه: ﴿ لَا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنْسَى ﴾ [طه: 52]، لكنه عاملهم معاملة الناسي لهم الذي يكون معه حرمانهم من الخير، ومنعهم من التوفيق للهدى، ومنعهم من الرشد، ومن كل نعمة يُريدها الله بهم، وهذا من أعظم ما يكون من العقوبة للإنسان أنه يُجازى بأن يَنسى ما فيه الخير لنفسه، وأن يتجنَّب ما فيه حُسن العقبى له في الدنيا والآخرة، وهذه عقوبة عظيمة إذا بلَغت بالإنسان، فقد تُودِّعَ منه، وهذا يؤول بالإنسان إلى أن يكون مقتحمًا للسيئات؛ لأنه لو عظم شأنه أو علا قدره عند ربه، لحال الله بينه وبين المعاصي، ولكن الذي أهانه الله، فإنه لا يحول بينه وبين السيئات، بل إنه يقتحمها ولا يزال سادرًا في ضلاله وطغيانه، ولذا قال الله تعالى: ﴿ وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ ﴾ [الحج: 18]، وإهانة هؤلاء بأن يَقترفوا السيئات، وألا يُوفَّقوا للتوبة منها.

ولذلك ما عُوقِب عبد بمثل أن يعاقب بألا يحال بينه وبين السيئات، فلا يزال مقتحمًا لها، مُصرًّا عليها، حتى يلقى الله جل وعلا؛ قال الإمام ابن كثير رحمه الله: قوله جل وعلا: ﴿ نَسُوا اللَّهَ ﴾؛ أي: نسوا ذكره سبحانه، فنَسِيهم؛ أي: عامَلهم معاملة مَن نسيهم؛ كما قال جل وعلا: ﴿ وَقِيلَ الْيَوْمَ نَنْسَاكُمْ كَمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا ﴾ [الجاثية: 34]، وكما قال جل وعلا: ﴿ فَذُوقُوا بِمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا إِنَّا نَسِينَاكُمْ ﴾ [السجدة: 14].

فهي عقوبة من الله جل وعلا من جنس ما كان منهم في الدنيا، لَما تَهاوَنوا بالأوامر وبالنواهي، وتعامَلوا معها تعاملًا خلاف ما أمر الله جل وعلا، فكانت العقوبة لهم في الدنيا على هذه الحال: ﴿ وَقَيَّضْنَا لَهُمْ قُرَنَاءَ فَزَيَّنُوا لَهُمْ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ ﴾ [فصلت: 25]، وهم في الآخرة يبقون في العذاب لا يستجاب لتضرُّعهم، ولا يُجابون لنداءاتهم إلا إجابة التبكيت؛ كما قال الله تعالى: ﴿ وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ ﴾ [الزخرف: 77]، إلى غير ذلك من نداءاتهم وهم في النار، ولا يجابون على ذلك إلا بما فيه تبكيتهم؛ كما قال سبحانه: ﴿ قَالَ اخْسَئُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ ﴾ [المؤمنون: 108] عياذًا بالله من هذه الحال!

وهؤلاء الذين نسوا الله هم كما قال الله تعالى في شأنهم، وهم المنافقون ومَن أشبههم، ومن تشبهوا به من قبلهم من اليهود والنصارى الذين تناسوا أوامر الله، وارتكبوا نواهيه، وهذا يوجب على المؤمن أن يحاذر من أن يصل إلى هذه النتيجة، وهي أن الله سبحانه ينسيه نفسه، فلا يعرف ما ينبغي من الهدى، وما ينبغي له من السعي بعمل الطاعات واجتناب السيئات؛ قال العلامة ابن القيم رحمه الله في شأن العقوبات التي تحل بالعبد بسبب إصراره على المعاصي: إن المعصية تنسي العبد نفسه، وإذا نسي نفسه أهملها وأفسدها وأهلكها، فإن قيل: كيف ينسى العبد نفسه؟ وإذا نسي نفسه فأي شيء يذكر؟ وما معنى نسيانه نفسه؟ قيل: نعم هو ينسى نفسه أعظم نسيان؛ قال الله تعالى: ﴿ وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ﴾ [الحشر: 19].

فلما نسوا ربهم سبحانه، نسيهم وأنساهم أنفسهم؛ كما قال سبحانه: ﴿ نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ ﴾، فعاقب سبحانه وتعالى مَن نسيه عقوبتين؛ إحداهما أنه جل وعلا نسيه، والثانية أنه أنساه نفسه، ونسيانه جل وعلا للعبد إهماله وتركه، وتخلِّيه عنه وإضاعته، فالهلاك أدنى إليه من اليد للفم، وإما إنساؤه نفسه، فهو إنساؤه لحظوظها العالية، وأسباب سعادتها وفلاحها وإصلاحها، وما يكون بسبب هذا النسيان من البلاء ما لا يخطر على البال.

أقول: لذلك يعجب المرء أن بعض الناس لا يزال مستمرًّا في معاصيه إلى آخر لحظة من حياته؛ حتى إن بعضهم يُذكَّر بالتوحيد والهداية في لحظات سكرات الموت، لكنه لا يستجيب، وهذا لأن الله نَسِيه، عياذًا بالله من كل ذلك!

ثم إن من نسيان الله لهم أنهم لا يزالون متعلقين بالدنيا، لا يلتفتون للآخرة، وهم مع ذلك في إذلال من الله جل وع
لا، ظاهر عليهم الذل؛ كما قال ربنا سبحانه في الآية الكريمة: ﴿ وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِم ﴾ [الحج: 18].

قال الإمام الحسن البصري رحمه الله في شأن أهل المعاصي المُصرِّين عليها، المستعلنين بها: إنهم وإن طقطقت بهم البغال، وهملجت بهم البرادين، فإن ذل المعصية على وجوههم، أبى الله إلا أن يذل مَن عصاه.

والمعنى في كلامه رحمه الله أن أهل العصيان الذين أصرُّوا على الذنوب، وجاهروا بها مهما علوا في الدنيا، فهملجت بهم البرادين؛ يعني: كانت لهم المركوبات وكانت لهم الشارات العالية، وكانت لهم المفاخر الدنيوية، ثم إنهم مع كل ما يملكون ومع كل ما يتظاهرون به من الزينة - في اللباس والمراكب، وكثرة الأموال - فإن ذل المعصية لا يجاوز رقابهم، ولا يخفى عن وجوههم، لماذا؟ لأن الله سبحانه أبى إلا أن يذل من عصاه؛ كما دلت عليه الآية المتقدمة. فحَرِيٌّ بالمؤمن أيها الإخوة الكرام أن يكون مستعدًّا لنقلته عن هذه الحياة الدنيا؛ بإعداد العدة بالعمل الصالح، والانتهاء عن السيئات، وأن يحاسب نفسه، فهذا خير زاد يقدم به على رب العباد.

ألا وصلُّوا وسلِّمُوا على خير خلق الله نبينا محمد، فقد أمرنا ربنا بذلك، فقال عز من قائل: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56].

اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد.

اللهم وارضَ عن خلفائه الراشدين والأئمة المهديين: أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن سائر الصحابة والتابعين، وعنا معهم برحمتك يا أرحم الراحمين.

اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الكفر والكافرين.

اللهم أصلح أحوال المسلمين في كل مكان يا رب العالمين.

اللهم اجعل بلدنا هذا آمنًا مطمئنًا وسائر بلاد المسلمين.

اللهم وفِّق أئمتنا وولاة أمورنا، اللهم انفع بهم العباد والبلاد، واجعلهم هداة مهتدين.

اللهم ارزقهم البطانة الصالحة الناصحة، وأبْعِد عنهم بطانة السوء يا رب العالمين.

اللهم احفظ وأيِّد، وثبِّت أقدام إخواننا المرابطين على حدودنا وعلى ثغور بلادنا.

اللهم احفظهم بحفظك، اللهم سدِّد آراءهم ورَمْيهم يا رب العالمين.

اللهم واحقِن دماء المسلمين في كل مكان، اللهم عجِّل بالفرج لإخواننا المكروبين في فلسطين وسوريا، وفي ليبيا ومصر وفي العراق، وفي غيرها من البلاد يا رب العالمين.

اللهم إن بأمة نبيك محمد عليه الصلاة والسلام - من الفرقة والبأساء، والشدة واللأواء، وتسلُّط الأعداء - ما لا يخفى عليك، ولا نشكوه إلا إليك، ولا يَقدِّر على كشفه إلا أنت، فنسألك اللهم يا ذا الجلال والإكرام فرجًا عاجلاً لإخواننا المكروبين، اللهم عجِّل لهم الفرجَ.

اللهم انصر مَن نصَر دينك، اللهم أذل مَن حارَب دينك، وحارَب عبادك المؤمنين يا رب العالمين .
========================
🎤
خطبـةجمعــةبعنـــوان.tt
ولـكــن ينـظــر إلى قـلــوبكـــم ... !
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌

الخطبــــة.الاولــــى.cc
الحمد لله الذي جعل الحمد مفتاحا لذكره ، وسببا للمزيد من فضله، جعل لكل شيء قدرا، ولكل قدر أجلا، ولكل أجل كتابا .

