Telegram Web Link
🎤
محاضرة.قيمة.بعنوان.cc
الحـــقــــــوق الـــزوجــــــيـــة
للشيخ/ محمد مختار الشنقيطي
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله؛ أرسله بين يدي الساعة بشيراً ونذيراً، وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيرا، فبلغ الرسالة وأدى الأمانة، ونصح الأمة، وكشف بإذن الله عز وجل عن العباد الغمة.

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ [آل عمران:102] .. يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً [النساء:1] .. يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً [الأحزاب:70-71].

أمـــا بعـــد:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

إخواني في الله: إن الفرائض والواجبات وحقوق الأزواج والزوجات أمانة وأي أمانة؛ برئت من حملها الأرض والسماوات، وفزعت من عبئها الجبال الشم الشامخات الراسيات .. برئت من حملها وحملها الإنسان إنه كان ظلوماً جهولا. حملتها على ظهرك، ووضعتها أمانة في عنقك، لكي ترهن بها بين يدي ربك.

الحقوق والواجبات والأمانات والمسئوليات حقوق أودعها الله تبارك وتعالى في قلوب عباده، وأخذ عليهم العهد والميثاق أن يفوا بها، وأن يقوموا بها تقرباً إليه جل شأنه.

إنها الحقوق التي وفى بها عباد لوجه الله، فعدلوا بين أزواجهم وأهليهم، وبناتهم وبنيهم، فأنزلهم الله منابر من نور في الجنة، يغبطهم عليها الأنبياء والشهداء، ففي الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إن المقسطين على منابر من نور يغبطهم عليها الأنبياء والشهداء) وفي حديث أحمد في مسنده : (على منابر من لؤلؤ بين يدي الرحمن).

إنهم أهل الوفاء الذين قاموا بأداء الحقوق بكل حب وصفاء.

إنهم أهل الوفاء الذين تفطرت قلوبهم من خشية الله أن يحاسبهم على تلك الحقوق فتغل أعناقهم عند لقاء الله.

إنها الحقوق التي قربت عباداً إلى الله، وأبعدت من أضاعها عن جوار الله.

إنها الحقوق التي أضاعها رجال فخرجوا من القبور حفاة عراة قد شلّت أجسادهم.

إنها الحقوق التي أضاعها نساء فخرجت الواحدة منهن من الدنيا والجنة عليها حرام.

إنها الحقوق التي أمر الله تبارك وتعالى بها عباده، فكم نزل بها جبريل، وكم سطر بها في القرآن لله من قيل.

إنها الحقوق التي طالما وقف النبي صلى الله عليه وسلم بين أصحابه، فأدمع لها العيون، وسكب لها الجفون، وأخشع لها القلوب، حتى وقف النبي صلى الله عليه وسلم موقفاً ما وقف قبله ولا بعده، وكان آخر عهده بأمته في ذلك الموقف.

وقف يوم حجة الوداع أمام مائة ألف نفس من أمته صلوات الله وسلامه عليه، ففتح الله له القلوب والأسماع، فأحل الحلال وحرم الحرام، وأبان الشريعة وفصل الأحكام.

وقف صلوات الله وسلامه عليه فخشعت القلوب من كلامه، وأذعنت لربها من جلال ذلك الموقف العظيم، وكان من خطبته المشهورة وكلماته المأثورة: (فاتقوا الله في النساء، فإنكم أخذتموهن بأمانة الله، واستحللتم فروجهن بكلمة الله).

اتقوا الله في النساء؛ وصية من النبي صلى الله عليه وسلم لكل مؤمن يؤمن بلقاء الله تعالى، وأبان حقوق الزوج على زوجته، وأبان حقوق الزوجة على زوجها، وأشهد الله على البلاغ، فشهد العباد وشهدت الأرض أنه بلغ لله حجته، وأدى لله أمانته ورسالته.

إنها الحقوق التي رغب فيها ورهب: رغب في أدائها تقرباً إلى الله وتحببا، ورهب من إضاعتها حتى لا يغل العبد بها بين يدي الله في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.

نماذج من سير الصحابة في الوفاء مع زوجاتهم وأزواجهم
ولقد سمع أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم خطبته، ورقت قلوبهم إذ سمعوا موعظته، فكانوا رضوان الله عليهم أبلغ ما يكونون وفاء، وأصدق ما يكونون حباً للأهل وصفاء، كان الواحد منهم يخاف من زوجتيه أن تغل عنقه إذا لم يعدل بينهما.

هذا معاذ بن جبل صاحب الفقه والعمل، القارئ الثابت، العابد القانت، كانت له زوجتان، أثر عنه رضي الله عنه وأرضاه: [أنه إذا كانت الليلة لواحدة منهما وأصبح، لم يشرب في بيت الأخرى] كل ذلك يخاف أن يكون ظالماً، يخاف من كأس من الماء أن يقوده إلى النار، ويوجب عليه سخط الجبار ونقمة القهار.

إنها القلوب التي عرفت الله حتى شاء الله تبارك وتعالى أن تموت كلتا زوجتيه في يوم واحد، فغسلتا وكفنتا، وصلى الناس عليهما، وكان الناس في ذلك اليوم في شغل، فما حضر
الجنازة إلا القليل، فلما دنا من قبره وأراد أن يقبر الزوجتين احتار رضي الله عنه أيتهما يقدم! خاف -من الله- أن يقدم إحداهما فيحاسبه الله بعد وفاتهما على ظلمهما، حتى إنه رضي الله عنه أقرع بين المرأتين، فلما أقرع بينهما خرجت القرعة على واحدة منهما، فقدمها في القبر. فرضي الله عنك وأرضاك، وجعل أعالي الفردوس مثواك، إذ وفيت وصية رسول الله في أهلك وزوجك، رضي الله عنك وأرضاك إذ خفت من ربك، وخشيت من لقاء إلهك.

إنها القلوب التي تعرف الله، وتخشى لقاء الله.

إنها الحقوق التي ما أنزلها الله في القرآن عبثا، ولا وقف النبي صلى الله عليه وسلم يرهب منها ويدعو إليها عبثا، إنها الحقوق التي تسطر من أجلها الأقوال والأفعال، فتقاد إلى الله حسيراً كسيراً أسيراً بما قاله اللسان، وبما انطوى عليه الجنان، وبما اقترفته اليدان.

أين هذه النماذج الكريمة؟

أين هذه الأمة العظيمة
الرحيمة من نماذج اليوم؟

الوعيد الشديد لمن فرط في حق أهله
رجل تزوج امرأة فمكث معها ثلاثين عاماً، فكانت أماً لأبنائه وبناته، كم طعم من طعامها، وكم اكتسى من لباسٍ غسلته يداها .. وكم .. وكم لها عليه من فضل، فلما تولى شيء من جمالها، وغدت بعد مشيبها وكبرها تزوج عليها الثانية، فأنسته الأولى، ومكث أكثر من عشر سنوات لم يدخل بيتها، ولم يطعم طعامها، ولم يطأ فراشها .. تحلف بالله العظيم أن له أكثر من عشر سنوات ما وطئ فراشها، ولا طعم طعامها، ولا دخل بيتها .. ويلٌ له من الله ما أشقاه وما أرداه! ويل له من الله إذ ظلم وفجر! ولم يخف الله عز وجل في زوجتيه.

لقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (من كانت له زوجتان فلم يعدل بينهما إلا جاء يوم القيامة وشقه مائل) مشلول والعياذ بالله! يقوم أمام العباد حافياً عارياً مشلول الجسد -والعياذ بالله- ويلٌ له ثم ويلٌ له إذا تعلقت به تلك المظلومة، واستمسكت به تلك المحرومة في يوم يفر فيه المرء من أخيه، وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه!

فالله.. الله! ما أعظمها
من حقوق تقرب إلى الله!

الله.. الله! ما أعظمها من حقوق توجب رضا الله أو سخط الله!

ضرورة التذكير بالحقوق الزوجية
لذلك أحبتي في الله يحتاج المؤمن إلى من يذكره بهذه الحقوق، وإلى من يحرك في قلبه الخوف من الله، ومراقبة الله في حقوق الأهل والزوجات .. والزوجة بحاجة إن كانت مؤمنة بلقاء الله إلى من يذكر قلبها، ويرقق فؤادها، ويدلها على عظيم حق بعلها، إنها الحقوق العظيمة التي أنزل الله عز وجل من أجلها الآيات، وحبرت على المنابر العظات البالغات.

أحبتي في الله.. هي الحقوق التي وصَّى بها النبي صلى الله عليه وسلم، حتى قال: (فاستوصوا بالنساء خيرا) فبيض الله وجه امرئ حفظ وصية النبي صلى الله عليه وسلم في أهله، ونضر وجه زوجة حفظت وصية الله في بعلها، أحبتي في الله: في هذا الزمان الذي عظمت غربته، واستخف الرجال بحقوق النساء، واستخف النساء بحقوق الرجال .. كم نحن بحاجة إلى من يذكر بهذه الحقوق.

إن البلاء كل البلاء، والمصيبة كل المصيبة؛ أن تجد الرجل ظالماً، ولكن لم يسمع يوماً قط من أخيه كلمة تذكره بالله في حقوق زوجته، والمصيبة كل المصيبة أن تكون المرأة ظالمة لزوجها، فلم تسمع يوماً من الأيام كلمة من صديقاتها تدلها على عظيم حق بعلها.

إلى الله المشتكى من غربة الدين بين المؤمنين! ومن تقاعس الناس في طاعة رب الناس، وخوف ما له من شدة وبأس، ومن ضعف القلوب عن التذكير بالله؛ بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر!!

فهذه كلمات تضمنت بعض الحقوق والواجبات.

حق الله على الزوجين
أعظم الحقوق الزوجية وأجلها على الإطلاق، وأعظم الواجبات الشرعية: حق الله على الزوجين، الله الذي أحل لك حلالها، وأباح لك طيبها ومسها، الله الذي أذن لك بنكاحها، وسهل لك السبيل للوصول إليها.

فيا أيها الزوجان: إن لله عليكما حقاً عظيماً أن تقيما بيت الزوجية على حبه ورضاه، وخشيته وتقواه، وعلى العبودية، والتمسك بالحنيفية، والأمر بالصلاة والزكاة، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فبيض الله وجه رجل أقام أوامر الله في بيته، وبيض الله وجه امرأة أقامت أوامر الله في بيت بعلها.

كم من نساء صالحات ثبت الله بهن القلوب على الطاعات، وكم من نساء بخل الأزواج عليهن لأنهم كانوا بعيدين عن الله، وغريبين عن الله، ومعتدين على حدود الله، فما مضت الأيام إلا والقلوب قد خشعت لربها، وأذعنت لخالقها، فدلّت وبصّرت وهدت، فنعم والله المرأة، وقد دعا النبي صلى الله عليه وسلم بالرحمة لامرأة نضحت في وجه زوجها الماء لتقيمه للعبادة، ورغَّبته في الطاعة والزهادة (رحم الله امرأة قامت من الليل فأيقظت زوجها، فإن أبى نضحت في وجهه الماء، ورحم الله رجلاً قام من الليل فأيقظ أهله، فإن أبت نضح في وجهها الماء).

ولقد أخبر الله تبارك وتعالى عن هذا الواجب والحق العظيم في كتابه، فأمر نبيه صلى الله عليه وسلم أن يأمر بطاعته، وأن يحبب في مرضاته، فقال جل شأنه وتقدست أسماؤه: وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لا نَسْأَ
لُكَ رِزْقاً نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى [طه:132] قال بعض العلماء: إني لأرجو من الله ألا يأمر أحدٌ أهله بطاعة الله إلا كفاه الله رزقه؛ لأن الله تعالى يقول: لا نَسْأَلُكَ رِزْقاً نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى [طه:132] فاستنبط بعض العلماء من هذه الآية الكريمة أن من حفظ حق الله في أهله أن الله لا يعييه في رزقٍ لهم.

وقال بعضهم: إنه كان آمراً بالمعروف ناهياً عن المنكر في بيته وزوجه، وكان قد بلغه قول هذا العالم، يقول: وقد جربت ذلك فوجدته حقا، حتى إنه تمر علي الليلة لا أجد فيها الطعام، فآوي إلى الزوجة لا تخاصمني ولا تعاتبني، فما هو إلا شيء يشغلها عن الرزق، فأنام وتنام في رحمة من الله.

وقال بعضهم: كان بيتي مليئاً بالمشاكل، وكانت أبغض ساعة عندي تلك الساعة التي أدخل فيها بيت الزوجية، فشاء الله أن يهدي قلبي إليه، فعرفت سبيل المساجد، وقمت مع كل راكع وساجد، فأصبحت أسعد ساعة عندي تلك الساعة التي أدخل فيها إلى بيتي.

ما حفظ مؤمن حق الله في أهله إلا وفقه الله، ولن يسيئه الله في أهله وزوجه؛ لأنه من وفّى لله وفّى الله له، ولذلك أثنى الله على نبي من أنبيائه في كتابه، فقال جل شأنه وتقدست أسماؤه: وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولاً نَبِيّاً * وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيّاً [مريم:54-55] فما أمر أحد أهله إلا أرضاه الله في أهله وكان عند ربه مرضيا، حتى قال بعض العلماء: من دلائل رضوان الله عن العبد توفيقه له بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في بيت أهله.

فالله .. الله! في هذا البيت الذي أقمته بتوفيق الله ورحمته! ليكن أول ما يجعله الزوج والزوجة نصب أعنيها إذا دخلا إلى بيت الزوجية إرضاء الله سبحانه وتعالى؛ فأول ما يفكر فيه الإنسان الصالح الموفق .. الذي يريد الحياة السعيدة الهنيئة هو طاعة الله ورسوله. والله ما دخلت إلى بيت زوجية وفي نيتك وقلبك أنك تقيم كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أهلك وزوجك وأولادك إلا متعك الله، وجعل بيتك نعم البيت إذ تأوي إليه، وإذ تضفي إليه..

فالله الله في هذا الحق العظيم! والله ما تنكد العيش، ولا تنغصت الحياة، ولا تنكدت العشرة الزوجية بشيء مثل عصيان الله عز وجل، والتمرد على الله وعلى أوامر الله!

الله الله أن تدخل على زوجتك فتراها على منكر لا يرضاه الله، فلا تأخذك حمية الدين أن تذكرها، ويرق لها شعورك، وتخاف منها أكثر من خشيتك من ربها!

الله الله إذ رأيتها فلم تأمرها بطاعة ربها، فجئت يوم القيامة فتعلقت بك بين يدي الله، وقالت: رباه! سل زوجي؛ رآني نائمة وما أيقظني للصلاة! يا رب! سل زوجي؛ سمع مني ما لا يرضيك فما نهاني! يا رب! سل زوجي؛ رآني على معصيتك: انظر إلى الحرام أو أسمع الآثام وما نهاني عن حدودك، وما رهبني من معاصيك!

الله الله أن توقفك ذلك الموقف!

ولذلك قال بعض العلماء في قول الله تعالى: يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ * وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ * وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ [عبس:34-36] يفر من أهله وزوجه خوفاً من معصية ومنكر رآهم عليه، فيسأله بين يدي الله عن ذلك.


المعاشرة بالمعروف
أما الحق الثاني فقد أمر الله تبارك وتعالى به في أكثر من آية من كتابه، وهو ثمرة الخوف والخشية من الله عز وجل: العشرة بالمعروف خلق الأوفياء، وشأن الكرماء.. العشرة بالمعروف التي أمر الله عز وجل بها في كتابه، فقال سبحانه وتعالى: وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً [النساء:19].

قال ابن عباس : [الخير الكثير أن تكره المرأةَ فتصبر عليها، فيرزقك الله منها ولداً صالحاً فيه خير كثير] وقال الله تعالى: فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ سَرِّحُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَلا تُمْسِكُوهُنَّ ضِرَاراً لِتَعْتَدُوا وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ [البقرة:231] أي: إنه قد ظلم نفسه وسيلقى من الله ما يكون جزاءً وفاقاً لعمله.

فلا يحسبن الظالم إذا أمسك الزوجة للإضرار أن الله غافل عن إضراره، لا والله، فكم لله من نقم وسطوات تنزلت بسبب تلك الدعوات من النساء المظلومات، وكم من رجل تنغصت عليه عيشته، وتنكدت عليه حياته بظلمه لمؤمنة آمنت بالله، فرفعت كفها مظلومة فاشتكت إلى الله! فإن الله قد سمع شكوى المرأة من فوق سبع سماوات، تقول عائشة : [إنه ليخفى علي بعض كلامها، فسبحان من وسع سمعه الأصوات. سمعها من فوق سبع سماوات تجادل رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعلها، وتشتكي إلى الله من زوجها]، فأنزل الله عز وجل فيه قرآناً، وأبقى للعباد من شأنها فرقاناً.

أحبتي في الله: أمر الله بالمعاشرة بالمعروف وهي خصلة الكرماء، وشيمة البررة الأوفياء، شيمة الصالحين، وخلق عباد الله المتقين.

ولذلك لما سأل رجلٌ الحسن البصري رحمه الله، فقال له: [يا إ
مام! إن لي ابنة، لمن أزوجها؟ قال: زوجها التقي، فإنه إن أمسكها برها، وإن طلقها لم يظلمها] فمن يتقي الله هو الذي يمسك بالمعروف، وهو الذي يفارق بإحسان.

يقول الله تعالى: فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ ، أي: إن أمسكتم النساء في عصمتكم فأمسكوهن على الشيمة والوفاء وحسن العهد والذمة والمحبة والصفاء .. أمسكوهن إمساك الخير لا إمساك الإضرار، فهذه وصية الله لعباده.

ولذلك كان السلف الصالح رحمهم الله، إذا أرادوا تزويج الرجل وسأل عن شرط الولي، قالوا: إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان، وقال عبد الله بن عباس في تفسير قول الله تعالى: وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثَاقاً غَلِيظاً [النساء:21] قال: [الغليظ: إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان] غليظ لكنه على المؤمن يسير، ميثاق غليظ: أي: إن الله أمر كل مؤمن يؤمن بلقائه وبكتابه أن يمسك بالمعروف، فهذا ميثاق غليظ من الله.

فالله الله أن ينظر الله إليك يوماً من الأيام وأنت تمسك المرأة بقصد الأذية! فإن الله تعالى جعل القلوب محل النظر. والغريب أن الله تعالى يقول للكفار: إِنْ يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْراً يُؤْتِكُمْ خَيْراً [الأنفال:70] فهم كفار، لكن لو علم الله في قلوبهم خيراً لأعطاهم على قدر نياتهم، فكيف بالمؤمن؟! فالقلب محل النظر من الله عز وجل.

والله! ما أخفى إنسان في سريرته وقلبه نية سوء إلا فضحه الله عز وجل، ولا تحسبن الله غافلاً عن عباده!

حقيقة الإمساك بالمعروف
وما معنى الإمساك بالمعروف الذي وصى الله به في كتابه، ووصى به نبيه صلى الله عليه وسلم أصحابَه والأمةَ جمعاء؟ الإمساك بالمعروف أن تنظر إلى شمائل النبي صلى الله عليه وسلم حتى ترى العشرة الوفية في أبهى صورها وأجمل حللها.. أن تنظر إلى ذلك النبي الكريم في أخذه وعطائه، وحبه ووفائه .. ذلك النبي الكريم الذي ما آذى امرأة من نسائه.. ما سب يوماً من الأيام امرأة من نسائه، ولا آذى يوماً من الأيام زوجة من زوجاته، ولا تذمر في وجه واحدة قط صلوات الله وسلامه عليه، ولا وضعت إحداهن طعاماً بين يديه فسبها أو شتمها أو عاب طعامها.

نماذج للمعاشرة بالمعروف
يقول أنس رضي الله عنه وأرضاه: [صحبت النبي صلى الله عليه وسلم عشر سنين، ما لمست ديباجاً ولا حريراً ألين من كفه، ولا قال لي يوماً من الأيام قط: أف] طفل صغير ما قال له يوماً من الأيام: أف، فكيف بامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر؟!

يأتي صلى الله عليه وسلم إلى عائشة فيقول: (يا عائشة ! هل عندكم شيء، قالت: لا، قال: إني إذاً صائم) ما قال: فعل الله بك وفعل .. ما قال: أين طعامنا؟ تقول عائشة: (وإني لأضع يدي على بطنه أرى أثر الجوع) صلوات الله وسلامه عليه.

شيمة ووفاء أبلغ ما يكون من الحب والصفاء والرحمة والشفقة والخيرية للأهل في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم؛ ما سمع منه يوماً من الأيام إساءة إلى زوجة من زوجاته، وكان يتحبب إلى المرأة حتى ينادي بالترخيم، فيقول لـعائشة : (يا عائش!) يدللها ويعطف عليها صلوات الله وسلامه عليه، ولما أمره الله أن يخير نساءه، وأخبر عائشة رضي الله عنها وأرضاها بحكم الله فيه وفي نسائه، فقال لها: (لا تعجلي، استأذني والديك، فقالت رضي الله عنها: أفيك أختار يا رسول الله؟!).

لو لم يكن وفياً صلوات الله وسلامه عليه ورحيماً بأهله ما اختارته رضي الله عنها وأرضاه. تلك السيرة العطرة، والمواقف الجميلة النضرة .. من المحبة والصفاء والشيمة والوفاء، فصلوات ربي وسلامه عليه إلى يوم الدين .. مع هذا كله يلاطف ويعاشر مع القول بالفعل!

خرج صلى الله عليه وسلم معها إلى قباء فسابقها فسبقها صلوات الله وسلامه عليه، فطلبته الثانية فسبقها، حتى إذا بدن وكبر عليه الصلاة والسلام سبقته رضي الله عنها وأرضاها، فيقول لها يطيب خاطرها: (هذه بتلك)، قلوب تعلقت بالله، وأذعنت لجلال الله، فتقربت إلى الله بالإحسان إلى الأهل.

أحبتي في الله: إنها العشرة التي يحب الله أهلها وأصحابها، حتى قال النبي صلى الله عليه وسلم دالاً لك ومعرفاً إذا أردت أن تعرف خيرية الإنسان أن تنظر إليه مع أهله (خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي) إذا أردت أن تعرف خير الرجل، فانظر إلى ذلك الرجل الذي تؤذيه امرأته فيحسن إليها، وتهينه فيكرمها، وتحرمه فيعطيها.. إلى ذلك الرجل القادر على الانتقام ولا ينتقم لوجه الله، والقادر على الطلاق ولا يطلق لوجه الله، والذي ما ذهبت زوجته يوماً من الأيام تشتكي إلى أبيها.

وإن في الرجال من هو على الصبر والتذمم ما لا يعلمه إلا الله عز وجل، ولقد بلغ ببعضهم أنه آذته امرأته، وأصبحت تسبه وتشتمه، حتى سمع بعض طلابه ذلك السب والشتم، فقيل له: لا تسرحها؟ فسكت، ثم قيل له: هلا أجبتها؟ أي: أين الرجولة؟! أجبها، فقال: أستحي من الله أن يسمع مني كلمة لأهلي لا ترضيه.

يريدون لقاء الله خفيفين من الأحمال والأوزار، وقد يسلط الله على العبد أهله فيؤذى ويصبر لوجه الله عز وجل، فمن الناس من يؤذى في أهله فيصبر ويحتسب .. فيجمع الله له بين خيري الدنيا والآخرة.

ولذلك قال الل
ه عز وجل عن نبيه زكريا: وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ [الأنبياء:90] قال بعض العلماء: كانت زوجته قاسية فظة عليه، فصبر لوجه الله عز وجل، حتى قلبها الله في آخر حياتها فأصبحت ذات الخلق الحسن، وكم من أناس صبروا على أذية الزوجات فبلغهم الله عز وجل بذلك الصبر أعالي الدرجات، وأوجد لهم الحب وجزيل الحسنات، وكفر عنهم بتلك البلايا عظيم السيئات، فوافوا الله عز وجل بحسنات عظيمة، وأجور كريمة، ومنهم من جمع الله له بين الحسنيين، وآتاه حسن العاقبتين، فأصلح له أهله في الدنيا قبل أن يلقاه، ثم أصلحها له من بعده.

وقد حدثني بعض الإخوان أن أمه كانت شديدة على أبيه، وكان صابراً لوجه الله، وكانت تؤذيه وتضطهده حتى تهينه بين يدي أولاده، وهو يصبر ويحتسب، ومن العجيب أنها ما كانت تسبه وتشتمه إلا أجاب بذكر لله عز وجل، إما أن يقول: لا حول ولا قوة إلا بالله، أو حسبنا الله ونعم الوكيل، أو يقول لها: يا أمة اللهّ! اتقي الله في نفسك، ويذكرها بالله. يقول: ما سمعت منه يوماً من الأيام إساءة إلى والدتي، مع شديد قبح الألفاظ وشناعتها التي تؤذيه بها، يقول: فصبر واحتسب، فشاء الله عز وجل في آخر حياة الأب أن مرض، فقلب الله قلبها حناناً وعطفاً وشفقة عليه، يقول: كنا مسافرين، فكانت الأم هي التي ترعاه، وتقوم على شأنه، إلى درجة أن أعمامي -إخوة أبي- لا يأتونه خوفاً من الإصابة بالعدوى، فما صبرت إلا تلك المرأة، ومع هذا اختاره الله إلى جواره، وبعد وفاته أصبحت تكثر له من الدعوات والاستغفار وتذكره بصالح الدعوات، وإذا ذُكِر خشعت من ذكراه مما تتذكر من صبره عليها.

وكم من أناس صبروا لوجه الله تعالى، أولئك الرجال الذين يخرجون من الدنيا، وقد أسروا قلوب زوجاتهم في محبة الله ومرضاة الله! ومع الخير الموجود في الرجال فإنه موجود كذلك في النساء، فكم من أمة لله صابرة على أذية بعلها، وكم من أمة لله صابرة على أذية زوجها.

من النساء من تؤذى وتهان وتضرب وتذل، ولا أحد يعرف بذلك الأمر، ومن النساء من تؤذى وتهان في بيت زوجها بأمور لا يعلمها إلا الله، وما اطلع أحد على ذلك السر، ولا علم به أحد فهي صابرة ومحتسبة لوجه الله.

وحدثني بعض الأخيار أن أختاً له أوذيت وضربت حتى كان من أثر الأذية جرحاً في جسدها، يقول: فجاءت إلى بيتها، فقيل لها: ما هذا؟ فادعت شيئاً غير الضرب، يقول: وما علمنا بذلك.

من النساء من هن صابرات لوجه الله، ويحتسبن الأجر عند الله، فطوبى لهن وحسن مآب.

فالله الله في المعاشرة بالمعروف!

إياكَ أن تكون المرأة أوفى لله منك! وإياكِ أن يكون الزوج أوفى لله منكِ! حاولي قدر الاستطاعة أن تكوني أبر لله، وليحاول الرجل أن يكون أبر لله وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ [المطففين:26] فإن بيوت المؤمنين لا تعرف هذه المشاكل، ولا تعرف تنغيص العيش؛ لأنها إذا اختلفت في أمر فعندها كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم دواءً شافياً، وعلاجاً كافيا، نسأل الله العظيم أن يرزقنا وإياكم المعاشرة التي ترضيه لوجهه، ونعوذ بالله العظيم أن يطلع على عورة منّا تغضبه في عشرة الأهل والأبناء.

حق المبيت
أما الحق الثالث فهو حق المبيت: هذا الحق الذي يعتبر -كما يسميه العلماء- من الحقوق الزوجية المشتركة، ومعنى ذلك أنه يجب على الرجل للمرأة، ويجب على المرأة للرجل. يجب على الرجل أن يبات عند امرأته، ويجب على المرأة أن تبات وتعين زوجها على العفة والإحصان، وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم وجوب هذا الحق على الطرفين، وأشار الله عز وجل في كتابه إلى ذلك بقوله: هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ [البقرة:187] وانظر إلى أسلوب جمال القرآن! انظر إلى ذلك الأسلوب الرباني الذي يعطيك الحياة الزوجية الحقيقية هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ [البقرة:187] فهذا الحق وإن كان من الحياء الإعراض عنه، ولكن الله لا يستحي من الحق!


الأدلة على وجوب حق المبيت
هذا الحق الذي أوجبه الله على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم، حيث أوجبه على المرأة فأخبر كما في الصحيحين (أن المرأة إذا دعاها زوجها إلى فراشه فأبت باتت الملائكة تلعنها في السماء)، وفي الصحيح عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال: (أيما امرأة دعاها زوجها فامتنعت سخط عليها الذي في السماء حتى يرضى عنها)؛ لأن هذه الرواية أشد من الرواية الأولى، الرواية الأولى: (باتت الملائكة تلعنها حتى تصبح) وأما الرواية الثانية: (كان الذي في السماء ساخطاً عليها حتى يرضى عنها) أي: لو بقي الزوج في نفسه على المرأة متألماً من ذلك الامتناع في تلك الليلة حافظاً له، لا يزال الله ساخطاً على تلك المرأة حتى يرضى ذلك الزوج.

ومن النساء من آذت زوجها وامتنعت عليه في الفراش في إحدى الليالي، وشاء الله أن يتوفى زوجها في حادثة في تلك الليلة، فباتت قد سخط عليها ولعنت من السماء، فالله الله في حقوق الفراش!

وكذلك على الزوج حق لزوجه، ولذلك قرر العلماء رحمهم الله: أن على الرجل أن يصيب المرأة في كل أربعة ليال،
وهذا أشار إليه العلماء رحمهم الله، واستنبطوه من دليل الكتاب، فإن الله أباح للرجل أربعة نساء، وهذا يدل على أن للمرأة ليلة من بين تلك الليالي، فإن كان الرجل عابداً قانتاً فليؤد حق الله وحق أهله، فلا يترك الفرائض التي أوجبها الله لنوافل لم يوجبها الله عليه.

ولذلك ورد عن عمر رضي الله عنه [أنه جاءته امرأة، فقالت: يا أمير المؤمنين! زوجي يصوم النهار ويقوم الليل، فقال لها رضي الله عنها: هنيئاً لكِ! نعم الرجل، فمضت المرأة ثم رجعت، فقالت: يا أمير المؤمنين! زوجي يقوم الليل ويصوم النهار، فقال لها: هنيئاً لكِ! نعم الرجل، فمضت المرأة ثم رجعت، فقالت: يا أمير المؤمنين! زوجي يصوم النهار ويقوم الليل، فقال أبي -وفي رواية علي- : يا أمير المؤمنين! إن المرأة تشتكي زوجها، فقال عمر رضي الله عنها: أما وقد علمت فلا يقضي بينهما غيرك، فطُلب الزوج فجاء، فقالت المرأة:

ألهى خليلي عن فراشي
مسجد وليله نهاره ما يرقد

ولست في أمر النساء أحمده

انظر إلى البلاغة والأدب حتى في تعاطي الألفاظ، فقال ذلك الرجل المدعى عليه:

زهدني في فرشها ما قد نزل في سورة النحل وفي السبع الطول

إني امرؤ قد رابني وجل

زهدتني تلك السبع الطوال من كتاب الله عز وجل، حتى عفت فراشها، وخفت من لقاء الله، فهان عليَّ أن أصيبها، فلما قال ذلك، قال أبي أو علي:

إن لها عليك حقاً يا رجل تصيبها في أربع لمن عقل

فالزم بذا ودع عنك العلل ]

والمقصود أنه من حق المرأة على الرجل أن يعفها عن الحرام خاصة في هذا الزمان الذي عظمت فيه الفتن والمحن، إذ تحتاج المرأة إلى شيء هو من جبلتها وخلقتها، ويحتاج الرجل إلى شيء هو من جبلته وخلقته، والمقصود من الزواج الإعفاف، وأن يحصن الإنسان فرجه، ولذلك لا يجوز لمؤمن يؤمن بالله واليوم الآخر أن يهجر فراشه بغير حق، وما من إنسان يقصر في حق زوجه في الفراش فيكون ذلك التقصير سبباً في وقوعها في الحرام إلا لقي الله بإثمها ووزرها، وما من امرأة تؤذي زوجها في فراشه، وتمنعه من مبيته، وتؤذيه حتى يقع في الحرام، إلا لقت الله بوزره!

فالله الله! إنها الحقوق التي لا يجامل فيها! فإن الله ذكر الفراش للنساء في آية من كتابه، فذكر الثلاث العورات، قَبْلِ صَلاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُمْ مِنَ الظَّهِيرَةِ وَمِنْ بَعْدِ صَلاةِ الْعِشَاءِ [النور:58] أنزلها آيات تتلى في كتابه سبحانه وتعالى.

فالإسلام دين العبادة والزهادة والخشوع والخضوع، وكذلك دين العفة والحصانة، ودين أعطى لكل شيء حقه وقدره، فليس من حق الرجل أن يحبس المرأة ثم يأتي في آخر الليل تعباناً سهراناً كسلاً خاملاً فيرتمي على الفراش مضيعاً حق زوجه، خاصة إذا كانت في عز شبابها..

خطر التقصير في حق المبيت
فالله الله في هذه الحقوق! لقد وقعت كثير من المشاكل والحوادث المحزنة المؤسفة، حتى إن البعض قد يسافر في بعض الأمور التي هي من النوافل، ويتغرب عن بيته الشهر والشهرين والثلاثة والأربعة، حتى تقع زوجه في الحرام، تقول إحداهن: حتى اضطررت إلى حاجة، فأصبحت أطلب من جاري أن يأتي بالحاجة يوماً فيوماً .. حتى أغواني الشيطان فأصبت الحرام معه!! من الذي يلقى الله بإثمها، ومن الذي يحمل بين يدي الله وزرها؟ إنه الزوج الظالم الغاشم الذي رمى بهذه الحقوق وراء ظهره.

والعجب أن يكون إنساناً يفقه عن الله ورسوله.. يعرف الحلال والحرام، ويعرف الشريعة والأحكام ويقول: أما أنت فلستِ بفراش، ويغض عنها الطرف ويحتقرها، ويشتغل بكتب العلم زاعماً أن ذلك أفضل وأجل له.

والنبي صلى الله عليه وسلم يقول عن الله تعالى: (ما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه) وهذا مما افترضه وأوجبه الله عليك، فإن كنت صادقاً في طلب حب الله فابدأ بأهلك وزوجك؛ أعفهم عن الحرام، وصنهم عن الفواحش والآثام.

لقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يقف على منبره فتتفجر ينابيع الحكمة من لسانه وبيانه، لكنه إذا دخل إلى أهله أعطاهم حقوقهم، فعفهم وصانهم عن الحرام، حتى كان إذا خرج إلى الصلاة قبَّل امرأة من نسائه، حتى يشعرها بالحنان وبالرحمة، ويكون آخر عهده بها الوفاء لها في حقها.

الله أكبر! ما أجله من دين! وما أعظمها من رسالة تنزلت من رب العالمين!

فالله الله في هذه الحقوق! والله لو نعلم كثيراً من المشاكل التي تقع بسبب إضاعة حق المبيت لأشفقنا على أنفسنا. كثرة السهرة مع الأصحاب والأحباب، وكثرة الضيوف التي تكون لأمور من الفضل ليست من الواجب واللازم، حتى تضيع حقوق النساء في البيوت .. كل ذلك مما لم يأذن الله به، كلٌ له حقه، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: (إن لزوجك عليك حقاً، ولنفسك عليك حقاً، فأعطِ كل ذي حق حقه)؛ للأهل حقهم، وللصديق حقه، وللزوجة حقها، فأعطِ كل ذي حق حقه.

ونسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يبصرنا بهذه الحقوق، وأن يعيننا على أدائها لوجهه الكريم.

حق الزوج في الطاعة بالمعروف
أما الحق الرابع: فحق الزوج على زوجته الطاعة بالمعروف: وهذا الحق بينه الله تعالى في كتابه فقال تقدست أسماؤه: ا
لرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ [النساء:34] فللرجل حق القوامة على المرأة، والمرأة تحت الرجل تشد من أزره وتعينه وتسدده وتقربه من طاعة ربه ومرضاته، فالرجل له حق القوامة على النساء، ولذلك من حكمة الله وفطرته التي فطر الناس عليها -لا تبديل لخلق الله- أن الرجال أقدر على تدبير وتصريف الأمور من النساء، وفي النساء الدعة والرحمة والحنان واللطف؛ لكي يكمل هذا نقص هذا، ويجبر هذا كسر هذا .. فسبحان العليم الخبير! وسبحان اللطيف البصير! إذ جعل المرأة على الضعف حتى تسد عجز من الرجل الخشونة، وجعل الرجل في الخشونة حتى يسد ضعف المرأة من اللين.

فإذا استرجلت المرأة وأصبحت كالرجال، فإنها قد لعنت بلعنة الله عز وجل: (لعن الله النساء المسترجلات)؛ التي تحاول الواحدة منهن أن تظهر أن لها فضلاً على الرجل، وأنها أصبحت تساويه وتنافسه، وأن دراستها وعلمها وشهادتها قد أهّلوها أن تعصي أمره، وتبتعد عن نهيه، تباً لها من امرأة! عصت ربها، واعتدت حدودها، وخالفت فطرتها .. ولذلك لن تجد امرأة تسترجل وتخرج عن أنوثتها ورقتها إلا مقتها وازدراها الناس، وسقطت من الأعين مهما كانت تلك المرأة على فطنة وذكاء وعلم.

ولذلك ينبغي للمرأة أن تعي رسالتها تجاه زوجها، قال صلى الله عليه وسلم لامرأة من النساء يعرفها بحق بعلها: (إنه جنتك ونارك) أي: هذا الزوج الذي أمامك هو الجنة إن أطعتِ الله فيه، وهو النار إن عصيتِ الله عز وجل فيه، إن أمرك بأمر فقولي بلسان الحال والمقال: سمعت وأطعت لله، لكن بشرط أن يكون هذا الأمر في حدود طاعة الله ومرضاة الله، فإن أمرك بالمنكر فدليه وأرشديه، وخذي بحجزه واهديه لعل الله عز وجل من عذابه أن يقيه، دليه على سبيل الرضا، واهديه إلى محبة الله والتقوى لعل الله أن ينقذه بدلالتك، فإن أمركِ بأمر لم يأذن الله به، فقولي له: إن في هذا معصية لله ولا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.

عجب والله! أن تجد المرأة على الصلاح والعفة، وتجد الرجل يأمرها -بناء على أن الطاعة له- بما لم يأذن الله به؛ من الرجال من يأمر امرأته أن تصب القهوة للرجال الأجانب.. من الرجال -والعياذ بالله- من يأمر أهله بالدخول على الغريب الأجنبي حاسرة لكي تبدي زينتها وجمالها وفتنتها -أعوذ بالله- تباً له من زوج! عصى الله وآذى الله، وفتن المرأة في طاعته ومعصية الله.

فالله الله أن يستغل الرجل هذه القوامة فيأمر بما لم يأمر الله به، وإياك أيتها المسلمة المؤمنة أن تؤمري بأمر لم يأذن الله به فتذلي لذلك الأمر، فالذلة لله وحده، والعزة لله وحده، والذلة من العباد لله، فيذلون له وحده، فالأمر أمره، والشرع شرعه، والدين دينه، والأجساد أجساده، والأرواح أرواحه، لا ينبغي أن تستغل إلا في طاعته ومحبته.

فإذا اعتدى الزوج هذه الحدود، وأراد أن ينتهك محارم الله فعندها تقف المرأة ناهية له عن المنكر، مبتعدة عن اقتراف ما أمرها به من حدود الله وزواجره.

وأيما امرأة وفت لله فأطاعت زوجها أعانها الله على حصول مرضاته عنها؛ فإن المرأة إذا أرضت زوجها كما يقول النبي صلى الله عليه وسلم زفت إلى الجنان وخيرت من أي أبواب الجنة أن تدخل، قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الحسن عنه: (إذا صلت المرأة خمسها، وصامت شهرها، وأحصنت فرجها، وأطاعت زوجها، دخلت من أي أبواب الجنة شاءت) طوبى لامرأة ماتت وتوفاها الله وزوجها راضٍ عنها.

وطاعة الزوج أمر عظيم، ولذلك إذا كفرت عشيرها، وآذت الله في زوجها، فإنها مأذونة بالنار وبئس القرار.

وقد ثبت في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه وعظ النساء، فذكرهن بالله عز وجل، ثم قال عليه الصلاة والسلام: (استغفرن الله واتقين النار فإني أُريت أنكن أكثر حطب جهنم، قلنا: ولم يا رسول الله؟ قال: بكفركن! قلنا: أيكفرن بالله؟ قال: لا، وإنما يكفرن العشير)؛ أي: تكون المرأة عند زوجها يحسن إليها ويكرمها، وتأتي لحظة من اللحظات تحصل منه هنة من الهنات أو زلة من الزلات، فتمد يدها والذهب في ذلك اليد الذي امتن به زوجها عليها، لتقول له: ما رأيت منك خيراً قط، وبهذه الكلمة تتبوأ مقعدها من النار والعياذ بالله.

حق الزوج على الزوجة عظيم، فلا تخرج إلا بإذنه، ولا تدخل أحداً إلى بيت الزوجية إلا بإذنه، كما في الصحيح عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال في حقوق الرجال على النساء: (ولا يوطئن فرشكم إلا من تأذنون) أي: لا يوطئن تلك الفُرش إلا من أذنتم أن يطأها، بمعنى أنها لا تأذن لأحد أن يدخل بيت زوجها ولو كان قريباً حتى يأذن الزوج.

حق الزوجة في النفقة
الحق الخامس من حقوق الزوجية: حق النفقات: وهو حق للزوجة على الزوج، فعليه أن يطعمها ويكسوها بالمعروف، وقد بيَّن النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح هذا الحق، حين سأله معاوية رضي الله عنه وأرضاه: (ما حق الزوج علينا؟ فقال عليه الصلاة والسلام: أن تطعمها إذا طعمت، وأن تكسوها إذا اكتسيت).

حق النساء في النفقة من الحقوق الواجبة واللازمة، ولذلك ثبت في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه اشتكت
له هند فقالت: (يا رسول الله! إن أبا سفيان رجل شحيح مسيك، أفآخذ من ماله لولدي، فقال: خذي من ماله ما يكفيكِ وولدك بالمعروف).

ولها حق السكنى حتى تؤوي عرضك عن الحرام، فتسكنها حيث سكنت أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنْتُمْ [الطلاق:6] وتطعمها من حيث طعمت، وتكسوها من حيث اكتسيت، وتكون تلك الكسوة والنفقة بالمعروف لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا [البقرة:286] لا تضار امرأة زوجها بتلك النفقة، ولا يضار الزوج زوجته بتلك النفقة، ليست النفقة سبيلاً للإجحاف، فبعض الأزواج إذا أعطى المرأة نفقتها امتن عليها بتلك النفقة، وقال: فعلت لك .. وفعلت لك .. حتى يذهب معروفه عليها، وبئس والله ما فعل، فذلك -كما يقول العلماء- من سوء العشرة، وقد يكون ذنباً على الإنسان إذا قصد به أذية المرأة والزوجة.

وهنا أمر ينبغي أن يتنبه له: ليس معنى إيجاد النفقة أن تبغي المرأة على زوجها، أو يبغي الرجل على زوجته، فمن الناس من ينفق لا كالنفقة، ومن النساء من تطالب زوجها بنفقة تجحف به، وقد تبلغ به إلى حد الدين! وذلك تكليف للنفس بما لا يطاق. فعلى المرأة المؤمنة إذا كانت ترجو لقاء الله والدار الآخرة ألا تحمّل زوجها ما لا يطيق، ومن النساء من إذا ذهبت إلى البيوت ونظرت إلى ما فيها من الجمال والمال .. أقامت الدنيا وأقعدتها حتى يفرش مثل ذلك الفراش، ويبسط مثل ذلك البساط، فالله الله أيتها المؤمنة أن تكوني سبباً في الإجحاف بالزوج.

إنه حق ولكنه بالمعروف، لا بالإسراف، ولا بالإجحاف، فليس من حق الزوج أن يكون ثرياً غنياً بخيلاً على زوجه وأبنائه؛ حتى إن الابن ينكسر قلبه إذا دخل الغريب بيت أبيه، وحتى إن الزوجة ينكسر قلبها إذا دخلت الغريبة بيتها، بل ينبغي للزوج أن يكون وفياً، فإذا بسط الله لك الدنيا فابسط ولكن بقدر ووجه يوجب رضوان الله عز وجل.

دخل رجل على الحسن بن علي رضي الله عنه -وكان في أول أمره في فاقة وشدة- فوجد بيته قد فرش بأحسن الفراش، ووضع فيه أحسن البساط، فقال: [ما هذا رحمك الله؟ قال: إنا أقوام إذا وسع الله علينا وسعنا، وإذا ضيق الله علينا ضيقنا] أي: مادام أن الله أنعم علينا، فلماذا لا نوسع ولكن بالمعروف.

ودخل بعض الصحابة على عبد الله بن عمر رضي الله عنه، فوجد الستور والبساط والفراش، فقال: [ما هذا يا أبا عبد الرحمن ؟ فقال: غلبتنا النساء].

أي: إذا كان عبد الله بن عمر الصحابي الجليل، يقول: غلبتنا النساء، أي: أنه من شيمته ووفائه لما سألت زوجُه أن يحسن إليها في بيتها أكرمها، ولكن بشرط ألا يكون ذلك بإجحاف وإسراف، فطاعة الله فوق طاعة المخلوق.

نسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يرزقنا وإياكم الحق والصواب، وأن يهدينا وإياكم لمنهج السنة والكتاب.

وصية في حفظ الحقوق
أحبتي في الله: وصية أخيرة وهي: أن نحفظ حقوق الأهل والزوجات، وأن نعاهد الله على الوفاء بها لوجهه، طوبى لزوج ما أمسى ولا أصبح إلا ويومه خير له من أمسه، وطوبى لزوجة ما أمست ولا أصبحت إلا ورضا زوجها خير لها من أمسها، ونسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن ينجينا من الأمانات والواجبات، ومن حقوق الأزواج والزوجات! إنه ولي ذلك والقادر عليه، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبيه وآله.
⛅️ #إشــツـراقة_الصبـاح

❆ الثلاثاء ❆
١٧/ شــــ➓ــوال/ ١٤٣٨هـ
11/ يـولـيــ⑦ــو/ 2017مـ
❂:::ــــــــــــــــــ✺ـــــــــــــــــ:::❂

﴿لا تقنطوا من رحمة الله﴾
لم يغلق بابه، لم يسدل حجابه،
لم تنفد خزائنه، لم ينته فضله،
لم ينقطع حبله !
فارجع اليه..وتوكل عليه..
 ‌‌‌‌‌‏!...♡
‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‏
صبــــاح رحمة الله...@
*إشراقة الصبااح*
"‏لا أشدّ من أن يتمنى امرؤ العدم ( يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَٰذَا وَكُنتُ نَسْيًا مَّنسِيًّا )
ويأتي اللطف ( لا تحزني ) ثمّ ( فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا )
*إنه الله*" .
✍🏻توفيق الصائغ.
*هنئت صباحا*
☆ *أذكار الصباح*☆
أذكآر الصبآح | نور لِقلبك

تلاوة للقارىء : عبدالله الخلف
https://youtu.be/MSodmMWJgLw
☀️☀️
*إشراقة*
كن متفائلًا وإن لم تجد سببًا يدعوك للتفاؤل🍃
كان قدوتك صلّى الله عليه وسلم يحبّ الفأل
فاقتدِ بنبيك، وثق أن يومك سيكون سعيدًا
*سوسن الدعيس*

🔹 *هَمسَة إيمَانيّه*🔹
الغيرة صفة من صفات الرب جل وعلا وصفاته صفات كمال ومدح؛ والغيرة لا يتَّصف بها سوى أفذاذ الرجال الذين قاموا بحقِّ القَوامَة ❥'

‌‏ *الضحى*
سنةٌ بعد إشراق، وَصدقةٌ دونَ إنفاق، حصادٌ لحسناتٍ لا تُعدّ.🌿
نعلم ولانعمل) ‏نعلم أن ركعتي الضحى تجزئ عن 360 صدقة ( وتمر علينا الأيام تلو الأيام ولا نصليها )

》 *وختاااما*《
*صباح* مشرق بنور الله
والاقبال على الله
*صباح*مملوءاً بالعطاء
والتوجه إلى رب السماء
بأن يحفظ علينا النعم ويدفع عنا النقم
*اللہم مع أنفاس هذا الصباح*
ارزُقنا حُلو الحياة
وخير العطاء
وسعة الرزق
وراحة البال
ولباسَ العَافيہ
وحسنَ الخاتمة
*صبااااح الخيرٍ*
ﮩ•┈••✾•◆❀◆•✾••┈•ﮩ
⛅️ #إشــツـراقة_الصبـاح

❃ الاربعاء ❃
١٨/ شــــ➓ــوال/ ١٤٣٨هـ
12/ يـولـيــ⑦ــو/ 2017مـ
❂:::ــــــــــــــــــ✺ـــــــــــــــــ:::❂

لابد علينا ان نتقن فن التعامل
مع الاخرين ويتمثل في :
فن الصمت الحكيم
و فن الحديث الجميل
والأهم هو اتقان فنُّ التوقيت المناسب .
فالصمت بغير وقته خذلان
و الحديث بغير وقته حماقة‌‌‌‌‌‏!...♡
‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‏
صبــــاح فن التعامل...@
🎤
خطبة.جمعة.بعنوان.cc
فـــضــــــل لا إلــــه إلا الــلـــــه
للدكتور/ ابراهيم بن محمد الحقيل
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌

الخطبـــة.الاولـــى.cc
الحمد لله، ولا نعبد إلا إياه، مخلصين له الدين ولو كره الكافرون، أحمده وأشكره، وأتوب إليه وأستغفره، تفرد بالجلال والكمال، وتنزه عن النظراء والأمثال، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، يتعبَّد الموحّدون بذكره ﴿ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ ﴾ [الإسراء: 44] وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، أرسله الله حتى يقرر أن لا إله إلا الله؛ فأقام الدين، ونشر التوحيد، وأوضح الشريعة، حتى توفَّاه الله تعالى، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه، أئمة الهدى، وأنوار الدجى، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعد: فيأيها الناس، اتقوا الله تعالى وأطيعوه ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴾ [الحشر: 18].

أيها المؤمنون: كلمةُ التقوى هي كلمةُ الإخلاص والتوحيد، لا إله إلا الله، وهي شهادةُ الحق ودعوةُ الحق، وبراءةٌ من الشرك. لأجلها خُلِق الخلق، وأرسل الرسل، وأنزلت الكتب ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الجِنَّ وَالإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾ [الذاريات: 56] ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ ﴾ [الأنبياء: 25] ﴿ يُنَزِّلُ المَلَائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنْذِرُوا أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاتَّقُونِ ﴾ [النحل: 2] قال سفيانُ بنُ عيينة رحمه الله تعالى: "ما أنعم الله على عبد من العباد نعمة أعظم من أن عرّفهم لا إله إلا الله"[1].

لأجلِ هذه الكلمة أُعدَّت دارُ الثَّوابِ ودارُ العقاب، ولأجلها أمرت الرسل بالجهاد؛ فمن قالها عصم ماله ودمه، ومن أباها فماله ودمه هدر.

هي مفتاحُ الجنةِ وثمنُها، وهي دعوة الرسل، وبها كلّم الله موسى كفاحًا، ومن كانت آخر كلامه من الدنيا دخل الجنة كما صح ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم[2] وهي موجبةٌ للمغفرة، ومنجاةٌ من النار، سمع النبي صلى الله عليه وسلم مؤذنًا يقول: أشهد أن لا إله إلا الله، فقال: ((خرج من النار))؛ أخرجه مسلم[3]، وقال أبوذرٍ رضي الله عنه: قلت: "يا رسول الله، كلمني بعملٍ يقربني من الجنة ويباعدني من النار". قال: ((إذا عملت سيئةً فاعمل حسنة، فإنها عشرُ أمثالها)). قلت: "يا رسول الله، لا إله إلا الله من الحسنات"؟ قال: ((هي أحسن الحسنات))؛ أخرجه أحمد[4].

لا إله إلا الله تمحو الذنوب والخطايا، وتجدد ما درس من الإيمان في القلب، وهي أفضلُ الذكر، وأثقلُ شيء في الميزان، كما روى عبدُالله بنُ عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم: (( أن نوحًا قال لابنه عند موته: آمرك بلا إله إلا الله، فإن السموات السبع والأرضين السبع لو وضعت في كفة ووضعت لا إله إلا الله في كفة رجحت بهن لا إله إلا الله، ولو أن السموات السبع والأرضين السبع كنّ في حلْقة مبهمة فصمتهن لا إله إلا الله))؛ أخرجه أحمد بسند صحيح[5].

إن هذه الكلمة العظيمةَ إذا قالها المسلم صعدت إلى السماء، وخرقت الحجب؛ حتى تصل إلى الله تعالى أخرج الترمذي وحسنه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ما قال عبدٌ لا إله إلا الله مخلصًا إلا فتحت له أبواب السماء حتى تفضي إلى العرش ما اجْتُنبت الكبائر))[6]. هذه الكلمةُ أفضلُ الأعمال، وأكثرُها تضعيفًا، تحفظ العبد من الشيطان، وتعدلُ عتق الرقاب؛ كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ((من قال: لا إله إلا الله وحده لاشريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير في يوم مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب، وكتبت له مائة حسنة، ومحيت عنه مائة سيئة، وكانت له حرزًا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي، ولم يأتِ أحد بأفضل مما جاء إلا رجل عمل أكثر منه))؛ متفق عليه[7].

وهي التي تفتح أبواب الجنة؛ كما جاء في حديث عمر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((ما منكم من أحد يتوضأ فيبلغ أو فيسبغ الوضوء ثم يقول: أشهد أن لا إله إلا الله وأن مُحمدًا عبده ورسوله إلا فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء))؛ أخرجه مسلم[8].

تَحرمُ النارُ على من قالها مخلصًا؛ كما في حديث عتبانَ بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((إن الله حرَّم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله))؛ أخرجه الشيخان[9]، وعندهما أيضًا أن الله تعالى يقول: ((وعزتي وجلالي لأخرجن من النار من قال: لا إله إلا الله))[10]؛ ولهذا السبب فهي تقطع ظهر إبليس، كما قال سفيانُ الثوري: "ليس شيءٌ أقطع لظهر إبليس من لا إله إلا الله"[11].

أيها الإخوة: هذا بعض من فضل لا إله إلا الله؛ ولكن هل ينالُ فضلها وبركتها من قالها بلسانه فقط؟

كلا؛ حتى يستيْ
ص وتحقيق معناها" لابن رجب (40 - 41).
[23] انظر: "العروة الوثقى في ضوء الكتاب والسنة" للدكتور سعيد بن وهف القحطاني (40).
ُمْ يَا بَنِي آَدَمَ أَنْ لَا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ * وَأَنِ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ ﴾ [يس: 60 - 61]. فمن لم يتحقق بعبودية الرحمن وطاعته؛ فإنه يعبُد الشيطان بطاعته له، ولم يخلُص من عبادة الشيطان إلا من أخلص عبودية الرحمن.

ومن قال لا إله إلا الله بلسانه، ثم أطاع الشيطان وهواهُ في معصية الله ومخالفته فقد كذّب فعلُه قولَه، ونقص من كمال توحيده بقدر معصية الله تعالى في طاعة الشيطان والهوى ﴿ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنَ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللهِ ﴾ [القصص: 50] ﴿ وَلَا تَتَّبِعِ الهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ الله ﴾ [ص: 26].

قال الحسن: "اعلم أنك لن تحب الله حتى تحب طاعته". وقال أبو يعقوب النَّهْرَجُوري: "كلُّ من ادعى محبةَ الله ولم يوافق الله في أمره فدعواه باطلة". وقال يحيى بن معاذ: "ليس بصادق من ادعى محبة الله ولم يحفظ حدوده"[22]. ومن هنا يُعلم أن من أتى بلا إله إلا الله ينجو من النار ويدخل الجنة برحمة الله تعالى بشرط أن يسلمَ من أنواع الظلم الثلاثة: ظلم الشرك، وظلم العباد، وظلم العبد نفسه بالمعاصي[23]، فمن أشرك دخل النار، ومن ظلم العباد كان منه القصاص، ومن ظلم نفسه بالكبائر كان تحت المشيئة.

فاتقوا الله ربكم، واقدروا كلمة التوحيد حق قدرها، واعرفوا لها فضلها، وحققوا شروطها، وجانبوا نواقضها؛ حتى يكون لكم الأمن في الدنيا والآخرة، ثم صلوا وسلموا على خير خلق الله.


[1] أخرجه ابن أبي الدنيا في "الشكر" (95) وأبو نعيم في الحلية (7/ 272).
[2] كما في حديث معاذ رضي الله عنه عند أحمد (5/ 233) وأبي داود في الجنائز باب في التلقين (3116) والحاكم وصححه (1/ 351 - 500) والبيهقي في الشعب (1/ 55) وفي الأسماء والصفات (176) والطبراني في الكبير (20/ 112) ونقل ابن علان في الفتوحات تصحيح الحافظ ابن حجر له في شرح المشكاة (4/ 109) وله شواهد من حديث حذيفة وأبي سعيد وأبي هريرة رضي الله عنهم.
[3] أخرجه مسلم في الصلاة باب الإمساك عن الإغارة على قوم في دار الكفر إذا سمع فيهم الأذان (382) وأبو عوانة في مستخرجه (1/ 336) والنسائي في عمل اليوم والليلة (834).
[4] أخرجه أحمد في المسند (5/ 169) وفي الزهد (27) والطبري في تفسيره (8/ 81) وهناد في الزهد (1071) والبيهقي في الأسماء والصفات (201) وأبو نعيم في الحلية (4/ 218) وابن عبدالبر في التمهيد (6/ 550) وهو حديث صحيح.
[5] أخرجه أحمد (2/ 170 - 225) والبخاري في الأدب المفرد (548) والحاكم وصححه (1/ 48) والبيهقي في الأسماء والصفات (186) والبزار كما في كشف الأستار (3069) وصححه ابن كثير في البداية والنهاية (1/ 119) وعزاه الهيثمي للطبراني وقال: ورجال أحمد ثقات (4/ 220) ورجح الشيخ أحمد شاكر تصحيحه في تخريجه للمسند (6583) وصححه الألباني في الصحيحة (134) وفي صحيح الأدب المفرد (426).
[6] أخرجه الترمذي في الدعوات باب دعاء أم سلمة وقال: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه (3590) والنسائي في عمل اليوم والليلة (839) وحسنه الألباني في صحيح الجامع (5648).
[7] أخرجه البخاري في الدعوات باب فضل التهليل (6403) ومسلم في الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار باب فضل التهليل والتسبيح والدعاء (2691).
[8] أخرجه مسلم في الطهارة باب الذكر المستحب عقب الوضوء (234).
[9] أخرجه البخاري في الصلاة باب المساجد في البيوت (425) ومسلم في المساجد ومواضع الصلاة باب الرخصة في التخلف عن الجماعة لعذر (33).
[10] أخرجه البخاري في التوحيد باب كلام الرب - عز وجل - يوم القيامة مع الأنبياء وغيرهم (7510) ومسلم في الإيمان باب أدنى أهل الجنة منزلة فيها (193) وهو حديث الشفاعة الطويل.
[11] "سير أعلام النبلاء" (7/ 260).
[12] كما في حديث أبي هريرة عند مسلم في الإيمان باب الدليل على أن من مات على التوحيد دخل الجنة قطعاً (31).
[13] كما في حديث أبي هريرة عند البخاري في الرقاق باب صفة الجنة والنار (6570).
[14] كما في حديث معاذ عند الحميدي (369) وأحمد (5/ 236) وابن منده في الإيمان واللفظ له (1/ 111) وابن حبان (20) وأبي نعيم (7/ 312).
[15] كما في حديث عتبان بن مالك المخرج في هامش (9).
[16] كما في حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه عند أحمد (1/ 63) والحاكم وصححه ووافقه الذهبي (1/ 72) وابن حبان (204) وأبي نعيم (2/ 296).
[17] أخرجه البخاري في المغازي باب بعث النبي صلى الله عليه وسلم أسامة إلى الحرقات (7/ 517) ومسلم في الإيمان باب تحريم قتل الكافر بعد أن قال لا إله إلا الله (96 - 97).
[18] انظر هذه الأثار في "كلمة الاخلاص وتحقيق معناها" للحافظ ابن رجب (21). وأثر وهب بن منبه ذكره البخاري تعليقًا في كتاب الجنائز باب ومن كان آخر كلامه: لا إله إلا الله.
[19] المصدر السابق لابن رجب (28).
[20] انظر: المصدر السابق لابن رجب (35).
[21] أخرجه البخاري في الجهاد والسير باب الحراسة في الغزو في سبيل الله.
[22] انظر هذه الآثار في: "كلمة الإخلا
قِنَ بها قلبُه كما جاء في بعض الأحاديثِ ((مستيقنًا))[12]، وفي آخر ((خالصًا من قبل نفسه))[13]، وفي آخر ((مخلصًا))[14]، وفي آخر ((يبتغي بذلك وجه الله))[15]، وفي آخر ((يقولها حقًّا من قلبه))[16]؛ إذ تفيد هذه الأحاديث أنَّه لا يكفي قولُ اللسان.

نعم يكفي قولُ اللسان في حَقْنِ دمه وماله، ومعاملته في الدنيا كمسلمٍ ما لم يأتِ بناقض لها، كما ثبت أن أسامة رضي الله عنه قتل رجلاً بعد أن قال: لا إله إلا الله فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يا أسامة، قتلته بعد أن قال لا إله إلا الله))؟ قال: "يا رسول الله، إنما قالها خوفًا من السلاح". قال: ((أفلا شققت عن قلبه حتى تعلم أقالها أم لا))؟ وفي رواية ((كيف تصنعُ بلا إله إلا الله إذا جاءت يوم القيامة))؟! قال: "يا رسول الله، استغفر لي". قال: ((وكيف تصنع بلا إله إلا الله إذا جاءت يوم القيامة))؟! قال أسامة رضي الله عنه: "فما زال يكررها حتى تمنَّيت أني أسلمت يومئذ"؛ أخرجه الشيخان واللفظ لمسلم[17].

أما في الآخرة فلا تكون سببًا في دخول الجنة والنجاة من النار إلا باستكمال شروطها، وانتفاء موانعها، كما تواترت بذلك النصوص، قيل للحسن رحمه الله: "إن ناسًا يقولون: من قال: لا إله إلا الله دخل الجنة"؟ فقال: "من قال: لا إله إلا الله فأدى حقها وفرضها دخل الجنة". ولما سُئل وهبُ بنُ منبه رحمه الله: "أليس مفتاحُ الجنة لا إله إلا الله"؟ قال: "بلى، ولكن ما من مفتاح إلا وله أسنان؛ فإن جئت بمفتاح له أسنان فتح لك، وإلا لم يفتح لك. وقال الحسنُ للفرزدقِ وهو يدفن امرأته: "ما أعددت لهذا اليوم"؟ قال: "شهادة أن لا إله إلا الله منذُ سبعين سنة". قال الحسن: "نعم العُدَّة، لكنَّ لـ (لا إله إلا الله) شروطًا فإياك وقذف المحصنات"[18].

قال الحافظ ابن رجب رحمه الله تعالى: "وتحقيق هذا المعنى وإيضاحُه أن قولَ العبد: لا إله إلا الله يقتضي أنْ لا إله له غيرُ الله، والإله: هو الذي يطاع فلا يعصى هيبة له وإجلالاً، ومحبة وخوفًا ورجاءً، وتوكلاً عليه، وسؤالاً منه، ودعاءً له، ولايصلح ذلك كلُه لغير الله عز وجل فمن أشرك مخلوقًا في شيء من هذه الأمور - التي هي من خصائص الإلهية - كان ذلك قدحًا في إخلاصه في قول: لا إله إلا الله، ونقصًا في توحيده، وكان فيه من عبوديةِ المخلوق بحسب ما فيه من ذلك، وهذا كلُه من فروع الشرك؛ ولهذا ورد إطلاق الكفر والشرك على كثير من المعاصي، التي منشؤها طاعةُ غير الله أو خوفه أو رجاؤه أو التوكل عليه والعمل لأجله". اهـ[19]

فمن ظن أن مجرَّد النطق بهذه الكلمة ينجيه من النار ويدخلُه الجنة، ولو لم يستيقن بها قلبُه، وتعمل بهذا اليقين جوارحُه، فقد أخطأ في ظنه؛ لأن كثيرًا ممن يقعون في نواقض الإسلام يقولونها، وكثيرٌ ممن يحاربون الإسلام وأهله من المنافقين يقولونها، ومنافقو عهد الرسالة الذين مردوا على النفاق كانوا يقولونها بحضرة النبي صلى الله عليه وسلم حقنًا لدمائهم وأموالهم! ومع ذلك أخبر الله أن المنافقين بفعلهم هذا يخادعون الله وهو خادعهم؛ فكان جزاؤهم أنهم في الدرك الأسفل من النار.

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ﴿ فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِنَاتِ وَاللهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ ﴾ [محمد: 19] بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم...


الخطبـــة.الثانيـــة.cc
الحمد لله حمدًا طيبًا كثيرًا مباركًا فيه كما يحب ربنا ويرضى، أحمده وأشكره وأتوب إليه وأستغفره، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له، وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعد: فاتقوا الله تعالى فإنَّ الإيمان مع التقوى، يجعلُ العبد من الأولياء، وأولياءُ الله لهم البشرى ﴿ أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آَمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ * لَهُمُ البُشْرَى فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآَخِرَةِ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللهِ ذَلِكَ هُوَ الفَوْزُ العَظِيمُ ﴾ [يونس: 62 - 64].

أيها الإخوة المؤمنون: اتباعُ الهوى من أعظم ما يعارض كلمة التوحيد؛ لأن لا إله إلا الله تقتضي عدم طاعةِ الهوى، وإلا كان الإلهُ هو الهوى كما قال تعالى: ﴿ أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ ﴾ [الجاثية: 23] قال قتادة: "هو الذي كلما هوِيَ شيئًا ركبه، وكلما اشتهى شيئًا أتاه، لا يحجزه عن ذلك ورع ولا تقوى"[20]، ويشهد لهذا قولُ النبي صلى الله عليه وسلم: ((تعس عبدُ الدينار، تعس عبدُ الدرهم، تعس عبدُ القطيفة، تعس عبدُ الخميصة، تعس وانتكس، وإذا شيك فلا انتقش))؛ أخرجه البخاري[21].

فدل هذا على أن كلَّ من أحبَّ شيئًا وأطاعه وكان غاية قصده ومطلوبه، ووالى لأجله، وعادى لأجله، فهو عبده وكان ذلك الشيءُ معبودَه وإلهَه؛ ولذلك سمى الله طاعة الشيطان في المعصية عبادة للشيطان ﴿ أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْك
اكثرو السجود لتغذية الناصية.


ما الناصية ولم هي كاذبة؟

المعلومه رائعة سبحان الله العظيم !!!
👇👇👇👇👇


في كتابه (وغداً عصر الإيمان)

يقول الشيخ عبد المجيد الزنداني بخصوص سورة العلق :

كنت أقرأ دائما قول الله تعالى (كلا لئن لم ينته لنسفعاً بالناصية * ناصية كاذبة خاطئة). والناصية هي مقدمة الرأس وكنت أسأل نفسي وأقول يا رب اكشف لي هذا المعنى.. لماذا قلت ناصية كاذبة خاطئة؟ وتفكرت فيها وبقيت أكثر من عشر سنوات وأنا في حيرة أرجع إلى كتب التفسير فأجد المفسرين يقولون : المراد ليست ناصية كاذبة وإنما المراد معنى مجازي وليس حقيقيا فالناصية هي مقدمة الرأس لذلك أطلق عليها صفة الكذب (في حين أن المقصود صاحبها) .. واستمرت لدي الحيرة إلى ان يسر الله لي بحثا عن الناصية قدمه عالم كندي ( وكان ذلك في مؤتمر طبي عقد في القاهرة ) قال فيه : منذ خمسين سنة فقط تأكد لنا أن جزء المخ الذي تحت الجبهة مباشرة "الناصية" هو المسئول عن الكذب والخطأ وانه مصدر اتخاذ القرارات .. فلو قطع هذا الجزء من المخ الذي يقع تحت العظمة مباشرة فإن صاحبه لا تكون له إرادة مستقلة ولا يستطيع أن يختار.... ولأنها مكان الاختيار قال الله تعالى : (لنسفعا بالناصية) أي نأخذه ونحرقه بجريرته ... وبعد أن تقدم العلم أشواطا وجدوا أن هذا الجزء من الناصية في الحيوانات ضعيف وصغير (بحيث لا يملك القدرة على قيادتها وتوجيهها) وإلى هذا يشير المولى سبحانه وتعالى: (ما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها) .... وجاء في الحديث الشريف: "اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك ناصيتي بيدك". ولحكمة إلهية شرع الله أن تسجد هذه الناصية وأن تطأطئ له فتخرج الشحنات السالبة من الرأس ألى الأرض ويصل الدم إلى أجزاء الدماغ كلها فيغذيها بالشحنات الموجبة التي يحتاجها ولأن في الدماغ شعيرات دموية لا يصل إليها الدم إلا بالسجود وهذة من حكمة الله سبحانه وتعالى ( وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً )
معلومة جديدة أقرأها. وأرسلها لغيرك ليقرأها .. أسأل الله الفائدة لي ولكم..
معلومه ممتازه يعني نكثر من السجود لتكون قراراتنا سليمه و اسلمها اننا نعبدالله الواحد الاحد فيزيد ايماننا بالله تعالى
وعند الاقدام على امر نقوم بصلاة الاستخاره يعني نسجد بناصيتنا لله تعالى ليختار لنا الراي السليم
الله يثبتنا و يثبتكم ويجعل ناصيتنا صادقه لكل خير امين
اللهم اجعلها صدقة جارية عني وعن والدي وذريتي والمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات الى يوم الدين
👑💫👑💫👑💫👑💫👑💫👑💫👑💫👑💫

👆رائعة حقا انصح بقراءتها
⛅️ #إشــツـراقة_الصبـاح

❃ الاربعاء ❃
١٨/ شــــ➓ــوال/ ١٤٣٨هـ
12/ يـولـيــ⑦ــو/ 2017مـ
❂:::ــــــــــــــــــ✺ـــــــــــــــــ:::❂

لابد علينا ان نتقن فن التعامل
مع الاخرين ويتمثل في :
فن الصمت الحكيم
و فن الحديث الجميل
والأهم هو اتقان فنُّ التوقيت المناسب .
فالصمت بغير وقته خذلان
و الحديث بغير وقته حماقة‌‌‌‌‌‏!...♡
‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‏
صبــــاح فن التعامل...@
*إشراقة الصباح*
‏"والله عليم بما تشعر ،
‏والله قريب من قلبك
‏صباح الفرح والسعادة
*‏صلاة الضحى*
☆ *أذكار الصباح*☆
أذكآر الصبآح | نور لِقلبك

تِلاوَة للقَارئ : يُوسف أبكر .
http://is.gd/uAV36X
☀️☀️
🍃 *تأمل*🍃
قال تعالى: (الحمدلله ربِّ العالمين* الرحمن الرحيم* مالك يوم الدين...)
‏سورة الفاتحة تعلِّمنا آداب الدعاء وقد استفتحها البارئ عز وجل بحمده وتمجيده وثناءه. اجعل ذلك طريقك في الدعاء فهو من أسباب القبول ومفتاح الإجابة.

*إشراقة*
قـد تـأتـيـك السعادة دون أن تـعـرف السـبـب،ولكن تيقن أنها قد تكون دعوة مـن قلب محـب أو بسبب معـروف
قـدمـتـه لوجـه الله وقـد نسـيـته،

📍 *وقفة*
‏لا تخفْ على الدين ..
فدين الله محفوظ (وإنا له لحافظون) ..
ولكن خف على دينك !!..
فكم من إنسانٍ ضلّ بعد هدى (واتلُ عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها) .
✍🏻 ناصر العمر ..

💎 *درر الطريفي*💎
‏أحوج أوقات الإنسان إلى ذكر الله (أوّل يومه)، شكراً لله على ما مضى، واستعانة به على ما يستقبل .
♢ عبدالعزيز الطريفي ♢

》 *وختاااما*《
‏﴿وَكَانَ اللهُ علَى كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِرًا﴾
ينام العبد على أمر
قد يئس منه
*ويستيقظ على انفراجه*
ﮩ•••✾•◆❀◆•✾•••ﮩ
⛅️ #إشــツـراقة_الصبـاح

❁ الجمــ☼ــعــة ❁
٢٠/ شــــ➓ــوال/ ١٤٣٨هـ
14/ يـولـيــ⑦ــو/ 2017مـ
❂:::ــــــــــــــــــ✺ـــــــــــــــــ:::❂

‌‏قال الله لموسى عليه السلام
: ( وألقيت عليك محبة مني )
ثم قال :( وفتناك فتونا) أي : ابتلاء .
فلاتجـزع من الابتـلاء ،
لأنه يدل على محبة الله لك .!...♡
‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‏
صبــــاح محبة الله...@
*إشراقة الصباح*
جعل الله جمعتكم غفراناً لزلات اسبوع مضى وفاتحة خير لأسبوع أتى.
☆ *أذكار الصباح*☆
*أذكآر الصبآح | نور لِقلبك*

🔹 *همسة غالية*🔹
‏ما رأيتُ أحدًا في حياتي أقام الصلاة بوقتها، وخشوعها، وآدابها، إلّا صلحت أموره، وانشرح صدره، وتسهل رزقه.

*هذا يوم_الجمعة* !
🚩 من لم يجد في *يوم الجمعة* فرصةً لكي يلم شعث قلبه الذي تفرق في أيام الأسبوع، فمتى يجده؟!
‏حرمانٌ -وربي- أن يكون هذا اليوم كغيره من الأيام!
🚩 *‏يوم الجمعة* عند أهل القلوب الحية، فرصة للتزود من الآخرة، ومحاسبة النفس، وإصلاح القلب بالإقبال على ما تيسر من التعبد، فهل حالنا كذلك؟
🚩 *‏يوم الجمعة* فرصة للتفرغ ـ ولو لساعةـ من هموم الدنيا، والانقطاع قليلاً عن الناس، ومحاسبة النفس، والتفتيش عن أدوائها التي تتراكم حتى تفسد القلب، وتظلم معها الروح.

*سورة الكهف كاملة
(صورة+صوت)*
*🌐قـِــــراءة
https://goo.gl/FWFL8T
*🔊إسـتـمـاع
https://goo.gl/GsvvJj
*صلاة الضحى*

》 *وختاااما*《
قد تشغلنا الدنيا وزينتها .. لكن يبقى القلب يذكركم .. وتبقى العين متلهفة لرؤيتكم .. ويبقى الدعاء في ظهر
الغيب لكم .
*وتقبل الله طاعتكم*
••••
‏أُحِبُّكَ… لمْ تَكُنْ قَولاً… ولكِنْ
مَشاعرُ والحُرُوفُ لها مَطايا
*ﷺ*
عَليكَ صَلاةُ رَبِّي يا شَفيعاً
تَتُوقُ… إلى شَفاعتِهِ البَرايا
*اللهم صل و سلم على نبينا
محمد* *ﷺ*
ﮩ•••✾•◆❀◆•✾•••ﮩ
2024/09/27 17:15:35
Back to Top
HTML Embed Code: