Telegram Web Link
عنترة بن شداد العبسي:

عندما هجر ( عنترة ) قبيلتهُ غضباً منهم لسوءِ معاشرتهم و معاملتهم، و لشدّة ما قاساهُ منهم من أوصافٍ و نعوتٍ لهُ بالعبدِ الأسودِ و هو فارس الفرسان و بطل الأبطال، حاولتْ قبيلة ( هوازن )
المعادية لقبيلتهِ استغلال غياب أقوى رجال قبيلة عنترة، و شنّت هجوماً عليها و كادتْ تهزمها حتّى استغاثت بفارسها البطل عنترة فلبّى النّداء ، و قال قصيدتهُ الرّائعة مفتخراً بنفسهِ و مقرّاً لفضلِ قبيلتهِ عليهِ و ممجّداً لها !! :

سكتُّ فَغَرَّ أعْدَائي السُّكوتُ
وَ ظنُّـوني لأَهلي قَدْ نسِيتُ

وكيفَ أنامُ عنْ ساداتِ قومٍ
أنا في فَضْــلِ نِعْمتِهمْ رَبيتُ

وإنْ دارْتْ بِهِمْ خَيْلُ الأَعادي
ونَـادوني أجَبْتُ متى دُعِيتُ

بسيفٍ حدّهُ يزجي المنايا
وَ رُمحٍ صَدْرُهُ الحَتْــــــفُ المُميتُ

خلقتُ من الحديدِ أشدَّ قلباً
وقد بُلِيَ الحــديدُ و ما بُليتُ !!

وفي الحَرْبِ العَوانِ وُلِدْتُ طِفْلاً
ومِنْ لبَنِ المَعامِعِ قَدْ سُقِيتُ

وَ إنّي قَدْ شَربْتُ دَمَ الأَعادي
بأقحافِ الرُّؤوس وَ مـا رويتُ !!

فما للرّمحِ في جسمي نصيبٌ
ولا للسّيفِ في أعضاي َقوتُ

ولي بيتٌ علا فلكَ الثّريَّا
تَخِرُّ لِعُظْـــمِ هَيْبَتِهِ البُيوتُ
*✍🏻قََُُُصّـِـِـّـّـصّـِـِـّـّـ وٌٌٌُُحًً ـً ـًًکْآّيِِِّّّّّآّتٌـٌُُـٌـ مًِـِـًًمًِـِـًًتٌـٌُُـٌـعٌٌٌََةّّّ*
🇾🇪🇾🇪🇾🇪
ــــــــــــــــــــــ
ليت بنى آدم يعلم أن المال الحرام لا يغنى ولا يسمن من جـــــوع ،ولا يجلب لصاحبه سوى الخراب النفسى والعضوى ،ولا يؤمن مستقبل الأبناء كمـــــا يوهم البعض أنفسهم مبررين لها هذه الجريمة ،مـــــــع أنهم لو فكروا قليلاً لأدركوا أن الذى يؤمن مستقبل أولادهم فإنما هو خير الــــزاد الذى يستطيع كل إنسان أن يورثه أبناءه لو إلتزم بقول الحق سبحانه وتعالى :
(وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافاً خافـــــوا عليهم فليتقوا الله وليقولوا قولاً سديداً ) الآية 9 / سورة النساء .
هناك أقواماً أضلهم الشيطان وسلكوا فى طريقه آمنين من غدر الزمـــان أو مؤملين طول البقاء وحُسن الخاتمة ،ولو يدرى هؤلاء أن العمر قصير وأن طال والأجل محدد ،لويعلمون ذلك ما استمروا فى غيهم وإنقيادهم الأعمـــى لوسوسة الشيطان ،وهم للأسف قد يستفيقوا بعد فوات الأوان ،وهذا مـــــــا عايشته فى قصة صاحبى عسران وزوجته أنعام ، فقد فوجئت ذات يـــــــوم بزوجته أنعام تقول لى وهى شاحبة الوجه حزينة :

أنا سيدة فى الثلاثين من العمر ،تزوجت منذ سنوات طويلة مـــــــن صاحبك عسران الذى ربته أمه على أنه الوثن المعبود المميز على أشقائه ، وربت أخواته البنات وشيقه الأصغر على تجنب ثورته ،وعشت معـــــــــه فى بيت العائلة الكبير وأنا أرى أمه تخضع له تماماً فى كل شىء .
مرت الأيام ورحل عن الدنيا والد زوجى وتزوج أشقائه وخلا البيت علىّ أنا وزوجى وأمه ،وبدأعسران يخطط للتخلص من إقامة الأم معه وجـــــــاءت الفرصة المواتية عندما توفى زوج شقيقته فأصبحت وحيدة مــــع أبنائها ،
فأفتعل خلافاً مع أمه وأجبرها على الإقامة مع شقيقته بحجة أن ابنتها أولى بها!!

وكان والد عسران قبل رحيله قد أراد أن يؤّمن مستقبل زوجته فبــاع بعض العقارات القديمة كانت زوجته (أم عسران) قــــــد ورثتها وأدخلها شريكة بالنصف معه فى أحد المشاريع الخاصة الناجحة ، وبعد رحيل والـــد زوجى تسلم عسران إدارة المشروع وواصل نجاحه ولكنه منذ اليوم الأول الــــذى تسلمه فيه لم يعط أمه مليماً واحداً منه بحجة أن العمل مضطرب !!
واضطرت الأم لبيع بعض الأراضى الزراعية التى تمتلكها لحاجتها للمـــــال وسلمت ثمنها للإبن (المعبود) رغم كل ما بدر منه لكى يشترى لها شهادات إستثمار تستطيع أن تعيش من عائدها ، لكن زوجى عسران أعماه الشيطان واشترى الشهادات بإسمه وأصبح يقبض كل شهر عائدها ويعطى أمه النذر اليسير حداً منها ويحتفظ بالباقى لنفسه ،وصارحنى زوجى بذلك فوافقته بل وشجعته وفرحت بالمبلغ الشهرى الكبير الذى يختلسه من أمه !!

ومرت السنون تجر السنون وأم زوجى عسران لا تشك فيه أبــــــــــــداً لأن عسران بمنتهى المكر والدهاء كان حريصاً على ألا تبدو علينا مظاهـــــــــر العيش فى بحبوحة حتى لا يثير شك أمه وأشقائه ، وهكذا عشنا حياتنا فــى حرمان دائم واستمر الحال على هذا الوضع حتى رحلت الأم عن الدنيا غير راضية عنّا بكل تأكيد !
وعقب وفاة أم زوجى اجتمع الأشقاء فى البيت الكبير وأعلن عليهم عسران بكل ثبات أن أمهم لم تترك شيئاً ورائها كى يرثوه!!
وازداد عسران فى ظلمه وجبروته على اخوته المساكين واستولى على كـل شىء لنفسه حتى البيت الكبير ، وخــــــــرج اخوته مــــــن بيتنا محسورين ،مكلومين داعين علينا وعلى أولادنا فى أعماقهم بالبوار والخسران ،ويبدو أن أبواب السموات السبع كانت مفتوحة علـــــى مصراعيها فإنقلب أولادنا علينا نقمة وعذاب مقيم بدلاً من أن يكونوا نعمة وزينة الحياة الدنيا!!
وخلت الدنيا لنا بعد وفاة أم عسران وبدأ زوجى يظهر ما كان يخفيه وبدأت آثار النعمة تظهر علينا وعشنا فى رغد من العيش ،بينما كــــــــــان أشقائه المساكين يعيشون على الكفاف فى شظف من العيش !

حتى أخيه الوحيد مهران إضطر إلى الهجرة للكويت بعد أن اشتدت صعوبة الحياة عليه وعلى أولاده وزوجته ،وانقطعت أواصر الصلة نهــــــــائياً بين
زوجى وأشقائه ! وعندما كبر أبنائنا وتخطو مرحلة الطفولة البريئة بـــدأت المشاحنات بين ابننا الوحيد سرحان وأبيه ولأتفه الأسباب حتى تعـــــــقدت الأمور بينهما ووصلت إلىحد الكراهية!

وكما يقولون فى الأمثال ابن الوز عوّام ،هكذا كان ولدى سرحان نســــــخة طبق الأصل من أبيه فى الأنانية وحب الذات والجشع والتسلط ،حتـــــى أنه فرض سطوته على شقيقته المسكينة سمية واضطهدها بسبب وبــــلا سبب حتى حدث لها إنهيار عصبى كلى ،وعندما ذهبنا بها إلى الطبيب أخبرنا بأن سمية مريضة بالصرع ونصحنا بالبدأ فوراً بالعلاج لدى الأطباء النفســـيين ،وأصبحت حياتها وحياتنا جميعاً جحيماً لا يُطاق !
هذا هو حال ابنتى الوحيدة ،أمـــــــا زوجى عسران رب هذه الأسرة المفككة المنهارة فقد هاجمه الشلل النصفى بعد فشل ابننا سرحان فى حيــــــــــــاته الزوجية مرتين ومرض ابنتنا سمية بالصرع ،وعندم ندمت على كل حياتنا وأفعالنا السابقة (بعد فوات أوان الندم) وفاتحت زوجى بضرورة إعـــــــادة الحقوق لأصحابها لم أجد عنده أى رغبة فى تصحيح الأوضاع ،بل ويـــصر على أن المال وما تبقى منه هو حقه لأنه ضحى كثيراً واحتمل أمـــــه كثيراً وضحى بوقته فى متابعة ورعاية الأعمال التى تركها أبوه بعد وفاته !
وأنا أعيش حالياً أتعس أيام حياتى ، فماذا أفعل ؟!!

تلك كانت قصة أنعام وزوجها الجشع عسران الذى لم يدرك أن المال الحرام يأكل صاحبه! بل ويصر على الكبر والعناد !!
والعبرة والعظة فى تلك المأساة واضحة جلية لكل ذى عقل وبصيرة ،فأنت يا أنعام قد ساهمت بقدر عظيم فى تلك الجريمة المأساوية بسكوتك عــــــن الحق فى حينه ،والساكت عن الحق (شيطان أخرس) وبتشجيعك لزوجك عسران على العدوان على حقوق أمه وأشقائه والمشجع على الإثم شريك فيه ولو لم تقترفه يداه!!

ليتك سيدتى كنت تصديتِ لزوجك منذ االبداية وأبيت عليه أن يغتصب مـــال أمه وأن يربى أبناءه بمال حرام ،ويستولى على الحقوق الشرعية لأخوتــه دون وازع من ضمير أو دين !!فالزوجة أى زوجة يقع على عاتقــــــــــــها مسئولية كبرى وخطيرة ألا وهى مراجعة زوجها فـــــــــى تصرفاته وإبداء الرأىوالنصيحة له دون خوف أو تردد ،هذا هــــــو الدور الحيوى للزوجة المسلمة المؤمنة ،فنحن لا نريد زوجات سلبيات ،خائفات، خاضعات ،بـــــل نريد زوجات مؤمنـات واعيات ،صالحات يدركن أن الحياة الزوجية السعيدة تأتى من المشاركة الفعالة والإيجابية من الزوجة لزوجها مـــــــع الأخذ فى الإعتبار أن المستوى العلمى هنا لا يقدم ولا يؤخر ،ذلك اننى أعــــــــــــرف زوجات أميات لايقرأن ولا يكتبن ولكنهن واعيات (بالفطرة) ذوات أصــــول طيبة حميدة ،ينضح الإيمان من جبينهن !
وفى المقابل أعرف زوجات حاصلات علـــــــــى الدكتوراه (أحياناً) ولكنهن متكبرات ،سلبيات ،متعجرفات يحلن حياة أزواجهن إلى صورة حقيقية من جهنم !!
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم .

ــــــــــــــــ
♕♕♕♕♕
*"‏ يارب وكَّلتك أمري وحيرتي وشتاتي وقلة علمي، وكلتك الأبواب المُغلقة التي مفاتيحها بين يديك، والأمور الصعبة التي تيسيرها هينٌ عليك، وكلتك الطرق التي لا أعلم نهايتها والمسافات التي لا أعلم حجمها، وكلتك سعادتي فلا تجعل همًا يشقيني ولا خوفًا يرهقني، واستودعتك حياتي فإنك خير المُستودعين"* 💚🌿
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
#سيرة_نجم ⭐️

🔸 سلمة بن الأكوع -رضي الله عنه- 🔸

سَلَمَةُ بنُ عَمْرِو بنِ الأَكْوَعِ، وَاسمُ الأَكْوَعِ: سِنَانُ أَبُو عَامِرٍ الأَسْلَمِيُّ.

🟡 كان ذا سرعة هائلة لدرجة أنه كان يسبق الخيل والإبل شدًّا على رجليه:

وكان هو بطل يوم غزوة ذي قَرَد، حيث تصدَّى للغزاة من المشركين وحدَه!

عَنْ سَلَمَةَ بن الأكوع -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ بِظَهْرِهِ [أي: الإبل التي تحمل على ظهورها الأثقالَ] مَعَ رَبَاحٍ غُلَامِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، وَأَنَا مَعَهُ، وَخَرَجْتُ مَعَهُ، فَلَمَّا أَصْبَحْنَا إِذَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ الْفَزَارِيُّ قَدْ أَغَارَ عَلَى ظَهْرِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، فَاسْتَاقَهُ أَجْمَعَ، وَقَتَلَ رَاعِيَهُ.
فَقُلْتُ: يَا رَبَاحُ، أَخْبِرْ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ أَنَّ الْمُشْرِكِينَ قَدْ أَغَارُوا عَلَى سَرْحِهِ [السَّرح: الإبل التي تسرح في المرعى].
قَالَ: ثُمَّ قُمْتُ عَلَى أَكَمَةٍ، فَاسْتَقْبَلْتُ الْمَدِينَةَ، فَنَادَيْتُ ثَلَاثًا: يَا صَبَاحَاهْ، فَأَسْمَعْتُ مَا بَيْنَ لَابَتَيِ الْمَدِينَةِ، ثُمَّ خَرَجْتُ فِي آثَارِ الْقَوْمِ أَرْمِيهِمْ بِالنَّبْلِ، حَتَّى مَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ بَعِيرٍ مِنْ ظَهْرِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ إِلَّا خَلَّفْتُهُ وَرَاءَ ظَهْرِي.
ثُمَّ اتَّبَعْتُهُمْ أَرْمِيهِمْ حَتَّى أَلْقَوْا أَكْثَرَ مِنْ ثَلَاثِينَ بُرْدَةً، وَثَلَاثِينَ رُمْحًا يَسْتَخِفُّونَ، وَلَا يَطْرَحُونَ شَيْئًا إِلَّا جَعَلْتُ عَلَيْهِ آرَامًا [علامات] مِنَ الْحِجَارَةِ يَعْرِفُهَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ، وَأَصْحَابُهُ حَتَّى أَتَوْا مُتَضَايِقًا مِنْ ثَنِيَّةٍ [الثَّنية: الطَّريق في الجبل]، فَإِذَا هُمْ قَدْ أَتَاهُمْ فُلَانُ بْنُ بَدْرٍ الْفَزَارِيُّ، فَجَلَسُوا يَتَضَحَّوْنَ -يَعْنِي: يَتَغَدَّوْنَ-، وَجَلَسْتُ عَلَى رَأسِ قَرْنٍ [جُبَيْل صغير].
قَالَ الْفَزَارِيُّ: مَا هَذَا الَّذِي أَرَى؟
قَالُوا: لَقِينَا مِنْ هَذَا الْبَرْحَ [أي: الشِّدَّة]، وَاللَّهِ مَا فَارَقَنَا مُنْذُ غَلَسٍ يَرْمِينَا حَتَّى انْتَزَعَ كُلَّ شَيْءٍ فِي أَيْدِينَا.
قَالَ: فَلْيَقُمْ إِلَيْهِ نَفَرٌ مِنْكُمْ أَرْبَعَةٌ. قَالَ: فَصَعِدَ إِلَيَّ مِنْهُمْ أَرْبَعَةٌ فِي الْجَبَلِ.
قُلْتُ: وَالَّذِي كَرَّمَ وَجْهَ مُحَمَّدٍ ﷺ، لَا أَطْلُبُ رَجُلًا مِنْكُمْ إِلَّا أَدْرَكْتُهُ، وَلَا يَطْلُبُنِي رَجُلٌ مِنْكُمْ فَيُدْرِكَنِي.
قَالَ أَحَدُهُمْ: أَنَا أَظُنُّ! قَالَ: فَرَجَعُوا.
فَمَا بَرِحْتُ مَكَانِي حَتَّى رَأَيْتُ فَوَارِسَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ يَتَخَلَّلُونَ الشَّجَرَ... الحديث. وفيه: قال رسول الله ﷺ: «كَانَ خَيْرَ فُرْسَانِنَا الْيَوْمَ أَبُو قَتَادَةَ، وَخَيْرَ رَجَّالَتِنَا سَلَمَةُ». (رواه البخاري ٣٠٤١)، و(مسلم ١٨٠٦) مختصرًا.