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادة تزيد في اليقين، وتثقل الموازين، وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله، وصفيه وخليله، أمين وحيه، وخاتم رسله، وبشير رحمته، ونذير نقمته، بعثه بالنور المضي، والبرهان الجلي، فأظهر به الشرائع المجهولة، وقمع به البدع المدخولة، وبين به الأحكام المفصولة صلى الله عليه، وعلى آله مصابيح الدجى، وأصحابه ينابيع الهدى، وسلم تسليما كثيراً أما بعـــد : -

عبــــــاد الله : -
يقول الله سبحانه وتعالى { إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ وَلَا يَسْتَثْنُونَ فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِنْ رَبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ فَتَنَادَوْا مُصْبِحِينَ أَنِ اغْدُوا عَلَى حَرْثِكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَارِمِينَ فَانْطَلَقُوا وَهُمْ يَتَخَافَتُونَ أَنْ لَا يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُمْ مِسْكِينٌ وَغَدَوْا عَلَى حَرْدٍ قَادِرِينَ فَلَمَّا رَأَوْهَا قَالُوا إِنَّا لَضَالُّونَ بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ قَالَ أَوْسَطُهُمْ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ لَوْلَا تُسَبِّحُونَ قَالُوا سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَلَاوَمُونَ قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا طَاغِينَ عَسَى رَبُّنَا أَنْ يُبْدِلَنَا خَيْرًا مِنْهَا إِنَّا إِلَى رَبِّنَا رَاغِبُونَ كَذَلِكَ الْعَذَابُ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ}(سورة القلم آية (17 – 33).

هذه قصة أصحاب الحديقة والبستان المثمر والمنظر البديع والخير الوفير ذكرها الله في القرآن ليعتبر المعتبرون فهل تساءل أحدنا لماذا عاجلهم الله بالعقوبة ؟ ولماذا أحرق حديقتهم ودمر زرعهم وأهلك أموالهم ؟ لقد أخبرنا سبحانه وتعالى أن السبب هو أنهم أضمروا في قلوبهم الشر والبخل والخبث والمكر ومنع ما كان للفقراء والمساكين من حق ... فسبحان الله مجرد الإضمار في القلب والنية لعمل المنكر وفساد المقصد سبباً للهلاك فكيف بمن يفعل ذلك ويمارسه سلوكاً في واقع الحياة إن الإيمان والكفر لا يكون إلا في القلب والنية لا تخرج إلا من القلب والموعظة والتذكر والفهم والتدبر لا يكون إلا في القلب والسكينة والطمأنينة وراحة البال لا تنبع إلا في القلب والقسوة والغلظة والغفلة لا تكون إلا في القلب قال تعالى"(وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَـئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ {179}

فإذا كان الأمر كذلك وأن القلوب عليها مدار السعادة والحياة الطيبة في الدنيا والآخرة وجب على كل مسلم أن يتعاهد قلبه بالإيمان والعمل الصالح وأن يصفية من أمراض القلوب كالنفاق والحقد والحسد و والكبر والبغض والكراهية والقسوة والخبث فالله سبحانه وتعالى لا ينظر إلى الصور والأجساد بل ينظر إلى القلوب والأعمال، ويُجازي عليها فلا تجعل محل نظر الله إليك هو أخبث الأماكن وأكثرها جرماً ففي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم )( مسلم(2564) وقال تعالى({لَقَدْ رَضِيَ اللهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا في قُلُوبِهِم فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا} [الفتح: 18].

فالإيمان والصدق وإتباع الحق لا يستدل عليه من الصور والهيئات ولكن الله يعلم أن مكانه القلب ... ويقول المصطفى صلى الله عليه وسلم: {ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب } (رواه مسلم من حديث النعمان بن بشير رضي الله عنه) وقال تعالى مبيناً أهمية القلب في حياة الإنسان وأنه محل سؤال الله يوم القيامة (وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً)[سورة الإسراء، الآية: 36].

عبـــاد الله : - لقد ربط الله تعالى النجاة يوم القيامة بسلامة القلوب: (يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ * إلاَّ مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ)[الشعراء:88، 89]. والقلب السليم هو القلب سلم من كل شهوة تخالف أمر الله ونهيه وسلم من مخالفة رسوله صلى الله عليه وسلم و سلم من الغل والحقد والحسد والكبر وغيرها من الآفات والشبهات والشهوات المهلكة و هو قلب يخشى الله في السر والع
لن ،كثير التوبة والإنابة إليه قال تعالى (وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَن بِالْغَيْبِ وَجَاء بِقَلْبٍ مُّنِيبٍ) [سورة ق، الآية: 31]. ..

وعندما سُئل النبي صلى الله عليه وسلم أي الناس أفضل؟ قال: "كل مخموم القلب صدوق اللسان" قالوا: صدوق اللسان نعرفه فما مخموم القلب؟ قال: "هو التقي النقي، لا إثم فيه ولا بغي ولا غل ولا حسد" (صحيح ابن ماجه للألباني(3416) ..

يا لروعة هذه القلوب كيف جعلت من أصحابها أفضل الخلق عند الله وعند رسوله بل وعند الناس جميعاً. ..

لقد كان أعظم هذه القلوب صفاءاً وأوسعها رحمة وليناً ورفقاً وحلماً هو قلب محمد صلى الله عليه وسلم الذي قال فيه ربه(فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ) (آل عمران:159) ..

وقلوب المؤمنين يجب أن تكون كذلك تتصف باللين والخشوع والرحمة والوجل لتنال رحمة الله وتوفيقه في الدنيا والآخرة قال تعالى(إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ * الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا) [سورة الأنفال:2-4].

عبــــــاد الله : - لقد ضرب الصحابة رضي الله عنهم أروع الأمثلة في سلامة القلوب وطهارة الصدور، فكان لهم من هذه الصفة أوفر الحظ والنصيب، ...

كانوا رضي الله عنهم صفاً واحداً يعطف بعضهم على بعض ويرحم بعضهم بعضاً ويحب بعضهم بعضاً كما وصفهم جل وعلا بذلك حيث قال: ﴿وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ﴾( الحشر: 9) وكما قال جل ذكره في وصفهم: ﴿مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَه أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً﴾( الفتح: 29) .

وكان لسلامة قلوبهم منزلة كبرى حتى إنهم جعلوها سبب التفاضل بينهم قال إياس بن معاوية بن قرة عن أصحاب النبي صلَى الله عليه وسلم ((كان أفضلهم عندهم أسلمهم صدراً وأقلهم غيبة)) و قال سفيان بن دينار لأبي بشر أحد السلف الصالحين: أخبرني عن أعمال من كان قبلنا؟ قال: كانوا يعملون يسيراً ويؤجرون كثيراً. قال سفيان: ولم ذاك؟ قال أبو بشر: لسلامة صدورهم.. لا يمكر لأخيه ولا يحقد عليه ولا يهجره ولا يتمنى أن ينزل أو يحل بداره شرٌ أو مكروه ولو كان بينهم خصومات أو اختلاف في وجهات النظر بل يتمنى له الخير يرجو بذلك ثواب الله ويطلب رضاه .. هــذا ابن عباس رضي الله عنهما يقول : "إني لأسمع أن الغيث قد أصاب بلدًا من بلدان المسلمين فأفرح به، ومالي به سائمة".

إن رقة القلب وسلامة الصدر
نعمة من أجل النعم وأعظمها ، وما من قلب يُحرم هذه النعمة إلا كان صاحبه موعوداً بعذاب الله فقد قال سبحانه { فَوَيْلٌ لِّلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُم مِّن ذِكْرِ اللَّهِ } (الزمر:22) ، وما رق قلب لله وانكسر إلا كان صاحبه سابقاً إلى الخيرات ، مشمراً إلى الطاعات ... اللهم ارزقنا قلوباً عامرة بالإيمان خالية من الشرك والنفاق وسوء الأخلاق ..

قلت ما سمعتم واستغفر الله
لي ولكم فاستغفروه ....


الخطبـــــة.الثانيـــــة.cc
عبـــــــاد الله : إنه ينبغي لكل مسلم أن يتعاهد قلبه بالإيمان والأعمال الصالحة من صلاة وصيام وذكر وقراءة للقرآن وصدقة وبر ودعاء وكل عمل يقرب إلى الله وعليه كذلك أن يصفي قلبه من الأمراض التي تكون سبباً في هلاكه وموته كالحسد والغل والنفاق والشرك والبغضاء وسوء الظن وعليه أن يملئ قلبه بالحب والرحمة واللين والشفقة والعفو والتسامح وحب الخير لكل مسلم فمن فعل ذلك كتب الله سعادة الدنيا والآخرة لا ينالها إلا أصحاب هذه القلوب السليمة فقد وصف الله عباده المؤمنين أهل الجنة بقوله (وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَاناً عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ)[الحجر:47] قال ابن كثير في تفسير هذه الآية: أي: نزعنا من صدورهم كل حسد وبُغض،..)

أيهـا المؤمنون / عبــاد الله :
إن قسوة القلوب وفسادها سبب لمشاكل الحياة فالعنف والشدة والغلظة على بعضنا البعض وغياب التراحم والتكافل وسوء الظن على مستوى الفرد والأسرة والمجتمع سببه قسوة القلوب قال تعالى (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ * فَلَوْلا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْ
طَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ * فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) [الأنعام:42-45].. وإنه قد آن الآوان لهذه القلوب أن تخشع وتلين وتعمر بالإيمان والتقوى فقد حذر سبحانه من الغرور والغفلة وطول الأمل فقال (أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنْ الْحَقِّ وَلا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمْ الأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ) [الحديد: 16] ..

وإن مما يرقق القلوب ويذهب عنها قسوتها النظر في أحوال الفقراء والمساكين والأيتام والمحتاجين والمعوزين خاصة في مثل هذه الأيام ومساعدتهم وبذل المعروف وإدخال السرور عليهم فقد جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم يشكو إليه قسوة القلب فقال أدن اليتيم وامسح برأسه وأطعمه طعامك يلن قلبك وتقدر على حاجتك) ( رواه أبو الدرداء وأخرجه الألباني في السلسلة الصحيحة / 2/509) ..

وعلينا أن نكثر من الدعاء ..( رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاً لِلَّذِينَ آمَنُوا [الحشر:10].. اللهم أصلح قلوبنا وزينها بالإيمان ونقها من الحقد والحسد والبغضاء برحمتك يا أرحم الراحمين .. اللهم اغفر ذنوب المذنبين وتب على التائبين، واكتب الصحة والسلامة والعافية لعموم المسلمين .. اللهم آمنا في أوطاننا واحقن دمائنا وتولى أمرنا واهدنا سبلنا واجعلنا من الراشدين ..

هذا وصلوا وسلموا رحمكم الله على الرحمة المهداة، والنعمة المسداة؛ نبينا وإمامنا وقدوتنا محمد بن عبد الله، فقد أمركم الله بالصلاة والسلام عليه بقوله: إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً [الأحزاب:56)
========================
🎤 زاد.الخطـيـب.الدعــــوي.tt
طريقك إلى الخطابة والإلقاء8⃣3⃣
•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•

خــــواطــــر.خطـــيــب.cc
للدكتور/ عمر بن عبد الله المقبل
•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°

💥طرحتُ مرةً في موقع التواصل (تويتر) سؤالاً حول قضية تتصل بخطبة الجمعة، وقد جاءت مئات التعليقات من المتابعين الكرام جزاهم الله خيراً، والتي أثارت في النفس شجوناً تتعلق بالخطبة والخطابة .

🔸ومثل هذه المقالة المختصرة لا تحتمل بثّ تلك الشجون، لكني التقطتُ خيطاً من تلك الإجابات؛ لأنظِم منه بعضَ الخواطر حول مسؤولية الخطيب عن خطبته، أكتبها معترفاً بتقصيري، لكن لعلي أذكّر بها نفسي أولاً، وإخوتي ثانياً، فأقول :

ً1⃣ - أن على الخطيب أن يستشعر أمانة موقِفه في المنبر، وأنه يقوم مقاماً من مقامات النبوة -على صاحبها أفضل الصلاة والسلام- وهذا الاستشعار لا يختص بإخلاص النية فحسب؛ بل يشمل الإعداد الجيّد للخطبة التي تناسب الحالَ والمقامَ.

2⃣ - الخطيب كغيره من الناس؛ تعرض له ظروفٌ وأحوال تمنعه من الإعداد في بعض الجُمَع، لكن أن يكون دأبُه وعادتُه النقلَ المحض، والقصّ واللصق؛ فليس هذا من رعاية أمانة هذا المنبر الذي أؤتمن عليه.

3⃣ - لئن جاز للخطيب المبتدئ أن ينقل بعضَ الخطب من غيره في بداية طريقه؛ فإن عليه أن يكون حصيفاً في النقل، فما يقال على منبرٍ ما لا يلزم أن يُنقل إلى غيره من المنابر.

💥وفي هذا قصص ..
لا تخلو من طرافة ، منها :
أن أحدهم نقل خطبةً لأحد أئمة الحرمين، والظاهر أنه لم يقرأها أصلاً، فبدأ يخاطب الأمة الإسلامية، ويصف المكان الذي يتكلم منه بالمكان المقدّس!!

🔸وآخَر نقل خطبة قديمة جداً
كُتبت في عهد أحد السلاطين، فبدأ يدعو في الخطبة الثانية بأن يحفظ الله ذلك السلطان الذي مات قَبل عقود أو قرون من الزمن!!

4⃣ - الاستفادة من الآخرين حقٌّ
والعاقل مَن أفاد مِن تجارب وأحرف الآخرين المتألقة في سماء البيان، وروائع التأثير، لكن على الخطيب أن يعوِّد نفسَه الاستفادة من الأفكار، وصياغتها بأسلوبه، حتى إذا استمر على هذا المنوال؛ استطاع بعد مدّة أن يُنشئ الخطبة من بنات فِكره.

5⃣ - يستعجل بعضُ الخطباء الناشئين بنشر خُطَبه؛ طمعاً في النفع، وحصول الأجر، ولا ريب أن هذه نية حسنة، لكن أهل العلم يوصون طالبَ العلم بالتريّث في نشر ما يكتبه حتى يَصلُب عوده في الفنّ الذي يعانيه، ومِن ذلك: الخطابة، فإن ما يُنشَر اليوم عبر الشبكة العالمية؛ يبقى أبد الدهر، واستدراكه صعب، والعلم -كما يحتاج لنية صالحة- يحتاج لتجربة ناضجة، والعجلة في هذه المقامات لها آثارها المعروفة، وقد بيّنتُ ذلك بتوسع أكثر في مقالٍ نُشِرَ في هذه الزاوية من الموقع (مرفأ الأسبوع) بعنوان: "شهوة النشر".

6⃣ - نحن في عصر الإعلام الذي صاغ عقولاً كثيرة، وصار أهلُه يُنفِقون المليارات ليبقوا في ساحة المنافسة والتأثير.

💥فمِن رعاية مقام المنبر :
أن يسعى الخطيبُ وبجدية أن يطوّر
خطبتَه بأمورٍ أهمها :

🔸- القراءة والاطلاع كبرنامج
خاص طيلة الحياة؛ فالقراءة غذاء للروح، وتَنقّل في عقول العلماء وأهل الخبرة، ويتأكد ذلك في الموضوع الذي يريد التحدّث عنه، وتدعيمه بما يلزم من تأصيل شرعي، وأرقام وإحصائيات .

🔸- العناية بأسلوب الإلقاء، ومراعاة طبيعة الموضوع، والفواصل الكلامية، فضلاً عن الحرص على سلامة اللسان من اللحن، وتلافي ذلك -إن كثر- بتشكيل الخطبة من بصيرٍ باللحن، فإن الإعراب يزيد الخطبةَ جمالاً، واللحنَ يشينها.

🔸- الاستماع لبعض الخطباء المؤثّرين، والاستفادة من أساليبهم عند الإلقاء.

🔸- الدخول في دورة تدريبية تصقل موهبتك، وتنمي مهاراتك في هذا الباب.

💥وإذا لم تقم الوزارات المعنيّة بذلك
فإن على الخطيب الناصح لنفسه -إذا كان يستطيع مادياً- أن يلتحق بالدورات التي تعنى بتطوير الخطباء وتدريبهم على أساليب التأثير، فإنه لا يوجد متحدِّث في الدنيا ألزم الشرعُ الناسَ بالسعي لسماعه إلا لك أنت يا خطيب الجمعة .

🔺وكم هو ثقيل على النفوس أن تستمع على كُرهٍ لخطيب لم يَرْع حق المنبر؛ لا إعداداً، ولا إلقاء، ولا اختياراً للموضوع !

💥 أخـــــيرآ ..
إن استعشار الخطيب لثقل الأمانة
وضخامة التبعة؛ لمن أعظم الدوافع الداخلية لتطوير نفسه، والسعي للرقي بوظيفته؛ ليؤدي الرسالة على الوجه المرْضي، مع تكرار اللجأ إلى الله وطلب العون منه، والاستغفار عن التقصير بحق هذا المنبر العظيم .

========================
⛅️ #إشــツـراقة_الصبـاح ⛅️

✵ الاربعاء ✵
٠٢/ جمـ➅ـادى الثاني/١٤٣٨هـ
01/ مـــــــ③ـــــارس/ 2017مـ
❂:::ــــــــــــــــ✺ـــــــــــــــــ:::❂
‌‌‏
‌‌‌‌‌‌‏﴿أولم يروا أنا نسوق الماء إلى الأرض الجرز ﴾
من ساق الماء...
إلى تلك الأماكن دون أن ترجوه
لن يخذلك وأنت ترجوه وتدعوه.

صبــــاح الرجاء.
السلام.عليكم.ورحمة.الله.وبركاتة.cc
⛅️ إشــツـراقة.الصبـاح.cc ⛅️

❆ الخميس ❆
٠٣/ جمـ➅ـادى الثاني/١٤٣٨هـ
02/ مـــــــ③ـــــارس/ 2017مـ
❂:::ــــــــــــــــ✺ـــــــــــــــــ:::❂
‌‌‏
‌‌‌‌‏(‏ﻓَﻤَﺎ ﻟَﻨَﺎ ﻣِﻦْ ﺷَﺎﻓِﻌِﻴﻦَ * ﻭَﻟَﺎ ﺻَﺪِﻳﻖٍ ﺣَﻤِﻴﻢٍ )
إشارة قرآنية لقيمة الصداقة وجمالها..
فإﻥ ﺍﻟﺼﺪﻳﻖ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺻﺎﻟﺤًﺎ ﻧﻔﻊ
وإن ّ ﺍﻟﺤﻤﻴﻢ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺻﺎﻟﺤًﺎ ﺷﻔﻊ

صبــــاح.الصداقة.cc
﴿الخَبيثاتُ لِلخَبيثينَ وَالخَبيثونَ لِلخَبيثاتِ وَالطَّيِّباتُ لِلطَّيِّبينَ وَالطَّيِّبونَ لِلطَّيِّباتِ أُولئِكَ مُبَرَّءونَ مِمّا يَقولونَ لَهُم مَغفِرَةٌ وَرِزقٌ كَريمٌ﴾
خطبة العدل سر قوة الامة وبقائها

الحمد لله أمر عباده بالعدل، ووعدهم بعظيم الأجر، وجعل إقامة العدل في الأرض دليلاً على قوة اليقين، وسلامة الاعتقاد، وسبيلاً إلى السعادة في الدنيا، والنجاة من عذاب الله يوم القيامة. وأشهد أن لا إله إلا الله، اتصف بالعدل، وجعله اسماً من أسمائه الحسنى، لنستبين طريق الحق والعدل، وتسود شريعة الله في الأرض. وأشهد أن محمداً رسول الله خير من أقام العدل بين الناس، وطبقه على نفسه وذويه، فأرشدنا إلى خير السبل، وهدانا إلى صراط الله الحميد، صلَّى الله عليه وعلى آله وصحبه، ومن اهتدى بهديه، واتبع سنته إلى يوم الدين.
عباد الله اتقوا لله ربكم، وأطيعوه في سركم وعلنكم، وراقبوه في جميع زمنكم :-{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُون } ، { يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً } ، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً } { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَاناً وَيُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ }فأنيبوا لربّكم وأسلموا له قلوبَكم، ولا تغرَّنَّكم الحياة الدنيا. فإنَّ في القلوب فاقةً وحاجة لا يسدّها إلاّ الإقبال على الله ومحبتُه والإنابة إليه، ولا يلمُّ شَعثَها إلاّ حفظ الجوارِح واجتنابُ المحرّمات واتِّقاء الشبهات، فرحِم الله امرأً راقب نفسَه واتَّقى ربَّه واستعدَّ للآخرة.
اخوة الايمان / قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -: ((الإيمانُ بضعٌ وسبعون شُعبةً، فأفضلها قول: لا إله إلا الله، وأدناها إماطةُ الأذى عن الطريق، والحياءُ شعبةٌ من الإيمان))؛ رواه الشيخان،
والعدل من شعب الايمان
نعم اخوة الايمان: إنَّ مكانة العدل في الإسلام رفيعة، ومنزلته عالية منيعة، ويكفي العدل شرفاً ورفعةً أنه اسم من أسماء الله الحسنى، وصفة من صفاته العليا؛ فهو "سبحانه العدل الذي لا يجور ولا يظلم ولا يخاف عبادُه منه ظلما، فهذا مما اتفقت عليه جميع الكتب والرسل، وهو من المحكم الذي لا يجوز أن تأتي شريعة بخلافه، ولا يخبر نبيٌ بخلافه أصلا"...فكل ما أخبر الله به صدق، وكل ما حكم به عدل، ولن يستطيع أحد تبديل ذلك وتغييره، أو تشويهَهُ وتحويره، يقول الله تعالى: {وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلاً لاَّ مُبَدِّلِ لِكَلِمَاتِهِ} سورة الأنعام(115).
ويكفي العدل شرفاً ورفعة وعلواً أنَّه صفة من صفات الرسول الخاتم-صلى الله عليه وسلم-، فهو أعدل الناس، وقد سجلت دواوين السنة كثير من مواقفه العادلة، فمن ذلك ما ذكره ابن إسحاق أن رسول الله عدل صفوف أصحابه يوم بدر، وفي يده قدح يعدل به القوم، فمر بسواد بن غزية حليف بني علي ابن النجار وهو مستنتل من الصف فطعن في بطنه بالقدح، وقال: (استو يا سواد)، فقال: يا رسول الله أوجعتني وقد بعثك الله بالحق والعدل فاقدني؟ -أي أمكني من القصاص-، فكشف رسول الله عن بطنه، فقال: (استقد) -أي خذ القصاص- قال: فاعتنقه فقبل بطنه، فقال: (ما حملك على هذا يا سواد؟) قال: يا رسول الله حضر ما ترى، فأردت أن يكون آخر العهد بك أن يمس جلدي جلدك، فدعا له رسول الله بخير" رواه ابن إسحاق و الطبراني ورجاله ثقات. وغير ذلك من المواقف في عدله -عليه الصلاة والسلام-.
أيها المسلمون: إن العدل هو الغاية التي من أجلها أرسل الله الرسل، وأنزل الكتب، قال تعالى: {لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ} سورة الحديد(25)، قال ابن القيم -رحمه الله-: "إن الله أرسل رسله وأنزل كتبه ليقوم الناس بالقسط وهو العدل الذي به قامت السماوات والأرض، فإذا ظهرت أمارات العدل وتبين وجهة بأي طريقٍ كان فثمَّ شرع الله ودينه، والله تعالى لم يحصر طرق العدل وأدلته وعلاماته في شيء ونفى غيرها من الطرق التي هي مثلها أو أقوى منها، بل بين ما شرعه من الطرق أن مقصوده إقامة العدل وقيام الناس بالقسط".
والعدل -عباد الله- قرين التوحيد في كتاب الله تعالى، وذلك لأن التوحيد أعظم العدل، كما أن الشرك أعظم الظلم، قال تعالى: {شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} سورة آل عمران(18)، "فإن الشرك أظلم الظلم كما أن أعدل العدل التوحيد، فالعدل قرين التوحيد، والظلم قرين الشرك، ول
هذا يجمع سبحانه بينهما، أما الأول ففي قوله: {شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ}، وأما الثاني فكقوله تعالى: {إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} سورة لقمان(13).
أيها الناس: إن تحقيق العدل مطلب إلهي، وأمر رباني، يجب علينا تحقيقه، والحذر من التهاون فيه، يقول الله تعالى: {إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ} سورة النحل(90)، كما أمر الله سبحانه رسوله -صلى الله عليه وسلم- بالعدل بين الناس على مختلف العقائد والألوان والأجناس وأمره أن يقوم بذلك ولا يقصِّر فيه، بل يعلن ذلك أيضاً ولا يخفيه؛ فأمره أن يقول للمشركين: {وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ} سورة الشورى(15).
أيها الموحدون: إن العدل في الإسلامِ شجرة فيحاء، يقطف ثمارها ويتفيؤ ظلالها القريب والبعيد، والغني والفقير، والرئيس والمرؤوس، والصغير والكبير، والرجل والمرأة، والعدو والصديق، والبر والفاجر، والمؤمن والكافر؛ يقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} سورة المائدة(8).
كما إنَّ العدل في الإسلام يقف حاجزا منيعاً، ودرعاً واقياً دون المجاملة أو المداهنة أو التحامل؛ فلا مجاملة في الإسلام لحبيب أو قريب، ولا مداهنة في الإسلام لصديق أو حميم، ولا تحامل على عدو أو غريب؛ يقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاء لِلّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ إِن يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقَيرًا فَاللّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلاَ تَتَّبِعُواْ الْهَوَى أَن تَعْدِلُواْ} سورة النساء(135)، وفي سنة رسول الله ما يدل على ذلك؛ فعن عائشة -رضي الله عنها- أن قريشا أهمهم شأن المرأة المخزومية التي سرقت فقالوا: ومن يكلم فيها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟ فقالوا: ومن يجترئ عليه إلا أسامة ابن زيد حب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فكلمه أسامة، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (أتشفع في حد من حدود الله؟!)، ثم قام فاختطب، ثم قال: (إنما أهلك الذين قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد، وايم الله لو أنَّ فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها) رواه البخاري ومسلم..... وفي عهد عمر بن الخطاب -رضي الله عنه - أسلم رجل من سادة العرب، وذهب للحج، وبينما كان يطوف حول الكعبة، داس رجل على طرف ردائه، فضربه على وجهه ضربة شديدة، فذهب الرجل إلى عمر بن الخطاب، واشتكى له، فطلب عمر -رضي الله عنه- إحضار الضارب، فلما حضر أمر عمر الرجل أن يقتص منه بأن يضربه على وجهه مثلما فعل معه، فقال متعجبًا: "وهل أستوي أنا وهو في ذلك؟ فقال عمر: "نعم، الإسلام سوَّى بينكما".....وذات يوم اختلف علي بن أبي طالب -رضي الله عنه - مع يهودي في درع "يُلبس كالرداء على الصدر في الحروب"، فذهبا إلى القاضي، وقال علي: "إن هذا اليهودي أخذ درْعِي، وأنكر اليهودي ذلك، فقال القاضي لعلي: "هل معك من شهود؟" فقال علي: نعم، وأحضر ولده الحسين، فشهد الحسين بأن هذا الدرع هو درع أبيه. لكن القاضي قال لعلي: هل معك شاهد آخر؟ ... فقال علي: لا.....فحكم القاضي بأن الدرع لليهودي؛ لأن علياً لم يكن معه من الشهود غير ولده. فقال اليهودي: أمير المؤمنين جاء معي إلى قاضي المسلمين فقضى على أمير المؤمنين ورضي. صدقت والله يا أمير المؤمنين.. إنها لدرعك سقطت عن جمل لك التقطتُها "أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله"، فأعطاه علي الدرع فرحًا بإسلامه.
معشر المسلمين: إن عاقبة العدل كريمة، والظلم عاقبته وخيمة؛ فبالعدل تدوم الدول وتبقى، وبالظلم تزول الدول وتمحى؛ فهذا شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- يسطر كلمة كتبها التاريخ، وتنالها الأجيال فيقول: "عاقبة الظلم وخيمة، وعاقبة العدل كريمة؛ ولهذا يروى: إن الله ينصر الدولة العادلة وإن كانت كافرة، ولا ينصر الدولة الظالمة وإن كانت مؤمنة" . ويقول أيضاً: "وأمور الناس تستقيم في الدنيا مع العدل الذي فيه الاشتراك في أنواع الأثم أكثر مما تستقيم مع الظلم في الحقوق وإن لم تشترك في إثم.. ويقال: الدنيا تدوم مع العدل والكفر، ولا تدوم مع الظلم والإسلام، وتدوم أكثر مع العدل والإسلام ".
وكتب أحد الولاة إلى الخليفة عمر بن عبد العزيز -رضي الله عنه - يطلب منه مالاً كثيرًا ليبني سورًا حول عاصمة الولاية، فقال له عمر: "ماذا تنفع الأسوار؟ حصنها بالعدل، ونَقِّ طرقها من الظلم" . وهذا - والله- مشاهد اليوم كم من مدن سورت من خارجها، ووضعت عليها الحراسات المشددة، ولكن الظلم والبغي والجور يأكلها من داخلها، فلم تفد تلك الأسوار والحراسات شيئاً لأن العدل والقسط مفقود!.
بالعدل –
الْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ)، (وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلا تَنقُضُوا الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمْ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ)، اذكروا اللهَ يذكُرْكم، واشكُروه على نعمِه يزِدْكم، ولذِكْرُ اللهِ أكبرَ واللهُ يعلمُ ما تصنعون.
عباد الله- تدوم القبائل والعشائر والأفراد والمجتمعات، وبالظلم يذهب كل شيء هباء منثوراً؛ وكما قيل: "العدل إذا دام عمَّر، والظلم إذا دام دمَّر"؛ بل بالعدل قامت السموات والأرض، وصلح أمر الدنيا والآخرة، وعبد الله وحده لا شريك له، وما عصي الله وعبد غيره إلا بالظلم والجور، يقول رب العزة والجلال: {إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} سورة لقمان(13).
اللهم إنا نسألك كلمة الحق والعدل في الغضب والرضا، ونسألك القصد في الفقر والغنى ، اللهم ألف بين قلوبنا وأصلح ذات بيننا، وزينا بزينة الإيمان واجعلنا هداة مهتدين
أقول ما سمعتم وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم .

الخطبة الثانية:
الحمدُ لله ِالَّذي أكرمَ بالإسلامِ أولياءَهُ ، وشرَّفَ بالإيمانِ أصفياءَهُ ، وأقامَ بالميزانِ والعدْلِ أرضَهُ وسماءَهُ ، أحمدُ ربِّي حمداً كثيراً طيِّباً مُباركاً فيهِ يَستَنْـزِلُ وابلَ نَعَمائِهِ ، وأشهدُ أنْ لا إلهَ إلا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لهُ ، له الحمد في الآخرة والأولى، وأشهد أن نبينا وسيدنا محمداً عبده ورسوله المرتضى، اللهم صلِّ وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد المصطفى، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم واقتفى.
أيها الاخوة المؤمنون: إن العدل له علامات وأمارات؛ قال عمر بن الخطاب –رضي لله عنه- في بعض خطبه: "إن للعدل أماراتٍ وتباشيرَ، فأما الأمارات: فالحياء والسخاء والـهَين واللين، وأما التباشير: فالرحمة، وقد جعل الله لكل أمر بابًا، ويسر لكل بابٍ مفتاحًا، فباب العدل الاعتبار، ومفتاحه الزهد، والاعتبار وذكر الموت والاستعداد بتقديم الأموال والزهد من كل أحد قِبَلَهُ حقٌّ".
وللعدل مظاهر ومجالات، ومن أهم مجالاته: عدل الإمام بين رعيته، وتحكيم شرع الله فيهم؛ فإن ذلك من أجل الطاعات، وأفضل القربات؛ فقد جاء في حديث السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: (إمام عادل...) رواه البخاري ومسلم، من حديث أبي هريرة. . وأحسن ما فسر به العادل أنه الذي يتبع أمر الله بوضع كل شيء في موضعه من غير إفراط ولا تفريط .. يقول أبو هريرة -رضي الله عنه- "عمل الإمام العادل في رعيته يومًا أفضل من عبادة العابد في أهله مائة سنة".
الإمام العادل -عباد الله- هو الذي لا يحكم إلا بالحق، ولا يظلم أحداً لأحد، ولو كان من أعز الخلق عليه، وأحبهم إليه، يرى القوي ضعيفاً حتى يأخذ منه الحق لغيره، والضعيف قوياً حتى يأخذ حقه من ظالمه كائناً من كان، لا يفرق بين قريب وبعيد، وسيد ومسود، في معاملتهم بالحسنى، والرفق بهم، والإحسان إليهم، قال أبو بكر الصديق في إحدى خطبه المنبرية: "أيها الناس! قد وليت عليكم ولست بخيركم، فإن أحسنت فأعينوني، وإن أسأت فقدّموني، الصدق أمانة، والكذب خيانة، والضعيف فيكم قوي عندي حتى آخذ له حقه، والقوي ضعيف عندي حتى آخذ منه الحق إن شاء الله -تعالى-، لا يدع منكم الجهاد، فإنه لا يدعه قوم إلا ضربهم الله بالذل، أطيعوني ما أطعت الله ورسوله، فإن عصيت الله ورسوله، فلا طاعة لي عليكم،..".
وقال علي رضي الله عنه: "حقٌ على الإمام أن يحكم بما أنزل الله، وأن يؤدي الأمانة، فإذا فعل ذلك فحق الناس أن يسمعوا له، وأن يطيعوا، وأن يجيبوا إذا دعوا".
ومن ولي أمر عشرة فما فوقهم جاء يوم القيامة ويداه مغلولتان إلى عنقه، حتى يطلقه عدله، أو يوبقه جوره، قال رسول الله: (خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم، وتصلون عليهم ويصلون عليكم، وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم، وتلعنوهم ويعلنونكم) قالوا: يا رسول الله: أفلا نناباذهم؟ قال: (لا ما أقاموا فيكم الصلاة) رواه مسلم.
أيها الناس: ومن مجالات العدل: العدل بين المتخاصمين؛ قال تعالى: {وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ}، وقد كان النبي-صلى الله عليه وسلم أعدل الناس، فعن أم سلمة قالت: كنت جالسة عند النبي-صلى الله عليه وسلم- إذ جاءه رجلان يختصمان في مواريث في أشياء قد درست، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إني إنما أقضي بينكما برأي فيما لم ينزل علي، فمن قضيت له لقضية أراها فقطع بها قطعة ظلما فإنما يقطع بها قطعة من نار أسطاماً يأتي بها في عنقه يوم القيامة) قال: فبكى الرجلان، وقال كل واحد منهما: حقي هذا الذي أطلب لصاحبي، قال: لا، ولكن اذهبا فتوخيا ثم استهما ثم ليحلل كل واحد منكما صاحبه ))أخرجه الدار قطني في سننه..
ومن مجالات العدل: العدل بين الزوجات؛ فمن تزوج بأكثر من واحدة وجب عليه أن يعدل بينهما أو بينهن؛ فقد قال رسول -صلى الله عليه وسلم-: (من كانت له امرأتان فمال إلى إحداهما جاء يوم القيامة وشِقُّه مائل). أبو داود والنسائي والترمذي وابن ماجه.. ، والميل الذي حذر منه هذا الحديث هو الجور على حقوقها، ولهذا روي أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يقسم بين زوجاته -رضوان الله عليهن- بالعدل، ويقول: (اللهم هذا قسمي فيما أملك فلا تؤاخذني فيما تملك ولا أملك) أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه.
ومن مجالات العدل
👑 إلى معلم القران ...
سؤال وجه الى احد المشايخ يقول :
ياشيخ إن كان للقرآن هذه المكانة الكبيرة فلِماذا يُعطىَ مُعلم القرآن أقل ألأجور ، بينما أصحاب باقي المهن رواتبهم عالية؟؟؟

أجابه الشيخ:
إنه من البلاء ان لايُقدر أهل القرآن ويُكرموا ..
ولكنّ الذي أعلمه أن أصحاب هذه المهنة عقد عملهم مع الله وليس مع الناس .
فالناس لم يوفوا بعهد الله حتى يوفوا بعهدك ..
ولم يشكروا الله حتى يشكروك ..
فانتم عقدتم الصفقة مع الله ....
وليس من العدل أن تتعاقد مع أحد وتطلب الأجر من أحد آخر

الله عز وجل اطلع على الخلق ووظّفهم واستعملهم ..
واستعملك أنت في خدمة كتابه ..
ومن قبلك استعمل جبريل عليه السلام ، ثم محمد صلى الله عليه وسلم ، ثم الصحابة ثم القراء ..
فأنت في سلسلة ملئت شرفا ..

والله لو أن تعليم القرآن وخدمتـه تدر الأموال مثل المشاريع العقارية
لتقاتل عليه الناس...

لكنّ الله صرف عنه ذلك ليجتبي ويصطفي الصادقين من خلقه لهذه المنزلة ...
وهذا شرف وميزة ولكن لمن !!؟؟ لمن كان له قلب 👌
-عباد الله- العدل بين الأولاد؛ فعن النعمان بن بشير قال: انطلق بي أبي يحملني إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله اشهد أني قد نحلت النعمان كذا وكذا من مالي، فقال: (أكل بنيك قد نحلت مثل ما نحلت النعمان؟) قال: لا، قال: (فأشهد على هذا غيري) ثم قال: (أيسرك أن يكونوا إليك في البر سواء؟) قال: بلى، قال: (فلا إذاً) رواه مسلم.
احباب النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم / العدل مطلوب في كل شأن من شؤوننا، وفي كل أمر من أمورنا، دينية أو دنيوية، العدل في الأقوال قال تعالى : {وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُواْ} سورة الأنعام، 152، والعدل في الأفعال قال تعالى: {وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى} سورة المائدة(8).
أيها المؤمنون، يهنَأ العيش وتصفو الحياةُ حين يستوفي الإنسانُ كاملَ حقوقه، وتعمُر البلاد وتقوم الحضارات ويستقر الامن في ظلّ العدلِ والمساواة واستيفاءِ الحقوق. لقد فطَر الله النفوسَ على محبّة العدل، واتَّفقت على حسنِه الفطَر السليمَة والعقولُ الحكيمة، وتمدّح به الملوك والقادةُ والعظماء والسّادَة، وجاءت به الرِّسالات السّماوية: (لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ).
وقد جاءَ دينُ الإسلام العظيم لإخراج الناس من جَور الأديان إلى عدلِ الإسلام، حيث إنّه بالعدلِ قامت السماوات والأرض، واتَّصف الحقّ سبحانه به، ونفَى عن نفسه ضدَّه وهو الظلم: (إِنَّ اللَّهَ لاَ يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ). وقامَ دين الإسلام على العدلِ، (وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلاً) ، فهو صِدق في أخباره، عَدل في أحكامه، لا يقِرّ الجورَ والظلم ولا العدوان، بل هو دائمًا مع الحقِّ أينما كان،
أيها الإخوة، العدل في حقيقته تمكين صاحب الحق ليأخذ حقه. في أجواء العدل يكون الناس في الحق سواء لا تمايز بينهم ولا تفاضل، بالعدل يشتد أزر الضعيف ويقوى رجاؤه، وبالعدل يهون أمر القوي وينقطع طمعه. لاَ تَظْلِمُونَ وَلاَ تُظْلَمُونَ [البقرة:279].
أيها الإخوة في الله، وإن أمة الإسلام هي أمة الحق والعدل، والخير والوسط، نصبها ربها قوامةً على الأمم في الدنيا، شاهدةً عليهم في الآخرة، خير أمةٍ أخرجت للناس، يهدون بالحق وبه يعدلون، يتواصون بالحق والصبر، ويتنافسون في ميادين الخير والبر، ويتسابقون إلى موجبات الرحمة والأجر.
هَذَا وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى مَنْ امركم الله بِالصَّلاَةِ وَالسَّلاَمِ عَلَيْه، القَائلَ عز وجل{إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} سورة الأحزاب(56). ويَقُولُ الرسولُ صلى الله عليه وسلم :« مَنْ صَلَّى عَلَىَّ صَلاَةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْراً» اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، وَارْضَ اللَّهُمَّ عَنِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ وَعَلِيٍّ،
اللهُمَّ إنَّا نسألُكَ مِنَ الخَيرِ كُلِّهِ عَاجِلِهِ وآجِلِهِ مَا عَلمْنَا مِنهُ ومَا لَمْ نعلمْ، ونعوذُ بِكَ مِن الشَّرِّ كُلِّهِ عَاجِلِهِ وآجِلِهِ مَا عَلمْنَا مِنهُ ومَا لَمْ نَعلمْ، ونَسألُك الجَنَّةَ ومَا قَرَّبَ إِليهَا مِنْ قَولٍ أَوْ عَملٍ، ونَعوذُ بِك مِنَ النَّار ومَا قَرَّبَ إِليها مِنْ قَولٍ أوْ عَملٍ.. اللَّهُمَّ أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداء الدين، وجعل هذا البلد آمناً مستقراً وسائر بلاد المسلمين عامةً يا رب العالمين، اللَّهُمَّ ولي علينا خيارنا، وكفنا شر شرارنا، وقنا شر الفتن، ولا تسلط علينا بذنوبنا ما لا يخافك ولا يرحمنا، اللَّهُمَّ أحفظ علينا أمننا واستقرارنا في ديارنا، اللهم لا تدع لأحد منا في هذا المكان المبارك ذنباً إلا غفرته، ولا مريضاً إلا شفيته، ولا ديناً إلا أديته، ولا هماً إلا فرجته، ولا ميتاً إلا رحمته، ولا عاصياً إلا هديته، ولا طائعاً إلا ثبته، ولا حاجة هي لك رضاً ولنا فيها صلاح إلا قضيتها ويسرتها يا رب العالمين! اللهم اجعل جمعنا هذا جمعاً مرحوماً، وتفرقنا من بعده تفرقاً معصوماً، ولا تجعل فينا ولا منا ولا معنا شقياً ولا محروماً. اللهم اهدنا واهد بنا واجعلنا سبباً لمن اهتدى.. اللهم أقلنا وتقبل منا وتب علينا وارحمنا إنك أنت التواب الرحيم! اللهم احفظ اليمن ،اللهم احقن دماء اليمنيين ولم شعثهم ووحد صفهم وألف بين قلوبهم، اللهم امكر بمن يمكر بيمننا وشعبنا وانتقم من المعتدين على شعبنا انك على كل شيء قدير اللَّهُمَّ أنت اللهُ لا إله إلا أنت، أنت الغنيُّ ونحن الفقراء، اللَّهُمَّ أنزل علينا الغيثَ، ولا تجعلنا من القانطين، اللَّهمَّ أغثنا، اللَّهمَّ أغثنا، ربنا تقبل منا إنك سميع الدعاء.
عبادَ الله، (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِ
محاضرة بعنوان : الإحسان
العناصر: 1 لماذا الإحسان 2- شمولية الإحسان واتساع دائرته،3- ميادين الإحسان كما جاءت في القرآن الكريم،4 المثل التطبيقي من حياة النبي صلّى اللّه عليه وسلّم في (الإحسان)
لماذا الاحسان ؟
الإحسان من صفة اللّه- عز وجل-

أسمائه وكلماته حسنى
ولله الأسماء الحسنى
وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنى عَلى بَنِي إِسْرائِيلَ بِما صَبَرُوا وَدَمَّرْنا ما كانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَما كانُوا يَعْرِشُونَ (137)
حكمه أحسن حكم
أَفَحُكْمَ الْجاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (50)
خلقه أحسن الخلق
-الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسانِ مِنْ طِينٍ (7) «6»
- أَتَدْعُونَ بَعْلًا وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخالِقِينَ (125)»
- اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَراراً وَالسَّماءَ بِناءً وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّباتِ ذلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَتَبارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعالَمِينَ
لأنه أمر الله
إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسانِ وَإِيتاءِ ذِي الْقُرْبى وَيَنْهى عَنِ الْفَحْشاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (90) «5»
(عن شدّاد بن أوس- رضي اللّه عنه- قال: ثنتان حفظتهما عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم؛ قال: «إنّ اللّه كتب الإحسان على كلّ شيء، فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة»
. وإذا ذبحتم فأحسنوا الذّبح، وليحدّ أحدكم شفرته «6» فليرح ذبيحته»
ثانيا: الإحسان من صفة الأنبياء وصالحي المؤمنين:
قال الله عن يوسف
وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيانِ قالَ أَحَدُهُما إِنِّي أَرانِي أَعْصِرُ خَمْراً وَقالَ الْآخَرُ إِنِّي أَرانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزاً تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ نَبِّئْنا بِتَأْوِيلِهِ إِنَّا نَراكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (36) «3»
وقال عن إبراهيم
وَوَهَبْنا لَهُ إِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ كُلًّا هَدَيْنا وَنُوحاً هَدَيْنا مِنْ قَبْلُ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ داوُدَ وَسُلَيْمانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسى وَهارُونَ وَكَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ
وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْناهُ حُكْماً وَعِلْماً وَكَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (22)
شمولية الإحسان واتساع دائرته:
من تأمّل الآيات الكريمة والأحاديث الشّريفة الواردة في الإحسان يتّضح بجلاء أنّ الإحسان يشكّل مع العدل- جوهر العلاقة بين الإنسان وأخيه الإنسان، وأنّ دائرة هذا الإحسان تتّسع لتشمل النّفس والأسرة والأقارب ثمّ المجتمع والإنسانيّة عامّة
- الإحسان إلى النّفس وهي الدّائرة الأولى فى مجموعة الدّوائر الّتي يدور الإحسان في فلكها تتضمّن إخلاص العبادة وكمال الطّاعة، قال تعالى: إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَها (الإسراء/ 7).
وقد فسّر النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم الإحسان حين سأله جبريل، صلوات اللّه وسلامه عليه، فقال: «هو أن تعبد اللّه كأنّك تراه، فإن لّم تكن تراه فإنّه يراك». أراد بالإحسان الإشارة إلى المراقبة وحسن الطّاعة؛ فإنّ من راقب اللّه أحسن عمله
2- أمّا الدّائرة الثّانية فتشمل الوالدين، قال تعالى:
وَقَضى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً (الإسراء/ 23) (وانظر أيضا الشّواهد 17، 20، 22) والأحاديث الشّريفة (1، 15).
- وفيما يتعلّق بالأقارب وهي الدّائرة الثّالثة- فإنّها تشمل قرابة النّسب وقرابة الجوار وقد ورد الحثّ عليها في قوله تعالى: وَإِذْ أَخَذْنا مِيثاقَ بَنِي إِسْرائِيلَ لا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً وَذِي الْقُرْبى وَالْيَتامى وَالْمَساكِينِ (البقرة/ 83)،
(عن عبد اللّه بن عمرو- رضي اللّه عنهما- قال: أقبل رجل إلى نبيّ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فقال:
أبايعك على الهجرة والجهاد، أبتغي الأجر من اللّه.
- قال: «فهل من والديك أحد حيّ؟» قال: نعم، بل كلاهما. قال: «أفتبتغي الأجر من اللّه؟» قال: نعم، قال: «فارجع إلى والديك فأحسن صحبتهما» البخاري
، أمّا في الحديث الشّريف فقد ورد الحثّ على الإحسان إلى الجار في قوله صلّى اللّه عليه وسلّم: «وأحسن جوار من جاورك تكن مسلما».(عن عبد اللّه بن مسعود- رضي اللّه عنه- قال: قال رجل لرسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: كيف لي أن أعلم إذا أحسنت وإذا أسأت؟ قال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: «إذا سمعت جيرانك يقولون: أن قد أحسنت فقد أحسنت. وإذا سمعتهم يقولون: قد أسأت، فقد أسأت»)* ابن ماجة (4223)، وفي الزوائد: إسناده صحيح
- أمّا الدّائرة الرّابعة وهي أوسع من سابقاتها فإنّها تضمّ المجتمع الّذي يعيش فيه الإنسان والإحسان هنا ينصبّ أساسا على الجانب الضّعيف في المجتمع كاليتامى والمساكين وأبناء السّبيل ومن على شاكلتهم، يقول اللّه تعالى: وَاعْبُدُوا اللَّه
ليه وسلّم: «إذا سمعت جيرانك يقولون: أن قد أحسنت فقد أحسنت. وإذا سمعتهم يقولون: قد أسأت، فقد أسأت»)*ابن ماجة وصححه الهيثمي
12- العلاقات الاقتصاديّة، يقول المولى عزّ وجلّ في قصّة قارون: وَأَحْسِنْ كَما أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ (القصص/ 77)،
ويقول اللّه سبحانه وتعالى:وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ
من فوائد (الإحسان)
1- للإحسان ثمرة عظيمة تتجلّى في تماسك بنيان المجتمع وحمايته من الخراب والتّهلكة ووقايته من الآفات الاجتماعيّة النّاجمة عن الخلل الاقتصاديّ «7».
2- الإحسان هو المقياس الّذي يقاس به نجاح الإنسان في علاقته بالحياة- وهي علاقة ابتلاء «8».
3- المحسن يكون في معيّة اللّه عزّ وجلّ، ومن كان اللّه معه فإنّه لا يخاف بأسا ولا رهقا
-إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ
- وَالَّذِينَ جاهَدُوا فِينا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ.
4- المحسن يكتسب بإحسانه محبّة اللّه عزّ وجلّ
-وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ
- الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ
- فَآتاهُمُ اللَّهُ ثَوابَ الدُّنْيا وَحُسْنَ ثَوابِ الْآخِرَةِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ
- فَبِما نَقْضِهِمْ مِيثاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنا قُلُوبَهُمْ قاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَواضِعِهِ وَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ وَلا تَزالُ تَطَّلِعُ عَلى خائِنَةٍ مِنْهُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ
- لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ جُناحٌ فِيما طَعِمُوا إِذا مَا اتَّقَوْا وَآمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ ثُمَّ اتَّقَوْا وَآمَنُوا ثُمَّ اتَّقَوْا وَأَحْسَنُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ

5- للمحسن خير جزاء في الآخرة وهو الجنة
6- للمحسنين أجر عظيم في الآخرة حيث يكونون في مأمن من الخوف والحزن
بَلى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ
فَأَثابَهُمُ اللَّهُ بِما قالُوا جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها وَذلِكَ جَزاءُ الْمُحْسِنِينَ
لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنى وَزِيادَةٌ وَلا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلا ذِلَّةٌ أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيها خالِدُونَ
لَهُمْ ما يَشاؤُنَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذلِكَ جَزاءُ الْمُحْسِنِينَ
إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ
آخِذِينَ ما آتاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كانُوا قَبْلَ ذلِكَ مُحْسِنِينَ
65- هَلْ جَزاءُ الْإِحْسانِ إِلَّا الْإِحْسانُ
66- وَفَواكِهَ مِمَّا يَشْتَهُونَ
كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ
إِنَّا كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ
7- من ثمرات الإحسان التّمكين فى الأرض وَكَذلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْها حَيْثُ يَشاءُ نُصِيبُ بِرَحْمَتِنا مَنْ نَشاءُ وَلا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ
قُلْ يا عِبادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هذِهِ الدُّنْيا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّهِ واسِعَةٌ إِنَّما يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسابٍ
8- المحسن قريب من رحمة اللّه عزّ وجلّ
وَلا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِها وَادْعُوهُ خَوْفاً وَطَمَعاً إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ
9- للمحسن البشرى بخيري الدّنيا والآخرة
وَمِنْ قَبْلِهِ كِتابُ مُوسى إِماماً وَرَحْمَةً وَهذا كِتابٌ مُصَدِّقٌ لِساناً عَرَبِيًّا لِيُنْذِرَ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَبُشْرى لِلْمُحْسِنِينَ
لَنْ يَنالَ اللَّهَ لُحُومُها وَلا دِماؤُها وَلكِنْ يَنالُهُ التَّقْوى مِنْكُمْ كَذلِكَ سَخَّرَها لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلى ما هَداكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ
10- الإحسان هو وسيلة المجتمع للرّقيّ والتّقدّم، وإذا كان صنوه أي العدل وسيلة لحفظ النّوع البشريّ فإنّ الإحسان هو وسيلة تقدّمه ورقيّه لأنّه يؤدّى إلى توثيق الرّوابط وتوفير التّعاون
(عن أبي موسى الأشعريّ- رضي اللّه عنه- عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، قال: «على كلّ مسلم صدقة» قيل: أرأيت إن لم يجد؟ قال: «يعتمل بيديه «13» فينفع نفسه ويتصدّق» قال: قيل: أرأيت إن لم يستطع؟ قال: «يعين ذا الحاجة الملهوف» قال: قيل له: أرأيت إن لم يستطع؟ قال: «يأمر بالمعروف أو الخير» قال: أرأيت إن لم ي
َ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً وَبِذِي الْقُرْبى وَالْيَتامى وَالْمَساكِينِ وَالْجارِ ذِي الْقُرْبى وَالْجارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَما مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ مَنْ كانَ مُخْتالًا فَخُوراً (النساء/ 36).

أمّا الدّائرة الخامسة وهي الأوسع والأرحب في العلاقات الإنسانيّة فتشمل الإحسان إلى المخالفين في العقيدة بالصّفح عنهم، وهذا ما يشير إليه قوله تعالى: فَبِما نَقْضِهِمْ مِيثاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنا قُلُوبَهُمْ قاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَواضِعِهِ وَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ وَلا تَزالُ تَطَّلِعُ عَلى خائِنَةٍ مِنْهُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (المائدة/ 13) «1».
وقال الله تعالى : وقولوا للناس حسنا :
ويمكننا أن نضيف إلى ذلك دائرة أكثر شمولا من العلاقة السّابقة، ألا وهي دائرة الحياة بكلّ ما فيها من نبات أو حيوان أو جماد وإلى ذلك يشير قول اللّه تعالى: وَلا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِها وَادْعُوهُ خَوْفاً وَطَمَعاً إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (الأعراف/ 56)، وانظر أيضا الحديث الشّريف: «إنّ اللّه كتب الإحسان على كلّ شيء»
ميادين الإحسان كما جاءت في القرآن الكريم:
أمّا الميادين الّتي تتطلّب الإحسان بمعناه العامّ فقد فصّلها القرآن الكريم والسّنّة المطّهرة تفصيلا
صعب حصره أو تحديده، ذلك أنّ الإحسان مطلوب في جميع الأحوال والأوقات، ومن أهمّ الميادين الّتي تتجلّى فيها علاقة الإحسان:
1- مواجهة الملمّات بالصّبر عليها، قال تعالى:
وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (هود/ 115).
2- أداء الدّية لوليّ القتيل، وذلك قوله تعالى:
فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّباعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَداءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسانٍ (البقرة/
3- معاملة المطلّقات أو من ينوى طلاقهنّ، قال تعالى: لا جُناحَ عَلَيْكُمْ إِنْ طَلَّقْتُمُ النِّساءَ ...
مَتاعاً بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُحْسِنِينَ (البقرة/ 236)، وقوله سبحانه: الطَّلاقُ مَرَّتانِ فَإِمْساكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسانٍ (البقرة/ 229).
4- الحرب والجهاد، وذلك قول اللّه تعالى:
وَالَّذِينَ جاهَدُوا فِينا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ (العنكبوت/ 69). وقوله سبحانه وتعالى:
لَيْسَ عَلَى الضُّعَفاءِ وَلا عَلَى الْمَرْضى وَلا عَلَى الَّذِينَ لا يَجِدُونَ ما يُنْفِقُونَ حَرَجٌ إِذا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ ما عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (91) «6»
وَلا يُنْفِقُونَ نَفَقَةً صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً وَلا يَقْطَعُونَ وادِياً إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ
5- مجاهدة النّفس بكظم الغيظ ومحاربة الشّحّ وكبح شهوة الانتقام، وهذا ما تشير إليه الآية الكريمة الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (آل عمران/ 134). وتتضمّن هذه الآية الكريمة الإحسان إلى المسيء بالعفو عنه، يقول الشّيخ الغزاليّ: كظم الغيظ مرتبة عالية، ولكنّ المرتبة الأعلى هي العفو عند المقدرة، وتلك درجة الإحسان «2».
6- الحوار الفكريّ والتّواصل الثّقافيّ، وقد جاء ذلك في قوله تعالى: وَقُلْ لِعِبادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ (الإسراء/ 53).
7- التّحاور بين المسلمين وأهل الكتاب، قال تعالى: وَلا تُجادِلُوا أَهْلَ الْكِتابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ(العنكبوت/ 46).
8- الخصومة والخلافات، يقول اللّه تعالى:
وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ (فصلت/ 34).
__________
9- معاملة اليتامى والضّعفاء،
يقول سبحانه:وَلا تَقْرَبُوا مالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ(الأنعام/ 152).
10- العلاقات السّياسيّة والحربيّة،
قال تعالى:قُلْنا يا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْناً* قالَ أَمَّا مَنْ ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذاباً نُكْراً* وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً فَلَهُ جَزاءً الْحُسْنى (الكهف/ 86- 88).
11- العلاقات الاجتماعيّة وخاصّة ما يتعلّق بتبادل التّحيّة وردّ السّلام، يقول تعالى: وَإِذا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْها أَوْ رُدُّوها (النساء/ 86).
(عن عبد اللّه بن مسعود- رضي اللّه عنه- قال: قال رجل لرسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: كيف لي أن أعلم إذا أحسنت وإذا أسأت؟ قال النّبيّ صلّى اللّه ع
فعل؟ قال: «يمسك عن الشّرّ، فإنّها صدقة»)*.
24-* (عن حذيفة- رضي اللّه عنه- عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: «كلّ معروف صدقة»)*.
25-* (عن أبي ذرّ- رضي اللّه عنه- قال:
قال لي النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: «لا تحقرنّ من المعروف شيئا، ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق

11- الإحسان وسيلة لحصول البركة في العمر والمال والأهل.
قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيا إِنَّا كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ
58- وَتَرَكْنا عَلَيْهِما فِي الْآخِرِينَ
سَلامٌ عَلى مُوسى وَهارُونَ
إِنَّا كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ
59- وَتَرَكْنا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ
سَلامٌ عَلى إِلْ ياسِينَ
إِنَّا كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ
(عن حذيفة- رضي اللّه عنه- قال:
قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «تلقّت الملائكة روح رجل ممّن كان قبلكم، فقالوا: أعملت من الخير شيئا؟ قال: لا.
قالوا: تذكّر. قال: كنت أداين النّاس فآمر فتياني أن ينظروا المعسر «9» ويتجوّزوا عن الموسر. قال: قال اللّه عزّ وجلّ-: «تجوّزوا عنه»)
12- الإحسان وسيلة لاستشعار الخشية والخوف من اللّه تعالى، كما أنّه وسيلة لرجاء رحمته عزّ وجلّ.
13- الإحسان وسيلة لإزالة ما في النّفوس من الكدر وسوء الفهم وسوء الظّنّ ونحو ذلك.
(عن جابر- رضي اللّه عنه- قال:
سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قبل موته بثلاثة أيّام يقول:
«لا يموتنّ أحدكم إلّا وهو يحسن الظّنّ «2» باللّه عزّ وجلّ»)* مسلم
14- الإحسان وسيلة لمساعدة الإنسان على ترك العجب بالنّفس لما في الإحسان من نيّة صادقة.
15- الإحسان طريق ييسّر لصاحبه طريق العلم ويفجّر فيه ينابيع الحكمة.
16- الدّفع بالحسنة- وهي إحدى صور الإحسان- يقضي على العداوات بين النّاس ويبدّلها صداقة حميمة ومودّة رحيمة وتنطفيء بذلك نار الفتن وتنتهي أسباب الصّراعات، أمّا الدّفع بالسّيّئة، أي مقابلة السّيّئة بمثلها فإنّه يؤدّي إلى تدهور العلاقات وإشعال نيران الفتن وتفاقم أسباب الصّراع ويهبط بالنّوع البشريّ إلى حضيض التّخلّف ويعرّض بقاءه لخطر الفناء «2». (انظر الشاهد رقم 62).
17- إذا اقترن إسلام الوجه للّه بالإحسان فإنّ ذلك يثمر الاستمساك بالعروة الوثقى الّتي يرجى معها خير الدّنيا والآخرة، أي أنّ المحسن يحتاط لنفسه بأن يستمسك بأوثق عروة من حبل متين مأمون انقطاعه «3». (الشاهد 15).
وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقى وَإِلَى اللَّهِ عاقِبَةُ الْأُمُورِ
وَمَنْ أَحْسَنُ دِيناً مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْراهِيمَ حَنِيفاً وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْراهِيمَ خَلِيلًا

18- لبعض أنواع الإحسان ثمار خاصّة تعود على المحسن بالخير العميم في الدّنيا والآخرة، فمن ذلك:
أ- إحسان المرء وضوءه وخشوعه وركوعه يكفّر السّيّئات الماضية، ويستمرّ التّكفير ما استمرّ الإحسان
(عن عقبة بن عامر- رضي اللّه عنه- قال: كانت علينا رعاية الإبل، فجاءت نوبتي فروّحتها بعشيّ. فأدركت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قائما يحدّث النّاس، فأدركت من قوله: «ما من مسلم يتوضّأ فيحسن وضوءه. ثمّ يقوم فيصلّي ركعتين. مقبل عليهما بقلبه ووجهه. إلّا وجبت له الجنّة»
ب- إحسان المرء إلى جاره علامة صادقة على حسن إسلامه
(عن أبي هريرة- رضي اللّه عنه- قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «يا أبا هريرة، كن ورعا، تكن أعبد النّاس، وكن قنعا تكن أشكر النّاس.
وأحبّ للنّاس ما تحبّ لنفسك تكن مؤمنا، وأحسن جوار من جاورك تكن مسلما، وأقلّ الضّحك فإنّ كثرة الضّحك تميت القلب»)
ج- إحسان المرء في تربية بناته والسّعي على رزقهنّ يجعل من هذه البنات سترا له من النّار
(عن عائشة- رضي اللّه عنها- قالت:
جاءتني امرأة معها ابنتان تسألني، فلم تجد عندي غير تمرة واحدة، فأعطيتها، فقسمتها بين ابنتيها، ثمّ قامت فخرجت، فدخل النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم فحدّثته. فقال: «من يلي من هذه البنات شيئا فأحسن إليهنّ كنّ له سترا من النّار») مسلم
د- في الإحسان إلى النّساء في الكسوة والطّعام وما أشبه ذلك قيام بحقّهنّ يثمر التّرابط الأسريّ، ويحقّق الاستقرار العائليّ
وكما في حديث خطبة الوداع
وحقّهنّ عليكم أن تحسنوا إليهنّ في كسوتهنّ وطعامهنّ» البخاري ومسلم
المثل التطبيقي من حياة النبي صلّى اللّه عليه وسلّم في (الإحسان)
28-* (عن المقداد- رضي اللّه عنه- قال:
أقبلت أنا وصاحبان لي وقد ذهبت أسماعنا وأبصارنا من الجهد «3». فجعلنا نعرض أنفسنا على أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فليس أحد منهم يقبلنا «4». فأتينا النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم فانطلق بنا إلى أهله فإذا ثلاثة أعنز، فقال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: «احتلبوا هذا اللّبن بيننا» قال: فكنّا نحتلب فيشرب كلّ إنسان منّا نصيبه. ونرفع للنّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم نصيبه قال: فيجيء من اللّيل فيسلّم ت
🍇 لو كنت خطيبا
🌹الخطابة ملكة يهبها الله لمن يشاء من عباده ... فعلى كل من وهبهم الله هذه الملكة العظيمة أقول له :
- تذكر أن المنبر هو من أعظم الوسائل في تعبيد الناس لرب الناس ... فانتق للناس من المواضيع ما يغذي أرواحهم ، و يخاطب عقولهم و يسمو بأنفسهم في مدارج الكمال اﻹنساني .
- أحسن التشخيص لتتمكن من تقديم الحلول العملية لجمهورك الذي أسلمك نفسه و عقله .
# نحو خطاب # راق .
2025/07/12 02:20:40
Back to Top
HTML Embed Code: