#مجالس_الأسئلة_العلمية | المجلس الرابع والستون
🔹موعد المجلس: الثلاثاء 26 ربيع الآخر 1446 هـ، من الساعة التاسعة إلى الساعة العاشرة مساء بتوقيت الرياض.
🔹موضوع المجلس: مسائل في التفسير.
🔹 أستقبل أسئلتكم في التعليقات، وأسأل الله التوفيق والسداد.
🔹موعد المجلس: الثلاثاء 26 ربيع الآخر 1446 هـ، من الساعة التاسعة إلى الساعة العاشرة مساء بتوقيت الرياض.
🔹موضوع المجلس: مسائل في التفسير.
🔹 أستقبل أسئلتكم في التعليقات، وأسأل الله التوفيق والسداد.
#حياة_العلم_مذاكرته | #مسائل_ألفقه
مسألة: امرأة حامل في الشهر الثاني خالعت زوجها، ثم أرادت الرجوع إليه؛ فعقد عليها ومات ولم يدخل بها؛ فما هي عدتها؟
وهل يجب لها المهر كله أو نصفه؟
مسألة: امرأة حامل في الشهر الثاني خالعت زوجها، ثم أرادت الرجوع إليه؛ فعقد عليها ومات ولم يدخل بها؛ فما هي عدتها؟
وهل يجب لها المهر كله أو نصفه؟
جواب سؤال عن قاعدة "التأسيس أولى من التأكيد"
#مسائل_التفسير
#مسائل_التفسير
قناة عبد العزيز بن داخل المطيري
#حياة_العلم_مذاكرته | #مسائل_التفسير تقرر أنّ النكرة في سياق الأمر تفيد الإطلاق، بحيث يكفي في الامتثال أن يؤتى بالأمر المطلق مرة واحدة بما يحقق المراد من الإطلاق كما في قول الله تعالى: {إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة} كان يكفيهم في الامتثال أن يذبحوا بقرة…
أشكر كلّ من أجاب، وقد أصاب بعضكم بعض المعنى، زادكم الله علماً وفهماً.
وخلاصة الجواب أن النكرة في سياق الأمر تفيد الإطلاق، لكن الإطلاق يفسّر في كلّ موضع بحسبه؛ فقد تبرأ العهدة بفعله مرة، وقد يقتضي الأمر التكرار بتكرار سببه أو وقته أو وقوع شرطه، وقد يقتضي الأمر المداومة عليه كما في هذه الأمثلة وضابطها أن يعدّ تركها مرة عصياناً ومخالفة؛ فكلّ ما كان تركه مرة عصياناً فالأمر به يقتضي الدوام، والدوام على نوعين: دوام فعل، ودوام استصحاب بأن لا يعمل نقيضه.
ومن ذلك الأمر بالإيمان بالله وتقواه يقتضيان المداومة، لأن ترك الإيمان بالله ولو لوقت قصير يقتضي الكفر؛ وكذلك ترك التقوى ولو لوقت قصير يقتضي الوقوع في المعصية، فاقتضى هذان الأمران المداومة.
وفي قول الله تعالى: {واعملوا صالحاً} ورد الأمر مقيّداً بقيد الصلاح، والمعنى: اعملوا وليكن عملكم صالحاً، فيبقى الإطلاق فيما جاوز هذا القيد؛ فيختار العبد من الأعمال الصالحة ما يصلح له، وقد يرد على بعض الأعمال قيدٌ من نصّ آخر يوجبها فيستفاد الوجوب من ذلك النصّ الآخر.
لكن هذا النص يصحّ فيه إعمال مفهوم المخالفة لأن الصفة مقيدة، والمعنى: لا تعمل عملاً سيئاً.
وكذلك قول الله تعالى: {وقولوا للناس حسناً} ورد الأمر مطلقاً بما يفيد المداومة؛ أي: ليكن قولكم حسناً أو ذا حُسْن، على القراءتين.
ومن المهمّ التفريق بين العموم والإطلاق؛ فلو كانت هذه الصيغة صيغة عموم لكن المعنى: اعملوا جميع الأعمال الصالحة، وهذا غير مراد.
والعام والمطلق يشتركان في وصف مطلق العموم، لكن العام عمومه شمولي، والمطلق عمومه بدلي.
وهذا كما لو قال لك الطبيب: كُلْ أكلاً صحياً؛ فإنّه يريد منك المداومة على الأكل الصحي من غير إلزام بجميع المأكولات الصحية؛ فهو بمعنى لا تأكل أكلا غير صحي، لكن جملة الأمر أبلغ من جملة النهي لأنها تقتضي الإلزام بالفعل أو الحثّ عليه.
وخلاصة الجواب أن النكرة في سياق الأمر تفيد الإطلاق، لكن الإطلاق يفسّر في كلّ موضع بحسبه؛ فقد تبرأ العهدة بفعله مرة، وقد يقتضي الأمر التكرار بتكرار سببه أو وقته أو وقوع شرطه، وقد يقتضي الأمر المداومة عليه كما في هذه الأمثلة وضابطها أن يعدّ تركها مرة عصياناً ومخالفة؛ فكلّ ما كان تركه مرة عصياناً فالأمر به يقتضي الدوام، والدوام على نوعين: دوام فعل، ودوام استصحاب بأن لا يعمل نقيضه.
ومن ذلك الأمر بالإيمان بالله وتقواه يقتضيان المداومة، لأن ترك الإيمان بالله ولو لوقت قصير يقتضي الكفر؛ وكذلك ترك التقوى ولو لوقت قصير يقتضي الوقوع في المعصية، فاقتضى هذان الأمران المداومة.
وفي قول الله تعالى: {واعملوا صالحاً} ورد الأمر مقيّداً بقيد الصلاح، والمعنى: اعملوا وليكن عملكم صالحاً، فيبقى الإطلاق فيما جاوز هذا القيد؛ فيختار العبد من الأعمال الصالحة ما يصلح له، وقد يرد على بعض الأعمال قيدٌ من نصّ آخر يوجبها فيستفاد الوجوب من ذلك النصّ الآخر.
لكن هذا النص يصحّ فيه إعمال مفهوم المخالفة لأن الصفة مقيدة، والمعنى: لا تعمل عملاً سيئاً.
وكذلك قول الله تعالى: {وقولوا للناس حسناً} ورد الأمر مطلقاً بما يفيد المداومة؛ أي: ليكن قولكم حسناً أو ذا حُسْن، على القراءتين.
ومن المهمّ التفريق بين العموم والإطلاق؛ فلو كانت هذه الصيغة صيغة عموم لكن المعنى: اعملوا جميع الأعمال الصالحة، وهذا غير مراد.
والعام والمطلق يشتركان في وصف مطلق العموم، لكن العام عمومه شمولي، والمطلق عمومه بدلي.
وهذا كما لو قال لك الطبيب: كُلْ أكلاً صحياً؛ فإنّه يريد منك المداومة على الأكل الصحي من غير إلزام بجميع المأكولات الصحية؛ فهو بمعنى لا تأكل أكلا غير صحي، لكن جملة الأمر أبلغ من جملة النهي لأنها تقتضي الإلزام بالفعل أو الحثّ عليه.
قناة عبد العزيز بن داخل المطيري
#حياة_العلم_مذاكرته | #مسائل_ألفقه مسألة: امرأة حامل في الشهر الثاني خالعت زوجها، ثم أرادت الرجوع إليه؛ فعقد عليها ومات ولم يدخل بها؛ فما هي عدتها؟ وهل يجب لها المهر كله أو نصفه؟
الجواب:
يجوز للمخالع أن ينكح مخالعته في عدتها بعقد جديد، ولو كانت حاملاً من غير خلاف بين الأئمة، لأنّ العدة بسببه ولا يُستبرأ له من مائه.
فإن مات قبل الدخول بها فعدّتها أن تضع حملها؛ لأنَّ أولات الأحمال من الزوجات عدّتهنّ خاصة؛ فتقدّم على عدّة عموم الزوجات التي هي أربعة أشهر وعشر ليال.
ولها المهر كاملاً إن كان مسمى، وإن لم يسمّ فلها مهر المثل.
وإن طلّقها قبل الدخول بها فلها نصف المهر.
وأشكر كلّ من أجاب، وقد أصاب بعضكم بعض الجواب.
يجوز للمخالع أن ينكح مخالعته في عدتها بعقد جديد، ولو كانت حاملاً من غير خلاف بين الأئمة، لأنّ العدة بسببه ولا يُستبرأ له من مائه.
فإن مات قبل الدخول بها فعدّتها أن تضع حملها؛ لأنَّ أولات الأحمال من الزوجات عدّتهنّ خاصة؛ فتقدّم على عدّة عموم الزوجات التي هي أربعة أشهر وعشر ليال.
ولها المهر كاملاً إن كان مسمى، وإن لم يسمّ فلها مهر المثل.
وإن طلّقها قبل الدخول بها فلها نصف المهر.
وأشكر كلّ من أجاب، وقد أصاب بعضكم بعض الجواب.
قناة عبد العزيز بن داخل المطيري
#حياة_العلم_مذاكرته | #مسائل_الفقه مسألة: هل ناقل القذف قاذف؟
خلاصة الجواب أن ناقل القذف قد يعدّ قاذفاً وقد يعدّ غير قاذف بحسب الباعث على النقل وبحسب الحال والأثر:
1: فإذا كان النقل له مسوّغ شرعي كالشهادة على القاذف عند الاستشهاد، والشكوى لدى الحاكم ، والاستفتاء لدى المفتي ، ونحو ذلك من المقاصد المعتبرة شرعاً فهذا النقل لا حرج فيه، ولا يعدّ قذفاً.
2: وإذا كان النقل على سبيل الإشاعة والفرح بما يصيب المقذوف من الاتهام في عرضه فهذا من القذف؛ بل قد يكون المشيع أشدّ جرماً من القاذف الأصلي.
3: وإذا كان النقل على سبيل الإنكار والإشاعة للتشنيع على القاذف فهو محرّم لما فيه من إشاعة الاتهام للمقذوف وفي الناس مصدق ومكذب، وقد تكون جناية هذا النقل عظيمة على المقذوف وإن كانت على سبيل الإنكار.
4: وإذا كان النقل على سبيل الإنكار من غير إشاعة لغير من يكون النقل لهم معتبراً شرعاً ممن تقدّم ذكرهم ومن في مثل حكمهم فهو محرّم ، والناقل آثم؛ لأنه قد يكون سبباً في إشاعة الحديث في عرض أخيه المسلم.
1: فإذا كان النقل له مسوّغ شرعي كالشهادة على القاذف عند الاستشهاد، والشكوى لدى الحاكم ، والاستفتاء لدى المفتي ، ونحو ذلك من المقاصد المعتبرة شرعاً فهذا النقل لا حرج فيه، ولا يعدّ قذفاً.
2: وإذا كان النقل على سبيل الإشاعة والفرح بما يصيب المقذوف من الاتهام في عرضه فهذا من القذف؛ بل قد يكون المشيع أشدّ جرماً من القاذف الأصلي.
3: وإذا كان النقل على سبيل الإنكار والإشاعة للتشنيع على القاذف فهو محرّم لما فيه من إشاعة الاتهام للمقذوف وفي الناس مصدق ومكذب، وقد تكون جناية هذا النقل عظيمة على المقذوف وإن كانت على سبيل الإنكار.
4: وإذا كان النقل على سبيل الإنكار من غير إشاعة لغير من يكون النقل لهم معتبراً شرعاً ممن تقدّم ذكرهم ومن في مثل حكمهم فهو محرّم ، والناقل آثم؛ لأنه قد يكون سبباً في إشاعة الحديث في عرض أخيه المسلم.
#مجالس_الأسئلة_العلمية| المجلس الخامس والستون
🔹موعد المجلس: الثلاثاء 3 جمادى الأولى 1446 هـ، من الساعة الثامنة إلى الساعة التاسعة مساء بتوقيت الرياض.
🔹موضوع المجلس: مسائل في السلوك.
🔹 أستقبل أسئلتكم في التعليقات، وأسأل الله التوفيق والسداد.
🔹موعد المجلس: الثلاثاء 3 جمادى الأولى 1446 هـ، من الساعة الثامنة إلى الساعة التاسعة مساء بتوقيت الرياض.
🔹موضوع المجلس: مسائل في السلوك.
🔹 أستقبل أسئلتكم في التعليقات، وأسأل الله التوفيق والسداد.
Forwarded from ضحى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحسن الله إليكم وتقبل منكم وجزاكم عنا خير الجزاء
قال السعدي في ختام تفسير هذه الآيات :
"في هذه الآيات التحذير لهذه الأمَّة من العمل بالمعاصي؛ لئلاَّ يصيبهم ما أصاب بني إسرائيل..
فسنَّة الله واحدةٌ لا تبدَّل ولا تغيَّر..
ومن نظر إلى تسليط الكفرة على المسلمين والظَّلَمة..
عَرَفَ أنَّ ذلك من أجل ذنوبهم عقوبةً لهم،..
وأنَّهم إذا أقاموا كتاب الله وسنَّة رسوله؛ مكَّن لهم في الأرض، ونصرهم على أعدائهم".
وجدت أن هذا النص مريح وموفق -كما هو تفسير الشيخ عموما- في التركيز على مقصد الآيات وعدم الإنشغال بالتحليل التاريخي
والحاجة له في فهم الأحداث المحيطة بنا تزداد أسأل الله أن يردنا إليه والمسلمين ردا جميلا
تحدثت بهذا التفسير في أحد المجالس فردت علي أخت بقولها : "لكن أهل فلسطين ليسوا أهل معاصي "
عندي بعض الردود الإجمالية لكني متطلعة للاستماع منكم سواء على مقصد الآيات عموما أو على تعليق الأخت
أعانكم الله وسددكم
أحسن الله إليكم وتقبل منكم وجزاكم عنا خير الجزاء
قال السعدي في ختام تفسير هذه الآيات :
"في هذه الآيات التحذير لهذه الأمَّة من العمل بالمعاصي؛ لئلاَّ يصيبهم ما أصاب بني إسرائيل..
فسنَّة الله واحدةٌ لا تبدَّل ولا تغيَّر..
ومن نظر إلى تسليط الكفرة على المسلمين والظَّلَمة..
عَرَفَ أنَّ ذلك من أجل ذنوبهم عقوبةً لهم،..
وأنَّهم إذا أقاموا كتاب الله وسنَّة رسوله؛ مكَّن لهم في الأرض، ونصرهم على أعدائهم".
وجدت أن هذا النص مريح وموفق -كما هو تفسير الشيخ عموما- في التركيز على مقصد الآيات وعدم الإنشغال بالتحليل التاريخي
والحاجة له في فهم الأحداث المحيطة بنا تزداد أسأل الله أن يردنا إليه والمسلمين ردا جميلا
تحدثت بهذا التفسير في أحد المجالس فردت علي أخت بقولها : "لكن أهل فلسطين ليسوا أهل معاصي "
عندي بعض الردود الإجمالية لكني متطلعة للاستماع منكم سواء على مقصد الآيات عموما أو على تعليق الأخت
أعانكم الله وسددكم
Forwarded from ضحى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
دونت ما فهمته من كلام الشيخ أحسن الله إليه في الجواب على هذا السؤال.
وغيرت ما لزم تغييره من المسموع إلى المكتوب
ولعلي وفقت في التحرير
دونت ما فهمته من كلام الشيخ أحسن الله إليه في الجواب على هذا السؤال.
وغيرت ما لزم تغييره من المسموع إلى المكتوب
ولعلي وفقت في التحرير
Forwarded from ضحى
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله
ما ذكرته هذه الأخت المعترضة منتقد وليس في محله
وفيه نوع من التزكية
ومما ينبغي فهمه في مثل هذه الأحوال ما يلي :
أولا :
- البلاء الذي حل على فلسطين هو بلاء على الأمة جميعا
نحن جميعا نتألم لما يصيبهم
ولا تكاد تجد من بلاد المسلمين إلا ولها نصيب من هذا البلاء
وإن لم يكن مباشرا
لكن أهل فلسطين في واجهة الحدث
فما يصيبهم من البلاء الظاهر أشد في صورته الظاهرة
لكن ما يصيب كثيرا من المسلمين من الامتحان بهذا الحدث قد يكون ضرره عليهم في دينهم أشد
فالابتلاء عام وهذا أمر ينبغي أن يفقه..
ثانيا:
نحن كلنا وأهل فلسطين منا ينبغي ألا نزكي أنفسنا بل ننظر إلى هذه الأمور التي نكرهها ونستاء منها ونعدها من المصائب ننظر إليها نظر المشفق ونخشى أن تكون بسبب ذنوبنا ومعاصينا
قال تعالى ؛
﴿وَما أَصابَكُم مِن مُصيبَةٍ فَبِما كَسَبَت أَيديكُم وَيَعفو عَن كَثيرٍ﴾ [الشورى: ٣٠]
أكثر السلف في تفسير هذه الآية :
أن كل مصيبة فهي بما كسبت أيدي الناس وهذا الأمر ينبغي أن يفهم
لأن من الناس من يخطئ في فهم هذه الآية
فالله عز وجل عم الحكم: {فَبِما كَسَبَت أَيديكُم}
وقد دلت نصوص الكتاب والسنة على أن المصائب التي يكرهها العبد داخلة فيما كسبته يده ولها حالتان :
- الحالة الأولى:
أن تكون بسبب الذنوب:
فتكون عقوبة للعبد على ذنب اقترفه
أو بسبب الذنوب العامة وإن لم تكن بذنبه هو
- الحالة الثانية
أن تقع ابتلاء خاصا للعبد وإن لم يكن أصل ما أصيب به ذنب يأثم عليه في الشريعة
فقد يستدعي الإنسان البلاء ويتمناه فيصيبه
كأن يتلفظ بكلمات فيها تعرض للبلاء فيبتلى والبلاء موكل بالمنطق
أو يدعو بالبلاء فيصيبه البلاء
ثالثا:
قد يصاب الإنسان ببلاء أو مصيبة بسبب ذنب أخيه المسلم
فتكون ابتلاء له وعقوبة على غيره قال تعالى:
﴿وَاتَّقوا فِتنَةً لا تُصيبَنَّ الَّذينَ ظَلَموا مِنكُم خاصَّةً وَاعلَموا أَنَّ اللَّهَ شَديدُ العِقابِ﴾ [الأنفال: ٢٥]
وهذا الأمر يؤكد أهمية التناصح والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في إنقاذ الناس.
هذه الآية نص بأن بعض ما يصيب الأمة قد لايكون بسبب ذنب بعض أفرادها
ذكر عن الزبير بن العوام رضي الله عنه أنه لما انصرف من وقعة الجمل تألم كثيرا مما حصل من قتال وقال لقد كنا نقرأ هذه الآية وما كنا نظن أنها تقع حتى وقعت
فإنه لا يقول أحد بأن أئمة الصحابة والعلماء منهم ولا سيما العشرة المبشرين بالجنة
انهم من صنف الذين ظلموا انفسهم، لكن أصيبوا بهذه المصيبة وهي في حقهم ابتلاء وفي حق غيرهم عقوبة
ولذلك قد يتنوع المقصد تكون المصيبة واحدة لكنها تكون على فلان عقوبة وتكون على فلان ابتلاء
وكل مؤمن اذا أصابته مصيبة فصبر فهذا خير له لأنه وإن كان مذنبا فالمصيبة تكفر سيئاته
والحاصل:
نحن وأهل فلسطين جميعا داخلون في هذا الخطاب وما يصيبنا لا يخرج عن هذه الأنواع التي بينها الله عز وجل في كتابه
رابعا :
أن الذي يتأمل فيما ورد من آثار السلف يظهر له اشفاقهم على ان يكون ما اصابهم بسبب ذنوبهم ومعاصيهم
▫️روي عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها أنها كانت إذا أصابها صداع وضعت يدها على رأسها وقالت "هذا بذنوبي وما يعف الله عنه أكثر"
▫️وعمران بن حصين كان من المعلمين الذين بعثهم عمر بن الخطاب الى البصرة وقد ولي القضاء مدة ، وهو ممن تسلم عليه الملائكة
أصيب ببلاء أقعده على السرير نحو ثلاثين عاما
حتى نقب له نقب في السرير ليخرج منه ما يخرج
دخل عليه بعض من يعوده فقالوا إنا نبتئس مما يصيبك
فقال لهم عمران بن حصين "ان هذا بذنبي وما يعف الله عنه أكثر"
اذا كان هذا حال كبار الصحابة
المشهود لهم بالصلاح وممن تسلم عليهم الملائكة
لم يجزموا أن ما أصابهم ليس بذنوبهم
وكان أول ما يتبادر إلى أذهانهم ان يخافوا أنه بسبب دنوبهم فهل يزكي نفسه بعدهم أحد
وقد روي أن المطرف بن عبدالله الشخير
دخل عليه وذكر له تألمه مما أصابه بل روي أنه بكى مما اصابه فقال له "لا تبك فإن أحبه إلى الله احبه الي"
وهذا يدل على تعظيم رضاه عن الله عز وجل
وقد ذكر ابن كثير قصصا وآثارا للسلف حول هذا المعنى يحسن الرجوع إليها
والمقصود :
ان مايصيب الأمة من البلاء هو على هذه الأنواع
- ذنوب يعاقب بها بعض افراد الأمة
- ابتلاء جره بعض افراد الأمة على أنفسهم
- ابتلاء عام قد يبتلى الإنسان بذنوب بعض أفراد الأمة.
خامسا :
المصائب من الفتن والواجب فيها اتباع هدى الله
▫️المصائب من الفتن لأن الإنسان قد يهتدي فيها وقد يضل
▫️المصائب مهما اشتدت فإن الانسان اذا اتبع فيها هدى الله عز وجل آلت في حقه إلى عاقبة حسنة وحال حسنة وارتفعت بها درجته عند الله عز وجل
لما تخلف الأعراب عن غزوة
ابتلاهم الله بقوم أولي بأس شديد يقاتلونهم أو يسلمون
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله
ما ذكرته هذه الأخت المعترضة منتقد وليس في محله
وفيه نوع من التزكية
ومما ينبغي فهمه في مثل هذه الأحوال ما يلي :
أولا :
- البلاء الذي حل على فلسطين هو بلاء على الأمة جميعا
نحن جميعا نتألم لما يصيبهم
ولا تكاد تجد من بلاد المسلمين إلا ولها نصيب من هذا البلاء
وإن لم يكن مباشرا
لكن أهل فلسطين في واجهة الحدث
فما يصيبهم من البلاء الظاهر أشد في صورته الظاهرة
لكن ما يصيب كثيرا من المسلمين من الامتحان بهذا الحدث قد يكون ضرره عليهم في دينهم أشد
فالابتلاء عام وهذا أمر ينبغي أن يفقه..
ثانيا:
نحن كلنا وأهل فلسطين منا ينبغي ألا نزكي أنفسنا بل ننظر إلى هذه الأمور التي نكرهها ونستاء منها ونعدها من المصائب ننظر إليها نظر المشفق ونخشى أن تكون بسبب ذنوبنا ومعاصينا
قال تعالى ؛
﴿وَما أَصابَكُم مِن مُصيبَةٍ فَبِما كَسَبَت أَيديكُم وَيَعفو عَن كَثيرٍ﴾ [الشورى: ٣٠]
أكثر السلف في تفسير هذه الآية :
أن كل مصيبة فهي بما كسبت أيدي الناس وهذا الأمر ينبغي أن يفهم
لأن من الناس من يخطئ في فهم هذه الآية
فالله عز وجل عم الحكم: {فَبِما كَسَبَت أَيديكُم}
وقد دلت نصوص الكتاب والسنة على أن المصائب التي يكرهها العبد داخلة فيما كسبته يده ولها حالتان :
- الحالة الأولى:
أن تكون بسبب الذنوب:
فتكون عقوبة للعبد على ذنب اقترفه
أو بسبب الذنوب العامة وإن لم تكن بذنبه هو
- الحالة الثانية
أن تقع ابتلاء خاصا للعبد وإن لم يكن أصل ما أصيب به ذنب يأثم عليه في الشريعة
فقد يستدعي الإنسان البلاء ويتمناه فيصيبه
كأن يتلفظ بكلمات فيها تعرض للبلاء فيبتلى والبلاء موكل بالمنطق
أو يدعو بالبلاء فيصيبه البلاء
ثالثا:
قد يصاب الإنسان ببلاء أو مصيبة بسبب ذنب أخيه المسلم
فتكون ابتلاء له وعقوبة على غيره قال تعالى:
﴿وَاتَّقوا فِتنَةً لا تُصيبَنَّ الَّذينَ ظَلَموا مِنكُم خاصَّةً وَاعلَموا أَنَّ اللَّهَ شَديدُ العِقابِ﴾ [الأنفال: ٢٥]
وهذا الأمر يؤكد أهمية التناصح والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في إنقاذ الناس.
هذه الآية نص بأن بعض ما يصيب الأمة قد لايكون بسبب ذنب بعض أفرادها
ذكر عن الزبير بن العوام رضي الله عنه أنه لما انصرف من وقعة الجمل تألم كثيرا مما حصل من قتال وقال لقد كنا نقرأ هذه الآية وما كنا نظن أنها تقع حتى وقعت
فإنه لا يقول أحد بأن أئمة الصحابة والعلماء منهم ولا سيما العشرة المبشرين بالجنة
انهم من صنف الذين ظلموا انفسهم، لكن أصيبوا بهذه المصيبة وهي في حقهم ابتلاء وفي حق غيرهم عقوبة
ولذلك قد يتنوع المقصد تكون المصيبة واحدة لكنها تكون على فلان عقوبة وتكون على فلان ابتلاء
وكل مؤمن اذا أصابته مصيبة فصبر فهذا خير له لأنه وإن كان مذنبا فالمصيبة تكفر سيئاته
والحاصل:
نحن وأهل فلسطين جميعا داخلون في هذا الخطاب وما يصيبنا لا يخرج عن هذه الأنواع التي بينها الله عز وجل في كتابه
رابعا :
أن الذي يتأمل فيما ورد من آثار السلف يظهر له اشفاقهم على ان يكون ما اصابهم بسبب ذنوبهم ومعاصيهم
▫️روي عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها أنها كانت إذا أصابها صداع وضعت يدها على رأسها وقالت "هذا بذنوبي وما يعف الله عنه أكثر"
▫️وعمران بن حصين كان من المعلمين الذين بعثهم عمر بن الخطاب الى البصرة وقد ولي القضاء مدة ، وهو ممن تسلم عليه الملائكة
أصيب ببلاء أقعده على السرير نحو ثلاثين عاما
حتى نقب له نقب في السرير ليخرج منه ما يخرج
دخل عليه بعض من يعوده فقالوا إنا نبتئس مما يصيبك
فقال لهم عمران بن حصين "ان هذا بذنبي وما يعف الله عنه أكثر"
اذا كان هذا حال كبار الصحابة
المشهود لهم بالصلاح وممن تسلم عليهم الملائكة
لم يجزموا أن ما أصابهم ليس بذنوبهم
وكان أول ما يتبادر إلى أذهانهم ان يخافوا أنه بسبب دنوبهم فهل يزكي نفسه بعدهم أحد
وقد روي أن المطرف بن عبدالله الشخير
دخل عليه وذكر له تألمه مما أصابه بل روي أنه بكى مما اصابه فقال له "لا تبك فإن أحبه إلى الله احبه الي"
وهذا يدل على تعظيم رضاه عن الله عز وجل
وقد ذكر ابن كثير قصصا وآثارا للسلف حول هذا المعنى يحسن الرجوع إليها
والمقصود :
ان مايصيب الأمة من البلاء هو على هذه الأنواع
- ذنوب يعاقب بها بعض افراد الأمة
- ابتلاء جره بعض افراد الأمة على أنفسهم
- ابتلاء عام قد يبتلى الإنسان بذنوب بعض أفراد الأمة.
خامسا :
المصائب من الفتن والواجب فيها اتباع هدى الله
▫️المصائب من الفتن لأن الإنسان قد يهتدي فيها وقد يضل
▫️المصائب مهما اشتدت فإن الانسان اذا اتبع فيها هدى الله عز وجل آلت في حقه إلى عاقبة حسنة وحال حسنة وارتفعت بها درجته عند الله عز وجل
لما تخلف الأعراب عن غزوة
ابتلاهم الله بقوم أولي بأس شديد يقاتلونهم أو يسلمون
Forwarded from ضحى
قال تعالى: ﴿قُل لِلمُخَلَّفينَ مِنَ الأَعرابِ سَتُدعَونَ إِلى قَومٍ أُولي بَأسٍ شَديدٍ تُقاتِلونَهُم أَو يُسلِمونَ فَإِن تُطيعوا يُؤتِكُمُ اللَّهُ أَجرًا حَسَنًا وَإِن تَتَوَلَّوا كَما تَوَلَّيتُم مِن قَبلُ يُعَذِّبكُم عَذابًا أَليمًا﴾ [الفتح: ١٦]
هذه في حقهم أليست فتنة ؟
سبب هذه الفتنة والمصيبة أنهم تخلفوا عن الغزوة
وقالوا شغلتنا أموالنا وأهلونا
كما قال تعالى:
﴿سَيَقولُ لَكَ المُخَلَّفونَ مِنَ الأَعرابِ شَغَلَتنا أَموالُنا وَأَهلونا فَاستَغفِر لَنا يَقولونَ بِأَلسِنَتِهِم ما لَيسَ في قُلوبِهِم قُل فَمَن يَملِكُ لَكُم مِنَ اللَّهِ شَيئًا إِن أَرادَ بِكُم ضَرًّا أَوف أَرادَ بِكُم نَفعًا بَل كانَ اللَّهُ بِما تَعمَلونَ خَبيرًا﴾ [الفتح: ١١]
فإذا تابوا وثبتوا في هذه الفتنة كانت عاقبتهم حسنة
وكذلك كل مذنب من هذه الأمة تصيبه مصيبة إذا اتبع هدى الله وأناب إلى الله آتاه الله أجرا حسنا
{فَإِن تُطيعوا يُؤتِكُمُ اللَّهُ أَجرًا حَسَنًا وَإِن تَتَوَلَّوا كَما تَوَلَّيتُم مِن قَبلُ يُعَذِّبكُم عَذابًا أَليمًا﴾
فهذا المثل اعتبره في جميع ما تصاب به الأمة
سادسا :
سنة الله لا تتبدل
وهذا أمر ينبغي أن ينتبه له وهو داخل في هدى الله عز وجل
وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم أن عرى الدين ستنفصل عروة عروة
فأولها الحكم وآخرها الصلاة
قال ﷺ ((لَتُنتَقَضَنَّ عُرى الإسلامِ عُروةً عُروةً، فكُلَّما انتَقَضَت عُروةٌ تَشَبَّث النَّاسُ بالتي تليها، فأَوَّلُهنَّ نَقضًا الحُكمُ، وآخِرُهنَّ الصَّلاةُ))
وإذا نقض الله عروة من العرى بقضائه وقدره فهل يستطيع أحد أن يردها ؟
الذي يحاول أن يرد عروة أنقضها الله بغير هدى من الله هل هو سالك طريقا صحيحا ؟
هذا لا يعني أنه يقعد لكن يجب عليه أن يعمل ما أرشد إليه وما أمر به
وهذا يختلف باختلاف الأحوال واختلاف الأزمنة
قد يكون في بعض الأحيان كما ورد في بعض النصوص
أن يكون ما يرشد إليه أن يهتم بأمر خاصته ويدع أمر العامة قد يكون هذا هو الأصلح له في بعض الأحوال ..
قد يكون الأصلح له في بعض الأحوال أن يعتزل في شعب من الشعاب أو يتخذ غنما يتبع بها شعف الجبال ومواقع القطر، يفر بدينه من الفتن.
بل كما ورد في بعض الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم ولو أن يعض بأصل شجرة حتى يدركه الموت
هذا يدل على أنه سيكون فتن عظيمة حتى يكون حال من يعض بشجرة حتى يدركه الموت خير ممن يتعرض للفتنة
لكن هل هذا في جميع الأحوال ؟
الجواب: لا
ما أمكنه أن يصلح فليصلح
إذا كان للإصلاح سبيل واضح
والاصلاح طريقه واضح فليجاهد الإنسان فيه ويتبع هدى الله عز وجل ويفعل ما ينجي به الله الأمة
ومن ذلك : الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر جهده وما يستطيع
ولا يكلف الله نفسا الا وسعها
وقد ذكر ابو بكر الصديق رضي الله عنه : "إنَّ النَّاسَ إذا رأوا المنكرَ فلم يغيِّروه أوشكَ أنْ يعمَّهُم اللهُ بعقابِه"
فتركهم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يعرضهم لأن يكون العذاب عاما
ومادام الامر بالمعروف والنهي عن المنكر قائما في بلد من البلدان فهو اقرب للسلامة من العذاب العام
فعلي المىسلم أن يجتهد في الامر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وتعليم العلم النافع، مادامت هذه متاحة
وهذه من اسباب العصمة من العذاب حتى لو وقع العذاب فيكون من اسباب التقوى التي امر الله بها في قوله : ﴿وَاتَّقوا فِتنَةً لا تُصيبَنَّ الَّذينَ ظَلَموا مِنكُم خاصَّةً﴾
فيكون الانسان قد عمل وادى ما عليه
لما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم الجيش الدي يخسف بأوله وآخره
قالت ام سلمة كيف يخسف بهم وفيهم من ليس منهم ؟
قال يخسف بأولهم وآخرهم يم يبعثون على نياتهم
فالله عز وجل يميز أهل الصلاح والايمان من غيرهم
فالمقصود…
أن يبقى الانسان ثابتا على ما يحب الله عز وجل ويرضاه من الايمان والعمل الصالح واتباع هدى الله بما يتيسر له
هذه في حقهم أليست فتنة ؟
سبب هذه الفتنة والمصيبة أنهم تخلفوا عن الغزوة
وقالوا شغلتنا أموالنا وأهلونا
كما قال تعالى:
﴿سَيَقولُ لَكَ المُخَلَّفونَ مِنَ الأَعرابِ شَغَلَتنا أَموالُنا وَأَهلونا فَاستَغفِر لَنا يَقولونَ بِأَلسِنَتِهِم ما لَيسَ في قُلوبِهِم قُل فَمَن يَملِكُ لَكُم مِنَ اللَّهِ شَيئًا إِن أَرادَ بِكُم ضَرًّا أَوف أَرادَ بِكُم نَفعًا بَل كانَ اللَّهُ بِما تَعمَلونَ خَبيرًا﴾ [الفتح: ١١]
فإذا تابوا وثبتوا في هذه الفتنة كانت عاقبتهم حسنة
وكذلك كل مذنب من هذه الأمة تصيبه مصيبة إذا اتبع هدى الله وأناب إلى الله آتاه الله أجرا حسنا
{فَإِن تُطيعوا يُؤتِكُمُ اللَّهُ أَجرًا حَسَنًا وَإِن تَتَوَلَّوا كَما تَوَلَّيتُم مِن قَبلُ يُعَذِّبكُم عَذابًا أَليمًا﴾
فهذا المثل اعتبره في جميع ما تصاب به الأمة
سادسا :
سنة الله لا تتبدل
وهذا أمر ينبغي أن ينتبه له وهو داخل في هدى الله عز وجل
وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم أن عرى الدين ستنفصل عروة عروة
فأولها الحكم وآخرها الصلاة
قال ﷺ ((لَتُنتَقَضَنَّ عُرى الإسلامِ عُروةً عُروةً، فكُلَّما انتَقَضَت عُروةٌ تَشَبَّث النَّاسُ بالتي تليها، فأَوَّلُهنَّ نَقضًا الحُكمُ، وآخِرُهنَّ الصَّلاةُ))
وإذا نقض الله عروة من العرى بقضائه وقدره فهل يستطيع أحد أن يردها ؟
الذي يحاول أن يرد عروة أنقضها الله بغير هدى من الله هل هو سالك طريقا صحيحا ؟
هذا لا يعني أنه يقعد لكن يجب عليه أن يعمل ما أرشد إليه وما أمر به
وهذا يختلف باختلاف الأحوال واختلاف الأزمنة
قد يكون في بعض الأحيان كما ورد في بعض النصوص
أن يكون ما يرشد إليه أن يهتم بأمر خاصته ويدع أمر العامة قد يكون هذا هو الأصلح له في بعض الأحوال ..
قد يكون الأصلح له في بعض الأحوال أن يعتزل في شعب من الشعاب أو يتخذ غنما يتبع بها شعف الجبال ومواقع القطر، يفر بدينه من الفتن.
بل كما ورد في بعض الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم ولو أن يعض بأصل شجرة حتى يدركه الموت
هذا يدل على أنه سيكون فتن عظيمة حتى يكون حال من يعض بشجرة حتى يدركه الموت خير ممن يتعرض للفتنة
لكن هل هذا في جميع الأحوال ؟
الجواب: لا
ما أمكنه أن يصلح فليصلح
إذا كان للإصلاح سبيل واضح
والاصلاح طريقه واضح فليجاهد الإنسان فيه ويتبع هدى الله عز وجل ويفعل ما ينجي به الله الأمة
ومن ذلك : الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر جهده وما يستطيع
ولا يكلف الله نفسا الا وسعها
وقد ذكر ابو بكر الصديق رضي الله عنه : "إنَّ النَّاسَ إذا رأوا المنكرَ فلم يغيِّروه أوشكَ أنْ يعمَّهُم اللهُ بعقابِه"
فتركهم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يعرضهم لأن يكون العذاب عاما
ومادام الامر بالمعروف والنهي عن المنكر قائما في بلد من البلدان فهو اقرب للسلامة من العذاب العام
فعلي المىسلم أن يجتهد في الامر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وتعليم العلم النافع، مادامت هذه متاحة
وهذه من اسباب العصمة من العذاب حتى لو وقع العذاب فيكون من اسباب التقوى التي امر الله بها في قوله : ﴿وَاتَّقوا فِتنَةً لا تُصيبَنَّ الَّذينَ ظَلَموا مِنكُم خاصَّةً﴾
فيكون الانسان قد عمل وادى ما عليه
لما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم الجيش الدي يخسف بأوله وآخره
قالت ام سلمة كيف يخسف بهم وفيهم من ليس منهم ؟
قال يخسف بأولهم وآخرهم يم يبعثون على نياتهم
فالله عز وجل يميز أهل الصلاح والايمان من غيرهم
فالمقصود…
أن يبقى الانسان ثابتا على ما يحب الله عز وجل ويرضاه من الايمان والعمل الصالح واتباع هدى الله بما يتيسر له
Forwarded from ضحى
الفوائد :
- البلاء الذي حل على فلسطين بلاء على الأمة جميعا لكن أهل فلسطين في واجهة الحدث وما يصيبهم في الظاهر أشد وما يصيب غيرهم من الامتحان في دينهم قد يكون أخطر
- علينا جميعا نحن وأهل فلسطين ألا نزكي أنفسنا وأن نشفق من هذا البلاء ونخشى أن يكون بسبب الذنوب والمعاصي
- بعض المصائب تقع ابتلاء خاصا للعبد وإن لم يكن أصلها ذنب ولكن قد يستدعيها الإنسان بكلام أو دعاء
- قد يصاب الإنسان ببلاء بسبب ذنب أخيه فيكون في حقه بلاء وفي حق أخيه عقوبه فإن صبر في كلا الحالين كان خيرا له وهذا يؤكد على أهمية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
- لنا فيما روي من إشفاق السلف من أن تكون المصائب بسبب الذنوب أسوة حسنة
- المصائب من الفتن والواجب فيها اتباع هدى الله
- سنة الله لا تبدل وإذا نقضت عروة من عرى الدين بقضاء الله فلا يستطيع أحد ردها وعلى المسلم أن يتبع في ذلك هدى الله
- مادام الامر بالمعروف والنهي عن المنكر قائما في بلد من البلدان فهو اقرب للسلامة من العذاب العام
- على الإنسان أن يجتهد في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتعليم العلم النافع ما أمكنه ذلك
- الواجب على الانسان أن يبقى ثابتا على ما يحب الله عز وجل ويرضاه من الايمان والعمل الصالح واتباع هدى الله بما يتيسر له
- البلاء الذي حل على فلسطين بلاء على الأمة جميعا لكن أهل فلسطين في واجهة الحدث وما يصيبهم في الظاهر أشد وما يصيب غيرهم من الامتحان في دينهم قد يكون أخطر
- علينا جميعا نحن وأهل فلسطين ألا نزكي أنفسنا وأن نشفق من هذا البلاء ونخشى أن يكون بسبب الذنوب والمعاصي
- بعض المصائب تقع ابتلاء خاصا للعبد وإن لم يكن أصلها ذنب ولكن قد يستدعيها الإنسان بكلام أو دعاء
- قد يصاب الإنسان ببلاء بسبب ذنب أخيه فيكون في حقه بلاء وفي حق أخيه عقوبه فإن صبر في كلا الحالين كان خيرا له وهذا يؤكد على أهمية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
- لنا فيما روي من إشفاق السلف من أن تكون المصائب بسبب الذنوب أسوة حسنة
- المصائب من الفتن والواجب فيها اتباع هدى الله
- سنة الله لا تبدل وإذا نقضت عروة من عرى الدين بقضاء الله فلا يستطيع أحد ردها وعلى المسلم أن يتبع في ذلك هدى الله
- مادام الامر بالمعروف والنهي عن المنكر قائما في بلد من البلدان فهو اقرب للسلامة من العذاب العام
- على الإنسان أن يجتهد في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتعليم العلم النافع ما أمكنه ذلك
- الواجب على الانسان أن يبقى ثابتا على ما يحب الله عز وجل ويرضاه من الايمان والعمل الصالح واتباع هدى الله بما يتيسر له
#مسائل_السلوك
س: هل يذم الإنسان على ما يصيبه من حزن لفوات محبوب إن كان مستمرا؟ بل يتجدد كلما تذكَّر ما قد ألمَّ به من غير أن يصاحبه تسخط سواء باللسان أو بالقلب أو الجوارح ولا أثر عليه بترك واجب أو فعل محرم؟ بل السؤال عن مجرد وجود الحزن والألم وتجدده؟ فهل يكون هذا علامة على ضعف الإيمان أو ضعف اليقين؟ وكيف يقطعه عن القلب؟
الجواب: أن الحزن على فوات محبوب له حالان:
- إما أن يكون هذا المحبوب في أمر ديني.
- وإما أن يكون في أمر دنيوي
فإن كان فوات المحبوب في أمر ديني كأن يحزن الإنسان على علم فاته، أو على نوافل فاتته، أو فرائض قصَّر فيها؛ فهذا من علامات صدق الإيمان لا من علامات ضعفه.
بل من ضعف الإيمان ألا يستاء المرء من تقصيره وتفريطه في الواجبات، وما يصيب من الذنوب والخطايا، وفي المسند وغيره من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من سرته حسنته وساءته سيئته فهو مؤمن)).
والندم على التفريط في جنب الله عز وجل، والاعتراف بتقصيره، ومحبّة التقرب إلى الله تعالى بما يحبّ كلّ ذلك من دلائل صدق محبة الله تعالى، وهي جزء من التوبة؛ فإذا صاحب ذلك العزم على ألا يعود، وصاحبه الاعتراف بفضل الله عز وجل واستحقاقه إحسان العبودية، وشهد فقره إلى الله عز وجل والتجاءه إليه، فإن هذه توبة تامة، يزداد بها إيماناً.
ويثاب المؤمن أيضاً على ما يتجدد له من الحزن على فوات محبوب كان يرجو أن يقرّبه إلى الله تعالى وإن لم يكن ما وقع له ذنب من الذنوب، لأنّ ذلك دليلٌ على صدق محبّته لله تعالى وصدقه في التقرب إليه، وقد أثنى الله على الذين حزنوا على عدم تمكنهم من الغزو في سبيله مع حرصهم عليه.
قال الله تعالى: {لَيْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَلَا عَلَى الْمَرْضَى وَلَا عَلَى الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ مَا يُنْفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (91) وَلَا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لَا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا أَلَّا يَجِدُوا مَا يُنْفِقُونَ (92)}.
والثواب ليس على مجرّد الحزن، وإنما هو على باعثه ولوازمه وآثاره، ولذلك كتب لهؤلاء بحرصهم على الغزو أجر من غزا مع النبي صلى الله عليه وسلم لأنّ العذر منعهم.
وإذا كان الحزن لأجل فوات محبوب دنيوي، كأن يحزن على أمرٍ كانت له فيه مصلحة فاتت عليه أو موت قريب محبوب، أو صديق، أو خسارة مالية ونحو ذلك، ويتجدد عليه هذا الحزن فهذا من المصائب التي تتجدد، والمصيبة إذا تجددت ثم أحدث لها العبد صبراً واحتساباً، ورجاء في عوض الله عز وجل والخلف منه؛ فإنه يزداد بذلك إيماناً وأجراً، ويتعدَّد في حقّه أجر الصبر على المصيبة، وينبغي له كلما تجدد عليه الشعور بالمصيبة أن يجدد الاحتساب والاسترجاع والصبر؛ فإنه يرجى له أن يكتب له أجره بتعدد صبره.
ويُروى في ذلك حديث في سنن ابن ماجه وغيره: ((من أصيب بمصيبة، فذكر مصيبته، فأحدث استرجاعاً وإن تقادم عهدها؛ كتب الله له من الأجر مثله يوم أصيب)).
لكنّه ضعيف الإسناد، والعمدة هي على تجدد سبب العمل، وأنّ الصبر عمل قلبي متى قام بالقلب مستجمعاً شرطي القبول من الإخلاص والمتابعة فهو عمل صالح يثاب عليه.
وقول السائل: إن ذلك لا يصاحبه تسخط، فهذا من نعمة الله عليه وتوفيقه له، أنه لم يحمله تجدد المصيبة على تجاوز حدود الله عز وجل.
ثمّ ينبغي له أن يعالج أسباب تجدد الحزن والألم النفسي بسبب المصائب الدنيوية ما استطاع، ولتجدد الحزن أسباب:
- منها أن الشيطان قد يذكره ببعض ما يحزنه، والشيطان حريص على تحزين الذين آمنوا، والنفس البشرية تتأثر بما تذكَّر به؛ فإذا ذكره الشيطان ببعض ما يحزنه فينبغي له أن يحدث لذلك صبراً واحتساباُ عند الله عز وجل فلا يضره ذلك، بل يثاب عليه، وينقطع به تحزين الشيطان له في ذلك الأمر.
- ومنها: أن النفس لها عوائد وحنين إلى ما كانت تتمتّع به؛ فإذا حنَّت إلى شيء ثم رأتْ أنها قد فقدته فإنه قد يصيبها حزن شديد لذلك، وما يتجدد به ذكر المصاب على أنواع، ويختلف من شخص إلى آخر:
كما قال العتبي يرثي أكبر أبنائه:
وكنتُ به أُكْنى فأصبحتُ كلما ... كنيتُ به فاضت دموعي على نحري
وقال آخر:
فما أمّ بوّ هالك بتنوفة .. إذا ذكرته آخر الليل حنّتِ
بأعظم مني لوعة غير أنني ... أطامن أحشائي على ما أجنَّتِ
وقال عروة بن حزام:
فلو تركتني ناقتي من حنينها ... وما بيَ من وجدٍ إذا لكفاني
تحمّلت زفرات الضحى فأطقتها ... وما لي بزفرات العشي يدان
س: هل يذم الإنسان على ما يصيبه من حزن لفوات محبوب إن كان مستمرا؟ بل يتجدد كلما تذكَّر ما قد ألمَّ به من غير أن يصاحبه تسخط سواء باللسان أو بالقلب أو الجوارح ولا أثر عليه بترك واجب أو فعل محرم؟ بل السؤال عن مجرد وجود الحزن والألم وتجدده؟ فهل يكون هذا علامة على ضعف الإيمان أو ضعف اليقين؟ وكيف يقطعه عن القلب؟
الجواب: أن الحزن على فوات محبوب له حالان:
- إما أن يكون هذا المحبوب في أمر ديني.
- وإما أن يكون في أمر دنيوي
فإن كان فوات المحبوب في أمر ديني كأن يحزن الإنسان على علم فاته، أو على نوافل فاتته، أو فرائض قصَّر فيها؛ فهذا من علامات صدق الإيمان لا من علامات ضعفه.
بل من ضعف الإيمان ألا يستاء المرء من تقصيره وتفريطه في الواجبات، وما يصيب من الذنوب والخطايا، وفي المسند وغيره من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من سرته حسنته وساءته سيئته فهو مؤمن)).
والندم على التفريط في جنب الله عز وجل، والاعتراف بتقصيره، ومحبّة التقرب إلى الله تعالى بما يحبّ كلّ ذلك من دلائل صدق محبة الله تعالى، وهي جزء من التوبة؛ فإذا صاحب ذلك العزم على ألا يعود، وصاحبه الاعتراف بفضل الله عز وجل واستحقاقه إحسان العبودية، وشهد فقره إلى الله عز وجل والتجاءه إليه، فإن هذه توبة تامة، يزداد بها إيماناً.
ويثاب المؤمن أيضاً على ما يتجدد له من الحزن على فوات محبوب كان يرجو أن يقرّبه إلى الله تعالى وإن لم يكن ما وقع له ذنب من الذنوب، لأنّ ذلك دليلٌ على صدق محبّته لله تعالى وصدقه في التقرب إليه، وقد أثنى الله على الذين حزنوا على عدم تمكنهم من الغزو في سبيله مع حرصهم عليه.
قال الله تعالى: {لَيْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَلَا عَلَى الْمَرْضَى وَلَا عَلَى الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ مَا يُنْفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (91) وَلَا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لَا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا أَلَّا يَجِدُوا مَا يُنْفِقُونَ (92)}.
والثواب ليس على مجرّد الحزن، وإنما هو على باعثه ولوازمه وآثاره، ولذلك كتب لهؤلاء بحرصهم على الغزو أجر من غزا مع النبي صلى الله عليه وسلم لأنّ العذر منعهم.
وإذا كان الحزن لأجل فوات محبوب دنيوي، كأن يحزن على أمرٍ كانت له فيه مصلحة فاتت عليه أو موت قريب محبوب، أو صديق، أو خسارة مالية ونحو ذلك، ويتجدد عليه هذا الحزن فهذا من المصائب التي تتجدد، والمصيبة إذا تجددت ثم أحدث لها العبد صبراً واحتساباً، ورجاء في عوض الله عز وجل والخلف منه؛ فإنه يزداد بذلك إيماناً وأجراً، ويتعدَّد في حقّه أجر الصبر على المصيبة، وينبغي له كلما تجدد عليه الشعور بالمصيبة أن يجدد الاحتساب والاسترجاع والصبر؛ فإنه يرجى له أن يكتب له أجره بتعدد صبره.
ويُروى في ذلك حديث في سنن ابن ماجه وغيره: ((من أصيب بمصيبة، فذكر مصيبته، فأحدث استرجاعاً وإن تقادم عهدها؛ كتب الله له من الأجر مثله يوم أصيب)).
لكنّه ضعيف الإسناد، والعمدة هي على تجدد سبب العمل، وأنّ الصبر عمل قلبي متى قام بالقلب مستجمعاً شرطي القبول من الإخلاص والمتابعة فهو عمل صالح يثاب عليه.
وقول السائل: إن ذلك لا يصاحبه تسخط، فهذا من نعمة الله عليه وتوفيقه له، أنه لم يحمله تجدد المصيبة على تجاوز حدود الله عز وجل.
ثمّ ينبغي له أن يعالج أسباب تجدد الحزن والألم النفسي بسبب المصائب الدنيوية ما استطاع، ولتجدد الحزن أسباب:
- منها أن الشيطان قد يذكره ببعض ما يحزنه، والشيطان حريص على تحزين الذين آمنوا، والنفس البشرية تتأثر بما تذكَّر به؛ فإذا ذكره الشيطان ببعض ما يحزنه فينبغي له أن يحدث لذلك صبراً واحتساباُ عند الله عز وجل فلا يضره ذلك، بل يثاب عليه، وينقطع به تحزين الشيطان له في ذلك الأمر.
- ومنها: أن النفس لها عوائد وحنين إلى ما كانت تتمتّع به؛ فإذا حنَّت إلى شيء ثم رأتْ أنها قد فقدته فإنه قد يصيبها حزن شديد لذلك، وما يتجدد به ذكر المصاب على أنواع، ويختلف من شخص إلى آخر:
كما قال العتبي يرثي أكبر أبنائه:
وكنتُ به أُكْنى فأصبحتُ كلما ... كنيتُ به فاضت دموعي على نحري
وقال آخر:
فما أمّ بوّ هالك بتنوفة .. إذا ذكرته آخر الليل حنّتِ
بأعظم مني لوعة غير أنني ... أطامن أحشائي على ما أجنَّتِ
وقال عروة بن حزام:
فلو تركتني ناقتي من حنينها ... وما بيَ من وجدٍ إذا لكفاني
تحمّلت زفرات الضحى فأطقتها ... وما لي بزفرات العشي يدان
وقال متمم بن نويرة يرثي أخاه مالكاً وكان يذكره كلما رأى قبراً:
لقد لامني عند القبور على البكا ... رفيقي لتذرافِ الدموع السوافكِ
فقال أتبكي كلَّ قبرٍ رأيته ... لقبرٍ ثوى بين اللّوى فالدكادك
فقلتُ له إنَّ الشجا يبعثُ الشجا ... فدعني فهذا كلُّه قبر مالكِ
وقالت الخنساء:
يذكّرني طلوع الشمس صخراً ... وأذكره لكلّ غروب شمس
ولولا كثرة الباكين حولي ... على إخوانهم لقتلت نفسي
فالمذكرات التي لا يملك المرء دفعها لا يلام عليها، لكنها في حقه فتنة؛ فما يكون منه بعد هذا التذكر هو مناط الثواب والعقاب؛ فإما أن يصيب الهدى الصحيح؛ فيصبر ويحتسب ويسأل الله عز وجل العوض والخلف ويسأل الله عز وجل أن ينزل عليه السكينة وأن يهدي قلبه.
وإما أن يجزع ويتسخط فيأثم بذلك.
وأما كيف يقطع هذا الحنين والتذكر عن القلب؛ فخلاصة الجواب عنه أنّ قطعه يكون بالإيمان بالله واتباع هداه، وكثرة ذكره والرضا بقضائه وقدره، والاستعانة بالصبر والصلاة.
قال الله تعالى: {مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ}، وقال تعالى: {ألا بذكر الله تطمئنّ القلوب}
فالذي تصيبه المصيبة ينبغي أن يفزع إلى الإيمان بالله عز وجل، وأن يعلم أنها مصيبة مقدرة عليه من قبل أن يخلق، وأنّ الذي قدّرها عليه هو اللطيف الخبير، والعليم الحكيم؛ فيطمئنّ قلبه؛ لأنه يعلم أنه ما من مصيبة تصيبه فيؤمن بالله عز وجل ويرضى بقضائه إلا كانت العاقبة له خيراً، وأنّ الله لا يقضي لعبده المؤمن قضاء إلا كان خيراً له، فيكون فرحه بعوض الله عز وجل وثوابه ورضوانه خير له من كونه لم يصب بتلك المصيبة، وقد قال الله عز وجل: {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ} فإذا أحسن العبد ظنه بالله عز وجل وأن الله عز وجل سيلطف به ويخلف عليه خيراً وأنه سيجعل له مما أصابه فرجاً ومخرجاً، وسيحسن عاقبته إذا اتبع هداه فإن ذلك كله من البصيرة في الدين التي تفضي بالعبد إلى حال حسنة تسكن بها نفسه ويطمئن بها قلبه وتحسن بها عاقبته، وتنقطع بها الواردات السيئة على القلب.
لقد لامني عند القبور على البكا ... رفيقي لتذرافِ الدموع السوافكِ
فقال أتبكي كلَّ قبرٍ رأيته ... لقبرٍ ثوى بين اللّوى فالدكادك
فقلتُ له إنَّ الشجا يبعثُ الشجا ... فدعني فهذا كلُّه قبر مالكِ
وقالت الخنساء:
يذكّرني طلوع الشمس صخراً ... وأذكره لكلّ غروب شمس
ولولا كثرة الباكين حولي ... على إخوانهم لقتلت نفسي
فالمذكرات التي لا يملك المرء دفعها لا يلام عليها، لكنها في حقه فتنة؛ فما يكون منه بعد هذا التذكر هو مناط الثواب والعقاب؛ فإما أن يصيب الهدى الصحيح؛ فيصبر ويحتسب ويسأل الله عز وجل العوض والخلف ويسأل الله عز وجل أن ينزل عليه السكينة وأن يهدي قلبه.
وإما أن يجزع ويتسخط فيأثم بذلك.
وأما كيف يقطع هذا الحنين والتذكر عن القلب؛ فخلاصة الجواب عنه أنّ قطعه يكون بالإيمان بالله واتباع هداه، وكثرة ذكره والرضا بقضائه وقدره، والاستعانة بالصبر والصلاة.
قال الله تعالى: {مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ}، وقال تعالى: {ألا بذكر الله تطمئنّ القلوب}
فالذي تصيبه المصيبة ينبغي أن يفزع إلى الإيمان بالله عز وجل، وأن يعلم أنها مصيبة مقدرة عليه من قبل أن يخلق، وأنّ الذي قدّرها عليه هو اللطيف الخبير، والعليم الحكيم؛ فيطمئنّ قلبه؛ لأنه يعلم أنه ما من مصيبة تصيبه فيؤمن بالله عز وجل ويرضى بقضائه إلا كانت العاقبة له خيراً، وأنّ الله لا يقضي لعبده المؤمن قضاء إلا كان خيراً له، فيكون فرحه بعوض الله عز وجل وثوابه ورضوانه خير له من كونه لم يصب بتلك المصيبة، وقد قال الله عز وجل: {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ} فإذا أحسن العبد ظنه بالله عز وجل وأن الله عز وجل سيلطف به ويخلف عليه خيراً وأنه سيجعل له مما أصابه فرجاً ومخرجاً، وسيحسن عاقبته إذا اتبع هداه فإن ذلك كله من البصيرة في الدين التي تفضي بالعبد إلى حال حسنة تسكن بها نفسه ويطمئن بها قلبه وتحسن بها عاقبته، وتنقطع بها الواردات السيئة على القلب.