■ الزلازل عِبرٌ وعِظات، وتعاونٌ وأخلاق
الحمد لله على نِعَمه التي لا تُعد ولا تُحصى، خلقنا من العَدَم، ورزقنا من النِّعم، ودفع عنا النِّقم، الحمد لله نِعَمه الظاهرة والباطنة، والسابقة واللاحقة، والدينية والدنيوية، ما نعلم منها وما نجهل، اللهم لك الحمد حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه، نعبدك وحده لا شريك لك، نركع ونسجد لك ذلا وخضوعا، ونصلي لك شكرا وتعظيما، وندعوك خوفا وطمعا، نخاف عذابك، ونرجو رحمتك، لا ملجا لنا منك إلا إليك، ولا حول لنا ولا قوة إلا بك.
وأشهد أنْ لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت، وهو حيٌ لا يموت، بيده الخير، وهو على كل شيء قدير، فعَّالٌ لما يريد، أحاط بكل شيء علما، وأحصى كل شيء عددا، الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا.
وأشهد أنَّ محمدا عبدُه ورسولُه، أرسله الله رحمة للعالمين، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن اتبعهم بإحسان إلى يوم الدين. أما بعد:
فيقول ربنا سبحانه وتعالى: {قُلْ مَنْ يُنَجِّيكُمْ مِنْ ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ تَدْعُونَهُ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً لَئِنْ أَنْجَانَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ * قُلِ اللَّهُ يُنَجِّيكُمْ مِنْهَا وَمِنْ كُلِّ كَرْبٍ ثُمَّ أَنْتُمْ تُشْرِكُونَ * قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ * وَكَذَّبَ بِهِ قَوْمُكَ وَهُوَ الْحَقُّ قُلْ لَسْتُ عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ * لِكُلِّ نَبَإٍ مُسْتَقَرٌّ وَسَوْفَ تَعْلَمُونَ} [الأنعام: 63 - 67].
أيها الإنسان، ما دُمت في هذه الدار لا تسلَم من الأكدار.
طُبِعَت على كَدَرٍ وأنت تريدُها ... صَفْوًا من الأقْذاءِ والأكدارِ
أيها المسلمون، الله سبحانه خلقنا لعبادته، وسخر لنا النعم الظاهرة والباطنة التي لا تعد ولا تحصى لنشكره، قال الله سبحانه: {كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا} [المؤمنون: 51]، وقال تبارك وتعالى: {وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [الأنفال: 26].
فمَنْ أكل من رِزق الله واستعمل نعمه في معصيته فقد استحق عذابَه، قال الله العزيز القهار: {مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا} [النساء: 147].
ومَنْ آمَن وعمِل الأعمالَ الصالحة فقد وعده الله بالحياة الطيبة في الدنيا، والفوز بالجنة في الآخرة، قال الله عز وجل: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } [النحل: 97].
وقال الله تبارك وتعالى: {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ * أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتًا وَهُمْ نَائِمُونَ * أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ * أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ * أَوَلَمْ يَهْدِ لِلَّذِينَ يَرِثُونَ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِ أَهْلِهَا أَنْ لَوْ نَشَاءُ أَصَبْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَنَطْبَعُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ} [الأعراف: 96 - 100].
أيها المسلمون، من حكمة الله سبحانه أن الناس إذا لم يشكروا الله سبحانه على نِعَمِه، ونسُوا ذِكرَه، وأعرضوا عن عبادته، فإنه يبتليهم بالشدائد والأمراض والزلازل والفيضانات لعلهم يرجعون عن الكفر إلى الإيمان، وعن المعصية إلى الطاعة، فمِن الناس من يعتبر ويتعظ ويتوب إلى الله سبحانه، ومن الناس من يستمر في غفلته، ولا يفيقُ من سكرتِه بالدنيا إلا عند موتِه، وهذا حال أكثر الناس إلا من رحم الله.
قال الله تعالى: {وَمَا نُرْسِلُ بِالْآَيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا} [الإسراء: 59].
وقال سبحانه: {وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا طُغْيَانًا كَبِيرًا} [الإسراء: 60].
نُهالُ للأَمرِ الذي يَروْعُنا ... ونَرتَعي في غَفلةٍ إذا انقضى
قال الله تعالى: {وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ * حَتَّى إِذَا فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَابًا ذَا عَذَابٍ شَدِيدٍ إِذَا هُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ} [المؤمنون: 76، 77].
الحمد لله على نِعَمه التي لا تُعد ولا تُحصى، خلقنا من العَدَم، ورزقنا من النِّعم، ودفع عنا النِّقم، الحمد لله نِعَمه الظاهرة والباطنة، والسابقة واللاحقة، والدينية والدنيوية، ما نعلم منها وما نجهل، اللهم لك الحمد حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه، نعبدك وحده لا شريك لك، نركع ونسجد لك ذلا وخضوعا، ونصلي لك شكرا وتعظيما، وندعوك خوفا وطمعا، نخاف عذابك، ونرجو رحمتك، لا ملجا لنا منك إلا إليك، ولا حول لنا ولا قوة إلا بك.
وأشهد أنْ لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت، وهو حيٌ لا يموت، بيده الخير، وهو على كل شيء قدير، فعَّالٌ لما يريد، أحاط بكل شيء علما، وأحصى كل شيء عددا، الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا.
وأشهد أنَّ محمدا عبدُه ورسولُه، أرسله الله رحمة للعالمين، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن اتبعهم بإحسان إلى يوم الدين. أما بعد:
فيقول ربنا سبحانه وتعالى: {قُلْ مَنْ يُنَجِّيكُمْ مِنْ ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ تَدْعُونَهُ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً لَئِنْ أَنْجَانَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ * قُلِ اللَّهُ يُنَجِّيكُمْ مِنْهَا وَمِنْ كُلِّ كَرْبٍ ثُمَّ أَنْتُمْ تُشْرِكُونَ * قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ * وَكَذَّبَ بِهِ قَوْمُكَ وَهُوَ الْحَقُّ قُلْ لَسْتُ عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ * لِكُلِّ نَبَإٍ مُسْتَقَرٌّ وَسَوْفَ تَعْلَمُونَ} [الأنعام: 63 - 67].
أيها الإنسان، ما دُمت في هذه الدار لا تسلَم من الأكدار.
طُبِعَت على كَدَرٍ وأنت تريدُها ... صَفْوًا من الأقْذاءِ والأكدارِ
أيها المسلمون، الله سبحانه خلقنا لعبادته، وسخر لنا النعم الظاهرة والباطنة التي لا تعد ولا تحصى لنشكره، قال الله سبحانه: {كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا} [المؤمنون: 51]، وقال تبارك وتعالى: {وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [الأنفال: 26].
فمَنْ أكل من رِزق الله واستعمل نعمه في معصيته فقد استحق عذابَه، قال الله العزيز القهار: {مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا} [النساء: 147].
ومَنْ آمَن وعمِل الأعمالَ الصالحة فقد وعده الله بالحياة الطيبة في الدنيا، والفوز بالجنة في الآخرة، قال الله عز وجل: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } [النحل: 97].
وقال الله تبارك وتعالى: {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ * أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتًا وَهُمْ نَائِمُونَ * أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ * أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ * أَوَلَمْ يَهْدِ لِلَّذِينَ يَرِثُونَ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِ أَهْلِهَا أَنْ لَوْ نَشَاءُ أَصَبْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَنَطْبَعُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ} [الأعراف: 96 - 100].
أيها المسلمون، من حكمة الله سبحانه أن الناس إذا لم يشكروا الله سبحانه على نِعَمِه، ونسُوا ذِكرَه، وأعرضوا عن عبادته، فإنه يبتليهم بالشدائد والأمراض والزلازل والفيضانات لعلهم يرجعون عن الكفر إلى الإيمان، وعن المعصية إلى الطاعة، فمِن الناس من يعتبر ويتعظ ويتوب إلى الله سبحانه، ومن الناس من يستمر في غفلته، ولا يفيقُ من سكرتِه بالدنيا إلا عند موتِه، وهذا حال أكثر الناس إلا من رحم الله.
قال الله تعالى: {وَمَا نُرْسِلُ بِالْآَيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا} [الإسراء: 59].
وقال سبحانه: {وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا طُغْيَانًا كَبِيرًا} [الإسراء: 60].
نُهالُ للأَمرِ الذي يَروْعُنا ... ونَرتَعي في غَفلةٍ إذا انقضى
قال الله تعالى: {وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ * حَتَّى إِذَا فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَابًا ذَا عَذَابٍ شَدِيدٍ إِذَا هُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ} [المؤمنون: 76، 77].
وقال سبحانه: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ * فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ * فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَخَذَ اللَّهُ سَمْعَكُمْ وَأَبْصَارَكُمْ وَخَتَمَ عَلَى قُلُوبِكُمْ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِهِ انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ ثُمَّ هُمْ يَصْدِفُونَ * قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ بَغْتَةً أَوْ جَهْرَةً هَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الظَّالِمُونَ} [الأنعام: 42 - 47].
وقال الله عز وجل: {وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} [السجدة: 21].
والناظر في كتب التاريخ يجد أن الله سبحانه يعذب الناس بأنواع من العذاب الدنيوي لعلهم يتوبون إليه، فمنهم من يتوب، وأكثرهم لا يعقلون، {صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ} [البقرة: 18].
اقرءوا التاريخَ إذْ فيه العِبَر ... ضلَّ قومٌ ليس يَدرون الخبَر
ففي الزمن القريب حصلت زلازلُ وفيضاناتٌ وإعصاراتٌ وأمراضٌ متفشيةٌ وجدْبٌ وغلاءٌ وخوفٌ وجوعٌ، وكل ذلك بسبب ذنوب العباد، قال الله تعالى: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ} [الشورى: 30].
وإن كثرة الزلازل من علامات اقتراب يوم القيامة، كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم، وكم تخلف هذه الزلازل من قتلى ومصابين ومشردين وخسائر مادية كثيرة، ومن الزلازل المشهورة في الزمن القريب:
زلزالٌ في الصين سنة 1920 قتل نحو 200,000 شخص.
زلزالٌ في اليابان سنة 1923 قتل نحو 143,000 شخص.
زلزالٌ في الصين سنة 1927 م قتل نحو 200,000 شخص.
زلزالُ بنجلاديش سنة 1970 م الذي قَتَل نحو 500,000 شخص.
زلزالٌ في الصين سنة 1976 م قتل نحو 255,000 شخص.
زلزالُ المحيط الهندي سنة 2004م الذي سبب إعصار تسونامي، وخلَّف أكثر من 000, 150 قتيل، بالإضافة إلى عشرات الآلاف من المفقودين، وأكثر من مليون مشرد.
زلزال وتسونامي اليابان سنة 2011م الذي خلَّف نحو 000, 18 قتيل.
ومن الزلازل القريبة الوقوع فيما حولنا من بلاد المسلمين:
زلزال ذمار في اليمن سنة 1403 هـجرية الموافق 1982 ميلادية.
زلزال في شمال غرب إيران سنة 1414 هـ.
زلزال في مدينة القاهرة بمصر سنة 1413 هـ.
زلزال خليج العقبة في الأردن وفلسطين سنة 1416 هـ.
زلزال في شمال غرب تركيا سنة 1420 هـ.
زلزال في شمال المغرب سنة 1425 هـ.
زلزال في شمال باكستان وكشمير سنة 1426 هـ، وفي نفس العام زلزال في شرق أندونيسيا.
زلزال في شرق العاصمة الجزائرية سنة 1427 هـ، وفي نفس العام زلزال قوي في جزيرة جاوا الأندونيسية، وزلزال آخر في شمال أندونيسيا.
زلزال في باكستان سنة 1429 هـ، وفي نفس العام زلزال قوي في شمال أندونيسيا.
زلزال في إيران سنة 1430 هـ.
وقبل 12 سنة وقع زلزال قوي في شرق تركيا سنة 1432 هـ.
وفي هذا الأسبوع في شهر رجب سنة 1444 هجرية وقع زلزال قوي جدا في جنوب شرق تركيا وفي شمال سوريا، خلف كثير من القتلى والجرحى والمشردين، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
أيها المسلمون، عذاب الله إن وقع عاما في الدنيا فإنه يشمل الصالح والفاسد، لكنه يكون عقوبةٌ للمجرمين، وتطهيرٌ للصالحين، ورفعُ درجات للمؤمنين، ويكون عظةٌ وعبرةٌ للمعتبرين.
قال الله سبحانه: {وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} [الأنفال: 25].
فالله يأمرنا أن نعلم أنه شديد العقاب، فهو يغضب على من كفر وعصاه، ولم يشكره على نعمه، والله لا يحابي أحدا، قال الله سبحانه: {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ * كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ} [المائدة: 78، 79]، وقال عز وجل: {لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلَا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا } [النساء: 123].
وقال الله عز وجل: {وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} [السجدة: 21].
والناظر في كتب التاريخ يجد أن الله سبحانه يعذب الناس بأنواع من العذاب الدنيوي لعلهم يتوبون إليه، فمنهم من يتوب، وأكثرهم لا يعقلون، {صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ} [البقرة: 18].
اقرءوا التاريخَ إذْ فيه العِبَر ... ضلَّ قومٌ ليس يَدرون الخبَر
ففي الزمن القريب حصلت زلازلُ وفيضاناتٌ وإعصاراتٌ وأمراضٌ متفشيةٌ وجدْبٌ وغلاءٌ وخوفٌ وجوعٌ، وكل ذلك بسبب ذنوب العباد، قال الله تعالى: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ} [الشورى: 30].
وإن كثرة الزلازل من علامات اقتراب يوم القيامة، كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم، وكم تخلف هذه الزلازل من قتلى ومصابين ومشردين وخسائر مادية كثيرة، ومن الزلازل المشهورة في الزمن القريب:
زلزالٌ في الصين سنة 1920 قتل نحو 200,000 شخص.
زلزالٌ في اليابان سنة 1923 قتل نحو 143,000 شخص.
زلزالٌ في الصين سنة 1927 م قتل نحو 200,000 شخص.
زلزالُ بنجلاديش سنة 1970 م الذي قَتَل نحو 500,000 شخص.
زلزالٌ في الصين سنة 1976 م قتل نحو 255,000 شخص.
زلزالُ المحيط الهندي سنة 2004م الذي سبب إعصار تسونامي، وخلَّف أكثر من 000, 150 قتيل، بالإضافة إلى عشرات الآلاف من المفقودين، وأكثر من مليون مشرد.
زلزال وتسونامي اليابان سنة 2011م الذي خلَّف نحو 000, 18 قتيل.
ومن الزلازل القريبة الوقوع فيما حولنا من بلاد المسلمين:
زلزال ذمار في اليمن سنة 1403 هـجرية الموافق 1982 ميلادية.
زلزال في شمال غرب إيران سنة 1414 هـ.
زلزال في مدينة القاهرة بمصر سنة 1413 هـ.
زلزال خليج العقبة في الأردن وفلسطين سنة 1416 هـ.
زلزال في شمال غرب تركيا سنة 1420 هـ.
زلزال في شمال المغرب سنة 1425 هـ.
زلزال في شمال باكستان وكشمير سنة 1426 هـ، وفي نفس العام زلزال في شرق أندونيسيا.
زلزال في شرق العاصمة الجزائرية سنة 1427 هـ، وفي نفس العام زلزال قوي في جزيرة جاوا الأندونيسية، وزلزال آخر في شمال أندونيسيا.
زلزال في باكستان سنة 1429 هـ، وفي نفس العام زلزال قوي في شمال أندونيسيا.
زلزال في إيران سنة 1430 هـ.
وقبل 12 سنة وقع زلزال قوي في شرق تركيا سنة 1432 هـ.
وفي هذا الأسبوع في شهر رجب سنة 1444 هجرية وقع زلزال قوي جدا في جنوب شرق تركيا وفي شمال سوريا، خلف كثير من القتلى والجرحى والمشردين، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
أيها المسلمون، عذاب الله إن وقع عاما في الدنيا فإنه يشمل الصالح والفاسد، لكنه يكون عقوبةٌ للمجرمين، وتطهيرٌ للصالحين، ورفعُ درجات للمؤمنين، ويكون عظةٌ وعبرةٌ للمعتبرين.
قال الله سبحانه: {وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} [الأنفال: 25].
فالله يأمرنا أن نعلم أنه شديد العقاب، فهو يغضب على من كفر وعصاه، ولم يشكره على نعمه، والله لا يحابي أحدا، قال الله سبحانه: {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ * كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ} [المائدة: 78، 79]، وقال عز وجل: {لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلَا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا } [النساء: 123].
فهذه الزلازل ونحوها عقوبات من الله، قال الله تبارك وتعالى: {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} [الروم: 41].
ومن يموت بالزلازل والفيضانات من المسلمين فإنه من الشهداء، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (المطعون شهيد، والمبطون شهيد، والغريق شهيد، وصاحب الهدم شهيد، وصاحب الحرق شهيد، والمرأة تموت في نفاسها شهيدة)، وهذه الدنيا دار بلاء وابتلاء، {وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ لِلْأَبْرَارِ} [آل عمران: 198]، {وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى} [الأعلى: 17]، فالدنيا لا تساوي عند الله جناح بعوضة، وقد يبتلي الله الصالحين فيها بما يشاء في الدنيا، ويجعل ذلك كفارة لهم، قال النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ما يصيب المسلم، من نصب ولا وصب، ولا هم ولا حزن، ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه)، وعِظَمُ الجزاءِ مع عِظَمِ البلاء، وإن الله إذا أحب قوما ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا، ومن سخِط فله السَّخَط، فالمؤمن يرضى بالله ربا، ويرضى بحكمه الشرعي وحكمه القدري، فهو راض عن الله فيما شرعه، وفيما قدره، ويموت وهو راض عن الله فيما ابتلاه به، فيرفع الله درجاته، ويغفر له ذنوبه، ولا يصل إلى منزلة الرضا عن الله في كل ما شرَعَه، وفي كل ما قدَّره، إلا من كان يخشى الله ويتقيه، ويطمئن بذكره، كما قال الله تعالى: {رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ} [البينة: 8]، وتبشر الملائكة هؤلاء المتقين بالجنة عند موتهم وتقول لهم: {يَاأَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً * فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي} [الفجر: 27 - 30]، فهم الفائزون وإن أصابهم ما أصابهم من بلاء الدنيا، {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ} [آل عمران: 185].
أيها المسلمون، يجب على المسلم أن يعلم أن الله فعال لما يريد، وأنه أحكم الحاكمين، فما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن، وكل شيء عنده بمقدار، {وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا} [الفرقان: 2]، ومَنْ أصابته مصيبة فهي بإذن الله وتقديره، وقد كتب الله ذلك عليه قبل أن يخلقه، قال الله تعالى: {مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ * لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ} [الحديد: 22، 23]، {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ} [البقرة: 155 - 157].
والقدَرُ سرُّ اللهِ في خلقه، فلا يجوز الخوضُ فيه بالرأي، فالقَدَر كالشمس، من أكثر النظر فيها ضعف بصرُه، {وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا} [الإسراء: 85]، فيجب أن نؤمن بالقدر خيره وشره، فالله خالق كل شيء، قال الله تعالى: {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ} [القمر: 49]، وقال سبحانه: {إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ} [هود: 107].
دعِ الاعتراضَ فما الأمرُ لك ... ولا الحكمُ في حركاتِ الفَلَك
ولا تسألِ اللهَ عن فعلِه ... فمَنْ خاضَ لُجَّةَ بحرٍ هَلَك
إليه تَصيرُ أمورُ العِباد ... دعِ الاعتراضَ فما أجهلَك
● الخطبة الثانية:
الحمد للهِ وليِّ الصالحين في الآخرة والأولى، وسِع كلَّ شيء رحمة وعلما، لا يُسأل عما يفعل وهم يُسألون، والله يعلم وأنتم لا تعلمون، يهدي من يشاء بفضله، ويضل من يشاء بعدله. أما بعد:
ففي الزلازل عبرة وعظة للمعتبرين، ويكفي أنها تبين للناس قوة الله وقدرته، وتذكر الناس بالزلزلة الكبرى يوم القيامة، {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ * يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ} [الحج: 1، 2].
ومن يموت بالزلازل والفيضانات من المسلمين فإنه من الشهداء، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (المطعون شهيد، والمبطون شهيد، والغريق شهيد، وصاحب الهدم شهيد، وصاحب الحرق شهيد، والمرأة تموت في نفاسها شهيدة)، وهذه الدنيا دار بلاء وابتلاء، {وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ لِلْأَبْرَارِ} [آل عمران: 198]، {وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى} [الأعلى: 17]، فالدنيا لا تساوي عند الله جناح بعوضة، وقد يبتلي الله الصالحين فيها بما يشاء في الدنيا، ويجعل ذلك كفارة لهم، قال النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ما يصيب المسلم، من نصب ولا وصب، ولا هم ولا حزن، ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه)، وعِظَمُ الجزاءِ مع عِظَمِ البلاء، وإن الله إذا أحب قوما ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا، ومن سخِط فله السَّخَط، فالمؤمن يرضى بالله ربا، ويرضى بحكمه الشرعي وحكمه القدري، فهو راض عن الله فيما شرعه، وفيما قدره، ويموت وهو راض عن الله فيما ابتلاه به، فيرفع الله درجاته، ويغفر له ذنوبه، ولا يصل إلى منزلة الرضا عن الله في كل ما شرَعَه، وفي كل ما قدَّره، إلا من كان يخشى الله ويتقيه، ويطمئن بذكره، كما قال الله تعالى: {رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ} [البينة: 8]، وتبشر الملائكة هؤلاء المتقين بالجنة عند موتهم وتقول لهم: {يَاأَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً * فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي} [الفجر: 27 - 30]، فهم الفائزون وإن أصابهم ما أصابهم من بلاء الدنيا، {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ} [آل عمران: 185].
أيها المسلمون، يجب على المسلم أن يعلم أن الله فعال لما يريد، وأنه أحكم الحاكمين، فما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن، وكل شيء عنده بمقدار، {وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا} [الفرقان: 2]، ومَنْ أصابته مصيبة فهي بإذن الله وتقديره، وقد كتب الله ذلك عليه قبل أن يخلقه، قال الله تعالى: {مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ * لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ} [الحديد: 22، 23]، {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ} [البقرة: 155 - 157].
والقدَرُ سرُّ اللهِ في خلقه، فلا يجوز الخوضُ فيه بالرأي، فالقَدَر كالشمس، من أكثر النظر فيها ضعف بصرُه، {وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا} [الإسراء: 85]، فيجب أن نؤمن بالقدر خيره وشره، فالله خالق كل شيء، قال الله تعالى: {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ} [القمر: 49]، وقال سبحانه: {إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ} [هود: 107].
دعِ الاعتراضَ فما الأمرُ لك ... ولا الحكمُ في حركاتِ الفَلَك
ولا تسألِ اللهَ عن فعلِه ... فمَنْ خاضَ لُجَّةَ بحرٍ هَلَك
إليه تَصيرُ أمورُ العِباد ... دعِ الاعتراضَ فما أجهلَك
● الخطبة الثانية:
الحمد للهِ وليِّ الصالحين في الآخرة والأولى، وسِع كلَّ شيء رحمة وعلما، لا يُسأل عما يفعل وهم يُسألون، والله يعلم وأنتم لا تعلمون، يهدي من يشاء بفضله، ويضل من يشاء بعدله. أما بعد:
ففي الزلازل عبرة وعظة للمعتبرين، ويكفي أنها تبين للناس قوة الله وقدرته، وتذكر الناس بالزلزلة الكبرى يوم القيامة، {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ * يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ} [الحج: 1، 2].
{يَوْمَ تَرْجُفُ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ وَكَانَتِ الْجِبَالُ كَثِيبًا مَهِيلًا} [المزمل: 14]
{يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ * تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ} [النازعات: 6، 7]
{إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا * وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا * وَقَالَ الْإِنْسَانُ مَا لَهَا * يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا * بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا} [الزلزلة: 1 - 5].
{كَلَّا إِذَا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا} [الفجر: 21].
{فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ وَاحِدَةٌ * وَحُمِلَتِ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً * فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ} [الحاقة: 13 - 15].
أيها المسلمون، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ، وَتَرَاحُمِهِمْ، وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ، إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى))، فيجب على المسلم أن يسارع في مساعدة إخوانه المنكوبين، ويسارع في إغاثتهم بما يستطيع ببدنه وماله، ونص أهل العلم على أنه يجوز تعجيل الزكاة للمتضررين من المسلمين أينما كانوا، ومن لم يستطع أن يعينهم ببدنه أو ماله فليحرص على الدعاء لهم، ويحث غيره من المستطيعين على نفعهم، فخير الناس أنفعهم للناس، والمؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، ومن نفَّس عن مؤمنٍ كربةً من كُرَب الدنيا نفَّس اللهُ عنه كُربةً من كُرَب يوم القيامة.
وقد أمر الله عباده بالتعاون على فعل الخير وتحقيق المصالح الدينية والدنيوية، ودفع الشرور والمفاسد الدينية والدنيوية، قال الله تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} [المائدة: 2].
وأمر الله عباده بفعل الخير، والإحسان إلى جميع الناس، وكل معروف صدقة، ولو على حيوان، فما بالك بإنسان؟! وإن من أعظم المعروف عند النوازل إغاثة المنكوبين، وتخفيف مصابهم، والصدقة عليهم، وعدم استغلال حاجتهم، ومن الخير مساعدة المنكوبين والمتضررين خير ولو كانوا فسقة أو كفرة، فكم من فاسق أو كافر يرجع إلى ربه بعد مصيبته، وحسن الأخلاق من أساليب الدعوة إلى دين الله، فإذا علم الفاسق أو الكافر أن المسلمين الصالحين يحرصون على إغاثته وتفريج كربته، وأنهم يحسنون إليه لإصلاح دنياه، فإنه يقبل منهم إصلاح دينه، ومن مات منهم {فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ} [المؤمنون: 117].
أيها المسلمون، لا يجوز أن نظن الزلازل كوارث طبيعية كما يقول الجاهلون، بل هي بأمر الله سبحانه وقدرته وحكمته، فهو الذي يقدر المقادير، ويسبب الأسباب، وهو على كل شيء قدير، فالمسلم يعتبر ويتعظ، ويعلم أن الله قادر عليه في نومه ويقظته، وفي ليله ونهاره، والكافر والفاجر لا يتعظ بهذه الآيات، ويظنها أمور طبيعية، ولا يعلم أنها عقوبات إلهية على بعض ذنوب الناس، وأنها تحذير من الله لعباده ليخافوا عقوبته، وتنبيه لهم ليتوبوا إليه، ولو يؤاخذ الله الناس في الدنيا بجميع ذنوبهم لأهلك الأرض ومن عليها، كما قال الله العزيز القهار: {وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِعِبَادِهِ بَصِيرًا} [فاطر: 45].
وقال الله تعالى: {وَلَا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُمْ بِمَا صَنَعُوا قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيبًا مِنْ دَارِهِمْ حَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ} [الرعد: 31].
وقال سبحانه: {أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ يَخْسِفَ اللَّهُ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ * أَوْ يَأْخُذَهُمْ فِي تَقَلُّبِهِمْ فَمَا هُمْ بِمُعْجِزِينَ * أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلَى تَخَوُّفٍ فَإِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ} [النحل: 45 - 47].
وقال عز وجل: {أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ * أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ * وَلَقَدْ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ} [الملك: 16 - 18].
أيها المسلمون، نحن ضعفاء، ولا حول لنا ولا قوة إلا بالله الذي خلقنا، فمن يعطينا الهواء الذي نتنفسه؟ ومن يُنزِل علينا الماء الذي نشربه؟ {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ} [الملك: 30]، ولو شاء الله أمات الواحد منا بشرغة من الماء الذي يشربه، أو بسكتة قلبية أو بجلطة دماغية، ولو شاء الله حين ينام الواحد منا لا يبعثه من نومه، فالنوم أخو الموت، فإذا أبقاك الله
{يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ * تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ} [النازعات: 6، 7]
{إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا * وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا * وَقَالَ الْإِنْسَانُ مَا لَهَا * يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا * بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا} [الزلزلة: 1 - 5].
{كَلَّا إِذَا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا} [الفجر: 21].
{فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ وَاحِدَةٌ * وَحُمِلَتِ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً * فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ} [الحاقة: 13 - 15].
أيها المسلمون، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ، وَتَرَاحُمِهِمْ، وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ، إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى))، فيجب على المسلم أن يسارع في مساعدة إخوانه المنكوبين، ويسارع في إغاثتهم بما يستطيع ببدنه وماله، ونص أهل العلم على أنه يجوز تعجيل الزكاة للمتضررين من المسلمين أينما كانوا، ومن لم يستطع أن يعينهم ببدنه أو ماله فليحرص على الدعاء لهم، ويحث غيره من المستطيعين على نفعهم، فخير الناس أنفعهم للناس، والمؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، ومن نفَّس عن مؤمنٍ كربةً من كُرَب الدنيا نفَّس اللهُ عنه كُربةً من كُرَب يوم القيامة.
وقد أمر الله عباده بالتعاون على فعل الخير وتحقيق المصالح الدينية والدنيوية، ودفع الشرور والمفاسد الدينية والدنيوية، قال الله تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} [المائدة: 2].
وأمر الله عباده بفعل الخير، والإحسان إلى جميع الناس، وكل معروف صدقة، ولو على حيوان، فما بالك بإنسان؟! وإن من أعظم المعروف عند النوازل إغاثة المنكوبين، وتخفيف مصابهم، والصدقة عليهم، وعدم استغلال حاجتهم، ومن الخير مساعدة المنكوبين والمتضررين خير ولو كانوا فسقة أو كفرة، فكم من فاسق أو كافر يرجع إلى ربه بعد مصيبته، وحسن الأخلاق من أساليب الدعوة إلى دين الله، فإذا علم الفاسق أو الكافر أن المسلمين الصالحين يحرصون على إغاثته وتفريج كربته، وأنهم يحسنون إليه لإصلاح دنياه، فإنه يقبل منهم إصلاح دينه، ومن مات منهم {فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ} [المؤمنون: 117].
أيها المسلمون، لا يجوز أن نظن الزلازل كوارث طبيعية كما يقول الجاهلون، بل هي بأمر الله سبحانه وقدرته وحكمته، فهو الذي يقدر المقادير، ويسبب الأسباب، وهو على كل شيء قدير، فالمسلم يعتبر ويتعظ، ويعلم أن الله قادر عليه في نومه ويقظته، وفي ليله ونهاره، والكافر والفاجر لا يتعظ بهذه الآيات، ويظنها أمور طبيعية، ولا يعلم أنها عقوبات إلهية على بعض ذنوب الناس، وأنها تحذير من الله لعباده ليخافوا عقوبته، وتنبيه لهم ليتوبوا إليه، ولو يؤاخذ الله الناس في الدنيا بجميع ذنوبهم لأهلك الأرض ومن عليها، كما قال الله العزيز القهار: {وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِعِبَادِهِ بَصِيرًا} [فاطر: 45].
وقال الله تعالى: {وَلَا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُمْ بِمَا صَنَعُوا قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيبًا مِنْ دَارِهِمْ حَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ} [الرعد: 31].
وقال سبحانه: {أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ يَخْسِفَ اللَّهُ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ * أَوْ يَأْخُذَهُمْ فِي تَقَلُّبِهِمْ فَمَا هُمْ بِمُعْجِزِينَ * أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلَى تَخَوُّفٍ فَإِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ} [النحل: 45 - 47].
وقال عز وجل: {أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ * أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ * وَلَقَدْ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ} [الملك: 16 - 18].
أيها المسلمون، نحن ضعفاء، ولا حول لنا ولا قوة إلا بالله الذي خلقنا، فمن يعطينا الهواء الذي نتنفسه؟ ومن يُنزِل علينا الماء الذي نشربه؟ {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ} [الملك: 30]، ولو شاء الله أمات الواحد منا بشرغة من الماء الذي يشربه، أو بسكتة قلبية أو بجلطة دماغية، ولو شاء الله حين ينام الواحد منا لا يبعثه من نومه، فالنوم أخو الموت، فإذا أبقاك الله
حيا بعد نومك فاحمد الله على أن أحياك بعد موتك، واعمل صالحا واشكر ربك، ولا تجعل يقظتك للمعاصي والغفلة عن ذكر الله وشكره، {اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} [الزمر: 42].
{فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ} [الذاريات: 50]، فلنتب إلى الله توبة نصوحا، ولنستعد للقاء الله بالتوبة والأعمال الصالحة، {وَأَنْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ} [الأعراف: 185].
أيها المسلمون، {إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالْأَنْعَامُ حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلًا أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} [يونس: 24].
{فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ} [الذاريات: 50]، فلنتب إلى الله توبة نصوحا، ولنستعد للقاء الله بالتوبة والأعمال الصالحة، {وَأَنْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ} [الأعراف: 185].
أيها المسلمون، {إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالْأَنْعَامُ حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلًا أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} [يونس: 24].
بسم الله الرحمن الرحيم
خطبة الجمعة 26 رجب 1444هـ الموافق 17 فبراير 2023م
الخطبة الأولى : الحمد لله رب العالمين القائل ( قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ .الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ )، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له القائل (إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ) ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله خير من صلى وصام وعلم وذكر وتهجد واستغفر من خاطبه ربه بقوله (يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ ، قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا ، نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا ، أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا) ، ومن تقول عنه أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنه كان يشتغل بمهنة أهله فإذا سمع النداء بالصلاة ، قام من مجلسه، فكأنه لا يعرفنا ولا نعرفه ). لقد كانت الصلاة رَوحه وراحته ، وهو القائل صلى الله عليه وسلم : (أرحنا بها يا بلال) والقائل (وجعلت قرة عيني في الصلاة) ، وقد صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا حزبه أمر ..أي أهمه فزع إلى الصلاة .. صلى الله على القانت المنيب والداعية العابد المجاهد الحبيب محمد وعلى آله السائرين على سبيله ، والمهتدين بهديه ، عقيدة وعبادة وجهادا ودعوة ، وأخلاقا وتربية ، ومدافعة ومراغمة ، وروحانية وربانية ؛ ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أوصيكم ونفسي بتقوى الله والعمل بطاعته والبعد عن معصيته والجهاد في سبيله والمحافظة على الصلوات في أوقاتها في جماعة (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ، وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) ، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا ، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) أما بعد .. فيا أيها المؤمنون الكرام بمناسبة ذكرى فرضية الصلاة في ليلة الإسراء والمعراج وفي ذلك المقام العالي فوق السماء السابعة وبحضرة الملك الجليل سبحانه وبحمده يتحدث مع عبده ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم يطيب الحديث عن الصلاة تذكيرا بمكانتها ودعوة إلى حسن أدائها في أوقاتها في جماعة وفي المسجد ، وترغيبا في استثمار هذه الصلاة في تقوية الصلة بالله العلي الكبير الذي بيده مقاليد السماوات والأرض وإليه المرجع والمئاب ، وتعاونا في معالجة حال الغافلين اللاهين اللاعبين الذين هم عن صلاتهم ساهون وعن عبادة ربهم غافلون ، وتحفيزا للقلوب والأرواح لتتوقف عن كل نشاط وعمل عند سماع ذلك النداء الرباني (حي على الصلاة حي على الفلاح ) وتشتغل بإجابة دعوة الله فقط ، وبالمناسبة فقد أطلق مكتب الأوقاف والإرشاد بمأرب وبالتعاون مع المكونات الدعوية حملة تحت شعار (الصلاة عماد الدين) وتحت لافتة (التحيات لله ..حياة ونجاة ) والتي تستهدف الدعوة إلى إقامة هذا الركن العظيم من أركان الدين وعدم التشاغل عنه بأهل أو مال أو ولد أو عمل أو وظيفة أو شهوة أو غيرها ففي الصحيحين عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (بُنِيَ الْإِسْلَامُ عَلَى خَمْسٍ، شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، وَإِقَامِ الصَّلَاةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَصَوْمِ رَمَضَانَ، وَحَجَّ الْبَيْتِ) ، وإذا اختل هذا الركن أيها المؤمنون بطل إسلام المسلم واختل نظام حياته وحرم الفلاح والنجاح في الدنيا والآخرة وصدق الله (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ ، الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ) ، (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى ، وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى) ، والصلاة أيها المؤمنون عماد الدين وطريق النصر والتمكين فمن أقامها فقد أقام الدين ومن هدمها فقد هدم الدين ، وهي تعد من أهم عوامل التربية والتهذيب للنفس ومن أهم وسائل الصلة بين العبد والرب ومن أهم أسباب العون والمدد الرباني ومن أهم عوامل النصر والتسديد والتأييد والتثبيت ومن أهم موارد الزاد للقلوب والأرواح لتتحمل أعباء الدعوة والجهاد وتواجه بها الشدائد والابتلاءات وما أعظم تلك النماذج التي تخرج من تحت الأنقاض في تركيا وسوريا من الصغار والكبار والصلاة لا تغيب عن أذهانهم رغم الأهوال وتلك موعظة لنا جميعا ونحن في رخاء وسعة ، وما أجمل ذلك الإنسان الذي يخرج من تحت الركام ذاكرا لربه يتلوا كتاب الله وهو يذكرنا بخروج المؤمنين من الأجداث لربهم ذاكرون ، وما أروع تلك المرأة التي ما نسيت دينها رغم شدة ما نزل بها فتطلب الملابس لتستتر وتلبس حجابها قبل الخروج من تحت الأنقاض فهي موعظة لكل امرأة تتساهل في لباسها الشرعي وتنساق وراء
خطبة الجمعة 26 رجب 1444هـ الموافق 17 فبراير 2023م
الخطبة الأولى : الحمد لله رب العالمين القائل ( قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ .الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ )، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له القائل (إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ) ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله خير من صلى وصام وعلم وذكر وتهجد واستغفر من خاطبه ربه بقوله (يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ ، قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا ، نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا ، أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا) ، ومن تقول عنه أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنه كان يشتغل بمهنة أهله فإذا سمع النداء بالصلاة ، قام من مجلسه، فكأنه لا يعرفنا ولا نعرفه ). لقد كانت الصلاة رَوحه وراحته ، وهو القائل صلى الله عليه وسلم : (أرحنا بها يا بلال) والقائل (وجعلت قرة عيني في الصلاة) ، وقد صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا حزبه أمر ..أي أهمه فزع إلى الصلاة .. صلى الله على القانت المنيب والداعية العابد المجاهد الحبيب محمد وعلى آله السائرين على سبيله ، والمهتدين بهديه ، عقيدة وعبادة وجهادا ودعوة ، وأخلاقا وتربية ، ومدافعة ومراغمة ، وروحانية وربانية ؛ ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أوصيكم ونفسي بتقوى الله والعمل بطاعته والبعد عن معصيته والجهاد في سبيله والمحافظة على الصلوات في أوقاتها في جماعة (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ، وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) ، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا ، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) أما بعد .. فيا أيها المؤمنون الكرام بمناسبة ذكرى فرضية الصلاة في ليلة الإسراء والمعراج وفي ذلك المقام العالي فوق السماء السابعة وبحضرة الملك الجليل سبحانه وبحمده يتحدث مع عبده ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم يطيب الحديث عن الصلاة تذكيرا بمكانتها ودعوة إلى حسن أدائها في أوقاتها في جماعة وفي المسجد ، وترغيبا في استثمار هذه الصلاة في تقوية الصلة بالله العلي الكبير الذي بيده مقاليد السماوات والأرض وإليه المرجع والمئاب ، وتعاونا في معالجة حال الغافلين اللاهين اللاعبين الذين هم عن صلاتهم ساهون وعن عبادة ربهم غافلون ، وتحفيزا للقلوب والأرواح لتتوقف عن كل نشاط وعمل عند سماع ذلك النداء الرباني (حي على الصلاة حي على الفلاح ) وتشتغل بإجابة دعوة الله فقط ، وبالمناسبة فقد أطلق مكتب الأوقاف والإرشاد بمأرب وبالتعاون مع المكونات الدعوية حملة تحت شعار (الصلاة عماد الدين) وتحت لافتة (التحيات لله ..حياة ونجاة ) والتي تستهدف الدعوة إلى إقامة هذا الركن العظيم من أركان الدين وعدم التشاغل عنه بأهل أو مال أو ولد أو عمل أو وظيفة أو شهوة أو غيرها ففي الصحيحين عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (بُنِيَ الْإِسْلَامُ عَلَى خَمْسٍ، شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، وَإِقَامِ الصَّلَاةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَصَوْمِ رَمَضَانَ، وَحَجَّ الْبَيْتِ) ، وإذا اختل هذا الركن أيها المؤمنون بطل إسلام المسلم واختل نظام حياته وحرم الفلاح والنجاح في الدنيا والآخرة وصدق الله (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ ، الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ) ، (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى ، وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى) ، والصلاة أيها المؤمنون عماد الدين وطريق النصر والتمكين فمن أقامها فقد أقام الدين ومن هدمها فقد هدم الدين ، وهي تعد من أهم عوامل التربية والتهذيب للنفس ومن أهم وسائل الصلة بين العبد والرب ومن أهم أسباب العون والمدد الرباني ومن أهم عوامل النصر والتسديد والتأييد والتثبيت ومن أهم موارد الزاد للقلوب والأرواح لتتحمل أعباء الدعوة والجهاد وتواجه بها الشدائد والابتلاءات وما أعظم تلك النماذج التي تخرج من تحت الأنقاض في تركيا وسوريا من الصغار والكبار والصلاة لا تغيب عن أذهانهم رغم الأهوال وتلك موعظة لنا جميعا ونحن في رخاء وسعة ، وما أجمل ذلك الإنسان الذي يخرج من تحت الركام ذاكرا لربه يتلوا كتاب الله وهو يذكرنا بخروج المؤمنين من الأجداث لربهم ذاكرون ، وما أروع تلك المرأة التي ما نسيت دينها رغم شدة ما نزل بها فتطلب الملابس لتستتر وتلبس حجابها قبل الخروج من تحت الأنقاض فهي موعظة لكل امرأة تتساهل في لباسها الشرعي وتنساق وراء
الموضات الفاضحة ، وفي تلك النماذج تذكير لنا جميعا بحاجتنا إلى الله وإلى معيتة وحفظه
ولنعلم أيها الكرام بأن السعادة والبركة إنما هي في ديننا وصلاتنا فالبشارات بالعطاءات والكرامات وسعة الأرزاق إنما تمنح للمحافظين على الصلوات فزكريا عليه السلام إنما بشر بالذرية الصالحة وهو قائم يصلي في المحراب فقضى الله حاجته وأجاب دعوته ورزقه الولد على كبر منه وزوجته عاقر ، ومريم بنت عمران عليها السلام إنما تدفقت عليها الأرزاق وهي في محرابها ، وليس معنى ذلك ان يقعد الإنسان عن المشي في مناكب الأرض لطلب الرزق وعمل الأسباب فذلك مشروع وعبادة أيضا ولكن يتوقف المشي لطلب الرزق عند وجوب السعي والمسارعة إلى المسجد لأداء الصلاة ، وبعد أداء الصلاة تفتح أبواب الأرزاق ويربح المصلون ويبارك الله لهم في أرزاقهم وتجاراتهم وأعمالهم قال تعالى (فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ) فتأمل قول الله (وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ) ولذلك يسن الدعاء عند الخروج من المسجد (اللهم اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب فضلك) والاشتغال بالأرزاق على حساب الصلاة خسارة محققة قال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ)
الصلاة أيها الناس من ثوابت الشرائع وأصول الديانات فكل الأنبياء صلوا ودعوا إلى الصلاة بل هي عبادة الكون كله فالكون بأرضه وسمائه وأحيائه وجماداته ونجومه وكواكبه يصلي ويسجد لربه وخالقه (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ) ، (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلَاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ) ، وما أجهل هذا الإنسان وما أتعسه حين يخرج عن نظام الكون كله ويعيش غريبا شاردا عن طاعة ربه ومولاه ، وما أسعد الإنسان حين يركع مع الراكعين ويسجد مع الساجدين ويصلي مع المصلين ، (فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ ، وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ) ، (وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ) وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المؤمنين فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم
الخطبة الثانية : الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد فيا أيها المؤمنون الكرام يجب ألا يغيب عن أذهاننا وقلوبنا وأرواحنا أن الصلاة عماد الدين وطريق النصر والتمكين ، وبأنه متى صلحت صلاتنا صلحت حياتنا ، وبأن أول ما يحاسب عليه العبد الصلاة فإن صلحت صلح سائر عمله وإن فسدت فسد سائر عمله ، وبأن نظام الحياة مرتبط بنظام الصلاة فإذا اختل نظام الصلاة اختل نظام الحياة الفردية والأسرية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية والعسكرية ، وبأن الصلاة صلة بين العبد الضعيف وربه القوي وبين العبد الفقير والله الغني ، وبأنها معراج روح المؤمن إلى الله. رَوح وراحة وسكينة وطمأنينة ، الصلاة ركن الدين الأعظم لا تسقط في صحة وسقم ، وغنى وفقر ، وسفر وحضر، وسلم وحرب ، وقوة وضعف
وينبغي أن ندرك كذلك حجم المؤامرة والكيد الذي تتعرض له أمتنا وشعبنا ووطننا ، وليس لنا من ملجأ من الله إلا إليه هو نصيرنا وملاذنا ومعيننا وهذا يقتضي مزيدا من الصلة بالله ، والصلاة هي الصلة المباشرة بين العبد وربه ، لنستمد بذلك العون والمدد الرباني والنصر والمعية الإلهية كما قال تعالى (وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ) وقال (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ)
وعلينا أن نكون أكثر صلة بالمسجد تعلقا به وجلوسا وصلاة وذكرا وتربية لأنفسنا ومجتمعنا فيه فتربية المسجد ليس لها مثيل ولا بديل وما تخرج رجال الدعوة والجهاد في القديم والحديث إلا من هذه البيوت المباركة لأنهم يتربون فيها تحت اجنحة الملائكة ، وها هو أحد رموز الأمة يقول لنا ( لا بد من صنع الرجال ومثله صنع السلاح ...لا يصنع الأبطال إلا في مساجدنا الفساح ...
ولنعلم أيها الكرام بأن السعادة والبركة إنما هي في ديننا وصلاتنا فالبشارات بالعطاءات والكرامات وسعة الأرزاق إنما تمنح للمحافظين على الصلوات فزكريا عليه السلام إنما بشر بالذرية الصالحة وهو قائم يصلي في المحراب فقضى الله حاجته وأجاب دعوته ورزقه الولد على كبر منه وزوجته عاقر ، ومريم بنت عمران عليها السلام إنما تدفقت عليها الأرزاق وهي في محرابها ، وليس معنى ذلك ان يقعد الإنسان عن المشي في مناكب الأرض لطلب الرزق وعمل الأسباب فذلك مشروع وعبادة أيضا ولكن يتوقف المشي لطلب الرزق عند وجوب السعي والمسارعة إلى المسجد لأداء الصلاة ، وبعد أداء الصلاة تفتح أبواب الأرزاق ويربح المصلون ويبارك الله لهم في أرزاقهم وتجاراتهم وأعمالهم قال تعالى (فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ) فتأمل قول الله (وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ) ولذلك يسن الدعاء عند الخروج من المسجد (اللهم اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب فضلك) والاشتغال بالأرزاق على حساب الصلاة خسارة محققة قال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ)
الصلاة أيها الناس من ثوابت الشرائع وأصول الديانات فكل الأنبياء صلوا ودعوا إلى الصلاة بل هي عبادة الكون كله فالكون بأرضه وسمائه وأحيائه وجماداته ونجومه وكواكبه يصلي ويسجد لربه وخالقه (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ) ، (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلَاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ) ، وما أجهل هذا الإنسان وما أتعسه حين يخرج عن نظام الكون كله ويعيش غريبا شاردا عن طاعة ربه ومولاه ، وما أسعد الإنسان حين يركع مع الراكعين ويسجد مع الساجدين ويصلي مع المصلين ، (فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ ، وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ) ، (وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ) وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المؤمنين فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم
الخطبة الثانية : الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد فيا أيها المؤمنون الكرام يجب ألا يغيب عن أذهاننا وقلوبنا وأرواحنا أن الصلاة عماد الدين وطريق النصر والتمكين ، وبأنه متى صلحت صلاتنا صلحت حياتنا ، وبأن أول ما يحاسب عليه العبد الصلاة فإن صلحت صلح سائر عمله وإن فسدت فسد سائر عمله ، وبأن نظام الحياة مرتبط بنظام الصلاة فإذا اختل نظام الصلاة اختل نظام الحياة الفردية والأسرية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية والعسكرية ، وبأن الصلاة صلة بين العبد الضعيف وربه القوي وبين العبد الفقير والله الغني ، وبأنها معراج روح المؤمن إلى الله. رَوح وراحة وسكينة وطمأنينة ، الصلاة ركن الدين الأعظم لا تسقط في صحة وسقم ، وغنى وفقر ، وسفر وحضر، وسلم وحرب ، وقوة وضعف
وينبغي أن ندرك كذلك حجم المؤامرة والكيد الذي تتعرض له أمتنا وشعبنا ووطننا ، وليس لنا من ملجأ من الله إلا إليه هو نصيرنا وملاذنا ومعيننا وهذا يقتضي مزيدا من الصلة بالله ، والصلاة هي الصلة المباشرة بين العبد وربه ، لنستمد بذلك العون والمدد الرباني والنصر والمعية الإلهية كما قال تعالى (وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ) وقال (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ)
وعلينا أن نكون أكثر صلة بالمسجد تعلقا به وجلوسا وصلاة وذكرا وتربية لأنفسنا ومجتمعنا فيه فتربية المسجد ليس لها مثيل ولا بديل وما تخرج رجال الدعوة والجهاد في القديم والحديث إلا من هذه البيوت المباركة لأنهم يتربون فيها تحت اجنحة الملائكة ، وها هو أحد رموز الأمة يقول لنا ( لا بد من صنع الرجال ومثله صنع السلاح ...لا يصنع الأبطال إلا في مساجدنا الفساح ...
في روضة القرآن في ظل الأحاديث الصحاح ...من خان حي على الصلاة يخون حي على الكفاح وصدق الله (فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ ، رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ ، لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ) وفي الحديث (سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله منهم (رجل قلبه معلق بالمساجد ) فلتكن هذه سمتنا وأخلاقنا
وعلينا كذلك أن نقوم بواجبنا في تربية أنفسنا وأهلينا والنصيحة والتذكير لمجتمعنا بإقامة الصلاة بأركانها وواجباتها وسننها ومستحباتها والالتزام بالفرائض الخمس جماعة في المساجد خصوصا صلاة الفجر والعصر ، والجمعة ، والمبادرة إلى النوافل القبلية والبعدية والصف الأول وتكبيرة الإحرام حتى نحقق بذلك حسن العبادة وكمالها
وعلينا أن نتحمل مسؤوليتنا تجاه من يتهاون بالصلاة جماعة في المسجد ومن يتهاون بأداء الفريضة ولا يعطيها حظها من الإقامة والأداء لا سيما أولئك الذين تمتلئ بهم الشوارع والأسواق والمحلات التجارية ومقاهي الانترنيت وقت الصلاة ولا يعظمون شعيرة الله فالدين النصيحة ومن حقهم أن نقول لهم لا تكونوا ممن توعدهم الله بالويل والعذاب والنكال بقوله (فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ ،الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ) ومن واجبنا أن نقول للمفرط في الصلاة صل قبل أن تؤمر بالصلاة فلا تطيق فتندم وتخسر وتذكر قول الله (يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ ، خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ وَقَدْ كَانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَهُمْ سَالِمُونَ) ولنفعل كل الوسائل الممكنة للتذكير بالصلاة عبر الزيارات الفردية والجماعية وعن طريق وسائل التواصل الاجتماعي وغيرها ولنتذكر جميعا قول الله (أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا ، وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا) ثم الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ثم الدعاء والدعوة إلى الجهاد بالمال
وعلينا كذلك أن نقوم بواجبنا في تربية أنفسنا وأهلينا والنصيحة والتذكير لمجتمعنا بإقامة الصلاة بأركانها وواجباتها وسننها ومستحباتها والالتزام بالفرائض الخمس جماعة في المساجد خصوصا صلاة الفجر والعصر ، والجمعة ، والمبادرة إلى النوافل القبلية والبعدية والصف الأول وتكبيرة الإحرام حتى نحقق بذلك حسن العبادة وكمالها
وعلينا أن نتحمل مسؤوليتنا تجاه من يتهاون بالصلاة جماعة في المسجد ومن يتهاون بأداء الفريضة ولا يعطيها حظها من الإقامة والأداء لا سيما أولئك الذين تمتلئ بهم الشوارع والأسواق والمحلات التجارية ومقاهي الانترنيت وقت الصلاة ولا يعظمون شعيرة الله فالدين النصيحة ومن حقهم أن نقول لهم لا تكونوا ممن توعدهم الله بالويل والعذاب والنكال بقوله (فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ ،الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ) ومن واجبنا أن نقول للمفرط في الصلاة صل قبل أن تؤمر بالصلاة فلا تطيق فتندم وتخسر وتذكر قول الله (يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ ، خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ وَقَدْ كَانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَهُمْ سَالِمُونَ) ولنفعل كل الوسائل الممكنة للتذكير بالصلاة عبر الزيارات الفردية والجماعية وعن طريق وسائل التواصل الاجتماعي وغيرها ولنتذكر جميعا قول الله (أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا ، وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا) ثم الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ثم الدعاء والدعوة إلى الجهاد بالمال
(بسم الله الرحمن الرحيم)
خطبة جمعة بعنوان⏬⏬
تحذير البشر من عدوهم الأكبر
لأبي عبدالله محمد بن علي السالمي.
(الخطبة الأولى)
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم
{ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [آل عمران: 102]
{يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا } [النساء: 1]
{ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} [الأحزاب: 70، 71]
أما بعد :
فإن أحسن الحديث كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار
أما بعد : أيها المؤمنون عباد الله لقد أوجدنا الله في هذه الحياة للإختبار والامتحان وجعل لنا أعداء ليتميز الصادق من الكاذب والمؤمن من المنافق والمجاهد من المستسلم الجبان والاعداء للمؤمن في هذه الحياة كثير
قال أحدهم :
إبليس والدنيا ونفسي والهواء ... كيف النجاة وكلهم أعدائي
ومن أخطر الاعداء إبليس لعنه الله قد حذر الله منه في كتابه
فقال سبحانه وتعالى: { يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ (5) إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ} [فاطر: 5، 6]
وقال تعالى: { يَاأَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (168) إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ } [البقرة: 168، 169]
وقال تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} [النور: 21]
وقال تعالى: {وَمِنَ الْأَنْعَامِ حَمُولَةً وَفَرْشًا كُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ} [الأنعام: 142]
وغير ذلك من الأدلة من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وهذا العدو اللّدود لا يفتر ولا يكل ولا يمل عن عداوة هذا الإنسان والتربص به كيف وقد أخذ العهد على نفسه بأنه سيغوي ذرية آدم :
قال تعالى مخبرا عنه: {قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (82) إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ (83) {قَالَ فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ (84) لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكَ وَمِمَّنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ } [ص: 84، 85] }
وقال تعالى: {قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا } [الإسراء: 62]
وقال تعالى: {قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ (16) ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ} [الأعراف: 16، 17]
وقال تعالى: { قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (39) إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ (40) قَالَ هَذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ (41) إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ (42) وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ (43) لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِكُلِّ بَابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ } [الحجر: 39 - 44]
خطبة جمعة بعنوان⏬⏬
تحذير البشر من عدوهم الأكبر
لأبي عبدالله محمد بن علي السالمي.
(الخطبة الأولى)
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم
{ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [آل عمران: 102]
{يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا } [النساء: 1]
{ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} [الأحزاب: 70، 71]
أما بعد :
فإن أحسن الحديث كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار
أما بعد : أيها المؤمنون عباد الله لقد أوجدنا الله في هذه الحياة للإختبار والامتحان وجعل لنا أعداء ليتميز الصادق من الكاذب والمؤمن من المنافق والمجاهد من المستسلم الجبان والاعداء للمؤمن في هذه الحياة كثير
قال أحدهم :
إبليس والدنيا ونفسي والهواء ... كيف النجاة وكلهم أعدائي
ومن أخطر الاعداء إبليس لعنه الله قد حذر الله منه في كتابه
فقال سبحانه وتعالى: { يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ (5) إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ} [فاطر: 5، 6]
وقال تعالى: { يَاأَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (168) إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ } [البقرة: 168، 169]
وقال تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} [النور: 21]
وقال تعالى: {وَمِنَ الْأَنْعَامِ حَمُولَةً وَفَرْشًا كُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ} [الأنعام: 142]
وغير ذلك من الأدلة من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وهذا العدو اللّدود لا يفتر ولا يكل ولا يمل عن عداوة هذا الإنسان والتربص به كيف وقد أخذ العهد على نفسه بأنه سيغوي ذرية آدم :
قال تعالى مخبرا عنه: {قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (82) إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ (83) {قَالَ فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ (84) لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكَ وَمِمَّنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ } [ص: 84، 85] }
وقال تعالى: {قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا } [الإسراء: 62]
وقال تعالى: {قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ (16) ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ} [الأعراف: 16، 17]
وقال تعالى: { قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (39) إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ (40) قَالَ هَذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ (41) إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ (42) وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ (43) لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِكُلِّ بَابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ } [الحجر: 39 - 44]
وهذا العدو هو الذي أخرج أبانا آدم وأمنا حواء من الجنة وجاءهم في صورة الناصح المشفق قال تعالى: { فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِنْ سَوْآتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ (20) وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ (21) فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ} [الأعراف: 20 - 22]
وقد ذكر الله عباده هذا الموقف من إبليس لأجل لا يقعوا في شباكة كما وقع أبواهم قال تعالى: { يَابَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ} [الأعراف: 27]
وهذا العدو يسعى لإخراج المؤمن من دينه بالكليه ليخلد معه في نار جهنم إن قدر على ذلك. قال تعالى: { كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (16) {فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ} [الحشر: 17] }
وقد يزين هذا الشرك لفاعليه قال تعالى عن قوم سباء مخبرًا عن هدهد سليمان : { وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ (24) أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ (25) اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ } [النمل: 24 - 26]
وإن لم يتمكن الشيطان من إيقاع الإنسان في الشرك سعى ليوقعه في كبائر الذنوب مثل قتل النفس والزنا والربا والسرقة وأكل الحرام والغش والكذب والخداع وسائر الكبائر وإذا ما أستطاع أوقعه في الصغائر ويزين له ذلك بأن ذلك الأمر سهل ولا يؤثر حتى يهلك الإنسان بكثرة الصغائر والإصرار عليها
قال صلى الله عليه وسلم: " إياكم ومحقرات الذنوب فإنما مثل محقرات الذنوب كقوم نزلوا في بطن واد، فجاء ذا بعود، وجاء ذا بعود حتى أنضجوا خبزتهم، وإن محقرات الذنوب متى يؤخذ بها صاحبها تهلكه "
رواه أحمد في المسند ط الرسالة (22808) والبيهقي في شعب الإيمان (6881)والطبراني في المعجم الأوسط (7323) وعن سهل بن سعد رضي الله عنه
وصححه الألباني في صحيح الجامع (2686 )والصحيحة
(389)
وعن ابن عباس رضي الله عنهما : أن رجلا سأله عن الكبائر، أسبع هي؟ قال: " هي إلى السبع مائة أقرب إلا إنه لا كبيرة مع الاستغفار، ولا صغيرة مع إصرار.
أخرجه في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة (1919 )
وإسناده صحيح.
وهكذا يتدرج الشيطان بالإنسان وهذا العدو هو سبب لكل فساد وكل شر في هذه الحياه يجري من ابن آدم مجرى الدم وله خطوات لا يتبصر لها إلا من كان عالما بكيده ومكره ولن يكون ذلك إلا إذا تفقه الإنسان في دين الله تعالى وعلم إن إتباع الشيطان سبب لخسارة الدنيا والآخرة والعياذ بالله
نسأل الله العظيم أن ينجينا من كيد هذا العدو.
( الخطبة الثانية )
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وعلى آله وصحبه ومن اتبع هديه أما بعد :
أيها المسلمون عباد الله ومن مكر هذا العدو للإنسان وكيده أنه يصد عن ذكر الله وعن الصلاة قال تعالى: {إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ } [المائدة: 91]
ومن كيده ومكره ما جاء من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال
: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم إذا هو نام ثلاث عقد يضرب كل عقدة عليك ليل طويل، فارقد فإن استيقظ فذكر الله، انحلت عقدة، فإن توضأ انحلت عقدة، فإن صلى انحلت عقدة، فأصبح نشيطا طيب النفس وإلا أصبح خبيث النفس كسلان»
رواه البخاري(1142) و مسلم (776)
ومن كيده ومكره أنه ينسي الإنسان ذكر الله فيسكن معه في بيته ويشاركه في طعامه وشرابه وجماعه .
قال تعالى: { اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنْسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُولَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ} [المجادلة: 19]
وقد ذكر الله عباده هذا الموقف من إبليس لأجل لا يقعوا في شباكة كما وقع أبواهم قال تعالى: { يَابَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ} [الأعراف: 27]
وهذا العدو يسعى لإخراج المؤمن من دينه بالكليه ليخلد معه في نار جهنم إن قدر على ذلك. قال تعالى: { كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (16) {فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ} [الحشر: 17] }
وقد يزين هذا الشرك لفاعليه قال تعالى عن قوم سباء مخبرًا عن هدهد سليمان : { وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ (24) أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ (25) اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ } [النمل: 24 - 26]
وإن لم يتمكن الشيطان من إيقاع الإنسان في الشرك سعى ليوقعه في كبائر الذنوب مثل قتل النفس والزنا والربا والسرقة وأكل الحرام والغش والكذب والخداع وسائر الكبائر وإذا ما أستطاع أوقعه في الصغائر ويزين له ذلك بأن ذلك الأمر سهل ولا يؤثر حتى يهلك الإنسان بكثرة الصغائر والإصرار عليها
قال صلى الله عليه وسلم: " إياكم ومحقرات الذنوب فإنما مثل محقرات الذنوب كقوم نزلوا في بطن واد، فجاء ذا بعود، وجاء ذا بعود حتى أنضجوا خبزتهم، وإن محقرات الذنوب متى يؤخذ بها صاحبها تهلكه "
رواه أحمد في المسند ط الرسالة (22808) والبيهقي في شعب الإيمان (6881)والطبراني في المعجم الأوسط (7323) وعن سهل بن سعد رضي الله عنه
وصححه الألباني في صحيح الجامع (2686 )والصحيحة
(389)
وعن ابن عباس رضي الله عنهما : أن رجلا سأله عن الكبائر، أسبع هي؟ قال: " هي إلى السبع مائة أقرب إلا إنه لا كبيرة مع الاستغفار، ولا صغيرة مع إصرار.
أخرجه في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة (1919 )
وإسناده صحيح.
وهكذا يتدرج الشيطان بالإنسان وهذا العدو هو سبب لكل فساد وكل شر في هذه الحياه يجري من ابن آدم مجرى الدم وله خطوات لا يتبصر لها إلا من كان عالما بكيده ومكره ولن يكون ذلك إلا إذا تفقه الإنسان في دين الله تعالى وعلم إن إتباع الشيطان سبب لخسارة الدنيا والآخرة والعياذ بالله
نسأل الله العظيم أن ينجينا من كيد هذا العدو.
( الخطبة الثانية )
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وعلى آله وصحبه ومن اتبع هديه أما بعد :
أيها المسلمون عباد الله ومن مكر هذا العدو للإنسان وكيده أنه يصد عن ذكر الله وعن الصلاة قال تعالى: {إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ } [المائدة: 91]
ومن كيده ومكره ما جاء من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال
: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم إذا هو نام ثلاث عقد يضرب كل عقدة عليك ليل طويل، فارقد فإن استيقظ فذكر الله، انحلت عقدة، فإن توضأ انحلت عقدة، فإن صلى انحلت عقدة، فأصبح نشيطا طيب النفس وإلا أصبح خبيث النفس كسلان»
رواه البخاري(1142) و مسلم (776)
ومن كيده ومكره أنه ينسي الإنسان ذكر الله فيسكن معه في بيته ويشاركه في طعامه وشرابه وجماعه .
قال تعالى: { اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنْسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُولَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ} [المجادلة: 19]
وقال تعالى: { وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ (36) وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ (37) حَتَّى إِذَا جَاءَنَا قَالَ يَالَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ (38) وَلَنْ يَنْفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذْ ظَلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ } [الزخرف: 36 - 39]
ومن مكر هذا العدو أنه يسعى بالتحرش بين المسلمين المصلين فعن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم، يقول: «إن الشيطان قد أيس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب، ولكن في التحريش بينهم» رواه مسلم (2812)
وهذه العدو كيده ضعيف لا يتخوف منه متخوف
قال تعالى { إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا } [النساء: 76] فهو حقير وإن تعاظم في نفسه
عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ ، عَنْ رَجُلٍ قَالَ : كُنْتُ رَدِيفَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَعَثَرَتْ دَابَّةٌ، فَقُلْتُ : تَعِسَ الشَّيْطَانُ. فَقَالَ : " لَا تَقُلْ : تَعِسَ الشَّيْطَانُ ؛ فَإِنَّكَ إِذَا قُلْتَ ذَلِكَ تَعَاظَمَ حَتَّى يَكُونَ مِثْلَ الْبَيْتِ، وَيَقُولُ : بِقُوَّتِي. وَلَكِنْ قُلْ : بِاسْمِ اللَّهِ ؛ فَإِنَّكَ إِذَا قُلْتَ ذَلِكَ تَصَاغَرَ حَتَّى يَكُونَ مِثْلَ الذُّبَابِ ".
رواه أبو داود (4892)
وقد بين لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يطرد هذا العدو عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : " إِذَا دَخَلَ الرَّجُلُ بَيْتَهُ، فَذَكَرَ اللَّهَ عِنْدَ دُخُولِهِ، وَعِنْدَ طَعَامِهِ قَالَ الشَّيْطَانُ : لَا مَبِيتَ لَكُمْ، وَلَا عَشَاءَ. وَإِذَا دَخَلَ فَلَمْ يَذْكُرِ اللَّهَ عِنْدَ دُخُولِهِ قَالَ الشَّيْطَانُ : أَدْرَكْتُمُ الْمَبِيتَ. وَإِذَا لَمْ يَذْكُرِ اللَّهَ عِنْدَ طَعَامِهِ، قَالَ : أَدْرَكْتُمُ الْمَبِيتَ وَالْعَشَاءَ "رواه مسلم(2018)
وهكذا من قراء آية الكرسي عند النوم لا يقربه شيطان حتي يصبح وكذلك المعوذات في الصباح والمساء وبعد الصلوات الخمس سلاح عظيم ضد هذا العدو بل الشيطان إذا سمع الأذان لصلاة ولى وله ضراط كما جاء ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِذَا نُودِيَ بِالصَّلَاةِ أَدْبَرَ الشَّيْطَانُ وَلَهُ ضُرَاطٌ، حَتَّى لَا يَسْمَعَ الْأَذَانَ، فَإِذَا قُضِيَ الْأَذَانُ أَقْبَلَ، فَإِذَا ثُوِّبَ بِهَا أَدْبَرَ، فَإِذَا قُضِيَ التَّثْوِيبُ أَقْبَلَ حَتَّى يَخْطِرَ بَيْنَ الْمَرْءِ وَنَفْسِهِ، يَقُولُ : اذْكُرْ كَذَا وَكَذَا. مَا لَمْ يَكُنْ يَذْكُرُ، حَتَّى يَظَلَّ الرَّجُلُ إِنْ يَدْرِي كَمْ صَلَّى، فَإِذَا لَمْ يَدْرِ أَحَدُكُمْ كَمْ صَلَّى ثَلَاثًا أَوْ أَرْبَعًا فَلْيَسْجُدْ سَجْدَتَيْنِ وَهُوَ جَالِسٌ ".
رواه البخاري (1231)
ومسلم(389)
وكذلك ينفر من البيت الذي تقرا فيه سورة البقرة
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " لَا تَجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ مَقَابِرَ ؛ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْفِرُ مِنَ الْبَيْتِ الَّذِي تُقْرَأُ فِيهِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ ".
رواه مسلم(780).
فعلى المسلم أن يستعين بربه على جهاد هذا العدو الماكر المتربص ويحافظ على جميع الأذكار التي تحفظه بإذن الله
اللهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى
اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين وانصر من نصر الدين
اللهم جنبنا مكر الشيطان وكيده ووسوسته إنك على كل شيء قدير
ومن مكر هذا العدو أنه يسعى بالتحرش بين المسلمين المصلين فعن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم، يقول: «إن الشيطان قد أيس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب، ولكن في التحريش بينهم» رواه مسلم (2812)
وهذه العدو كيده ضعيف لا يتخوف منه متخوف
قال تعالى { إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا } [النساء: 76] فهو حقير وإن تعاظم في نفسه
عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ ، عَنْ رَجُلٍ قَالَ : كُنْتُ رَدِيفَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَعَثَرَتْ دَابَّةٌ، فَقُلْتُ : تَعِسَ الشَّيْطَانُ. فَقَالَ : " لَا تَقُلْ : تَعِسَ الشَّيْطَانُ ؛ فَإِنَّكَ إِذَا قُلْتَ ذَلِكَ تَعَاظَمَ حَتَّى يَكُونَ مِثْلَ الْبَيْتِ، وَيَقُولُ : بِقُوَّتِي. وَلَكِنْ قُلْ : بِاسْمِ اللَّهِ ؛ فَإِنَّكَ إِذَا قُلْتَ ذَلِكَ تَصَاغَرَ حَتَّى يَكُونَ مِثْلَ الذُّبَابِ ".
رواه أبو داود (4892)
وقد بين لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يطرد هذا العدو عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : " إِذَا دَخَلَ الرَّجُلُ بَيْتَهُ، فَذَكَرَ اللَّهَ عِنْدَ دُخُولِهِ، وَعِنْدَ طَعَامِهِ قَالَ الشَّيْطَانُ : لَا مَبِيتَ لَكُمْ، وَلَا عَشَاءَ. وَإِذَا دَخَلَ فَلَمْ يَذْكُرِ اللَّهَ عِنْدَ دُخُولِهِ قَالَ الشَّيْطَانُ : أَدْرَكْتُمُ الْمَبِيتَ. وَإِذَا لَمْ يَذْكُرِ اللَّهَ عِنْدَ طَعَامِهِ، قَالَ : أَدْرَكْتُمُ الْمَبِيتَ وَالْعَشَاءَ "رواه مسلم(2018)
وهكذا من قراء آية الكرسي عند النوم لا يقربه شيطان حتي يصبح وكذلك المعوذات في الصباح والمساء وبعد الصلوات الخمس سلاح عظيم ضد هذا العدو بل الشيطان إذا سمع الأذان لصلاة ولى وله ضراط كما جاء ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِذَا نُودِيَ بِالصَّلَاةِ أَدْبَرَ الشَّيْطَانُ وَلَهُ ضُرَاطٌ، حَتَّى لَا يَسْمَعَ الْأَذَانَ، فَإِذَا قُضِيَ الْأَذَانُ أَقْبَلَ، فَإِذَا ثُوِّبَ بِهَا أَدْبَرَ، فَإِذَا قُضِيَ التَّثْوِيبُ أَقْبَلَ حَتَّى يَخْطِرَ بَيْنَ الْمَرْءِ وَنَفْسِهِ، يَقُولُ : اذْكُرْ كَذَا وَكَذَا. مَا لَمْ يَكُنْ يَذْكُرُ، حَتَّى يَظَلَّ الرَّجُلُ إِنْ يَدْرِي كَمْ صَلَّى، فَإِذَا لَمْ يَدْرِ أَحَدُكُمْ كَمْ صَلَّى ثَلَاثًا أَوْ أَرْبَعًا فَلْيَسْجُدْ سَجْدَتَيْنِ وَهُوَ جَالِسٌ ".
رواه البخاري (1231)
ومسلم(389)
وكذلك ينفر من البيت الذي تقرا فيه سورة البقرة
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " لَا تَجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ مَقَابِرَ ؛ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْفِرُ مِنَ الْبَيْتِ الَّذِي تُقْرَأُ فِيهِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ ".
رواه مسلم(780).
فعلى المسلم أن يستعين بربه على جهاد هذا العدو الماكر المتربص ويحافظ على جميع الأذكار التي تحفظه بإذن الله
اللهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى
اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين وانصر من نصر الدين
اللهم جنبنا مكر الشيطان وكيده ووسوسته إنك على كل شيء قدير
بسم الله الرحمن الرحيم
خطبة الجمعة 3 شعبان 1444هـ الموافق 24 فبراير 2023م
الخطبة الأولى : بعد الحمد والثناء على الله والأمر بالتقوى : أما بعد فيا أيها المؤمنون الكرام وبعد أن تحدثنا في حملة الأسبوع الماضي عن الصلاة الركن الثاني من أركان الإسلام وما لها من الأهمية في صلاح الفرد والمجتمع فدعونا اليوم نتذاكر عن الركن الثالث من أركان الإسلام وهي الزكاة لما لها من الارتباط الوثيق بالصلاة من جهة وبحل مشاكل الفقراء والمساكين وأسر الشهداء والجرحى والمعتقلين والمهجرين من جهة أخرى ، ودعم الجهاد والمجاهدين من جهة ثالثة ، نتحدث عن ذلك ونحن على مقربة من أداء الركن الرابع من أركان الإسلام وهو صيام رمضان شهر الجود والعطاء، والبذل والإحسان، شهر التواصل والتكافل، والذي كان النبي صلى الله عليه وسلم فيه (أجود الناس حين يلقاه جبريل، وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان، فيدارسه القرآن، فلَرَسول الله صلى الله عليه وسلم أجودُ بالخير من الريح المرسلة) متفق عليه.
واذا تخلف الإنسان عن الجود والعطاء تطوعا فلا أقل من أن يحرص على أداء ما فرض الله عليه من حقوق للفقراء والمساكين ألا وهي الزكاة التي هي حقهم في المال الذى فرضه الله لهم كما قال تعالى (وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ ، لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ) وأكد على أداء الحقوق المتعلقة بذمة الإنسان ومنها حق الفقراء والمساكين قال تعالى (وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا) وقال (فَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ ذَلِكَ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)
والزكاة عبادة قديمة عرفت في الرسالات السابقة فهي من ثوابت الديانات وقد ذكرها الله تعالي في وصاياه إلي رسله وأنبيائه فقال (وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا وأوحينا إليهم فعل الخيرات وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة، وكانوا لنا عابدين) ويقول عن ميثاقه لبنى إسرائيل: (وإذ أخذنا ميثاق بنى إسرائيل لا تعبدون إلا الله وبالوالدين إحسانًا وذي القربى واليتامى والمساكين وقولوا للناس حسنًا وأقيموا الصلاة وآتو الزكاة) واعتبر القرآن الكريم الزكاة سببا لنيل رحمة الله تعالى قال تعالي : {ورحمتي وسعت كل شيء، فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم بآياتنا يؤمنون) وقال تعالي {والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم الله إن الله عزيز حكيم) وجعلها شرطا لاستحقاق نصره سبحانه قال تعالي (وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ، الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ ۗ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ) ومن أسباب الفلاح والصلاح في الدنيا والآخرة قال تعالي (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ ، الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ ، وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ ، وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ)
وهي الركن الثالث من أركان الدين وكان النبي صلى الله عليه وسلم يأخذ على الناس العهد على أدائها وعدم الإخلال بها فعن جرير بن عبد الله قال” بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على إقام، الصلاة، وإيتاء الزكاة، والنصح لكل مسلم. و الزكاة في الإسلام ليست “تبرعا” يتفضل به غني على فقير أو يحسن به واجد على معدوم، إنها أبعد من ذلك غورا، وأوسع أفقا. إنها جزء هام من نظام الإسلام الاقتصادي، ذلك النظام الفريد الذي عالج مشكلة الفقر أو مشكلة المال على وجه عام، قبل أن تعرف الدنيا نظاما عني بعلاج هذا الجانب الخطير من حياة الإنسان. فالزكاة حق لا تفضل فهي حق الله في مال الله فالله هو المالك الحقيقي لكل ما في الكون أرضه وسمائه، والمال في الحقيقة ماله، لأنه خالقه وواهبه وميسر سبله، ومانح الإنسان القدرة على اكتسابه. ولذلك قال (وَآتُوهُمْ مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ) (وأنفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه) فالزكاة حق الله ـ يؤديها المسلم طاعة لأمر الله، وشكرا له، واعترافا بفضله ، وهي حق للفقير بوصفه أخا للغني في الدين والإنسانية، فقد جعل الإسلام المجتمع كالأسرة الواحدة يكفل بعضه بعضا، بل كالجسد الواحد إذا اشتكى بعضه اشتكى كله ، فمن حق الفقير الذي لا يستطيع أن يعمل، أو يستطيع ولا يجد عملا، أو يعمل ولا يجد كفايته من عمله، أو يجد ولكن حل به من الأحداث ما أفقره وأحوجه إلى المعونة، أو كان متفرغا للجهاد دفاعا عن الدين والعقيدة والوطن أو كان يتيما فقد أباه وعائله لا سيما أيتام الشهداء أو كان مصابا معاقا كما هو حال كثير من الجرحى أو كان معتقلا ، من حق هؤلاء جميعا أن يعانوا وأن يشد من أزرهم وأن يؤخذ بأيديهم ، وليس من الإيمان ولا من الإنسانية أن يشبع
خطبة الجمعة 3 شعبان 1444هـ الموافق 24 فبراير 2023م
الخطبة الأولى : بعد الحمد والثناء على الله والأمر بالتقوى : أما بعد فيا أيها المؤمنون الكرام وبعد أن تحدثنا في حملة الأسبوع الماضي عن الصلاة الركن الثاني من أركان الإسلام وما لها من الأهمية في صلاح الفرد والمجتمع فدعونا اليوم نتذاكر عن الركن الثالث من أركان الإسلام وهي الزكاة لما لها من الارتباط الوثيق بالصلاة من جهة وبحل مشاكل الفقراء والمساكين وأسر الشهداء والجرحى والمعتقلين والمهجرين من جهة أخرى ، ودعم الجهاد والمجاهدين من جهة ثالثة ، نتحدث عن ذلك ونحن على مقربة من أداء الركن الرابع من أركان الإسلام وهو صيام رمضان شهر الجود والعطاء، والبذل والإحسان، شهر التواصل والتكافل، والذي كان النبي صلى الله عليه وسلم فيه (أجود الناس حين يلقاه جبريل، وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان، فيدارسه القرآن، فلَرَسول الله صلى الله عليه وسلم أجودُ بالخير من الريح المرسلة) متفق عليه.
واذا تخلف الإنسان عن الجود والعطاء تطوعا فلا أقل من أن يحرص على أداء ما فرض الله عليه من حقوق للفقراء والمساكين ألا وهي الزكاة التي هي حقهم في المال الذى فرضه الله لهم كما قال تعالى (وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ ، لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ) وأكد على أداء الحقوق المتعلقة بذمة الإنسان ومنها حق الفقراء والمساكين قال تعالى (وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا) وقال (فَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ ذَلِكَ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)
والزكاة عبادة قديمة عرفت في الرسالات السابقة فهي من ثوابت الديانات وقد ذكرها الله تعالي في وصاياه إلي رسله وأنبيائه فقال (وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا وأوحينا إليهم فعل الخيرات وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة، وكانوا لنا عابدين) ويقول عن ميثاقه لبنى إسرائيل: (وإذ أخذنا ميثاق بنى إسرائيل لا تعبدون إلا الله وبالوالدين إحسانًا وذي القربى واليتامى والمساكين وقولوا للناس حسنًا وأقيموا الصلاة وآتو الزكاة) واعتبر القرآن الكريم الزكاة سببا لنيل رحمة الله تعالى قال تعالي : {ورحمتي وسعت كل شيء، فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم بآياتنا يؤمنون) وقال تعالي {والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم الله إن الله عزيز حكيم) وجعلها شرطا لاستحقاق نصره سبحانه قال تعالي (وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ، الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ ۗ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ) ومن أسباب الفلاح والصلاح في الدنيا والآخرة قال تعالي (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ ، الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ ، وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ ، وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ)
وهي الركن الثالث من أركان الدين وكان النبي صلى الله عليه وسلم يأخذ على الناس العهد على أدائها وعدم الإخلال بها فعن جرير بن عبد الله قال” بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على إقام، الصلاة، وإيتاء الزكاة، والنصح لكل مسلم. و الزكاة في الإسلام ليست “تبرعا” يتفضل به غني على فقير أو يحسن به واجد على معدوم، إنها أبعد من ذلك غورا، وأوسع أفقا. إنها جزء هام من نظام الإسلام الاقتصادي، ذلك النظام الفريد الذي عالج مشكلة الفقر أو مشكلة المال على وجه عام، قبل أن تعرف الدنيا نظاما عني بعلاج هذا الجانب الخطير من حياة الإنسان. فالزكاة حق لا تفضل فهي حق الله في مال الله فالله هو المالك الحقيقي لكل ما في الكون أرضه وسمائه، والمال في الحقيقة ماله، لأنه خالقه وواهبه وميسر سبله، ومانح الإنسان القدرة على اكتسابه. ولذلك قال (وَآتُوهُمْ مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ) (وأنفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه) فالزكاة حق الله ـ يؤديها المسلم طاعة لأمر الله، وشكرا له، واعترافا بفضله ، وهي حق للفقير بوصفه أخا للغني في الدين والإنسانية، فقد جعل الإسلام المجتمع كالأسرة الواحدة يكفل بعضه بعضا، بل كالجسد الواحد إذا اشتكى بعضه اشتكى كله ، فمن حق الفقير الذي لا يستطيع أن يعمل، أو يستطيع ولا يجد عملا، أو يعمل ولا يجد كفايته من عمله، أو يجد ولكن حل به من الأحداث ما أفقره وأحوجه إلى المعونة، أو كان متفرغا للجهاد دفاعا عن الدين والعقيدة والوطن أو كان يتيما فقد أباه وعائله لا سيما أيتام الشهداء أو كان مصابا معاقا كما هو حال كثير من الجرحى أو كان معتقلا ، من حق هؤلاء جميعا أن يعانوا وأن يشد من أزرهم وأن يؤخذ بأيديهم ، وليس من الإيمان ولا من الإنسانية أن يشبع
بعض الناس حتى يشكو التخمة، وإلى جواره من طال حرمانه حتى أن وتألم من الجوع.
ولا يجوز للمؤمن أن يعيش في دائرة نفسه مغفلا واجبه نحو الآخرين من ضعفاء ومساكين، فهذا نقص في إيمانه، موجب لسخط الله في الدنيا والآخرة وفي هذا يقول الله تعالى: (أرأيت الذي يكذب بالدين فذلك الذي يدع اليتيم ولا يحض على طعام المسكين فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون، الذين هم يراءون ويمنعون الماعون) فقهر اليتيم وإهمال الحث على رعاية المسكين جعلا دليلا على أن القلب خلو من الإيمان بالآخرة والتصديق بالجزاء وما كان لمثل هذا الشخص من صلاة فهي صلاة الساهين المرائين التي لا نفع لها . فيا أيها التجار ويا أصحاب الأموال ويارجال الأعمال أدوا ما أوجب الله عليكم في هذه الأموال لتبرئوا ذممكم وتطهروا أموالكم وتزكوا نفوسكم، واحذروا الشح فإنه أهلك من كان قبلكم، وإياكم والبخل بما أوجب الله عليكم فإن ذلك هلاككم ونزع بركة أموالكم.واحذروا وعيد الله لمن يخل بهذا الركن العظيم بقوله (وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْراً لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ) وقال عز وجل: (وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ * يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لأنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ ) فيا من آمنتم بالله! يا من صدقتم بكتاب الله! يا من صدقتم بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم! ما قيمة الأموال التي تبخلون بزكاتها، وما فائدتها، إنها ستكون نقمة عليكم وثمرتها لغيركم، إنكم لا تطيقون الصبر على وهج نار الدنيا، فكيف تصبرون على نار الآخرة.
والزكاة أيها الكرام واجبة في كل أنواع المال النامي من عقارات ومنقولا وتجارات ونقديات ومحاصيل زراعية وديون مضمونة وغيرها ، والجدير بالتأكيد أن الزكاة واجبة في كل عروض التجارة وهي ما أعده الإنسان للتكسب من عقار أو أثاث أو مواشٍ أو سيارات أو مكائن أو أطعمة أو أقمشة أو غيرها فتجب فيها الزكاة وهي ربع عشر قيمتها عند تمام الحول، فإذا تم الحول وجب على التاجر أن يثمن ما عنده من العروض ويخرج ربع عشر قيمتها ، فاتقوا الله عز وجل واعرفوا ما أوجب الله عليكم في أموالكم، وأدوا الزكاة طيبة بها نفوسكم محتسبين بها الأجر من الله متعبدين بها إلى الله متذكرين وظيفة المسلم في الحياة من خلال قول الله (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ، وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ) وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المؤمنين فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم
الخطبة الثانية : بعد الحمد والثناء على الله : أما بعد فإن ذمة المسلم لا تبرأ من الزكاة ولا تكون زكاته مقبولة عند الله إلا إذا وضعها في مواضعها التي فرض الله أن توضع فيها، واستمعوا إلى قول الله عز وجل: (إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ) فالفقراء والمساكين والذين لا يجدون ما يكفي لسد حاجة عيالهم لا سيما في مثل هذا الوضع الاقتصادي المتردي هم أصحاب الحق في هذه الزكاة فيجب أن تسد حاجتهم ، وكذا الغارمون الذين عليهم ديون للناس لم يستطيعوا تسديدها أو وقعت عليهم حوادث لزمتهم بها ديات أو غرامات وعلاجات للمصابين أو أصلحوا بين الناس فتحملوا غرامات أو غيرها ، فهؤلاء إذا لم يكن عندهم ما يكفيهم لسداد ما عليهم فلهم حق في الزكاة ، ومن الحاجات الملحة حاجة الشباب وغير الشباب إلى الزواج فمن لم يجد تكاليف الزواج فمن حقه أن نعينه من الزكاة في مهر زوجته حتى يتزوج؛ لأن الزواج من الحاجات الأساسية للإنسان ، ومن المصارف ذات الأولوية اليوم مصرف في سبيل الله وهي النفقة على الجهاد والمجاهدين لسد حاجتهم وتوفير متطلبات المعركة من السلاح والذخيرة والغذاء والدواء والكساء وتذكروا قول الله (مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ
ولا يجوز للمؤمن أن يعيش في دائرة نفسه مغفلا واجبه نحو الآخرين من ضعفاء ومساكين، فهذا نقص في إيمانه، موجب لسخط الله في الدنيا والآخرة وفي هذا يقول الله تعالى: (أرأيت الذي يكذب بالدين فذلك الذي يدع اليتيم ولا يحض على طعام المسكين فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون، الذين هم يراءون ويمنعون الماعون) فقهر اليتيم وإهمال الحث على رعاية المسكين جعلا دليلا على أن القلب خلو من الإيمان بالآخرة والتصديق بالجزاء وما كان لمثل هذا الشخص من صلاة فهي صلاة الساهين المرائين التي لا نفع لها . فيا أيها التجار ويا أصحاب الأموال ويارجال الأعمال أدوا ما أوجب الله عليكم في هذه الأموال لتبرئوا ذممكم وتطهروا أموالكم وتزكوا نفوسكم، واحذروا الشح فإنه أهلك من كان قبلكم، وإياكم والبخل بما أوجب الله عليكم فإن ذلك هلاككم ونزع بركة أموالكم.واحذروا وعيد الله لمن يخل بهذا الركن العظيم بقوله (وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْراً لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ) وقال عز وجل: (وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ * يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لأنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ ) فيا من آمنتم بالله! يا من صدقتم بكتاب الله! يا من صدقتم بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم! ما قيمة الأموال التي تبخلون بزكاتها، وما فائدتها، إنها ستكون نقمة عليكم وثمرتها لغيركم، إنكم لا تطيقون الصبر على وهج نار الدنيا، فكيف تصبرون على نار الآخرة.
والزكاة أيها الكرام واجبة في كل أنواع المال النامي من عقارات ومنقولا وتجارات ونقديات ومحاصيل زراعية وديون مضمونة وغيرها ، والجدير بالتأكيد أن الزكاة واجبة في كل عروض التجارة وهي ما أعده الإنسان للتكسب من عقار أو أثاث أو مواشٍ أو سيارات أو مكائن أو أطعمة أو أقمشة أو غيرها فتجب فيها الزكاة وهي ربع عشر قيمتها عند تمام الحول، فإذا تم الحول وجب على التاجر أن يثمن ما عنده من العروض ويخرج ربع عشر قيمتها ، فاتقوا الله عز وجل واعرفوا ما أوجب الله عليكم في أموالكم، وأدوا الزكاة طيبة بها نفوسكم محتسبين بها الأجر من الله متعبدين بها إلى الله متذكرين وظيفة المسلم في الحياة من خلال قول الله (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ، وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ) وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المؤمنين فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم
الخطبة الثانية : بعد الحمد والثناء على الله : أما بعد فإن ذمة المسلم لا تبرأ من الزكاة ولا تكون زكاته مقبولة عند الله إلا إذا وضعها في مواضعها التي فرض الله أن توضع فيها، واستمعوا إلى قول الله عز وجل: (إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ) فالفقراء والمساكين والذين لا يجدون ما يكفي لسد حاجة عيالهم لا سيما في مثل هذا الوضع الاقتصادي المتردي هم أصحاب الحق في هذه الزكاة فيجب أن تسد حاجتهم ، وكذا الغارمون الذين عليهم ديون للناس لم يستطيعوا تسديدها أو وقعت عليهم حوادث لزمتهم بها ديات أو غرامات وعلاجات للمصابين أو أصلحوا بين الناس فتحملوا غرامات أو غيرها ، فهؤلاء إذا لم يكن عندهم ما يكفيهم لسداد ما عليهم فلهم حق في الزكاة ، ومن الحاجات الملحة حاجة الشباب وغير الشباب إلى الزواج فمن لم يجد تكاليف الزواج فمن حقه أن نعينه من الزكاة في مهر زوجته حتى يتزوج؛ لأن الزواج من الحاجات الأساسية للإنسان ، ومن المصارف ذات الأولوية اليوم مصرف في سبيل الله وهي النفقة على الجهاد والمجاهدين لسد حاجتهم وتوفير متطلبات المعركة من السلاح والذخيرة والغذاء والدواء والكساء وتذكروا قول الله (مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ
سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) واعلموا أيها الكرام جميعا مدنيين وعسكريين وأمن وقبائل بأن العدو الحوثي المعتدي يحشد ويتربص وينتظر فرصة غفلة فكونوا على حذر وعلى أهبة الاستعداد والجاهزية عملا بقول الله (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ فَانْفِرُوا ثُبَاتٍ أَوِ انْفِرُوا جَمِيعًا ، وَإِنَّ مِنْكُمْ لَمَنْ لَيُبَطِّئَنَّ فَإِنْ أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَالَ قَدْ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيَّ إِذْ لَمْ أَكُنْ مَعَهُمْ شَهِيدًا ، وَلَئِنْ أَصَابَكُمْ فَضْلٌ مِنَ اللَّهِ لَيَقُولَنَّ كَأَنْ لَمْ تَكُنْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ مَوَدَّةٌ يَا لَيْتَنِي كُنْتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزًا عَظِيمًا ، فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآخِرَةِ وَمَنْ يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيُقْتَلْ أَوْ يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا) واعلموا يا أصحاب الأموال بأن أموالكم مهددة بالخطر والنهب والمصادرة فدافعوا عن الكثير بالقليل وابذلوا الملايين من طيب أموالكم من الدولارات والسعودي دعما للمعركة لتكون نجاة لكم من العذاب والمهانة في الدنيا وذخرا لكم في الآخرة ومضاعفة لأجوركم (مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ) فجاهدوا بأموالكم وأنفسكم تفوزوا بأعظم التجارة وأوفر الأرباح (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ ، تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ، يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ، وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ ) ولا تدخروا شيئا من أموالكم ولا يتحايلن أحد على الزكاة فينتقص منها فإنه كالذي ينقص من ركعات صلاته فاحرصوا على إخراج زكاة أموالكم كاملة تامة غير منقوصة وراقبوا ربكم في ذلك قبل مراقبة الدولة أو السلطة (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) ثم الدعاء والصلاة على النبي وأقم الصلاة
بسم الله الرحمن الرحيم
خطبة الجمعة 11 شعبان 1444هـ الموافق 3 مارس2023م
الخطبة الأولى : بعد الحمدلة والشهادتين والوصية بالتقوى أما بعد : فيا أيها المؤمنون الكرام في منتصف شهر شعبان من العام الثاني للهجرة النبوية الشريفة زار رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قبيلة بني سلمة ونزل ضيفا على أمّ بشير بن البراء بن معرور فتغدّى هو وأصحابه عندها وجاء وقت صلاة الظُّهْر فخرج صلى الله عليه وسلم فصلّى بِأصحابه في مسجد بني سلمة- وكانت القبلة في ذلك الوقت إلى بيت المقدس وكان النبي صلى الله عليه وسلم يحب ويرجوا أن تحول القبلة إلى الكعبة وبينما هو راكع في الركعة الثانية من صلاة الظهر نزل عليه جبريل عليه السلام وأُمره أن يستقبل الكعبة المشرفة فاستدار صلوات ربي وسلامه عليه إلى الكعبة واستدارت الصّفوف خلفه ثمّ أتمّ الصّلاة إلى الكعبة وصُليت تلك الصلاة إلى القبلتين وسُمّي المسجد الذي صُليت فيه تلك الصلاة بمسجد القبلتين وتأخر الخبر عن أصحاب مسجد قباء إلى فجر اليوم التالي فجاءهم آت وهم يصلون الفجر فقال يا أيها الناس إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أمر أن يستقبل الكعبة فاستقبلوها فاستداروا فيما بقي من صلاتهم إلى الكعبة المشرفة ، ولربما حصل لمسجد آخر في صلاة العصر كما تفيد بعض الروايات ونزل في ذلك قول الله تعالى (قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ)
وقفة أيها الكرام مع هذه الحادثة ونحن على مقربة من المناسبة التي خلدها القرآن في جملة من آياته لنتعلم منها مجموعة من الدروس والعبر التي نحن بأمس الحاجة إليها في واقعنا اليوم
نعم أيها المؤمنون نتعلم من هذه الحادثة التسليم لأمر الله والاستجابة الفورية لله ولرسوله (اسْتَجِيبُوا لِرَبِّكُمْ) وهي خاصية مهمة في التعامل مع القرآن والسنة والدين نتعلمها من رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه ونتعود على التنفيذ الفوري لما نتعلمه من ديننا فالدين وتعاليمه ليست للتثقيف فحسب وإنما هي للتنفيذ وللتعلم والعمل فها هو النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة يتحولون عن بيت المقدس إلى الكعبة المشرفة فورا دون تباطؤ أو تسويف أو تأجيل إلى الصلاة الأخرى ونحن نتثاقل ونسوف فكم من الفوارق في حياتنا بين ما نعلم وما نعمل فاللهم اجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه
نتعلم الاقتداء والتأسي بخليل الرحمن وأبي الأنبياء إبراهيم عليه السلام والذي كان أهل الكتاب من اليهود والنصارى يدعون الاقتداء به والانتساب إليه وهم كاذبون مخالفون لطريقته وهديه ولذلك كذبهم الله وبين بأن المؤمنين أولى الناس بإبراهيم قال تعالى (مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ، إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ) ، وأمر الله رسوله صلى الله عليه وسلم أن يعلن ذلك للأمة فقال (قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ، قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ، لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ) ، وبالمناسبة أيها المؤمنون فإن ما يروج له اليوم باسم الديانة الإبراهيمية صورة من صور الكفر والضلال لا تمت إلى دين إبراهيم عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام بصلة وهي صنيعة يهودية مسيحية مفتراة على إبراهيم وعلى دينه كما أفتى بذلك علماء المسلمين المعاصرين فكونوا على حذر من هذه الضلالات (قُلْ صَدَقَ اللَّهُ فَاتَّبِعُوا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ)
نعم أيها المؤمنون لقد جعل الله لهذه الأمة قبلتها الخاصة ليكون لها شخصيتها وهويتها المستقلة التي تتميز بها عن غيرها من الأمم فلا تكون تبعا لغيرها بل متبوعة وهي حاملة راية الحق والعدل والخير والحرية للبشرية كلها وصاحبة الرسالة الخاتمة المعصومة المحفوظة الباقية إلى آخر الدهر وهي خير الأمم وأوسطها وأعدلها وهي الأمة القائدة الشاهدة في الدنيا والآخرة وهو ما دل عليه قول ربنا عز وجل (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا) ، وقوله (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ)
خطبة الجمعة 11 شعبان 1444هـ الموافق 3 مارس2023م
الخطبة الأولى : بعد الحمدلة والشهادتين والوصية بالتقوى أما بعد : فيا أيها المؤمنون الكرام في منتصف شهر شعبان من العام الثاني للهجرة النبوية الشريفة زار رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قبيلة بني سلمة ونزل ضيفا على أمّ بشير بن البراء بن معرور فتغدّى هو وأصحابه عندها وجاء وقت صلاة الظُّهْر فخرج صلى الله عليه وسلم فصلّى بِأصحابه في مسجد بني سلمة- وكانت القبلة في ذلك الوقت إلى بيت المقدس وكان النبي صلى الله عليه وسلم يحب ويرجوا أن تحول القبلة إلى الكعبة وبينما هو راكع في الركعة الثانية من صلاة الظهر نزل عليه جبريل عليه السلام وأُمره أن يستقبل الكعبة المشرفة فاستدار صلوات ربي وسلامه عليه إلى الكعبة واستدارت الصّفوف خلفه ثمّ أتمّ الصّلاة إلى الكعبة وصُليت تلك الصلاة إلى القبلتين وسُمّي المسجد الذي صُليت فيه تلك الصلاة بمسجد القبلتين وتأخر الخبر عن أصحاب مسجد قباء إلى فجر اليوم التالي فجاءهم آت وهم يصلون الفجر فقال يا أيها الناس إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أمر أن يستقبل الكعبة فاستقبلوها فاستداروا فيما بقي من صلاتهم إلى الكعبة المشرفة ، ولربما حصل لمسجد آخر في صلاة العصر كما تفيد بعض الروايات ونزل في ذلك قول الله تعالى (قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ)
وقفة أيها الكرام مع هذه الحادثة ونحن على مقربة من المناسبة التي خلدها القرآن في جملة من آياته لنتعلم منها مجموعة من الدروس والعبر التي نحن بأمس الحاجة إليها في واقعنا اليوم
نعم أيها المؤمنون نتعلم من هذه الحادثة التسليم لأمر الله والاستجابة الفورية لله ولرسوله (اسْتَجِيبُوا لِرَبِّكُمْ) وهي خاصية مهمة في التعامل مع القرآن والسنة والدين نتعلمها من رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه ونتعود على التنفيذ الفوري لما نتعلمه من ديننا فالدين وتعاليمه ليست للتثقيف فحسب وإنما هي للتنفيذ وللتعلم والعمل فها هو النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة يتحولون عن بيت المقدس إلى الكعبة المشرفة فورا دون تباطؤ أو تسويف أو تأجيل إلى الصلاة الأخرى ونحن نتثاقل ونسوف فكم من الفوارق في حياتنا بين ما نعلم وما نعمل فاللهم اجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه
نتعلم الاقتداء والتأسي بخليل الرحمن وأبي الأنبياء إبراهيم عليه السلام والذي كان أهل الكتاب من اليهود والنصارى يدعون الاقتداء به والانتساب إليه وهم كاذبون مخالفون لطريقته وهديه ولذلك كذبهم الله وبين بأن المؤمنين أولى الناس بإبراهيم قال تعالى (مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ، إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ) ، وأمر الله رسوله صلى الله عليه وسلم أن يعلن ذلك للأمة فقال (قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ، قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ، لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ) ، وبالمناسبة أيها المؤمنون فإن ما يروج له اليوم باسم الديانة الإبراهيمية صورة من صور الكفر والضلال لا تمت إلى دين إبراهيم عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام بصلة وهي صنيعة يهودية مسيحية مفتراة على إبراهيم وعلى دينه كما أفتى بذلك علماء المسلمين المعاصرين فكونوا على حذر من هذه الضلالات (قُلْ صَدَقَ اللَّهُ فَاتَّبِعُوا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ)
نعم أيها المؤمنون لقد جعل الله لهذه الأمة قبلتها الخاصة ليكون لها شخصيتها وهويتها المستقلة التي تتميز بها عن غيرها من الأمم فلا تكون تبعا لغيرها بل متبوعة وهي حاملة راية الحق والعدل والخير والحرية للبشرية كلها وصاحبة الرسالة الخاتمة المعصومة المحفوظة الباقية إلى آخر الدهر وهي خير الأمم وأوسطها وأعدلها وهي الأمة القائدة الشاهدة في الدنيا والآخرة وهو ما دل عليه قول ربنا عز وجل (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا) ، وقوله (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ)
وتأكيدا لاستقلال الأمة في هويتها وقيمها ووظيفتها نجد الأحاديث الكثيرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم والتي تنهانا عن التقليد الأعمى للضالين من أهل الكتاب عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ مَنْ قَبْلَكُمْ شِبْرًا بِشِبْرٍ، وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ، حَتَّى لَوْ سَلَكُوا جُحْرَ ضَبٍّ لَسَلَكْتُمُوهُ»، قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ: اليَهُودَ، وَالنَّصَارَى قَالَ: «فَمَنْ» رواه البخاري ومسلم وكان النبي صلى الله عليه وسلم يخالفهم حتى فيما بيننا وبينهم من القواسم في التشريع فلما صاموا يوم عاشوراء أرشدنا النبي صلى الله عليه وسلم إلى صام التاسع مع العاشر وغيرها كثير ، فاحذروا أيها المؤمنون رجالا ونساء وشبابا أن تكونوا نهبا لثقافة الشر والإلحاد والانحلال الأخلاقي وتمزيق الأسرة والعادات والتقاليد السيئة التي تشاهدونها عبر الشاشات والمواقع وخذوا تعاليم دينكم من كتاب الله وسنة رسوله واعتزوا بدينكم وإسلامكم (مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ)
إن في انتقال القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة المشرفة إيذان بانتقال القيادة لهذه البشرية من بني إسرائيل إلى هذه الأمة بقيادة خاتم النبيين وسيد المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم وقد علم بنو إسرائيل ذلك وكانوا قبلها يتفاخرون بدينهم المحرف وبماهم عليه من الزيغ والضلال ويعدون الاتجاه إلى قبلتهم دليل وشاهد أنهم على حق وهم ألد أعداء الدين من وقت مبكر ولذلك كشف الله الأستار عن مواقفهم قبل وقوعها وبعد حدوثها وما تنطوي عليه من الكيد والمكر والتضليل والتشكيك في الحق والدين فقال (سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) ، وقال(وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ) ، وقال (وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ بِكُلِّ آيَةٍ مَا تَبِعُوا قِبْلَتَكَ وَمَا أَنْتَ بِتَابِعٍ قِبْلَتَهُمْ وَمَا بَعْضُهُمْ بِتَابِعٍ قِبْلَةَ بَعْضٍ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّكَ إِذًا لَمِنَ الظَّالِمِينَ) وهذا ما حصل منهم فعلا وواقعا في الاعتراض على شرع الله ودينه والتشكيك في التشريع ومصادره وحامله من القرآن والسنة والرسول صلى الله عليه وسلم
نتعلم أيها المؤمنون بأن ألد الأعداء لهذه الأمة هم أولئك الذين نستعيذ بالله من شرهم ونتبرأ من طريقتهم في كل ركعة من ركعات صلاتنا فرضا ونفلا فنحن نفصح في سورة الفاتحة عن هويتنا وانتمائنا وقدواتنا الذين نسير وراءهم وهم الأنبياء والمرسلون والصديقون والشهداء والصالحون ونتبرأ من طريق المغضوب عليهم وهم اليهود والضالين وهم النصارى فنردد (اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ، صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ ) وهم حقيقة وواقعا رأس الشر والإجرام في هذه الأمة في الماضي والحاضر والمستقبل ولو تتبعنا كل حركات الهدم لقيم الأمة عبر التاريخ وإلى اليوم وكل فئات الخراب والدمار للأديان والأوطان وكل جماعات الإلحاد وكل أدوات الفساد للأخلاق والقيم لوجدناها من حيث أصولها وأفكارها وإدارتها ومحركاتها تعود إلى هؤلاء وعلى رأسها فرق الشيعة الرافضة بكل فروعها ومستوياتها فهي نبتة يهودية صليبية ، وهي أداة من أدواتهم يحمونها ويدعمونها والحوثيون في بلادنا نموذجا ، فمن أخرجهم من كهوف صعدة وقد كانوا فئة صغيرة معزولة منبوذة غير هؤلاء وأدواتهم في بلاد العرب والمسلمين ؟ ومن دعمهم بالسلاح والمال ؟ ومن فتح لهم الأبواب للسيطرة على البلاد بكل مقوماتها ؟ ثم من دافع عنهم وأنقذهم من هزائم محققة تعرضوا لها أمام الجيش الوطني لعدة مرات وصدق الله (وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ) وقال (مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلَا الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ) وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المؤمنين فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم
إن في انتقال القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة المشرفة إيذان بانتقال القيادة لهذه البشرية من بني إسرائيل إلى هذه الأمة بقيادة خاتم النبيين وسيد المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم وقد علم بنو إسرائيل ذلك وكانوا قبلها يتفاخرون بدينهم المحرف وبماهم عليه من الزيغ والضلال ويعدون الاتجاه إلى قبلتهم دليل وشاهد أنهم على حق وهم ألد أعداء الدين من وقت مبكر ولذلك كشف الله الأستار عن مواقفهم قبل وقوعها وبعد حدوثها وما تنطوي عليه من الكيد والمكر والتضليل والتشكيك في الحق والدين فقال (سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) ، وقال(وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ) ، وقال (وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ بِكُلِّ آيَةٍ مَا تَبِعُوا قِبْلَتَكَ وَمَا أَنْتَ بِتَابِعٍ قِبْلَتَهُمْ وَمَا بَعْضُهُمْ بِتَابِعٍ قِبْلَةَ بَعْضٍ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّكَ إِذًا لَمِنَ الظَّالِمِينَ) وهذا ما حصل منهم فعلا وواقعا في الاعتراض على شرع الله ودينه والتشكيك في التشريع ومصادره وحامله من القرآن والسنة والرسول صلى الله عليه وسلم
نتعلم أيها المؤمنون بأن ألد الأعداء لهذه الأمة هم أولئك الذين نستعيذ بالله من شرهم ونتبرأ من طريقتهم في كل ركعة من ركعات صلاتنا فرضا ونفلا فنحن نفصح في سورة الفاتحة عن هويتنا وانتمائنا وقدواتنا الذين نسير وراءهم وهم الأنبياء والمرسلون والصديقون والشهداء والصالحون ونتبرأ من طريق المغضوب عليهم وهم اليهود والضالين وهم النصارى فنردد (اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ، صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ ) وهم حقيقة وواقعا رأس الشر والإجرام في هذه الأمة في الماضي والحاضر والمستقبل ولو تتبعنا كل حركات الهدم لقيم الأمة عبر التاريخ وإلى اليوم وكل فئات الخراب والدمار للأديان والأوطان وكل جماعات الإلحاد وكل أدوات الفساد للأخلاق والقيم لوجدناها من حيث أصولها وأفكارها وإدارتها ومحركاتها تعود إلى هؤلاء وعلى رأسها فرق الشيعة الرافضة بكل فروعها ومستوياتها فهي نبتة يهودية صليبية ، وهي أداة من أدواتهم يحمونها ويدعمونها والحوثيون في بلادنا نموذجا ، فمن أخرجهم من كهوف صعدة وقد كانوا فئة صغيرة معزولة منبوذة غير هؤلاء وأدواتهم في بلاد العرب والمسلمين ؟ ومن دعمهم بالسلاح والمال ؟ ومن فتح لهم الأبواب للسيطرة على البلاد بكل مقوماتها ؟ ثم من دافع عنهم وأنقذهم من هزائم محققة تعرضوا لها أمام الجيش الوطني لعدة مرات وصدق الله (وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ) وقال (مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلَا الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ) وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المؤمنين فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم
الخطبة الثانية : بعد الحمد والثناء على الله والصلاة على رسول الله أما بعد : فإن الله وصف من يشككون في الدين والعقيدة والقرآن والسنة من أهل الكتاب بالسفهاء فقال (سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) قال ابن كثير وَالسُّفَهَاءُ: جَمْعُ سَفِيهٍ، كَمَا أَنَّ الْحُكَمَاءَ جَمْعُ حَكِيمٍ ، وَالسَّفِيهُ: هُوَ الْجَاهِلُ الضَّعِيفُ الرَّأْيِ الْقَلِيلُ الْمَعْرِفَةِ بِمَوَاضِعِ الْمَصَالِحِ وَالْمَضَارِّ ، وفعلا أيها الكرام من يقف في صف الباطل مواجها لأصحاب الحق كما فعل اليهود فهو سفيه ، ومن يتسبب في خراب بلاده ودينه ووطنه ويفتح بلاده للأعداء يحتلونها ويعيثون فيها فسادا كما فعل الحوثي ومليشياته فهو سفيه ، ومن يشكك في الدين والعقيدة والقرآن والسنة فهو سفيه ، ومن ينشر الإلحاد والفسق والفجور والمخدرات والخمور فهو سفيه ، ومن يثير العصبيات والنعرات الجاهلية بين الناس ويشعل الحروب بين فئات المجتمع وقبائله فهو سفيه ، ومن يتخلى عن أداء واجبه في مواجهة العدو الغاصب الذي يحشد يوما بعد يوم فهو سفيه ، ومن يبخل بماله في الدفاع عن الدين والوطن فهو سفيه ، ولا يتنكر لملة الحق والدين إلا سفيه (وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ ، إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ ، وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)
ولذلك كان من واجب الأمة أن تقف مع الجيش والأمن والقبائل في مواجهة سفاهة الحوثي وطيشه وعبثه بمقومات حياتها الدينية والسياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية وهو من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي أوجبه الله على الناس بقوله (وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) وكما جاء في الحديث عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ الرَّجُلَ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَانَ يَرَى الرَّجُلَ عَلَى الْمَعْصِيَةِ , فَيَنْهَاهُ ثُمَّ لَا يَمْنَعُهُ ذَلِكَ أَنْ يَكُونَ أَكِيلَهُ وَخَلِيطَهُ، فَلَمَّا رَأَى اللَّهُ ذَلِكَ ضَرَبَ بِقُلُوبِ بَعْضِهِمْ عَلَى بَعْضٍ , وَلَعَنَهُمْ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِمْ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ وَكَانَ مُتَّكِئًا فَجَلَسَ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ , لَتَأْمُرُنَّ بِالْمَعْرُوفِ، وَلَتَنْهُنَّ عَنِ الْمُنْكَرِ وَلَتَأْخُذُنَّ عَلَى يَدِ السَّفِيهِ أَوْ يَلْعَنُكُمْ كَمَا لَعَنَهُمُ " رواه أبو داود والطحاوي والبيهقي ، وعلينا أيها الكرام أن نكون أكثر حرصا على ديننا ووطننا وقرآننا ووحدة صفنا وكلمتنا ، وعلينا أن نكون على أهبة الاستعداد والجاهزية للعدو المتربص فلا تغفلوا أيها المقاتلون عن أسلحتكم ومتارسكم ومواقعكم ، ولا تغفلوا يا رجال الأمن عن دوركم الأمني وملاحقة كل خلايا الحوثي التي تستهدف الأمن والاستقرار وتنشر الفساد وسوء الأخلاق ، ولا تغفلوا أيها الدعاة والخطباء والعلماء والإعلاميون عن توعية شعبكم ومجتمعكم بواجباتهم الدينية والوطنية وكشف الأستار عن ضلالات الحوثي وكل أذرعته والمتعاونين معه ، ولا تغفلوا أيها التجار عن دعم هذه المعركة المصيرية بأغلى ما تملكون من أموالكم وزكواتكم ، ولا تغفلوا أيها المهاجرون وأيها القبائل من أبناء مأرب والمهاجرين إليها من أن تكونوا سندا لجيشكم وأمنكم فذلك واجب الوقت (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ، وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ) ثم الدعاء والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم
ولذلك كان من واجب الأمة أن تقف مع الجيش والأمن والقبائل في مواجهة سفاهة الحوثي وطيشه وعبثه بمقومات حياتها الدينية والسياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية وهو من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي أوجبه الله على الناس بقوله (وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) وكما جاء في الحديث عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ الرَّجُلَ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَانَ يَرَى الرَّجُلَ عَلَى الْمَعْصِيَةِ , فَيَنْهَاهُ ثُمَّ لَا يَمْنَعُهُ ذَلِكَ أَنْ يَكُونَ أَكِيلَهُ وَخَلِيطَهُ، فَلَمَّا رَأَى اللَّهُ ذَلِكَ ضَرَبَ بِقُلُوبِ بَعْضِهِمْ عَلَى بَعْضٍ , وَلَعَنَهُمْ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِمْ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ وَكَانَ مُتَّكِئًا فَجَلَسَ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ , لَتَأْمُرُنَّ بِالْمَعْرُوفِ، وَلَتَنْهُنَّ عَنِ الْمُنْكَرِ وَلَتَأْخُذُنَّ عَلَى يَدِ السَّفِيهِ أَوْ يَلْعَنُكُمْ كَمَا لَعَنَهُمُ " رواه أبو داود والطحاوي والبيهقي ، وعلينا أيها الكرام أن نكون أكثر حرصا على ديننا ووطننا وقرآننا ووحدة صفنا وكلمتنا ، وعلينا أن نكون على أهبة الاستعداد والجاهزية للعدو المتربص فلا تغفلوا أيها المقاتلون عن أسلحتكم ومتارسكم ومواقعكم ، ولا تغفلوا يا رجال الأمن عن دوركم الأمني وملاحقة كل خلايا الحوثي التي تستهدف الأمن والاستقرار وتنشر الفساد وسوء الأخلاق ، ولا تغفلوا أيها الدعاة والخطباء والعلماء والإعلاميون عن توعية شعبكم ومجتمعكم بواجباتهم الدينية والوطنية وكشف الأستار عن ضلالات الحوثي وكل أذرعته والمتعاونين معه ، ولا تغفلوا أيها التجار عن دعم هذه المعركة المصيرية بأغلى ما تملكون من أموالكم وزكواتكم ، ولا تغفلوا أيها المهاجرون وأيها القبائل من أبناء مأرب والمهاجرين إليها من أن تكونوا سندا لجيشكم وأمنكم فذلك واجب الوقت (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ، وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ) ثم الدعاء والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم
بسم الله الرحمن الرحيم
خطبة الجمعة .....شعبان 1444هـ الموافق 10 مارس 2023م
الخطبة الأولى : بعد الحمد والثناء على الله والصلاة على رسول الله والأمر بالتقوى : أما بعد فيا أيها المؤمنون الكرام ونحن في استقبال الشهر الكريم بنفحاته وبركاته وخيراته وخصائصه يطيب لنا أن نقف مع أمر هو من أهم مراسيم الاستقبال ومما يعين على الفوز والفلاح والنجاح في استثمار الشهر المبارك بكل أيامه وأوقاته ألا وهي التوبة إلى الله تعالى والإنابة إليه ، التوبة التي تعد من أهم الواجبات التي أوجبها الله عز وجل على كل مكلف بل جعلها من فروض العين ورغب فيها ورهب ، رحمة بالإنسان الذي لا ينفك عن الذنوب والأخطاء والآثام والتقصير فكل ابن آدم خطاء وكلنا ذو خطأ وخير الخطائين التوابون .
والتوبة أيها المؤمنون هي الاعتراف بالذنب والإقلاع عنه والعودة إلى الطاعة والندم على ما بدر من الإنسان من القصور والذنوب والمعاصي والعزم على عدم العودة إلى الذنب ورد حقوق الآخرين أو التسامح منهم، وطلب المغفرة من الله تعالى والاعتذار إليه والذل بين يديه ، وربنا سبحانه يرغبنا في التوبة ويغرينا بأنواع من الكرامات لمن تاب إليه وأناب فيبين سبحانه أنه يحب التوابين الذين يكثرون من التوبة ويلازمونها فيقول (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ) ، ويخبرنا أن التوبة مكفرة للذنوب ماحية للسيئات والمعاصي فيقول (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) ويرشدنا إلى ما يمحو السيئات ويذهب بآثارها فيقول(وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ) ، وعَنْ أَبِي ذَرٍّ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهُ:: اتَّقِ اللهَ حَيْثُمَا كُنْتَ، وَأَتْبِعِ السَّيِّئَةَ الْحَسَنَةَ تَمْحُهَا، وَخَالِقِ النَّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ " أخرجه أحمد والدارمي والترمذي وهو حديث حسن ، والتوبة أيها المؤمنون من أسباب الفلاح والنجاح والنصر والتأييد والتمكين في كل أمونا الدنيوية والأخروية قال تعالى (وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)
وأنه تعالى أيها المؤمنون يبدل سيئات الإنسان التائب إلى حسنات قال الله تعالى: (وَالَّذِينَ لاَ يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلـهًا آخَرَ وَلاَ يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَلاَ يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا *يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا *إِلاَّ مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا) ولهذه الآية معنيان صحيحان يكرم الله بهما عباده ، الأول أن الله يوفق الإنسان الذي كان عاصيا ثم تاب يوفقه ويستعمله في الحسنات والطاعات بدل ما كان فيه من السيئات والمعاصي ، والثَّانِي: أَنَّ تِلْكَ السَّيِّئَاتِ الْمَاضِيَةَ تَنْقَلِبُ بِنَفْسِ التَّوْبَةِ النَّصُوحِ حَسَنَاتٍ، وَمَا ذَاكَ إِلَّا أَنَّهُ كُلَّمَا تَذَكَّرَ مَا مَضَى نَدِمَ وَاسْتَرْجَعَ وَاسْتَغْفَرَ، فَيَنْقَلِبُ الذَّنْبُ طَاعَةً بِهَذَا الِاعْتِبَارِ. فَيَوْمَ الْقِيَامَةِ وَإِنْ وَجَدَهُ مَكْتُوبًا عَلَيْهِ لَكِنَّهُ لَا يَضُرُّهُ وَيَنْقَلِبُ حَسَنَةً فِي صَحِيفَتِهِ، كَمَا ثَبَتَتِ السُّنَّةُ بِذَلِكَ، وَصَحَّتْ بِهِ الْآثَارُ الْمَرْوِيَّةُ عَنِ السَّلَفِ رَحِمَهُمُ اللَّهُ تَعَالَى ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنِّي لَأَعْرِفُ آخِرَ أَهْلِ النَّارِ خُرُوجًا مِنَ النَّارِ، وَآخِرَ أَهْلِ الْجَنَّةِ دُخُولًا إِلَى الْجَنَّةِ: يُؤْتَى بِرَجُلٍ فَيَقُولُ: نَحّوا كِبَارَ ذُنُوبِهِ وَسَلُوهُ عَنْ صِغَارِهَا، قَالَ: فَيُقَالُ لَهُ: عَمِلْتَ يَوْمَ كَذَا وَكَذَا كَذَا، وَعَمِلْتَ يَوْمَ كَذَا وَكَذَا كَذَا؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ -لَا يستطيع أن ينكر من ذلك شيئا - فَيُقَالُ: فَإِنَّ لَكَ بِكُلِّ سَيِّئَةٍ حَسَنَةً. فَيَقُولُ: يَا رَبِّ، عَمِلْتُ أَشْيَاءَ لَا أَرَاهَا هَاهُنَا". قَالَ: فَضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ. رواه مُسْلِمٌ
خطبة الجمعة .....شعبان 1444هـ الموافق 10 مارس 2023م
الخطبة الأولى : بعد الحمد والثناء على الله والصلاة على رسول الله والأمر بالتقوى : أما بعد فيا أيها المؤمنون الكرام ونحن في استقبال الشهر الكريم بنفحاته وبركاته وخيراته وخصائصه يطيب لنا أن نقف مع أمر هو من أهم مراسيم الاستقبال ومما يعين على الفوز والفلاح والنجاح في استثمار الشهر المبارك بكل أيامه وأوقاته ألا وهي التوبة إلى الله تعالى والإنابة إليه ، التوبة التي تعد من أهم الواجبات التي أوجبها الله عز وجل على كل مكلف بل جعلها من فروض العين ورغب فيها ورهب ، رحمة بالإنسان الذي لا ينفك عن الذنوب والأخطاء والآثام والتقصير فكل ابن آدم خطاء وكلنا ذو خطأ وخير الخطائين التوابون .
والتوبة أيها المؤمنون هي الاعتراف بالذنب والإقلاع عنه والعودة إلى الطاعة والندم على ما بدر من الإنسان من القصور والذنوب والمعاصي والعزم على عدم العودة إلى الذنب ورد حقوق الآخرين أو التسامح منهم، وطلب المغفرة من الله تعالى والاعتذار إليه والذل بين يديه ، وربنا سبحانه يرغبنا في التوبة ويغرينا بأنواع من الكرامات لمن تاب إليه وأناب فيبين سبحانه أنه يحب التوابين الذين يكثرون من التوبة ويلازمونها فيقول (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ) ، ويخبرنا أن التوبة مكفرة للذنوب ماحية للسيئات والمعاصي فيقول (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) ويرشدنا إلى ما يمحو السيئات ويذهب بآثارها فيقول(وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ) ، وعَنْ أَبِي ذَرٍّ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهُ:: اتَّقِ اللهَ حَيْثُمَا كُنْتَ، وَأَتْبِعِ السَّيِّئَةَ الْحَسَنَةَ تَمْحُهَا، وَخَالِقِ النَّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ " أخرجه أحمد والدارمي والترمذي وهو حديث حسن ، والتوبة أيها المؤمنون من أسباب الفلاح والنجاح والنصر والتأييد والتمكين في كل أمونا الدنيوية والأخروية قال تعالى (وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)
وأنه تعالى أيها المؤمنون يبدل سيئات الإنسان التائب إلى حسنات قال الله تعالى: (وَالَّذِينَ لاَ يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلـهًا آخَرَ وَلاَ يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَلاَ يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا *يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا *إِلاَّ مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا) ولهذه الآية معنيان صحيحان يكرم الله بهما عباده ، الأول أن الله يوفق الإنسان الذي كان عاصيا ثم تاب يوفقه ويستعمله في الحسنات والطاعات بدل ما كان فيه من السيئات والمعاصي ، والثَّانِي: أَنَّ تِلْكَ السَّيِّئَاتِ الْمَاضِيَةَ تَنْقَلِبُ بِنَفْسِ التَّوْبَةِ النَّصُوحِ حَسَنَاتٍ، وَمَا ذَاكَ إِلَّا أَنَّهُ كُلَّمَا تَذَكَّرَ مَا مَضَى نَدِمَ وَاسْتَرْجَعَ وَاسْتَغْفَرَ، فَيَنْقَلِبُ الذَّنْبُ طَاعَةً بِهَذَا الِاعْتِبَارِ. فَيَوْمَ الْقِيَامَةِ وَإِنْ وَجَدَهُ مَكْتُوبًا عَلَيْهِ لَكِنَّهُ لَا يَضُرُّهُ وَيَنْقَلِبُ حَسَنَةً فِي صَحِيفَتِهِ، كَمَا ثَبَتَتِ السُّنَّةُ بِذَلِكَ، وَصَحَّتْ بِهِ الْآثَارُ الْمَرْوِيَّةُ عَنِ السَّلَفِ رَحِمَهُمُ اللَّهُ تَعَالَى ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنِّي لَأَعْرِفُ آخِرَ أَهْلِ النَّارِ خُرُوجًا مِنَ النَّارِ، وَآخِرَ أَهْلِ الْجَنَّةِ دُخُولًا إِلَى الْجَنَّةِ: يُؤْتَى بِرَجُلٍ فَيَقُولُ: نَحّوا كِبَارَ ذُنُوبِهِ وَسَلُوهُ عَنْ صِغَارِهَا، قَالَ: فَيُقَالُ لَهُ: عَمِلْتَ يَوْمَ كَذَا وَكَذَا كَذَا، وَعَمِلْتَ يَوْمَ كَذَا وَكَذَا كَذَا؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ -لَا يستطيع أن ينكر من ذلك شيئا - فَيُقَالُ: فَإِنَّ لَكَ بِكُلِّ سَيِّئَةٍ حَسَنَةً. فَيَقُولُ: يَا رَبِّ، عَمِلْتُ أَشْيَاءَ لَا أَرَاهَا هَاهُنَا". قَالَ: فَضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ. رواه مُسْلِمٌ
ومن رحمة الله أنه يفرح بتوبة عبده إذا تاب إليه فعن عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لَلَّهُ أَفْرَحُ بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ مِنْ رَجُلٍ نَزَلَ مَنْزِلًا وَبِهِ مَهْلَكَةٌ، وَمَعَهُ رَاحِلَتُهُ، عَلَيْهَا طَعَامُهُ وَشَرَابُهُ، فَوَضَعَ رَأْسَهُ فَنَامَ نَوْمَةً، فَاسْتَيْقَظَ وَقَدْ ذَهَبَتْ رَاحِلَتُهُ، حَتَّى إِذَا اشْتَدَّ عَلَيْهِ الحَرُّ وَالعَطَشُ أَوْ مَا شَاءَ اللَّهُ، قَالَ: أَرْجِعُ إِلَى مَكَانِي، فَرَجَعَ فَنَامَ نَوْمَةً، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ، فَإِذَا رَاحِلَتُهُ عِنْدَهُ " واه البخاري وما أعظم هذا العمل الذي يفرح به الرب وما أرحم رب العزة الذي هو أرحم بنا من آبائنا وأمهاتنا ، ومن أسماء الله التواب لأنه يتوب على عبده ويقبل توبته ، ومن أسماء الله المتعلقة بالتوبة الغفور الرحيم والعفو الكريم وكلها تدعوا الإنسان ليتوب إلى التواب ويستغفر الغفار ويطلب العفو من العفو ويطلب الرحمة من الرحيم ويتعرض للكريم ليكرمه
وكل الذنوب أيها المؤمنون عند ربكم لها حل ومغفرته أوسع من ذنوبنا فعن أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: يَا ابْنَ آدَمَ إِنَّكَ مَا دَعَوْتَنِي وَرَجَوْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ عَلَى مَا كَانَ فِيكَ وَلاَ أُبَالِي، يَا ابْنَ آدَمَ لَوْ بَلَغَتْ ذُنُوبُكَ عَنَانَ السَّمَاءِ ثُمَّ اسْتَغْفَرْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ، وَلاَ أُبَالِي، يَا ابْنَ آدَمَ إِنَّكَ لَوْ أَتَيْتَنِي بِقُرَابِ الأَرْضِ خَطَايَا ثُمَّ لَقِيتَنِي لاَ تُشْرِكُ بِي شَيْئًا لأَتَيْتُكَ بِقُرَابِهَا مَغْفِرَةً.رواه الترمذي َوقال هذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ ، فما ذا بقي لنا من حجة أمام ربنا ؟ وماذا بقي لنا من عذر ؟ إنه الندم المحقق والخسارة الفادحة أن يموت الإنسان بغير توبة والله يقول (وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى )واستغفر الله لي ولكم ولسائر المؤمنين فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم
الخطبة الثانية : بعد الحمد والثناء على الله : أما بعد فإن التوبة إلى الله أيها المؤمنون تبدأ بوقفة محاسبة صادقة ناقدة جادة حازمة يحاسب فيها الإنسان نفسه قبل يوم الحساب وكأن ملائكة الرحمن قد احضرت سجلاته التي لا تغادر صغيرة ولا كبيرة يفتش صحائف أعماله ثم ينظر مواضع الأخطاء في التصورات والعقائد والأفكار فالفكر والفكرة حسنة أو سيئة ، يصحح أخطاءه ويراجع نفسه ويعيدها إلى الجادة ، انظر إلى المعاصي والذنوب القلبية والعاطفية والإرادية فهي أشد إثما من المعاصي العملية فتخل عنها ، أنظر إلى المعاصي العملية السلوكية إلى معاصي اللسان والنظر واليدين والرجلين والفرج والله يدعونا إلى البراءة من كل الآثام فيقول (وَذَرُوا ظَاهِرَ الْإِثْمِ وَبَاطِنَهُ إِنَّ الَّذِينَ يَكْسِبُونَ الْإِثْمَ سَيُجْزَوْنَ بِمَا كَانُوا يَقْتَرِفُونَ) وعَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ يَضْمَنْ لِي مَا بَيْنَ لَحْيَيْهِ وَمَا بَيْنَ رِجْلَيْهِ أَضْمَنْ لَهُ الجَنَّةَ» رواه البخاري
لنحاسب أنفسنا جميعا على المعاصي التي تتعلق بحقوق الآخرين فإنها تأتي على الحسنات فتأكلها وتحيل صاحبها مفلسا يتحمل أخطاء ومعاصي من ظلمهم وأخل بحقوقهم ثم يؤمر به إلى النار ، احذروا المعاصي العامة والتي هي أشد إثما وأعظم ضررا من المعاصي الفردية والخاصة ، من يظلم فردا ليس كالذي يهدر حقوق أسرة وليس كالذي يضيع حقوق المجتمع ، من يخل بواجباته في الوظيفة العامة يعظم إثمه ويكبر ذنبه بقدر ما يحدثه من ضرر في مجتمعه ، من يحتكر السلع لا سيما أيام رمضان جرمه كبير فالناس يتنافسون في الحسنات وهو ينافس في السيئات ، من يغالي في الأسعار ومن يغالي في الإيجار ومن يخدع الناس بالدعايات الكاذبة لأسعاره ومنتجاته وبضاعته كل هؤلاء آثمون وعليهم التوبة ، من يمنع حق الفقراء والمساكين ويخل بأداء الزكاة كاملة غير منقوصة إثمه عظيم ، ومن يخون دينه ووطنه وأمته ، ومن يقف مع أعداء الإسلام ، ومن يسيء إلى الدين والقرآن والسنة والقيم ، ومن يعتدي على الآخرين ويستبد بحرياتهم ، ومن يسفك دماء الناس بغير حق أو يتسبب في ذلك ، ومن يضلل الناس باسم الدين ، ومن يحمل في نفسه حقدا أو حسدا أو غشا على المسلمين ، ومن يحقد على الصحابة والتابعين (وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ) ، ومن يتكبر ويتعالى على الناس ويرى نفسه فوق الناس وأفضل من الناس جرمه كبير وإثمه عظيم فلا يدخل الجنة من كان في فلبه مثقال ذرة من كبر ، من يتهاون بأداء الصلاة في المسجد في جماعة يحاسب نفسه ويتوب إلى الله من ذلك ، من
وكل الذنوب أيها المؤمنون عند ربكم لها حل ومغفرته أوسع من ذنوبنا فعن أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: يَا ابْنَ آدَمَ إِنَّكَ مَا دَعَوْتَنِي وَرَجَوْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ عَلَى مَا كَانَ فِيكَ وَلاَ أُبَالِي، يَا ابْنَ آدَمَ لَوْ بَلَغَتْ ذُنُوبُكَ عَنَانَ السَّمَاءِ ثُمَّ اسْتَغْفَرْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ، وَلاَ أُبَالِي، يَا ابْنَ آدَمَ إِنَّكَ لَوْ أَتَيْتَنِي بِقُرَابِ الأَرْضِ خَطَايَا ثُمَّ لَقِيتَنِي لاَ تُشْرِكُ بِي شَيْئًا لأَتَيْتُكَ بِقُرَابِهَا مَغْفِرَةً.رواه الترمذي َوقال هذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ ، فما ذا بقي لنا من حجة أمام ربنا ؟ وماذا بقي لنا من عذر ؟ إنه الندم المحقق والخسارة الفادحة أن يموت الإنسان بغير توبة والله يقول (وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى )واستغفر الله لي ولكم ولسائر المؤمنين فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم
الخطبة الثانية : بعد الحمد والثناء على الله : أما بعد فإن التوبة إلى الله أيها المؤمنون تبدأ بوقفة محاسبة صادقة ناقدة جادة حازمة يحاسب فيها الإنسان نفسه قبل يوم الحساب وكأن ملائكة الرحمن قد احضرت سجلاته التي لا تغادر صغيرة ولا كبيرة يفتش صحائف أعماله ثم ينظر مواضع الأخطاء في التصورات والعقائد والأفكار فالفكر والفكرة حسنة أو سيئة ، يصحح أخطاءه ويراجع نفسه ويعيدها إلى الجادة ، انظر إلى المعاصي والذنوب القلبية والعاطفية والإرادية فهي أشد إثما من المعاصي العملية فتخل عنها ، أنظر إلى المعاصي العملية السلوكية إلى معاصي اللسان والنظر واليدين والرجلين والفرج والله يدعونا إلى البراءة من كل الآثام فيقول (وَذَرُوا ظَاهِرَ الْإِثْمِ وَبَاطِنَهُ إِنَّ الَّذِينَ يَكْسِبُونَ الْإِثْمَ سَيُجْزَوْنَ بِمَا كَانُوا يَقْتَرِفُونَ) وعَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ يَضْمَنْ لِي مَا بَيْنَ لَحْيَيْهِ وَمَا بَيْنَ رِجْلَيْهِ أَضْمَنْ لَهُ الجَنَّةَ» رواه البخاري
لنحاسب أنفسنا جميعا على المعاصي التي تتعلق بحقوق الآخرين فإنها تأتي على الحسنات فتأكلها وتحيل صاحبها مفلسا يتحمل أخطاء ومعاصي من ظلمهم وأخل بحقوقهم ثم يؤمر به إلى النار ، احذروا المعاصي العامة والتي هي أشد إثما وأعظم ضررا من المعاصي الفردية والخاصة ، من يظلم فردا ليس كالذي يهدر حقوق أسرة وليس كالذي يضيع حقوق المجتمع ، من يخل بواجباته في الوظيفة العامة يعظم إثمه ويكبر ذنبه بقدر ما يحدثه من ضرر في مجتمعه ، من يحتكر السلع لا سيما أيام رمضان جرمه كبير فالناس يتنافسون في الحسنات وهو ينافس في السيئات ، من يغالي في الأسعار ومن يغالي في الإيجار ومن يخدع الناس بالدعايات الكاذبة لأسعاره ومنتجاته وبضاعته كل هؤلاء آثمون وعليهم التوبة ، من يمنع حق الفقراء والمساكين ويخل بأداء الزكاة كاملة غير منقوصة إثمه عظيم ، ومن يخون دينه ووطنه وأمته ، ومن يقف مع أعداء الإسلام ، ومن يسيء إلى الدين والقرآن والسنة والقيم ، ومن يعتدي على الآخرين ويستبد بحرياتهم ، ومن يسفك دماء الناس بغير حق أو يتسبب في ذلك ، ومن يضلل الناس باسم الدين ، ومن يحمل في نفسه حقدا أو حسدا أو غشا على المسلمين ، ومن يحقد على الصحابة والتابعين (وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ) ، ومن يتكبر ويتعالى على الناس ويرى نفسه فوق الناس وأفضل من الناس جرمه كبير وإثمه عظيم فلا يدخل الجنة من كان في فلبه مثقال ذرة من كبر ، من يتهاون بأداء الصلاة في المسجد في جماعة يحاسب نفسه ويتوب إلى الله من ذلك ، من
يسيء إلى أبيه وأمه وجيرانه ، من يتشبه بأعداء الدين في أوضاعهم وأحوالهم من الشباب ومن النساء يحاسب نفسه ، ومن يتخلف عن الجهاد ودعم الجيش والأمن والمقاومة بالنفس والمال ، كل هؤلاء ايها المؤمنون وغيرهم غارقون
في الآثام ومطالبون بالتوبة (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ، وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ
قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ ، وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ ، أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ ، أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ، أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ)
والتوبة أيها المؤمنون لا تقبل إلا بخمسة شروط: الأول: الإخلاص لله تعالى بأن يقصد بها وجه الله تعالى وثوابه والنجاة من عذابه لا رياء ولا سمعة ولا طلبا لثواب دنيوي . الثاني: الشعور بسوء المعصية وشؤمها والندم على فعلها فيما مضى والحزن على ذلك ويتمنى أنه لم يفعلها. الثالث :الإقلاع عن المعصية فوراً؛ فإن كانت في حق الله تعالى: تركها إن كانت في فعل محرم، وبادر بفعلها إن كانت ترك واجب، وإن كانت في حق مخلوق: بادر بالتخلص منها إما بردها إليه أو طلب السماح له وتحليله منها. الرابع: العزم على أن لا يعود إلى تلك المعصية في المستقبل. الخامس: أن تكون التوبة قبل فوات قبولها ؛ إما بحضور الأجل فإذا جاء وقت الغرغرة فلا توبة أو بطلوع الشمس من مغربها؛ قال الله تعالى: (وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآْنَ) اللّهم وفقنا للتوبة النصوح. وتقبل منا إنك أنت السميع العليم.
في الآثام ومطالبون بالتوبة (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ، وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ
قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ ، وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ ، أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ ، أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ، أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ)
والتوبة أيها المؤمنون لا تقبل إلا بخمسة شروط: الأول: الإخلاص لله تعالى بأن يقصد بها وجه الله تعالى وثوابه والنجاة من عذابه لا رياء ولا سمعة ولا طلبا لثواب دنيوي . الثاني: الشعور بسوء المعصية وشؤمها والندم على فعلها فيما مضى والحزن على ذلك ويتمنى أنه لم يفعلها. الثالث :الإقلاع عن المعصية فوراً؛ فإن كانت في حق الله تعالى: تركها إن كانت في فعل محرم، وبادر بفعلها إن كانت ترك واجب، وإن كانت في حق مخلوق: بادر بالتخلص منها إما بردها إليه أو طلب السماح له وتحليله منها. الرابع: العزم على أن لا يعود إلى تلك المعصية في المستقبل. الخامس: أن تكون التوبة قبل فوات قبولها ؛ إما بحضور الأجل فإذا جاء وقت الغرغرة فلا توبة أو بطلوع الشمس من مغربها؛ قال الله تعالى: (وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآْنَ) اللّهم وفقنا للتوبة النصوح. وتقبل منا إنك أنت السميع العليم.