Telegram Web Link
❅خطبة الجمعة القادمة ❅
٢٧/ شــــــ⑩ــــوال/ ١٤٣٨هـ
21/ يـوليــ⓻ـــو/ 2017مـ
❂:::ــــــــــــــــــ✺ـــــــــــــــــ:::❂

الدفاع عن الأقصى عقيدة
أما بعد: فأوصيكم -أيها الناس- ونفسي بتقوى الله تعالى؛ فلقد كثرت ذنوبنا، وعظمت آثامنا؛ فكانت سبب ذلنا، وتسلط الأعداء علينا، واعتدائهم على مقدساتنا، وأذيتهم لإخواننا، فتوبوا إلى الله تعالى من ذنوبكم؛ كشفا لغمتكم، ونصرا لأمتكم، ورفعا لذلكم، وجلبا لنصر ربكم ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ﴾[محمد: 7].
أيها الناس: الابتعاد عن منهج الله تعالى سبب للتخبط والضياع، وتعطيل شريعته عنوان الفشل والنزاع. والعرب أمة ما اجتمعت إلا في الإسلام، ولا يفرقها إلا تركه، ولا حلول لمشكلاتها إلا بشريعته. ولقد كان كافيا للأمة ما تجرعته خلال العقود الماضية من تجارب مخزية مرة، واستجلاب حلول مستوردة ما زادت المسلمين إلا ضعفا وذلا وتفرقا.
وقضية المسجد الأقصى هي القضية الفاضحة التي فضحت عجز المسلمين في هذا العصر عن حلها، وأبانت عن ذلهم وهوانهم على أعدائهم؛ إذ ظلوا نصف قرن وزيادة حتى يومنا هذا ألعوبة بين الدول الكبرى، والمنظمات الأممية، يتقاذفون قضيتهم كما يتقاذف الصبيان كرتهم!! وفي هذه الأيام تمنع الصلاة ويمنع الأذان في المسجد الأقصى، وليس هذا هو الاعتداء الأول على المسجد الأقصى؛ إذ سبقه اعتداءات كثيرة منذ الاحتلال هدفها النهائي: هدم مسجد المسلمين الذي أسس على التوحيد، وصلى فيه كل الأنبياء عليهم السلام، وتحويله إلى هيكل يهودي يبنى على الشعائر الشركية، والنبوءات الخرافية.
إن الأرض المباركة في الشام التي بوركت بالمسجد الأقصى لها تاريخ طويل من النزاع حول هذه البقعة، تقاتلت لأجله جيوش، وفنيت في سبيله أمم، وتنازع عليه أمة الحق وأمم الباطل منذ فتحه إلى يومنا هذا، والملاحم الكبرى في آخر الزمان ستكون في الأرض المباركة وفي أكناف بيت المقدس.
لقد كانت حادثة الإسراء والمعراج، وإمامة النبي صلى الله عليه وسلم بالأنبياء عليهم السلام في المسجد الأقصى إعلانا بأحقية المسلمين بهذه الأرض المباركة؛ لأن دينهم هو دين الأنبياء عليهم السلام، والأرض المباركة هي أرض الأنبياء، فكان أتباع الأنبياء عليهم السلام أحق بها من أعداء الأنبياء عليهم السلام، وأعداء الأنبياء هم اليهود والنصارى، وكل من لم يؤمن برسالة محمد صلى الله عليه وسلم؛ ذلك أن كل الأنبياء عليهم السلام قد أقروا له بالرسالة، وصلوا خلفه، وأُخذ عليهم الميثاق لو بعث وهم أحياء ليؤمنن به ولينصرونه ﴿وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ * فَمَنْ تَوَلَّى بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾[آل عمران: 81، 82].
فوصف الله تعالى من تولى عن الإيمان برسالة محمد صلى الله عليه وسلم بالفسق، فهل يستحق أهل الفسق أن يبقوا في البلاد التي باركها الله تعالى؟!
ولأجل ذلك سعى المسلمون في السنوات الأولى من الخلافة لفتح بيت المقدس وتطهيره من رجس عبدة الصليب وشركهم، وسُيرت الجيوش للشام في عهد عمر رضي الله عنه، حتى سقطت في أيدي المسلمين، فسافر الخليفة من المدينة لاستلام مفاتيح الأرض المقدسة، ولم يُنِبْ عنه أحدا في هذه المهمة الجليلة؛ مما يدل على ميزة هذا الفتح عن غيره من الفتوح الإسلامية الكثيرة.
لقد فتحت في عهد عمر رضي الله عنه سوريا وهي عاصمة هرقل عظيم الروم، وأكبر دولة في الأرض آنذاك، وما سار الخليفة إليها لاستلامها رغم أهميتها آنذاك، وفتحت المدائن عاصمة الفرس، التي أشتُهرت بالحضارة والعمران، وامتلأت بالأموال والخيرات، وما سار الخليفة إليها بل نقلت نفائسها وكنوزها إليه في المدينة، وفتحت بلاد كثيرة ما خرج إليها الخليفة، ولكنه خرج إلى الأرض المقدسة، وصلى فيها، وعاد بعد أن استلمها وأدخلها في حظيرة الإسلام.
ولما انتزع الصليبيون بيت المقدس في القرن الخامس ما هنئ المسلمون بعيش حتى أعادوها على يد صلاح الدين رحمه الله تعالى بعد ما يقارب تسعين سنة من احتلالها.
وفي القرن الماضي حتى اللحظة بلغ ضعف المسلمين وتفرقهم مداه، في الوقت الذي تشكلت فيه المؤسسة الصهيونية الحديثة، وأخذت تطالب بعودة اليهود إلى الأرض المقدسة لإحياء النبوءات التوراتية المحرفة، وتآزرت في سبيل تحقيق هذا الهدف الخبيث الصهيونية النصرانية مع الصهيونية اليهودية، لمواجهة المسلمين، وانتزاع الأرض المقدسة منهم، وتم لهم ذلك؛ إذ دخلت جحافل المستعمرين من صهاينة النصارى بلاد الشام، وأخضعت الأرض المقدسة لانتدابها، وأبى قائدهم إلا أن يُفصح عن الهدف الديني الصهيوني لهذا الاستعمار حين قال (الآن انتهت الحروب الصليبية).
ووقف جنرال آخر على قبر صلاح الدين رحمه الله تعالى، وضرب الضريح بسيفه قائلاً: (أنا من أحفاد الصليبيين، فأين أحفادك يا صلاح الدين؟!).
ودخلت الأمة النجسة الأرض الطاهرة المقدسة، والمسجد الأقصى لا يزال تحت حكم المسلمين، وأشعلت الحروب تلو الحروب على هذا المسجد المبارك حتى كانت النكسة التي هزمت فيها جيوش العرب فدخل المسجد الأقصى تحت حكم الصهاينة وسيطرتهم لأول مرة في تاريخ المسلمين، وفرح اليهود بذلك أشد الفرح.
وفي ما يسمى بالنكبة قبل ثمان وستون سنة، وإبَّان إعلان اليهود عن قيام دولتهم في الأرض المباركة، وجعل القدس عاصمة لها؛ حاول الأنجاس هدم المسجد الأقصى فألقت عليه قواتهم خمسا وخمسين قنبلة ولكن الله تعالى سلم.
وفي ما يسمى بالنكسة قبل ما يقارب خمسين سنة قصف اليهود المسجد المبارك بمدافع الهاون ولكن الله تعالى حفظه.
وعقب ذلك قبل ثمانية وأربعون سنة أقدم السائح اليهودي مايكل دينيس على إحراق منبر صلاح الدين وأجزاء كبيرة من المسجد.
وقصة هدم المسجد الأقصى المبارك في العقلية اليهودية ترتبط في هذا العصر بثالوث خطير يقنعهم يوما بعد يوم بالاقتراب كثيرا من مخططهم الإجرامي لتحقيق النبوءات التوراتية، وأول أركان هذا الثالوث يتمثل في تسلط قوى الاستكبار العالمي على المسلمين وبلدانهم، ودعمها المطلق للمشاريع الصهيونية، مع عجز الدول الإسلامية عن إيقاف ذلك، وإشغالها بنفسها عن مقدسات المسلمين ومساجدهم.
وثاني أركان هذا الثالوث يتمثل في انتشار المدارس والمعاهد الدينية اليهودية التي تنفخ نار الأحقاد في قلوب اليهود على المسلمين وقدسهم.
وثالث أركان الثالوث يتمثل في توطين اليهود في الأرض المباركة؛ ليكونوا وسيلة لنزول المخلص، ومن ثم إبادة المسلمين عن بكرة أبيهم في هرمجدون حسب معتقداتهم.
حمى الله تعالى المسجد الأقصى والأرض المباركة، وسائر مساجد المسلمين ومقدساتهم من كيدهم ومكرهم، وردهم على أعقابهم خاسرين خائبين، إنه سميع قريب.
أقول ما تسمعون وأستغفر الله لي ولكم...
الخطبة الثانية
أما بعد: فاتقوا الله تعالى وأطيعوه، واحذروا المعاصي فإنها سبب كل شر وبلاء وعذاب، وما نزل بلاء إلا بذنب وما رفع إلا بتوبة؛ فتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون.
إنه مع مرور الأمة الإسلاميَّة بمراحل من الضعف والهوان، فإنها لم تمرَّ بمرحلة كما هي عليه اليوم؛ إذ سامها الذل من من ضربت عليهم الذلة والمسكنة، شرذمة من اليهود المغتصبين، تحوطهم عصابات من النصارى الحاقدين، بتعاون من أصحاب المصالح الخاصة والمنافقين، يدوسون الحِمَى ويدنسونه على حين غفلة من المسلمين، ويبالغون في إهانة المقدَّسات في زمن تفريط منهم في الدين.
عباد الله: قد يتساءل البعض لماذا الحديث عن المسجد الأقصى؟ اليس فينا ما يكفينا؟ نعم... إن ما يحصل لنا وللأمة اليوم، بسبب أننا ابتعدنا عن ديننا عن عقيدتنا، فاستطاع الأعداء نخر هذه الأمة، والعمل على تمزيقها، وإيجاد الصراعات بين المسلمين أنفسهم، لتنفيذ أهدافهم ومخططاتهم وإقامة دولتهم، وفي معتقدهم أنها لن تقوم حتى يهدم المسجد الأقصى، لأنهم يعلمون أن المسجد الأقصى يرتبط بالمسلمين ارتباط عقدي.
"يَجِب أن يَعيَ العرَب والمسلِمون أنَّ ارتِباطَهم بالمسجِد الأقْصى ليس ارتباطًا انفعاليًّا عابرًا، ولا موسِميًّا مؤقَّتًا، إنَّما ارتباطُهم به عقدي؛ لأنَّ حادثة الإسْراء من المعجزات، ولأنَّ المعجزات جزءٌ من العقيدة الإسلاميَّة؛ فارتباط المسلِمين بالمسجِد هو ارتِباطٌ عقدي".
وقد جاءت شريعة الإسلام بأعظم فروضها بعد التوحيد وهي (الصلاة) متوجَّهاً بها إلى بيت المقدس؛ فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بيت المقدس بمكة ثلاثة عشر عاماً.
وبعد الهجرة إلى المدينة أيضاً سبعة عشر شهرا؛ حتى نزل القرآنُ آمراً بالتوجه إلى المسجد الحرام، والذي ارتبط ارتباطاً أزلياً بالمسجد الأقصى. ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ﴾[الإسراء: 1].
عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله. أيُّ مسجدٍ وُضِعَ في الأرضِ أوَّل؟ قال: (المسجدُ الحرَام )، قلت: ثم أي؟ قال: (المسْجِد الأقْصَى)، قلت: كَمْ بينهما؟ قال: (أربعُونَ سنة) الحديث متفق عليه.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا تُشدُّ الرِّحالُ إلا إلى ثلاثةِ مساجِد: المسجدِ الحرام والمسجِدِ الأقصَى ومَسْجِدِي هذا)الحديث أخرجه البخاري ومسلم.
قال ابن تيمية -رحمه الله-:(بدأ الخلق والأمر من مكة المكرمة، وجعل الله بيت المقدس وما حوله محشرَ خلقِه؛ فإلى بيت المقدس يعود جميع الخلق وهناك يحشر الخلق؛ ولذا جاء في الحديث أنها (أرض المحشر والمنشر)؛ فهو البيت الذي عظمته الملل، وأكرمته الرسل، وتُليت فيه الكتبُ الأربعة المنـزلة من الله - عز وجل -: الزبور والتوراة والإنجيل والقرآن)
أيها الإخوة الكرام:-إن فلسطين- تاريخاً وأرضاً ومقدساتٍ ومعالمَ- هي إرث
المسلمين، إرثٌ واجبُ القبول، متحتمُ الرعايةِ لازمُ الصون، إنه ليس خياراً يتردد فيه المترددون أو شأناً يتحير فيه المتحيرون؛ لهذا وذاك كان أكثرُ ما سُفِك من دماء المسلمين، وأضرى ما وقع من حروبهم على مر التاريخ حول تلك البقعة، وعلى ذلك الثرى، والدمُ الذي سكبه المسلمون أيام الحروب الماضية ولا يزالون لم يكن لينضَب وفي المسلمين أوردةٌ تنبِض.
فإن أهم واجب على الجميع هو إصلاح ما بينهم وبين الله بالتوبة والتقرُّب إليه بالطاعة، حتى تتغيَّر حالهم من ذُلٍّ إلى عز، ويتبدَّل وضعهم من ضَعف إلى قوة، ويصبح تفرُّقهم اجتماعًا، وتمزُّقهم إلفة واتِّحادًا، وقد قال تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ﴾[الرعد: 11]،
فالواجب المتحتم- يا عباد الله- في زمن الجد والصراع؛ هو اليقظة والاجتماع، والعمل الجاد، والائتلاف وترك الخلاف.
لا يليق بأمة الإسلام أن تغرق في خلافاتٍ جانبية، ونظراتٍ إقليمية، أو أنانية؛ يجب أن تقدمَ مصالـحُ الأمة الكبرى على كل مصلحة فرعية، وأن تُسمَعَ نداءاتُ الحق والعدل، ومبادرات الحزم والعقل؛ بأن تطرحَ الخلافات، وتتوحَّدَ الأمة في وجه الأزمات: ﴿وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ﴾[آل عمران: 103].
وواجب لا يعذر أحد بتركه ولا التقصير فيه، وهو الإلحاح في الدعاء وكثرة التضرُّع إلى المولى أن ينصر المسلمين في القدس على أعدائهم، وأن يحفظ المسجد الأقصى من ظلم اليهود ويطهره من رجسهم، وأن يكفي المسلمين شرَّ أعوانهم وبطشهم وخيانتهم، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ﴾[المائدة: 51 - 52].
الدعاء.........
دا؏ــية لله:
📩 وصايا_هامة_جدا_لحفاظ_القرآن

💎 أيها الحافظ السائر في طريق الحفظ أنقلُ لك وصايا تعلمتها يوم أن كنتُ أحفظ.

📚 لا تيأس حينما تحفظ ويكون إسماعك ليس وفق جهدك الذي بذلت فهذا فضل خصّه الله لك
يُريد لك رفعةً به وزيادةً في الأجر.

📚 تأكد حينما تُسمِع المقطع أنك ستُسمعه كاملًا فأنت بذلت جُهدًا كبيرًا في حفظه والنظر إليه.

📚 اعلم أن جهدك الذي بذلته في الحفظ
لن يضيع يقول الله تعالى:
(...أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ ۖ...).

📚 ارخِ أعصابك وانسَ كلَّ شيء وأنت تُسمِع الآيات لاتخف فلا شيء يستحق الخوف أنت تحفظ لله.

📚 قد تواجهك صعوبة في حفظ الآيات
تذكر أنه كلام الله وأنك مأجور على كلِّ حرف
وبالصعوبة والمشقة يزداد أجرك.

📚 قد تتحرج من معلمك لأنك تبذل جهدًا
ولا يظهر في إسماعك إطمئن معلمك أعلم منك بهذا
فهو ماولد عالمًا بل مرَّ بكلِّ المراحل التي أنت تمرُّ بها الآن.

📚 لا تخجل حينما يكثر خطاؤك فأنت تتعلم حتى تُتقن ومن ثم تُعلم ولولا هذا الخطأ ماعرفت الصواب.

📚 كرر فالتكرارُ هو المعين بعد اللهِ على الضبط، وهناك فرق بين التكرار والضبط
أحدهما قد يقول : أنا كررت مرارًا لكن لمَ لم أضبط ؟
لا عليك أنت مع التكرار في طريق الضبط.

📚 قد تكرر سبعًا و عشرًا وعشرين وثلاثين ...
وأكثر لكن ربما لا تشعر بالفرق
لا بأس فعقلك الآن يأخذ نسخة صورية وسمعية للآيات ستعينك فيما بعد على الضبط.

📚 وحتى تتأكد من الذي قلتُه جرب أن تكرر مقطعًا حفظته عدة مرات ومقطعًا آخراً حفظته لكن لم تكرره سترى فرقًا واضحًا حينما تُراجع.

📚 اسرد على أحد من الناس
للسرد أهمية عظيمة حيث توضح ما خُفي عليك وتقلل من الربكة أثناء الإسماع
قد تسرد على نفسك ولكن لا تعلم أخطاءك
وإن لم تجد مَن تسرد عليه سجّل سردك تسجيلًا ثم اسمعه.

📚 السرد يعينك على الإسماع بطلاقة دون توقف لأنك تعتاد على السرد وتكون لك عادة طيّبة لك.

📚 وازن بين حفظ الآيات و أنت تحفظ
والمقطع الذي ترى فيه صعوبة كرره مراراً
حتى يرسخ.

📚 عود نفسك أنك في كلِّ يوم تحفظ سيتطور عندك الحفظ
وستنتقل من مرحلة إلى مرحلة أفضل.

📚 سيعتاد عقلك على الحفظ
وستحفظ بإذن الله مع الزمن بسهولة ويسر.

📚 لا تنس أن اللهَ يسرّ حفظ القرآن يقول تعالى :
{ وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ }

📚 إن كنت في أول الطريق
فاعلم أن الله سيُيسر لك ما تبقى منه.

📚 اعلم أنك ما سرتَ إلى هذا الطريق
إلا بتوفيق من الله.

📚 لاتنس أن القرآن سريع التفلت فإيّاك وترك المراجعة واتخذ لك صاحبًا يعينك على المراجعة.

📚 لاتقلق من النسيان هذا شيء طبيعي جدًا
لأن الحفظ الجديد يحل محل الحفظ القديم
وبمجرد مراجعتك للقديم ستتذكره بسهولة.

📚 إيَّاك والذنوب والمعاصي والعجب بالنفس
فهي سبب رئيسي لتفلت المحفوظ والعلم كله.

📚 إيّاك وتحقير نفسك والقول : أنا لا أستطيع الحفظ بل تستطيع لكن بالجد والصبر.

🍀 ختاما_ضع_نصب_عينيك :
🌹التكرار🌹السرد🌹المراجعة🌹

📚 واعلم أن اللهَ اختارك لتحفظ كتابه
بينما هناك من حُرم منه.‏

📚
إشــراقة الصبــاح :
رسولَ اللهِ فضْلُكَ ليس يُحصى
‏ وليس لِقَدرِكَ السامي فَناءُ ‏ ‏عَلَيكَ
صَلاةُ رَبِّي ما توالَتْ ‏دُهورٌ
أَو تَلا صُبْحاً مَساءُ
قال النبي ﷺ
"أكثروا من الصلاة عليّ ليلة الجمعة
ويوم الجمعة فإن صلاتكم معروضة عليّ"

ربِ اغفرلي ولوالدي وللمسلمين والمسلمات الاحياء منهم والاموات ،،،،
‏اللهم في ⁧ #يوم_الجمعة
‏اجعلنا ممن عفوت عنهم ، و غفرت لهم ، و حرمتهم على النار، و كتبت لهم الجنة ، نحن و والدينا و من نحب 💛
‏صلوا على محمد ﷺ
*إشراقة الصباح*
صباح يومٍ فضيل، نُسعد به بصلاةٍ على خيرِ الأنام، وبـ لذّة قراءة سورة الكهف، ودعواتٍ بإذن الله ستُجاب 📿.
☆ *أذكار الصباح*☆
أذكآر الصبآح | نور لِقلبك

قال رسول الله ﷺ :”من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة أضاء له من النور ما بين الجمعتين”.
¤¤¤¤
سورة الكهف كاملة في صفحة واحدة :
http://t.co/bl1fbzcQVY
☀️☀️
🍃 *تدبرها*🍃
‏​​​​​‏​​​(عَلَّمَ الْقُرْآنَ (2) خَلَقَ الْإِنسَانَ)
قدم نعمة تعليم القرآن
على نعمة الخلق
فتعلمك للقرآن نعمة
أعظم من نعمة وجودك
د/بلقاسم

*إشراقة*.
جعل الله جمعتكم غفراناً لزلات اسبوع مضى وفاتحة خير لأسبوع أتى

🔹 *همسة غالية*🔹
يوم الجمعه
‏للكَهفِ قَصَصُ جميلـَہُ ،
فَلا تَحرمُوا أنفسَّگم من لذةة قرآئتَها ♡..

🌷 *ومضة*
" إن الأعمال التي يُتعبك اليوم بذارها،
ويجهدك غدًا ريّها، ستكون لك حين
القطاف قُرة عين ولذة لا تنتهي.."

*سنن يوم الجمعة*
① الغسل
② الطيب
③ لبس الجميل
④ التبكير لصلاة الجمعة
⑤ قراءة سورة الكهف
⑥ السواك
➆ الدعاء والإكثار من الصلاة
على رسول الله ﷺ

وما الحياة إلا لحظات مغادرة
فاستثمروها *صلاة الضحى*

》 *وختااما*《
اللهم في يوم الجمعه أرزقـنا قلوب تتجلى بخشيتك ونعماً تدوم بفضلك وأرواحاً تهوى طاعتك ولساناً لايمل من ذكرك ،
*اللهم صل على نبينا محمد* 🍃
ﮩ•┈••✾•◆❀◆•✾••┈•ﮩ
⛅️ #إشــツـراقة_الصبـاح

❁ الجمــ☼ــعــة ❁
٢٧/ شــــ➓ــوال/ ١٤٣٨هـ
21/ يـولـيــ⑦ــو/ 2017مـ
❂:::ــــــــــــــــــ✺ـــــــــــــــــ:::❂

في ‌‌‏يوم الجمعة ..
ذنوب تُغفر، حاجات تُقضى،
هبات تُعطى، أمنيات تتحقق..
فأسألوا اللّه من فضله ،،
واذكروا منْ تحبونهم بدعوة في ساعة استجابة..!...♡
‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‏
صبــــاح الخيرات واجابة الدعوات ...@
*إشراقة الصباح*
أنس الصباحات ذكرالله وشكره،
فكن لله ذاكرًا شاكرًا، تنل قربى ويزداد الخير خيرًا، قال الله ﷻ
﴿لئن شكرتم لأزيدنكم﴾🎈
☆ *أذكار الصباح*☆
أذكآر الصبآح | نور لِقلبك

تلاوة للقارىء:عبدالرحمن السلمي
https://a.top4top.net/m_567h2old3.mp3
☀️☀️
🍃 *تأملات قرءانية*🍃
«ما سمعنا بهذا»
لا تجعل مسموعاتك ومرئياتك
ومعلوماتك السابقة معيارا تصدق
على ضوئه وتكذب .. فالحق أكبر
مما تحويه جمجمتك ..
*إشراقات*ص

*إشراقة*
‏لا بأس بإبلاغ أحدٍ أنك تدعو له؛
تأليفاً وتودداً (قال سلام عليك
سأستغفر لك ربي إنه كان بي حفياً)

🌿 *حديقة التأملات*🌿
‏إذا ضيّعت (ساعتين يوميا)على الجوال
= يضيع عليك (شهركامل) في السنة !!
يقول عكرمة :حفظت القرآن في (شهر) !
شتان!
ش/عمرالسعدان
💔 *مؤلمة*💔

﴿ ألَـم يعِدكُم ربُّكُم وَعْداً حَسَنــًا ﴾
صلوا ضحاكم وضمُّوا في السُّجـــود أمنياتكم ثقــةً أنَّ الله سيُحقّقها ،،
*الََضحـِــــى*💭

》 *وختااما*《
"لا تبدأوا صَباحِكم بـ التفكير بما
يقلقكم !! و لكن ابدأوا يومكم
بالتّفكير بمَا يسّعدكم ..فَ المُلك كله لله ، وليسَ بيد أحَد سِواه"*
*صباحكم التفاااااؤل*💕
•┈••✾•◆❀◆•✾••┈•
⛅️ #إشــツـراقة_الصبـاح

✵ السبت ✵
٢٨/ شــــ➓ــوال/ ١٤٣٨هـ
22/ يـولـيــ⑦ــو/ 2017مـ
❂:::ــــــــــــــــــ✺ـــــــــــــــــ:::❂

"‏إنّا نراك من المحسنين"
إحسانك يقرأه الناس في وجهك ،
في ملامحك، في شيء يجدونه
في قلوبهم تجاهك فكن محسناً
تلقَ من الناس احساناً.!...♡
‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‏
صبــــاح الإحسان ...@
زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚:
🎤
خطبـة.جمعـة.بعنـوان.cc
المسجد الأقصى وقف للمسلمين
للشيخ/ إبراهيم بن محمــد الحقيــل
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌

عناصر الخطبة :
1/ أهمية أماكن العبادة 2/ حرص المسلمين على المساجد عبر التاريخ 3/ مكانة المسجد الأقصى في شريعة الإسلام 4/ تاريخ بناء المسجد الأقصى 5/ مكر اليهود بالمسجد الأقصى 6/ وجوب حماية المسجد الأقصى.

الخطبـــة.الأولـــى.cc
الْحَمْدُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْأَعْلَى؛ (أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ المَسْجِدِ الحَرَامِ إِلَى المَسْجِدِ الأَقْصَى) [الإسراء:1]، (فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى * مَا كَذَبَ الفُؤَادُ مَا رَأَى) [النَّجم: 10-11]، نَحْمَدُهُ فَلَهُ الْحَمْدُ فِي الْآخِرَةِ وَالْأُولَى، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ؛ (يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى * اللهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْمَاءُ الحُسْنَى) [طه: 7- 8].

وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ؛ أَرْسَلَهُ اللهُ تَعَالَى بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ؛ فَفَتَحَ بِهِ قُلُوبًا غُلْفًا، وَآذَانًا صُمًّا، وَعُيُونًا عُمْيًا، صَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَأَتْبَاعِهِ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.

أَمَّا بَعْدُ: فَاتَّقُوا اللهَ تَعَالَى وَأَطِيعُوهُ، وَاسْتَمْسِكُوا بِدِينِكُمْ؛ فَإِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ، وَهُوَ سَبَبُ نَجَاتِكُمْ وَفَوْزِكُمْ، وَلَا يَهُولَنَّكُمْ كَثْرَةُ المُتَسَاقِطِينَ، وَلَا تَغْتَرُّوا بِدَعَايَاتِ الْكُفَّارِ وَالمُنَافِقِينَ؛ فَإِنَّ الْحَقَّ حَقٌّ وَإِنْ ضَعُفَ أَنْصَارُهُ، وَإِنَّ الْبَاطِلَ بَاطِلٌ وَإِنِ انْتَفَشَ خُدَّامُهُ وَأَعْوَانُهُ، وَإِنَّ لِلْحَقِّ نُورًا يَرَاهُ مَنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى هِدَايَتَهُ، فَوَيْلٌ لِمَنْ أَضَاعَ الْهُدَى وَتَرَكَ الْحَقَّ بَعْدَ مَعْرِفَتِهِ (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا لَنْ تُقْبَلَ تَوْبَتُهُمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الضَّالُّونَ) [آل عمران: 90].

أَيُّهَا النَّاسُ: تَكْتَسِبُ أَمَاكِنُ الْعِبَادَةِ أَهَمِّيَّةً بَالِغَةً فِي كُلِّ الدِّيَانَاتِ، وَلَهَا أَحْكَامٌ تَخْتَصُّ بِهَا فِي الشَّرَائِعِ الرَّبَّانِيَّةِ، وَفِي الْقَوَانِينِ الْوَضْعِيَّةِ الْبَشَرِيَّةِ. وَامْتَازَتْ مَسَاجِدُ المُسْلِمِينَ عَلَى مَعَابِدِ غَيْرِهِمْ بِمِيْزَاتٍ كَثِيرَةٍ، مِنْ أَهَمِّهَا: كَثَافَتُهَا فِي الْأَرْضِ، فَلَا تَخْلُو بَلَدٌ مِنْ مَسَاجِدَ، وَبِعِمَارَتِهَا بِالمُصَلِّينَ؛ لِأَنَّ الصَّلَاةَ فِي المَسَاجِدِ شَأْنٌ يَوْمِيٌّ عِنْدَ المُسْلِمِينَ يَتَكَرَّرُ خَمْسَ مَرَّاتٍ، وَظُهُورُهَا بِالْأَذَانِ الَّذِي يُجَلْجَلُ مِنْ مَآذِنِهَا فِي كُلِّ فَرِيضَةٍ.

وَامْتَازَ المَسْجِدُ عَنْ غَيْرِهِ بِأَنَّهُ وَقْفٌ لَا يَجُوزُ التَّصَرُّفُ فِيهِ إِلَّا بِمَا فِيهِ مَصْلَحَتُهُ أَوْ مَصْلَحَةُ المُسْلِمِينَ، كَتَوْسِعَتِهِ، وَنَقْلِهِ مِنْ مَكَانٍ مَهْجُورٍ إِلَى مَكَانٍ مَعْمُورٍ، وَنَحْوِ ذَلِكَ.

وَقَدْ سَمِعْنَا كَثِيرًا عَنْ بَيْعِ الْكَنَائِسِ، وَتَحْوِيلِهَا إِلَى شَيْءٍ آخَرَ، وَلَمْ نَسْمَعْ أَنَّ مَسْجِدًا قَدْ بِيعَ أَوْ حُوِّلَ إِلَى شَيْءٍ آخَرَ إِلَّا أَنْ يُبْنَى بَدَلًا عَنْهُ، فَيَكُونُ ذَلِكَ نَقْلًا لَهُ مِنْ مَكَانِهِ.

وَلِلْمُسْلِمِينَ فِي المُحَافَظَةِ عَلَى المَسْجِدِ أَخْبَارٌ عَجِيبَةٌ؛ وَمِنْ ذَلِكَ: أَنَّ المَدَّ الشُّيُوعِيَّ حِينَ اجْتَاحَ الْبَلْقَانَ، وَفَرَضَ الْإِلْحَادَ بِالْقُوَّةِ، وَهَدَمَ مَسَاجِدَ وَأَغْلَقَ أُخْرَى؛ حَفِظَ المُسْلِمُونَ أَمَاكِنَ المَسَاجِدِ المُهَدَّمَةِ، وَظَلُّوا ثَلَاثَةَ أَجْيَالٍ تَقْرِيبًا كُلُّ جِيلٍ يَنْقِلُ لِلَّذِي بَعْدَهُ أَنَّ الْأَرْضَ أَرْضُ مَسْجِدٍ، وَأَنَّهَا وَقْفٌ لَا يَحِلُّ شِرَاؤُهَا وَلَا الْبِنَاءُ عَلَيْهَا، فَلَمَّا سَقَطَتِ الشُّيُوعِيَّةُ، وَتَنَفَّسَ النَّاسُ الْحُرِّيَّةَ؛ أَعَادُوا بِنَاءَ المَسَاجِدِ فِي مَوَاقِعِهَا.

وَهَذِهِ الْأَخْبَارُ مِمَّا تَفْخَرُ بِهِ أُمَّةُ الْإِسْلَامِ، فَمَا عُرِفَتْ أُمَّةٌ فِي التَّارِيخِ حَافَظَتْ عَلَى دِينِهَا وَمَوْرُوثِهَا كَمَا حَافَظَتْ عَلَيْهِ أُمَّةُ الْإِسْلَامِ، حَتَّى تَتَبَّعَتْ مَوَاضِعَ مَسَاجِدِهَا المُهَدَّمَةِ خِلَالَ قُرُونٍ أَوْ عُقُودٍ فَأَعَادَتْ بِنَاءَهَا.

وَأَعْظَمُ المَسَاجِدِ فِي الْإِسْلَامِ المَسَاجِدُ الثَّلَاثَةُ الَّتِي لَا تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلَّا إِلَيْهَا، وَهِيَ فِي الْأَفْضَلِيَّةِ: المَسْجِدُ الْحَرَامُ ثُمَّ المَسْجِدُ النَّبَوِيُّ ثُمَّ المَسْجِدُ الْأَقْصَى، الَّذِي سُمِّيَ فِي الْقُرْآنِ بِهَذِهِ التَّسْمِيَةِ لِبُعْدِهِ عَنْ مَسْجِدِ مَكَّةَ (سُبْحَانَ الَّذِي أَس
ْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ المَس

ْجِدِ الحَرَامِ إِلَى المَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ) [الإسراء: 1].

وَسُمِّيَ فِي السُّنَّةِ بَيْتَ المَقْدِسِ فِي أَحَادِيثَ كَثِيرَةٍ، مِنْهَا قَوْلُهُ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «لمَّا كَذَّبَتْنِي قُرَيْشٌ، قُمْتُ فِي الحِجْرِ، فَجَلاَ اللهُ لِي بَيْتَ المَقْدِسِ، فَطَفِقْتُ أُخْبِرُهُمْ عَنْ آيَاتِهِ وَأَنَا أَنْظُرُ إِلَيْهِ» رَوَاهُ الشَّيْخَانِ. (رواه البخاري: 3886).

وَالمَسَاجِدُ بُيُوتُ اللَّهِ تَعَالَى (فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ) [النور: 36]، فَمَنْ بَنَى مَسْجِدًا وَأَذِنَ لِلنَّاسِ أَنْ يُصَلُّوا فِيهِ خَرَجَ مِنْ مُلْكِهِ، وَصَارَ وَقْفًا لِلْمُسْلِمِينَ.

وَمَسْجِدُ مَكَّةَ هُوَ أَوَّلُ وَقْفٍ فِي الْأَرْضِ، ثُمَّ بَيْتُ المَقْدِسِ الوَقْفُ الثَّانِي، وَحُجَّةُ ذَلِكَ حَدِيثُ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّ مَسْجِدٍ وُضِعَ فِي الأَرْضِ أَوَّلَ؟ قَالَ: «المَسْجِدُ الحَرَامُ» قَالَ: قُلْتُ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: «المَسْجِدُ الأَقْصَى» قُلْتُ: كَمْ كَانَ بَيْنَهُمَا؟ قَالَ: «أَرْبَعُونَ سَنَةً…» (رواه البخاري 3425).

فَعُلِمَ بِهَذَا الْحَدِيثِ أَنَّ وَضْعَ الْبَيْتَيْنِ الْكَعْبَةِ وَالْقُدْسِ كَانَ قَبْلَ بِنَاءِ الْخَلِيلِ وَذُرِّيَّتِهِ لَهُمَا؛ لِأَنَّ الَّذِي بَنَى الْكَعْبَةَ الْخَلِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ، وَالَّذِي بَنَى المَسْجِدَ الْأَقْصَى سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ -عَلَيْهِمَا السَّلَامُ-، وَبَيْنَهُمَا أَكْثَرُ مِنْ أَلْفِ سَنَةٍ. وَجُمْهُورُ المُؤَرِّخِينَ عَلَى أَنَّ أَوَّلَ مَنِ اخْتَطَّ أَرْضَ المَسْجِدَيْنِ الشَّرِيفَيْنِ، وَحَدَّدَ مَعَالِمَهُمَا هُوَ آدَمُ -عَلَيْهِ السَّلَامُ-، وَإِنَّمَا الْخَلِيلُ وَذُرِّيَّتُهُ جَدَّدُوا الْبِنَاءَ بَعْدَ انْدِرَاسِهِ.

وَقَالَ الرَّبِيع بْن أَنَس: كَانَ الْبَيْت المعمور مكان الكعبة فِي زمان آدَم، فلما كَانَ زمن نوح أمر النَّاس بحجه فعصوه، فلما طغى الماء رفع فجعل بحذاء الْبَيْت فِي السماء الدنيا. (المنتظم: 1/ 188).

وقال ابن الجوزي: روي عن ابن عباس -رضي الله عنه- أن آدم -عليه السلام- أول من أسس وصلى فيه وطاف به، ثم درس موضع البيت من الطوفان حتى بعث الله إبراهيم وإسماعيل فرفعا قواعده، وإذا كان الأمر كذلك وكان بينه وبين المسجد الأقصى أربعون سنة، كان ابتداء المسجد الأقصى قبل سام -عليه السلام-. (تاريخ بيت المقدس لابن الجوزي: 37).

وقال وهب بن منبه: وإن آدم قال يا حبيبي يا جبريل، لا أعرف البلد الحرام، فأوحى الله إلى جبريل إني دليل الأدلاء، دله على البلد الحرام، فسار جبريل بآدم حتى أوقفه على الحرم وعلى المسجد، وأراه مبتدأ البيت،.. ثم بنى آدم البيت وتعينه حواء حتى رفع الحطيم. (التيجان في ملوك حمير: 17).

قَالَ الْحَافِظُ ابْنُ حَجَرٍ: «ذَكَرَ ابْنُ هِشَامٍ فِي كِتَابِ التِّيجَانِ أَنَّ آدَمَ لمَّا بَنَى الْكَعْبَةَ أَمَرَهُ اللهُ بِالسَّيْرِ إِلَى بَيْتِ المَقْدِسِ، وَأَنْ يَبْنِيَهُ، فَبَنَاهُ وَنَسَكَ فِيهِ، قال: وَبِنَاءُ آدَمَ لِلْبَيْتِ مَشْهُورٌ» اهـ. (فتح الباري 6/409).

فَالمَسْجِدَانِ الْحَرَامُ وَالْأَقْصَى بَيْتَانِ لِلَّهِ -تَعَالَى- مَوْقُوفَانِ عَلَى الْعِبَادَةِ مِنْ عَهْدِ آدَمَ -عليه السلام-، وَإِلَى آخِرِ الزَّمَانِ. وَالمَسَاجِدُ الثَّلَاثَةُ الَّتِي لَا تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلَّا إِلَيْهَا لَا يَجُوزُ نَقْلُهَا مِنْ مَكَانِهَا بِأَيِّ حَالٍ، وَهَذَا مِنْ خَصَائِصِهَا عَنْ بَقِيَّةِ مَسَاجِدِ الْأَرْضِ وَأَوْقَافِهَا، وَسَبَبُ ذَلِكَ: أَنَّ مَا وَرَدَ فِيهَا مِنْ نُصُوصِ شَدِّ الرِّحَالِ إِلَيْهَا، وَفَضْلِ الصَّلَاةِ فِيهَا، وَالمُجَاوَرَةِ عِنْدَهَا، مُتَعَلِّقٌ بِبُقْعَتِهَا لَا بِبِنَائِهَا؛ وَلِذَا لَوْ وَقَعَ -لَا قَدَّرَ اللهُ تَعَالَى- هَدْمٌ لَهَا، أَوِ اسْتِيلَاءُ الْكُفَّارِ عَلَيْهَا، وَتَحْوِيلُهَا إِلَى شَيْءٍ آخَرَ فَإِنَّ أَحْكَامَهَا بَاقِيَةٌ فِي بُقْعَتِهَا، وَوَاجِبٌ عَلَى المُسْلِمِينَ رَدُّهَا عَلَى مَا كَانَتْ عَلَيْهِ بُيُوتًا لِلَّهِ تَعَالَى، وَأَوْقَافًا لِلْمُسْلِمِينَ يَتَعَبَّدُون فِيهَا.

وَأَطْمَاعُ الْأُمَّةِ الصَّفَوِيَّةِ فِي مَسْجِدَيْ مَكَّةَ وَالمَدِينَةِ يُصَرِّحُونَ بِهَا، وَأَطْمَاعُ الصَّهَايِنَةِ فِي بَيْتِ المَقْدِسِ لَيْسَتْ تَخْفَى عَلَى أَحَدٍ، يُرِيدُونَ هَدْمَهُ لِبِنَاءِ هَيْكَلِ سُلَيْمَانَ -عليه السلام-؛ لِيَنْقِلُوا المَسْجِدَ مِنْ مَحَلٍّ لِلتَّوْحِيدِ إِلَى مَوْضِعٍ لِلشِّرْكِ، كَمَا قَدْ أَشْرَكُوا مِنْ قَبْلُ لمَّا بَدَّلُوا دِينَهُمْ، فَسَلَبَ اللهُ -تَعَالَى- خَيْرِيَّتَهُمْ، وَمَنَحَهَا أُمَّةَ الْإِيمَانِ وَالتَّوْحِيدِ، أُمَّةَ مُ
حَمَّدٍ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَل

َّمَ- الَّذِينَ هُمْ أَوْلَى بِسُلَيْمَانَ وَبِسَائِرِ أَنْبِيَاءِ بَنِي إِسْرَائِيلَ -عَلَيْهِمُ السَّلَامُ- مِنَ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى؛ لِأَنَّ المُسْلِمِينَ حَافَظُوا عَلَى التَّوْحِيدِ الَّذِي جَاءَتْ بِهِ الرُّسُلُ، وَأَقَامُوا شَعَائِرَهُ فِي المَسَاجِدِ الَّتِي شَيَّدَهَا الْأَنْبِيَاءُ -عَلَيْهِمُ السَّلَامُ-.

إِنَّ قَضِيَّةَ بَيْتِ المَقْدِسِ مُنْذُ اسْتَلَمَ مَفَاتِيحَهُ مِنْ أَئِمَّةِ النَّصَارَى فَارُوقُ الْحَقِّ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-، هِيَ الْقَضِيَّةُ الَّتِي رُزِئَ فِيهَا المُسْلِمُونَ مَرَّتَيْنِ فِي تَارِيخِهِمْ، فَاحْتَلَّهُ الصَّلِيبِيُّونَ فِي الْقَرْنِ الْخَامِسِ الْهِجْرِيِّ، وَعَطَّلُوا الْأَذَانَ وَالصَّلَاةَ فِيهِ زُهَاءَ تِسْعِينَ سَنَةً حَتَّى حَرَّرَهُ المُسْلِمُونَ بِقِيَادَةِ صَلَاحِ الدِّينِ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى. (ينظر خطبة: سلب الأقصى واسترداده (3/466) وخطبة: معركة حطين (3/490).

ثُمَّ صَارَ المَسْجِدُ الْأَقْصَى هُوَ قَضِيَّةَ المُسْلِمِينَ الَّتِي تَشْغَلُهُمْ فِي عَصْرِنَا هَذَا، مُنْذُ احْتَلَّ الْيَهُودُ فِلَسْطِينَ قَبْلَ مَا يُقَارِبُ سَبْعِينَ سَنَةً، وَخَطَّطُوا لِهَدْمِهِ وَقَدْ أُسِّسَ عَلَى التَّوْحِيدِ، وَأُقِيمَتْ فِيهِ الشَّعَائِرُ؛ لِيُشَيِّدُوا مَعْبَدَ الشِّرْكِ وَالْوَثَنِيَّةِ الَّذِي يُسَمُّونَهُ (هَيْكَلَ سُلَيْمَانَ).

وَالصَّهَايِنَةُ مَاضُونَ فِي مَشْرُوعِ هَدْمِ المَسْجِدِ الْأَقْصَى لَوْلَا خَوْفُهُمْ مِنْ رَدَّةِ فِعْلِ المُسْلِمِينَ، وَقَدْ أَسَّسُوا مُنَظَّمَاتٍ وَجَمْعِيَّاتٍ تُسَمَّى بِالْهَيْكَلِ لِيَغْرِسُوا فِي وِجْدَانِ أَطْفَالِهمْ أَنَّ هَذَا الْحُلْمَ الصِّهْيُونِيَّ لَا بُدَّ أَنْ يَتَحَقَّقَ، وَيُرْسِلُوا رَسَائِلَ لِلْمُسْلِمِينَ أَنَّ بِنَاءَ الْهَيْكَلِ عَلَى أَنْقَاضِ المَسْجِدِ الْأَقْصَى وَاقِعٌ لَا مَحَالَةَ، فَصَارَتْ هَذِهِ الْجَمْعِيَّاتُ الْكَثِيرَةُ تَتَسَمَّى بـ”أَنْصَارِ الْهَيْكَلِ” وَ”مَعْهَدِ الْهَيْكَلِ”، وَ”حُرَّاسِ الهَيْكَلِ”، وَ”أُمَنَاءِ الْهَيْكَلِ”، وَ”الْحَرَكَةِ لِبِنَاءِ الْهَيْكَلِ”، وَ”نِسَاءٍ مِنْ أَجْلِ الْهَيْكَلِ”، وَالْيَهُودُ أَعْجَزُ مِنْ أَنْ يُحَقِّقُوا ذَلِكَ لَوْلَا الْحِبَالُ المَمْدُودَةُ إِلَيْهِمْ مِنَ الشَّرْقِ وَالْغَرْبِ، وَلَوْلَا اخْتِلَافُ الْعَرَبِ وَخِيَانَةُ بَعْضِهِمْ بَعْضًا.

إِنَّ الْيَهُودَ مَا تَجَمَّعُوا مِنْ سِتِّينَ دَوْلَةً حَوْلَ الْعَالَمِ كَانُوا مُتَفَرِّقِينَ فِيهَا؛ وَلَا تَرَكُوا فِرْدَوْسَ أُورُبَّا الزَّاخِرَ بِالنِّعْمَةِ وَالتَّرَفِ لِيَسْتَقِرُّوا فِي فِلَسْطِينَ، إِلَّا لِتَحْقِيقِ حُلْمِ بِنَاءِ الْهَيْكَلِ عَلَى أَنْقَاضِ المَسْجِدِ الْأَقْصَى، وَمَا ضَحُّوا خِلَالَ سِتِّينَ سَنَةً تَضْحِيَاتٍ جَسِيمَةً، وَعَاشُوا فِي بُقْعَةٍ صَغِيرَةٍ فِي حَالَةِ رُعْبٍ تُحِيطُ بِهِمْ أَمْوَاجٌ بَشَرِيَّةٌ مِنْ أَعْدَائِهِمْ إِلَّا لِبُلُوغِ هَذِهِ الْغَايَةِ. وَمَا بَنَوْا دَوْلَتَهُمْ إِلَّا لِأَجْلِ هَيْكَلِهِمْ.

لَقَدْ كَانُوا يُرِيدُونَ شِرَاءَ فِلَسْطِينَ بِأَمْوَالِهمْ، مُسْتَغِلِّينَ انْهِيَارَ دَوْلَةِ بَنِي عُثْمَانَ الِاقْتِصَادِيَّ الَّذِي سَيَتْبَعُهُ انْهِيَارٌ سِيَاسِيٌّ، وَلَكِنَّ السُّلْطَانَ الْعُثْمَانِيَّ قَطَعَ أَمَلَهُمْ فِي بَيْعِ بَيْتِ المَقْدِسِ لَهُمْ، وَعَلَّلَ ذَلِكَ بِأَنَّهُ لَا يَمْلِكُهُ حَتَّى يَبِيعَهُ، فَكَتَبَ رَدًّا عَلَى المُحَاوَلَاتِ المُتَكَرِّرَةِ لِرَئِيسِ الْحَرَكَةِ الصِّهْيُونِيَّةِ آنَذَاكَ قَائِلاً: «انْصَحُوا الدُّكْتُورَ هِرْتِزْل بِأَنْ لَا يَتَّخِذَ خُطُوَاتٍ جِدِّيَّةً فِي هَذَا المَوْضُوعِ، إِنِّي لَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أَتَخَلَّى عَنْ شِبْرٍ وَاحِدٍ مِنَ الْأَرْضِ؛ فَهِيَ لَيْسَتْ مِلْكَ يَمِينِي، بَلْ مِلْكُ الْأُمَّةِ الْإِسْلَامِيَّةِ الَّتِي جَاهَدَتْ فِي سَبِيلِهَا، وَرَوَتْهَا بِدِمَائِهَا، فَلْيَحْتَفِظِ الْيَهُودُ بِمَلَايِينِهِمْ، وَإِذَا مُزِّقَتْ دَوْلَةُ الْخِلَافَةِ يَوْمًا فَإِنَّهُمْ يَسْتَطِيعُونَ أَنْ يَأْخُذُوا فِلَسْطِينَ بِلَا ثَمَنٍ، أَمَّا وَأَنَا حَيٌّ فَإِنَّ عَمَلَ المِبْضَعِ فِي بَدَنِي لَأَهْوَنُ عَلَيَّ مِنْ أَنْ أَرَى أَرْضَ فِلَسْطِينَ قَدْ بُتِرَتْ مِنَ الدَّوْلَةِ الْإِسْلَامِيَّةِ، وَهَذَا أَمْرٌ لَا يَكُونُ. إِنِّي لَا أَسْتَطِيعُ المُوَافَقَةَ عَلَى تَشْرِيحِ أَجْسَادِنَا وَنَحْنُ عَلَى قَيْدِ الْحَيَاةِ».

اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ وَارْحَمْهُ عَلَى هَذَا المَوْقِفِ النَّبِيلِ، وَارْحَمْ كُلَّ مُخْلِصٍ مِنْ أُمَّةِ الْإِسْلَامِ، وَرُدَّ المُسْلِمِينَ إِلَى دِينِهِمْ رَدًّا جَمِيلاً، وَاضْرِبِ الذُّلَّ وَالصَّغَارَ وَالْهَوَا
نَ عَلَى الْيَهُودِ وَأَعْوَانِهِمْ، إ

ِنَّكَ سَمِيعٌ قَرِيبٌ مُجِيبٌ.

وَأَقُولُ قَوْلِي هَذَا، وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ…


الخُطْبَـــةُ.الثَّانِيَـــةُ.cc
الْحَمْدُ لِلَّهِ حَمْدًا طَيِّبًا كَثِيرًا مُبَارَكًا فِيهِ كَمَا يُحِبُّ رَبُّنَا وَيَرْضَى، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، صَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَمَنْ سَارَ عَلَى نَهْجِهِمْ وَاقْتَفَى أَثَرَهُمْ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.

أَمَّا بَعْدُ: فَاتَّقُوا اللهَ -تَعَالَى- وَأَطِيعُوهُ (وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ) [البقرة: 281].

أَيُّهَا المُسْلِمُونَ: قَضِيَّةُ بَيْتِ المَقْدِسِ هِيَ الْقَضِيَّةُ الَّتِي رُزِئَتْ فِيهَا الْأُمَّةُ المُسْلِمَةُ فِي الْقَرْنِ الْخَامِسِ الْهِجْرِيِّ عَلَى أَيْدِي عُبَّادِ الصَّلِيبِ، فَلَمْ يَهْنَأ المُسْلِمُونَ بِنَوْمٍ وَلَا طَعَامٍ حَتَّى حَرَّرُوهُ مِنْهُمْ فِي الْقَرْنِ السَّادِسِ الْهِجْرِيِّ، وَقَدَّمُوا تَضْحِيَاتٍ كَبِيرَةً.

وَبَيْتُ المَقْدِسِ هُوَ الْقَضِيَّةُ الَّتِي فُجِعَتْ فِيهَا الْأُمَّةُ قَبْلَ زُهَاءِ سِتَّةِ عُقُودٍ، وَلَا زَالَتْ مَفْجُوعَةً عَلَيْهِ إِلَى الْيَوْمِ، وَيَجِبُ أَنْ تَبْقَى الْفَجِيعَةُ بِهِ حَاضِرَةً إِلَى أَنْ يَتِمَّ تَحْرِيرُهُ حَتَّى لَا تَمُوتَ قَضِيَّتُهُ.

وَبَيْتُ المَقْدِسِ هُوَ الْقَضِيَّةُ الَّتِي ضَحَّى فِي سَبِيلِهَا مَنْ ضَحَّى؛ فَمِنَ المَقَادِسَةِ مَنْ بَذَلَ دَمَهُ فِدَاءً لِلْمَسْجِدِ الْأَقْصَى، وَمِنْهُمْ مَنْ ضَحَّى بِهَزِيعٍ مِنْ عُمُرِهِ خَلْفَ الْقُضْبَانِ يُعَذَّبُ بِسَبَبِ قَضِيَّتِهِ، وَمِنْهُمْ مَنْ ضَحَّى بِأَهْلِهِ وَوَلَدِهِ، وَمِنْهُمْ مَنِ اسْتَرْخَصَ لِلْمَسْجِدِ الْأَقْصَى بَيْتَهُ وَمَزْرَعَتَهُ، وَمِنْهُمْ مَنْ فَقَدَ جَاهَهُ وَسُلْطَانَهُ.

وَبَيْتُ المَقْدِسِ هُوَ الْقَضِيَّةُ الَّتِي تَاجَرَ بِهَا مَنْ تَاجَرَ، وَتَسَوَّلَ بِهَا مَنْ تَسَوَّلَ؛ فَتَسَلَّقَ عَلَيْهَا تُجَّارُ الذِّمَمِ، وَتُجَّارُ الدَّمِ، وَتُجَّارُ المَالِ، وَتُجَّارُ السِّيَاسَةِ، فَخَانَ مِنْهُمْ مَنْ خَانَ، وَتَخَلَّى عَنْهَا مَنْ تَخَلَّى، وَأَثْرَى بِهَا مَنْ أَثْرَى. وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَجِدُ المُضَحِّي جَزَاءَ مَا ضَحَّى، وَيَجِدُ الْخَوَنَةُ أَلْوِيَةَ غَدْرِهِمْ مَنْصُوبَةً لَهُمْ، كَمَا قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «إِذَا جَمَعَ اللهُ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، يُرْفَعُ لِكُلِّ غَادِرٍ لِوَاءٌ، فَقِيلَ: هَذِهِ غَدْرَةُ فُلَانِ بْنِ فُلَانٍ» (رواه البخاري 6178، ومسلم: 1735).

فَيَا لَهَا مِنْ فَضِيحَةٍ فِي مَوْقِفٍ عَظِيمٍ أَمَامَ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ! اللَّهُمَّ اسْتُرْنَا وَلَا تَفْضَحْنَا، وَاغْفِرْ لَنَا وَلَا تُعَذِّبْنَا.

لَقَدْ ظَلَّ المَسْجِدُ الْأَقْصَى قُوَّةً دَافِعَةً لِلْمُسْلِمِينَ فِي مُقَاوَمَةِ الِاحْتِلَالِ الصَّلِيبِيِّ لِلشَّامِ قَدِيمًا، وَمُقَاوَمَةِ الِاحْتِلَالِ الصِّهْيُونِيِّ حَدِيثًا، وَنُصُوصُ فَضْلِهِ وَفَضْلِ الصَّلَاةِ فِيهِ تُغَذِّي هَذِهِ الْقُوَّةَ يَوْمًا بَعْدَ يَوْمٍ؛ فَمَنْ مِنَ المُسْلِمِينَ مَنْ لَا يُرَاوِدُهُ حُلْمُ شَدِّ الرِّحَالِ إِلَى المَسْجِدِ الْأَقْصَى وَالصَّلَاةِ فِيهِ؟!

وَمَنْ مِنْهُمْ مَنْ لَا يَغْمُرُهُ الشَّوْقُ لِرُؤْيَةِ مَسْرَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وَرُؤْيَةِ المَكَانِ الَّذِي تَعَبَّدَ فِيهِ إِبْرَاهِيمُ وَإِسْحَاقُ وَيَعْقُوبُ وَدَاوُدُ وَسُلَيْمَانُ، وَدَعَا فِيهِ زَكَرِيَّا فَرُزِقَ يَحْيَى، وَتَبَتَّلَتْ فِيهِ مَرْيَمُ الْعَذْرَاءُ الْبَتُولُ، وَتَرَبَّى فِي أَكْنَافِهِ عِيسَى -عَلَيْهِمُ السَّلَامُ- أَجْمَعِينَ؟

وَمَنْ لَا يَشْتَاقُ إِلَى الْبَلْدَةِ المُقَدَّسَةِ الَّتِي فَتَحَهَا الْفَارُوقُ فَصَلَّى فِي مَسْجِدِهَا، وَجَاوَرَ فِيهَا عَدَدٌ مِنَ الصَّحَابَةِ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ-، وَحَرَّرَهَا صَلَاحُ الدِّينِ، وَنَشِطَ فِيهَا مَذْهَبُ الْإِمَامِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلَ عَلَى أَيْدِي عُظَمَاءِ المَقَادِسَةِ وَعُلَمَائِهِمْ، وَلَوْلَا المَقَادِسَةُ لَضَاعَ كَثِيرٌ مِنْ فِقْهِ الْإِمَامِ أَحْمَدَ؟

لَقَدْ حَاوَلَ الْيَهُودُ وَأَذْنَابُهُمْ أَنْ يُذِيبُوا قَضِيَّةَ الْقُدْسِ عِنْدَ المُسْلِمِينَ، وَأَنْ يُزِيلُوهَا مِنْ وِجْدَانِهِمْ؛ لِاسْتِكْمَالِ مَشْرُوعِهِمْ فِيهَا، فَغَزَوْهُمْ بِالْقَوْمِيَّةِ وَالْوَطَنِيَّةِ وَلَكِنَّهُمْ فَشَلُوا فَشَلًا ذَرِيعًا؛ إِذْ أَخَذَتِ الْقَضِيَّةُ بُعْدَهَا الدِّ
ينِيَّ الْعَقَائِدِيَّ الَّذِي يَحْفَظُه

َا مِنَ الذَّوَبَانِ وَالِاحْتِوَاءِ، فَلَا تَمُوتُ عَلَى طَاوِلَةِ المُفَاوَضَاتِ، وَلَا تُلْقَى فِي الدَّهَالِيزِ المُظْلِمَةِ لِلسِّيَاسَاتِ؛ لِأَنَّهَا قَضِيَّةُ كُلِّ مُسْلِمٍ يَعْرِفُ فَضْلَ المَسْجِدِ الْأَقْصَى، وَيَشْتَاقُ لِزِيَارَتِهِ، وَيَتَمَنَّى الصَّلَاةَ فِيهِ.

وَإِنَّ إِخْوَانَنَا المَقَادِسَةَ لَأَهْلٌ لِحَمْلِ فَرْضِ الْكِفَايَةِ عَنِ الْأُمَّةِ جَمْعَاءَ بِالْحِفَاظِ عَلَى المَسْجِدِ الْأَقْصَى مِنَ الْهَدْمِ وَالتَّهْوِيدِ، وَرَدِّ عُدْوَانِ الصَّهَايِنَةِ عَلَيْهِ، وَمِنْ وَرَائِهِمْ إِخْوَانُهُمْ فِي الْعَالَمِ كُلِّهِ بِالتَّأْيِيدِ وَالدُّعَاءِ وَالنُّصْرَةِ. عَسَى اللهُ أَنْ يَرُدَّ كَيْدَ الْيَهُودِ وَأَعْوَانِهِمْ إِلَى نُحُورِهِمْ، وَيَجْعَلَ تَدْبِيرَهُمْ فِي تَدْمِيرِهِمْ، وَيَحْفَظَ المَسْجِدَ الْأَقْصَى وَعُمَّارَهُ مِنْ شَرِّهِمْ، إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ.

وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا…

=========================
زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚:
🎤
خطبة.جمعة.بعنوان.cc
غـــزوة أحــــد دروس وعـــبر1⃣
للـشيـــخ/ مــحـــمــــــد الــجـــــــرافـــــي
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌

الخطبــــة.الاولــــى.cc
الحمد لله الذي بين بغزوة "أحد" الخائن المتخوف، وفضح بها المنافق المرجف، وأشهد أن لا إله إلا الله جعل الهزيمة من أخلاق الفار المتخلف، كما جعل الانتصار من نصيب المجاهد المتعفف، وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله الذي انهزم من لأوامره مصادم ومخالف، وعن تعاليم شرعه منشق ومنحرف، صلى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه الذين حاربوا كل كافر مسرف وعلى التابع لهم بإحسان صادقا غير متكلف.

عــــباد اللــــه : أوصيكم ونفسي أولا بتقوى الله وطاعته. ، ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [الحديد: 28].

أمــــا بعــــد عــــباد الله :
فإن السيرة النبوية هي مصدر قدوتنا في السـراء والضـراء، فهي شرع وشريعة؛ لأنه صلى الله عليه وسلم المثل الأعلى والقدوة الحسنة في كل شيء، فكن من شئت وابن من شئت فستجد في المصطفى صلى الله عليه وسلم مثلك الأعلى، فهو صلى الله عليه وسلم نموذج عملي لجوانب الحياة كلها.

دعونا نرجع بكم إلى هذه السيرة العطرة، من خلال هذا الشهر الذي نحن فيه شهر شوال، الشهر العاشر من الشهور الهجرية الإسلامية، لنجده قد حمل إلينا في طياته أحداثا عظيمة من السيرة النبوية؛ ففيه وقعت أربع غزوات كبرى من غزوات النبي صلى الله عليه وسلم هي: غزوة بني قينقاع ضد اليهود في السنة الثانية من الهجرة، وغزوة أحد ضد كفار مكة في السنة الثالثة، وغزوة الخندق ضد كفار مكة أيضا في السنة الرابعة وقيل الخامسة، وغزوة حنين ضد كفار الطائف في السنة الثامنة، وفيه أيضا تزوج الرسول صلى الله عليه وسلم بعائشة رضي الله عنها.

فتعالوا بنا اليوم نكشف الستار عن أسباب الهزيمة في الأمة من خلال غزوة أحد، وقد عشنا في هذا العصر هزائم نكراء نالت من الأمة على جميع الأصعدة فنقص من قدرها؛ فأصبحت دماء أهلها مهدرة، وحقوقهم مهضومة، وأعراضهم منتهكة، واقتصادهم منهوكا،

*فأحد هو: جبل بالمدينة المنورة يبعد عن المسجد النبوي بحوالي أربع كيلومترات.

أما الغزوة التي أضيفت إليه فهي تلك المعركة التي هاجم فيها ثلاثة آلاف من المشركين على المدينة، مجهزين بأحدث الأسلحة آنذاك ليثأروا لقتلاهم السبعين في غزوة بدر، ولما علم الرسول صلى الله عليه وسلم بذلك شكل على الفور مجلسا للشورى، فأشار إليه الشيوخ بالبقاء في المدينة، فإذا ما دخل العدو إليها قاتله الناس جميعا، الرجال والنساء من فوق السطوح وحتى الأطفال، فمال الرسول صلى الله عليه وسلم لهذا الرأي الاستراتيجي الذي يجعل العدو مكشوفا فيهاجمه المسلمون من حيث لا يدري، وهو ما يسمى اليوم بحرب الشوارع.
ولكن الشباب -وهم الأغلبية-، بحرارتهم الإيمانية، وفي ثقة بالنفس عالية، رفضوا هذا الرأي واعتبروه ذلا وانهزاما، لم يرضوا بالبقاء حتى يعقر العدو أبناءهم في عقر دارهم فقالوا: يا رسول الله؛ ما رضينا قط بعدو يدخل علينا المدينة ونحن في ذل الجاهلية، أفنرضى به اليوم ونحن في عزة الإسلام؟! كلا يا رسول الله؛ يجب أن نخرج لمواجهة العدو قبل أن يدخل المدينة.

ورغم أنه صلى الله عليه وسلم يميل إلى الرأي الأول، البقاء والمواجهة داخل المدينة، تنازل عن رأيه وأخذ برأي الأغلبية، فخرج لمواجهة العدو بسفح جبل أحد، بجيش قوامه ألف مقاتل، مقابل ثلاثة آلاف من المشركين؛ ولكن قبيل بداية المعركة خان المنافقون -وهم ثلاثمائة ثلث جيس- الرسول صلى الله عليه وسلم فرجعوا، ظنا منهم أن المسلمين سينتهي أمرهم في هذه المعركة وهم قلة لا يتجاوزون سبعمائة، رجع المنافقون خائفين ومتخلفين عن المشاركة، يقودهم رئيسهم عبد الله بن أبي وهو يقول معرضا بالنبي صلى الله عليه وسلم: عصاني وأطاع الولدان، علام نقتل أنفسنا، يقصد بذلك حين قبل صلى الله عليه وسلم رأي الشباب لأنهم الأغلبية.

وهذه هي حالة المنافقين الخائنين أدعياء الإسلام، دائما يتحينون الفرص ليضربوا ضربتهم القاضية المتخاذلة الجبانة، ولا يوجد داء أخطر على الأمة من المنافقين الأدعياء، الذين يدعون الإسلام وهو منهم براء، والأمة المسلمة ما تعاني إلا من أمثال هؤلاء، لأنهم يحاربون الإسلام باسم الإسلام، ونحن اليوم لا نخاف على الإسلام من أعدائه بالقدر الذي نخاف عليه من أدعيائه. وبسبعمائة مقابل ثلاثة آلاف بدأت غزوة أحد فوقعت عبر مرحلتين:

المرحلة الأولى هي:
مرحلة وحدة الصف، وامتثال الأوامر التي بدأت حينما اختار الرسول صلى الله عليه وسلم خمسين من الذين يجيدون الرمي بالسهام والنبال، وحدد لهم مكانا يسمى إلى الآن جبل الرماة، يحمون ظهر جيش الإسلام لئلا يباغته العدو من حيث لا يشعر، ثم أمرهم بأوامر صارمة؛ ألا يبرحوا مكانهم حتى يأذن لهم، وألا ينزلوا م
نه على أية حال؛ سواء انتصر المسلمو

ن أم انهزموا، ورغم هذا التفوق الكبير لجيش المشركين انتصر عليهم المسلمون في الشوط الأول من المعركة.

المرحلة الثانية هي:
مرحلة الاختلاف وعصيان الأوامر التي بدأت بمخالفة الرماة الخمسين، الذين أمرهم الرسول صلى الله عليه وسلم بعدم مغادرة مكانهم على أية حال، حتى تأتيهم منه صلى الله عليه وسلم أوامر جديدة؛ فقد خالفوا أوامره صلى الله عليه وسلم فنزلوا حين رأوا أن المشركين قد فروا وانهزموا، ورأوا نصرَ المؤمنين، ولاحَت الغنائمُ، ثارَ في نفوسِ بعضِهم حبُّ الدنيا، فغادروا مواقعَهم، يبغون الغنائمَ والأسلابَ، وأن المسلمين يجمعون الغنائم فيستأثرون بها دونهم وتركوا مراكزَهم التي أمرهم رسولُ اللهِ  صلى الله عليه  وسلم  بحفظها وقالوا: يا قومُ، الغنيمةَ، فذكَّرهم أميرُهم عهدَ رسولِ الله  صلى الله عليه  وسلم  فلم يسمعوا، وظنوا أن ليس للمشركين رجعةٌ، فأخلوا الثغرَ، فأخلوا المكان الاستراتيجي الذي حدده لهم النبي صلى الله عليه وسلم! فماذا كانت النتيجة؟

لقد دارت المعركة ضد المسلمين بعد أن كانت لصالحهم وانقلبت الكفَّةُ لصالحِ المشركين وسرعان ما انقلبَ النصرُ خسارة تحملُ معاني التأديب والتربية العظيمة ورأى خالد بن الوليد - وهو قائد مَيْمنة المشركين في حينها - قبل أن يدخلَ الإسلام ما عَرضَ لجنود محمد - صلى الله عليه وسلم - من التشاغُل، وكان يرصد الأمرَ عن كثب، يترقَّب ظهور مناسبة تمكنِّه من نجْدة قومِه، فإذا هو يدور من رواء الشِّعب ليفاجئ رُماة المسلمين وقد اختلفوا فيما بينهم، واندفعَ أكثرُهم إلى معسكر قريش يشاركون إخوانهم في الغنائم، فلم يبقَ منهم في مركز الدفاع إلا دون العشرة من المؤمنين، أبوا أن يفارقوا المكانَ الذي أمرَهم رسولُ الله بالْتزامه مَهْمَا كانت النتائج! ووالله هنيئًا لهم.

فَكَرَّ فرسانُ قريشٍ من ذلك الموقع الاستراتيجي لما رأوْا الثَّغرَ خالياً فأحاطوا بالمسلمين، وأتوهم من حيث لم يحتسبوا، فارتبكت صفوفُ المسلمين فاختلط أمرهم وتلك الأيامُ نداولها بينَ الناسِ، قد جعلَ اللهُ لكلِّ شيءٍ قَدْراً، فقُتلَ سبعون من الصحابةِ رضي الله عنهم، منهم حمزةُ، عمُّ رسولِ الله وأسدُ اللهِ ورسولِه صلى الله عليه  وسلم فحزن المسلمون لذلك أشدَّ الحزنِ، حتى قال كعبُ بنُ مالكٍ  رضي الله عنه : 
بكت عيني وحقَّ لها بكاها
وما يغني البكاءُ ولا العويلُ
على أسدِ الإلهِ غداةَ قالوا
أحمزةُ، ذاكم الرجُـلُ القتيلُ
أصيب المسلمون به جميعاً
هناك وقد أصيبَ به الرسولُ 

وكسرت أسنانه صلى الله عليه وسلم ، وجرح في رأسه ووجهه بضربات العدو، وأصيب بنزيف دموي حتى فقد القدرة على القيام، كل ذلك بسبب مخالفة الخمسين أوامر الرسول صلى الله عليه وسلم .

ومن خلال هذه الأحداث نتعلم أن المنافقين في هذه الغزوة خانوا وخافوا فتخلفوا، وأن الرماة المسلمين خالفوا؛ كما نتعلم أيضا أن من كانوا سببا في هزيمة الأمة عبر التاريخ هم هؤلاء الأربعة: الخائن والخائف والمتخلف والمخالف.

فالخائن هو المنافق الذي يضرب ضربته في الوقت المناسب من حيث لا تشعر الناس.

والخائف هو المستأسد على الضعفاء من أهله والجبان أمام الأقوياء من عدوه وقديما قيل: أسد علي وفي الحروب نعامة.
والمتخلف هو كل من تخلف عن المشاركة والدفاع عن الحق حسب قدرته ومسؤوليته «من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان».
والمخالف هو من ترك أوامر قائده فيحدث الفوضى في مجتمعه وأهله وبلده.
عــــباد اللـــه :
حينما نلقي نظرة على وقائع الواقع اليوم نجد أن الهزيمة والأضرار التي تتخبط فيها الأمة المسلمة اليوم؛ سواء اجتماعية كانت أو اقتصادية أو إعلامية أو أخلاقية أو دينية إنما جاءتنا من الأربعة، الخائن والخائف والمتخلف والمخالف، فلينظر الإنسان مم خلق؟ والمتتبع لمأساة غزة يرى ذلك واضحا في مركبات أحداثها. والواقع لا يَكْذِب ولا يُكَذَّب { إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ}...

قلت ما سمعتم وأستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفره إنه هو الغفور الرحيم .


الخطبــــة.الثانيــــة.cc
الحمدلله رب العالمين، والصلاة والسلام على امام المرسلين وسيد المتقين نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين .

أمــــا بعــــد - عباد الله :
لقد كان يومُ الصحابة يوم أُحُد امتحانًا صارمًا، حافلاً بالدروس الربَّانيَّة .

أولا : ففي هذا اليوم تعلموا أنَّ معارك الإيمان لا تُكْسَب إلا بالنظام والطاعة المطْلَقة لله ولرسوله، وأنَّ على المؤمنين أن يَسْمُوا بأرواحِهم، فلا يشغلهم طلبُ الغنيمة عن رضوان الله، فإذا انحرفَ ببعضهم هوى الدنيا عن هدفِ الإيمان، كان ذلك عُدوانًا على سلامة المجموع، وتحطيمًا لنظام الوحدة بين المؤمنين، كالشرارة الصغيرة تضرمُ الحريقَ الشامل المروّع، ومن هنا تأتي السماء بتأديبها الرهيب، تعمُّ به البريء والخاطئ، لا تستثن
ي أحدًا؛ لأنها تَعْتبرُ الجميعَ وحدة

كاملة، كلّ جزْءٍ مسؤول عن كلِّ جزْء.

ولقد كانت معصية الرماة سببًا للهزيمة في أحد؛ ليعلم المسلمون خطورة المعصية، وخطورة الأثرة بالرأي والفعل. 

وكان من نتائج هذا كله هزةٌ في النفوس، وصدمةٌ لعلها لم تكن متوقعةً بعد النصر العجيب في بدر، حتى قال المسلمون حين أصابهم ما أصابهم: "أنَّى هذا؟"، وكيف تجري الأمور معنا هكذا ونحن المسلمون؟! وعزا الله تعالى هذه المصيبة التي أصابتهم إلى أنفسهم؛ لأنها كانت بسبب ما كسبوا من العصيان الذي هو أكبر سبب للهزيمة في المعارك فقال سبحانه: ﴿ أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ [آل عمران: 165].

فإذا كان النصر قد تخلف في غزوة أحد بسبب معصية واحدة؛ فهل يستحق المسلمون النصر على أعدائهم، وتأييد الله تعالى لهم وفيهم من العُصاة ألوف بل ملايين، وفيهم من أنواع المعاصي والموبقات ما لا يعلمه إلا الله تعالى؟! معاص في البيوت والأسواق، معاص في الرجال والنساء، معاص في الشيب والشباب، معاص في الإعلام والتعليم والسياسة والاقتصاد، وفي كثير من شؤونهم.

وكم تحتاج الأمة المُسْلِمَة في هذا العصر الذي تكالبت فيه عليها اللأواء والمحن، واجتمع الشر كله من كفار ومنافقين؛ لإنهاء حياتها بإقصاء دينها، وفرض الكفر والنفاق عليها، تحتاج إلى صدق التوجه إلى الله تعالى وترك المعاصي والمحرمات، والاجتهاد في الطاعات، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والدعوة إلى الله تعالى حتى لا نكون نحن سببًا في تخلف نصر الله تعالى عن الأمة المسلمة، فمن نصر دين الله تعالى استحق النصر العظيم، والفتح المبين: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ ﴾ [محمد: 7].

وإن اختار المسلمون طريقًا غير ذلك، فبقوا على عصيانهم، وتخلفوا عن طاعة ربهم؛ فإن العاقبة ستكون أليمة، والمصيبة عظيمة، ﴿ وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ ﴾ [محمد: 38].

فانصروا الله عباد الله :
بإقامة دينه، والتزام طاعته، والبعد عن معصيته؛ ينصركم على أعدائكم. أصلحوا بيوتكم وأولادكم، وانشروا الصلاح فيما بينكم فإنكم إن حققتم ذلك نصرتم على عدوكم، وإن حققه بعضكم، وتخلف الآخرون؛ فقد برئت ذمة الذين أصلحوا أنفسهم، ولن يعذبهم الله في الآخرة بذنوب غيرهم.

* ثانيا تعلموا كذلك أن من أسباب الهزيمة الانشغال بالدُّنيا وزخارفِها وبهرجِها، مثل ما حصَل من الانشغال بالغنائم، حيث حكَى الله عنهم في قوله سبحانه: ﴿مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآخِرَةَ﴾ [آل عمران: 152].
ولا شكَّ أنَّ الانغماس في الدنيا ولذَّاتها يفوِّت على المسلمين مصالحَ عظيمة، ويُجرِّئ عليهم عدوَّهم.

* ثالثا وايضا تعلموا أن من أسبا الهزيمة التنازُع والتفرُّق، حيث كانا سببًا في نكسةِ المسلمين يوم أُحد، حين اختلفَ الرُّماة مع قائدهم عبدالله بن جبير الأنصاري، وخالفوا أمْره وأمْر رسول الله - صلى الله عليه وسلم وصدق الله العظيم إذ قال: ﴿ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ﴾ [الأنفال: 46].

فالنزاع بين المسلمين هو بداية الفشلِ، وذَهاب الريح والقوِّة، ولَمَّا يتعاقب النزاعُ ويزداد تتعاقب الهزائم، وترى الجمع قد ضَعُفَ، والقوة قد خارتْ، والعزائم قد انهارتْ، أمَّا الوحدة فلا تعرف إلا النَّصر لحياتها حليفًا، وهذا ما أرْشدنا إليه القران الكريم وسُنَّة رسوله الأمين - صلى الله عليه وسلم.
ولا تنازعوا: ففي الفُرقة والنزاع تبعثَر الجهود، وفي الألفة والاتفاق صفاء القلوب، فاحذروا من تفرق الكلمة والاختلاف فهما الهزيمة، ( وَلاَ تَنَـازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ)[3]
ونكمل بقية الدروس والعبر من غزوة أحد الجمعة القادمة إن شاء الله

وصلوا وسلموا على نبيكم، كما أمركم بذلك ربكم (إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما)
اللهم صلِّ وسلِّم وزِد وبارِك على عبدك ورسولِك محمدٍ، وعلى آله الطيبين الطاهرين، وارضَ اللهم عن صحابةِ رسولِك أجمعين، ومن تبِعَهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.

اللهم لا تدع لنا في هذا المقام ذنبا إلا غفرته ولا دينا إلا قضيته ولا مريضا إلا شفيته ولا حاجة من حوائج الدنيا الا سهلتها وقضيتها يارب العالمين
الله من حضر هذه الجمعة فاغفر له ولوالديه وافتح لسماع الموعظة قلبه وأذنيه
اللهم احفظ بلادنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن .

اللهم من أراد ببلادنا خيرا فوفقه الى كل خير ومن أراد ببلادنا شرا فاجعل كيده في نحره واجعل تدبيره في تدميره واجعل الدائرة عليه يا رب العالمين
اللهم لا ترفع له راية ولا تحقق له في وطننا الحبيب غاية
واجعله لمن خلفه عبرة وآية
اللهم استر

عوراتنا وآمن روعاتنا واحفظ بلادنا واقض ديوننا واشف أمراضنا وعافنا واعف عنا وأكرمنا ولا تهنا وآثرنا ولا تؤاثر علينا وارحم موتانا واغفر لنا ولوالدينا وأصلح أحوالنا وأحسن ختامنا يارب العالمين

إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربي وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون فاذكروا الله العظيم يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم ولذكر الله اكبر واقم الصلاة .

=========================
🎤
خطبة.الجمعة.بعنوان.cc
الأقـــصــــــى فـــي خـــطــــــــــر
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌

الخطبـــة.الاولـــى.cc
الحمد لله نصير عباده المؤمنين وولي اولياءه المتقين...
الحمد لله قاصم الجبارين والمتكبرين.... لا اله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير... لا اله إلا الله نصر عبده وأعز جنده وهزم الأحزاب وحده.... والصلاة والسلام على إمام الموحدين وسيد الأنبياء والمرسلين وقائد الغر المحجلين نبينا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ، وعلى آله الطاهرين وصحبه الطيبين ومن تبعهم بإحسان الى يوم الدين ،،، أما بعد

فاتقوا الله عباد الله فإن تقوى الله تُّفرج الكربات وتستجلب البركات وتستنصر رب البريات "ان الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون" يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما" .

معاشر المؤمنين ..
نكبات المسجد الاقصى تمر علينا كل عام، فتحترق قلوبنا غضبا من هذه النكبات المؤلمة التي كانت تتكرر ما بين فترة وأخرى وكأنها طعنات في قلب الأمة الإسلامية، فلن ننس ذكرى إحراق المسجد الأقصى على يد يهودي صهيوني عام ألف وتسعمائة وتسعة وستين ميلادية ، حين التهمت النار أجزاء هامة منه كمنبر صلاح الدين الايوبي محرر الأقصى من الصليبيين، في اعتداء آثم لازالت ذكراه تؤلم قلوب المسلمين ،حتى دنس الصهاينة ارض المسجد الأقصى قبل فترة ليست بالبعيدة وذلك بإقامة صلواتهم الباطلة كما يزعمون ، وتستمر سلسلة الاعتداءات الآثمة المتكررة لاستهداف وتهويد المكان المقدس وبناء هيكلهم المزعوم ، أنها النار التي لا زالت تلتهم الأقصى والقدس والمقدسيين حتى الآن.

انها نار الكيد الصهيوني لتدنيس المسجد وتهويد القدس، فلا زالت حرب الاقتحامات والمصادرة لأملاك المقدسيين والتهويد والاغتصاب العنصري مستمرة، ولا زال المقدسيون يعانون، ولا زال الأقصى يعاني من محاولات عزله عن أهله، وآخرها منع المسلمين من الصلاة فيه ، واغلاق بواباته أمامهم، ووضع كاميرات المراقبة في ساحاته والاعتداء على كل من يحاول الاقتراب من بواباته وغيرها من المكائد والمؤامرة على مقداسات الامة الاسلامية في فلسطين. ...

عـــباد الله :
انه الأقصى أولى القبلتين ومسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعراجه الى السموات العلا، وموضع إمامته للصلاة بالأنبياء عليهم الصلاة والسلام،قال تعالى :" سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام الى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا انه هو السميع البصير"

واستهداف الأقصى عباد الله
لم يمنع المسلمين من الدفاع عنه، فقد شهدت ساحاته والساحات المحيطة بالقدس مواجهات قدم فيها المقدسيون المرابطون خيرة أبنائهم دفاعاً عن القدس والأقصى،رأيناهم شبابا وشيبا ،رجالا ونساء يتصدون لهجمات الصهاينة بأسلحتهم وهم عزّل الا من الإيمان والفداء والشجاعة.

معاشر المؤمنين ..
إن الأقصى في خطر محدق ، انهيارات أرضية نتيجة للحفريات أسفل الأقصى، وتشققات في ساحات الأقصى ناتجة عن عمليات الحفر المجنونة تحت بلاط الأقصى، يقول أحد خبراء الآثار الفلسطينيين، أفقنا يوماً، ولم نجد قطرة ماء في أحد آبار المسجد الأقصى، فنزلنا في البئر لنعرف السبب، فوجدنا عدداً من الصهاينة اليهود يقومون بأعمال حفريات داخل البئر وقد وصلوا له من الأسفل!

لقد أصبح أسفل المسجد الاقصى منطقة فارغة مختلة القواعد ، نتج عنها انهيارات وتشققات في ارضيته بشكل مستمر، فماذا لو تم العبث بأساسات المسجد من الذين يقومون بالحفريات، وافتعلوا انفجاراً أو هزة ما؟

كما يخطط الصهاينة لبناء جسر، لحمل شاحنات تدخل من باب المغاربة الى باحة المسجد، فما الذي ستحمله تلك الشاحنات التي يخطط لإدخالها للأقصى؟

لقد تم بالأمس القريب_عباد الله_ إحباط مخطط لتغيير أقفال ومفاتيح أحد أبواب المسجد الأقصى من قبل مجموعة من الصهاينة الذين يعملون على اقتحام المسجد بشكل مستمر، انهم يسعون-عبادالله- لتقسيم المسجد الأقصى بين اليهود والمسلمين،توطئة لتخصيص موقع لهيكلهم المزعوم ، وقد تم الإعلان عن تدريبات للقوات الخاصة الصهيونية لتسلق جدران المسجد الأقصى واقتحامه، كما انهم وضعوا-مؤخرا- مجسما لهيكلهم المزعوم في باحات المسجد الاقصى في تحد للعرب وللمسلمين جميعا ، وتأكيدا على مخططهم لهدمه وبناء الهيكل ، ثم أخيرا تم اغلاقه هذه الجمعة أمام المصلين ووضعوا الابواب الاليكترونية ونصبوا كاميرات المراقبة على ابوابه كل هذا الكيد والمكر يشير إلا أن المسجد الأقصى على خطر كبير وقريب ، خطر داهم، يهدد كيانه وبنيانه، فما الذي أعده المسلمون لمواجهة هذا المكر الصهيوني تجاه قبلتهم الاولى مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم .

نسأل الله جل وعلا أن يحمي بيته ويحفظ دينه وأن يعين الأمة على أداء واجبها والقيام بدورها لحماية الأقصى وتحريره من دنس اليهود ، ...

ايها المؤمنون :
لقد شرف الله المسجد الأقصى في قوله : " سبحان
2024/09/27 09:22:34
Back to Top
HTML Embed Code: