Telegram Web Link
تستهدف رفع مستوى الشعب سياسيا واقتصاديا وثقافيا ، وأنشطتها وفعالياتها الثورية واحدة استفاد منها الثوار في الشمال والجنوب وتحققوا بقول الله (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ) ، (قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ ، يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم
الخطبة الثانية : الحمد لله رب العالمين ولا عدوان إلا على الظالمين والصلاة والسلام على رسوله الامين وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد فإن مما يؤكد واحدية الثورة قصة انفجار الثورة يوم 14 أكتوبر ، حيث تؤكد وثائق الثورة على مشاركة المناضل الكبير الشيخ غالب راجح لبوزة وثلة من رجال الجنوب في ثورة سبتمبر ببسالة وشجاعة حتى حضروا احتفال عيدها الأول عام 1963م ثم اجتمع ألف من الثوار من الشمال والجنوب في صنعاء للتشاور والتعاون وحشد الطاقات لتحرير الجنوب من الاستعمار بعد تحرير الشمال من الاستبداد واتجه المناضل غالب راجح لبوزة ومن معه في قيادة الثورة إلى تعز للترتيب والتدريب وقيادة الثورة من هناك مؤكدين بلسان الحال والمقال واحدية الثورة وضرورة تحقيق الوحدة الوطنية بين الشمال والجنوب
رجع الشيخ المناضل غالب راجح لبوزة مع المشاركين في الثورة في الشمال إلى مسقط رأسه في ردفان الضالع وما إن وصل حتى جاءه الطلب من الضابط البريطاني المحتل يطالبه بالحضور لتسليم نفسه وسلاحه هو ومن معه من الثوار مع غرامة تأديبية مقدارها خمسمائة شلن لمشاركتهم في ثورة سبتمبر بغير إذن من المحتل البريطاني وعليهم أن يتعهدون بعدم الخروج من الجنوب إلى الشمال إلا بإذن المحتل فماذا كان جواب البطل لبوزة هو وإخوانه على المحتل ؟ رد عليه برسالة فحواها أنني عدت من وطني إلى وطني وأنتم الطارؤون عليه والغرباء فيه والمعتدون على استقلاله وخيراته وثرواته ، وأعلن فيه رفضه تسليم نفسه وسلاحه مع من معه ثم وضع الرسالة في مظروف ووضع فيه رصاصة من حزامه ليعلنها حربا على المحتل لا هوادة فيها ، جن جنوب المحتل البريطاني فحرك قواته ومدافعه وطائراته ضد الثوار الأبطال واشتبك المناضلون مع قوات المحتل ليوم كامل ختم ذلك اليوم باستشهاد لبوزة رحمه الله ولكنه ما استشهد حتى أشعل الثورة وأشعل النضال ووضع الأقدام على طريق التحرير واندلعت الثورة العارمة التي لم تهدأ حتى حققت النصر وطرد المحتل من جميع البلاد بعد أربع سنوات من النضال والتضحية والثبات ، حيث تم انسحاب آخر جندي بريطاني في 30 نوفمبر 1967 م وبذلك عمت الفرحة واكتملت الأهداف وتكامل المجتمع وظهرت بجلاء روابط الأخوة والمحبة بين المواطنين وبناء على ما سبق نؤكد على ما يلي :
1-واجبنا جميعا في دعم الجيش والأمن للحفاظ على السيادة وعلى مكتسبات سبتمبر وأكتوبر
2-نطالب المجلس الرئاسي بهذه المناسبة على رفع الوتيرة في دعم الجيش والأمن بالرواتب والذخيرة والسلاح وتوحيد حركة الجيش لتحرير البلد من الاحتلال الإيراني الغاصب وفك الحصار عن تعز
3- دعوة الجميع إلى الثبات واستمرار الجهاد حتى تحرير كل شبر في اليمن من الاحتلال الإيراني
4- لن يسمح شعبنا وجيشنا أن تهدد وتمزق وحدته الوطنية ولن يسمح بالانتقاص من أهداف الثورتين ولن يسمح شعبنا للانتقاص من سيادته الوطنية على أراضيه وثرواته وموانئه
4- اليقين بأن النصر حليفنا بإذن الله فإذا كان الثوار الأجداد قد هزموا المملكة المتوكلية وعمرها مئات السنين والمملكة البريطانية وعمرها 128 سنة فالأحفاد قادرون بإذن الله على هزيمة عصابة الحوثي الطارئة على التاريخ اليمني (فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ)
ثم الدعاء والدعوة للجهاد بالمال والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وأقم الصلاة
*الجواهر.والدرر.في.إصلاح.الأُسر.tt 1️⃣1️⃣*

*بعنــــوان:*

*إعلام.البرية.بأهمية.التحصنات.الشرعية.tt*

للشيخ الداعية /أبي عمار وهبان بن مرشد المودعي

🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌


التصنيف/التربية والأخلاق



*الْخُطْبَةُ الْأُولَــــــــى*

الْحَمْدَ لِله نَحْمَدُهُ تعالى، وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللَّـهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا ومن سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّـهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ.

وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّـهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُالله وَرَسُولُهُ وخليه وصفية، تركنا على المحجة ، ليلها كنهارها، لايزيغُ عنها إلا هالك ،فصلوات ربي وسلامه عَلَيْهِ، وَعَلَى آلِهِ وصبحه وَسَلَّمَ تسليماً مزيداً مُتكاثراً مُتتابعا ،

*﴿يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران:١٠٢].*

*﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ أن اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء:١].*

*﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا ۝ يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب]*

أَمَّا بَعْدُ:

فَإِنَّ خَيْرَ الحديث كتاب الله، وخَيْرَ الْهدِي ، هَدْيُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّـهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وصبحه وَسَلَّمَ، وَشَرَّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ، وَكُلَّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ.

أجارني الله وإياكم والمسلمين جميعاً من البِدْعَ والضَلَالَات والنَّارِ.

أيها المسلمون عباد الله : مر معنا أن تكلمنا عن السحر ، والعين ،
وما في ذلك من الأضرار ،وأني في خطبة هذه أحببتُ أن أذكر نفسي وإخواني السامعين ، وفقكم الله إلى كل خير ،

أحببتُ أن أذكر نفسي، وإخواني، ببعض التحصنات، الشرعيه، التي تقيك بفضل الواحد القهار، من السحر أو المسي ،أو العين ، فإن هذه التحصنات بفضله سبحانه بمثابةٍ الدرع الحصين ،

وبمثابةٍ الوقاية العظيمة ، من جعلها وقايةً يسر الله له بفضله ، وأمتنانه وكرمه ، ثم بهذه الأمور الوقاية من السحر ، أو المسي أو العين ،
وما يُصاب كَثيرٌ مِنَ الناس ، بالسحر ، أو المسي، أو العين،

إلا والأمر الأول: هو بيد الله ، فلا أحدٌ يستطيعُ أن يصيبك بشيء ، إلا بإذن الله،
قال الله عز وجل: في كتابه الكريم، *﴿ وَنُنَزِّلُ مِنَ القُرآنِ ما هُوَ شِفاءٌ وَرَحمَةٌ لِلمُؤمِنينَ وَلا يَزيدُ الظّالِمينَ إِلّا خَسارًا ﴾ [١٧:٨٢] - الإسراء*

ويقول الله؛ *﴿ فَقُلتُ استَغفِروا رَبَّكُم إِنَّهُ كانَ غَفّارًا(١٠)يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا (١١) وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا (١٢) مَّا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا (١٣) وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا (١٤) } ٧١- نوح*

ويقول الله في كتابه الكريم: *﴿ وَما كانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُم وَأَنتَ فيهِم وَما كانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُم وَهُم يَستَغفِرونَ ﴾ [٨:٣٣] - الأنفال*

ويقول الله : *﴿ وَقُل جاءَ الحَقُّ وَزَهَقَ الباطِلُ إِنَّ الباطِلَ كانَ زَهوقًا ﴾ [١٧:٨١] - الإسراء*

ويقول سبحانه وتعالى: *﴿ فَاذكُروني أَذكُركُم وَاشكُروا لي وَلا تَكفُرونِ ﴾ [٢:١٥٢] - البقرة*

ويقول الله: *{ أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا (٨٣) فَلَا تَعْجَلْ عَلَيْهِمْ إِنَّمَا نَعُدُّ لَهُمْ عَدًّا (٨٤) يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْدًا (٨٥) وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلَى جَهَنَّمَ وِرْدًا (٨٦)} ١٩- مريم*

ويقول الله: *﴿ وَإِمّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيطانِ نَزغٌ فَاستَعِذ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّميعُ العَليمُ ﴾ [٤١:٣٦] - فصلت*

وآياتٌ كثيرة ، دعا الرحمن الرحيم ، عباده جميعاً ، إلى أن يبذلوا الأسباب ، التي جُعلت لتقِيهم من الشرور والمحن،

معاشر المسلمين ؛ إن السحر، والمس، والعين، إبتلاء يبتلى به العبادة ، ولكن من سعى إلى الأسباب، التي تقِيه من هذا البلاء ، أعانه الله ووفقه ، وسهل له الحال، وما ترى كثيراً من المسلمين، يُبتلى بما يبتلى به، من الوسواس القهري.

وهكذا من الأوهام والخيالات، ورُبما سار يتهم زوجته، ويتهم أُسرته ، وسار في عالم الوساوس،
إلا لأنهُ ترك الأسباب الشرعية، في التحصنات ، التي تقِيه شر هذا البلاء، وتقِيه شر هذه الأمور، التي تغير عُقله عن مسارهِ الصحيح ، إلى مسار يتعبُ نفسه، ويتعبُ غيره.

وأني ذاكر لكم بعضاً ، من الأعمال الشرعية، التي تكون بفضل الله، حِصنا حصينا للعبد، تقِيه من هذا البلاء ، وسواءٌ كان هذا البلاء ، عن طريق السحر ، أو المسي، أو العين، أو كان عن طريق ما يصابُ به بعض الناس، من المصائب والمحن ، التي تجعلهُ يخرج إلى عالم الموسوسين، وإلى عالم أصحاب الأوهام ،والخيالات ،وربما كان سبباً في قتل نفسه، أو قتل أُسرته، لأن عقلهُ، خرج عن نطاقه الصحيح.

معاشر المسلمين: إن من الأسباب الصحيحة لذلك ، حرص العبد على الإقبال على الله بالدعاء ،

يا أيها المُبتلى: لا تغفل عن دعاء الله ، يا أيها المسحور: لا تغفل عن دعاء الله،
يا أيها المعيون: لا تغفل عن الدعاء لله،
يا أيها المُبتلى: في ليله ونهاره ، لا تغفل عن الدعاء لله.
يا من يصيحُ الصيحات العظيمة ، والأصوات الشديدة ، لا تغفل عن الدعاء لله.
يا أصحاب الأمراض: لا تغفلوا عن الدعاء لله.
إن الله يراكم، أن الله يسمع كلامكم، إن الله يعلم أحوالكم، أقبلوا على الحي القيوم ، بالدعاء
أقبلوا على الذي يسمع النجوى،
أقبلوا على الذي لا يخفى عليه شيء من أمر العباد.
كم من أناس، لا يرفع كف الضراءة إلى الله،
بالدعاء والتضرع بين يدي الله ،
وظنوا أن ذهابهم إلى غير الله نافعاً لهم.
ـ، أبدأو بالواحد القهار ،ـ
أحرصوا على الدعاء لله ، وتضرع بين يدي الله ـ سبحانه وتعالى. ـ

قال الله: عن كفار قريش، *﴿ فَإِذا رَكِبوا فِي الفُلكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخلِصينَ لَهُ الدّينَ}*
هذا وهم على الأمواج المتلاطمة ، وعلى الأمواج الشديدة ، العسرة ومع ذلك يقبلوا على الله بالدعاء،

ومن عظيم كرم الرحمن، وعظيم تفضل المنان، أنه ينجيهم ، مما هم فيه من الظلمات ، *فَلَمّا نَجّاهُم إِلَى البَرِّ إِذا هُم يُشرِكونَ ﴾ [٢٩:٦٥] - العنكبوت*

أكرم الله العباد بالإستجابة، لهم ـ سبحانه وتعالى،ـ ألا تدعو ربك وأنت مسلم !! الله أرحم بك ، فقط إقبل عليه بالدعاء.

*﴿ وَإِذا سَأَلَكَ عِبادي عَنّي فَإِنّي قَريبٌ أُجيبُ دَعوَةَ الدّاعِ إِذا دَعانِ ﴾ [٢:١٨٦] - البقرة*

وقال: *﴿ أَمَّن يُجيبُ المُضطَرَّ إِذا دَعاهُ وَيَكشِفُ السّوءَ وَيَجعَلُكُم خُلَفاءَ الأَرضِ أَإِلهٌ مَعَ اللَّهِ قَليلًا ما تَذَكَّرونَ ﴾ [٢٧:٦٢] - النمل*

وقال سبحانه وتعالى: *﴿ يا أَيُّهَا النّاسُ أَنتُمُ الفُقَراءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الغَنِيُّ الحَميدُ ﴾ [٣٥:١٥] - فاطر*

وقال سبحانه وتعالى: *﴿ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا استَجيبوا لِلَّهِ وَلِلرَّسولِ إِذا دَعاكُم لِما يُحييكُم ﴾ [٨:٢٤] - الأنفال.*

إن الدعاء لله من أسباب حياة القلوب، وحياة الأبدان ،
فيا أيها المهموم المغموم ،
يا أيها المكروب، يا أيها المبتلى ، تضرع إلى الله المولى بزيادة الدعاء ، وأقبل على الله بالإنابة والخضوع ، فستجد رباً كريماً رحيماً عظيماً غفاراً

هذا من الأسباب التي بفضل الله تقيك هذا البلاء.
ولو نظرنا إلى التاريخ الأول في دعائهم لله، لرأيتهم عجباً عجابا وامراً مهولاً كبيراً.

إلا إن الغفلة، داهمت قلوبنا فتسلط علينا أعدائنا ،
وتسلطت علينا الجن، والشياطين،
وإلا فإن الله قد جعل، كما قال: *﴿ لَهُ مُعَقِّباتٌ مِن بَينِ يَدَيهِ وَمِن خَلفِهِ يَحفَظونَهُ مِن أَمرِ اللَّهِ﴾ [١٣:١١] - الرعد*

إن السبب الثاني: من الأسباب، التي تعتبر لك تحصنات صحيحة ، وتحصنات كبيرة، إنه حُرصك أيها المسلم على فعل الخيرات ،من الصدقات، ومن الحرص على ما يحتاجه الفقراء، وعلى ما يحتاج إلية المرضى،

قال عليه الصلاة والسلام:« داوُوا مَرْضاكم بالصَّدَقةِ» يحسنه الإمام الألباني رحمه الله ،
ـ، داوُوا مَرْضاكم بالصَّدَقات ،ـ

يا أيها المسحور: يا أيها المعيون: يا أيها المُبتلى:

تفقدوا أحوال أُسر فقيرة ، وأحوال أيتام وأرامل ، تفقدوا أحوال فقراء ، تفقدوا أحوال أرامل ، ضاق عليهم الحال والأمر ، إقبلوا على الله بالصدقات، وتضرعوا بين يدي الله رب البرية ، بفعل الخيرات، فستجد أن ربك أكرم وأعظم وأنعم، دُق بابهُ بفعل الخيرات، من صدقةٍ على فقراء ، من حرص على تسهيل أمور المياه ، فإن ذلك خيرٌ عظيم.

أنظروا مساجد تحتاج إلى ماء ، أعطوهم المال يتوضأوا لعبادة الله _عز وجل_ أنظروا أناسا في حارات ، وفي أماكن إنقطعت عنهم سُبل المياه، واجعلوها صدقة جارية ، ونوا بها الصدقات، يرفع الله عنكم البلاء

الإمام الطبري رحمه الله؛ هذا أحدٌ علماء الإسلام ، أصيب ببلاء في وجهه ، وهي أكله تأكل الوجه ، وتمثل به ، فاستمر به البلا في وقت طويل ، وذهب إلى كثير من الأطباء ، فلم يجدوا له دواء ، فدلهُ رجل على بئر ، قد صارت هذه البئر لا يستقي الناس منها ، لأنها قد إندفنت والناسُ بحاجة إلى الماء ، فذهب إلى هذه البئر ، فقام بحفرها وتجهيزها ، ورفع للناس ما يحتاجون إليه من
الماء ، فبراء من وجعه بإذن الله _عز وجل_

هكذا يقول عليه الصلاة والسلام: «أفضَلَ صدقةٍ سُقْيا الماء » فأنظروا إلى فقراء ومساكين ، ربُ دعوة فقير فكان سبباً لتفريج همك، ورفع بلائك ،وزيادة خيرك وامنك واستقرارك

معاشر المسلمين: وإن من الأسباب التي تقي عنك بفضله ـ، سبحانه وتعالى،ـ هذا البلاء من السحر أو المسي أو العين ، إنها تلاوةً كتاب الله، إنها تلاوةً الذكر الحكيم ، إنها تلاوةً كلام رب العالمين ، *{وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ}* ، إن الْقُرْآنِ بفضل الله شِفَاءٌ، إنه رَحْمَةٌ من الله _عز وجل_

أقبلوا على تلاوة الْقُرْآنِ، يا من غفل عن تلاوة الْقُرْآنِ في بيته، إجعلوا بيوتكم تشتغل بسماع الْقُرْآنِ ، يا من يمشي في طرقاته ، إجعل الْقُرْآنِ يكون معك، في سيارتك، في باصك، في مُتورك، في جميع تنقلاتك، إشغلوا الناس بالْقُرْآنِ إجعلوا كلام الله يسمعوه الناس سفراً وحضراً ،
إجعلوا الْقُرْآنِ الكريم لكم رفيقاً في السفر والحذر ، كم من البيوت صارت الأتربة على المصاحف في نوافذها ! كم من البيوت صارت المصاحف كأنها زينة ! يتزين بها في رفارف في البيوت ! كم من البيوت ! لا تعريف فتح المصاحف إلا في رمضان؟

فإذا ذهب رمضان صارت الأتربة على المصاحف ، في نوافذ البيوت، إن هذا كتاب الله ، حبلٌ ممدود ، طرفهُ بيد الله، والطرف الآخر بيد الناس ، من تمسك به نجا بفضل الله ، ومن عمل به سعد ، ومن حكمهُ لم يَشْقَى ، *﴿ فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى ۝ وَمَن أَعرَضَ عَن ذِكري فَإِنَّ لَهُ مَعيشَةً ضَنكًا وَنَحشُرُهُ يَومَ القِيامَةِ أَعمى ﴾*

إن كلام الله لم ينزل ليعلق على جدران البيوت،
إن كلام الله لم ينزل ليكون زينة في المناظر.
إن كلام الله لم ينزل من أجل أن نتخذه زينة ورياء وسمعة.
إنهُ أُنزل للعمل ، وأُنزل للتدبر، وأُنزل للتلاوة، إن هذا كتاب الله معاشر المسلمين.

قال -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «في سورةَ البَقَرةِ لا تَستَطيعُها البَطَلةُ» لا يستطيعُ السحرة أن يهتكوا بيتاً يقرأ فيه القرآن،
لا يستطيعُ السحرة أن يهتكوا بيتاً تُتلى فيه سورة البقرة،
لكن غفلنا فتسلط علينا الشياطين
أستغفر الله إنه هو الغفور الرحيم.


*الخطبة الثانية*


الحمدُ لله وكفى، وصلى الله وسلم على رسوله المصطفى ، وعلى آله وصحابته أجمعين ،

أما بعد: معاشر المسلمين: ومن الأسباب التي تعتبر من التحصنات ، إنه تحصل ترك الذنوب والمعاصي والأثام ، إن الذنوب مجلبة للنقم، مذهبة للنعم، فنعمةُ العافية، إنها نعمة عظيمة كبيرة.

إن من الأسباب: لذهاب هذه النعمة ، إنها الذنوب والمعاصي ، *﴿ أَلَم تَرَ أَنّا أَرسَلنَا الشَّياطينَ عَلَى الكافِرينَ تَؤُزُّهُم أَزًّا ۝ فَلا تَعجَل عَلَيهِم إِنَّما نَعُدُّ لَهُم عَدًّا ﴾ [١٩:٨٤] - مريم"

إن الشَّياطينَ تتسلط على أصحاب الذنوب والمعاصي ،
رجلٌ يترك صلاة الفجر في جماعة المسلمين ، ويريدُ أن يعافيه الله من البلاء ،
رجلٌ يترك صلاة الظهر في جماعة المسلمين ! ويترك صلاة العصر في جماعة المسلمين ! أو يقدموا صلاة عصر ، مع صلاة الظهر بغير عذر شرعي ،
أرجلٌ يترك صلاة المغرب من أجل شجرة القات ومضغيها ، ويريد أن يعافيه الله من البلاء ، كيف ترضى في أرض الله ، أن تنال المعاصي فيها وتريد عافية من خالقها ،

إن هناك أناسا ، قد أبتلوا بمثل هذه الإبتلاءات ، لكنهم تساهلوا بالذنوب فعملوها ، وأقبلوا على المخالفات فارتكبوها ، جعلوا ستراً فهتكوه ، واقبلوا على المخالفات الشرعية ففعلوها.

أيها المسلم الكريم: أيها المُبتلى الكريم: عافاك الله ، إقبل على الله بترك الذنوب، إقبل على الله بفعل الطاعات، وترك المحرمات،

كم من أناس سهل عليهم سماع الأغاني !
كم من أناس سهل عليهم سماع المزامير ،!
كم من أناس وشباب صارت الجوالات ! ممتلئة ، بالمفجرات القلبية العقلية ،من المخالفات الشرعية ، فترى فيها مخالفات ، ويريد أن يعافى من الإبتلاءات ،

أتركوا الذنوب ، تجدوا رباً كريماً رحيماً.
فالشيطان أقسم لله؛ قال الله عنه أنه ﴿ قالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغوِيَنَّهُم ۝ إِلَّا عِبَادَكَ ﴾ [٣٨] - ص

فالشيطان يسعى لأغوائنا ، بإرتكابنا للذنوب ، وبإرتكابنا للمعاصي ، إن أعظم مدخل يدخل منه الشيطان لبني آدم ، إنه مدخل الذنوب، ومدخل المعاصي ، فمثل الذنوب والمعاصي ، كمثل رجلٌ فتح داره

، فتح داره الممتلئة بالأشياء الثمينة ، ليدخل إليها اللصوص، فيعبث فيها كيف شاءوا ،

وإن ترك الذنوب والمعاصي، بمثابة البيت الممتلئ بالأشياء الثمينة ، إلا أن صاحبهُ أحكم داره ، وأحكم بابه ، وحافظ على ممتلكاته ، فحُفظت بحفظ الله ، إن أعظم شيء تمتلكه هو روحك وجسدك بعد نعمة الإسلام ،

فحافظ على هذا الشيء الثمين بترك الذنوب، والمعاصي، والأثام، فالله الله معاشر المسلمين؛
كم من شبابنا أبتلوا بمشاهدة المحرمات؟
فأصيبُو بعشق الجنيات ، أو بعشق من النساء الجنيات، وصار بعض الشباب مُبتلى بهذا البلاء ،
والسببُ أنه خلاء بمحارم فانتهكها ،
خلاء بمحارم الله فهتك ستره ،
خلاء بمحارم الله.

يا معاشر المسلمين: إن ترك الذنوب من الأسباب العظيمة ، للتحصنات المرضية.
ومن الأسباب للتحصنات الشرعية: قراءة أذكار الصباح، وقراءة أذكار المساء ، أقرأوا الأذكار معاشر المسلمين ، فإن أذكار الصباح ، وأذكار المساء بمثابة الدافع والمحامي بفضل الله ،

من صباحك إلى مساءك ، ومن مسائك إلى صباحك ، فهي بمثابة الحارس القوي الشرس الذي يحميك من عدوك ، ويدفع عنك شره وكيده ، وذاك فضلٌ من الله ونعمة ،

فمن تساهل بالأذكار؛ فقد سهل لأعدائه من الجن، أن يتسلطوا عليه ، وأن يمكرو به ، فاقبلوا على الأذكار ، وعودوا الأبناء والبنات ، واحرصوا على ذلك ففيها خيراتٌ عظيمة ،

وهكذا أذكار النوم ، أذكار الإستيقاظ ، فإن لها بفضله سبحانه شأن عظيماً ، وذاك فضل الله على خلقه

ولهذا جاء الشيطانٌ فمر على صدقة من الصدقات، في عهده -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ- وأراد أن يأخذ من حارسها شيئاً منها ، فوصل إليه وهو أبو هريرة الحارس ،
فجاء في اليوم الأول؛ وتمثل له وأراد أن يأخذ منها من المال، فأُخبر النبي فقال: أما أنه سيعود ، فعاد في اليوم الثاني والثالث فقال : له ألا أدُلك على ما يمنعك ، أن تقرأ آية الكرسي ، أي *{اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ}* فذاك يمنعك ، فأُخبر أبو هريرة رسول الله ، فقال الرسول: صدقك وهو كذوب»

فالتحصنات الشرعية: من الأسباب التي تقي الشرور ، والمحن، والمصائب، بفضله ـ، سبحانه وتعالى،ـ فحافظوا على ذلك أيها الناس،

ومن الأسباب التي تقي كذا البلاء: حُرصك على الرقية الشرعية ، فسماعُ الرقية ، والحرصُ على الرقية الشرعية ، إنها من الأسباب بفضله _سبحانه وتعالى_ ، للعافية من البلاء ، فأدم المواصلة على رقية نفسك ، وبالقراءة عليك من الرُقاه‍ الأمناء ، فإن ذلك خير.

ـ، وهنا رسالةٌ أُوجهها ،ـ رسالة تعلوها الرحمة، ورسالة تعلوها الإنكار كذلك ، على بعض من يقرأون على من يصاب بالسحر، أو المسي، أو العين،.

إن هناك من الناس، من جعلوا الرقية على المصابين ، بالسحر، أو المسي، أو العين، كهيئة التجارات لهم،
فذاك يأتي بأنواع مختلفة من الأعشاب ، ويقول: هذه العشبة لكذا ، وهذه لكذا ، إنها تجارة على أرواح المساكين، وعلى أرواح المُحتاجين، وعلى أرواح المصابين، بالسحر، أو المسي، أو العين.

أقول لهؤلاء:👈 إتقوا الله، وارحموا هؤلاء ، الذين أبتلوا ، فهناك من الناس ، من إستغل هذه الأشياء وجاء بالعسل الكثير،
وقال: لابُد أن تأخذ كذا وكذا كيلوهات، ولابُد أن تفعل كذا وكذا.
لا ننكر أن العسل شفاء ، ولكن بعضهم جعل العسل تجارة ، يتجر بها على رأس هؤلاء الفُقراء ، ولا نتكلم على البيع والشرى فيه فهو مباح.

كلامي على من يستغل المرضى، ويستغل حالة الفقراء ، أما بيعهُ وشراؤه‍ معلوم من ديننا إباحته ،
لكن بعض القراء على المرضى ، صاروا يستغلون هؤلاء.
وهكذا بالأعشاب ، هذه العشب لكذا ، وهذه خلطة كذا ، وهذه قد خُلطت بأشجار كذا وكذا ،
ما دخل الأشجار في السحر أو المسي أو العين ،
ما أدخل الأشجار أن تتسلط على الجن والعفاريت ، إنها التجارة ، إنها التجارة ، لبعض الناس .

وهكذا بعض القراء ، سار يتعامل مع المرضى بالمعاملة المخالفة للشرع ، سواءٌ على من يصابُ من الرجال ، أو بالنساء ،
أقول إتقوا الله ، واحرصوا على البُعد عن المخالفات الشرعية ، لتنجو وتسعدوا

وهناك أيضاً؛ من يستغلُو ما يسمى بالشرابات، فيأتي بشربة كذا ، وشربة كذا ، وشربة كذا ، أتعبو المرضى ، أقول لهؤلاء ، إن الإتجار بهذه الطرق ، إنها إستغلال لوضع الناس ، وإستغلال لحاجة الناس ،

الرقية الشرعية مباحة ، لا ننكرها ، ولا ينبغي لأحد أن ينكرها ، أو أن يقف ضدها ، فهو شيء شرعي ، لا ينكر ، لكن ينبغي الضوابط الشرعية ، في هذه الطرق ، لمعالجة هؤلاء ،

فكم رأينا بفضل الله من الرقية الشرعية، من نفع الله به ، وجعلهُ في عافية وعافاه الله من البلاء ، لكن لابد من تصحيح المسار

أيضاً؛ هناك من إستغل الرقية الشرعية، للتجارة ، الجلسة بالفين، وبثلاث آلاف، وبخمسة آلاف، لن يجد هؤلاء بركة في قِراءتهم، لن يجد هؤلاء البركة في قِراءاتهم، هؤلاء إستغلوا حالة الفقراء ، وإستغلوا حالة المرضى، لن أتيك إلا بكذا ، أو أنا ما طلبت منه كذا ، هو أتى بها ،

يا تجار القراءة إتقوا الله ، في أرواح المرضى هؤلاء ، هم مُسلمون ينبغي الرحمة بهم، والعطف عليهم ، يُبتلى كل يوم هذا البلاء ، وكل جلسة تحتاج إلى ثلاث آلاف أو خمسة آلاف ،
أني أبعث رسالة ، لمن أبتلي بالسحر ، أو المسي، أو العين، من جاءك يقرأ عليك، وطلب منك مبالغ ، أو تلحظ أنه لن يقرأ إلا بمبالغ ،
👈نبرأ إلى الله من فعله هذا_ وبعضهم رُبما يتمثل بنا ، ويقول: هو من طلابنا ، لا يمثلنا ، ولا يمثل دارنا هذا الصنف ، ونحذر منه ، ومن طريقته ، وإن اضطرنا للتسمية سنسمي ، براءةً للذمة ، لا ينبغي أن يستغل أرواح فقراء ، وأرواح المرضى ، وأرواح المحتاجين،

يذهب جلسه بكذا ، ويذهب جلسة بكذا ، طرق غير صحيحة ، وطرق غير مرضية ،

لكني أقول ، إن الرقية الشرعية طيبة ، وهي كما قال عليه الصلاة والسلام : لما قرأ ، قرأ في عهده قرأ الصحابة -رضي الله عنهم- في عهده فلم ينكر عليهم ، ذلك لم ينكر عليهم ذلك، فالرقية المطلوب أن المسلم يرقي نفسه ، ويرقي أهله ، ويرقي ولده ، عند من يرقى من الأمناء ، ممن يريد النفع للناس ، ولنفعل لهذا المريض ، لا أن يريدوا الإستغلال.

بعضهم يرقي على المريض، ثم يقرأ عليه قليلاً ومشى ، من أجل الجلسة الثانية تكون مثل ، سعر الجلسة الأولى ، تُجار 👈 تُجار لا نرتضي سيرهم ،

والمطلوب الرحمة بشعبنا اليمني، الشعب اليمني عزيز على قلوبنا ، وحبيب على أرواحنا ،
الشعب اليمني نحن منه وهو منا ، لا ينبغي لأي أحد أن يرى شيئاً، يمس هذا الشعب المبارك، الطيب أن يرى شيئاً ولا ينكره.

فما نرى من حالة فقراء ،
أو حالة مساكين،
أو حالة مرضى ،
ينبغي نتعاون معهم ،
ينبغي نحرص عليهم ،
ينبغي أن ندلهم على الخير ،
ينبغي أن نكون عوناً لهم ،
حتى يعافى من هذا البلاء ،
وهذا من التعاون، بلادنا تمر بمراحل صعبة وبحروب عظيمة ، لا تخفى على الجميع ، فتعاونا نحن أبناء اليمن لحمةً واحدة كالأصابع في الكف الواحد ،

ينبغي التراحم والتعاطف، والتأزُر والتأخي ،هذا بفضل الله يكون فيه خير للناس ، سواءٌ الأطباء ، أو كان القراء التراحم التراحم ،

هكذا مع الفقير ، مع المسكين ، إذا لم نتراحم في ظل هذه الأوضاع ، متى سنتراحم؟
اذا لم نتعاطف في ظل هذه الأوضاع متى سنتعاطف؟
فالمطلوب هو التعاون، والتراحم، بقدر ما نجد.

أسأل الله العظيم بعزته وجلاله أن يوفقنا جميعاً إلى ما فيه الخير والسداد.

اللهم أعز الإسلام والمسلمين ، وأذل الشرك والمشركين ، ودمر أعداء الدين ، واجعل هذا البلد أمنا مُطمئنا وسائر بلاد المسلمين.

اللهم من كان مسحوراً فارفع سحره، اللهم من كان معيونا فارفع عنه العين.
اللهم من كان مسحوراً فعجل بشفائه ، ومن كان معيوناً فارفع عنه العين يا رب العالمين.
وصل اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحابته أجمعين
بسم الله الرحمن الرحيم
خطبة الجمعة 3 ربيع الثاني 1444هـ الموافق28أكتوبر2022م
الخطبة الأولى : الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ، أوصيكم ونفسي بتقوى الله والعمل بطاعته والبعد عن معصيته والجهاد في سبيله والصبر والمصابرة في السراء والضراء والشدة والرخاء (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْمًا لَا يَجْزِي وَالِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَنْ وَالِدِهِ شَيْئًا إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ) ، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) ، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا ، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ) أما بعد فيا أيها المؤمنون الأبرار من الحقائق الإيمانية التي يجب أن تكون حاضرة في أذهاننا وقلوبنا على الدوام بأن كل مكلف تتعلق بذمته أمانات ومسؤوليات والتزامات وحقوق وواجبات يلزمه رعايتها والقيام بواجبه تجاهها وسيسأل عنها يوم القيامة يوم يقوم الناس لرب العالمين والنبي صلى الله عليه وسلم يذكرنا ويؤكد لنا هذه الحقيقة ،عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، فَالْأَمِيرُ رَاعٍ عَلَى النَّاسِ وَهُوَ مَسْؤُولٌ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِهِ وَهُوَ مَسْؤُولٌ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ زَوْجِهَا وَهِيَ مَسْؤُولَةٌ، وَالْعَبْدُ رَاعٍ عَلَى مَالِ سَيِّدِهِ وَهُوَ مَسْؤُولٌ، فَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ " رواه البخاري ، وفي حديث أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنّ رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "إِن الله سَائل كل رَاع عَمَّا استرعاه حفظ أَمْ ضَيَّعَ حَتَّى يَسْأَلَ الرَّجُلَ عَنْ أَهْلِ بَيته".
وأن هذه المسؤوليات والواجبات والحقوق أيها المؤمنون تشمل واجب الإنسان نحو نفسه وواجبه نحو أسرته وبيته وواجبه نحو ربه وواجبه تجاه دينه ومجتمعه ووطنه وأمته في حديث سَلْمَانَ أنه قال لَأَبِي الدَّرْدَاءِ (إِنَّ لِرَبِّكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَلِنَفْسِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَلِأَهْلِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، - وفي رواية ولضيفك عليك حقا - فَأَعْطِ كُلَّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ، فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «صَدَقَ سَلْمَانُ» رواه البخاري ، وهذه المسؤوليات والحقوق المذكورة في الحديث واردة على سبيل التمثيل لا الحصر فإن الأسئلة والحقوق والواجبات التي يسأل عنها الإنسان يوم القيامة كثيرة فقد جاء في الحديث أن الإنسان يسأل في قبره عن ربه وعن دينه وعن نبيه ، وفي الحديث عَنْ أَبِي بَرْزَةَ الْأَسْلَمِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ أَرْبَعٍ، عَنْ عُمُرِهِ فِيمَا أَفْنَاهُ وَعَنْ جَسَدِهِ فِيمَا أَبْلَاهُ وَعَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ؟ وَأَيْنَ وَضَعَهُ؟ وَعَنْ عِلْمِهِ، مَا عَمِلَ فِيهِ؟» وقال تعالى (ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ) ، كما دلت النصوص من السنة على أن أول ما يسأل عنه العبد يوم القيامة الصلاة فإذا صلحت صلح سائر عمله وإذا فسدت فسد سائر عمله ، وأن أول ما يقضى فبه بين العباد في الدما ، فعلى المسلم أن يتذكر هذه الأسئلة وأن يعد لها جوابا وأن يحاسب نفسه على ذلك قبل فوات الأوان وقبل يوم الحساب
وتتسع أيها المؤمنون دائرة الأمانات والمسؤوليات والالتزامات على الإنسان حسب مركزه الوظيفي أو موقعه الاجتماعي أو مكانته السياسية ونشاطه الاقتصادي فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ «مَا مِنْ أَمِيرِ عَشَرَةٍ إِلَّا يُؤْتَى بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَغْلُولًا، لَا يَفُكُّهُ إِلَّا الْعَدْلُ، ولا يُوبِقُهُ إلا جَوْرُ» رواه أحمد ، فإذا كان هذا أمير عشرة فكيف بموظف تتعلق به حاجات ومعاملات آلاف الناس وقد تضيع بسبب تقصيره في الدوام أو اللا مبالاه في التعامل مع حقوق الناس ومعاملاتهم فما موقفه أمام ربه ؟ وكيف بمن هو مسؤول عن محافظة أو وزارة ؟ وكيف
بمن هو مسؤول عن بلد ووطن بأكمله ؟ وكيف بالتاجر المحتكر الذي يخفي على الناس السلع الضرورية وقت الحاجة ليرفع أسعارها ويتحكم في السوق كما يريد ؟ وكيف بالتاجر الذي يرفع أسعار سلعه دون مراعاة للمستهلك وإنما يفكر في نفسه وشهوته ؟ وكيف بأصحاب البيوت والعقارات الذي يرفعون أيجار البيوت دون مراعاة لواقع الناس الاقتصادي ؟ وكيف برجال الأعمال الذين يظلمون العمال ويستهلكون طاقاتهم مقابل أجر زهيد تحت ضغط الحاجة ؟ فيا أيها المؤمنون تذكروا واجباتكم نحو ربكم ودينكم وأسركم ومجتمعكم ووطنكم ووظائفكم ومعاملاتكم مع العمال والمستأجرين ومع زبائنكم ، ويا أيها القادة العسكريون والأمنيون تذكروا واجباتكم وما يتعلق بذمتكم من حقوق مادية ومعنوية لأفرادكم ، ويا أيها الموظفون وظائفكم أمانات تتعلق بها مصالح الناس فأحسنوا في دوامكم وخدمة مجتمعكم ويا أيها الأطباء أرواح الناس وصحتهم أمانة بين أيديكم فاتقوا الله في ذلك وأحسنوا إن الله يحب المحسنين ، ويا أيها المسؤولون أنتم مسؤولون محاسبون على وطنكم ودينكم وحماية سيادتكم واستقلال بلادكم وعلى كل سياساتكم ومواقفكم وقراراتكم فحاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا ، ورضي عن عمر كان يشعر بالمسؤولية أمام ربه عن رعيته وهو القائل (لو أن جملا أو قال شاة أو قال حملا هلك بشط الفرات لخشيت أن يسألني الله عنه ) وهو حسن بمجموع طرقه ، فهذا أمير المؤمنين عمر بن الخطاب يخشى أن يسأل عن البهائم وعثراتها والتقصير في حقوقها فكيف بالمسؤولية عن بني الإنسان الذين كرمهم الله وفضلهم وعن مصالحهم التي تهدر وتضيع دون رقيب ولا حسيب ؟
وكيف بالمسؤولية عن الدين والقيم والأخلاق التي تدمر على أيدي الحوثيين الضالين المضلين ؟ وكيف بهوية المجتمع وخصائصه وتاريخه وهي تجرف وتهدم بالمعول الكبير ؟ إننا بحاجة إلى شعور الصديق بحق الدين عليه وقد وقف معاتبا لعمر بن الخطاب رضي الله عنه حين جاء يعاتبه على موقفه الحازم في مواجهة أهل الردة والمتلاعبين بالدين والقيم فقال له "رجوت نصرتك وجئتني بخذلانك يا عمر ، جبارًا في الجاهلية، خوارًا في الإسلام ؟! ماذا عسيت أن أتألفهم: بشعر مفتعل أم بسحر مفترى؟! هيهات هيهات !!"، "والله لأقاتلنَّ من فرق بين الصلاة والزكاة، فإن الزكاة حق المال، والله لو منعوني عناقًا كانوا يؤدونها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم على منعها".وهو الذي قال للدنيا قولته الخالدة: "إنه قد انقطع الوحي وتم الدين، أينقص وأنا حي؟!"، "أينقص وأنا حي؟ "أي: إن ذلك غير ممكن ولا أقبل به أبدًا مادمت حيًا، ثم أعلنها صريحة وبهمة عالية وبنفسية تحطم صخور اليأس والإحباط والهزيمة أمام المخاطر الكبرى التي تتهدد الأمة : "والله لأقاتلنهم ما استمسك السيف في يدي، ولو لم يبق في القرى غيري". فما أحوجنا اليوم إلى همة أبي بكر وحزمه وعزمه حفاظا على ديننا ووطننا وقياما بالمسؤوليات والأمانات التي كلفنا بها وصدق الله يذكرنا ذلك (إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا) وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم
الخطبة الثانية : الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الأمين وعلى آله وصحبه والتابعين أما بعد فيا أيها المؤمنون الكرام إن حاجتا اليوم ضرورية إلى أن نستشعر واجبنا ومسؤوليتنا وأماناتنا نحو ديننا ووطننا وأمتنا ونحن نواجه مهددات حقيقية لثوبتنا الدينية والوطنية والأخلاقية ونواجه احتلالا إيرانيا فارسيا للأرض والخيرات والثروات والقرارات ونواجه تدميرا للدين والأخلاق والقيم ونواجه طمسا للهوية الدينية والتاريخية ونواجه تغييرا ومسخا لمناهج التعليم ، فيجب أن يستشعر كل مواطن وكل موظف وكل مسؤول وكل قائد عسكري واجبه في هذه المرحلة وأن يقوم به كاملا غير منقوص ما لم فالمسؤولية عظيمة والعقوبة شديدة (إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)
من المسؤول عن تحرير اليمن من الاحتلال الإيراني الفارسي الغاصب ؟ من المسؤول عن تحرير المناهج الدراسية في مناطق سيطرة المليشيات من الخرافات والضلالات الحوثية الخمينية المتعصبة ؟ من المسؤول عن دعم جيشنا وأمننا بالسلاح والذخيرة والرواتب ليقوموا بدورهم في مواجهة الحوثي ؟ من المسؤول عن توجيه كل طاقات الجيش والأمن والقبائل لحسم المعركة مع مليشيات الإرهاب السلالية ؟ من المسؤول عن الحفاظ على السيادة الوطنية على كل مناطق البلاد وموانئها وثرواتها وخيرتها ؟ من المسؤول عن إنقاذ الشعب اليمني المظلوم تحت سيطرة مليشيا الحوثي الإرهابية ؟ إننا جميعا مخاطبون مسؤولون محاسبون كل بحسب موقعه ومكانته والله يقول لنا (أَلَا تُقَاتِلُونَ قَوْمًا نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ وَهَمُّوا بِإِخْرَاجِ
الرَّسُولِ وَهُمْ بَدَءُوكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ، قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ ، وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) ولا تعولوا يا أيها الكرام على مشاريع السلام والحلول السلمية مع مليشيات الحوثي الإجرامية فلا حسم إلا بقوة السلاح ولن يستسلم العدو للحل السياسي إلا إذا كسرت شوكته وهزمت قوته وأرغم أنفه ولذلك فإننا نذكر الجميع بمسؤولياتهم الدينية والوطنية والدستورية
نطالب مجلس القيادة الرئاسي والحكومة ووزارة الدفاع والداخلية ومجلس النواب بالقيام بواجباتهم ومسؤولياتهم نحو الجيش والأمن بتوفير السلاح والذخيرة وتسليم رواتب الجيش والأمن بانتظام وتوجيه كل الوحدات الأمنية والعسكرية لحسم المعركة مع المليشيات وتحرير الوطن وتوجيه كل القرارات والترتيبات والإصلاحات المالية لصالح المعركة ولصالح حل المشكلة الاقتصادية وكل قرارات أو اهتمامات بعيدة عن ذلك فهي لهو ولعب وضياع للوطن والمواطن
كما نذكر جيشنا وأمننا بأن الثبات في المواقع والبسالة والشجاعة والتضحية حفاظا على الدين والوطن هي التي تصنع القرارات الرشيدة وتغير الموازين وتحفظ للوطن والمواطن عزته وكرامته وسيادته وصدق الله (لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ)
كما نذكر مجتمعنا وقبائلنا إلى أن جمع الكلمة ووحدة الصف والموقف في مساندة الجيش والأمن في مواجهة عصابة الحوثي الإجرامية من أهم مقومات النصر والله يحب ذلك من عباده قال تعالى (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ)
كما نذكر الجميع موظفين وتجارا ومؤجرين ورجال أعمال بالرفق والتراحم والتعاون والبعد عن الجشع ولأنانية لنكون أقرب إلى رحمة الله ونصره في الحديث في البخاري عن سعد بن أبي وقاص أن النبي صلى الله عليهم وسلم قال: (هَلْ تُنْصَرُونَ وَتُرْزَقُونَ إِلَّا بِضُعَفَائِكُمْ)
(قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ ، يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) ثم الدعاء والدعوة إلى الجهاد بالمال لصالح كسوة الشتاء للمجاهدين وأسر الشهداء ثم الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وأقم الصلاة
بسم الله الرحمن الرحيم
خطبة جمعة 10 ربيع الآخرة 1444هـ الموافق 4 نوفمبر 2022م
الخطبة الأولى : الحمد لله الذي تواضع كل شيء لعظمته وذل كل شيء لعزته وخضع كل شيء لملكه واستسلم كل شيء لقدرته وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له المتفرد بجلاله وجماله وكمال أسمائه وصفاته (هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ ، هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ ، هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) وأشهد أن محمدا عبده ورسوله وصفيه من خلقه صلى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ، أوصيكم ونفسي بتقوى الله والعمل بطاعته والبعد عن معصيته والجهاد في سبيله دفاعا عن الدين والوطن والأخلاق والقيم (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ) ، (وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا ) أما بعد فيا أيها المؤمنون الكرام من أخطر الأسلحة التي يستخدمها أعداء الدين والعقيدة ضد الإسلام والمسلمين عبر التاريخ سياسة الإفقار ومحاولة التسلط والاحتكار لمقومات الحياة الأساسية والكمالية ليتحكموا من خلال ذلك في مصير الأمة واستقرارها واستقلالها وقراراتها وحريتها وكرامتها ودينها وأخلاقها وهو أسلوب سبق إليه اليهود أشد الناس عداوة للذين آمنوا عن عقيدة منهم بأنه لا حرج عليهم دينا ولا سياسة في ظلم الشعوب ولا لوم عليهم في نهب خيراتها وفي إفقارها والتحكم في اقتصادها ، لا حرج في ذلك كله وهم الذين قال الله عنهم (وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لَا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلَّا مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِمًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ) ، واستخدمه المشركون لصد الناس عن دعوة الحق ومحاولة إجبارهم على التسليم للكفر والظلم والطغيان فقد حاصروا رسول اله صلى الله عليه وسلم ومن آمن به وناصره في شعب بني هاشم ثلاث سنوات ولكنهم لم يستسلموا بل صبروا وصابروا حتى جاء الفرج من الله تعالى ، وتبعهم في ذلك أصحاب النفوس المريضة من المنافقين وأعداء الدين في بلاد المسلمين والذين قال الله عنهم (هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لَا تُنْفِقُوا عَلَى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنْفَضُّوا وَلِلَّهِ خَزَائِنُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَفْقَهُونَ) وهي سياسة متبعة وطريقة معتمدة يتخذها الروافض الحاقدون في مواجهة الحق وأهله كما هو حال إيران الفارسية اليوم وأذرعها في المنطقة فما دخلت بمليشياتها بلدا إلا أفقرته ودمرته اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا ودينيا ولكم أيها الكرم أن تسألوا الشعب الإيراني المظلوم الذي تتركز ثرواته بأيدي أصحاب العمائم من الآيات والملالي أما عامة الشعب فيعيش أقسى أنواع الفقر والحرمان وفق سياسة (جوع شعبك يتبعك ) ، سلوهم عن سعر الدولار في إيران سيقولون لكم أن قيمة الدولار الواحد باثنين وأربعين ألفا وثلاثمائة ريال إيراني ، وسلوا لبنان التي استبد بها حزب الشيطان سيخبرونكم بأن الدولار الواحد قيمته سبعة وثلاثون ألفا وأربعمائة ليرة لبنانية ، وسلوا سوريا والعراق ستجدون الدولار يعادل ثلاثة آلاف فما فوق من الدنانير ، وستجدون نفس النتيجة في اليمن فقد انقلب الحوثيون على الشرعية وسعر الدولار مائتان وأربعة عشر ريالا فخفضوه على مذهبهم التضليلي وحسب دعاياتهم إلى 1500 ريال مقابل الدولار الواحد تخفيض بالمقلوب فانقلابهم قلب الموازين كلها ، حصل الانقلاب المشؤوم وسعر الريال السعودي 57 ريالا فخفضوه على طريقتهم إلى 300 ريال ، انقلب الحوثيون على الدولة وسعر الجالون البترول عشرين لترب 3000 ريال فوصل في مناطق الحوثي إلى 24000 وإلى 40000 ريال ، أسطوانة الغاز قبل الحوثي ب 1200 ريال واليوم وصلت إلى 21000 ، هذه منجزات الحوثي وقل مثلها في أسعار الكهرباء والدقيق والسكر والسمن والزيت وغيرها ، سيطر الحوثي على مقدرات الدولة فنهب رواتب مليون و200 ألف موظف منذ عام 2016م إلى يومنا هذا ، انقلب والاحتياطي النقدي في البنك المركزي 6 مليار دولار فنهبها كاملة مما أفقد العملة قيمتها ، إنها سياسة الإفقار والحرب على الاقتصاد والمعيشة في أوضح صورها ، هذا أيها المؤمنون هو شأنهم وهم
في ذلك يقولون أنهم إنما جاؤوا لمحاربة الفساد والفاسدين وتخفيض أسعار البترول والمشتقات النفطية وغيرها والدفاع عن الشعب اليمني يصدق عليهم في تضليلهم قول الله (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ ، أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ) . (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ ، وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ ، وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ) ولذلك فإن الإسلام حارب الفقر وسياسة الإفقار لكونها سلاحا بيد العدو ولما لها من آثار سيئة على الاعتقاد والسلوك ، والأمن والاستقرار والتماسك الاجتماعي ولذلك فإن علينا أن نقف في وجه هذذا العدو الغاصب المستبد وسياساته ونستعيذ بالله من شرها كما علمنا أفضل الخلق ففي حديث مُسْلِمِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول فِي دُبُرِ الصَّلَاةِ " اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ الْكُفْرِ وَالْفَقْرِ وَعَذَابِ الْقَبْرِ " رواه النسائي وصححه الألباني ، وعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ : ( اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ الْكَسَلِ وَالْهَرَمِ وَالْمَأْثَمِ وَالْمَغْرَمِ وَمِنْ فِتْنَةِ الْقَبْرِ وَعَذَابِ الْقَبْرِ وَمِنْ فِتْنَةِ النَّارِ وَعَذَابِ النَّارِ وَمِنْ شَرِّ فِتْنَةِ الْغِنَى وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ فِتْنَةِ الْفَقْرِ ) رواه البخاري ومسلم ، كما يجب علينا أن نتكافل ونتعاون ونرعى الفقراء والمساكين وأسر الشهداء والجرحى والمعتقلين والمرابطين اقتداء بأبناء اليمن من الأشعريين الذين مدحهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله : (إِنَّ الأَشْعَرِيِّينَ إِذَا أَرْمَلُوا فِي الغَزْوِ، أَوْ قَلَّ طَعَامُ عِيَالِهِمْ بِالْمَدِينَةِ جَمَعُوا مَا كَانَ عِنْدَهُمْ فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ، ثُمَّ اقْتَسَمُوهُ بَيْنَهُمْ فِي إِنَاءٍ وَاحِدٍ بِالسَّوِيَّةِ، فَهُمْ مِنِّي وَأَنَا مِنْهُمْ) رواه البخاري ومسلم عن أبي موسى الأشعري ، كما نطالب الحكومة والرئاسة بتحسين الوضع الاقتصادي للناس وتسليم رواتب الجيش والأمن ورعاية أسر الشهداء والجرحى والمعتقلين (قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ ، يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المؤمنين فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم
الخطبة الثانية : الحمد لله ب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد فلقد تأكد لجميع أبناء اليمن التواقين للسلام والاستقرار والعدالة والمساواة أنه لا سلام ولا استقرار ولا عدالة ولا مساواة ولا دولة في ظل عصابة الحوثي الإيرانية الإرهابية التي دمرت الاقتصاد والسلم لأنها مصدر كل شر وعدوان وبغي وظلم وقطيعة، فالحرب وقودها وتجارتها وبيئتها التي تعيش فيه ، وتستمد بقاءها من خلال استمراره ، لأنها مليشيات مرفوضة شعبيا في فكرها وسلوكها وسياستها فلا بقاء لها بدون السلاح ، وأوضح دليل وبرهان على رفض الشعوب لهذه الفئة الضالة المضلة ولشعاراتها الجوفاء وسياساتها الخرقاء هي الثورة العارمة التي تشاهدونها اليوم في إيران من قبل الشعب المقهور المظلوم ، ثورة على حكم عصابات مرشد الثورة، وعلى فساد قياداته وعلى سياسة الإفقار ، إن هذه الحركة الاحتجاجية التي تتوسع يوما بعد يوم هي التعبير الصادق عن ما يعانيه الشعب الإيراني في ظل هذه العصابات المجرمة من جوع وفقر وخوف في حين يرى الشعب ثرواته تنفق على أحلام السيطرة على العالم ، تلك الأحلام التي سكنت رؤوس ملالي إيران وأذنابها في العراق ولبنان واليمن ، ها هي الجماهير الإيرانية اليوم تهتف ب"الموت للدكتاتور" الذي كان يعد نفسه نصف إله ويرى نفسه مقدسا فوق المقدسات ، وها هي جموع المتظاهرين تحرق مقرات أجهزته القمعية وصور ومجسمات قادته، وتقدم التضحيات بالمئات في سبيل الانعتاق من حكم الولاية ونظامه الكهنوتي، ومن خرافات معمميه وضلالهم وفسادهم. لقد مكرت ملالي إيران بشعوبنا المسلمة، وأجهضوا أحلامها واستنزفوا طاقات ودماء هذه الشعوب وخيراتها ، فحق عليها قول ربنا عز وجل (قَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَأَتَى اللَّهُ بُنْيَانَهُمْ مِنَ الْقَوَاعِدِ فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَأَتَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ) وقوله (وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ
مَكْرُهُمْ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ ، فَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ) .
وواهم ومخدوع أيها الكرام كل من يظن أن الحوثيين يمكن أن يتعايشوا مع اليمنيين أو مع جيرانهم في أمن وسلام
وشراكة وعدالة وإنسانية ، ونموذج عدم إمكان تعايش هذه الطائفة المريضة مع بقية أبناء الشعب ما رأيناه ونراه من ممارسات حزب الرافضة في لبنان من تجميد للحياة وعبث بالدولة واستقواء على شركاء الوطن .. لبنان التي قررت يوما ما أن تتعايش مع هذه الفئة فوقعت معهم اتفاق الطائف القاضي بالمحاصصة بين مكوناته، فإذا بها تجد نفسها في مواجهة سلاح هذه الفئة المارقة ، السلاح الذي كانت تمولها به إيران بدعوى مقاومة إسرائيل فإذا بها توجهه للداخل اللبناني، وتقهر به شركاء الوطن ، لقد أضحى لبنان مع هؤلاء بلا دولة متماسكة، ولا اقتصاد آمن، ولا قضاء عادل قادر على إنفاذ أحكامه، ولا وحدة قرار في التعامل مع الجيران والدول.
لقد كان الشعب اللبناني ينتخب نوابه في البرلمان ثم ينتظر سنوات من أجل تشكيل حكومة تتحمل مسؤولية إدارة الدولة، فلا يصل إليها إلا بعد عناء شديد، وذلك نتيجة رفض حزب إيران في لبنان لأي توافق بين القوى اللبنانية حتى لا يتمكن اللبنانيون من السلطة المطلقة والنفوذ الكامل على مقدرات شعبهم ومؤسساته وإنما تبقى السيطرة والنفوذ بيد حزب الشيطان .
لقد مارس الروافض الكذب عقودا طويلة بأنهم يواجهون أمريكا وإسرائيل، وحين تحركت ميليشياتهم بآلتها العسكرية لم تتوجه إلى إسرائيل ولا إلى أمريكا وإنما توجهت إلى صدور أهل السنة في سوريا والعراق واليمن ، وإسرائيل التي يهتفون بالموت لها يفصلها عنهم سور فقط وهي تعيش آمنة مطمئنة ، ويزعمون أنهم يرفضون التطبيع مع اليهود، ولكنهم لم يتأخروا من توقيع اتفاق حق التنقيب عن النفط والغاز في البحر المتوسط الذي بموجبه اعترفوا بحق اليهود في نفط وغاز لبنان وفلسطين ، كما اعترفوا بدولة اليهود ورسموا الحدود معها وتعهدوا بحمايتها، وبالمقابل يثيرون الفتن ويشعلون الحروب ويفرقون صف المسلمين بالنعرات والعصبيات الجاهلية فأين الشعارات الكاذبة من هذه الأفعال ؟ أليس في ذلك فضيحة لهم أمام العالمين ؟ (هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ)
هذا هو نموذج السلام والتعايش مع هذا الفكر الإقصائي المنحرف. وكفى به عبرة لكل من ينادي بسلام مع ميليشيات الحوثي الإيرانية في اليمن دون أن ينزع منها السلاح ويجعله في يد الدولة وحدها، ليعيش الجميع في ظل الدستور والقانون الذي يضمن حقوق الناس ويقرر واجباتهم، ودون هذا لن يتحقق سلام ولا استقرار، ولن يأمن اليمن ولا جيرانه ولن يسلم الإقليم ولا الممرات المائية الدولية ولا السلام العالمي. فعلينا أن نوحد صفنا وأن نجمع كلمتنا وأن نسد المنافذ التي يدخل منها شياطين الجن والإنس لمساعدة العدو الصائل ولنكن كما أمرنا ربنا صفا كالبنيان المرصوص مساندة لجيشنا وأمننا وقبائلنا قال تعالى (إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص) وكما جاء في الصحيحين عن أَبِي مُوسَى الأشعري عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ : " إِنَّ الْمُؤْمِنَ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا ". وَشَبَّكَ أَصَابِعَهُ ، وندعو المجلس الرئاسي إلى حل المشكلة الاقتصادية وتحريك كل جبهات المواجهة السياسية والثقافية والعسكرية والاقتصادية ، باتجاه الحسم مع مليشيات الحوثي الإرهابية ، كما نذكر بدفع رواتب الجيش والأمن بانتظام دون تسويف أو تأخر حتى تكون فاعليته أقوى في مواجهة الحوثي ومليشيات ، نفح قلوبنا لبعضنا ونحن على يقين أن اليمن يتسع للجميع ، غير أنه لا مكان فيه لمن يريد التفرد والاستبداد ، ولا مقام بيننا للكهنوت والاستعباد . وما سوى ذلك فالأمر فيه متسع، وسيصنع اليمنيون ـ بإذن الله ـ ثم بجهادهم وتلاحمهم وطناً حراً عزيزاً يستحق كل هذه التضحيات، لتعود اليمن بإذن الله كما وصفها الله (بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ) وكما وصفها رسول الله صلى الله عليه وسلم يمن الإيمان والحكمة والفقه وأرض المدد (عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنْتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ).
ثم الدعاء والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم والدعوة للجهاد بالمال وأقم الصلاة
بسم الله الرحمن الرحيم
خطبة الجمعة 17 ربيع الآخرة 1444هـ الموافق 11 نوفمبر2022م
الخطبة الأولى : الحمد لله المتفرد بالخلق والتدبير الواحد في الحكم والتقدير الملك الذي ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير ، وأشهد أن محمدا عبد الله ورسوله البشير النذير والسراج المنير صلى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ، أوصيكم ونفسي بتقوى الله والعمل بطاعته والبعد عن معصيته والاهتداء بهديه والاحتكام إلى دينه والجهاد في سبيله (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) ، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا ، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) أما بعد : فيا أيها المؤمنون الكرام ما أحوجنا في حياتنا كلها بتكاليفها الشرعية ومشاكلها ومشاغلها الحياتية وما فيها من الابتلاءات والشدائد ، ما أحوجنا إلى أن نستعين في كل ذلك بما أمرنا الله عز وجل أن نستعين به وهو الصبر والصلاة ، والصبر والتقوى ، والصبر والطاعة لأننا بذلك نستمد أعظم عناصر القوة من الله عز وجل أولا ونفجر الطاقات والمواهب الكامنة في النفس البشرية ثانيا والله تعالى يدعونا إلى ذلك فيقول ﴿ وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ ﴾ ويقول ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ﴾ فهذا ارتباط واضح بين الصبر من جهة وبين استمداد العون من الله عن طريق الصلاة من جهة أخرى قال ابن كثير في تفسير هذه الآية (إن الله تعالى بين أن أجود ما تستعين به النفس الإنسانية على تحمل المصائب الصبر والصلاة) . ويقول عز وجل عن التلازم بين الصبر والتقوى(وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ ﴾ ، (إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ ﴾ ، وعن الربط بين الصبر والأعمال الصالحة عموما يقول﴿ إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ ﴾ ما يشعر بأن الأعمال الصالحة كلها لا يفوز فيها إلا الصابرون وصدق الله ﴿ وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ ﴾
والصبر يا أيها المؤمنون هو ضبط النفس ومجاهدتها ودفعها إلى فعل الطاعات وترك المحرمات واجتناب الشبهات والمسارعة إلى الخيرات وتحمل المشقات والتضحيات والرضى بما قسم الله من الأرزاق والأقوات وبما قدر الله من المحن والابتلاءات ، وفي الصبر ترويض للنفس وتربية لها على التحمل والثبات على الحق والخير في السراء والضراء والشدة والرخاء وفي العسر واليسر
والصبر من معالم العظمة وشارات الكمال ومن دلائل الهيمنة والقوة في الفرد والمجتمع ، فالصبر يمنح المسلم الأمل والنور وينقذه من التخبط إذا واجهته الأزمات ويعطيه الهداية الواقية من القنوط، ولذلك تردد ذكره في القرآن أكثر من تسعين مرة ، وهو من أعظم مراتب جهاد النفس والانتصار عليها ، وبه تحل على المؤمنين السلامة والتحية من الله تعالى بزوال كل مكروه وحصول كل محبوب وبلوغ المنازل العالية والجنان الغالية قال تعالى﴿ قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾ وقال (وجزاهم بما صبروا جنة وحريرا) وقال﴿ إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفَائِزُونَ ﴾وقال ﴿ أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا ﴾ وقال ﴿ أُولَئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا وَيَدْرَؤُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ ﴾ ، ومن الأدلة على أهمية الصبر أن الله تعالى أمر به رسوله-صلى الله عليه وسلم- في أول ما أوحى إليه وأمره بالإنذار فقال تعالى(يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (1) قُمْ فَأَنْذِرْ (2) وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ (3) وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ (4) وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ (5) وَلَا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ (6) وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ) وهو دليل على أهمية الصبر على التكاليف الشرعية وأمور الدين والدعوة والجهاد ، وقد ورد ذكر الصبر في السنة النبوية كذلك في مواضع كثيرة منها قول رسول الله- صلى الله عليه وسلم (والصبر ضياء) وعن عمر بن الخطاب- رضي الله عنه- قال: وجدنا خير عيشنا بالصبر ، وقال علي- رضي الله عنه : إن الصبر من
الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد ثم رفع صوته فقال: ألا إنه لا إيمان لمن لا صبر له .
وينقسم الصبر أيها المؤمنون إلى ثلاثة أقسام: الصبر على طاعة الله لأن النفس لا تستقيم على أمر الله بيسر وسهولة فلابد من ترويضها وكبح جماحها وهذا يحتاج إلى صبر شديد قال الله تعالى: (رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا) وقال تعالى(وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا) . ولما ذكر رسول الله- صلى الله عليه وسلم- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قال( فإن من ورائكم أياما الصبر فيه مثل قبض على الجمر للعامل فيهن مثل أجر خمسين رجلا يعملون مثل عمله) ويدخل في ذلك الصبر على الطاعات الواجبة والسنن المشروعة والدعوة إلى الله وطلب العلم والجهاد في سبيل الله . وهناك الصبر عن معصية الله لأن النفس الإنسانية محتاجة إلى الصبر عن ملذات وشهوات الدنيا المحرمة فلا نجاة ولا فلاح إلا لأصحاب النفوس اللوامة المجاهدة . وهناك الصبر على أقدار الله مثل موت الأهل والأحباب وخسارة المال وزوال الصحة وسائر أنواع البلاء كما جاء في قوله تعالى :( وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ، الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ، أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ) فاللهم اجعلنا من الصابرين وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم
الخطبة الثانية : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد فإن من أهم مؤهلات وصفات المجاهدين الصبر قال تعالى عنهم ( وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ ﴾ وقال (﴿ أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ ﴾ وقال (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ) وبذلك ينالون النصر كما قال سبحانه عن أصحاب طالوت يسألون الله فيضا من الصبر ﴿ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو اللَّهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ ، وَلَمَّا بَرَزُوا لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ ، فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ﴾ وقال عن أتباع الأنبياء في صبرهم وثباتهم في جهادهم ودعوتهم (وكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ ، وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ ، فَآتَاهُمُ اللَّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الْآخِرَةِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ)
وهو مفتاح الفرج والنصر وبه تحصل الحماية الإلهية من كيد الأعداء ومكرهم قال تعالى (إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ) ، وقال (بَلَى إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هَذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُسَوِّمِينَ) ، وقال (لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ) ، وعنوان الفلاح والنجاح والنصر كما قال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ
تُفْلِحُونَ) فدلت الآية على أن الصبر والمصابرة والمرابطة في سبيل الله طريق الفلاح وقال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ، وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ)
ومن أهم أسباب الغلبة على العدو ومكره وكيده والتمكين للحق وأهله قال تعالى (قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ) وقال ، (وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يعرشون )
ولا شك أيها المؤمنون أننا بحاجة جميعا حكومة وشعبا وجيشا وأمنا ومقاومة ومجتمع إلى مزيد من الصبر وطول النفس ونحن في مواجهة هذه العصابة الباغية الظالمة المعتدية والتي تمطر المدن والأحياء بصواريخها وقذائفها المدمرة فتقتل الطفل في مدرسته والمرأة في بيتها والمارة في الطرقات وتخيف الأمن وتقطع الطرقات وتثير الفتن بين القبائل ، محتاجون إلى صبر يصحبه استنفار واستعداد لمعركة الحسم العسكرية مع العدو الغاشم وجمع الكلمة وواحدة الصف وحفظ الأمن والحذر على أسلحتنا وذخيرة جيشنا بتأمينها وتحصين مخازنها وأن يتعاون الجميع جيشا وأمنا وقبائل على تأمين الطرقات وملاحقة كل خلايا الحوثي الإجرامية وعدم إيوائها فمن آوى محدثا فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا ولا فرضا ولا نفلا حتى يدخله جهنم فاصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ فَانْفِرُوا ثُبَاتٍ أَوِ انْفِرُوا جَمِيعًا) ثم الدعاء والدعوة للجهاد بالمال والصلاة على النبي واقم الصلاة
الخطبة ( 2 ) الآثار الإيمانية
من إسم الله الرقيب
ــــ الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ، وبفضله تُغْفَر الذنوب وتُمْحَى السيئات ، وعلى أبوابه تُسْكَب العَبَرَات ، وبطاعته تُنَال الخيرات والبركات .
ــــ.. وأشهد أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريك له ، عظُم شأنه وعزّ سلطانه، ...
يارب أوليتنا نعماً نبوح بشكرها ** و كفيتنا كل الأمور بأسرها .
فلنشكرنك ما حيينا و يوم نموت ** لتشكرنك أعظمنا في قبرها .

ــــ وأشهد أن نبينا محمداً عبد الله ورسوله ، ما ترك خيراً إلا ودل أمته عليه
ولا شراً إلا وحذرها منه ، فتركها على المحجة البيضاءليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك ، ولا يتبعها إلا كل منيبٍ سالك .
يا رسول الله يا خير الورى * وصلاة ربي والسلام معطرا يا خاتم الرسل الكرام محمد * بالوحي والقرآن كنت مطهرا لك يا رسول الله صدق محبة * وبفيضها شهد اللسان وعبرا لك يا نبي الله صدق محبة * فاقت محبة من على وجه الثرى لك يا رسول الله صدق محبة *** لا تنتهي أبدا ولن تتغيرا
فصلوات ربي وسلامه عليه وعلى جميع أصحابه وسلم تسليماً كثيراً
ــــ..  فأوصيكم يا عباد الله : بتقوى الله تعالى عملاً بقوله : :
( يا أيها الذين آمنوا إتقوا الله و قولوا قولاً سديدا يصلح لكم.... )
أيها المؤمنون الأعزاء .... سنواصل معكم الحديث في هذه الجمعة الطيبة عن الآثار الإيمانية لإسم لله الرقيب
ــــ..لأن اسم الله الرقيب من أشد الأسماء الحسنى التصاقًا بحياة بني الإنسان
فلنعش في كل لحظة مع الله الرقيب.
فإذا أيقن العبد أن الرقيب مراقِب لأفعاله ، مبصر لأحواله، وسامع لأقواله ، مطلع على ضمائره و خفاياه ، خاف عقابه في كل حال، وهابه في كل مجال ، عِلماً منه بأن الرقيب قريب ، وهو الشاهد الذي لا يغيب
ــــ.. فهذه إمرأة راودها رجل عن نفسها فرفضت فحاول أن يكرهها ، فقالت له : أغلق جميع الأبواب ، فأغلق جميع الأبواب فقالت له : بقي باب مفتوح لم تغلقه !
قال : أي باب؟!
قالت : بقي الباب الذي بيننا وبين الله مفتوح ، ألا تخاف الرقيب؟
فارتعد وخاف ووجل فتركها خوفًا من الله الذي يراه حيث ما كان ، وتاب هذا الرجل واستقام حاله .
ــــ.  المؤمن بالله الرقيب كلما هَفَت نفسه إلى المعصية، عَلِمَ علم اليقين أن الله الرقيب مُطلعٌ على خفايا نفسه وعلى سره وجهره.. فلا يكن الله تعالى أهون الناظرين إليه .
قال رجل لأحد الصالحين : بم أستعين على غض البصر؟ قال: بعلمك أن نظر الناظر إليك، أسبقُ من نظرك إلى المنظور إليه .
فإذا همت النفس بالمعصية فذكرها بنظر الله ، ولا يكن الله أهون الناظرين إليك.
إذا ما خلوت الدهر يوماً بريبة  **  والنفس داعية إلى العصيان
فاستح من نظر الإله وقل لها   **  إن الذي خلق الظلام يراني
ــــ.. من علم أن الله رقيب على حركات قلبه ، وجوارحه وأنه مطلع على عمله راقب تصرفاته ، ومعاملاته وعباداته ، وسائر حياته ، وفي ذلك صلاح دنياه وآخرته .
فمن تأمل في اسم الله الرقيب استقامت جوارحه وصلح عمله
لأنه يعلم أنه ما من قول يلفظه إلا وهو محسوب ، قال تعالى :
(ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد)
وما من عمل يعمله إلا وهو مرصود مكتوب، قال سبحانه :
(وإن عليكم لحافظين، كراماً كاتبين، يعلمون ما تفعلون)
وما من شأن من شؤونه إلا والله مطلع عليه
ــــ.. أيها المؤمنون :
إذا علم العبد بمراقبة الله -تعالى- سعى في إقامة أحواله كلها وفق ما يرتضي الله -جلا وعلا-، فالعبد مكشوف السر لخالقه العظيم ، العليم بمنشئه وحاله ومصيره
وهو -سبحانه- أقرب إلى أحدنا من حبل الوريد ، قال -سبحانه : ( وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ )ق:16
ــــومراقبة العبد لربه -سبحانه وتعالى- نوعان لا ينفك أحدهما عن الآخر:
مراقبة داخلية : وهي أن يوقن أن الله مطلع على خواطره ومقاصده ونياته… فيخلص لله -تعالى- النية في كل عمل، فلا يرائي ولا يشرك به شيئًا.
مراقبة خارجية : وهي إيمانه بنظر الله -تعالى- إليه، فيحسن أفعاله وأعماله، ويؤدي فرائض الله و سننه…
العبد الذي يوقن أن الله ناظره يطهر قلبه و قالبه لعين الله ، و تجده وجلًا أن يصاب بنجاسة حسية أو معنوية روحية أو جسدية… فهو -تعالى- الذي حذَّر قائلًا:
( وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ ) البقرة : 235
ــــ.. إن الراعي الذي طلب منه ابن عمر أن يبيع شاة من غنمه ويقول لصاحبها إن الذئب أكلها، كان يعيش حال المراقبة مع الله. إذ يرد على ابن عمر فاين الله حاله اذا قلت لسيدي أكلها الذئب فماذا أقول لرب سيدي غدا
فَجَعَلَ ابْنُ عُمَرَ يُرَدِّدُ قَوْلَ الرَّاعِي ، وَهُوَ يَقُولُ فَأَيْنَ اللَّهُ ؟
فَلَمَّا قَدِمَ الْمَدِينَةَ بَعَثَ إِلَى مَوْلاهُ فَاشْتَرَى مِنْهُ الْغَنَمَ وَالرَّاعِي فَأَعْتَقَ الرَّاعِيَ ، وَوَهَبَ له الْغَنَمَ .رواه البيهقي في شُعب الإيمان
ــــ.. كم نحن بِحاجة في هذه الأيام إلى أشخاص كهذا الراعي ، الذي يتصف بالصدق و الأمانة ، و المراقبة لله بدون غش ، و لا كذب ، ولا تدليس ؟
و كم نحن بِحاجة في هذه الأيام إلى مسلم يقيم الإسلام حقيقةً في تعاملاته اليومية
من تعبد الله باسمه الرقيب أورثه ذلك المقام المستولي على جميع المقامات ،
وهو مقام المراقبة لله في حركاته وسكناته
ــــ.. ثلاثة من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله ، أحرزوا هذه المرتبة الجليلة ، واستحقوا تلكم المنزلة العظيمة ، بسبب استحضارهم لصفة المراقبة ، وهم : رجل دعته امرأة ذات جمال ومنصب فقال : إني أخاف الله
و الرجل الذي تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه
و الرجل الذي ذكر الله خاليا ففاضت عيناه.
ــــ..  إذا امتلئ قلب العبد من معاني اسم الله الرقيب أورثه ذلك مراقبته لربه، ولا يزال العبد بخير وإلى خير مادامت صفة المراقبة لازمة له
فترى هذا العبد نقيا من الآثام باطنها وظاهرها ، بالغاً درجة الإحسان فيعبد ربه كأنه يراه
 فمعايشة المؤمن لاسم الله الرقيب تجعله موقن دائما أن الله معه فوق عرشه يتابعه في كل حركة ، وسكنة ، وكلمة ، وصلة ، وقطيعة ، وعطاء ، ومنع ، وغضب ، ورضا ، فاجعل نفسك تحت هذه المراقبة الربانية و العناية الإلهيـــــة .
ــــ..   قال أحد الصالحين : إذا جلستَ مع الناس فكُن واعظاً لِنفسك وقلبك ، فإنهم يراقبون ظاهرك والله رقيب على باطنك.
ــــ.. إن من راقب الله يُبلَّغ المنازل العلا
لذلك سُئِل ذو النون : بِمَ ينال العبد الجنة؟
فقال: بخمس: استقامةٍ ليس فيها روغان، واجتهادٍ ليس معه سهو ، ومراقبةِ الله
تعالى  في السر والعلانية ، وانتظار الموت بالتأهب له ، ومحاسبة نفسك قبل أن
تحاسب.
ما لي أراك على الذنوب مواظباً ؟  ** أأخذت من سوء الحساب أمانا؟ 
لا تغفلن كأن يومك قد أتى  ** ولعل عمرك قد دنا أو حانا 
فخف الإله فانه من خافه  ** سكن الجنان مجاوراً رضوانا 
ــــ..  هذا الاسم الذي من تعرف عليه عاش مطمئن ساكن إلى ربه
فحري بالعبد أن يستشعر مراقبة الله تعالى، وأن يكون على يقين باطلاع الملك الحق المبين، على ظاهره وباطنه ، وسره وعلانيته ، فيجتهد في الطاعات على دوام الأوقات ، ويرتقي في العبادات والمعاملات، فمن راقب الله الواحد الديان حقق الإحسان
ــــ..  معاشر المسلمين ... عباد الله :
في إحدى الدول الأوربية ، وفي إحدى المتاجر العملاقة انقطع ذات يوم التيار الكهربائي لمدة ساعة واحدة ، وكانت المفاجأة المدوية ؛ فقد سُرق في هذه الساعة من هذا المتجر وأمثاله في تلك الولاية ما يعادل مائتي ألف دولار! فماذا حصل؟!
أقول : لا تتعجب فإن هذه المتاجر العملاقة تحرص على وضع (كاميرات مراقبة ) فإذا غفل الرقيب البشري اقترفوا الفواحش أما المعاصي لا يتورعون عن شيء منها!
 أما نحن -معاشر المسلمين- فإننا نؤمن إيمانًا جازمًا ؛ أن فوقنا إلهًا قريباً بصيرًا رقيبًا
على أقوالنا وأفعالنا بل وعلى خواطرنا ونياتنا وكوامن صدورنا ذاك هو الله الرقيب
قلت ما سمعتم واستغفر الله لي ولكم فاستغفروه .

الخطبة الثانيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــة
الحمد لله و كفى ...... و صلاة ....
ــــ..  أيها المؤمنون ..... عبـــــــــــاد الله :
إنَّ المؤمن إذا آمن بهذا الاسم ، انعكس هذا الإيمان على سلوكه انعكاساً واضحاً
و عندما تكون مراقباً من إنسان يريد لك الخير ستتبدل كل تصرفاتك ، وتضبط كل حركاتك وسكناتك ، وكل أقوالك وكلماتك ، فكيف إذا الواحد الديان ، رقيباً عليك
وتذكر قول الله جل جلاله: ( وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَقِيباً ) .
مراقبةِ من لا تنطلي عليه حيل المتحايلين ، ولا خُدَع المتلاعبين ، ولا سحر المشعوذين قال الله عن كمال مراقبته :
﴿ أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لَا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ ﴾ الزخرف
ــــ..  فلو تذكر اللص أن الله يراه ، لما أقدم على السرقة .


ـلم يراقب اللهَ من اؤتمن على وظيفة ، فجعلها مطية لقضاء مصالحه الخاصة.
لم يراقب اللهَ من تعاقد مع الدولة أو الشركة على عدد من الساعات ، ثم هو يتكاسل في أدائها ، ويدعي كذبا إنجازها.
ــــ..  لم يراقب الله من اؤتمن على مصلحة أيتام ، ثم أكل أموالهم أو تصرف فيها بمصلحته لا بمصلحتهم.
ـلم يراقب الله من أؤتمن على أي أمانة من الأمانات ثم ضيعها أوفرط فيها أو تصرف فيها بمصلحته الخاصة.
ــــ..   لم يراقب الله الطبيب الذي يدفع بمريض إلى عملية لا يحتاجها ،
لم يراقب الله الوالد الذي لم يحسن التعامل مع أولاده و لم يهتم بتربيهم
لم تراقب الله الفتاة التي تكلم شاب و تراسله دون علم والديها
لم يراقب الله الشاب الذي له علاقة مع فتاة قبل العقد و الزواج
 ألا فليتذكروا قول الله : ( وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَقِيباً  ( قال تعالى :  وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ : أي نائم ، قائم ، في غرفتك ، وراء شاشة الهاتف ، فاتح الانترنت على أي موقع تفتح ، على أي فضائية تدير جهازك ؟
من الذي يعلم ؟ إن الله يعلم ( وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَقِيباً ) ﴿ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾
 هل تستطيع أن تكذب مع هذه الآية ؟ وهل تستطيع أن تُدلِّس ؟ وأن تغُشّ ؟ وأن تحتال ؟ وأن توهِم ؟ وهل تستطيع إيذاء الخلق؟
﴿ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾
مع هذه الاية لا يستطيع المحامي أن يقدِّم مذكرة للقاضي وهو يعلم أن مُوَكِّله كاذب
وهل يمكن لِمدرس أن يترك التلاميذ من أجل قِلّة الأُجرة ؟
ــــ..يا كلَّ مَن تُسوِّل له نفسُه أن يرتكب محرَّمًا ، يا من تغشُّون في تجارتكم
يا من تاكلون أموال الناس بالباطل ، و تتحايلون على الناس في تعاملاتكم
أين أنتم من قوله تعالى ﴿ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾
اليوم الموظف يحضر متأخر و يخرج متقدم ، لأن استشعار الرقيب مغيب عنده
ــــ..  و الطالب يغش بالامتحان أحياناً لأن الرقيب غُيب منه . و ما انتشرت الشائعات و كثرت الاتهامات على الصالحين و حُورب المصلحين
إلا لأن استشعار الرقيب مغيب عند بعض أبناء المجتمع . .......
لو أن معظم أبناء المجتمع أدركوا العيش في ظلال الله الرقيب ماذا سيحدث للمجتمع؟
و الجواب : أنه سيعم الأمن و الإطمئنان ، و ينتشر التراحم و التكافل
فتجد رجل إستشعر المسؤولية بأن الله رقيبٌ عليه : فيعطي أيتاماً من ماله الخاص
و يتصدق عليهم لأنهم صغار في السن و فقراء أعفاء .
ــــ..و هذا شاب في إحد المديريات ( فرع العدين ) يجد في طريقة مبلغ من المال يقدر بمئات الآلاف فيسلمها لإمام مسجدهم حتى يبحثوا عن صاحب هذا المبلغ ...
هؤلاء من الذين فقهوا قوله تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾
يمكنك أن تكون أكبر داعية أو قدوة في الأرض وأنت ساكت ؛ وذلك بِأمانتك ؛ واِستقامتك وإتقان عملك.  ــــ..هناك أطباء عِنايتهم بالفقراء لا تقِل شعرة عن عنايتهم بالاغنياء الذين سَيَدفعون بالملايين ،لانهم مع قوله ﴿ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾
ــــ.. زوج يراقب الله في أهله، فيحسن إليهم ويكون في مِهْنتهم. زوجة تراقب الله في زوجها ، فتحفظه في نفسها وماله، في غيبته وحضرته. - مصلح إجتماعي يراقب الله في النطق بكلمة الحق بين من يحكموه في قضياهم
فنحن لو إستشعرنا معنى إسم الله الرقيب عندها ستتغير أحوالنا إلى الأفضل . ــــ..  ويكون اسم الرقيب أفضل وأقوى للمجتمع من ألف شرطي يراقب الناس ، من ألف كاميرا تراقب الناس في المصانع و الطرق وغيره.
فـ يا أيها الآباء و يا أيتها الأمهات علينا أن نربي أنفسنا و أولادنا في مدارسنا و في بيوتنا على دوام إستشعار اسم الله الرقيب ، و أن نجعل الوازع الداخلي يعلو عند الناس . عندها سَيَقل الغش و يبتعد الناس عن الكذب و يُخاف من النظرة حرام .
ــــ.. إذا أردت يا ابن آدم أن تعرف صلتك الحقيقية مع الله ، فلن تكون في صلاتك فقط ، إنما تكون في علاقتك و معاملاتك مع زوجتك ، عائلتك ، أقربائك ..و مع من تتعامل معهم .
ــــ.. فلنعيش في كل لحظة وكل خطوة في هذه الأيام مع اسم الله الرقيب.
فإذا همت النفس بالمعصية فذكرها بدوام نظر الله عليها ، و دوام مراقبته عليها .
إذا ما خلوت الدهر يوماً بريبة  **  والنفس داعية إلى العصيان
فاستح من نظر الإله وقل لها   **  إن الذي خلق الظلام يراني

هـــذا وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى الْبَشِيرِ النَّذِيرِ وَالسِّرَاجِ الْمُنِيرِ ؛ حَيْثُ أَمَرَكُمْ بِذَلِكَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ
حيث بدأ بنفسه و ثنى بملائكته المسبحة بقدسه و ختم بكم أيها المؤمنون فقال :
( إن الله و ملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه ... )
بسم الله الرحمن الرحيم
خطبة الجمعة 24 ربيع الآخرة 1444هـ الموافق 18 نوفمبر2022م
الخطبة الأولى : الحمد لله على إحسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيما لشانه وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه صلى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه وإخوانه أوصيكم ونفسي بتقوى الله والعمل بطاعته والبعد عن معصيته والدفاع عن الدين والأخلاق والقيم (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ) ، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا ، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) ، أما بعد فيا أيها المؤمنون الكرام إن من أعظم النعم التي أنعم الله بها علينا نعمة هذا الدين الذي جاء لتحقيق مصالح العباد في الحياة وفي المعاد في الدنيا وفي الآخرة وصدق الله القائل (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ) ، جاء الإسلام ليحافظ وليحرس بقيمه ومبادئه وتشريعاته وأخلاقه منافع الإنسان التي لا تقوم الحياة الكريمة والسعيدة إلا بتأمينها ، أرسل الله الرسل وأنزل الكتب وشرع الشرائع التي تضمن للإنسان الأمن على دينه وعقله وماله وحياته ونسله ودنياه وآخرته ، وهذه رحمة من الله تعالى بعباده .
ودعونا أيها المؤمنون اليوم نقف مع مقوم من مقوم الحياة الكريمة التي خص الله بها الإنسان وكرمه بها وهي العقل ، العقل الذي امتن الله علينا به بقوله (وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) ، نعم أيها المؤمنون العقل نعمة عظيمة جعله الله تعالى مناط التكليف فلا تكليف ولا مسؤولية ولا حساب ولا عقاب إلا على أساس وجود العقل مكتملا قادرا على فهم التكليف ولذلك رفع القلم عمن لم يتوفر فيه هذا الشرط وفي الحديث الصحيح عن عائشة رضي الله عنها ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (رفع القلم عن ثلاثة: عن الصبي حتى يحتلم، وعن النائم حتى يستيقظ، وعن المجنون حتى يفيق) رواه أبو داود و ابن ماجه ، فالعقل إذن يمثل قيمة الإنسان الحقيقة فالشرع لا يخاطب إلا العقلاء والتكليف لا يتعلق إلا بالعقلاء والأمانة لا يتحملها إلا عاقل والمسؤولية لا تتعلق إلا بإنسان عاقل لا قيمة لعقيدة لا تقوم على القناعة العقلية واليقين القلبي ، لا يعرف الإنسان ربه إلا عن طريق النظر والتفكر العقلي في آيات الله عز وجل المبثوثة في هذا الوجود كله ، ولا يتجدد الإيمان ويبقى متألقا إلا إذا أعمل العقل بالنظر والتفكر في آيات الله (فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ إِلَى طَعَامِهِ) ، (فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ) ، (قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ) ، (أَفَرَأَيْتُمْ مَا تُمْنُونَ) ، (أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ ) ، (أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ) ، (أَفَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ) الخ ..ولا قيمة لعبادة لا يكون العقل فيها حاضرا ، ولا فائدة لسمع لا يصاحبه العقل ، ولا لبصر لا يرافقه العقل ، وكم يندم أولئك الذين يعطلون عقولهم عن معرفة الله ومعرفة دينه وشرعه ، إنه أعظم ذنب يرتكب كما قال الله عنهم (وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ ، فَاعْتَرَفُوا بِذَنْبِهِمْ فَسُحْقًا لِأَصْحَابِ السَّعِيرِ )
وللعقل في الإسلام منزلة كبيرة ودرجة رفيعة، فليس ثمة رسالة تحترم العقل الإنساني وتعتمد عليه في ترسيخ عقائدها ومبادئها وفهم أحكامها كرسالة الإسلام الخاتمة ، وليس ثمة كتاب خاطب العقل ويرفع من قيمته وكرامته مثل هذا القرآن الكريم الذي تتردد في صفحاته عبارات مشيدة بالعقل ووظائفه ﴿ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ﴾ ، ﴿ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ ،﴿ لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ ﴾ ، (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ)، وتتكرر هذه الإشارات عشـرات المرات، مؤكدة المنهج القرآني الفريد في الاقناع العقلي بقضايا الإيمان وأركانه
والإسلام حين يحث العقل على النظر والتفكر لا يريد منه أن يقف عند حدود التأمل والنظر، فليس ذلك بمراد لذاته؛ وإنما ليعبر منه إلى ثمرته وفائدته؛ فيقوِّم به عقيدته، ويثبت قواعدها ، بل ويكتشف قوانين الله وسننه في المخلوقات والتي يقوم عليها بناء الحياة وتطويرها .
واستثمار خيراتها وتسخير كل هذه السنن لمصلحة الإنسان في الدنيا قبل الآخرة ، فالعقل بتفكيره وتجاربه هو الذي يكتشف قوانين التسخير ويستخدمها في عمارة الحياة والله يمتن علينا بذلك فيقول (اللَّهُ الَّذِي سَخَّرَ لَكُمُ الْبَحْرَ لِتَجْرِيَ الْفُلْكُ فِيهِ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ، وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) (أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُنِيرٍ) إن دور العقل المسلم من منظور القرآن الكريم دور هام وفاعل في شتى مجالات الحياة، وفي كل الميادين، وفي مختلف المعارف والعلوم، فقد أسس الحياة والحضارة المدنية على أساس العقل، فخاطبه ودعاه إلى التفكير، والنظر العقلي، والتفكير فيما أودع الله في الكون من الأسـرار وبدائع الخلق هذا الدور الذي يجب أن يظهر من زوايا مختلفة، ومحاور متجددة، ورؤى وضيئة، يضفى على العقل الفاعلية، وينفي عنه الجمود والتحجر، ويطلق له العنان ليقوم بالدور المناط به كعقل بشـري يمتلك المؤهلات البيولوجية، والقدرات العالية في التنقيب والتجديد، والبحث والنظر، والابتكار والاختراع، والاستدلال والمحاكاة، ونقد الأشياء وفق الزاوية المتاحة، والضابط المتاح.
وكما أن الله رفع من شأن العقل كذلك رفع من شأن العلم والعلماء باعتباره زاد العقل ومادة حياته وتطوره فقال (يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ ) وقرن سبحانه شهادة أهل العلم بشهادته عز وجل وشهادة ملائكته فقال ﴿ شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾ ، ولحماية العقل الذي كرم الله به الإنسان من كلما يكبله ويقيده عن أداء وظيفته في حدود فدراته وطاقته حرم التقليد الأعمى في أصول العقائد والعبادات والمعاملات والأخلاق وأقامها على العلم اليقيني الثابت ونعى على المقلدين الذين لا يُعملون عقولهم، بل يتبعون نظريات وأوهام وظنون واهية وآراء زائفة، لا لشيء إلا لأنهم ألفوا آباءهم عليها أو مجتمعهم أو واقعهم أو سادتهم قال تعالى ﴿ وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ ﴾  وقال ﴿ وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا ﴾ 
وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم
الخطبة الثانية : الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه ، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد فيا أيها المؤمنون الكرام ولحماية هذه الجوهرة الثمينة في الإنسان وهي العقل حرم الله كذلك وجرم كل مأكول أو مشروب يؤثر على العقل ويفسد نظره فحرم الخمر وكل مسكر من المخدرات بكل أنواعها لأنها كلها تخامر العقل وتفسده وتذهب بقوته كليا أو جزئيا ، بل عد الإسلام الخمر والمخدرات أم الكبائر فال تعالى﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ، إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ ﴾ فالخمر بدلالة الآية حرام لأنه رجس بمعنى نجس وخبيث ، وهو عمل من أعمال الشيطان لإفساد الإنسان ، وكل من يتعامل بالخمر والمخدرات فهو ملعون كما في حديث أنس عند الترمذي وابن ماجه بلفظ "لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الخمر عشرة: عاصرها ، ومعتصرها ، وشاربها ، وحاملها ، والمحمولة إليه ، وساقيها ، وبائعها ، وآكل ثمنها ، والمشتري لها ، والمشتراة له )
ومن أضرار الخمر والمخدرات أنه لا يمكن الفلاح للعبد إلا باجتنابها، وأنها موجبة للعداوة والبغضاء بين الناس،  
وأنها تصد القلب، ويتبعه البدن عن ذكر الله وعن الصلاة، اللذين خلق لهما العبد، وبهما سعادته ولهذا عرض تعالى على العقول السليمة الانتهاء عنها عرضا بقوله: ﴿ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ ﴾ لأن العاقل -إذا نظر إلى بعض تلك المفاسد- انزجر عنها وكفت نفسه، ولم يحتج إلى وعظ كثير ولا زجر بليغ ولهذا قال المجتمع كله بعد نزول هذه الآية بلسان الحال والمقال : انتهينا انتهينا ، ومن المهم أيها الكرام التأكيد على أضرار الخمر والمخدرات
2024/09/21 20:25:33
Back to Top
HTML Embed Code: