Telegram Web Link
📖 *نجاحك بمساعدتك لغيرك.* 
❂:::ـــــــــــــ✺ـــــــــــــ:::❂
❐ فيما مضى، كان هناك تسعة متسابقين في ( أولمبياد سياتل ) وكان كل المتسابقين مُعاقين جسديًا أو عقليًا،

❖ وقفوا جميعًا على خط البداية لسباق مئة متر ركضًا. وانطلق صوت مسدس بداية السباق . لم يستطع الكل الركض ولكنهم أحبوا المشاركة فيه.

❖ وأثناء الركض انزلق أحد المشاركين، وتعرض لانقلابات متتالية، وقبل أن يجهش بالبكاء انتبه الثمانية الآخرون، فأبطؤوا من ركضهم ونظروا خلفهم ليجدوا زميلهم المتعثّر. فتوقفوا عن الركض وعادوا جميعًا إليه.
فجلس أحدهم بجانبه وضمه إليه وسأله : *أتشعر الآن بتحسن .* ثم نهض الجميع و مشوا جنبًا إلى جنب معًا إلى خط النهاية.

❖ وهنا قامت الجماهير الموجودة جميعها بالتهليل والتصفيق، ودام هذا التهليل و التصفيق طويلاً. ولم يزل الأشخاص الذين شاهدوا هذا الموقف الجميل يتذكرونه ويقصونه،
•┈┈••••○❁❁○••••┈┈•
❖ لماذا لأننا جميعا نعلم في دواخل نفوسنا أن الحياة أجمل من مجرد أن نحقق الفوز فيها لأنفسنا. فالأمر الأكثر أهمية في هذه الحياة هو أن نساعد الآخرين على تحقيق النجاح والفوز.

❖ قال حكيم : *( من آثر على نفسه بالغ في المروءة ).*

❖ وسئل بعض الحكماء من أجود الناس قال : *( من جاد من قلة، وصان وجه السائل عن المذلة ).*

❖ *لا ينجح الإنسان بمجهوده فقط ، الكل يحتاج لغيره لصناعة النجاح .*

💫 *الناسُ للناسِ مِن بدوٍ وحاضِرَةٍ*
*بَعضٌ لبعضٍ وإنْ لَم يشعروا خَدَمُ.*
•┈┈•◈◉✹◉◈•┈┈•

🌦 وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد ﷺ .

💎💎💎🌴💎💎💎
همسه من نور🍂🌨
‏قال الله تعالى :

‏ { وَاسجُدْ وَاقتَرب ﴾

‏لستَ بحاجة للسَّفر
‏     لتقترب إليه ..!!
‏ولا يُشترط أن يكون
‏     صوتك عــذباً..!!
‏ فقط [ اسجد ]
‏     تـكُـن بين يديه..!!
‏ثم اسألهُ ما
‏     تشــــاء...💙🍁 ➥ َ
الجمعة، 16 نوفمبر 2018
رسالة (الثوب الابيض)...يوم الطلاق بثوب الزفاف ....


أكتب إليك من إحدى العواصم الأوروبية لأوري لك قصتي بعد أن شاركت قراءك همومهم طوال السنوات الماضية . وخصوصا في الفترة الأخيرة التي اغتربت فيها عن وطني وأسرتي فأنا يا سيدي رجل في الرابعة والأربعين من عمري , نشأت في أسرة بسيطة ابنا لأب موظف بالحكومة وشقيقا وحيدا لثلاث فتيات يصغرنني وما إن تخرجت في إحدى الكليات العملية وعملت بإحدى شركات القطاع العام حتى أحيل أبي للمعاش وانخفض دخله للربع بعد حرمانه من الموارد الإضافية فوجدت نفسي مسئولا عن الأسرة وعن شقيقاتي الصغيرات اللاتي رضعت حبهن منذ طفولتي , وتمتعت دائما بحبهن واحترامهن ..

ويوم قبض أبي معاشه الأول رأيته جالسا مع أمي يحاولان تدبير حياتنا بالمبلغ الصغير وملامح الانكسار تعلو وجه أبي , فلم أطق أن أراه مهزوما فتقدمت منه وقبلت يده وقلت له لقد أحسنت إلي كثيرا وحرمت نفسك من كل شيء في الحياة لتعلمني وجاء دوري لأرد لك الجميل , فاعتبرني من الآن مسئولا عن شقيقاتي ولا تشغل نفسك بأمرهن , وأخرجت راتبي كاملا وكان وقتها أربعين جنيها وأعطيته لأمي فحاول أبي الاعتراض مذكرا إياي بأني شاب وسوف أتزوج ذات يوم , فطمأنته ورجوته ألا يفكر إلا في نفسه وصحته , ولم أقبل من راتبي سوى خمسة جنيهات لمواصلاتي ونثرياتي وتركتهما ودعاؤهما يلاحقني بأن يبارك الله لي في صحتي وعملي وشبابي وخرجت منتشيا بهذا الدعاء إلى لقاء صديق في المقهى القريب فو الله ما جلست معه ساعة حتى جاءني صديق ثالث يعرض علي أن أعمل رساما هندسيا في مكتب عمه الذي يبحث عن شاب مجتهد ليعمل معه ساعات مقابل ثلاثين جنيها , فقمت معه إليه , وتسلمت عملي في نفس الليلة وعدت لبيتي وفي جيبي عشرة جنيهات من أجري , أصر صاحب المكتب على أن يعطيها لي في أول لقاء .
وواجهت الحياة متفائلا رغم ثقل المسئولية ونظمت وقتي بين عملي الحكومي وعملي الحر في المساء وخصصت لشقيقاتي مصروف يد خمسة جنيهات لكل منهن بعيدا عن مصروف البيت الذي لا يتحمل هذا الترف ..
ومضت حياتنا هادئة رغم الصعوبات وواصلت شقيقاتي تعليمهن بنجاح وكنت مدرسهن وصديقهن ومستشارهن في كل ما يعرض لهن من أمور .. حتى أمور العاطفة .. وأشعرتهن دائما بثقتي فيهن وبجدارتهن بهذه الثقة .. فلم يخذلنني أبدا وتخرجت كبرى شقيقاتي وحصلت على تقدير متفوق بفضل اجتهادها وسهري معها للصباح في ليالي الامتحان .. وعملت بعد شهور من تخرجها وجاءنا من يطلب يدها فتمت خطبتها وساهمت في تجهيزها بكل قرش كسبته خلال السنوات الماضية وزففناها إلى زوجها بشكل كريم يتناسب مع إمكاناتنا .. وواصلت كفاحي مع الشقيقة الوسطى حتى تخرجت في كلية نظرية بعدها بعامين وتزوجت هي الأخرى وخلا بيتنا إلا من الصغرى التي كانت قد وصلت إلى السنة الثانية في كليتها وجلست التقط أنفاسي بعد زواج الشقيقتين .
فجاءني أبي يقول لي أنه آن الأوان لأن أفكر في الزواج قبل أن يفوتني القطار ..وكنت في حاجة فعلا لذلك فقد قاربت الثلاثين ولم أفكر في الارتباط بأي إنسانة .. وكنت قد ترقيت في عملي بالقطاع العام وتضاعف راتبي كما تضاعف أجري من المكتب عدة مرات , وزاد دخلي منه بما بدأت أنفذه لحسابي من أعمال يخصني بها صاحبه .. وسألت نفسي إذا كنت أستطيع الزواج فأين هي شريكة العمر .. وأحست أمي بما يدور داخلي فأبلغتني بأن عروسي جاهزة وأنها متيمة بي , لكن هموم الحياة قد شغلتني عن ملاحظة عيونها الهائمة .. وسألتها عنها فعرفت أنها صديقة صغرى شقيقاتي التي تزورها كثيرا وتبدي لي الود فعلا ولم أنتبه إليها من قبل .. ووجدت نفسي أفكر فيها , إنها تصغرني بتسع سنوات وجميلة جملا أخاذا كشقيقاتي الثلاث ومن أسرة صديقة طيبة .. وسرعان ما أحببتها .. وتمت خطبتي عليها فانفجر ينبوع حبها الصامت لي منذ 3 سنوات متدفقا , وكانت زميلة شقيقتي في الكلية فأصبحت جلسات المراجعة تضمنا نحن الثلاثة , وحين وصلت إلى السنة النهائية من كليتها قررت أن نتزوج وأن تواصل دراستها وهي زوجة , وتم الزواج فعلا وأقمت في شقة صغيرة حصلت عليها عن طريق عملي , وتخرجت زوجتي وشقيقتي في يوم واحد , وانتهت بذلك مسئوليتي العائلية تماما فيما عدا مساعدتي الشهرية الصغيرة لأبي وقسط " الجمعية " الذي أدفعه لأمي لتجهيز شقيقتي الصغرى للزواج عندما يأتيها النصيب , ولم يتأخر حظها طويلا فلقد عملت وخطبت لزميل في العمل .. وتزوجت بعد عامين وفي يوم زفافها اكتمل شملنا جميعا : شقيقاتي وأزواجهن وأنا وزوجتي وأحسست بالرضا عن نفسي أن وفقني الله لأداء مسئولياتي العائلية وخجلت حين طلب أبي من صهر شقيقتي الصغرى أن يضع يده في يدي أنا لأني –كما قال- أبوهن الحقيقي .. ورفضت بإصرار ومضت حياتنا سعيدة هادئة لا يعكر صفوها شيء نلتقي كل يوم جمعة حول أبي وأمي في شقتنا القديمة ونلتقي مرة أخرى في بيتي مساء الأحد حيث لا يعمل المكتب الهندسي ونستمتع بسهرة سعيدة يظللها الحب والتفاهم .
ولم تخل الحياة بالطبع من بعض المنغصات .. وقد اختارني أنا فتقبلت نصيبي منها راضيا فلقد حملت زوجتي بعد عام من زواجنا , لكن حملها لم يعش سوى أربعة شهور وبعد عام آخر حملت مرة ثانية وطال حملها لمدة سبعة شهور ثم مات الجنين داخلها واضطر الأطباء لتوليدها بجراحة قيصرية لإخراجه وتأكدت من عدم قدرتها على الإنجاب فطلبت منها ألا تكرر التجربة مرة أخرى خوفا على حياتها لكنها تاقت إلى الإنجاب فتكررت نفس المأساة وكادت تهلك أثناء الجراحة ثم استسلمت بعدها لرأي الأطباء وكفت عن المحاولة لكن أشياء كثيرة تغيرت في روحها بعد ذلك , فبدأت تضيق بلقاء الأحد الذي يجمع شقيقاتي وأطفالهن وأزواجهن في بيتي , وبدأت تختلق الأعذار لتعوقني عن الذهاب إلى بيت أبي يوم الجمعة وتضيق بحبي لأبناء شقيقاتي وملاعبتي لهم وبدأت شقيقاتي يلاحظن سهومي واكتئابي ويحاولن التخفيف عني وفي هذه الفترة انتقلت من الشركة التي أعمل بها إلى منصب مرموق في شركة كبرى , وأصبحت لي سيارة وسكرتيرة ..ففقدت زوجتي اتزانها وتسلط عليها الشك في تصرفاتي .. والإحساس بعدم الأمان معي ثم سافرت في مهمة قصيرة للخارج فوجدت نفسي أفكر في حياتي معها وأعترف لنفسي بأني أتمزق داخليا بالرغبة في أنجاب طفل وإن هذا سبب متاعبي رغم حبها الجارف لي بل وحبي أيضا لها وعدت من السفر عازما على أن أذهب إلى بيت أبي وأقيم فيه إلى أن أضع حلا لمشكلتي معها ..
ووصلت إلى المطار ففوجئت بها تنتظرني فيه بالرغم من عدم إبلاغها بموعد عودتي ..فعجزت عن مصارحتها برغبتي وعدت معها إلى مسكننا .. وعشت عدة أسابيع بعدها لا أرى منها إلا عذوبة الفتاة الجميلة الرقيقة التي أحبتني حبا صامتا ثلاث سنوات قبل الخطبة .. وقررت العدول عما فكرت فيه .. لكن آه من وساوس النفس الباحثة دائما عما ينقصها فبعد شهور عاودتني نفس الأفكار وضقت بهمي فحزمت أمري وعدت من مكتبي إلى بيت أسرتي وصارحت أمي وأبي برغبتي في طلاق زوجتي لكي أتزوج أخرى وأنجب فعارضاني بشدة وجاءت شقيقاتي فعارضنني إشفاقا عليها .. مع تسليمهن بحقي المشروع في الإنجاب , وبكت شقيقتي الصغرى واستحلفتني أن أرجع عن قراري إدراكا لمدى حب زوجتي لي وطالبني أبي بمراجعة نفسي لفترة فاستجبت له وقررت الإقامة في بيته لفترة وعرفت زوجتي بالأمر .. فبكت طويلا ورفضت مغادرة الشقة إلى بيت أسرتها أملا في أن أعود إليها وبعد أسبوعين أرسلت إلي شقيقتي الصغرى تبلغني موافقتها على زواجي من أخرى بشرط ألا أطلقها وأن أعدل معها .. لكني تخوفت مما سأعانيه من تمزق وغيرة ومتاعب معها فرفضت , واستاء أبوها من موقفها فذهب إليها وحملها على مغادرة الشقة ونقل أشيائها وأثاثها إلى بيته وجاء يوم الطلاق فأصرت هي أن تذهب إلى المأذون لتتم الإجراءات في حضورها حتى تعفي نفسها من مهانة تسلم ورقة الطلاق عن طريق قسم الشرطة ,وذهبت مع أبي وأزواج شقيقاتي واجما فوجدتها مع أبيها جالسة مطأطئة الرأس ترتدي فستانا أبيض كأنها تذكرني بثوب زفافها وذكرياتنا السعيدة وجمالها الحزين يشع في المكان ومرت الإجراءات التقليدية ففوجئت بها تصافحني ودموعها تنساب من عينيها ثم تقول لي لقد شققت بطني من أجلك مرتين وكنت على استعداد لأن أشقها مرة أخرى .. لكنك اخترت غير ذلك وظلمتني .. فليسامحك الله على ظلمك لي .. مع السلامة ..
فلم أستطع منع دموعي وهرولت خارجا وأثر في هذا الموقف فاكتأبت طويلا .. ثم بدأت ذكرياته تتراجع من رأسي شيئا فشيئا وعدت إلى شقتي وأعدت تأثيثها .. وعشت وحيدا عدة شهور , ثم تعرفت بمهندسة زميلة لي في العمل في الثلاثين من عمرها سبق لها الزواج وطلقت من زوجها لرفضه الإنجاب لأن له ابنا وابنة من زواج سابق وبسبب إجباره لها على إجهاض نفسها كلما حملت فوجدت فيها ضالتي وتعجبت من تصاريف القدر وتقاربنا سريعا ولم ألبث أن صارحتها بحبي وصارحتني بحبها , ثم خطبتها وتم زواجي الثاني بعد سنة من طلاقي وأنا في الثامنة والثلاثين من عمري وبعد عام من زواجي أنجبت طفلة جميلة سعدت بها سعادة طاغية .. وشكرت الله كثيرا وسعدت بكل لحظة في حياتي الجديدة وعرضت على زوجتي أن تتفرغ لبيتها فلم تتردد , واستقالت وتفرغت لي ولطفلتها .. ورشفت من رحيق السعادة معها ومع ابنتي حتى الثمالة .. حتى خشيت على سعادتي من غدر الزمان فبدأت أستقصي أخبار زوجتي السابقة من شقيقتي وأحلم باليوم الذي تتزوج فيه حتى لا تظل المرارة مستقرة في أعماقها تجاهي وحزنت حين عرفت أنها لم تتزوج وفضلت أن تعمل مدرسة انتظارا لشفاء نفسها من مرارة التجربة ثم شغلتني ابنتي الصغيرة بعد قليل عن أي شيء آخر وواصلت نجاحي في حياتي العملية واستقرت أحوالي المادية .. وأعطيت عملي كل جهدي وطاقتي وذات يوم كنت أشرف على أحد مشروعات الشركة في ضواحي القاهرة فأصبت بإغماء مفاجئ ..
وحملني الزملاء إلى أقرب مستشفى حيث عالجني الأطباء وخرجت وفسرت الأمر بالإجهاد ..لكني بعدها بدأت أشعر بخمود غريب في جسمي , فذهبت إلى طبيب وبدأت دورة لا تنتهي من التحاليل والأشعات والفحوص وبعدها طالبني الأطباء بعدم الإجهاد وبالعمل بنصف طاقتي وبالالتزام بنظام غذائي وعلاجي مستمر .. والتزمت بتعاليم الأطباء إلى أن تكررت نوبات المرض وتلاحقت فقررت الشركة إيفادي للعلاج بالخارج .
وسافرت وحيدا ودخلت المستشفى وبدأت العلاج .. حتى جاء الموعد الذي سيبدي فيه الطبيب الكبير رأيه النهائي في حالتي فوجف قلبي لأن الأطباء في هذه البلاد لا يجاملون المريض ولا يعرفون الاعتبارات العاطفية التي تمنع أطباءنا من مصارحة المريض بحقيقة حالته .. وأرهفت أذني له فإذا به يصارحني ببساطة بحقيقة مرضي الذي أشفق الأطباء في مصر من مصارحتي به .. وبحثت عن صوتي لأسأله عن مدى سوء الحالة فأجاب بنفس الواقعية القاسية وبكلمات مقتضبة : أنها متأخرة جدا !
ثم طالبني بالبقاء تحت إشرافه 3 أسابيع إن استطعت أو بمتابعة العلاج مع أطبائي في مصر وهكذا سمعت حكم الإعدام الوشيك بأذني يا سيدي فغرقت في حزن عميق ثم قمت للصلاة في غربتي , واتصلت برئيسي في العمل وأبلغته فتأثر بما سمع .. وطلب مني البقاء تحت إشراف الطبيب والعودة بعد 3 أسابيع فمضت علي الدقائق ثقيلة وأنا سجين في أفكاري .. أتحاور مع نفسي وتتوالى الخواطر والصور على مخيلتي فأرى ابنتي وزوجتي وأبي وأمي وشقيقاتي وأتخيل وقع الخبر عليهم , بل وأرى زوجتي السابقة بجمالها الحزين وفستانها الأبيض يوم الطلاق .. وأتساءل هل سامحتني حقا أم أن مراراتها ما زالت في الأعماق فنالني من ظلمي لها ما نالني .. وأقترب في هذياني وحواري الباطني من حافة الخطر أحيانا فأتساءل _أستغفر الله_ لم إذن أنجبت إذا كان الرحيل مقدرا سريعا هكذا ؟ ! ...
هل لأترك زهرتي الجميلة لليتم قبل أن تتم عامها الخامس ! وما دام كل شيء بقضائه وبقدره .. لماذا لم يلهمني الله أن أبقي على زوجتي الأولى فأخفف من ذنوبي ومن همي بأمر طفلتي وأرحل خفيفا وحيدا بلا خسائر أخرى !
إنني أعرف أن الأعمار بيد الله وحده لكني أهذي وحيدا في غربتي وأحتاج إلى من يسمع تساؤلاتي ويجيب عنها فهل تستطيع ؟

ولكاتب هذه الرسالة أقول


كل إنسان يا صديقي مكتوب عمره بين عينيه هكذا جاء في المرويات أن الله سبحانه وتعالى قد أبلغ آدم حين أمره بالهبوط من الجنة . فلا تزد من أشجانك بهذه الخواطر الحزينة التي تعين مرضك عليك .. ولا تساعدك على مقاومته .. والإنسان قد تؤذيه هواجس نفسه أحيانا بأكثر مما تستطيع أمراض جسمه .. فأعن نفسك على مرضك ولا تسل عما لا تعلم ولا تملك من أمره شيئا فما أنت من جئت من عالم الغيب بهذه الزهرة الجميلة إلى الحياة وما أنت من اخترت لزوجتك الأولى ألا تنجب , ولا أنت تستطيع أن تجزم بأن زواجك منها لو استمر لم يكن ليحقق أمل الإنجاب لكما بعد حين فتأتي إلى الدنيا زهرة أخرى ربما في نفس الموعد .. وإنما قدر الله في كل الأحوال وكما شاء فعل .. ولا يسأل جل شأنه عما فعل وتجارب الحياة تعلمنا أننا إنما نفر من قضاء الله دوما إلى قدره لهذا نعيش حياتنا ونحن نعرف دائما أن الستار الأخير قد ينزل عليها في أي لحظة .. ولا يمنعنا ذلك من أن نحيا ونستمتع بأيامنا ونخطط للمستقبل ونزرع الأشجار أملا في أن نقطف ثمارها لهذا فلابد دائما من الأمل في رحمة الله وعدالته .
وهناك دائرة مجهولة يعجز طب الأطباء عن الاقتراب من حدودها هي دائرة الغيب الذي لا يعلمه سواه . وكم كذّب الغيب نبوءات الأطباء وعلم العلماء .. فلنثق إذن في أن من منحنا هبة الحياة هو وحده من يقدر على أن يستردها حين يشاء وأنه لا يصرح بعلمه هذا لغيره .
فهون عليك يا صديقي فربما تكون أطولنا عمرا ! وتخفف من إحساسك بالذنب لكيلا يتحالف مع أدواء جسمك عليك وأنت في النهاية وإن ظلمت زوجتك الأولى لست أول من ظلم قلبا أحبه جريا وراء أمل الإنجاب ولن تكون آخرهم وإحساسك هذا بالذنب رغم بعد الذكرى دليل جديد على نفسك الطيبة الخيرة يضاف بكل تأكيد الى سجلك النبيل في بر أبويك ..ورعاية شقيقاتك وهو سجل لا يضيع أجره عند من لا تضيع عنده الودائع وبعد كل ذلك فإنك لو أردت أن تبرئ ذمتك وتهدئ خواطرك مما تحسه من ذنب تجاه زوجتك الأولى فإني أنصحك بأن تكتب إليها من غربتك سائلا إياها الصفح الجميل عما جرت به المقادير بعد أن انقضى الآن كل شيء وسحب النسيان عليه ذيوله أو خفف على الأقل من مرارته , وكلي ثقة أنها لن تضن عليك به لأن من أحب إنسانا حبا حقيقا ذات يوم لم يكرهه ولو أساء إليه أو ظلمه ولم يرج له ضررا أو سعد بما يناله من آلام الحياة , فالحب الحقيقي قد يخمد وقد تذبل أوراقه ويموت كما تموت الورود لكنه يبقى دائما من أريجه القديم نفحة لا تسمح له أبدا بأن يتحول ذات يوم إلى كراهية حاقدة مدمرة ..فاطمئن تماما إلى أن قلبها الأبيض مثل ثوبها سوف يغفر لك ما جرى ..
وسوف يتمنى لك الشفاء مخلصا , والتزم بتعاليم الأطباء بدقة وثق دائما بربك ولسوف تحمل لك الأيام ما تطيب له نفسك إن شاء الله ... إنه على كل شيء قدير .
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
*أنت مكلف #بالسير... 🐾 لا #بالوصول.*

📚 من أنفع ماقرأت📚
ماهي قصة ضمرة بن جندب!؟!

📍بعد هجرة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه من مكة إلى يثرب، لم يتبق في مكة إلا عدد قليل من المسلمين لم يهاجروا لمرضهم وكبر سنهم.

وكان من بين هؤلاء الصحابة الذين حبسهم المرض وكبر السن الصحابي الجليل:

ضمرة بن جندب ... رضي الله عنه.

👈🏻لم يستطع أن يتحمل مشقة السفر وحرارة الصحراء فظل في مكة مرغمًا.
💥 ولكنه رضي الله عنه لم يتحمل البقاء بين ظهراني المشركين، فقرر أن يتحامل على نفسه ويتجاهل مرضه وسنه.

» وبالفعل خرج ضمرة بن جندب رحمه الله، وتوجه إلى يثرب، وأثناء سيره في الطريق اشتد عليه المرض، فأدرك أنه الموت، وأنه لن يستطيع الوصول، فوقف رحمه الله وضرب كفًّا على كفٍّ، وقال وهو يضرب الكف الأولى:

1️⃣📍*اللهم هذه بيعتي لك*📍

ثم قال وهو يضرب الثانية:

2️⃣📍وهذه بيعتي لنبيك📍

📌ثم سقط ميتًا ..💦

🔖 فنزل جبريل عليه السلام على النبي صلى الله عليه وسلم يخبره بما حدث لضمرة، ثم نزل قول الله تعالى:
*' ﻭَﻣَﻦ ﻳَﺨْﺮُﺝْ ﻣِﻦ ﺑَﻴْﺘِﻪِ ﻣُﻬَﺎﺟِﺮًﺍ ﺇِﻟَﻰ ﺍﻟﻠّﻪِ ﻭَﺭَﺳُﻮﻟِﻪِ ﺛُﻢَّ ﻳُﺪْﺭِﻛْﻪُ ﺍﻟْﻤَﻮْﺕُ ﻓَﻘَﺪْ ﻭَﻗَﻊَ ﺃَﺟْﺮُﻩُ ﻋَﻠﻰ ﺍﻟﻠّﻪِ ﻭَﻛَﺎﻥَ ﺍﻟﻠّﻪُ ﻏَﻔُﻮﺭًﺍ ﺭَّﺣِﻴﻤًﺎ ''*
النساء ١٠٠.📚

📌فجمع النبي أصحابه وأخبرهم بشأن ضمرة وقال حديثه الشهير، الذي هو الحديث الأول في الأربعين النووية:
( إنما الأعمال بالنيات،…الخ)📚

💎 فحاز ضمرة شرفًا لم يحزه غيره بأن نزل فيه قرآن وسنة، رغم كونه لم يصل إلى المدينة. 💎

🔖 الطريق الى الله طويل، لايشترط أن تصل إلى آخره، المهم أن تموت وأنت فيه 🔖

🌾 العمل مع الله لا يشترط فيه أن تصل للهدف، ولكن يكفيك أن تموت وأنت تعمل وتسير في الطريق إليه، مادامت نيتك لله ...

🤝🏻 حافظوا على مسيركم إلى الله فالقلوب ضعيفة والفتن خطافة.🤝🏻

🤲🏻 اللهم سير قلوبنا إلى التسليم لأمرك بطاعتك فيما أمرتنا بعمله، وطاعتك فيما أمرتنا بتركه واجتنابه، 🤲🏻

🌱 واحفظنا من الفتن ماظهر منها ومابطن 🌱
*اللهم اهدِنا للصراط* *المستقيم وثبتنا على الحق* *حتى نلقاك.*🤲🏻

🍂🍂
ــــــــــــــــــــــ
جملة قائلها بشر الحافي حين كان يقيم في بيته حفلات للمجون فوقف احد الزهاد ببابه وسال الجارية :صاحب هذا البيت حر أم عبد ؟ فقالت الجارية بل حر ..
فرد الزاهد : نعم الحر يفعل ما يشاء ثم مضي ..
ودخلت الجارية فأخبرت بشر ..فتفكر في كلام الرجل لبرهة ثم خرج حافيا من بيته حتى لحق بالزاهد فاسترجعه فأعاد عليه الحوار فبكي بشر وظل يردد “بل عبد يا مولاي عبد ”
وتاب وحسن اسلامه وصار من العباد الزهاد وكان كلما نازعته نفسه في شيء من الدنيا يتمتم بهذه الكلمات
” بل عبد يا مولاي عبد “.

ــــــــــــــــ
♕♕♕♕
ــــــــــــــــــــــ


يحكى أن ملِكا من الملوك أراد أن يبني مسجدا في مدينته وأمر أن لا يشارك أحد في بناء هذا المسجد لا بالمال ولا بغيره…حيث يريد أن يكون هذا المسجد من ماله فقط دون مساعدة من أحد، وحذر وأنذر من أن يساعد أحد في ذلك .

وفعلاً تم البدء في بناء المسجد ووضع اسمه عليه، وفي ليلة من الليالي رأى الملك في المنام كأن ملكا من الملائكة نزل من السماء فمسح اسم الملك عن المسجد وكتب اسم امرأة، فلما استيقظ الملك من النوم استيقظ مفزوعا وأرسل جنوده ينظرون هل اسمه مازال على المسجد، فذهبوا ورجعوا وقالوا نعم اسمك مازال موجودا ومكتوبا على المسجد، وقال له حاشيته هذه أضغاث أحلام….

وفي الليلة الثانية رأى الملك نفس الرؤيا، رأى ملكا من الملائكة ينزل من السماء يمسح اسم الملك عن المسجد ويكتب اسم امرأة على المسجد، وفي الصباح استيقظ الملك وأرسل جنوده يتأكدون هل مازال سمه موجودا على المسجد؟

ذهبوا ورجعوا وأخبروه أن اسمه مازال موجودا على المسجد، تعجب الملك وغضب……

فلما كانت الليلة الثالثة تكررت الرؤيا، فلما قام الملك من النوم قام وقد حفظ اسم المرأة التي يكتب اسمها على المسجد، وأمر بإحضار هذه المرأة ، فحضرت وكانت المرأة عجوزا فقيرة ترتعش، فسألها هل ساعدت في بناء المسجد الذي يبنى؟

قالت يا أيها الملك أنا امرأة عجوز وفقيرة وكبيرة في السن وقد سمعتك تنهى عن أن يساعد أحد في بناءه، فلا يمكنني أن أعصيك.

فقال لها أسألك بالله ماذا صنعت في بناء المسجد؟

قالت والله ما عملت شيئا قط في بناء هذا المسجد إلا؛ ثم سكتت، قال الملك: نعم إلا ماذا ؟!

قالت إلا أنني مررت ذات يوم من جانب المسجد فإذا أحد الدواب التي تحمل الأخشاب وأدوات البناء للمسجد مربوط بحبل إلى وتد في الأرض وبالقرب منه سطل به ماء، وهذا الحيوان يريد أن يقترب من الماء ليشرب فلا يستطيع بسبب الحبل والعطش، بلغ منه مبلغ شديد فقمت وقربت سطل الماء منه فشرب من الماء، هذا والله الذي صنعت.

فقال الملك: أييييه…عملتي هذا لوجه الله فقبل الله منكِ، وأنا عملت عملي ليقال مسجد الملك فلم يقبل الله مني؟!!! فأمر الملك بمسح اسمه وأن يكتب اسم المرأة العجوز على هذا المسجد!!!

ــــــــــــــــ
إذا لم تجد من يسعدك فحاول أن تسعد نفسك، وإذا لم تجد من يضيء لك قنديلاً فلا تبحث عن آخر أطفأه، وإذا لم تجد من يغرس في أيامك وردة فلا تسعَ لمن غرس في قلبك سهماً ومضى
"
من استقام مع الله
استقامت له الحياة
واطمأنّت نفسُه وارتاح ضميرُه
وسعد في الدنيا والآخرة

﴿إِنَّ الَّذينَ قالوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ استَقاموا فَلا خَوفٌ عَلَيهِم وَلا هُم يَحزَنونَ﴾

رزقنا الله وإياكم السعادة في الدنيا والآخرة وجميع المسلمين.
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
ــــــــــــــــــــــ

يقول الدكتور محمد النابلسي : قصة أرويها كثيراً لأنني تأثرت بها، كنت أمشي في بعض أسواق دمشق، خرج من أحد المحلات رجل، واعترضني، وقال: أنت تخطب في المسجد ؟ قلت: نعم، قال لي: البارحة إنسان بأحد أسواق دمشق المغطاة بائع أقمشة سمع إطلاق رصاص، فمدّ رأسه ليرى ما الخبر، فإذا رصاصة تستقر في نخاعه الشوكي فشُلَّ فوراً، قال لي: ما ذنبه ؟! أليس العمل عبادة ؟ إنسان عنده عيال، عنده أولاد جاء لمحله التجاري وفتحه حتى يسترزق أين الخطأ ؟ أين الذنب ؟ هو في عمل في بيع وشراء ؟ عمل مباح، قلت: والله أنا لا أعلم، أنا أثق أن الله عادل لكن لا أعلم هذا الجواب.

لحكمة بالغة في عندي في المسجد مدير معهد بعد عشرين يوماً قال لي أنا ساكن في الميدان أحد أحياء دمشق قال لي: لنا جار فوقنا مغتصب بيت لأولاد أخيه الأيتام وخلال ثماني سنوات رفض أن يعطيهم إياه، فشكوه إلى عالم جليل هو شيخ قراء الشام توفي رحمه الله فاستدعاه ورفض أن يعطيهم البيت بوقاحة، هذا العالم حكيم خاطب أبناء أخوته وقال لهم: يا أولادي هذا عمكم، لا يليق بكم أن تشكوه إلى القضاء، اشكوه إلى الله، هذا الكلام كان الساعة التاسعة مساءً الساعة التاسعة صباحاً هو نفسه الذي أطلّ برأسه ليرى ما الخبر فجاءت رصاصة لا تقول طائشة قل مصيبة، رصاصة مصيبة فاستقرت في عموده الفقري فشُلّ.

ــــــــــــــــ
💞قصة
💢هكذا يكون العلماء💢

قال عثمان بن عطاء الخراساني:
انطلقت مع أبي نريد الخليفة هشام بن عبد الملك
فلمّا غدونا قريبًا من دمشق إذا نحن بشيخٍ على حمارٍ أسودٍ ، عليه قميصٌ صفيقٌ خشنٌ ،  وجُبَّة بالية ، وقلنسوة لازقة برأسه وركاباه من خشب.
فضحكت منه وقلت لأبي: من هذا؟
فقال أسكت هذا سيد فقهاء الحجاز عطاء بن أبي رباح
فلمّا قرُب منّا نزل أبي عن بغلته ونزل هو عن حماره فاعتنقا وتساءلا ثم عادا فركبا وانطلقا حتى وقفا على باب قصر هشام بن عبد الملك.
فما إن استقرّ بهما الجلوس حتى أذِن لهما فلمّا خرج أبي قُلْتُ له: حدّثني بما كان منكما.
فقال: لمّا علم هشام أنّ عطاء بن أبي رباح بالباب بادَرَ فأذِن له والله ما دخلت إلا بسببه ، فلمّا رآه هشام قال :
مرحبًا مرحبًا.. هاهُنا هاهُنا، ولا زال يقولُ له هاهنا هاهنا حتى أجلَسَه معه على سريره ومسَّ بركبته ركبته.
وكان في المجلس أشراف الناس وكانوا يتحدّثون فسكتوا.
ثم أقبل عليه هشام وقال: ما حاجتك يا أبا محمد؟
قال: يا أمير المؤمنين، أهل الحرمين أهل الله وجيران رسوله صلى الله عليه وسلم تقسّم عليهم أرزاقهم وأعطياتهم…
فقال: نعم، يا غلام اكتب لأهل مكة والمدينة بعطاياهم وأرزاقهم لسنة.
ثم قال: هل من حاجة غيرها يا أبا محمد؟
فقال: نعم يا أمير المؤمنين، أهل الحجاز وأهل نجد أصل العرب وقادة الإسلام تُرَدُّ فيهم فضول صدقاتهم.
فقال: نعم، يا غلام اكتب بأن تُرَدّ فيهم فضول صدقاتهم.
هل من حاجة غير ذلك يا أبا محمد؟
قال: نعم يا أمير المؤمنين ، أهل الثغور المرابطون على تُخوم البلاد في مواجهة العدوِّ يقفون في وجوه عدوكم ويقتلون من رام المسلمين بشرٍّ ، تجري عليهم أرزاقا تُدِرُّها عليهم ، فإنهم إن هلكوا ضاعت الثغور.
فقال: نعم ، يا غلام اكتب بحمل أرزاقهم إليهم.
هل من حاجةٍ غيرها يا أبا محمد؟
قال : نعم يا أمير المؤمنين، أهل ذمتكم من عاهدهم المسلمون من اليهود والنصارى ونحوهم على حمايتهم لا يُكَلّفون ما لا يطيقون، فإن ما تجبونه منهم معونة لكم على عدوكم.
فقال: يا غلام اكتب لأهل الذمة بألا يكلفوا ما لا يطيقون.
هل من حاجة غيرها يا أبا محمد؟
قال: نعم ، اتق الله في نفسك يا أمير المؤمنين واعلم أنك خُلِقْت وحدك ، وتموت وحدك وتُحشَر وحدك ، وتُحاسب وحدك ، ولا والله ما معك ممّن ترى أحد.
فأكبّ هشام ينكُتُ في الأرض وهو يبكي .
فقام عطاء فقمت معه.
فلما صِرنا عند الباب إذا برجلٍ قد تبعه بكيس لا أدري ما فيه وقال له :
إن أمير المؤمنين بعث لك بهذا.
فقال: هيهات،
{وَمَاۤ أَسۡـَٔلُكُمۡ عَلَیۡهِ مِنۡ أَجۡرٍۖ إِنۡ أَجۡرِیَ إِلَّا عَلَىٰ رَبِّ ٱلۡعَـٰلَمِینَ}
فوَالله إنّه دخل على الخليفة وخرج من عنده ولم يشرب قطرة ماء.
#قصة_وعبرة

ركبت منذ فترة ذات صباح مع سائق سيارة أجرة صامت لا يتكلم..
سألته قبل الركوب عن وِجهتي،وهل يستطيع إيصالي إليها فأجابني برأسه: نعم
كلمته كعادتي مع كل من أرافقهم في طريقي...فلا أحب أضيع فرصة لدعوة مسلم ولو رافقته ساعة.
كلمته في كل شيء...في الدين والدنيا... في المعاد والمعاش..
والرجل ساكت لا يرد...فقط ينظر إلي مبتسما كأنه يوافقني.
حتى وقع في نفسي شيء من الضيق...إذ وجدت نفسي متطفلا أكلم أحدا لا يكلمني...وأمازح رجلا لا يمازحني!!
غير أني كنت ألاحظ شفتيه بين الحين والحين تتمتمان بشيء لا أسمعه..
حتى إذا ما وصلت لوجهتي وهممت بإعطائه أجرته تكلم الرجل ولأول مرة فقال:
سامحني يا أخي ولا تحمل في نفسك شيئا علي...فقد ركبت معي في الصباح الباكر...وهذا وقت وردي من الذكر...وقد عاهدت الله تعالى ألا أكلم أحدا قبله..
لذا لا أبدأ في الكلام مع المخلوقين قبل أن أكلم الخالق وأناجيه بثلاثة آلاف تسبيحة أو تحميدة أو تكبيرة أو تهليلة تزيد أو تنقص قليلا...وقد ركبت معي وقت ذكري...فلا تؤاخذني بما وجدت من صمتي!!
شكرت الرجل ودعوت له بالخير...وانصرفت آسفا على نفسي..وأنا الذي أستثقل أذكار الصباح التي ربما لا تستغرق أكثر من سبع دقائق... وأحارب نفسي حتى أفتح مصحفي لأقرأ وردي..
هزني سائق التاكسي من مجامع قلبي هزا...وعلمني وهو في الشارع ما لم أعلمه أنا للناس في محاريب الدرس.. وفوق المنابر بنفس بهاء المعنى وروعته..
ابدأ بالله...ثم استكمل بقية يومك...ساعتها تلتذ بطعم اليوم ولو كان في حُلوق الناس مرا!!
ما أروع الدين حينما يعاش واقعا من سائق الأجرة..
وما أجمل الهدايات حين يسوقها الله إليك على ألسنة الذاكرين حقا..
ابدءوا حياتكم من عند الله...إن أردتم السعادة والنجاة.
هكذا علمني سائق التاكسي...غفر الله له.
#خالد_حمدي
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
2024/10/07 10:28:26
Back to Top
HTML Embed Code: