🎤
خطبـةجمعــةبعنـــوان.tt
أهــــم يقسمــون رحمــــة ربــك
للشيــخ/ صــالح بن مقــبل العصيمي
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
الخطبــــة.الأولــــى.
إنَّ الحمدَ للهِ؛ نَحْمَدُهُ، ونستعينُهُ، ونستغفِرُهُ، ونعوذُ باللهِ مِنْ شرورِ أنفسِنَا وسيئاتِ أعمالِنَا، مَنْ يهدِ اللهُ فلاَ مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ، وأشهدُ أنْ لا إلهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شريكَ لَهُ، تَعْظِيمًا لِشَأْنِهِ، وأشهدُ أنَّ مُحَمَّدًا عبدُهُ ورسُولُهُ، وَخَلِيلُهُ - صَلَّى اللهُ عليهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ، وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ، وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كثيرًا.
أمَّا بَعْدُ... فَاتَّقُوا اللهَ- عِبَادَ اللهِ- حقَّ التَّقْوَى؛ واعلَمُوا أنَّ أَجْسَادَكُمْ عَلَى النَّارِ لَا تَقْوَى. وَاِعْلَمُوا بِأَنَّ خَيْرَ الْهَدْيِّ هَدْيُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ، وَأَنَّ شَرَّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ، وَكُلَّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ.
عِبَادَ اللهِ، حَدِيثُنَا اليومَ عنْ آيةٍ عظيمَةٍ – وَكلُّ آياتِ الكتابِ الكريمِ عظيمةٌ- آيةٌ لَوْ تأمَّلَهَا الـحُسَّادُ والْمُعتَـرِضُونَ علَى أَرْزَاقِ اللهِ للعِبَادِ؛ لَتَـرَاجَـعُوا عَنْ غِيِّـهِمْ، وَأَنَابُوا إِلَى رُشْدِهِمْ، وَخَضَعُوا لِـحُكْمِ رَبِّـهِمْ، قَالَ اللهُ -جَلَّ فِي عُلَاهُ-: (أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ) [الزخرف: 32].
لقدِ اعترضَ بعضُ أئِـمَّـةِ الْكُـفْرِ وَالشِّرْكِ عَلَى نُزُولِ الرسالةِ عَلَى نَبِيِّنَا محمدٍ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وقَالُوا مَقَالَتَهُمُ الشَّنِيعَةَ، التِـي فِيهَا اِجْتِـرَاءٌ عَلَى اللهِ، واعتراضٌ عَلَى أَمْرِهِ، وَذَكَرَهَا اللهُ بِقَوْلِهِ: (وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ) [الزخرف: 31]؛ ثُـمَّ رَدَّ اللهُ عَلَيهِمْ بِقَولِهِ: (أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ)؛ فَأَخْبَـرَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أَنَّ اِقْتِـرَاحَ الْمُشْرِكِينَ؛ بِـجَـعْلِ النُّبُوَّةِ فَيمَنْ يَـخْتَارُونَهُ هُمْ مِنَ الْقَرْيَتِيْـنِ مِنْ أَصْحَابِ الْمَالِ وَالْـجَاهِ؛ سَاقِطٌ لَاغٍ، لَا قِـيمَةَ لَهُ، وَأَنَّ تَدَابِيـرِ الأُمُورِ بِيَدِهِ وَحْدَهُ، -عَزَّ وَجَلَّ-، لأَنَّهُمْ بِاقْتِـرَاحِهِمْ يَنْظُرُونَ -فِي أَحْكَامِهِمْ عَلَى النَّاسِ- إِلَى الأُمُورِ الظَّاهِرِيَّةِ؛ لأَنَّ هَذَا حُدُودُ عِلْمِهِمْ، وَمُنْتَهَى أَمَلِهِمْ.
ولو عرفُوا حقائِقَ الرجَالِ وبَاطِنَهُمْ، والصفَاتِ التي يجبُ أَنْ تتوفَّرَ فيهِمْ؛ لعلمُوا عِظَمَ منزلةِ محمدٍ، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وأنَّهُ أعظمُ الرجالِ قَدْرًا، وأعلاهُمْ مَقَامًا، وأكملُهُم عقلًا، وأغزرُهُم علمًا، وأجَلُّهُم: رأيًا، وعزمًا، وحزمًا، وأكملُهم خلقًا، وأوسعُهُم رحمةً، وأَعْظَمُهُمْ شفقةً، وأهدَاهُمْ، وأتقَاهُم؛ فَهو سيدُ ولدِ آدمَ، يعرفُ ذلكَ أولياؤُهُ وأعداؤُهُ؛ فكيفَ يُفضِّلُ عَلَيهِ هؤلاءِ المشركُون مَنْ لَـمْ يَشِمْ مثقالَ ذَرَّةٍ مِنْ كَمَالِهَ، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-؟!
بلْ ويفضِّلونَ عليهِ مَنِ اتَّـخَذَ صَنَمًا، أو شَجَرًا، أو حَجَرًا، إلـهًا يَعْبُدُهُ ويدعُوهُ ويتقرَّبُ إليهِ، وَهُوَ لَا يَضُرُّ وَلَا يَنْفَعُ، وَلَا يُعْطِي وَلَا يَـمْنَعُ، بَلْ إِلَـهُهُ هَذَا كَلٌّ عَلَى مَوْلَاهُ، يَـحتَاجُ لِمَنْ يَقُومُ بِـمصَالِـحِهِ، فَهَلْ هَذَا إِلَّا مِنْ فِعْلِ السُّفَهَاءِ وَالْمَجَانِيـنَ؟ فَكَيْفَ يُـجْعَلُ مِثْلُ هَذَا الْـمُشْرِكِ عَظِيمًا؟ نَاهِيكَ أَنْ يُفضَّلَ عِنْدَهُمْ عَلَى خَاتَـمِ الرُّسُلِ، وَسَيِّدِ وَلَدِ آدَمَ، عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلامُ؟ وَلَكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا يَعْقِلُونَ.
فَعَجَبًا واللهِ! مَا لَـهُمْ وَرَحْـمَةَ رَبِّكَ حَتَّـى يَعْتَـرِضُوا عَلَيْهَا؟! فَإِذَا كَانُوا لَا يَـمْلِكُونَ لأَنْفُسِهِمْ شيئًا، وَلَيْسَ لَـهُمْ إِلَّا مَا كَتَبَ اللهُ لَـهُمْ؛ فَكَيْفَ يَتَحَكَّمُونَ بِرِزْقِ غَيْـرِهِمْ؟!
فَرَحْـمَةُ اللهِ بيدِهِ وَحْدَهُ سُبْحَانَهُ، وَلَيْسَتْ بِيَدِ أَحَدٍ مِنْ خَلْقِهِ؛ فَتَشْمَلُ هَذِهِ الرَّحْـمَةُ: النُّبُوَّةَ، وَالْعِلْمَ، وَالْمَالَ، وَالْوَلَدَ، وَالْـخَيْـرَ كُلَّهُ.
وَبَيَّـنَ اللهِ -جَلَّ وَعَلَا- أَنَّهُ هُوَ الَّذِي يُقَسِّمُ تِلْكَ الأَرْزَاقَ، وَلَـمْ يُفَوِّضْ أَحَدًا منَ العبادِ أنْ يتحكمَ بِهَا، بلْ الْـحُكْمُ للهِ وَحْدَهُ. فَهُوَ الْـحَكِيمُ الْـخَبِيـرُ الَّذِي يُعْطِي لِـحِكْمَةٍ،
خطبـةجمعــةبعنـــوان.tt
أهــــم يقسمــون رحمــــة ربــك
للشيــخ/ صــالح بن مقــبل العصيمي
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
الخطبــــة.الأولــــى.
إنَّ الحمدَ للهِ؛ نَحْمَدُهُ، ونستعينُهُ، ونستغفِرُهُ، ونعوذُ باللهِ مِنْ شرورِ أنفسِنَا وسيئاتِ أعمالِنَا، مَنْ يهدِ اللهُ فلاَ مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ، وأشهدُ أنْ لا إلهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شريكَ لَهُ، تَعْظِيمًا لِشَأْنِهِ، وأشهدُ أنَّ مُحَمَّدًا عبدُهُ ورسُولُهُ، وَخَلِيلُهُ - صَلَّى اللهُ عليهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ، وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ، وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كثيرًا.
أمَّا بَعْدُ... فَاتَّقُوا اللهَ- عِبَادَ اللهِ- حقَّ التَّقْوَى؛ واعلَمُوا أنَّ أَجْسَادَكُمْ عَلَى النَّارِ لَا تَقْوَى. وَاِعْلَمُوا بِأَنَّ خَيْرَ الْهَدْيِّ هَدْيُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ، وَأَنَّ شَرَّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ، وَكُلَّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ.
عِبَادَ اللهِ، حَدِيثُنَا اليومَ عنْ آيةٍ عظيمَةٍ – وَكلُّ آياتِ الكتابِ الكريمِ عظيمةٌ- آيةٌ لَوْ تأمَّلَهَا الـحُسَّادُ والْمُعتَـرِضُونَ علَى أَرْزَاقِ اللهِ للعِبَادِ؛ لَتَـرَاجَـعُوا عَنْ غِيِّـهِمْ، وَأَنَابُوا إِلَى رُشْدِهِمْ، وَخَضَعُوا لِـحُكْمِ رَبِّـهِمْ، قَالَ اللهُ -جَلَّ فِي عُلَاهُ-: (أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ) [الزخرف: 32].
لقدِ اعترضَ بعضُ أئِـمَّـةِ الْكُـفْرِ وَالشِّرْكِ عَلَى نُزُولِ الرسالةِ عَلَى نَبِيِّنَا محمدٍ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وقَالُوا مَقَالَتَهُمُ الشَّنِيعَةَ، التِـي فِيهَا اِجْتِـرَاءٌ عَلَى اللهِ، واعتراضٌ عَلَى أَمْرِهِ، وَذَكَرَهَا اللهُ بِقَوْلِهِ: (وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ) [الزخرف: 31]؛ ثُـمَّ رَدَّ اللهُ عَلَيهِمْ بِقَولِهِ: (أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ)؛ فَأَخْبَـرَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أَنَّ اِقْتِـرَاحَ الْمُشْرِكِينَ؛ بِـجَـعْلِ النُّبُوَّةِ فَيمَنْ يَـخْتَارُونَهُ هُمْ مِنَ الْقَرْيَتِيْـنِ مِنْ أَصْحَابِ الْمَالِ وَالْـجَاهِ؛ سَاقِطٌ لَاغٍ، لَا قِـيمَةَ لَهُ، وَأَنَّ تَدَابِيـرِ الأُمُورِ بِيَدِهِ وَحْدَهُ، -عَزَّ وَجَلَّ-، لأَنَّهُمْ بِاقْتِـرَاحِهِمْ يَنْظُرُونَ -فِي أَحْكَامِهِمْ عَلَى النَّاسِ- إِلَى الأُمُورِ الظَّاهِرِيَّةِ؛ لأَنَّ هَذَا حُدُودُ عِلْمِهِمْ، وَمُنْتَهَى أَمَلِهِمْ.
ولو عرفُوا حقائِقَ الرجَالِ وبَاطِنَهُمْ، والصفَاتِ التي يجبُ أَنْ تتوفَّرَ فيهِمْ؛ لعلمُوا عِظَمَ منزلةِ محمدٍ، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وأنَّهُ أعظمُ الرجالِ قَدْرًا، وأعلاهُمْ مَقَامًا، وأكملُهُم عقلًا، وأغزرُهُم علمًا، وأجَلُّهُم: رأيًا، وعزمًا، وحزمًا، وأكملُهم خلقًا، وأوسعُهُم رحمةً، وأَعْظَمُهُمْ شفقةً، وأهدَاهُمْ، وأتقَاهُم؛ فَهو سيدُ ولدِ آدمَ، يعرفُ ذلكَ أولياؤُهُ وأعداؤُهُ؛ فكيفَ يُفضِّلُ عَلَيهِ هؤلاءِ المشركُون مَنْ لَـمْ يَشِمْ مثقالَ ذَرَّةٍ مِنْ كَمَالِهَ، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-؟!
بلْ ويفضِّلونَ عليهِ مَنِ اتَّـخَذَ صَنَمًا، أو شَجَرًا، أو حَجَرًا، إلـهًا يَعْبُدُهُ ويدعُوهُ ويتقرَّبُ إليهِ، وَهُوَ لَا يَضُرُّ وَلَا يَنْفَعُ، وَلَا يُعْطِي وَلَا يَـمْنَعُ، بَلْ إِلَـهُهُ هَذَا كَلٌّ عَلَى مَوْلَاهُ، يَـحتَاجُ لِمَنْ يَقُومُ بِـمصَالِـحِهِ، فَهَلْ هَذَا إِلَّا مِنْ فِعْلِ السُّفَهَاءِ وَالْمَجَانِيـنَ؟ فَكَيْفَ يُـجْعَلُ مِثْلُ هَذَا الْـمُشْرِكِ عَظِيمًا؟ نَاهِيكَ أَنْ يُفضَّلَ عِنْدَهُمْ عَلَى خَاتَـمِ الرُّسُلِ، وَسَيِّدِ وَلَدِ آدَمَ، عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلامُ؟ وَلَكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا يَعْقِلُونَ.
فَعَجَبًا واللهِ! مَا لَـهُمْ وَرَحْـمَةَ رَبِّكَ حَتَّـى يَعْتَـرِضُوا عَلَيْهَا؟! فَإِذَا كَانُوا لَا يَـمْلِكُونَ لأَنْفُسِهِمْ شيئًا، وَلَيْسَ لَـهُمْ إِلَّا مَا كَتَبَ اللهُ لَـهُمْ؛ فَكَيْفَ يَتَحَكَّمُونَ بِرِزْقِ غَيْـرِهِمْ؟!
فَرَحْـمَةُ اللهِ بيدِهِ وَحْدَهُ سُبْحَانَهُ، وَلَيْسَتْ بِيَدِ أَحَدٍ مِنْ خَلْقِهِ؛ فَتَشْمَلُ هَذِهِ الرَّحْـمَةُ: النُّبُوَّةَ، وَالْعِلْمَ، وَالْمَالَ، وَالْوَلَدَ، وَالْـخَيْـرَ كُلَّهُ.
وَبَيَّـنَ اللهِ -جَلَّ وَعَلَا- أَنَّهُ هُوَ الَّذِي يُقَسِّمُ تِلْكَ الأَرْزَاقَ، وَلَـمْ يُفَوِّضْ أَحَدًا منَ العبادِ أنْ يتحكمَ بِهَا، بلْ الْـحُكْمُ للهِ وَحْدَهُ. فَهُوَ الْـحَكِيمُ الْـخَبِيـرُ الَّذِي يُعْطِي لِـحِكْمَةٍ،
وَيَـمْنَعُ لِـحِكْمَةٍ، وَيُعِزُّ لِـحِكْمَةٍ، وَيُذِلُّ لِـحِكْمَةٍ، وَيَرْفَعُ وَيَـخْفِضُ، ويُوَسِّعُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ، وَيَـمْنَعُهُ عَـمَّنُ يَشَاءُ، وَيُسَخِّرُ الْعِبَادَ بَعْضَهُمْ لِبَعْضٍ؛ وَخَلَقَ التَّفَاضُلَ بَيْنَهُمْ لِـحِكْمَةٍ عَظِيمَةٍ، فَالْـحُكْمُ لَهُ وَحْدَهُ (أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ) [الأعراف: 54] فَجَعَلَ بَعْضَهُمْ أَفْضَلَ مِنْ بَعْضٍ بالرزقِ، أوِ الرِئَاسَةِ، أوِ القُوَّةِ، أوِ الحرِيَّةِ، أوِ العقلِ، أوِ العلمِ.
ثُـمَّ بَيَّـنَ اللهُ -جَلَّ وَعَلَا- الْـحِكْمَةَ مِنْ هَذَا التَّفَاضُلِ بِقَوْلِهِ تَعَالَى: (لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا)؛ وَالتَّفَاوُتُ فِي الرِّزْقِ هُوَ الَّذِي يُسَخِّرُ هَذَا لِذَاكَ، فَذَاكَ الْمُهَنْدِسُ، وَذَاكَ الطَّبِيبُ، وَذَاكَ الْعَامِلُ. فَيُسَخِّرُ بَعْضَهُمْ لِبَعْضٍ فِي الأَعْمَالِ، لاحتِيَاجِ هَذَا إِلَى هَذا، وَهَذَا إلَى هَذَا، حتى يكونَ بعضُهُم سببًا لمعاشِ بعضٍ؛ فيستفيدُ الفقيرُ منَ الغنيِّ، والْـحُرُّ مِنَ العبدِ، والرئيسُ منَ المرؤُوسِ، والجاهلُ منَ العالِـمِ؛ وبذلكَ تَتِمُّ مصالِـحُ العِبَادِ، وينتظِمُ معاشُهُم، ويَصِلُ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ عَنْ طَرِيقِ الآخَرِ لِـمَطْلُوبِهِ؛ فَالْبَشَرُ بَعْضُهُمْ مُـحْتَاجٌ لِبَعْضِ؛ وَلَا يَسْتَطِيعُ إِنْسَانٌ أَنْ يُتْقِنَ كُلَّ الصِّنَاعَاتِ؛ فَيَصْنَعُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ، وَيُعْطِي بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ، فَذَاكَ مُسَخَّرٌ لِـجَمْعِ الْمَالِ؛ فَيَأْكُلُ وَيُرْزَقُ مِنْهُ هُوَ وَغَيْـرُهُ:
النَّاسُ للنَّاسِ مِنْ بَدْوٍ وَحَاضِرَةٍ
بَعْضٌ لِبَعْضٍ وَإِنْ لَـمْ يَشْعُرُوا خَدَمُ
فاللهُ يُوزِّعُ الأرزَاقَ بِـحِكْمَتِهِ، فَلَا يُـمْكِنُ أَنْ يَكُونَ مُسْتَوَى الأَفْرَادِ فِي الرِّزْقِ وَاحِدٌ، وَلَـمْ، وَلَنْ يَقَعَ فِي يَوْمٍ مِنَ الأَيَّامِ أَنْ يَتَسَاوَى الْعِبَادُ فِي الْمُسْتَوَيَاتِ أَبَدًا، قَالَ اللهُ تَعَالَى: (وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ) فَهَذَا التَّفَاوُتُ الْمَلْحُوظُ مَوْجُودٌ وَمُسْتَمِرٌّ فِي كُلِّ زَمَانٍ وَمَكَانٍ، وَفِي جَـمِيعِ الْعُصُورِ والْبِيئَاتِ والْمُجْتَمَعَاتِ، فَلَا يُـمْكِنُ أَنْ يَكُونَ الْـجَمِيعُ مُلُوكًا، أَوْ رُؤَسَاءَ، أَو أثْرياءَ، أو عُلَمَاءَ، أو أصِّحَاءَ؛ فالتفاوُتُ بينَ البشَرِ أَمْرٌ فِطْرِيٌّ طَبْعِيٌّ.
وَإِنَّكَ لَتَعْجَبُ مِـمَّنْ يَعْتَـرِضُونَ عَلَى أَرْزَاقِ اللهِ لِعِبَادِهِ، وَيُرِيدُونَ تَقْسِيمَهَا حَسْبَ أَهْوَائِهِمْ، وَأَمْزِجَتِهِمْ، وَأَلْوَانِـهِمْ، وَبُلْدَانِـهِمْ، وَهِيَ بِيَدِهِ سُبْحَانَهُ، لَا دَخْلَ لأَحَدٍ فِي تَوزيِعِهَا، قَالَ اللهُ تَعَالَى: (أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ) [النساء: 54].
إِنَّكَ لَتَعْجَبُ – واللهِ – مِـمَّنْ تُصِيبُهُ الْغَـيْـرَةُ وَالْـحَسَدُ مِـمَّا أفَاءَ اللهُ عَلَى بَعْضِ عِبَادِهِ مِنْ فَضْلِهِ؛ فَيُحْسِدُ الثَّرِيَّ الْفُلَانِيَّ عَلَى مَالِهِ، والْوَجِيهَ الْفُلَانيَّ عَلَى مَنْصِبِهِ، وَالعَالِـمَ الْفُلَانِيَّ عَلَى عِلْمِهِ، وَالْمَاهِرَ فِي عَمَلِهِ عَلَى مَهَارِتِهِ، والْبَلَدَ الْفُلَانِيَّ عَلَى ثَرَوَاتِهِ، وَمَا حَبَاهُ اللهُ بِهِ مِنَ الْـخَيْـرَاتِ؛ فَيَمْكُرُونَ بالليلِ والنَّهَارِ؛ لِـحِرْمَانِـهِمْ مِـمَّا أَفَاءَ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنْ فَضْلِهِ، وَلَا يَـحِيقُ مَكْرُهُمُ السَّيِّءُ إِلَّا بِـأَهْلِهِ. وَتَأَمَّلْ قَوْلَ اللِه تَعَالَى: (أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِنَ الْمُلْكِ فَإِذًا لَا يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيرًا * أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكًا عَظِيمًا) [النساء: 53- 54].
فَهَؤُلَاءِ الْـحُسَّادُ الَّذِينَ اِمْتَلَأَتْ قُلُوبُـهُمْ بِالْـحِقْدِ وَالْـحَسَدِ، لَا يَطِيقُونَ أَنْ يُنْعِمَ اللهُ عَلَى عَبْدٍ مِنْ عِبَادِهِ بِشَيْءٍ مِنْ فَضْلِهِ؛ فَهَلِ اِعْتَقَدُوا بِأَنَّـهُمْ شُرَكَاءُ للهِ سُبْحَانَهُ فِي مُلْكِهِ حَتَّـى يَقُولُوا مَا قَالُوا؟ لَقَدْ بَيَّـنَ اللهُ أَنَّ هَؤُلَاءِ الْـحُسَّادَ الَّذِينَ مِنْ طَبْعِهِمُ الْـحَسَدُ، لَوْ كَانَ لَـهُمْ فِي الْـحَقِيقَةِ نَصِيبٌ مِنَ الْمُلْكِ وَالتَّصَرُّفِ؛ لَمَا أَعْطَوا أَحَدًا مِنَ الدُّنْيَا شَيْئًا، حتِّـى لَوْ كَانَ حقِيـرًا لَا قِيمَةَ لَهُ كَالنَّقِير؛ وَهُوَ غِلَافِ نَوَاةِ التَّمْرِ؛ لِشِدَّةِ بُـخْلِهِمْ وَشُحِّهِمْ بِـمَا فِي أَيْدِيهِمْ. وَتَأَمَّلْ عِظَمَ هَذِهِ الآيَةِ؛ فَإِذَا كَانُوا يَـحْسُدُونَ مَنْ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيهِ مِنْ غَيْـرِ أَنْ يَـخْسَرُوا شَيْئًا؛ فَلَوْ كَانَ فِي أَيْدِيهِمْ شَيْءٌ؛ لَكَانُوا أَشَدَّ حِقْدًا وَحَسَدًا،
ثُـمَّ بَيَّـنَ اللهُ -جَلَّ وَعَلَا- الْـحِكْمَةَ مِنْ هَذَا التَّفَاضُلِ بِقَوْلِهِ تَعَالَى: (لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا)؛ وَالتَّفَاوُتُ فِي الرِّزْقِ هُوَ الَّذِي يُسَخِّرُ هَذَا لِذَاكَ، فَذَاكَ الْمُهَنْدِسُ، وَذَاكَ الطَّبِيبُ، وَذَاكَ الْعَامِلُ. فَيُسَخِّرُ بَعْضَهُمْ لِبَعْضٍ فِي الأَعْمَالِ، لاحتِيَاجِ هَذَا إِلَى هَذا، وَهَذَا إلَى هَذَا، حتى يكونَ بعضُهُم سببًا لمعاشِ بعضٍ؛ فيستفيدُ الفقيرُ منَ الغنيِّ، والْـحُرُّ مِنَ العبدِ، والرئيسُ منَ المرؤُوسِ، والجاهلُ منَ العالِـمِ؛ وبذلكَ تَتِمُّ مصالِـحُ العِبَادِ، وينتظِمُ معاشُهُم، ويَصِلُ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ عَنْ طَرِيقِ الآخَرِ لِـمَطْلُوبِهِ؛ فَالْبَشَرُ بَعْضُهُمْ مُـحْتَاجٌ لِبَعْضِ؛ وَلَا يَسْتَطِيعُ إِنْسَانٌ أَنْ يُتْقِنَ كُلَّ الصِّنَاعَاتِ؛ فَيَصْنَعُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ، وَيُعْطِي بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ، فَذَاكَ مُسَخَّرٌ لِـجَمْعِ الْمَالِ؛ فَيَأْكُلُ وَيُرْزَقُ مِنْهُ هُوَ وَغَيْـرُهُ:
النَّاسُ للنَّاسِ مِنْ بَدْوٍ وَحَاضِرَةٍ
بَعْضٌ لِبَعْضٍ وَإِنْ لَـمْ يَشْعُرُوا خَدَمُ
فاللهُ يُوزِّعُ الأرزَاقَ بِـحِكْمَتِهِ، فَلَا يُـمْكِنُ أَنْ يَكُونَ مُسْتَوَى الأَفْرَادِ فِي الرِّزْقِ وَاحِدٌ، وَلَـمْ، وَلَنْ يَقَعَ فِي يَوْمٍ مِنَ الأَيَّامِ أَنْ يَتَسَاوَى الْعِبَادُ فِي الْمُسْتَوَيَاتِ أَبَدًا، قَالَ اللهُ تَعَالَى: (وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ) فَهَذَا التَّفَاوُتُ الْمَلْحُوظُ مَوْجُودٌ وَمُسْتَمِرٌّ فِي كُلِّ زَمَانٍ وَمَكَانٍ، وَفِي جَـمِيعِ الْعُصُورِ والْبِيئَاتِ والْمُجْتَمَعَاتِ، فَلَا يُـمْكِنُ أَنْ يَكُونَ الْـجَمِيعُ مُلُوكًا، أَوْ رُؤَسَاءَ، أَو أثْرياءَ، أو عُلَمَاءَ، أو أصِّحَاءَ؛ فالتفاوُتُ بينَ البشَرِ أَمْرٌ فِطْرِيٌّ طَبْعِيٌّ.
وَإِنَّكَ لَتَعْجَبُ مِـمَّنْ يَعْتَـرِضُونَ عَلَى أَرْزَاقِ اللهِ لِعِبَادِهِ، وَيُرِيدُونَ تَقْسِيمَهَا حَسْبَ أَهْوَائِهِمْ، وَأَمْزِجَتِهِمْ، وَأَلْوَانِـهِمْ، وَبُلْدَانِـهِمْ، وَهِيَ بِيَدِهِ سُبْحَانَهُ، لَا دَخْلَ لأَحَدٍ فِي تَوزيِعِهَا، قَالَ اللهُ تَعَالَى: (أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ) [النساء: 54].
إِنَّكَ لَتَعْجَبُ – واللهِ – مِـمَّنْ تُصِيبُهُ الْغَـيْـرَةُ وَالْـحَسَدُ مِـمَّا أفَاءَ اللهُ عَلَى بَعْضِ عِبَادِهِ مِنْ فَضْلِهِ؛ فَيُحْسِدُ الثَّرِيَّ الْفُلَانِيَّ عَلَى مَالِهِ، والْوَجِيهَ الْفُلَانيَّ عَلَى مَنْصِبِهِ، وَالعَالِـمَ الْفُلَانِيَّ عَلَى عِلْمِهِ، وَالْمَاهِرَ فِي عَمَلِهِ عَلَى مَهَارِتِهِ، والْبَلَدَ الْفُلَانِيَّ عَلَى ثَرَوَاتِهِ، وَمَا حَبَاهُ اللهُ بِهِ مِنَ الْـخَيْـرَاتِ؛ فَيَمْكُرُونَ بالليلِ والنَّهَارِ؛ لِـحِرْمَانِـهِمْ مِـمَّا أَفَاءَ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنْ فَضْلِهِ، وَلَا يَـحِيقُ مَكْرُهُمُ السَّيِّءُ إِلَّا بِـأَهْلِهِ. وَتَأَمَّلْ قَوْلَ اللِه تَعَالَى: (أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِنَ الْمُلْكِ فَإِذًا لَا يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيرًا * أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكًا عَظِيمًا) [النساء: 53- 54].
فَهَؤُلَاءِ الْـحُسَّادُ الَّذِينَ اِمْتَلَأَتْ قُلُوبُـهُمْ بِالْـحِقْدِ وَالْـحَسَدِ، لَا يَطِيقُونَ أَنْ يُنْعِمَ اللهُ عَلَى عَبْدٍ مِنْ عِبَادِهِ بِشَيْءٍ مِنْ فَضْلِهِ؛ فَهَلِ اِعْتَقَدُوا بِأَنَّـهُمْ شُرَكَاءُ للهِ سُبْحَانَهُ فِي مُلْكِهِ حَتَّـى يَقُولُوا مَا قَالُوا؟ لَقَدْ بَيَّـنَ اللهُ أَنَّ هَؤُلَاءِ الْـحُسَّادَ الَّذِينَ مِنْ طَبْعِهِمُ الْـحَسَدُ، لَوْ كَانَ لَـهُمْ فِي الْـحَقِيقَةِ نَصِيبٌ مِنَ الْمُلْكِ وَالتَّصَرُّفِ؛ لَمَا أَعْطَوا أَحَدًا مِنَ الدُّنْيَا شَيْئًا، حتِّـى لَوْ كَانَ حقِيـرًا لَا قِيمَةَ لَهُ كَالنَّقِير؛ وَهُوَ غِلَافِ نَوَاةِ التَّمْرِ؛ لِشِدَّةِ بُـخْلِهِمْ وَشُحِّهِمْ بِـمَا فِي أَيْدِيهِمْ. وَتَأَمَّلْ عِظَمَ هَذِهِ الآيَةِ؛ فَإِذَا كَانُوا يَـحْسُدُونَ مَنْ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيهِ مِنْ غَيْـرِ أَنْ يَـخْسَرُوا شَيْئًا؛ فَلَوْ كَانَ فِي أَيْدِيهِمْ شَيْءٌ؛ لَكَانُوا أَشَدَّ حِقْدًا وَحَسَدًا،
قَالَ اللهُ تَعَالَى: (قُلْ لَوْ أَنْتُمْ تَمْلِكُونَ خَزَائِنَ رَحْمَةِ رَبِّي إِذًا لَأَمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ الْإِنْفَاقِ وَكَانَ الْإِنْسَانُ قَتُورًا) [الإسراء: 100]، فَالْـحَسَدُ إِنَّـمَا يَتَأَتَّى عَنْ قَلْبٍ حَاقِدٍ مُتَبَـرِّمٍ عَلَى قِسْمَةِ اللهِ فِي خَلْقِهِ، مُتَمَنِّ زَوَالَـهَا عَنْهُمْ؛ فَأَهْلُ الإِيـمَانِ الْـحَقِّ يَـجِبُ أَنْ يَكُونُوا فِي عَطَاءِ اللهِ للنَّاسِ غَيْـرَ حَاسِدِينَ، وَلَا حَاقِدِينَ:
لَا يَـحْمِلُ الْـحِقْدَ مَنْ تَعْلُو بِهِ الرُّتَبُ
وَلَا يَنَالُ الْعُلَا مَنْ طَبْعُهُ الْـحَسَدُ
عِبَادَ اللهِ، إِنَّ تَـمَنِّـي زَوَالِ الْـخَيْـرِ عَنِ الْغَيْـرِ، هُوَ غَايَةُ الْـحُسَّادِ، وَلَا يَكُونُ فِي قَلْبِ مَنْ يُؤْمِنُ بِقَضَاءِ اللهِ وَقَدَرِهِ، وَغَايَةُ مَا يَكُونُ فِي قَلْبِ الْمُؤْمِنِ إِذَا رَأَى نِعَمَ اللهِ عَلَى غَيْـرِهِ أَنْ تُصِيبَهُ الْغِبْطَةُ؛ بِأَنْ يَتَمَنَّـى لِنَفْسِهِ مَا لِغَيْـرِهِ، مِنْ غَيْـرِ تَـمَنِّـي زَوَالَـهَا عَنْ عِبَادِ اللهِ.
عِبَادَ اللهِ، يَـجِبُ أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أَمَامَ عَطَاءِ اللهِ لِغَيْـرِهِمْ غَيْـرَ حَاسِدِينَ وَلَا حَانِقِيـنَ، وَلَا حَاقِدينَ، وَأَنْ يَـمْنَعَ كُلٌّ مِنَّا نَفْسَهُ مِنْ أَنْ يَدْخُلَهَا تَيَّارُ الْـحِقْدِ وَالْـحَسَدِ الْبَغِيضِ؛ فَالْـحَاسِدُ وَبَالُهُ – فِي الْـحَقِيقَةِ - عَلَى نَفْسِهِ؛ حَيْثُ يَـجِدُ تَعَبًا نَفْسِيًّا شَدِيدًا، مَعَ عَدَمِ قُدْرَتِهِ أَنْ يُغَـيِّـرَ مِنْ أَقْدَارِ اللهِ شَيْئًا؛ فَهُوَ أَكْثَرُ مَنْ يَتَأَذَّى بِـحَسَدِهِ؛ لاحتِـرَاقِ قَلْبِهِ مِنَ الْـحِقْدِ الَّذِي فِيهِ؛ حَتَّـى قِيلِ: "إِنَّ الْـحَسَدَ هُوَ الْـجَرِيـمَةُ الَّتِـي تَسْبِقُهَا عُقُوبَتُهَا؛ فَكُلُّ جَرِيـمَةٍ تَتَأَخَّرُ عُقُوبَتُهَا عَنْهَا حَتَّـى تُرْتَكَبَ، إِلَّا الْـحَسَدُ؛ فَإِنَّ الْـحـَاسِدَ تَنَالُهُ عُقُوبَةُ اِحْتِـرِاقِ قَلْبِهِ قَبْلَ حَسَدِهِ، وَهَلْ هُنَاكَ عُقُوبَةٌ وَأَلَـمٌ أَشَدُّ مِنْ ذَلِكَ؟"
للهِ دَرُّ الْـحَسَدِ! مَا أَعْدَلَه!
بَدَأَ بِصَاحِبِهِ فَقَتَلَه
عِبَادَ اللهِ، وكلَّمَا كَانَ مَقَامُ وَفَضِيلَةُ الإِنْسَانِ أَتَـمَّ وَأَكْمَلَ؛ كَانَ حَسَدُ الْـحَاسِدِينَ عَلَيهِ أَشَدُّ وَأَعْظَمُ؛ وَلِذَا كَانَ أَعْظَمَ وَأَشْهَرَ مَنْ حَسَدَهُ أَعْدَاءُ الدِّينِ نَبِيُّنَا مُـحَمَّدٌ، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، لأَنَّهُ نَالَ أَعْظَمَ الْمَنَازِلِ؛ النُّبُوَّةَ وَالرِّسَالَةَ، وَنَالَ سِيَادَةَ وَلَدِ آدَمَ عَلَيْهِ أفْضَلُ الصَّلَاةُ والسَّلَامُ، وَمَعَ شِدَّةِ حَسَدِهِمْ لَهُ وَمَكْرِهِمْ بِهِ؛ إِلَّا أَنَّهُ كَوَّنَ أَقْوَى دَوْلَةٍ فِي زَمَنِهِ، وَأَعْظَمَ شَوْكَةً فِي حُلُوقِهِمْ، وَلَا يَنْفَكُّ الْكَافِرُونَ يَـحْسُدُونَ الْمُؤْمِنِيـنَ عَلَى نِعْمَةِ الإِسْلَامِ، قَالَ اللهُ تَعَالَى: (وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ) [البقرة: 109]، وَيَدْفَعُهُمْ حَسَدُهُمْ هَذَا إِلَى الْكَيْدِ وَالْمَكْرِ، وَمُـحَاوَلَةِ تَشْوِيهِ الإِسْلَامِ وَالْمُسْلِمِيـنَ بِكُلِّ وَسَائِلِهِمْ، لَكِنَّهُ سُبْحَانَهُ هُوَ الْمُتَكَفِّلُ بِـحِفْظِ هَذَا الدِّينِ أَلَّا يَنْدَثِرَ أَبَدًا:
هِـيَ الْـحَنِيفِـيَّةُ عَـيْـنُ اللهِ تَكْلَـؤُهـَا
فَكُلَّمَـا حَاوَلُـوا تَشْوِيهَهَـا شَاهُـوا
لِذَا نَـجِدُ أَنَّ الإِسْلَامَ فِي كُلِّ يَوْمٍ يَزْدَادُ أَتْبَاعُهُ، وَالْـمُؤْمِنُـونَ بِرِسَالَةِ مُـحَمَّدٍ وَنُبُوَّتِهِ، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، يَزْدَادُونَ اِنْتِشَارًا يَوْمًا بَعْدَ يَوْمٍ؛ فَلَنْ يَنْفَعَ مَكْرُ الْمَاكِرِينَ، وَلَا تَشْوِيهُ الْكَاذِبِيـنَ، وَلَا حَسَدُهُمْ فِي الصَّدِّ عَنْ دِينِهِ، وَمُـحَاوَلَةِ الْقَضَاءِ عَلَيْهِ؛ بَلْ سَيَبْلُغُ مَا بَلَغَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ بِعِزِّ عَزِيزٍ أَوْ بِذُلِّ ذَلِيلٍ.
أَقُولُ مَا تَسْمَعُونَ، وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ، وَلِـجَمِيعِ الْمُسْلِمِـيـنَ فَاِسْتَغْفِرُوهُ؛ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.
الْـخُطْبــــَةُ.الثَّانِيَــــةُ.cc
الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى إِحْسَانِهِ، وَالشُّكْرُ لَهُ عَلَى عِظَمِ نِعَمِهِ وَاِمْتِنَانِهِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَحْدَهُ لَا شريكَ لَهُ، تَعْظِيمًا لِشَأْنِهِ، وَأَشَهَدُ أَنَّ مُحَمَّدَاً عَبْدَهُ وَرَسُولُهُ، وَخَلِيلَهُ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ، وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ، وَسَلَّمَ تَسْلِيمَاً كَثِيرَاً.
أمَّا بَعْدُ.. فَاِتَّقُوا اللهَ - عِبَادَ اللهِ- حَقَّ التَّقْوَى، وَاِسْتَمْسِكُوا
لَا يَـحْمِلُ الْـحِقْدَ مَنْ تَعْلُو بِهِ الرُّتَبُ
وَلَا يَنَالُ الْعُلَا مَنْ طَبْعُهُ الْـحَسَدُ
عِبَادَ اللهِ، إِنَّ تَـمَنِّـي زَوَالِ الْـخَيْـرِ عَنِ الْغَيْـرِ، هُوَ غَايَةُ الْـحُسَّادِ، وَلَا يَكُونُ فِي قَلْبِ مَنْ يُؤْمِنُ بِقَضَاءِ اللهِ وَقَدَرِهِ، وَغَايَةُ مَا يَكُونُ فِي قَلْبِ الْمُؤْمِنِ إِذَا رَأَى نِعَمَ اللهِ عَلَى غَيْـرِهِ أَنْ تُصِيبَهُ الْغِبْطَةُ؛ بِأَنْ يَتَمَنَّـى لِنَفْسِهِ مَا لِغَيْـرِهِ، مِنْ غَيْـرِ تَـمَنِّـي زَوَالَـهَا عَنْ عِبَادِ اللهِ.
عِبَادَ اللهِ، يَـجِبُ أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أَمَامَ عَطَاءِ اللهِ لِغَيْـرِهِمْ غَيْـرَ حَاسِدِينَ وَلَا حَانِقِيـنَ، وَلَا حَاقِدينَ، وَأَنْ يَـمْنَعَ كُلٌّ مِنَّا نَفْسَهُ مِنْ أَنْ يَدْخُلَهَا تَيَّارُ الْـحِقْدِ وَالْـحَسَدِ الْبَغِيضِ؛ فَالْـحَاسِدُ وَبَالُهُ – فِي الْـحَقِيقَةِ - عَلَى نَفْسِهِ؛ حَيْثُ يَـجِدُ تَعَبًا نَفْسِيًّا شَدِيدًا، مَعَ عَدَمِ قُدْرَتِهِ أَنْ يُغَـيِّـرَ مِنْ أَقْدَارِ اللهِ شَيْئًا؛ فَهُوَ أَكْثَرُ مَنْ يَتَأَذَّى بِـحَسَدِهِ؛ لاحتِـرَاقِ قَلْبِهِ مِنَ الْـحِقْدِ الَّذِي فِيهِ؛ حَتَّـى قِيلِ: "إِنَّ الْـحَسَدَ هُوَ الْـجَرِيـمَةُ الَّتِـي تَسْبِقُهَا عُقُوبَتُهَا؛ فَكُلُّ جَرِيـمَةٍ تَتَأَخَّرُ عُقُوبَتُهَا عَنْهَا حَتَّـى تُرْتَكَبَ، إِلَّا الْـحَسَدُ؛ فَإِنَّ الْـحـَاسِدَ تَنَالُهُ عُقُوبَةُ اِحْتِـرِاقِ قَلْبِهِ قَبْلَ حَسَدِهِ، وَهَلْ هُنَاكَ عُقُوبَةٌ وَأَلَـمٌ أَشَدُّ مِنْ ذَلِكَ؟"
للهِ دَرُّ الْـحَسَدِ! مَا أَعْدَلَه!
بَدَأَ بِصَاحِبِهِ فَقَتَلَه
عِبَادَ اللهِ، وكلَّمَا كَانَ مَقَامُ وَفَضِيلَةُ الإِنْسَانِ أَتَـمَّ وَأَكْمَلَ؛ كَانَ حَسَدُ الْـحَاسِدِينَ عَلَيهِ أَشَدُّ وَأَعْظَمُ؛ وَلِذَا كَانَ أَعْظَمَ وَأَشْهَرَ مَنْ حَسَدَهُ أَعْدَاءُ الدِّينِ نَبِيُّنَا مُـحَمَّدٌ، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، لأَنَّهُ نَالَ أَعْظَمَ الْمَنَازِلِ؛ النُّبُوَّةَ وَالرِّسَالَةَ، وَنَالَ سِيَادَةَ وَلَدِ آدَمَ عَلَيْهِ أفْضَلُ الصَّلَاةُ والسَّلَامُ، وَمَعَ شِدَّةِ حَسَدِهِمْ لَهُ وَمَكْرِهِمْ بِهِ؛ إِلَّا أَنَّهُ كَوَّنَ أَقْوَى دَوْلَةٍ فِي زَمَنِهِ، وَأَعْظَمَ شَوْكَةً فِي حُلُوقِهِمْ، وَلَا يَنْفَكُّ الْكَافِرُونَ يَـحْسُدُونَ الْمُؤْمِنِيـنَ عَلَى نِعْمَةِ الإِسْلَامِ، قَالَ اللهُ تَعَالَى: (وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ) [البقرة: 109]، وَيَدْفَعُهُمْ حَسَدُهُمْ هَذَا إِلَى الْكَيْدِ وَالْمَكْرِ، وَمُـحَاوَلَةِ تَشْوِيهِ الإِسْلَامِ وَالْمُسْلِمِيـنَ بِكُلِّ وَسَائِلِهِمْ، لَكِنَّهُ سُبْحَانَهُ هُوَ الْمُتَكَفِّلُ بِـحِفْظِ هَذَا الدِّينِ أَلَّا يَنْدَثِرَ أَبَدًا:
هِـيَ الْـحَنِيفِـيَّةُ عَـيْـنُ اللهِ تَكْلَـؤُهـَا
فَكُلَّمَـا حَاوَلُـوا تَشْوِيهَهَـا شَاهُـوا
لِذَا نَـجِدُ أَنَّ الإِسْلَامَ فِي كُلِّ يَوْمٍ يَزْدَادُ أَتْبَاعُهُ، وَالْـمُؤْمِنُـونَ بِرِسَالَةِ مُـحَمَّدٍ وَنُبُوَّتِهِ، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، يَزْدَادُونَ اِنْتِشَارًا يَوْمًا بَعْدَ يَوْمٍ؛ فَلَنْ يَنْفَعَ مَكْرُ الْمَاكِرِينَ، وَلَا تَشْوِيهُ الْكَاذِبِيـنَ، وَلَا حَسَدُهُمْ فِي الصَّدِّ عَنْ دِينِهِ، وَمُـحَاوَلَةِ الْقَضَاءِ عَلَيْهِ؛ بَلْ سَيَبْلُغُ مَا بَلَغَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ بِعِزِّ عَزِيزٍ أَوْ بِذُلِّ ذَلِيلٍ.
أَقُولُ مَا تَسْمَعُونَ، وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ، وَلِـجَمِيعِ الْمُسْلِمِـيـنَ فَاِسْتَغْفِرُوهُ؛ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.
الْـخُطْبــــَةُ.الثَّانِيَــــةُ.cc
الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى إِحْسَانِهِ، وَالشُّكْرُ لَهُ عَلَى عِظَمِ نِعَمِهِ وَاِمْتِنَانِهِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَحْدَهُ لَا شريكَ لَهُ، تَعْظِيمًا لِشَأْنِهِ، وَأَشَهَدُ أَنَّ مُحَمَّدَاً عَبْدَهُ وَرَسُولُهُ، وَخَلِيلَهُ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ، وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ، وَسَلَّمَ تَسْلِيمَاً كَثِيرَاً.
أمَّا بَعْدُ.. فَاِتَّقُوا اللهَ - عِبَادَ اللهِ- حَقَّ التَّقْوَى، وَاِسْتَمْسِكُوا
مِنَ الْإِسْلَامِ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى، وَاِعْلَمُوا أَنَّ أَجْسَادَكُمْ عَلَى النَّارِ لَا تَقْوَى.
عِبَادَ اللهِ، عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ أَنْ يَقِيَ نَفْسَهُ مِنْ حَسَدِ الْـحَاسِدِينَ بِذِكْرِ اللهِ -جَلَّ وَعَلَا- وَأَنْ يَذْكُرَ اللهَ فِي كُلِّ أَحَايِينِهِ، متوكلًا على الله، ومحافظًا على الطاعات، وَإِذَا رَأَى نِعَمَ اللهِ عَلَيْهَ أَنْ يَقُولَ: مَا شَاءَ اللهُ! لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ! وأَنْ يَقْرَأَ الْمُعَـوِّذَتَيْـنِ دُبُرَ الصَّلَوَاتِ الْـمَكْتُوبَةِ، وَفِي أَذْكَارِ الصَّبَاحِ وَالْمَسَاءِ، وَقَبْلَ النَّوْمِ؛ فَهِيَ تَقِيهِ - بِإذْنِ اللهِ- مِنْ شَرِّ الْـحُسَّادِ الَّذِينَ يَعْلَمُهُمْ أَوْ يَـجْهَلُهُمْ؛ فَقَدْ وَكَلَ أَمْرَهُ إِلَى الْعَلِيمِ الْـحَكِيمِ الذِي يَعْلَمُ مَكْرَ الْمَاكِرِينَ، وَحَسَدَ الْـحَاسِدِينَ فَيِقَيهِ مِنْ شَرِّهِمْ.
فَمَا أَعْظَمَ أَنْ يَسْتَعِيذَ الْمُؤْمِنُ بِاللهِ مِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ! وَمَنْ حَصَّنَ نَفْسَهُ بَالْأَذْكَارِ؛ لَـمْ يَعُدْ بِـحَاجَةٍ لِـمَعْرِفَةِ مَنْ حَسَدَهُ، وَلَـمْ يُحْوجْهُ اللهُ لِاسْتِجْدَاءِ الْـحَاسِدِ لِيَتَـرَاجَعَ عَنْ حَسَدِهِ، أَوْ يَطْلُبَ مِنْهُ رُقْيَةً.
وَقَانَا اللهُ وَإِيَّاكُمْ شَرَّ الْـحَاسِدِينَ، وَحِقْدَ الْـحَاقِدِينَ! الَّلهُمَّ اِحْمِ بِلَادَنَا وَسَائِرَ بِلَادِ الإِسْلَامِ مِنَ الفِتَنِ، وَالمِحَنِ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَن، الَّلهُمَّ وَفِّقْ وَلِيَّ أَمْرِنَا، لِمَا تُحِبُ وَتَرْضَى، وَخُذْ بِنَاصِيَتِهِ لِلْبِرِّ وَالتَّقْوَى، الَّلهُمَّ اجْعَلْهُ سِلْمًا لِأْوْلِيَائِكَ، حَرْباً عَلَى أَعْدَائِكَ، الَّلهُم ارْفَعْ رَايَةَ السُّنَّةِ، وَأَقْمَعْ رَايَةَ البِدْعَةِ، الَّلهُمَّ احْقِنْ دِمَاءَ أَهْلِ الإِسْلَامِ فِي كُلِّ مَكَانٍ.
اللهُمَّ أَصْلِحْ لَنَا دِينَنَا الَّذِي هُوَ عِصْمَةُ أَمْرِنَا، وَأَصْلِحْ لَنَا دُنْيَانَا الَّتِي فِيهَا مَعَاشُنَا، وَأَصْلِحْ لَنَا آخِرَتَنَا الَّتِي فِيهَا مَعَادُنَا، وَاجْعَلِ الْحَيَاةَ زِيَادَةً لَنَا فِي كُلِّ خَيْرٍ، وَاجْعَلِ الْمَوْتَ رَاحَةً لَنَا مِنْ كُلِّ شَرٍّ، اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ مِنَ الْخَيْرِ كُلِّهِ عَاجِلِهِ وَآجِلِهِ، مَا عَلِمْنَا مِنْهُ وَمَا لَمْ نَعْلَمْ، وَنَعُوذُ بِكَ مِنَ الشَّرِّ كُلِّهِ عَاجِلِهِ وَآجِلِهِ، مَا عَلِمْنَا مِنْهُ وَمَا لَمْ نَعْلَمْ.
اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ مَا سَأَلَكَ مِنْهُ عِبَادُكَ الصَّالِحُونَ، ونَسْتَعِيذُ بِكَ مِمَّا اسْتَعَاذَ مِنْهُ عِبَادُكَ الصَّالِحُونَ، رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ.
رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ، رَبَّنَا وآتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلَا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ.
سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ العزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ، وَسَلَامٌ عَلَى المُرْسَلِينَ، وَالحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ.
وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى نَبِيِّكُمْ...
======================
عِبَادَ اللهِ، عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ أَنْ يَقِيَ نَفْسَهُ مِنْ حَسَدِ الْـحَاسِدِينَ بِذِكْرِ اللهِ -جَلَّ وَعَلَا- وَأَنْ يَذْكُرَ اللهَ فِي كُلِّ أَحَايِينِهِ، متوكلًا على الله، ومحافظًا على الطاعات، وَإِذَا رَأَى نِعَمَ اللهِ عَلَيْهَ أَنْ يَقُولَ: مَا شَاءَ اللهُ! لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ! وأَنْ يَقْرَأَ الْمُعَـوِّذَتَيْـنِ دُبُرَ الصَّلَوَاتِ الْـمَكْتُوبَةِ، وَفِي أَذْكَارِ الصَّبَاحِ وَالْمَسَاءِ، وَقَبْلَ النَّوْمِ؛ فَهِيَ تَقِيهِ - بِإذْنِ اللهِ- مِنْ شَرِّ الْـحُسَّادِ الَّذِينَ يَعْلَمُهُمْ أَوْ يَـجْهَلُهُمْ؛ فَقَدْ وَكَلَ أَمْرَهُ إِلَى الْعَلِيمِ الْـحَكِيمِ الذِي يَعْلَمُ مَكْرَ الْمَاكِرِينَ، وَحَسَدَ الْـحَاسِدِينَ فَيِقَيهِ مِنْ شَرِّهِمْ.
فَمَا أَعْظَمَ أَنْ يَسْتَعِيذَ الْمُؤْمِنُ بِاللهِ مِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ! وَمَنْ حَصَّنَ نَفْسَهُ بَالْأَذْكَارِ؛ لَـمْ يَعُدْ بِـحَاجَةٍ لِـمَعْرِفَةِ مَنْ حَسَدَهُ، وَلَـمْ يُحْوجْهُ اللهُ لِاسْتِجْدَاءِ الْـحَاسِدِ لِيَتَـرَاجَعَ عَنْ حَسَدِهِ، أَوْ يَطْلُبَ مِنْهُ رُقْيَةً.
وَقَانَا اللهُ وَإِيَّاكُمْ شَرَّ الْـحَاسِدِينَ، وَحِقْدَ الْـحَاقِدِينَ! الَّلهُمَّ اِحْمِ بِلَادَنَا وَسَائِرَ بِلَادِ الإِسْلَامِ مِنَ الفِتَنِ، وَالمِحَنِ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَن، الَّلهُمَّ وَفِّقْ وَلِيَّ أَمْرِنَا، لِمَا تُحِبُ وَتَرْضَى، وَخُذْ بِنَاصِيَتِهِ لِلْبِرِّ وَالتَّقْوَى، الَّلهُمَّ اجْعَلْهُ سِلْمًا لِأْوْلِيَائِكَ، حَرْباً عَلَى أَعْدَائِكَ، الَّلهُم ارْفَعْ رَايَةَ السُّنَّةِ، وَأَقْمَعْ رَايَةَ البِدْعَةِ، الَّلهُمَّ احْقِنْ دِمَاءَ أَهْلِ الإِسْلَامِ فِي كُلِّ مَكَانٍ.
اللهُمَّ أَصْلِحْ لَنَا دِينَنَا الَّذِي هُوَ عِصْمَةُ أَمْرِنَا، وَأَصْلِحْ لَنَا دُنْيَانَا الَّتِي فِيهَا مَعَاشُنَا، وَأَصْلِحْ لَنَا آخِرَتَنَا الَّتِي فِيهَا مَعَادُنَا، وَاجْعَلِ الْحَيَاةَ زِيَادَةً لَنَا فِي كُلِّ خَيْرٍ، وَاجْعَلِ الْمَوْتَ رَاحَةً لَنَا مِنْ كُلِّ شَرٍّ، اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ مِنَ الْخَيْرِ كُلِّهِ عَاجِلِهِ وَآجِلِهِ، مَا عَلِمْنَا مِنْهُ وَمَا لَمْ نَعْلَمْ، وَنَعُوذُ بِكَ مِنَ الشَّرِّ كُلِّهِ عَاجِلِهِ وَآجِلِهِ، مَا عَلِمْنَا مِنْهُ وَمَا لَمْ نَعْلَمْ.
اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ مَا سَأَلَكَ مِنْهُ عِبَادُكَ الصَّالِحُونَ، ونَسْتَعِيذُ بِكَ مِمَّا اسْتَعَاذَ مِنْهُ عِبَادُكَ الصَّالِحُونَ، رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ.
رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ، رَبَّنَا وآتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلَا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ.
سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ العزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ، وَسَلَامٌ عَلَى المُرْسَلِينَ، وَالحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ.
وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى نَبِيِّكُمْ...
======================
🎤
خطبـةجمعــةبعنـــوان.tt
الجمعة أحكام وفضائل وآداب
للـــشيـــخ/ إبــراهيــــم الــدويـــش
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
أهداف وعناصر الخطبة :
1/ اهتداء المسلمين للجمعة 2/ خصائص يوم الجمعة 3/ فضائل يوم الجمعة 4/ آداب يوم الجمعة 5/ أحكام صلاة الجمعة 6/ أخطاء متكررة بالجمعات
الخطبــــة.الاولــــى.cc
الحمد لله سهَّل للعباد ويسَّر، وأفاض عليهم من سحائب الجود وسوابغ الإنعام ما لا يعد ولا يحصر، أحمده سبحانه وأشكره شرع مواسم وهيأ مناسبات ينيب فيها العبد إلى ربه ويغسل قلبه من دنس الذنوب ويتطهر.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن نبينا محمدا عبده ورسوله نبي غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، اللهم صَلِّ وسلِّم وبارك على محمد وعلى آل محمد وعلى صحب محمد، ما اتصلت عين بنظر، وأذن بخبر، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الحشر.
أما بعد: فأوصيكم ونفسي -عباد الله- بتقوى الله حق تقاته، وسارعوا إلى مغفرة ربكم ورضوانه وجناته، واعلموا أن على المسلم أن يعرف قيمة عمره وهدف حياته، فهو خُلق من أجل تحقيق عبودية الله في الأرض فهو صاحب هدف ومبدأ وغاية يعرف قدر الحياة، ويستغل الساعات؛ بل حتى اللحظات، فيكثر من فعل الخيرات إلى الممات، قال تعالى: (وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ) [الحجر:99]، تذكيراً بأن الأعمار كلها مواسم يربح فيها المسلم العاقل، ويخسر فيها العاصي الغافل.
وبعض الناس تمر عليه مواسم الطاعات وهو في لهو ومعاص ومنكرات، أو غفلة في دنياه، أجْلَبَ عليه الشيطان بخيله ورجِلِه حتى حُرم معرفة فضل الأيام، فضلا عن معرفة العمل الصالح فيها، فبعض النفوس ضعيفة مهينة حتى في مواسم الخيرات والنفحات، لم تطق الصبر سويعات، ولا تفكر في الحسنات والسيئات، بل همها تلبية الرغبات والشهوات، حتى وإن كانت في مواسم الخيرات.
وأنتم -أيها المسلمون- قد اختصكم -عز وجل- بخصائص كثيرة، وفضائل جليلة، فقد خصكم بيوم الجمعة بعد أن أضلَّ عنه اليهودَ والنصارى، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: " أضل الله عن الجمعة من كان قبلنا، فكان لليهود يوم السبت، وكان للنصارى يوم الأحد، فجاء الله بنا فهدانا الله ليوم الجمعة، فجعل الجمعة والسبت والأحد، وكذلك هم تبع لنا يوم القيامة، نحن الآخرون من أهل الدنيا والأولون يوم القيامة، المقضي لهم قبل الخلائق".
ونحن يمر علينا يوم الجمعة كل أسبوع ونغفل كثيرا عن عظمته وعن فضائله وخيريته؛ يوم الجمعة يوم عيد وسعادة، واجتماع وعبادة، ودعاء واستجابة.
يوم الجمعة من أفضل الأيام، فقد قال عليه الصلاة والسلام: "إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة، فيه خلق آدم -عليه السلام-، وفيه قبض، وفيه النفخة، وفيه الصعقة، فأكثروا على من الصلاة؛ فإن صلاتكم معروضة علي"، وفيه كملت جميع الخلائق وفيه تقوم الساعة.
يوم الجمعة خير الأيام، فقد روي مسلم في صحيحه أنه قال عليه الصلاة والسلام: "خير يوم طلعت عليه الشمس يوم الجمعة، فيه خلق آدم، وفيه أدخل الجنة، وفيه أخرج منها، ولا تقوم الساعة إلا يوم الجمعة".
يوم الجمعة عيد متكرر كل أسبوع، ففي الحديث عن ابن عباس -رضي الله عنه- أنه -صلى الله عليه وسلم- قال: "إن هذا يوم عيد جعله الله للمسلمين؛ فمن جاء إلى الجمعة فلْيَغْتَسِل".
يوم الجمعة يوم تكفر فيه السيئات، روى البخاري عن سلمان -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "لا يغتسل رجل يوم الجمعة، ويتطهر ما استطاع من طهر، ويدهن من دهنه، أو يمس من طيب بيته، ثم يخرج فلا يفرق بين اثنين، ثم يصلي ما كتب له، ثم ينصت إذا تكلم الإمام، إلا غفر له ما بينه وبين الجمعة الأخرى".
يوم الجمعة أمرنا الله بالاجتماع فيه لعبادته فقال: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ) [الجمعة:9].
قال ابن القيم: فيوم الجمعة يوم عبادة، وهو في الأيام كشهر رمضان في الشهور، وساعة الإجابة فيه كليلة القدر في رمضان.
يوم الجمعة فيه ساعة يستجاب فيها الدعاء، كما في الصحيحين من حديث أبي هريرة قال: إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ذكر يوم الجمعة فقال: "فيه ساعة لا يوافقها عبد مسلم وهو قائم يصلي يسأل الله تعالى شيئاً إلا أعطاه إياه، وأشار بيده يقللها".
قال ابن القيم- بعد أن ذكر الخلاف في تعيين هذه الساعة-: وأرجح هذه الأقوال قولان تضمنتهما الأحاديث الثابتة، الأول: أنها من جلوس الإمام إلى انقضاء الصلاة، لحديث ابن عمر -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "هي ما بين أن يجلس الإمام إلى أن تقضى الصلاة".
والقول الثاني: أنها بعد العصر، وهذا أرجح القولين فقد روى أبو داود والنسائي عن جابر -رضي الله عنه- قال: "يوم الجمعة اثنتا عشرة ساعة، لا يوجد فيها عبد مسلم يسأل الله شيئاً إلا آتاه إياه، فالتمسوها آخر ساعة بعد العصر".
فكم من عبد فرط وتساهل في هذه الساعة! كم نغفل عن عصر الجمعة! أين نحن ع
خطبـةجمعــةبعنـــوان.tt
الجمعة أحكام وفضائل وآداب
للـــشيـــخ/ إبــراهيــــم الــدويـــش
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
أهداف وعناصر الخطبة :
1/ اهتداء المسلمين للجمعة 2/ خصائص يوم الجمعة 3/ فضائل يوم الجمعة 4/ آداب يوم الجمعة 5/ أحكام صلاة الجمعة 6/ أخطاء متكررة بالجمعات
الخطبــــة.الاولــــى.cc
الحمد لله سهَّل للعباد ويسَّر، وأفاض عليهم من سحائب الجود وسوابغ الإنعام ما لا يعد ولا يحصر، أحمده سبحانه وأشكره شرع مواسم وهيأ مناسبات ينيب فيها العبد إلى ربه ويغسل قلبه من دنس الذنوب ويتطهر.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن نبينا محمدا عبده ورسوله نبي غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، اللهم صَلِّ وسلِّم وبارك على محمد وعلى آل محمد وعلى صحب محمد، ما اتصلت عين بنظر، وأذن بخبر، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الحشر.
أما بعد: فأوصيكم ونفسي -عباد الله- بتقوى الله حق تقاته، وسارعوا إلى مغفرة ربكم ورضوانه وجناته، واعلموا أن على المسلم أن يعرف قيمة عمره وهدف حياته، فهو خُلق من أجل تحقيق عبودية الله في الأرض فهو صاحب هدف ومبدأ وغاية يعرف قدر الحياة، ويستغل الساعات؛ بل حتى اللحظات، فيكثر من فعل الخيرات إلى الممات، قال تعالى: (وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ) [الحجر:99]، تذكيراً بأن الأعمار كلها مواسم يربح فيها المسلم العاقل، ويخسر فيها العاصي الغافل.
وبعض الناس تمر عليه مواسم الطاعات وهو في لهو ومعاص ومنكرات، أو غفلة في دنياه، أجْلَبَ عليه الشيطان بخيله ورجِلِه حتى حُرم معرفة فضل الأيام، فضلا عن معرفة العمل الصالح فيها، فبعض النفوس ضعيفة مهينة حتى في مواسم الخيرات والنفحات، لم تطق الصبر سويعات، ولا تفكر في الحسنات والسيئات، بل همها تلبية الرغبات والشهوات، حتى وإن كانت في مواسم الخيرات.
وأنتم -أيها المسلمون- قد اختصكم -عز وجل- بخصائص كثيرة، وفضائل جليلة، فقد خصكم بيوم الجمعة بعد أن أضلَّ عنه اليهودَ والنصارى، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: " أضل الله عن الجمعة من كان قبلنا، فكان لليهود يوم السبت، وكان للنصارى يوم الأحد، فجاء الله بنا فهدانا الله ليوم الجمعة، فجعل الجمعة والسبت والأحد، وكذلك هم تبع لنا يوم القيامة، نحن الآخرون من أهل الدنيا والأولون يوم القيامة، المقضي لهم قبل الخلائق".
ونحن يمر علينا يوم الجمعة كل أسبوع ونغفل كثيرا عن عظمته وعن فضائله وخيريته؛ يوم الجمعة يوم عيد وسعادة، واجتماع وعبادة، ودعاء واستجابة.
يوم الجمعة من أفضل الأيام، فقد قال عليه الصلاة والسلام: "إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة، فيه خلق آدم -عليه السلام-، وفيه قبض، وفيه النفخة، وفيه الصعقة، فأكثروا على من الصلاة؛ فإن صلاتكم معروضة علي"، وفيه كملت جميع الخلائق وفيه تقوم الساعة.
يوم الجمعة خير الأيام، فقد روي مسلم في صحيحه أنه قال عليه الصلاة والسلام: "خير يوم طلعت عليه الشمس يوم الجمعة، فيه خلق آدم، وفيه أدخل الجنة، وفيه أخرج منها، ولا تقوم الساعة إلا يوم الجمعة".
يوم الجمعة عيد متكرر كل أسبوع، ففي الحديث عن ابن عباس -رضي الله عنه- أنه -صلى الله عليه وسلم- قال: "إن هذا يوم عيد جعله الله للمسلمين؛ فمن جاء إلى الجمعة فلْيَغْتَسِل".
يوم الجمعة يوم تكفر فيه السيئات، روى البخاري عن سلمان -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "لا يغتسل رجل يوم الجمعة، ويتطهر ما استطاع من طهر، ويدهن من دهنه، أو يمس من طيب بيته، ثم يخرج فلا يفرق بين اثنين، ثم يصلي ما كتب له، ثم ينصت إذا تكلم الإمام، إلا غفر له ما بينه وبين الجمعة الأخرى".
يوم الجمعة أمرنا الله بالاجتماع فيه لعبادته فقال: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ) [الجمعة:9].
قال ابن القيم: فيوم الجمعة يوم عبادة، وهو في الأيام كشهر رمضان في الشهور، وساعة الإجابة فيه كليلة القدر في رمضان.
يوم الجمعة فيه ساعة يستجاب فيها الدعاء، كما في الصحيحين من حديث أبي هريرة قال: إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ذكر يوم الجمعة فقال: "فيه ساعة لا يوافقها عبد مسلم وهو قائم يصلي يسأل الله تعالى شيئاً إلا أعطاه إياه، وأشار بيده يقللها".
قال ابن القيم- بعد أن ذكر الخلاف في تعيين هذه الساعة-: وأرجح هذه الأقوال قولان تضمنتهما الأحاديث الثابتة، الأول: أنها من جلوس الإمام إلى انقضاء الصلاة، لحديث ابن عمر -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "هي ما بين أن يجلس الإمام إلى أن تقضى الصلاة".
والقول الثاني: أنها بعد العصر، وهذا أرجح القولين فقد روى أبو داود والنسائي عن جابر -رضي الله عنه- قال: "يوم الجمعة اثنتا عشرة ساعة، لا يوجد فيها عبد مسلم يسأل الله شيئاً إلا آتاه إياه، فالتمسوها آخر ساعة بعد العصر".
فكم من عبد فرط وتساهل في هذه الساعة! كم نغفل عن عصر الجمعة! أين نحن ع
نها وعن فضلها؟! أين أصحاب الحاجات؟ أين المرضى؟ أين المضطرون؟ أين التائبون؟ أين أصحاب الهموم والآلام، والنوائب والأحزان؟ أين هُم عن ساعة الجمعة؟ أين هم عن التضرع فيها بدل أن تمتد أيديهم إلى المخلوقين الضعفاء؟ "من نزلت به فاقة فأنزلها بالناس لم تسد فاقته، ومن نزلت به فاقة فأنزلها بالله فيوشك الله له برزق عاجل أو آجل.
فلنحرص على استغلال هذه الساعة، وليذكر بعضنا بعضاً، ولنكثر من التوبة والاستغفار فيها، "وجدوا في الدعاء، فإنه من يكثر قرع الباب يوشك أن يفتح له".
وعن حذيفة -رضي الله عنه-، رفعه، قال: "يأتي عليكم زمان لا ينجو فيه إلا من دعا دعاء الغريق".
يوم الجمعة الصدقة فيه أعظم من الصدقة في سائر الأيام، كما في الأثر عن كعب الأحبار، ذكر ابن القيم في الزاد: إن للصدقة فيه مزية عليها في سائر الأيام، والصدقة فيه بالنسبة إلى سائر أيام الأسبوع كالصدقة في شهر رمضان بالنسبة إلى سائر الشهور، وشاهدت شيخ الإسلام بن تيمية- قدس الله روحه- إذا خرج إلى الجمعة يأخذ ما وجد في البيت من خبز وغيره فيتصدق به في طريقه سراً، وسمعته يقول: إذا كان الله قد أمرنا بالصدقة بين يدي مناجاة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فالصدقة بين يدي مناجاته تعالى أفضل وأولى بالفضيلة.
بل الأعجب من هذا كله، أن للماشي إلى الجمعة بكل خطوة أجر سنة صيامها وقيامها، كما في حديث أوس بن أوس -رضي الله عنه- يرفعه: "مَن غسل واغتسل يوم الجمعة، وبكر وابتكر، ومشى ولم يركب، فدنا من الإمام، فاستمع ولم يلغ، كان له بكل خطوة عمل سنة أجر صيامها وقيامها"، ذلك على الله يسير الله.
الله أكبر! كل خطوة إلى الجمعة تعدل صيام سنة وقيامها! فأين السابقون إلى تلك الهبات؟ وأين المتعرضون لتلك النفحات؟ ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، والله ذو الفضل العظيم.
والوفاة في يوم الجمعة أو ليلتها من علامات حسن الخاتمة، كما في حديث عبد الله بن عمرو بن العاص- رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "ما من مسلم يموت يوم الجمعة أو ليلة الجمعة إلا وقاه الله فتنة القبر".
إنه تشريف لهذا اليوم العظيم، ومنحة من رب العرش الكريم، فكيف بعد هذا الفضل، والقدر والمكانة، يقع التفريط والتهاون فيه؟! بل ينبغي على كل مسلم ومسلمة أن يعظم هذا اليوم وساعاته، ويغتنم فضائله ومميزاته، ويستغل دقائقه ولحظاته، وذلك بالتقرب إلى الله تعالى فيه بأنواع القربات، والإكثار فيه من الطاعات والعبادات، قال ابن القيم: وكان من هديه -صلى الله عليه وسلم- تعظيم هذا اليوم وتشريفه، وتخصيصه بعبادات يختص بها عن غيره، وقد اختلف العلماء هل هو أفضل أم يوم عرفة؟ على قولين.
فانظر أخي! كم جمعة مرت عليك مرور الكرام دون أن تعيرها أدنى اهتمام! وهكذا تضيع أعظم الأيام ونحن في غفلة عن الاغتنام، فيا أمة الإسلام! تعلمي آداب دينك والأحكام، فللجمعة سنن وآداب وأحكام ينبغي أن يلتزم بأحكامها ويتحلى بآدابها بنو الإسلام.
فمن تلك الأحكام والآداب أنه يستحب أن يقرأ الإمام في صلاة الفجر يوم الجمعة سورتي السجدة والإنسان كاملتين كما كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يفعل، ولا يقتصر على بعضهما كما يفعل بعض الأئمة.
ويستحب أن يكثر الإنسان في هذا اليوم من الصلاة على النبي، لقوله -صلى الله عليه وسلم-: "فأكثروا علي من الصلاة فيه فإن صلاتكم معروضة على".
وأخرج البيهقي عن أنس قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "أكثروا من الصلاة عليَّ يوم الجمعة وليلة الجمعة، فمَن صلَّى علي صلاة صلى الله عليه عشراً".
صلاة الجمعة فرض على كل ذكَر، حُر، مكلف، مسلم، مستوطن ببناء؛ فلا تجب على مسافر سفر قصر، ولا على عبد، ولا على امرأة، ومن حضرها منهم أجزأته.
وتسقط الجمعة بسبب بعض الأعذار كالمرض، والخوف، ولا يجوز السفر في يومها بعد دخول وقتها لمن تلزمه الجمعة إلا بعد أدائها.
الاغتسال يوم الجمعة من هدي النبي -صلى الله عليه وسلم- فقد ثبت في الصحيحين أنه قال: "إذا جاء أحدكم الجمعة فليغتسل".
التطيب والتسوك ولبس أحسن الثيات من الآداب في يوم الجمعة، فعن أبي هريرة وأبي سعيد الخدري -رضي الله عنهما- قالا: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "مَن اغتسل يوم الجمعة، ولبس من أحسن ثيابه، ومس من طيب إن كان عنده، ثم أتى الجمعة فلم يتخط أعناق الناس، ثم صلى ما كتب الله له، ثم أنصت إذا خرج إمامه حتى يفرغ من صلاته، كانت كفارة لما بينها وبين جمعته التي قبلها".
وعن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "غسل يوم الجمعة على كل محتلم، وسواك، ويمس من الطيب ما قدر عليه".
ويستحب التبكير إلى صلاة الجمعة، وهذه سنة كادت تموت، فرحم الله من أحياها، ففي الحديث المتفق عليه عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "إذا كان يوم الجمعة كان على كل باب من أبواب المسجد ملائكة يكتبون الأول فالأول، فإذا جلس الإمام طووا الصحف وجاءوا يستمعون الذكر، ومثل المهجّر كمثل الذي يهدي البدنة
فلنحرص على استغلال هذه الساعة، وليذكر بعضنا بعضاً، ولنكثر من التوبة والاستغفار فيها، "وجدوا في الدعاء، فإنه من يكثر قرع الباب يوشك أن يفتح له".
وعن حذيفة -رضي الله عنه-، رفعه، قال: "يأتي عليكم زمان لا ينجو فيه إلا من دعا دعاء الغريق".
يوم الجمعة الصدقة فيه أعظم من الصدقة في سائر الأيام، كما في الأثر عن كعب الأحبار، ذكر ابن القيم في الزاد: إن للصدقة فيه مزية عليها في سائر الأيام، والصدقة فيه بالنسبة إلى سائر أيام الأسبوع كالصدقة في شهر رمضان بالنسبة إلى سائر الشهور، وشاهدت شيخ الإسلام بن تيمية- قدس الله روحه- إذا خرج إلى الجمعة يأخذ ما وجد في البيت من خبز وغيره فيتصدق به في طريقه سراً، وسمعته يقول: إذا كان الله قد أمرنا بالصدقة بين يدي مناجاة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فالصدقة بين يدي مناجاته تعالى أفضل وأولى بالفضيلة.
بل الأعجب من هذا كله، أن للماشي إلى الجمعة بكل خطوة أجر سنة صيامها وقيامها، كما في حديث أوس بن أوس -رضي الله عنه- يرفعه: "مَن غسل واغتسل يوم الجمعة، وبكر وابتكر، ومشى ولم يركب، فدنا من الإمام، فاستمع ولم يلغ، كان له بكل خطوة عمل سنة أجر صيامها وقيامها"، ذلك على الله يسير الله.
الله أكبر! كل خطوة إلى الجمعة تعدل صيام سنة وقيامها! فأين السابقون إلى تلك الهبات؟ وأين المتعرضون لتلك النفحات؟ ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، والله ذو الفضل العظيم.
والوفاة في يوم الجمعة أو ليلتها من علامات حسن الخاتمة، كما في حديث عبد الله بن عمرو بن العاص- رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "ما من مسلم يموت يوم الجمعة أو ليلة الجمعة إلا وقاه الله فتنة القبر".
إنه تشريف لهذا اليوم العظيم، ومنحة من رب العرش الكريم، فكيف بعد هذا الفضل، والقدر والمكانة، يقع التفريط والتهاون فيه؟! بل ينبغي على كل مسلم ومسلمة أن يعظم هذا اليوم وساعاته، ويغتنم فضائله ومميزاته، ويستغل دقائقه ولحظاته، وذلك بالتقرب إلى الله تعالى فيه بأنواع القربات، والإكثار فيه من الطاعات والعبادات، قال ابن القيم: وكان من هديه -صلى الله عليه وسلم- تعظيم هذا اليوم وتشريفه، وتخصيصه بعبادات يختص بها عن غيره، وقد اختلف العلماء هل هو أفضل أم يوم عرفة؟ على قولين.
فانظر أخي! كم جمعة مرت عليك مرور الكرام دون أن تعيرها أدنى اهتمام! وهكذا تضيع أعظم الأيام ونحن في غفلة عن الاغتنام، فيا أمة الإسلام! تعلمي آداب دينك والأحكام، فللجمعة سنن وآداب وأحكام ينبغي أن يلتزم بأحكامها ويتحلى بآدابها بنو الإسلام.
فمن تلك الأحكام والآداب أنه يستحب أن يقرأ الإمام في صلاة الفجر يوم الجمعة سورتي السجدة والإنسان كاملتين كما كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يفعل، ولا يقتصر على بعضهما كما يفعل بعض الأئمة.
ويستحب أن يكثر الإنسان في هذا اليوم من الصلاة على النبي، لقوله -صلى الله عليه وسلم-: "فأكثروا علي من الصلاة فيه فإن صلاتكم معروضة على".
وأخرج البيهقي عن أنس قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "أكثروا من الصلاة عليَّ يوم الجمعة وليلة الجمعة، فمَن صلَّى علي صلاة صلى الله عليه عشراً".
صلاة الجمعة فرض على كل ذكَر، حُر، مكلف، مسلم، مستوطن ببناء؛ فلا تجب على مسافر سفر قصر، ولا على عبد، ولا على امرأة، ومن حضرها منهم أجزأته.
وتسقط الجمعة بسبب بعض الأعذار كالمرض، والخوف، ولا يجوز السفر في يومها بعد دخول وقتها لمن تلزمه الجمعة إلا بعد أدائها.
الاغتسال يوم الجمعة من هدي النبي -صلى الله عليه وسلم- فقد ثبت في الصحيحين أنه قال: "إذا جاء أحدكم الجمعة فليغتسل".
التطيب والتسوك ولبس أحسن الثيات من الآداب في يوم الجمعة، فعن أبي هريرة وأبي سعيد الخدري -رضي الله عنهما- قالا: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "مَن اغتسل يوم الجمعة، ولبس من أحسن ثيابه، ومس من طيب إن كان عنده، ثم أتى الجمعة فلم يتخط أعناق الناس، ثم صلى ما كتب الله له، ثم أنصت إذا خرج إمامه حتى يفرغ من صلاته، كانت كفارة لما بينها وبين جمعته التي قبلها".
وعن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "غسل يوم الجمعة على كل محتلم، وسواك، ويمس من الطيب ما قدر عليه".
ويستحب التبكير إلى صلاة الجمعة، وهذه سنة كادت تموت، فرحم الله من أحياها، ففي الحديث المتفق عليه عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "إذا كان يوم الجمعة كان على كل باب من أبواب المسجد ملائكة يكتبون الأول فالأول، فإذا جلس الإمام طووا الصحف وجاءوا يستمعون الذكر، ومثل المهجّر كمثل الذي يهدي البدنة
، ثم كالذي يهدي بقرة، ثم كالذي يهدي الكبش، ثم كالذي يهدي الدجاجة، ثم كالذي يهدي البيضة".
فأين المتنافسون في الخيرات؟ أين المبكرون إلى الصلوات؟ أين أصحاب الهمم والتطلعات؟ تسابقوا -رحمكم الله- إلى هذا الأجر العظيم بالتبكير لصلاة الجمعة، ففي ذلك فضائل كثيرة من تحصيل مكان في الصف الأول، ونيل فضيلة انتظار الصلاة، وكسب صلاة النافلة، وكثرة الذكر والتسبيح والتهليل والتكبير والدعاء، وقراءة القرآن ولا سيما سورة الكهف، فعن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "مَن قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة أضاء له من النور ما بين الجمعتين".
فاعلموا -رحمكم الله- أن هذه الفضائل التي ذكرنا يفوّتها المتأخرون علي أنفسهم وما أكثرهم -وللأسف!- في هذا الزمان! فقد قل الاهتمام بالتبكير إلى صلاة الجمعة، فكثير من الناس لا يأتون إلى الجمعة إلا قبيل دخول الإمام، والبعض بعد دخول الإمام أو عند الإقامة، يحرمون أنفسهم من هذه الأجور العظيمة والفضائل الجليلة، اللهم إلا فئة قليلة نراها دائما في الصفوف الأولى تتنافس عليها، فهنيئا لها الفوز والسبق، وهنيئا لها مجاهدة النفس والصبر، فاصبروا وصابروا ورابطوا وأبشروا؛ فما عند الله خير وابقى.
ويستحب أن يشتغل المسلم بالصلاة والذكر وقراءة القرآن حتى يصعد الإمام المنبر، وحديث أبي هريرة وأبي سعيد -رضي الله عنهما- السابق يدل على ذلك.
ويجب الإنصاب للخطبة والاهتمام بما يقال فيها، ففي الصحيحين أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "إذا قلت لصاحبك يوم الجمعة: أنصِتْ والإمام يخطب فقد لغوت"، وعمد أبي داود: "ومَن لغا وتخطى رقاب الناس كانت له ظُهرا".
ويكره إفراد يوم الجمعة بصيام كما يكره إفراد ليلته بقيام، وذلك لما صح عنه -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "لا تختصوا ليلة الجمعة بقيام من بين الليالي، ولا تخصوا يوم الجمعة بصيام من بين الأيام، إلا أن يكون في صوم يصومه أحدكم".
الواجب على من أراد صيامه أن يصوم يوما قبله أو يوما بعده للحديث المتفق عليه: "لا يصومن أحدكم يوم الجمعة إلا يوما قبله أو بعده".
ومن أحكام صلاة الجمعة أيضا أنها لا راتبة لها قبلها، لكن من دخل المسجد لصلاة الجمعة وكان مبكرا فإنه يصلي من النوافل ما تيسر له إلى أن يدخل الإمام للخطبة، فقد كان الصحابة -رضي الله عنهم- إذا أتوا المسجد يوم الجمعة يصلون من حين دخولهم ما تيسر لهم أن يصلوا.
أما سنة الجمعة الراتبة فتصلى بعد صلاة الجمعة لا قبلها، فمن صلى راتبة الجمعة في المسجد صلاها أربعا، ومن صلاها في بيته صلاها ركعتين، عملا بالأحاديث الواردة في ذلك، فقد ورد في الحديث المتفق عليه أن النبي -صلى الله عليه وسلم- "كان لا يصلي بعد الجمعة حتى ينصرف فيصلي ركعتين".
وورد أيضا أنه -صلى الله عليه وسلم- قال: "مَن كان منكم مصليا بعد الجمعة فليصل أربعا"، قال اسحاق بن راهوية: إن صلى في المسجد يوم الجمعة صلى أربعا، وإن صلى في بيته صلى ركعتين.
ونقل ابن القيم مثل هذا التفضيل عن شيخ الإسلام بن تيمية، ثم قال: وعلى هذا تدل الأحاديث. وقال أبوبكر الأثرم: كل ذلك جائز.
ويستحب لمن دخل المسجد والإمام يخطب أن يصلي ركعتين خفيفتين قبل أن يجلس؛ لحديث جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- قال: جاء سليك الغطفاني يوم الجمعة ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- يخطب فجلس فقال له: "يا سليك، قم فاركع ركعتين وتجوَّزْ فيهما"، ثم قال: "إذا جاء أحدكم يوم الجمعة والإمام يخطب فليركع ركعتين وليتجوز فيهما".
ويستحب أن يقرأ الإمام في صلاة الجمعة بسورتي "الجمعة"، و"المنافقون"؛ أو "الأعلى" و "الغاشية"؛ فقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يقرأ بهن.
ويستحب تجمير المسجد، لما روى أن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أمر أن يجمر مسجد المدينة كل يوم جمعة عند منتصف النهار.
ومن جملة أحكام صلاة الجمعة كذلك أن من أدرك ركعة من صلاة الجمعة مع الإمام أتمها جمعة، أي يضيف إليها ركعة أخرى، وإن أدرك أقل من ركعة كأن يدخل مع الإمام بعد أن يرفع الإمام رأسه من الركعة الثانية فإنه يتمها ظهراً، لقوله -صلى الله عليه وسلم-: "مَن أدرك ركعة من الجمعة وغيرها فليضف إليها أخرى وقد تمت صلاته".
نفعني الله وإياكم بهدي كتابه، وبسنة نبيه محمد -صلى الله عليه وسلم-، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه؛ إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبــــة.الثانيــــة.cc
الحمد لله على نعمة الإسلام وهي النعمة الكبرى، ونشهد ان لا إله إلا الله له الأمر في الآخرة والأولى، ونشهد أن محمداً عبدك ورسولك الذي قلت له: (فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى) [الأعلى:9]، اللهم صل وسلم عليه وعلى آله الطاهرين وجميع الصحابة والتابعين والمتنسكين بشرائع الإسلام والقائمين بشعائر الدين.
أما بعد: عباد الله فقد سمعتم بعض فضائل الجمعة وخصائصها وشيئا من أحكامها وآدابها، وما سمعنا هو غيض من فيض، وقليل من كثير، فلقد عد بعض علماء المسلمين مزايا الجمعة فأو
فأين المتنافسون في الخيرات؟ أين المبكرون إلى الصلوات؟ أين أصحاب الهمم والتطلعات؟ تسابقوا -رحمكم الله- إلى هذا الأجر العظيم بالتبكير لصلاة الجمعة، ففي ذلك فضائل كثيرة من تحصيل مكان في الصف الأول، ونيل فضيلة انتظار الصلاة، وكسب صلاة النافلة، وكثرة الذكر والتسبيح والتهليل والتكبير والدعاء، وقراءة القرآن ولا سيما سورة الكهف، فعن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "مَن قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة أضاء له من النور ما بين الجمعتين".
فاعلموا -رحمكم الله- أن هذه الفضائل التي ذكرنا يفوّتها المتأخرون علي أنفسهم وما أكثرهم -وللأسف!- في هذا الزمان! فقد قل الاهتمام بالتبكير إلى صلاة الجمعة، فكثير من الناس لا يأتون إلى الجمعة إلا قبيل دخول الإمام، والبعض بعد دخول الإمام أو عند الإقامة، يحرمون أنفسهم من هذه الأجور العظيمة والفضائل الجليلة، اللهم إلا فئة قليلة نراها دائما في الصفوف الأولى تتنافس عليها، فهنيئا لها الفوز والسبق، وهنيئا لها مجاهدة النفس والصبر، فاصبروا وصابروا ورابطوا وأبشروا؛ فما عند الله خير وابقى.
ويستحب أن يشتغل المسلم بالصلاة والذكر وقراءة القرآن حتى يصعد الإمام المنبر، وحديث أبي هريرة وأبي سعيد -رضي الله عنهما- السابق يدل على ذلك.
ويجب الإنصاب للخطبة والاهتمام بما يقال فيها، ففي الصحيحين أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "إذا قلت لصاحبك يوم الجمعة: أنصِتْ والإمام يخطب فقد لغوت"، وعمد أبي داود: "ومَن لغا وتخطى رقاب الناس كانت له ظُهرا".
ويكره إفراد يوم الجمعة بصيام كما يكره إفراد ليلته بقيام، وذلك لما صح عنه -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "لا تختصوا ليلة الجمعة بقيام من بين الليالي، ولا تخصوا يوم الجمعة بصيام من بين الأيام، إلا أن يكون في صوم يصومه أحدكم".
الواجب على من أراد صيامه أن يصوم يوما قبله أو يوما بعده للحديث المتفق عليه: "لا يصومن أحدكم يوم الجمعة إلا يوما قبله أو بعده".
ومن أحكام صلاة الجمعة أيضا أنها لا راتبة لها قبلها، لكن من دخل المسجد لصلاة الجمعة وكان مبكرا فإنه يصلي من النوافل ما تيسر له إلى أن يدخل الإمام للخطبة، فقد كان الصحابة -رضي الله عنهم- إذا أتوا المسجد يوم الجمعة يصلون من حين دخولهم ما تيسر لهم أن يصلوا.
أما سنة الجمعة الراتبة فتصلى بعد صلاة الجمعة لا قبلها، فمن صلى راتبة الجمعة في المسجد صلاها أربعا، ومن صلاها في بيته صلاها ركعتين، عملا بالأحاديث الواردة في ذلك، فقد ورد في الحديث المتفق عليه أن النبي -صلى الله عليه وسلم- "كان لا يصلي بعد الجمعة حتى ينصرف فيصلي ركعتين".
وورد أيضا أنه -صلى الله عليه وسلم- قال: "مَن كان منكم مصليا بعد الجمعة فليصل أربعا"، قال اسحاق بن راهوية: إن صلى في المسجد يوم الجمعة صلى أربعا، وإن صلى في بيته صلى ركعتين.
ونقل ابن القيم مثل هذا التفضيل عن شيخ الإسلام بن تيمية، ثم قال: وعلى هذا تدل الأحاديث. وقال أبوبكر الأثرم: كل ذلك جائز.
ويستحب لمن دخل المسجد والإمام يخطب أن يصلي ركعتين خفيفتين قبل أن يجلس؛ لحديث جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- قال: جاء سليك الغطفاني يوم الجمعة ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- يخطب فجلس فقال له: "يا سليك، قم فاركع ركعتين وتجوَّزْ فيهما"، ثم قال: "إذا جاء أحدكم يوم الجمعة والإمام يخطب فليركع ركعتين وليتجوز فيهما".
ويستحب أن يقرأ الإمام في صلاة الجمعة بسورتي "الجمعة"، و"المنافقون"؛ أو "الأعلى" و "الغاشية"؛ فقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يقرأ بهن.
ويستحب تجمير المسجد، لما روى أن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أمر أن يجمر مسجد المدينة كل يوم جمعة عند منتصف النهار.
ومن جملة أحكام صلاة الجمعة كذلك أن من أدرك ركعة من صلاة الجمعة مع الإمام أتمها جمعة، أي يضيف إليها ركعة أخرى، وإن أدرك أقل من ركعة كأن يدخل مع الإمام بعد أن يرفع الإمام رأسه من الركعة الثانية فإنه يتمها ظهراً، لقوله -صلى الله عليه وسلم-: "مَن أدرك ركعة من الجمعة وغيرها فليضف إليها أخرى وقد تمت صلاته".
نفعني الله وإياكم بهدي كتابه، وبسنة نبيه محمد -صلى الله عليه وسلم-، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه؛ إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبــــة.الثانيــــة.cc
الحمد لله على نعمة الإسلام وهي النعمة الكبرى، ونشهد ان لا إله إلا الله له الأمر في الآخرة والأولى، ونشهد أن محمداً عبدك ورسولك الذي قلت له: (فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى) [الأعلى:9]، اللهم صل وسلم عليه وعلى آله الطاهرين وجميع الصحابة والتابعين والمتنسكين بشرائع الإسلام والقائمين بشعائر الدين.
أما بعد: عباد الله فقد سمعتم بعض فضائل الجمعة وخصائصها وشيئا من أحكامها وآدابها، وما سمعنا هو غيض من فيض، وقليل من كثير، فلقد عد بعض علماء المسلمين مزايا الجمعة فأو
صلها إلى مئة مزية أو تزيد، ومن هنا يتضح لنا عظم خسارة التفريط في يوم الجمعة والغفلة عن عظمته، فهل هذا ناتج عن الجهل والغفلة؟ أم عن التساهل وعدم المبالاة؟ وكم هي الأخطاء التي نقع فيها في مثل هذه العبادة العظيمة؟.
فمن تلك الأخطاء:
أولا: ما يقول به البعض من البيع والشراء والسفر بعد الزوال من يوم الجمعة، أفلا يعلم هؤلاء أن البيع والشراء والسفر بعد الأذان لصلاة الجمعة محرم؟ فقد قال تعالى: (َيا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ) [الجمعة:9]، فيلتحق السفر بالبيع، إذ تجمعهما علة المنع من حضور الصلاة، أو الانشغال عنها، فلا يجوز السفر بعد النداء للجمعة، كما لا يجوز البيع والشراء.
وأشد من ذلك ما يقول به بعض الناس من تخصيص هذا اليوم لنزهته، فيأخذ أولاده وأهله إلى منتزه ويترك صلاة الجمعة، أو يسهر ليلة الجمعة في لهو وغفلة واستماع وطرب ورؤية خنا فتفوته صلاة فجر يوم الجمعة، فيكون بفعله هذا قد بدأ يوم الجمعة بكبيرة من الكبائر، وربما فاتته الجمعة ذاتها.
ثانيا: ترك بعض الناس لصلاة الجمعة أو التهاون بها، فقد روى مسلم في صحيحه أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "لَينتهنَّ أقوامٌ عن وَدْعِهِم الجمعات، أو ليختمنَّ الله على قلوبهم ثم لَيَكُونُنَّ من الغافلين".
وأخرج الترمذي في جامعه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "من ترك الجمعة ثلاث مرات تهاونا بها طبع الله على قلبه".
ثالثا: عدم استحضار بعض الناس للنية في إتيان الجمعة، فتراه يذهب إلى المسجد على سبيل العادة لا العبادة، مع أن النية شرط لصحة الجمعة وغيرها من العبادات؛ لقوله -صلى الله عليه وسلم-: "إنما الأعمال بالنيات".
رابعا: التهاون في حضور خطبة الجمعة، فيأتي بعضهم أثناء الخطبة؛ بل يأتي بعضهم أثناء الصلاة، ولا يخفى ما في ذلك من تضييع للأجر والفائدة.
خامسا: ترك غسل الجمعة والتطيب والتسوك ولبس أحسن الثياب.
سادسا: ما يقوم به البعض من ارتكاب بعض المعاصي زعما منهم أنها قربة إلى الله، وأنها من كمال النظافة، وقد قال -صلى الله عليه وسلم-: "وأعفوا اللحى"، وقال: "وفروا اللحى"، و"أرخوا اللحى"، و"أوفوا اللحى"، هذه أوامر منه، ففي مخالفتها عصيان.
سابعا: ومن الناس من اعتاد على الصبغ بالسواد، مع أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قد أمر باجتناب الصبغ به فقال: "غيروا هذا بشيء، واجتنبوا السواد"، وقال أيضا: "إن أحسن ما غير به الشيب الحناء والكتم".
ثامنا: جلوس بعض الناس في مؤخرة المسجد قبل امتلاء الصفوف الأمامية، وبعضهم يجلس في الملحق الخارجي للمسجد، مع وجود أماكن كثيرة داخل المسجد.
تاسعا: إقامة الرجل والجلوس مكانه، فقد روى مسلم في صحيحه من حديث جابر -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "لا يُقيمنَّ أحدكم أخاه يوم الجمعة ثم ليخالف إلى مقعده فيعقد فيه، ولكن يقول: افسحوا".
عاشرا: رفع الصوت بالحديث أو القراءة فيشوش على المصلين أو التالين لكتاب الله تعالى.
الحادي عشر: الخروج من المسجد بعد الأذان لغير عذر.
الثاني عشر: الاشنغال عن الخطبة وعدم الإنصات إلى ما يقوله الخطيب.
الثالث عشر: صلاة ركعتين بين الخطبتين، والمشروع بين الخطبتين الدعاء والاستغفار إلى حين قيام الخطيب للخطبة الثانية.
الرابع عشر: إهمال الأولاد في جنبات الجامع أو الأدوار العلوية وكثرة عبثهم وحركاتهم دون تحذير أو تعليم من الآباء لهم بأهمية صلاة الجمعة وآدابها ووجوب سماع الخطبة، وكم تأذى وشكى الناس حال هؤلاء! وفيهم -وللأسف!- شباب مدركون يفهمون ويعقلون؛ لكنهم مهملون لا يبالون ولا يستحيون.
الخامس عشر: كثرة الحركة أثناء الصلاة، وسرعة الخروج من المسجد بعد تسليم الإمام والتدافع على الأبواب دون الاتيان بالأذكار المشروعة بعد الصلاة.
ألا فاتقوا الله عباد الله، واشكروا نعمته عليكم بما خصكم بع من فضائل هذا اليوم من بين سائر الأمم، وقوموا لله بما أوجب عليكم فيه وفي غيره من سائر الأيام تسعدوا في الدنيا، وتفوزوا برضوان ربكم في الأخرى.
اللهم أنت بديع السموات والأرض، يا ذا الجلال والإكرام، يا حي يا قيوم نسألك أن تنفعنا بما علمتنا، وأن تعلمنا ما ينفعنا، وارزقنا علما نافعا خالصا لوجهك الكريم.
اللهم إنا نسألك الفقه في الدين، والبصيرة والمعرفة في أحكامه وحكمه.
=====================
فمن تلك الأخطاء:
أولا: ما يقول به البعض من البيع والشراء والسفر بعد الزوال من يوم الجمعة، أفلا يعلم هؤلاء أن البيع والشراء والسفر بعد الأذان لصلاة الجمعة محرم؟ فقد قال تعالى: (َيا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ) [الجمعة:9]، فيلتحق السفر بالبيع، إذ تجمعهما علة المنع من حضور الصلاة، أو الانشغال عنها، فلا يجوز السفر بعد النداء للجمعة، كما لا يجوز البيع والشراء.
وأشد من ذلك ما يقول به بعض الناس من تخصيص هذا اليوم لنزهته، فيأخذ أولاده وأهله إلى منتزه ويترك صلاة الجمعة، أو يسهر ليلة الجمعة في لهو وغفلة واستماع وطرب ورؤية خنا فتفوته صلاة فجر يوم الجمعة، فيكون بفعله هذا قد بدأ يوم الجمعة بكبيرة من الكبائر، وربما فاتته الجمعة ذاتها.
ثانيا: ترك بعض الناس لصلاة الجمعة أو التهاون بها، فقد روى مسلم في صحيحه أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "لَينتهنَّ أقوامٌ عن وَدْعِهِم الجمعات، أو ليختمنَّ الله على قلوبهم ثم لَيَكُونُنَّ من الغافلين".
وأخرج الترمذي في جامعه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "من ترك الجمعة ثلاث مرات تهاونا بها طبع الله على قلبه".
ثالثا: عدم استحضار بعض الناس للنية في إتيان الجمعة، فتراه يذهب إلى المسجد على سبيل العادة لا العبادة، مع أن النية شرط لصحة الجمعة وغيرها من العبادات؛ لقوله -صلى الله عليه وسلم-: "إنما الأعمال بالنيات".
رابعا: التهاون في حضور خطبة الجمعة، فيأتي بعضهم أثناء الخطبة؛ بل يأتي بعضهم أثناء الصلاة، ولا يخفى ما في ذلك من تضييع للأجر والفائدة.
خامسا: ترك غسل الجمعة والتطيب والتسوك ولبس أحسن الثياب.
سادسا: ما يقوم به البعض من ارتكاب بعض المعاصي زعما منهم أنها قربة إلى الله، وأنها من كمال النظافة، وقد قال -صلى الله عليه وسلم-: "وأعفوا اللحى"، وقال: "وفروا اللحى"، و"أرخوا اللحى"، و"أوفوا اللحى"، هذه أوامر منه، ففي مخالفتها عصيان.
سابعا: ومن الناس من اعتاد على الصبغ بالسواد، مع أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قد أمر باجتناب الصبغ به فقال: "غيروا هذا بشيء، واجتنبوا السواد"، وقال أيضا: "إن أحسن ما غير به الشيب الحناء والكتم".
ثامنا: جلوس بعض الناس في مؤخرة المسجد قبل امتلاء الصفوف الأمامية، وبعضهم يجلس في الملحق الخارجي للمسجد، مع وجود أماكن كثيرة داخل المسجد.
تاسعا: إقامة الرجل والجلوس مكانه، فقد روى مسلم في صحيحه من حديث جابر -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "لا يُقيمنَّ أحدكم أخاه يوم الجمعة ثم ليخالف إلى مقعده فيعقد فيه، ولكن يقول: افسحوا".
عاشرا: رفع الصوت بالحديث أو القراءة فيشوش على المصلين أو التالين لكتاب الله تعالى.
الحادي عشر: الخروج من المسجد بعد الأذان لغير عذر.
الثاني عشر: الاشنغال عن الخطبة وعدم الإنصات إلى ما يقوله الخطيب.
الثالث عشر: صلاة ركعتين بين الخطبتين، والمشروع بين الخطبتين الدعاء والاستغفار إلى حين قيام الخطيب للخطبة الثانية.
الرابع عشر: إهمال الأولاد في جنبات الجامع أو الأدوار العلوية وكثرة عبثهم وحركاتهم دون تحذير أو تعليم من الآباء لهم بأهمية صلاة الجمعة وآدابها ووجوب سماع الخطبة، وكم تأذى وشكى الناس حال هؤلاء! وفيهم -وللأسف!- شباب مدركون يفهمون ويعقلون؛ لكنهم مهملون لا يبالون ولا يستحيون.
الخامس عشر: كثرة الحركة أثناء الصلاة، وسرعة الخروج من المسجد بعد تسليم الإمام والتدافع على الأبواب دون الاتيان بالأذكار المشروعة بعد الصلاة.
ألا فاتقوا الله عباد الله، واشكروا نعمته عليكم بما خصكم بع من فضائل هذا اليوم من بين سائر الأمم، وقوموا لله بما أوجب عليكم فيه وفي غيره من سائر الأيام تسعدوا في الدنيا، وتفوزوا برضوان ربكم في الأخرى.
اللهم أنت بديع السموات والأرض، يا ذا الجلال والإكرام، يا حي يا قيوم نسألك أن تنفعنا بما علمتنا، وأن تعلمنا ما ينفعنا، وارزقنا علما نافعا خالصا لوجهك الكريم.
اللهم إنا نسألك الفقه في الدين، والبصيرة والمعرفة في أحكامه وحكمه.
=====================
عذاب العاقل بحبسه مع من لا يفهم، وعذاب المجرِّب برئاسته على من لم يجرب، وعذاب العالم بوضع علمه بين أيدي الجهال، وعذاب الرجل بتحكيمه بين النساء، وعذاب المرأة بمنعها من الكلام..
[ استقبال الأشهر الحرم ]
《شهر رجب شهر معظّم عند الله》
فهو من الأشهر الحُرُم التي قال الله تعالى فيها :
{إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ}
والأشهر الحُرُم هي :
[رجب ـ وذو القعدة ـ وذو الحجة ـ ومحرّم]
وسميت الأشهر الحُرُم بالحُرُم :
لعظم حرمتها ،، وحرمة الذنب فيها ،،
فالمعصية في هذه الأشهر أعظم من المعصية في غيرها ـ وإن كانت المعصية محرّمة في كل وقت ـ
كما أن الحسنات فيها مضاعفة .
وأنت داخل إلى الشهر الحرام ماذا تحتاج ؟؟
تحتاج أن تعلم
أن الله حكيم :
فالله تعالى لحكمة منه اختار هذه الأشهر الحُرُم وميّزها وجعل لها زيادة فضل .
إيمانك بأن الله (حكيم) يجعلك تبحث ماذا يجب أن يكون حالي في الأمر الذي اختاره الله ؟؟
ماذا يجب علي أن أفعل ؟؟
ولا تقل لماذا ميّزت ؟!
((فالعقول السليمة السوية تتعامل مع الأشياء النافعة بصورة الانتفاع وليس بصورة الاعتراض))
فأنت تسأل ماذا أفعل ؟
وكيف أنتفع ؟
تحتاج أن تفهم
مسألة مضاعفة الحسنات وتعظيم السيئات :
الحسنات تضاعف على حسب ما قام في قلبك ، فأنت تدخل الشهر الحرام وأنت معظّم للشهر ، فتجمع مع العمل الصالح تعظيمك للشهر .
{فلا تظلموا فيهن أنفسكم}
▫معناها :
لا تنتهكوا حرمة الشهر بالوقوع في الذنوب .
قال الطبري :
"الظلم : العمل بمعاصي الله ، والترك لطاعته"
فالظلم له شقان :
ـ لا تظلم نفسك بتفويت العمل الصالح في الزمن الفاضل .. فهذا زمن مختلف ،، هذا زمن معظّم عند الله
ـ لا تظلم نفسك بعمل المحرّمات في هذا الزمن الفاضل .
المطلوب منك :
[التزم حدود الله]
أي لا يقع منك تعدٍ لها وترك لتعظيمها .
فمن أسباب موت القلب ترك تعظيم الله ، ولو عظّمت الله ستلزم الحدود .
||~
[اهتم بالفرائض]
فليس المطلوب منك أن تأتي بأشياء جديدة وتعملها ،،
بل اهتم بما فرضه الله عليك وأهمها الصلاة ، فهي عمود الدين ، وهي فرض يتكرر عليك ..
فإتقانها مهمة تبذل جهدك فيها ،،
وتحتاج منك إلى مزيد عناية في هذا الشهر وفي غيره ..
فهجر الاعتناء بالصلاة أمر واضح !
وهجر إطالة السجود والانكسار والذل أمر واضح !
هجر العناية بالفاتحة وجمع القلب في (إياك نعبد وإياك نستعين) أمر واضح !
وهجر الاعتناء باستهداء الله في (اهدنا الصراط المستقيم) أمر واضح !
فأتقن في أداء الفريضة .
"اهتمامك بالفرائض يعني حضور قلبك .. ذلّك .. انكسارك .. إطالة السجود .. كل هذا مما ينفعك الله به"
ثم أتقن ما حولها من النوافل
لا تستهِن بالنوافل ؛ بل زِد إيمانك بالإكثار منها.
ومن النوافل المتعلقة بالصلاة:
التسبيح بعدها .. السنن الرواتب .. فحافظ عليها .
||~
[اجتنب المحارم]
اجتنب كلّ ما حرّمه الله .
الذنوب والمعاصي في الأشهر الحرام عظيمة ، فالمعصية في هذه الأشهر أعظم من المعصية في غيرها ،،
وعظمتها تأتي :
ـ من جهة الذنب نفسه
ـ ومن جهة عظمة الشهر
||~
والوقوع في الذنوب والمعاصي له صورتان:
ـ صورة يكون الوقوع في الذنب مرتّب له ومخطط له .
ـ وصورة يكون الوقوع في الذنب غير مرتّب له وإنما يقع كيفما اتفق ..
فأنت لما ترفع سماعة الهاتف تريد أن تتكلم في فلان وتغتابه ، فهذا ذنب قمت به وأنت مخطط له وتعلم ماذا ستقول ..
وهذا غير لما تتكلم وتنطلق في الكلام فتجد نفسك قد وقعت في الغيبة .
هذان النوعان من الذنوب لابد من اجتنابهما :
ـ أما نوع التخطيط فيحتاج منك إلى قوة (تقوى)
ولتعلم أن الذي يمنع التقوى (قسوة القلب)
ـ وأما الأخرى فتوسل إلى الله أن يمنعك الله منها ويحفظك من اقترافها ..
ثم استجب للمنبّه مباشرة ..
فقد يأتيك تذكير .. منبّه .. يذكّرك الله به.
فقد يرفع الآذان حال اقترافك للذنب فهذا تنبيه !
استجب له .. لا تهمله .. لا تتركه ..
فالله يحرّك قلبك .. يذكّرك ..
فإذا أهملت هذا التذكير ولم تلقِ له بالا ، فهذا نوع إصرار على الذنب !
||~
[أدّ الحقوق]
حقوق الزوج ،، حقوق الأبناء ،، حقوق الأرحام ،، حقوق المسلمين عموما ..
فلا تهمل هذه الحقوق .
والجامع لهذا كله :
[لكي لا تقع في الظلم في الأشهر الحُرُم أو في غيرها لابد أن تكون "مُعظِّما"]
" ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب "
اللهم اجعلنا من المتقين يارب آميــن
《شهر رجب شهر معظّم عند الله》
فهو من الأشهر الحُرُم التي قال الله تعالى فيها :
{إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ}
والأشهر الحُرُم هي :
[رجب ـ وذو القعدة ـ وذو الحجة ـ ومحرّم]
وسميت الأشهر الحُرُم بالحُرُم :
لعظم حرمتها ،، وحرمة الذنب فيها ،،
فالمعصية في هذه الأشهر أعظم من المعصية في غيرها ـ وإن كانت المعصية محرّمة في كل وقت ـ
كما أن الحسنات فيها مضاعفة .
وأنت داخل إلى الشهر الحرام ماذا تحتاج ؟؟
تحتاج أن تعلم
أن الله حكيم :
فالله تعالى لحكمة منه اختار هذه الأشهر الحُرُم وميّزها وجعل لها زيادة فضل .
إيمانك بأن الله (حكيم) يجعلك تبحث ماذا يجب أن يكون حالي في الأمر الذي اختاره الله ؟؟
ماذا يجب علي أن أفعل ؟؟
ولا تقل لماذا ميّزت ؟!
((فالعقول السليمة السوية تتعامل مع الأشياء النافعة بصورة الانتفاع وليس بصورة الاعتراض))
فأنت تسأل ماذا أفعل ؟
وكيف أنتفع ؟
تحتاج أن تفهم
مسألة مضاعفة الحسنات وتعظيم السيئات :
الحسنات تضاعف على حسب ما قام في قلبك ، فأنت تدخل الشهر الحرام وأنت معظّم للشهر ، فتجمع مع العمل الصالح تعظيمك للشهر .
{فلا تظلموا فيهن أنفسكم}
▫معناها :
لا تنتهكوا حرمة الشهر بالوقوع في الذنوب .
قال الطبري :
"الظلم : العمل بمعاصي الله ، والترك لطاعته"
فالظلم له شقان :
ـ لا تظلم نفسك بتفويت العمل الصالح في الزمن الفاضل .. فهذا زمن مختلف ،، هذا زمن معظّم عند الله
ـ لا تظلم نفسك بعمل المحرّمات في هذا الزمن الفاضل .
المطلوب منك :
[التزم حدود الله]
أي لا يقع منك تعدٍ لها وترك لتعظيمها .
فمن أسباب موت القلب ترك تعظيم الله ، ولو عظّمت الله ستلزم الحدود .
||~
[اهتم بالفرائض]
فليس المطلوب منك أن تأتي بأشياء جديدة وتعملها ،،
بل اهتم بما فرضه الله عليك وأهمها الصلاة ، فهي عمود الدين ، وهي فرض يتكرر عليك ..
فإتقانها مهمة تبذل جهدك فيها ،،
وتحتاج منك إلى مزيد عناية في هذا الشهر وفي غيره ..
فهجر الاعتناء بالصلاة أمر واضح !
وهجر إطالة السجود والانكسار والذل أمر واضح !
هجر العناية بالفاتحة وجمع القلب في (إياك نعبد وإياك نستعين) أمر واضح !
وهجر الاعتناء باستهداء الله في (اهدنا الصراط المستقيم) أمر واضح !
فأتقن في أداء الفريضة .
"اهتمامك بالفرائض يعني حضور قلبك .. ذلّك .. انكسارك .. إطالة السجود .. كل هذا مما ينفعك الله به"
ثم أتقن ما حولها من النوافل
لا تستهِن بالنوافل ؛ بل زِد إيمانك بالإكثار منها.
ومن النوافل المتعلقة بالصلاة:
التسبيح بعدها .. السنن الرواتب .. فحافظ عليها .
||~
[اجتنب المحارم]
اجتنب كلّ ما حرّمه الله .
الذنوب والمعاصي في الأشهر الحرام عظيمة ، فالمعصية في هذه الأشهر أعظم من المعصية في غيرها ،،
وعظمتها تأتي :
ـ من جهة الذنب نفسه
ـ ومن جهة عظمة الشهر
||~
والوقوع في الذنوب والمعاصي له صورتان:
ـ صورة يكون الوقوع في الذنب مرتّب له ومخطط له .
ـ وصورة يكون الوقوع في الذنب غير مرتّب له وإنما يقع كيفما اتفق ..
فأنت لما ترفع سماعة الهاتف تريد أن تتكلم في فلان وتغتابه ، فهذا ذنب قمت به وأنت مخطط له وتعلم ماذا ستقول ..
وهذا غير لما تتكلم وتنطلق في الكلام فتجد نفسك قد وقعت في الغيبة .
هذان النوعان من الذنوب لابد من اجتنابهما :
ـ أما نوع التخطيط فيحتاج منك إلى قوة (تقوى)
ولتعلم أن الذي يمنع التقوى (قسوة القلب)
ـ وأما الأخرى فتوسل إلى الله أن يمنعك الله منها ويحفظك من اقترافها ..
ثم استجب للمنبّه مباشرة ..
فقد يأتيك تذكير .. منبّه .. يذكّرك الله به.
فقد يرفع الآذان حال اقترافك للذنب فهذا تنبيه !
استجب له .. لا تهمله .. لا تتركه ..
فالله يحرّك قلبك .. يذكّرك ..
فإذا أهملت هذا التذكير ولم تلقِ له بالا ، فهذا نوع إصرار على الذنب !
||~
[أدّ الحقوق]
حقوق الزوج ،، حقوق الأبناء ،، حقوق الأرحام ،، حقوق المسلمين عموما ..
فلا تهمل هذه الحقوق .
والجامع لهذا كله :
[لكي لا تقع في الظلم في الأشهر الحُرُم أو في غيرها لابد أن تكون "مُعظِّما"]
" ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب "
اللهم اجعلنا من المتقين يارب آميــن
⛅️ #إشــツـراقة_الصبـاح ⛅
❆ الثلاثاء ❆
٢٩/ جمـ➅ـادى الثاني/١٤٣٨هـ
28/ مـــــــ③ـــــارس/ 2017مـ
❂:::ــــــيــــــــــ✺ـــــــــــــــــ:::❂
﴿فإذا استويت أنت "ومن معك"على الفلك فقل الحمد لله﴾
من اجمل معاني الاخوة ان تحمل همَّ الرفاق، لا تنشغل بنفسك عنهم!
فهم سند في الدنيا رفاق في الاخرة.
صبــ⛅ــاح الاخوة.
❆ الثلاثاء ❆
٢٩/ جمـ➅ـادى الثاني/١٤٣٨هـ
28/ مـــــــ③ـــــارس/ 2017مـ
❂:::ــــــيــــــــــ✺ـــــــــــــــــ:::❂
﴿فإذا استويت أنت "ومن معك"على الفلك فقل الحمد لله﴾
من اجمل معاني الاخوة ان تحمل همَّ الرفاق، لا تنشغل بنفسك عنهم!
فهم سند في الدنيا رفاق في الاخرة.
صبــ⛅ــاح الاخوة.
إذا اشتهيت الصمت فتكلم، وإذا اشتهيت الكلام فاصمت، فإن شهوة الصمت وقار مفضوح، وشهوة الكلام خفة مزرية.
⛅️ #إشــツـراقة_الصبـاح ⛅
❃ الاربعاء ❃
٠١/ رجــ⑦ــــــب/١٤٣٨هـ
29/ مــــ③ــارس/ 2017مـ
❂:::ــــــــــــــــــ✺ـــــــــــــــــ:::❂
افرح أنك بقيت على قيد الحياة يومًا واحدًا، ففي هذا اليوم تزرع حسنات،وتؤدي صلوات، وتقدم صدقات، فاغتنم كل دقيقة فإنها لن تعود.
صبــ⛅ــاح اغتنام الاوقات..
❃ الاربعاء ❃
٠١/ رجــ⑦ــــــب/١٤٣٨هـ
29/ مــــ③ــارس/ 2017مـ
❂:::ــــــــــــــــــ✺ـــــــــــــــــ:::❂
افرح أنك بقيت على قيد الحياة يومًا واحدًا، ففي هذا اليوم تزرع حسنات،وتؤدي صلوات، وتقدم صدقات، فاغتنم كل دقيقة فإنها لن تعود.
صبــ⛅ــاح اغتنام الاوقات..
حيث يكون الماء تكون الخضرة، وحيث يكون الإيمان يكون العمل الصالح.
⛅️ #إشــツـراقة_الصبـاح ⛅
❁ الخميس ❁
٠٢/ رجــ⑦ــــــب/١٤٣٨هـ
30/ مــــ③ــارس/ 2017مـ
❂:::ــــــــــــــــــ✺ـــــــــــــــــ:::❂
﴿ يُؤتِكُمْ خيرا ممّا أُخِذَ منكمْ ﴾
عوض الله لايكون بقدر المفقود..
بل خيرا منه ولم يحدد الخيرية بقدر أو وصف أو حد، بل خيرا منه في كل شيء.
صبــ⛅ــاح.عوض.الله.cc
❁ الخميس ❁
٠٢/ رجــ⑦ــــــب/١٤٣٨هـ
30/ مــــ③ــارس/ 2017مـ
❂:::ــــــــــــــــــ✺ـــــــــــــــــ:::❂
﴿ يُؤتِكُمْ خيرا ممّا أُخِذَ منكمْ ﴾
عوض الله لايكون بقدر المفقود..
بل خيرا منه ولم يحدد الخيرية بقدر أو وصف أو حد، بل خيرا منه في كل شيء.
صبــ⛅ــاح.عوض.الله.cc
إذا أصابك بسوء فملأ نفسك صبراً، وقلبك رضاً، وأطلق لسانك حمداً، وغمر روحك إشراقاً وطمأنينة، فقد أعانك.