🟡 وأدرك جاسوسَ المشركين وقتله، وأنقذ المسلمين من شرِّه وخيانته:

فقد تلصَّص جاسوسٌ على جيش المسلمين، ثم انطلق على ناقته، فأدركه سلمة على قدميه وقتله!

قال سَلَمَةُ: غَزَوْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ هَوَازِنَ، فَبَيْنَا نَحْنُ نَتَضَحَّى [أي: نأكل وقت الضُّحى] مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، إِذْ جَاءَ رَجُلٌ عَلَى جَمَلٍ أَحْمَرَ فَأَنَاخَهُ، ثُمَّ تَقَدَّمَ يَتَغَدَّى مَعَ الْقَوْمِ وَجَعَلَ يَنْظُرُ، وَفِينَا ضَعْفَةٌ، ثم ركب جمله وانطلق مسرعًا، فَاتَّبَعَهُ رَجُلٌ عَلَى نَاقَةٍ وَرْقَاءَ.
قَالَ سَلَمَةُ: وَخَرَجْتُ أَشْتَدُّ [أي: أجري على قدمَيَّ]، فَكُنْتُ عِنْدَ وَرِكِ النَّاقَةِ، ثُمَّ تَقَدَّمْتُ حَتَّى كُنْتُ عِنْدَ وَرِكِ الْجَمَلِ، ثُمَّ تَقَدَّمْتُ حَتَّى أَخَذْتُ بِخِطَامِ الْجَمَلِ، فَأَنَخْتُهُ فَلَمَّا وَضَعَ رُكْبَتَهُ فِي الْأَرْضِ اخْتَرَطْتُ سَيْفِي، فَضَرَبْتُ رَأسَ الرَّجُلِ فَنَدَرَ، ثُمَّ جِئْتُ بِالْجَمَلِ أَقُودُهُ عَلَيْهِ رَحْلُهُ وَسِلَاحُهُ، فَاسْتَقْبَلَنِي رَسُولُ اللَّهِ ﷺ وَالنَّاسُ مَعَهُ، فَقَالَ: «مَنْ قَتَلَ الرَّجُلَ؟».
قَالُوا: ابْنُ الْأَكْوَعِ.
قَالَ: «لَهُ سَلَبُهُ أَجْمَعُ». (رواه مسلم ١٧٥٤) باختصار وتصرُّف.

🟡 وبايع يوم بيعة الرِّضوان ثلاث مرَّات:

كان النبيُّ ﷺ يعلم قوَّة سلمة وشجاعته؛ فطلب منه المبايعة يوم بيعة الرِّضوان ثلاث مرَّات حتى يُشَجِّع الناسَ، ويُقَوِّي عزائمَهم، ويُثَبِّتَهم.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يقول تعالى ((إن تقرضوا الله قرضا حسنا يظاعفه لكم ويغفرلكم))صدق الله العظيم..
أناشد الله كل قادر وكل موسر ومستطيع وكل صاحب تجارة ومال .ومن لديه زكاة .وكل من أراد التقرب الى الله بعمل أو خير أو بر.
أن يساعدني في دفع شرط ومهر العروس وفي تجهيز أثاث وعفش بيت متواضع.فأنا أريد أن أكمل ديني وأستر نفسي.فعمري والله تعدى 40سنة. وليس لي وظيفة رغم أنني خريج جامعي وليس لي شغلة أو حرفة.ولا أجيد ذلك.
بحاجة لمبلغ 8000ألف سعودي لدفع بقيةالشرط.وأحتاج لمثل ذلك لتجهيز عفش وأثاث متواضع.
قد يستغرب البعض لماذا وصلت لهذا العمر ولم أتزوج.ليعلم من يتسائل بأنني كنت متزوجا والحمدلله ولدي أربعة أولاد أكبرهم في عمر20سنة على يده وبسببه ربي يهديه فقدت كل شي زوجتي وبيتي وأموالي وكل شيئ..
وتركت البيت له خرجت منه حافي القدمين وبالثوب فقط ..
وإلى اليوم لم يحاول حتى التكفير عن خطأه أو البحث والسؤال عني
ومن تسائل كيف حصل هذا ولماذا سأقول هناك أشياء لايستطيع المرء النطق بها أو الإفصاح عنها لكي لاتظيع المروءة بين الناس وتحل الفاجعة تحملتها وتقبلتها بكل صبر .فكل شي بقدر وما كتب لك أو عليك ستناله وتلقاه..فلله الحمد والمنة من قبل ومن بعد وقد يكون ماحصل لك دافعا عن شي كان أشد وأعظم ..أو لشيئ يريد الله أن يصرفه عنك أو يريد الله أن يعوضك بأحسن منه..فيه الخير لدنياك وآخرتك...
لهذا لجأت الى طلب المساعدة والعون
أسأل الله تعالى أن يدفع عنكم وعن ذويكم كل شر وبلاء ومحنة..ويصلح لكم أولادكم وأزواجكم  .ويرزقكم الستر والعافية في الدنيا والآخرة.ولايريكم شر أو مكروه فيمن تحبون.
ملاحظة لأصحاب اليمن ماحدث معي يعلمه كل أهل الحارة وعاقل الحارة أيضا.لمن أراد أن يتأكد من صدق الخبر وصحته ومستعد أتعاون مع كل من يريد ذلك فأنا أسكن في دار سلم حارة الخيل خلف سوق السمك.
والسلام عليكم ورحمة الله
للتواصل @Alkady
أو على الواتس بالرقم 967771193627
" *ﻳﺎ ﻣﻦ ﻋﺰﻡ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻌﺎﺻﻲ ﻓﻲ ﺷﻮاﻝ* أَللشهر اﺣﺘﺮﻣﺖ أم لرب اﻟﺸﻬﺮ، ويحك رب الشهرين واحد ".

#ابن_الجوزي - التبصرة ١١١/٢
عزّة الإسلام في رجل؛ محطّم كبرياء الفُرس!

سجل التّاريخ حوارًا دار بين الصّحابيّ الجليل ربعي بن عامر ورستم قائد الفُرس:

دخل ذلك الأسد بفرسه علىٰ البُسُطِ الممتدة أمامه ووجد الوسَائد بها ذهب؛ فقطع إحداها ومرّر لجام فرسه فيها وربطه به، ثم أخذ رمحه واتجه صوب رستم وهو يتكئ عليه، والرّمح يدب في البسط فيقطعها، وبينما هم يفكرون في جلوسه جلس علىٰ الأرض، ووضع رمحه أمامه يتكئ عليه، وبدأ رستم بالكلام.

رستم: ما جاء بكم؟

ربعي: لقد ابتعثنا اللهُ لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، فمن قَبِلَ ذلك منا قبلنا منه، وإن لم يقبل قبلنا منه الجزية، وإن رفض قاتلناه حتى نظفر بالنّصر.

رستم: قد سمعت مقالتك، فهل لك أن تؤجلنا حتى نأخذ الرأي مع قادتنا وأهلنا؟

ربعي: نعم، أعطيك ثلاثة أيّام بعدها؛ اختر الإسلام ونرجع عنك أو الجزية، وأنا كفيل لك عن قومي.

رستم: أسيِّدُهم أنت؟

ربعي: لا، بل أنا رجلٌ من الجيش، ولكنَّ أدنانا يجير علىٰ أعلانا. (فهو يقصد أن أقلّ رجل منا إذا قال كلمة، أو وعد وعدًا لا بُدَّ وأن ينفذه أعلانا).

وعاد رستم يُكلِّم حاشيته: أرأيتم من مَنطِقِه؟! أرأيتم من قوته؟! أرأيتم من ثقته؟! يخاطب قومه ليستميلهم إلى عقد صلح مع المسلمين؛ وبذلك يتجنب الدّخول معهم في حربٍ.

ولكنّهم رفضوا ولجُّوا.. وانتصر المسلمون بفضل اللهِ، وانتهت دولة الفرس.

علىٰ هذا الأساس شب الإسلام عزيزًا لا يعرف الذّل؛ كريمًا لا يقبل الضّيم، وحمله كرام بررة رفعوا لواء عزه؛ وشيدوا صروح مجده، وطوفوا به في الآفاق، نافذ السّلطان رفيع المكان.
#سيرة_نجم ⭐️

🔸 جُلَيْبِيب -رضي الله عنه- 🔸

جُليبيب عَلَى وزن قُنَيْدِيل، وهو أنصاري. (أسد الغابة ١/٥٥٠).

لم يُذْكَر له نسب، لكنه عند الله معروف، كما جاء رسول النعمان بن مُقَرِّن إلى عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- يُبشِّره بالنَّصر في نهاوند، وذكر له مَن استُشهد، وقال: وَآخَرِينَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ لا تَعْرِفُهُمْ.

فَقَالَ عُمَرُ -رضي الله عنه- وَهُوَ يَبْكِي: "لا يَضُرُّهُمْ أَلا يَعْرِفَهُمْ عُمَرُ، وَلَكِنَّ اللَّهَ يَعْرِفُهُمْ". (تاريخ الطبري ٤/١٢٠).

🟡 لا تضرُّ الإنسانَ دمامتُه إذا كان قلبُه عامرًا بالإيمان:

كان جليبيب دميمًا لا ترغب الفتيات في التَّزوُّج من مثله، لكن قلبه كان عامرًا بالإيمان، وهو شابٌّ صالح؛ لذا عَرَضَ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ التَّزْوِيجَ، فَقَالَ: إِذًا تَجِدُنِي كَاسِدًا، فَقَالَ: «غَيْرَ أَنَّكَ عِنْدَ اللَّهِ لَسْتَ بِكَاسِدٍ». (أخرجه أبو يعلى ٣٣٤٣).

🟡 ومَن أكرم ممن خطب له رسولُ الله ﷺ؟!

عَنْ أَنَسِ بن مالك -رضي الله عنه- قَالَ: خَطَبَ النَّبِيُّ ﷺ عَلَى جُلَيْبِيبٍ امْرَأَةً مِنَ الْأَنْصَارِ إِلَى أَبِيهَا.
فَقَالَ: حَتَّى أَسْتَامِرَ أُمَّهَا.
فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: فَنَعَمْ إِذًا.
قَالَ: فَانْطَلَقَ الرَّجُلُ إِلَى امْرَأَتِهِ فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهَا.
فَقَالَتْ: لَاهَا اللَّهُ إِذًا [المعنى: لا والله]، مَا وَجَدَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ إِلَّا جُلَيْبِيبًا!! وَقَدْ مَنَعْنَاهَا مِنْ فُلَانٍ وَفُلَانٍ.
وَالْجَارِيَةُ فِي سِتْرِهَا تَسْتَمِعُ.
فَانْطَلَقَ الرَّجُلُ يُرِيدُ أَنْ يُخْبِرَ النَّبِيَّ ﷺ بِذَلِكَ.
فَقَالَتْ الْجَارِيَةُ: أَتُرِيدُونَ أَنْ تَرُدُّوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ أَمْرَهُ، إِنْ كَانَ قَدْ رَضِيَهُ لَكُمْ، فَأَنْكِحُوهُ.
فَكَأَنَّهَا جَلَّتْ عَنْ أَبَوَيْهَا.
وَقَالَا: صَدَقْتِ.
فَذَهَبَ أَبُوهَا إِلَى النَّبِيِّ ﷺ، فَقَالَ: إِنْ كُنْتَ قَدْ رَضِيتَهُ، فَقَدْ رَضِينَاهُ.
قَالَ: «فَإِنِّي قَدْ رَضِيتُهُ»، فَزَوَّجَهَا. (أخرجه أحمد ١٢٣٩٣) بإسناد صحيح.

🟡 البطل المجاهد الذي قتل سبعةً قبل أن ينال الشَّهادة:

عَنْ أَبِي بَرْزَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ، كَانَ فِي مَغْزًى لَهُ [لم أرَ مَن حدَّد هذه الغزوة]، فَأَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْهِ، فَقَالَ لأَصْحَابِهِ: «هَلْ تَفْقِدُونَ مِنْ أَحَدٍ؟».
قَالُوا: نَعَمْ، فُلَانًا، وَفُلَانًا، وَفُلَانًا.
ثُمَّ قَالَ: «هَلْ تَفْقِدُونَ مِنْ أَحَدٍ؟».
قَالُوا: نَعَمْ، فُلَانًا، وَفُلَانًا، وَفُلَانًا.
ثُمَّ قَالَ: «هَلْ تَفْقِدُونَ مِنْ أَحَدٍ؟».
قَالُوا: لَا.
قَالَ: «لَكِنِّي أَفْقِدُ جُلَيْبِيبًا، فَاطْلُبُوهُ».

فَطُلِبَ فِي الْقَتْلَى، فَوَجَدُوهُ إِلَى جَنْبِ سَبْعَةٍ قَدْ قَتَلَهُمْ، ثُمَّ قَتَلُوهُ، فَأَتَى النَّبِيُّ ﷺ فَوَقَفَ عَلَيْهِ، فَقَالَ: «قَتَلَ سَبْعَةً، ثُمَّ قَتَلُوهُ، هَذَا مِنِّي وَأَنَا مِنْهُ، هَذَا مِنِّي وَأَنَا مِنْهُ».
قَالَ: فَوَضَعَهُ عَلَى سَاعِدَيْهِ لَيْسَ لَهُ إِلَّا سَاعِدَا النَّبِيِّ ﷺ.
قَالَ: فَحُفِرَ لَهُ وَوُضِعَ فِي قَبْرِهِ، وَلَمْ يَذْكُرْ غَسْلًا. (أخرجه مسلم ٢٤٧٢).

وعاشت أرملتُه في خير وسَعة ببركة اختيارها لمَن اختاره رسولُ الله ﷺ لها:
قَالَ أَنَس بن مالك بعد استشهاد جليبيب: "فَلَقَدْ رَأَيْتُهَا وَإِنَّهَا لَمِنْ أَنْفَقِ ثَيِّبٍ فِي الْمَدِينَةِ [أي: أكثر خُطَّابًا]". (أخرجه أحمد ١٢٣٩٣).
كانَ فـي أحدِ الأحياء منزلين متجاورين ، في أحدِهم عاشتْ عائلة تعيسة للغاية ، إعتادَ الزَّوجان على الشّجار والجِدال طول الوقت !
وبالمقابل كانَ يعيش في المنزِل الآخر عائلة سعيدة للغاية ،
السلام والهدوء يعمّ أرجاء بيتهم.

في إحدى الأيّام إستغربت الزوجة !
كيفَ لهذا الزّوجين أن ينعما دائماً بالهدوء والسّكينة دون أن يصدر منهم يوماً ضجيج أو خلاف !
فذهبت وأخبرت زوجها ، وقالت لهُ "إذهب وتأكد هل جيراننا في منزلِهم أم لا، وماسرّ الهدوء الذين ينعمانِ بهِ" !

تسللّ الرجل وإقتربَ من نافذة منزلِ جيرانهِم المطلّة على الشّارع، وإسترقَ النّظر !
لاحظَ بأنَّ المرأة في المطبخ ، والرّجل جالس على الأريكة يتصفّحُ الجريدة ، والأطفال يشاهدُونَ التلفاز.
فجأة..، رنَّ الهاتف ، فقامَ الرّجل ليجيب ، فإذا بهِ يسقطُ المزهريّة وإنكسرت !
فنزلَ على رُكبتيه وبدأَ يجمعُ الحُطام المتناثر على الأرض ، وماهيَ إلا ثواني ولحقت بهِ زوجتهُ لتساعدهُ.
إعتذرَ منها وقال لها "أنا آسف ياحبيتي ، لم أنتبه لها" !
ردّت زوجتهُ وقالت لهُ: "لاعليك ياعزيزي ، أنا هي المذنبة لأنني نسيت إرجاعها لمكانها الأصلي بعدما قمت بتنظيف المنزل" !
إلتقطوا آخر القطع ، وتبادلوا القُبلات وكلّ منهُ عادَ إلى مكانهِ.

بعدها قام جارهم بالإنسحاب ببطئ وعادَ إلى منزلهِ ، وجدَ زوجتهُ تنتظرهُ عندَ الباب متلهّف لما جاء به من أخبار !

- الزوجة: "أخبرني ماذا رأيت" !

ردُّ زوجها كانَ في غايةِ الرّوعة ، قال لها: "الأمر في غايةِ البساطة ، سرُّ سعادتهما يَكمُن في أنّ كليهما (مُذنبْ) !
وسرّ تعاستنا أنّهُ كلانا على (حق) !"

هذا هو سر السّعادة "الأخلاق عموماً " ،
علينا أن نتعلم ثقافة الإعتذار والمُشاركة في تحّملِ المسؤولية ، لنتنازل أحياناً ونتخلى على الكبرياء ولو مؤقتاً ، من أجلِ سلامنَا النَّفسي.
هذه الوصفة لاتنطبق على الأسرة فقط ، بلْ فـي حياتنا عموماً ، فـي " العمل، الشّارع، السّوق...الخ"
أكثروا من الخبايا الصالحة

‏"كانَ عبدُ الله بن المبارك يترددُ كثيراً إلى طرطوس لأنها كانتْ أرض ثُغور، وكانَ ينزلُ قريباً منها في الرقةِ في خان، وكانَ هناك شاب يخدمه، ويسمع منه الحديث.
وقدمَ ابن المُبارك مرةً الرقةَ ونزلَ الخان فلم يجدْ الشاب، وكانَ مُستعجلاً للجِهاد فلم يسألْ عنه، فلما عادَ سألَ عنه، فقِيل له: هو محبوسٌ في دَيْن!
قال: كم دينه؟
فقالوا: عشرةُ آلافِ درهم!
فلم يزلْ يستقصي عن صاحبِ الدَّيْنِ حتى وصلَ إليه، وأدَّى المالَ إليه وأقسمَ عليه أن لا يُخبر بذلك أحداً.
وخرجَ الشابُ من السجن، وقِيل له إن عبدَ الله بن المُبارك قد سألَ عنك، فجعلَ الشابُ يبحثُ عنه، فلما لقيه قالَ له ابن المُبارك:
أين كنتَ يا فتى؟ لم أرَكَ في الخان؟
فقال: كنتُ محبوساً في دَين!
فقال له: وكيف كانَ خلاصك؟
قال: جاء رجلٌ وقضى ديني ولم أعلمْ به حتى أُخرِجْتُ من الحبس!
فقالَ له: احمد الله أن سخَّرَ لكَ هذا!
ولم يُحدِّث صاحب الدَين بهذه القصة إلا بعد موت عبد الله بن المُبارك، حينها عرفَ الفتى من قضى عنه دَينه!

ليس بالضرورة أن توثقَ كل خير تفعله، أوكلَ الله تعالى الملائكة بهذه المهمة، واطمئن فلن يضيعَ عليكَ شيء، كلهُ مكتوبٌ في كتابٍ لا يُغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها!وإن جهلَ الناسُ صنيعكَ، يكفي أن الله يعلم*

روى الذهبيُّ في سِيَرِ أعلامِ النُبلاء أنه كانَ في جيشِ هارون الرشيد عشرين ألفَ مُجاهد، لا يكتبون أسماءهم في دِيوانِ الجُند، فلا يأخذون رواتبهم كي لا يعرفهم أحد إلا الله!

وجاءَ السائبُ بن الأقرعِ إلى عُمر بن الخطاب رضي الله عنه؛ ينعي إليه شُهداء المُسلمين في معركةِ نهاوند، فعدَّ أسماءً من أعيانِ الناسِ وأشرافِهم، ثم قال: وآخرون أفناءَ الناسِ لا يعرفهم أمير المؤمنين!
فبكى عُمر وقال: وما ضرَّهم ألا يعرفهم عُمر، إن اللهَ يعرفهم!

أكثروا من الخبايا الصالحة، والأعمالِ التي لا ترصدها الكاميرات، ولا يشهدها الناس، فإنَّ الله يُحبها، وما تُضاءُ القبورُ إلا بمثلها*.".
‏إذا أهملت الصلاة، وهجرت القرآن، وغفلت عن ذكر الله، فانتظر الهم، والغم، والحُزن، والكدر، والقلق، لأن ذكر الله أمان، والغفلة عنه خذلان،
‏هناك حقيقتان:
‏"ألا بذكر الله تطمئن القلوب"،
‏"ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا"،
‏اللهم أعنّا على ذكرك، وشُكرك، وحُسن عبادتك
⭐️ زيد بن ثابت -رضي الله عنه- ⭐️

زَيْدُ بنُ ثَابِتِ بنِ الضَّحَّاكِ بنِ زَيْدٍ الخَزْرَجِيُّ النَّجَّارِيُّ الأَنْصَارِيُّ.

🟡 هو أشهر كتبة الوحي:

عَنْ خَارِجَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، قَالَ: دَخَلَ نَفَرٌ عَلَى زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، فَقَالُوا لَهُ: حَدِّثْنَا أَحَادِيثَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ.
قَالَ: "مَاذَا أُحَدِّثُكُمْ؟ كُنْتُ جَارَهُ، فَكَانَ إِذَا نَزَلَ عَلَيْهِ الْوَحْيُ، بَعَثَ إِلَيَّ، فَكَتَبْتُهُ لَهُ". (شرح السنة ٣٦٧٩).

🟡 وهو من أشهر المُقرئين:

تَلاَ عَلَيْهِ ابْنُ عَبَّاسٍ -رضي الله عنهما-، وَأَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، وَغَيْرُ وَاحِدٍ. (سير أعلام النبلاء ٢/٤٢٧).
وَقَالَ الشَّعْبِيُّ: "غَلَبَ زَيْدٌ النَّاسَ عَلَى اثْنَتَيْنِ: عَلَى الْفَرَائِضِ وَالْقُرْآنِ". (الإصابة 1١/٥٥).

🟡 ولحفظه وإتقانه اختاره أبو بكر الصدِّيقُ -رضي الله عنه- لجمع القرآن:

حينما كثر قتل حفاظ القرآن في قتال المرتدين قال أبو بكر لزيد: إِنَّكَ رَجُلٌ شَابٌّ عَاقِلٌ، وَلَا نَتَّهِمُكَ، كُنْتَ تَكْتُبُ الْوَحْيَ لِرَسُولِ اللَّهِ ﷺ، فَتَتَبَّعِ الْقُرْآنَ، فَاجْمَعْهُ.
قال زيد: فَوَاللَّهِ لَوْ كَلَّفَنِي نَقْلَ جَبَلٍ مِنَ الْجِبَالِ مَا كَانَ أَثْقَلَ عَلَيَّ مِمَّا أَمَرَنِي بِهِ مِنْ جَمْعِ الْقُرْآنِ.
قُلْتُ: كَيْفَ تَفْعَلَانِ شَيْئًا لَمْ يَفْعَلْهُ النَّبِيُّ ﷺ؟
فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: هُوَ وَاللَّهِ خَيْرٌ. فَلَمْ أَزَلْ أُرَاجِعُهُ حَتَّى شَرَحَ اللَّهُ صَدْرِي لِلَّذِي شَرَحَ اللَّهُ لَهُ صَدْرَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ، فَقُمْتُ، فَتَتَبَّعْتُ الْقُرْآنَ أَجْمَعُهُ مِنَ الرِّقَاعِ، وَالْأَكْتَافِ، وَالْعُسُبِ، وَصُدُورِ الرِّجَالِ... الحديث. رواه البخاري (٤٦٧٩).

🟡 وهو أعلم الصحابة بعلم الفرائض [المواريث]:

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «أَفْرَضُ أُمَّتِي زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ». (المستدرك ٧٩٦٢).
وروي أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- خَطَبَ النَّاسَ، فَقَالَ: "مَنْ أَرَادَ أَنْ يَسْأَلَ عَنِ الْفَرَائِضَ فَلْيَأْتِ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ". (المستدرك ٥١٩١).

🟡 وكان من أفقه الصحابة:

قال مسروق: "إِنِّي أَتَيْتُ الْمَدِينَةَ فَوَجَدْتُ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ مِنَ الرَّاسِخِينَ فِي الْعِلْمِ". (سنن الدارمي ٢٩٣٣).
وعَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ قَالَ: "مَا كَانَ عُمَرُ وَلا عُثْمَانُ يُقَدِّمَانِ عَلَى زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ أَحَدًا فِي الْقَضَاءِ وَالْفَتْوَى وَالْفَرَائِضِ وَالْقِرَاءَةِ". (طبقات ابن سعد ٢/٢٧٤).

🟡 وكان صاحب فُكاهة:

قال ثابتُ بنُ عبيد: " كَانَ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ مِنْ أَفْكَهِ النَّاسِ إِذَا خَلَا مَعَ أَهْلِهِ، وَأَرْصَنِهِمْ إِذَا جَلَسَ مَعَ الْقَوْمِ". (مصنف ابن أبي شيبة ٢٥٨٣٧).

🟡 وكان شديد الذَّكاء:

فقد تعلَّم اللغة العبريَّة في أيام قليلة، حيث قال له النَّبِيُّ ﷺ: «يَا زَيْدُ، تَعَلَّمْ لِي كِتَابَ يَهُودَ، فَإِنِّي وَاللَّهِ مَا آمَنُ يَهُودَ عَلَى كِتَابِي».
قَالَ زَيْدٌ: فَتَعَلَّمْتُ كِتَابَهُمْ مَا مَرَّتْ بِي خَمْسَ عَشْرَةَ لَيْلَةً حَتَّى حَذَقْتُهُ [أَيْ: أَتْقَنْتُه].
فَكُنْتُ أَكْتُبُ لَهُ إِذَا كَتَبَ [أَيْ: إِذَا أَرَادَ الْكِتَابَة]، وَأَقْرَأُ لَهُ إِذَا كُتِبَ إِلَيْهِ. (رواه الترمذي ٢٧١٥)، و(أبو داود ٣٦٤٥)، وعلَّقه البخاري.
وقال ابنُ كثير -رحمه الله-: "وقد كانَ زيدُ بنُ ثابتٍ من أشدِّ النَّاس ذكاءً، تعلَّمَ لسانَ يهود، وكتابَهم في خمسةَ عشرَ يومًا... وتعلَّم الفارسِيَّة من رسولِ كِسْرَى في ثمانيَةَ عَشَرَ يومًا، وتعلَّمَ الحبشِيَّةَ، والرومِيَّةَ، والقبْطِيَّة من خُدَّام رسول الله ﷺ". (البداية والنهاية ٨/٣٣).

🟡 الاحترام المتبادل بين العلماء:

عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: رَكِبَ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ، فَأَخَذَ ابْنُ عَبَّاسٍ بِرِكَابِهِ، فَقَالَ: لَا تَفْعَلْ يَا ابْنَ عَمِّ رَسُولِ اللَّهِ.
فَقَالَ: هَكَذَا أُمِرْنَا أَنْ نَفْعَلَ بِعُلَمَائِنَا.
فَقَبَّلَ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ يَدَهُ، وَقَالَ: "هَكَذَا أُمِرْنَا أَنْ نَفْعَلَ بِأَهْلِ بَيْتِ نَبِيِّنَا". (طبقات ابن سعد ٢/٣٦٠).
جاء رجلٌ إلى الحجاج بن يوسف الثقفي فقال: إن أخي خرج مع ابن الأشعث فضُرِبَ على اسمي في الديوان، ومُنِعْتُ العطاءَ، وقد هُدِمَت داري. فقال الحجاج: أما سمعت قول الشاعر:
 
جانيك من يجني عليك وقـد *** تعدي الصحاح مبارك الجرب
ولرب مأخــوذ بذنــب قــريبه *** ونجا المقارف صاحب الذنب
 
فقال الرجل: أيُّها الأمير .. إنِّي سمعتُ الله يقول غير هذا، وقول الله عز وجل أصدق من هذا.
 
قال: وما قال؟ قال: {قَالُوا يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ إِنَّ لَهُ أَبًا شَيْخًا كَبِيرًا فَخُذْ أَحَدَنَا مَكَانَهُ ۖ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (78) قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ أَن نَّأْخُذَ إِلَّا مَن وَجَدْنَا مَتَاعَنَا عِندَهُ إِنَّا إِذًا لَّظَالِمُونَ (79)} [يوسف: 78- 79].
 
قال: يا غلام، أَعِدْ اسمه في الديوان، وابنِ داره، وأعطه عطاءه، ومُرْ مناديًا يُنادي ((صدق الله وكذب الشاعر)).
 
فهذه القصَّة تدلُّ بوضوحٍ على أنَّ الشريعة الإسلامية لها سلطانها وهيبتها حتى على طغاة الحكَّام، وهذه خصِّيصة فريدة تتميَّز بها الشريعة الربَّانيَّة عن الأنظمة والقوانين الوضعيَّة، كما تدلُّنا على أنَّ أطغى الطغاة في العصور الأولى لم يكن ليجرؤ على رفض شريعة الله أو تحدِّي نصوصها، ولو كان هو الحجاج بن يوسف المشهور بالقسوة والجبروت.
ألا تستحي؟!

روى ابن عساكر في تاريخ دمشق:
إنَّ بديحاً مولى عبد الله بن جعفر قال: خرجتُ مع عبد الله بن جعفر في بعض أسفارنا، فنزلنا بجانب خيمة لرجل من بني عُذرة، فلم نلبثْ طويلاً حتى جاء يسوق ناقته، فسلَّمَ علينا، وقال مرحباً بالضيوف، وما سألنا من نحن ولا ما نريدُ، وإنما تناول شفرةً، فذبح ناقته، وأعطانا لحماً كثيراً، وقال: كلوا بالعافية!
فلما كان اليوم الثاني: جاء في الظهيرة على ناقةٍ له، فقال: مرحباً بالضيوف، وتناول شفرةٍ، فذبحها، وأعطانا لحماً كثيراً!
فقلنا له: ما زال عندنا من لحم البارحة.
فقال: ضيوفي لا يأكلون طعام البارحة!
فلما كان اليوم الثالث، فعلَ مثلما فعلَ في يوميه من قبل!
فلما أردنا الانصراف، قال لي ابن جعفر، ما معكَ؟
فقلتُ: أربعمئة دينار.
فقال: اذهبْ بها إلى الشيخ العُذري؟
فذهبتُ بها، فلم أجده، فناولتها للجارية، فقالت: ألا تستحي، إنَّا لا نأخذُ أجراً من ضيوفنا!
فعدتُ إلى ابن جعفر، فأخبرته، فقال لي: عُدْ، فإن لم تقبلها منك فاترك المال عند باب الخيمة، وتعالَ!
ففعلتُ، وعدتُ إليه، ومضينا في طريقنا
فسرنا ساعة، فإذا راكب من بعيد ينادي علينا، فوقفنا، فإذا به الشيخ العذري، فرمى إلينا بالمال، وقال: نحن لا نأخذُ أجراً من ضيوفنا! وعاد راجعاً.
فكان عبد الله بن جعفر يُحدِّثُ بعد ذلك بالقصة، ويقولُ: ما غلبنا بالكرمِ إلا الشيخ العُذري!

وحدها مواقف النُبل تبقى عالقةً في الأذهان، أما ما تبقى فتردمه رمال الأيام حتى لا يبقى من الناس أثر!
لن يذكركَ أحدٌ إلا بمواقفك، فإياكَ أن نكون غصَّةً في قلب أحدهم!
اُتركْ في كل شخصٍ عرفكَ موقفاً نبيلاً لا ينساكَ فيه! الأمر لا يحتاج إلى مواقف خارقة، ولا إلى بطولات روائية، يكفي أن يكون المرءُ إنساناً ليترك أثراً!
*من أين علمتي أنه يحبك ؟*

يقول عبد الله النباجي
دخلت السوق
فرأيت جاريةً يُنادى عليها
بالبراءة من العيوب
فاشتريتها بعشرة دنانير
فلما انصرفت بها أي إلى
المنزل عرضت عليها الطعام

فقالت لي : إني صائمة

قال : فخرجت فلما كان العشاء أتيتها بطعام فأكلت منه قليلاً ...
ثم صلينا العشاء فجاءت إلي ...

ّوقالت : يا مولاي هل بقيت لكَ خِدمة ؟

قلت : لا

قالت : "دعني إذاً مع مولاي الأكبر"

قلت : لك ذلك
فانصَرَفَتْ إلى غرفتها تصلي فيها ،

ورقدت أنا فلما مضى من الليل الثلث ضربت الباب عليَّ ...

فقُلتُ لها : ماذا تريدين

قالت : يا مولاي أما لك حظاً من الليل ؟

قلتُ : لا
فَذَهَبَتْ فلما مضى النصف منه ضَرَبَتْ عليَّ الباب

وقالت : يا مولاي ،
قام المتهجدون إلى وردهم و
شمرالصالحون إلى حظهم

قلت : يا جارية أنا بالليل خشبة ( أي جثة هامدة )
وبالنهار جلبة( أي كثير السعي )

فلما بقي من الليل الثلث الأخير، ضربت عليَّ الباب ضَرباً عنيفاً..

وقالت : أما دعاك الشوق إلى مناجاة الملك ؟!
قَدِّم لنفسك وَخُذ مكاناً فقد سَبَقَكَ الخُدام.

قال: فهاج مني كلامها وقمت فأسبغت الوضوء وركعت ركعات ثم تحسست هذه الجارية في ظلمة الليل فوجدتها ساجدة وهي تقول :

" *إلهي بحبك لي إلا غفرت لي* "

فقلت لها : يا جارية..
ومن أين علمت أنه يحبك ؟

قالت أما سمعت قول الله تعالى، *( يحبهم ويحبونه )*

*ولولا محبته ما أقامني وأنامك*..

فقلت: أذهبي فأنت حرةً لوجه الله العظيم..

فَدَعَتْ ثم خرجت وهي تقول :
*هذا العتق الأصغر بقي العتق الأكبر(أي من النار)*

حزنت عندما قرأت قول أحد الصالحين :
*(إذا رأيت نفسك متكاسلاً عن الطاعة ، فاحذر أن يكون الله قد كره طاعتك)*

قال تعالى في سورةالتوبة،
*"كره الله انبعاثهم فثبطهم"*

*لعل الحرص على نشرها ان توقظ قلوبا غافلة.!!*

*ياجارية ومن أين علمت أنه يحبك ؟*
والجواب
*لولا محبته ما أقامني وأنامك*
*ما أبسط الجواب*
*ما أعظم المعنى*

*اللهم إنا نسألك حبك وحب العمل الذي يقربنا إلى حبك*
*اللهم أهدنا وارزقنا حبك وحب لقائك*

أثرت في قلبي،
فأرسلتها لمن احب في الله
وارجو ان ترسلها لمن تحب
لعلك توقظ قلباً غافلاً
أو يلين بسببها قلباً قاسياً.
#سيرة_نجم ⭐️

البراء بن مالك -رضي الله عنه-

البراء بن مالك بن النضر بن ضمضم بن زيد الأنصاري الخزرجي النجاري. وهو أخو أنس بن مالك لأبيه. (الإصابة ١/٥٢١).

🟡 هو الوليُّ التَّقيُّ:

لم يكن البراء ذا وجاهة عند النَّاس؛ لأنه كان فقيرًا، لكنه كان ذا مكانة كبيرة عند الله، فقد كان تقيًّا، قلبه عامر بالإيمان؛ ولذا كان لله وليًّا. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «كَمْ مِنْ أَشْعَثَ أَغْبَرَ ذِي طِمْرَيْنِ [الطِّمْر: الثوبُ الخَلَق. النهاية (٣/ ٣٠٦)] لَا يُؤْبَهُ لَهُ، لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللَّهِ لَأَبَرَّهُ، مِنْهُمُ الْبَرَاءُ بْنُ مَالِكٍ». (أخرجه الترمذي ٣٨٥٤)، وهو في (صحيح الجامع ٤٥٧٣).

🟡 هو البطل المجاهد:

كان البراء من الأبطال المجاهدين، والشجعان المِقدَامين، فقد شهد مع رسول الله ﷺ المشاهد كلَّها إلا بَدرًا. (الإصابة ١/٥٢١).

🔸 وكان له بطولات عظيمة يوم اليمامة:

فقد ادَّعى مُسيلمة الكذاب النُّبوة، وتابعه بنو حنيفة، وكانت له قوة ومنعة، فقد تحصَّن بنو حنيفة في حديقة لهم وأغلقوا بابها، فقال البراء: "يَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ أَلْقُونِي عَلَيْهِمْ فِي الحديقة [وهذه تضحية عظيمة؛ إذ المُلقَى بين أعدائه سيُقْتَلُ غالبًا]، فاحتملوه فوق الْحَجَفِ [التروس]، وَرَفَعُوهَا بِالرِّمَاحِ حَتَّى أَلْقَوْهُ عَلَيْهِمْ مِنْ فَوْقِ سُورِهَا.
فَلَمْ يَزَلْ يُقَاتِلُهُمْ دُونَ بَابِهَا حَتَّى فَتَحَهُ، وَدَخَلَ الْمُسْلِمُونَ الْحَدِيقَةَ مِنْ حِيطَانِهَا وَأَبْوَابِهَا يَقْتُلُونَ مَنْ فِيهَا مِنَ الْمُرْتَدَّةِ مِنْ أَهْلِ الْيَمَامَةِ، حَتَّى خَلَصُوا إِلَى مُسَيْلِمَةَ لَعَنَهُ اللَّهُ". البداية والنهاية (٩/ ٤٦٩).
وأدرك المسلمون البراء وقد جُرِح بضعًا وثمانين جرحًا ما بين رمية وضربة، فأقام عليه خَالِد بن الْوَلِيد شهرًا حتى برأ من جراحه. (الإصابة ١/٥٢١).
ومن مواقفه في يوم اليمامة أنه رَكِبَ فَرَسَهُ، فَحَمِدَ اللهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: "يَا أَهْلَ الْمَدِينَةِ، لَا مَدِينَةَ لَكُمْ، وَإِنَّمَا هُوَ اللهُ وَحْدَهُ وَالْجَنَّةُ".
ثُمَّ حَمَلَ، وَحَمَلَ النَّاسَ مَعَهُ، فَانْهَزَمَ أَهْلُ الْيَمَامَةِ، فَلَقِيَ الْبَرَاءَ مُحَكَّمُ الْيَمَامَةِ، فَضَرَبَهُ الْبَرَاءُ فَصَرَعَهُ، فَأَخَذَ سَيْفَ مُحَكَّمِ الْيَمَامَةِ، فَضَرَبَهُ حَتَّى انْقَطَعَ. (معرفة الصحابة ١٠٧٦).

ومن شِدَّة شجاعة البراء كَتَبَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ -رضي الله عنه-: "أَنْ لَا تَسْتَعْمِلُوا الْبَرَاءَ بْنَ مَالِكٍ عَلَى جَيْشٍ مِنْ جُيُوشِ الْمُسْلِمِينَ؛ فَإِنَّهُ مَهْلَكَةٌ مِنَ الْمَهَالِكِ يَقْدَمُ بِهِمْ". (المستدرك ٣/٣٥٧).

🔸 ومن شجاعته الفائقة وتضحيته العظيمة إنقاذه لأخيه أنس:

فقد كان مع أخيه أنس بن مالك عِنْدَ حِصْنٍ مِنْ حُصُونِ الْعَدُوِّ، وَالْعَدُوُّ يُلْقُونَ كَلَالِيبَ فِي سَلَاسِلَ مُحْمَاةٍ، فَتَعْلَقُ بِالإِنسَانِ فَيَرْفَعُونَهُ إِلَيْهِمْ، فَعَلِقَ بَعْضُ تِلْكَ الْكَلَالِيبِ بِأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ فَرَفَعُوهُ حَتَّى أَقَلُّوهُ مِن الْأَرْضَ فَأُتِيَ أَخُوهُ الْبَرَاءُ بْنُ مَالِكٍ، فَقِيلَ: أَدْرِكْ أَخَاكَ، وَهُوَ يُقَاتِلُ في النَّاسِ.
فَأَقْبَلَ يَسْعَى حَتَّى نَزَا فِي الْجِدَارِ، ثُمَّ قَبَضَ بِيَدِهِ عَلَى السِّلْسِلَةِ وَهِي تُدَارُ، فَمَا بَرِحَ يَجُرُّهُمْ وَيَدَاهُ، تُدَخِّنَانِ حَتَّى قَطَعَ الْحَبْلَ، ثُمَّ نَظَرَ إِلَى يَدَيْهِ، فَإِذَا عِظَامُهَا تَلُوحُ قَدْ ذَهَبَ مَا عَلَيْهَا مِنَ اللَّحْمِ، وأَنْجَى الله عَزَّ وَجَلَّ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ بِذَاكَ. (المعجم الكبير للطبراني ١١٨٢).

🔸 ومع شجاعته كان حَسَنَ الصوت بالإنشاد:

فقد كَانَ البراء حَسَنَ الصَّوْتِ يَحْدُو بِالنَّبِيِّ ﷺ فِي أَسْفَارِهِ، فَكَانَ هُوَ حَادِي الرِّجَالِ، وَأَنْجَشَةُ حَادِي النِّسَاءِ. (أسد الغابة ١/٣٦٣).

🔸 ونال الشَّهادة بعد تاريخ حافل في الجهاد في سبيل الله:
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ -رضي الله عنه- قَالَ: إِنَّ الْبَرَاءَ لَقِيَ زَحْفًا مِنَ الْمُشْرِكِينَ، وَقَدْ أَوْجَعَ الْمُشْرِكُونَ فِي الْمُسْلِمِينَ، فَقَالُوا: "يَا بَرَاءُ، إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ، قَالَ: إِنَّكَ لَوْ أَقْسَمْتَ عَلَى اللَّهِ لَأَبَرَّكَ، فَأَقْسِمْ عَلَى رَبِّكَ".
فَقَالَ: "أَقْسَمْتُ عَلَيْكَ يَا رَبِّ لِمَا مَنَحْتَنَا أَكْتَافَهُمْ".
ثُمَّ الْتَقَوْا عَلَى قَنْطَرَةِ السُّوسِ، فَأَوْجَعُوا فِي الْمُسْلِمِينَ، فَقَالُوا لَهُ: يَا بَرَاءُ، أَقْسِمْ عَلَى رَبِّكَ، فَقَالَ: "أَقْسَمْتُ عَلَيْكَ يَا رَبِّ لِمَا مَنَحْتَنَا أَكْتَافَهُمْ، وَأَلْحَقْتَنِي بِنَبِيِّكَ ﷺ".
فَمُنِحُوا أَكْتَافَهُمْ، وَقُتِلَ الْبَرَاءُ شَهِيدًا. رواه الحاكم (٥٢٧٤) وصححه، ووافقه الذهبي.
رسائل كنوز السعادة


ابتسم في العيد


أحمد بن عبد السلام الشاعر البربري ، كان آية زمانه في النظم ، وحفظ الأشعار القديمة والحديثة ، جالس عبد المؤمن وأولاده من بعده ، وطالت أيامه ، وجمع حماسة كبيرة بالمشرق والمغرب ، أحسن فيها الترتيب ، وكان ظريفاً صاحب نوادر ، ومن شعره في المنصور أبي يعقوب صاحب المغرب :
إن الإمام هو الطبيب وقد شفى علل البرية ظاهراً ودخيلاً
حمل البسيطة وهي تحمل شخصه كالروح يوجد حاملاً محمولاً
وله في أهل فأس وكانوا يوصفون بالبخل :
مشى اللؤم في الدنيا طريداً مشرداً يجوب بلاد الله شرقاً ومغرباً
فلما أتى فأساً تلقاه أهلها وقالوا له أهلاً وسهلاً ومرحباً 1
قال الثعالبي في يتيمة الدهر : كان بني حمدان ملوكاً وأمراء ، أوجههم للصباحة ، وألسنتهم للفصاحة ، وأيديهم للسماحة ، وعقولهم للرجاحة .
وكان أبي فراس فرد دهره فضلاً وكرماً ونبلاً وبلاغة وشجاعة ، ولما أدركته حرفة الأدب ، وأصابته عين الكمال ، أسرته الروم في بعض وقائعها وهو جريح ، وتطاولت مدة مفاداته فقال :
ما للعبيد من الذي يقضي به الله امتناع
ذدتُ الأسود عن الفرائس ثم تفرسني الضباع 2
مر المتنبي في طريقه إلى عضد الدولة بن بويه بشعب بوّان الذي كان على مقربة من شيراز ، وكان يعد إحدى جنان الدنيا الأربع ، شعب بوّان ، ونهر الأبلّةُ بالعراق ، وصغد بسمرقند ، وغوطة دمشق ، فقال :
مغاني الشعب طيباً في المغاني بمنزلة الربيع من الزمان
ولكن الفتى العربي فيها غريب الوجه واليد واللسان
ملاعب جنة لو سار فيها سليمان لسار بترجمان
طبت فرساننا والخيل حتى خشيت وإن كَرُمن من الحِران 3
يقول بشعب بوان حصاني أعن هذا يسار إلى الطعان
أبوكم آدم سن المعاصي وعلمكم مفارقة الجِنان 4
--------------------------
1)تاريخ الإسلام (42/355) للذهبي 2) كتاب أحاديث وأسمار (465) 3) طبت : استمالت . الحران : امتناع الفرس 4) كتاب أحاديث وأسمار (275) .

إعداد : فهد باصبرين الأحد ٣ شوال ١٤٤٤ هجرية الهفوف الأحساء السعوديه
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
2024/10/06 14:19:39
Back to Top
HTML Embed Code: