Telegram Web Link
ينِيَّ الْعَقَائِدِيَّ الَّذِي يَحْفَظُه

َا مِنَ الذَّوَبَانِ وَالِاحْتِوَاءِ، فَلَا تَمُوتُ عَلَى طَاوِلَةِ المُفَاوَضَاتِ، وَلَا تُلْقَى فِي الدَّهَالِيزِ المُظْلِمَةِ لِلسِّيَاسَاتِ؛ لِأَنَّهَا قَضِيَّةُ كُلِّ مُسْلِمٍ يَعْرِفُ فَضْلَ المَسْجِدِ الْأَقْصَى، وَيَشْتَاقُ لِزِيَارَتِهِ، وَيَتَمَنَّى الصَّلَاةَ فِيهِ.

وَإِنَّ إِخْوَانَنَا المَقَادِسَةَ لَأَهْلٌ لِحَمْلِ فَرْضِ الْكِفَايَةِ عَنِ الْأُمَّةِ جَمْعَاءَ بِالْحِفَاظِ عَلَى المَسْجِدِ الْأَقْصَى مِنَ الْهَدْمِ وَالتَّهْوِيدِ، وَرَدِّ عُدْوَانِ الصَّهَايِنَةِ عَلَيْهِ، وَمِنْ وَرَائِهِمْ إِخْوَانُهُمْ فِي الْعَالَمِ كُلِّهِ بِالتَّأْيِيدِ وَالدُّعَاءِ وَالنُّصْرَةِ. عَسَى اللهُ أَنْ يَرُدَّ كَيْدَ الْيَهُودِ وَأَعْوَانِهِمْ إِلَى نُحُورِهِمْ، وَيَجْعَلَ تَدْبِيرَهُمْ فِي تَدْمِيرِهِمْ، وَيَحْفَظَ المَسْجِدَ الْأَقْصَى وَعُمَّارَهُ مِنْ شَرِّهِمْ، إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ.

وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا…

=========================
زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚:
🎤
خطبة.جمعة.بعنوان.cc
غـــزوة أحــــد دروس وعـــبر1⃣
للـشيـــخ/ مــحـــمــــــد الــجـــــــرافـــــي
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌

الخطبــــة.الاولــــى.cc
الحمد لله الذي بين بغزوة "أحد" الخائن المتخوف، وفضح بها المنافق المرجف، وأشهد أن لا إله إلا الله جعل الهزيمة من أخلاق الفار المتخلف، كما جعل الانتصار من نصيب المجاهد المتعفف، وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله الذي انهزم من لأوامره مصادم ومخالف، وعن تعاليم شرعه منشق ومنحرف، صلى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه الذين حاربوا كل كافر مسرف وعلى التابع لهم بإحسان صادقا غير متكلف.

عــــباد اللــــه : أوصيكم ونفسي أولا بتقوى الله وطاعته. ، ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [الحديد: 28].

أمــــا بعــــد عــــباد الله :
فإن السيرة النبوية هي مصدر قدوتنا في السـراء والضـراء، فهي شرع وشريعة؛ لأنه صلى الله عليه وسلم المثل الأعلى والقدوة الحسنة في كل شيء، فكن من شئت وابن من شئت فستجد في المصطفى صلى الله عليه وسلم مثلك الأعلى، فهو صلى الله عليه وسلم نموذج عملي لجوانب الحياة كلها.

دعونا نرجع بكم إلى هذه السيرة العطرة، من خلال هذا الشهر الذي نحن فيه شهر شوال، الشهر العاشر من الشهور الهجرية الإسلامية، لنجده قد حمل إلينا في طياته أحداثا عظيمة من السيرة النبوية؛ ففيه وقعت أربع غزوات كبرى من غزوات النبي صلى الله عليه وسلم هي: غزوة بني قينقاع ضد اليهود في السنة الثانية من الهجرة، وغزوة أحد ضد كفار مكة في السنة الثالثة، وغزوة الخندق ضد كفار مكة أيضا في السنة الرابعة وقيل الخامسة، وغزوة حنين ضد كفار الطائف في السنة الثامنة، وفيه أيضا تزوج الرسول صلى الله عليه وسلم بعائشة رضي الله عنها.

فتعالوا بنا اليوم نكشف الستار عن أسباب الهزيمة في الأمة من خلال غزوة أحد، وقد عشنا في هذا العصر هزائم نكراء نالت من الأمة على جميع الأصعدة فنقص من قدرها؛ فأصبحت دماء أهلها مهدرة، وحقوقهم مهضومة، وأعراضهم منتهكة، واقتصادهم منهوكا،

*فأحد هو: جبل بالمدينة المنورة يبعد عن المسجد النبوي بحوالي أربع كيلومترات.

أما الغزوة التي أضيفت إليه فهي تلك المعركة التي هاجم فيها ثلاثة آلاف من المشركين على المدينة، مجهزين بأحدث الأسلحة آنذاك ليثأروا لقتلاهم السبعين في غزوة بدر، ولما علم الرسول صلى الله عليه وسلم بذلك شكل على الفور مجلسا للشورى، فأشار إليه الشيوخ بالبقاء في المدينة، فإذا ما دخل العدو إليها قاتله الناس جميعا، الرجال والنساء من فوق السطوح وحتى الأطفال، فمال الرسول صلى الله عليه وسلم لهذا الرأي الاستراتيجي الذي يجعل العدو مكشوفا فيهاجمه المسلمون من حيث لا يدري، وهو ما يسمى اليوم بحرب الشوارع.
ولكن الشباب -وهم الأغلبية-، بحرارتهم الإيمانية، وفي ثقة بالنفس عالية، رفضوا هذا الرأي واعتبروه ذلا وانهزاما، لم يرضوا بالبقاء حتى يعقر العدو أبناءهم في عقر دارهم فقالوا: يا رسول الله؛ ما رضينا قط بعدو يدخل علينا المدينة ونحن في ذل الجاهلية، أفنرضى به اليوم ونحن في عزة الإسلام؟! كلا يا رسول الله؛ يجب أن نخرج لمواجهة العدو قبل أن يدخل المدينة.

ورغم أنه صلى الله عليه وسلم يميل إلى الرأي الأول، البقاء والمواجهة داخل المدينة، تنازل عن رأيه وأخذ برأي الأغلبية، فخرج لمواجهة العدو بسفح جبل أحد، بجيش قوامه ألف مقاتل، مقابل ثلاثة آلاف من المشركين؛ ولكن قبيل بداية المعركة خان المنافقون -وهم ثلاثمائة ثلث جيس- الرسول صلى الله عليه وسلم فرجعوا، ظنا منهم أن المسلمين سينتهي أمرهم في هذه المعركة وهم قلة لا يتجاوزون سبعمائة، رجع المنافقون خائفين ومتخلفين عن المشاركة، يقودهم رئيسهم عبد الله بن أبي وهو يقول معرضا بالنبي صلى الله عليه وسلم: عصاني وأطاع الولدان، علام نقتل أنفسنا، يقصد بذلك حين قبل صلى الله عليه وسلم رأي الشباب لأنهم الأغلبية.

وهذه هي حالة المنافقين الخائنين أدعياء الإسلام، دائما يتحينون الفرص ليضربوا ضربتهم القاضية المتخاذلة الجبانة، ولا يوجد داء أخطر على الأمة من المنافقين الأدعياء، الذين يدعون الإسلام وهو منهم براء، والأمة المسلمة ما تعاني إلا من أمثال هؤلاء، لأنهم يحاربون الإسلام باسم الإسلام، ونحن اليوم لا نخاف على الإسلام من أعدائه بالقدر الذي نخاف عليه من أدعيائه. وبسبعمائة مقابل ثلاثة آلاف بدأت غزوة أحد فوقعت عبر مرحلتين:

المرحلة الأولى هي:
مرحلة وحدة الصف، وامتثال الأوامر التي بدأت حينما اختار الرسول صلى الله عليه وسلم خمسين من الذين يجيدون الرمي بالسهام والنبال، وحدد لهم مكانا يسمى إلى الآن جبل الرماة، يحمون ظهر جيش الإسلام لئلا يباغته العدو من حيث لا يشعر، ثم أمرهم بأوامر صارمة؛ ألا يبرحوا مكانهم حتى يأذن لهم، وألا ينزلوا م
نه على أية حال؛ سواء انتصر المسلمو

ن أم انهزموا، ورغم هذا التفوق الكبير لجيش المشركين انتصر عليهم المسلمون في الشوط الأول من المعركة.

المرحلة الثانية هي:
مرحلة الاختلاف وعصيان الأوامر التي بدأت بمخالفة الرماة الخمسين، الذين أمرهم الرسول صلى الله عليه وسلم بعدم مغادرة مكانهم على أية حال، حتى تأتيهم منه صلى الله عليه وسلم أوامر جديدة؛ فقد خالفوا أوامره صلى الله عليه وسلم فنزلوا حين رأوا أن المشركين قد فروا وانهزموا، ورأوا نصرَ المؤمنين، ولاحَت الغنائمُ، ثارَ في نفوسِ بعضِهم حبُّ الدنيا، فغادروا مواقعَهم، يبغون الغنائمَ والأسلابَ، وأن المسلمين يجمعون الغنائم فيستأثرون بها دونهم وتركوا مراكزَهم التي أمرهم رسولُ اللهِ  صلى الله عليه  وسلم  بحفظها وقالوا: يا قومُ، الغنيمةَ، فذكَّرهم أميرُهم عهدَ رسولِ الله  صلى الله عليه  وسلم  فلم يسمعوا، وظنوا أن ليس للمشركين رجعةٌ، فأخلوا الثغرَ، فأخلوا المكان الاستراتيجي الذي حدده لهم النبي صلى الله عليه وسلم! فماذا كانت النتيجة؟

لقد دارت المعركة ضد المسلمين بعد أن كانت لصالحهم وانقلبت الكفَّةُ لصالحِ المشركين وسرعان ما انقلبَ النصرُ خسارة تحملُ معاني التأديب والتربية العظيمة ورأى خالد بن الوليد - وهو قائد مَيْمنة المشركين في حينها - قبل أن يدخلَ الإسلام ما عَرضَ لجنود محمد - صلى الله عليه وسلم - من التشاغُل، وكان يرصد الأمرَ عن كثب، يترقَّب ظهور مناسبة تمكنِّه من نجْدة قومِه، فإذا هو يدور من رواء الشِّعب ليفاجئ رُماة المسلمين وقد اختلفوا فيما بينهم، واندفعَ أكثرُهم إلى معسكر قريش يشاركون إخوانهم في الغنائم، فلم يبقَ منهم في مركز الدفاع إلا دون العشرة من المؤمنين، أبوا أن يفارقوا المكانَ الذي أمرَهم رسولُ الله بالْتزامه مَهْمَا كانت النتائج! ووالله هنيئًا لهم.

فَكَرَّ فرسانُ قريشٍ من ذلك الموقع الاستراتيجي لما رأوْا الثَّغرَ خالياً فأحاطوا بالمسلمين، وأتوهم من حيث لم يحتسبوا، فارتبكت صفوفُ المسلمين فاختلط أمرهم وتلك الأيامُ نداولها بينَ الناسِ، قد جعلَ اللهُ لكلِّ شيءٍ قَدْراً، فقُتلَ سبعون من الصحابةِ رضي الله عنهم، منهم حمزةُ، عمُّ رسولِ الله وأسدُ اللهِ ورسولِه صلى الله عليه  وسلم فحزن المسلمون لذلك أشدَّ الحزنِ، حتى قال كعبُ بنُ مالكٍ  رضي الله عنه : 
بكت عيني وحقَّ لها بكاها
وما يغني البكاءُ ولا العويلُ
على أسدِ الإلهِ غداةَ قالوا
أحمزةُ، ذاكم الرجُـلُ القتيلُ
أصيب المسلمون به جميعاً
هناك وقد أصيبَ به الرسولُ 

وكسرت أسنانه صلى الله عليه وسلم ، وجرح في رأسه ووجهه بضربات العدو، وأصيب بنزيف دموي حتى فقد القدرة على القيام، كل ذلك بسبب مخالفة الخمسين أوامر الرسول صلى الله عليه وسلم .

ومن خلال هذه الأحداث نتعلم أن المنافقين في هذه الغزوة خانوا وخافوا فتخلفوا، وأن الرماة المسلمين خالفوا؛ كما نتعلم أيضا أن من كانوا سببا في هزيمة الأمة عبر التاريخ هم هؤلاء الأربعة: الخائن والخائف والمتخلف والمخالف.

فالخائن هو المنافق الذي يضرب ضربته في الوقت المناسب من حيث لا تشعر الناس.

والخائف هو المستأسد على الضعفاء من أهله والجبان أمام الأقوياء من عدوه وقديما قيل: أسد علي وفي الحروب نعامة.
والمتخلف هو كل من تخلف عن المشاركة والدفاع عن الحق حسب قدرته ومسؤوليته «من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان».
والمخالف هو من ترك أوامر قائده فيحدث الفوضى في مجتمعه وأهله وبلده.
عــــباد اللـــه :
حينما نلقي نظرة على وقائع الواقع اليوم نجد أن الهزيمة والأضرار التي تتخبط فيها الأمة المسلمة اليوم؛ سواء اجتماعية كانت أو اقتصادية أو إعلامية أو أخلاقية أو دينية إنما جاءتنا من الأربعة، الخائن والخائف والمتخلف والمخالف، فلينظر الإنسان مم خلق؟ والمتتبع لمأساة غزة يرى ذلك واضحا في مركبات أحداثها. والواقع لا يَكْذِب ولا يُكَذَّب { إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ}...

قلت ما سمعتم وأستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفره إنه هو الغفور الرحيم .


الخطبــــة.الثانيــــة.cc
الحمدلله رب العالمين، والصلاة والسلام على امام المرسلين وسيد المتقين نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين .

أمــــا بعــــد - عباد الله :
لقد كان يومُ الصحابة يوم أُحُد امتحانًا صارمًا، حافلاً بالدروس الربَّانيَّة .

أولا : ففي هذا اليوم تعلموا أنَّ معارك الإيمان لا تُكْسَب إلا بالنظام والطاعة المطْلَقة لله ولرسوله، وأنَّ على المؤمنين أن يَسْمُوا بأرواحِهم، فلا يشغلهم طلبُ الغنيمة عن رضوان الله، فإذا انحرفَ ببعضهم هوى الدنيا عن هدفِ الإيمان، كان ذلك عُدوانًا على سلامة المجموع، وتحطيمًا لنظام الوحدة بين المؤمنين، كالشرارة الصغيرة تضرمُ الحريقَ الشامل المروّع، ومن هنا تأتي السماء بتأديبها الرهيب، تعمُّ به البريء والخاطئ، لا تستثن
ي أحدًا؛ لأنها تَعْتبرُ الجميعَ وحدة

كاملة، كلّ جزْءٍ مسؤول عن كلِّ جزْء.

ولقد كانت معصية الرماة سببًا للهزيمة في أحد؛ ليعلم المسلمون خطورة المعصية، وخطورة الأثرة بالرأي والفعل. 

وكان من نتائج هذا كله هزةٌ في النفوس، وصدمةٌ لعلها لم تكن متوقعةً بعد النصر العجيب في بدر، حتى قال المسلمون حين أصابهم ما أصابهم: "أنَّى هذا؟"، وكيف تجري الأمور معنا هكذا ونحن المسلمون؟! وعزا الله تعالى هذه المصيبة التي أصابتهم إلى أنفسهم؛ لأنها كانت بسبب ما كسبوا من العصيان الذي هو أكبر سبب للهزيمة في المعارك فقال سبحانه: ﴿ أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ [آل عمران: 165].

فإذا كان النصر قد تخلف في غزوة أحد بسبب معصية واحدة؛ فهل يستحق المسلمون النصر على أعدائهم، وتأييد الله تعالى لهم وفيهم من العُصاة ألوف بل ملايين، وفيهم من أنواع المعاصي والموبقات ما لا يعلمه إلا الله تعالى؟! معاص في البيوت والأسواق، معاص في الرجال والنساء، معاص في الشيب والشباب، معاص في الإعلام والتعليم والسياسة والاقتصاد، وفي كثير من شؤونهم.

وكم تحتاج الأمة المُسْلِمَة في هذا العصر الذي تكالبت فيه عليها اللأواء والمحن، واجتمع الشر كله من كفار ومنافقين؛ لإنهاء حياتها بإقصاء دينها، وفرض الكفر والنفاق عليها، تحتاج إلى صدق التوجه إلى الله تعالى وترك المعاصي والمحرمات، والاجتهاد في الطاعات، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والدعوة إلى الله تعالى حتى لا نكون نحن سببًا في تخلف نصر الله تعالى عن الأمة المسلمة، فمن نصر دين الله تعالى استحق النصر العظيم، والفتح المبين: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ ﴾ [محمد: 7].

وإن اختار المسلمون طريقًا غير ذلك، فبقوا على عصيانهم، وتخلفوا عن طاعة ربهم؛ فإن العاقبة ستكون أليمة، والمصيبة عظيمة، ﴿ وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ ﴾ [محمد: 38].

فانصروا الله عباد الله :
بإقامة دينه، والتزام طاعته، والبعد عن معصيته؛ ينصركم على أعدائكم. أصلحوا بيوتكم وأولادكم، وانشروا الصلاح فيما بينكم فإنكم إن حققتم ذلك نصرتم على عدوكم، وإن حققه بعضكم، وتخلف الآخرون؛ فقد برئت ذمة الذين أصلحوا أنفسهم، ولن يعذبهم الله في الآخرة بذنوب غيرهم.

* ثانيا تعلموا كذلك أن من أسباب الهزيمة الانشغال بالدُّنيا وزخارفِها وبهرجِها، مثل ما حصَل من الانشغال بالغنائم، حيث حكَى الله عنهم في قوله سبحانه: ﴿مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآخِرَةَ﴾ [آل عمران: 152].
ولا شكَّ أنَّ الانغماس في الدنيا ولذَّاتها يفوِّت على المسلمين مصالحَ عظيمة، ويُجرِّئ عليهم عدوَّهم.

* ثالثا وايضا تعلموا أن من أسبا الهزيمة التنازُع والتفرُّق، حيث كانا سببًا في نكسةِ المسلمين يوم أُحد، حين اختلفَ الرُّماة مع قائدهم عبدالله بن جبير الأنصاري، وخالفوا أمْره وأمْر رسول الله - صلى الله عليه وسلم وصدق الله العظيم إذ قال: ﴿ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ﴾ [الأنفال: 46].

فالنزاع بين المسلمين هو بداية الفشلِ، وذَهاب الريح والقوِّة، ولَمَّا يتعاقب النزاعُ ويزداد تتعاقب الهزائم، وترى الجمع قد ضَعُفَ، والقوة قد خارتْ، والعزائم قد انهارتْ، أمَّا الوحدة فلا تعرف إلا النَّصر لحياتها حليفًا، وهذا ما أرْشدنا إليه القران الكريم وسُنَّة رسوله الأمين - صلى الله عليه وسلم.
ولا تنازعوا: ففي الفُرقة والنزاع تبعثَر الجهود، وفي الألفة والاتفاق صفاء القلوب، فاحذروا من تفرق الكلمة والاختلاف فهما الهزيمة، ( وَلاَ تَنَـازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ)[3]
ونكمل بقية الدروس والعبر من غزوة أحد الجمعة القادمة إن شاء الله

وصلوا وسلموا على نبيكم، كما أمركم بذلك ربكم (إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما)
اللهم صلِّ وسلِّم وزِد وبارِك على عبدك ورسولِك محمدٍ، وعلى آله الطيبين الطاهرين، وارضَ اللهم عن صحابةِ رسولِك أجمعين، ومن تبِعَهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.

اللهم لا تدع لنا في هذا المقام ذنبا إلا غفرته ولا دينا إلا قضيته ولا مريضا إلا شفيته ولا حاجة من حوائج الدنيا الا سهلتها وقضيتها يارب العالمين
الله من حضر هذه الجمعة فاغفر له ولوالديه وافتح لسماع الموعظة قلبه وأذنيه
اللهم احفظ بلادنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن .

اللهم من أراد ببلادنا خيرا فوفقه الى كل خير ومن أراد ببلادنا شرا فاجعل كيده في نحره واجعل تدبيره في تدميره واجعل الدائرة عليه يا رب العالمين
اللهم لا ترفع له راية ولا تحقق له في وطننا الحبيب غاية
واجعله لمن خلفه عبرة وآية
اللهم استر

عوراتنا وآمن روعاتنا واحفظ بلادنا واقض ديوننا واشف أمراضنا وعافنا واعف عنا وأكرمنا ولا تهنا وآثرنا ولا تؤاثر علينا وارحم موتانا واغفر لنا ولوالدينا وأصلح أحوالنا وأحسن ختامنا يارب العالمين

إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربي وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون فاذكروا الله العظيم يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم ولذكر الله اكبر واقم الصلاة .

=========================
🎤
خطبة.الجمعة.بعنوان.cc
الأقـــصــــــى فـــي خـــطــــــــــر
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌

الخطبـــة.الاولـــى.cc
الحمد لله نصير عباده المؤمنين وولي اولياءه المتقين...
الحمد لله قاصم الجبارين والمتكبرين.... لا اله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير... لا اله إلا الله نصر عبده وأعز جنده وهزم الأحزاب وحده.... والصلاة والسلام على إمام الموحدين وسيد الأنبياء والمرسلين وقائد الغر المحجلين نبينا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ، وعلى آله الطاهرين وصحبه الطيبين ومن تبعهم بإحسان الى يوم الدين ،،، أما بعد

فاتقوا الله عباد الله فإن تقوى الله تُّفرج الكربات وتستجلب البركات وتستنصر رب البريات "ان الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون" يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما" .

معاشر المؤمنين ..
نكبات المسجد الاقصى تمر علينا كل عام، فتحترق قلوبنا غضبا من هذه النكبات المؤلمة التي كانت تتكرر ما بين فترة وأخرى وكأنها طعنات في قلب الأمة الإسلامية، فلن ننس ذكرى إحراق المسجد الأقصى على يد يهودي صهيوني عام ألف وتسعمائة وتسعة وستين ميلادية ، حين التهمت النار أجزاء هامة منه كمنبر صلاح الدين الايوبي محرر الأقصى من الصليبيين، في اعتداء آثم لازالت ذكراه تؤلم قلوب المسلمين ،حتى دنس الصهاينة ارض المسجد الأقصى قبل فترة ليست بالبعيدة وذلك بإقامة صلواتهم الباطلة كما يزعمون ، وتستمر سلسلة الاعتداءات الآثمة المتكررة لاستهداف وتهويد المكان المقدس وبناء هيكلهم المزعوم ، أنها النار التي لا زالت تلتهم الأقصى والقدس والمقدسيين حتى الآن.

انها نار الكيد الصهيوني لتدنيس المسجد وتهويد القدس، فلا زالت حرب الاقتحامات والمصادرة لأملاك المقدسيين والتهويد والاغتصاب العنصري مستمرة، ولا زال المقدسيون يعانون، ولا زال الأقصى يعاني من محاولات عزله عن أهله، وآخرها منع المسلمين من الصلاة فيه ، واغلاق بواباته أمامهم، ووضع كاميرات المراقبة في ساحاته والاعتداء على كل من يحاول الاقتراب من بواباته وغيرها من المكائد والمؤامرة على مقداسات الامة الاسلامية في فلسطين. ...

عـــباد الله :
انه الأقصى أولى القبلتين ومسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعراجه الى السموات العلا، وموضع إمامته للصلاة بالأنبياء عليهم الصلاة والسلام،قال تعالى :" سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام الى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا انه هو السميع البصير"

واستهداف الأقصى عباد الله
لم يمنع المسلمين من الدفاع عنه، فقد شهدت ساحاته والساحات المحيطة بالقدس مواجهات قدم فيها المقدسيون المرابطون خيرة أبنائهم دفاعاً عن القدس والأقصى،رأيناهم شبابا وشيبا ،رجالا ونساء يتصدون لهجمات الصهاينة بأسلحتهم وهم عزّل الا من الإيمان والفداء والشجاعة.

معاشر المؤمنين ..
إن الأقصى في خطر محدق ، انهيارات أرضية نتيجة للحفريات أسفل الأقصى، وتشققات في ساحات الأقصى ناتجة عن عمليات الحفر المجنونة تحت بلاط الأقصى، يقول أحد خبراء الآثار الفلسطينيين، أفقنا يوماً، ولم نجد قطرة ماء في أحد آبار المسجد الأقصى، فنزلنا في البئر لنعرف السبب، فوجدنا عدداً من الصهاينة اليهود يقومون بأعمال حفريات داخل البئر وقد وصلوا له من الأسفل!

لقد أصبح أسفل المسجد الاقصى منطقة فارغة مختلة القواعد ، نتج عنها انهيارات وتشققات في ارضيته بشكل مستمر، فماذا لو تم العبث بأساسات المسجد من الذين يقومون بالحفريات، وافتعلوا انفجاراً أو هزة ما؟

كما يخطط الصهاينة لبناء جسر، لحمل شاحنات تدخل من باب المغاربة الى باحة المسجد، فما الذي ستحمله تلك الشاحنات التي يخطط لإدخالها للأقصى؟

لقد تم بالأمس القريب_عباد الله_ إحباط مخطط لتغيير أقفال ومفاتيح أحد أبواب المسجد الأقصى من قبل مجموعة من الصهاينة الذين يعملون على اقتحام المسجد بشكل مستمر، انهم يسعون-عبادالله- لتقسيم المسجد الأقصى بين اليهود والمسلمين،توطئة لتخصيص موقع لهيكلهم المزعوم ، وقد تم الإعلان عن تدريبات للقوات الخاصة الصهيونية لتسلق جدران المسجد الأقصى واقتحامه، كما انهم وضعوا-مؤخرا- مجسما لهيكلهم المزعوم في باحات المسجد الاقصى في تحد للعرب وللمسلمين جميعا ، وتأكيدا على مخططهم لهدمه وبناء الهيكل ، ثم أخيرا تم اغلاقه هذه الجمعة أمام المصلين ووضعوا الابواب الاليكترونية ونصبوا كاميرات المراقبة على ابوابه كل هذا الكيد والمكر يشير إلا أن المسجد الأقصى على خطر كبير وقريب ، خطر داهم، يهدد كيانه وبنيانه، فما الذي أعده المسلمون لمواجهة هذا المكر الصهيوني تجاه قبلتهم الاولى مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم .

نسأل الله جل وعلا أن يحمي بيته ويحفظ دينه وأن يعين الأمة على أداء واجبها والقيام بدورها لحماية الأقصى وتحريره من دنس اليهود ، ...

ايها المؤمنون :
لقد شرف الله المسجد الأقصى في قوله : " سبحان
الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله " فمجّده بهذا الوصف : "الذي باركنا حوله " وقد امر الله خليله إبراهيم عليه السلام ببنائه فبناه بعد الكعبة بأربعين عاما ، وبناه بعده أنبياء الله ، حتى فُتح لرسول الله صلى الله عليه وسلم . • وفتحه المسلمون في أيام امير المؤمنين عمر بن الخطاب ..ثم بناه عمر فجعل الصخرة خلف المصلين وبنى المسجد أمامها في مكانه الذي هو فيه الآن وهو الجامع القبلي جامع عمر بن الخطاب رضي الله عنه . • إن هذا المسجد المبارك .. يدنسه الصهاينة اليوم ..

وقد احتله الصليبيون 95 عاما حتى طهره منهم صلاح الدين الأيوبي بجيوش المسلمين . • ..ثم بعد ذلك احتلته هذه الشرذمة من اليهود الذين جاءوا من مشارق الأرض ومغاربها وأحرقوه ودنسوه وهم اليوم يقتحمونه في هذا الأسبوع ويخرجون منه المصلين ويؤذون أهله . • المسجد الأقصى أمانة في رقاب المسلمين جميعا وتشريف لأمتهم وهو مرتبط بعقيدتهم يقرأون فضله في كتاب ربهم المنزل من فوق سبع سماوات ، ويعرفون ما جاء فيه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من التشريف ؛ فقد قال تعالى فيه : " الذي باركنا حوله " وقال: " وجعلنا بينهم وبين القرى التي باركنا فيها قرىً ظاهرة " فتلك هي الارض المباركة التي قال فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم :(يوشك أن يكون خير مُهاجركم مُهاجر ابيكم إبراهيم عليه السلام وإنها تكون هجرةٌ بعد هجرةٍ) وقال :( إن الله تكفل لي بالشام تظله أجنحة الملائكة).

ايها المؤمنون :
إنَّ الغفلة عن المسجد الأقصى وما يتعرض له أمارةٌ على ضعف الإيمان وموت القلب ، ولا يجتمع حبُّ النبي صلى الله عليه وسلم وإهمال قضية المسجد الأقصى فهو مسراه صلى الله عليه وسلم وفيه أمَّ الأنبياء ؛ فارتبطت بذلك نصرة النبي صلى الله عليه وسلم ونصرة المسجد الأقصى . • لا بد من بذل الجهد في الدفاع عن المسجد الأقصى والمساهمة في ذلك فكل جهد صادق محتاج إليه ولوكان جهدا يسيرا إذا كان هو قدر استطاعتك ..فالله غني عنا وعن جهودنا كما قال تعالى :" ولو يشاء الله لانتصر منهم ولكن ليبلوَا بَعضكم ببعض "

عـــبادَ اللـــه:
ما تزال أمَّتُكم الإسلامية هدفًا للأمم الكافرة، والشعوبِ الباغية، يسعَوْن إلى إبادتها، ويحصدون خيراتِها، وينتهكون مقدساتِها، استعمَلوا كلَّ أساليب الإبادة؛ فمرةً بالإبادة الشاملة، ومرة بالحرب الفكرية، ومرة بإثارة الضغائن والأحقاد بين أبناء البلد الواحد، ولم تزل كلُّ ألوان الحرب المعاصرة تُستخدَم ضد المسلمين؛ ﴿ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ ﴾ [الأنفال: 30].
 
أيها المسلمون:
لقد رُزئتِ الأمة باليهود المعتدين في الأرض المباركة فلسطين، سَلَبَ أولئك الخونةُ من ذلك الشعب المسلمِ أرضَه، وشرَّدوه من مساكنه، واعتدَوْا على مساجده ومقدساته؛ بل وساموه سوءَ العذاب.
 
لقد تجاوَزَ الاستكبارُ اليهودي حدودَه، وبلغ طغيانُه المدى؛ سفكوا دماء الأطفال الرضَّع، والشيوخِ الركع، والنساء العزل، ولم يكتفِ العدوُّ بذلك، فتجاوز طغيانُه ووصل إلى حرمات المسلمين ومقدساتهم.
 
لقد سالتْ - عبادَ الله - دماءُ الأقصى تئنُّ قائلة: وا إسلاماه! وا إسلاماه! تطلب الغوثَ والنصرة مما تلاقيه على أيدي اليهود المعتدين

فَالنُّورُ طَالَ غِيَابُهُ
وَاللَّيْلُ مَسْدُولُ الجَنَاحْ
......
وَالقُدْسُ فِي أَسْرِ اليَهُو
دِ وَهُمْ عَلَى دَنٍّ وَرَاحْ
........
وَالمَسْجِدُ الأَقْصَى غَدَا
فِي الأَسْرِ مَغْلُولَ السَّرَاحْ
........
لِنِدَائِهِ فِي كُلِّ قَلْ
بٍ مُؤْمِنٍ وَخْزُ الرِّمَاحْ
.........
أَيْنَ الَّذِينَ يَقُودُهُمْ
لِلبَذْلِ ذَبْحٌ وَاجْتِيَاح

ايها المؤمنون:
إن قضية المسجد الأقصى قضية تجمع المسلمين كلهم ولا تفرقهم ؛ فلا يختلف فيها عربي عن عجمي ولا يختلف فيها كبير عن صغير ولا تختلف فيها امرأة عن رجل ، فهي قضية المسلمين المرتبطة بعقيدتهم ..كل من شهد ان لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله يقتنع بأن عليه أن يدفع عن المسجد الأقصى وأن يبذل جهدا من ماله ووقته وعمله ولسانه ويده في الدفاع عن هذا المسجد الذي هو أمانة رسول الله صلى الله عليه وسلم لدى الأمة إلى يوم القيامة. • وما يفعله اليهود اليوم من الاعتداء جسٌّ للنبض .. هل بقيت في هذه الأمة حياة ؟ .. فهم يرون الأمة قد قُطعت أشلاءً ومُزقت أعضاؤها .. فهم يحسبون أن هذا الوقت مناسب للقضاء على المسجد الأقصى ، ولكن هذه الأمة هي خير الأمم وقد أثنى الله عليها في غير ما آية " وكذلك جعلناكم أمة وسطا". • أرفع من هذا المنبر تحية إكبار لأخواننا المرابطين في المسجد الأقصى وعلى أبوابه.. تحية إكبار للمرابطين من الكبار والصغار وطلبة العلم والمعلمين بالمسجد الأقصى الذين صبروا وصمدوا في وجه الصهاينة وهم يطلقون عليهم الرصاص والقنابل داخل المسجد ؛ فوقفوا في وجوه الصهاينة ،

فهؤلاء المرابطون يستحقون على الأمة بهذا الموقف تشجيعا ونصرة حتى يحسوا أن من ورائهم ا
مة تتألم بآلامهم وتفرح بأفراحهم وأنهم لن يُسلموا ولن يُخذلوا . •

عـــباد الله :
يتوجب على أمراء المسلمين وولاتهم ورؤسائهم وحكامهم جميعا أن يَّتأسوا بصلاح الدين وأن تتحرك هممهم وإيمانهم وعقيدتهم وقناعتهم اليوم لإنقاذ المسجد الأقصى و ان لا يؤخروا ذلك فإن المسوفين تنقطع آمالهم بالآجال ، و إنما يربح السابقون المسارعون إلى الخيرات . • إن الله يختار من كل جيل مصطفين يكونون ورثة رسول الله صلى الله عليه وسلم يجاهدون عن ملته وينصرونه ويحملون دعوته فيبلغونها نقية كما نزلت ..كما قال غالي البصادي : • .وقامت بنصر الله أنصار دينه * وبيعت من الله النفوس النفائس . .

أقول ما تسمعون واستغفر الله لي ولكم فاستغفروه انه هو الغفور الرحيم


الخطبـــة.الثانيـــة.cc
الحمد لله الذي هدانا للإسلام وأكرمنا بالإيمان وشرفنا بالقرآن ، وأشهد الا اله الا الله وحده لا شريك له جعل امتنا خير امة أخرجت للناس،وأشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله أرسله الله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله الطاهرين وصحبه الطيبين ومن تبعهم بإحسان اما بعد ..

معاشر المؤمنين ..
اننا حين نجدد الذكريات فإننا ننشد تمييز طريق الهدى عن سبل الضلالات، وحين نتذكر الالام فاننا نجدد العزم والامال ،فقد كانت النكبات لنا تنبيها عن الغفلات وتجديدا للعزمات واستدراكا للضعف والتراجعات، والواجب على كل مسلم اليوم ان ينتصر للأقصى بما يطيق ويستطيع ولو بالكلمة والدعاء لأن اعتقاد القلب بوجوب النصرة والتبرؤ من الخذلان أمر لازم لتبرأ الذمة، يوم الوقوف بين يدي الواحد الديان .
فالجهاد والدفع واجب لتحرير الاقصى بل وفلسطين جميعها

عـــباد الله، هذا هو حكم الاسلام فلا تحرير للأقصى ولااسترجاع للحقوق المغتصبة الا بالجهاد في سبيل الله ، لانقول ذلك دغدغة للعواطف وتجاهلا للواقع بل عن عقيدة وايمان واستجابة لحكم العزيز المنان ، واستمعوا لقول ربكم أيها المسلمون لتدركوا الطريق المستقيم وتسلكوه ، قال تعالى : (( إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُور أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌالَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ ٌالَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ )) .
هؤلاء هم الموعودون بالنصر وليسوا أولياء اليهود واتباع الشيطان الذين باعوا دينهم ووطنهم ومقدساتهم بثمن بخس ،فهؤلاء ليسوا أهلا بتنزل النصر عليهم .

عـــباد الله ..
نصرة الاقصى واجبة بالدعاء والمساندة المادية التي تثبت رباط المقدسيين فهناك مشروع شد الرحال للأقصى بتسيير قوافل المصلين اليه ليكون عامرا بأهله ومشاريع الترميم والعمارة ومشاريع التعليم وغيرها من المشاريع الخيرية التي يترجم المسلم خلالها نصرته للأقصى عمليا ، كما ان الوقوف امام مخططات التطبيع مع العدو الصهيوني واجبة في ظل الضغوط والمؤمرات التي تمارسها قوى الاستكبار والعداء للاسلام ، والاوهام التي يجري وراءها عملاء الاستسلام ووكلاء الخيانة، الذين لازالوا يلهثون وراء السراب ويتذللون للصهاينة لاستجداءه، ثم هم يشهرون السلاح في وجهة المقاومة الباسلة حماية للصهاينة وامعانا في مهاوي الخيانة والعمالة، فعسى الله ان يأتي بالفتح او أمر من عنده فيصبحوا على ما أسروا في أنفسهم نادمين.

فاتقوا الله عباد الله :
وانتصروا لدينكم ومقدساتكم وأنفقوا خيرا لأنفسكم ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون ،هذا وصلوا وسلموا على من أمرتم بالصلاة والسلام عليه.

=========================
*إشراقة الصباح*
‏"وفي كُل مره إشراقة صباح
جديد تحمّل في طّيات الصباح
فُرصة جديدة للحياة"
☆ *أذكار الصباح*☆
أذكآر الصبآح | نور لِقلبك

تلاوة للقارىء : نايف السالم
https://f.top4top.net/m_567y5el13.mp3
☀️☀️
‏ *تصبيحة*
‏” بطريقة ما سيُصلح الله ما
بداخلك ، يبني حُطامك من
جديد ، يُؤنس وحدتك ، يَجبر
كسورك ؛ وبشكلٍ مباغت ستشعر
أنك بخير “🌿.

🌷 *من أقوال الرسول ﷺ*
عن أَبي هريرة رضي الله عنه قَالَ: سمعت رَسُولَ الله ﷺ يقول:
((كُلُّ أُمَّتِي مُعَافًى إلا المُجَاهِرِينَ، وَإنَّ مِنَ المُجَاهَرَةِ أَنْ يَعْمَلَ الرَّجُلُ باللَّيلِ عَمَلًا، ثُمَّ يُصْبحُ وَقَدْ سَتَرَهُ اللهُ عَلَيهِ، فَيقُولُ: يَا فُلانُ، عَمِلتُ البَارِحَةَ كَذَا وَكَذَا، وَقَدْ بَاتَ يَسْتُرُهُ رَبُّهُ، وَيُصبحُ يَكْشِفُ ستْرَ اللهِ عَنْه)).
📚مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.

‏﴿قال ما مكني فيه ربي خير﴾
﴿قال هذا رحمة من ربي﴾
من علم إن كل ما وُهب له ومُكن منه ،
من عطاء الله له ؛ تباركت له النعم .
*سنة الضحى* 🌿.
لاتغفلون عن كثرة الذكر
》 *وختاااما*《
كن متفائلًا وإن لم تجد سببًا يدعوك للتفاؤل🍃
كان قدوتك صلّى الله عليه وسلم يحبّ الفأل 💛
فاقتدِ بنبيك، وثق أن يومك سيكون سعيدًا
ﮩ•┈••✾•◆❀◆•✾••┈•ﮩ
⛅️ #إشــツـراقة_الصبـاح

◣ الاحد ◢
٢٩/ شــــ➓ــوال/ ١٤٣٨هـ
23/ يـولـيــ⑦ــو/ 2017مـ
❂:::ــــــــــــــــــ✺ـــــــــــــــــ:::❂

  {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ
غَفَّارًا}
‏الاستغفار يشرح الصدر، يجلب
الرزق، ينزل معه الغيث، تكثر به
الذرية، تغفر به الذنوب، تزول
العقوبات، يدفع الهموم،...♡
‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‏
صبــــاح الاستغفار...@
🕋🕋🕋🕋🕋🕋🕋🕋

🎤خطبة.جمعة.🎤

📖إحتياجنا إلى عون الله، ولم الشمل📖


👳🏻للشيـــخ/ زيـــد بن مســفـــر البحـــري

🎯أهداف وعناصر الخطبة :

1/ عنصرا النصر اللذان يفتقدهما المسلمون اليوم .
2/ هوانُ الإنسان وضعفُه .
3/ صفحات مشرقات تبين أسباب انتصار المسلمين الأولين .
4/ ما ينبغي عمله وقت الفتن.

📜الخطبـــة.الأولـــى.


أمــا بعـــد :

فيا عــباد الله
هناك عنصران اثنان مهمان يدندنان حول أوضاع المسلمين في هذا الزمن، هذان العنصران حريٌّ بكل مسلم أن يستمسك بهما، فما عض عليهما مسلم بنواجذه إلا ساد وعزّ وانتصر، أولهما: احتياجنا في هذا الزمن إلى قوة الله وإلى عونه.
وثانيهما: الألفة، والاتحاد، ولمّ الشمل.

هذان هما العنصران على سبيل الإيجاز.

وإليكم العنصر الأول على سبيل التفصيل: كما تعلمون -عباد الله- أن الإنسان بطبعه متعال، متكبر، عنيد، ولا يتنازع في ذلك اثنان؛ ولذا، تجدون البعض لما بلغ مرحلة من مراحل العلم، لما بلغ مكانة في العلم والقوة، عندها نسي قوة الله، وأجهر بالصراخ على نفسه يتباهى بحسن صنيعه، ويفتخر بقوة تفكيره.

لقد نسي، أو تناسى، أن الذي أوجده، أن الذي أبدعه، أن الذي منحه ذلك كله، يملك أن ينسف الدنيا في لمحة بصر، بل في ومضة عين! فمن أنت أيها الإنسان الضعيف الضئيل الهزيل؟ ألا تعلم من أنت؟ ألا تعرف كيف خُلقت؟ أنت في أول أمرك نطفة مذرة، وآخرك جيفة قذرة، وبين ذاك وذلك تحمل العذرة!.

وإن شئت أن تعرف عن نفسك المزيد فاجمع لي قلبك، وارع لي سمعك، تعرف من أنت. أنت الذي نزلت من مجرى البول مرتين! إذا نسيت الله، فأنت حفنة من التراب تُداس بالأقدام!.

ولو دخلنا معامل التحاليل الآدمية لنحلل ابن آدم، فمم يتكون؟ (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن طِينٍ) [الأنعام:2]، (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنتُم بَشَرٌ تَنتَشِرُونَ) [الروم:20].

يقول علماء الكيمياء: لو أتينا برجل وزنه مئة وأربعون رطلا، هذا الجسم يحتوي على أشياء: فيه من الكربون ما يكفي لصناعة عشرة أقلام من الرصاص، وفيه من الدهن ما يكفي لصناعة سبع قطع من الصابون، وفيه من الفسفور ما يكفي لصناعة مئة وعشرين رأس عود ثقاب، وفيه من الحديد ما يكفي لصناعة مسمار متوسط الحجم، وفيه من الماء ما يكفي برميلا يسع عشرة جالونات. فإذا ما سعَّرتَ هذه البضاعة كلها في الأسواق، فكم تساوي؟!
إنها لا تساوي عشرات الريالات! هذا هو جسد ابن آدم، إذا عصى وتكبر على الله.

لم يقل الله -جل وعلا-: فإذا سويته فقعوا له ساجدين؛ لماذا؟ لأن الطين لا يساوي شيئا، إنما قال: (فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُواْ لَهُ سَاجِدِينَ) [الحجر:29]. هذا هو جسمك يا ابن آدم، وتلك هي مكوناته!.

فيا خادم الجسم كم تشقى لخدمته
أتطلب الربح مما فيه خسرانُ؟!
أقبل على النفس فاستكمل فضائلها
فأنت بالنفس لا بالجسم إنسانُ
وامدد يديك بحبل الله معتصما
فإنه الركن إن خانتك أركانُ

إنها عقول فاسدة، ونفوس كاسدة، تلك التي لا تعطي لله قدرا، التي تسلك مسلك الحيوانات: تأكل، وتنام، وتشرب، وترعى. بل أضل! وأضل! (فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) [النور:63]. هذه هي الصفحة المظلمة.

وإليكم الصفحة المشرقة الوقّادة المضيئة، أنتقل بكم عبر صفحات التاريخ صفحة تلو الأخرى لنقف على صفحة مضيئة مشرقة وقَّادة بالإيمان، تلك الصفحة هي صفحة سيرة صحابة النبي -صلى الله عليه وسلم-. نقف أمام هذه الصفحة لنتملَّاها، ونشم عبيرها، ونستشف فوائدها.

أمةَ الإسلام هيا وابعثـي
ذكر النبيِّ وصحبه الأخيارِ
قد جاهدوا في الله حق جهـده
وتسابقوا للبذل والإيثــار
فتحوا من الأمصار كل محصنٍ
لله ما فتحوا من الأمصـار
سادوا وعزوا حين كان شعارهم
الله أكبر وهو خير شعـارِ
أخلِقْ بنــا أن نقتفي آثـارهم
فخلودنا ... في هذه الآثار

فلقد كانت معهم القوة، قوة من الله لا تُغلب، وعزيمة من الله لا تضعف، ونصر من الله لا يُهزم.

هذا خالد بن الوليد -رضي الله عنه- يقف عند حدود الفرس في عهد أبي بكر الصديق -رضي الله عنه-، يبعث برسالة إلى كسرى يضمنها قوله: "يا كسرى، أسلم تسلم، وإلا جئتك برجال يحرصون على الموت كما تحرصون أنتم على الحياة".

فوقعت الرسالة في يد كسرى فارتعد، واستنجد بمن حوله، فكانت الإجابة من بعضهم: "لا طاقة لنا بهؤلاء الرجال الذين لو أرادوا خلع الجبال لخلعوها".

فعزم حينها كسرى على مقاتلة المسلمين، واستعد للمسلمين بجيش يزيد على مائة وعشرين ألف مقاتل، بينما عدد جيوش المسلمين لا يزيد على الثلاثين ألفاً.

فلما رأى خالد تلك الجيوش الجرارة أرسل إلى أبي بكر الصديق يطلب منه المدد، فأرسل إليه أبو بكر الصديق رسالة مع القعقاع بن عمرو، فلما فتحها خالد إذا بها: "من عبد الله أبي بكر الصديق إلى سيف الله المسلول خالد بن الوليد، لقد بعثت إليّ تطلب المدد، وإني أرسلت إليك المدد، أر
سلت إليك القعقاع بن عمرو، ولعلك تقول؟ ماذا يصنع القعقاع بن عمرو؟... -لا إله إلا الله! أرسل إليه فردا واحدا، بعث إليه شخصا واحدا!- ولعلك تقول يا خالد: ماذا يصنع القعقاع بن عمرو؟ ولكني أقول: إن جيشا فيه القعقاع بن عمرو لن يُهزم -بإذن الله- أبدا".

بل ذكر ابن حجر في الإصابة في ترجمة القعقاع أن أبا بكر قال: "لَصوت القعقاع في الجيش خير من ألف رجل"! فطوى خالد الرسالة، واستعان بالله على قتالهم.

وكانت العادة آنذاك أن تُجرى مبارزة بين القائدين، فقال قائد الفرس لبعض جنده: إذا شغلتُ خالدا بالمبارزة فاعمدوا إلى طعنه من الخلف، وتبارز القائدان، والجنود وراءه لينفذوا جريمتهم، فما الذي جرى؟ ما الذي حدث؟ أطعن خالد؟ أم ماذا؟ الذي جرى، الذي حدث هو ما وقف له التاريخ مفتخرا بصحابة النبي -صلى الله عليه وسلم-!... إذا بالقعقاع يسقط هؤلاء الجنود فردا فردا! "إن جيشا فيه القعقاع بن عمرو لن يُهزم -بإذن الله- أبدا".

إذا رأيت نيوب الليث بارزة
فلا تظنن أن الليث يبتسمُ
وما انتفاع أخي الدنيا بناظره
إذا استوت عنده الأنوار والظُّلَم
كم تطلبون لنا عيبا فيعجزكم
ويكره الله ما تأتون والكرم
ما أبعد العيب والنقصان (عن ملأٍ
هم الثريا) وذان الشيب والهرم

إنه الإيمان! فالإيمان ليس كلمة تقال وكفى، فالإيمان يحتاج إلى جهد، يحتاج إلى عمل، يحتاج إلى صبر.

في غزوة الخندق يخرج عمرو بن ود مفتخرا بقوته، ينادي في جموع المسلمين: ألا من مبارز؟ أين جنتكم التي تطلبونها؟ فيقول علي-رضي الله عنه-: أنا لها! فلما تقدم نحوه، نظر إليه بنظرات الاحتقار، وقال: من أنت؟ فأجاب بعزة: أنا علي بن أبي طالب، فقال عمرو بن ود: ليتقدم من هو أسن منك، فإني أكره أن أهرق دمك، فقال علي: لكني لا أكره أن أهرق دمك! فغضب عمرو بن ود، وتبارزا، وإذا بعلي فوق صدره قد قطع رأسه، وتقاطر الدم من ثيابه.

هو من؟ علي بن أبي طالب. صهر من؟ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. زوجته من؟ فاطمة!
هي بنت مَن هي أمّ مَن
من ذا يساوي في الأنام علاها
أما أبوها فهو أشرف مرسل
جبريل بالتوحيد قد رباها
وعليّ زوج لا تسل عنه سوى
سيف غدا بيمينه تياها

انظروا، واسمعوا إلى هؤلاء الأخيار الذين تمسكوا بدينهم فسادوا، وعزوا: هذا عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، كما ذكر ذلك البيهقي في دلائل النبوة، وحسّن إسناده ابن كثير، والألباني، رحمهما الله، هذا عمر بن الخطاب على المنبر ينادي فيقول: "يا سارية، الجبلَ الجبلَ!" ينادي مَن؟ ينادي قائده، وهو في المدينة، وقائده سارية بن زُنيم في أقصى العراق، يناديه ليلزم الجبل. فهل سمعوا نداءه؟ هل سمعوا تحذيره؟ من كان الله معه فو الموفَّق، فهو المسدد؛ إذا بالجيش يسمع تحذير عمر، فلزموا الجبل، وكان العدو سيأخذ مكانهم إن تركوه.

بل يؤتى إليه برجل قد سرق، فقال هذا السارق: أستحلفك بالله أن تعفو عني فإنها أول مرة!
فقال عمر -رضي الله عنه-: كذبت، ليست هي المرة الأولى! فأراد الرجل أن تثار الظنون حول عمر، فقال له: أكنت تعلم الغيب؟ فقال عمر: لا، ولكني علمت أن الله لا يفضح عبده من أول مرة؛ فقُطعت يد الرجل، فتبعه علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- فقال: أستحلفك بالله؛ أهي أول مرة؟! فقال: والله إنها هي الحادية والعشرون!.

إذا المرء لم يدنس من اللؤم عرضه
فكل رداء يرتديه جميل
وإن هو لم يحمل على النفس ضيمها
فليس إلى حسن الثناء جميل
تعيرنا أنا قليل عديدنا
فقلت لها: إن الكرام قليل
وما قل من كانت بقاياه مثلنا
شباب تسامى للعلا وكهولُ
وما ضرنا أنّا قليل وجارنا
عزيز وجار الأكثرين ذليل
سلي إن جهلت الناس عنا وعنهمُ
فليس سواء عالم وجهول

والغرض -عباد الله- من هذه القصص [تبيين] أن تلك الطائفة سارت حيث أراد الله، فأمدها الله بقوة لا تضعف، وبنصر لا يُهزم.

لما كانت تلك هي سماتهم، لما كانت تلك هي علاقاتهم مع ربهم، لم تستطع الدنيا أن تسلب منهم شيئا. فمعهم من؟ معهم الله! الذي:
لا سِنَة في طوال الليل تأخذه
ولا ينام ولا في أمره فندُ

وإلى هنا، وما أدراك ما هنا، هنا نأتي إلى نهاية الحديث عن العنصر الأول.

أقول ما تسمعون، وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه وتوبوا إليه؛ إن ربي كان توابا رحيما.

🔵🔵🔵🔵🔵🔵🔵🔵

📜الخطبـــة.الثانيـــة.


الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين،
وأشهد أن لا إله إلا الله ولي الصالحين،
وأشهد أن محمدا عبده ورسوله إمام المهتدين المقتدين، صلى الله عليه وعلى آله، وصحابته، وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين.


أما بعد:
فيا عباد الله، نأتي إلى العنصر الثاني الذي نحتاج إليه في هذا الزمن، وهو: الألفة والاتحاد ولمّ الشمل؟.

يقول النبي -صلى الله عليه وسلم- كما في صحيح مسلم، وللبخاري نحوه: "مثل المؤمنين في توادهم، وتراحمهم، وتعاطفهم، كمثل الجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى".

وما آخى النبي -صلى الله عليه وسلم- بين المهاجرين والأنصار إلا وهو يعرف فوائد الاتحاد ولم ال
شم، وما استاء الأعداء من شيء استياءهم من اتحاد المسلمين! وهل فُتحت البلاد، وظهر الإسلام إلا بالاتحاد؟! وهل أصبح المسلمون آنذاك أقوياء أعزاء شرفاء علماء سادة للدين والدنيا إلا بالاتحاد؟!.

لقد كان المسلمون في منتهى العزة، يخافهم الزعماء، ويخشى من بأسهم الرؤساء، حتى تفرقوا شيعا وأحزابا، وتعددت مذاهبهم خطأ وصوابا، وكلٌّ يكيد لغيره؛ بل قد يكفره والعياذ بالله!.

ولقد عجبنا -وما لنا لا نعجب- كيف يختلف المسلمون ودينهم التوحيد؟! كيف يفترقون وهم يعلمون ما في الفرقة من الفساد؟! فيم الفرقة؟ فيم الشقاق؟ فيم البغضاء؟ فيم الشحناء؟ والإسلام ديننا، وعقيدة التوحيد شريعتنا.

فيم الفرقة؟ والنبي -صلى الله عليه وسلم- قال – كما في المسند -: "الجماعة رحمة، والفرقة عذاب"! أين ما أملت عليه شريعتنا من أواصر المحبة والحنان؟!.

أين نحن من ذلكم الرجل المهاجر الذي يترك دينه ووطنه، ويفر بدينه، وإذا بأمامه أبناء الإسلام، فتيان يثرب، كلهم شوق بمقدمه. ما كان بينهم وشيجة صهر أو عمومة، وما ربطت بينهم منفعة أو مصلحة؛ إنما هي عقيدة الإسلام! وما هو إلا أن يحط رحله عند المسجد حتى يلتف به الغر الميامين، كلهم يدعوه إلى بيته، يفديه بنفسه وماله.

حتى ذكر البخاري في صحيحه أنه ما من مهاجري إلا نزل على أنصاري بقرعة، فخُلد هذا الفضل أبد الدهر، بل ظل غرة مشرقة في جبين الزمان! (وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ) [الحشر:9].

يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-، كما في الصحيحين: "إن الأشعريين إذا أرملوا في الغزو، أو فني طعامهم، أو قل طعام عيالهم في المدينة، جمعوا ما كان عندهم في إناء واحد ثم اقتسموه، فأنا منهم وهم مني".

وأنت، إذا قرأت وطالعت سير السلف من أبناء الصحابة، تجد ما يقر عينك، ويبهج سمعك، ويثلج صدرك.

تجد رابطة الإخاء في الإسلام، تلك الرابطة التي قادتهم إلى النصر في الدنيا، وإلى الرضوان في الآخرة، وهي كفيلة في هذا الزمن أن تقودهم إليهما!.

فلن يتبدد الظلام، ولن يسود الأمن والأمان، إلا في ظل الإسلام وتشريعاته؛ يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-، كما في صحيح مسلم: "لم يكن نبي قبلي إلا كان حقا عليه أن يدل أمته خير ما يعلمه لهم، وينذرهم شر ما يعلمه لهم، وإن أمتكم هذه جُعلت عافيتها في أولها -أي: سلامتها من الفتن- وسيصيب آخرها بلاء وفتن، وأمور تنكرونها، تأتي فتن يرقق بعضها بعضا، يقول المؤمن: هذه الفتن مهلكتي مهلكتي! ثم تنكشف، وتأتي أخرى فيقول: هذه هذه! فمن أحب أن يُزحزح عن النار، وأن يُدخَل الجنة، فلتأته منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر، وليأت إلى الناس -أي: ليعامل الناس- بمثل ما يحب أن يُؤتى إليه، ومن بايع إماما فأعطاه صفقة يده، وثمرة فؤاده، فليطعه ما استطاع، فإن جاء آخر ينازعه فاضربوا عنق الآخر".


🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
🕋🕋🕋🕋🕋🕋🕋🕋

🎤خطبـةجمعــة🎤

📖الــوحــــــــــدة الإســـــــــــلامـيــــة📖

👳🏻للشيخ/ عبد العـزيز بن محمـد القنام


📜الخطبة الأولى


أما بعد:

فبالوحدة الإسلامية والأخوة الإيمانية سطعت شمس الإسلام على العالم، وامتدت فتوحاته في الشرق والغرب، وخضعت له دول وممالك قرونا طويلة من الزمان. وبغياب الوحدة الإسلامية والأخوة الإيمانية انحلت عرانا، ووهنت قوانا، وتداعت علينا الأمم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها.
والحق أن الأمة الإسلامية تملك من أسباب الوحدة وأواصر الأخوة وقوة الإرادة وإصرار العزيمة ما يجعلها قادرة على تجاوز هذه المحن وتغيير هذا الواقع.

وأول خطوة يجب أن نقوم بها في الطريق إلى تحقيق الوحدة والتحقق بها هي تعميق الإحساس والشعور بالأسس والأصول الإيمانية للوحدة الإسلامية من الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره، قال تعالى: إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون [الأنبياء:92]، وقال تعالى: آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملآئكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير [البقرة:285]، وقال رسول الله في تعريف الإيمان: ((أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره)). إن هذه الأسس والأصول أوثق وأكبر ضمان للوحدة المنشودة إلى آخر الدهر، ومن ثم يجب تعميق الإحساس والشعور بها.

والخطوة الثانية ـ
أيها الإخوة المؤمنون ـ التي يجب أن نقوم بها في الطريق إلى تحقيق الوحدة والتحقق بها هي العمل على ائتلاف القلوب والمشاعر وإذكاء وإنماء عاطفة الحب والتراحم. لقد كان تأليف القلوب باب الإسلام إلى تحقيق نعمة الوحدة والأخوة بين المؤمنين، ومن ثم إلى تحقيق النصر المبين، قال تعالى: واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون [آل عمران:103]،
وقال تعالى: وإن يريدوا أن يخدعوك فإن حسبك الله هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين وألف بين قلوبهم لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم إنه عزيز حكيم [الأنفال:62، 63].
والإسلام الذي فعل هذا بالأمس وأطفأ نار العداوة بين الأوس والخزرج وأنقذ الأمة من شفا حفرة من النار قادر على أن يفعل مثله اليوم؛ لأن ائتلاف القلوب والمشاعر والاصطباغ بصبغة التواد والتراحم والتعاطف سمة من سمات المؤمنين وخصيصة من خصائص الإيمان، وفي الحديث الشريف عن رسول الله : ((مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى))، وقال رسول الله : ((المؤمن يألف ويؤلف، ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف))، وقال رسول الله : ((لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه)). بهذا الحب وبهذا التآلف وبهذا التراحم والتعاطف تتحقق الوحدة الإسلامية والأخوة الإيمانية، وبغير هذا لا تقوم وحدة ولا تتحقق أخوة.

والخطوة الثالثة ـ عباد الله ـ التي يجب أن نقوم بها على طريق تحقيق الوحدة الإسلامية والتحقق بها هي إحياء الأخوة الحقة التي تثمر الحب والإيثار والتعاون والتناصر المؤثر الفعال، قال تعالى:
إنما المؤمنون إخوة [الحجرات:10]،
وقال تعالى: وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب [المائدة:2].

وتعالوا بنا ـ أيها الإخوة المؤمنون ـ نتأمل صورة المجتمع الإسلامي الأول؛ لنرى كيف بنى رسول الله وحدته الإسلامية وأخوته الإيمانية على خلق الحب والإيثار. قال تعالى: للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلا من الله ورضوانا وينصرون الله ورسوله أولئك هم الصادقون والذين تبوؤوا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون والذين جاؤوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم [الحشر:8-10].

وقد طالبنا القرآن الكريم ـ أيها الإخوة المؤمنون ـ بإحكام الوحدة الإسلامية وتأصيلها وتفعيلها بالتآزر والتناصر بين المؤمنين، ولفت أنظارنا إلى أن أعداءنا يوالي بعضهم بعضا، وحذرنا من التفريط في هذه الموالاة، وبصرنا بالعواقب الوخيمة والنتائج السيئة المترتبة على ترك التناصر والموالاة، قال تعالى: وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر إلا على قوم بينكم وبينهم ميثاق والله بما تعملون بصير والذين كفروا بعضهم أولياء بعض إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير [الأنفال:72-73]،
وفي الحديث الشريف عن رسول الله : ((المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا))، وقال رسول الله : ((المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يسلمه)).


والخطوة الرابعة ـ
عب
اد الله ـ التي يجب أن نقوم بها في سبيل تحقيق الوحدة الإسلامية والتحقق بها هي أن نتسامى فوق خلافاتنا، وأن نضرب بها عرض الحائط، وأن نترفع لصالح الإسلام والوحدة الإسلامية والأخوة الإيمانية عن المصالح الشخصية والمنافع الدنيوية، قال تعالى يعظ المؤمنين في الأنفال التي اختلفوا عليها بعد انتصارهم في غزوة بدر: يسألونك عن الأنفال قل الأنفال لله والرسول فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم وأطيعوا الله ورسوله إن كنتم مؤمنين [الأنفال:1].
إن التنازع والاختلاف وفساد ذات البين يضعف الأقوياء ويهلك الضعفاء، بينما التعاضد والاتحاد وإصلاح ذات البين يصنع النصر المحقق والقوة المرهوبة،
قال تعالى: وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين [الأنفال:46]، وقال رسول الله : ((ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة؟)) قالوا: بلى يا رسول الله، قال: ((إصلاح ذات البين، فإن فساد ذات البين هي الحالقة))، وقال رسول الله : ((دب إليكم داء الأمم قبلكم: الحسد والبغضاء، هي الحالقة، لا أقول: تحلق الشعر، ولكن تحلق الدين)).


والخطوة الخامسة ـ أيها الإخوة المؤمنون ـ التي يجب أن نقوم بها في سبيل الوحدة الإسلامية والتحقق بها هي أن نتحاشى الانقسام في شأن أعدائنا؛ لأن الانقسام في شأنهم يشوه صورتنا، ويضعف قوتنا، ويصب في الأخير في مصلحتهم لا في مصلحتنا، ولذلك قال جل شأنه منكرا على المؤمنين اختلافهم في شأن المنافقين: فما لكم في المنافقين فئتين والله أركسهم بما كسبوا أتريدون أن تهدوا من أضل الله ومن يضلل الله فلن تجد له سبيلا [النساء:88] .

أيها الإخوة المؤمنون، إن الوحدة التي يقيمها الإسلام ليست عصبية من العصبيات، وليس فيها أي تهديد لأي مجتمع من المجتمعات، وإنما هي طريق وسبيل إلى بناء أمة فاضلة تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، وتؤمن بالله، وتخلف نبيها في إيصال الرحمة إلى العالمين، قال تعالى: وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين. وقد أعلن رسول الله في خطبته العالمية يوم حجة الوداع عن اعتدال الإسلام ووسطيته عندما أكد على أن الإنسانية كلها أسرة واحدة: ربها واحد، وأبوها واحد، فقال: ((إن ربكم واحد، وإن أباكم واحد)).
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم:واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون [آل عمران:103].
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، ونفعنا بهدي سيد المرسلين وبقوله القويم، أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.


🌴🌴🌴🌴🌴🌴🌴🌴

📜الخطبة الثانية:-


الحمد لله أولا وآخرا، والشكر له باطنا وظاهرا،
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،
وأشهد أن نبينا محمدا عبد الله ورسوله، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعد:
أيها الإخوة في الله، ولما للوحدة والتضامن والاجتماع والإخاء من منزلة عظيمة وآثار فريدة، ولما للفرقة والخلاف والتنازع والشقاق من آفات وأمراض كثيرة وشرور مستطيرة، فقد جاء ديننا الحنيف بالحث على التآلف والمودة واجتماع الكلمة ووحدة الصفوف والتحذير الشديد من التنافر والفرقة والشقاق والتنازع، فكان من أهم ما جاء به الإسلام بعد عقيدة التوحيد وكلمة التوحيد توحيد الكلمة ولم الشعث وجمع الشمل؛ لأن في ذلك سر بقاء أهل الإسلام، وضمانة انتصارهم على أعدائهم، وصلاح أمورهم في دينهم ودنياهم وأخراهم، روى مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه وأرضاه أن رسول الله قال: ((إن الله يرضى لكم ثلاثا: أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا، وأن تعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا، وأن تناصحوا من ولاه الله أمركم))، وقد ضمنت لهم العصمة من الخطأ عند اجتماعهم، وخيف عليهم الافتراق والاختلاف، وقد وقع ذلك في هذه الأمة فافترقت، وستفترق على ثلاث وسبعين فرقة منها فرقة ناجية إلى الجنة ومسلمة من عذاب النار، وهم الذين كانوا على ما كان عليه النبي وأصحابه.

فاتقوا الله عباد الله، وأذكوا روابط الإخاء الإسلامي بينكم، وغذوا وشائج الصدق والمحبة في مجتمعاتكم، واعلموا أنه لا علاج لداء الفرقة والخلاف والتفكك الاجتماعي إلا بتتبع أسبابه وأعراضه، والجد في القضاء عليها، يصحب ذلك نية صالحة وعزيمة صادقة ورغبة وقناعة واحتساب فيما عند الله من الأجر والثواب، وتذكر الله والدار الآخرة، وتحكيم للشرع الحق والعقل الفذ، والاعتصام بكتاب الله وسنة رسوله ،
وليكن كل واحد منكم ـ أيها المسلمون ـ جادا في علاج هذا الداء العضال،
ويكون مفتاحا للخير والفضيلة،
مغلاقا للشر والفتنة والقطيعة والرذيلة.
وقد جاء في الأحاديث الصحيحة عن النبي أنه نهى أن يهجر المسلم أخاه فوق ثلاث ليال، كما نهى عن التدابر والتقاطع والتحاسد والتباغض، وأن ا
لشيطان قد يئس أن يعبده المصلون، فعمل على التحريش بينهم، وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إن الشيطان ينزغ بينهم [الإسراء:53]،
وإنه حينما ترفع الأعمال إلى الله في كل يوم اثنين وخميس يغفر لكل عبد لا يشرك بالله شيئا، إلا رجلا كان بينه وبين أخيه شحناء، فيقول: أنظروا هذين حتى يصطلحا.
إن حقا على كل متشاحنين لا سيما من القرابة والأرحام والإخوة في الله أن يصطلحوا، وأن يجمعوا قلوبهم، وأن يتقوا الله في أنفسهم، وأن يستعيذوا بالله من نزغات الشيطان الرجيم.
فيا أيها المتشاحنون، اصطلحوا فيما بينكم، فإن متاع الدنيا قليل. ويا أيها المتخاصمون، سطروا على صفحات مجتمعاتكم أحرف الوفاء والإخاء والمحبة والوئام، أريحوا المحاكم ودور الشرطة عن الرفع بالخصومات والمشكلات، وعاهدوا ربكم أن تكونوا إخوة متحابين كما أراد الله لكم، وكما كان سلفكم الصالح رحمهم الله، فحققوا الخير لأنفسكم ومجتمعاتكم.
ألا وإن من أهم أوجه الوحدة والبعد عن الخلاف وحدة العلماء وطلبة العلم والدعاة إلى الله وائتلاف قلوبهم والتزامهم بالجماعة، وتفويت الفرص على الأعداء المتربصين، وفقه الخلاف وضوابط الحوار، والتعقل والحكمة وسلامة الصدور؛ ليتحقق لهم الخير الذي يريدون، والأمة جميعها مطالبة ـ قادتها وشعوبها علماؤها وعامتها شبابها وشيبها رجالها ونساؤها صغارها وكبارها ـ أن تجتمع على عقيدة التوحيد الصافية السليمة من لوثات الشرك والبدع وتخصيص بعض الأزمنة، لا هذا الشهر ولا غيره بعبادات لم يشرعها الله عز وجل، ولم يأت بها رسول الهدى ، ولم يسر عليها سلف هذه الأمة.
جمع الله القلوب، ووحد الصفوف، وأغاض الأعداء بتضامن المسلمين بمنه وكرمه.
ألا وصلوا وسلموا ـ رحمكم الله ـ على البشير النذير والسراج المنير، كما أمركم بذلك اللطيف الخبير، فقال عز من قائل: إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما [الأحزاب:56].
اللهم صل وسلم وبارك على نبينا وحبيبنا وقدوتنا محمد بن عبد الله، وارض اللهم عن خلفائه الراشدين، وعن الصحابة والتابعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم برحمتك يا أرحم الراحمين.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداء الدين...

=========================== ============================ ====≠=============
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
🕋🕋🕋🕋🕋🕋🕋🕋

🎤خطبةٌ جمعة🎤


📝الاعتصام بالله📝


📜الخطبةالاولى:-

إنِ الْحَمْدَ لِله نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، ونَعُوذُ بِالله مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ. (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلا و أَنْنمْ مُسْلِمُونَ) (يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًايُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)

أما بعد :
أيها الناس:
فإن المؤمن كلما ازداد إيماناً زاد من الله قرباً، وعليه توكلاً، وبه اعتصاما

إذا ادلهمت الخطوب، وتكالبت الكروب، وأظلمت الدروب، بَرَق نور اليقين، وأنار وميض الإيمان، وصدق الكريم المنان (فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً)

إذا اضطرب البحر وهاج، وتلاطم الموج وماج، وهبت الريح العاصف في الليل المظلم الداج، نادى أهل السفينة مستغيثين .. يا الله.

إذا أُغلقت الأبواب في وجوه الطالبين، وأُسدلت الستور أمام السائلين، صاحوا قائلين .. يا الله

إذا بارت الحِيَل، وضاقت السُبُل، وانتهت الآمال، وتقطعت الحبال، رفع المحتاجون أيديهم ورؤسهم وقلوبهم وأصواتهم ..
يا الله

إليه سبحانه يصعد الكلم الطيب، والدعاء الخالص، والنداء الصادق، والتفجع الوالِه

إليه تُرفع الدعوات في الصلوات، والأيدي في الحاجات، والأعين في الملمات، والأسئلة في الحادثات

من الذي يفزع إليه المكروب، ويستغيث به المنكوب، وتصمد إليه الكائنات،
وتسأله المخلوقات؟
(أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ)

هذا إبراهيم عليه الصلاة والسلام أُلقي في النار فقال حسبي الله ونعم الوكيل فقال الله عز وجل للنار: (يَا نَارُ كُونِي بَرْداً وَسَلاماً عَلَى إِبْرَاهِيمَ)
وهذا موسى عليه الصلاة والسلام لحقه فرعون وقومه حتى كادوا أن يدركوه فـ (قال أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ ، قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ) فأوحى إليه ربه أن يضرب بعصاه الصغيرة ذلك البحر الخضم العظيم، فضربه ضربة مؤمن عزيز بالله فانفلق البحر فكان فرقين (كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ)
وهذا عيسى طلبه الأشقياء ليقتلوا فرفعه الله إليه.
وذاك يونس لبث في بطن الحوت في عمق البحر في ظلمات فوقها ظلمات (فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ)
قال عز وجل: (فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ)
وذاك زكريا، بلغ من الكبر عتياً فرجى الله أن يرزقه ولداً صالحاً وكانت امرأته عاقراً فبشره الله فقال: (يَازَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيّاً)
ومن قبلهم كان يوسف سجينَ جُبٍّ، ثم رهينَ خدمةٍ، ثم أسيرَ زنزانة، فلما صبر إذا بوالده النبي الكريم وأمه وإخوته الذين رموه في الجُب، يخرون له سجداً، وإذا به يدعو ربه ويناجيه فيقول: (ربِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ)
ومن قبله أبوه إسرائيل عليه الصلاة والسلام، يفقد يوسف عشرات السنين ثم يفقد من بعده أخاه، ولكن الأمل في رحمة الله وروحه ما يزال ينعش قلبه ويصله بربه فيقول: (يَابَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ)

أما أكرم الخلق صلى الله عليه وسلـم، ففيه أعظم الأسوة، وبه أحسن القدوة
ها هو صلى الله عليه وسلم قد أُدميت قدماه، وشُج جبينه، وكُسرت ثنيته، وُرميت البريئة الكريمة زوجته، وقُتل في يوم واحد سبعون من علماء صحابته، ومات كل أبنائه، ثم تتابعت جُل بناته في حياته، ولكن الله أورثه الدرجة العالية الرفيعة التي لا ينالها إلا عبد واحد من بين كل العباد، وإذا باسمه يُردَّد بعد ذكر الله خمس مرات كل يوم على رؤوس الخلائق في كل أقطار الدنيا.
وها هو مع أصحابه الكرام، وقد أرجف المرجفون وطارت الأنباء في صفوف المخذّلين بأن العرب قد تنادوا عليهم من كل مكان ليستأصلوا شأفتهم ويبي
دوهم عن آخرهم، فصبروا واعتصموا بالل
ه، فأنزل عليه فيهم قرآناً يُتلى إلى يوم القيامة (الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيل ** فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ)
ثم أخبرهم الله عز وجل بحقيقة الأمر ليكونوا هم ومن جاء بعدهم على بصيرة، فقال: (إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ)

أيها المؤمنون:
تفويض الأمر إلى الله، والثقة بوعده، والتوكل عليه وحده، والاعتصام به وحسن الظن به، وانتظار الفرج منه: أعظم ثمرات الإيمان وأجلُّ مراتب اليقين (وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ)

فإذا تكالبت عليك يا عبدالله الحوادث، وأُغلقت في وجهك الأبواب، فلا ترج إلا الله في إزالة مصيبتك ودفع ضُرّك، ورفع بليّتك (وَإِن يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ ۖ وَإِن يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ ۚ يُصِيبُ بِهِ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ۚ وَهُوَ الْغَفُورُ الرحيم)

وإذا أدلهم ظلام الليل، ونزل الكريم إلى السماء الدنيا في ثلث الليل الآخر، فارفع إليه يديك في ذلك الوقت الذي ينادي فيه عباده فيقول: (من يسألني فاعطيه، يدعوني فاستجيب لـه، من يستغفرني فأغفر له)؟

فارفع إليه كفَّك، وقلَّب وجهك في ظلمات الليل في السماء، وناد الكريم أن يفرج عنك وعن المؤمنين، فإنه إذا قوي الرجاء، وجُمع القلب في الدعاء لم يُرد بإذن الله ذلك النداء.
فأكثر من الدعاء، ولا تستبطئ الإجابة، وأبعد عن قلبك اليأس، وادع دعاء المكروبين، كما في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (دعاء الكرب: لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السموات ورب الأرض رب العرش الكريم).
ونادِه نداء موقنٍ وقل: (يا حي يا قيوم برحمتك استغيث).
وتواضع لـه واخضع في دعائك إليه وقل: (اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين ولا إلى أحد من خلقك).

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ)
أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفر وتوبوا إليه، إنه هو الغفور الرحيم

🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌

📜 الخطبة الثانية

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد أيها المسلمون :

فإن الله عز وجل ذكر طائفة من عباده ومدحهم وبشَّرهم فقال: (فَبشّرْ عِبَادِ (*) الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ)

فما أسعدهم ببشارة الله، وما أحظاهم بالمنزلة العظيمة عند الله، يوم سمعوا قول ربهم فاتبعوه واقتدوا بنبيهم وأطاعوه .
فاسأل الله العظيم رب العرش الكريم، أن يمنَّ علينا فنكون من المتّبعين، وأن يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح، والتوفيق في أمور الدنيا والدين. اللهم آمين

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إبراهيم وعلى آل إبْرَاهِيمَ إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ،
وبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إبراهيم وعلى آل إبْرَاهِيمَ إنَّكَ حميد مجيد.

🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
⛅️ #إشــツـراقة_الصبـاح

◤ الاثنين ◥
٠١/ ذو القـ⑪ـعدة/ ١٤٣٨هـ
24/ يـولـيــ⑦ــــو/ 2017مـ
❂:::ــــــــــــــــــ✺ـــــــــــــــــ:::❂

  ‏﴿وتوكل على الحي الذي لا يموت﴾
التوكل هو الثقة باللهﷻ
وصدق التوكل أن تَثِق في الله
وفيما عند الله
فإنه أعظم وأبقى مما لديك في
دنياك.،...♡
‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‏
صبــــاح التوكل على الله...@
*إشراقة الصباح*
صباح الرضَا الذي ماوقرَ في قلبِ
مؤمنٍ إلا طابت -بإذنِ الله- دُروب
و كانت بردًا و سـلامَا💛..
يا ربّ قلوبنا بين يديك هب لها
رضاك و رضِّها.
ا *صلاة_الضحى*💭
☆ *أذكار الصباح*☆
أذكآر الصبآح | نور لِقلبك

*إشراقة*
متاعب الحياة المتكررة لا تريد منك أن تحزن بل تريد منك أن تتغير أن تصبح أكثر صبرًا وأكثر إصرار وتقدمًا .

🌹 *ومضة*🌹
‏"إِنَّا إِلَى اللَّهِ رَاغِبُونَ"
‏أيقظ في روحك رغبة دائمة إلى الله
‏ترقبا مستمراً لفضله
‏أشواقاً لا تتوقف لعطائِه
‏كِن دائماً في انتظار خيرٍ جديد !🍃
د.عبدالله بلقاسم

🎐 *فتــــوى*🎐
س/ مـا حكم حضور الأعراس التي
فيها منكرات ؟..
📌 أجاب فضيلة الشيخ / ناصر بن سليمان العمر 👇🏻
http://www.almoslim.net/node/64420

🔮 *أيـن تجــدُ قلبَـــك*َ؟...
🌲 للشيخ د/ ناصـر العمــر
https://safeshare.tv/submit?url=https%3A%2F%2Fyoutu.be%2Fc9lKWsPMfJE

》 *وختاااما*《
" 💡{فٓفرّوا إلى اللهِ} ..
هذا هو طريق النجاة الوحيد عند
الفتن واختلاط الأمور ..
وذلك بالفرار إلى كتابه تدبراً وعملاً، وحينها {يٓجعلْ لكمْ نوراً تمشونٓ به} .
📝 د/ ناصر العمـر ..
*صباحكم تياسير*🎈
ﮩ•┈••✾•◆❀◆•✾••┈•ﮩ
2024/09/27 09:22:44
Back to Top
HTML Embed Code: