في إتمام الحكمة التي أريدت بها وهي طاعة الله عزَّ وجل.
ومن آثار الإيمان باسم الله الرزاق الحرص على مراقبة الله سبحانه وتعالى عند طلب الرزق، والابتعاد عمّا حرّمه الله من الخبائث، وترك الأسباب المحرّمة والطرق المنهي عنها في استجلاب الرزق، لعلمه بأن العبد يُسأل يوم القيامة عن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه.
ومن آثار الإيمان باسم الله الرزاق : أنه كلما زادك الرزق قربا من الله وازددت به إيمانا فهو بشارة بزيادة محبة الله لك، ففي الحديث (وَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُعْطِى الدُّنْيَا مَنْ يُحِبُّ وَمَنْ لاَ يُحِبُّ وَلاَ يُعْطِى الدِّينَ إِلاَّ لِمَنْ أَحَبَّ فَمَنْ أَعْطَاهُ اللَّهُ الدِّينَ فَقَدْ أَحَبَّهُ) رواه أحمد و[صححه الألباني] فلماذا التملق والنفاق إذا كنت توقن أن الرزق بيد الله؛ وأن الله بيده كل شيء، وأن كل من تراه من بني البشر هم بيد الله عزَّ وجل، فلا تهن نفسك ولا تذلها إلا لله وحده
،وكما ورد في الأثر ( اطلبوا الحوائج بعزة الأنفس , فإن الأمور تجري بالمقادير)
وقـال الإمام الشافعي :
أنا إن عشت لست أُعدم قوتا ** وإذا مت لست أعدم قبرا
همتي همة الملوك ونفسـي** نفس حر ترى المذلة كفرا
وإذا ما قنعت بالقوت عمري** فلماذا أخاف زيدا وعمروا
ومن آثار الإيمان باسم الله الرزاق ، أن كثرة الأموال ليس من علامات حب الله للعبد :
وهذا اعتقاد الكافرين قديما حينما قالوا -كما حكى القرآن عنهم- : (وَقَالُوا نَحْنُ أَكْثَرُ أَمْوَالا وَأَولادًا وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ (35) قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ (36) وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِنْدَنَا زُلْفَى إِلَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَئِكَ لَهُمْ جَزَاءُ الضِّعْفِ بِمَا عَمِلُوا وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آمِنُونَ) (35): (37) سبأ
وقال تعالى (فلا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلا أَوْلادُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ) (55) التوبة
ومن آثار الإيمان باسم الله الرزاق : أن الطاعة سبب للبركة في الرزق والمعاصي سبب للمحق والحرمان : قال تعالى (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ …..) (2) :(3) الطلاق
وقال تعالى (وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لأسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا) (16) الجن
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم كما في مسند أحمد وغيره « إِنَّ الرَّجُلَ لَيُحْرَمُ الرِّزْقَ بِالذَّنْبِ يُصِيبُهُ وَلاَ يَرُدُّ الْقَدَرَ إِلاَّ الدُّعَاءُ وَلاَ يَزِيدُ فِى الْعُمْرِ إِلاَّ الْبِرُّ ».
أيها المسلمون
وعلى المسلم أن يدعو الله ويتوسل إليه باسمه الرزاق، فقد ورد عن النبي دعائه باسم الله الرزاق، من ذلك: ما رواه أحمد (قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « لاَ يَقُلْ أَحَدُكُمُ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي إِنْ شِئْتَ وَارْحَمْنِي إِنْ شِئْتَ وَارْزُقْنِي لِيَعْزِمِ الْمَسْأَلَةَ إِنَّهُ يَفْعَلُ مَا شَاءَ لاَ مُكْرِهَ لَهُ ». ومنها ما رواه البخاري عَنْ عُمَرَ – رضى الله عنه – قَالَ اللَّهُمَّ ارْزُقْنِي شَهَادَةً فِي سَبِيلِكَ ، وَاجْعَلْ مَوْتِى فِي بَلَدِ رَسُولِكَ – صلى الله عليه وسلم – )
وكان من دعائه صلى الله عليه وسلم والحديث رواه مسلم (عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « اللَّهُمَّ اجْعَلْ رِزْقَ آلِ مُحَمَّدٍ قُوتًا ».
أي أعطهم قدر احتياجهم لا توسع عليهم فيطغوا ولا تقدر عليهم فيضيق عليهم فيجزعوا وإنما أعطهم ما يكفيهم وقنعهم بذلك. وحَدَّثَنَا أَبُو مَالِكٍ الأَشْجَعِيُّ عَنْ أَبِيهِ قَالَ كَانَ الرَّجُلُ إِذَا أَسْلَمَ عَلَّمَهُ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- الصَّلاَةَ ثُمَّ أَمَرَهُ أَنْ يَدْعُوَ بِهَؤُلاَءِ الْكَلِمَاتِ « اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي وَارْحَمْنِي وَاهْدِنِي وَعَافِنِي وَارْزُقْنِي ».[رواه مسلم]
أيها المسلمون
ولكن ،ما الفرق بين اسم الله تعالى الرزاق وبين اسم الله الرازق ،
قال البعض أن ( الرزاق هو أسم من أسمائه تعالى كما تقدم ذكره ، وأما الرازق فه صفة من صفاته ، وقال آخرون كلاهما من أسماء الله الحسنى ،
وفي الفرق بينهما قيل : الرازق : هو الذي يرزق الخلائق أجمعين وهو الذي قدر أرزاقهم قبل خلق العالمين وهو الذي تكفل باستكمالها ولو بعد حين فلن تموت نفسا إلا باستكمال رزقها ، إذن فالرازقُ فيه معنى الرزق المطلق، فهو يفيد ثبوت صفة الرزق لله عز وجل
أما الرزاق فتفيد التكثير، أنه يرزق رزقا بعد رزق.
وتعالوا بنا نذكركم ببعض مفاتيح الرزق كأسباب يأخذ بها العبد لزيادة رزقه، ومنها:
الاستغفار والتوبة : قال تعالى: {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَا
ومن آثار الإيمان باسم الله الرزاق الحرص على مراقبة الله سبحانه وتعالى عند طلب الرزق، والابتعاد عمّا حرّمه الله من الخبائث، وترك الأسباب المحرّمة والطرق المنهي عنها في استجلاب الرزق، لعلمه بأن العبد يُسأل يوم القيامة عن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه.
ومن آثار الإيمان باسم الله الرزاق : أنه كلما زادك الرزق قربا من الله وازددت به إيمانا فهو بشارة بزيادة محبة الله لك، ففي الحديث (وَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُعْطِى الدُّنْيَا مَنْ يُحِبُّ وَمَنْ لاَ يُحِبُّ وَلاَ يُعْطِى الدِّينَ إِلاَّ لِمَنْ أَحَبَّ فَمَنْ أَعْطَاهُ اللَّهُ الدِّينَ فَقَدْ أَحَبَّهُ) رواه أحمد و[صححه الألباني] فلماذا التملق والنفاق إذا كنت توقن أن الرزق بيد الله؛ وأن الله بيده كل شيء، وأن كل من تراه من بني البشر هم بيد الله عزَّ وجل، فلا تهن نفسك ولا تذلها إلا لله وحده
،وكما ورد في الأثر ( اطلبوا الحوائج بعزة الأنفس , فإن الأمور تجري بالمقادير)
وقـال الإمام الشافعي :
أنا إن عشت لست أُعدم قوتا ** وإذا مت لست أعدم قبرا
همتي همة الملوك ونفسـي** نفس حر ترى المذلة كفرا
وإذا ما قنعت بالقوت عمري** فلماذا أخاف زيدا وعمروا
ومن آثار الإيمان باسم الله الرزاق ، أن كثرة الأموال ليس من علامات حب الله للعبد :
وهذا اعتقاد الكافرين قديما حينما قالوا -كما حكى القرآن عنهم- : (وَقَالُوا نَحْنُ أَكْثَرُ أَمْوَالا وَأَولادًا وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ (35) قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ (36) وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِنْدَنَا زُلْفَى إِلَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَئِكَ لَهُمْ جَزَاءُ الضِّعْفِ بِمَا عَمِلُوا وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آمِنُونَ) (35): (37) سبأ
وقال تعالى (فلا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلا أَوْلادُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ) (55) التوبة
ومن آثار الإيمان باسم الله الرزاق : أن الطاعة سبب للبركة في الرزق والمعاصي سبب للمحق والحرمان : قال تعالى (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ …..) (2) :(3) الطلاق
وقال تعالى (وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لأسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا) (16) الجن
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم كما في مسند أحمد وغيره « إِنَّ الرَّجُلَ لَيُحْرَمُ الرِّزْقَ بِالذَّنْبِ يُصِيبُهُ وَلاَ يَرُدُّ الْقَدَرَ إِلاَّ الدُّعَاءُ وَلاَ يَزِيدُ فِى الْعُمْرِ إِلاَّ الْبِرُّ ».
أيها المسلمون
وعلى المسلم أن يدعو الله ويتوسل إليه باسمه الرزاق، فقد ورد عن النبي دعائه باسم الله الرزاق، من ذلك: ما رواه أحمد (قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « لاَ يَقُلْ أَحَدُكُمُ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي إِنْ شِئْتَ وَارْحَمْنِي إِنْ شِئْتَ وَارْزُقْنِي لِيَعْزِمِ الْمَسْأَلَةَ إِنَّهُ يَفْعَلُ مَا شَاءَ لاَ مُكْرِهَ لَهُ ». ومنها ما رواه البخاري عَنْ عُمَرَ – رضى الله عنه – قَالَ اللَّهُمَّ ارْزُقْنِي شَهَادَةً فِي سَبِيلِكَ ، وَاجْعَلْ مَوْتِى فِي بَلَدِ رَسُولِكَ – صلى الله عليه وسلم – )
وكان من دعائه صلى الله عليه وسلم والحديث رواه مسلم (عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « اللَّهُمَّ اجْعَلْ رِزْقَ آلِ مُحَمَّدٍ قُوتًا ».
أي أعطهم قدر احتياجهم لا توسع عليهم فيطغوا ولا تقدر عليهم فيضيق عليهم فيجزعوا وإنما أعطهم ما يكفيهم وقنعهم بذلك. وحَدَّثَنَا أَبُو مَالِكٍ الأَشْجَعِيُّ عَنْ أَبِيهِ قَالَ كَانَ الرَّجُلُ إِذَا أَسْلَمَ عَلَّمَهُ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- الصَّلاَةَ ثُمَّ أَمَرَهُ أَنْ يَدْعُوَ بِهَؤُلاَءِ الْكَلِمَاتِ « اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي وَارْحَمْنِي وَاهْدِنِي وَعَافِنِي وَارْزُقْنِي ».[رواه مسلم]
أيها المسلمون
ولكن ،ما الفرق بين اسم الله تعالى الرزاق وبين اسم الله الرازق ،
قال البعض أن ( الرزاق هو أسم من أسمائه تعالى كما تقدم ذكره ، وأما الرازق فه صفة من صفاته ، وقال آخرون كلاهما من أسماء الله الحسنى ،
وفي الفرق بينهما قيل : الرازق : هو الذي يرزق الخلائق أجمعين وهو الذي قدر أرزاقهم قبل خلق العالمين وهو الذي تكفل باستكمالها ولو بعد حين فلن تموت نفسا إلا باستكمال رزقها ، إذن فالرازقُ فيه معنى الرزق المطلق، فهو يفيد ثبوت صفة الرزق لله عز وجل
أما الرزاق فتفيد التكثير، أنه يرزق رزقا بعد رزق.
وتعالوا بنا نذكركم ببعض مفاتيح الرزق كأسباب يأخذ بها العبد لزيادة رزقه، ومنها:
الاستغفار والتوبة : قال تعالى: {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَا
نَ غَفَّاراً يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَاراً وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَاراً} [نوح : 12]
ومن مفاتيح الرزق : التبكير في طلب الرزق يقول النبي : « اللَّهُمَّ بَارِكْ لأُمَّتِي فِي بُكُورِهَا » رواه الترمذي وغيره
ومن مفاتيح الرزق : التقوى، قال تعالى : {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ} [الطلاق : 2]
وقال الله تعالى: {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَـكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ } [الأعراف : 96] .
ومن مفاتيح الرزق : اجتناب المعاصي قال الله تعالى :{ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} [الروم : 41] ،
وفي مسند أحمد وغيره ( قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « إِنَّ الرَّجُلَ لَيُحْرَمُ الرِّزْقَ بِالذَّنْبِ يُصِيبُهُ)
ومن مفاتيح الرزق : التوكل، قال تعالى : {وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً} [الطلاق : 3]
ومن مفاتيح الرزق : التفرغ للعبادة: ففي سنن الترمذي وغيره (عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ يَا ابْنَ آدَمَ تَفَرَّغْ لِعِبَادَتِي أَمْلأْ صَدْرَكَ غِنًى وَأَسُدَّ فَقْرَكَ وَإِلاَّ تَفْعَلْ مَلأْتُ يَدَيْكَ شُغْلاً وَلَمْ أَسُدَّ فَقْرَكَ ». قَالَ الترمذي هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ
ومن مفاتيح الرزق : المتابعة بين الحج والعمرة فإنهما سبب للرزق ، ففي سنن الترمذي وغيره (عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « تَابِعُوا بَيْنَ الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ فَإِنَّهُمَا يَنْفِيَانِ الْفَقْرَ وَالذُّنُوبَ كَمَا يَنْفِى الْكِيرُ خَبَثَ الْحَدِيدِ وَالذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَلَيْسَ لِلْحَجَّةِ الْمَبْرُورَةِ ثَوَابٌ إِلاَّ الْجَنَّةُ ».
ومن مفاتيح الرزق : كثرة الإنفاق في سبيل الله قال الله تعالى: {وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ} [سبأ : 39]
ومن مفاتيح الرزق : الإنفاق على من تفرغ لطلب العلم الشرعي: فالنفقة على طلبة العلم سبب للرزق، ففي سنن الترمذي والمستدرك (عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ كَانَ أَخَوَانِ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- فَكَانَ أَحَدُهُمَا يَأْتِي النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- وَالآخَرُ يَحْتَرِفُ فَشَكَا الْمُحْتَرِفُ أَخَاهُ إِلَى النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ « لَعَلَّكَ تُرْزَقُ بِهِ ». قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.
وليس المعنى أن يتفرغ الجميع لطلب العلم ، لا وإنما كل ميسر لما خلق له.. فطالب العلم لا نأمره بالعمل وخوض ميدان الحياة وما فيه من أوحال لأن طبيعته التي جبل عليها لا تناسب ذلك، وقد تجد آخر لا يناسبه جو الطلب، بل يحب الخلطة والخروج وخوض غمار الحياة والحركة والتجريب ولا يصبر على الجلوس في المنزل أو تصفح كتاب، فهذا خلق ليكون في مجال آخر كالدعوة، فالمقصود أن كلٌ ميسر لما خلق له، وأن الأحكام عامة على الجميع ولكلٍ فرصته في التخصص فيما يناسب مؤهلاته وقدراته التي جبل
ومن مفاتيح الرزق : صلة الرحم فهي سببٌ لسعة الرزق ، ففي الصحيحين (عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ – رضى الله عنه – قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – يَقُولُ « مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ ، وَأَنْ يُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ ، فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ » ومن مفاتيح الرزق : إكرام الضعفاء والإحسان إليهم ، ففي البخاري (عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ رَأَى سَعْدٌ – رضى الله عنه – أَنَّ لَهُ فَضْلاً عَلَى مَنْ دُونَهُ ، فَقَالَ النَّبِيُّ – صلى الله عليه وسلم – « هَلْ تُنْصَرُونَ وَتُرْزَقُونَ إِلاَّ بِضُعَفَائِكُمْ »
ومن مفاتيح الرزق : الهجرة في سبيل الله .. فيترك المكان الضيق إلى غيره مما فيه سعة في الرزق ولكن بضوابط الهجرة، وليس كما يحدث الآن بأن يهاجر أحدهم بالسنوات تاركا زوجته وأولاده بحجة تأمين المستقبل. مما يفتح أبواب الابتلاءات والفتن والفواحش على الزوجات. قال الله تعالى: {وَمَن يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللّهِ يَجِدْ فِي الأَرْضِ مُرَاغَماً كَثِيراً وَسَعَةً وَمَن يَخْرُجْ مِن بَيْتِهِ مُهَاجِراً إِلَى اللّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلى اللّهِ وَكَانَ اللّهُ غَفُوراً رَّحِيماً} [النساء: 100]
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية ( مع اسم الله (الرَّزَّاقُ )
الحمد لله رب العالمين .. اللهم ل
ومن مفاتيح الرزق : التبكير في طلب الرزق يقول النبي : « اللَّهُمَّ بَارِكْ لأُمَّتِي فِي بُكُورِهَا » رواه الترمذي وغيره
ومن مفاتيح الرزق : التقوى، قال تعالى : {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ} [الطلاق : 2]
وقال الله تعالى: {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَـكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ } [الأعراف : 96] .
ومن مفاتيح الرزق : اجتناب المعاصي قال الله تعالى :{ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} [الروم : 41] ،
وفي مسند أحمد وغيره ( قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « إِنَّ الرَّجُلَ لَيُحْرَمُ الرِّزْقَ بِالذَّنْبِ يُصِيبُهُ)
ومن مفاتيح الرزق : التوكل، قال تعالى : {وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً} [الطلاق : 3]
ومن مفاتيح الرزق : التفرغ للعبادة: ففي سنن الترمذي وغيره (عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ يَا ابْنَ آدَمَ تَفَرَّغْ لِعِبَادَتِي أَمْلأْ صَدْرَكَ غِنًى وَأَسُدَّ فَقْرَكَ وَإِلاَّ تَفْعَلْ مَلأْتُ يَدَيْكَ شُغْلاً وَلَمْ أَسُدَّ فَقْرَكَ ». قَالَ الترمذي هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ
ومن مفاتيح الرزق : المتابعة بين الحج والعمرة فإنهما سبب للرزق ، ففي سنن الترمذي وغيره (عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « تَابِعُوا بَيْنَ الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ فَإِنَّهُمَا يَنْفِيَانِ الْفَقْرَ وَالذُّنُوبَ كَمَا يَنْفِى الْكِيرُ خَبَثَ الْحَدِيدِ وَالذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَلَيْسَ لِلْحَجَّةِ الْمَبْرُورَةِ ثَوَابٌ إِلاَّ الْجَنَّةُ ».
ومن مفاتيح الرزق : كثرة الإنفاق في سبيل الله قال الله تعالى: {وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ} [سبأ : 39]
ومن مفاتيح الرزق : الإنفاق على من تفرغ لطلب العلم الشرعي: فالنفقة على طلبة العلم سبب للرزق، ففي سنن الترمذي والمستدرك (عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ كَانَ أَخَوَانِ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- فَكَانَ أَحَدُهُمَا يَأْتِي النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- وَالآخَرُ يَحْتَرِفُ فَشَكَا الْمُحْتَرِفُ أَخَاهُ إِلَى النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ « لَعَلَّكَ تُرْزَقُ بِهِ ». قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.
وليس المعنى أن يتفرغ الجميع لطلب العلم ، لا وإنما كل ميسر لما خلق له.. فطالب العلم لا نأمره بالعمل وخوض ميدان الحياة وما فيه من أوحال لأن طبيعته التي جبل عليها لا تناسب ذلك، وقد تجد آخر لا يناسبه جو الطلب، بل يحب الخلطة والخروج وخوض غمار الحياة والحركة والتجريب ولا يصبر على الجلوس في المنزل أو تصفح كتاب، فهذا خلق ليكون في مجال آخر كالدعوة، فالمقصود أن كلٌ ميسر لما خلق له، وأن الأحكام عامة على الجميع ولكلٍ فرصته في التخصص فيما يناسب مؤهلاته وقدراته التي جبل
ومن مفاتيح الرزق : صلة الرحم فهي سببٌ لسعة الرزق ، ففي الصحيحين (عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ – رضى الله عنه – قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – يَقُولُ « مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ ، وَأَنْ يُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ ، فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ » ومن مفاتيح الرزق : إكرام الضعفاء والإحسان إليهم ، ففي البخاري (عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ رَأَى سَعْدٌ – رضى الله عنه – أَنَّ لَهُ فَضْلاً عَلَى مَنْ دُونَهُ ، فَقَالَ النَّبِيُّ – صلى الله عليه وسلم – « هَلْ تُنْصَرُونَ وَتُرْزَقُونَ إِلاَّ بِضُعَفَائِكُمْ »
ومن مفاتيح الرزق : الهجرة في سبيل الله .. فيترك المكان الضيق إلى غيره مما فيه سعة في الرزق ولكن بضوابط الهجرة، وليس كما يحدث الآن بأن يهاجر أحدهم بالسنوات تاركا زوجته وأولاده بحجة تأمين المستقبل. مما يفتح أبواب الابتلاءات والفتن والفواحش على الزوجات. قال الله تعالى: {وَمَن يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللّهِ يَجِدْ فِي الأَرْضِ مُرَاغَماً كَثِيراً وَسَعَةً وَمَن يَخْرُجْ مِن بَيْتِهِ مُهَاجِراً إِلَى اللّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلى اللّهِ وَكَانَ اللّهُ غَفُوراً رَّحِيماً} [النساء: 100]
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية ( مع اسم الله (الرَّزَّاقُ )
الحمد لله رب العالمين .. اللهم ل
ك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا لله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.. نشهد أنه بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
إن الحديث عن الرزق حديث ذو أهمية بالغة، وخاصة في هذا الوقت الذي ضعف فيه إيمان كثير من الناس بربهم، وأن الرزق بيده، وأنه المتكفّل بالأرزاق؛ مما جعل اعتمادهم وللأسف على خلق مثلهم، يرجونهم أو يخشونهم على أرزاقهم.
وإن الإيمان بهذا الاسم سيحل الكثير من المشاكل كالقلق والخوف من المستقبل ، والجرأة على أكل الحرام ،والحسد ، واستحلال الربا وتبرير الرشوة ، وجرائم القتل والسرقة من أجل المال التي سببها عدم أو ضعف الإيمان باسم الله الرزاق . قال تعالى: {وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ} هود 6
فكلمة ( الدابة ) جاءت نكرة لتفيد الشمول، لتشمل هذه الكلمة كل شيء يدب على وجه الأرض، و( مِن ) تفيد استغراق أفراد النوع. وقال تعالى : {وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ * فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِّثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ} الذاريات 22، 23.فالرزق ليس على فلان أو علان إنما هي أسباب هيأها الله في الكون لييسر على العباد معايشهم، فما يتحصله الناس من وظائف أو مهن ؛ إنما هي أسباب لنيل رزق الله ، بل أؤكد أن ذكاء الإنسان لن يزيد في رزقه شيئا وقلة ذكائه لن تنقص من رزقه شيئا
ومن طريف الأمر قصة ذكرها ابن القيم في بعض كتبه : قيل إن نبي الله سليمان عليه السلام سأل نملة : كم تأكلين في العام؟ قالت: آكل حبتين من القمح. فوضع لها حبتين من القمح، ومضى عام كامل، فنظر إليها فوجدها قد أكلت حبة واحدة من القمح وأبقت على الأخرى!!! فقال لها: ألم تخبريني أنك تأكلين في كل عام حبتين من القمح؟! فلماذا أكلت حبة واحدة ؟ فقالت النملة: يا نبي الله ، كنت آكل حبتين من القمح وأنا متيقنة بأن الله الرازق سيبعث إليّ بغيرها، لكنني لما علمت أنك الذي توليت أمري خفت أن تنساني فأكلت حبة وادخرت الحبة الأخرى للعام القادم.
فعلى المسلم أن يسلك الأسباب الحلال لطلب الرزق وليعلم أن رزقه مقسوم ومقدور فلا حيلة في الرزق ولا شفاعة في الموت ، ورزق الإنسان يطلبه كما يطلبه أجله وقد حذَّرنا النبي – – من أن تتعلق قلوبنا بتحصيل أرزاقنا؛ فننسى الله – تعالى – والدار الآخرة، ونُشْغَل عن العمل الصالح بالجمع والتحصيل، والعد والتنمية، ولربما شحت نفوسنا عن أداء حق الله – تعالى – في أموالنا، أو امتدت أيدينا إلى ما لا يحل لنا؛ فنكون كالذي يأكل ولا يشبع، ويجمع ولا ينتفع!
فمن استعجل الرزقَ بالحرام مُنِع الحلالَ؛ وعوقب بذهاب البركة فقد ذكر أن عليا دخل مسجد الكوفة فأعطى غلامًا دابته حتى يصلي، فلما فرغ من صلاته أخرج دينارًا ليعطيه الغلام، فوجده قد أخذ خطام الدابة وانصرف، فأرسل رجلا ليشتري له خطامًا بدينار، فاشترى له الخطام، ثم أتى فلما رآه علي ، قال سبحان الله! إنه خطام دابتي، فقال الرجل: اشتريته من غلام بدينار، فقال علي : سبحان الله! أردت أن أعطه إياه حلالا، فأبى إلا أن يأخذه حراما!.
وهناك فرق بين الرزق والكسب، فالكسب هو المال الذي تحصل عليه نظير عمل ما، كأن يكون راتبك الشهري مثلا مبلغا معينا.. وهذا المبلغ هو الذي تقوم على أساسه حياتك، وتنظم مشترياتك وقضاء حاجاتك.. أما الرزق فهو كل ما يُنتَفع به؛ فالرزق أشمل وأعم من المال، وما كسب المال إلا صورة من صور الرزق، فالأب الصالح رزق، والأخ الطيب رزق، والأم الحانية رزق، والزوجة الخيِّرة رزق، والابن الطائع رزق، والمدير المتفاهم العادل رزق، والصحة رزق، انتفاعك بالموعظة رزق، وحب الناس رزق.
الدعاء
==================
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
إن الحديث عن الرزق حديث ذو أهمية بالغة، وخاصة في هذا الوقت الذي ضعف فيه إيمان كثير من الناس بربهم، وأن الرزق بيده، وأنه المتكفّل بالأرزاق؛ مما جعل اعتمادهم وللأسف على خلق مثلهم، يرجونهم أو يخشونهم على أرزاقهم.
وإن الإيمان بهذا الاسم سيحل الكثير من المشاكل كالقلق والخوف من المستقبل ، والجرأة على أكل الحرام ،والحسد ، واستحلال الربا وتبرير الرشوة ، وجرائم القتل والسرقة من أجل المال التي سببها عدم أو ضعف الإيمان باسم الله الرزاق . قال تعالى: {وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ} هود 6
فكلمة ( الدابة ) جاءت نكرة لتفيد الشمول، لتشمل هذه الكلمة كل شيء يدب على وجه الأرض، و( مِن ) تفيد استغراق أفراد النوع. وقال تعالى : {وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ * فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِّثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ} الذاريات 22، 23.فالرزق ليس على فلان أو علان إنما هي أسباب هيأها الله في الكون لييسر على العباد معايشهم، فما يتحصله الناس من وظائف أو مهن ؛ إنما هي أسباب لنيل رزق الله ، بل أؤكد أن ذكاء الإنسان لن يزيد في رزقه شيئا وقلة ذكائه لن تنقص من رزقه شيئا
ومن طريف الأمر قصة ذكرها ابن القيم في بعض كتبه : قيل إن نبي الله سليمان عليه السلام سأل نملة : كم تأكلين في العام؟ قالت: آكل حبتين من القمح. فوضع لها حبتين من القمح، ومضى عام كامل، فنظر إليها فوجدها قد أكلت حبة واحدة من القمح وأبقت على الأخرى!!! فقال لها: ألم تخبريني أنك تأكلين في كل عام حبتين من القمح؟! فلماذا أكلت حبة واحدة ؟ فقالت النملة: يا نبي الله ، كنت آكل حبتين من القمح وأنا متيقنة بأن الله الرازق سيبعث إليّ بغيرها، لكنني لما علمت أنك الذي توليت أمري خفت أن تنساني فأكلت حبة وادخرت الحبة الأخرى للعام القادم.
فعلى المسلم أن يسلك الأسباب الحلال لطلب الرزق وليعلم أن رزقه مقسوم ومقدور فلا حيلة في الرزق ولا شفاعة في الموت ، ورزق الإنسان يطلبه كما يطلبه أجله وقد حذَّرنا النبي – – من أن تتعلق قلوبنا بتحصيل أرزاقنا؛ فننسى الله – تعالى – والدار الآخرة، ونُشْغَل عن العمل الصالح بالجمع والتحصيل، والعد والتنمية، ولربما شحت نفوسنا عن أداء حق الله – تعالى – في أموالنا، أو امتدت أيدينا إلى ما لا يحل لنا؛ فنكون كالذي يأكل ولا يشبع، ويجمع ولا ينتفع!
فمن استعجل الرزقَ بالحرام مُنِع الحلالَ؛ وعوقب بذهاب البركة فقد ذكر أن عليا دخل مسجد الكوفة فأعطى غلامًا دابته حتى يصلي، فلما فرغ من صلاته أخرج دينارًا ليعطيه الغلام، فوجده قد أخذ خطام الدابة وانصرف، فأرسل رجلا ليشتري له خطامًا بدينار، فاشترى له الخطام، ثم أتى فلما رآه علي ، قال سبحان الله! إنه خطام دابتي، فقال الرجل: اشتريته من غلام بدينار، فقال علي : سبحان الله! أردت أن أعطه إياه حلالا، فأبى إلا أن يأخذه حراما!.
وهناك فرق بين الرزق والكسب، فالكسب هو المال الذي تحصل عليه نظير عمل ما، كأن يكون راتبك الشهري مثلا مبلغا معينا.. وهذا المبلغ هو الذي تقوم على أساسه حياتك، وتنظم مشترياتك وقضاء حاجاتك.. أما الرزق فهو كل ما يُنتَفع به؛ فالرزق أشمل وأعم من المال، وما كسب المال إلا صورة من صور الرزق، فالأب الصالح رزق، والأخ الطيب رزق، والأم الحانية رزق، والزوجة الخيِّرة رزق، والابن الطائع رزق، والمدير المتفاهم العادل رزق، والصحة رزق، انتفاعك بالموعظة رزق، وحب الناس رزق.
الدعاء
==================
🎤
خطبـةجمعــةبعنـــوان.tt
ســــورة الكـهــف فضــل وعــبر7⃣
فـتـنـة الــمــلك قصــة ذي القـرنـين ( ب )
وهـي.الخطبـة.الاخـيرة.من.هذه.السـورة.cc
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
الخطبـــة.الاولـــى.cc
أمــا بعـــد - عـــباد اللـــه :
فقد اقتضت سُنة الله في خلقه أنه لا يصلح حالهم ولا تستقيم حياتهم إلا في ظل وجود حاكم أو ملك، أو أمير أو رئيس، أو خليفة أو والٍ؛ فيقيم فيهم العدل ويدفع الظلم، وينظّم الحياة ويمنع الفوضى، ويحافظ على الحقوق، وينصح لأمته وشعبه، يأمن في وجوده الخائف ويقوى الضعيف، ويرتدع الظالم، وتُصان الأعراض، وتُعصم الدماء، وتُقام الحدود، ويُحفَظ الدين .
فإذا لم يكن في حياة الشعوب والمجتمعات والدول من يتولى إدارة حياتهم تحولت إلى فوضى وصراعات واختلافات لا تنتهي ولا تقوم بعدها حياة ..
والحكم والسلطان وإدارة شؤون الأمم والشعوب والدول مسئولية عظيمة وأمانة كبيرة وواجب لا يُستهان به، جعل الإسلام من يقوم بهذه المسئولية حق القيام من الذين تشملهم رحمة الله وتُرفع درجتهم يوم القيامة، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله"، وذكر منهم "الإمام العادل .." (رواه مسلم)..
وقال -صلى الله عليه وسلم-: "أهل الجنة ثلاثة: ذو سلطان مقسط متصدق موفق، ورجلٌ رحيمٌ رقيق القلب لكل ذي قربى، ومسلم عفيف متعفف ذو عيال" (مسلم: 2865) .
وحذر الإسلام من الانحراف عن هذه المسئولية من قِبَل الحاكم المسلم ومن ولي من أمر المسلمين شيئاَ .. فقال -صلى الله عليه وسلم-: "إن أحب الناس إلى الله يوم القيامة وأقربهم منه مجلسًا إمام عادل، وإن أبغض الناس إلى الله يوم القيامة وأشدهم عذابًا إمام جائر". (الترمذي 1329، والبغوي في شرح السنة (ج10 ص65)، وقال: حسن غريب) .
والحكم والسلطان والجاه فتنة من الفتن التي تستهوي النفوس ونوع من الابتلاء وطريق للصراع والحروب والمشاكل والاختلافات؛ عندما ينحرف عن هدفه ويفرّغ من محتواه، وعندما يكون وسيلة لإشباع النفوس وحب التسلط والاستئثار، ولذلك حذّر النبي -صلى الله عليه وسلم- من هذه الفتنة وبيَّن خطورتها،
فقال -صلى الله عليه وسلم-: "إِنَّكُمْ سَتَحْرِصُونَ عَلَى الإِمَارَةِ، وَسَتَكُونُ نَدَامَةً يَوْمَ القِيَامَةِ، فَنِعْمَ المُرْضِعَةُ وَبِئْسَتِ الفَاطِمَةُ" (البخاري 7148)
ففي سورة الكهف نجد سياسة الناس وتدبير أمورهم ورعاية شؤونهم من خلال قصة ذي القرنين في لمحة بسيطة لكنها تحمل دروس عظيمة تكلمنا عن بعضها في الجمعة السابقة واليوم نكمل الدروس والعبر
إنها فتنة السلطان الغالب ، والقوة القاهرة ، التي تقود إلى البطش والظلم والأثرة ، ونجد علاج هذه الفتنة في صفات هذا الملك الصالح الذي لم يتجبر بسلطانه ، ولم يستعل على الناس بقوته ؛ بل قام بإحقاق الحق ، وإزهاق الباطل ، وإقامة العدل ، ورفع الظلم ، ونصر المظلوم .
عندما فتح الله لذي القرنين
تلك البلاد، وعندما تمكّن من التصرف في أولئك البشر، هل استغل ذو القرنين منصبه لأكل أموال الناس في تلك البلاد؟! لا أبدًا، لم يفعل ذو القرنين ذلك، فعندما فوّض الله له التصرف في البلاد المفتوحة والتعامل مع القوم المغلوبين، لم يظلم ولم يطغَ ولم يتجبر، ولم يعتبرها مناسبة للبطش والبغي والفساد .
لكنه وضع ورسم دستورًا ومنهجًا
في التعامل مع أولئك القوم، وضع ذو القرنين منهجًا لكل من أعطاه الله شيئًا من التمكين وشيئًا من التصرف في عباد الله، ما هو هذا المنهج؟! (أَمَّا مَن ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى رَبّهِ فَيُعَذّبُهُ عَذَاباً نُّكْراً * وَأَمَّا مَنْ امَنَ وَعَمِلَ صَـالِحاً فَلَهُ جَزَاء الْحُسْنَى وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْراً).
هذا هو الدستور، وهذا هو المنهج، بل هذا هو العدل الرباني .
الظالم عند ذي القرنين، الباغي المعتدي، صاحب الكفر، وصاحب المخالفات، هذا لابد أن يأخذ عقابه، فمن العدل أن يعاقب هذا الظالم، ويكون هذا عذابًا دنيويًا له، أما في الآخرة: (ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى رَبّهِ فَيُعَذّبُهُ عَذَاباً نُّكْراً).
وأما المؤمن الصالح عند ذي القرنين، فإنه مقرب يجزيه الجزاء الحسن، ويكافئه المكافأة الطيبة، ويخاطبه بيسر وسهولة: (وَأَمَّا مَنْ امَنَ وَعَمِلَ صَـالِحاً فَلَهُ جَزَاء الْحُسْنَى وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْراً)
عباد الله :
ما أراد الله أن نعرف من هو ذو القرنين، كي لا نتوهم أنها قصة وقعت ولن تقع، أراده الله نموذجًا متكررًا ..
يريد الله -عز جل- أن يبين ..
لكل ممكَّن في الأرض: لقد أخذت الكثير، وعليك أن تُعطي الكثير.
فعلى الممكن في الأرض، أن ينصر الحق، وأن يقاوم الباطل، وأن يعمل بتعاليم من هو أحكم منه، وهو الله -عز وجل ..
لنضرب بعض الأمثلة :
من هم الممكَّنون في الأرض؟! مدير المدرسة، مكَّنه الله من أن يؤخذ برأيه في المدرسين، وأن يؤخذ برأيه في الطلاب، بإمكانه أن يلغي مهمة مدرس، أو أن يستقدم مدرسًا ممتازًا، بإمكانه أن يضرب بيد من حديد على الطالب
خطبـةجمعــةبعنـــوان.tt
ســــورة الكـهــف فضــل وعــبر7⃣
فـتـنـة الــمــلك قصــة ذي القـرنـين ( ب )
وهـي.الخطبـة.الاخـيرة.من.هذه.السـورة.cc
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
الخطبـــة.الاولـــى.cc
أمــا بعـــد - عـــباد اللـــه :
فقد اقتضت سُنة الله في خلقه أنه لا يصلح حالهم ولا تستقيم حياتهم إلا في ظل وجود حاكم أو ملك، أو أمير أو رئيس، أو خليفة أو والٍ؛ فيقيم فيهم العدل ويدفع الظلم، وينظّم الحياة ويمنع الفوضى، ويحافظ على الحقوق، وينصح لأمته وشعبه، يأمن في وجوده الخائف ويقوى الضعيف، ويرتدع الظالم، وتُصان الأعراض، وتُعصم الدماء، وتُقام الحدود، ويُحفَظ الدين .
فإذا لم يكن في حياة الشعوب والمجتمعات والدول من يتولى إدارة حياتهم تحولت إلى فوضى وصراعات واختلافات لا تنتهي ولا تقوم بعدها حياة ..
والحكم والسلطان وإدارة شؤون الأمم والشعوب والدول مسئولية عظيمة وأمانة كبيرة وواجب لا يُستهان به، جعل الإسلام من يقوم بهذه المسئولية حق القيام من الذين تشملهم رحمة الله وتُرفع درجتهم يوم القيامة، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله"، وذكر منهم "الإمام العادل .." (رواه مسلم)..
وقال -صلى الله عليه وسلم-: "أهل الجنة ثلاثة: ذو سلطان مقسط متصدق موفق، ورجلٌ رحيمٌ رقيق القلب لكل ذي قربى، ومسلم عفيف متعفف ذو عيال" (مسلم: 2865) .
وحذر الإسلام من الانحراف عن هذه المسئولية من قِبَل الحاكم المسلم ومن ولي من أمر المسلمين شيئاَ .. فقال -صلى الله عليه وسلم-: "إن أحب الناس إلى الله يوم القيامة وأقربهم منه مجلسًا إمام عادل، وإن أبغض الناس إلى الله يوم القيامة وأشدهم عذابًا إمام جائر". (الترمذي 1329، والبغوي في شرح السنة (ج10 ص65)، وقال: حسن غريب) .
والحكم والسلطان والجاه فتنة من الفتن التي تستهوي النفوس ونوع من الابتلاء وطريق للصراع والحروب والمشاكل والاختلافات؛ عندما ينحرف عن هدفه ويفرّغ من محتواه، وعندما يكون وسيلة لإشباع النفوس وحب التسلط والاستئثار، ولذلك حذّر النبي -صلى الله عليه وسلم- من هذه الفتنة وبيَّن خطورتها،
فقال -صلى الله عليه وسلم-: "إِنَّكُمْ سَتَحْرِصُونَ عَلَى الإِمَارَةِ، وَسَتَكُونُ نَدَامَةً يَوْمَ القِيَامَةِ، فَنِعْمَ المُرْضِعَةُ وَبِئْسَتِ الفَاطِمَةُ" (البخاري 7148)
ففي سورة الكهف نجد سياسة الناس وتدبير أمورهم ورعاية شؤونهم من خلال قصة ذي القرنين في لمحة بسيطة لكنها تحمل دروس عظيمة تكلمنا عن بعضها في الجمعة السابقة واليوم نكمل الدروس والعبر
إنها فتنة السلطان الغالب ، والقوة القاهرة ، التي تقود إلى البطش والظلم والأثرة ، ونجد علاج هذه الفتنة في صفات هذا الملك الصالح الذي لم يتجبر بسلطانه ، ولم يستعل على الناس بقوته ؛ بل قام بإحقاق الحق ، وإزهاق الباطل ، وإقامة العدل ، ورفع الظلم ، ونصر المظلوم .
عندما فتح الله لذي القرنين
تلك البلاد، وعندما تمكّن من التصرف في أولئك البشر، هل استغل ذو القرنين منصبه لأكل أموال الناس في تلك البلاد؟! لا أبدًا، لم يفعل ذو القرنين ذلك، فعندما فوّض الله له التصرف في البلاد المفتوحة والتعامل مع القوم المغلوبين، لم يظلم ولم يطغَ ولم يتجبر، ولم يعتبرها مناسبة للبطش والبغي والفساد .
لكنه وضع ورسم دستورًا ومنهجًا
في التعامل مع أولئك القوم، وضع ذو القرنين منهجًا لكل من أعطاه الله شيئًا من التمكين وشيئًا من التصرف في عباد الله، ما هو هذا المنهج؟! (أَمَّا مَن ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى رَبّهِ فَيُعَذّبُهُ عَذَاباً نُّكْراً * وَأَمَّا مَنْ امَنَ وَعَمِلَ صَـالِحاً فَلَهُ جَزَاء الْحُسْنَى وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْراً).
هذا هو الدستور، وهذا هو المنهج، بل هذا هو العدل الرباني .
الظالم عند ذي القرنين، الباغي المعتدي، صاحب الكفر، وصاحب المخالفات، هذا لابد أن يأخذ عقابه، فمن العدل أن يعاقب هذا الظالم، ويكون هذا عذابًا دنيويًا له، أما في الآخرة: (ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى رَبّهِ فَيُعَذّبُهُ عَذَاباً نُّكْراً).
وأما المؤمن الصالح عند ذي القرنين، فإنه مقرب يجزيه الجزاء الحسن، ويكافئه المكافأة الطيبة، ويخاطبه بيسر وسهولة: (وَأَمَّا مَنْ امَنَ وَعَمِلَ صَـالِحاً فَلَهُ جَزَاء الْحُسْنَى وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْراً)
عباد الله :
ما أراد الله أن نعرف من هو ذو القرنين، كي لا نتوهم أنها قصة وقعت ولن تقع، أراده الله نموذجًا متكررًا ..
يريد الله -عز جل- أن يبين ..
لكل ممكَّن في الأرض: لقد أخذت الكثير، وعليك أن تُعطي الكثير.
فعلى الممكن في الأرض، أن ينصر الحق، وأن يقاوم الباطل، وأن يعمل بتعاليم من هو أحكم منه، وهو الله -عز وجل ..
لنضرب بعض الأمثلة :
من هم الممكَّنون في الأرض؟! مدير المدرسة، مكَّنه الله من أن يؤخذ برأيه في المدرسين، وأن يؤخذ برأيه في الطلاب، بإمكانه أن يلغي مهمة مدرس، أو أن يستقدم مدرسًا ممتازًا، بإمكانه أن يضرب بيد من حديد على الطالب
الفاسد، أو أن لا يفعل ذلك، فهذا الذي يجلس وراء الطاولة في المدرسة، مكَّنه الله في الأرض، فإذا عاقب المسيء، وكافأ المحسن، سارت رسالة المدرسة بشكل جيد .
إذًا هذا الذي وُضِع ليكون مدير مدرسة، أُعطِي أسباب القوة، وأسباب التحريك، من أجل أن يصلح الفاسد، ويكافئ المحسن .
مدير مستشفى، ممكَّن في الأرض
يجب أن يختار الطبيب المناسب وأن يضعه في المكان المناسب، وأن يستمع إلى شكاوى المرضى؛ لأن بيده سلطة، بيده أن يعين، وأن يلغي، وأن يكافئ وأن يعاقب، وأن يردع، أي مؤسسة فمديرها ممكَّن في الأرض، بإمكانه أن يكافئ الموظف المحسن وأن يردع المسيء، عندئذ تستقيم الأمور .
الممكَّن في الأرض؛ كل إنسان له قوة بحيث يسيطر على عشرة أشخاص، الأب في بيته ممكَّن في الأرض، كلمته نافذة، بإمكانه أن يقيم الإسلام في بيته، بإمكانه أن يردع ابنته، بإمكانه أن يكافئ ابنه المحسن، بإمكانه أن يأمر أهله بالصلاة .
أي إنسان رفعه الله، رفعه الله على شخصين، فهو ممكّن في الأرض، فكل إنسان بإمكانه أن يفعل، كلامه مطبق، كلامه نافذ، ممكّن في الأرض، وما أوتي هذا التمكين إلا ليحقق النفع للمسلمين، إلا ليزيل الفساد في الأرض، إلا ليعم الخير على المؤمنين .
هذه مهمة ذي القرنين
أكرم المحسن، وعاقب المسيء
فاستقامت الأمور، وصلح الناس، وعمَّ الخير، وعمَّ الإحسان، وكان هذا العمل بفضل هذا الجهد الذي بذله ذو القرنين
عبــاد اللــــه : الحكم ورئاسة الناس
وسياسة أمورهم فتنة من الفتن، وله صور
من ذلك أنه يؤدي في كثير من الأحيان إلى الكبر والطغيان والظلم، واتباع الهوى، فيأتي الشيطان لهذا الإنسان يزين له الأمور على غير حقيقتها، وتأتي بطانة السوء من حوله أصحاب المصالح منهم فيقدرون الأمور على غير حقيقتها إلى جانب غرور القوة والمال والأتباع، فيحدث الانحراف والتقصير عن هذه المسئولية ..
عَنْ أبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: «مَا بَعَثَ اللهُ مِنْ نَبِيٍّ، وَلا اسْتَخْلَفَ مِنْ خَلِيفَةٍ، إِلا كَانَتْ لَهُ بِطَانَتَانِ: بِطَانَةٌ تَأْمُرُهُ بِالمَعْرُوفِ وَتَحُضُّهُ عَلَيْهِ، وَبِطَانَةٌ تَأْمُرُهُ بِالشَّرِّ وَتَحُضُّهُ عَلَيْهِ، فَالمَعْصُومُ مَنْ عَصَمَ اللهُ تَعَالَى». (البخاري) ..
يقول سيّد قطب -رحمه الله- عن ذي القرنين: "إنه النموذج الطيب للحاكم الصالح يمكنه الله في الأرض وييسر له الأسباب; فيجتاح الأرض شرقًا وغربًا ولكنه لا يتجبر ولا يتكبر ولا يطغى ولا يتبطر ولا يتخذ من الفتوح وسيلة للغنم المادي، واستغلال الأفراد والجماعات والأوطان ولا يعامل البلاد المفتوحة معاملة الرقيق ولا يسخر أهلها في أغراضه وأطماعه إنما ينشر العدل في كل مكان يحل به, ويساعد المتخلفين, ويدرأ عنهم العدوان دون مقابل; ويستخدم القوة التي يسرها الله له في التعمير والإصلاح, ودفع العدوان وإحقاق الحق .
ثم يُرجِع كل خير يحققه الله على يديه إلى رحمة الله، وفضل الله, ولا ينسى وهو في إبان سطوته قدرة الله وجبروته, وأنه راجع إلى الله"
ومن صور فتنة الحكم والملك والسلطان وتولي المناصب: استغلالها لمصالح شخصية أو حزبية أو قبلية، فينتج عن ذلك فساد مالي وإداري، وتضيع حقوق وتهدر واجبات، وتغّيب كفاءات .
ومن صور فتنة الحكم..
إدارة شؤون الناس دون الاحتكام إلى الشرع أو القوانين أو الضوابط التي تصدر في تلك الدول والشعوب والمجتمعات وتدون في دساتيرها ..
فإذا لم يكن هناك دولة مؤسسات وإذا لم يكن هناك قانون يخضع له الناس جميعاً؛ فإن الفتن والمصائب والمشاكل والفوضى تكون سمات تلك الدول والمجتمعات .
ومن صور فتنة الحكم..
التنافس عليه والصراع من أجله وقيام الحروب والمشاكل والأزمات بين الأفراد والأحزاب والجماعات، وتظهر هذه الفتنة .
فلماذا يعيش العالم من حولنا شرقاً وغرباً حياة آمنة مستقرة مزدهرة، ونحن أمة الإسلام وأمة القرآن ساءت علاقاتنا مع بعضنا البعض، وساءت العلاقات بين الحاكم والمحكوم وبين الراعي والرعية، فسُفكت الدماء، وأُزهقت الأرواح، ودُمرت المدن والقرى، وضجَّ منا المكان والزمان، والسهل والجبل، والأرض والسماء .
إننا يجب علينا أن نراجع حياتنا وسلوكياتنا، ونبنى أوطاننا بالحب والتعاون، والأخوة عن طريق نظام وقانون ومؤسسات تنظّم علاقات الفرد والحاكم والمحكوم .
عبــــاد اللــــه : إن كهف النجاة من فتنة الحكم والسلطان والمنصب أن نستشعر أن هذه مسئولية عظيمة أمام الله، وأمام الشعوب والأوطان والتاريخ، ويوم القيامة تكون حسرة وندامة إلا من قام بحقها..
وأن الأوطان تتسع للجميع، ولا بد أن يشترك الجميع في بناء أوطانهم،
وأن القيادات العظيمة للدول من الحكام هم من يسطرون التاريخ بعدلهم وأمانتهم وحسن رعايتهم لشؤون أوطانهم..
وإن العصمة والنجاة من هذه الفتنة كما جاء في سورة الكهف هي الإخلاص لله في الأعمال وتذكر الآخرة، قال تعالى: (قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا * الَّذِينَ ضَلَّ سَع
إذًا هذا الذي وُضِع ليكون مدير مدرسة، أُعطِي أسباب القوة، وأسباب التحريك، من أجل أن يصلح الفاسد، ويكافئ المحسن .
مدير مستشفى، ممكَّن في الأرض
يجب أن يختار الطبيب المناسب وأن يضعه في المكان المناسب، وأن يستمع إلى شكاوى المرضى؛ لأن بيده سلطة، بيده أن يعين، وأن يلغي، وأن يكافئ وأن يعاقب، وأن يردع، أي مؤسسة فمديرها ممكَّن في الأرض، بإمكانه أن يكافئ الموظف المحسن وأن يردع المسيء، عندئذ تستقيم الأمور .
الممكَّن في الأرض؛ كل إنسان له قوة بحيث يسيطر على عشرة أشخاص، الأب في بيته ممكَّن في الأرض، كلمته نافذة، بإمكانه أن يقيم الإسلام في بيته، بإمكانه أن يردع ابنته، بإمكانه أن يكافئ ابنه المحسن، بإمكانه أن يأمر أهله بالصلاة .
أي إنسان رفعه الله، رفعه الله على شخصين، فهو ممكّن في الأرض، فكل إنسان بإمكانه أن يفعل، كلامه مطبق، كلامه نافذ، ممكّن في الأرض، وما أوتي هذا التمكين إلا ليحقق النفع للمسلمين، إلا ليزيل الفساد في الأرض، إلا ليعم الخير على المؤمنين .
هذه مهمة ذي القرنين
أكرم المحسن، وعاقب المسيء
فاستقامت الأمور، وصلح الناس، وعمَّ الخير، وعمَّ الإحسان، وكان هذا العمل بفضل هذا الجهد الذي بذله ذو القرنين
عبــاد اللــــه : الحكم ورئاسة الناس
وسياسة أمورهم فتنة من الفتن، وله صور
من ذلك أنه يؤدي في كثير من الأحيان إلى الكبر والطغيان والظلم، واتباع الهوى، فيأتي الشيطان لهذا الإنسان يزين له الأمور على غير حقيقتها، وتأتي بطانة السوء من حوله أصحاب المصالح منهم فيقدرون الأمور على غير حقيقتها إلى جانب غرور القوة والمال والأتباع، فيحدث الانحراف والتقصير عن هذه المسئولية ..
عَنْ أبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: «مَا بَعَثَ اللهُ مِنْ نَبِيٍّ، وَلا اسْتَخْلَفَ مِنْ خَلِيفَةٍ، إِلا كَانَتْ لَهُ بِطَانَتَانِ: بِطَانَةٌ تَأْمُرُهُ بِالمَعْرُوفِ وَتَحُضُّهُ عَلَيْهِ، وَبِطَانَةٌ تَأْمُرُهُ بِالشَّرِّ وَتَحُضُّهُ عَلَيْهِ، فَالمَعْصُومُ مَنْ عَصَمَ اللهُ تَعَالَى». (البخاري) ..
يقول سيّد قطب -رحمه الله- عن ذي القرنين: "إنه النموذج الطيب للحاكم الصالح يمكنه الله في الأرض وييسر له الأسباب; فيجتاح الأرض شرقًا وغربًا ولكنه لا يتجبر ولا يتكبر ولا يطغى ولا يتبطر ولا يتخذ من الفتوح وسيلة للغنم المادي، واستغلال الأفراد والجماعات والأوطان ولا يعامل البلاد المفتوحة معاملة الرقيق ولا يسخر أهلها في أغراضه وأطماعه إنما ينشر العدل في كل مكان يحل به, ويساعد المتخلفين, ويدرأ عنهم العدوان دون مقابل; ويستخدم القوة التي يسرها الله له في التعمير والإصلاح, ودفع العدوان وإحقاق الحق .
ثم يُرجِع كل خير يحققه الله على يديه إلى رحمة الله، وفضل الله, ولا ينسى وهو في إبان سطوته قدرة الله وجبروته, وأنه راجع إلى الله"
ومن صور فتنة الحكم والملك والسلطان وتولي المناصب: استغلالها لمصالح شخصية أو حزبية أو قبلية، فينتج عن ذلك فساد مالي وإداري، وتضيع حقوق وتهدر واجبات، وتغّيب كفاءات .
ومن صور فتنة الحكم..
إدارة شؤون الناس دون الاحتكام إلى الشرع أو القوانين أو الضوابط التي تصدر في تلك الدول والشعوب والمجتمعات وتدون في دساتيرها ..
فإذا لم يكن هناك دولة مؤسسات وإذا لم يكن هناك قانون يخضع له الناس جميعاً؛ فإن الفتن والمصائب والمشاكل والفوضى تكون سمات تلك الدول والمجتمعات .
ومن صور فتنة الحكم..
التنافس عليه والصراع من أجله وقيام الحروب والمشاكل والأزمات بين الأفراد والأحزاب والجماعات، وتظهر هذه الفتنة .
فلماذا يعيش العالم من حولنا شرقاً وغرباً حياة آمنة مستقرة مزدهرة، ونحن أمة الإسلام وأمة القرآن ساءت علاقاتنا مع بعضنا البعض، وساءت العلاقات بين الحاكم والمحكوم وبين الراعي والرعية، فسُفكت الدماء، وأُزهقت الأرواح، ودُمرت المدن والقرى، وضجَّ منا المكان والزمان، والسهل والجبل، والأرض والسماء .
إننا يجب علينا أن نراجع حياتنا وسلوكياتنا، ونبنى أوطاننا بالحب والتعاون، والأخوة عن طريق نظام وقانون ومؤسسات تنظّم علاقات الفرد والحاكم والمحكوم .
عبــــاد اللــــه : إن كهف النجاة من فتنة الحكم والسلطان والمنصب أن نستشعر أن هذه مسئولية عظيمة أمام الله، وأمام الشعوب والأوطان والتاريخ، ويوم القيامة تكون حسرة وندامة إلا من قام بحقها..
وأن الأوطان تتسع للجميع، ولا بد أن يشترك الجميع في بناء أوطانهم،
وأن القيادات العظيمة للدول من الحكام هم من يسطرون التاريخ بعدلهم وأمانتهم وحسن رعايتهم لشؤون أوطانهم..
وإن العصمة والنجاة من هذه الفتنة كما جاء في سورة الكهف هي الإخلاص لله في الأعمال وتذكر الآخرة، قال تعالى: (قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا * الَّذِينَ ضَلَّ سَع
ْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا) [الكهف: 103 و104]..
الخطبــــة.الثانيــــة.cc
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على من ارسله الله رحمة للعالمين، فشرح به الصدور، وانار به العقول، وفتح الله به اعينآ عميا ، واذانا صما، وقلوبا غلفا، صلى الله عليه وعلى من استن بسنته واقتفى اثره الى يوم الدين .
أما بعد - عباد الله :
قصة ذي القرنين تعلمنا
طموح يناطح السحاب... يحقق التمكين سعى ذو القرنين حتى بلغ حيث انتهت طاقته و قدرته، ولم يرض بمنزلةٍ دون منزلة أحد من أهل زمانه حتى في مناصب الدنيا، ولم يقف عند حد، بل سعى في الأرض حتى بلغ مغرب الشمس ثم سار بجيوشه حتى بلغ مشرقها ثم أتبع سببا حتى بلغ بين السدين، وتملك تلك المناطق كلها حتى حكم فيها وأثر بفكره ومبادئه على أهلها وسيطر عليها وغدا شرطياً أعلى للعالم وحارساً لأهل الأرض، وملجأ للمظلومين، ومأمنا للخائفين...
عندها طابت نفسه وتحقق حلمه... همة متفجرة وطموح يناطح السحاب...
بهذا يبني ذو القرنين في نفس طالب العلوم التجريبية طموحاً عالياً وهمةً شامخة، ويرسم له صورة مشرقة في سماء التفوق والجد والعزم...
والتنافس والتصارع من أجل السيادة والغلبة والوصول إلى مفاصل التغيير والتأثير وهي صورة المؤمن القوي...
اجتهادٌ وبذلٌ للسبب...
بلا كسلٍ أو تواكل قال الله تعالى عن ذي القرنين مرة :"فأتبع سببا" أي : فأتبع سبباً, سبباً آخر أو: فأتبع أمره سبباً، ثم قال عنه مرتين: " ثم أتبع سببا".
فنحن امة ليست متواكلة امة عمل واعمار للأرض وتأمين لأهلها وانتاج أمة متوكلة على الله باذلة لأسباب التقدم والنماء .
الإحساس بالمسئولية :
عندما يشعر القائد المسلم بالمسئولية تجاه من يقودهم فإن هذا يكون دافعا لتحقيق مصالحهم دون التكسب من وراء ذلك.
العفة و طهارة اليد :
القائد الحق هو من لا يستغل حاجات رعيته و ينهب ثرواتهم بحجة أنه يقوم علي رعايتهم و تحقيق مصلحتهم .
نصرة المظلوم :
نصر المظلوم واجب لا يحتاج إلي مقابل فلقد نصر ذو القرنين القوم المظلومين من يأجوج ومأجوج
العمل الجماعي :
وهذا بين في قوله: (قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا(95) الكهف).
التوظيف الأمثل للطاقات البشرية :
فلقد وظف ذو القرنيين طاقات القوم فيما يحسنوا و طلب منهم العون بالقوة و ليس بالمال أو العلم.
استغلال الموارد المتاحة :
فلقد استخدم ما لديهم من مواد مثل الحديد والنحاس وغيرها ليحقق النتائج المرسومة بالموارد المتاحة في دمج عجيب لمبدأ الكفاءة في استغلال المتاح مع الفاعلية في تحقيق أفضل النتائج .
تعلمنا القصة إدارة المخاطر
وتحقيق المطلوب بأيسر الطرق وأقل خسارة ممكنة فلقد كان ممكنا لذي القرنين أن يقاتل يأجوج ومأجوج ولكنه فضل عزلهم ودفع شرهم بأبسط الطرق .
تعلمنا هذه القصة :
التواضع و رد الفضل لله : التوفيق من الله وعلي كل قائد ناجح في مؤسسته أن يعلم أنه لولا توفيق الله له ما كان لينجح ولذلك قال ذو القرنين (قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا(98) الكهف) .
كما أنه على كل قائد ناجح :
أن يرد الفضل إلى أهله وألا ينسب
لنفسه ما ليس له .
تعلمنا هذه القصة :
الاعتبار بتخليد جميل الثناء , وجليل الآثار , فإن من أمعن النظر فيما قُص عن ذي القرنين في هذه الآيات الكريمة , يتضح له جليا حُسنَ سجاياه ,وسموَّ مزاياه , من الشجاعة وعلو الهمة والعفة والعدل , ودأَبه على توطيد الأمن وإثابة المحسنين , وتأديبه للظالمين , والإحسان إلى النوع البشري .."
(سأتلو عليكم) دليل على التمكن والاستعلاء وهذا من صفات المؤمن، تمكن من أدائه واستعلاء عن الواقع الفاسد .
عالمية هذا الدين الإسلامي :
وان العالم أجمع لن يعيش آمنا مستقرا شرقا وغربا ولن يتوحد الا في ظل الإسلام .
===================
الخطبــــة.الثانيــــة.cc
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على من ارسله الله رحمة للعالمين، فشرح به الصدور، وانار به العقول، وفتح الله به اعينآ عميا ، واذانا صما، وقلوبا غلفا، صلى الله عليه وعلى من استن بسنته واقتفى اثره الى يوم الدين .
أما بعد - عباد الله :
قصة ذي القرنين تعلمنا
طموح يناطح السحاب... يحقق التمكين سعى ذو القرنين حتى بلغ حيث انتهت طاقته و قدرته، ولم يرض بمنزلةٍ دون منزلة أحد من أهل زمانه حتى في مناصب الدنيا، ولم يقف عند حد، بل سعى في الأرض حتى بلغ مغرب الشمس ثم سار بجيوشه حتى بلغ مشرقها ثم أتبع سببا حتى بلغ بين السدين، وتملك تلك المناطق كلها حتى حكم فيها وأثر بفكره ومبادئه على أهلها وسيطر عليها وغدا شرطياً أعلى للعالم وحارساً لأهل الأرض، وملجأ للمظلومين، ومأمنا للخائفين...
عندها طابت نفسه وتحقق حلمه... همة متفجرة وطموح يناطح السحاب...
بهذا يبني ذو القرنين في نفس طالب العلوم التجريبية طموحاً عالياً وهمةً شامخة، ويرسم له صورة مشرقة في سماء التفوق والجد والعزم...
والتنافس والتصارع من أجل السيادة والغلبة والوصول إلى مفاصل التغيير والتأثير وهي صورة المؤمن القوي...
اجتهادٌ وبذلٌ للسبب...
بلا كسلٍ أو تواكل قال الله تعالى عن ذي القرنين مرة :"فأتبع سببا" أي : فأتبع سبباً, سبباً آخر أو: فأتبع أمره سبباً، ثم قال عنه مرتين: " ثم أتبع سببا".
فنحن امة ليست متواكلة امة عمل واعمار للأرض وتأمين لأهلها وانتاج أمة متوكلة على الله باذلة لأسباب التقدم والنماء .
الإحساس بالمسئولية :
عندما يشعر القائد المسلم بالمسئولية تجاه من يقودهم فإن هذا يكون دافعا لتحقيق مصالحهم دون التكسب من وراء ذلك.
العفة و طهارة اليد :
القائد الحق هو من لا يستغل حاجات رعيته و ينهب ثرواتهم بحجة أنه يقوم علي رعايتهم و تحقيق مصلحتهم .
نصرة المظلوم :
نصر المظلوم واجب لا يحتاج إلي مقابل فلقد نصر ذو القرنين القوم المظلومين من يأجوج ومأجوج
العمل الجماعي :
وهذا بين في قوله: (قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا(95) الكهف).
التوظيف الأمثل للطاقات البشرية :
فلقد وظف ذو القرنيين طاقات القوم فيما يحسنوا و طلب منهم العون بالقوة و ليس بالمال أو العلم.
استغلال الموارد المتاحة :
فلقد استخدم ما لديهم من مواد مثل الحديد والنحاس وغيرها ليحقق النتائج المرسومة بالموارد المتاحة في دمج عجيب لمبدأ الكفاءة في استغلال المتاح مع الفاعلية في تحقيق أفضل النتائج .
تعلمنا القصة إدارة المخاطر
وتحقيق المطلوب بأيسر الطرق وأقل خسارة ممكنة فلقد كان ممكنا لذي القرنين أن يقاتل يأجوج ومأجوج ولكنه فضل عزلهم ودفع شرهم بأبسط الطرق .
تعلمنا هذه القصة :
التواضع و رد الفضل لله : التوفيق من الله وعلي كل قائد ناجح في مؤسسته أن يعلم أنه لولا توفيق الله له ما كان لينجح ولذلك قال ذو القرنين (قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا(98) الكهف) .
كما أنه على كل قائد ناجح :
أن يرد الفضل إلى أهله وألا ينسب
لنفسه ما ليس له .
تعلمنا هذه القصة :
الاعتبار بتخليد جميل الثناء , وجليل الآثار , فإن من أمعن النظر فيما قُص عن ذي القرنين في هذه الآيات الكريمة , يتضح له جليا حُسنَ سجاياه ,وسموَّ مزاياه , من الشجاعة وعلو الهمة والعفة والعدل , ودأَبه على توطيد الأمن وإثابة المحسنين , وتأديبه للظالمين , والإحسان إلى النوع البشري .."
(سأتلو عليكم) دليل على التمكن والاستعلاء وهذا من صفات المؤمن، تمكن من أدائه واستعلاء عن الواقع الفاسد .
عالمية هذا الدين الإسلامي :
وان العالم أجمع لن يعيش آمنا مستقرا شرقا وغربا ولن يتوحد الا في ظل الإسلام .
===================
🎤 زاد.الخطـيـب.الدعــــوي.tt
✍ طريقك إلى الخطابة والإلقاء8⃣3⃣
•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•
خــــواطــــر.خطـــيــب.cc
للدكتور/ عمر بن عبد الله المقبل
•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°
💥طرحتُ مرةً في موقع التواصل (تويتر) سؤالاً حول قضية تتصل بخطبة الجمعة، وقد جاءت مئات التعليقات من المتابعين الكرام جزاهم الله خيراً، والتي أثارت في النفس شجوناً تتعلق بالخطبة والخطابة .
🔸ومثل هذه المقالة المختصرة لا تحتمل بثّ تلك الشجون، لكني التقطتُ خيطاً من تلك الإجابات؛ لأنظِم منه بعضَ الخواطر حول مسؤولية الخطيب عن خطبته، أكتبها معترفاً بتقصيري، لكن لعلي أذكّر بها نفسي أولاً، وإخوتي ثانياً، فأقول :
ً1⃣ - أن على الخطيب أن يستشعر أمانة موقِفه في المنبر، وأنه يقوم مقاماً من مقامات النبوة -على صاحبها أفضل الصلاة والسلام- وهذا الاستشعار لا يختص بإخلاص النية فحسب؛ بل يشمل الإعداد الجيّد للخطبة التي تناسب الحالَ والمقامَ.
2⃣ - الخطيب كغيره من الناس؛ تعرض له ظروفٌ وأحوال تمنعه من الإعداد في بعض الجُمَع، لكن أن يكون دأبُه وعادتُه النقلَ المحض، والقصّ واللصق؛ فليس هذا من رعاية أمانة هذا المنبر الذي أؤتمن عليه.
3⃣ - لئن جاز للخطيب المبتدئ أن ينقل بعضَ الخطب من غيره في بداية طريقه؛ فإن عليه أن يكون حصيفاً في النقل، فما يقال على منبرٍ ما لا يلزم أن يُنقل إلى غيره من المنابر.
💥وفي هذا قصص ..
لا تخلو من طرافة ، منها :
أن أحدهم نقل خطبةً لأحد أئمة الحرمين، والظاهر أنه لم يقرأها أصلاً، فبدأ يخاطب الأمة الإسلامية، ويصف المكان الذي يتكلم منه بالمكان المقدّس!!
🔸وآخَر نقل خطبة قديمة جداً
كُتبت في عهد أحد السلاطين، فبدأ يدعو في الخطبة الثانية بأن يحفظ الله ذلك السلطان الذي مات قَبل عقود أو قرون من الزمن!!
4⃣ - الاستفادة من الآخرين حقٌّ
والعاقل مَن أفاد مِن تجارب وأحرف الآخرين المتألقة في سماء البيان، وروائع التأثير، لكن على الخطيب أن يعوِّد نفسَه الاستفادة من الأفكار، وصياغتها بأسلوبه، حتى إذا استمر على هذا المنوال؛ استطاع بعد مدّة أن يُنشئ الخطبة من بنات فِكره.
5⃣ - يستعجل بعضُ الخطباء الناشئين بنشر خُطَبه؛ طمعاً في النفع، وحصول الأجر، ولا ريب أن هذه نية حسنة، لكن أهل العلم يوصون طالبَ العلم بالتريّث في نشر ما يكتبه حتى يَصلُب عوده في الفنّ الذي يعانيه، ومِن ذلك: الخطابة، فإن ما يُنشَر اليوم عبر الشبكة العالمية؛ يبقى أبد الدهر، واستدراكه صعب، والعلم -كما يحتاج لنية صالحة- يحتاج لتجربة ناضجة، والعجلة في هذه المقامات لها آثارها المعروفة، وقد بيّنتُ ذلك بتوسع أكثر في مقالٍ نُشِرَ في هذه الزاوية من الموقع (مرفأ الأسبوع) بعنوان: "شهوة النشر".
6⃣ - نحن في عصر الإعلام الذي صاغ عقولاً كثيرة، وصار أهلُه يُنفِقون المليارات ليبقوا في ساحة المنافسة والتأثير.
💥فمِن رعاية مقام المنبر :
أن يسعى الخطيبُ وبجدية أن يطوّر
خطبتَه بأمورٍ أهمها :
🔸- القراءة والاطلاع كبرنامج
خاص طيلة الحياة؛ فالقراءة غذاء للروح، وتَنقّل في عقول العلماء وأهل الخبرة، ويتأكد ذلك في الموضوع الذي يريد التحدّث عنه، وتدعيمه بما يلزم من تأصيل شرعي، وأرقام وإحصائيات .
🔸- العناية بأسلوب الإلقاء، ومراعاة طبيعة الموضوع، والفواصل الكلامية، فضلاً عن الحرص على سلامة اللسان من اللحن، وتلافي ذلك -إن كثر- بتشكيل الخطبة من بصيرٍ باللحن، فإن الإعراب يزيد الخطبةَ جمالاً، واللحنَ يشينها.
🔸- الاستماع لبعض الخطباء المؤثّرين، والاستفادة من أساليبهم عند الإلقاء.
🔸- الدخول في دورة تدريبية تصقل موهبتك، وتنمي مهاراتك في هذا الباب.
💥وإذا لم تقم الوزارات المعنيّة بذلك
فإن على الخطيب الناصح لنفسه -إذا كان يستطيع مادياً- أن يلتحق بالدورات التي تعنى بتطوير الخطباء وتدريبهم على أساليب التأثير، فإنه لا يوجد متحدِّث في الدنيا ألزم الشرعُ الناسَ بالسعي لسماعه إلا لك أنت يا خطيب الجمعة .
🔺وكم هو ثقيل على النفوس أن تستمع على كُرهٍ لخطيب لم يَرْع حق المنبر؛ لا إعداداً، ولا إلقاء، ولا اختياراً للموضوع !
💥 أخـــــيرآ ..
إن استعشار الخطيب لثقل الأمانة
وضخامة التبعة؛ لمن أعظم الدوافع الداخلية لتطوير نفسه، والسعي للرقي بوظيفته؛ ليؤدي الرسالة على الوجه المرْضي، مع تكرار اللجأ إلى الله وطلب العون منه، والاستغفار عن التقصير بحق هذا المنبر العظيم .
========================
✍ طريقك إلى الخطابة والإلقاء8⃣3⃣
•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•
خــــواطــــر.خطـــيــب.cc
للدكتور/ عمر بن عبد الله المقبل
•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°
💥طرحتُ مرةً في موقع التواصل (تويتر) سؤالاً حول قضية تتصل بخطبة الجمعة، وقد جاءت مئات التعليقات من المتابعين الكرام جزاهم الله خيراً، والتي أثارت في النفس شجوناً تتعلق بالخطبة والخطابة .
🔸ومثل هذه المقالة المختصرة لا تحتمل بثّ تلك الشجون، لكني التقطتُ خيطاً من تلك الإجابات؛ لأنظِم منه بعضَ الخواطر حول مسؤولية الخطيب عن خطبته، أكتبها معترفاً بتقصيري، لكن لعلي أذكّر بها نفسي أولاً، وإخوتي ثانياً، فأقول :
ً1⃣ - أن على الخطيب أن يستشعر أمانة موقِفه في المنبر، وأنه يقوم مقاماً من مقامات النبوة -على صاحبها أفضل الصلاة والسلام- وهذا الاستشعار لا يختص بإخلاص النية فحسب؛ بل يشمل الإعداد الجيّد للخطبة التي تناسب الحالَ والمقامَ.
2⃣ - الخطيب كغيره من الناس؛ تعرض له ظروفٌ وأحوال تمنعه من الإعداد في بعض الجُمَع، لكن أن يكون دأبُه وعادتُه النقلَ المحض، والقصّ واللصق؛ فليس هذا من رعاية أمانة هذا المنبر الذي أؤتمن عليه.
3⃣ - لئن جاز للخطيب المبتدئ أن ينقل بعضَ الخطب من غيره في بداية طريقه؛ فإن عليه أن يكون حصيفاً في النقل، فما يقال على منبرٍ ما لا يلزم أن يُنقل إلى غيره من المنابر.
💥وفي هذا قصص ..
لا تخلو من طرافة ، منها :
أن أحدهم نقل خطبةً لأحد أئمة الحرمين، والظاهر أنه لم يقرأها أصلاً، فبدأ يخاطب الأمة الإسلامية، ويصف المكان الذي يتكلم منه بالمكان المقدّس!!
🔸وآخَر نقل خطبة قديمة جداً
كُتبت في عهد أحد السلاطين، فبدأ يدعو في الخطبة الثانية بأن يحفظ الله ذلك السلطان الذي مات قَبل عقود أو قرون من الزمن!!
4⃣ - الاستفادة من الآخرين حقٌّ
والعاقل مَن أفاد مِن تجارب وأحرف الآخرين المتألقة في سماء البيان، وروائع التأثير، لكن على الخطيب أن يعوِّد نفسَه الاستفادة من الأفكار، وصياغتها بأسلوبه، حتى إذا استمر على هذا المنوال؛ استطاع بعد مدّة أن يُنشئ الخطبة من بنات فِكره.
5⃣ - يستعجل بعضُ الخطباء الناشئين بنشر خُطَبه؛ طمعاً في النفع، وحصول الأجر، ولا ريب أن هذه نية حسنة، لكن أهل العلم يوصون طالبَ العلم بالتريّث في نشر ما يكتبه حتى يَصلُب عوده في الفنّ الذي يعانيه، ومِن ذلك: الخطابة، فإن ما يُنشَر اليوم عبر الشبكة العالمية؛ يبقى أبد الدهر، واستدراكه صعب، والعلم -كما يحتاج لنية صالحة- يحتاج لتجربة ناضجة، والعجلة في هذه المقامات لها آثارها المعروفة، وقد بيّنتُ ذلك بتوسع أكثر في مقالٍ نُشِرَ في هذه الزاوية من الموقع (مرفأ الأسبوع) بعنوان: "شهوة النشر".
6⃣ - نحن في عصر الإعلام الذي صاغ عقولاً كثيرة، وصار أهلُه يُنفِقون المليارات ليبقوا في ساحة المنافسة والتأثير.
💥فمِن رعاية مقام المنبر :
أن يسعى الخطيبُ وبجدية أن يطوّر
خطبتَه بأمورٍ أهمها :
🔸- القراءة والاطلاع كبرنامج
خاص طيلة الحياة؛ فالقراءة غذاء للروح، وتَنقّل في عقول العلماء وأهل الخبرة، ويتأكد ذلك في الموضوع الذي يريد التحدّث عنه، وتدعيمه بما يلزم من تأصيل شرعي، وأرقام وإحصائيات .
🔸- العناية بأسلوب الإلقاء، ومراعاة طبيعة الموضوع، والفواصل الكلامية، فضلاً عن الحرص على سلامة اللسان من اللحن، وتلافي ذلك -إن كثر- بتشكيل الخطبة من بصيرٍ باللحن، فإن الإعراب يزيد الخطبةَ جمالاً، واللحنَ يشينها.
🔸- الاستماع لبعض الخطباء المؤثّرين، والاستفادة من أساليبهم عند الإلقاء.
🔸- الدخول في دورة تدريبية تصقل موهبتك، وتنمي مهاراتك في هذا الباب.
💥وإذا لم تقم الوزارات المعنيّة بذلك
فإن على الخطيب الناصح لنفسه -إذا كان يستطيع مادياً- أن يلتحق بالدورات التي تعنى بتطوير الخطباء وتدريبهم على أساليب التأثير، فإنه لا يوجد متحدِّث في الدنيا ألزم الشرعُ الناسَ بالسعي لسماعه إلا لك أنت يا خطيب الجمعة .
🔺وكم هو ثقيل على النفوس أن تستمع على كُرهٍ لخطيب لم يَرْع حق المنبر؛ لا إعداداً، ولا إلقاء، ولا اختياراً للموضوع !
💥 أخـــــيرآ ..
إن استعشار الخطيب لثقل الأمانة
وضخامة التبعة؛ لمن أعظم الدوافع الداخلية لتطوير نفسه، والسعي للرقي بوظيفته؛ ليؤدي الرسالة على الوجه المرْضي، مع تكرار اللجأ إلى الله وطلب العون منه، والاستغفار عن التقصير بحق هذا المنبر العظيم .
========================
علامات القلب السليم
قال الله تعالى : (يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ * إِلاَّ مَنْ أَتَى
اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ) [الشعراء:88 ـ89] . ولكن ما هي علامات القلب السليم ؟
العلامة الأولى : أَنْ يرتَحِلَ عن الدُّنيا حتى ينزلَ بالآخرةِ ، ويَحِلَّ فيها ،
حتى يَبْقَى كأَنَّهُ مِن أهلِها وأَبنائِها ، جاءَ إلى هذه الدَّارِ غريباً
يأْخُذُ منها حاجَتَهُ ، ويعودُ إلى وطنِه كما قال عليه السلام لعبدِ اللَّهِ بنِ
عُمَر: » كُنْ في الدُّنْيا كأَنَّكَ غريبٌ أَو عابرُ سبيلٍ ، وعُدَّ نفسَكَ مِن
أهلِ القُبورِ « 19.
وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه : إنّ الدنيا قد ترحلت مدبرة ، وإنّ الآخرة قد
ترحلت مقبلة ، ولكلٍّ منهما بنون ، فكونوا من أبناء الآخرة ، ولا تكونوا من أبناء
الدنيا ، فإنَّ اليوم عمل ولا حساب ، وغداً حساب ، ولا عمل .
فَحَيَّ عَلى جَنَّاتِ عَدْنٍ
فإِنَّها.....................مَنازِلُكَ الأولى وفيها المُخَيَّمُ
ولكِنَّنا سَبْيُ العَدُوِّ فَهَلْ تَرَى نَعُودُ إلى
أَوطانِنا ونُسَلِّمُ
وكلما صحَّ القلبُ مِن مرضِه ؛ تَرَحَّلَ إلى الآخرَةِ ، وقَرُبَ منها ، حتى يصيرَ
مِن أهلِها ، وكلَّما مَرِضَ القلبُ واعتَلَّ ؛ آثَرَ الدُّنيا واستوطَنَها ، حتى
يصيرَ مِن أَهلِها .
العلامة الثانية : أَنْ يُنِيبَ إلى اللَّهِ ويُخْبِتَ إليهِ ، فلا فلاحَ ، ولا
نعيمَ ، ولا سرورَ ؛ إلاَّ برضاه وقُرْبِهِ والأُنْسِ بِهِ ، فبهِ يطمئِنُّ ،
وإليهِ يسكُنُ ، وإليهِ يأْوي ، وبهِ يفرَحُ ، وعليهِ يتوكَّلُ ، وبهِ يَثِقُ ،
وإِيَّاهُ يرجو ، وله يخافُ .
فذِكْرُهُ غذاؤهُ وحياتُه ونعيمُهُ ولذَّتُهُ وسُرورُهُ ، والالتفاتُ إلى غيرِهِ
والتعلُّقُ بسواهُ : داؤهُ ، والرُّجوعُ إليهِ : دواؤهُ .
قالَ أَبو الحسينِ الورَّاقُ : حياة القلبِ في ذِكرِ الحيِّ الذي لا يموتُ ،
والعيشُ الهنِيُّ الحياةُ مع اللهِ تعالى لا غير .
العلامة الثالثة : أَنْ لا يَفْتُرَ عن ذِكْرِ ربِّهِ ، ولا يسأَمَ مِن خِدْمَتِه ،
ولا يأْنَسَ بغيرِهِ ؛ إلاَّ بِمَنْ يَدُلُّهُ عليه ، ويُذَكِّرُهُ بهِ ،
ويُذاكِرُهُ بهذا الأمرِ .
العلامة الرابعة : أَنَّهُ إذا فاتَهُ وِرْدُهُ20 وَجَدَ لفواتِه أَلماً أعظمَ مِن
تأَلُّمِ الحريصِ بفواتِ مالِهِ وفَقْدِهِ ؛ كمن يحزن على فوت الجماعة ، ويعلم أنّه
لوْ تُقُبِّلتْ منه صلاته منْفرداً ، فإنّه قدْ فاته سبعة وعشرون ضعفاً .
ولو أنّ رجلاً يعاني البيع والشراء تفوته صفقة واحدة في بلده من غير سفر ولا مشقة
قيمتها سبعة وعشرون ديناراً ؛ لأكل يديه ندماً وأسفاً ، فكيف وكلّ ضعفٍ مما تضاعف
به صلاة الجماعة خيرٌ من ألف ، وألف ألف ، وما شاء الله تعالى ؟!
فإذا فوَّت العبد عليه هذا الربح قطْعاً ، وهو بارد القلب ، فارغ من هذه المصيبة ،
فهذا من ضعف الإيمان .
وكذلك إذا فاته الصف الأول الذي يصلي الله وملائكته عليه ، ولوْ يعلم العبد فضيلته
؛ لجالد عليه ، ولكانت قرعة .
العلامة الخامسة : أَنَّهُ يشتاقُ إلى طاعة ربه ؛ كما يشتاقُ الجائعُ إلى الطَّعامِ
والشرابِ .
العلامة السادسة : أَنَّهُ إذا دَخلَ في الصّلاةِ ذَهَبَ عنهُ همُّهُ وغَمُّهُ
بالدُّنيا ، واشتدَّ عليهِ خروجُهُ منها ، ووجَدَ فيها راحتَهُ ونعيمَهُ ، وقُرَّةَ
عينِه وسُرورَ قلبِهِ ،كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لبلال: »يا بلال ، أرحْنا
بالصلاة « ولمْ يقلْ : أرحنا منها كما يقول المبْطلون الغافلون . وقال صلى الله
عليه وسلم:» جعلت قرة عيني في الصلاة « .
فصاحب القلب السليم راحته وقرّة عينه في الصلاة ، والغافل المعرض ليس له نصيب من
ذلك ؛ بل الصلاة كبيرة شاقة عليه ، إذا قام فكأنّه على الجمر حتّى يتخلص من واجب
الصلاة ، وعجّلها وأسْرعها ، فهو ليس له قرّة عين فيها ، ولا لقلبه راحة بها ، فهي
كبيرة على هذا ، وقرّة عين وراحة لذلك .
العلامة السابعة : أَنْ يكونَ هَمُّهُ واحداً ، وأَنْ يكونَ في اللّهِ تعالى .
فهمّه طاعة ربه ، ورضا ربه ، وعفو ربه ، ومغفرة ورحمة ربه ( وَعَجِلتُ إِلَيْكَ
رَبِّ لِتَرْضَى) [طه: 84 ].
العلامة الثامنة : أَنْ يكونَ أَشَحَّ بوَقْتِهِ أَنْ يذهَبَ ضائِعاً مِن أشدِّ
النّاسٍ شُحّاً بمالِهِ ؛ لأنَّه يرى عزّةَ وقتهِ وخطره وشرفه ، وأنّه رأس مال
سعادته فيبخل به أنْ يضيعه فيما لا يقربه إلى ربّه ؛ فإنّ في إضاعته الخسران
والحسرة والنّدامة ، وفي حفظه وعمارته الربح والسعادة . فيشح بأنفاسه أنْ يضيعها
فيما لا ينفعه يوم معاده .
العلامة التاسعة : أَنْ يكونَ اهتمامُهُ بتصحيح العملِ أَعظمَ منهُ بالعملِ ،
فيحْرِصُ على الإِخلاص فيهِ والنَّصيحةِ والمُتابعةِ والإحسانِ ، ويشهَدُ مَعَ ذلك
منَّةَ اللَّهِ عليهِ وتقصيرَهُ في حقِّ اللّهِ .
فهذه ستُّ مشاهدَ لا يشهَدُها إلا القلبُ الحيُّ السليمُ .
العلامة العاشرة: أنْ يكون سالماً من محبة ما يكرهه الله ، فدخل في ذلك سلامته من
الشرك الجلي والخفي ، ومن الأهواء وال
قال الله تعالى : (يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ * إِلاَّ مَنْ أَتَى
اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ) [الشعراء:88 ـ89] . ولكن ما هي علامات القلب السليم ؟
العلامة الأولى : أَنْ يرتَحِلَ عن الدُّنيا حتى ينزلَ بالآخرةِ ، ويَحِلَّ فيها ،
حتى يَبْقَى كأَنَّهُ مِن أهلِها وأَبنائِها ، جاءَ إلى هذه الدَّارِ غريباً
يأْخُذُ منها حاجَتَهُ ، ويعودُ إلى وطنِه كما قال عليه السلام لعبدِ اللَّهِ بنِ
عُمَر: » كُنْ في الدُّنْيا كأَنَّكَ غريبٌ أَو عابرُ سبيلٍ ، وعُدَّ نفسَكَ مِن
أهلِ القُبورِ « 19.
وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه : إنّ الدنيا قد ترحلت مدبرة ، وإنّ الآخرة قد
ترحلت مقبلة ، ولكلٍّ منهما بنون ، فكونوا من أبناء الآخرة ، ولا تكونوا من أبناء
الدنيا ، فإنَّ اليوم عمل ولا حساب ، وغداً حساب ، ولا عمل .
فَحَيَّ عَلى جَنَّاتِ عَدْنٍ
فإِنَّها.....................مَنازِلُكَ الأولى وفيها المُخَيَّمُ
ولكِنَّنا سَبْيُ العَدُوِّ فَهَلْ تَرَى نَعُودُ إلى
أَوطانِنا ونُسَلِّمُ
وكلما صحَّ القلبُ مِن مرضِه ؛ تَرَحَّلَ إلى الآخرَةِ ، وقَرُبَ منها ، حتى يصيرَ
مِن أهلِها ، وكلَّما مَرِضَ القلبُ واعتَلَّ ؛ آثَرَ الدُّنيا واستوطَنَها ، حتى
يصيرَ مِن أَهلِها .
العلامة الثانية : أَنْ يُنِيبَ إلى اللَّهِ ويُخْبِتَ إليهِ ، فلا فلاحَ ، ولا
نعيمَ ، ولا سرورَ ؛ إلاَّ برضاه وقُرْبِهِ والأُنْسِ بِهِ ، فبهِ يطمئِنُّ ،
وإليهِ يسكُنُ ، وإليهِ يأْوي ، وبهِ يفرَحُ ، وعليهِ يتوكَّلُ ، وبهِ يَثِقُ ،
وإِيَّاهُ يرجو ، وله يخافُ .
فذِكْرُهُ غذاؤهُ وحياتُه ونعيمُهُ ولذَّتُهُ وسُرورُهُ ، والالتفاتُ إلى غيرِهِ
والتعلُّقُ بسواهُ : داؤهُ ، والرُّجوعُ إليهِ : دواؤهُ .
قالَ أَبو الحسينِ الورَّاقُ : حياة القلبِ في ذِكرِ الحيِّ الذي لا يموتُ ،
والعيشُ الهنِيُّ الحياةُ مع اللهِ تعالى لا غير .
العلامة الثالثة : أَنْ لا يَفْتُرَ عن ذِكْرِ ربِّهِ ، ولا يسأَمَ مِن خِدْمَتِه ،
ولا يأْنَسَ بغيرِهِ ؛ إلاَّ بِمَنْ يَدُلُّهُ عليه ، ويُذَكِّرُهُ بهِ ،
ويُذاكِرُهُ بهذا الأمرِ .
العلامة الرابعة : أَنَّهُ إذا فاتَهُ وِرْدُهُ20 وَجَدَ لفواتِه أَلماً أعظمَ مِن
تأَلُّمِ الحريصِ بفواتِ مالِهِ وفَقْدِهِ ؛ كمن يحزن على فوت الجماعة ، ويعلم أنّه
لوْ تُقُبِّلتْ منه صلاته منْفرداً ، فإنّه قدْ فاته سبعة وعشرون ضعفاً .
ولو أنّ رجلاً يعاني البيع والشراء تفوته صفقة واحدة في بلده من غير سفر ولا مشقة
قيمتها سبعة وعشرون ديناراً ؛ لأكل يديه ندماً وأسفاً ، فكيف وكلّ ضعفٍ مما تضاعف
به صلاة الجماعة خيرٌ من ألف ، وألف ألف ، وما شاء الله تعالى ؟!
فإذا فوَّت العبد عليه هذا الربح قطْعاً ، وهو بارد القلب ، فارغ من هذه المصيبة ،
فهذا من ضعف الإيمان .
وكذلك إذا فاته الصف الأول الذي يصلي الله وملائكته عليه ، ولوْ يعلم العبد فضيلته
؛ لجالد عليه ، ولكانت قرعة .
العلامة الخامسة : أَنَّهُ يشتاقُ إلى طاعة ربه ؛ كما يشتاقُ الجائعُ إلى الطَّعامِ
والشرابِ .
العلامة السادسة : أَنَّهُ إذا دَخلَ في الصّلاةِ ذَهَبَ عنهُ همُّهُ وغَمُّهُ
بالدُّنيا ، واشتدَّ عليهِ خروجُهُ منها ، ووجَدَ فيها راحتَهُ ونعيمَهُ ، وقُرَّةَ
عينِه وسُرورَ قلبِهِ ،كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لبلال: »يا بلال ، أرحْنا
بالصلاة « ولمْ يقلْ : أرحنا منها كما يقول المبْطلون الغافلون . وقال صلى الله
عليه وسلم:» جعلت قرة عيني في الصلاة « .
فصاحب القلب السليم راحته وقرّة عينه في الصلاة ، والغافل المعرض ليس له نصيب من
ذلك ؛ بل الصلاة كبيرة شاقة عليه ، إذا قام فكأنّه على الجمر حتّى يتخلص من واجب
الصلاة ، وعجّلها وأسْرعها ، فهو ليس له قرّة عين فيها ، ولا لقلبه راحة بها ، فهي
كبيرة على هذا ، وقرّة عين وراحة لذلك .
العلامة السابعة : أَنْ يكونَ هَمُّهُ واحداً ، وأَنْ يكونَ في اللّهِ تعالى .
فهمّه طاعة ربه ، ورضا ربه ، وعفو ربه ، ومغفرة ورحمة ربه ( وَعَجِلتُ إِلَيْكَ
رَبِّ لِتَرْضَى) [طه: 84 ].
العلامة الثامنة : أَنْ يكونَ أَشَحَّ بوَقْتِهِ أَنْ يذهَبَ ضائِعاً مِن أشدِّ
النّاسٍ شُحّاً بمالِهِ ؛ لأنَّه يرى عزّةَ وقتهِ وخطره وشرفه ، وأنّه رأس مال
سعادته فيبخل به أنْ يضيعه فيما لا يقربه إلى ربّه ؛ فإنّ في إضاعته الخسران
والحسرة والنّدامة ، وفي حفظه وعمارته الربح والسعادة . فيشح بأنفاسه أنْ يضيعها
فيما لا ينفعه يوم معاده .
العلامة التاسعة : أَنْ يكونَ اهتمامُهُ بتصحيح العملِ أَعظمَ منهُ بالعملِ ،
فيحْرِصُ على الإِخلاص فيهِ والنَّصيحةِ والمُتابعةِ والإحسانِ ، ويشهَدُ مَعَ ذلك
منَّةَ اللَّهِ عليهِ وتقصيرَهُ في حقِّ اللّهِ .
فهذه ستُّ مشاهدَ لا يشهَدُها إلا القلبُ الحيُّ السليمُ .
العلامة العاشرة: أنْ يكون سالماً من محبة ما يكرهه الله ، فدخل في ذلك سلامته من
الشرك الجلي والخفي ، ومن الأهواء وال
بدع ، ومن الفسوق والمعاصي ـ كبائرها وصغائرها
ـ الظاهرة والباطنة ، كالرياء ، والعجب ، والغلّ ، والغش ، والحقد ، والحسد ، وغير
ذلك 21 .
عنْ عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال : قيل : لرسول الله صلى الله عليه وسلم
أيّ النّاس أفْضلُ؟ قال: »كلُّ مخْمومِ القلب ، صدوقِ اللسانِ«.قالوا: صدوق اللسان
نعرفه ، فما مخمومُ القلب ؟ قال : » هو التّقيّ النّقيّ لا إثْم فيه ، ولا بغي ولا
غلّ ولا حسدْ« 22.
العلامة الحادية عشر: اتباع هدي المصطفى صلى الله عليه وسلم . عن أبي أمامة الباهلي
رضي الله عنه قال : أخذ بيدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لي : »يا أبا
أمامة! إنّ من المؤمنين من يلين لي قلبه « 23.
ومعنى (يلين لي قلبه ) أي يسكن ويميل إليّ بالمودّة والمحبّة. والله أعلم .
وليس ذلك إلا بإخلاص الاتباع له صلى الله عليه وسلم دون سواه من البشر ، لأن الله
تعالى جعل ذلك وحده دليلاً على حبه عزوجل ، فقال :(قلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ
اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْببكُمْ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ).
أفلم يأن للذين يزعمون حبه صلى الله عليه وسلم في أحاديثهم وأناشيدهم ، أن يرجعوا
إلى التمسك بهذا الحب الصادق الموصل إلى حب الله تعالى ، ولا يكونوا كالذي قال فيه
الشاعر:
تعصي الإله وأنت تظهر حبه ...........هذا لعمرك في القياس بديع
فلو كان حبك صادقاً لأطعته إنّ المحبّ لمن يحبّ مطيع
العلامة الثانية عشر : الوجل عندْ ذكر الرحمن . والوجل خوف مقْرونٌ بهيبةٍ ومحبّةٍ
.
قال سبحانه وتعالى :( وَبَشِّرْ الْمُخْبِتِينَ * الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ
وَجلَتْ قُلُوبُهُمْ) [الحج:34-35].
وقال سبحانه وتعالى : (إِنَّمَا المُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ
وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ) [ الأنفال:2] .
وقال عزوجل : (والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة)[المؤمنون:60 ].
وعن أبي عنبة الخولاني رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : »إنّ
لله آنية في الأرض ، وآنية24 ربّكمْ قلوب عباده الصالحين ، وأحبُّها إليه ألينها
وأرقُّها « 25.
والمعنى أنّها ذات خشية واستكانة سريعة الاستجابة والتأثر بقوارع التذكير سالمة من
الشدّة والقسْوة.
عن عائشة رضي الله عنها قالت : سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية :
(وَالذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ)[ المؤمنون : 60 ] قالت :
أهم الذين يشربون الخمر ويسرقون " ؟ قال : »لا يا بنت الصديق ، ولكنهم الذين يصومون
ويصلون ويتصدقون ، وهم يخافون أن لا يقبل منهم أولئك الذين يسارعون في الخيرات وهم
لها سابقون « 26 .
ومن تأمَّل أحْوال الصحابة رضي الله عنهمْ وجدهمْ في غاية العملِ مع غايةِ الخوفِ ،
ويعدُّون أنفسهم من المقصِّرين المفرِّطين المذْنبين ، ونحن مع إساءتنا نعدُّ
انفسنا من المحسنين.
وبالجملة ؛ فالقلبُ الصَّحيحُ : هو الذي همُّهُ كلُّهُ في اللَّهِ ، وحُبُّهُ
كلُّهُ لهُ ، وقصدُهُ لهُ ، وبَدنُهُ لهُ ، وأَعمالُه لهُ ، ونومُهُ لهُ ، ويقظتُهُ
لهُ ، وحديثُهُ والحديث عنهُ أشْهى إِليهِ مِن كُلِّ حَدِيثٍ ، وأَفكارُهُ تحوم على
مراضيه ومحابِّه . فكلُّه بالله ، وكلُّه لله ، وكلُّه مع الله ، وسيرهُ دائماً إلى
الله ، فهو مع الله مجرَّدٌ عن خلقهِ ، ومع خلقهِ مجرَّدٌ عن نفسه ... والله
المستعان .
ـ الظاهرة والباطنة ، كالرياء ، والعجب ، والغلّ ، والغش ، والحقد ، والحسد ، وغير
ذلك 21 .
عنْ عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال : قيل : لرسول الله صلى الله عليه وسلم
أيّ النّاس أفْضلُ؟ قال: »كلُّ مخْمومِ القلب ، صدوقِ اللسانِ«.قالوا: صدوق اللسان
نعرفه ، فما مخمومُ القلب ؟ قال : » هو التّقيّ النّقيّ لا إثْم فيه ، ولا بغي ولا
غلّ ولا حسدْ« 22.
العلامة الحادية عشر: اتباع هدي المصطفى صلى الله عليه وسلم . عن أبي أمامة الباهلي
رضي الله عنه قال : أخذ بيدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لي : »يا أبا
أمامة! إنّ من المؤمنين من يلين لي قلبه « 23.
ومعنى (يلين لي قلبه ) أي يسكن ويميل إليّ بالمودّة والمحبّة. والله أعلم .
وليس ذلك إلا بإخلاص الاتباع له صلى الله عليه وسلم دون سواه من البشر ، لأن الله
تعالى جعل ذلك وحده دليلاً على حبه عزوجل ، فقال :(قلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ
اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْببكُمْ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ).
أفلم يأن للذين يزعمون حبه صلى الله عليه وسلم في أحاديثهم وأناشيدهم ، أن يرجعوا
إلى التمسك بهذا الحب الصادق الموصل إلى حب الله تعالى ، ولا يكونوا كالذي قال فيه
الشاعر:
تعصي الإله وأنت تظهر حبه ...........هذا لعمرك في القياس بديع
فلو كان حبك صادقاً لأطعته إنّ المحبّ لمن يحبّ مطيع
العلامة الثانية عشر : الوجل عندْ ذكر الرحمن . والوجل خوف مقْرونٌ بهيبةٍ ومحبّةٍ
.
قال سبحانه وتعالى :( وَبَشِّرْ الْمُخْبِتِينَ * الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ
وَجلَتْ قُلُوبُهُمْ) [الحج:34-35].
وقال سبحانه وتعالى : (إِنَّمَا المُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ
وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ) [ الأنفال:2] .
وقال عزوجل : (والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة)[المؤمنون:60 ].
وعن أبي عنبة الخولاني رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : »إنّ
لله آنية في الأرض ، وآنية24 ربّكمْ قلوب عباده الصالحين ، وأحبُّها إليه ألينها
وأرقُّها « 25.
والمعنى أنّها ذات خشية واستكانة سريعة الاستجابة والتأثر بقوارع التذكير سالمة من
الشدّة والقسْوة.
عن عائشة رضي الله عنها قالت : سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية :
(وَالذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ)[ المؤمنون : 60 ] قالت :
أهم الذين يشربون الخمر ويسرقون " ؟ قال : »لا يا بنت الصديق ، ولكنهم الذين يصومون
ويصلون ويتصدقون ، وهم يخافون أن لا يقبل منهم أولئك الذين يسارعون في الخيرات وهم
لها سابقون « 26 .
ومن تأمَّل أحْوال الصحابة رضي الله عنهمْ وجدهمْ في غاية العملِ مع غايةِ الخوفِ ،
ويعدُّون أنفسهم من المقصِّرين المفرِّطين المذْنبين ، ونحن مع إساءتنا نعدُّ
انفسنا من المحسنين.
وبالجملة ؛ فالقلبُ الصَّحيحُ : هو الذي همُّهُ كلُّهُ في اللَّهِ ، وحُبُّهُ
كلُّهُ لهُ ، وقصدُهُ لهُ ، وبَدنُهُ لهُ ، وأَعمالُه لهُ ، ونومُهُ لهُ ، ويقظتُهُ
لهُ ، وحديثُهُ والحديث عنهُ أشْهى إِليهِ مِن كُلِّ حَدِيثٍ ، وأَفكارُهُ تحوم على
مراضيه ومحابِّه . فكلُّه بالله ، وكلُّه لله ، وكلُّه مع الله ، وسيرهُ دائماً إلى
الله ، فهو مع الله مجرَّدٌ عن خلقهِ ، ومع خلقهِ مجرَّدٌ عن نفسه ... والله
المستعان .
﴿وَأَنَّ السّاعَةَ آتِيَةٌ لا رَيبَ فيها وَأَنَّ اللَّهَ يَبعَثُ مَن فِي القُبورِ﴾
🅾 بالصور والشرح تعلم أحوال وكيفية الصلاة على الكراسي
http://goo.gl/9IHXR7
✅ صحح وضوئك وصحح صلاتك من خلال هذه الصور المبسطة السهلة الميسرة
https://goo.gl/I967Ey
👆 أنشرها وأحتسب كل من يتعلمها بسبب نشرك
http://goo.gl/9IHXR7
✅ صحح وضوئك وصحح صلاتك من خلال هذه الصور المبسطة السهلة الميسرة
https://goo.gl/I967Ey
👆 أنشرها وأحتسب كل من يتعلمها بسبب نشرك
تستحق التأمل... !!!
1-أنّ الصلاة المكتوبة نداءها بصوت البشر، و صلاة الثلث الآخر من الليل نداءها من رب البشر.
2-الصلاة المكتوبة يسمع نداءها كل البشر، وصلاة الثلث الآخر يستشعر نداءها بعض البشر.
3-الصلاة المكتوبة نداءها:(حي على الصلاة؛ حي على الفلاح)، وصلاة الثلث الآخر من الليل نداءها: (هل من سائلٍ فأعطيه..).
4-الصلاة المكتوبة يُؤديها أغلبُ المسلمين؛ بينما صلاة الثلث الآخر يُؤديها من إصطفاهم الله من المؤمنين.
5-الصلاة المكتوبة ربما يصليها البعض رياءً، بينما صلاة الليل لا يُصليها أحدٌ الا خُفيةً خالصةً لله.
6-الصلاة المكتوبة يمتزج في أدائها التفكير بمشاغل الدنيا ووساوس الشيطان؛ بينما صلاة الثلث الآخر هي إنقطاعٌ عن الدنيا وبناءٌ للدار الآخرة.
7-الصلاة المكتوبة ربما تؤديها لكي تُقابل أحدا في المسجد فتتبادل أطراف الحديث معه؛ بينما صلاة الليل تؤديها لكي تأنس بالحديث مع الله و تتكلم معه وتبث همك وسُؤلك.
8-الدعاء في الصلاة المكتوبة ربما يُجاب؛ بينما صلاة الثلث الآخر من الليل وعد الله عباده بالإجابة (هل من سائل فأعطيه).
9-أخيراً صلاة الثلث الآخر من الليل لا يوفق بالقيام بها الا من أراد الله له أن يأنس بالحديث معه وسماع همومه وشكواه؛ فهنيأً لمن لبي نداء رب العزة والجلال للجلوس بين يديه وسماع حديثه والتلذذ بمناجاته"
لاتحرم نفسك وغيرك فربما تشجع أحد للقيام ولك أجره..
نفع الله بكم.
1-أنّ الصلاة المكتوبة نداءها بصوت البشر، و صلاة الثلث الآخر من الليل نداءها من رب البشر.
2-الصلاة المكتوبة يسمع نداءها كل البشر، وصلاة الثلث الآخر يستشعر نداءها بعض البشر.
3-الصلاة المكتوبة نداءها:(حي على الصلاة؛ حي على الفلاح)، وصلاة الثلث الآخر من الليل نداءها: (هل من سائلٍ فأعطيه..).
4-الصلاة المكتوبة يُؤديها أغلبُ المسلمين؛ بينما صلاة الثلث الآخر يُؤديها من إصطفاهم الله من المؤمنين.
5-الصلاة المكتوبة ربما يصليها البعض رياءً، بينما صلاة الليل لا يُصليها أحدٌ الا خُفيةً خالصةً لله.
6-الصلاة المكتوبة يمتزج في أدائها التفكير بمشاغل الدنيا ووساوس الشيطان؛ بينما صلاة الثلث الآخر هي إنقطاعٌ عن الدنيا وبناءٌ للدار الآخرة.
7-الصلاة المكتوبة ربما تؤديها لكي تُقابل أحدا في المسجد فتتبادل أطراف الحديث معه؛ بينما صلاة الليل تؤديها لكي تأنس بالحديث مع الله و تتكلم معه وتبث همك وسُؤلك.
8-الدعاء في الصلاة المكتوبة ربما يُجاب؛ بينما صلاة الثلث الآخر من الليل وعد الله عباده بالإجابة (هل من سائل فأعطيه).
9-أخيراً صلاة الثلث الآخر من الليل لا يوفق بالقيام بها الا من أراد الله له أن يأنس بالحديث معه وسماع همومه وشكواه؛ فهنيأً لمن لبي نداء رب العزة والجلال للجلوس بين يديه وسماع حديثه والتلذذ بمناجاته"
لاتحرم نفسك وغيرك فربما تشجع أحد للقيام ولك أجره..
نفع الله بكم.
مر شخص من عند رجل يشوي اللحم...
فبكى!!!
فقال له الطباخ : مالك تبكي؟ أظنك محتاجآ للحم؟
فقال الرجل : لا ... ولكن أبكي على أبن آدم !
يدخل الحيوان النار ميتاً ،
وابن آدم يدخلها حياً .!
فيآرب ..
أجسادنا لآتقوى على النآر .
فحرمها علينا يارب وعلى والدينا وذرياتنا والمسلمين ..
🍂من أروع ما قرأت 🍂
فبكى!!!
فقال له الطباخ : مالك تبكي؟ أظنك محتاجآ للحم؟
فقال الرجل : لا ... ولكن أبكي على أبن آدم !
يدخل الحيوان النار ميتاً ،
وابن آدم يدخلها حياً .!
فيآرب ..
أجسادنا لآتقوى على النآر .
فحرمها علينا يارب وعلى والدينا وذرياتنا والمسلمين ..
🍂من أروع ما قرأت 🍂
السلام.عليكم.ورحمة.الله.وبركاتة.cc
⛅️ إشــツـراقة.الصبـاح.cc ⛅️
❆ السبت ❆
28/ جمـ➄ـادى الأولى/١٤٣٨هـ
25/ فــبــــ➁ــرايـــر/ 2017مـ
❂:::ــــــــــــــــ✺ـــــــــــــــــ:::❂
"فدعا ربه أني مغلوب فانتصر"
اعترف بضعفه
واعتصم بحول ربه وقوته
دعاء من ضاقت به كل السبل
إلا أن ينصره ربه فليكن هكذا دعائك.
صبــ⛅ــاح.الاعتصام.بالله.cc
⛅️ إشــツـراقة.الصبـاح.cc ⛅️
❆ السبت ❆
28/ جمـ➄ـادى الأولى/١٤٣٨هـ
25/ فــبــــ➁ــرايـــر/ 2017مـ
❂:::ــــــــــــــــ✺ـــــــــــــــــ:::❂
"فدعا ربه أني مغلوب فانتصر"
اعترف بضعفه
واعتصم بحول ربه وقوته
دعاء من ضاقت به كل السبل
إلا أن ينصره ربه فليكن هكذا دعائك.
صبــ⛅ــاح.الاعتصام.بالله.cc
📌➖➖ فائدة ➖➖📌
النبي صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ: فِي رُكُوعِهِ وَسُجُودِهِ: سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ، رَبُّ الْمَلَائِكَةِ وَالرُّوحِ.
وعلى هذا، فمن السنة قول: سبوح قدوس رب الملائكة والروح ـ أثناء الركوع، أو السجود .
النبي صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ: فِي رُكُوعِهِ وَسُجُودِهِ: سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ، رَبُّ الْمَلَائِكَةِ وَالرُّوحِ.
وعلى هذا، فمن السنة قول: سبوح قدوس رب الملائكة والروح ـ أثناء الركوع، أو السجود .
📌➖➖ فائدة ➖➖📌
جاء عَنْ رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعٍ الزُّرَقِىِّ قَالَ :
( كُنَّا يَوْمًا نُصَلِّي وَرَاءَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم ، فَلَمَّا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرَّكْعَةِ قَالَ : سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ .
قَالَ رَجُلٌ وَرَاءَهُ :
رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ ، حَمْدًا كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ .
فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ : مَنِ الْمُتَكَلِّمُ ؟ قَالَ : أَنَا . قَالَ : رَأَيْتُ بِضْعَةً وَثَلاَثِينَ مَلَكًا يَبْتَدِرُونَهَا ، أَيُّهُمْ يَكْتُبُهَا أَوَّلُُ )
جاء عَنْ رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعٍ الزُّرَقِىِّ قَالَ :
( كُنَّا يَوْمًا نُصَلِّي وَرَاءَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم ، فَلَمَّا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرَّكْعَةِ قَالَ : سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ .
قَالَ رَجُلٌ وَرَاءَهُ :
رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ ، حَمْدًا كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ .
فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ : مَنِ الْمُتَكَلِّمُ ؟ قَالَ : أَنَا . قَالَ : رَأَيْتُ بِضْعَةً وَثَلاَثِينَ مَلَكًا يَبْتَدِرُونَهَا ، أَيُّهُمْ يَكْتُبُهَا أَوَّلُُ )
👈🏻 أتمَّ صلاتك، ولا تكن ممَّن يسرق منها الطمأنينة ..
🔺 دخل إلى المسجد رجلٌ في حضرة النبي ﷺ فصلى صلاةً لم يطمئنَّ فيها،
ثم لما انتهى جاء فسلم على النبي ﷺ؛ فردَّ النبي ﷺ عليه السلام وقال له:
« ارْجِعْ فَصَلِّ؛ فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ » -ثلاث مرات-
📒 [ رواه البخاري ومسلم ]
🔺 وقال النبي ﷺ:
« أَسْوَأُ النَّاسِ سَرِقَةً الَّذِي يَسْرِقُ مِنْ صَلَاتِهِ »
قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ؛ وَكَيْفَ يَسْرِقُ مِنْ صَلَاتِهِ؟
قَالَ : « لَا يُتِمُّ رُكُوعَهَا وَلَا سُجُودَهَا-أَوْ قَالَ- لَا يُقِيمُ صُلْبَهُ فِي الرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ »
📒 [ رواه الإمام أحمد وصححه الألباني ]
🔺 دخل إلى المسجد رجلٌ في حضرة النبي ﷺ فصلى صلاةً لم يطمئنَّ فيها،
ثم لما انتهى جاء فسلم على النبي ﷺ؛ فردَّ النبي ﷺ عليه السلام وقال له:
« ارْجِعْ فَصَلِّ؛ فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ » -ثلاث مرات-
📒 [ رواه البخاري ومسلم ]
🔺 وقال النبي ﷺ:
« أَسْوَأُ النَّاسِ سَرِقَةً الَّذِي يَسْرِقُ مِنْ صَلَاتِهِ »
قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ؛ وَكَيْفَ يَسْرِقُ مِنْ صَلَاتِهِ؟
قَالَ : « لَا يُتِمُّ رُكُوعَهَا وَلَا سُجُودَهَا-أَوْ قَالَ- لَا يُقِيمُ صُلْبَهُ فِي الرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ »
📒 [ رواه الإمام أحمد وصححه الألباني ]
✍🔹فضل اللحـــــــيـــــة🔹
👍 (زين الله بها الرجال)
✍في كتب السير:
👈كان رسول الله عظيم اللحية،
👈وأبو بكر كث اللحية،
👈وعمر كثير اللحية،
👈وعثمان كبير اللحية،
👈وعلي عريض اللحية . . .
وأنت ماذا ⁉‼
👈تعددت الألفاظ النبوية في 🔴الأمر باللحية:
👈(أكرموا اللحى)،
👈(أرخوا اللحى)،
👈(أوفوا اللحى)،
👈(وفروا اللحى)،
👈(أعفوا اللحى) . . .
👆🏽أوامر متكررة من حبيبك صلى الله عليه وسلم ؟
(ويلكما من أمركما بهذا ؟)
🔷قالها صلى الله عليه وسلم للفارسيين الحليقين.
🔶🔷(ربي أمرني بإعفاء لحيتي وقص شاربي) حديث حسن.
كانت عائشة رضي الله عنها إذا اجتهدت في القسم قالت:
"والذي أكرم الرجال باللحى".
🔶🔶🔶🔶
قال عمر بن عبد العزيز:
"حلق اللحية مُثْله،
ورسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن المثلة".
🔶🔶🔶🔶
قال ابن تيمية:
"يحرم حلق اللحية للأحاديث' الصحيحة، ولم يُبحه أحد".
🔶🔶🔶🔶🔶
قال ابن القيم:
"ينفرد الرجل عن المرأة باللحية، فميزه عليها بما فيه المهابة له والعزة والوقار، ومُنعَتْها المرأة لكمال الاستمتاع بها".
🔶🔶🔶🔶🔶
قال القرطبي:
"لا يجوز حلق اللحية ولا نتفها ولا قصها".
🔶🔶🔶🔶🔶
قال الشيخ محمد بن إبراهيم:
"من حلق لحيته بعد العلم بالحكم مصرّاً على ذلك؛ ففعله كبيرة".
🔶🔶🔶🔶🔶🔶
قال ابن باز:
"تربية اللحية وتوفيرها وإرخائها فرض لا يجوز تركه".
🔶🔶🔶🔶🔶
يوم القيامة يُطرد أناسٌ من أمة محمد صلى الله عليه وسلم عن الحوض . . والسبب:
(إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك) !
🔶🔶🔶🔶🔶🔶
حلق اللحية مجاهرة، وفي الحديث:
(كل أمتي معافى إلا المجاهرين).
🔶🔶🔶🔶
في بعض كتب الفقه:
"من تعمد حلقها يؤدب، وترد شهادته".
🔶🔶👈🔶🔶
قرّر الفقهاء أن اللحية إذا جُني عليها فأزيلت بالكلية، فعلى الجاني دية كاملة كما لو قتل صاحبها.
🔶🔶🔶🔶🔶
الأحنف بن قيس كان أطلس
لا لحية له،
فقال قومه:
"وددنا أنّا اشترينا للأحنف لحية بعشرين ألفا".
🔶🔶🔶🔶🔶
قيس بن سعد بن عبادة من أمراء الخزرج،
ولم يكن له لحية،
قال الأنصار:
"والله لو كانت اللحية تشترى لاشترينا له لحية ليكمل رجلاً".
🔶🔶🔶🔶🔶🔶
قال شريح القاضي:
"وددت لو أن لي لحية بعشرة آلاف درهم" . . .
🔴🔴🔴🔴🔴
⁉أما اليوم فيااا أسفااا ؛؛؛
فكم يُبذل من الأموال للتخلص منها
🔴🔴🔴🔴🔴
وبعض المسلمين يحتج بأن الإيمان في القلب وليس باللحية.
والجواب:.
أن الإيمان في القلب وتظهر آثاره على الجوارح باعفاء اللحية وغيرها من الأمور الشرعية.
وفي الحديث المتفق عليه:
إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب.
والمعنى واضح:
إذا صلحت القلب بالإيمان صلح الجسد كله بالعمل.
والله المستعان .
👍 (زين الله بها الرجال)
✍في كتب السير:
👈كان رسول الله عظيم اللحية،
👈وأبو بكر كث اللحية،
👈وعمر كثير اللحية،
👈وعثمان كبير اللحية،
👈وعلي عريض اللحية . . .
وأنت ماذا ⁉‼
👈تعددت الألفاظ النبوية في 🔴الأمر باللحية:
👈(أكرموا اللحى)،
👈(أرخوا اللحى)،
👈(أوفوا اللحى)،
👈(وفروا اللحى)،
👈(أعفوا اللحى) . . .
👆🏽أوامر متكررة من حبيبك صلى الله عليه وسلم ؟
(ويلكما من أمركما بهذا ؟)
🔷قالها صلى الله عليه وسلم للفارسيين الحليقين.
🔶🔷(ربي أمرني بإعفاء لحيتي وقص شاربي) حديث حسن.
كانت عائشة رضي الله عنها إذا اجتهدت في القسم قالت:
"والذي أكرم الرجال باللحى".
🔶🔶🔶🔶
قال عمر بن عبد العزيز:
"حلق اللحية مُثْله،
ورسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن المثلة".
🔶🔶🔶🔶
قال ابن تيمية:
"يحرم حلق اللحية للأحاديث' الصحيحة، ولم يُبحه أحد".
🔶🔶🔶🔶🔶
قال ابن القيم:
"ينفرد الرجل عن المرأة باللحية، فميزه عليها بما فيه المهابة له والعزة والوقار، ومُنعَتْها المرأة لكمال الاستمتاع بها".
🔶🔶🔶🔶🔶
قال القرطبي:
"لا يجوز حلق اللحية ولا نتفها ولا قصها".
🔶🔶🔶🔶🔶
قال الشيخ محمد بن إبراهيم:
"من حلق لحيته بعد العلم بالحكم مصرّاً على ذلك؛ ففعله كبيرة".
🔶🔶🔶🔶🔶🔶
قال ابن باز:
"تربية اللحية وتوفيرها وإرخائها فرض لا يجوز تركه".
🔶🔶🔶🔶🔶
يوم القيامة يُطرد أناسٌ من أمة محمد صلى الله عليه وسلم عن الحوض . . والسبب:
(إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك) !
🔶🔶🔶🔶🔶🔶
حلق اللحية مجاهرة، وفي الحديث:
(كل أمتي معافى إلا المجاهرين).
🔶🔶🔶🔶
في بعض كتب الفقه:
"من تعمد حلقها يؤدب، وترد شهادته".
🔶🔶👈🔶🔶
قرّر الفقهاء أن اللحية إذا جُني عليها فأزيلت بالكلية، فعلى الجاني دية كاملة كما لو قتل صاحبها.
🔶🔶🔶🔶🔶
الأحنف بن قيس كان أطلس
لا لحية له،
فقال قومه:
"وددنا أنّا اشترينا للأحنف لحية بعشرين ألفا".
🔶🔶🔶🔶🔶
قيس بن سعد بن عبادة من أمراء الخزرج،
ولم يكن له لحية،
قال الأنصار:
"والله لو كانت اللحية تشترى لاشترينا له لحية ليكمل رجلاً".
🔶🔶🔶🔶🔶🔶
قال شريح القاضي:
"وددت لو أن لي لحية بعشرة آلاف درهم" . . .
🔴🔴🔴🔴🔴
⁉أما اليوم فيااا أسفااا ؛؛؛
فكم يُبذل من الأموال للتخلص منها
🔴🔴🔴🔴🔴
وبعض المسلمين يحتج بأن الإيمان في القلب وليس باللحية.
والجواب:.
أن الإيمان في القلب وتظهر آثاره على الجوارح باعفاء اللحية وغيرها من الأمور الشرعية.
وفي الحديث المتفق عليه:
إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب.
والمعنى واضح:
إذا صلحت القلب بالإيمان صلح الجسد كله بالعمل.
والله المستعان .
﴿إِنَّ اللَّهَ يُدخِلُ الَّذينَ آمَنوا وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ جَنّاتٍ تَجري مِن تَحتِهَا الأَنهارُ يُحَلَّونَ فيها مِن أَساوِرَ مِن ذَهَبٍ وَلُؤلُؤًا وَلِباسُهُم فيها حَريرٌ﴾