Telegram Web Link
#قصة🌺
ــــــــــــــــــــــــــــــ

قصة إياس بن معاوية
قضى أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز ليلة من الليالي ساهرًا مسهدًا ، ولم يستطيع أن ينام في هذه الليلة البادرة ، فلقد كان مشغولًا في تلك الليلة بأمر اختيار قاضٍ للبصرة ، ويكون شخصًا يأتمنه ، ويقيم بين الناس عدل الله ، ويحكم بما أُنزِلَ في القرآن والسنة ، ولا يخشى في الحق لومة لائم .

كان أمير المؤمنين رحمه الله في حيرة من أمره بين شخصين لم يستطع أن يختار منهما ، فكان عندما يجد بأحدهما ميزة على الآخر وجد بالآخر ما يلاقي هذه الميزة ؛ فكلاهما كانا يتمتع بالتفقه في الدين ، والصلابة في الحق ، والفطنة ، والعمق في الفكر .

وعند الصباح دعا عمر بن عبد العزيز والي العراق عُدي بن أرطاة ، وسأله أن يجمع بين بينهما ويكلمهما في أمر القضاء وأن يختار أحدهما ، اجتمع عُدي بـ إياس بن معاوية والقاسم بن ربيعة ، وقال لهما ما سأله فيه أمير المؤمنين فما كان من كل منهما إلا أن يُفِضَل صاحبه على نفسه ، حتى استقر بهما الرأي على إياس بن معاوية المُزنِيُّ .

مولده ونشأته :
ولد إياس بن معاوية بن قُرَّة المُزنيُّ سنة 46هـ في منطقة اليمامة بنجد ، وانتقل مع أسرته إلى البصرة وفيها نشأ وتعلم ، وكان يتردد على دمشق في أوائل صباه ، وأخذ من العلم ما استطاع ممن أدركه من الصحابة الكرام ، وأكابر التابعين .

كان الصبي من صغره مشهورًا بالفطنة وقد ظهرت عليه علامات النجابة ، وكان الناس يسردون فيما بينهم من أخباره ونوادره منذ نعومة أظافره ، وانكب الفتى على العلم والمعرفة ينهل منه حتى وصل إلى منزلة جعلت الشيوخ يخضعون له ، ويسعون لتتلمذ على يديه ، وأخذ العلم منه بالرغم من صغر سنه .

وفي سنة من السنوات قَدِمَ عبد الملك بن مروان إلى البصرة ، وكان ذلك قبل أن يتولى الخلافة ، وكان الفتى يجلس متقدمًا أربعة من الشيوخ من ذوي اللحى ، فاستنكر عبد الملك بن مروان ذلك وقال لهم : أما فيهم شيخ يتقدمهم ؛ فقدموا هذا الغلام ؟! ، وعندما عَلِمَ عن مكانة الفتي قال له : تقدم يا فتى تقدم بارك الله فيك .

وشاعت أخبار عن ذكاء التابعي الجليل ، وأصبح الناس يأتون من كل مكان في البلاد وخارجها ؛ ليتلقوا منه العلم ويسألونه ويلقون بين يديه مشكلاتهم في دينهم .

التابعي قاضيًا…
وعندما تولَّى التابعي رحمه الله رحمة واسعة القضاء بالبصرة اشتهر بفطنته وسعة حيلته وقدرته الواسعة على كشف الحقائق ، ومن هذه القصص التي تدل على فطنته ، أنه جاءه ذات يوم رجل يشكو من آخر كان قد أودعه أمواله كأمانة عنده وعندما أراد أن يسترجعها منه أنكرها عليه .

وكان ذلك الرجل الذي أنكر المال مشهور بأمانته بين الناس ؛ فلم يصدق أحد أنه قد يأخذ المال ثم ينكره عليه ، فلم يجد الرجل المظلوم إلا أن يذهب إلى القاضي العادل ، فطلب منه التابعي أن ينصرف ويعود في اليوم التالي ، واستدعى الرجل الآخر وعندما أتاه قال له أن لديه من المال الكثير كان قد جمعه للأيتام ، وأنه يريد أن يحفظه عنده وطلب منه أن يأتيه بعد يومين ومعه ما سوف يضع به المال .

وعندما جاءه الرجل المشتكي في اليوم التالي طلب منه أن يذهب لذاك الرجل ، وإذا انكر عليه ماله يهدده أنه سوف يشكوه للقاضي ، وبالفعل أنكر الرجل المال ولكن عند ذكر الرجل للقاضي وأنه سوف يشكوه له أعطاه ماله وحاول مراضاته ، فذهب الرجل صاحب المال وأخبر القاضي بما كان من ذلك المحتال ، فلما ذهب له بعد يومين عنَّفه تعنيفًا شديدًا وقال له : لقد جعلت الدِّين مصيدة للدنيا .

وفاته :
توفي القاضي الجليل عن عمر يناهز السادسة والسبعين ، فرحمة الله عليه فقد كان نادرة من نوادر الزمان ، وأعجوبة من أعاجيب الدهر .


ـــــــــــــــــــ
#طرفة ذكرها ياقوت معجم الأدباء(١٤/١٨١٨).
حضر مجلس أبي عبيدة رجل
فقال:
رحمك الله أبا عبيدة: (ما العنجيد) ؟

قال أبو عبيدة: رحمك الله ما أعرف هذا
قال الرجل:
سبحان الله !!
أين يذهب بك عن قول الأعشى:
يوم تبدى قتيلة عن جيد

فقال أبو عبيدة: عافاك الله
(عن) حرف جر لمعنى، و(الجيد) العنق.

ثم قام آخر في المجلس فقال:
أبا عبيدة رحمك الله؛ (ما الأودع؟)

قال أبو عبيدة: ما أعرفه !

قال الرجل: سبحان الله
أين أنت عن قول العرب:
زاحم بعود أو دع.

فقال أبو عبيدة: ويحك؛ هاتان كلمتان
والمعنى أو اترك، أو ذر.

ثم استغفر الله وجعل يدرس

فقام رجل فقال: رحمك الله
أخبرني عن ( كوفا )
أمن المهاجرين أم الأنصار ؟

فقال أبو عبيدة: قد رويت أنساب الجميع وأسماءهم ولست أعرف فيهم كوفا !!

قال الرجل: فأين أنت عن قوله تعالى:
{ والهدي معكوفا }

فأخذ أبو عبيده نعليه؛ واشتد ساعيًا في مسجد البصرة يصيح بأعلى صوته: (من أين حشرت البهائم عليّ اليوم ).
"ألا بذكر الله تطمئن القلوب "


✍️كلُّ الأشياءِ في جوارِ اللهِ هادئةٌ، دافئةٌ، مليئةٌ بالرّضا والسّكينةِ الدائمَة


🌿🍁
⚔️🐎

⚔️🐎 الحلقة 110 🐎⚔️

خلافة_عبدالله_بن_الزبير16

حبر_الأمة4

        ( مواقفه السياسية )

و كانت لابن عباس نفس المكانة العلية في دولة
أمير المؤمنين / عثمان بن عفان .. ، و مما يوضح لنا ذلك أنه لما وقعت فتنة السبأيين و حاصروا ذي النورين في بيته  كان ذلك في موسم الحج  ، فاستخلف عثمان بن عفان على رحلة الحج سيدنا عبد الله بن عباس ليحج بالناس نيابة عنه 
و في زمن أمير المؤمنين / علي بن أبي طالب  حدث  الشقاق ، و وقعت الفتنة الكبرى .. ، فأدرك ابن عباس بما عنده من العلم و الفهم أن عليا و أصحابه هم أولى الطائفتين بالحق ، فعلي بن أبي طالب  هو الحاكم الشرعي للمسلمين الذي أجمع عليه أهل الحل و العقد من الصحابة  الكرام ، و لذلك تجب طاعته ، و لا تجوز مخالفته ..
فوجدنا عبد الله بن عباس في صفوف المقاتلين مع سيدنا / علي في موقعة الجمل .. ، و في معركة صفين

ثم شاهدنا مناظرة ابن عباس الرائعة مع الخوارج الذين كفروا عليا  ، و رأينا كيف أفحمهم بالحجة و العلم

و لكنهم أغلقوا عقولهم ، و اتبعوا أهواءهم ، و أصروا على الإفساد في الأرض .. ، فقاتلهم سيدنا / علي في النهروان .. ، و قاتل معه حبر الأمة .. !!
و لأن سيدنا / علي كان يثق في قدرات ابن عباس ، فقد اختاره واليا على البصرة
أما في زمن سيدنا / معاوية بن أبي سفيان ..

فعلى الرغم من أن ابن عباس كان خصمه في معركة صفين .. ، و كان يرى أن موقف معاوية موقف خاطئ تماما .. ، إلا إنه لما قدم إلى دمشق أكرمه سيدنا / معاوية ، و قربه  و احترمه  و عظمه .. ، و كان يستعين به في الفتيا  فيلقي عليه المسائل المعضلة ، فيجيب ابن عباس .. كعادته .. إجابات سريعة ..
و كان معاوية يتعجب من سرعة بديهته و يقول عنه :    
( ما رأيت أحدا أحضر جوابا منه)

و عندما قرر سيدنا / معاوية أن يأخذ البيعة بولاية العهد من بعده لابنه / يزيد ..  ، كان سيدنا / عبد الله بن عباس من أشد الرافضين لمسألة (( التوريث )

و على الرغم من ذلك فإنه تعامل مع الأمر بحكمة ، و آثر وحدة الأمة و طاعة ولي الأمر .. ، فبايع ليزيد بن معاوية بولاية العهد

.ثم بايعه على الخلافة بعد وفاة معاوية .. ، و اكتفى بالإنكار بالقلب و اللسان حتى لا تكون فتنة تراق فيها دماء المسلمين

و في خلافة / يزيد بن معاوية عزم سيدنا / الحسين على الخروج إلى شيعته بالعراق .. ، فاعترض عليه عبد الله بن عباس ، و نهاه أشد النهي عن ذلك . بل و أراد أن يتعلق بثيابه ليمنعه ، و لكنه كان قد فقد بصره في آخر حياته

و لم يستجب الحسين لنصيحته ، فحدث ما حدث في كربلاء .. ، فلما علم ابن عباس بمقتل الحسين حزن حزنا شديدا على ابن عمه .. ، و كان ذلك كفيلا بأن يخرج
ابن عباس عن شعوره ، كما خرج الكثيرون من أهل الحجاز عن شعورهم من شدة الغضب  و قرروا خلع يزيد بن معاوية بالقوة ..
و لكن ابن عباس كظم بركان الغضب الذي كان يتأجج في صدره ..  و لزم بيته .

و كان يقول : (( يا لسان قل خيرا تغنم ، و اسكت عن شر  تسلم ..فإنك إن لم تفعل تندم ))

و بايع المسلمون لسيدنا / عبد الله بن الزبير بعد موت يزيد ..
ثم انفصل عنه مروان بن الحكم بحكم الشام و مصر 

و جاء من بعده ابنه / عبد الملك بن مروان فنازع
عبد الله بن الزبير على الحكم ، و وقع بينهما خلاف كبير 

و هنا .. امتنع سيدنا / ابن عباس عن المشاركة السياسية بأية صورة .. ، و اعتزل الأمر كله .. هو  و محمد بن الحنفية .
فحاول عبد الله بن الزبير أن يأخذ منهما البيعة لنفسه فرفضا رفضا قاطعا ، و قالا له( لا نبايعك ، و لا نخالفك )

و ذلك لأن الفتنة كانت  قد اشتدت .. ، و كثر القتل .. ، و اختلط الأمر .و انقسم المسلمون إلى فريقين متناحرين .. ، فكان قرار عبد الله بن عباس ألا يشارك في هذا كله
و مكث ابن عباس عامين كاملين لم يبايع أحدا ..
ثم مات .. رضي الله عنه .. في الطائف و صلى عليه ابن الحنفية

كان حبر الأمة يعرف أصول المشاركة الإيجابية في الحياة السياسية
فيعرف متى يشارك .و متى يمتنع
متى ينكر  و متى يبايع و كيف يعترض و متى يقرر اعتزال  الأمر كله .

           رضي الله عنه

وبعد تلك الرحلة النافعة الماتعة  مع سيرة حبر الأمة أنتقل بكم إلى (( العراق )لنشاهد أحداث تلك الفتنة العمياء التي اشتعلت بعد مقتل (( المختار الثقفي ))

فتابعونا

اللهم اني اسالك العفوا والعافيه في الدارين

🌹
♦️



"سَتَصبِرُ صَبرَ اليَأسِ أَو صَبرَ حِسبَةٍ
فَلا تَرضَ بِالصَبرِ الَّذي مَعَهُ وِزرُ

حِذارَكَ مِن أَن يُعقِبَ الرِزءُ فِتنَةً
يَضيقُ لَها عَن مِثلِ أَخلاقِكَ العُذرُ"..

🔹
🎀▫️▫️▫️▫️▫️


درر.السلف.cc



*"ونَومُ الصُّبحَةِ يَمنَعُ الرِّزقَ؛*

لأنَّ ذَلِكَ وَقتٌ تَطلُبُ فِيهِ الخَلِيقَةُ أرزَاقَهَا،
وهُوَ وَقتُ قِسمَةِ الأرزَاقِ، فَنَومُهُ حِرمَانٌ إلَّا لِعَارِضٍ أو ضَرُورَةٍ، وهُوَ مُضِرٌّ جدًّا بالبَدَنِ؛ لإرخَائِهِ البَدَنَ، وإفسَادِهِ للفَضَلاتِ الَّتِي يَنبَغِي تَحلِيلُهَا بالرِّيَاضَةِ، فَيُحدِثُ تَكَسُّرًا وعِيًّا وضَعفًا، وإن كانَ قَبلَ التَّبَرُّزِ والحَركَةِ والرِّيَاضَةِ وإشغَالِ المَعِدَةِ بشَيءٍ فَذَلِكَ الدَّاءُ العُضَالُ المُوَلِّدُ لأنوَاعٍ مِنَ الأدوَاءِ".

◂ ابـنُ القَيِّم | زَادُ المِعَادِ.

▫️▫️▫️▫️🎀
🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸
⚔️🐎

⚔️🐎الحلقة 111 🐎⚔️

خلافة_عبدالله_بن_الزبير17

                ( الأزارقة )

بلاد العراق هي التي سترجح كفة الميزان

فأمير المؤمنين / عبد الله بن الزبير لا يقوى على مواجهة عبد الملك بن مروان إلا إذا ضمن قوة العراق في جيبه ، لأن عبد الملك يسيطر على الشام و مصر و يدعم سلطانه بقوتهما العسكرية الضخمة .. ، بينما عبد الله بن الزبير ليس معه إلا بلاد الحجاز ، و يحاول جاهدا أن يستقر له الأمر في بلاد العراق و فارس ، و لكن الفتن و القلاقل المستمرة التي كان يشعلها الشيعة تارة ، و الخوارج تارة كانت تحول بينه و بين ذلك  .. ، فبعد أن تمكن أخوه / مصعب بن الزبير من القضاء على المختار الثقفي الكذاب و أتباعه من الشيعة ، عادت فتنة الخوارج الذين عرفوا باسم  ( الأزارقة ) لتظهر على ساحة العراق مرة أخرى

الأزارقة كانوا على منهج الخوارج المعروف .. يكفرون المسلمين ، و يستبيحون دماءهم ، و يريدون أن يكون الحكم لهم .. ، و الكل يعمل باسم الإسلام و محاربة الباطل ، و يدعي أنه على الحق المبين .

بدأت ثورتهم الأولى بعد موت يزيد بن معاوية  حين ظنوا أن زمام الأمور قد انفلت بسبب الصراع الدائر  بين ابن الزبير و بني أمية ..  فعاث الأزارقة في بلاد العراق فسادا ، و حاولوا السيطرة على مدنها الرئيسية .

و لكن البطل المغوار / المهلب بن أبي صفرة الذي ولاه سيدنا / عبد الله بن الزبير على بلاد فارس استطاع أن يقضي على الكثير من رؤوسهم و قياداتهم  ، و أن يعيد هؤلاء الأفاعي إلى جحورهم مرة أخرى بعد أن قهرهم  و ذاقوا  بطشه و قوته

و في سنة 68 هجرية ..

و بعد أن قضى مصعب بن الزبير و المهلب بن أبي صفرة على فتنة المختار الثقفي ، رأى سيدنا / مصعب أن يعزل   المهلب بن أبي صفرة عن بلاد فارس ، و أن يجعله واليا على أرض الموصل  ليستفيد بقوته في السيطرة على تلك المنطقة الاستراتيجية الهامة التى تقع على خط النار بين جند العراق و جند الشام ...

فنفذ المهلب الأوامر .. و ترك بلاد فارس ، و انتقل إلى الموصل .. ، فاستغل الأزارقة الجبناء تلك الفرصة .. فوالي  بلاد فارس الجديد  لم يكن في نفس قوة المهلب .. ، فاستضعفوه و ثاروا عليه .. ، فقاتلهم ذلك الوالي الجديد  و انتصر عليهم .. ، ففروا منه إلى أصبهان ، فتقووا فيها و زادت أعدادهم .. ، ثم تحركوا إلى البصرة  يريدون احتلالها 

فخرج لهم سيدنا / مصعب بجيشه و قاتلهم ..  فلم يصبروا أمامه ، و فروا منه و انطلقوا نحو شمال العراق يريدون غزو المدائن

و بالفعل

دخل الأزارقة المجرمون المدائن و نشروا فيها الرعب .. ، فأخذوا يقتلون أهلها و نساءها و أطفالها .. ، حتى كانوا يبقرون بطون الحبالى  بلا رحمة .. ، و فعلوا أفعالا لم يفعلها غيرهم ..
.فخرج لهم أهل الكوفة و معهم البطل / إبراهيم بن الأشتر النخعي .. تذكرون هذا البطل .إنه الذي انتصر على جيش ابن مرجانة و قتله

.فلم يستطع الأزارقة أن يصمدوا أمام جيش إبراهيم بن الأشتر النخعي .ففروا هاربين إلى معاقلهم في أصبهان مرة أخرى .. ، فتقووا فيها و تجهزوا ثم خرجوا في غزوة جديدة ..
.فطلب سيدنا / مصعب من المهلب بن أبي صفرة أن يخرج لهم لقتالهم ، فهو أبصر الناس بهم ، و الأقدر على التعامل معهم .. ، و بعث معه إبراهيم بن الأشتر النخعي بجيشه .و التقى جيش المهلب بجيش الأزارقة في منطقة الأهواز في فارس .. ، و قاتلهم المهلب قتالا عظيما لم يسمع مثله

و استمر هذا القتال ثمانية أشهر كاملة .. ، و استطاع المهلب بعدها أن ينتصر عليهم انتصارا ساحقا ، و أعادهم إلى جحورهم خاسئين

أما عبد الملك بن مروان فكان يراقب تلك الأحداث  عن بعد ..  ، و لا يريد أن يتعجل في دخول العراق بجيشه  ، فهو يعلم جيدا أن تلك الصراعات الدائرة  تستنزف من طاقة مصعب بن الزبير و جيوشه  فإذا أنهكت قوته تماما يستطيع عبد الملك بن مروان أن ينتصر عليه بمنتهى البساطة بعد ذلك ، فيضم بلاد العراق و فارس  إلى مملكته و

تابعونا

اللهم اني اسالك العفوا والعافيه في الدارين

🌹
ونسألك ألا يحول بيننا وبين النّعم جحود، ألا يصرفنا ضيق الأفق عن الإستشعار أو تصدّنا ضآلّة الفعل عن الإمتنان، ألا يدفعنا التَّكرار للعمى،
وأن نزداد بصيرةً وشكرًا كلّما تعاقبت علينا النّعم.!🤍
🌺 ೄྀ࿐ ˊˎ-

‏اللهُمَّ أطعم أهل غزَّة من جوع، واروهم من ظمأ،
وآمنهم من خوف،وآوي مشردهم،
واكفهم شر عدوهم ، ‏

اللهُمَّ صب على أهل غزَّة رضًا وصبرًا ونصرًا وفرجًا ،‏
اللهُمَّ اجبر كسرهم، وارحم ضعفهم،

فلا ناصر لهم إلا أنت ولا مولى لهم سواك
‏اللهُمَّ وأبدل خوفهم أمناً، وحزنهم فرحًا ،
وضيقهم فرجًا يا أرحم الرّاحمين ..

🌺
⚔️🐎

من باب ادخال الطمأنينة على قلوبكم، أود أن أخبركم أن الذي نجانا بالأمس سينجينا اليوم، لا تخافوا ولا تحزنوا، وأبشروا برحمة الله؛ بإحسان الظن فيه جل شأنه، فكما قال هو تبارك وتعالى: أنا عند ظن عبدي بي، فليظن بي ما شاء

تأملها جيداً ☕️

‏إذا كانت بصمة اصبعك
تثبت هويتك الشخصية

‏فبصمة لسانك تثبت
حصاد تربيتك ورقى أخلاقك

فاجعل من نفسك أثرا جميلا
يطبع في نفوس البشر.

📓كل يوم حديث 📚

عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما قال
لم يكن النبي ﷺ فاحشا ولا متفحشا، وكان يقول : " إن من خياركم أحسنكم أخلاقا ".

رواه البخاري

🌹
#قصة
ــــــــــــــــــــــــــــــ
عامر بن شُرَاحبيل

تدور أحداث هذه القصة عام 1918م ، كان هناك تاجر معروف عنه أنه بار بكل من حوله ، معطاء ، لا يبخل على الفقير والمحتاج ، يعاون أهله ومن يلجأ إليه ، كان تاجر متوسط الثراء ، كان يعمل في بيع الأبقار في الدول العربية من العراق وحتى سوريا ، وأحيانًا كان يصل إلى مصر .

يبيع الأبقار وبثمنها يشتري الأقمشة ، ويعود إلى بلده من جديد ليبيع الأقمشة ويشتري الأبقار وهكذا ، جاء موسم البيع عام 1918م ، وخرج مع الأبقار ومعه عدد كبير من الرجال يعاونه ، ولكن في الطريق وقبل الوصول إلى سوريا فوجئ بهطول الثلوج .

أغلقت الثلوج الطريق وغطت الحشائش ، ولم تستطع الأبقار تحمل البرودة والجوع فمات القطيع كله إلا أربعة أبقار ، قرر التاجر أن يصرف المعاونين له ، ويكمل رحلته إلى سوريا ، حيث أنه كان مدين لأحد التجار .

قرر أن يذهب إلى هذا التاجر ويعطيه جزء من حقه ويطلب منه تأجيل الباقي ، وصل التاجر إلى سوريا متأخرًا ، وكان الظلام قد حل ، في هذا الوقت لم يكن هناك أي فنادق أو مطاعم ، كان المسافر يطرق باب أي منزل وينام فيه ويأكل مما يأكل منه أهل المنزل دون مقابل .

طرق التاجر باب أحد الدور ، وكان صاحب الدار رجل فقير معدم ، لديه زوجة وابن واحد ، سمح للتاجر أن يدخل إلى الدار ، وجلس يتعشى مع الأسرة بعد أن وضع للأبقار بعض العلف ، كان منزل الرجل فقيرة ما هي إلا غرفتان ، واحدة ينام فيها الرجل وزوجته والأخرى ينام فيها الابن .

بعد أن تعشى الأربعة وحكى لهم التاجر قصته ، ذهب الجميع للنوم ، سأل الرجل التاجر هل يحتاج إلى شيء فشكره على المعروف ، كان التاجر ينام على السرير الموجود بالناجية اليسرى من الغرفة وابن التاجر ينام على السرير بالناحية اليمنى من الغرفة .

ذهب التاجر لينام في غرفته ، وحينها تحدثت معه زوجته أن التاجر معه أموال ، وأن الشتاء القاسي قادم ، وقد تحدث مجاعة ، لذا لابد وأن يسرقه فالأموال والأبقار ستنفعهم لتمضية فصل الشتاء .

رفض الرجل الفكرة لكن الزوجة أصرت وألحت وأخبرته بأن الضرورات تبيح المحظورات ، وزين له الشيطان الخطة ، فأخرج خنجره وذهب إلى الغرفة الأخرى لقتل الضيف وسرقته ، لم يكن هناك في هذا الوقت أضواء إلا مصابيح الزيت ، دخل الرجل بهدوء إلى الغرفة ، يعرف طريقه نحو الجهة اليسرى من الغرفة ، تحسس النائم ووضع سكينه على رقبته وذبحه على الفور ، كانت الزوجة تنتظر الإشارة ، حتى تدخل وتساعد زوجها في إخراج الجثة .

كانت الخطة أن يسرقوا التاجر ويلقوا بجثته في أي بئر قريب ، ولن يعلم أحد أي شيء مما حدث ، ولكن حين سحبوا الجثة إلى الخارج اكتشفوا أنها جثة ابنهما الوحيد ، صعق الرجل وزوجته وصرخوا وسقطوا مغشيًا عليهم .

استيقظ التاجر وخرج ليجد ابن الرجل ممد في دمه وكلًا من الأب والأم ملقى بجواره على الأرض من هول الصدمة ، استدعى التاجر الجيران ، الذين حاولوا صب الماء على وجه الأب والأم ليفيقوا .

حين أفاقوا طلب الرجل أن يحضر أهل القرية الشرطة واعترفوا بكل شيء ، كان التاجر عاجزًا عن الكلام ولا يعرف كيف نجا مما حدث ، فحين خرج الرجل من الغرفة ليلًا جلس التاجر يتحدث من ابن الرجل ، وكان الحديث شيقًا فجلس الولد على سرير التاجر ، ولكن غلبه النوم فلم يشأ التاجر أن يزعجه ، فتركه وذهب لينام على السرير الأخر ، ومن هنا نجا التاجر ، ورد الله عنه أذى الرجل الظالم وزوجته .


ــــــــــــــــ
#قصة_الأبرص_والأقرع_والاعمى
ــــــــــــــــــــــــــــــ
قص النبي صلّ الله عليه وسلم ، على أصحابه هذه القصة ليعتبروا بما جاء فيها ، ويغرس في قلوبهم مبادئ الشكر والعرفان على ما أنعم الله به عليهم من نعم ، ويمحو ما في نفوسهم من الكبر ، والطغيان ، وقد وردت في حديث نقله أبي هريرة رضي الله عنه ، وهي قصة الأبرص والأقرع والأعمى.

وقد جاءت القصة لتخبرنا أن العافية نعمة ضئيلة من ضمن نعم الله التي لا تعد ولا تحصى ، و أن المرض رحمة من عنده ضد خفايا النفس ، وما تأمر به من سوء ، وأن الغرور يدمر صاحبه ، و أنج المظهر يخدعنا جميعًا .

وتأتي أيضا لتعلمنا مقتطفات بسيطة حول الدنيا الزائلة ، وتبث فينا روحا عادلة إذا تأملت خالقها شكرت وإذا هيأت لها نفسها الشر نكرت ، فالله عند حسن ظن عبده ، فقد قال تعالى أنا عند حسن ظن عبدى بي فليظن بي ما يشاء إن خير فخير وإن شر فشر اذا ابتليت فأشكر وإذا أنعم عليك فلا تنكر .

قصة الملك مع الأبرص :
روى النبي صلّ الله عليه وسلم قصة ، ثلاثة أشخاص من بني إسرائيل أراد الله سبحانه وتعالى أن يبتليهم ، فالأول ابتلاه بالبرص ، والثاني بالصلع ، أما الثالث فكان أعمى ، فبعث إليهم ملَكاً تمثل في هيئة بشر ، وذهب إلى الأبرص وسلم عليه وقال له : أي شيء أحب إليك ؟ .

فأجابه قائلًا : لون حسن وجلد حسن ، ويزول عني البلاء الذي ينفر الناس مني ، وكان للأبرص ما تمناه حيث زالت عنه العلة ، فلم تكن علته جسيمه ، فهي لم تقعده على الفراش ، وإنما كان يذهب ويجيء ، ولا يشعر بالألم ؛ فالبرص مجرد بياض يقع في الجلد ، فيشعر صاحبه أنه شخص مشوه ليس كأقرانه من البشر ، وهذا يشعره بالنقص .

مسح الملك بيده على موضع البرص فزال عنه بالكامل ، وعاد الجلد إلى لونه الطبيعي ، وقد أنعم الله سبحانه وتعالى على الأبرص بنعمة أخرى بجانب الشفاء ، حيث سأله الملك أي المال أحب إليك ؟ ، قال : الإبل ، فدعا الملك ربه أن ينعم على الأبرص بنعمة الإبل ، فرزقه الله بناقة عشراء وبارك له فيها .

قصة الملك مع الأقرع :
حان دور الأقرع فأته الملك ، وقال له : أيّ شيء أحب إليك ؟ ، قال : شعر حسن ، ويذهب عني هذا البلاء الذي ينفر الناس مني ، فعرف الملك ما يتمناه الأقرع ، فمسح عليه ، فشفى تمامًا ، فسأله الملك أي المال أحب إليك ؟ ، قال : البقر ، فأعطي بقرة حاملاً ، فقال : بارك الله لك فيها ، الأول أعطي ناقة عشراء ، وهذا أعطي بقرة حاملًا .

قصة الملك مع الأعمى :
ويسير الملك في طريقه بعد ذلك ذاهبًا إلى صاحب البلاء الثالث الأعمى فأتى الأعمى ، وقال له : أيّ شيء أحب إليك ؟ ، قال : أن يرد الله إليّ بصري ، فأُبصِر الناس ، فمسح الملك على عينيه ، فرد الله إليه بصره ، وبعدها سأله عن أي المال أحب إليه ؟ فقال : الغنم ، فأُعطي شاة والداً .

اختبار الله عز وجل للثلاثة :
كان لكلا فيهم ما تمنى وما لم يمنى ، حيث لا يخطر في باله النعم التي في انتظاره ، فالله سبحانه وتعالى جعلهم أثرياء ، فظلت السنوات تتلو الأخرى حتى أصبح للثلاثة شأن عظيم ، الأول لديه واد من الإبل والثاني لديه واد من البقر والثالث يمتلك واد من الغنم ، وحان وقت الاختبار ، أراد الله أن يعرف من سيشكره على نعمه ، ومن سينسى ، ويأخذه الكبر والغرور..

بعد أن أصبح الثلاثة من ذوي المال ، والوجاهة ، أتى إليهم الملك متخفيًا في صورة رجل ولكن كان هناك فرق بين المرتين التي أتى فيهما الأول كان ذو مظهر حسن ، أما الثاني فكان فقير يبدو عليه ضيق الحال ، يبدأ الاختبار فيذهب الملك إلى الأبرص قائلًا : أسالك بالذي أعطاك اللون الحسن والجلد الحسن أن تعطني بعيرًا أتبلغ به سفري ، فرد عليه الأبرص بمنتهى الغرور ، وقال له الحقوق كثيرة .

فأراد الملك أن يذكره بماضيه فقال له : كأني أعرفك ، ألم تكن أبرص يقذرك الناس ؟ فقيرًا فأعطاك الله ؟ فقال : إنما ورثت هذا المال عن أهلي ، لقد أصاب الأبرص الغرور ونسى نعم الله عليه ، فما كان له إلا أن دعا الملك عليه ؛ إن كنت كاذبًا فصّيرك الله إلى ما كنت عليه ، وأتى الأقرع في صورته وهيئته ، فقال له مثل ما قال للأبرص ، ورد عليه الأقرع مثل ما رد الأبرص ، فقال له الملك : إن كنت كاذبًا فصيرك الله إلى ما كنت .

وأتى إلى الأعمى في صورته وهيئته التي قابل بها الاثنان الآخران ، وقال له : أنا رجل مسكين وابن سبيل انقطعت بي الحبال في سفري ، ولن أصل اليوم إلا بالله ثم بك ، أسألك بالذي رد عليك بصرك أن تعطني شاه ، أتبلغ بها في سفري ؛ فقال له : قد كنت أعمى فرد الله إلي بصري ، فخذ ما شئت ودع ما شئت ، فو الله لا أجهدك اليوم بشيء أخذته لله عزّوجّل.

فقال الملك له أمسك مالك ، فإنما ابتليتم ، فقد رضي الله عنك ، وسخط على صاحبيك ، وفي هذا الابتلاء عظة كبيرة ، فالله سبحانه وتعالى عرف به من الأحق بنعمته ، ومن لو ظل على مرضه لكان هذا خير له ، فأحيانا يكون المرض ستار عظيم لحفظ صاحبه من نفسه ، وأحيانا لاختبار قدرة صاحبه على تحمل البلاء ، والبشر أنواع منهم من
يبتلى ويصبر ، ويشكر الله على باقي النعم ، ومنهم من يسخط ويرفض ، ولا يعترف بفضل الله عليه حتى لو أتاه واد من النعم ، جعلنا الله وإياكم من الشاكرين.
ــــــــــــــــــــ
#تدبر

( وَرَبَطْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ )
#الكهف_14

قلبك قد يخونك وأنت في طريق تأدية الحق..قد يخور..قد يرتجف..ما لم يربط عليه ويقويه القوي سبحانه.. فكن به يكن لك.
🦋🦋🦋🦋🦋
#قصة_السيدة_هاجر
ــــــــــــــــــــــــــــــ

استمر سيدنا ابراهيم يدعو الناس للوحدانية ، وعبادة الله وحده بمصر ولما علم الملك برغبته في العودة لأرض الشام ، سمح للسيدة هاجر أن تذهب مع سارة ، فقد صادقت سارة أثناء محنتها بين يدي الملك ، وكانت عونًا لها

يقال أن معنى كلمة هاجر هو زهرة اللوتس، وهاجر هي الأميرة هاجر سيدة القطرين ، وأميرة منف وزوجة مليكها ، كانت قد آمنت بآلهة قومها المتعددة ، تلك الآلهة التي قال عنها الكهان ، إنها تحمي المصريين وتدافع عنهم ، ولما حدث وهاجم الهكسوس زوجها ، وخرج لحربهم ، انتصر الهكسوس عليه ، وقتلوه ، وبدأت في السؤال عن الآلهة ، التي لا تفعل شيء لها ولأهلها ..!

وعندما هاجم الهكسوس قصرها ، فر كل من فيه من الأهل والخدم ، أما هي فقد بقيت مكانها ، ودخل الجنود إلى غرفتها وعرفوها من التاج ، أنها أميرة القصر فحملوها إلى قائد الجيش وحملها بدوره إلى الملك ، ومثلت بين يدي الملك وقد أهانها وأذلها وعيرها يجبن زوجها ، وأمر بنزع التاج وضمها إلى حريم القصر كباقي الجواري .

وامتثلت هاجر لما فرض عليها ، ولم تعبأ بالحال الجديد ، فقد كانت مشغولة بالتفكير ، حتى جاءت سارة وزاملتها هاجر ، ورأتها دائمة التسبيح والصلاة والذكر ، وقد ذكرها رسولنا الكريم سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام بأم إسماعيل عليه السلام ، وتعلمت منها كيف تصلي وتسبح ، بعد الهجرة استقر ابراهيم عليه السلام وزوجته سارة ، وهاجر بأرض كنعان .

كانت زوجة سيدنا إبراهيم الأولى السيدة سارة ، لا تنجب ومرت السنوات ، فلما كبرت السيدة سارة ويئست من الانجاب فراحت تفكر في تزوج هاجر من سيدنا إبراهيم لتنجب له ولدًا ، وكان معروف عنها الورع والتقوى ، وتزوج سيدنا إبراهيم من السيدة هاجر ، وأنجبت له ابنه إسماعيل ، ولكن دبت الغيرة في قلب السيدة سارة بعد أن رأت الطفل.

فأمره الله تعالى بنقل هاجر وأبنها إلى واد بلا زرع ولا ماء ، فأخذها سيدنا إبراهيم وإبنها وسار بها حتى وصل إلى مكان قاحل ، وتركها ولما هم بالانصراف نادته يا إبراهيم أالله أمرك بهذا ، فأجابها نعم ، فقالت : إذن لن يضيعنا ، وامتثلت هاجر للأمر فورا ، وانصرف إبراهيم عليه السلام

وهو يدعو ربه ويقول : {رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ (37) رَبَّنَا إِنَّكَ تَعْلَمُ مَا نُخْفِي وَمَا نُعْلِنُ وَمَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ (38) } سورة ابراهيم .

تركها سيدنا إبراهيم عليه السلام بلا طعام إلا كيس تمر ، وكيس ماء قد جلبهما معه ، وعاد إلى بلاد الشام ، وظل يدعو الله أن يحفظ زوجته وابنه ، وحين نفذ التمر والماء ظلت السيدة هاجر ورضيعها في حر الصحراء القاحلة بلا ماء ولا طعام .

واستمر الطفل في البكاء من شدة الحر والعطش ، انفطر قلب السيدة هاجر من شدة بكاء رضيعها ، وظلت تهرول بين جبلين في الوادي الفسيح يطلق عليهما الصفا والمروة ، سبع أشواط فلم تجد شيء غير رمال الصحراء فعادت إلى رضيعها ، وقد كان يضرب الأرض بقدميه بقوة من شدة الحر والجوع والعطش ، لتجد الماء قد تفجر بين قدميه فأخذت تجمع حوله التراب وتقول لها زمي زمي ، وأصبح هذا المكان بئر زمزم المقدس .

تجمعت الطيور حول البئر لتشرب من الماء ، ومرت الأيام بطيئة ثقيلة ، حتى نزل على هاجر وابنها إسماعيل بعض أناس من قبيلة جُرْهُم ، وأرادوا البقاء في هذا المكان ؛ لما رأوا عندها الماء ، فسمحت لهم بالسكن بجانبها ، ومشاركتها في الشرب من ماء زمزم ، واستأنست بهم، وشبَّ الطفل الرضيع بينهم ، وتعلم اللغة العربية منهم ، ولما كبر تزوج امرأة منهم ، أصبح السعي بين الصفا والمروة من فرائض الحج بفضل السيدة هاجر تكريمًا لها .

عاشت السيدة هاجر بأرض مكة المباركة حتى أتم زوجها وابنها بناء الكعبة بيت الله الحرام ، ولقبت بأم العدنانيين ، وتوفيت ودفنها ابنها سيدنا إسماعيل الذبيح بجوار البيت الحرام .


ـــــــــــــــــــ
﴿وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمعَ وَالأَبصارَ وَالأَفئِدَةَ لَعَلَّكُم تَشكُرونَ﴾
[النحل: ٧٨]
ذِكر النعم يورثُ حبَّ المنعم عزَّ وجلّ!

[د.عبد الملك القاسم]
🌹 قصة وعبرة🌹

📌 تروي إحدى الكوافيرات:

كنت أمارس النمص لزبوناتي دائماً، وفي إحدى المرات أتت إليَّ فتاة وطلبت مني أن أزيل لها شعر حاجبيها وأنمص لها ففعلت ..
لكن شعرة من شعرات حاجبها لم تُنزع!
حاولت نزعها بسرعة فامتنعت، فقلت للفتاة : لعلي أكتفي بتشقيرها، إلا أن الفتاة أصرت على نزعها فنزعتها بقوة، وسقطت الفتاة مغماً عليها ثم ماتت!
ولما نقلتها إلى المستشفى أخبر الطبيب أن الشعرة التي نزعت كانت على عرق وأدى نزعها إلى حدوث نزيف داخلي مما أثر على دماغها فماتت!
ماتت وهي نامصة ملعونة مطرودة من رحمة الله مغضوب عليها لأن ربنا لا يلعن إلا عندما يغضب!

تقول المرأة تخيلت نفسي بعدها وقد مت معها ولاقيت نفس المصير، أليس الله قد لعن النامصة والمتنمصة!
علماً أن هذه المرأة تكثر الآن من زيارة المشاغل النسائية لتخبرهم بالحادثة علّها تجد من يتعظ ..

فهل تعرفي يا أختي الحكمة من تحريم النمص و التي اكتشفوها بعد 1400 سنة؟
- أثبتت التجارب حديثاً ان كل شعرة من الحاجب متصلة بخلية من الرأس، فعملية نزع الشعر أو النمص تؤدي إلى نزع خلية وراء خلية فله في ذلك حكم، وهذا والله أعلم انه هو السبب الرئيسي في التحريم ..

- والسبب الثاني هو تغيير خلق الله مع العلم بأن النامصة والمتنمصة ملعونات ومطرودات من رحمة الله ..
"يعني بالله إنسان عاقل راح يخلي شعره من جسمه تكون سبب في طرده من رحمة الله" !!

- ويوجد أمر آخر يقول أن تحت كل شعره من الحاجب توجد خلية سرطانية وكلما يتم نزع الشعرة نفسها تؤدي إلى تنشيط هذه الخلايا!

أتمنى أن تتعظ من ذلك كل نامصة ومتنمصة .. انشروها؛ لعلَّ الله يهدي بسببنا إحداهن ..💜''


منقوووله
⚔️🐎

⚔️🐎الحلقة 112 🐎⚔️

خلافة_عبدالله_بن_الزبير18

       ( الملك عقيم )

من هو المستفيد الأول من تلك الصراعات الداخلية المستمرة بين المسلمين .

     بالطبع أعداء الإسلام

ففي سنة 70 هجرية ..
بدأ إمبراطور الروم يشعر بأن المسلمين قد ضعفوا بسبب الخلاف الدائر بين أمير المؤمنين  / عبد الله بن الزبير ، و بين عبد الملك بن مروان .. ، فاستغل الفرصة و قام ببعض الاعتداءات على الحدود مع الشام

ففكر عبد الملك بن مروان في هذا الخطر الذي يهدد دولته من الشمال .. ، و وجد أن الوقت غير مناسب تماما  الآن لخوض معارك مع الروم .. ، فعليه أولا أن يوحد البلاد الإسلامية تحت سلطانه ، و أن ينهي ذلك الصراع الداخلي قبل أن يبدأ حملاته العسكرية مع الرومان .. ، و لذلك قرر أن يهادن إمبراطور الروم مؤقتا .. ،  فطلب منه الصلح
و تم هذا الصلح على أن يدفع  عبد الملك بن مروان 1000 دينار ذهبية لإمبراطور الروم مقابل وقف القتال 

و في سنة 71 هجرية

رأى عبد الملك بن مروان أنه قد آن الأوان لغزو العراق .. ، فمصعب بن الزبير و جيوشه قد أنهكتهم الحروب مع الشيعة و الخوارج ..
فجهز عبد الملك جيشا ضخما ، و قرر أن يقوده بنفسه

و لم يكن ذلك اللقاء العسكري مع مصعب بن الزبير سهلا على نفس  عبد الملك بن مروان كما تتصور .. ، فقد كانت تربطهما علاقة صداقة قديمة ، و كان عبد الملك يحبه جدا

و اعترض بعض وزراء عبد الملك بن مروان على فكرة خروجه بنفسه ليقود الجيش .. ، و لكنه أصر على ذلك ، و قال لهم : (( إن مصعبا من بيت الشجاعة .فأبوه أشجع قرشي
و أخوه لا تجهل شجاعته .و مصعب شجاع أيضا .و أنا أجد في نفسي بصيرة في الحرب ،  و شجاعة عند اللقاء )

و حاول عبد الملك أن يخذل أنصار مصعب و أمراءه عنه .. ، فأرسل رسلا في السر إلى البصرة لدعوة أهلها إلى أن يبايعوا عبد الملك بن مروان على الخلافة ..  فاستجاب بعضهم ..  كما أرسل عبد الملك رسائل خاصة إلى أمراء مصعب يدعوهم فيها لنفسه ، و يعدهم بالمناصب و المكافآت الجزيلة في دولته إذا انتصر على مصعب .و يهددهم و يتوعدهم بالويلات إذا خرجوا في جيش مصعب و ساندوه في القتال

و أرسلت إحدى تلك الرسائل إلى إبراهيم بن الأشتر النخعي .. الذراع الأيمن لمصعب فتنبه إلى المؤامرة .و لاحظ أن كثيرا من الأمراء قد تأثروا بإغراءات عبد الملك ، و طمعوا فيما عنده ..!!
فأسرع إلى مصعب ليحذره من خطورة الأمر
.و اقترح عليه أن يضرب أعناق كل من ثبت أنهم يميلون إلى عبد الملك بن مروان من هؤلاء الأمراء حتى لا يخذلوا الناس عنه ، و حتى يكونوا عبرة لغيرهم ..
و لكن مصعبا رفض ذلك رفضا قاطعا حتى لا يقول الناس أنه يقتل أصحابه .. ، كما أن ذلك سيجعل قبائل هؤلاء الأمراء ينقلبون على مصعب مما يضعف شوكته أمام جند الشام
                قرن الشيطان
و آتت محاولات عبد الملك ثمارها
فلما أراد مصعب بن الزبير أن يتجهز للقتال خذله الكثيرون من أهل العراق .. كالعادة .فلم يستطع أن يجمع جيشا كبيرا يكافئ جيش الشام في العدد و القوة .

و ساعتها تذكر مأساة كربلاء ، و ما حدث مع سيدنا / الحسين . و شعر بأن المشهد يتكرر معه بحذافيره

.فكان أمامه أحد أمرين لا ثالث لهما :
إما أن يستسلم و يخضع لعبد الملك بن مروان أو أن يقاتل حتى الموت .

فقال : (( إن لي أسوة في الحسين حين امتنع عن الذلة لعبيد الله بن زياد )) ثم قرر أن يقاتل بمن معه من الرجال ، و ليكن ما يكون

        ( إنت حبيبي )

و التقى الجيشان

و كان إبراهيم بن الأشتر النخعي هو قائد المقدمة في جيش مصعب فحمل بها على مقدمة جيش الشام حملة شديدة حتى أزالهم عن مواقعهم .و لكنه مع الأسف قتل في تلك الهجمة ..و قتل معه عدد من أمراء مصعب

و اشتد القتال، و أخذ مصعب يحث الشجعان و الأبطال أن يتقدموا فلاحظ فتورا من الكثيرين ثم بدأ بعض أمرائه يتركونه و ينضمون إلى جيش عبد الملك .
و أصبح مصعب بن الزبير في مأزق حقيقي بعد أن خذله رجاله .. ، و شعر بأنه لن يتمكن من الصمود أمام عبد الملك طويلا

و هنا أرسل إليه عبد الملك أخاه ( محمد بن مروان ) ليعطيه الأمان على نفسه و أهله و ماله إذا قبل الاستسلام .فأبى مصعب  و قال له :
(( إن مثلي لا ينصرف عن هذا الموضع إلا غالبا أو مغلوبا ))
و لأن عبد الملك كان يحب مصعبا ، و لا يريد قتله حاول محاولة ثانية مع ابنه (عيسى بن مصعب )
فأرسل
2025/07/08 10:23:51
Back to Top
HTML Embed Code: