Telegram Web Link
وإن هي الصلاه فهو في بعد عنها.
وإن هو في وقت صلاة الفجر فهو في غفلة عن قيامها.
وإن هو في كلامه فاسب صِفتهٌ. والبذاءةٍ خُلتهٌ ، والبعد عن الله مزِيةَ له هؤلاء سيعودون على الآباء والأمهات. بأمور لا تحمد عُقباها. حافظوا على أبنائكم. وأنظروا من يجالس ويخالط، وحافظوا على بناتكم معاشر المسلمين. من مسايرة من ترى عندها الخوف والمراقبة لله، وفي ذلك الخير ونحمد الله،
بلاد الإيمان الحكمة،
بلاد العز والشرف،
بلاد القوةٍ والشهامة.
بلاد اليمن الميمون.
بلاد العز والخير.
بلاد الإيمان والحكمة، الخير موجود، والخير بفضل الله في شبابنا ملموس، ولكن لابُد أن يوجد تقصير وإهمال فأحذر أن تساير المقصر والمفرط والمتكاسل.،وسائر أُناسا عرفوا بالخير. وعرفوا بما سمعتم.

أيها المسلمون عباد الله، أوجه نصيحة أخرى لشبابنا.

أيها الشباب : أيها الرعي المبارك.
أيها الجيل القويم العزيز. إتق الله في شبابك. واحذر أن تجالس شباباً في غفلة عن الله. إحذر ان تعكف في ليلك مع شباب على مشاهدة المخالفات والمنكرات، إحذر هؤلاء. فإن هؤلاء ذئب بشرية سيفتكون بقلبك وربما غيروا مجرى حياتكِ من صلاح إلى بعد عن الله ورسوله
إحذر مسايرة هؤلاء وانظر إلى صحابة رسول الله وأنظر ماذا قدموهُ للأمة وماذا قدموه لمجتمع بسبب صلاحهم وبحرصهم على السير الحسن السديد القويم.

وإن هناك جلساء سوء ولا محالة منهم، فمن اولئك الجلساء جلساء الواتس وجلساء الفيسبوك. هؤلاء الذين يعكفون على مشاهدة المنكرات والمخالفات. هؤلاء جُلساء سوء أيها الشباب. إن كنت تطالع مقاطع محرمة في جوالك. فاعلم ان الجوال جليس سوء عليك.
أتشاهد منكرات?
أتشاهد مخالفات?
أتتابعوا صور ماجنة وصور ساقطة?
إنه جليس سوء، إنه جليس سوء، وهكذا جلساء الفيس المتابعين للفيسبوك، الذين يشاهدون فيها ما لا يرضي الله. هذا اعتبره جليس سوء، ما دام فيه مخالفات الشرعية فاحذروا أيها الناس تفقدوا أبناءكم وتفقدوا من تحبون من إخوانكم وانظروا من يجالسون واسعوا إلى صلاحهم بقدر ما تجدون،

إننا إن حرصنا على شبابنا وعلى مُجتمعاتنا بمسايرةٍ الصالح وبمسايرة الخائف من الله سيجد المجتمع الأمن وستجد المجتمعات الخير وسيعيش الناس في سعادة وطمأنينة ستقل الفتن في داخل المجتمعات فلن تجد في مُجتمعاتنا من يتقطعون الطرقات،

ولا من ينتهكون البيوت بالسرقة والإعتداء ،ولن تجد في مجتمعاتنا من يتعامل بالظلم ستجد المجتمع في خير ما دام حافظنا على شبابنا،
وحافظنا على مجتمعاتنا وإلا سيجد الشر والوبال عياذا بالله من ذلك
اسأل الله لنا ولكم الخير والسداد.
اللهم اعز الاسلام والمسلمين. واذل الشرك والمشركين، ودمر اعداء الدين، واجعل هذا البلد أمنا مطمئنا وسائر بلال المسلمين.

اللهم وفق شبابنا إلى الخير.
اللهم وفق مجتمعاتنا إلى الخير. اللهم وفق الأباء والأمهات والأخوة والأخوات والأبناء والزوجات ، إلى ما تحبه وترضاه يا رب العالمين.
اللهم اجعل شبابنا لك من طائعين. وإلى عبادتك من المقبلين. وعن المعاصي مدبرين نافرين. ووفقهم الى كل خير يا رب العالمين، وصل اللهم على نبينا محمد وعلى اله وصحابته أجمعين.
ا••┈┈•••✦🌟✦•••┈┈••ا
​••أســـــــــأل الله أن ينفع بها الجميع ••​

​ِ🔖√ منْ آحٍـبْ آلُآ يَنْقَطًع عملُہ بْعدِ مۆتٌہ فَلُيَنْشُر آلُعلُم√📚[آبْنْ آلُجٍۆڒٍيَ].​
•••━════ ❁✿❁ ═══━•••
* تفريغ سلسلة *
#الجواهر_والدرر_في_إصلاح_الأُسر
*[ الخطبة الثانية ]*
*هكذا كان النبيﷺمع أهل بيته*

*🔸للشيخ الداعية #أبي_عمار
*[ #وهبان_بن_مرشد_الوادعي ]*
*حفظة الله*

*🗂التصنيف:- #التربية_والأخلاق*
ــــــــــــــــــــــــــ

🗯️الخطبة الأولى🗯️

إن الْحَـمْدُ للهِ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ، وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أن لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، صلى الله عليه وصحبة وسلم ،

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران:102].

﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ أن اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء:1].

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب:7071].

أَمَّا بَعْد:
فإن خير الحديث كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار، نسأل الله لنا ولكم النجاة من كل بدعة وضلالة،ونستعيذ بالله من سخطه وعذابه والنار،

أيها المسلمون عباد الله، لقد مر معنا في الجمعة الأولى التكلم على أهمية الحرص على إصلاح بيوتنا، وأني في هذه الجمعة أحببت ان اذكر نفسي وأخواني، بما كان عليه النبي عليه الصلاة والسلام، من الحرص على اهله ﷺ ،
إن رسولنا ﷺ هو القدوة الذي اخبرنا الله عز وجل ان نتأسى به.
قال الله في كتابه ﴿ لَقَد كانَ لَكُم في رَسولِ اللَّهِ أُسوَةٌ حَسَنَةٌ ﴾ [33:21] - الأحزاب

وأخبر الله عز وجل بقوله سبحانه ﴿ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا استَجيبوا لِلَّهِ وَلِلرَّسولِ إِذا دَعاكُم لِما يُحييكُم وَاعلَموا أَنَّ اللَّهَ يَحولُ بَينَ المَرءِ وَقَلبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيهِ تُحشَرونَ ﴾ [8:24] - الأنفال

وقال الله ﴿ يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِأَزواجِكَ إِن كُنتُنَّ تُرِدنَ الحَياةَ الدُّنيا وَزينَتَها فَتَعالَينَ أُمَتِّعكُنَّ وَأُسَرِّحكُنَّ سَراحًا جَميلًا [28] وَإِن كُنتُنَّ تُرِدنَ اللَّهَ وَرَسولَهُ وَالدّارَ الآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلمُحسِناتِ مِنكُنَّ أَجرًا عَظيمًا ﴾ [33:29] - الأحزاب

وقال الله عز وجل ﴿ وَما كانَ لِمُؤمِنٍ وَلا مُؤمِنَةٍ إِذا قَضَى اللَّهُ وَرَسولُهُ أَمرًا أَن يَكونَ لَهُمُ الخِيَرَةُ مِن أَمرِهِم وَمَن يَعصِ اللَّهَ وَرَسولَهُ فَقَد ضَلَّ ضَلالًا مُبينًا ﴾ [33:36] - الأحزاب

وقال عز وج { لوَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى (1) مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى (2) وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى (4) عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى (5) ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى (6) } النجم

و قال الله عزوجل { أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ (1) وَوَضَعْنَا عَنكَ وِزْرَكَ (2) الَّذِي أَنقَضَ ظَهْرَكَ (3) وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ (4) فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (5) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (6) فَإِذَا فَرَغْتَ فَانصَبْ (7) وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَب (8) } الشرح

واخبرنا الله في آيات كثيرة، عن عظيم ما أمتن به على رسوله محمد صلى الله عليه وعلى اله وسلم،

معاشر المسلمين إن القدوة الذي يقتدى به هو محمد ﷺ إنهُ نبي الرحمة والهدى ، إنهُ النبي المبعوث رحمة للعالمين أمرنا الله بِالفعل لأمره وبالإجتناب لما نهى عنه، إنه رسول الله، الذي زكاه الله عز وجل بجميع حياتهِ كلها،

فقال ﴿ وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظيمٍ ﴾ [68:4] - القلم
زكاه في معلمه جبريل {﴿ عَلَّمَهُ شَديدُ القُوى ﴾ [53:5] - النجم
زكاه في صِدقه ﴿ ما كَذَبَ الفُؤادُ ما رَأى ﴾ [53:11] - النجم
زكاه في صدرِه فقال ﴿ أَلَم نَشرَح لَكَ صَدرَكَ ﴾ [94:1] - الشرح

زكاه في رفعته وذكر عظيم مِنته عليه ﴿ وَرَفَعنا لَكَ ذِكرَكَ ﴾ [94:4] - الشرح
أخبر بإنه رسول مبعوث ، وبِأنه نبي معصوم
﴿ وَاللَّهُ يَعصِمُكَ مِنَ النّاسِ ﴾ [5:67] - المائدة
﴿ وَما أَرسَلناكَ إِلّا رَحمَةً لِلعالَمينَ ﴾ [21:107] - الأنبياء

فحُق لإُمةالإسلام أن ترفع رأسا شامخاً فرحاً بِأن محمداً لها رسول، وبِأن الإله العظيم هي تعبده وتسجد له.
أيها المسلمون عباد الله ان محمدا ﷺ أقوالهُ صدق ، وأفعالهُ عدل، فما قالهُ حق وهو القائل فما يخرج منها هنا إلا صدقا) إنه ﷺ كان في سفره معلما ، وفي حضره معلما، وفي صلاته معلما، وفي عبادته معلما ومرشدا، وكان من جملة ما كان يرعى الإهتمام الأكبر، ويعطيهم الحظ الأوفر،إنهم أهله ﷺ إنهم أل بيته صلى الله عليه وعلى آله وسلم، اعطاهم الحظ الأوفر من التعليم، واعطاهم الحظ الأوفر من المكانة العالية، التي قررتها الشريعة السمِيحة، ورست قواعدها هذه الشريعة العظيمة،

معاشر المسلمين. سانقل لكم شيئا من أعمالهﷺ في بيته، وفي حرصه على أهله ﷺ
وفي ذلك قدوة للعقلاء،
وفي ذلك دعوة للنبلاء،أن يكون المسلمون كما كان محمد صلى الله عليه وسلم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان في بيته متواضعا، وهو الرسول النبي الأمين،
القائل أنا سيد ولدي أدم ولا فخر،
حامل لواء الشفاعةٍ العظمى في الموقف العظيم، وفي الموقف الكبير في يوم القيامة،
ومع ذلك يعيش متواضعا مع الناس، متواضعا في بيته ﷺ، تُنبئنا زوجه عائشة رضي الله عنها، لما سُئلت: كيف كان رسول الله ﷺ يعمل في بيته؟ قالت: كان بشرًا من البشر؛ اي كانت أحواله كأحوال الناس، ثم ذكرت أنه كان يرقعُ ثوبه، ﷺ ويحلب شاته، وفي لفظ يفلي ثوبه، هكذا ﷺ، وفي لفظ ويقوم بخدمة أهله عليه الصلاة والسلام ،

شعيب الأرناؤوط في تخريج المسند - 26194

أيها الأزواج النبلاء، أيها الأباء الفضلاء لقد كان نبينا متواضعاً في بيته، وبهذا ساس البيت وقاد البيت إلى خيرٍ عظيم ، فأفضل الناس وأجل الناس من أقتدوا بمحمد ﷺ، فنظرو إلى عظيم أخلاقه في بيته، وإلى عظيم معاملته في بيته، وجاء بلفظ فإذا سمع النداء خرج، اي لم يبقى في بيته ملتهيا ، ولا مُضيعا، بل إذا سمع النداء إتجها إلى بيت الله مُجيبا لِلنداء هذا هذا تواضعه ﷺ
فمن يكون بمثل محمدٍ ايُ أُمِ ستلد رجلاَ يماثل محمدا، في اخلاقه ومعاملته، وفي تواضعه و لسيرته،
إنه نبي الرحمة والهدى،
إنه خليل الله،
إنه أفضل الأنبياء،
إنه أعظم الرسل صلى الله عليه وعلى اله وسلم،

ومن حسن معاملته صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم في بيته، عليه الصلاة والسلام إنه حُرصه ﷺ أن يكون صاحب مداعبة في بيته، وصاحب سهولة مع أهله واولأده، يقول ابو هريرة رضي الله عنه كان رسول الله ﷺ يخرج لسانه للحسن إبن علي إبن ابي طالب رضي الله عنه فإذا رأى الحسن حمرة لسان رسول الله ﷺ اتجه لها هذا رسول الله يداعب أهله،
وهذا رسول الله يداعب إبن بنته ﷺ ورضي الله عن الحسن،

هذه المعاملة النبوية في داخل بيته، هذه هي الأخلاق الرفيعة العظيمة لم يتصف بصفات الذم، ولم يبتعد عن الأخلاق الحميدة، بل كانت صفة ملازمة له أَلَم نَشرَح لَكَ صَدرَكَ ،

وهكذا من مداعبته صلى الله عليه وسلم، ها هي زينب رضي الله عنها إبنته، كانا ﷺ يداعبها بإسمها ويقول يا زوينب هذه اخلاق رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم،

بل جاء أنه ﷺ صلى بأصحابه، صلى الله عليه وسلم فكان في سجوده، فأقبل الحسن أو الحسين إبن علي رضي الله عنهما، والرسول ﷺ ساجد، فأقبل الحسين وهو طفل صغير، فصار على ظهر رسول الله، فبقي الرسول في سجوده طويلا، فلما رفع رسول الله رأسه من السجود وسلم من صلاته قالوا يا رسول الله رأيناك سجدت طويلاً فظننا إنه أمر نزل فأخبرهم صلى الله عليه وسلم بمعناه أن الحسن أو الحسين رضي الله تعالى عنهما كان على ظهره فما اراد أن يرفع رأسه صلى الله عليه وسلم،

هذهِ أخلاقه، عليه الصلاة والسلام.
وهذهِ معاملته، فرب رجل
لم يجد أهله منه إبتسامة رحمة،
ولم يجد أهله منه إبتسامة تدل على صفاء، وتدل على حسن تربية، ها هو ﷺ يعامل بالحسنى، ويدعو بفعله الى التعامل بالتعامل الحسن، كُل في بيته وفي من يعول، صلى الله عليك يا رسول الله ما أعظم أخلاقك!

وما إجل ما تقوم به من الأفعال القيمة المباركة، عليك الصلاة حياً وميتا رسول الأمة، صلى الله عليك وسلم تسليما مزيدا،
ومن حسن معاملته في أهله وبيته، أنه كان عنده حسن التعامل مع أهله، ﷺ لم يكن فظا غليظا، ولم يكن محتقرا لأهله وبناته،
تقول عائشة رضي الله تعالى عنها، أقبلت فاطمة بنت رسول الله ﷺ وكانت مشيتها كمشية رسول الله ﷺ وهي تراها قادمة إلى رسول الله، قالت : فلما قدمت قام إليها رسول الله، ثم اخذها بيدها وقال مرحباً بِابنتي ثم اقعدها عن يمينه عليه الصلاة والسلام،
هذا هو الخُلق العظيم معاشر المسلمين، هذهِ هي الصفات الجميلة، فكم من أمة محمد
من يكرهون البنات?
ويحتقرون البنات،
ويزدرون من البنات، بل تكون البنات محل إحتقار وازدراء، إن كانت عند أبيها فكلمات جارحة يُرسلها، وإن كانت عند أخيها فطوام عظيمة، يقذفها ويرسلها إليها فتارة أنتٍ بنت، وتارة أنتٍ امرأة، وتارة لا تساوي شيئا، وتارة إفعلي كذا، كلمات تدل على الإحتقار، والإزدراء، والطعن.
هذا رسولكم
معاشر المسلمين، تقدمة إبنته فيقول مرحبا بإبنتي، ثم يقوم ليستقبلها، ويقوم ليأخذها بيدها صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنها.

من الذين سيأخذون بأفعال محمد? ياليت كلمة حسنة، بعض الأباء للبنات. يا ليت كلمة رائعة يرسلها بعض الأخوة لأخواتهم.
بل لربما كانت الأخت محتقرة، ومزدراة بالذات إذاطلقت وجدت في بيت أبيها نارا تتأجج، وفي بيت إخوانها نارا تفور،
إين الرحمة بالبنات?
إين العطف على الأخوات?
إين النظر إلى أنها رحم معلقة بعرش الرحمن?
إين النظر أن الله أمر بالإحسان?
أين النظر إلى أن الله أوجب على المسلمين? ما أوجبه من حسن التعامل إن كان من الواجبات الشرعية.

معاشر المسلمين
ومن حسن معاملة رسول الله صلى الله عليه وعلى أله وصحبه وسلم في بيته، إنه دفاعه ﷺ فلقد جاء أن عائشة رضي الله عنها كانت في بيتها فرفعت صوتا على رسول الله ﷺ فدخل أبو بكر الصديق واراد أن يتكلم معها لِما رفعت الصوت على رسول الله، فحال الرسول بينهم وبينها، ثم لما خرج أبو بكر قال: رسول الله اما ترين اني احلت بينك وبين الرجل?
هذا هو ألأخلاق العظيمة، إن من الأزواج إن حصل بينه وبين زوجته أو قد حطبها، وزادها شعلة تتأجج في قلب عمهِ وعمته، بلهجتنا في البلاد اليمنية، وهم أباء وأمهات الزوجات.

الرسول يحول بين أبي بكر وبين عائشة، صلى الله عليك يا رسول الله،
كم من الأزواج لا يلفتون إلى ذلك?
بل إن ضرب الأب الزوجة ارتاح واطمئنا

أيها المسلمون، هذهِ أخلاق رسول الله، هذه معاملة رسول الله ﷺ مع أهله. وهذا هو حسن المعاملة مع زوجاته، ومع بناته صلى الله عليه وعلى اله وسلم، بل جاء أن رسول الله ﷺ كان إذا رأى إبراهيم ولده، أخذه وقبله ﷺ ولما مات ولده إبراهيم سالت دموعه، وقال : إن العين لتدمع، وإن القلب ليحزن، وإنا على فراقك يا إبراهيم لمحزونون، هذهِ هي أخلاقه ومعاملته صلى الله عليه وسلم، استغفر الله أنه هو الغفور الرحيم.

الخطبه الثانيه
الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على الرسول المصطفى، وعلى آله وصحابته أجمعين.

أما بعد معاشر المسلمين، وإن من المعاملة الحسنة التي نقلت إلينا عن رسولنا ﷺ إنه حرصه على تعليم أهله، صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم،

يمر الحسن إبن علي رضي الله تعالى عنه في طريقه فيجد تمرة من التمرات، فيريد أن يأكلها فقال عليه الصلاة والسلام كخ كخ، أما علمت إن ال محمد لا نأكل الصدقات، ثم أخرجها ﷺ من فيه، هذا هو التعليم النبوي، هذا هو الحرص النبوي صلى الله عليه وسلم،

تأتي إبنته فاطمة رضي الله تعالى عن فاطمة، وتأتي إليه إلى بيته وتسأل عن أبيها، فيقال لها إن رسول الله ليس في الدار فلما لم تجده رجعت إلى بيتها رضي الله تعالى عنها، فلما وصل الرسول الى بيته قيل له إن فاطمة رضي الله عنها قد أتت تريدك يا رسول الله، فذهب الرسول إلى بيتها رضي الله عنها،

يقول علي رضي الله عنه فلما رأيت رسول الله قُمت إي قمت من أجل أني رأيته إجلالا وإكباراً أن يرانا على ما أنا فيه، فقال: الرسول مكانك ثم جلس صلى الله عليه وسلم، فقال: ما الأمر فاخبرته إنها تريد ما يراد في البيوت من أجل الرحى، ومن يقوم بالخدمة، فقال عليه الصلاة والسلام ألا أدلكما على خير مما سألتما، إذاأخذتما مضاجعكما فكبر ، وحمدا ، وسبح ثلاثا وثلاثين، فذاك خير لكما مما سألتما، صلى الله عليك يا رسول الله،

يقول علي أبن أبي طالب فما تركت هذا الذكر، منذ سمعته من رسول الله، فقيل له حتى في معركة صفين والجمل قال حتى في صفين والجمل ما تركت هذا الذكر،

هذا هو تعليم رسول الله، هذا هو حرص رسول الله على أهله، هذا هو تعليم رسول الله صلى الله عليه وسلم لاهله، يأتي بما فيه الخير عليك السلام يا رسول الله

ومن حرص رسول الله صلى الله عليه وسلم على أهله، أنه كان يراعي المشاعر لهم رضي الله تعالى عنهم، فعائشة رضي الله عنها تقول يقول لها رسول الله اني لاعرف الوقت الذي تكوني فيه غاضبانه، قالت وكيف ذاك يا رسول الله? قال تقولي ورب إبراهيم وإذ الم تكوني قلت ورب محمد، فقالت يا رسول الله والله ما أهجر إلا أسمك،

هذه هي المعاملة الحسنة أيها الناس. وهذا هو تأسيس الأسر وتقويم البيوت. والحرص على النظر لجميع مقاصد البيوت، ولما يكون سبباً لإصلاح الاسر، الشدة لا تولد إلا شدة وعنف،والرحمة والعطف لا يولد إلا المحبة والمودة والخير، فكلما كنت في بيتك معلما مرشدا موجها صابرا، وجدتها أسرة ناضجة صالحة قويمة ، بفضله ومنته سبحانه وتعالى،

وهكذا من حِرصه، صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم في بيته عليه الصلاة والسلام إنه الحرص على تعليم الأسر وتعليم البيوت، كان صلى الله عليه وسلم إذا اطلع على أمر من احد من أهله، قالت عائشة رضي الله عنها لم يزل معرضاً عنُه، حتى يراى أنه قدأحدث توبة، بل جاء أنها رضي الله عنها قالت أقبل رسول الله من سفره، وكان هناك قراب لي فيه تصاوير في البيت، فابى رسول الله ان يدخل واخبرها ﷺ أن الملائكة لا تدخل بيت فيه كلب
او صورة فمزقتها رضي الله عنها وجعلتها وسادة هذا هو التعليم في البيوت ، وهذا هو الحرص على تعليمه صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم في البيت، فمن أين جاءت الاسرة الطيبة الأسرة النبوية ﷺ ورضي الله عنهم إنه من حرصه عليه الصلاة والسلام
{ إِنَّما يُريدُ اللَّهُ لِيُذهِبَ عَنكُمُ الرِّجسَ أَهلَ البَيتِ وَيُطَهِّرَكُم تَطهيرًا ﴾ [33:33] - الأحزاب

ومن حرصه ﷺ على تعليمه إنه دعوة الناس ودعوة المسلمين إلى إعطاء أل بيته حقوقهم الشرعية، وهو القائل أوصيكم الله في أهلي وهذه وصية رسول الله ﷺ في ال بيته وفي الحرص على اهل بيته ﷺ وهو القائل الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة، كل هذا من الحرص عليهم وعلى ال بيته رضي الله عنهم،
اين حرصكم أيها الناس?
أين حرصكم أيها الاباء?
أيها الأزواج،أين حرصكم أيها الرجال إلى الإقتداء بما كان عليه رسول الله، صلى الله عليه وسلم، كم تجد من الرجال إن مات كانت وصيته جائرة? ربما أوصى بالمال للذكور دون الاناث، ربما فضل الذكور على الإناث ربما ظلم بعض الأبناء وجامل بعض الأبناء
أين الوصية الشرعية ،والإقتداء بهدي خير البرية محمد صلى الله عليه وعلى اله وسلم في الحرص على الأسر ?
وفي الحرص على البيوت ،
وفي الحرص على البيوت،
وفي الحرص الأبناء،
وفى الحرص على البنات،
وفي الحرص على الذرية حتى تنشأ الأسرة نشأة طيبة، وتجد الأسرة قائمة على الخير، مُقومة نفسها صالحة في ذاتِها،مُصلحتا لغيرها، وبهذا كونت الأسرة تكوينآََ قويماً نبويا في عهده ﷺ وآنظروا معاشر المسلمين ، الى حرصه، أيضا صلى الله عليه وعلى اله وسلم في بيته، والى حرصه عليه الصلاة والسلام، في من يعول، ها هو صلى الله وعلى اله وصحبه وسلم يدعو المسلمين، ويدعو المجتمعات كلها بفعله، (قال خيركم خيركم لأهله،وأنا خيركم لأهلي، فجعل الخيرية من يحرص على أهله، ومن يحرص على من يعول قال وأنا خيركم لاهلي، يقول أنس رضي الله عنه خدمت رسول الله عشر سنين، فما قال لشيء فعلته لما فعلته، ولا شيء ما فعلته لما لم تفعله.

وجاء عنه أنه قال ما ظربت.يد رسول الله ﷺ احدا قط، وليس المعنى أن الرجل لا يؤدب من يحتاج الى التأديب، أو من يحتاج الى التعليم من إأسرته، ومن اولاده او بناته، فإن ذاك من الامر الحسن، فهو القائل عليه الصلاة والسلام (علموا أولادكم الصلاة لسبع،وآضربوهم عليها لعشر) فالشاهد التعليم، ثم جاء الضرب، وهذه هي الدعوة النبوية، لإصلاح الأسر، ولتقويم البيوت، ولإصلاح المجتمعات كلها،

بل كان أيضا من معاملته صلى الله عليه وسلم، أنه كان في تغيير الامر الذي لا ينبغي يقوم بتغييره، ها هي عائشة رضي الله عنها تقول يا رسول الله حسبك من صفية انها كذا وكذا، تعني أنها قصيرة، فقال عليهم والسلام لقد قلت كلمة لو مزجت بماء البحر لغيرته، هذا هو التعليم هذا هو التوجيه، هذا هو الصبر، هذا هو البيان، فكل شيء يحتاج إلى إصلاح، حتى تقوم البيوت، وحتى تصلح .

كم من أناس يسمع من زوجته ما هو أمر لا ينبغي فيدهن على الجرب كما يقال فاحرصوا على الإقتداء برسول الله، كما كان فكونوا كما فعل فافعلوا، كما حرص فاحرصوا، حتى تكون الأسر بحمد الله على خير وصلاح، وتكون الأسر قائمة قوما صحيحا قويما، فيا معاشر المسلمين، هذه نُبذ سقتها، وفوائدُ معطرة، زففتها إلى اسماعكم النيرة، وإلى وجوهكم المتوضئة المتلألئة، بما كان عليه نبينا في حسن معاملته، وفي حسن عشرته صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم.

وفي ما كان عليه ﷺ في مكان أهله،
اسأل الله العظيم بأسمائه وصفاته، ان يصلح أحوالنا وأحوالكم،
اللهم اعز الإسلام والمسلمين، واذل الشرك والمشركين، ودمر اعداء الدين. اللهم واجعل هذا البلد امنا مطمئنا وسائر بلاد المسلمين.
اللهم اصلح أحوال المسلمين، اللهم لا تخرجنا من هذا المسجد إلا بذنوب مغفورة، ودرجات مرفوعة، اقضي الدين عن المديونين،واشفي المرضى ،يا رب العالمين.
اللهم من كان له مريض فعجل له بالشفاء،ومن كان مسحورا او معيونا فارفع عنه العين والسحر يا سميع الدعاء.
وصل اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحابته.أجمعين.
* تفريغ سلسلة *
#الجواهر_والدرر_في_إصلاح_الأُسر 
*[ الخطبة الأولى ]*

*🔸للشيخ الداعية #أبي_عمار :*
*[ #وهبان_بن_مرشد_الوادعي ]*
*حفظة الله*



✏️تم التفريغ بواسطة الأخ :-
*أبى خالد عبدالله محمد عماد العطار*
*🗂التصنيف:- #التربية_والأخلاق*
ــــــــــــــــــــــــــ

. 🗯️الخطبة الأولى🗯️

إن الْحَـمْدُ للهِ، نَحْمَدُهُ تعال وَنَسْتَعِينُهُ، وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أن لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ ربي لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ،وخليله وصفيه صلى عليه وعلى آله وصحبه وسلم.

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ 7مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران:102].
ه
﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ أن اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء:1].

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب:7071].

أَمَّا بَعْد: إن خير الحديث كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار، اسأل الله لنا ولكم وللمسلمين جميعا، النجاة من البدع والضلالات والنار،

أيها المسلمون عباد الله، إن هذا الدين الحنيف، وإن هذه الشريعة المباركة، قد جاءت بكل خير للناس في الدنيا والأخرة، وقد حذرت الناس من كل شر يناله، في الدنيا او يكون سبباً لعذابهم في الأخرة، وإن مما عنت به شريعتنا، وحثت عليه شريعتنا هو الإهتمام بامِر البيوت واصلاحها.

ايها المسلمون عباد الله لقد أحببت أن اشارك إخواني المسلمين، وان اوجه بعض ما ارى من النصائح لنفسي اولا، ولي إخواني ثانيا حول أهمية هذا الباب، وهذه هي الخطبة الأولى بإذن الله، ضمن السلسلة في إصلاح البيوت واستقامتها وأسباب ذلك.

ايها المسلمون عباد الله إن بيوت المسلمين هي المصدر الأساسي، لتكثير البشرية، ولكثرة المجتمعات، وما ذاك إلا بما امد الله به الأباء والأمهات، وبما اكرم سبحانه وتعالى و أنعم على الناس من الحياة الزوجية التي تأتي منها الذرية، فإن البيوت معاشر المسلمين إن الإهتمام بها، وإن المحافظة عليها من الأهميةِ بمكان، لاننا إن فضلنا على بيوتنا، حافظنا على المجتمع كله، وإن أهملنا البيوت حصل الإهمال للمجتمع كله، فما ترى المجتمع يسوده الخير، ويعمهُ النفع إلا بفضله سبحانه وتعالى، ثم بحرصهم على إصلاح بيوتهم واستقامتها، فما نبع العلماء ولا جاء الدعاة والحكماء، ولا خرج المصلحون إلا من البيوت، فالبيوت الصالحة سبب لصلاح المجتمع كله ،
فمن أين جاء العلماء? أما جاءوا من البيوت?
من أين جاء الحكماء? أما جاءوا من بيوت?
من أين جاء الحكام والرؤساء? أما جاءوا من البيوت? من أين جاء الحفاظ والمؤلفون والمحققون? أما جاءوا من بيوت
من أين جاء التجار? أما جاءوا من بيوت وخرجوا من بيوت?
من أين جاء شبابٌ وجيلٌ صالح? أما جاءوا من البيوت? يدلك على أهميةِ العناية بأمر بيوتنا، وعلى أهمية المحافظة على بيوتنا وإصلاحها،
ولقد سعى اعداء الإسلام بكلِ ما يجدون لهدم البيوت، فسعوا باشياءٍ كثيرة لهدم بيوت المسلمين، وحاولوا محاولات حثيثة لهدم بيوت المسلمين ولكن الله حافظ دينه وحافظ عباده سبحانه وتعالى، وعلى قدر حرص المسلم على إصلاح بيته واستقامة بيته، يجد أن الله يكون مُعينا له وموفق ﴿ وَالَّذينَ جاهَدوا فينا لَنَهدِيَنَّهُم سُبُلَناَ ﴾ [29:69] - العنكبوت

قال الله عز وجل في كتابه الكريم ﴿ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا قوا أَنفُسَكُم وَأَهليكُم نارًا وَقودُهَا النّاسُ وَالحِجارَةُ عَلَيها مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدادٌ لا يَعصونَ اللَّهَ ما أَمَرَهُم وَيَفعَلونَ ما يُؤمَرونَ ﴾ [66:6] - التحريم

(وقال الله ﴿ يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِأَزواجِكَ وَبَناتِكَ وَنِساءِ المُؤمِنينَ يُدنينَ عَلَيهِنَّ مِن جَلابيبِهِنَّ ذلِكَ أَدنى أَن يُعرَفنَ فَلا يُؤذَينَ وَكانَ اللَّهُ غَفورًا رَحيمًا ﴾ [33:59] - الأحزاب

وقال الله ﴿ يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقوا رَبَّكُمُ الَّذي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنها زَوجَها وَبَثَّ مِنهُما رِجالًا كَثيرًا وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذي تَساءَلونَ بِهِ وَالأَرحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيكُم رَقيبًا ﴾ [4:1] - النساء
ويقول الله عز وجل في كتابه الكريم، مبينا أهمية المحافظة على البيوت، وفيها الدعوة للمسلمين جميعا،

﴿ وَقَرنَ في بُيوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجنَ تَبَرُّجَ الجاهِلِيَّةِ الأولى وَأَقِمنَ الصَّلاةَ وَآتينَ الزَّكاةَ وَأَطِعنَ اللَّهَ وَرَسولَهُ إِنَّما يُريدُ اللَّهُ لِيُذهِبَ عَنكُمُ الرِّجسَ أَهلَ البَيتِ وَيُطَهِّرَكُم تَطهيرًا ﴾ [33:33] - الأحزاب

وقال الله عز وجل ايضا مبينا أهمية إصلا البيوت ،ومُمتنا ومذكرآ عبادة، بما أنعم به عليهم. من جعل البيوت سكنا ، ﴿ وَمِن آياتِهِ أَن خَلَقَ لَكُم مِن أَنفُسِكُم أَزواجًا لِتَسكُنوا إِلَيها وَجَعَلَ بَينَكُم مَوَدَّةً وَرَحمَةًَ ﴾ [30:21] - الروم

فانظر إلى هذا الإمتنان ،الذي ذكر الله عباده، ومنا به على عباده، من أجل إقامة البيوت ومن أجل إسعاد المجتمعات بما منا عليهم من السكينة والإستقرار والهدوء في بيوتهم،

ولهذا قال الله عز وجل في كتابه الكريم، مُخبرا أيضا عن البيوت الصالحة ماذا يجني أهلها? فانظر إلى ما قصه الله عز وجل عن مريم عليها السلام كيف وصِفىا بيتها، ووصف أهلها، بالأوصاف العظيمة، التي تدل على أهمية سعي المسلم في محافظته على بيته ،قال الله عز وجل عن قوم مريم عليها السلام، مخبراً عنهم﴿ يا أُختَ هارونَ ما كانَ أَبوكِ امرَأَ سَوءٍ وَما كانَت أُمُّكِ بَغِيًّا [28] فَأَشارَت إِلَيهِ قالوا كَيفَ نُكَلِّمُ مَن كانَ فِي المَهدِ صَبِيًّا ﴾ [19:29] - مريم

فاكرمها الله، قال اني عبد الله قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا (30) وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا (31) فانظر إلى نظر قومها، إلى أبيها والى أمها دليل على أهمية إصلاح بيوت المسلمين، فالرجل قد يذكر ابوه ويذكر جده بما هو عليه،إما من خير او شر، فالمحافظة على ذلك محافظة على الجيل كله.

ايها المسلم عباد الله إن حرص المسلم على إصلاح بيته وعلى السعي في تقويم بيته، إنه دليل على حرصه على نجاة أسرته في الدنيا والأخرة، انظروا إلى ما امر الله عز وجل في كتابه بقوله يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِأَزواجِكَ وَبَناتِكَ وَنِساءِ المُؤمِنينَ يُدنينَ عَلَيهِنَّ مِن جَلابيبِهِنَّ ذلِكَ أَدنى أَن يُعرَفنَ فَلا يُؤذَينَ هذه دعوة للزوجات، ودعوة لبنات المسلمين، في إهمية المحافظة على ما فيه العز والتمكين للمسلمين، وانظر الى قوله يا أَيُّهَا النَّبِيُّ وهذا توجيه لرسول الله. وهو توجيه للأمة كلها، ولمن ولي من امر البيوت من الأباء أو من ألإخوان، أو من ولي امر اليتامى ،أو من ولي امر الأرامل، أو من ولي امر مسلم أنه يحافظ على الأسر والبيوت
وأن يكون سبباً لإستقامتها وصلاحها، وسبباً لعزها فإستقامة البيوت عز وتمكين وذهاب البيوت عن الإستقامة ذلة وخسارة وهوان، إن إصلاح البيوت والسعي في إصلاحها، قال الله عز وجل في كتابه الكريم. (يا أَيُّهَا الَّذينَ آمنوا وهذا خطاب لكل مؤمن، وهذا خطاب للرجال وللنساء، ليس خطابا لأهل الإيمان من الرجال، بل هذا خطاب عام للرجال وللنساء، الذين يتولون زمام أمور البيوت، ويتولون قيادة البيوت، أنه قال يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا قوا أَنفُسَكُم وَأَهليكُم نارًا ،

أيها الاب قي نفسك واولادك ومن وليت عليه، كن سببا في وقايتهم من النار، من تسمع الكلام من النساء ومن الأمهات ،إنهم بحاجة جميعا الى، أن يكونوا سبباً لانقاذ الأسر والبيوت من النار،
ومن إين سيكون أنقاذ البيوت?
وإنقاذ الأبناء والبنات إلا إذا سعى الأباء والأمهات، إلى ما أمر الله به من العوامل الشرعية، في إنقاذه من عذاب الله واليم بطشه وعقابه.﴿ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا قوا أَنفُسَكُم وَأَهليكُم نارًا وَقودُهَا النّاسُ وَالحِجارَة ُ} إن هناك من الأباء والأمهات، إذا مرض الأبناء والبنات ارتعدت فرائسهُ، وذرفت عيونه وربما إلتجأ إلى من إلتجأ، إما بطرق شرعية أو محرمة، بعضهم ربما اتجه إلى السحرة والمشعوذين، من أجل الحرص على سلامة ولده في نظره، وما علم أنه تسبب في زيادة البلاء والشقاء،
لكن مرادي ان هناك من يسعى لإصلاح ولده او إبنته إذا مرضت وربما اتجه إلى ما سمعت،
بينما لا يسعى لإصلاح أمر دين ولده، ولا أمر دين إبنته، ولا يسعى لإصلاح الزوجة ولا يسعى لإصلاح الذرية،

ايها المسلمون عباد الله إن الأمر أشد وأعظم، فصلاح القلوب اهم من صلاح الأبدان، لان صلاح القلوبُ صلاح للدنيا والاخرة،

وفساد القلوب فساد للدنيا وللاخرة ،عياذا بالله،
فاصلاح البيوت معاشر المسلمين، أمر بها هذا الدين الحنيف، ولهذا أنظروا إلى حرص رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم، على إصلاح البيوت، وتقييم البيوت، وإلى حِرصه عليه الصلاة والسلام في دعوة المسلمين إلى إصلاح بيوتهم، قال صلى الله عليه وسلم

كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ، فالأب في أهل بيته راع وهو مسؤول عن رعيته « الألباني في مشكلة الفقر - 93»
فستسأل أيها الاب،
وستسأل الأمهات عن الأبناء،
وسيسأل الأباء عن الأبناء والبنات ،
وستسأل الأمهات عن الأبناء والبنات كيفية التربية?
هل ربوا التربية الشرعية الصحيحة?
هل سعوا إلى إصلاح بيوتهم، ام كانوا سبباً في زعزعتها ،وفي عدم خيرها وصلاحها،
من إين جاءنا ظُلم الأباء والأمهات من قبل الأبناء والبنات?
أما ذلك له عوامل، ومنها سوء التربية في إصلاح البيوت،
من أين جاءالسرق اما كان للأباء والأمهات? السبب في ذلك لأنهم ما سعوا لتربيتهم من صغرهم التربية الصحيحة،
من إين جاء كثير من البلايا والرزيا والمحن? اما كان الأباء والأمهات هم مـــِْن العوامل التي بسبب عدم حِرصهم على إصلاح الأبناء والبنات، مع أن سعي الأب إلى إصلاح ولده من الأمور المهمة في ديننا، وإذا سعى الأب لذلك وبذل الأسباب فانحرف الولد عن الطريق، وذهب إلى طريق معوجه محفوف بالمخاطر والمهلكات فإن ذلك لنفسه، اما ابوه فقد سعى لإصلاحه، ولكن مرادي حرص الأباء، وحرص الأمهات على التربية الصحيحة، من أول وهلها، وعلى إقامة بيوت وإصلاحها له عوامل كبيرة في إستقامة الأبناء والبنات،

ايها المسلمون عباد الله ان إصلاح البيوت لا يختص بالأبناء والبنات، بل إصلاح البيوت يكون للزوجة ويكون في الزوج ويكون في الأبنا ويكون في البنات وفي الأعمام وفي الخالات في إصلاح البيوت كل يسعى بقدر ما يجد، ليجد المجتمع ثمرات إصلاح بيوتنا بقدر ما نجد،
فما ترونه في البيوت من الإختلافات والشقاق،
وما ترونه ربما قتل الأخ أخاه وربما تعامل الأخ مع أخيه معاملة عدو لا معاملة أخ،
إن ذلك له عوامل سلبية كانت في نشأةٍ هذه الأسرة ،وكانت في عدم إصلاح هذه البيوت من أول وهلها، فالله الله معاشر المسلمين في أهمية إصلاح بيوتنا وفي السعي لإستقامتها وإصلاحها، وأستغفر الله إنه هو الغفور الرحيم

*[الخطبه الثانيه]*
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى اله وصحبه اجمعين،

اما بعد معاشر المسلمين، ساذكر لكم
لماذا الإهتمام بأمر البيوت?
لماذا الإهتمام بإصلاح البيوت?
لماذا الحُرص على إصلاح بيوتنا?
إن ذلك له عوامل إيجابية كثيرة

أولاً :-إن إصلاح البيوت وإستقامة البيوت سبب لانقاذها من عذاب الله، فإذا كنت تحب أهلك وتحب اولادك وتحب ذريتك، فاحرص على إنقاذهم من عذاب الله، احرص على إنقاذهم من بطش الله﴿ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا قوا أَنفُسَكُم وَأَهليكُم نارًا﴾ [66:6] - التحريم,
فاصلاحنا لبيوتنا دليل على محبتنا لاولادنا واسرنا، ارأيت لو قيل لك هذا طريق فيه النجاة، هذا طريق فيه الهلاك، ورأيت ولدك يمر على طريق الهلاك ستأخذه بكل ما تستطيع، لتأخذه إلى طريق الأمان،

فكيف والله يقول قوا انفسكم واهليكم نارا، انقذوا انفسكم. انقذوا انفسكم معاشر المسلمين، أنقذوا اولادكم وأنقذوا اهاليكم من عذاب الله، إذا كنت تحب لولدك الخير ولإبنتك الخير ولزوجتك الخير، فاحرص على دلالتها وعلى إستقامة أحوالها،

السبب الثاني :- ان في إصلاح اهلك واولادك وإستقامة البيوت سببٌ لنجاتك أنت اولا، قال صلى الله عليه وسلم والرجل في بيته راع وهو مسؤول عن رعيته،
فستسأل عن اولادك وعن بيتك
هل ربيت التربية الصحيحة?
هل حرصت على إستقامتهم? فحرصك على إصلاحهم أنقاذ لنفسك من عذاب الله، لانك ستسأل عنهم بين يدي الله، كم تجد بعض الأباء? لا يهتم بإصلاح بيته، ولا يسعى في توجيه أسرته ولا يسعى في تقويم أهله واولاده ، همه نفسه، ربما إذا وُجِد « القات »ووُجد قُوت يومه لا يبالي بأسرته ولا باولاده،
هل ذهبوا ام أتوا?
هل كانوا مع الأخرين على خير ام على شر?
هل ذهبت الأسر ام ضاعت?
هل إستقامة ام فرطت?
هل صلت ام ضيعت?
ما عنده الإهتمام، أهم شيء إذا وجد ما تهواه النفس من المشتهيات، وجلس في مدكاه في بيته، وعلى ما تهواه النفس، لا يبالي بأسرته أيا كان ذهابها، فاحرصوا معاشر المسلمين على إصلاح البيوت بقدر ما تجد لتنجو انت اولآ من عذاب الله،

إن إصلاح البيوت عامل كبير من العوامل لإصلاح المجتمعات كلها، إن الأب إذا سعى لإصلاح بيته سيجد المجتمع الخير

وانظروا معاشر المسلمين إذا وجدت الأسر الطيبة والأسر الصالحة يأمن المجتمع من شرها ،

يأمن الناس من شرها،
تأمن الحارة مِْن شرها ،
تأمن القرى من شرها ،
تأمن الطرقات من شرها
لأنها بيوت صالحة،وانظر إذا وجدت البيوت الفاسدة،
كيف تجدون الأسر
إن كان في حارة? فالحارة تئن وتشكو،
وإن كان في مدينة ،فالمدينة تئن وتشكو،
وإن كانوا في طرقات، فالمسافرون يشكون ،

ربما دُعي على الأب وعلى الأم وعلى من ربى فأنظروا إلى إصلاح البيوت كيف يكونوا أمان للمجتمعات ،وإذا فسدت البيوت كيف يجد المجتمع الشر كله عياذا بالله سبحانه وتعالى
انظروا إلى صلاحة البيوت، كيف ترون الناس في تآخي? لا توجد التشاحنات، ولا المقاتلات، ولا الفتن، لان البيوت مجتمعة على الخير، متآلفة على الخير ، هكذا إذا صلحت البيوت، هكذا إذا أستقامة احوال البيوت، اما إذا كانت البيوت قائمة على الفساد وقائمة على الشرور،
فلن يجني الناس من الطلحة إلا شوكا مؤذيا،

فاحرصوا على تقويم البيوت، وعلى إصلاح البيوت، كلآ بقدر ما يجد،

أيضا إن إصلاح البيوت من الأسباب العظيمة لإصلاح الأُسرة كلها،فإذا صلحت البيوت تجد أن الأخ مع أخيه وأن الأسرة مجتمعة متآلفة متكاتفة، كلِمتهم واحدة لان الصلاح يسودهم، لو أعطيتهم الأموال لو أعطيتهم التجارات، لو ملكتهم القصور والدور ،وما ملكتهم الدين لوجدتهم مختلفين، متباغضين ، متشاحنين، لان إخوتهم أقاموها على دنيا ،بخلاف لو أصلحت الأسرة ،والفت بين القلوب، بتعاليم الدين ،وبما جاء به سيد المرسلين ستجدون الأسر مجتمعة متآلفة متحابة متأخية هكذا هو إصلاح البيوت، وهذه بعض مصالح ذلك، إن سعيك إلى إصلاح البيوت سببُ لارغام اعدائك من اليهود والنصارى،
سبب لارغام اعدائك من المناوئين والمحاربين لهذا الدين،
اعداءنا واعداء مِلتنا وديننا، سعوا لمحاربة المسلمين في باب اسرهم بكل ما يستطيعون، وبكل ما يجدوا،

فقبل فترة يأتون بفكرة تحديد النسل، ويأتون بأفكار من أجل أن يقل المسلمون، وأن يضعف المسلمون،

وقبل فترة طويلة، يأتي اعداء الإسلام بما تسببوا للعقم وغيره وسعوا بذلك باساليب مختلفة،

وهكذا جاء اعداؤنا واعداء ديننا لشبابنا بما يسمى بالموضات، وصار الشباب وراء الموضات، وصار الشباب وراء تقليد اعداء الإسلام،

وهكذا شيئا فشئ جاءوا إلى بيوتنا بالدشوش
وجاءوا إلى بيوتنا بما يتسبب بان يكون الشباب ،
وراء المسلسلات ،
وراء الفيديوهات ،
وراء المقاطع ،
ورأى المنكرات ، فاأفسدوما أفسدو، وجاؤوا بالشرور يدخلون النت ويفتحون المنكرات باسرع وقت تنزل الشرور،
وتنزل المنكرات، كل هذا سعيا لتفكيك الأسر،
وسعيا لتفكيك الشباب،
وسعيا لتمزيق شبابنا،

وهكذا جاءوا بالإختلاطات، في اماكن كثيرة تصبح المرأة حرة، تذهب اينما تريد واينما تهوى من أجل تشتيت الأسر،

لا تزال بلاد اليمن في خير، وانظروا إلى بعض الدول التي قبلت بما جاء به اعداء الإسلام،
وقبلت بما جاء به اعداء ديننا،
المرأة ليس لزوجها عليها سلطان، أفً لهؤلاء،
أرادو ألقضاء على أخلاقنا ،
وأرادوا القضاء على قيمنا،
وأرادوا القضاء على ما جاء به ديننا من الأخلاق الحميدة، والأخلاق الفاضلة،
أنظروا إلى بعض الدول، ربما ترون المسلمين صارت الأسر شذرمذر المرأة تصرفاتها بيدها،

وهكذا حصلت الفتن، وحصلت المحن، اما ديننا فجاءنا بإصلاح بيوتنا، وبالمحافظة عليها، فاحرصوا معاشر المسلمين، إعلموا
ان إصلاح البيوت ،
إرغامُ لاعداء ديننا،
إرغامُ لاعداء ملتنا،
إرغامُ لاعداء المسلمين،
إذا صلحت بيوتنا واستقامت بيوتنا، أنكسر اعداء الإسلام في سعيهم للدخول، إلى بيوت المسلمين، وفي السعى بالدخول إلى بيوت عباد الرحمن بما يقدرون عليه،

أنصح شباب المسلمين ان يتقوا الله وان يحافظوا على أسرهم، ولا يقلدوا اعداء الإسلام،
فإن في ذلك الدمار على المسلمين،
وفي ذلك الهلاك على المسلمين، فإذا معاشر المسلمين إصلاحنا لبيوتنا واستقامةٌ بيوتنا، علامة لعز المسلمين، اعداء الإسلام،
لا يريد أن يكون شباب المسلمين، وأن تكون بيوت المسلمين عندها الفهم والإدراك لمستقبلها،

بيوتنا وبيوت المسلمين إذا صلحت كان مستقبل المسلمين قويا، وإذا ضعفت بيوتنا وضعف شبابنا كان مستقبل المسلمين يهدد بما لا تحمد عقباه، لانه سيصبح مجتمع
ورأءالملهيات، وراء الموضات، شباب وراء الضياع، وراء الكرة، وغيرها، لكن لو صلحت البيوت عرف المسلمون قيمة دينهم، فتمسكوا بالدين، وحافظوا على الدين، ودافعوا عن الدين، ومن ها هنا يرهب اعداء الإسلام، بشباب مسلمين، وبحرص المسلمين على إستقامة بيوتهم، يقول أحدهم ثلاث ثلاث ستفتك بالمسلمين، وستقضي عليهم إذا استطعنا وقضينا على تفكير شبابهم،
وإذا استطعنا على تفكيك كلمتهم،
وإذا الهيناهم بسمومنا فيهم،
إذا وجدت الثلاث ضاع الشباب ،ضاعت الأسر، ضاعت البيوت، لم يتمسكوا بالدين.

وهكذا تفرق المسلمون شذرمذر، هذا في كذا وهذا في كذا،
وهكذا إذا قبل المسلمون بافكارهم في مجتمعاتهم في أسرهم سيقضون على المسلمين وسيتسلطون عليهم.

فيا معاشر المسلمين لنحرص جميعا على إصلاح بيوتنا، إلفت النظر إلى اهلك، إلى اولادك، إلى زوجتك، إلى بناتك إلى من تعول، احرص أن تكون اسرة صالحة،

إلفت نظرك إلى البيت ،زين طرفك في البيت،أصلح البيت، بقدر ما تجد،حتى تأمن أنت اولآ، ما تأمن الأمهات، من غوائل الأبناء والبنات، إلا بفضل لله ثم بالسعي بإصلاح البيوت وأستقامة البيوت وانارة البيوت إلى ما فيه الخير،

اللهم أعز الأسلام والمسلمين، واذل الشرك والمشركين، ودمر اعداء الدين، واجعل هذا البلد امنا مطمئنا، وسائر المسلمين،
اللهم اصلح بيوتنا، اللهم وفق الأهل والأولاد والذرية إلى ما تحبه وترضاه،

اللهم وفق المسلمين إلى كل خير،

اللهم أصلح أحوال المسلمين، اللهم كن لنا حافظا ومعينا، وموفقنا وناصرا، إنك سميع مجيب الدعاء، وصل اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحابته أجمعين واقم الصلاة.،،،،،
​••أســـــــــأل الله أن ينفع بها الجميع ••​

​ِ🔖√ منْ آحٍـبْ آلُآ يَنْقَطًع عملُہ بْعدِ مۆتٌہ فَلُيَنْشُر آلُعلُم√📚[آبْنْ آلُجٍۆڒٍيَ].​
•••━════ ❁✿❁ ═══━•••
خطبة الجمعه بعنوان ( إِنَّهُ أَوَّابٌ ) مختصرة
الخطبة الأولى ( إِنَّهُ أَوَّابٌ )
الحمد لله رب العالمين . وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
يقول الله تعالى في محكم آياته : (وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ) (30) ص، وقال الله تعالى مخاطبا نبيه أيوب 🙁 إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ) (44) ص ،وقال الله تعالى :(وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الْأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ) (17) ص،
إخوة الإسلام
من أحب العباد إلي الله : العبد الأواب ، والعبد الأواب: هو العبد الدائم الرجوع الي الله ،بالذكر والتسبيح والاستغفار والتوبة ، فالمؤمن بربه المحب له أوَّاب إليه، أي: كثير الرجوع إلى طاعته ،فكلما شرد أو ابتعد أو ضعف في هذه الحياة، بموجب النقص البشري فيه، تذكر، فسارع بالرجوع إلى الطاعة والتوبة والأوبة، وذلك على سبيل الهيبة والتعظيم لربه، وقد مدح الله عز وجل بعض أنبيائه عليهم السلام بأنهم أوَّابون رجَّاعون إليه؛ فقال الله تعالى في حق نبيه داود (عليه السلام): (وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الْأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ ) ص:17؛ كما مدح الله تعالى نبيَّه سليمان (عليه السلام)؛ لأنه اتَّصف بسرعة أوبته ورجوعه إلى الله عز وجل، فقال الله تعالى: (وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ ) ص:30؛ وقال الله تعالى مخاطبا نبيه أيوب 🙁إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ) (44) ص ،وحينما يذكر الله عز وجل هذه الصفة في بعض أنبيائه، ويُسجِّلها في كتابه، فإنما هي دعوة لجميع المؤمنين للتحلِّي بهذه الصفة الجليلة، فالرجوع إلى الحق فضيلة ،والأوبة إليه من محاسن الأخلاق، أما الإصرار على الذنب ، وعدم الأوبة والتوبة والرجوع إلى الله تعالى فهي من أخطر الأحوال والمآل، فمآله إلى عذاب أليم، فالموفق من حمد الله تعالى ؛ وسأله أن يكون من الأوابين ،من الذين أثنى الله تعالى عليهم بقوله تعالى 🙁نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ) ،وهذه الصفة ليست هي لكل الناس، وإنما هي لصنفين، الأول: من ابتلي بالضراء فرجع لربه وذكر حكمته ،وكمال علمه وقدرته وحسن تدبيره، فصبر؛ متأسيا بفعل نبي الله أيوب(عليه السلام)؛ حين ابتلي بالمرض والفقر وفقد الأبناء والأحباب؛ فعلم علم اليقين أن هذا اختيار الحكيم ،وأنه خير له؛ فصبر عليه ،ففاز بثناء الله تعالى ،كما في قوله تعالى: {إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ}[ص:44] والثاني: من ابتلي بالنعماء فرجع لربه ،وذكر إحسانه وبره وهبته وكرمه وجوده ولطفه، فشكر؛ متأسيا في ذلك بنبي الله سليمان (عليه السلام)؛ الذي أوتي ملكا لم يؤته أحد قبله ولا بعده ،وسُخر له الريح تجري بأمره، وكانت الشياطين طوع أمره، وفي خدمته؛ فلم ينسب النعمة والفضل له ،ولم يغتر بما وهبه مولاه ، وسخر هذه النعم لخدمة الدين ،ودعوة بلقيس وقومها للتوحيد، فاستحق قول الله تعالى وثناءه عليه: {وَوَهَبْنَا لِدَاوُدَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ} [ص:30]. ولم يقص الله لنا خبرهما عبثا وإنما ليهتدي بهداهما السالكون ،قال الله تعالى: {أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهِ} [الأنعام:90]؛ فيسير العبد المُوفّق إلى ربه؛ بين (الصبر ،والشكر)؛ ليحقق هدفه المنشود، وأمله الموعود، مجددا عهده بمولاه وسيده، بتوبة نصوح ،وإنابة وذل وانكسار، مُقراً بالوحدانية التي من أجلها خُلق، مقتفيا آثار الحبيب وخطاه صلى الله عليه وسلم، فهذا زاده في رحلته للدار الآخرة ليكون : {نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ}.وقد وصف الله عباده المؤمنين الصالحين بالأوابين فقال الله تعالى: {رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِن تَكُونُواْ صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلأَوَّابِينَ غَفُورًا} [الإسراء: 25] ،وبشر الأوابين بالمغفرة العظيمة ، فمن آب إلى الله من ذنبه ،ورجع إليه، تكررت المغفرة له مع كل أوبة ،وكذلك جعل دخول الجنة جزاء لكل أواب حفيظ، فقال الله تعالى: (هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظ) [ق: 32]، فهو حفيظ لكل ما قربه إلى ربه: من الفرائض والطاعات ،والذنوب التي سلفت منه؛ بالتوبة منها والاستغفار، كما يتصف هذا الأواب الحفيظ بأنه كثير الخشية لربه، قال الله تعالى :(مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَن بِالْغَيْبِ وَجَاء بِقَلْبٍ مُّنِيب) [ق: 33]
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية ( إِنَّهُ أَوَّابٌ )
الحمد لله رب العالمين . وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
والسؤال: كيف تكون عبدا أوابًا؟،بداية نقول : لقد أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن (كُلُّ بَنِي آدَمَ خَطَّاءٌ وَخَيْرُ الْخَطَّائِينَ التَّوَّابُونَ) رواه الترمذي والخطَّاء: هو كثيرُ الخطأ والزَّلَل، وكثير الوقوع في الذنوب والمعاصي، فالعبد لا بد أن يجري عليه ما سبق به القَدَر من وقوعه في فعل الذنوب والخطايا؛ ففي الحديث المتفق عليه: (إِنَّ اللَّهَ كَتَبَ عَلَى ابْنِ آدَمَ حَظَّهُ مِنْ الزِّنَا، أَدْرَكَ ذَلِكَ لا مَحَالَةَ، فَزِنَا الْعَيْنِ النَّظَرُ، وَزِنَا اللِّسَانِ الْمَنْطِقُ، وَالنَّفْسُ تَمَنَّى وَتَشْتَهِي، وَالْفَرْجُ يُصَدِّقُ ذَلِكَ أَوْ يُكَذِّبُهُ)، ولكن كما ذكر أهل العلم أن العبد لا يُؤتى من فِعْل المعصية وإنْ عظمت ؛ وإنما يُؤتى من ترك التوبة والأوبة وتأخيرها، فالله عز وجل غفور رحيم يحبُّ التوَّابين الأوابين، ويحبُّ الذين يعترفون بخطئهم، ويعودون إلى ربهم تائبين، قال تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ ﴾ [البقرة: 222].
فالواجب على العبد أن يعترفَ بذنبه عند ربِّه، ويعودَ إليه، حتى لو تكرَّر منه الذنبُ؛ ففي صحيح مسلم : (عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- فِيمَا يَحْكِي عَنْ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ « أَذْنَبَ عَبْدٌ ذَنْبًا فَقَالَ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي. فَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَذْنَبَ عَبْدِي ذَنْبًا فَعَلِمَ أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِالذَّنْبِ. ثُمَّ عَادَ فَأَذْنَبَ فَقَالَ أَيْ رَبِّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي. فَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى عَبْدِي أَذْنَبَ ذَنْبًا فَعَلِمَ أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِالذَّنْبِ. ثُمَّ عَادَ فَأَذْنَبَ فَقَالَ أَيْ رَبِّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي. فَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَذْنَبَ عَبْدِي ذَنْبًا فَعَلِمَ أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِالذَّنْبِ وَاعْمَلْ مَا شِئْتَ فَقَدْ غَفَرْتُ لَكَ ». قَالَ عَبْدُ الأَعْلَى لاَ أَدْرِي أَقَالَ فِي الثَّالِثَةِ أَوِ الرَّابِعَةِ « اعْمَلْ مَا شِئْتَ »
الدعاء
بسم الله الرحمن الرحيم
م2022/02/خطبة الجمعة 3 رجب 1443هـ الموافق4
عناصر الخطبة :
1-مكانة العلماء وحاجة المجتمع والأمة إليهم
2-تشتد حاجة الأمة والمجتمع للعلماء في وقت الشدائد والفتن والحروب
3-دور العلماء التوجيهي والمعنوي للجيش والأمن وحشد طاقات المجتمع للمعركة
4-الحفاظ على الهوية والدين وكشف ضلالات الحوثي وخرافاته
5-اجتماع كلمة العلماء وأثره في توحيد الصف الوطني وإحراز الانتصارات
الخطبة الأولى : الحمد لله الجواد الكريم الشكور الحليم، أسبغ على عباده النعم ودفع عنهم شدائد النقم وهو البر الرحيم، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ذو الفضل العظيم، والخير العميم، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله المصطفى الكريم صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليما كثيراً، أوصيكم ونفسي بتقوى الله والعمل بطاعته والبعد عن معصيته والجهاد في سبيله والاهتداء بهديه والثبات على الحق والدين (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ، وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ) ، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا ، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) ، (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا ،وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ... وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا ....وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا )
أما بعد فإن الدعاة والعلماء والمصلحين ورثة الأنبياء وطليعة الأمة، ومنارات هدايتها، ودليلها إلى العز والنصر والتمكين، والفوز في الدنيا والآخرة. وهم للناس كا الشمس للدنيا وكالغيث للأرض وكالعافية للأبدان وكالنجوم التي يهتدي بها السائرون في ظلمات البر والبحر، يذكرون الناسي وينبهون الغافل ، ويقوّمون المنحرف والمعوج . يوجهون الناس ، وينصحونهم، ويُبصّرونهم بأمور دينهم ودنياهم .
 ودور العلماء والدعاة يزداد أهميةً وأثراً في حياة الناس وقت الأزمات والشدائد والفتن والحروب كما هو حالنا اليوم في مواجهة عصابة الإرهاب الحوثية الإيرانية الضالة المضلة ، إذ حينها يلتمس الحيارى ما يُثبّتهم، ويبحث الخائفون والقلقون عمّن يذكّرهم بمعية الله تعالى والثقة به وبنصره ، بل ويفتقرون إلى من يقودهم ويكون قدوة لهم في مواقع الجهاد والنضال والنزال لأعداء الدين والعقيدة ، وتشتد الحاجة إلى العلماء والدعاة كذلك عندما تكون المعركة مع العدو ذات شقين عسكري وفكري ، وهي طبيعة هذه المعركة المصيرية التي يخوضها شعبنا وأمتنا ضد مليشيا إيران وأدواتها الإجرامية فتعظم مهامهم في مساندة الجيش والأمن والقبائل والمقاتلين برفع المعنويات وتفنيد الشبهات وإبطال أثر الإشاعات والتأكيد على المبررات الشرعية للمعركة والتي تقوم عليها العقيدة القتالية لجيشنا وأمننا وقبائلنا والتي تتمحور في مبرر البغي على الدولة والمجتمع ومبرر العدوان على الشعب اليمني من أقصاه إلى أقصاه وفتنة المجتمع عن دينه وثوابته ، وعلى الظلم ونصرة المظلوم وعلى وجوب الدفاع عن حرية الوطن واستقلاله في مواجهة المحتل الإيراني الفارسي الرافضي الحاقد مستندين على قول الله (فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) وقوله (أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ ، الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ ) وقوله (وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ) وقال(وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ) ، كما يقومون بدور التحريض لأفراد الجيش والأمن وتشجيعهم واستثارة حماسهم وشجاعتهم وصبرهم وثباتهم ، واستنفار طاقات المجتمع وقدراته وكفاءاته من المقاتلين إلى ميدان المعارك عملا بقول الله (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفًا مِنَ الَّذِينَ
كَفَرُوا بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ) ، كما برز ويبرز دور العلماء في زيارة المواقع والمشاركة في القتال ومنهم الشهداء والجرحى والمصابين مقتدين برسول الله صلى الله عليه وسلم الذي كان أشجع الناس وأقربهم إلى العدو وهو القائل صلى الله عليه وسلم (وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى الْمُسْلِمِينَ، مَا قَعَدْتُ خِلَافَ سَرِيَّةٍ تَغْزُو فِي سَبِيلِ اللهِ أَبَدًا، وَلَكِنِّي لَا أَجِدُ سَعَةً فَيَتْبَعُونِي، وَلَا تَطِيبُ أَنْفُسُهُمْ فَيَتَخَلَّفُونَ بَعْدِي. وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَوَدِدْتُ أَنْ أَغْزُوَ فِي سَبِيلِ اللهِ، فَأُقْتَلَ، ثُمَّ أَغْزُوَ، فَأُقْتَلَ، ثُمَّ أَغْزُوَ، فَأُقْتَلَ) أخرجه مسلم عن أبي هريرة .
كما برز دورهم ويجب أن يزداد وضوحا وإن يصل صوتهم إلى كل سمع في المعركة الفكرية التي تستهدف فضح ضلالات الحوثي وخرافاته والتي يفرضها على المجتمع بالترغيب والترهيب والاحتيال والتلبيس على طريقة اليهود والنصارى الذين أنكر عليهم القرآن وشنع فعلتهم بقوله (يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ) ، وكذا دورهم في توعية المجتمع من جهة أخرى للحفاظ على هويته وفكره ودينه وعقيدته ودفع الفتنة عنه والتي شرع من أجلها الجهاد بالسلاح والسنان والجهاد باللسان والحجة والبرهان وفي ذلك يقول الله (وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ ) ، وقال (فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا) ، ومن أهم أدوارهم بيان حكم الله تعالى في ما يتعلق بهذه النازلة من أحكام وما يتعلق بالناس من أفعال ومواقف بصراحة ووضوح وشجاعة مهما كلفهم ذلك من تضحيات وما يعرضهم له من المخاطر إذ الدين أغلى وأعلى قال تعالى (الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا) . وبالمقابل فإن عصابة الحوثي الإرهابية أشد حنقا وغيظا على العلماء والدعاة لأنهم مصابيح الهدى وحملة مشاعل النور للأمة ، والمليشيات لا تعيش ولا تنموا ولا تستقر ولا تستمر إلا في ظلمات الجهل والأمية ولذلك كانت سياستها قائمة على محاربة العلم والعلماء وتشويه سيرتهم وسجنهم وتعذيبهم وقتلهم وتشريدهم والإحصائيات تنبؤنا عن مقدار ما اقترفوه في حق العلماء والدعاة يصدق عليهم قول الله (إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ، أُولَئِكَ الَّذِينَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ ) وهي سياسة آبائهم وأجدادهم من قبل من أئمة الجور والضلال والتاريخ يحدثنا عن نماذج كثيرة منها ما رواه العلامة حمود عباس المؤيد عن أبيه بأن الطاغية المنصور والد الطاغية يحيى حميد الدين كان ينتهج سياسة نسف بيوت كل من يعارضه ولا يستسلم لسياساته الدكتاتورية لا سيما من العلماء وأهل الفتوى وكان بعض الناس يراجعونه ويقولون إن في هذه البيوت أطفالا صغارا أبرياء لا ذنب لهم فيصر على توجيهاته بتفجير بيوت المخالفين ويقول : الصغار في الجنة والكبار في النار . وهي إجابة تكررت حتى أصبحت عادة طبيعية في حياته وقد ورث يحيى حميد الدين ذلك الظلم والقسوة من أبيه فلم يسلم من شره العلماء وأهل الفتوى بل لم يسلم منه معلموه وأساتذته ففي سنة 1889 م وجه المنصور شخصين من زبانيته لاغتيال قاضي ومفتي صنعاء محمد جغمان بتهمة التعاون مع الدولة العثمانية وقد تمكن الرجلان من الاعتداء على القاضي بالطعن وهو يتوضأ للصلاة في مسجد صلاح الدين بصنعاء ولم يتركاه إلا بعد أن ظنا أنه قد فارق الحياة ولكنه لم يمت وعافاه الله ليرى ما هو أسوأ من سياسة الإجرام التي يمارسها أئمة الظلم والتي تحترف تنفيذ الاغتيالات حتى في المساجد . وفي سنة 1905م حاصر الطاغية يحيى حميد الدين صنعاء وقام بعض الغوغاء بالقبض على القاضي محمد جمغان وساقوه تحت وابل من الشتم والضرب إلى حيث يسكن يحيى حميد الدين الذي أطلق سراحه في بادئ الأمر وبعد شهور أمر بعض مليشياته باختطاف القاضي مرة أخرى كما تم اختطاف القاضي إسماعيل الردمي حصل ذلك بالرغم أن القاضي محمد جغمان كان أستاذا ومعلما للإمام يحيى لكنه لا يرع معروفا ولم يف بحق وأصدر حكما بإعدام القاضي جغمان في قفلة عذر وقتل معه في نفس اليوم القاضي اسماعيل الردمي ، وعلى طريقة أولئك يسير هؤلاء ، ولذلك كان من الواجب على أبناء اليمن اجتثاث هذه النبتة الخبيثة التي تستهدف العودة بيمن الإيمان والحكمة إلى عصور التخلف والانحطاط وأنى لها ذلك في ظل بسالة جيشنا وأمننا الذين تعاهدوا على نصرة الدين والوطن يصدق عليهم قول الله (وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا
وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ) وأستغفر الله لي ولكم ......
الخطبة الثانية : الحمد والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه أما بعد فقد تشرفت مأرب بعقد ملتقى العلماء والدعاة في يوم الأحد السابع والعشرين من شهر رجب الحرام وكان لقاؤهم تحت لافتة : مارب في مواجهة العدوان الحوثي الموف الشرعي والواجب الإنساني وناقشوا الأوراق المتعلقة بمتطلبات المعركة وواجب الوقت ونتج عن الملتقى بيان دعا فيه العلماء ودعاة اليمن، إلى بذل الوسع الواجب شرعًا للدفاع عن الهوية الإسلامية والعربية للشعب اليمني، وتحصينه من الإرهاب الحوثي الإيراني وأفكاره العدائية والدخيلة على اليمن والمنطقة. وأكدوا على أهمية التصدي للمشروع الصفوي الإيراني الذي تسعى لتنفيذه الميليشيا الحوثية بدعم من إيران، معتبرين ذلك واجبا على كل من يستطيع بنفسه أو ماله أو قلمه أو كلمته دفعاً للمعتدي ظلما وعدوانا. وشدد البيان على أن الاصطفاف الوطني طريق للنصر المبين، مطالباً جميع الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني، والمكونات الاجتماعية والقيادات العسكرية وسائر أفراد الشعب بتوحيد صفوفهم وجمع كلمتهم والاعتصام بحبل الله تعالى، والابتعاد عن المشاريع الضيقة والأفكار الهدامة والعصبيات المناطقية والطائفية، ونبذ ما يفضي إلى خلافهم ونزاعهم. متمثلين قول الله عز وجل (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) ودعا البيان إلى الالتفاف حول الشرعية ومؤازرتها لاستكمال استعادة مؤسسات الدولة من الميليشيا الانقلابية المدعومة من إيران. وأدان الملتقى، الجرائم والانتهاكات التي تمارسها ميليشيا الحوثي، ومن ذلك استهداف المدنيين والأعيان المدنية في اليمن والمملكة، وما جرى مؤخراً من اعتداء إرهابي على دولة الإمارات العربية المتحدة . وثمن المشاركون جهود التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية، وإطلاق عملية، حرية اليمن السعيد، التي تهدف إلى تحرير كل تراب اليمن وأن يكون اليمن ضمن المنظومة الخليجية لينعم شعبه بالأمن والاستقرار والتنمية، شاكرا مواقفهم الناصعة في دعم الشرعية والشعب اليمني في مختلف المجالات والتخفيف من معاناة اليمنيين ، وأكد ملتقى العلماء والدعاة على وجوب دعم الحكومة الشرعية للقيام بواجباتها الدستورية والقانونية في استعادة مؤسسات الدولة، ودعم وإسناد الجيش الوطني والمقاومة الشعبية، وتحريك كافة الجبهات، والاهتمام برعاية أسر الشهداء والعناية بالجرحى، وتوفير متطلبات العيش الكريم للمواطن، وضبط أي تلاعب يضر بالمجتمع اليمني . وتقدم المشاركون في الملتقى الشكر والثناء لكل قيادة وأفراد الجيش الوطني والمقاومة الشعبية الذين يبذلون أرواحهم في سبيل الله للحفاظ على هوية اليمن وصد العدوان الحوثي الإرهابي، والتقدم نحو العاصمة صنعاء لتحريرها، وبقية المحافظات الواقعة تحت سيطرة المليشيات الحوثية الإرهابية، مثمنين جهود قبائل مأرب الأبية خاصة، والقبائل اليمنية عامة، الذين يقفون جنبا إلى جنب مع الجيش والأمن والمقاومة، لدحر الميلشيات الحوثية الإرهابية ، وأشادوا بجهود الجيش الوطني بمن فيهم العمالقة والمقاومة الشعبية، وسبل توحيد الجهود وجمع الكلمة وبذل المزيد في مساندة الجيش الوطني والمقاومة الشعبية حتى تحرير كامل التراب اليمني مبشرين بنصر الله وتأييده في هذه التجارة الرابحة التي قال الله عنها (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ ، تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ، يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ، وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ) ثم الدعاء والدعوة للجهاد بالمال ثم الصلاة على رسول الله ..وأقم الصلاة
خطبة عن الغيبة
المقدمة:

الحمد لله، أَعْظَمَ للمتقين العاملين أجورهم، وشرح بالهدى والخيرات صدورهم، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وفق عباده للطاعات وأعان، وأشهد أن نبينا محمدًا عبدالله ورسوله خيرُ مَن علم أحكام الدين وأبان، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أهل الهدى والإيمان، وعلى التابعين لهم بإيمان وإحسان ما تعاقب الزمان، وسلم تسليمًا مزيدًا؛ أما بعد:

الخطبة الأولى

تعريف الغيبة:

إن اللسان جارحة ليس هناك أعظم منها فتكًا إن سرحها صاحبها في مراتع الأعراض، وإن أعظم أسلحتها نسفًا للحسنات سلاح الغيبة، التي ما دخلت على الرجل إلا أذهبت بدينه ودنياه؛ وقد أوضح لنا النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم ما هي، فقال: ((أتدرون ما الغيبة؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: ذِكرُك أخاك بما يكره، قيل: أفرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال: إن كان فيه ما تقول، فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه، فقد بهته))[1].

قال المناوي: الغيبة "هي ذكر العيب بظهر الغيب بلفظ، أو إشارة، أو محاكاة"[2].

قال النووي مفصلًا ذلك: "ذكر المرء بما يكرهه سواء كان ذلك في بدن الشخص أو دينه، أو دنياه أو نفسه، أو خلقه أو خلقه، أو ماله أو والده، أو ولده أو زوجه، أو خادمه أو ثوبه، أو حركته أو طلاقته، أو عبوسته، أو غير ذلك مما يتعلق به، سواء ذكرته باللفظ أو الإشارة أو الرمز))[3].

بل دقق في هذا حتى قيل لو ذُكر الرجل فقيل فيه: "الله يعافينا، الله يتوب علينا، نسأل الله السلامة، ونحو ذلك"[4]، على وجه التنقص - لكان من الغيبة.

حكم الغيبة:

ولعظم الغيبة؛ فقد حُرمت بالكتاب والسنة وإجماع الأمة.

قال تعالى: ﴿ وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ ﴾ [الحجرات: 12]؛ قال ابن عباس: "حرم الله أن يغتاب المؤمن بشيء، كما حرم الميتة".

وفي الحديث: ((إن من أكبر الكبائر استطالة المرء في عرض رجل مسلم بغير حقٍّ))، وفي رواية: ((من أربى الربا استطالة المرء في عرض أخيه))[5].

قيل: "الاستطالة في عرض المسلم بغير حق"؛ أي: الوقوع في عرض المسلم بالقول أو الفعل، أو بالغيبة وسيئ القول بغير حق، وبغير سبب شرعي يبيح له استباحة عرض أخيه، وبأكثر مما يستحقه من القول أو الفعل، وإذا كان الربا في المال محرمًا ومن الكبائر، فإن تشبيه النبي صلى الله عليه وسلم الوقوع في الأعراض بالوقوع في الربا المحرم هو على سبيل المبالغة؛ وذلك لأن العرض أعز وأغلى على الإنسان من المال؛ فيكون الوقوع فيه أشد ضررًا وخطورةً من الوقوع في ربا المال[6].

ما العمل عند حدوثها؟

فإن زلت القدم وحدثت الغيبة، كان لها جانبان من حيث الضرر:

الأول: المستمع، فيلزمه عند ذلك أن يرفع الإثم عن نفسه بإنكارها؛ ففي الحديث: ((قالت عائشة رضي الله عنها: قلتُ للنبي صلى الله عليه وسلم: حسبك من صفية كذا وكذا - تعني: قصيرةً - فقال: لقد قلتِ كلمةً، لو مُزج بها البحر لمزجته))[7]، والمعنى: أنها لو كانت هذه الغيبة مما يمزج بالبحر، لغيرت لونه وطعمه وريحه مع كثرته وسعته، فكيف بالغيبة لو خالطت أعمالًا قليلة لا نعلم قبولها أو ردها؟ فهنا أنكر عليها النبي وبين عظيم إثم الغيبة.

الثاني: صاحبها؛ فإما أن يتحلل منها بطلب العفو ممن اغتابه إن لم يكن هناك مفسدة، فإن كان هناك مفسدة كزيادة أذًى عندما يعلم، أو تكون سببًا للعدوان على المغتاب، أو مفسدة كمال الألفة والمحبة بينهما، فهنا يكفي لصاحب الغيبة أن يدعو لمن اغتاب ويستغفر له[8].

مواقف وأقوال السلف والعلماء عن الغيبة:

وقد كان السلف وعلماء الأمة يدركون ضرر الغيبة على الدين وعلى الفرد والمجتمع، فسطَّروا لنا أقوالًا تبين عمق فهم هذه المسألة؛ ومن ذلك:

دار بين سعد بن أبي وقاص وبين خالد بن الوليد كلام، فذهب رجل ليقع في خالد عند سعد، فقال سعد: "مه إن ما بيننا لم يبلغ ديننا"[9]، وقد كان عمرو بن العاص يسير مع أصحابه فمر على بغل ميت قد انتفخ، فقال: "والله لأن يأكل أحدكم من هذا حتى يملأ بطنه، خير من أن يأكل لحم مسلم"[10]، وعن عدي بن حاتم قال: "الغيبة مرعى اللئام"، وعن كعب الأحبار: "الغيبة تحبط العمل"، وقال أبو عاصم النبيل: "لا يذكر في الناس ما يكرهونه إلا سفلة لا دين له".

أقول ما سمعتم، وأستغفر الله من كل ذنب وخطيئة، فاستغفروا الله إن الله غفور رحيم.

الخطبة الثانية

الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيمًا لشأنه، وأشهد أن نبينا محمدًا عبدالله ورسوله الداعي إلى رضوانه، صلى الله عليه وسلم وعلى آله وأصحابه وإخوانه؛ أما بعد:

بعض الأحوال التي تجوز فيها الغيبة:

فقد يحتاج الإنسان أن يتكلم في غائب بما يكره لمصلحة راجحة، وقد جمع العلماء تلك الحاجة في ستة مواطن؛ هي:
الأول: حال التظلم لمن يقدر على رفع المظلمة، عندها يجوز له أن يغتاب ظالمه بقدر الحاجة مثلًا؛ قال تعالى: ﴿ لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا ﴾ [النساء: 148].

الثاني: حال الاستفتاء؛ قالت هند بنت عتبة تستفتي الرسول صلى الله عليه وسلم: ((يا رسول الله، إن أبا سفيان رجل شحيح، فهل عليَّ جناح أن آخذ من ماله ما يكفيني وبني، قال: خذي بالمعروف))[11].

الثالث: الاستعانة على تغيير المنكر؛ يدل عليه قوله تعالى: ﴿ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴾ [المائدة: 2].

الرابع: النصيحة؛ حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لفاطمة بنت قيس عندما طلبت منه النصح فيمن تتزوج، فقال: ((أما معاوية فرجل تَرِب لا مال له، وأما أبو جهم فرجل ضرَّاب للنساء، ولكن أسامة بن زيد))[12].

الخامس: المجاهر بالفحش المستعلن ببدعته؛ ففي الحديث: ((استأذن رجل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ائذنوا له، فبئس ابن العشيرة، أو أخو العشيرة))[13].

السادس: التعريف برجل فيه صفة غير مرغوبة ولا يعرف إلا بها كالأعرج، لكن يجب ألا يكون على وجه التنقص.

الدعاء:

﴿ رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ ﴾.

﴿ رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ ﴾.

﴿ قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾.

﴿رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ﴾.

((اللهم زدنا ولا تنقصنا، وأكرمنا ولا تُهَّنا، وأعطنا ولا تحرمنا، وآثرنا ولا تؤثر علينا، وأرضنا وارض عنا)).

((اللهم ألف بين قلوبنا، وأصلح ذات بيننا، واهدنا سبل السلام، ونجنا من الظلمات إلى النور، وجنبنا الفواحش ما ظهر منها وما بطن، وبارك لنا في أسماعنا، وأبصارنا، وقلوبنا، وأزواجنا، وذرياتنا، وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم، واجعلنا شاكرين لنعمك مثنين بها عليك، قابلين لها، وأتمها علينا)).

اللهم آمنا في أوطاننا، واحفظ اللهم ولاة أمورنا، ووفق بالحق إمامنا وولي أمرنا.

اللهم اكفِ المسلمين كيد الكفار، ومكر الفجار، وشر الأشرار، وشر طوارق الليل والنهار، يا عزيز يا غفار.

﴿ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴾.

سبحان ربنا رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
[1] مسلم (2589).

[2] فيض القدير.

[3] الأذكار.

[4] قاله شيخ الإسلام ابن تيمية في مسألة التعجب، والنووي.

[5] حسنه ابن مفلح في الآداب الشرعية، وابن حجر في الفتح، والصنعاني في السبل، الألباني في السلسلة الصحيحة.

[6] بمعناه في مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح.

[7] أخرجه أبو داود (4875)، والترمذي (2502) باختلاف يسير، وصححه ابن دقيق العيد في الاقتراح، والألباني في صحيح أبي داود، والأرنؤوط في تخريج رياض الصالحين.

[8] قال به ابن تيمية وابن القيم وابن الصلاح وابن مفلح.

[9] عيون الأخبار.

[10] الترغيب والترهيب.

[11] رواه البخاري (‏5061)‏، ومسلم (3319).‏

[12] مسلم (1480).

[13] البخاري (6054)
التخبيب ... آفة لخراب البيوت (خطبة)
التخبيب ... آفة لخراب البيوت (خطبة)
التَّخْبِيب...آفة لخراب البيوت
الخطبة الأولى

نقف اليوم مع آفة من أشد آفات المجتمعات اليوم، هذه الآفة باتت تهدد الأسر بل والمجتمع بأسره؛ لما لها من آثار سلبية، وعواقب وخيمة، هذه الآفة يفعلها بعض الناس بقصد أو بغير قصد، ويجهلون خطورتها، هذه الآفة عدها العلماء رحمهم الله بأنها باب عظيم من أبواب الكبائر، وصاحبها مطرود من رحمة الله تعالى، وتبرأ منه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وتوعده بعدم دخوله الجنة، هذه الآفة هي من أعظم الوسائل التي يفرح بها الشيطان، فبسببها كم من حياة زوجية دبت فيها الخلافات والمشاكل؟ وكم من العلاقات الزوجية انتهت بالطلاق؟ وكم من الأزواج مَنْ نشبت في قلوبهم العداوة والبغضاء والكراهية؟

هذه الآفة هي (التَّخْبِيب)، فيروس من فيروسات الحياة الزوجية.. فيا ترى ما هو التخبيب؟ ما هو حكمه في شريعتنا الإسلامية؟ وما هي خطورته على البيوت والأسرة؟ وماذا قال نبينا صلى الله عليه وسلم عن المخبب؟

هذه أسئلة أطرحها على مائدة وسأجيب عنها بإذن الله في هذه الساعة المباركة.

أيها المسلم: التَّخْبِيبُ في اللغة: هو الفساد والخداع وَالْخُبْثُ وَالْغِشُّ، تقول: خَبَّبَ فلانٌ على فلانٍ صَدِيقَه: أي أَفْسَدَهُ عليهِ، وَخَبَّبَ فُلاَنٌ غُلاَمِي: أَيْ خَدَعَهُ[1].

وفي الاصطلاح الشرعي: هو جامع لمعاني الإفساد والمخادعة والغش، والتخبيب بين الزوجين: هو إفساد الزوجة على زوجها، وإفساد الزوج على زوجته[2].

فالتخبيب هو الإفساد بين الزوجين سواء كان المفسد من داخل الأسرة أم من خارجها.

لذلك القرآن الكريم عدُّ التخبيب جرمًا عظيمًا من كبائر الذنوب، ومن أفعال السحرة الذين يسعون للتفريق والإفساد بين الزوجين، فقال تعالى متحدِّثًا عن قصة هاروت وماروت: ﴿ وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآَخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ﴾ [البقر: 102].

ولخطورة التخبيب تبرأ النبي صلى الله عليه وسلم ممن يسعى للإفساد بين الزوجين، وتوعده بحرمانه من الجنة، فقال صلى الله عليه وسلم:

« لَيْسَ مِنَّا مَنْ خَبَّبَ امْرَأَةً عَلَى زَوْجِهَا، أَوْ عَبْدًا عَلَى سَيِّدِهِ »[3]، يعني أفسد زوجة على زوجها بأن يذكر عندها مساوئ زوجها، أو محاسن أجنبي عندها، فهو يعمل على تحسين الطلاق إليها حتى يطلقها فيتزوجها أو يزوجها لغيره أو من باب الغيرة والحسد واتباع الهوى والشيطان، ولذلك قال صلى الله عليه وسلم: « لاَ يَدْخُلُ الجَنَّةَ خِبٌّ وَلاَ مَنَّانٌ وَلاَ بَخِيلٌ »[4]، وقال صلى الله عليه وسلم: « إِنَّ الْمُؤْمِنَ غِرٌّ كَرِيمٌ، وَإِنَّ الْفَاجِرَ خَبٌّ لَئِيمٌ »[5] ومعنى (الغر): الذي لم يجرب الأمور، و(الخِبُّ): الخداع المفسد، فالنبي صلى الله عليه وسلم أراد أن يقول: المؤمن الحقيقي ليس بخداع ولا خبيث، فهو لا يشغل نفسه بأمور فيها مفسدة ومضرة للآخرين، بعكس الفاجر الذي يشغل نفسه بأمور فيها مضرة للآخرين ويسعى إلى فسادهم[6].

ولو نظرنا إلى واقع الناس اليوم سنجد أن من أخطر أساليب التخبيب هو يوم أن يظهر المخبب بصورة الناصح المشفق المتعاطف، فهو لا يصرح بالتخبيب لكنه يلمح وربما بقصد أو بغير قصد، فيأتي الى الزوجة ويقول لها: والله أنت تستحقين عيشة أفضل من هذه العيشة، أنت لا تزالين شابة صغيرة وجميلة، والله مقامك أفضل وأرفع من مقامك هذا، ويذكر لها بأن فلانة تعيش هكذا وهكذا، وفلانة تلبس كذا وكذا، وفلانة تشتري كذا وكذا، وفلانة تخرج هنا وهناك، ويذكر لها ما تعيشه الفتيات من النعيم والراحة والترفيه، فتبدأ هذه الزوجة تقارن حالها وعيشتها بحال ومعيشة تلك الزوجات، فتبدأ تطلب من زوجها ما هو فوق طاقته فتبدأ الخلافات والمشاكل، ومن هنا يبدأ التحريض والتخبيب.

فكم من أم بسبب كلامها أفسدت حياة ابنتها مع زوجها؟ وكم جارة بسبب كلامها كانت سببًا في طلاق جارتها؟ وكم من أخت أو قريبة أو صديقة بسبب نصائحها التي فيها التخبيب كانت سببًا لهدم بيت هذه الزوجة؟
الزوجة تعيش مع زوجها بسعادة مع زوجها، تحترمه ويحترمها، وهي راضية بحياتها مع زوجها، لكن تأتي الأم فتحرض ابنتها على زوجها، وتعلمها الأفكار الشيطانية لتمارسها مع زوجها، هل سجَّل باسمك شيئًا؟ هل اشترى لك شيئًا؟ هل أجلسك في بيت لك وحدك؟ إياكِ أن تنفذي كل شيء يقوله.. وغيرها من الأفكار الشيطانية التي تحاول بها السيطرة على الزوج، هذه الأم بكلامها تريد الخير لابنتها، ولكنها لا تدري أنها بكلامها هذه تؤدي دور الشيطان في خراب البيوت.

وبعض الأمهات تحرض ابنها على زوجته لأنها تكره أمها، فتَخلِق أعذَارًا لظلْمِها، زوجتك لا تنظف البيت جيدًا، زوجتك متكبرة ولا تسمع الكلام، زوجتك طبخها للطعام لا يعجب، كل وقتها مع الموبايل ومهملة لبيتها وأطفالها.

وبعض الآباء من يأمر ابنه بطلاق زوجته ويعده بأن يزوجه بأفضل منها بسبب مشكلة جرت بينه وبين والدها، أو أخيها.. هذا هو التخبيب، وهذا هو الإفساد بين الزوجين.

هل تدري أيها المسلم لماذا تبرَّأ النبي صلى الله عليه وسلم من المخبب الذي يسعى للإفساد بين الزوجين ووعده بحرمانه من دخول الجنة؟

وذلك لأنه شابه بفعله إبليس اللعين، فالإفساد بين الزوجين، وهذا الفعل من أعظـم الوسائل التي يفرح بها إبليس، قال صلى الله عليه وسلم: « إِنَّ إِبْلِيسَ يَضَعُ عَرْشَهُ عَلَى الْمَاءِ، ثُمَّ يَبْعَثُ سَرَايَاهُ، فَأَدْنَاهُمْ مِنْهُ مَنْزِلَةً أَعْظَمُهُمْ فِتْنَةً، يَجِيءُ أَحَدُهُمْ فَيَقُولُ: فَعَلْتُ كَذَا وَكَذَا، فَيَقُولُ: مَا صَنَعْتَ شَيْئًا، قَالَ ثُمَّ يَجِيءُ أَحَدُهُمْ فَيَقُولُ: مَا تَرَكْتُهُ حَتَّى فَرَّقْتُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ امْرَأَتِهِ، قَالَ: فَيُدْنِيهِ مِنْهُ وَيَقُولُ: نِعْمَ أَنْتَ »[7].

أرأيتم عندما سمع إبليس بأنه هدم كيان أسرة، وشتت شمل بيت، وفرَّق بين الأحباب، قام إليه مبتهجًا فرحًا وضمُّه إليه، وقرِّبه منه.

بل هناك تخبيب آخر وهو عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي، هذه المواقع التي أصبحت في زماننا سببًا لخراب الكثير من البيوت، فترى اليوم رجلًا أو شابًا يراسل فتاة متزوجة ويتكلم معها، وهي تحدثه عن حياتها مع زوجها، وكيف أنها غير سعيدة معه، فيحدثها هو بكلام معسول، بكلام فيه عاطفة ولين، فتتعلق به، فتبدأ هذه الزوجة بالمقارنة بين هذا الرجل، وبين زوجها، بين كلامه المعسول وبين كلام زوجها، فتصل إلى الخيانة الزوجية فإن لم ينته إلى ذلك، انتهى إلى اضطراب حياتها، وانشغال فكرها، وهروب السكينة من حياتها الزوجية، وتنتهي إلى الطلاق.

والعكس كذلك فتاة تتحدث مع شاب أو رجل متزوج، وترسل له صورها، فيبدأ يقارن بينها وبين زوجته، فيتعلق بها، فيبدأ يكره زوجته، وتنتهي إما إلى أن يهملها أو يطلقها.

اذهبوا الى المحاكم وأسالوا عن أسباب كثرة الطلاق، ستجدون كم من حالة طلاق كانت هذه المراسلة هي السبب الرئيسي في خراب البيوت وهدم الأسر.

وبعض الرجال ومع الأسف تعجبه الزوجة المتزوجة من غيره، فيعمل على إفسادها على زوجها، ويقوم بتحسين الطلاق إليها من أجل أن يتزوجها أو يزوجها لغيره، وينسى هذا الرجل المريض المفسد الخبيث قوله صلى الله عليه وسلم: « لَا يَبِعِ الرَّجُلُ عَلَى بَيْعِ أَخِيهِ، وَلَا يَخْطُبْ عَلَى خِطْبَةِ أَخِيهِ، إِلَّا أَنْ يَأْذَنَ لَهُ »[8].

فاذا كان نبينا صلى الله عليه وسلم حذر أمته من خِطْبَةِ الرَّجُلِ عَلَى خِطْبَةِ أَخِيهِ، فكيف بمن يُفْسِدُ زوجة على زوجها ليتزوجها أو يزوجها لغيره؟

بل إن النبي صلى الله عليه وسلم حذر الزوجة من طلب الطلاق من زوجها بلا سبب فقال: « أَيُّمَا امْرَأَةٍ سَأَلَتْ زَوْجَهَا طَلاَقًا مِنْ غَيْرِ بَأْسٍ فَحَرَامٌ عَلَيْهَا رَائِحَةُ الجَنَّةِ »[9].

هل يرضى هذا المفسد الخبيث لرجل أن يفسد زوجته عليه؟ هل ترضى الزوجة المخببة أن تفسد امرأة زوجها عليها وتجعله يطلقها ليتزوج بها؟ هل يرضى هذا الرجل لمحارمه هذا الأمر؟

أنا أقف اليوم مذكرًا الرجل الذي يسعى ليقنع زوجة بطلاقها من زوجها، أو المرأة التي تسعى لتقنع الرجل بأن يطلق زوجته ليتزوجها ماذا ستقولون لرب العالمين يوم القيامة عندما يسألكم عن هذه الجريمة؟ وبماذا ستجيبون ربكم عندما يقول لكم لماذا كنتم سببًا في خراب البيوت ودمار الأسر؟ فهل هيأ الواحد منكم جوابًا لهذا السؤال؟

فينبغي أن ينتبه المسلم لكلماته - وكذلك المسلمة -؛ فقد تفسد كلمة علاقة زوج بزوجته، وتؤدي إلى الطلاق، فالمسلم يكون مصلحًا بين الناس، ولا يتدخل بين الزوج وزجته إلا أن يقول كلمة تجمع بينهما وتصلح بها أحوالهما، ويذكّر الزوج بنعمة زوجته، ويشجعه على احترامها، والمحافظة عليها فهي أم أولاده، ويشجع الزوجة على طاعة زوجها، واحترامه، والصبر عليه، فيزرع الألفة والمحبة بين الزوجين.

أسأل الله العظيم أن يحسن أحوالنا، ويحفظ أسماعنا وأبصارنا وألسنتنا وجوارحنا عن التخبيب وأهله، ويجعلنا أخوة متحابين، إن ربي لسميع الدعاء.

الخطبة الثانية

اختلف الفقهاء رحمهم الله في حكم زواج الرجل بمن أفسدها على زوجها:
فجمهور العلماء على أن نكاح المخبب بمن خبب بها صحيح على الرغم من حرمة التخبيب، وذهب المالكية وبعض أصحاب أحمد إلى أن النكاح باطل ويفرق بينهما، معاملة له بنقيض قصده[10].

جاء في "الموسوعة الفقهية" (5 /251): « فَمَنْ أَفْسَدَ زَوْجَةَ امْرِئٍ أَيْ: أَغْرَاهَا بِطَلَبِ الطَّلاَقِ أَوِ التَّسَبُّبِ فِيهِ فَقَدْ أَتَى بَابًا عَظِيمًا مِنْ أَبْوَابِ الْكَبَائِرِ. وَقَدْ صَرَّحَ الْفُقَهَاءُ بِالتَّضْيِيقِ عَلَيْهِ وَزَجْرِهِ، حَتَّى قَال الْمَالِكِيَّةُ بِتَأْبِيدِ تَحْرِيمِ الْمَرْأَةِ الْمُخَبَّبَةِ عَلَى مَنْ أَفْسَدَهَا عَلَى زَوْجِهَا مُعَامَلَةً لَهُ بِنَقِيضِ قَصْدِهِ، وَلِئَلاَّ يَتَّخِذَ النَّاسُ ذَلِكَ ذَرِيعَةً إِلَى إِفْسَادِ الزَّوْجَاتِ»[11].

والراجح هو ما ذهب إليه جمهور الفقهاء من صحة نكاحه، فالتخبيب وإن كان حرامًا وكبيرة من الكبائر إلا أن النكاح إذا وقع بشروطه الشرعية كان نكاحًا صحيحًا، وما سبقه من تخبيب لا يعود عليه بالإبطال.

أما ما ذكره المالكية من تحريمها عليه عقوبة له، فالواجب هو تعزيره على هذه المعصية على ما يقرره القاضي الشرعي، وأن تعرَّف المرأة بجلية الحال، فإن أرادت الرجوع إلى زوجها وكان الطلاق رجعيًّا فلها ذلك، وإن أرادت الزواج بغيره فلها ذلك أيضًا.

[1] ينظر: النهاية في غريب الحديث والأثر لابن الأثير: (2/ 4)، وتاج العروس لمرتضى الزبيدي: (2/ 328).

[2] قال ابن حجر الهيتمي: " تَخْبِيبُ الْمَرْأَةِ عَلَى زَوْجِهَا: أَيْ إفْسَادِهَا عَلَيْهِ، وَالزَّوْجِ عَلَى زَوْجَتِهِ". الزواجر عن اقتراف الكبائر لابن حجر الهيتمي:(2/ 42)... و"َتَخْبِيبُ زَوْجَةِ الْغَيْرِ خِدَاعُهَا وَإِفْسَادُهَا، أَوْ تَحْسِينُ الطَّلاَقِ إِلَيْهَا لِيَتَزَوَّجَهَا أَوْ يُزَوِّجَهَا غَيْرَهُ. الموسوعة الفقهية الكويتية: (11/ 19).

[3] رواه أبو داود، كتاب الطلاق- باب فيمن خَبَّب امرأةً على زوجها: (3 /503)، برقم (2175) وإسناده صحيح.

[4] رواه الترمذي، أَبْوَابُ البِرِّ وَالصِّلَةِ - بَابُ مَا جَاءَ فِي البَخِيلِ: (3/ 408)، برقم (1963)، وقال الترمذي: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ.

[5] رواه أحمد في مسنده: (15/ 59)، برقم (9118)، وهو حديث حسن.

[6] (المؤمِن غِرٌّ كَرِيمٌ) أَيْ لَيْسَ بِذِي نُكر، فَهُوَ يَنْخَدِع لانْقِيادِه وَلينِه، أي لم يجرب الأمور، فهو سليم الصدرِ، وحَسنُ الظنِّ بالناس، يريد به أن المؤمنَ المحمودَ من طبعه الغَرَارة، وقلة الفِطنة للشر، وترك البحث عنه، وليس ذلك جهلًا منه، ولكنه كرمٌ، وحُسن خُلق. ينظر: النهاية في غريب الحديث والأثر لابن الأثير: (3/ 354-355).

[7] صحيح مسلم، كتاب: صِفَةِ الْقِيَامَةِ وَالْجَنَّةِ وَالنَّارِ - بَابُ تَحْرِيشِ الشَّيْطَانِ وَبَعْثِهِ سَرَايَاهُ لِفِتْنَةِ النَّاسِ وَأَنَّ مَعَ كُلِّ إِنْسَانٍ قَرِينًا: (4/ 2167)، برقم (2813).

[8] صحيح مسلم، كتاب النكاح - بَابُ تَحْرِيمِ الْخِطْبَةِ عَلَى خِطْبَةِ أَخِيهِ، حَتَّى يَأْذَنَ أَوْ يَتْرُكَ:(2/ 1032)، برقم(1412).

[9] رواه الترمذي، أَبْوَابُ الطَّلاَقِ وَاللِّعَانِ- بَابُ مَا جَاءَ فِي الْمُخْتَلِعَاتِ: (2/ 484)، برقم (1187)، وقال الترمذي: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ.

[10] ينظر: الإقناع في فقه الإمام أحمد بن حنبل (3/ 182)، والموسوعة الفقهية الكويتية: (11 / 20).

[11] الموسوعة الفقهية الكويتية: (5 / 291).
2024/09/22 22:32:36
Back to Top
HTML Embed Code: